الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 35 ... 66, 67, 68 ... 77 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime4/4/2014, 01:56

العـيون الساهـرة!

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 2014-635321584544504561-450

نا سيدة فى الخامسة والثلاثين من عمرى، اعمل فى مركز مرموق، وعلى درجة عالية من التعليم، بدأت حكايتى عندما تقدم لى شاب طالبا يدى، وقال والدموع تتساقط من عينيه إنه تزوج من فتاة تصور أنه سيحيا معها حياة هادئة ومستقرة،

فإذا بها تذيقه كل ألوان الجحيم، ولم يجد مفرا من تطليقها، فأخذت الطفلين، واستولت على الشقة، وسعت الى إذلاله لكنه تحمل غدرها، ولم يدخر جهدا لإسعاد ابنيه التوأم برغم أحواله المادية الصعبة، فتأثرت بكلماته ورق له قلبى، وتصورت أنه مرهف الحس، خصوصا عندما لاحظت اهتمامه بأداء الصلوات فى المسجد، فأبديت موافقتى على الارتباط به، ولم أتوقف عند المسائل المادية، وقبلت بتأجير شقة صغيرة ومتواضعة لتكون بيتنا الجديد، وبهدية بسيطة بديلة للشبكة التى لم يستطع شراءها حسب قوله، ولم يقدم لى مهرا مثل كل البنات ورضيت بمساهمته القليلة فى شراء الأثاث، وبعض ما استطاع الحصول عليه من مطلقته حسب زعمه، وبرغم ذلك حاول أن يسجل فى قسيمة الزواج أنه قدم لى مهرا فرفضت لكنى لم أتنبه إلى ما كان يضمره لى فيما بعد، ولا أدرى ما الذى دفعنى إلى الموافقة عليه دون أن أمنح نفسى الفرصة الكافية للسؤال عنه، وعن الأسباب الحقيقية لطلاق زوجته، وما هى إلا أيام بعد انتقالى الى عش الزوجية حتى تكشفت لى جوانب عديدة مما أخفاه عنى، ومنها أن مطلقته هى التى خلعته بعد شهرين من الزواج، وان الأثاث الذى يتحدث عنه لا يخصه، وإنما استولى عليه منها، وأنه يرتبط بأمه ارتباطا مرضيا، إذ تدفعه إلى قضاء معظم الأيام معها، والمبيت عندها، ويتركنى وحدى، وإذا اصطحبنى معه يبيت إلى جوارها على السرير نفسه، بينما أنا فى حجرة أخرى.. حدث هذا ولم يكن قد مضى على زواجنا سوى أسبوعين، وهنا تأكدت من ارتباطه المرضى بأمه، وأنه كان يريد كتابة مهر فى عقد الزواج لكى يسترده إذا خلعته، وادعى الفقر برغم أنه ميسور الحال لتبرير بخله الشديد الذى اتضح بصورة فجة بعد رحيل أبيه، حيث ورث عنه مبلغا كبيرا من المال فاشترى لنفسه سيارة فارهة وأمه لديها سيارة مماثلة، بينما لم يشتر لى شيئا، وهنا فكرت فى الانفصال عنه، ثم تراجعت بعد أن أصبحت حاملا، وللأسف تمادى فى إهمالى، ولم يعبأ بما تعرضت له من آلام ومتاعب صحية لدرجة أنه رفض الذهاب معى إلى الطبيب، وعندما انخرطت فى بكاء مرير ذهب إلى أمه، فاتصلت بها شاكية مما فعله بى فأغلقت الهاتف فى وجهى!

ومرت الأيام ووضعت طفلتى، وطلبت منه شراء ملابس لها، فنظر إلىّ باستغراب ثم اتصل بأمه قائلا لها أمامى «مراتى عايزة منى فلوس علشان البنت..خلصينى يا ماما»، ولم أصدق أن رجلا مسئولا عن أسرة وزوجة وطفلة صغيرة يفعل ذلك ولم أتخيل يوما اننى سأتزوج طفلا كبيرا مدللا لهذه الدرجة، ولا أدرى كيف سمحت هذه السيدة لنفسها باللعب ببنات الناس، وتعتبرهن حقل تجارب لإبنها فتزوجه من تشاء، وتطلقه ممن تشاء، وتدمر أحلامهن فى الاستقرار وتسقيهن كئوس المرارة بالطلاق بلا ذنب ولا جريرة، ومع تماديه فى الأنانية المفرطة والقسوة التى لا حدود لها من عنف وضرب وإهانة ذهبت الى طبيبة نفسية، وشرحت لها حالته، فقالت: ان تصرفاته ناتجة عن اضطراب فى شخصيته وسيطرة أمه عليه، والغريب أنها استاذة وطبيبة بإحدى الجامعات الخاصة، ولكن عملها ووضعها الاجتماعى لم يمنعاها من أن تسلك هذا السلوك الغريب مع زوجة ابنها، وكأنها تريد تطليق كل من ترتبط به لكى تصبح مطلقة مثلها، وهذه حقيقة جديدة أخفاها عنى!

وقد مرضت ابنتى فى ذروة أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكان يبيت وقتها عند والدته كعادته، ورجوته المجىء لعرضها على الطبيب، فإذا به يقول لى ببرود شديد «اذهبى بها إلى مستشفى الطوارئ» وسوف أتصل بك فى الصباح الباكر للاطمئنان عليها، فحملت الطفلة والدموع تنساب من عينى ورآنى أقاربه وحدى على هذه الحال فكان تعليقهم بأن هذا التصرف ليس جديدا عليه، فلقد سبق أن ترك زوجته الأولى، وهى تعانى آلام الإجهاض المبرحة، قبل أن يطلقها وهى حامل!

وتبين أن ابنتى تعانى صعوبة فى الكلام، فاتخذت والدته هذا السبب ذريعة للانسحاب من حياتى، ولا أدرى ما ذنبى فى أمر قدره الله، وليتهما اقتصرا على ذلك، فلقد تماديا فى إيذائى، والاستيلاء على أشيائى، ورفضا إعطائى مستحقاتى التى كنت فى أشد الحاجة إليها لعلاج ابنتى، وحتى كارنيه العلاج التأمينى الحاصل عليه من عمله لم يعطه لى، ولجأت إلى وسطاء من الأقارب والمعارف للحصول على جزء من مستحقاتى ولو على مؤخر الصداق، فإذا بمطلقى وأمه يلفقان لى تهمة «قذف وسب»، وكادا أن يتسببا فى إيذائى لولا رحمة ربى، فحصلت على البراءة، ولأنه سبحانه وتعالى ليس بظلام للعبيد، فلقد أراد أن تتجرع والدته نفس كأس المرارة الذى أعدته لى، فتم الاستغناء عنها فى عملها، وفقدت راتبها الذى يقارب ثلاثين ألف جنيه شهرياً.

ولم تمنعه هذه الاشارات الإلهية لمثوى الظالمين من الاستمرار فى غيه، فحاول تلفيق قضية أخرى ضدى لكى يستولى على ابنتى، ولا يدفع المبلغ الزهيد الذى تحصل عليه منه عن طريق المحكمة، وفوق كل ذلك أصبحت فريسة لمن حولى بدءاً من بواب العمارة الذى يسرقنى بالمغالاة فى كل مايشتريه لى، إلى المحامى الذى يستنزفنى ماديا، ويخلى مسئوليته عن أى فشل فى مهمته.. أيضا رغبت فى تعلم قيادة السيارات، ولم أجد مدرسة لتعليم القيادة توافق على اصطحاب إبنتى معى، ولذلك لجأت الى سائق تاكسى، وبعد حصتين وجدته طامعا فىّ شخصياً، فانسحبت مستعوضة ربى فيما حصل عليه من نقود!، وحتى المنجد سرقنى عندما لجأت إليه لإصلاح ماتلف من أثاثى فى تنقلاتى بين شقق الإيجار الجديد، وأيضا المدرسة التى أردت أن ألحق ابنتى بها قاسيت الأمرين لكى تقبلها دون حضور أبيها الذى أغلق هاتفه، ولم يفكر ولو فى تلبية طلب ابنته بأن تراه.. هل تتصور ياسيدى أنه عندما اتصلت به وقالت له «عايزة أشوفك يابابا» رد عليها «لما تحبى تشوفينى خلّى ماما تكلم المحامى»! هل يعقل أن يصل الأمر بأى أب إلى هذا الحد فى معاملته لطفلته التى لم يتعد عمرها خمس سنوات؟!

وماحدث معى تكرر مع أختى لسوء اختيارها هى الأخرى بمن ارتبطت به، أو قل لأنها كانت مطمعا له، فهى طيبة وحسنة النية، ولم تتوقع أن تقع فى الزواج من شخص لا أجد من الكلمات مايصفه، ويكفى أن أقول لك إنها عندما اكتشفت بخله وعنفه وشذوذه طالبته بأن يطلقها بإحسان، وكل ما أرادته منه مسكنا لإبنتهما الرضيعة، فادعى موافقته على طلبها، وانتهز فرصة زيارتها لى، واستولى على جميع ماتملك، واستبدل بابا مصفحا بباب الشقة العادى، ورفض أن يعطيها شيئا، وحتى ملابسها التى اشترتها من الخارج عندما كانت تعمل فى إحدى الدول العربية حرمها منها!.. وتخيل حالة سيدة لم تكمل الثلاثين من عمرها ولا تعمل وبلا أم ولا أب ولديها طفلة وليس لها مأوى، وكل ذنبها أنها ترغب فى بناء أسرة صغيرة، وأن تحمل لقب أم، فالإحساس بالوحدة قاس، وهو نفس الشعور الذى لازمنى بعد وفاة والدتى وكان سببا فى زيجتى الفاشلة، ولقيت أختى المصير نفسه.

وهكذا تجمعنا ــ أنا وأختى ــ ومعنا الطفلتان، وتحملنا فوق طاقتنا بلا معين، ولا أعرف من أين أتى مطلقها ومطلقى بهذه القسوة، ولا كيف استحلا أموالنا وأعراضنا.. لقد فتشنا عن حلول كثيرة، فلم نجد ملجأ إلا الله، واستعنا بالصبر والصلاة وقلنا لنفسينا «لنتاجر مع الله، ودعوناه أن يؤتينا من فضله، فإذا بالأمور تنقلب تماما، وانفرج كربنا إلى حد كبير، فزاد فرارنا إلى القرآن الكريم، وسألناه عز وجل أن يرزقنا قلبين سليمين، لا يتأثران بالآلام مهما تبلغ قسوتها، فاستجاب لدعائنا وقوانا بسند من عنده، وهانحن نشعر بالسعادة ونحن نستمع الى الدروس الدينية التى تعيننا على استكمال حياتنا والتقدم إلى الأمام، وتكفينا الابتسامة التى ترتسم على شفاه ابنتينا.

وهاهى الأزمة توشك أن تنفرج تماما، وأجدنى قد استعدت صحتى، وعاودت هوايتى المفضلة كفنانة تشكيلية، واستأنفت مشروعى الذى طالما حلمت به، فلقد كان مطلقى يكسر لوحاتى. ويمنعنى من إشباع هوايتى، والسعى لإقامة معرض كبير لأعمالى !

وأقول لكل مكروب «كن على ثقة شديدة بالله، فلا مانع لما أعطى، ولا معطى لما منع، وقل «اللهم دبر لى أمرى، فإنى لا أحسن التدبير» وإذا شعرت بأنك لا تقوى على تحمل الابتلاءات قل «اللهم إنى أعوذ بك من جهد البلاء»، فما جعلنى اصطبر على حالى، وإحساسى الشديد بالظلم والقهر قول الله تعالى فى سورة الأنبياء «اقترب للناس حسابهم، وهم فى غفلة معرضون» فأقول لنفسى «هانت» فالحساب قريب، وحقوقى محفوظة عند رب العباد.

والآن استحضرت ذاكرتى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعظم الدعاء إجابة، دعاء غائب لغائب»، فأوصيك وقراءك بالدعاء لى ولأختى ولكل من يتعرض للقهر، فالإحساس بالظلم كالنار المتقدة لا يوصف، ومن هنا جاء وعد الله للمظلوم بإجابة دعائه.. وجزاكم الله خيرا.



ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

آن للعيون الساهرة أن يلقى عليها الله نعاسا أمنة منه، وحان الوقت للنفوس المضطربة أن تجد الهدوء والسكينة، فلقد واجهت أنت وأختك ظروفا مأساوية متشابهة بفشل زيجتيكما اللتين أثمرتا طفلتين جميلتين، وتغلبتما على المصاعب الجمة والأمواج العاتية بصبر وإيمان حتى أوشكت الأزمة على الانفراج، فلا تقلقا بعد هذه الرحلة الناجحة فى الكفاح، وناما قريرتى العينين، فالعيش فى الماضى قتل للإرادة، وتبديد للحياة الحاضرة، ولابد من طى ما فات لأنه مضى، وانتهى، فلا تعيشا فى كابوسه، وتطلعا إلى الأمام بجلب السرور واستدعاء الانشراح، وسؤال الله المعيشة الطيبة.

وإنى أتأمل تصاريف القدر فى ارتباطك أنت وأختك برجلين يتصفان بنفس الصفتين السلبيتين من الارتباط المرضى بالأم والبخل الشديد،، وفى هذا الصدد أقول: إنه من المجازفة ان تتغاضى الفتاة المقبلة على الزواج عنهما، فلابد أن تدرسهما جيدا بمساعدة أسرتها، فإذا كانت علاقة الشاب بأمه سليمة وصحية من الناحية النفسية، ويكون قد تعلم معاملة النساء باحترام وتقدير فهذا يبشر بزيجة ناجحة، وأما اذا لوحظ عليه الارتباط المرضى بأمه، فإنه يكون قد نشأ على التدليل، ولا يتحمل أى مسئولية، وسوف يلجأ إليها فى كل خطواته، وبالتالى تصبح علاقته الزوجية سلبية تماما.

ويمكن خلال فترة الخطبة التعرف على مدى التصاق العريس بأمه ولذلك علامات كثيرة منها اتصاله الدائم بها لاستطلاع رأيها فى كل كبيرة وصغيرة. والعمل بما تشير عليه به دون نقاش، ومثل هذا الزوج يكون ضعيف الشخصية وغير واثق فى قدراته ولا يستطيع اتخاذ قراراته بنفسه.

أما اكتشافك أن زوجك طفل كبير مدلل، فإن هذه الصفة موجودة فى كثيرين من الرجال، ولا تشكل حالة مرضية نتيجة الارتباط بالأم فى غالبية الأحوال، فبداخل كل رجل قلب طفل يحتاج إلى من يدلله والزوجة الذكية قادرة على القيام بأدوار متعددة فى حياة زوجها، فهى أحيانا أم ترعى طفولته الكامنة فيه، وأحيانا أنثى توقظ رجولته، وصديقة تشاركه همومه وأفكاره وطموحاته، وأحيانا ابنة تستثير مشاعر أبوته، فكلما تعددت وتغيرت أدوار المرأة فى مرونة وتجدد، فإنها تسعد زوجها كأى طفل يسأم لعبة بسرعة ويريد أخرى جديدة، ولكن اذا ثبتت الصورة وتقلصت أدوارها، فإن هذا نذير بتحول اهتمامه عنها الى ما هو جذاب ومثير، وما يقال عن الرجل ينطبق على المرأة فالعلاقة تبادلية، وليست قالبا جامدا فيقع عليها عبء كل شىء بينما هو غارق فيما هو فيه..

ويتمثل طريق الخلاص من ارتباط الرجل المرضى بأمه فى عدة مفاتيح أهمها الرحمة والحنان والكلمة الطيبة والدلال واللطف والزينة واللمسة الحانية والمزاح والمداعبة والدعاء، وكلها تصرفات بسيطة لها مفعول السحر فى جذب الزوج مع الأخذ فى الاعتبار أنه يحتاج إلى بعض الوقت لكى يتعود على الانفصال الصحى عن عائلته الكبيرة، ويحافظ على التوازن بين استقلاليته كرب عائلة مسئول وكابن بار بوالدته، وهذا يتحقق بالتدريج لكى لا يترك الانفصال الوجدانى المفاجئ جروحا لدى الطرفين سواء الأم أو الابن.

أما على جانب البخل فإن البخيل يعد أشد الناس عناء وشقاء، اذ يكدح فى جمع المال والثراء، ولا يغدق منه على زوجته وأولاده، فيعيش فى الدنيا حياة الفقراء، ويحاسب فى الآخرة حساب الاغنياء، ويقول الحق تبارك وتعالى فى كتابه الكريم «ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم، بل هو شر لهم، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة».. فليعلم مطلقك أن عدم رعايته ابنته التى تسعى الى رؤيته والائتناس به ستكون وبالا عليه، فما تغنى اموال الدنيا عنها، والعاقل هو الذى يدرك ذلك، واذكره بقول الحسن بن على بن أبى طالب «من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من اعطى من لا يرجوه».

ونفقة مطلقك على ابنته حق أصيل عليه، فيجب ان يتقى الله فيها، وكذلك مطلق أختك، فهما مطالبان بمد جسور الصلة مع ابنتيهما حتى تنشآ متوازنتين نفسيا، ولا يتغلغل الكره داخلهما تجاههما وأؤكد عليهما ذلك بعد ان عميت بصيرتاهما عن هذه الحقيقة، وسوف يندمان يوم لا ينفع الندم.

ولا أجد خيرا من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان يكثر منه وهو «اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الدين، وقهر الرجال»، وأسأله عز وجل لك ولأختك الثبات والانتصار فى الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حورس
مرشح
حورس

ذكر
عدد الرسائل : 1604
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
بلد الإقامة : الكرة الأرضية
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 5910
نقاط : 8167
ترشيحات : 18
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime2/5/2014, 01:16

خائفة من المجهول!

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 2014-635345751556223076-622

أنا واحدة من محبى «بريد الجمعة»، وأتابعه بانتظام، وأتأمل تجارب أصدقائه، وأستفيد مما يقدمه للآخرين من نصائح وخبرات الحياة،

واليوم جاء دورى لكى أروى لك حكايتى راجية أن أجد لديك ما يسرى عنى أحزاني، ويخفف آلامي، فأنا سيدة عمرى خمسة وثلاثون سنة، نشأت فى أسرة محافظة، ميسورة الحال، وتخرجت فى إحدى كليات القمة، والتحقت بوظيفة حكومية ممتازة، وتقدم كثيرون من الشباب للزواج منى ولم يكن لى مع أى منهم نصيب، ومرت سنوات عديدة دون أن أجد الشخص المناسب الذى كثيرا ما حلمت به، حتى بلغت سن الثلاثين، ومع ذلك لم تشغلنى مسألة الارتباط لإيمانى بضرورة التوافق بين الطرفين لإقامة أسرة ناجحة ثم جاءنى نصيبي، شاب تخرج فى إحدى كليات القمة أيضا، وارتحت إليه رغم الفارق الكبير بيننا فى المستويين الاجتماعى والمادي، فوافقت عليه ليس لبلوغى السن التى تصيب الفتاة بالرعب إذا وصلت إليها دون زواج، ولكن لأننى توسمت فيه الطموح والمستقبل الواعد، وكان يعمل فى مدينة أخرى غير المدينة التى أقطن بها، وأبلغنى أنه سيؤجر فيها شقة بنظام الإيجار الجديد لتكون عش الزوجية. فلم أمانع، وشاء القدر أن يواجه بعض المشكلات فى عمله، واستدعت الضرورة وجوده فى القاهرة وصار من الصعب عليه توفير شقة بنفس مواصفات الشقة التى حصل عليها بتلك المدينة، فاقترح أبى عليه أن نقيم فى شقة يملكها بالعاصمة بعد تشطيبها على نفقته، فأحسست بفرحة فتاى الذى تولى شراء الأثاث وتكاليف حفل الزفاف، واقترض مبلغا من المال لاستكمال ما قطعه على نفسه من عهد، وتزوجنا، ومنذ اليوم الأول وجدته شابا حنونا، حلو العشرة، وشعرت معه بالراحة والأمان. إلا فى فترات عصبيته. فيصير إنسانا آخر لا يدرك ما يقول، ويأتى تصرفات تحسب عليه، ووقتها قد لا يحترم من يتعامل معه كبيرا أو صغيرا، وفى كل ثائرة له يذكرنى بأنه يبذل الكثير من أجلي، وعرّض نفسه للإقتراض لكى يفى بالتزاماته تجاهي، وتجنبت نشوب أى خلافات أو سوء تفاهم بيننا، ونظرا لطبيعة عمله، فقد كنت أقضى فى بيتنا يومين، وفى بيت أهلى خمسة أيام لكى لا أظل بمفردى حيث كان يعمل معظم الوقت لتوفير مبالغ اضافية يسدد بها ما عليه من ديون.

ولما مرت الأشهر الخمسة الأولى على زواجنا بلا حمل، ذهبت إلى الطبيب بصحبة والدتي، فأبلغنى بأن احتمالات حملى ضعيفة جدا قائلا عبارة قاسية مازالت ترن فى أذنى «مفيش أمل فى الحمل» وكانت صدمتى كبيرة، وزاد من شدتها علىّ أن زوجى لم يقل لى الكلام الواجب تطييب الخاطر به فى مثل هذه الظروف بأنه يحبني، وأننا يجب ألا نفقد الأمل، وأن نطرق أبواب الأطباء المتخصصين، ووجدتنى أقاسى الأمرين وحدى أملا فى الإنجاب، ودموعى تسبقنى فى كل زيارة إلى الطبيب، ولم يمض وقت طويل حتى أبلغنى بأنه سوف يسافر إلى إحدى دول الخليج لمدة عام. فأبديت رغبتى فى السفر معه، فوافق فى البداية ثم بدّل كلامه فى اليوم التالى بأنه سيسافر وحده، وسوف يزورنى كل ثلاثة أشهر، فلم أصدقه، خصوصا بعد أن قرأت العقد الذى سيعمل بموجبه فى البلد العربي، وعرفت أن من بين بنوده قضاء العام بصورة متواصلة وبلا أجازة، وسافر بمفرده، أما أنا فقد انصب اهتمامى على متابعة الفحوص الطبية عسى أن يتحقق حلمى فى الإنجاب، وساءت حالتى النفسية عندما طلب منى الاستشارى أن أسافر إلى زوجى فى أسرع وقت لأن كل شهر يمر دون متابعة تزيد فيه حالتى تدهورا، وأن تأخير العلاج لمدة عام ليس فى مصلحتي، فاتصلت به وابلغته بما اكده الطبيب، فماطلنى واتبع أسلوب «التسويف» بأنه سيأتى بعد شهر، ثم بعد شهرين، وتوالت الشهور، وإنتهى العام كله بلا اجازة واحدة كما توقعت، ثم رجع شخصا آخر. إذ لم أجده بنفس الإقبال والحب الذى عرفته بهما، فلقد تغير كثيرا، ولم أشعر بحنانه ودفء قلبه ولكنه سايرنى فيما أريده، وزرنا الطبيب معا، فأشار علىّ بعملية طفل أنابيب. وحدد موعد العملية، ورحت أترقبها كل لحظة، لكن حدث ما لم يكن فى الحسبان، وما أحال حياتى إلى نكد وقلب دنياى رأسا على عقب، فقبل العملية بأسبوع كنا فى زيارة إلى أسرتى وجلس زوجى فى إحدى الغرف، وسمع أبى من غرفة مجاورة يسخر من شخصية عامة كان ضيفا على أحد البرامج التليفزيونية من أنه يعيش فى شقة زوجته، فثار ثورة عارمة باعتبار أننا نعيش فى شقة يملكها أبي، وبدأ حربا ضارية ضدنا، وقال إنه دفع كل تكاليف الزواج دون أن نتحمل منها شيئا، وترك شقتنا، وانتقل إلى بيت أبيه، ولم تفلح محاولاتى لإثنائه عن موقفه، وفى اليوم التالى اتصل أبى به، وقال له إنه إبنه، ولم يقصد بتعليقه العابر أى إساءة إليه، وأنه لا وجه للمقارنة بينه وبين الشخصية التى كانت محور التعليق، فتظاهر زوجى بقبول اعتذاره، لكنه جدد رفضه العودة إلى الشقة، وبعد أيام طلبه أبى للحديث معه فتهرب من المقابلة، ولبعده عنى لم اتعاط الأدوية التى كان يجب أن أتناولها استعدادا للعملية، وعشت فترة عصيبة، ولم يكن بيدى أن أفعل شيئا، وتعمد عدم مقابلة أبى إلا بعد موعد العملية، وكان فى تصرفه هذا عدد من الإشارات الواضحة لما ستنتهى اليه علاقتنا، لكن كذبت نفسى أن يفعل ذلك، كما انه أراد «تأديب» أبى على ما قاله عن تلك الشخصية المهمة، مؤكدا أنه كان يقصده هو أيضا بهذا الكلام، وبالطبع لم تجر العملية التى كنت أنتظرها برغم علمه بأهمية الوقت فى نجاحها، ونسى كل شيء جميل بيننا، وركز فقط على إهانته التى لايقبلها.

وفى زيارته التى جاءها مضطرا لمقابلة أبي، غير دفة الحديث ضدى بأننى أصبحت زوجة نكدية وفىّ كل الصفات السيئة التى تحملها صاغرا مع أننا لم نعش معا خلال عامين من الزواج سوى أشهر معدودة، وسرد مواقف تافهة تحدث عادة بين الأزواج، وحاول أبى تهدئته بأن الخلافات البسيطة على أمور تتعلق بالمنزل أو الحياة عموما لايخلو منها بيت، وأن تقديم حسن النية مطلوب لكى تسير الأمور وتمضى الحياة، فاتهم أبى بأنه يقف فى صفي، لأنه لم يوجه لى كلمة لوم، أو يعنفنى أمامه!.. وانتهى اللقاء بفرمان منه أن أبقى فى بيت أهلى لمدة شهر حتى يصل إلى قرار بشأن حياتنا الزوجية.. هل سيستمر معي. أم سيذهب كل منا إلى حاله!.. ولك أن تتخيل موقف أبى فى هذه اللحظة.. هل يظهر انكسارا؟.. أم ماذا يفعل؟.. لقد تحاشى أبى الصدام، وامتص الموقف العصيب طالبا منه الرد بعد أسبوع وخرج من عندنا. ونحن فى ذهول، ثم جاءنا بصحبة والديه اللذين التمسا له العذر ووجه فى حضورهما كلاما لاذعا إلى أبى دون ان يتدخلا. ولو لحفظ ماء الوجه، أو يسعيا إلى الصلح بيننا، واستغربت موقفهما كثيرا، إذ أن علاقتى بهما طيبة. ولم أتصور أن تصل الأمور إلى هذا الحد بغير أسباب واضحة، وتمادى زوجى فى الحديث بصوت عال بأنه استدان أموالا من أجلى لكى يتمكن من اتمام الزواج، ومازال يسددها.. وانه يدفع الكثير للأطباء، وأننا ليس لنا فضل عليه فى شيء، وعندما حاولت أن أرد عليه، «استهزأ» بي، ولم يرده والداه، ولو بكلمة من باب ذر الرماد فى العيون كما يقولون، وهنا طلب أبى منه الانصراف فورا، وأن يطلقنى بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد غير المقبول!

وحاول وسطاء من جانب أسرتى إصلاح ما تهدم من علاقتنا، عسى أن تصفو الأجواء وتعود حياتنا الزوجية إلى طبيعتها، وأما أسرته فقد التزمت الصمت، وقال لكل من تحدث معه أننى مليئة بالعيوب، بينما هو خال من أى عيب، وقد تزوجته كشكل اجتماعى لكن لم أفعل أى شيء من اجله، وأنهى النقاش مع من توسطوا بيننا إلى أنه سوف يستأجر شقة غير الشقة التى نسكن فيها، وسينقل إليها العفش، ورفض عرضهم بالصلح، واعتذار والدى لأبيه، ولما وجدته يغلق الأبواب فى وجه كل «الوسطاء» اتصلت به، ورجوته أن ينسى ما فات، وأن نبدأ صفحة جديدة، فسب والدى بكلمات أعف عن ذكرها، وأنهى المكالمة بأنه سوف يطلقنى بشروطه، وفى الوقت الذى يريده، ولم ينس توبيخى بأننى لن أنجح فى أى حياة زوجية، لا معه ولا مع غيره.. عند هذا الحد عرفت أن عودتنا مستحيلة، فطلبت الطلاق، وأبلغنا والده بما اعتزمناه، فرد بموافقة إبنه على تطليقى بشرط التنازل له عن كل شيء.. الشبكة والنفقة ومؤخر الصداق، ونصف العفش، والأجهزة الكهربائية، بحجة أننى التى طلبت الطلاق!.. وهكذا ظهر على حقيقته فأوكلنا الأمر إلى محام رأى أن يحاول تسوية خلافاتنا للمرة الأخيرة، ورد علىّ زوجى عن طريقه بأنه موافق على الصلح بشرط أن ننتقل إلى شقة جديدة سوف يؤجرها هو، وأنه حدد منطقة بعينها للسكن فيها، ووجدتها منطقة تصعب الحياة فيها، وأن مايفعله معى هو محاولات لتطفيشى بأقل الخسائر، ولم إجد بدا من أن أرفع دعوى ضده فى المحكمة طالبة الطلاق للضرر، وعندما علم بذلك تنازل عن جزء من شروطه، وتنازلت عن بعض حقوقى وانفصلنا.

واليوم مر عام ونصف العام على طلاقي، لكنى مازلت أفتقد الثقة فى نفسي، وكلما استعدت الأحداث التى مررت بها أحاول أن أعرف جريمتي، فأنا إنسانة طبيعية لى أخطائى التى يمكن تحملها، ولم تكن لى طلبات تذكر بعد الزواج، ولكن جاءت المحصلة «خمسة شهور من الحياة معه، وخمسة أشهر من المعاناة بسببه» وعام كامل من الغياب فى الخارج، كما ضاع حلمى فى الإنجاب، وليس على لسانى غير قولى «حسبى الله ونعم الوكيل»، ولا أكف عن الإبتهال إلى الله والدعاء بأن يفرج كربي.

وإنى أسألك: كيف يتغير الإنسان من الطيبة والعطف والحنان الى سلاطة اللسان ونكران الخير، فينطبق عليه قول رسول الله «إذا خاصم فجر»، إذ يعلم الله أن أبى كان يحب مطلقى كثيرا، وقدم من أجله، كل مايستطيع، ولم يتعمد أبدا الإساءة إليه كما يدعى عليه ظلما، ثم بعد كل ماحدث لي: هل هناك أمل ووقت لكى أعيش حياة طبيعية فيما تبقى لى من عمر؟

> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

بالتأكيد ياسيدتى هناك أمل فى أن تحيى حياة طيبة حافلة بالحب والعطاء فما أكثر القيود التى تربط الانسان بالدنيا، ولكن أعجبها قيد الأمل، على حد تعبير طاغور، وهو القيد الذى يدفع المرء إلى بذل أقصى الجهد للوصول إلى مايرغب فيه وينشده فى حياته، ولكى يحقق أهدافه عليه أن يستعين بإرادته وعزيمته مسلما بالأمر الواقع فهو ذخيرة لا غنى لنا عنها فى رحلتنا عبر الحياة.

فمن واقع ما رويته عن زوجك فإنه اتخذ قرارا بالانفصال عنك ليس بعد سماعه ما قاله أبوك عن الرجل ذى المكانة المرموقة والذى يعيش فى شقة تملكها زوجته كما تتصورين، وانما استقر عليه منذ أن عرف ماتعانيه من متاعب صحية قد لاتنجبين بسببها فراح يباعد المسافات بينكما متذرعا بأى أسباب مرة بالسفر، ومرة بكلام أبيك وهو الذى استدان فى بداية الزواج من أجل أن يظفر بك، ومن يغير موقفه من شريك حياته على هذا النحو لايستحق الاهتمام ولا أن تذرف زوجته دمعة واحدة على انفصاله عنها.. وهو أيضا عندما استهزأ بك بكلمات عففت عن أن تذكريها، فإنه ارتكب جريمة فى حقك لم يكن أمامك سبيلا لمواجهتها إلا بالانفصال لكنك التزمت الصمت وبحثت عن مخارج عديدة لرأب الصدع الذى أصاب حياتكما لما تحملينه له فى قلبك من بقية عاطفة صادقة، ولكنه للأسف استمر فى سلوكه الذى ينم عن أنانيته الشديدة.

والحقيقة ان مسألة الانجاب التى كانت السبب الرئيسى فى انفصالكما ليست نهاية المطاف فحتى إذا تزوجت من آخر ولم تنجبى يجب ألا يتسرب اليأس اليك بل اننى أبشرك اذا صبرت على ذلك بمحبة الله كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أحب الله عبدا ابتلاه فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط»، فاحمدى الله على ما أنت فيه واعلمى أن ما عنده خير من الدنيا وما فيها وأن قضاءه دائما خير ولكننا نستعجل الأمور، ولاندرك الحقيقة وحتى اذا لم يقدر الله لك الانجاب تذكرى نعمه الكثيرة عليك من الصحة والصبر، والسمع، والكلام والاحساس والحركة حيث يقول تعالى «وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها»، وماحدث لك هو قدر الله الذى يجب أن ترضى به، وإلا فما معنى الإيمان، ثم مايدريك فلعل الله يرزقك بزوج أعقل منه، وذرية صالحة تدخل السعادة والسرور الى قلبك، ولاأبالغ اذا قلت ان طلاقك منه فى مصلحتك فاتركى عنك هذه الكآبة، واخرجى للدنيا واكثرى من الدعاء وأحسنى الظن بالله، وثقى بوعده سبحانه وتعالي.

وعلى جانب آخر فإننى أتوقف عند تدخل أسرتى الزوجين فيما قد يعترى حياتهما من مشكلات فأقول: لقد أسهمت أسرتاكما فى تعميق الخلافات بينكما، ولم تدركا ضرورة أن تكون هناك حدود معينة لتدخل الأهل حتى لاينهار البيت باسم «حسن النية» وتحضرنى هنا قصة رمزية فلقد شعرت مجموعة من القنافذ ذات يوم بالبرد الشديد فالصقت اجسامها ببعضها طلبا للدفء ولكنها تأذت بأشواك بعضها البعض فابتعدت جدا عن بعضها فعاودها الاحساس بالبرد، وظلت تتقارب وتتباعد الى أن تمكنت من ضبط المسافة المثلى بينها بحيث تضمن لها الدفء دون أن تؤذيها الأشواك.. وهكذا تكون الحدود مع الأهل والأقارب لكنك ومطلقك لم تستطيعا ضبط حدود تدخل الأهل فى مشكلاتكما للحفاظ على مابينهم من ود دون أن تضيع خصوصياتكما فكان ماكان.

وتدخل الآباء والأمهات فى حياة ابنائهم له أسباب كثيرة مثل شعورهم بالوحدة والفراغ بعد زواج الأبناء وعدم وجود أنشطة تشغلهم وعدم الاستقلال المادى للأولاد واخبار الزوجين لهم عن كل شيء حتى المسائل الخاصة المتعلقة بهما وحدهما ولاشك أن الاستسلام لهذا التصرف غير السليم يؤدى فى النهاية الى انهيار الحياة الزوجية ولعلك قد استوعبت الدرس للاستفادة منه فى المستقبل.

والواقع أن الانسان لايقلق ولايعانى فى حياته الدنيا إلا لنقص أو ضعف ايمانه وعدم تسليمه بقضاء الله وقدره وهناك مقولة لسيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معناها: «أن الدنيا ثلاثة أيام، يوم مضي، وليس منه شىء ويوم يأتى لاتدرى تدركه أم لا.. ويوم أنت فيه فاغتنمه» فلا تشغلى بالك بالتفكير فيما لا طائل منه واشغلى وقتك بالعمل والقراءة والاشتراك فى الأعمال الاجتماعية واهدئى بالا وتطلعى إلى الأمام بكل تفاؤل، فالقادم أفضل، وسوف يأتيك من يقدرك لذاتك لا طمعا فى وجاهة اجتماعية ولا سعيا الى مال أو بنين، فالله يقدم دائما الخير لعباده لكنهم لايعلمون.. وفقك الله وسدد خطاك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حورس
مرشح
حورس

ذكر
عدد الرسائل : 1604
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
بلد الإقامة : الكرة الأرضية
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 5910
نقاط : 8167
ترشيحات : 18
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime2/5/2014, 01:21

الشكل الاجتماعى

أعمل معلمة فى أقصى الصعيد، ولى أخ يصغرنى بخمس سنوات، وأمى وجدتى.. أما أبى فقد تركنا وذهب إلى مكان لانعرفه قبل ان أكمل سن السادسة،

وكان أخى وقتها رضيعا، واحتارت أمى ماذا تفعل، وبعد تفكير طويل لجأت إلى المحكمة طلبا للطلاق، وحصلت عليه، وكافحت لتربيتنا والوصول بنا إلى بر الآمان، وعشت حياة صعبة ومريرة، ولم أتزوج إلى ان بلغت سن الثامنة والعشرين وحلمت كثيرا بأن يكون لى زوج يعوضنى عن شظف العيش ويصبح هو سندى وونيسي.. وجاء شهر سبتمبر 2011، الذى تصورت فيه ان الدنيا ابتسمت لى إذ تزوجت فيه، وتصورت أننى صرت مسئولة من رجل يخاف عليّ ويحميني، وأقبلت على إرضائه وطاعته، وتحملت تصرفاته التى تستوقف الكثيرات.. ثم اكتشفت أننى أعيش الوهم.. حيث تعامل معى بمنطق الموظفة، ويجب عليّ ان ادفع مصاريف البيت والايجار لأنه يعمل فى القطاع الخاص بالقاهرة، وهو حاصل على دبلوم المدارس التجارية، ويسافر إليها لمدة شهرين، ويأتينا فى إجازة عشرة أيام، وخلالها يشترى بعدة جنيهات بعض الأطعمة الخفيفة ثم يعود للعاصمة دون ان يترك أى مصاريف، وباختصار أتولى كل شىء، وفوق كل ذلك وجدته بعيدا تماما عن الدين، مع فارق كبير فى مستوى تفكير كل منا إلى جانب إحساسى بعدم الأمان معه.

أيضا اكتشفت أنه يعانى مشكلة تعيقه عن الانجاب، ويريدنى ان أدفع له مصاريف العلاج، فهو أنانى جدا، ولايريد ان يسهم بشىء فى المصاريف.. أليست هذه هى مهمة الرجل المسئول عن بيت وأسرة؟

لقد فكرت فى طلب الطلاق، لكنى تراجعت أملا فى اصلاحه، ولكى احافظ على الشكل الاجتماعى فى المنطقة التى نقطن بها.. والغريب انه فى الإجازات يهتم جدا باخبار البلد وما حدث خلال فترة غيابه، ولا يسألنى عن أحوالي.. هل انا تعبانة أم مرتاحة؟ سعيدة أم حزينة؟.. ومع يأسى من أفعاله عرضت مسألة الطلاق على أخى لكى أعرف رأيه. فرد عليّ بالرد الذى أسمعه فى حالة من تمر بتجربتي، وهى أنه من الضرورى الحفاظ على الشكل الاجتماعي، وان أقول إن زوجى مسافر أفضل من ان أقول أنى مطلقة.. هذا هو المهم لدى أخى وأسرتي، أما أنا فليس مهما ما أعانيه نفسيا، وما أصرفه ماديا، حتى الانجاب ليس ضروريا.. مادام زوجى لايضربنى أو يهنينى.. فهل هذه حياة؟.. وما هو السبيل لعلاج ما أنا فيه من متاعب وآلام؟

> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

ينبغى ألا نلقى باللائمة على الطرف الآخر لمجرد تبرير موقفنا منه، ومادمت لا تنكرين على زوجك معاملته الطيبة لك، فبامكانك ان تضيقى الفجوة بينكما قبل ان تتسع، ويصبح من الصعب علاجها.. ويكون ذلك بزيادة فترات الحوار، واشعاره بالاقبال على الحياة معه، وأنك تحسين بالسعادة فى وجوده، لكن أغلب الظن أنك تحاولين البحث عن أسباب تبرر لك طلب الطلاق لعدم قدرته على الانجاب، فتحاولين التركيز على صفاته السلبية، وكذلك فعل زوج كاتبة رسالة «خائفة من المجهول» الذى راح يتفنن فى ايجاد مبررات للخلاص من زوجته بعد ان أدرك أنها غير قادرة على الانجاب.. وجاءت المصادفة بقراءتى الرسالتين ونشرهما معا..

أذن لكى يكون الانسان موضوعيا عليه ان يتناول مشكلته من كل الجوانب، ويتحمل تبعات قراره بغير أن يجهل الطرف الآخر، ويضع نفسه فى مكانه لو كانت المشكلة عكسية.. بمعنى لو أنك كنت أنت التى لاتنجبين.. هل كنت ستطلبين الطلاق؟ أجيبى عن السؤال فى نفسك، وخذى قرارك الذى سيهديك إليه عقلك وقلبك واتخذى القرار المناسب الذى يرضيك بعيدا عن «الوجاهة الاجتماعية» التى لاتجلب السعادة لأحد. وعالجى الأمر وفقا لمعطيات الواقع الذى تعيشينه.. وتوكلى على الله وسوف يرشدك إلى ما فيه الخير لك مادمت تتقينه فى زوجك وتبغين مرضاته عز وجل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حورس
مرشح
حورس

ذكر
عدد الرسائل : 1604
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
بلد الإقامة : الكرة الأرضية
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 5910
نقاط : 8167
ترشيحات : 18
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime2/5/2014, 01:29

ابتسامة الوداع!

أكتب إليك لأطلب منك طلبا غاليا عزيزا لمن فقدت أمها أو أباها أو أخاها أو أختها ولكل أم وأب فقدا ابنهما أو ابنتهما أو شهيدا أو شهيدة، أن تنادى بتخصيص يوم لهم باسم «يوم الوفاء» لأحبائنا الذين رحلوا عن دنيانا ولتكتمل المنظومة ويعوض منا الآخر عن فقده أحباءه.

فقد رحلت عن عالمنا يوم 15/3/2014 صديقتى وحبيبتى خيرية هذا هو اسمها وهو أيضا صفتها فقد كانت «مؤسسة خيرية» قائمة بذاتها وكانت كما يقولون اسما على مسمى.

ولن أستطيع أن أصفها لك مهما أوتيت من بلاغة فقد كانت مثل قطعة الألماس نادرة الوجود ودائما فى خدمة الجميع، الصغير قبل الكبير وبارة بوالديها وبأهلها وبكل الأمهات والآباء ويُضرب بها المثل فى العطاء والتفانى.. مغيثة الملهوف وصديقة الملتاع وحبيبة المحروم وكانت أما لمن ليس له أم وأخا لمن فقد إخوته وصديقة لمن هى وحيدة وكانت زوجة صالحة وفيةـ ومخلصة نادرة الوجود، وفوق كل ذلك أما لفتاة وشاب رائعين ربتهما على القيم والدين والأخلاق والحب والتسامح ولم لا أليست أمهما خيرية؟

الكلمات لاتسعفنى لأن العقل والقلب فى لوعة وشدة لفراقها، كنت أسمع من الناس عمن تموت والابتسامة على وجهها لكنى رأيتها على وجه خيرية ابتسامة الرضا والسعادة والراحة نعم لقد كانت فى حياتها انسانة جميلة وبعد مماتها ستكون سيرتها أجمل مما كانت عليه فى دنياها، ولو يعلم الناس حلاوة الايمان والتسامح والحب والعطاء والبر والوفاء فى الدنيا لعاشت الدنيا كلها فى سلام وحب وتضحية وتعاطف، ولكن مع الأسف هناك كثيرون لايعلمون حلاوة العطاء فى كل شىء فالكل يريد أن يأخذ ولكن حبيبتى الغالية كانت تعطى ولاتنتظر عطاء وعندما كانت تأخذنى مشاغل الحياة وأغيب عنها أسبوعا لا أتصل بها كانت تبادر بالسؤال وتعتذر هى لأنها تأخرت عني، تخيل هى التى تعتذر حتى لاتشعرنى بالحرج.. هل رأيت مثل هذه الجوهرة النادرة؟ كان والداى رحمهما الله لا يعتبرانها صديقة لنا بل ابنة غالية وكانت اذا مرض أحدهما يجدها تحت قدميه وتؤدى له خدماته.

هل تتخيل أننى مازلت انتظر تليفونها كما استعد للقائها عند الواحد الأحد الفرد الصمد الرحمن الرحيم؟.. أنها فى جنة الخلد بالفردوس الأعلى فسلام عليها فى مرقدها.

وأرجوكم جميعا أن تدعوا لزوجها وأولادها ولنا بالصبر على فراقها فقد كانت صديقة لنا منذ أكثر من خمسين عاما، ولا أذكر أنها أساءت أو قصرت أو تخلت عن أحد وأحاول أن أتذكر لها ولو هفوة صغيرة فأجدنى ازداد حزنا ولوعة على فراقها.

ياخيرية لن أجد بعدك صدرا حانيا وبلسما شافيا.. وقلبا كبيرا ولا يدا حنونة ناعمة تمسح دموعنا.

آه ثم آه حتى نهاية العمر ياصديقة وحبيبة وأخت العمر كله.

> تلقيت هذه المرثية الجميلة لتلك الإنسانة الجميلة من السيدة سهير صبرى وليت علاقات الأحباب تكون على هذا المستوى الرائع من المحبة والاخلاص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 110
نقاط : 17200
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime9/5/2014, 17:20

نظرات الانكسار !

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 2014-635351791693364954-336

أكتب اليك قاصدا بابك بعد أن وجدتنى وأنا فى سن التاسعة عشرة أكره حياتى التى لم تبدأ بعد، وأرى الظلام فى كل مكان أذهب إليه، فكلما سرت فى طريق واجهتنى عراقيل وعقبات، حتى اننى تمنيت أن أموت خلاصا من المرارة واليأس والاحباط، وسأروى لك قصتى من البداية، حيث أنتمي إلى عائلة معروفة لأبوين تخرجا فى الجامعة، وأشقاء تزوج بعضهم، ومازلت أنا وشقيقتى التى تكبرنى بعدة سنوات نصارع أمواج الحياة أملا فى النجاة.

لقد عاش أبى حياته مثابرا ومكافحا، وتفوق فى دراسته، وعقب تخرجه سافر الى دولة خليجية، وعمل بها لفترة، ثم انتقل الى دولة أخرى، وترقى من منصب إلى آخر، وخصص نصف راتبه لرعاية أسرته، وتوفير متطلباتها المعيشية، وكان يدخر النصف الثانى، وكلما تجمع لديه مبلغ أسهم به فى تزويج إحدى شقيقاته، وحرص على تعليم إخوته جميعا، وكان يقول لهم إنه لن ينسى معاناة أبيه من أجله، ولن يتخلى عنهم أبدا، وأدى بالفعل رسالته تجاههم، وأتم مهمته بنجاح، وارتاح ضميره، ونال «جائزة السماء» جزاء صنيعه، فأسند إليه صاحب الشركة الخليجى منصبا كبيرا، وغاب عاما كاملا عن مصر، ثم عاد إلى أسرته وفاتح أبويه فى الزواج، فأشارا عليه بفتاة تصغره ببضع سنين، وكانت وقتها قد تخرجت فى الجامعة، واصطحب أبوه عددا من افراد العائلة، وطرقوا باب أسرتها، وكانت نصيبه فى الحياة فتزوجها، وبعدها سافرا الى الخارج معا، وبدأ أبى مرحلة جديدة فى مشواره بالغربة، وعمل بكل همة ونشاط، وواصل الليل بالنهار، ومرت سنوات طويلة من الصبر والكفاح لم يذق فيها طعم الراحة، وانجب عددا من الإبناء أنا واحد منهم، وحققنا تفوقا ملحوظا فى التعليم، وساعدنا على ذلك، ما وفره لنا من حياة مرفهة حسدنا عليها الأقارب والمعارف، ووسّع أبى نشاطه فاشترى قطع أراض فى مناطق متميزة. ومنزلا مكونا من عدة طوابق، بالاضافة الى شقة فاخرة نسكن فيها، وسيارة فارهة، واستثمر باقى أمواله فى عدد من المشروعات بمجالات متنوعة، وقبل أن يحصد ثمار ما زرعه تدهورت أحوال مصر الاقتصادية، وانعكس الوضع المتردي فى البلاد عليه، فتراجع انتاج مشروعاته شيئا فشيئا، حتى أفلست تباعا واحدا وراء الآخر، ولم يعد هناك دخل، فاتجه الى المدخرات لتلبية متطلبات المعيشة اليومية، ومع صعوبة الظروف التى واجهناها، وغلاء الاسعار ضاقت بنا الحياة، وعجز ابى عن الانفاق علينا، ووصلت به الأمور الى طريق مسدود، فأصبح لا يملك شيئا بعد أن كان من رجال الأعمال الذين يشار اليهم بالبنان، ووجد نفسه وقد تخطى سن الستين بلا مورد رزق، وفشلت جميع محاولاته فى الوصول الى جهة تستفيد من خبرته الطويلة، وأوصدت كل أبواب العمل فى وجهه، ولك أن تتخيل حال أسرة تقضى أياما بلا طعام ولا نقود للمصاريف العادية والضرورية، إنه شئ لا يصدقه عقل، ولو أنى شاهدت عملا دراميا بهذا المعنى لاتهمت المؤلف بخياله الواسع.. وازاء هذه الظروف الحالكة، لم يجد ابى حلا سوى الاقتراض من البنوك، وعرف اعمامى بأحوالنا فتجاهلونا، وتناسوا ما فعله شقيقهم من أجلهم، ووصل بهم الأمر الى حد مقاطعتنا، ولم يسأل عنا أى منهم، ولو بكلمة من باب ذر الرماد فى العيون كما يقولون !

والأدهى من ذلك أن بعضهم شمتوا فينا، وتمنوا لنا مزيدا من العوز والفقر، ومازالت العبارة التى جاءت على لسان كل منهم حينما تحدث معهم بعض القريبين منا، والعالمين بحالتنا «وأنا مالى.. بيتى أولى»، مع أن أبى هو الذى أسس له هذا البيت.. وكان هذا هو موقفهم من شقيقهم الذى رباهم، وصرف دم قلبه عليهم، وكان جزاؤه أنهم تركوه معرضا للسجن فى أى لحظة بعد عجزه عن تسديد القروض التى حصل عليها من البنوك ، حيث صدرت ضده أحكام قضائية نهائية، وكذلك والدتى التى ضمنته فى أحد القروض وصدر حكم بحبسها هى الأخرى!

لقد حاول أبى التفاوض مع الدائنين من أجل الوصول إلى حل يمكنه من تسديد الديون على اقساط مريحة، ولكن كيف ذلك وهو لا يملك شيئا، وهكذا أدت الضغوط المتزايدة عليه الى تدهور حالته الصحية، فانزوى فى ركن من المنزل مستسلما تماما، وبعد أن كان الجميع يتحدثون عنه كرجل اعمال له سمعته وكيانه، اصبح بالنسبة لهم شخصا مفلسا ، ولذلك يتهرب من الحديث مع الآخرين، وحتى نحن أبناؤه يتحاشى الجلوس معنا لكيلا يضطر الى فتح صفحة الاحزان من جديد.

والله يا سيدى إننى أتمنى الموت هربا من نظرات الانكسار التى أراها فى عينى أبى، ولا استطيع أن اقدم له شيئا، حيث لا املك مؤهلا للعمل به، فمازلت طالبا، أتلقى مصروفي اليومي، وأمامي مشوار طويل من الدراسة قبل أن أصل الي محطة «العمل».

وزاد همنا أن شقيقتي تقدم لها شاب فوافقت عليه وقرأنا الفاتحة ولم يتحدث وقتها عن أى شىء وبعدها بأيام، جلس أبي معه وأخبره بحقيقة وضعه المادي حتي يكون هو وأسرته على بينة من أوضاعنا المعيشية بعدما جري لمشروعات أبي، فنحن لا نقبل أن نخدع أحدا، ولا أن نزين الصورة علي غير حقيقتها، وما إن عرف وضعنا المادي حتي قال لأبي «كل شىء قسمة ونصيب.. وعندما تتغلبون علي المشكلات التي تواجهكم أبلغوني!، فتسمر أبي فى مكانه وارتسمت علي وجهه علامات الضيق والحرج واغرورقت عيناه بالدموع، وسمعته يتمتم بكلمات الصبر ويحاول ان يتماسك أمام شقيقتي التي لم تتوقف عن البكاء، وامتنعت عن تناول الطعام، ثم أصيبت بانهيار عصبي، وسقطت علي الأرض مغشيا عليها، فاستدعينا لها الطبيب الذي شخص حالتها بأنها تعاني اكتئابا حادا وأعطاها بعض الحقن والأدوية المهدئة، ومازالت طريحة الفراش لا تكلم أحدا بعد ضياع حلمها في الزواج والاستقرار ليس لعيب فينا، وإنما للضائقة المالية التي يمر بها أبي!

هذه هي حال أسرتنا اليوم. وأنا غارق بين حزن أبي وتعرضه للسجن، ومرض أمي وبكائها المتواصل، وظروف أختي التي صدمتها الحياة القاسية، فماذا جري للدنيا يا سيدي؟! وهل أمن الناس تقلباتها حتي يتخلي الأخ عن أخيه، ويزن الناس كل شىء بميزان المال، الذى لم يشغل أبي يوما، فكان ما في يديه ملكا للآخرين، يعطيهم اياه بسخاء، فلما تبدلت الأحوال ضنوا عليه، ولو بجزء ضئيل من أموالهم «ردا للجميل» الذي قدمه لهم.

وانت تقول دائما فى ردودك إن الدنيا ليست نفقا مظلما إلي الحد الذي يجعلنا نفقد الأمل فيها، وأن هناك دائما ضوءا في النفق يمكن الوصول اليه بالصبر والاجتهاد، فهل تري حقا اننا سنري نورا بعد الظلام الحالك الذي أطبق علينا وأحال حياتنا إلي جحيم؟!.

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

إن فضيلة الرجل هي أثره، وما أجمل الأثر الذي تركه أبوك بمساندته أشقاءه، لكنهم تنكروا لعطائه، وتخلوا عنه وقت الشدة، متناسين أن الدنيا لا تستقيم علي حال،وقد يتجرعون الكأس نفسها التى ذاق والدك مرارتها بفقده أمواله، فالناس ينحازون دائما الي الغني ويتخلون عن الفقير، وفي ذلك يقول ابن الأحنف



يمشي الفقير وكل شىء ضده والناس تغلق دونه أبوابها



لكن الانسان المؤمن الذي يبتغي مرضاة الله لا يتوقف عند هذه الصغائر، ويدرك أن فقد المال هو ابتلاء من الله كالمرض وموت الأحباب، ويعلم أن الغني الحقيقي هو غني القلب، ويتيقن انه سبحانه وتعالي هو المعطي والمانع، فيرضي بقضائه ويحمده علي ما هو فيه ويهرع اليه لكشف الضر عنه، ولا يعرف الانكسار طريقا اليه.



والمال ليس دليلا على محبة الله للإنسان، وفي ذلك يقول تعالي «فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه، فيقول ربي أكرمن وأما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه، فيقول ربي أهانن ثم يقول تعالي «كلا».. بمعني ان الله يعطي المال لمن يحب ومن لا يحب ويضيّق علي هذا وذاك، والمحبوب هو من أطاع الله فى العسر واليسر والغني والفقر، وإذا ابتلي المؤمن فصبر على البلاء، فإن ذلك من دلائل محبة الله له، إذ يقول تعالي «والله يحب الصابرين». كما أن من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط وهنا يقول الله عز وجل.. «ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين».



ويجب على أعمامك أن يساندوا أباك فى محنته، بتسديد ديونه والأخذ بيده، ولو علي سبيل القرض، وعليهم أن يتذكروا صنيعه لهم، ووقفته معهم حتي تزوجوا وصارت لهم بيوت مستقلة، وأسر ناجحة، ويمكنك انت وأشقاؤك فيما بعد تسديد ما يسهمون به في انقاذ أبيكم من ضائقته، وليعلم الجميع اننا نعيش في هذه الدنيا في قاعة امتحان كبيرة نتعرض فيها لاختبارات يومية في كل ما نملك الي ان نلقي الله، والعاقل هو الذي يتغلب علي أنانيته، ويشارك الآخرين همومهم وآلامهم وتفريج كربهم، حتي يجد من يفرج كربته، حينما تلم به أزمة طارئة فلا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا بأى أرض تموت.. أما الشاب الذي تقدم لأختك ثم تراجع عن خطبتها بعد أن علم بما آلت اليه ظروفكم المادية فقد أخطأ بظنه ان المال الذي كان بحوزة أبيك سيجلب له السعادة، أو ان الزوجة الغنية تكون دائما مصدر هدوء واستقرار، فالنجاح فى الحياة الزوجية يتوقف علي حسن الخلق والدين، وليس أدل علي ذلك من نصيحة رسول الله صلي الله عليه وسلم «فاظفر بذات الدين» فالمال والجاه والجمال الي زوال، وتبقي علاقة الزوجة بربها، وطاعتها لزوجها، ولعله يراجع نفسه ويعيد مد جسور التواصل معها من جديد، فيلتقي أباك، ويؤكد له انه لم يقصد اهانته أو الاساءة اليه، ولم يتطلع الي مال، وإنما كان يريد تأجيل الزواج بعض الوقت لكي يتيح له تسديد ديونه، وياحبذا لو تنازل عن بعض شروطه في عفش الزوجية، فالاثاث والمظاهر لا تبني بيوتا سعيدة، وإذا لم يفعل ذلك فإنه لا يستحق اختك بل عليها ان تحمد الله ان نجاها من هذه الزيجة لانه لم يكن يريدها لذاتها، وإنما خطبها من باب الطمع فى جزء من ثروة أبيها، فلما اكتشف انه لن يجني ما كان يبتغيه ابتعد عنها، ومن يأت هذا التصرف لا يؤمن له جانب، والافضل الابتعاد عنه، فمصير مثل هذه الزيجة هو الفشل والطلاق.



وأما أنت فأمامك مشوار طويل من الدراسة فركز فيها حتي تتخرج في كليتك وبعدها سوف تتفتح لك ابواب العمل بالعزيمة والكفاح، ووقتها سوف تتبدل الأحوال، وتبتسم لكم الدنيا من جديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 110
نقاط : 17200
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime9/5/2014, 17:38

وصمـة عـار

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 2014-635351793859227302-922

استوقفتنى رسالتا «خائفة من المجهول» و«الشكل الاجتماعي»، حيث روت كاتبة الرسالة الأولى قصتها مع زوجها الذى تخلى عنها عندما علم أنها غير قادرة على الانجاب ، وتحتاج إلى عدة جراحات قد تنجح، أو تفشل، وشكت كاتبة الرسالة الثانية، من أن زوجها غير قادر على الانجاب ويريدها أن تساهم فى تكاليف علاجه، وتسألك: هل تطلب الطلاق.

أم تواصل حياتها معه وتنسى حلم الأمومة الذى يراود كل فتاة بعد الزواج؟.. وقررت أن أكتب إليك قصتى التى تحمل وجها ثالثا للمتاعب الزوجية بخلاف هذين الوجهين، فأنا سيدة فى الثالثة والثلاثين من عمري، نشأت فى أسرة متوسطة، ومات أبى بعد ولادتى بفترة قصيرة ولى أربعة أشقاء ثلاث بنات وولد واحد، وقد انسلخ أخى منا شيئا فشيئا، فهو غير موجود فى حياتنا، وعندما احتاجه فى أى موقف يتهرب مني، بينما يؤازرنى الجيران ويتعجبون لبعده عنا ولا يظهر إلا بعد انتهاء الموقف ويتذرع بأسباب واهية منعته من المجئ فى الوقت المناسب.. وأما اخواتى البنات فلكل منهن عالمها الخاص،، فهناك من تقدم يد المساعدة، ومن تشمت بالآخرين، وربما ترمى بهم إلى الظلمات!

وعندما وصلت إلى المرحلة الاعدادية تقدم لى العديد من العرسان فتم رفضهم لصغر سنى ولما وصلت الى الجامعة، زاد من يريدون الارتباط بى لكن أخوتى كانوا يرفضونهم دون اخباري، ويؤثرون على أمى التى تسايرهم فى الرفض بحجج يرونها كافية لتبرير موقفهم.. وعندما بلغت سن التاسعة والعشرين، انتابنى خوف شديد ألا أتزوج ليس لأننى أرغب فى الزواج فى حد ذاته. وانما لكى تصبح لى أسرة وأولاد، ويكون لى زوج يحمينى ويدافع عني. وإذا ظلمنى أحد لا يتركنى فريسة له دون أخذ حقى منه.



والغريب أن موقف أخوتى لم يتغير حتى بعد زواجهم جميعا، فهم يعرقلون أية خطوة يعتقدون أنها ستجلب لى السعادة!.. ولهذا السبب وافقت على شخص رأيت أنهم لن يعترضوا عليه لأنه غير متكافئ معى فى المستوى التعليمى والثقافي.. ولما أبدت والدتى مخاوفها من هذه الزيجة، قلت لها إن اخوتى لن يوافقوا على غيره، وأن هذا الشخص هو الوحيد الذى يناسب تفكيرهم فيما يتعلق بي.. وتزوجته أملا فى أن يخيب ظن الجميع فيه، وأن أجد فيه الملاذ من عذاب أخوتي!.. ولم التفت إلى ظروف معيشته، واستمرت خطبتنا شهرين فقط، لاحظت خلالهما أن أسرته تحاول اخفاء أخيه عنا، ولا تظهر لنا سوى زوجته، وهى من النساء اللاتى يستخدمن المكياج الكثيف وتتكلم فى كل شئ وتتحدث بالاشارة! وباختصار فانها غير مريحة، وكل من رآها قال لي: لن ترتاحى معها، إذ أننى سوف اسكن معهم فى المنزل نفسه.



وحدثت زوجى فى أننى أريد أن تكون لنا حياتنا المستقلة، وألا يتدخل أحد بيننا فأبدى اعجابه بطريقة تفكيري، مؤكدا أنه أيضا لا يجب أن يعرف الآخرون عنه شيئا.. وبعدها بأيام طلب منى أن أطهى طعاما لزوجة أخيه فى الميكرويف، لكى تتذوقه، حيث أن أباه يريد أن يكون اعداد الطعام عن طريقها، فأصعد إلى شقتها كل يوم وأسألها عن «الأكلة» التى تحب أن تتناولها، وآخذ منها المواد الغذائية لأطهيها!



ولما حاولت أن أفهم ما يدور، فوجئت به يضربنى ويهينني، ولم أعرف عن أسرته أو أخوته أى شئ.. لكن تجاهلت الغموض الذى يغلف حياتهم أملا فى أن تسير الحياة، وقلت له: علينا أن نقرب المسافات بيننا، لأن الطلاق لن يجنى تبعاته سوانا، وعرفت أنه كان متزوجا قبل ارتباطه بي، وأن هذه الزيجة لم تستمر سوى اسبوعين فقط! ولم تطل معاملته الحسنة لى كثيرا إذ سرعان ما تطاول علىّ بالسب والضرب بلا سبب، فجمعت ملابسى وذهبت إلى أهلي، وصممت على الطلاق، فجاءنا أبوه منفعلا وقال بصوت عال: « فين الراجل اللى حكلمه»، وكأنه يعايرنى بأن أبى متوفي، أما أخى فلا وجود له.. وانتهت الرحلة القصيرة المليئة بالمواقف العصيبة بالطلاق بعد أن تنازلت عن جميع حقوقي، وأخذوا منى كل شئ حتى ملابسي، وخرجت من هذه الزيجة ليس بخسائر مادية فقط، وانما ايضا بخسائر معنوية تفوقها بكثير.



وأعمل الآن فى شركة خاصة، واتحاشى نظرة الرجال إلى المرأة المطلقة فأقول لهم أننى أرملة، وصرت أشك فى كل شئ، وأصبحت أكره الرجال ولا أتخيل أننى سأتزوج مرة أخري، وعندما أرى طفلا أبكى بمرارة وتنساب دموعى على وجهي، وعندما تقابلنى سيدة حامل أدعو الله أن أصبح مثلها فى يوم من الأيام ، ولقد عرضت علىّ أمى أن أتبنى طفلا من دور رعاية الأيتام فبكت ورفضت مجرد الحديث فى هذا الموضوع.. مواقف صعبة ومشاعر مختلطة، فأنا لاأريد أن أتذكر ثانية واحدة من الماضي، ولا أرغب فى أن اتخيل المستقبل الذى لاأعلم ما يخفيه لي.



لقد وجدتنى بعد قراءتى رسالة «خائفة من المجهول» أقول لكاتبتها: لا تندمى لحظة على طلاقك من هذا الرجل، واخرجى الى العمل، واشغلى نفسك بهواية تحبينها، واستعيذى بالله من درك الشقاء وشماتة الأعداء، وغلبة الدين، وقهر الرجال، ولا تجعلى «حسبى الله ونعم الوكيل تفارق لسانك.. أما صاحبة رسالة «الشكل الاجتماعي» فأقول لها: إن زوجك يحبك، مادام لم يمد يده عليك بالضرب، وعليك أن تغيرى شخصيته بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة، والابتسامة فى جميع الأحوال، ولا تشعريه بعدم قدرته على الانجاب، وواصلى معه رحلة العلاج، فالمطلقة «وصمة عار» فى مجتمعنا، وأسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لقد أخطأت يا سيدتي بوصفك المطلقة أنها «وصمة عار» في المجتمع، فالطلاق لا يفرق بين الرجل والمرأة، فكلاهما استحالت عشرته مع الآخر لأسباب تتعلق بوجهة نظر كل منهما في الحياة الزوجية، ووجود خلافات بينهما يجعل من الصعب عليهما التفاهم والاستمرار معا.

والحقيقة أنني لا أجد مبررا للحملة المغرضة التي تواجه المطلقة من المحيطين بها، فينظرون إليها «نظرة دونية»، فهي لم ترتكب إثما حينما طلبت الطلاق. ومن حقها علي المجتمع بصفة عامة، وعلي أسرتها بصفة خاصة ألا يكونوا سببا في تعاستها، بل عليهم أن ينزلوها منزلتها، ويرفعوا معنوياتها، ففشلها في زيجة غير متكافئة لا يعني فشلها في الحياة.. ولو أعطيت المطلقة حقوقها الاجتماعية كاملة لما كانت هذه النظرة السلبية إليها، فهي امرأة صالحة شأن غيرها من النساء، وربما تحمل صفات لا تتوافر في غيرها من رجاحة العقل والخبرة بحقوق الزوج وتربية الأبناء.



وكم من مطلقات تزوجن بعد طلاقهن من رجال آخرين قدروهن حق قدرهن، وكونوا معا أسرا ناجحة.. أبعد كل ذلك تقولين إنها «وصمة عار»؟.. كلا يا سيدتي، وإذا كانت الظروف قد ساقتك إلي الزواج من هذا الشخص الذي قلت إن إخوتك لن يوافقوا علي رجل غيره، فليس ذلك نهاية المطاف، وبإمكانك أن تتزوجي الآن ممن تجدين فيه «الزوج المناسب»، ويصراحة فإننى لم أفهم معني تدخل إخوتك في قرار زواجك إلي هذا الحد الذي يكرهون فيه ارتباطك بشخص مناسب، فأنت في النهاية صاحبة القرار، كما أن شقيقك لا وجود له في حياتك، فكان يكفي أن تأخذى موافقة والدتك، وأقاربك. لترتبطي بمن تريدين.

وأخيرا عليك أن تتعاملي مع الأمر الواقع، وأن تطوي الماضي بكل ما فيه من مرارة، وأن تتطلعي إلي المستقبل بكل ما فيه من أمل، وفقك الله إلي الزواج بمن يستحقك وهو وحده المستعان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime16/5/2014, 09:55

الوفاق المستحيل!

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 2014-635357866698090907-809

نكأت التجارب المؤلمة للعديد من قرائك جراحى القديمة المغلقة على ما فيها من مرارة وأدمت قلبى الذى ينزف، منذ أكثر من سبع سنوات، ودفعتنى إلى أن أروى لك قصتى مع الحياة، فأنا شاب تخرجت فى احدى الكليات المرموقة، وشغلت وظيفة ممتازة

وقد عرفت الالتزام الدينى والأخلاقى منذ صغرى بحكم تربيتى الريفية، ولى أخوات تربين على الفضيلة، ولم نعرف جميعا الاختلاط بالآخرين، وانحصر اهتمامنا فى المذاكرة والتحصيل... وكعادة الاسر المصرية الحت علىّ أسرتى للخطبة والزواج، وبالغ كل من حولى فى وصف من رشحوها لى، ولم يذكر أحد أى عيب أو نقيصة فيها، فامتثلت لرغبتهم، وتعرفت على أسرة (الزوجة المنتظرة) وعرفت أن أباها خريج الأزهر، ويعمل إماما وخطيبا لأحد المساجد، وسافر إلى احدى دول الخليج، وظل بها لمدة خمسة وعشرين عاما جمع خلالها مالا وفيرا، ولم يكن يزور أسرته إلا فى الاجازات المتباعدة، وترك مهمة تربية الأبناء لزوجته التى انتحلت (الصرامة) فى معاملتها لهم لتعويض غياب أبيهم، وتوقفت كثيرا عند طبيعة (حما المستقبل) فوجدته شخصية ضعيفة، لا يستطيع إدارة حوار أو الدخول فى نقاش، وهو ما يتنافى مع كونه خطيبا لكنه يدارى نفسه بالشخط والصوت العالى، ورسم نظرة الجدية على وجهه!.. ولو أن الأمر بيده لطبق الشرع على كل الناس ماعدا أسرته!، ويحفظ الاحاديث التى تحض الرجال على حسن معاملة النساء، ولا يعرف أى أحاديث تحض النساء على حسن معاملة الرجال.

وتبين لى من أول لقاء نظرته المادية إلى الحياة، حيث سألنى عن مرتبى، وما إذا كان بحوزتى مبلغ ثلاثين ألف جنيه لتوفير مستلزمات الزواج، وكلما تمادى هو وزوجته فى الحديث معى، تكشفت لى صفات جديدة فيهما، وفى الأسرة كلها بالتبعية، فالناس فى عرفهم يكرهونهم، وهم فقط الذين يحبون بعضهم، ولذلك لا تجمعهم أى صلات إنسانية أو اجتماعية مع الآخرين حتى أقاربهم خصوصا من ناحية الأب الذى قاطع كل أخوته، وأمه وظل بعيدا عنها إلى أن ماتت رحمها الله.

وجاءت العروس وجلست معى، ووجدتها متوسطة الجمال، وهى كما يقولون حبيبة أمها وأبيها وأخوتها، وتحدثت معها فى أكثر من موضوع، فلاحظت أنها فارغة
العقل ولا تتمتع بأى قدر من الثقافة، أو حتى تعرف شيئا عن القراءة والاطلاع، وأن شخصيتها ذائبة تماما فى شخصية أمها الآمرة الناهية التى تختار لها كل شىء حتى الملابس، وهى صديقتها الوحيدة!

وتغاضيت عن هذه الملاحظات متصورا أنه من الممكن تداركها، وأعلنا الخطبة، ولم نتقارب كثيرا خلالها برغم أنها استمرت عاما تقريبا، وكنت أسافر إلى عملى بإحدى المحافظات النائية لمدة شهرين، وأعود فى اجازة لفترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، ولم أشعر خلال غيابى بالانجذاب نحوها أو أحس بالشوق لرؤيتها، وأوصلنى إلى هذه الحال ما لمسته أيضا من أبيها الذى ينظر دائما إلى المسائل المادية وحدها، فلقد كرر سؤاله لى، هل ستستطيع توفير حياة مريحة لها مثل المستوى الذى تعيش فيه؟.. وتعجبت من سؤاله، فهم يعيشون فى منزل ريفى مقام على أرض زراعية بالمخالفة لقوانين البناء، ويعيشون حياة عادية، ولا يظهر عليهم المستوى الذى يتحدث عنه... وأدهشنى أن تكون هذه نظرة أسرة فتاتى إلى المال دون أن يكون لديهم أى احساس بالانسان والمشاعر والألفة والمودة والراحة النفسية، فمادام المال متوافرا، فلا شىء يهمهم بعد ذلك!.

وهكذا اتضحت لى جوانب سلبية عديدة فى طبيعة هذه الأسرة على مدى عام من الخطبة لكنى تجاوزتها، واتممت ارتباطى بفتاتى!... وقد تسألنى يا سيدى : ما الذى دفعك إلى هذه الزيجة، وكل الشواهد تؤكد أنها مرشحة للفشل؟.. فأقول لك : أننى أطرح على نفسى هذا السؤال ليلا ونهارا، ويؤلمنى أشد الألم أننى لا أجد له إجابة واضحة.. وحاولت رأب الصدع كلما حدثت خلافات بيننا، وعلى مدى عام ونصف العام قدمت تنازلات عديدة، أملا فى أن تتحسن الأحوال حتى لا أهدم الأسرة التى كونتها بالجهد والعرق، ولكنها تهدمت بفعل المشكلات التى لاحقتنى بها زوجتى، والتى بدأتها بعد شهر واحد من الزواج، إذ عزفت عن التعامل مع أهلى، ورأت أنهم أناس سيئون، خاصة أمى، وساعدتها على ذلك أمها، إذ كانت تبلغها بتقرير يومى عن كل كبيرة وصغيرة تحدث بيننا، وتنتظر تعليماتها لتعرف كيف تتصرف معى!... ومن بين ما فعلته أنها أصرت على أن تقضى أيام وجودى فى العمل عند أهلها، وتأتى إلى بيتنا يومى الخميس والجمعة فقط من كل أسبوع.. وبعد عام رزقنا الله بطفل جميل فرحت به كثيرا، وتصورت أنها بقدومه سوف تتغير إلى الأفضل بعد أن أصبحت أما، لكنها تمادت فى موقفها، وتركت البيت خمس مرات، آخرها يوم مناقشتى رسالة الماجستير، إذ لم أجدها بعد عودتى من المناقشة وحصولى على الدرجة العلمية بدلا من أن تفرح لى، وتشجعنى على الاستمرار فى مشوارى الناجح، ولما اتصلت بها ردت بأنها لن تعود إلىّ إلا بعد أن استأجر لها شقة فى قريتهم لتكون بجوار أمها! فرفضت طلبها غير المنطقى، إذ لم أجد له مبررا، فأصرت على موقفها، فلجأت إلى المعارف لتقريب المسافات بيننا، فلم يوافق أهلها على أى حلول سوى هذا الحل الذى ليس له أى مبرر، واستنفدت معهم كل محاولات الصلح، فعرضت عليهم الانفصال وديا بعيدا عن المحاكم مع إعطائها كل حقوقها المادية، لكنهم رفضوا وأصروا على أن (يجرونى) إلى المحكمة حسب تعبير والدها سامحه الله!.

وبدأت مرحلة جديدة من العذاب معها أمام محكمة الاسرة لكى أرى ابنى الذى حرمونى منه عاما كاملا، وبعد جلسات ومشاوير وبهدلة قضت لى المحكمة برؤيته لمدة ثلاث ساعات يوم الجمعة من كل أسبوع فى مركز شباب القرية، لكنهم نفذوا قرار المحكمة حسب مزاجهم.. مرة يأتون بالطفل، ومرات يتجاهلونى، فأذهب إلى مركز الشباب وأجلس بالساعات ولا يحضر أحد!.. وإذا جاءوا به يتركوه بصحبتى ساعة واحدة تحت رقابة جدته الصارمة! وتحاول أن تتشاجر معى، ويعلو صوتها علىّ أحيانا بألفاظ أخجل من أن أذكرها، فاتجاهلها وأبدو كأنى لم أسمعها حرصا على نفسية ابنى الذى بلغ الآن ثمانى سنوات، وبرغم سنه الصغيرة، فإنهم يروون له الحكاية من جانبهم، ويبثون الأكاذيب فى نفسه، ويتناسون أنهم يدمرونه ويجعلونه إنسانا معقدا!.

وقد تركته أمه فى رعاية جدته، وسافرت أكثر من مرة طمعا فى جمع المال، ولا يعنيها تربية ابنها مادامت تقوم بالواجب المادى نحوه، وجاءتنى أخبارها من المعارف بأنها تسعى للزواج من رجل تخطى سن الخمسين، وأولاده فى الجامعة وتنوى السفر معه إلى الخارج، وهذا لا يعنينى، فمن حقها أن تتزوج وتعيش حياتها بالطريقة التى تروق لها، لكن لتترك لى ابنى لكى أربيه، وللأسف الشديد، فإن قانون الرؤية العقيم يقول إنه فى حالة زواجها تسقط عنها الحضانة لتذهب إلى أمها!.

إننى من الناحية الأسرية أعيش حياة مستقرة فلقد تزوجت وأنجبت، ولا ينغص علىّ معيشتى إلا عدم وجود ابنى معى... صحيح أنه لا ينقصه شىء، وأؤدى له كل حقوقه المادية التى قررتها المحكمة، وأزيد عليها الكثير من الملابس والأدوات المدرسية والمصاريف الشخصية، ولكنى مازلت فى نظرهم (الجلاد) وهم (الضحية)، ويحز فى نفسى كثيرا أن أسمع ابنى وهو يقول (أنا بحب الفلوس قوى، وهى أهم حاجة فى الدنيا).. وهذا ليس كلام أطفال، ولكنه السم الذى تبثه فيه أمه وجدته!.

ولقد توفى شقيق مطلقتى فى ريعان شبابه، نتيجة حادث أليم تعرض له، وتأثرت لرحيله كثيرا، وتصورت أن مصابهم الجلل سوف يغير نظرتهم إلى الحياة، لكنهم لم يتزعزعوا عن موقفهم، وازدادوا ظلما لى، وتباعدت المرات التى يأتون فيها بابنى إلى مركز الشباب الذى نلتقى فيه.

إن الكلمات والحلول الوردية التى تنصح المطلقة وأهلها بتغليب مصلحة الطفل على دوافع الانتقام والكراهية الناجمة عن الخلافات والقضايا، لن تقدم أو تؤخر شيئا، فبعد الطلاق يتعامي الأهل عن قول الله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) ويعتبرون الأب عدوا بالمعنى الحرفى للكلمة، ويتفننون فى الكيد له والانتقام الأعمى منه، حتى لو خالفوا الشرع والضمير والدين، وكان ذلك على حساب الطفل الذى لا ذنب له فى أخطاء أبويه.

ومنذ بداية مشكلتى قبل سبع سنوات، وأنا أسمع عن تقنين الرؤية وتشريع الاستضافة، ولم أجد شيئا ملموسا على أرض الواقع، ويخرج من جانب الأم من يقولون إن الأب سيخطف الطفل لو استضافه، ولن يعيده لأمه، فهل هذه حجة؟.. وهل عجز رجال القانون عن وضع الشروط التى تكفل حقوق الطرفين فى تربية أبنائهما؟... أليس من حق الأب التواصل الحقيقى مع ابنه بالمعيشة معه لفترة من الوقت بدلا من أسلوب زيارة الأندية (العقيم)؟!

وتجدر الإشارة إلى أن القانون يقول فيما يتعلق بالزيارة إن أهل المطلقة إذا لم يحضروا الطفل لكى يجلس مع أبيه فى المكان الذى حددته المحكمة ثلاث مرات، عليه تحرير محضر بذلك، ثم يرفع دعوى فى المحكمة، فينذر القاضي الأم بإسقاط الحضانة عنها لو تكرر ذلك (أى اننا ندور فى حلقة مفرغة).

إن الوفاق بين الأب والأم بشأن أبناء الطلاق أمر مستحيل، ولابد من قانون صارم ملزم للطرفين يفند حقوق وواجبات كل منهما تجاههم حتى ينشأوا نشأة سوية، مثل أبناء الأسر المستقرة، وهذا ما تقوله تجارب من تعج بهم محاكم الأسرة.. أليس كذلك؟.

ولكاتب هذه الرسالة أقول :



عندما تستحيل العشرة بين الزوجين يصبح الطلاق هو الحل الوحيد لمصلحة الطرفين، ففشلهما فى الحياة الأسرية يترتب عليه أحد أمرين، إما استمرارهما معا مع وجود النكد وسوء المعاشرة والشقاق والنزاع، وإما الافتراق بالانفصال... والحقيقة أن الحل الثانى هو الأصح، وأراه (المحطة النهائية) التى ستصل إليها علاقتهما إن عاجلا أو آجلا، فهذه هى النتيجة الطبيعية للحياة الزوجية التى تقوم على خلافات عميقة لا يرجى حلها، كما فى حالتك.. ولقد كان بإمكانك منذ البداية ألا تكمل هذه الزيجة، فوفقا لروايتك كانت الشواهد كلها تؤكد أن نمط حياة أسرة فتاتك لا يتناسب مع طريقة تفكيرك، وقناعاتك الشخصية، بدليل أنك عددت الملاحظات حول أسلوب معيشتها، ونموذج الأب الذى وصفته بأنه ضعيف الشخصية، وأن زوجته هى التى تتولى تسيير الآمور فى الأسرة بمزاجها، وأن الكل يأتمر بأمرها والمادة تسيطر على تفكيرهم، حيث تحتل المرتبة الأولى على ماعداها من عوامل إنسانية واجتماعية، وكان طبيعيا أن تنتهى علاقتك بزوجتك إلى الطلاق لأنها قامت على اساس هش، فالواضح أنك أردت إتمام الزواج منها رغبة فيها حتى لو ادعيت إحساسك بغير ذلك خلال فترة الخطبة، وأملا فى أن يتحول سلوكها إلى الخط الذى تريده، وأن تتخلى عن تبعيتها لأمها، فلما لم يتحقق لك ما كنت تبغيه.. لجأت إلى الانفصال بعد إنجاب طفل هو الآن ضحية لتفكيرك الخاطئ، وزيجتكما الفاشلة.

وبالرغم من أن الطلاق كان هو الحل الذى لا مناص منه، فانكما افتقدتما (الطلاق الناجح) الذى يستند إلى ترتيبات خاصة قبل الانفصال وبعده بشأن ابنكما دون تصعيد الخلافات، وتأزيم العلاقات، وشحن نفسية الطفل بالمشاعر السلبية.. وحتى الآن وبرغم مرور سبع سنوات على طلاقكما، فإنه مازال غائبا عنكما ما جاء بالقرآن الكريم فى ذلك حيث يقول تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) وقال أيضا فى حق المطلقين (ولا تنسوا الفضل بينكم)، كما أشرت فى رسالتك.. والواجب على جدة طفلك وأمه، وعليك وعلى كل الأهل من الطرفين، ألا يسىء أحدكم إلى الآخر أمام الطفل، بل وعلى الأطراف أن تذكر بعضها بالخير، فأى كلام مسىء يسبب خللا فى التوازن النفسى للطفل، كما أن تدليل الأب أو الأم له بصورة مبالغ فيها من أجل استقطابه يفسده ويسلمه إلى طريق الهلاك.

والحقيقة أن نظام الرؤية لا يفيد (المحضون) فى شىء، فساعة واحدة يقضيها الطفل مع أبيه لا تنعكس عليه بنتيجة إيجابية تذكر، إذ لن يستطيع الأب أن يقدم له أى دعم معنوى أو تربوى خلال هذه الساعة، ويجب على الأقل أن يقضي معه اليوم بأكمله، أو أن يبيت الطفل عنده ليلة كل أسبوع، فينهل من حنان أبيه وعطائه، ويتربى بشكل سليم، ويتشكل داخليا بصورة سوية.

من هنا فإن على مطلقتك أن تراجع موقفها بشأن التعامل مع طفلكما، من أجل بناء التوازن النفسى والتربوى لديه على أسس سليمة، وأرجو ألا يلجأ أحدكما إلى تشويه الآخر أمام الطفل، فعمره الآن ثمانية أعوام وهي السن التى يتكون فيها وعيه، وإدراكه لما حوله، ولاشك أن الإساءة إلى أحدكما فى نظره قد يترتب عليها انهيار نفسيته وفقدانه إلى الأبد.

والوفاق بشأن الطفل ليس مستحيلا إذا اردتما ذلك، فيتنازل كل منكما عن بعض شروطه التى يحاول أن يفرضها على الآخر، وتتوصلان إلى حل وسط يكفل تنشئته بينكما، ولا يشعر بوجود فارق بينه، وبين أخوته من أبيه، أو إخوته من أمه إذا تزوجت بآخر، ورزقت منه بأولاد، فبقليل من الإدراك السليم تستطيعان العبور به إلى بر الأمان... والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime23/5/2014, 00:08

القرار النهائى!

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 2014-635363949472580296-258


أنا سيدة تخطيت سن الأربعين، نشأت فى أسرة متوسطة، وتخرجت فى كلية العلوم، وتزوجت ابن خالتى، وهو مهندس كمبيوتر يكبرنى بعدة سنوات، وعندما تقدم للزواج منى لم يتوقف أهلى عند ظروفه الأسرية من باب أنه قريبنا، فلقد نشأ فى أسرة مفككة، وانفصل أبواه، وتزوج كل منهما، وتشتت هو وإخوته بينهما،

وانعكس ذلك على شخصيته، فصار دائما عصبى المزاج يثور لأتفه الأسباب، ويدخن بشراهة، ويخفى عنى كل شىء، حتى اسم الشركة التى يعمل بها، والمرتب الذى يتقاضاه منها.. ولاحظت منذ الأيام الأولى لارتباطنا أنه بعيد عنى، فحاولت جذبه بكل الطرق أملا فى حياة مستقرة لكنه انصرف إلى نفسه، وترك وظيفته، واتجه إلى اقامة مشروعات خاصة، ولكنها فشلت جميعا، ولم أجرؤ يوما أن أفاتحه فيما عرفته من الجيران والمعارف، ولم يحدثنى به!.

ومضت حياتنا على هذا النحو الغامض من جانبه، وتحملت أقدارى، وأنجبنا خمسة أبناء كرست لهم حياتى، فأنا بالنسبة لهم الأب والأم معا... اصطحبهم إلى المدارس، وألازمهم فى كل المشاوير، فإذا ألمّ المرض بأحدهم أسرع به إلى الطبيب بمفردى، ولم يفكر زوجى يوما أن يخرج معنا فى نزهة، أو يجمعنا فى جلسة أسرية يوم إجازته الأسبوعية، كما يفعل كل الآباء والأزواج، وظللت على هذه الحال خمسة عشر عاما راضية بأقدارى، ولم أتذمر أو أتفوه بكلمة واحدة عنه، بينما هو يتكلم عنى كثيرا أمام الآخرين حتى إن العلاقة الخاصة بيننا يتحدث عنها على المشاع، ويتهمنى بأننى لا أعطيه حقوقه الشرعية، وهو غير صادق فى ادعاءاته علىّ، ويفتعل أى أسباب ظاهرية للشجار، ثم فجأة بعد كل هذه السنوات، وإنجاب هذه الذرية ترك المنزل، لأنه لا يطيق الحياة معى، ولم يجد فىّ صفة واحدة حميدة، ولم ير منى إلا كل سيئ، وراح يقول لمعارفه كل ما يجرحنى، وتركنا دون مليم واحد، وتولت أسرتى رعايتنا، وأمدتنى بالمال لتوفير متطلبات البيت والاولاد... وحاولت أن أعرف أين اختفى زوجى، فلم أفلح، وبعد أسابيع عاد من تلقاء نفسه، وتجنب الحديث معى، فحاولت استرضاءه والتقرب إليه لكنه تجهم فى وجهى، وكشر تكشيرة كلها كره، وكان يدخل البيت ويخرج منه دون أن ينطق بكلمة واحدة، ولو مجرد «السلام» وساءت معاملته لى أكثر من ذلك فكان يجرنى إلى الشارع، وأنا بملابس البيت، فأمسك بباب الشقة، وأرجوه أن أبقى إلى جانب أولادى، ويسمعنى الجيران فيهرولون إلىّ، ويلحون عليه ألا يطردنى حرصا على مصلحة أبنائنا.

وتكررت محاولاته لإخراجى من المنزل، وفى محاولته الأخيرة، ولكى يبقينى بين أولادى سرد علىّ قائمة من الممنوعات كشرط أساسى لعدم طردى .. فممنوع علىّ أن أزور أمى، أو أن تأتى إلينا، وممنوع أن أذهب إلى السوق، أو أن أخرج مع الأولاد فى أى مكان، ونفذت طلباته إلا ما يتعلق بأمى، إذ أن والدى متوفى، وهى تعيش وحيدة، ولا يعقل أن أتركها دون أن أسأل عنها وأطمئن على أحوالها، وقد ذهبت إليها ذات مرة، فضبطنى متلبسة فهاج، وطردنى مع بناتى الثلاث، وأبقى الولدين معه، ومرت أيام، وتدخل رجل كبير بالعائلة وأخذنى وبناتى إليه، فقال له لماذا جئت بها.. أنا لا أريدها!..

ومع كثرة إلحاحى عليه بأن يغير معاملته لى، قال إن مشروعه الأخير فشل، لوجود ركود فى السوق، وأنه بصدد اقامة مشروع جديد، وطلب منى أن أساعده فيه، فلم أتردد فى بيع الذهب الذى اشتريته من إرثى عن والدى وأعطيته له عن طيب خاطر، وأنا يحدونى الأمل فى أن يتغير ومرت أشهر معدودة، ونحن فى حالة سكون ـ ولكن ما لبث أن طعننى بخنجر تلو الآخر، وزاد نزيفى، وتحطمت نفسيتى، وبدلا من أن يكون بيتى هو المكان الذى أشعر فيه بالأمان، إذا به يتحول إلى ساحة للتعذيب، والإهانة، ولا يكاد شجاره معى ينتهى حتى يبدأ من جديد... وصارت حياتى كلها حزنا وألما بلا ذنب ولا جريرة.

ومرت الأيام ولا همّ لزوجى إلا حياته وملذاته الخاصة التى انعكست على مشروعه بالفشل، وصرف معظم رأسمال المشروع فى إقامة مكتب، ووظّف لديه سكرتيرة، وعاملة تؤدى لها طلباتها!.. بمعنى أنه اتجه إلى المظهر دون أن يكون هناك عمل حقيقى للمكتب المزعوم الذى لا أعرف فى أى مجال يعمل، وما هو الدور الذى يقوم به.. ولا كيف يتابع العمل فيه؟.. فلقد انحصر برنامجه اليومى فى الخروج الساعة العاشرة مساء، والسهر مع أصدقائه، والعودة فى صباح اليوم التالى، ولاحظت أنه يدخل حجرته ويغلق الباب على نفسه بالمفتاح مصطحبا جهاز الكمبيوتر الخاص به، كما يتناول معظم طعامه خارج المنزل، ولم يعد يعطينى سوى عشرين جنيها فى اليوم كله للطعام والشراب، ولك أن تتخيل كيف تعيش أسرة قوامها سبعة أفراد بهذا المبلغ الذى لا يكفى مصروف تلميذ فى المدرسة، وبالطبع فإننى أمد يدى لأمى التى أتلقى منها مساعدات مستمرة ولولاها ما وجدنا ما نقتات به!.

لقد مر على زواجى اثنان وعشرون عاما كرستها لرعاية أولادى، وهم والحمد لله متفوقون دراسيا، ويحفظون القرآن الكريم، ويمارسون الرياضة، وتحملت الذل والهوان من أجلهم، واليوم وصلت مع زوجى إلى نقطة «اللاعودة» بمعنى أننى لم أعد أتحمل وضعى المهين، ولا نمط معيشته الذى لم أفلح فى تغييره... وقد جلس معى ابنى الأكبر، وحدّثنى لأول مرة بما يلاحظه هو وأخوته، وقال لى (كفاك مهانة وذلا يا أمى... آن الآوان لكى تستردى كرامتك المفقودة) فالأولاد يقفون بجانبى ضد ممارسات أبيهم، بعد أن وجدونى أذبل أمامهم، فمن ينظر إلىّ الآن يشعر أننى تجاوزت سن الستين، ولكن كيف أترك أولادى، وهم فى مراحل التعليم المختلفة؟.. هل آخذهم معى إلى بيت أهلى؟.. وهل المعاملة الحسنة لمن أفنت صحتها فى رعاية بيتها وأولادها تستحق أن يحدث لها ذلك؟... إن كل ما أريده هو الحدود الدنيا للكرامة الإنسانية فيما تبقى لى من عمرى، فبماذا تشير علىّ؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

ركزت رسالتك فى صب اللعنات على زوجك الذى عددت مساوئه على مدى اثنين وعشرين عاما، انجبتما خلالها خمسة أبناء، ولم تذكرى سببا واحدا لأى فعل من أفعاله، وقلت إن كل همك رعاية أولادك لدرجة أنك كنت تتعلقين بباب الشقة حتى لا يطردك منها، فهل بعد كل صنيعك من أجلهم تريدين أن تتركيهم فى مهب الريح؟!

إن زوجك هو ابن خالتك، كما انكما متقاربان فى السن، وبالتالى فمن المفترض أنك تعرفين عنه كل كبيرة وصغيرة، ومادام قد نشأ فى أسرة مفككة، فما الذى دفعك إلى الموافقة على الزواج منه؟ وإذا كانت والدتك هى التى حثتك على الارتباط به من منطلق أنه ابن أختها، فكيف يمنعك من زيارتها؟

إن روايتك لقصتك تنقصها تفاصيل مهمة كثيرة، ولكن دعينى أتناولها من جوانبها العامة، فأقول لك : أنكما افتقدتما منذ البداية «التوافق الزوجى» فهو روح الحياة، بمعنى أنه ينبغى لنجاح أى زيجة أن يتوافق الطرفان فى الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية، فيقدر كل منهما الآخر، ويحفظ له مكانته، وتكون هناك أرضية مشتركة بينهما، فيمضيان معا بلا متاعب، فإذا انتفى هذا التوافق يصبح من الصعب استمرار «الرابطة الزوجية».. وهذا التوافق لم تعرفه حياتكما منذ الزواج، وكان التصرف الصحيح وقتها هو أن تكون لك وقفة مع ممارساته العدائية ما دمت لم ترتكبى إثما فى حقه، ولا سلوكا يؤخذ عليك، وكان عليك أن تستعينى بأهلك للوصول إلى صيغة محددة لعلاقتكما، فإما الاحترام المتبادل وحسن المعاشرة، وإما الانفصال، هذه هى القاعدة العامة للفصل فى العلاقات الزوجية، وما وجهنا إليه الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم بقوله (وإن خفتم شقاق بينهما فأبعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما (35 النساء) وقال تعالى (وأن يتفرقا يغن الله كلا من سعته).. لكنك لم تفعلى ذلك، ورحت تردمين النار بالرماد، فكان طبيعيا أن تظل مشتعلة، وأن تلسعك دائما بلهيبها، كلما ثارت ثائرة زوجك لسبب أو لآخر.

وأراه على هذا النحو الوارد فى حديثك عن تصرفاته زوجا نكديا يعتقد أنه كلما قسا على زوجته وأولاده، يكون هذا إثباتا لرجولته وكيانه فى الأسرة، وهو عيب خطير يعود إلى أسلوب تربيته القائم على أن «الرجل» هو من يحكم ويملك القرار النهائى، ومع ذلك لا يرغب فى تحمل المسئولية.. وهو بهذه الصفات يصبح شخصا نكديا، ويلقى بالعبء كله على زوجته التى تضطر إلى تحمله حتى تتجنب استفزازاته، وبطبيعة الحال لا يمنح زوجته حقها كامرأة وزوجة، ويظل إلى النهاية عبوسا يرى الدنيا عبر «نظارة سوداء» وكل ما حوله شقاء، وليس هناك شىء إلا ويثير فى نفسه الكآبة، ويكون على الدوام متشائما.. ومعتزلا الناس، وكل هذه الصفات أصيلة فى زوجك، وكان بإمكانك معرفتها بحكم صلة القرابة بينكما.

وقد ساعدت على كراهيتك له ونفورك منه عوامل عديدة أبرزها عدم معاشرتك بالمعروف وتوجيه السباب الدائم لك، وضربك أمام الناس، وعدم الانفاق على الأسرة بالرغم من سعة يده، وظهور غناه منذ زواجكما، وبذخه الواضح على نفسه فقط، وحتى بعد أن اعطيته ذهبك الذى آل إليك من والدك بالميراث لمساعدته فى مشروع هادف يدر عليكم دخلا بعد الوظيفة التى تركها، والمشروعات الفاشلة التى اقامها، أقول إن هذا الذهب باعه وأسس به مكتبا واستقدم له سكرتيرة وعاملة، وصرف على المكتب مبالغ طائلة دون أن يكون له أى مردود، وهو ما أثار غيرتك من جهة، وعمّقّ كراهيتك له من جهة أخرى، وزاد من حنقك عليه حديثه عن علاقتكما الخاصة، وعدم كتمانه اسراركما الزوجية، وأننى أرشده هنا إلى حديث رسول الله «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة.. الرجل يفضى إلى امراته، وتفضى إليه، ثم ينشر سرها» وقال أيضا عمن يفعلون ذلك فيما روته أسماء بنت يزيد عنه صلى الله عليه وسلم «إنما ذلك مثل شيطان لقى شيطانة فى طريق فغشيها، والناس ينظرون».. وكفى بهذا تنفيرا وأى تنفير!.. إننى لا أرى أسبابا واضحة لهذه العلاقة الغريبة التى تجمعكما، وانتما تعيشان معا تحت سقف واحد، وإن كنت أعزوها إلى انعدام التوافق النفسى بينكما، وفى ذلك يقول إبن حزم «نرى الشخصين يتباغضان... لا لمعنى.. ولا لعلة... ويستثقل بعضهم بعضا بلا سبب» فالنفور وافتقاد التواصل الروحانى بين الزوجين من أدق وأخفى الأسباب، لحالة الاضطراب التى تعيشانها منذ زواجكما، ولعلها ترجع أيضا إلى قول رسول الله «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف».

من هنا بات ضروريا أن تحكمى عقلك، فمن تحملت اثنين وعشرين عاما وأنجبت خمسة أبناء، وذاقت الأمرين مع زوجها طوال هذه السنوات، قادرة على أن توازن أمورها، ، وأن تواصل مشوارها من أجل أولادها، وبرغم كل ما حدث، عليك أن تعاملى زوجك بالحسنى، وأن تتجنبى اثارة أى مشكلات أمامه، وأن تعطيه حقوقه الزوجية بارتياح، ولا تشعريه بكراهيتك له، وبمثل هذا المنهج المعتدل فى التعامل معه سوف يتراجع عن موقفه شيئا فشيئا، وليساعدك أولادك على ذلك بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة لأبيهم، وليعلم ابنك الأكبر أن عليه دورا مهما فى تضييق الفجوة بينكما، وأنك إذا انفصلت عن أبيه فسوف تتفكك الأسرة، ويحل بكم الخسران المبين، فليكن قرارك النهائى بالصمود أمام العواصف والأنواء التى تحل بكم، وحتما سوف يصفو الجو، وتستقر الأمور ولو بعد حين.. أسأل لك الله أن يهديكم جميعا إلى طريق السعادة والاستقرار...وهو وحده المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime23/5/2014, 00:12

الكلمات الحانية

أنا فتاة فى السابعة والعشرين من عمري، حاصلة على مؤهل عال ومررت بظروف صعبة أقساها افتقاد الحب والحنان من والدي، فلقد نشأت فى اسرة متوسطة وبمرور الوقت لاحظت أن أبى جاف المشاعر تجاه والدتى ودائم الشجار معها، ويتعمد إهانتها أمام الناس ولا يعمل حساب «العشرة» الطويلة التى جمعتهما منذ ارتباطهما وحتى الآن، وقد عاملنا بنفس الطريقة وعانينا منه كثيرا، وفجأة تزوج بأخري، وتركنا مع والدتى نقاسى متاعب الحياة، وامتدت يداه الينا بالضرب لدرجة أننا كنا نشعر بالرعب لمجرد رؤيته!.

وازاء هذه «الحالة الزوجية» التى عايشتها بين أبى وأمى عاهدت نفسى ألا أتزوج إلا من شخص أحبه ويحبني، وأتأكد من أنه طيب وحنون وكلما تقدم لى شخص أخشى أن يكون مثل والدي.. ولقد تزوجت أختى من شاب لم تشعر نحوه بأى عاطفة ولكنها وافقت عليه للهروب من جحيم أبى والرحيل بعيدا عنه.. أما أمى فشغلها الشاغل هو تنظيف البيت وترتيبه لكنها لا تستطيع أن تفعل أى شيء من أجلنا، وقد حرصت على العمل فى القطاع الخاص لأننى لم أجد عملا حكوميا، وقابلت بالصدفة رجلا أحببته ورأيت أنه سيكون كل حياتي، لكننى سأكون جزءا من حياته، لأنه متزوج ولديه أطفال، وأجدنى مدفوعة اليه ربما لأننى أتعلق بالحنان الذى افتقدته لدى أبى وهو أيضا حنون على ابنائه، وبصراحة أشعر بتأنيب ضميرى تجاههم وتجاه زوجته اذا وافقت على الارتباط به.

إننى أخشى هدم هذا المنزل، وانا لست سيئة وقد عانيت القسوة والظلم ولن أكون ظالمة.. وأشعر بالخوف لمجرد فكرة البعد عنه، وينتابنى الإحساس نفسه لمجرد فكرة القرب منه.. فماذا أفعل؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

بكلمات واضحة ومباشرة.. اقطعى صلتك به فورا ولا تنخدعى بالعبارات المعسولة فمثل هذا الرجل يرتدى قناع «الضحية» بينما هو فى حقيقته «الجانى» ولن تكتشفى ذلك إلا بعد فوات الأوان وسوف يكرر خطأ أبيك بالزواج من أخرى، ليفاجأ بعد فترة قصيرة بأنه أمام خيارين: إما أن يهرب منك أنت وزوجته الأولى معا، أو أن يتخلى عن إحداكما، وفى أغلب الأحيان يرجع مثل هذا الزوج إلى الزوجة الأولى، بعد أن يمتص رحيق الزوجة الثانية التى تكون صغيرة وجميلة ثم تتحول على يديه إلى عجوز فى سن الشباب.. بما يضيفه اليها من هم ونكد وقد تجد نفسها فى النهاية قد وصلت الى طريق مسدود.. إنك مازلت فى ريعان الشباب فلا تدعى أى شخص يؤثر عليك، ولا تتزوجى إلا بمن يماثل ظروفك ويناسبك من كل الوجوه، فهذا وحده هو طريق الزواج المستقر والناجح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 67 I_icon_minitime23/5/2014, 00:18

النظرة القاصرة

أكتب إليك قصتى من منطلق أن هناك كثيرات يعانين ما أعانيه.. ربما يكن بمئات الآلاف وقد يصلن إلى الملايين.. أحيانا يتشابه العنوان فقط، وأحيانا أخرى يتشابه العنوان والتفاصيل، فأنا فتاة تجاوزت سن الثلاثين، أعمل فى وظيفة مرموقة اعشقها حتى النخاع، ولى اخوات تزوجن وانجبن، وتمنيت السعادة لهن من أعماق قلبي

ولم أتدخل فى شئون أى منهن، وحرصت على ألا أجرح شعور إنسان بأى كلمة، ولم أتأثر بما يقوله البعض عن الفتاة التى تصل إلى سن كبيرة فى نظرهن دون زواج، ولم تدفعنى كلماتهن للزواج من أى شخص مقابل أن أنال لقب «متزوجة» ومن بعده لقب «أم» مع أنها كلمات مسمومة لاتخطئها الأذن.

ويحدث ذلك حولى برغم أننى أعيش فى مكان متميز بالقاهرة، إذ لا فرق فى قصتى بين أرقى الأحياء، وأضيق الحارات، فالقاطنون هنا وهناك بشر.. صحيح أننا لم نتزوج، ولم نصبح أمهات، ولكننا راضيات قانعات، فالحياة أعمق وأكبر من اختصارها فى حفل زفاف «وسبوع مولود» أو فى المال والأولاد، وقد اعتبرها هؤلاء زينة الحياة الدنيا، وأنا أشبهها بالبدورم فى «الدنو»، فكيف أشغل نفسى بالبدروم وأنسى السكن الأصلي؟!

إنها الحياة عند كثيرين، فهنيئا لهم بما وصلت إليه علومهم ومعارفهم، ولكن أن يصل الأمر إلى التكبر والتجبر والغرور والسخف والسخرية.. وان يصل الأمر إلى قذف المحصنات والظن بهن ظنونا سوداء، وإلى الهمز والغمز، فهذا ما لايليق ولايعقله أحد.. وأقول لجميع الفتيات فى سنى، ومن هن أكبر منى.. لاتلقين بالا لكلمات من حولكن، وسرن فى الطريق السليم بقوة وعزيمة لاتلين.

وإلى الغافلين الذين يرمون المحصنات أقول: قولوا ماشئتم عن كل فتاة لم تتزوج، أو مطلقة أو أرملة، فسوف تواجهون ربكم حاملين أوزاركم، وأعلنها صراحة، بأننى وغيرى ممن يعانين آلامى لن نلقى بأيدينا إلى التهلكة من أجل إفتراءاتكم.. ولن تتزوج إلا بمن نحب ونرضى شركاء لنا فى الحياة ممن يتصفون بأنهم أسوياء بالمعنى الحقيقى لدينا لمفهوم «الاستواء»، ولن نتزوج إلا بمن يعيننا على طاعة ربنا، ولا تسيطر عليه دنيا فانية، والتى هى سيطرة «دونية المآل».. إن عاجلا أو آجلا.. لن نتزوج إلا أصحاب القلوب النقية والأنفس الذكية، ومهما نبلغ من عمر فلن نلقى بالا لكلمات وأفعال مسمومة.

عفوا أيها السادة: إذا كان لدينا نقص مادي، فكم نشفق عليكم من النقص البشرى الذى يعتريكم، ولتظنوا بالبريئات ماتظنون!

وأخيرا: عليكم بأن تصلحوا أنفسكم، فلقد اغتررتم بالحياة الدنيا، وتجبرتم وأطلقتم ظنوكم وخيالاتكم المريضة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

يالها من مرارة تنطق بها كلماتك الحزينة، إزاء «النظرة القاصرة» التى ينظرها البعض إلى من لم تتزوج، فإذا كانت الفتاة ترفض من يتقدمون إليها لإحساسها وأحيانا يقينها بأن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل، فهذا حقها، بل ونطالبها بالتمسك به، حتى لا يكون مصيرها الطلاق لإنعدام التوافق وعدم وجود الارتياح.. ولايعنى أبدا أن تصل الفتاة إلى سن كبيرة من وجهة نظر البعض أن بها عيبا ما، ولكن يعنى بكل تأكيد إنها لم تصادف بعد الرجل الذى يستحقها، والذى ستواصل معه مشوار الحياة إلى النهاية.. والحقيقة التى تغيب عن الكثيرين هى أن عدم الزواج يكون فى احيان كثيرة أفضل من الزواج الفاشل الذى يخلف وراءه تبعات كثيرة، قد تؤدى بالمطلقة إلى المرض واليأس.

فكونى واثقة دائما فى أن الله يرشد الإنسان دائما إلى ما فيه الخير، ومادمت تتمسكين بالاخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة، وتحبين للآخريات ماتحبينه لنفسك فإنك قد وصلت إلى درجة الإيمان الكامل وسوف يهيئ الله لك من أمرك رشدا، إنه على كل شىء قدير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 67 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 35 ... 66, 67, 68 ... 77 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: