|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 17/5/2013, 00:45 | |
| الليلة الظلماء! أنا فتاة في السنة النهائية بكلية من كليات القمة, نشأت بإحدي قري الأقاليم في أسرة متوسطة لأب يعمل في مصلحة حكومية, وأم معلمة بمدرسة إعدادية ولي شقيقان يكبراني بعدة سنوات, واتسمت حياتنا بالبساطة والهدوء. ولم نقارن يوما ما نحن فيه بما كان عليه أبناء أعمامنا من رغد العيش, إذ إن لي ثلاثة أعمام سافروا إلي دول الخليج, وعملوا فيها سنوات طويلة, وعندما عادوا الي مصر, واستقروا فيها, أقام كل منهم عمارة مستقلة, وخصص لكل ولد وبنت من أبنائه شقة مجهزة بأفخر أنواع الأثاث, وألحقوهم بالجامعات الخاصة في الطب والهندسة.. أما نحن فقد أقمنا في شقة متوسطة, واعتمدنا علي أنفسنا في التحصيل والمذاكرة ولم نعرف طريقا الي الدروس الخصوصية, وقد تفوقنا, وحصلنا في كل السنوات علي مجاميع عالية, والتحق شقيقاي بكليتين مرموقتين, ونالا تقديرات ممتازة أهلت الأكبر ليكون معيدا في كليته, وساعدت الثاني علي الالتحاق بوظيفة جيدة في شركة معروفة.. لكن استقرارنا الأسري اهتز مرة واحدة عندما ألمح أبي وهو في سن الثالثة والخمسين الي أنه سيرتبط بزوجة ثانية, وظننا وقتها أنها مزحة, خصوصا أننا لم نلمس أي خلاف بينه وبين والدتي التي تصغره ببضع سنوات, وكانت علاقتهما عادية كأي زوجين في عائلتنا الكبيرة.. ولكن بعد اسبوع واحد جاءنا من يخبرنا بأنه تقدم لسيدة مطلقة في الخامسة والثلاثين من عمرها, ولم يوافق أهلها, وبدت علامات الدهشة علي وجوهنا, عندما سمعنا هذا الخبر الذي نزل علينا كالصاعقة, وسألناه عما إذا كان صحيحا أم لا فلم ينكره, بل قال إن هذا حقه, وإن المطلقة التي رفضته سوف تندم لأنه سيتزوج من هي أفضل منها.. وغادر جلستنا وهو في قمة الضيق, وسارعت أمي الي جدتنا لأبينا التي تعيش في مسكن مجاور لنا, وأبلغتها بما قاله أبي, فاستغربت أن يفعل ذلك بعد سنوات العشرة الطويلة التي جمعته بأمي, ودون وجود أسباب واضحة تدعوه الي هذا الزواج, وجاءت معها الي بيتنا, وانتحت به جانبا. وسألته عما حدث, وعما ينقص زوجته لكي يتزوج عليها, فلم يرد, وظل صامتا عدة دقائق حيث كنا نراقب حديثهما من بعيد, ثم تحدث أبي بصوت عال في موضوع آخر فقالت له جدتي: إنه إذا تزوج ونفذ ماأراد بلا سبب فسوف يندم, وبدت علامات التعب عليها خصوصا أنها تقترب من سن الثمانين, فأوصلتها إلي منزلها, وهي تضرب كفا بكف, أما أمي فلم تذق طعم النوم في تلك الليلة, وساءت حالتها, وفي صباح اليوم التالي أخذتها إلي طبيب نفسي تحت ضغط شديد وإلحاح مني, فوصف لها بعض المهدئات, ومنحها إجازة مرضية من العمل, وانقطعت صلة أبي بها فبرغم أنه يعيش في نفس المنزل, لم يفكر في تطييب خاطرها ولو بمجرد كلمة! وبعد مايقرب من ثلاثة أشهر اشتد التعب بوالدتي فحملناها الي المستشفي القريب منا, حيث أجريت لها فحوص وأشعات, ولم تثبت إصابتها بأي أمراض, وأرجع الأطباء حالتها إلي ماتعانيه من آلام نفسية نتيجة صدمة عصبية بعد تصريح أبي بأنه سيتزوج عليها, واحتويناها أنا وشقيقاي بالحب والحنان.. وبعد أن تماثلت للشفاء حدثها شقيقي الأكبر عن رغبته في خطبة إحدي زميلاته بالجامعة, فانفرجت اساريرها, وسألته عن أسرتها, وبرغم الجفاء الذي ساد علاقتها بأبي, فإنها فاتحته في رغبة شقيقي في خطبة زميلة له, فلم يبد اعتراضا ولا موافقة ولم يتحمس ولو لمجردالسؤال عن أهل الفتاة وإنما قال عليه تدبير أموره بنفسه! وهنا نشبت مشادة كلامية بينهما, وتدخل أعمامي, وبعد معاناة أقنعوه بأن يساعده ولو بثمن حجرة واحدة من أثاث الشقة, والحقيقة أن أهل عروسه كانوا أكثر شهامة, ولم يتوقفوا عند المسائل المادية, بل ساعدوه في توفير شقة الزوجية, وتزوج شقيقي وانتقل إلي القاهرة, وأقام بها, ولم يمض عام واحد حتي لحق به شقيقي الثاني, وبالطريقة نفسها, وبقيت أنا مع والدتي, أسري عنها همومها, وأحكي لها كل مايدور من أحداث في الجامعة ومع زميلاتي, بينما استمر والدي علي حاله, ثم طرق بابي طبيب شاب من قرية مجاورة, ومعروف عن أهله الاستقامة وحسن الخلق, وفرحت به أمي كثيرا, ورتبت لي أمي لقاءين معه في حضور والدي, وجري بيننا حديث في قضايا عامة, وأحسست براحة نفسية تجاهه, ولما سألتني عن رأيي فيه أبديت موافقتي علي خطبتي له لفترة يدرس فيها كل منا الآخر, وبالفعل تمت خطبتنا في حفل بسيط حضره الأهل والأصدقاء. ولم يمر شهر واحد علي الخطبة حتي عاود أبي الحديث عن زواجه الثاني, وفاجأنا هذه المرة بتقدمه الي امرأة في سن الخامسة والأربعين, لم تتزوج من قبل, وقد اشترطت عليه أن تقيم في المدينة التي تبعد عن قريتنا حوالي ثلاثة كيلومترات, فوافق واشتري شقة سجلها باسمها, وقد دفع ثمنها من مدخراته مع والدتي علي مر السنين, وعلم أعمامي بما اعتزمه فثاروا عليه, وحذرته جدتي من هذه الخطوة التي ستجلب عليه المتاعب, لكنه لم يعبأ بتحذيراتها. وإمعانا في العناد أقام حفل زفاف دعا إليه عددا من معارفه, ولم يكن هناك حديث لأبناء القرية غير هذا الزواج الغريب, ولما علم أهل خطيبي بما فعله أبي فسخوا الخطبة.. فسقطت علي الأرض مغشيا علي من هول الصدمة.. وانهارت أمي, وتحول بيتنا في تلك الليلة الظلماء إلي مأتم في الوقت الذي كانت تتلألأ فيه الأضواء وتقرع الطبول في بيت أبي الجديد!! ومنذ ذلك اليوم تدهورت صحة أمي تماما, وأظهرت الفحوص الجديدة أنها أصيبت بالمرض الخبيث, وأنه لا بديل عن إخضاعها للعلاج الكيماوي, وعلم أبي عن طريق أعمامي بمرضها, لكنه بكل أسف لم يفكر في زيارتنا ولا حتي الاتصال بها, وأصبح حملي ثقيلا جدا, وكان علي أن أوازن بين دراستي وتمريض أمي. ومصاحبتها في جلسات العلاج الكيماوي, وأوكلت أمري الي الله, فأي تعب أو مجهود مهما يكن مضنيا, فانه أخف كثيرا من الألم النفسي, ووفقني ربي وبمساعدة خالتي الوحيدة, وهي متزوجة في محافظة ساحلية بعيدة في التسرية عن أمي حيث إنها علي اتصال دائم بها, وتزورنا كل أسبوع لتقضي معنا الإجازة, كما أن زوجها رجل شهم لم يدخر وسعا في متابعة حالة أمي الصحية مع أعمامي والأطباء المعالجين ولن أنسي أبدا صنيعهم من أجلنا. إنني أكتب إليك هذه الرسالة ودموعي تتساقط علي الورق حسرة علي موقف أبي, وعرفانا بجميل كل من أسهم في تخفيف متاعبنا, وقد أردت أيضا أن أسألك في أمر يخصني حيث تقدم لي شاب من قريتنا طالبا يدي عن طريق والدته التي قالت لأمي, إنه سيتزوج في شقة بمنزل الأسرة. وانني سأكون قريبة منها لألبي لها طلباتها وسيكون هو الآخر ابنا لها.. والحقيقة أنني لا أنكر علي أسرته أخلاقها الحميدة, ولا عليه مركزه الاجتماعي حيث إنه تخرج في كلية مماثلة للكلية التي سأتخرج فيها هذا العام, لكنني مترددة في الموافقة عليه, برغم إلحاح أمي علي بقبوله, حيث إنني لا أريد أن أتركها قبل أن يتم الله شفاءها, وأفكر في رفض الارتباط قبل أن أراها سليمة معافاة من المرض, فهي ليس لها في الدنيا الآن غيري, بعد أن انشغل شقيقاي بحياتهما الخاصة, ولا يزوراننا إلا علي فترات متباعدة, ويكتفيان بمحادثتها هاتفيا, كما أن كل سيدة في عائلتنا مشغولة بحياتها وأخشي علي أمي من الوحدة وهي في هذه الظروف الصعبة.. إن أمي تقول إنها تريد أن تفرح بي, فهل ألبي رغبتها وأنا غير واثقة من أنني سأوفيها حقها من الرعاية والاهتمام أم أؤجل الزواج إلي أن يمن الله عليها بالشفاء وعندئذ لا أوافق علي الخطبة وأنتظر نصيبي في الوقت المناسب ؟ >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: من الواضح أن الفجوة التي أصابت علاقة أبيك بأمك قد جاءت مصاحبة لما يعرف بأزمة منتصف العمر لدي الأزواج والتي تترافق غالبا مع وصول الزوجة إلي سن اليأس, وهي مرحلة تسبقها مقدمات تستمر من سنة إلي خمس سنوات, وعندها يفكر الرجل في زوجة ثانية تشعره بأنه مازال في مرحلة الشباب, ومن هنا ينبغي علي زوجته الأولي أن تحتويه في لحظة ضعفه, وتحرص علي إجراء حوار هادئ معه يخرجه من الحالة المزاجية السيئة التي يعانيها. وتستطيع أي زوجة أن تستشعر هذه الأزمة لدي زوجها عندما يتجنبها, ويحاول الابتعاد عنها, ويخرج من المنزل في مواعيد لم يعتد الخروج فيها, والشكوي من عدم قدرته المادية, والتذمر كلما طالبته بنقود لأي غرض, ويمكنها أيضا أن تعرف كل ما يدور في ذهنه من خلال معرفتها بطباعه, والتغيرات المفاجئة التي تظهر عليه. هذا هو المسار الطبيعي للعلاقة بين أي زوجين, لكن ما فعله أبوك كان خارج كل القواعد, فلقد غدر بأقرب الناس إليه, وما أصعب ذلك علي أي زوجة, فزواجه بهذه الطريقة التي تروينها يتعارض تماما مع أفعال العقلاء, وما كان لمثله أن يفعل هذا, إذ ما الذي سيجنيه من زواجه بمن تقارب والدتك في العمر. وهو الذي لم يشك طوال سنوات زواجه من عيب أو نقص فيها.. وحتي لو تغاضينا عن هذه النقطة برغم أهميتها الجوهرية, ألا يدرك أن الشرع يحتم عليه العدل بين زوجتيه, وأنه لو خشي ألا يحقق هذا العدل صار عليه أن يكتفي بواحدة, حيث يقول تعالي: فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة فما بالنا بأنه قاطع زوجته الأولي وأبناءه, وترك كل منهم يواجه مصيره, ولم يقدم سوي مساعدة بسيطة لاتتناسب مع مالديه من مال, بدليل شرائه شقة تمليك باسم زوجته الجديدة. إن ما فعله أبوك هو الخطأ بعينه, وعليه أن يراجع حساباته, وأن يعيد المياه إلي مجاريها مع والدتك, وأن يرعي مصالح الجميع, ولو أنه انفرد بنفسه قليلا وقارن ما يفعله معكم بصنيع أعمامك, بل وزوج خالتك, سوف يدرك فداحة أخطائه التي ما كان لرجل في مكانه أن يرتكبها. وعلي والدتك أن تدرك أن صبرها علي ما ألم بها من مرض, ومن أذي أبيك النفسي لها هو الايمان بعينه وأتذكر هنا قول الشاعر: إذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة فأفرغ لها صبرا ووسع لها صدرا فإن تصاريف الزمان عجيبة فيوما تري يسرا ويوما تري عسرا. أما أنت أيتها الفتاة العاقلة فلا تلقي بالا لخطيبك السابق الذي فسخ الخطبة بعد علمه بزواج أبيك, فالحقيقة هي أننا حتي وإن لمنا والدك علي الطريقة التي تزوج بها, إلا أنه لم يرتكب إثما أو يقع في جريمة أخلاقية من الممكن أن تؤثر علي سمعتكم بين أهل المنطقة التي تعيشون فيها, وحسنا أن تم فسخ الخطبة قبل زواجك منه, وقد عوضك الله بأفضل منه, وهو الشاب الذي تقدم إليك طالبا يدك, لكنك تترددين في الموافقة عليه خشية أن تتركي والدتك وحدها في هذه الظروف الصحية برغم الحاحها عليك بالموافقة, ولا أري مانعا من زواجك منه بعد الانتهاء من دراستك هذا العام, فربما يكون استقرارك عاملا مهما في تحسين حالة والدتك النفسية, وسيصبح بإمكانك وأسرة زوجك التواصل اليومي معها. ويمكن أيضا لجدتك التي تساند أمك ضد تصرفات أبيك أن تنتقل للإقامة معها ولو خلال فترة زواجك الأولي. فانفضي عنك غبار الأحزان, ولتتسلح والدتك بالصبر والايمان بالله, وسوف يفرج الله عنها همها, ويكتب لها الشفاء من مرضها.. إنه علي كل شيء قدير. |
| | | smile every morning مراقب عام
عدد الرسائل : 3365 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8434 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 17/5/2013, 11:04 | |
| موضوع رائع
شكرا لك اختي ام البنات يا اميرة المنتدي
بالتوفيق
تحياتي |
| | | مظلومة بس مسامحة عضو متميز
عدد الرسائل : 532 بلد الإقامة : مصر نقاط : 6827 ترشيحات : 5
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 24/5/2013, 23:23 | |
| الحزام الناسف! أنا سيدة في الرابعة والعشرين من عمري, حاصلة علي دبلوم, ولا أعمل, وقد تزوجت في سن الثامنة عشرة من شاب تقدم إلي أسرتي عن طريق الجيران, ويعيش في حي قريب من المنطقة التي نسكن فيها, ولم تجد والدتي ما يعيبه, فهو أكبر مني بست سنوات, وحاصل علي دبلوم متوسط, ويعمل في إحدي شركات القطاع الخاص المعروفة وحالته المادية لا بأس بها, وكنت قد تركت مسألة اختيار من سأرتبط به لها فهي المسئولة عنا بعد رحيل والدي, فوافقت عليه, وأبلغت أقاربنا بموعد الخطبة, وطلبت منهم حضور الاتفاق علي الأثاث وخلافه من الأمور المتعلقة بالزواج, وذلك كإجراء شكلي متعارف عليه في معظم الأسر خاصة في المناطق الشعبية كمنطقتنا, وبعد أسابيع أقمنا حفل زفاف بسيطا, وانتقلت إلي بيت الزوجية تغمرني سعادة كبيرة, وأقبلت علي حياتي الجديدة, وكل أملي في أن تستمر فرحتي إلي الأبد, ووجدت من زوجي الحب والحنان, وعشنا معا الأيام الأولي للزفاف في حلم جميل, ثم سرعان ما تبدلت أحواله, إذ لاحظت أنه يتغيب كثيرا عن عمله, وشيئا فشيئا بدأ في تعاطي المخدرات والأقراص الممنوعة التي يقولون عنها انها مدرجة في الجدول ولاتصرفها الصيدليات إلا بروشتات طبية من أطباء متخصصين, ومع ذلك لا أدري كيف كانت تصل إليه بكميات كبيرة, وكان يخفيها بين طيات ملابسه, وكلما وجدت بعضها ألقيه في سلة المهملات عسي ان يراجع موقفه ويدرك خطأه, لكنه عرف انني التي آخذها من جيوبه, فضربني ضربا مبرحا, وتعمد ايذائي وإهانتي, ولأنني أحبه فقد تحملت كل ما فعله بي, واستمررت في محاولاتي لاثنائه عن تعاطيها, وذكرته كثيرا بغضب الله عليه, وان هذا الطريق له عواقب وخيمة, فلم يلق بالا لما قلته, بل زاد عناده, وتعاطي جرعات كبيرة جعلته ينام معظم الوقت, ولا يقوي علي الوقوف علي قدميه, وطردته الشركة لتكرار غيابه وعدم أدائه عمله بنفس درجة الاتقان التي كان يعمل بها من قبل. وبعد عام واحد من الزواج أصبحنا بلا مورد رزق, وتراكمت علينا الديون, وقد وضعت مولودي الأول الذي خرج الي الدنيا في ظروف صعبة وقاسية, وساءت حالة زوجي النفسية ونصحته كثيرا بأن يبتعد عن هذا الطريق حتي لا يخسر نفسه ويخسرنا, وسألته من أين له بالمال الذي يشتري به المخدرات وعرفت انه يحصل علي هذه الحبوب من أصدقاء السوء الذين دفعوه اليها, وكأنهم يريدون القضاء عليه. ومر عام آخر طرق فيه باب العمل مندوبا للمبيعات في أكثر من شركة, ولم يستقر في أي منها وتراكم علينا ايجار الشقة عاما كاملا, وبصراحة فإن مالك العقار تحملنا كثيرا ثم أرسل الينا عدة انذارات بانه سيلجأ الي اخلاء الشقة بالقوة, فما كان مني الا أن أخذت الأثاث في سيارة نقل, وذهبت به إلي شقة تملكها جدتي لأمي بينما هو غارق في عالمه لا يعي من أمره شيئا, وقد لجأ الي أسرته للإقامة معهم هربا من المطالب والدائنين. وجدتي سيدة عجوز تقترب من سن التسعين, وتعيش في العقار نفسه بشقة أخري ويسكن خالي في مسكن مجاور لها وكنت وقتها حاملا, فعشت وسط العائلة وأحاطني الجميع بالرعاية, ما عدا زوجي الذي اكتفي بالمعيشة في بيت أبيه ولم يسأل عنا ولو مرة واحدة وكنت أبادر دائما بالاتصال به لكي يجد حلا لنا.فاسمع كلمات مقتضبة توحي بأنه فقد الأمل في الحياة المستقرة, ومر عام جديد لم أشعر خلاله بأي مشكلات, وفي ظل هذا الجو المضطرب وضعت مولودي الثاني, وعندئذ حدثت بعض المشكلات مع خالي لوجودي في شقة جدتي, واضطررت الي اغلاقها علي عفش الزوجية والانتقال الي الشقة التي تسكن فيها والدتي واخوتي, ومنهم شقيق يكبرني بعامين هو الذي يتولي أمور الأسرة, وما هي إلا أشهر معدودة حتي صدر قرار بإزالة العقار الذي نسكن فيه, بعد أن أكدت لجنة هندسية أنه ايل للسقوط, وخرج منه جميع قاطنيه إلا أسرتنا. إذ اننا ليس لنا مكان نذهب إليه, وإذا تركناه فسوف يكون مصيرنا ببساطة هو الشارع! وفجأة انهار جزء منه فأصابنا الرعب, وعلم خالي بأزمتنا وخشي أن نطلب الإقامة في شقة جدتي التي يوجد فيها أثاثي فحرضها ضد والدتي لمطالبتها بإخلاء الشقة, فتوسلنا اليها ان تمهلنا بعض الوقت حتي ندبر أمرنا, لكنها أصرت علي موقفها, بل ودفعها خالي الي تحرير محضر لوالدتي في المحكمة, وردت والدتي بمحضر مماثل لنعيش مشهدا داميا بين أم في التسعين وابنة في الخامسة والستين وقد صدر قرار بحبسهما, ثم أخلي سبيل جدتي لكبر سنها, وظلت والدتي في الحبس حتي تم الافراج عنها علي ذمة التحقيق. اننا ياسيدي أناس بسطاء, وما كان لنا أن نصل الي هذا الحد من القسوة في التعامل بسبب الإقامة في شقة خالية إلي حين ميسرة, وفي محاولة مني للبعد عن المشكلات بأي ثمن حتي لو كان علي حساب راحتي, حاولت الصلح مع زوجي, فحذرتني بعض صديقاتي من العودة اليه قبل أن تتحسن أحواله, ووفقا لشروط محددة يلتزم بها لكي لا يتكرر ما حدث, وأعود الي والدتي محملة بأطفال جدد, بينما رأت أخريات أن الحل هو الانفصال, وأن أعطيه ابنيه, وأحصل منه علي نفقة شهرية مع حفظ حقوقي لديه, ولكن كيف السبيل الي ذلك, وكم يستغرق من الوقت, ومن أين لي بأتعاب المحاماة, ثم في النهاية ما الذي يمكن أن أحصل عليه ولو عن طريق المحكمة من شخص عاطل؟ إن والدتي ليس لها أي دخل سوي المعاش البسيط الذي نتقاضاه عن والدي, ويساعدها شقيقي الذي يعمل في إحدي الحرف, وهو الذي يتولي شئوننا الآن.. وقد تسألني عن أهل زوجي فأقول لك: إنهم لا يحركون ساكنا وقد احترنا معهم وهو يعيش بينهم بمفرده, ولا يسأل عن ابنيه, ولا يراهما وإذا لجأت الي والدته تطالبني بالصبر والتحمل! فهل من سبيل للخلاص مما أنا فيه وهل هناك حل لهذا الوضع الشائك في عائلتنا يعيد المياه إلي مجاريها بين والدتي وخالي وجدتي ويدرأ عنا الفضائح بعد أن صارت سيرتنا علي كل لسان في المنطقة؟ لقد كان والدي إماما وخطيبا في أحد المساجد, وربانا علي الالتزام الديني والأخلاقي, ولم يسمع أحد لنا صوتا طول عمرنا, والكل يذكرنا بالخير وما حدث من تفسخ في عائلتنا كان مفاجأة مدوية لمن حولنا لكن الفقر هو الذي أوصلنا الي ما نعيشه من تناحر وتقاتل وما كنت أتصور أن يأتي اليوم الذي تتبادل فيه والدتي وجدتي تحرير المحاضر لبعضهما في المحاكم, وهما في سن متقدمة حتي ولو كان خالي هو السبب, وكثيرا ما اكذب ما تراه عيناي, اذ كيف يمكن ان تصل علاقة الاشقاء إلي هذه الدرجة من التدني وسوء المعاملة, وما هو السبيل الي استعادة الصلة المتينة التي كانت بينهم يوما ما؟ لقد سألت والدتي عن طباع خالي, وعلاقتها به منذ الصغر, فقالت لي كل خير عنه فما الذي تغير؟.. هل غيرته زوجته؟ هل غيره أولاده, وهل تصرفات جدتي طبيعية بعد أن وصلت الي سن التسعين؟.. أسئلة كثيرة تداعت إلي ذهني وأنا أعيش هذه المأساة. ولولا ايماني بالله ويقيني فيه لتخلصت من حياتي, وأجدني الآن عاجزة تماما عن اتخاذ قرار صائب أواجه به هذه المتاعب التي لا حصر لها, فبماذا تشير علي؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لا علاج للعقبات والأزمات التي تواجه الإنسان إلا باليقين في الله والرضا بحكمه وقضائه والسعي إلي صنع السعادة من رحم المشكلات, ولا شك أن الصعوبات التي تواجه الناس أمور نسبية, والنفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة ما يعتريها من أزمات, أما النفس الهزيلة فتزداد سقما بالهروب والفرار منها. وأذكرك بالمقولة البليغة عندما سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه: في أحلام العاجز.. وأنت لست عاجزة, وإنما بما تملكينه من رجاحة عقلك وحسن تدبيرك للأمور قادرة علي تغيير حياتك والتطلع إلي مستقبل أفضل, فمن خلال دأبك واصرارك سوف تصلين مع زوجك إلي خريطة طريق ترضيك, وتوفر لابنيك حياة مستقرة, فإما أن يتخذ خطوات إيجابية محددة بالالتحاق بعمل مستقر, وتوفير شقة جديدة بالايجار بدلا من الشقة التي طردكم منها صاحبها. وعندئذ تعودين إليه بشرط أن تؤجلي انجاب المزيد من الأطفال ويكفيكما ابناكما اللذان خرجا إلي الدنيا في هذا الوضع المضطرب, ومادام يملك خبرة في مجاله, ولديه القدرة علي العمل فلا خوف عليه, فالواضح أن اتجاهه إلي تعاطي الأقراص المخدرة هو الذي أوصله إلي ما هو فيه.. ولعله استوعب الدرس وانتشل نفسه قبل أن يصل إلي مرحلة من الادمان يصعب التغلب عليها, فالقوة الوهمية أو السعادة المؤقتة التي يشعر بها من يتعاطي هذه الأقراص تزول بعد وقت قصير لكنه يكون وقتها قد خسر صحته ووجوده! وإما أن تنفصلا ويتكفل هو برعاية الولدين, بأن يأخذهما للاقامة معه, أو أن يلتزم بمبلغ محدد يسلمه لك كل شهر للإنفاق عليهما, وفي هذه الحالة سيكون أمامك متسع من العمر للزواج والاستقرار بشرط عدم التعجل واعمال الفكر والعقل في كل خطوة مستقبلية وأما عن الشقة التي كانت السبب في المشاحنات وتبادل المحاضر والاتهامات بين جدتك وأمك وخالك, فإنني أدعوهم إلي التدبر قليلا, فكنوز الدنيا كلها لا تساوي شيئا إذا فقد الإنسان راحته النفسية, فما بالنا بشقة بالايجار. واني أتعجب أن تكون هذه الشقة التي تحدثيني عنها هي الحزام الناسف لعلاقتهم.. فالحقيقة أن خالك أخطأ أشد الخطأ بتحريض جدتك علي طردكم من الشقة سواء فعل ذلك من تلقاء نفسه أو بإيعاز من زوجته طمعا فيها, كما أخطأت جدتك بإنجرارها وراء ما يملي عليها, فإنقادت إلي خالك وحررت محضرا لوالدتك.. وجميعهم في سن الجلال والاحترام! والآن وبعد أن حدث كل ذلك فلا سبيل إلي رأب الصدع بينهم إلا بتجاوز ما فات وبدء صفحة جديدة, يتكاتفون فيها كما كانوا صغارا, وليحفظوا لعائلتكم قدرها ومكانتها في المنطقة التي تعيشون فيها, ولتترك جدتك لوالدتك الشقة إلي حين تدبير شقة جديدة, فيرتاح الجميع ويعود إليكم هدوءكم المفقود. وكوني حسنة الظن بالله يهييء لك من أمرك رشدا, واعلمي أن الشدة كحل ترين به ما لا ترينه بالنعمة علي حد تعبير أزدشيرا فاتخذي من أزمتك منطلقا جديدا إلي حياة أفضل بالتوكل علي الله والثقة فيه, وسوف تنقشع الغمة عنك وعن أسرتك قريبا بإذن الله. |
| | | مظلومة بس مسامحة عضو متميز
عدد الرسائل : 532 بلد الإقامة : مصر نقاط : 6827 ترشيحات : 5
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 24/5/2013, 23:28 | |
| الفرصة الجديدة أنا بطلة قصة الفرصة الثمينة التي ارسلها اليك حبيبي مجروح القلب الذي قال لك انه تقدم لي ورفضه ابي, ولم تفلح كل محاولاته لنيل موافقة اسرتي بالرغم من انه شاب مكافح, ولديه ما يؤهله للزواج والاستقرار وشقة واثاث وخلافه, وسوف اتحدث عن نفسي فأقول لك: لقد نشأت وإخواتي البنات الست وشقيقي الوحيد في كنف اسرة محافظة في مدينة جميلة تطل علي النيل وتبعد عن القاهرة عدة كيلو مترات, وبعد انتهاء دراستي, انتقلت الي العاصمة للمعيشة مع شقيقي, ولفت انتباهي هذا الشاب بأدبه وأخلاقه. فلقد دخل البيت من اوسع ابوابه دون ان تكون لنا به علاقة او سابق معرفة, وهذا ما لا يعمل به الكثيرون الذين يصرون علي ان يعرفوا البنات أولا قبل التقدم اليهن, ورفض والدي بحجة أن هناك أخوات يكبرنني ولم يتزوجن بعد, وان فتاي كان حديث التخرج, ولم يلتحق بعمل حتي وان كانت حالته المادية ميسورة فخرج من عندنا والحزن واضح في عينيه, ونظرا لاعجابي الشديد بتصرفه فقد عاودت الاتصال به, ونشأت بيننا علاقة حب, وكان كريما معي عالي الذوق, رفيع الخلق, وشهد له بذلك كل من عرفته عليه من اهلي. ولديه طموح كبير لكن حظه مع من حوله وقف عائقا بينه وبين طموحاته. ومرت شهور ولاحظت شعوره بالملل من علاقة لايعرف ما الذي سوف تنتهي اليه, ورغب في محادثة ابي مرة اخري, فحاولت منعه وإقناعه بعدم التعجل لانني اعرف عقلية والدي جيدا. فأصر علي موقفه, وحدث ما كنت اخشاه, اذ رفض للمرة الثانية.. وهنا بدأ في الابتعاد عني تدريجيا, ثم تغيرت معاملته لي, واتهمني بانني لم اناقش والدي في موقفه الغريب وقال لي: ماحدود علاقتنا هذه اذا لم يكن هدفها الزواج والارتباط؟ وفي الوقت نفسه رشح لي والدي شابا من العائلة اموره مستقرة, وانتهي الامر بخطبتي له, ولم ابلغ حبيبي بهذه الخطبة, ومازلت ماضية في مشواري نحو الزواج. وقد صليت الاستخارة لاجل حبيبي. فجاءت كل الشواهد بأننا لست لبعضنا.. هذه هي كل الحكاية. ولكاتبة هذه الرسالة اقول: اي شواهد واي استخارة تتحدثين عنها, ولماذا لم تصلي الاستخارة عندما تقدم لوالدك لاول مرة ولم تبلغي اياك بالنتيجة, وتحاولي اقناعه به بالاستعانة بشقيقك واقاربك؟.. الواضع انك وجدت في العريس الذي وافق عليه والدك فارس الاحلام فتركت هذا الشاب ولم تتمسكي به, ولم تكن صلتك به سوي نوع من التسلية ولولا شهامته وحسن خلقه ودينه لخسرت نفسك. إنني أوجه التحية لهذا الشاب علي اخلاصه وعدم اللعب بك علي وتر الحب للوصول الي الغاية التي يفكر فيها الشباب المستهترون.. وارجو ان تنتبهي جيدا لهذا الخطر, وان تكوني حادة في علاقتك بخطيبك وان تركزي تفكيرك في تمام الزواج, واقامة حياة مستقرة بعيدا عن العبث بمشاعر الاخرين. |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 7/6/2013, 13:57 | |
| الجدار المشروخ! أنا سيدة لم أكمل السابعة والعشرين من عمري بعد, ومع ذلك أشعر أنني تجاوزت الستين, وقد تلفت حولي فلم أجد من أحكي له قصتي سواك عسي أن تساعدني في الوصول إلي حل بعد أن أتعبني التفكير, وتملكني اليأس مما أعانيه من هموم وآلام. ودعني أعد بذاكرتي إلي الخلف سنوات قليلة لتكون علي بينة من فترة مهمة في حياتي, فلقد تخرجت في كلية مرموقة, وعشت سنوات الصبا والدراسة في هدوء ومرح, وساعدني علي ذلك انني من عائلة كبري ونسكن في إحدي مدن الأقاليم. وبعد تخرجي بعام واحد تقدم لي كثيرون من الشباب بينهم الضابط والطبيب والمهندس لكني رفضتهم جميعا لأنني لم أشعر تجاه أي منهم بالقبول أو الراحة النفسية, ثم جاءني شاب عن طريق أسرته, وقالوا لأبي أنه خريج كلية السياحة والفنادق, ويتحدث بخمس لغات, ويعمل في فندق شهير بشرم الشيخ, فاقتنع به كما أقنعتني به والدتي, فوافقت عليه دون أن أجلس معه أو أعطي لنفسي فرصة لاختبار مشاعري نحوه, وخلال أيام عقدنا القران بناء علي رغبته, ولم نكن قد اتفقنا علي شيء من أثاث الزوجية ولا الشبكة وخلافه, ولم يمض وقت طويل حتي اكتشفت انه لا يحمل مؤهلا عاليا, وأنه مازال يدرس في السنة الثانية بالتعليم المفتوح, ويكبرني باثني عشر عاما, وقد تغاضيت عن هذه الأكاذيب, إذ لم يكن له ذنب فيها, فأهله هم مصدرها, ونحن لم نسأله عن شيء كما أنني أحببته, وقد بادلني الشعور نفسه, ولمست ذلك في حنانه وطيبة قلبه, وخلال عام أتممنا الأثاث, وقبل الزفاف بيومين حدثت مشكلة مع أسرته حول قائمة المنقولات ومؤخر الصداق, ووجدتهم يتمسكون بأشياء غريبة ويرفضون ما تعارف عليه الناس, وبدوا وكأنهم يضمرون أمرا ما, فأحسست أن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ وناقشت أبي في ذلك, فلم يدع لي فرصة للنقاش فدخلت حجرتي وأغلقت الباب علي نفسي وانخرطت في بكاء مرير لساعات عديدة, ولكثرة إلحاح أمي واخوتي علي جلست معهم, وحاول أبي تهدئتي وقال لي إن التراجع الآن مستحيل, لأنه سيعكس صورة سلبية عنا لدي الآخرين ووجدتني في النهاية ماضية في المشوار إلي النهاية بدون قائمة منقولات, وبمؤخر صداق قدره ألف جنيه لا غير!! ثم ظهرت مشكلة أخري وهي أنه كانت لديه شقة تمليك في محافظة غير التي نقطن فيها لكن أبي رفض أن نقيم فيها حيث إن عمله في شرم الشيخ ويقضي معظم الأيام هناك, ولا يعود إلا في الإجازة فقط, فكيف سأعيش بمفردي في هذه الشقة, وأخيرا استقر الرأي علي أن يستأجر لنا شقة في نفس البلدة التي توجد بها أسرتانا, وبعد ثلاثة أشهر من زواجنا أشارت عليه والدته بأن يبيع شقته, وأن يشتري بثمنها قطعة أرض ففعل وكتبها باسم والده لتكون له ولإخوته, وعاتبته لأنه لم يأخذ رأيي, ولم يحفظ لنا حقنا فيها فوعدني بأنه سوف يعوضني بأحسن منها, ثم تبين لي أنه يريدني أن أسكن مع أهله وليس في شقة مستقلة إذ قالت والدته إنه ابنها الأكبر, ولا يعقل أن يترك والديه بمفردهما مع أنها في كامل صحتها, وتسافر الي القاهرة والإسكندرية بصفة مستمرة لزيارة بناتها المتزوجات, كما أن لها ثلاثة أبناء ذكور آخرين ولما جاء زوجي أخبرته بما حدث, فرد علي بغلظة وحدة قائلا من ترفض الإقامة مع أهلي لا تلزمني وأستطيع أن أتزوج بغيرها فورا, وقد سمعت هذه الكلمات وأنا لا أصدق أنه هو الذي يتكلم فقد كان شخصا اخر غير الذي أعرفه, وصممت علي رأيي, وقلت له: إنني متمسكة بحقي في أن استقل بحياتي حتي لو وصل الأمر إلي الطلاق, فأهلك لا يحبونني, وأنا لا أشتري من باعني, ولو أراد تطليقي من أجل أهله فلن أندم علي الانفصال عنه! وبعد مناقشات طويلة توصلنا إلي حل وسط, وهو أن نبني شقة منفصلة لنا فوق شقة أسرته, ولجأت إلي هذا الحل وقتها من أجل طفلي الذي خرج إلي الحياة في خضم هذه المشكلة التي شغلتنا كثيرا ولم يكن لنا هم سواه, وكنت وقتها أتردد علي مقر عمل زوجي, وأقضي معه بعض الأيام, ثم أعود إلي بلدتنا فأعيش مع أهله, وبمرور الوقت سيطرت والدته علي حياتنا سيطرة تامة لدرجة أنها تحكمت في مواعيد سفري إليه, فهي التي تحدد لي متي أسافر ومتي أعود؟.. وعندما اكون معه تتصل بنا كل ساعة وتواصل أسئلتها: ماذا اكلنا وماذا فعلنا؟.. فهي تريد تقريرا مفصلا عن حياتنا أولا بأول!! وقد تسألني: وأين والد زوجك؟.. فأقول لك, إنه رجل مسن طيب القلب ولا يتخذ قرارا في أي شيء, ويبدو أن زوجي يعاني هذه العقدة.. أقصد عقدة المرأة المسيطرة بما عايشه مع أمه, فهو لا يتركني أنفرد بأي قرار إذ يحدد ما يريد. وعلي أن أنفذ أوامره, وهي بالطبع ليست نابعة من داخله, وإنما صادرة من أمه علي لسانه!, ومن شدة ضغطه علي, وعدم مبالاته بي, اتصلت بشقيقي في منتصف احدي الليالي, وقلت له: إنني لن أتحمل الانتظار حتي الصباح, فجاءني مسرعا وأخذني إلي بيت اسرتي, وبعد يومين سافر زوجي إلي عمله, فعدت إلي شقتي لأخذ بعض متعلقاتي الشخصية, فإذا به قد غير كالون الشقة, فاتصلت به لكي أعرف منه لماذا اغلق الشقة؟.. فكرر علي مسامعي أنه سوف يتزوج من أخري, وظللت في بيت أبي شهرين لم يسأل عني ولا مرة واحدة, ولكيلا تسوء الأمور أكثر من ذلك اتصل به والدي وطلب منه انه يزورنا, فجاءنا وجلس معنا, وأصلح أبي بيننا, لكن المواقف الغريبة من جانب أهله لم تتوقف, وخصوصا أمه واخته الكبري اللتين طلبتا منه منع أقاربي من زيارتنا إلا بإذنها, وتحاشيا لما قد تفعلان لم يعد يزورنا أحد من الأقارب والأصحاب!! أما عن المعيشة فإن زوجي يعطي كل دخله لأهله, وهم يتصرفون كما يشاءون, ويتحكمون في كل صغيرة وكبيرة حتي الطعام نفسه, وأما عن شراء الملابس مثلا فحدث ولا حرج, فكلما طلبت منه ان يشتري ملابس جديدة لي أو لأولادنا يلقي علي محاضرة طويلة عن الظروف التي نمر بها وضرورة التقشف حتي يتمكن من تسديد ديوننا للآخرين ولا أعلم عن أي ديون يتحدث, فهو غامض في كل شيء, وقد قال لي إنه اقترض من أحد البنوك مبلغا قدره ستون الف جنيه لشراء سيارة جديدة. وأعطي هذا المبلغ لوالده, وسافر إلي عمله شهرا, وبعد عودته وجد أن أسرته صرفت عشرين ألفا, وأن الباقي لا يكفي لشراء السيارة, فقد طلبت مني والدته أن أبيع ذهبي وأسهم بثمنه في السيارة, فرفضت وهنا اتهمني زوجي بالانانية لكني لم أعبأ لكلامه بعد كل مما صنعه أهله بي. وبعد بضعة أشهر كنت معه في الفندق الذي يعمل به. وفوجئت بسرقة نصف ذهبي الذي كنت أحمله معي في سكن العاملين, فطلبت منه أن يبلغ الأمن بالسرقة فرفض, ولم أجد تفسيرا لموقفه, ثم اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير, وأثرت كثيرا علي السياحة, وبدأ تسريح العمالة, فترك عمله بالفندق, وقد طالبني بأن أبيع باقي ذهبي مع أن أبي هو الذي اشتراه لي قبل الزواج, وادراكا مني لصعوبة موقفه بعد الاستغناء عنه, وافقت علي بيع جزء منه حتي يتمكن من تسديد الأقساط التي تراكمت عليه, وقد احتفظت بالجزء الآخر منه تحسبا للظروف, فربما يأتي يوم لا أجد فيه ما يلبي متطلبات أولادي الأساسية, ومع ذلك لم اسلم من أذي أهله, إذ صعدوا الخلافات ضدي, ودفعوني إلي طلب الطلاق مرات عديدة, لكني تحملت أذاه البدني والنفسي من أجل أن تستمر حياتنا, وقد قام بتأجير السيارة, وأصبحت تدر عليه دخلا معقولا, لكنه يصرفه علي أهله كالعادة!!. ثم كانت الطامة الكبري, إذ اكتشفت أن له علاقات نسائية كثيرة, وبعضهن أجنبيات كان يقابلهن في شرم الشيخ, وعندما واجهته بما عرفت لم ينكر, وقال: إنها لا تتعدي مجرد الكلام والسهر في أماكن عامة, وأنه نادم عليها, وهنا عرفت سر اضطراب علاقته بي, فلم أعد أحس بأي مشاعر من جانبه, وصرت أتعلق بأي كلمة إعجاب ممن حولي, وأبحث عن الحب فلا أجده, ولقد دفعني موقفه إلي أن أغير نظرتي إلي السيدات اللاتي يبحثن عن الحب والاهتمام من أي شخص يبدي إعجابه بهن, فهن معذورات في شعورهن, ويجب أن يدرك أزواجهن أنهم يدفعونهن إلي الخطأ إذا استمروا في التجاهل والضرب والإهانة. والحقيقة وبعد كل ممارسات زوجي ومساوئه فإن حبي له انقلب إلي كره, ولم أعد أهتم به, ولا أصدقه, ولا أثق به, ومن شدة احتقاني منه انفجرت فيه ذات يوم, ووقعت مشاجرة كبري بيننا فقدت علي أثرها أعصابي, وكسرت أشياء كثيرة في المنزل فانهال علي ضربا وركلا, وبت ليلتي في كابوس طويل, وفي الصباح وفور خروجه من المنزل جمعت كل أشيائي وذهبت إلي بيت ابي, وتركت له الأولاد, وبعد أسبوع طلبت منه أن يرسلهم إلي لكي أراهم فرفض, ومر ما يزيد علي شهرين, وهو مصر علي موقفه, فطلبت الطلاق, فإذا به يرفض ويحاول توسيط بعض أقاربنا للصلح لكني مترددة في العودة اليه. واسألك:.. هل أصمم علي الطلاق وأبحث عن زوج يعاملني بالحسني ويتقي الله في. ويعوضني عما قاسيته من أهوال؟.. أم اضحي بسعادتي من أجل أولادي لكي يعيشوا بين أبويهم؟.. إن الحيرة تقتلني, وأخشي أن يضيع عمري مع رجل لا أمل في تغييره, فبماذا تنصحني؟. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: في كثير من الأحيان تواجه الزوجة صعوبة في التأقلم مع حماتها, ويتوقف نجاح علاقتها بها علي حسن تعاملها معها, فالقاعدة العامة تقول: إن التعامل الطيب يولد مشاعر طيبة, والتعامل السيئ يترتب عليه بغض وكراهية. ولا شك أن سكنك مع حماتك في منزل واحد هو الذي تسبب في زيادة الاحتقان بينكما, خصوصا بعد سعيك الحثيث للبعد عنها علي مرأي ومسمع منها فرات أنك تحاولين الاستئثار بإدارة البيت, وتهميش دورها فيه, ولو أنك عملت علي استمالتها إليك بكلمة حلوة, واستعنت برايها في بعض الأمور البسيطة مثل لون ملابسك, والأطعمة التي تحبها, لنجحت في اجتذابها إلي صفك بمرور الوقت, وهكذا تفعل بعض الزوجات بصورة تلقائية, وتكون النتائج مبهرة لدرجة أن هناك من الحموات من ترتبط بزوجة ابنها اكثر من ابنتها! ولو تأملت قليلا في الحياة يا سيدتي ستجدين أن كثيرات من الأمهات أفنين أعمارهن في تربية ابنائهن, ولا يعقل أن يكون أول ما تفعله الزوجة هو ان تحاول التفريق بينه وبين أمه واخوته, بالاضافة إلي وجود فارق سن بينكما, وبالطبع فإن اختلاف الأعمار والأجيال له دور في تباين الآراء والتصادم في بعض الأمور. من هنا عليك ان تفهمي سيكولوجية حماتك فتعملي علي استيعاب طريقتها في التفكير بتجنب ما يغضبها, وتاكيد ما يسعدها, وإياك والغيرة إذا رأيته يتحدث معها. أو يستشيرها في بعض الأمور ولا تناقشيه في شيء أمامها, وأجلي الحوار الي أن تكونا بمفردكما في منزلكما, والحوار الهادئ هو السبيل الصحيح لتفادي الخلافات وتخطي الفجوات. وعلي الجانب الآخر فإن حماتك مطالبة هي الأخري باللين والرفق في معاملتها لك, فاستقرارك الأسري والنفسي ينعكس بالضرورة علي ابنها الذي تحبه وتريد أن تراه سعيدا في حياته, وكلما تغاض كل منكما عن هفوات الآخر تقاربت المسافات وصار لكما هدف واحد.وإذا كنت قد ساهمت بثمن ببعض ذهبك في فك كربة زوجك, فإن هذا هو عين العقل, فليس من المعقول أن يستدين من الآخرين بعد تردي أحواله المادية نتيجة الاستغناء عنه في عمله السابق في الوقت الذي يمكنك فيه ان تساهمي في حل أزمته والوقوف إلي جواره حتي يستعيد قوته ومكانته. وأما عن علاقته بالنساء التي اكتشفتها بعد فترة طويلة ـ علي حد تعبيرك ـ فعليك بمعالجتها بهدوء, والحذر من الوقوع في براثن الكلمات المعسولة التي يلقيها علي مسامع السيدات بعض خربي الضمائر وذوي الأهداف الخبيثة, فهذا هو الخطأ الذي اذا انزلقت إليه المرأة فانها تفقد نفسها وبيتها وأسرتها. واني أري أن تستجيبي لجلسة الصلح هذه المرة كحل أخير بشرط أن تضعي مع زوجك النقاط علي الحروف في وجود حكم من أهلك, وحكم من أهله, فاذا توصلتما إلي اتفاق يرضيكما فإن ذلك سوف يحفظ لكل منكما حقوقه تجاه الآخر دون تدخل الأهل في تفاصيل ما يجري بينكما, واذا اختلفتما فسوف يغني الله كلا من سعته وليكن الطلاق هو الحل الذي لا مفر منه.. أسال الله ان يهديكما وأن يسبغ عليكما الكثير من نعمه وكرمه, وأن يجنبكما السوء, إنه علي كل شيء قدير. |
| | | راعي المراعي عضو مجتهد
عدد الرسائل : 302 بلد الإقامة : الوديان نقاط : 6585 ترشيحات : 1
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/7/2013, 19:00 | |
| الضربة القاضية!
بالرغم من خبرة السنين التي قضيناها أنا وزوجي في معترك الحياة, فإننا عاجزان عن اتخاذ القرار المناسب في المشكلة التي تواجهنا, ونحن في هذا العمر , فأنا أستاذة جامعية تعديت سن السبعين ومتزوجة من أستاذ زميل لي يكبرني بعدة سنوات, وقد عملنا بالجامعات في الداخل والخارج, ونقطن في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة, ومضت حياتنا علي مدي خمس وأربعين سنة حتي الآن, بلا منغصات سوي ما سوف أرويه لك, فلقد رزقنا الله بولدين هاجر أحدهما إلي كندا, التي سافر إليها للدراسة, ثم استقر بها, وارتبط بزميلة له هناك, ويزورنا كلما أتيحت له الفرصة مع زوجته وأولاده, فنسعد بهم, ونقضي معهم أوقاتا طيبة, والحمد لله... أما الأكبر فيبلغ عمره الآن ثلاثة وأربعين عاما, وكان اجتماعيا مرحا لا تغادر البسمة شفتيه, ومتفوق في دراسته, وتخرج في كلية الطب, وهو فرحتنا الأولي, ويعيش معنا وحدثنا فور تخرجه عن رغبته في الزواج من زميلة له تعلق بها حين كانت تلجأ إليه طوال سنوات دراستها بالجامعة لكي يشرح لها دروس الطب, ونشأت بينهما قصة حب كبيرة, وعرفنا عنها ما طمأننا علي أنها من أسرة ممتازة وباركنا اختياره, فالتقي بها وفاتحها في الزواج, فماطلت في الرد عليه, ثم فوجيء بخطبتها إلي زميل لهما فضلته عليه, فلم يصدق ما حدث, وأصيب بصدمة شديدة, فإعتزل الناس وانطوي علي نفسه, والتزم الصمت, ولم يستجب لمحاولاتنا لإخراجه من هذه الحالة فعرضناه علي أساتذة الطب النفسي, فأجمعوا علي أنه يعاني حالة اكتئاب حادة نظرا لأنه شديد الحساسية, وما تعرض له بتفضيل من أحبها آخر عليه هو الذي أوصله إلي ذلك, ولا سبيل لتخفيف وطأة صدمته إلا بالعلاج مدي الحياة, وشرحوا لنا أن توقفه عن تعاطي الدواء قد يتسبب في انتكاسته مرة أخري إذا تعرض لضغوط نفسية جديدة, وهي واردة في مثل الظروف التي مر بها. سمعنا كلمات الأطباء باهتمام شديد وامتثلنا لنصيحتهم بالعلاج المستمر له إذ كيف يمكن للمرء أن يحيا في هذه الدنيا دون التعرض لضغوط الحياة وكثفنا وجودنا معه, ونصحناه بالتركيز في بناء مستقبله مهنيا وعلميا قبل التفكير في الزواج. وافتتحنا له عيادة خاصة مارس فيها عمله, وحقق نجاحا واضحا فيه عمله منذ الأشهر الأولي, واستمر علي هذا الدرب حتي تجاوز الثلاثين, ولمسنا تحسنا كبيرا في حالته النفسية, وابدي رغبته في الزواج, وطلب منا أن نرشح له فتاة مناسبة فيه لأنه لا يريد تكرار التجربة السابقة, كما أنه صار قليل الاختلاط بالآخرين, فرشحنا له فتاة من معارفنا, وأبدي إعجابه بها, حيث كانت في المستوي نفسه الثقافي والاجتماعي والعلمي, والتقيا عدة مرات للتعارف, وبعد أسابيع اعلنت موافقتها علي إتمام الزواج به, واشترينا الشبكة ومستلزمات الخطبة, ورأينا من باب الأمانة أن نصارحها بحالة الاكتئاب التي كان يعانيها, وأنه عوفي منها بحمد الله وبمساعدة العلاج الذي يتعاطاه, ولما ابلغناها بأمره صممت, ثم طلبت مهلة للتفكير, وفي اليوم التالي اتصل بنا والدها معتذرا عن عدم اتمام الخطبة. وكانت الصدمة لنا جميعا هذه المرة.. أما ابني, فلم يعان من مسألة الرفض, ولم يتوقف عند هذه التجربة الفاشلة وفسرنا موقفه بأنه نتيجة للدواء الذي يتناوله,.. ومرت فترة واتجه تفكيرنا إلي أن نختار فتاة أقل في المستوي المادي, والاجتماعي, ووقع اختيارنا علي جامعية من أسرة متوسطة ورحب بنا أهلها بشدة برغم مصارحتنا لهم بكل شيء, وكانوا أكثر منا حماسا لإتمام الزواج سريعا.. وبالفعل عقدنا قرانهما واقمنا حفل زفافهما بعد أسابيع من الخطبة, ولم تمض أيام حتي دبت الخلافات بينهما, نظرا لاختلاف البيئة وطريقة التفكير, وعدم وجود شيء مشترك بينهما, وحاولنا تهدئتهما, وسعينا إلي تقريب المسافات بينهما, ولفتت نظري رغبتها الشديدة في سرعة الإنجاب برغم الخلافات, وبالفعل انجبت ولدا, وبدلا من أن يكون الطفل دافعا إلي الاستقرار فإنها ازدادت حدة في معاملتها لابني, بينما صار هو أكثر صبرا واحتمالا لمعاملتها القاسية من أجل ابنه. ومرت أربع سنوات قاسية لم يذق فيها طعم الراحة معها, وبدأ الطفل في إدراك المشاحنات والشجار الذي لا ينتهي بين أبويه, مما دفع ابني إلي الإصرار علي تطليقها ظنا منه أن الانفصال أفضل للطفل من أن يحيا وسط هذا الجو الأسري المتوتر, والذي لا تبدو له نهاية, إذ يتسع الشقاق مع زوجته بمرور الأيام.. وبدا واضحا أن الخطة التي وضعتها قد حققت أهدافها إذ كان زواجها منه صفقة للحصول علي أكبر قدر من المكاسب, وأخذت كل حقوقها الشرعية, واحتفظت بحضانة الصغير, في شقة ابني, وعاد ليعيش بيننا, وانصرف إلي عمله, وهكذا لجأ إلي العزلة والصمت من جديد. إنني كأم أشعر بوحدته, وفاتحته في الزواج من أخري تكون أكثر هدوءا وحنانا من مطلقته, لكني وجدته مترددا, ربما لخوفه من تكرار الفشل, فمن يضمن ألا تكون الزوجة الجديدة علي شاكلة السابقة, فمثل هذه الأمور لا تكشف إلا بعد فوات الأوان, وقليل من يتمتعون بالمصداقية والمصارحة, مع أن إخفاء العيوب ليس من الإسلام في شيء.. ولقد دارت في رأسي اسئلة كثيرة, وأنا أكتب إليك هذه الرسالة منها, لماذا تغدر الفتاة بمن أحبها وبادلته الشعور نفسه ليفاجأ بأنها ذهبت إلي غيره, أما كان باستطاعتها أن تقول إنها تحبه مثل أخيها, وإنها تقدر عواطفه لكن الأفضل هو أن تظل علاقتهما في إطار الأخوة لكي لا يندما مستقبلا؟... ثم هل ماصنعته هذه الفتاة التي تزوجته, وهي تنوي الخلاص منه عندما تحين لها الفرصة بعد إنجاب طفل.. أقول هل ما صنعته يرضي ربها, وكيف تسلم فتاة نفسها لهذه التجربة الفاشلة من أجل مال زائل لا قيمة له؟.. فالأمر ليس هينا إلي هذه الدرجة التي يتصورها خربو الضمائر.. وأخيرا فإن ابني في حاجة إلي فتاة مناسبة له تتمتع برجاحة العقل, والقلب الكبير, فتحتويه, وسوف تجده أهلا لحبها... فهل تراني قد أصبت في ذلك أم أن الأفضل له من لديها مشكلة صحية خفيفة لا تستطيع المصارحة بها إلا لمن هم في مثل ظروفها, أو فتاة غير قادرة علي الانجاب مثلا ؟.. إنني وزوجي غير قادرين علي اتخاذ الخطوة الصحيحة لانتشال ابننا مما هو فيه, فبماذا تنصحنا؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: من الأمور المهمة للإنسان, أن يتعامل مع مفاجآت الحياة لا أن يتجمد أمامها, لأن التعامل يولد حالة من التفاعل تجعله يدرك الايجابيات فيستفيد منها, ويتعرف علي السلبيات فيبتعد عنها, ولا يدعها تترك تأثيرا عليه, لكن ابنك برغم رجاحة عقله وتفوقه الدراسي لم يضع مشكلته في إطارها الصحيح, فانهار بمجرد ارتباط الفتاة التي أحبها بآخر رأته الأفضل لها, وهو رد فعل غريب, إذ لم تكن تستحق كل ما فعله بنفسه حتي وصل الي ما انتهي إليه من تدهور نفسي جعله يتعاطي دواء مدي الحياة, وكان انصرافها عنه ضربة قاضية دفعته الي الانعزال عن الآخرين حتي أطبق اليأس عليه ولم يعد راغبا في أي شيء, وصارت حياته بلا معني, وافتقد القدرة علي التواصل الطبيعي مع من حوله, وصرت أنت ووالده كل عالمه, فلم يعد له أي اتصال بالآخرين إلا من خلالكما, وهذه هي المشكلة الحقيقية التي يعانيها ويجب أن يتغلب عليها بالانخراط مع الأهل والأصدقاء, خصوصا أنه طبيب ويتردد عليه مئات المرضي الذين يكونون في حاجة الي التواصل الإنساني, وليس مجرد الكشف الطبي. ولقد كنتما صادقين أنت وزوجك عندما أبلغتما الفتاة التي طلبتما يدها للزواج من ابنكما بحالته المرضية, لكن أهلها رأوا عدم اتمام هذه الزيجة خوفا من الآثار السلبية لحالة ابنكما الصحية وهذا حقهم, وليس علي موقفكم أي غبار. وبقيت المشكلة فيمن تزوجته, وهي تحمل داخلها أطماعا مادية, وربما لم تكن له أي مشاعر, ولم تتأثر بما عرفته عن مرضه ليس من باب أنها راضية بالأقدار وبأن الإنسان لا يملك من أمره شيئا, وانما لأنها رسمت خطتها للفوز بأكبر عائد مادي من هذه الزيجة أو الصفقة علي حد تعبيرك, فأظهرت طباعا مخالفة تماما لطباعها الحقيقية, وأنجبت طفلا, ثم أظهرت وجهها الحقيقي عندما حان وقت جني عائد الصفقة, وكان لها ما أرادت, ومثلها بالطبع لا تستحق مجرد التفكير فيها, ولا التوقف عند تجربتها التي أظنكم كنتم تدركون نتائجها مقدما, ومع ذلك واصلتم مشوار الزواج بها الي النهاية, وليس معني فشل هذه الزيجة أن كل البنات أو النساء يحملن صفة الغدر بمن أعطوهن الأمان, فما أكثر من يتقين الله في كل خطوة. إن أعظم دواء شاف للقلق هو الإيمان كما قال وليام جيمس, وأنتم أسرة رائعة عشتم حياتكم في هدوء, وكان زادكم دائما هو اليقين في الله, فعرفتم الاستقامة, ولم تغرروا بمن ذهبتم إليهم طلبا لتزويجها من ابنكم, واذا كان قد وقع في أسر فتاة طمعت في ماله, فإن ذلك هو الاستثناء وليس القاعدة, فالدنيا مليئة بالفضليات اللاتي يضعن الأمور في نصابها الصحيح, لقد ضمت هذه الفتاة بزواجها من ابنكما في سبيل المقابل الذي ستحصل عليه, والتضحية التي تقدم بشرط التبادل ليست حبا, ولا اقتناعا, ولذلك فشلت الزيجة وستفشل زيجات كل من يعجز عن التضحية الحقيقية أو يتردد في تقديمها. إن الحل الناجع لمشكلة ابنك هو أن يعيش التجربة بنفسه مع البنات في محيط عائلتكم, علي مدي طويل نسبيا يستطيع بعده أن يتبين أمره, وسوف يجد وقتها من تبادله شعوره واحساسه وتكون قادرة علي التواصل معه, ولن تحتاج حينئذ الي من يشرح لها طباعه وموقفه, وانني علي يقين من أنه سيصادف من تستحقه, ومن تتقي الله فيه, ولا يكون لها مجرد صفقة كما فعلت مطلقته, أسأل الله له التوفيق والسداد, ولكم الطمأنينة وراحة البال وهو وحده المستعان. |
| | | راعي المراعي عضو مجتهد
عدد الرسائل : 302 بلد الإقامة : الوديان نقاط : 6585 ترشيحات : 1
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/7/2013, 19:04 | |
| القاسم المشترك!
انا شاب في نهاية الثلاثينات من عمري, ومتزوج من سيدة فاضلة تشاركني ظروفي الصعبة جدا, فلقد ولدت مصابا باعاقة في الأطراف السفلية لاتمكني من السير علي قدمي واعتمد في تنقلاتي علي الكرسي المتحرك الذي اصبح أحد اجزاء جسدي بعد أن ارتبطت به منذ ولادتي وحتي الآن , ومررت في طفولتي بالعديد من المواقف الصعبة والأزمات النفسية نتيجة اعاقتي, ولكن والدي غرسا داخلي الأمل والتفاؤل بالغد, ولم يشعراني يوما بأن الاعاقة سبب في فشل الانسان ما دام يملك الارادة, ومرت الأيام واجتزت مرحلة الطفولة بحلوها ومرها ولم تمنعني اعاقتي يوما عن الغياب من المدرسة بل تفوقت علي اقراني الاصحاء جسديا, ووصلت إلي مرحلة المراهقة, واصبحت أمام مفترق طرق بعد طول تفكير واحباطات, فاحيانا اقول لنفسي انا شاب معاق وليس لي أي مستقبل مهما فعلت وتقدمت وتفوقت, لأنني قعيد وغير قادر علي الحركة ولن يستفيد بي أي شخص في أي عمل, وفي احيان أخري أقرأ السير الذاتية للكثيرين من المبدعين والمصابين باعاقات تفوق اعاقتي وقد صاروا أدباء وابطالا رياضيين,وجلست انظر تارة إلي نصف الكوب الممتليء وتارة أخري إلي النصف الفارغ, حتي اتخذت قراري بأن اتفاءل وانظر إلي نصف الكوب الممتليء وامسك بورقة وقلم واكتب احلامي وطموحاتي وهي أن اكمل دراستي وانهي تعليمي والتحق بأي عمل لاكون فردا منتجا في المجتمع وليس عالة عليه واتزوج وانجب الابناء وألا يمنعني أي شيء من تحقيق احلامي, وحصلت علي الثانوية العامة, ثم حدث ما لم احسب له أي حساب في خططي واحلامي فقد اصبت بفشل كلوي مزمن وهكذا اصبحت معاقا ومريضا بمرض عضال فتوقفت عن الدراسة وخططت لأحلامي من جديد وعادت الكوابيس تهدم احلامي وعدت لأقول لنفسي إنني سأمضي في طريقي وكأن شيئا لم يحدث وبدأت ابحث عن عمل, وبالطبع لم يكن مرغوبا في لدي الكثيرين, فأنا خارج الخدمة ثلاثة أيام في الأسبوع بسبب جلسات الغسيل الدموي التي تجري لي, وسارت بي الحياة علي هذا المنوال حتي بلغت التاسعة والعشرين من عمري, وتعرفت حينها علي فتاة معاقة في اطرافها السفلية ايضا وكانت وقتها تصغرني بتسع سنوات وقد اعجبت بها وبتفاؤلها بالحياة برغم اعاقتها, أما القاسم المشترك بيننا فهو أن كلينا ينظر إلي النصف الممتليء من الكوب وتزوجنا سريعا, فنحن بشر ومن حقنا أن نعيش ونتزوج وننجب الابناء, ومرت بنا سنوات صعبة واتفقنا منذ بدايتنا علي ألا نستدين من أحد, وكنت يوما أجد عملا وأظل اسابيع أخري بلا عمل وكانت زوجتي صابرة لأبعد الحدود, وتأخر حملها عامين وذهبنا في زيارة إلي الطبيب ليخبرني بصعوبة حملها بسبب الاعاقة الموجودة لديها بالإضافة إلي انسداد قنوات الرحم, فسلمت أمري إلي الله. ومازلت أواصل السعي في الحياة بلا كلل فادع الله أن يساعدني علي إستكمال مسيرتي في الحياة إلي النهاية. >> ولكاتب هذه الرسالة أقول: من حكمة الخالق عز وجل أن جعل لكل انسان طريقا يقطعه في الحياة.. وحدد له اختبارات يتعين عليه أن يجتازها لكي يفوز بعفوه ورضاه.. ولكننا نجزع ونتألم من كل ألم مهما يكن محدودا ولا نتعلم الدرس أبدا.. وهذا يحدث مع كل البشر إلا المجاهدين الذين يجاهدون أنفسهم ويصبرون علي البلاء متضرعين إلي الله تعالي القدير أن يرفعه عنهم, وهو علي كل شيء قدير. والحق يا سيدي أن الشيء الوحيد الذي يرغب المولي عز وجل أن يكون بينه وبين العبد هو الدعاء.. وقد جاء ذلك في القرآن الكريم عندما خاطب الله رسوله في آيات عديدة فقال: ويسألونك عن الأهلة قل.. ويسألونك عن الأنفال قل.. ويسألونك عن الخمر والميسر قل.. أما عن الدعاء فقال.. وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. إذن ليس أمامنا إلا أن نلجأ إلي الله بعد أن نبذل كل ما في وسعنا.. وان ندعوه أن يخفف عنا ما نعانيه.. وأنت يا سيدي واحد من هؤلاء الذين لم يتوقفوا عند المرض ولم يلتفتوا إليه كثيرا, وسوف يثيبك الله من فضله وكرمه.. انه علي كل شيء قدير |
| | | حورس مرشح
عدد الرسائل : 1604 بلد الإقامة : الكرة الأرضية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8168 ترشيحات : 18 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 23/8/2013, 09:45 | |
| جسر النجاة! تستوقفني رسائل بريد الجمعة بكل ما تحمله من هموم ومآس, واستفيد من تجارب أصحابها الكثير من العبر والعظات, وها أنا أكتب اليك بحكايتي عسي أن أجد لديك ما يخفف بعض ما أعانيه من متاعب وآلام, حيث انني صيدلانية اقترب من سن الثلاثين. وقد قضيت نصف عمري في بلد عربي بصحبة أسرتي وعشنا طوال هذه السنوات منغلقين علي انفسنا بفرمان من أبي الذي رفض اختلاطنا بالآخرين, ولم تغادر أمي المنزل مطلقا, أما أنا وشقيقتاي فلقد اقتصرت حياتنا علي الذهاب الي المدارس ثم العودة الي المنزل الذي تعيش أسرتي فيه ولا يتعامل معنا أحد, وحتي الجيران حولنا لم يسمح لنا بمجرد الحديث معهم.. ورضينا بهذه الحياة وتأقلمنا معها. وعندما حان موعد التحاقي بالمرحلة الثانوية قرر أبي العودة الي مصر لكي التحق بالصف الأول الثانوي منذ بداية العام الدراسي, وركزت في دراستي وتفوقت وحصلت علي الثانوية العامة بمجموع كبير أهلني للالتحاق بكلية الصيدلة, وخلال هذه الفترة تحدث أبي مع أمي عن انه لم يستطع التأقلم مع الحياة في مصر, وزادت عصبيته بدرجة كبيرة وأصبح دائم الشجار والخلاف مع المحيطين به, فقرر فجأة العودة إلي البلد العربي نفسه بمفرده رافضا اصطحابنا معه واقتصر وجوده في حياتنا علي زيارات متباعدة, وتولت أمي رعايتنا, أما هو فلم يفكر الا في نفسه, ولم يعبأ بإحساسنا بغيابه وهو علي قيد الحياة, ولا بمتطلباتنا واحتياجاتنا المادية والنفسية مثل كل الأبناء, ووصل به الأمر الي حد افتعال المشكلات كلما شعر بأن والدتي ستطلب منه نقودا لتغطية نفقات المعيشة العادية فتارة يبادرها بقوله انه فصل من عمله, وتارة اخري يقول إنه مدين وليس معه ما يرسله الينا, وعلينا ان نصبر الي ان تتحسن الظروف, ومرت خمس سنوات علي هذه الحال حتي تخرجت في كليتي, واذا به يمتنع تماما عن ارسال أي مصاريف الينا وكأنه يقول عليك ان تتحملي انت المسئولية! ولما كنت أتمتع والحمد لله بجمال الشكل والروح بشهادة من حولي فقد تقدم لي الكثيرون, ولكن أبي رفضهم واحدا بعد الآخر بحجة أن هذا غير مناسب وذاك غير جاد, أما من يطلب محادثته هاتفيا فإنه يختفي بعد المكالمة ولا نجد له أثرا ولا ندري ماذا قال له! وبعد شهور عملت صيدلانية في شركة أدوية, وتقدم لي ضابط شرطة توسمت فيه حسن الخلق وطيبة القلب, أو هكذا بدا لي, وتصورت انه الشاب المناسب لي, وكرر والدي معه ما فعله مع السابقين ولكنه تمسك بي, وصمد في مواجهة أبي فزادني موقفه حبا له وإصرارا علي الارتباط به, واستقرت حالتي النفسية واقمنا حفل خطبة بسيطا ثم عقد القران, وعند تجهيز عفش الزوجية فهمت ان ابي كان يريد عريسا جاهزا ماديا ولا يكلفه شيئا, فلقد عرفت ذلك حينما بذلت معه جهدا مضنيا لكي يرسل لي مبلغا لشراء احتياجاتي اللازمة للزواج.. وبصعوبة بالغة اعددت الأشياء الضرورية وركزت هدفي علي نجاح حياتي الجديدة والقيت وراء ظهري كل ما قاسيته من متاعب. وما هي الا ايام معدودة حتي صدمت بعصبية زوجي حيث بدأنا حياتنا معا بالصوت العالي والتذمر لأتفه الأسباب, وعرفت انه يحكي لوالدته كل شيء عنا.. من الطعام الذي أقوم بطهيه, حتي ملابسي في غرفة النوم, الي جانب شكه الدائم في تصرفاتي, فإذا فقد نقودا من محفظته يتهمني بسرقتها, واذا قمت للصلاة في الليل أو أمسكت بالمصحف لقراءة بعض الآيات القرآنية يقول انني بارعة في تمثيل التدين والبراءة والحياء الذي لم يعد له وجود هذا الزمن من وجهة نظره, وزاد علي ذلك ان عايرني بمعاملة أبي لنا وانني فعلا لا استحق الا هذه المعاملة.. ومضت الأيام بطيئة ثقيلة علي هذا النحو, باستثناء فترات قليلة أجده هادئا لكنه سرعان ما يعود الي عصبيته. وكثيرا ما طلب مني أن ارتدي ملابس ضيقة وطرحة تظهر من شعري أكثر مما تخفي حتي أجاري العصر.. وبعد اسبوعين فقط من الزفاف اصطحبني الي اطباء النساء خوفا من عدم الانجاب, ثم طلب ما هو اغرب من ذلك, وهو أن أعيش مع والدتي, ويذهب هو للاقامة مع اسرته, علي ان نلتقي في نهاية الاسبوع بشقتنا التي تقع في الدور العاشر بعمارة ليس فيها مصعد وذلك من أجل ان ندخر بعض المال. وبعد ثلاثة أشهر حملت فلم يكترث لحملي, وهو الذي كان يسألني عنه منذ اليوم الثاني للزواج, ومع تزايد الضغوط النفسية, تعرضت لمتاعب شديدة فقدت علي أثرها جنيني وهيهات ان يلين له جانب, اذ استمر في غلظته وتعنته وصار مستحيلا ان استمر معه فلجأت الي دار الافتاء لمعرفة رأي الشرع فيما أنا فيه, وجاءتني الفتوي بجواز طلب الطلاق لأن الحياة بمثل هذه المنغصات من الصعب ان تستقيم, أو تعرف الي النجاح طريقا, فالاية الكريمة تقول وعاشروهن بالمعروف وحياتي معه تخلو من المعاملة الحسنة وهي محكوم عليها بالفشل إن عاجلا أو اجلا. وبناء عليه جرت مفاوضات عديدة بيننا انتهت الي تنازلي عن كل شيء, وانفصلنا بعد ستة أشهر فقط واعتبرت هذا ابتلاء من الله لكنني لم اضع في حساباتي ابدا هذا المجتمع الظالم الذي ينظر الي المطلقة نظرة دونية ويعتبرها درجة ثانية ليس لها حقوق, وعليها ان ترضي بأي وضع, وتوافق علي أي شخص دون طلبات أو مواصفات, ولا مانع ان تكون زوجة ثانية لأي رجل حتي لو كان فارق السن بينهما كبيرا. وتجاهلت كل من يتحدثون بهذا الفكر السطحي وانشغلت بحفظ القرآن وحضور الندوات الدينية واقتربت من سيدات كثيرات رشحنني لأكون زوجة لأبنائهن, ولكن ما أن تعلم الواحدة منهن انني مطلقة حتي تتراجع الي الخلف بضع خطوات وكأنني مصابة بمرض معد, أو تقدم لي التعزية كأن عزيزا لدي فارق الحياة! وتعرفت علي طبيب من أعيان الصعيد وجدته رائعا خلقا وخلقة, ولم يسبق له الزواج, وعرف كل شئ عني ورضي به, وعقدنا القران واستعددت للزفاف, فاذا به يشكو من آلام حادة, وذهبت معه إلي طبيب متخصص في أمراض الذكورة وبعد فحصه قال لنا: إنه لن يمكنه الدخول بي إلا بعد اجراء عملية جراحية له. كما أنه في الغالب لن يستطيع الانجاب.. فلم أمانع أن اقف الي جانبه مهما تكن حالته, لكنه رفض وتم الطلاق, وقد أعطاني حقوقي كاملة وطلب مني أن اكتم سره حرصا علي سمعته في محيط أهله ومعارفه.. وهكذا نلت ورقة الطلاق الثانية في غضون أشهر قليلة, وكأن العيب في, وليس فيمن يرتبطون بي. واذا حدثني أحد عن الزواج ويجد تهاونا مني في شروط الزواج يغير رأيه ويذهب بلا رجعة. وهناك من يستغل احتياجي لتكوين أسرة, ويحدثني عن الزواج ثم اكتشف أنه يريد اللهو! إنني لم أعد أثق بأي شخص, واني أسألك: إلي متي ستعاني المرأة المطلقة الأمرين في حياتها؟.. فالرجل المطلق يختار ويتزوج كما يشاء, اما المرأة المطلقة فتعيش دائما بين قوسين.. فأين المجتمع من القرآن الكريم, وما أوصي به بالنسبة للنساء, وما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا. إن الأيام تمر ثقيلة ولا يخفف وطأتها سوي ركعتي صلاة بالليل, وبكائي بين يدي الرحمن, وقراءتي القرآن وتدبر آياته, ويقيني ان الغمة لأبد أنها ستنقشع حينما يأذن سبحانه وتعالي. >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: بالفعل يا سيدتي ما عانيته في حياتك من سوء معاملة زوجك, ثم طلاقك وعدم ارتباطك بزوج مناسب لك حتي الآن, هو نوع من الابتلاءات الكثيرة التي يختبر الله بها عباده, والتي هي إحدي سنن الحياة حيث يقول تعالي في كتابه الكريم لقد خلقنا الإنسان في كبد, ومن الطبيعي أن يحزن المرء لما قد يصيبه من ابتلاء, لكن ينبغي عليه ألا يجعله أزمة تسيطر عليه, وتشل حركته وتفكيره, وأن يسمو فوق متاعبه, وهو علي يقين بأن الله سوف يعوضه خيرا. وأتذكر ما قاله بعض السلف الصالح, عن إنه اذا أراد الله بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان قدر حاله, حتي اذا هداه, أهله لأشرف مراتب الدنيا, وهي عبوديته لله وحده, ولأعلي ثواب الآخرة, وهو الفوز بجنته, فالخير كامن في المكروه, ولا يحمد علي مكروه سوي الله عز وجل, فلا تيأسي, واستمري في منهجك القويم بالتمسك بتعاليم الدين, ولا تلقي بالا لمن حولك, فنظرة البعض الي المطلقة هي في الحقيقة نظرة قاصرة, إذ ما أكثر الرجال الذين تزوجوا من مطلقات, وكونوا أسرا ناجحة, والمرأة المطلقة لا تختلف عن الرجل المطلق, فكلاهما استحالت عشرته مع شريك حياته, فراح يبحث عن جسر النجاة مع شريك آخر يتوافق معه, ويكملان معا مشوار الحياة, ومهما يطل الزمن فسوف يجد كل واحد نصفه الآخر بالصبر والعزيمة والرضا بما قسمه الله. وانك بإيمانك القوي وعزيمتك التي لا تلين تستطيعين تحقيق كل أمانيك وأحلامك في غد أكثر إشراقا, فأنت واحدة ممن قال عنهم بروس بارثون هؤلاء الذين كانت لديهم الجرأة الكافية لأن يؤمنوا بأنهم يمتلكون بداخلهم شيئا خارقا يفوق ظروفهم.. هم فقط من استطاعوا أن يحققوا أشياء مدهشة فعلا.. فاستمري علي النهج الذي اخترته وسوف يأتيك نصيبك العادل في الحياة حين يأذن الله سبحانه وتعالي. ولعل أباك يستوعب الدرس, ويعرف أن كنوز الدنيا كلها لا تساوي ما يفعله معكم, من الجفاء والبعد, وعدم الاهتمام, ولو أنه راعي الله فيكم ما أحس بما فيه من ضعف وضنك بالرغم من أنه يعمل بالبلد العربي منذ سنوات طويلة, فالقناعة كنز لا يفني, وما أوتي من مال فلن يقنع به, ولن يهنأ له بال لأنه جعله غايته في الدنيا, وبئس هذه الغاية, فالمال وسيلة للمعيشة ومواجهة شدائد الحياة, فليرض بما قسمه الله له, وعليه أن يعود الي رشده, وأن يجمع شمل الأسرة التي تفككت بسبب نظرته المادية القاصرة, فرعايته لك ولشقيقتيك ووالدتك يجب أن تكون الغاية الكبري التي يضعها نصب عينيه, وينسي ما عداها من غايات قبل فوات الأوان, أسأل الله له الهداية, ولك التوفيق والسداد, وهو وحده المستعان. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 13/9/2013, 19:21 | |
| أســيرة الأوهـام! ترددت كثيرا في كتابة رسالتي, وبعد تفكير طويل قررت أن أبعث بها إليك لعلك تجد لي حلا, فأنا أم في الخامسة والخمسين من عمري ويكبرني زوجي بعشر سنوات, ولدينا ثلاث بنات هن قرة أعيننا. وواجهنا متاعبنا بشجاعة وايمان, فلقد تعرضنا في بداية حياتنا لأعمال السحر والشعوذة وباعد بيننا الشيطان ولم نكن نعرف لذلك سببا, وقال لنا بعض المعارف ان هناك من لجأت إلي السحر للتفريق بيننا, لكننا تغلبنا علي مشكلتنا وحاولنا نسيان ذلك, ومضت حياتنا علي النحو الذي أراده الله لنا, ولم أنس تلك الشيطانة التي سوف يحاسبها الله علي جريمتها في حقي وحق شقيقتي التي تعرضت للمتاعب نفسها مع زوجها ولن نسامحها ما حيينا, ونسأل الله القصاص منها. وكنت أتصور أنها توقفت عند هذا الحد لكن ما حدث لبناتي جعلني أشك في أنها مازالت مستمرة في إيذائها لنا, فلم يدخل عريس لإحداهن إلا وخرج دون أن يكمل المشوار مع انهن علي درجة كبيرة من الجمال والخلق والتدين وحاصلات علي شهادات عليا, كما أن وسطنا الاجتماعي جيد, وحالتنا المادية مستقرة ولا شيء يعيبنا. ودعني أروي لك نماذج من العرسان الذين دخلوا بيتي طلبا لأيدي بناتي, وأبدأ بآخر عريس طرق بابنا منذ اسبوع لخطبة ابنتي الكبري, فلقد زارنا مرتين متتاليتين, ووافقت ابنتي عليه ووجدته سعيدا بها, واتفقنا علي ترتيبات الزواج في حضور أهله, وفي نهاية اللقاء الثاني عانق زوجي بحرارة وطلب رقم هاتف ابنتي فأعطته له, وانتظرنا ان يتصل بها أو أن يزورنا مرة أخري, وحاولنا الاتصال به للاطمئنان عليه فربما يكون قد حدث له مكروه, لا قدر الله, ولكن لا حس ولا خبر! أما آخر عريس لابنتي الوسطي فلقد اتفقنا معه علي كل شيء واشترينا الشبكة وحددنا موعد حفل الخطبة, ونامت ابنتي تلك الليلة وهي مرتاحة لعريسها ثم فاجأتنا في الصباح بأنها لا تريده, وأصرت علي فسخ الخطبة وأعادت اليه الذهب الذي اشتراه لها وسط ذهول الجميع, ولا أدري سر النكبة التي نتعرض لها كل فترة, ولا القوة الخافية التي تسيطر علي بناتي وتدفعهن إلي رفض اتمام الزواج, أو ابتعاد من يتقدمون اليهن في آخر لحظة وبلا أسباب. أما عن الصغري فقد تقدم لها أكثر من عريس, وفي كل مرة باءت محاولاتنا للحفاظ عليه بالفشل, والحقيقة اننا لم نر فيه عيبا, حيث انه حاصل علي الدكتوراه ومن أسرة محافظة وعلي خلق, ولما رأي اهله ابنتي وصفوها بالنسمة والحضور والجمال الهادئ وأحسست بنوع من الطمأنينة وأخذت أتمتم بالدعاء أن تكتمل الزيجة وينفك الكرب, وللأسف فإن ابنتي كان لها رأي آخر, وأصرت علي رفضه, ومازال هذا الشاب الذي لا يعيبه شيء يبعث إلينا بأمه, ويتصل بنا في المناسبات ونتبادل معه التهنئة بالأعياد, ويلح علي زوجي بإقناع ابنتنا به لكنها ترفض وتقول لو انه وحده في الدنيا ولا يوجد غيره فلن تتزوجة. وهكذا تسير الأمور ببناتي, فإما أن يطفش العريس ولا يعود مرة أخري, وإما أن ترفضه البنت بلا نقاش, ولا تفلح معها كل الأساليب لإقناعها به, بمعني ان يحدث لها سدة نفس كما يقولون. إنني مؤمنة بأن كل شيء قسمة ونصيب, وأن نصيبهن مكتوب, ولن يحدث لهن إلا ما قدره الله, ونحن قريبون منه بالصلاة والدعاء, ولا أتأخر عن كل من يطرق بابنا طلبا للمساعدة, وزوجي يحفظ القرآن كله.. لكننا فشلنا في حل مشكلة البنات الثلاث, ولا أدري ما إذا كانت الشيطانة التي حدثتك عنها قد نجحت في وقف حالهن, أم أن الفشل المتكرر الذي يواجههن أمر طبيعي ولم يأت لهن بعد من يتوافقن معه, كما أنني أخشي ان تمر السنوات ولا يتزوجن وقد يحل الأجل في أي لحظة, فنتركهن بلا سند ولا معين. وأرجو أن أجد حلا لمعاناتنا التي طالت, ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: من الواضح أن أزمة بناتك ترجع إلي عوامل نفسية في الأساس بعيدا عن السحر الذي استقر في عقلك الباطن, وجعلك تعيشين أسيرة أوهام لا وجود لها في الواقع, فلقد خيل إليك أنك تعرضت وزوجك في بداية حياتكما الزوجية للسحر الذي فرق بينكما في العلاقة الزوجية, كما تعرضت اختك له, ولم تشيري الي الطريقة التي تغلبتم بها علي هذه العقبة, وهل لجأتم إلي من فك هذا السحر, ثم كيف مضت مسيرتك مع زوجك طوال هذه السنوات وتحسنت علاقتكما بمرور الأيام, ولماذا لم تحلي مشكلة بناتك بالاسلوب نفسه؟ ان المخاوف الوهمية من تأثير السحر تسيطر علي الكثيرين وهي مخاوف لا وجود لها في الغرب, والمجتمعات المتقدمة ولذلك انطلقوا حياتهم متجاهلين المفاهيم المغلوطة حول تأثير السحر, لكن الأمر في مجتمعاتنا استمر علي ما هو عليه بتفسيرات دينية خاطئة أو بأحاديث موضوعة, وهنا يأتي دور مؤسساتنا الدينية لشرح صحيح الدين للناس. ولقد حسم القرآن الكريم قضية السحر بقوله تعالي: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وقوله أيضا.. وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون.. فالسحر لا يغير من قدر الله شيئا, ولا يحدث أمرا خارجا عن قضاء الله, حيث لا يقع شيء إلا حسب ما قدره سبحانه وتعالي وسبق به علمه. وربما يكون ما تعانيه بناتك حالة نفسية نتيجة تعرضهن للحسد, نظرا لتفوقهن وجمالهن وأخلاقهن, وعلي المرء أن يستعيذ بالله من شر الحاسد, وفي ذلك يقول الشاعر: أصبر علي حسد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ولتعلمي ياسيدتي انه حتي لو صحت بعض أعمال السحر أو الحسد, فإنها تكون أمورا قدرها الله, والإنسان هو ما يترسخ في ذهنه ويستقر في قلبه ــ علي حد تعبير الدكتور محمد شوقي الفنجري ــ فمن لديه انطباع بأنه تعرض للسحر سوف يعاني هذا الاحساس طول حياته. ومن لا يهتم بهذه المسائل ولا يشغل نفسه وتفكيره بها لن يصيبه كيد ساحر أو عين حسود, شأنه في ذلك شأن من يترسخ في ذهنه أن العمل شيء جميل فسيتمتع به, في حين ان من لديه انطباع بأن بذل الجهد عبء وواجب ثقيل سوف يشعر بالتعب والإرهاق لأي مجهود مهما يكن بسيطا. أيضا من يميل الي التشاؤم يجد دائما ما يدعوه الي الضيق في كل خطوة يخطوها حتي قيل بحق الشؤم عند التشاؤم, والعكس صحيح اذ أن من يميل الي التفاؤل يجد زادا منه في كل شيء يصادفه أو يطلبه, وقد قال رسول الله بشروا ولا تنفروا, ويسروا ولا تعسروا, وكذلك الأمر بالنسبة لمن يضع في ذهنه ان الحياة كئيبة مملة سوف يلقاها كذلك.. أما من يراها مشرقة مشوقة فسوف يجدها كما نظر اليها. فلا تعتبري فشل الخطبة مرة أو مرتين نهاية المطاف, فالفرص سوف تأتيهن كثيرة, وعليك ان تنظري الي ان هذا الفشل مؤقت, وهو مجرد فرصة لخطبة مقبلة أكثر نجاحا وتوافقا, وليتك تتوقفين عن الثرثرة أمام بناتك في هذا الموضوع, وكونا انت وزوجك أمامهن سعيدين, فالبهجة والتفاؤل والمرح من أهم العوامل التي تساعد علي تحسين الحالة المزاجية, وأكثروا جميعا من قراءة القرآن, ولا تشعروا من يزوركم بحالة القلق التي تنتابكم أو أي مظاهر توحي له بما يعلق في أذهانكم من اعتقادات غير صحيحة من السحر والشعوذة, وان البنات معمول لهن سحر بوقف الحال وما شابه ذلك, وأتركي لهن الفرصة للتعارف مع من يتقدمون للزواج منهن, واحرصي علي اصطحابهن في الزيارات العائلية والمناسبات التي يدعوكم إليها الأهل والأصدقاء, فتتوسع دائرة معارفهن وتزيد فرص لقائهن بالشباب لاختيار الأنسب منهم. وثقي أن الوقت لن يطول, وسوف يأتي بناتك من يقدرهن ويسعد بهن, ويسعدن بهم, فما أكثر الشباب العقلاء الذين يتطلعون الي الزواج من بنات عاقلات متدينات من أسر محافظة, ومادمتم تتمتعون بالسمعة الطيبة والأخلاق الحميدة والحياة المادية المستورة, فلا تخافوا, وليكن في يقينكم ان الأمان والنجاة من كل خوف أو حزن تكمن في أن يردد المرء في نفسه دائما, قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا, وان حسبي الله ونعم الوكيل, وعلي الله فليتوكل المؤمنون, فليس هناك شيء أحب الي الله من الدعاء, وكونوا حسني الظن به سبحانه وتعالي حيث يقول في حديثه القدسي أنا عند ظن عبدي بي أسأل الله أن يكتب لكم راحة البال, وأن يفك كرب بناتك ويذهب عنهن كل ما يعكر صفو حياتهن, وهو وحده المستعان. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 13/9/2013, 19:25 | |
| الأم الحـائـرة
انا أرملة في السابعة والخمسين من عمري تزوجت من شاب بسيط كان يعمل بالأجر, ولم تدم حياتنا معا فترة طويلة... وقبل أن أكمل سن الخامسة والثلاثين رحل عن الدنيا تاركا لي خمسة ابناء أكبرهم فتاة كانت تبلغ من العمر وقتها خمس سنوات
واصغرهم كان جنينا في أحشائي...ولا أستطيع ان اصف لك حالتي لحظة رحيله, فلقد دارت بي الدنيا, ورحت أفكر كيف سأواجه أمواج الحياة بلا سند أو أي مصدر للرزق.. وتلفت حولي فوجدت بعض الاقارب والجيران الذين ساندونا وشدوا من أزرنا في محنتنا.. وبعد عام من رحيل زوجي فكرت في العمل لكي أوفر دخلا ثابتا لأسرتي دون انتظار مساعدة من أحد, خاصة أن ابنتي الكبري كانت قد بلغت وقتها سن المدرسة واردت ان ينال كل اولادي نصيبا وافرا من التعليم يضمن لهم فرصا افضل في الحياة.ولم اجد حرجا في ان أنتقل بين جميع الأعمال الشريفة التي قد يتأفف منها البعض مثل تنظيف المنازل, وإعداد الاطعمة وتوصيلها إلي السيدات في منازلهن, كما عملت لفترة مشرفة لدار حضانة, ومضيت أواصل هذه الأعمال وغيرها وأنا في منتهي النشاط, ولم افقد عزيمتي بالرغم من المتاعب الجمة التي اعترضت طريقي..ومرت سنوات عديدة وانا علي هذه الحال.. وكانت فرحتي في نهاية كل عام دراسي بنجاح ابنائي تبدد متاعب السنة كلها.. ونالت ابنتي الكبري ثم ابني الذي يليها شهادتيهما من الجامعة.. ولم يمض شهران علي تخرجها حتي حصلت ابنتي علي عمل, ومنذ اللحظة الاولي بذلت كل جهدها فيه.. وتعرفت علي زميل لها راح يراقبها من بعيد ثم اقترب منها وطلب يدها.. ففكرت في افتعال أي حجة لكي يصرف نظره عن فكرة الارتباط بها اشفاقا منها علي ظروفنا المادية القاسية التي لن تساعدنا بأي حال علي توفير نفقات زواجها لكنه أدرك ذلك وأصر علي خطبتها, وجاءني راجيا الموافقة علي اتمام الخطبة, وكان له ما اراد.. وضاعفت جهدي لكي اوفر ما استطيع لتلبية متطلبات ابنتي... ومضي عامان علي هذا النحو, تمكن خلالهما خطيب ابنتي من شراء معظم أثاث المنزل... وأصبحنا جميعا نترقب يوم الزفاف, واتخيله أجمل يوم في حياتي بعد كل ما ذقت من عذاب منذ رحيل زوجي..وما هي إلا ثلاثة أشهر بالتحديد بعد القران حتي جاءتني ابنتي تشكو من تعب بسيط في جسدها, وفجأة سقطت علي الأرض, وقد اصفر وجهها وذبل جمالها, فأسرعت بها الي المستشفي القريب من منزلنا, حيث أجريت لها الفحوص اللازمة ورحت اترقب نتيجتها, وخرج الطبيب من حجرة التحاليل ليخبرني بأن ابنتي مصابة بسرطان في الدم فنزل علي الخبر كالصاعقة وزلزل كياني وانا التي لم تهتز يوما لكل الأهوال والمتاعب التي تعرضت لها.وهكذا بدأت فلذة كبدي رحلة العلاج الكيميائي, وتكتمنا خبر مرضها تماما, ولم نبح به لخطيبها لكنها في كل زيارة له الينا تريد ان تشرح له ظروفها المرضية وأنا أرفض بشدة خوفا من ان يتركها فريسة للمرض, وهو بارقة الأمل الوحيدة في حياتها الآن.. فبماذا تنصحني ؟.. هل أطاوعها وأخبر خطيبها بحقيقة مرضها ام أواصل اتمام زواجها.؟لقد اصبحت عاجزة تماما عن التفكير, وأنا في هذه الظروف النفسية القاسية.
>> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: في كل الظروف والأحوال فإن علينا أن نرضي بقضاء الله, وأن نبذل ما في وسعنا ثم نترك الأمر له سبحانه وتعالي, كما أن المصارحة بالحقائق تفتح الطريق دائما إلي الأهداف المنشودة, فدعي ابنتك تصارح خطيبها بحقيقة مرضها وتشرح له الظروف التي اكتشفت فيها إصابتها به, وكيف أنها أصرت علي أن يكون علي علم تام بظروفها لكي تخيره بين اتمام الزفاف, أو الانفصال عنها.وفي مثل هذه المواقف تظهر معادن الرجال, فإذا كان خطيبها شابا شهما يخشي ربه, ويدرك أنه لا يملك من أمره شيئا, فسوف يواصل معها المشوار إلي النهاية, مؤمنا بأن مفتاح السعادة في الدنيا هو الرضا بقضاء الله, وإذا كانت له وجهة نظر أخري فلتدعه وشأنه, ولتحمد الله علي أنها لم ترتبط به حتي لا تجد نفسها مطلقة بين عشية وضحاها مع ما يترتب علي ذلك من متاعب نفسية وجسدية لا يحمد عقباها.والحق أن كثيرين من الشباب ممن يواجهون نفس هذه الظروف يصرون علي مواصلة المشوار بعد أن يتخيلوا انفسهم في الموقف نفسه, وقد حمل البريد إلي تجارب مماثلة لشباب ارتبطوا بفتيات تعانين من نفس مرض ابنتك, وقد كتب الله لهن الشفاء وعمت السعادة والخير علي الجميع,فلا تيأسي من رحمة الله,والفرج قريب بإذنه تعالي |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|