|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/4/2009, 23:33 | |
| المسرحية السخيفة! احتجت لاستجماع كل ما أملك من شجاعة حتي لا أمزق هذه الرسالة كما فعلت عدة مرات وسبب تمسكي بشجاعتي النظرة التي رأيتها مرتسمة علي وجه ابنتي الجميلة: ماهذه السيدة المجنونة التي تصرخ بهستيريا علي لاشئ؟
وسأحاول ان أنظم افكاري: أنا سيدة عندي39 عاما متزوجة ولي ولد12 عاما, وفتاة9 سنوات ومتزوجة منذ اكثر من14 عاما وانا احمل شهادة جامعية ادبية ممتازة, واعمل معلمة بإحدي المدارس الخاصة الراقية واظن اني ناجحة في عملي لأني لم ارفد بعد.
فما المشكلة؟ هي ببساطة اني وحيدة ومرهقة, فيوميا مطلوب مني القيام بمسئوليات كثيرة جدا, وهذا في حد ذاته ليس بمشكلة, فالجميع هكذا وعدم وجود من يساعدني شئ عادي جدا في حياتي, فقد اضطرت امي ان تتركني مع أخي في مصر وذهبت هي وأبي للبحث عن لقمة العيش واستطاعا تحقيق اهدافهما ألا وهي تعليمنا جيدا وشراء شقة فاخرة لهما, وهنا توقف مجهودهما في رعايتنا واكتفيا بذلك, وعشنا وحدنا أنا واخي في شقة مع خادمة مراهقة كانت غير قادرة علي تحمل مسئوليات نفسها, فما بالك بطفلين يعيشان من وجهة نظرها في عز ونعيم غير محدود, فأقل ما أقول عنها انها كانت دون المسئولية, وعندما عادت أمي للإقامة معنا في شقتها الفاخرة عاملتني باحترام
وأنا لا أذكر انها أيقظتني يوما أو كوت لي ملابسي, أو سألت ماذا حدث في المدرسة أو إذا كان هناك ما ينقصني؟ فقد كانت روحها هائمة في ماض مؤلم مع ابويها المطلقين واخواتها غير الأشقاء, أو ذكري حب قديم لاتزال تتحسر عليه هي التي قالت لي ذلك فقد اتخذتني صديقة حميمة تخبرني كيف ظلمتها الحياة واسباب كرهها الحياة مع زوجها القاسي الظالم والمفتري والذي بالمناسبة اشبه كما تقول وفوق كل ذلك تحملت الحياة معه وهي بذلك تمن علي بطريقة شبه مباشرة, اما باقي وقتها فكانت تقضيه في التفكير كيف توفر النقود وكيف ستكون الجولة التالية لها مع ابي في حربهما المستمرة حتي الان وهي حرب من الاقوي والأكثر شراسة والأكثر حدة.
وتعلمت الانزواء وبنيت حولي جدارا من الخيال والقصص والأمل والاهتمام وكان هذا العالم الموازي للواقع قويا ومنيعا وحماني عدة مرات, فأنا تعلمت الانحناء وتكبير الدماغ وأنه لاشئ دائم, ولايوجد ما يستحق الخلاف عليه نعم انا مستسلمة فيكفيني القتال الدامي الذي شهدته ونضجت معه.
ما المشكلة؟ المشكلة اني اضطر ان أقرأ الكتب وأتابع البرامج الاجنبية التي تناقش شئون الأسرة, فأنا لا اعرف كيف اربي اولادي؟ لا اعرف كيف اكون أما؟ الشئ الوحيد الذي اتمسك به ان اكون دائما موجودة لأسمعهم واناقشهم وأحبهم بلا قيد او شرط, وعندما اقصر معهم يظن زوجي بأنني مهملة وانانية ولا أهتم بهما كفاية واني لم اتعود علي العطاء, ما هذا؟ وأي عطاء؟ أنا لا أنام لأجلهم وأقسم بالله انهما سبب قيامي من نومي يوميا, وسبب رجوعي للمنزل وسبب تمسكي بشجاعتي لأحاول ان اكون شيئا لم اره في حياتي واسمع عنه فقط عندما تتحدث زميلاتي عنه الأم زوجي الذي احببته وانا حتي غير مدركة تزوجته عن طريق احدي قريباتي ويكبرني بسنتين, طيب القلب, هادئ المعشر متدين متصدق, ويعشق اولاده ولا يبخل عليهم بشئ, اما عن رؤيته لي فهو يحتقر, المرأة بصفة عامة, وهو لا يخفي عدم اعجابه بي مطلقا
, وحريص جدا علي ماله ووقته وعواطفه فيما يخصني, وانا فقط منتظرة الوقت الذي سيكسر فيه الملل الذي يشعر به معي, وربما يتزوج من اخري, وعندها سأتحرر, ولن أعاتبه وأغضب وأنهار, بل سأصر فقط علي ألا يقطع النقود عن أولاده ويدعني اقيم في الشقة المتواضعة التي نقطنها والتي يرفض صيانتها
بما لأنني أقيم فيها اكثر منه والآن لابد ان استمر في تلك المسرحية السخيفة المسماة حياتي فيجب ان اتقن تمثيل اني سعيدة وان ابي وامي افضل, والدين في العالم وزوجي اروع زوج وأهله من نسائم الصيف المنعشة, وأنه لاشئ ينقصني, واني افضل اسلوب حياة وملابس مختلفان, لقد تعبت من الاداء وتعبت من الحياة وانا اعرف أنه لا حل لمشكلتي, ولكني لم اعرف احدا غيرك اثق به وائتمنه علي اسراري وانا اعلم اني اعاني من حالة اكتئاب, ولكني معتادة علي وجود عدم الراحة, والضيق وان أحدا لن ينقذني من نفسي, وعفوا ان كنت اطلت عليك لقد استرحت قليلا الآن, فشكرا لك علي فتح طاقة من الأمل للجميع, وفقك الله وسدد خطاك, واراح قلبك وعقلك وهداك انت واسرتك الي صراطه المستقيم, وجعلكم جميعا سعداء في الدنيا والآخرة. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/4/2009, 23:37 | |
| عرفت الله كان من الطبيعي أن تصلك رسالتي هذه منذ ما يقرب من خمسة شهور, وبالتحديد منذ نشر رسالة ستر الله والتي حكي فيها رجل أنه كان قناص نساء, وانه التقي بفريسته في إحدي المناسبات, وتبادلا الهواتف وبعد معاناة ووقت طويل أقنعها بالذهاب اليه في شقته, وبينما هي في الطريق اليه بسيارتها وقع لها حادث وأصيبت إصابات جسيمة ونقلت إلي المستشفي, وعندما ذهب اليها, اكتشف من الأطباء بعد أخذ عينة دم انها مصابة بالإيدز, وأحس أنها رسالة من الله, فتاب اليه وأعرض عما كان يفعل, وحاول التكفير عن خطاياه في حقوق الآخرين.
وجاء ردك عليه مطمئنا لكل من تاب إلي الله, ومحذرا لكل من غرته الدنيا فأوغل في المعصية متجاهلا أو غافلا ان عين الله لاتنام, ولأنه كاتب الرسالة فقد اهتممت به, وتجاهلت أو أغفلت تلك السيدة الأخري, الضحية, أو الجاني, فلم تقل لها أو عنها شيئا, وجاءت بعد ذلك تعليقات السادة القراء, لتؤكد أن الجميع قد نام واستراح, لأنها لاقت جزاءها ودفعت ثمن انجرافها نحو الخطيئة, وكأنه من المستبعد ان تكون هي الأخري ضحية له ولغيره من الرجال, وانها قد تكون تابت الي الله راجية أن يتوب عليها ويغفر لها.
سيدي... تتساءل: لماذا أكتب إليك هذا, ولماذا كان يجب أن تصلك رسالتي منذ شهور بعيدة, ولماذا تأخرت في الكتابة إليك؟
من المحتمل ياسيدي أن أكون أنا تلك المرأة الملعونة التي انتقم منها الله بحادث سيارة مفزع, وقبل ان تفيق من مصيبتها اكتشفت انها مصابة بالإيدز... فالقصة التي حكاها هذا الرجل تتشابه كثيرا مع ما حدث لي, مع بعض الاختلافات والتي قد تكون مقصودة منه أو منك لإخفاء ملامح الشخصية, خاصة أنك أخفيت وظيفته وما قد يشير إلي محل إقامته.
ليس مهما اذا كنت أنا هي تلك المرأة أم لا.. ولكني وجه آخر للحقيقة.. وجه آخر للمأساة, للحلم والضياع, للانحراف والتوبة.
دعني أبدأ لك من البداية, لعلك وقراءك تجدون في قصتي ما يستحق التأمل والتماس الأعذار للآخرين حتي لو كانوا من الخطائين.
نشأت مثل كثير من الفتيات في أسرة طيبة, فتاة واحدة مع ولدين.. والداي كانا يعملان في مجال التدريس.. عشنا معا سنوات في الخليج, كانت من أحلي سنوات العمر, وأن كان بها ما عكر صفو حياتي وحياة أسرتي لعدة شهور, عندما تعرضت لحادث أدخلني غرفة العمليات لأجري جراحة خطيرة وكان الله لطيفا بي, فشفيت وأكملت أيامي حتي حصلت علي الثانوية العامة, فعدت الي مصر وحدي لأعيش مع جدتي والتحق بالجامعة.
لك أن تتخيل فتاة صغيرة عمرها18 عاما, عاشت سنوات عمرها في مدينة هادئة, في أحضان أسرتها, لاتري من الحياة إلا ما يسر ويبهج, تجد نفسها وحيدة في مدينة صاخبة مليئة بالمتناقضات.. حياة أخري غير التي عشتها.. لا أحد يقول لي ما الصواب وما الخطأ.. نعم معي نقود ليست مع زميلاتي, لي سيارتي الخاصة, لا أحد يقول لي: افعلي ولا تفعلي.. صدقني كنت أعود الي جدتي باكية, مفزوعة مما أراه.. أشكو لأمي وأطالبها بالعودة, فتقول لي: انت كبيرة, بكرة تتعودي, احنا واثقين فيك, وبعدين اخواتك لازم ياخدو الثانوية من هنا... هنيجي في اجازة نصف السنة.
تقوقعت داخل نفسي, وانعزلت عن زملائي وزميلاتي, وتحملت طويلا غمزاتهم وسخريتهم مني, حتي بدأت أندمج تدريجيا معهم في عامي الدراسي الثاني.. وبدأت أري ما لم أكن أراه أو أعرفه... تعلمت السهر وشرب السجائر, ودخل قاموسي كلمات لم أكن أعرفها أو أقبلها, مثل صديقي, وتظبيط وغيرهما من الكلمات التي تعكس ثقافة انفلات وفوضي وشباب لم يجد من يربيه.
تسألني: أين جدتي؟ أجيبك أنها زهقت مني وتعبت من الكلام معي, واستعانت بوالدي, فكنت أصم أذني عن صراخهما في الهاتف وتهديدهما المتكرر, سحبوا موبايلي, ومنعتني جدتي من الخروج ليلا, فكنت أغافلها حتي تنام ثم أسرق مفتاح الشقة وأهرب.
لم أكن سعيدة بما أفعل, ولم أكن أراه صوابا, ولكن شيئا ما بداخلي كان يحركني ويدفعني لتبرير ما أفعله بأنه عقاب لوالدي لأنهما اختارا الفلوس علي حساب الاهتمام بي.
سيدي... أرجو ألا يجنح تفكيرك بي, فعلي الرغم من كل ما فعلته, إلا أن هناك حدودا كنت أقف عندها... مغامرات محدودة وتصرفات وتجمعات شبابية حول الرقص وتدخين المخدرات ـ أحيانا ـ والسفر خارج حدود العاصمة في أي وقت ـ كل واحد له حكاية ومأساة, ما بين سفر الآباء, طلاقهم, شجارهم, أو انشغالهم بعملهم علي حساب الأبناء.. كل واحد منهم يعتقد أنه وفر لابنه كل شيء, لمجرد انه يغدق عليه بالمال.
لو سألتنا جميعا لقلنا بعلو صوتنا, نحن لسنا سعداء... كنا في حاجة إلي حنان أهالينا وتفهمهم ورقابتهم وحتي قسوتهم ولكننا لم نجد.
تفاصيل كثيرة, لا أريد أن أبعد بها عن القصة الرئيسية, عن ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه اني مريضة بالإيدز وأنا في طريقي لارتكاب المعصية الكبري.
في صيف عام2003 عادت أسرتي من الخارج وكنت وقتها قد أنهيت عامي الدراسي الأخير بالجامعة, عادوا ومعهم عريس, ابن أحد أصدقائهم, جاوز الثلاثين بقليل, وجمع ثروة لا بأس بها, وعاد الي مصر ليفتتح شركة في مجال التصدير والاستيراد, رأي فيه والداي عريسا مناسبا يستر عارهما قبل أن يشيع بين الناس, لم يستمعا الي رفضي, أو رغبتي في منحنا فرصة للتعارف أو التفاهم.. فهما مرتبطان بموعد للعودة, والعريس جاهز, شقته معدة حسب مزاجه وذوقه, ولا ينقصها إلا الدبيحة, أقصد العروس التي هي أنا.
هو كان مثلهما جافا, سعيدا بجمالي, ولم ينظر قط الي تفكيري أو احتياجي.. وخلال أسابيع قليلة انتهي كل شيء, أصبحت زوجته وسجينته.
عشت أسوأ أيام عمري مع رجل قاس, لم يفكر يوما في احتياجاتي النفسية قبل الجسدية... يسخر من كل شيء أقوله أو أفعله, ليس علي سوي تنفيذ رغباته لإرضاء رجولته المزعومة.. حرمني من كل الأصدقاء, حتي تليفوني كان مستباحا منه.
ذات يوم تجرأت ونحن في لحظة خاصة, وقلت له لماذا لا تفكر في إسعادي, فاستدرجني في الكلام, حتي قلت له اني غير مستمتعة معه وانه يظلمني ويحرمني حقوقي, فقال لي انت امرأة ساقطة وباردة وسأعيد تربيتك من جديد, وانهال علي ضربا وسبا, حتي تورم وجهي وجسدي.. وكانت هذه هي بداية انتهاء آدميتي.. فقد تفرغ زوجي لتدميري, لسحق أي إحساس بأنوثتي.. كان اليوم الذي يمر بدون ضرب لا يحسب من عمري.. كنت أسلمه جسدا ميتا, أذهب بروحي الي عالم آخر, أدعو فيه ربي أن يعفو عني من هذا السجن وأعاتب والدي بل ألومهما علي ما فعلا بي, سامحهما الله.
لن يغيب عن خيالك, اني هربت مرات الي بيت جدتي, والي الشارع, بل الي قسم الشرطة, ولكنه كان يعيدني, لاني وحيدة بلا سند, وأبي كان يلومني ويسمع له ولا يستمع لي, بل يحملني كل المسئولية عن هذه العلاقة الفاشلة البائسة.
عامان من هذا العذاب حتي انفصلنا, حصلت علي الطلاق بعد ان حررت له محضرا في قسم الشرطة بعد ان شج رأسي في إحدي غزواته, فاستجاب لي بعد ان تنازلت له عن كل شيء, ولم يستطع ابي ان يشارك في طلاقي لأنه كان مشغولا شويتين!
سيدي.. كان لابد أن أحكي لك هذا التاريخ لتفهم ـ فقط تفهم ولا تلتمس الأعذار ـ ما الذي جعلني أذهب يوما وراء كلام رجل التقيته في احدي المناسبات وأنا أعرف أنه قناص ومخادع. لقد خرجت من هذه التجربة بقايا امرأة, وبقايا إنسان.. ذهبت إلي طبيب نفسي, نجح في تهريبي من نفسي إلي النوم بالمهدئات, ومن اكتئاب مزمن إلي اكتئاب متقطع.. نصحني بالخروج إلي الحياة, فخرجت, وعدت إلي السهر وإلي تجمعات البشر, ألملم صورة الأنثي المحطمة من أفواه الذئاب, فأرضي قليلا.
إلي أن جاء هذا اليوم الذي التقيت فيه صاحب رسالة ستر الله أو من شابهه.. فعل مثلما فعل غيره, اهتم بي وطاردني بالكلمات, ولكنه كان خبيرا أكثر من غيره, فلم يهرب من سخريتي, ولم ييأس من نفوري.. فرض نفسه علي تفاصيل حياتي, اهتم بأنفاسي وأوجاعي, بدأ في ترميم روحي, ثم بدأ يشكل إحساسي بأنوثتي مرة أخري.. أشعرني بأنه غير منجذب إلي أنوثتي, بقدر انجذابه إلي تفكيري واحترامي.
امرأة وحيدة, تعرضت لكل أنواع العذاب وهي في أحلي سنوات عمرها, كل شئ فيها مهدر ومهان, بلا ناصح أو أمين عليها, ماذا يمكنها أن تفعل مع رجل يعدها بما لم تر؟
أنا وغضبي والشيطان معا كل ليلة, كان من السهل عليه أن يقنعني بالذهاب إليه مبررا ذلك لي, بأن ما فعله زوجي معي هو الحرام والاغتصاب بعينه, فأغمضت عيني وقررت الذهاب إليه.. وأنا في طريقي إليه كان صوتا ما بداخلي يهتف بي: عودي, لاترتكبي هذا الإثم.. إذا كان يريدك فليتزوجك.. لم أدر بنفسي بعد ذلك إلا في المستشفي, مصابة بكسور مضاعفة في العمود الفقري والحوض.. واكتشافي المفزع لإصابتي بفيروس الإيدز.
من أين أتاني هذا الفيروس اللعين؟ سؤال طرحته علي نفسي وأنا أصرخ أمام والدي اللذين تكرما علي وآتيا فورا من الخارج.. أقسم بالله انه لم يمسسني بشر غير زوجي..
لا أريد أن أستعيد تلك التفاصيل, لقد مررت بتجربة لايمكن وصفها وكم كانت أليمة لروحي قبل جسدي؟
سيدي.. لم أكتب إليك لأدافع عن نفسي, فقد نلت ما كتبه الله لي, وأنا راضية بقدره وابتلائه وقد أعانني عليه.. ولكن هذه هي الحقيقة التي وصلنا إليها بعد سفري إلي الخارج, فأنا حاملة لفيروس الإيدز بنقل الدم منذ إجرائي الجراحة في تلك الدولة الخليجية.. أحمله منذ سنوات ولم أشعر به, واتخذ والداي إجراءات قانونية تجاه المستشفي ولم يحسم الأمر حتي الآن, وإن كان هذا لايهمني.
سيدي.. قضيت عاما كاملا خارج مصر, وهو عام يعادل كل أعوام عمري.. لقد عرفت الله أخيرا, عرفت جمالا وتذوقت لذة لايعرفها إلا من ذاقها.. تعلمت كيف أناجيه وأطلب وصله بعد أن طلبت عفوه ومغفرته.. سامحت كل من آذاني.. عرف أبي وأمي كم كان خطؤهما فادحا, فليس هناك أبقي من حماية الأبناء ورعايتهم, وقد يكون ماحدث لي منجاة لشقيقي.. لا يؤلمني الآن إلا بكاء والدي الذي لاينقطع.
عدت منذ عامين, وأكرمني الله بالحج بتأشيرة من البلد الأوروبي, وأنا الآن سالمة لا أعاني إلا من آثار بسيطة في الحركة.. أواصل دراستي في الشريعة الإسلامية.. لايفزعني الموت, بل أنتظره كل يوم أملا في رؤية من أحب.
سيدي.. نادمة أنا علي سنوات عمري التي قضيتها في ظلام, ولكني سعيدة اني استعدت بصيرتي في شدة البلاء. فاغفرلي إطالتي, وربما أردت شيئا بالكتابة إليك, فانتهيت إلي شئ آخر.. بدأت راغبة في رفع ظلم ألم بي, وانتهيت إلي حالة من الرضا أدعو الله أن يديمها علي. فادعو لي.. وليغفر لنا الله جميعا. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/4/2009, 23:49 | |
| الفجوة الرهيبة أرجو التكرم بالسماح لي بسرد قصتي البسيطة, مقارنة بما اقرأه في بابكم الكريم من مآس ومشكلات تهون أمامها عظائم الأمور.
أنا يا سيدي شاب أبلغ من العمر35 عاما, نشأت في أسرة مترابطة لأب يتفاني في خدمة أولاده وكان كل همه تربيتهم تربية صحيحة, وأم لا تتواني عن عمل أي شيء لإسعاد أولادها وحتي لا أطيل علي سيادتكم فقد نشأت والحمد لله ملتزما ولي بعض الصفات الشخصية التي أعتز بها مثل حب العمل والنجاح والطموح والرغبة في التميز بالمجهود والثقة العالية بالنفس وكنت أثناء فترة الدراسة الجامعية أعمل بجانب الدراسة عملين منفصلين منهما مشروع خاص
برغم اعتراض الأهل علي الأمر إلا أني الحمد لله نجحت في التوفيق ما بين العمل والدراسة, ولم يكن لي أي أهداف أيام الدراسة سوي النجاح في حد ذاته, وكأي شاب في مقتبل العمر اهتممت بالمظهر والصداقات العابرة, ولم أفكر يوما في تمديد حلمي ليشمل المستقبل, إلي أن تعرفت علي زميلة لي أيام الدراسة, أعجبت بشخصيتها القوية وجديتها المبالغ فيها والتزامها في كل شيء, وأحسست أن تلك هي الفتاة التي أبحث عنها, وتلك هي الصفات التي يتمناها أي شخص في شريكته ليكون سعيدا في حياته, وتحدثنا وتفاهمنا وكانت نعم العون والمخطط للمستقبل, وتقدمت لوالدتها وجلست معها وتحادثنا, وتفضلت مشكورة بقبول كل ظروفي برغم أنهم أعلي من مستوانا ماديا واجتماعيا
ولكن السيدة الفاضلة تمنت لنا التوفيق والحمد لله وبمشاركتها لي في كل أموري نجحت في الزواج بدون أي مساعدة خارجية من الأهل وأنا عمري26 سنة بعد أن وفرت جميع الالتزامات المطلوبة مني, وقبل الزواج بأيام قليلة اقترحت علي زوجتي عن طريق إعلان بالجريدة التقدم للالتحاق بعمل في دولة خليجية, ولم يكن واردا في بالي موضوع السفر للخارج, ولكني تلبية لرغبتها تقدمت للوظيفة, وخرجت من المقابلة بعد10 دقائق وأنا مقتنع انه تم قبولي حتي قبل أن يبدي لي أي شخص الموافقة, وبالفعل في صباح اليوم التالي قام مدير المكتب بالاتصال بي وحثي علي إنهاء الإجراءات وتم السفر, ولحقت بي زوجتي بعد بضعة أشهر لنبدأ معا حياتنا الزوجية المأمولة
في أول أيام زواجنا في الغربة ومع مرور يومين فقط أحسست إحساسا غريبا يملؤني بأن زوجتي الحبيبة لديها نوع غريب من أنواع البرود, لدرجة أنني وبدون قصد حدثت لي حالة اضطراب استمرت عدة أيام لم أقترب منها, برغم أننا في أيام زواجنا الأولي, ومرت بنا الأيام بحلوها ومرها ورزقنا الله بطفلة آية في الرقة والجمال وكانت نعم الهدية من الله عز وجل, ومع طول فترة الزواج والشعور داخلي يزداد بعدي النفسي عن زوجتي برغم شهادتي بتميزها علي جميع الأصعدة في عملها وعلاقتها بأهلها وابنتها, ولكن لم أجد لنفسي مكانا في حياتها برغم اقتناعي بأنها إنسانة في منتهي الرومانسية, وبعد مدة من ولادة ابنتنا اشتقت مرة أخري للخلفة وطلبت منها أن تسمح بالحمل ولاقيت اعتراضا شديدا لمدة تزيد علي العامين حتي وافقت ورزقنا الله بطفل نعمة من المولي عز وجل
وخلال تلك الفترة كان البعد النفسي داخلي يزداد رغم عدم تلميحي مجرد التلميح لها بما يحدث داخلي وهي مقنعة بأنها نعم الزوجة ونعم العون لزوجها, وكل من يشاهد أسرتنا يحسدنا علي ما يراه ولا يعلم ما في النفوس
وبعد فترة بدأت زوجتي تهتم بعملها ونجاحها فيه وبصديقاتها الموجودات باستمرار في بيتنا في وجودي وعدم وجودي, ووصلنا لمرحلة وجود طفلينا مع الخادمة التي تقوم بعمل كل شيء للطفلين, وأحسست من داخلي بزيادة الفجوة بيننا, إلي أن بدأت تظهر في حياتي بعض الشخصيات التي تعطيني فقط مشاعر لا ألقاها في بيتي, ورغما عني تعلقت بالكلمات وليس بالشخصيات, وأكرر ليس بالشخصيات لكن فكرة الاهتمام في حذ ذاتها ملكتني, إلي أن اكتشفت زوجتي مكالمة تليفونية من احداهن واقامت الدنيا وأصرت علي الانفصال لأن كرامتها لا تتحمل أن تقبل فكرة الخيانة, لأنها لا تقصر في شيء مع العلم أن كل من حولنا, خصوصا أهلها لاحظوا خلال الاجازات أني لا اقترب من زوجتي ولا مرة واحدة خلال الاجازة, وهي لا تهتم بالأمر, وأنا بكل صدق أهرب لاحساسي بالفجوة الرهيبة بيننا في المشاعر.
نزلت مصر إجازتي السنوية وأنا مقرر أن أحسم الموضوع وأصارحها بكل ما لدي, وجلست مع والدتها وتفضلت مشكورة بتصحيح الأمر بيننا بعد أن صارحتها بكل ما يجول داخلي من مشاعر غربة عن زوجتي وبعد نفسي عنها وعن برود العلاقة بيننا, وجلست مع زوجتي ولمحت في عينيها رغبتها في إتمام الصلح ولم اعترض علي أن تبقي في مصر وأرجع أنا لمقر عملي, وبعد عدة أيام وجدتها تطلب مني العودة معي مرة أخري, وعدم رغبتها في البقاء في مصر وبمنتهي الأمانة ساورني الشك في مدي مصداقية رغبتها في العودة؟ أهي عودة لحضن الزوج والبيت والأطفال أم عودة للعمل والأصدقاء والنجاح والمرتب العالي مرة اخري؟
المهم أنها بالفعل عادت مرة أخري وانتقلت من عملي إلي مركز مرموق في عاصمة الدولة التي نحن بها, وفوجئت بتمسك زوجتي بعملها وإصرارها علي الاستمرار فيه لدرجة انني عندما خيرتها ما بيني وبين عملها اختارت عملها, بل واقترحت علي بأن انتقل أنا لمقر عملي الجديد وتبقي هي في مدينة اخري مع أولادي في عملها. كانت تلك هي اللحظة التي انتهي فيها كل شيء داخلي لتلك المرأة, واتسعت الفجوة بيننا بصورة لم أكن أتصورها, وانتقلنا لمقر العمل الجديد تحت إلحاح مني وقبل أن ألتحق بعملي الجديد كانت هي انتقلت بعملها نفسه لفرع المدينة الجديدة حتي لا تجلس في البيت وتربي الأولاد لأنها لا تحتمل الجلوس في البيت, ووجدت زواجنا عبارة عن شخصين منفصلين تماما وكل شخص له حياته المستقلة خارج البيت وداخله, وخلال تلك الفترة كنت أبحث فقط, واكرر فقط.
عن كلمة حنونة ولحظة اهتمام ولو عبر الهاتف مع أي شخص لشعوري بالوحدة الداخلية والفراغ العاطفي, ولا أعفي نفسي من المسئولية والإقرار بالخطأ تجاه الأمر لكن لكل إنسان لحظات ضعف يمر بها خلال حياته, وتحول الموضوع داخلي لأزمة نفسية بعدم مقدرتي علي الاقتراب من تلك السيدة زوجتي لدرجة أنني لم أقترب منها في العام الأخير إلا مرتين واستشرت الاطباء, وأقروا بأنني سليم وأن الموضوع نفسي لا أكثر. وتكرر الموقف مرة أخري وبحثت عمن يشبعني نفسيا, وكان من الطبيعي أن تكتشف رسائل موبايل خاصة بشخصية يبعد بيني وبينها أكثر من3000 كم وأقامت الدنيا وأصرت علي الانفصال, وفوجئت خلال تلك الفترة بأنني كنت غافلا عن انني متزوج سيدة جميلة بشخصية رجل في منتهي القوة والجبروت الداخلي ـ قامت باتخاذ كل القرارات الخاصة بحياتنا بمفردها, وتقدمت باستقالتها من عملها وحجزت لنفسها للعودة مع الأولاد لمصر بدون موافقتي, وتقدمت للعمل في مصر وتمت الموافقة علي عملها بدون موافقتي وكأنها هي رجل البيت وليس أنا.
وخلال مناقشاتنا في تلك الفترة اعترفت لها بما يجول داخلي من مشاعر سيئة لها واني لا استطيع الاقتراب منها, وهي فقط, واعترفت لها لانها بدأت تسيء لي وتتهمني بصبرها علي عيوبي ومرضي, وعندها صدمت بكلامي وتحولت لوحش كاسر أهانني واهان أهلي ومستواي, وأنني المفترض أن أكون أسعد رجال الكون لأنها قبلت الزواج مني.
نزلت الزوجة الكريمة لبلدها معززة مكرمة وطلبت الانفصال قبل النزول وطلبت منها الوصول لبيتها أولا وهي علي ذمتي مثلما خرجت منه علي ذمتي وبعدها يحق لها طلب الطلاق وسوف أقوم بتطليقها بمجرد طلبها الانفصال, ولم تطلب لليوم الانفصال برغم تأكدها بأنني فعلا لا استطيع أن أكمل معها مشوار حياتنا.
وتوسط من صديقاتها من توسط في الأمر, وأنا رافض تماما لفكرة الصلح, وهي تعامل أهلي أسوأ معاملة, وحرمت أهلي من رؤية أولادي, وحرمتني منهم, ومع ذلك لم اقم بأي عمل أندم عليه لخوفي علي أولادي, وأقوم بتحويل كل ما تطلبه من مصاريف لأولادي شهريا ويعتبر مبلغا ضخما جدا بشهادة كل من استشرتهم.
واليوم اكتب لسيادتكم برسالتي لطلب المشورة في أمر رغبتي الحقيقية في الزواج مرة اخري لأني عانيت الأمرين خلال فترة وجودي بمفردي في الغربة التي قاربت علي العام, وكل مايجول بخاطري اولادي وتقبلهم لفكرة زواج أبيهم وهل انا سأظلمهم باقدامي علي فكرة الزواج؟
أي عروسة سأتقدم للزواج بها ستشترط أولا قيامي بتطليق زوجتي الأولي وانا لا أستطيع إكراما لها إلا بعد طلبها هي, وليس لمجرد طلب العروس الجديدة وأهلها.
خوفي من علاقة اولادي بإخواتهم من أم أخري وخوفي من قيامها بتشويه صورتي أمام أولادي رغم انني لا أقصر في أي شيء تجاههم.
كل ماسبق أثر علي ظروفي الصحية ودخلت المستشفي عدة مرات بأزمات قلبية, وتدهور وضعي في العمل لعدم قدرتي علي التركيز في عملي, وأشعر بأن الدنيا تهرب من تحت قدمي. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/4/2009, 23:52 | |
| aالخطوة العاشرة تعقيبا علي رسالة رائحة الحياة أولا أحب أن أبدأ بتعريف نفسي, أنا مشرفة من زمالة الاعتماديين المجهولين وهو برنامج من12 خطوة أيضا ويحمل نفس أسلوب وطريقة وبرنامج المدمنين المجهولين وهذه الزمالة ليس لها شروط سوي أن يكون المشترك راغبا في العلاج, واسمح لي أن أنتهز هذه الفرصة للتعريف بالبرنامج, أو بمعني أصح بمن يجب أن يعمل وبالطبع يستفيد بهذا البرنامج.
أولا: كلنا بطريقة ما عندنا نوع من أنواع الادمان, والادمان في هذا البرنامج هو ادمان سلوكيات مدمرة, ولكن مع الأسف الناس لاتري ذلك كمثال علي ذلك تبني وجهة نظر الآخرين, نمط ضعف الثقة بالنفس ومحاولة السيطرة علي الآخرين وإقناعهم بأفكارهم واقناعهم التام بعدم قدرتهم علي الاعتناء بأنفسهم, ثم الاقتناع بأن الشخص ليس له قيمة وأنماط كثيرة يمكنك التعرف عليها عندما تدخل علي موقعwww.coda.org.
وسبب هذه المقدمة هي أن هذه السلوكيات مع عدم علاجها وعدم الالتفات لها قد تؤدي إلي ادمان الكحوليات أو المخدرات, وذلك من واقع خبرتي كمشرفة فإن عادة ما يكون المدمن أو المدمنة يتبنون هذه السلوكيات, وبما أن هذه السلوكيات تؤدي إلي الانفصال عن النفس, وبالتالي ألم نفسي, وبالتالي إلي ادمان ولا أدعي أن كل المدمنين ضحايا لمرض نفسي, ولكن أقول نسبة كبيرة منهم, ولكن بما اننا في مصر فأي برنامج للعلاج النفسي غير مقبول بالنسبة للناس.
أريد أيضا أن أعقب علي زوجة الراسل لخوفها من انتكاسة زوجها, فأقول لها إن التعافي هو مشوار عمر بالنسبة للمدمن, فوجوده في البرنامج والتزامه به يضمن تعافيه باذن الله, ولكن معني أن المرض مزمن ليس أنه سيعود ولكن معناه أنه يجب أن يكون ضمن زمالة المجموعة, وأنا شخصيا أعرف أناسا في رحلة التعافي منذ20 عاما يعني20 عاما متوقفين عن التعاطي تماما, وهم الآن في مراكز قيادية في مؤسسات قوية في الدولة, فلا تكوني متحاملة عليه
وخصوصا أنه اختار التعافي, هناك برنامج اسمهALANON وهو برنامج لأهالي المدمنين واجتماعه كل يوم اثنين الساعة7 في النادي السويسري في الكيت كات, وأخيرا سيدتي تريثي واستخيري الله قبل هذا القرار, وبالنسبة للراسل أحييه علي اختياره ترك الادمان وزمالة المدمنين المجهولين, وأذكره بالخطوة العاشرة, وأن تعويض الله قادم لك قادم إن شاء الله.
هبة سعيد أحد مشرفي برنامج الاعتماديين المجهولين في مصر |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/4/2009, 23:58 | |
| الانتقام العادل قرأت رسالة إلا أمي ولي تجربة شخصية أسردها لك, وأرجو أن تنشرها لكي تتعظ كل زوجة ابن فيما أذنبت في حق حماتها, فأنا ياسيدي أتمني لو حماتي موجودة الآن, لكنت ركعت علي قدمي أتوسل إليها أن تسامحني. فأنا ياسيدي كنت زوجة قاسية, زوجي كان يحنو علي وعلي اسرتي, وأنا بالمقابل أعامل أهله أسوأ معاملة, كان عندما يجئ أهله عندنا أخفي عنهم كل شيء, الطعام والشراب وكل خيرات ابنهم دون أن ينطق هو بكلمة, بل كان يكافئني علي ذلك, كان يحضر لي الذهب ويضع أموالا لي في البنك باسمي هذه هي مكافأة معاملتي لأهله..
ولم يعاتبني يوما علي ما أفعله معهم.. وعلي العكس مع أهلي كنت لو طلبوا مني لبن العصفور أعطيه لهم, تعرض زوجي لأزمة مالية فأقدمنا علي بيع منزلنا واقترحت حماتي علي أن نسكن معها, خاصة أن زوجها قد توفي, وهي وحيدة, وأصرت علي ذلك. كانت هذه الحماة تعاني من الضغط والقلب, وتحتاج إلي كل رعاية طبية, تخيل ياسيدي ماذا فعلت بها أسأت إليها, لم ألب لها أي طلب ولم اسمع نداءها عندما كانت تريد أن تأكل أو تشرب. كنت أغلق باب الغرفة حتي لا يسمع ابنها نداءها وطلباتها, ويتركني فكانت تنام جائعة عطشانة, ولم أرحم ضعفها وذلها بل بالعكس كنت اعيش لنفسي فرحة بجمالي وشبابي وصحتي, كل يوم أفتعل معها الخناقات
وأحكي لابنها كل شيء حدث بصورة مغلوطة حتي يقف معي, وفعلا يظهر دائما امه أنها غلطانة لقد اصبح كله آذانا صاغية لي فقط, ولم يسمع لامه أي شيء ورزقني الله بالأولاد وهذا لم يغير في شيئا.
وبعدها ماتت حماتي, وهي غاضبة مني تعرف كيف ماتت؟؟
ماتت بسبب حسرة وألم مني ومن قسوتي وسوء معاملتي, وقسوة معاملة ابنها الوحيد الذي لم يسمع لها مرة واحدة, فهو كان سلبيا يخاف مني فضلني علي أمه, باع آخرته ياسيدي, واشتري دنياه مع زوجته.
هذه الأم ياسيدي ضحت بكل شيء من أجل زواجنا لتسعدنا وردا للجميل عاملناها أسوأ معاملة ممكن أن يتخيلها انسان, تعرف ماذا حدث لي بعد موتها. لقد كنت حاملا في ابني الغالي في الشهر الأخير أصبت بمرض خطير لا أستطيع الشفاء منه, وهو المرض اللعين. كذلك فقدت أمي وأخي وأبي في حادثة بشعة, ولم ينج منها أحد هذا هو عقاب الله لي. تصور ياسيدي كل هذه الاحداث المريرة حدثت بعد موتها بثلاثة أشهر
فأنا أتذكر يوم موتها, وهي بين يدي ابنها يطلب منها السماح, وهي تبكي وتقول يارب يارب وتنظر إلي بحزن عميق, وأنا مازلت علي قسوتي لم اطلب منها المغفرة, ولا السماح وهي علي فراش الموت, هل رأيت أكثر من ذلك من جبروت وقسوة.
بعدها فقد زوجي عمله بسبب قضية اختلاس ليس له ذنب فيها, بعد أن كنا أغنياء اصبحنا فقراء.
ذهبت بركة البيت وأخذت معها كل شيء جميل.
أكتب رسالتي, وأنا منتظرة الموت في أي وقت تاركة زوجي وأبنائي الذين اعرف مصيرهم بعد موتي فما هي إلا أيام معدودة, هذا عقاب الله لي في الدنيا بسبب سوء معاملتي لحماتي الغالية التي هي الآن في دار الحق, أما كل زوجات الابن القاسيات فهن في دار الباطل, أيها الزوجة الظالمة الجاحدة علي حماتك ارحمي حماتك قبل فوات الأوان حتي لا يحل بك كما حل بي! |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2009, 00:17 | |
| الأمنية الغالية لقد شاهدت في التلفاز منذ يومين برنامجا استضاف المذيع سيدة تتحدث عن موضوع العنوسة وأسبابها, وأن الفتاة العربية الآن مظلومة, وكان من ضمن وأهم تلك الأسباب عزوف وعدم رغبة الشباب بالزواج لأسباب ليست مادية فقط, بل الرغبة في الزواج بفتاة ذات مقاييس غير عادية, وأحيانا يمكن القول عالمية لدرجة أن منهم من يتغاضي أو يتناسي أمورا كثيرة عن المرأة التي يرغب في أن يتزوجها لمجرد انها جميلة جدا, وغالبا يكون الشخص ذاته ليس علي قدر كاف من الأخلاق أو المؤهل أو حتي التدين أو الوسامة, كما تفضلت السيدة برسالتها ــ وأصبح التدين والأخلاق والعفة والحجاب من الأمور المتخلفة التي ولت ويجب أن تتحرر الفتاة من هذه الأمور كلها لتجد قبولا لدي الرجل الشرقي.
أنا فتاة في الثلاثين من عمري علي قدر من الجمال لم أتزوج بعد, اجتهدت كثيرا ودرست كثيرا ووفقني الله بعقلي الذي هو كل حياتي الآن, فأنا أدفن نفسي فيه حتي لا أشعر بوقت فراغ, نشأت في أسرة متدينة ذات مستوي مادي متوسط, تعلمت الصبر والقناعة وعزة النفس من أمي رحمها الله والتي توفيت منذ فترة ليست ببعيدة ــ كانت هي سندي الأول وكانت دائمة الخوف والقلق من أن تتركني بعد كفاح رحلة مرض عصيبة وكان همها الأول والأخير أن أتزوج, وشاء العلي القدير ألا أحقق لها هذه الأمنية الغالية عندها, وماتت بحسرتها.
إنني مثلي مثل بنات كثيرة تعف نفسها ولا ترغب بعمل علاقات من أي نوع وتتمني أن يكافئها الله بزوج طيب يخاف الله فيها ــ كما اننا ليست لنا علاقات اجتماعية كثيرة ولا زيارات ــ الأيام والشهور تمضي ولا أعرف ماذا يخبيء لنا المستقبل. لدرجة أنني لجأت لمكاتب الزواج خوفا من مرور السنين وعدم الزواج وما أدراك عن مكاتب الزواج, نصب ومهانة وذل لم أشعر به من قبل ــ فلجأت لمواقع الزواج عن طريق الانترنت ولكنه غير فعال أيضا لعدم المصداقية وعدم الرغبة الجادة في الزواج من قبل بعض الأعضاء, فقررت أخيرا أن أترك الموضوع نهائيا, لأنه كله بيد الله تعالي.
إنني أعرف بنات كثيرات علي مستوي عال من الجمال أو المال والأخلاق الحميدة أو حتي المؤهل ناجحات في أعمالهن ومستقرات جدا, راضيات وناجحات في حياتهن, ولا ينغص حياتهن سوي نظرة المجتمع القاسية.
أقول لهذا المجتمع الشرقي القاسي جدا الذي نحن أفراد فيه إن لنا بصمة كبيرة وفائدة في هذا المجتمع الذي نعيش فيه ونفتخر اننا كذلك, ونعول أنفسنا ونساعد الآخرين قدر استطاعتنا, أليس من حقنا علي الأقل أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي دون أن يشعرنا أحد بالعجز الدائم والانحطاط والدونية لمجرد فقط اننا لم نتزوج.
والشكر الجزيل لك علي استيعابك واستماعك لي. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2009, 00:32 | |
| الأماني المبتورة اعترف لك ياسيدي بأن رسالتي هذه هي قمة العقوق, ولكني في الواقع متعبة ولا أجد بعد الله من أحد أستشيره فيما يؤرقني ويثير حزني علي الدوام.
أنا طالبة جامعية, في السنة الأخيرة بإحدي الكليات المرموقة, لن أدعي أنني بائسة ومثيرة للشفقة أو أن مشكلتي قد تضاهي أدني مشكلة مما يرسلها إليك أصدقاء بريد الجمعة, إنني باختصار مجموعة من الأماني المبتورة, لدي أم طيبة حقا, ولكنها لا تفهمني علي الإطلاق, وسرعان ما تضج بأي نقاش ينشأ بيننا, ولدي أب متيسر الحال, وهو طيب ومكافح, لا أراه ولا أتكلم معه إلا لماما, ولدي أخ أكبر, هو حنون وسخي حقا, في المال فقط, يمكنك أن تختصر أحاديثنا في السخرية مني ومن هواياتي وأحلامي.
إنني بمنتهي البساطة فتاة تجلس جل عمرها في غرفتها المغلقة, دراستي لا أحقق فيها درجات مرضية برغم تعبي وكدي فيها, عندي هوايات لا تخرج للنور برغم محاولاتي الكثيرة جدا, وعندي كلام حتي إن قررت أن أتجرأ وأن أحادث به عائلتي, فإنني أبدو كالتي تتكلم لغة غريبة غير مفهومة.. وكل الأشياء والرموز التي أحبها موضع سخرية من حولي, آرائي كلها مضطهدة, وتنسحق دوما تحت آراء أبي, أو أخي الكبير.. إنني يا أستاذي العزيز أموت من الوحدة, أحسبني متدينة, وزملائي في الجامعة يحبونني ويحترمونني, ولي أصدقاء كثر, ولكنهم ينظرون إلي كما ينظرون للنجمة البعيدة في السماء, يحبون منظرها جدا ويهيمون بها عشقا, ثم يرحل كل منهم إلي بيته وأظل وحدي.
في وحدتي هذه تنفرد الأفكار بي وتجلدني جلدا, خاصة أنني لست ممن يقضون وقتهم أمام التليفزيون, أو اللاتي تحببن الماكياج والموضة والتسوق.. إلي آخره من اهتمامات الفتيات المعتادة, ولعل هذا أحد أكبر أسباب غربتي, احص ما شئت عدد المرات التي جرحت فيها من عائلتي أو من أصدقائي, فأغلقت غرفتي علي نفسي, وظللت أجلدها, وأعاتبها, وألقي اللوم علي نفسي في كل ما يحدث لي, وأنني أنا المغفلة الحساسة, واحص ما شئت عدد المرات التي فكرت فيها أن هذا العالم ليس مناسبا, لي, وأن الموت هو الحل المثالي لـ مثاليين أمثالي, وأن الذين أحبهم وأثق أن من يفهمونني لن أجدهم أبدا في هذا العالم لأنهم بالفعل في عالم الموتي: من الصحابة, والتابعين, أو حتي مؤلفي الروايات التي أحبها.
طبعا كأي فتاة في سني أحلم بالحب, ولكن تحت كم الإحباطات غير العادي الذي أتعرض له, والذي تتعرض له أحلامي وطموحاتي, يزداد إحساسي بأن زوج المستقبل لن يختلف كثيرا أو قليلا عن أبي أوأخي, وأنه سيكون أيضا ديكتاتورا, لا يحترم الأنثي بأي من أشكالها, ولا يعترف بحقها في الحلم والنجاح.
إنني أعيش صراعا عجيبا أتمني أن أوضحه لك, ما بين إحساسي بالحزن, وضيقي لأنني حزينة برغم أن كل الإمكانات المادية التي تسعد فتاة في مثل سني متاحة ومتوافرة, إن أي شخص لو نظر إلي رسالتي لسخر مني, واتهمني بالسذاجة والدلع, ولكن سأخبرك بآية قرآنية أعتقد أنها قد تفسر حالي قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي, فأنا أدعي أنني محرومة من القول المعروف والمغفرة.. هل تفهمني؟
إنني أود أن تشير علي ياسيدي, أن تخبرني بما يريح نفسي من هذا العذاب المتواصل, هل أنا محقة في إحساساتي الحزينة هذه, أم أنني يجب أن أصارح نفسي بأنها تضخم الأمور, وتصور لي ماليس حقيقيا؟ |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2009, 00:35 | |
| الإحباط العاطفي * أنا فتاة في الـ28 من عمري, من أسرة ميسورة الحال ومستوانا الاجتماعي فوق المتوسط والحمدلله. أعيش حياة اجتماعية جيدة إلي حد ما, حيث إن لي الكثير من الأصدقاء والصديقات الذين يحبونني وأحبهم كثيرا.. جميلة بشهادة جميع من يعرفونني
بل ان البعض يشبهونني بإحدي الممثلات الجميلات. علي خلق, وأراعي الله في كل امور حياتي, فلقد تربيت علي القيم والمبادئ باعتبار ان الجمال الداخلي أبقي.. وحرصت والدتي علي تربيتي علي احترام الذات وعدم استغلالي لجمال الشكل او سلاح الدلال الأنثوي, فأحيانا ماكانت تنهرني عند ملاحظتها لأي مبالغة مني في الاهتمام بمظهري, مؤكدة لي ان فرحتها بي وأنا علي خلق وروحي حلوة ستكون اكبر من فرحتها بي وأنا ملكة جمال.
وتخرجت في الجامعة, ثم التحقت بعمل جيد... وكنت أتمني ألا اتزوج الا ممن يخفق له قلبي, ولكن مرت السنوات دون ان أقابل الشخص المناسب, وعلي الرغم من رفضي لمبدأ زواج الصالونات, إلا ان خوفي من ضياع الوقت خاصة بعد أن بدأت صديقاتي يتزوجن وينجبن, جعلني اضطر لإجراء هذا النوع من المقابلات, وقابلت الخاطب تلو الآخر المرشحين من قبل الأهل, الأصدقاء والمعارف, وللأسف كان سوء الحظ يطاردني ولم يكن اي منهم مناسبا لي, فكانوا جميعا دون المستوي سواء اجتماعيا او ماديا او مهنيا..
ومنهم من كان يريد زوجة كقطعة الأثاث يزين بها منزله, او منهم من كان يريد زوجة جميلة لاستكمال وجاهته الاجتماعية.. ومرة تجرأت وسألت احد الخاطبين لماذا يريد ان يتزوجني, فقال لأنك من عائلة طيبة وسمعتها ممتازة, كما انك جميلة ومهذبة, بالإضافة إلي ان الجميع يجب ان يتزوجوا.. وآخرون يريدون اقامة علاقات عاطفية تحت مسمي التعارف والزواج باعتبار اني قد تجاوزت منتصف العشرينات واقتربت من الثلاثينات فيجب ان أكون متفتحة ولست معقدة.
واستمر الوضع بهذا الشكل حتي صار عمري27 عاما, ثم تقدم لي زميل احدي صديقاتي في العمل فوافقت عليه لشعوري بالزهو والسعادة لحصولي علي عريس جاءني لنفسي وليس بسبب ترشيحات البعض لي, أما أهلي فكانوا أقرب إلي الرفض لوجود فروق مادية وتفاوت في المستوي الاجتماعي بين اسرتي وأسرته.. ولكن مع إلحاحي عليه وافقوا وتمت الخطبة.
وبالرغم من حب خطيبي لي وخوفه علي الذي كان يسعدني كثيرا, الا انه كان لايفعل شيئا دون الرجوع لأمه.. في البداية لم أهتم, فما الذي يعيب رجلا يحب امه ويقدرها...!!! ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد, فسرعان مادبت الخلافات وفسدت العلاقة, بسبب افكارهم المسمومة عن ضرورة استغلال ازمة الزواج وخوف الأهالي علي بناتهم ـ ان جاز التعبير ـ وإصرارهم علي الابتزاز المادي والمعنوي لي ولأسرتي في الحصول علي زيجة بأقل التكاليف( تكاد تكون ببلاش)
وكأنني لا أستحق ان يسعي للزواج مني احد دون ان يتمتع بامتيازات مادية... وفسخنا الخطبة وأنا أتالم واتساءل لماذا انا سيئة الحظ واصادف هذه النوعية من الرجال دون غيري من الفتيات.. وبالرغم من مرور عدة أشهر علي انفصالي عن خطيبي, الا ان هذه التجربة افقدتني ثقتي بنفسي, ومازلت اعاني الألم النفسي, واحاول ألا يلاحظ من حولي احباطي العاطفي من خلال الاهتمام بمظهري وتمثيل السعادة حتي لا اتعرض لبعض التساؤلات مثل ماذا بك؟ الي متي ستستمر معاناتك؟ او غيرها من كلمات الرثاء في محاولات ثقيلة للتعاطف.
ولكن بمجرد أن أنفرد بنفسي تسيطر علي مشاعر الإحباط والغضب وتنهمر دموعي واظل ابكي علي سوء حظي واتساءل لماذا انا...؟ ثم استغفر الله واتوجه اليه بالصلاة والدعاء لكي ييسر لي الزواج ويرزقني بالزوج الذي احبه وارضاه, الآن انا كباقي الفتيات انتظر القسمة والنصيب, ولكني ياسيدي خائفة وقلقة, وأحيانا اشعر بالفشل في كل شيء, الحياة والعمل, وحتي قدرتي علي الحفاظ علي الإيمان والثقة.. بل وأصبحت مشوشة واختلطت لدي مفاهيم الخطأ والصواب, اذ يوجد فتيات سيئات لادين لهن ولا أخلاق تزوجن وأنجبن وسعيدات في حياتهن, بينما تعاني مثيلاتي, ونصنف في المجتمع بفئة العوانس.
لا أعلم لماذا كتبت إليك, ربما كنت في حاجة إلي الفضفضة وإخراج مابداخلي. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2009, 09:57 | |
| إلا أمــي! ترددت كثيرا في كتابة رسالتي هذه, ولكن الذي شجعني هو قرب الاحتفال بعيد الأم لتكون مناسبة لتقديم شهادة تقدير ووفاء لوالدتي وفي الوقت نفسه لتكون بكلماتكم الواعظ والناصح للأبناء الذين تناسوا أمهاتهم وفضلوا إرضاء زوجاتهم علي رضاء الأم. وأتمني أن ترد كل ابن أو زوجة ابن ظالمة لتصحو وتحسن معاملة حماتها, وتتذكر أنها في يوم من الأيام ستكون مثلها.
ترددت كثيرا في كتابة رسالتي هذه, ولكن الذي شجعني هو قرب الاحتفال بعيد الأم لتكون مناسبة لتقديم شهادة تقدير ووفاء لوالدتي وفي الوقت نفسه لتكون بكلماتكم الواعظ والناصح للأبناء الذين تناسوا أمهاتهم وفضلوا إرضاء زوجاتهم علي رضاء الأم. وأتمني أن ترد كل ابن أو زوجة ابن ظالمة لتصحو وتحسن معاملة حماتها, وتتذكر أنها في يوم من الأيام ستكون مثلها.
أنا باختصار الابنة الصغري( الثالثة) لأخ أكبر مني بسبع سنوات, وأخت تصغره مباشرة في السن. عمري الآن تخطي الثلاثين بقليل نشأت لأب موظف عادي من عائلة كبيرة استولي شقيقه علي ورثه, وربانا علي الاعتماد علي دخله البسيط. وأم غاية في الحنية والطيبة اجتهدا في تربيتنا حتي تخرج شقيقي من الجامعة وسعي والدي وطرق كل الأبواب لرؤسائه ليوفر عملا لأخي في نفس عمله في مركز يتناسب مع مؤهله, وحصل عليه بصعوبة بعد عناء كبير.
شقيقي الكبير نال من التدليل من أمي ما يفوق الوصف, كانت تحرم نفسها من أي شيء لكي توفره له. أما أنا وشقيقتي فطلباتنا بسيطة حتي لا نثقل كاهل والدي الذي كان شديد العصبية بسبب الضغط النفسي, فكان يفرغه في والدتي بالاهانة والسباب وهي صامتة, لم ترد عليه مرة واحدة علي مدي سنوات زواجها الأربعين.. لم تنطق ولم تعلن ألمها وكبتت أحزانها منذ سنوات صباها, فكان طبيعيا أن تصاب بأمراض عدة لم تثنها يوما عن التفاني في خدمة زوجها وأبنائها, راضية بما كتبه الله عليها, مرددة أن الله سيعوضها خيرا بنا.
خرج والدي علي المعاش, وحصل علي مكافأة نهاية الخدمة, وكالعادة وبتشجيع من أمي أنفقها بكاملها علي أخي. دفع له المهر والشبكة, وجهز له الشقة التي كنا نحلم بها وننتظرها. تلك الشقة التي حجزتها أمي لتكون لنا سكنا أوسع من تلك الشقة الضيقة التي نعيش فيها. منحوها لأخي بعد أن قالت أمي بكل حب مش خسارة أبدا في أخيكم.. ساهم أبي بما تبقي لديه في زواج شقيقتي, أما أنا وأمي فلم ننل أي شيء من تلك المكافأة, حتي السيارة استولي عليها, وكنا راضين, آملين في سعادته.
ماذا فعل أخي ـ يا سيدي ـ بعد زواجه.. نسانا جميعا, أهمل أمه, لم يعد بينه وبينها إلا تليفون عابر سريع, بينما غرق في تلبية طلبات أهل زوجته. تلك الزوجة التي مارست سطوتها عليه, فكانت تتفنن في إهانته علي الرغم من أنه نقلها إلي مستوي لم تكن تحلم به. كانت والدتي تحزن علي حال ابنها فتتصل بزوجته وتلاطفها وتدعوها إلي طاعته. حتي جاء يوم واشتعلت معركة بين شقيقي وزوجته, فذهبت والدتي إليها في شقتهما التي هي في الأصل شقتنا, وعاتبتها علي ما تفعله بزوجها, وطالبتها بحسن المعاملة, فما كان من زوجة أخي إلا أن طردتها أمام الجميع اطلعي بره من بيتي فيما نكس أخي رأسه, ولم ينطق بكلمة وهو يري أمه مطرودة مهانة من بيتها التي ضحت به من أجل سعادته مع تلك الزوجة التي أهانتها.
بعد هذه الواقعة كان انتقام الله سريعا من أخي, فقد تعرض للضرب من عائلة زوجته فأصيب بارتجاج في المخ استدعي دخوله المستشفي, ولم يقف بجواره إلا أنا وأمي التي أصيبت بنزيف في عينها من البكاء عليه.
عاد أخي بعد خروجه من المستشفي الي زوجته بعد أن وضعت مولودها الأول وغرق مرة أخري في دوامة زوجته وأسرتها وواصل إهماله لأمي.. تراه من شرفة المنزل, وهو في طريقه إلي زيارة حماته وتستجديه أن تراه للحظات فيرد عليها بجفاء شديد وقسوة لا أعرف من أين أتي بها.
انطفأت أمي وازداد شحوبها مع هجر وحيدها وقسوته عليها وازداد حزنها ذات يوم عندما ذهبت لزيارة شقيقتها, وشاهدت أولادها من حولها يقبلون يديها, ويحرصون يوميا علي زيارتها. أصابتها الحسرة, ولأول مرة تكشف عن حجم ألمها من جحود إبنها لشقيقتي.
ذات يوم, عدت أنا ووالدي إلي شقتنا ففوجئنا بأمي ملقاة علي الأرض في غيبوبة كاملة, فسارعنا بمعاونة الجيران بنقلها إلي المستشفي لنكتشف اصابتها بجلطة في المخ أدت إلي أن أصبحت مشلولة تجلس علي كرسي متحرك.. لا تنطق بكلمة.. الدموع في عينيها تردد دائما حسبي الله ونعم الوكيل.. سقطت أمي لتعلن حزنها ويأسها من عودة ابنها إليها. لم تفلح كلماتي أنا وشقيقتي وأبي في التسرية عنها.
عاش أبي تحت أقدام أمي ـ برغم كبر سنه ـ يخدمها بعينيه, وأنا قدر استطاعتي, وكذلك شقيقتي مع انشغالها بزوجها وأبنائها.
تستضيفها شقيقتي في بيتها أياما حتي يضيق زوجها بها, فتعود إلي المنزل, وبعد الحاح لرفع معنوياتها يأخذها شقيقي, فتعاملها زوجته أسوأ معاملة, تخرج كل صباح ولا تعود إلا مساء, حتي الطعام يحضره شقيقي من المطاعم.
كان هذا في رمضان الماضي, افتعلت مشاجرة عنيفة مع شقيقي وتركت أمي تغادر الشقة علي كرسي متحرك وقت آذان المغرب, حتي تستقبل شقيقتها الحامل لتعيش معها فترة سفر زوجها خارج البلاد.
سيدي.. لا أريد أن أحكي تفاصيل محزنة كثيرة, فالحمد لله أمي تعيش معي ومع أبي, لا أدخر جهدا في خدمتها, وقد أكرمني الله كثيرا بسبب حسن معاملتي لها فتدرجت في وظيفتي إلي أعلي وزاد راتبي.. لم أضعف يوما أمام عريس مناسب يطرق بابي, أرفض لأني لا يمكن ترك أمي وحيدة.
أخي رزقه الله بولدين أخشي عليه من أن يتذوق من نفس الكأس الذي أذاقه لأمي. وكلي ثقة في عدل الله أن زوجته ستحصد شوك ما غرسته. كل أملي الآن أن تعيش أمي ما تبقي لها من عمر في راحة نفسية, وأن يهدي الله شقيقي فيعود إلي رشده, ويأتي ليقبل يديها وقدميها, بدلا من أن يأتي يوم تقتله فيه الحسرة والندم, ولا يستطيع التوبة أو طلب العفو من ست الحبايب أمي! } سيدتي.. لا أصدق أن ابنا يمكن أن يفعل بأم مثل أمك ما يفعله شقيقك..
وماذا كان سيفعل معها إذا كانت قاسية عليه, أو لم تمنحه ما منحته, مضحية بسعادتها وراحة كل أفراد الأسرة؟!
هل مثل هذا الابن يغفل أو لا يعلم كيف أوصانا الله سبحانه وتعالي بالوالدين خاصة الأم؟.. هل يعلم مثل هذا الابن أن الخالق الواحد أمره حتي لو حاول الوالدان إجباره علي الشرك به ألا يطيعهما وأمره.. وصاحبهما في الدنيا معروفا؟.. ألم يقرأ يوما الآية القرآنية التي قرن فيها الله شكره بشكر الوالدين في سورة لقمان ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير؟
ألا يعرف شقيقك أن رسولنا الكريم هو القائل إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2009, 10:04 | |
| اكتب فراشة السماء إليك ودموعي تنهمر بغزارة فتبلل ملابسي, ولا ادري متي ستتوقف, فأنا سيدة في الثلاثين من عمري ولدت بإحدي الدول العربية ورجعنا إلي أرض الوطن لنصطدم بأصحاب النفوس الضعيفة, فنصبوا علي والدي وسرقوا شقي عمره فأصيب بأزمة قلبية توفي علي أثرها وأنا في أولي جامعة, وضاق بنا الحال وحمدنا الله وإن عانيت طويلا من وفاة والدي, فقد كان الأمان لنا في بلدنا الذي عشنا فيه بعد رحيله كالغرباء, واضطرت والدتي إلي الخروج للعمل لكي تتمكن من الإنفاق علي البيت الذي خلا برحيل راعيه.
تخرجت من الجامعة وعملت بإحدي الشركات كي أساعد في شيء من المصروف بالبيت, وكان لي حينها زميل بالجامعة جاء ليطلب يدي. وكان يعمل بإحدي الوظائف الحكومية براتب160 جنيها فوقفت بجانبه وشجعته علي ارتباطنا وكافحت معه ثلاث سنوات ـ فترة الخطبة ـ كنت أعمل واجهز معه عش زواجنا, تزوجنا وحدثت خلافات كثيرة فتحملت حتي لا يأتي أحد ويقول لي هذا هو اختيارك, وتأخر حملي فتابعت مع الدكتور بالمنشطات حتي حملت بعد عام من زواجي, وجاءتني البشارة من الدكتور بأنها بنت وكم كنت أتمني أن انجب ابنة تكون لي الحنان في الكبر, وفرحت بها كثيرا, كانت ولادة صعبة جدا, فقد لبثت ما يقرب من ست ساعات في غرفة العمليات لوضع المولودة, الكل متوقع وفاتي لأني اصبت بهبوط حاد بالدورة الدموية ووفاة طفلتي لضعف نبضها, لكن شاء القدر أن تأتي إلي الدنيا ولكن بعيب في ذراعها اليسري نتيجة ملخ, فكان عبارة عن أربع قطع كل قطعة بوضع مختلف, ولكني حمدت الله علي أنها بخير وبدأت معها رحلة العلاج حتي شفيت بنسبة80 بالمائة وبقي أثر بذراعها, ولكني كنت اسجد لله شكرا عندما كنت أذهب معها للعلاج الطبيعي وأري عيوبا خلقية صعبة المنظر..
أحمد الله كثيرا واقول نه أهون الأقدار, وبعد عام من ولادتها رزقني الله بحمل آخر وولدت أخا لها وحمدت الله عليهما, وكان الجميع يشجعونني علي الإنجاب مرة أخري لكني كنت أحمد الله وأقول لي ابن وابنة الحمد الله عليهما وعلي أن الله رزقني بتلك النعمة, وفي تلك الأثناء ترك زوجي عمله وعرضت عليه أن نقوم بعمل مشروع تجاري, فقررنا أن نقوم بعمل محل مأكولات فقمنا ببيع سيارتنا وقمت أنا ببيع ذهبي ودخل معنا شريك صديق لزوجي, ولكن مشيئة الله أرادت الفشل لذلك المشروع, وكنت أحمد الله أيضا وأقول لزوجي رصيدنا هم ابناؤنا وليس المال, وستر الله لنا, وأنك بيننا وأنت من يأتي بالمال وأن الله لا يفعل بعبده شيئا إلا الخير.. وفي تلك الأثناء جاء لزوجي عقد عمل بالخارج بإحدي الدول العربية فقلت ان الله أراد لنا رزقا وتعويضا بمكان آخر, وسافر زوجي برغم فقر المرتب بالنسبة لتلك الدولة الخليجية وبرغم سوء الوظيفة, ولكنه كان مضطرا وقلت له إنها مدخل وباب وسبب لكي تحصل علي فرصة عمل أفضل, ذهب وتركني بمفردي مع ابني فذهبت لأقيم مع أمي فضاقت بي وذهبت إلي حماتي فضاقت بي اخته, فقررت أن أجلس ببيتي وأربي ابني بمفردي,
وكانت معظم مشاكلي ع زوجي انه متخيل اني اريد الجلوس بمفردي, لأني لم استطع أن أشرح له حقيقة الأمر, فحدثت بيننا خلافات كثيرة حتي طلبت الطلاق ولم يقف أحد بجانبي, الكل كان ينتظر من سيصرف علي ابني وانهما مسئولية لن استطيع تحملها بمفردي, وقالت امي انت قوية لتواجهي أي موقف, وقالت من في مثل ظروفي يجلسن في منازلهن ويرسل ازواجهن اليهن الأموال, كان ذلك منذ شهر تقريبا, فحمدت الله في نفسي أن لي بيتا ليلم شملي أنا وابني وعدلت عن فكرة الطلاق من أجل ابنتي وابني وقلت في نفسي الحمد لله علي الأقل أب حنون ويحب ابنيه ولا يحرمهما من شيء بصرف النظر عما يفعله معي.
وفي تلك الأثناء جاء زوجي وقامت الخلافات بيننا مرة أخري بسبب تهوره وأفكاره المريضة التي لا داعي لذكرها الآن, وصبرت ودعيت الله أن يحتسبني من الصابرين علي هول الدنيا, وأن يعوضني خيرا في ابني لأنهما كانا كل شيء لي وسافر زوجي, وجلست بمفردي بمنزلي وكنت أعاني حينها من انزلاق غضروفي, ورغم ذلك لم اقصر في حق ابني لا في المأكل ولا المشرب ولا أي شيء آخر يحتاجانه, حتي جاء اليوم المشئوم كنت أجلس علي النت في ليلة أكلم زوجي وهو يشكي سوء الحال لديه وأنه حتي الآن لم يعثر علي أي فرصة عمل, وكان ينعي حظة فقلت له استغفر الله واحمده علي الستر,والصبر هو مفتاح الفرج وقم بما عليك والباقي علي الله, وكان يحسدني علي إيماني وصبري وقلت له إن لدينا ابنين يتمني غيرنا ظفرا منهما, انها نعمة من نعم الله لنا, فقال الحمد لله انت وإبناي أفضل شيء لدي وانشغلت بعدها في موقع إسلامي وجدته أمامي, موقع اعجبني ودخلت عليه لأجد قصصا لأمهات مع الصبر.
لماذا هذا الموقع في تلك الليلة؟ لا ادري! كان لقصص أمهات تحكين عن صبرهن علي ابتلاء الله لهن في مرض أو وفاة أحد من أبنائهن وكنت اقرأ وانخرط في البكاء وأذهب لابني لاحتضنهما بشدة وأحمد الله وأقول يارب لا اري فيهما مكروها ولا يجعل أحدا يري ذلك في أبنائه وكانت في تلك الأثناء ابنتي تشتكي لي من جنبها وبطنها فهدهدتها وقلت لها ان شاء الله في الصباح سنذهب إلي الدكتور, وعزمت علي ذلك بعد أن كنت ذاهبة لأدفع لها مصاريف المدرسة وأنا طائرة من الفرحة بابنتي لأنها كانت ـ قبل أن انسي ـ كتلة من العبقرية تذهل من حولنا, فقد كانت تجلس علي النت منذ سن االثانية والنصف, وتفتح المواقع وكانت متفوقة بالحضانة لدرجة اذهلت مدرسيها وكانوا يحبونها بشدة, وبعد تصفحي علي النت وجدت ابنتي نائمة علي الأرض فقمت بنقلها علي السرير فنامت, واقمت الليل وقرأت القرآن ثم صليت الفجر ونمت, وبعد ساعة صحوت علي بكاء ابنتي بشدة, وهي ممسكة بجنبها الأيمن من الألم لمدة ساعة, فقمت ونهرتها بشدة وقلت لها لماذا كل هذا البكاء, قلت لك نامي وفي الصباح سنذهب للدكتور, فواصلت البكاء فتركتها, وخرجت لأنام بالحجرة الأخري, فإذا بها تئن من الألم, فأخذتها بحضني وقلت لها تعالي سأعمل لك ساندويتشا لتأكلي وكانت حينها تشرب الكثير من الماء فحملتها معي للمطبخ وقمت بتقبيلها وقلت سأعمل لك الطعام وأجلستها أمامي علي منضدة المطبخ, فإذا بها تتشنج فجأة وترجع الماء الذي بجوفها وأري منظرا لأول مرة بحياتي, أجد روحا وهي تطلع لبارئها ومن ؟ ابنتي زهرة عمري وأجد لونها أصبح أزرق وقد أبيضت شفتاها وخدل جسدها وفتحت فمها وعينيها, حملتها وأنا بقميص نومي وأصرخ واستغيث وأجري بها بالمنزل هل من مغيث, حتي جاء جاري واخذها إلي أقرب مستشفي ولحقته بابني الآخر الذي كان نائما وقام مفزوعا, وذهبت وظل منظرها علي هذا الحال فادخلوها العناية المركزة وخارت قواي ولم انطق سوي باللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها, ولا ادري بمن حولي ولا أفعل شيئا سوي الدعاء لابنتي بالرغم من إنني واثقة بموتها وفي يد من؟ في يدي أنا, فسجدت لله أمام الجميع بالمستشفي اطلب منه أن يتكرم علي ويمن علي بشفاء ابنتي حتي بكي كل من كان بالمستشفي,
وجاء أصدقاء زوجي بعد علمهم بتعبها حتي وافتها المنية بسبب المرض اللعين فقد اكتشفوا ان لديها ورما خبيثا علي الكلي متشعبا كالعنكبوت وانها آجلا أوعاجلا كانت لا محالة ماقية ربها.
منذ تلك اللحظة تهت عن الوعي ولم افق إلا بعد أسبوع من الوفاة بعد أن احضروا لي العديد من الأطباء لعلاجي وحضر زوجي واحضر لي أكبر دكتور نفسي, وحين دخل علي وكلمني فقت وأنا أردد سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا, صدق الله العظيم, وكنت لا اتحرك وتيبست رجلي من الصدمة فقمت وصليت ودعوت الله أني لا أريد شيئا سوي رضاه علي وأن يمن لي بالصبر ويعوضني خيرا في ابنتي, وان يمن علي بشرف الصبر وأن يحتسبني من الصابرين, ولكني لم استطع أن امنع عيني من البكاء علي ابنتي صاحبة الأربع سنوات ونصف السنة لا لأني لا أومن بقضاء الله, بل بالعكس أؤمن بقضائه وبرحمته بي وبها لأنه لم يرد لنا العذاب, لكن قلبي ينخلع من ضلوعي كلما تذكرتها تخرج أمامي فقلبي يتمزق في اليوم مائة مرة, فقد كانت فراشة المنزل وهي فراشة لدي خالقها, اللهم لا اعتراض ولكنها قطعة مني لا أستطيع نسيانها, فالبيت كله ينتظرها, وأخوها حتي الآن لديه الأمل في قدومها وهو الآن يبلغ من العمر ثلاث سنوات, فقد كان لا يأكل إلا معها ولا يلعب إلا معها. كانت حياتنا مقتصرة علينا ثلاثتنا,
لكن لا أقول سوي الحمدالله.
ابعث إليك لأن الشيطان يوسوس لي أني كنت في بعض الأحيان اقوم بعقابها وضربها بغرض تربيتها, لأني كنت اخاف من المسئولية لأنها كانت علي كاهلي بأكملها.
ولكني أقسم بالله أني لم اقصر في حقهما في أي شيء وأنهما من كانا لي بالدنيا كلها
أرسل لك لكي تدعو لي أنت وقراؤك الأعزاء بالصبر علي هذا الابتلاء وأن تدعو لي بصلاح أمر زوجي وأن يعوضه الله خيرا بعمل بالدولة التي يعمل بها حتي يستطيع لم شملنا أنا وهو وابننا الذي احمد الله علي تركه لي ويهون علينا ما بنا: فأنا أموت في كل لحظة, تحاصرني صورتها وصوتها, فما حدث أكبر من قدرتي بكثير. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|