|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/3/2013, 00:13 | |
| الاتجاه المعاكس!
أنا فتاة تجاوزت الخامسة والعشرين من عمري.. وأعمل في مركز مرموق بمجالي..وكل من يعرفني يشيد بي وبأخلاقي, ويحدث لديه انطباع بأنني جادة وطيبة ومتدينة, وكنت في سنوات دراستي الجامعية بالغة الجمال, وأتميز بشعري الأسود الكثيف الناعم الطويل.. ولعل هذه الصفات التي كانت تبدو علي ملامحي ومظهري العام هي التي دفعت الكثيرين إلي التقرب مني وكسب حبي فأصابني الغرور وارتكبت أخطاء كنت أدرك أنها سلوك غير سوي, وللأسف سايرت حينها صديقات السوء في التعرف علي الشباب وإقامة علاقة مع الكثيرين منهم وقد جذبني أحدهم, ووجدته هادئا وجادا في معاملته لي وارتديت الحجاب علي يديه, وبمرور الوقت أحسست ان هناك حائلا نفسيا لدي يحول دون اتمام ارتباطنا, فأنهيت علاقتي به دون أسباب, فتأثر كثيرا لموقفي منه وتعثر في دراسته وانطوي علي نفسه, أما أنا فرحت أستغفر ربي, ودعوته أن يهديني إلي طريق الصواب.. ثم ظهر شاب آخر في حياتي وكان يلاحقني طوال سنوات دراستي الجامعية وكان يعرفني قبل أن أرتدي الحجاب وفي السنة الأخيرة مررت بظروف أسرية صعبة أثرت كثيرا علي نفسيتي وجعلتني أشعر بالوحدة الشديدة.. ولم أجد من يواسيني سواه, والحقيقة انه أحبني بصدق, ولكنني لم أبادله هذا الحب, لإحساسي بأنني أفضل منه, حيث كنت الأجمل في نظر الناس, والمتفوقة والناجحة في عملي, بينما كان هو يرسب كثيرا, ويلجأ إلي الغش في الامتحانات, وبعد التخرج التحقت بعمل مرموق, بينما هو لم يجد عملا له, ولا يفكر في السفر إلي الخارج لكي يبني حياته كما يفعل الكثيرون, ولقد دفعته إلي أن يأخذ خطوة جادة علي طريق المستقبل فلم يفعل, فغيرت خطتي وظللت ألح عليه بالعمل في أي وظيفة متاحة فكان يوافقني تارة ويتجاهل ما أقوله تارة أخري, ثم طلبت منه أن يرتدي ملابس معينة في محاولة مني لتحويله إلي شخص يناسب شخصيتي وتطلعاتي فيما أحب أن أجد زوجي عليه. وبعد إلحاح شديد منه ذهبت إليه في شقته كثيرا وكدت استسلم له ذات مرة ثم حسمت أمري بقطع هذه العلاقة بعد أن شعرت أنني أصبحت كقطعة الملابس المهلهلة وأنني تعلقت بهذا الشاب لمجرد ظهوره في حياتي في الوقت الذي كنت أبحث فيه عن قشة اتعلق بها. وتبت إلي الله من جديد وقطعت كل علاقات الماضي لكن تكرار أخطائي وقف لي بالمرصاد, وكان العقاب الإلهي مثلما فعلت بهذين الشابين اللذين راوغتهما ثم تركتهما واحدا تلو الآخر, ولم تمر جريمتي دون عقاب, فخلال خمس سنوات كاملة لم يطرق بابي شاب واحد, وكلما حاول أحد أقاربي تعريفي بشخص علي صلة به فيما نسميه زواج الصالونات لا يعجب بي من ارتاح اليه لأنه لا يري سوي العمل المرموق الجاد المخيف, والحجاب الساتر فيفر ويجري, وهنا أقول في نفسي, لو أنك رأيت الشعر الأسود الطويل لأصبحت من ضحاياه. لقد كبرت وفهمت وعقلت, وأري اليوم زميلاتي المحترمات في العمل يتزوجن الواحدة تلو الأخري, وأنا أكبر وأشيخ ويختفي جمالي القديم بمرور الأيام, ولا يقترب مني رجل مناسب للزواج, وها هما الشابان اللذان لم أقتنع بأي منهما زوجا لي يعملان في مركزين مهمين وقد خطب الأول فتاة رائعة ومؤدبة وسافر الثاني وغير حياته تماما, وقد رأيته مصادفة قبل السفر, وتحدثنا سويا وقلت له في ثنايا حديثي معه إنني موافقة علي الزواج منه, مع أن نظرتي اليه لم تتغير, وللأسف رد علي بما معناه أنه هو الذي يرفضني, وانه يكفيه ما عليه من التزامات عائلية ومشكلات مادية. وهكذا دارت حياتي في الاتجاه المعاكس, فكل شاب ينال اعجابي يعترف لي قبل فراره انني جادة للغاية, وقليلة الكلام, وانه ليس معجبا بي الي الدرجة التي تدفعه الي اتمام الزواج ـ ويا لسخرية القدر ـ فهذا هو الكلام نفسه الذي قلته للشابين اللذين عرفتهما في حياتي. إنني نادمة علي كل ما فعلته في الماضي, فلقد استخدمت ما أعطاه الله لي من جمال الشكل وحلاوة اللسان في دهس من يقع في حبالي, واليوم وعلي الرغم من سني الصغيرة فإنني فقدت الكثير من هاتين الميزتين, وأنا نادمة أشد الندم علي أنني فرطت فيمن أحبني لمجرد احساسي بأنوثتي الطاغية وكل ما أريده الان هو رجل يحبني وليس كما كان حالي من قبل, فلقد كنت أبحث عن المال والحب, وصرت أتطلع الي الامتنان والحب.. بقي أن أقول لك انني أخضع للعلاج النفسي, واتناول ثلاثة أنواع من الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب, وأرجوك لا تقسو علي فأنا أعرف أنني شيطان أسود أختبئ وراء ستار كبير من العمل والجدية وأرجو ربي أن يسامحني وأن يسترني ويزيل من قلبي شعوري بعدم الثقة, وأتمني أن تقرأ رسالتي كل فتاة تنغمس في أهوائها لأن ما سيقع عليها من أضرار نفسية لن تستطيع وصفه أي كلمات, وأخيرا يا سيدي لك أن تتصور حالي كل يوم بعد خروجي من عملي حيث أدخل حجرتي فور وصولي المنزل وأجلس علي فراشي, وأبكي من قلبي, ويبقي أملي الوحيد هو أن يأتي ربي لي بمعجزة من عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله. >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: هل كنت تتصورين لو أنك أبديت الموافقة علي أي من الشابين اللذين تعرفت عليهما, ووصلت علاقتك بهما إلي حد الوقوع في الخطأ, وفقا لما جاء في رسالتك, أنه كان سيتقدم إليك رسميا طالبا يدك ؟.. بالطبع لم يكن ليفعل ذلك, فالعرف السائد لدي الرجال عموما هو أن من تفرط في المسائل الصغيرة سوف تنقاد حتما الي الخطايا الكبيرة, ولذلك فإن تجربتيك كان محكوما عليهما بالفشل منذ البداية. أما عن الحجاب الذي يخفي شعرك الناعم الطويل وجمالك الأخاذ, والذي تعتبرينه عقبة أمام إعجاب الشباب بك, وتحدثين نفسك به كثيرا فإنني لا أؤيدك فيما ذهبت إليه, فالحجاب غير المغالي فيه يزيد المرأة جمالا ووقارا واحتراما, وليس العكس, ولا تعارض بين الإعجاب والحجاب, فالإعجاب يكون بالشخصية, واللباقة في الحديث, ورجاحة العقل. علاوة علي الراحة النفسية التي يشعر بها غالبا الشاب والفتاة من النظرة الأولي.. والحجاب هو الاحتشام, وعدم إظهار مفاتن الجسد. وليس معني أنك لم توفقي حتي الآن في الارتباط بمن هو مناسب لك أن بك عيوبا. أو أن هناك انتقاما إلهيا منك لأنك لم تبادلي أيا من هذين الشابين الحب, ولكنه يبين بوضوح أنه يتعين عليك أن تحسبي خطواتك المقبلة جيدا, وأن تعي أن الأخطاء التي وقعت فيها في علاقتيك السابقتين ينبغي جيدا أن تستفيدي منها. فما عزمت عليه من نبذ مثل هذه العلاقات هو عين الصواب, وعليك أيضا أن تتعافي مما أنت فيه, ولن تكفي أدوية الاكتئاب لتهدئة روعك. وإنما لابد أن يتواكب معها دواء روحي هو الصلاة والدعاء والاستغفار فالصلاة تساعد المرء علي اطمئنان نفسه, واجتياح الأحزان ومطاردة الاكتئاب.. إنها علاج فعال لأمراضنا النفسية بما تبثه فينا من اليقين والرضا. وبعد ذلك فوضي الأمر لله, وتوكلي عليه وثقي بوعده, وأرضي بصنيعه, وأحسني الظن به ثم بعد ذلك انتظري الفرج منه حيث يقول تعالي: وكفي بربك هاديا ونصيرا. وعليك أن تتحلي بالصبر, وألا تحملي الهم فوق رأسك, فأنت مازلت في سن صغيرة والمستقبل أمامك مديد بإذن الله, فاستغلي عقلك الراجح فيما يفيدك, وأجدني هنا أردد عبارة جل هري البليغة ماأندر النساء ذوات العقل النشيط, والشخصية المتزنة اللاتي يعرفن كيف يحتفظن بأنوثتهن فيفهمن طبيعتهن ويدركن مزاياهن الحقة التي تسمو بهن كما يدركن عيوبهن, فإختاري الأنسب لك, وتسلحي بالقدرة علي التفرقة بين الصالح والطالح, وأدركي الحقيقة التي يتغافل عنها الكثيرون وهي أنه يخفق في الزواج كل من يعجز عن التضحية الحقيقية أو يتردد في تقديمها, وعليه في كل الأحوال ألا يقع في براثن الخطأ. والزوج الطيب لؤلؤة ينبغي للفتاة العاقلة المستنيرة أن تسعي إليه فترتبط به وتحافظ عليه, فإذا نظرت إليه تلك النظرة الدونية التي نظرتيها الي من تعلق بك في تجاربك الأولي, فإن النتيجة الحتمية تكون الفشل دائما, فالزواج مشاركة بين اثنين قد يختلفان في بعض الأمور لكنهما في النهاية يصلان الي نقطة توافق ويمضيان معا في مسيرة الحياة, ومن الضروري لا يسيء أحدهما إلي الآخر, فالمسيء لابد أن يقلق ويرتبك ويضطرب ويتوجس خيفة, وفي ذلك يقول الشاعر: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق مايعتاده من توهم والحل لمن أراد السعادة والتخلص من الشقاء هو أن يحسن دائما وأن يتجنب الإساءة ليكون في أمن وأمان الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم, أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. ولعل ماحدث لك يجعلك تعيدين حساباتك علي أسس سليمة وتضعين قدميك علي الطريق السليم, وسوف يرفرف طائر السعادة علي حياتك قريبا بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/3/2013, 00:18 | |
| هموم البسطاء
أنا رجل مسن مريض بالقلب وأعاني من تسارع بطيني مصحوب بهبوط حاد.في الدورة الدموية مما يستدعي إعطاء صدمة كهربية خارجية للقلب حيث أن التسارع البطيني ورناته السريعة تؤدي إلي الوفاة المفاجئة. كما أنني أعاني من ضعف شديد في عضلة القلب التي لا تستجيب للعلاج الدوائي المكثف نتيجة انعدام التوافق الزمني في انقباض البطينين الأيسر والأيمن, مما يحتم ضرورة تركيب منظم ثلاثي الأقطاب يمكن من خلاله استعادة التوافق المفقود في انقباض عضلة القلب. وتتطلب حالتي زرع جهاز الصدمات الكهربية للقلب ثلاثي الغرف وتكلفة تركيب هذا الجهاز تقدر بمائة وعشرين ألف جنيه. وسوف يوفر التأمين الصحي خمسة وسبعين ألف جنيه من المبلغ المطلوب.. وكل ماأرجوه هو إستكمال قيمة التكلفة حيث إنني لا دخل لي سوي معاش تأمين بسيط لا يكفي احتياجات أسرتي. > أنا سيدة مطلقة مريضة بفشل كلوي ولدي أربعة من الأولاد.. الأول مريض بسرطان الدم.. والثانية مصابة بالصرع, والثالث مريض بالتبول اللاإرادي.. والرابعة مصابة بحروق باليد والقدم اليمني ولا تستطيع العمل, ولا دخل لنا سوي مساعدات أهل الخير.. ولكم أن تتخيلوا حال أسرة تعيش في هذا العذاب ولا تجد ثمن الدواء, فما بالكم بالقوت الضروري اللازم لاستمرارنا علي قيد الحياة. > ابن أخي عمره أربع سنوات يعاني منذ ولادته من مرض نادر في العظام يسميالعظام الزجاجية وهو عرضة للكسر في أي لحظة ويتلقي علاجا تمهيديا حتي يصل الي سن41 عاما ليتحمل الجراحات المتتالية في عظام جسمه لإعادتها إلي حالتها الطبيعية. ولأن حالته نادرة فقد تعرض والداه للقلوب القاسية منذ ولادته من الأطباء المهملين والمتدربين والتي تعد حالته حقلا خصبا بالنسبة لهم, لينالوا شهادة الدكتوراه علي حساب مرضه. إن دموعنا لا تتوقف علي ما وصلت إليه حاله, وهو رب أسرة مكونة من الأب والأم وثلاثة أطفال, ولا يستطيع تحمل نفقات عمليتين عاجلتين لساقي ابنه بعد أن تعرض للكسر.. وكل جراحة تتكلف خمسة عشر ألف جنيه. وسوف يدخل المدرسة العام المقبل, ولم أجد ملاذا يمكننا أن نلجأ إليه سوي بريدكم العامر بأهل الخير, ومعنا المستندات اللازمة لمتابعة حالته. > لي ابن عم كان يعمل مقاولا مسلحا, وكانت حالته مستورة والحمد لله, ويكفي التزامات بيته, ولديه ثلاثة أبناء, اثنان توأم في العشرينيات, والثالث طالب بالثانوية العامة أصيب بجلطة ألزمته الفراش, وخلال رحلة علاجه باع والده جزءا من معدات المقاولات من أجل تغطية مصاريف العلاج, ومستلزمات البيت, ومتطلبات الدراسة, ولم يجد الأب بدا من بيع باقي المعدات وشراء توك توك ليعمل عليه ولداه, وذات يوم وبعد صلاة المغرب كان أحدهما يعمل عليه, وقد فاجأه عدد من البلطجية وأطلقوا عليه نيران الخرطوش في ساقه, وسرقوا التوك توك, وأسرعنا به الي المستشفي حيث تم بتر الساق, وأصبحت الأسرة بلا مورد ولا رزق, ويحتاج هذا الشاب الي جهاز تعويضي يقترب ثمنه من عشرة آلاف جنيه, فهل من منقذ؟. >> ولأهل الخير أقول: ما أصعب ألا يجد الإنسان ثمن الدواء والقوت الضروري, لكن بريد الأهرام يزدحم بآلاف الحالات التي يئن أصحابها من المتاعب والآلام, ولا يجدون لهم عونا علي ماهم فيه من آلام.. ووالله فإن عيوننا تدمع وقلوبنا تتقطع لما آلت إليه أحوالهم, وأجد ضالتي دائما في أهل الخير الذي يسارعون إلي فعل الخيرات, وعهدنا دائما أن نحفظ ماء وجه هؤلاء المكلومين, فلا ننشر صورهم, ولا بياناتهم, ولدينا الأوراق والمستندات الدالة علي حالاتهم وظروفهم لمن يريد الاطلاع عليها, وخزينة بريد الأهرام مفتوحة لتلقي التبرعات نقدا أو إرسال الشيكات والحوالات باسم بريد الأهرام ـ جريدة الأهرام ويمكن إضافة التبرع إلي حساب بريد الأهرام وارسال خطاب مرفقا به اشعار توريد البنك.
رقم حساب بريد الأهرام:
1041914315 - البنك الأهلى الرئيسى |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2013, 23:27 | |
| السد المنيع!
فاض بي الكيل, ولم أجد سوي بريدك للفضفضة من خلاله عما يجيش به صدري عسي أن أجد لديك مخرجا مما أعانيه, فأنا رجل تعديت سن الستين, وتبدأ قصتي منذ زواجي بعد تخرجي في الجامعة, حيث ارتبطت بفتاة رقيقة ومهذبة, وجدت فيها ما يتمناه كل شاب في فتاته. وأقبلت علي الحياة معها بسعادة وسرور, وكنت أعمل في أسوان, وحملت زوجتي سريعا, وفي يوم الولادة ذهبت بها إلي المستشفي, ووقفت علي باب حجرة الكشف أنتظر بقلق بالغ اتمام عملية الوضع, وبعد ساعة مرت كالدهر أبلغني الطبيب أن زوجتي وضعت طفلة, وسوف تجري لها متابعة قد تستغرق بعض الوقت, وطال انتظاري وأدركت أن شيئا ما قد حدث, وأن طاقم التمريض يخفون عني الحقيقة, وصدق حدثي, وجاءني الخبر القاسي بأن زوجتي رحلت عن الحياة, فانخرطت في بكاء مرير, وسقطت علي الأرض مغشيا علي, ولما أفقت وجدتني وحيدا وبجواري ابنتي, ولا أحد يؤنس وحدتنا, وسألت نفسي كيف سأعيش في هذه المدينة البعيدة, ومن الذي سيرعي طفلتي في أثناء وجودي بالعمل؟, فحملتها وعدت بها إلي القاهرة, وتركتها في رعاية خالتها, ورجعت إلي أسوان كاتما أحزاني داخلي, ومستعينا بالله علي هذا المصاب الجلل, وظللت خمس سنوات علي هذه الحال حتي قتلتني الوحدة, ولم أجد بدا من نقل عملي إلي القاهرة, وتزوجت عن طريق معارفي من فتاة وجدت لديها قبولا ورغبة في مشاركتي الحياة بعد أن عرفت حكايتي, وضممت ابنتي إلي حضانتي, وأعطتها زوجتي كل اهتمامها, وعاملتها كأنها ابنتها, ولم تشعرها يوما بأنها فقدت أمها.. وقد حرصت من جانبي علي أن تتواصل مع خالتها من باب صلة الرحم. ولأنها هي التي تولت رعايتها منذ ولادتها, فصارت أما ثانية لها. وأصبحت هي شغلي الشاغل, فألحقتها بإحدي مدارس اللغات بالقاهرة, ولكن بمرور الأيام لاحظت أن هناك حاجزا نفسيا يفصل بيننا, فحدثت نفسي بأن هذا شيء طبيعي ربما لبعدي عنها فترة تكوينها الأولي, وأن هذا الحاجز سوف يسقط مع الوقت, وساعدني علي تفاؤلي أن ابنتي هادئة ومطيعة ومتفوقة دراسيا, وراعت زوجتي ربها في تربيتها, ووفرت لها الجو المناسب للمذاكرة حتي تخرجت بامتياز من جامعتها, والتحقت بعمل مرموق, وتقدم إليها شاب يعمل معي, وأعرفه وأسرته حق المعرفة, ولم أنكر عليهم دماثة أخلاقهم ووضعهم الاجتماعي المتميز, فعرضت الأمر علي ابنتي فرحبت به, وزكاه أهلي جميعهم, وبعد الخطبة فوجئت بأن الحاجز النفسي الذي لمسته عندما تسلمت ابنتي من خالتها قد تحول إلي سد منيع يحول بيني وبينها, فلقد بدت كراهيتها لأهلي وزوجتي واضحة تماما, فحدثتها كثيرا عن اننا نحبها, فهي ابنتي, وليس لي في الدنيا أعز منها, كما أن زوجتي تعتبرها ابنتها, وقد وقفت إلي جانبها حتي أصبح لها شأن في المجتمع, ولكن هيهات أن تتغير! ولقد بذلت ما في وسعي لإزالة ما يعلق في نفسها من رواسب لا أعلم لها سببا, وأقمت حفل زفاف كبيرا دعيت إليه كل معارفنا, وأنا أتطلع إلي أن تعيش حياة مستقرة, وأن تكون ناجحة في حياتها, ولكن سرعان ما دب النزاع بينها وبين زوجها, وراحت تشكو من سوء معاملته لها إلي خالتها, وكان الطبيعي أن تصلح بينهما, وأن تهدئ روعها, فالحياة الزوجية لا تخلو من المتاعب, ويجب رأب الصدع أولا بأول حتي لا تنهار الأسرة, ولكنها زينت لها فكرة الطلاق, وقالت لها إن زوجها لم يكن مناسبا لها, وأنها بعد طلاقها منه سوف تزوجها سيد سيده, وكانت نتيجة ما أملته عليها خالتها هو أنها غادرت بيت زوجها حاملة مولودها, وجاءت للمعيشة معنا, وهي كارهة لنا! وهنا ثارت زوجتي, ورفضت الحياة معها تحت سقف واحد بعد أن لاقت منها كل هذا الجحود والكراهية والتطاول, فتركت هي الأخري البيت, وطلبت الطلاق, وكأن المصائب لا تأتي فرادي, فلقد انفصلت زوجتي عني بعد أن انفصلت ابنتي عن زوجها.. وهكذا حطمت خالة ابنتي حياتنا بصنيعها المر وحقدها الدفين علي كل من حولها, ثم دفعها لها إلي هدم أسرتها, وحرمان ابنها من أبيه, كما حرمتني أنا الآخر من حياة زوجية هادئة.. والغريب حقا هو أنها تعمل في وظيفة مرموقة ومتزوجة من رجل رائع, ولديها أولاد وبنات ممتازون علما وخلقا, ولقد حاولت كثيرا تفسير عدائها لنا, وتذكرت ما قاله لي زوجها حين استقرت بي الحال في القاهرة بعد انتهاء عملي في أسوان, وطلبت ضم ابنتي لي لكي تتربي معي, حيث قال لي إن خالتها تشعر بإحباط شديد, لأنها فقدت عزيزا لديها, وكان يتحدث عن ابنة أختها وابنتي التي ظلت في رعايتها خمس سنوات, وعندما تزوجت من أحد معارفي أحست أنها فقدت السيطرة عليها تماما, وأنه لم يعد لها دور في حياتها.. زد علي ذلك أن الزن علي الأذن أمر من السحر كما يقولون, إذ كانت تردد علي مسامعها دائما أنها الوحيدة التي تحبها, وتخشي عليها من الآخرين, وقادرة علي تزويجها ممن هو مناسب لها, وللأمانة فإن زوجها وأولادها حذروها من الأثر السيئ لما تبثه في نفس ابنتي, لكنها استمرت في غيها, وهناك جانب آخر يفسر شخصيتها الغريبة, وهو أن علاقاتها الاجتماعية هشة, ودائما علي خلاف مع أقرب الناس إليها حتي زوجها وأخوتها, وها هي بعد عشرات السنين وزواج أبنائها, وبناتها تعيش مع زوجها كغريبين تحت سقف واحد! انني الآن أحيا كالميت, وتنساب دموعي, كلما خلوت إلي نفسي, فلقد عجزت عن ايجاد حل يجعلني أحيا مطمئنا فيما تبقي لي من عمر, فماذا أفعل؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
هناك خيط مفقود لم تشر إليه من قريب أو بعيد, مما يجعل الحكم علي مشكلتك غير صائب بالمرة, إذ أنك لم تذكر أي موقف لزوجتك ضد ابنتك حتي ولو من باب التلميح لا التصريح, واعتبرتها الملاك الذي لم يخطئ, وقلت إن ابنتك كانت هادئة ووديعة حتي غيرتها خالتها التي قلبت حياتكم رأسا علي عقب, والحقيقة أن سرد ما دار علي مدي تلك السنين الطويلة علي هذا النحو, فيه مبالغة شديدة.. صحيح أنه قد تكون لشقيقة زوجتك الراحلة مواقف ضدكم نتيجة احساسها الطبيعي بأن هناك من حلت محل اختها, لكن الصحيح أيضا أنها لو وجدت منكم صلة الرحم التي تحدثت عنها ما فعلت ما فعلته, ولكنك اكتفيت بتوجيه ابنتك لزيارتها من حين الي آخر, وقطعت كل جسور الصلة التي ربطتك بهم حينما كانت ابنتك في رعاية خالتها! ثم كيف تتخذ ابنتك موقفا معاديا لك وأنت أبوها, ما لم تكن قد وجدت منك انحيازا واضحا لزوجتك علي حسابها؟.. ثم هل من عاشت كل هذا العمر معك حتي وصلتما الي هذه السن, تتخلص من حياتها الزوجية لمجرد أن ابنة زوجها جاءت للمعيشة معها تحت سقف بيت واحد؟.. وحتي لو كان الأمر كذلك, ألم يكن من الممكن أن تعيش كل منهما في شقة منفصلة خصوصا أن ابنتك في مركز مرموق وتتقاضي راتبا كبيرا؟. ولاشك أن رد فعل زوجتك بالإصرار علي الطلاق والحصول عليه لم يكن علي مستوي الحدث, خصوصا أنها تحملت ابنتك وكانت قريبة منها, ومهما أوغرت خالتها صدرها تجاهكم, فإن تأثيرها يكون محدودا مع سيدة عاقلة في وزن ورجاحة عقل ابنتك.. وقد يكون هذا التأثير ممكنا في مرحلة الصبا, ولكن لا تمتد آثاره بنفس الدرجة عندما يكبر الإنسان ويعي ما حوله من مواقف وأحداث. وعلي الجانب الآخر فإنني اسأل شقيقة زوجتك الراحلة: هل تظنين أنك بأفعالك هذه سوف ترتاحين وتطمئنين؟.. كلا والله, فكل ما يحاول الإنسان إلصاقه بالآخرين من غم وأذي ينعكس عليه, وأنت ياسيدتي لن تنالي ما تتمنين اذا لم يرضي عنك ربك, ولم يرض بما عندك, فالواضح أنك تعيشين حالة من الريبة والشك, انعكست آثارها حتي علي القريبين منك كزوجك, وكان من الطبيعي أن تمتد آثار ما تعانينه الي علاقتك بابنة اختك. ولتعلموا جميعا أن من يقدم الاحسان يعيش حياته في هدوء وسكينة, أما من يسيء الي الآخرين فإنه يقلق ويرتبك ويضطرب ويتوجس خيفة وفي ذلك يقول الشاعر: اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم والحل لمن أراد السعادة هو أن يحسن دائما الي الآخرين, وأن يتجنب الإساءة اليهم, لكي تمضي حياته آمنة حيث يقول تعالي الذين آمنوا, ولم يلبسوا إيمانهم بظلم, أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. فحاول بحكمتك واتزانك أن تعيد المياه الي مجاريها مع زوجتك أولا ثم انصح ابنتك بأن تعيد حساباتها, ويمكنك أن تستعين بأهلك لإعادة المياه الي مجاريها مع زوجها.. ولتبدأوا صفحة بيضاء خالية من الشوائب التي علقت بحياتكم علي مر الزمن.. والله المستعان. |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2013, 23:28 | |
| نداء الحياة
كتب اليك هذه الكلمات القليلة لإبلاغك بأمر عاجل ومهم, وهو أنني فقدت ابنتي بعد يوم واحد من ولادتها لأنني لم أجد حضانة في المستشفي الموجود بالمنطقة التي نقطن بها, ولم استطع أن أوفر لها حضانة في مستشفي خاص نظرا لضيق ذات اليد. لقد فقدت ابنتي, ولا أريد أن يكابد غيري ماعانيته, وقد قرأت عن حملة بريد الأهرام التي تقودها لتزويد المستشفيات المجانية بالأجهزة الطبية اللازمة لاستمرارها في أداء رسالتها, وانقاذ المرضي البسطاء, وكلي أمل في أن تتضمن حملتك جانبا لتزويد هذه المستشفيات بحضانات تعينها علي إنقاذ آلاف الأطفال المبتسرين من الموت, وهذا هو نداء الحياة الذي أوجهه من خلال بريدك الإنساني الي أهل الخير, وما أكثرهم, وانني علي ثقة من أن هناك الكثيرين ممن يريدون تقديم العون الي المرضي البسطاء لكنهم لايدرون أي طريق يسلكون.. فليكن هذا الطريق هو بريد الأهرام الذي يثق فيه الجميع.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لقد أبكتني كلماتك الحزينة عن ابنتك الراحلة, وأرجو أن يصل نداء الحياة الذي أطلقتيه الي قلوب أهل الخير وما أكثرهم.. ولسوف نبدأ من اليوم في بريد الأهرام تلقي التبرعات لشراء حضانات للمستشفيات المجانية, وسوف يقوم فريق عمل بهذه المهمة العاجلة في كل المستشفيات الحكومية التي تقدم العلاج المجاني لتحديد احتياجاتها من الحضانات, ثم إعداد بيان تفصيلي بالجهات وعدد الحضانات المطلوبة لكل مستشفي, وسوف نتولي شراء الأجهزة من الشركات المنتجة لها وفقا لعروض الأسعار, ويتسلم كل مستشفي ما يتقرر له من حضانات, ونحن نفتح الباب أمام الجميع لانقاذ حياة هؤلاء الأبرياء, وسوف يكون ذلك في ميزان حسناتهم عند المولي عز وجل, وهذه الخدمة الجديدة سوف تكون صدقة جارية لمن يبحثون عن تقديم الصدقات.. ويمكن لأهل الخير التبرع نقدا في بريد الأهرام بجريدة الأهرام شارع الجلاء ـ الدور الخامس, والحصول علي إيصال معتمد بمبلغ التبرع, أو إرسال الشيكات والحوالات البريدية.. أو إيداع المبلغ في حساب تبرعات بريد الأهرام بالبنك الأهلي المصري, وارسال اشعار التوريد الأصلي لضم المبلغ الي تبرعات الحضانات. إنني علي يقين من أن هذه الحملة سوف تؤتي ثمارها قريبا, واسأل الله أن يزيح عنك الهم والكرب, وأن من يعوضك عن فقدك ابنتك بالذرية الصالحة, وهو علي كل شئ قدير.
رقم حساب بريد الاهرام هو 5/ 431/ 91/ 41/ 010 البنك الاهلي الرئيسي |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2013, 23:31 | |
| هموم البسطاء
طفل عمره أحد عشر عاما في الصف الرابع الابتدائي, يعاني ورما خبيثا في الركبة وأجريت له جراحة تم فيها استئصالة مع تثبيت الركبة بشرائح ومسامير كما إنه يعاني من أورام متعددة في العظم ويحتاج إلي علاج ومتابعة بصفة مستمرة, ووالده عامل ارزقي ولديه طفلان آخران في التعليم ودخله بسيط جدا ولايكفي احتياجات أسرته, ونفقات علاج ابنه.
< رب أسرة يعاني من عتامة بالقرنية في العين اليمني وضمور بالعصب البطري بالعين اليسري ولايعمل ولديه طفلان في التعليم الأساسي وهو العائل الوحيد لأسرته, وليس لديه أي دخل سوي معاش بسيط جدا لايكفي احتياجات أسرته الضرورية ونفقات علاجه.
< ربة منزل تعاني من ورم خبيث بالغدد اليمفاوية وتتلقي علاجا كيماويا, وتحتاج إلي متابعة دورية وتحاليل وإشعات بصفة مستمرة وزوجها مريض بتليف كبدي مزمن وهو عامل أرزقي ولديهما أبناء في التعليم وليس لهما أي مصدر للدخل سوي كشك صغير تنقصه البضاعة والسلع الضرورية للزبائن.
< رب أسرة مسن يعاني من تضخم في الكليتين وأجريت له عملية زرع حالبين جراحيا, وزوجته مريضة بسرطان الثدي وقد تم استئصاله وتخضع للعلاج الكيماوي والإشعاعي ويحتاجان إلي متابعة مستمرة وأدوية وعلاج باهظ الثمن, ودخلهما لايتعدي مائة وخمسين جنيها ولديهما ابنتان. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 5/4/2013, 12:10 | |
| الحــســـاب العســـير! . أنا طبيبة في نهاية العقد الرابع من عمري, تزوجت منذ ستة وعشرين عاما من شاب رضيت به لما لمسته فيه من تدين واضح في معاملاته, وبر ملموس بوالديه, وقد رضي به أبي وحثني علي قبوله, مؤكدا أنه الأنسب لي.. وعلي مدار رحلتنا أنجبت منه ثلاث بنات, وعشنا معا سنواتنا الأولي في راحة واستقرار, ثم ما لبثت الخلافات أن نشبت بيننا بعد أن دأبت علي اتهامه بأنه لا يهتم بي, ولا يبدي لي من مشاعر الحب ما يبديه غيره من الأزواج لزوجاتهن, وبأنه أيضا بخيل ويعمل حساب القرش الواحد, وواجهت كل تصرفاته بعصبية واضحة, وأصررت بإيعاز من أمي علي تنفيذ رؤيتي في كل شيء دون أن ألقي بالا لرأيه, وإذا رفع صوته علي متعجبا من تصرفاتي يسمع مني ما يغضبه, ويمسه شخصيا من ألفاظ قاسية يأبي أي رجل علي نفسه أن يسمعها, لكنه لم يرد علي يوما أو يخطئ في حقي أو حق أسرتي, ووصلت بي الحال إلي حد أنني في خلاف عابر جمعت ملابسه, وألقيتها خارج الشقة, ثم عايرته بما يعانيه من أمراض ابتلاه الله بها, ولا يد له فيها برغم أنني طبيبة من المفروض أن تشعر بآلام الآخرين, لكن هيهات لي أن أحس بهذا الجانب الإنساني, في ظل الضغط المستمر من أمي!. وظللت أدخل المنزل وأخرج منه لزيارة صديقاتي دون أن استأذنه, ورفضت طلبه بأن أبلغه بالمكان الذي أقصده للزيارة, واعتبرت هذا الطلب إهانة لي, وقلت له سأخرج وقتما اشاء, وتعمدت الخروج دون علمه. أما من ناحية المنزل, فلم أبذل أي مجهود فيه سواء من ناحية النظافة أو النظام لدرجة أنني كنت أترك أواني المطبخ دون أن أغسلها, ولا أمد إليها يدي حتي لو طالت المدة التي تغيب فيها العاملة التي استعين بها في تنظيف المنزل مرة كل أسبوع. ومنذ عام تقريبا زادت حدة خلافاتنا, وإمتنعت عن القيام بأي عمل في المنزل أو حتي مجرد إعداد الطعام, فهددني بالطلاق, ولكني لم أكترث لتهديده, بل وقلت له: إن الطلاق لا يزعجني, ولا أخشاه واستمررت, فيما أنا فيه من شدة وغلظة, فإذا به يطلقني, وانتقلت إلي بيت أسرتي, ومرت الأيام ووجدتني وحيدة, وأنني التي فعلت ذلك بنفسي, وأن أمي اسهمت في تعميق الفجوة بيني وبينه, ولم تحدثني يوما عن حقوق زوجي, في الوقت الذي وقفت فيه بالمرصاد لزوجة أخي, وكانت تلقي علي مسامعها يوميا محاضرة طويلة عن حقوقه التي كفلها الشرع له, وأن الزوجة التي تخرج علي طاعة زوجها ستتعرض لغضب الله, وسيكون مصيرها النار في الآخرة, علاوة علي التشرد والضياع في الدنيا. وقارنت بين ما حرضتني عليه, وما تمليه علي زوجة أخي فوجدتني قد أخطأت في حق زوجي كثيرا, وفي خضم ما أنا فيه من عذاب نفسي طلبت من أبنتي الكبري الاتصال بأبيها للاطمئنان عليه احساسا بذنبي تجاهه, فرد عليها عمها بأن أباها قد مات.. نعم مات الرجل الذي لم يعش يوما واحدا هنيئا معي.. مات زوجي الذي لم أعرف قيمته إلا بعد فوات الأوان... إن صدمتي شديدة ومصيبتي كبيرة, ولم يغمض لي جفن منذ سماعي هذا الخبر المشئوم الذي زلزل كياني, ووجدتني أمسك بالورقة والقلم لأكتب إليك, لا لاستشيرك, فيما يمكن أن أفعله, فلقد فات وقت المراجعة و,تدارك الأخطاء, ولكن لكي تستفيد كل زوجة من تجربتي, فتحافظ علي زوجها, ولا تعطي أذنيها لأحد حتي, ولو لأمها, أو أن تدع الهواجس تسيطر عليها, فتتفنن في تعذيب زوجها, لكي لا تلقي مصيري.. أكتب إليك لأعدد مزايا الرجل الذي لم يخطئ يوما في حقي, ولم أتبين هذه المزايا إلا بعد رحيله, فالرجل الذي اتهمته بأنه لا يحبني, لم يكن يمر يوم واحد إلا ويتصل بي من العمل مرة واثنتين, وأحيانا كنت أتلقي مكالماته, وأنا في حجرة العمليات علي هاتفي الذي أتركه خارج الحجرة, وعندما انتهي من الجراحة للحالة التي بين يدي اتصل به, فيقول لي إنني وحشته, وأنه يريد الاطمئنان علي, لكنني لم أعر كلامه اهتماما, ولم أعتبره دليلا علي الحب!.. واعترف أيضا أنني أهملت مظهري في السنوات الأخيرة, وعندما كان يلفت نظري إلي ذلك, أرد عليه بأن الرجل يقبل حبيبته علي أي صورة, وأما عن اتهامي له بأنه بخيل, فإنه للحق كان يعطيني مصروف البيت الذي يكفيني, ويزيد عن حاجتنا, وكان يصرف علي بناته بسخاء في المدارس الأجنبية والدروس الخصوصية, ويزود المنزل بكل ما يلزمه من أحدث الأجهزة, ولم يحاسبني أبدا علي ما صرفته, أو يسألني عن النقود التي يعطيها لي كلما طلبت منه مبالغ إضافية, بل كنت أكذب عليه, وأدعي أنني أساعده في مصروف البيت. أما عن نظافة البيت فقد كان يتولي ترتيبه بنفسه, ويغسل الأواني التي أتركها عنادا وكسلا, وكان يفعل ذلك عن طيب خاطر, لكني تغاضيت عن كل هذه المزايا التي تتمني كل زوجة لو أن زوجها يتصف ببعضها وليس كلها.. وكلما تذكرت أنني عايرته بما كان يعانيه من أمراض يصيبني الفزع, وأخشي أن أتجرع الكأس نفسها, فليس للإنسان في نفسه شيء, ولكن ماذا أقول عما ارتكبته من حماقات في وقت غاب فيه عقلي؟. أنني أنصح كل زوجة ألا تصنع ما صنعته, وألا تكون حياتها علي المشاع, فيعرف خصوصياتها كل من حولها, فهذه هي نقطة البداية لهدم أي زيجة ناجحة, وأنصحها ألا تحكي شيئا عن حياتها لأمها أو غيرها حتي لا تتعرض لسيطرة أوهام وأفكار غير صحيحة عليها, ويكون مصيرها كمصيري من الندم والضياع والحرمان من الراحة إلي نهاية العمر.. وأنا اليوم أحاسب نفسي حسابا عسيرا, وفي رقبتي قائمة ثقيلة من الأخطاء التي ارتكبتها في حق زوجي الراحل, وأدعو الله أن يغفرها لي, وسوف أتفرغ من اليوم لتربية بناتي لكي يتعلمن من أخطائي, فلا يكررنها مع أزواجهن في المستقبل, وليتكفلني الله بواسع رحمته ومغفرته... إنه علي كل شيء قدير. ◘ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: الزوجة التي تحكم عقلها في تصريف أمورها مع زوجها, وتزن الأشياء بميزانها الصحيح, وتجعل لكل شيء قدرا.. هذه الزوجة تبصر الحق, وتعرف طريقها إلي الحياة المستقرة بعد أن تكون قد وضعت عينيها علي الحقيقة, فلا تحيد عنها, لكنك تغافلت عن واقعك, وعشت في الأوهام التي صورتها لك أمك, فطالبتك بكل ما يعكر صفو حياتك مع زوجك, في الوقت الذي أملت فيه كل شروطها علي زوجة أخيك, وربما تبرر نصائحها المدمرة لك بأنها قائمة علي أساس ما كنت تروينه عن زوجك علي خلاف الحقيقة... ولكن في كل الأحوال فإن الأم السوية العاقلة هي التي تقلل من أهمية ما تبديه ابنتها من ملاحظات سلبية عن زوجها, وتعظم محاسنه في عينيها, ولا تكون سيفا مسلطا عليها, فتدفعها إلي أن تهينه وتصنع به ما صنعته بزوجك, لأن نهاية من يسلك هذا السبيل هي الانفصال الذي يعقبه الندم ـ نعم فلقد أخطأت والدتك بما بثته فيك من صفات مذمومة كاللسان الطويل, بانتقادك زوجك الدائم في ملبسه وأسلوب حياته, وإسرافك غير المبرر, وإهمالك بيتك, فلا نظافة ولا تربية, ولا مظهر حسن, ثم أنانيتك ونكدك الدائم بالشكوي والغضب من أشياء مجهولة, ومعاملتك الخشنة والقاسية له.. كل ذلك كان يرشح حياتك للانهيار في أي لحظة, حيث سرت يا سيدتي علي خلاف ما هو متعارف عليه من أن المرأة تعاضد زوجها وتسانده في عمله, ولذلك تقوي الرابطة بينهما بمرور الأيام... وحتي لو عانيت بعض شظف العيش, أو قاسيت الآلام والأوجاع معه, فإن المشاركة في العذاب والأسي تثمر دائما تجديد الحب بين الزوجين علي حد تعبير جون مشلين.. وأما إذا خضع الرجل لاستبداد زوجته, فإن العلاقة بينهما تكون زائفة وظالمة, والرابط الصحيح المتين يقوم علي اتباع المرأة ما يشير به زوجها عليها. إن الخلاف بين الزوجين في حد ذاته أمر طبيعي, بحكم اختلاف طباعهما, ولكي تستمر الحياة الزوجية يجب عليهما البحث دائما عن حل وسط يساعد سفينة الحياة الزوجية علي الإبحار إلي شاطئ الأمان, وذلك بالرجوع إلي الأسباب التي أدت إلي الخلاف, والعمل علي حلها... أما عصيان المرأة زوجها وخروجها علي طاعته علي النحو الذي فعلتيه, فإنه معصية لله تعالي يجب عليها التوبة منها, وإلا فإنها تعتبر في حكم الناشز, ولتعلم والدتك أنها بتحريضك علي عصيان زوجك قد إرتكبت إثما كبيرا هو التخبيب حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس منا من خبب امرأة علي زوجها أي أفسدها عليه. وأذكر كل أم بنصائح أسماء بنت خارجة الغزاري التي أوصت ابنتها عند زواجها قائلة كوني له أرضا, يكن لك سماء, وكوني له إمهادا يكن لك عمادا, وكوني له أمة يكن لك عبدا, ولا تلحفي عليك فيقلاك, ولا تتباعدي عنه فينساك, وإن دنا منك فاقتربي, وإن نأي عنك فأبعدي عنه.. وأحملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا وهي: الصحبة بالقناعة, والمعاشرة بحسن الطاعة, والحفظ لموضع أنفه وسمعه وعينه, فلا يشمن منك إلا طيبا, ولا يسمعن منك إلا حسنا, ولا ينظر إلا جميلا, والتفهم لوقت طعامه, والهدوء عند منامه, فإن مرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة, والرعاية علي عياله وحشمه, فإن الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير, والرعاية علي العيال والحشم من حسن التدبير, ولا تفشي له سرا, ولا تقصي له أمرا, فإن أفشيت سره لم تأمني غدره, وإن عصيت أمره أوغرت صدره, ثم اتقي مع ذلك الفرح أمامه أن كان ترحا, والحزن عنده, إن كان فرحا, فإن الخصلة الأولي من التقصير والثانية من سوء التدبير, وكوني أشد ما تكونين اليه موافقة يكن لك أطول ما يكون مرافقة, وأعلمي أنك لا تصلين إلي ما تحبين حتي تؤثري رضاه علي رضاك, فيما أحببت وكرهت, والله يختار لك الخير, وهو الموفق, وعليه الإتكال,.. وهذه النصائح الغالية ما أحوج كل زوجة عاقلة إلي العمل بها لكي تمضي حياتها مع زوجها إلي مرفأها الآمن بإذن الله. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 5/4/2013, 12:12 | |
| هموم البسطاء أنا مريض بالسكر وضغط الدم, وقد أصبت بتصلب شرايين جسمي كله, وانسداد كامل بالشريان الأورطي تحت الكليتين, وشرايين القدمين وضيق بالشرايين التاجية.. وأكد أكثر من طبيب أن حالتي متأخرة, ويصفون لي أدوية مكلفة جدا لا استطيع توفيرها, كما أن لي ثلاثة أبناء بالتعليم, وكل ما أتناوله من أدوية ليس سوي تمهيد للعلاج بالخارج في أحد المستشفيات المتخصصة في هذه الحالة. ◘ أنا زوجة عمري عشرون سنة, وقد اصبت بسرطان في الدم وقاومت المرض الذي ابتليت به في أثناء حملي, وعندما وضعت توءما ولدا وبنتا فوجئت بأنهما مصابان بأمراض أخري حيث يعاني الولد من ورم خبيث بالرئة والتهاب رئوي شديد, وتعاني الطفلة من نزيف كبدي حاد, وتتطلب حالتهما علاجا مكثفا ومتابعة مستمرة.. وزوجي عامل بالأجر اليومي ولا يستطيع تغطية تكاليف العلاج الباهظة. ◘ نحن فتاتان يتيمتان نعيش بمفردنا, بعد وفاة والدنا ووالدتنا, وقد كانا يحصلان علي إعانة شهرية من بريد الأهرام مساهمة في نفقات المعيشة, ونحن بلا عائل ولا دخل, ولا ندري كيف ستمضي بنا الحياة؟. ◘أنا ربة منزل أعاني من الفشل الكلوي وتجري لي جلسات غسيل يوما بعد يوم, وقد اصبت بأنيميا حادة وأحتاج الي نقل دم مستمر ولدي أربعة أبناء في التعليم. ◘ ولأهل الخير أقول: منهجنا في بريد الأهرام أننا لا ننشر صورا ولا بيانات عن أصحاب الحالات, ولدينا الأوراق والمستندات التي تؤكد كل حالة منها, ونحرص دائما علي حفظ ماء وجوههم, ونرفض التشهير بالآلام التي يعانيها المرضي البسطاء. وأرجو إبلاغ الجميع بأن المتبرع في خزينة بريد الأهرام يحصل علي إيصال معتمد بالمبلغ الذي يتبرع به, ولا نتلقي أي مبالغ مالية نقدا إلا عن طريق خزينة البريد, ويمكن للمتبرعين إرسال تبرعاتهم عن طريق الشيكات والحوالات البريدية, أو ايداع المبلغ في حساب تبرعات بريد الأهرام بالبنك الأهلي, وارسال اشعار توريد المبلغ الأصلي ليتسني لنا تخصيصه للحالة التي يرغب المتبرع في توجيهه إليها.. أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم, وأن يثيبكم من فضله وكرمه.
رقم حساب بريد الأهرام هو: (010/41/91/431/5) |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 12/4/2013, 01:02 | |
| ضجيج الصمت!
إن للصمت ضجيجا يفوق الكلام, وإن القاعدة هي ضرورة أن يتكلم الانسان حتي نعرفه. ولكن مادمت لاتنكرين عليه جوانب ايجابية كثيرة, فعليك أن تراعي في حوارك معه البدء بالايجابيات فكرت كثيرا في الكتابة إليك وكنت في كل مرة أتراجع أملا في أن تنصلح أحوالي بالصبر الذي تنصحنا به في ردودك باعتبار أنه مفتاح الفرج, ولكن فاض بي الكيل وشعرت بأنني إذا لم اتحدث معك هذه المرة فسوف أسقط صريعة لمرض نفسي لا يرجي شفاؤه, وقررت الفضفضة إليك بما أعيشه من متاعب وآلام, فأنا سيدة اقترب من سن الاربعين, تربيت في بيت مفعم بأجواء الايمان والالتزام الخلقي, وحججت بيت الله الحرام مع أبي, ولم أحد يوما عن الطريق الذي رسمه لي منذ صغري, ولم أدخل في علاقة مع أي شاب طوال دراستي بالجامعة, وادخرت مشاعري لمن سأرتبط به في المستقبل. وبعد تخرجي بشهور تقدم لي شاب بدا لي أنه طيب القلب, ومستواه الاجتماعي مناسب لنا, ويمتهن الأعمال الحرة فوافقت عليه, وشجع موقفي منه أبي علي مساعدته في تأثيث عش الزوجية, ومرت أيام الخطبة سريعة وتمنيت أن يظل كما أراه أمامي, ولا يتغير بعد الزواج, وأقبلت علي حياتي معه بكل حماس وتفانيت في إسعاده وكنت بالنسبة له كتابا مفتوحا لكني في المقابل وجدته كتوما لأقصي درجة, ويخفي عني كل شيء في حياته, ولا يلقي بالا لمن حوله.. ولا هم له إلا نفسه فقط, وقتلني صمته, وعانيت الأمرين من إهماله لي وتقتيره في الانفاق, وبررت ذلك بقلة دخله حتي أجد لنفسي مبررا لبخله, ومررنا بخلافات حادة, وبرغم كل هذه المتاعب اعتبرت ما أنا فيه امتحانا في الصبر. وتعرضت أمي لمرض شديد جعلها طريحة الفراش, فلازمتها ليل نهار ولم يهتم زوجي بالسؤال عني, وكان يمر اليوم بأكمله دون أن يسأل عني بمكالمة هاتفية وإذا أتي لزيارة والدتي, فإنه يحاول إنهاء الحديث سريعا, ويترقب اللحظة المناسبة للانسحاب, ولاحظت أمي ذلك, وسألتني عن أحوالي معه فقلت لها: كل خير.. ولم أخبرها بشيء مما آخذه عليه لكي لا يتسع نطاق الخلاف, وتجاوزت عما فعله, وظللت الي جوار أمي إلي أن تعافت من أزمتها الصحية, وعدت إلي منزلي, فوجدت زوجي علي حاله من الصمت الرهيب, وواصلنا حياتنا علي هذا المنوال صمت من جانبه, وتجاهل من جانبي الي أن حدثت مشادة حادة بينه وبين أحد أصدقائه لم أفهم منها شيئا, ورفض أن يفصح لي عما بينهما, فتحريت الأمر وعرفت أن زوجي الرجل الفاضل المحترم اقترض من صديقه وشريكه في أحد المشروعات التي يديرها مبلغا من المال لمدة محددة يعيده اليه بعدها, وللأسف مرت الأيام ولم يف زوجي بوعده, ورفض إعادة المبلغ الي صديقه بحجة أنه خسره في التجارة, ووصل الأمر الي حد تهديد صديقه له بتقديم بلاغ ضده الي النيابة, لكنه لم يأبه لذلك, وواجهته بما حدث وهددته بالانفصال, فأنكر ان تكون عليه ديون لأحد, وانه إذا كان لدي شريكه ما يثبت ان له حقا فليقدمه, وأعاد القسم بالله انه غير مدين ولكن ظل الشك يحاصرني. وبينما أعيش هذه الظروف فإنني انجبت طفلي التوأم اللذين شغلاني عن كل شيء, وحرصت علي تنشئتهما علي طاعة الله, ولم أنسي تذكير زوجي بديونه من حين لآخر لكنه لم يغير موقفه. وجاءنا أحد أقارب صديقه ذات يوم وكان زوجي مسافرا في مهمة عمل وكرر طلب المبلغ موضوع الخلاف بينهما, وقال لي انهما لن يتركا له الفرصة للإفلات به مهما يكن الثمن, فاتصلت بزوجي وصرخت فيه بأعلي صوتي أن يجد حلا لهذه المشكلة التي ربما يدفع ثمنها غاليا, فقطع سفره وجاءني مريضا فطفت به علي الأطباء, بدلا من الضغط عليه لإعادة قرض صديقه.. وبعد أن تعافي من محنته فاتحته من جديد في هذا المبلغ الذي أحال حياتنا الي نكد, فأصر علي موقفه, وكانت نتيجة صمته وإنكاره هي أن صورته قد اهتزت في نظري وفقدت الثقة فيه, وتابعت خطواته, وربطت بين أقواله البسيطة وأفعاله فإذا بي اكتشف انه كذاب, ويتعاطي الكحوليات, وواجهته بما علمته, فأنكر في البداية وشيئا فشيئا تمادي في أخطائه وأصبح يأتي بمشروباته إلي المنزل, فقلت له إن كنت تتعاطي ما حرمه الله فحسابك عند رب العالمين, ولكن ماذا عن ابنك الذي قد يقلدك, فرد علي ضاحكا ومستهزئا بي ان قلدني سيصبح رجلا! وزاد اضطراب احوالنا وطلبت منه الانفصال خمس مرات خلال العامين الاخيرين, فكان في كل مرة يمرض مرضا شديدا وبدلا من أن استكمل ما اعتزمته اشفق عليه وأعرضه علي الأطباء وأعتني به حتي يتماثل للشفاء, وعندما يعود الي السلوك السييء واللامبالاة أعاود طلب الانفصال, وهكذا تدور حياتنا في دائرة مفرغة.. لا أجد لها نهاية! إنني أكاد أصاب بالجنون وأخشي علي أبنائي من هذا الجو الأسري غير المستقر ومن أبيهم الذي يحتسي البيرة أمامي بعد أن كان يخفيها عني, ولا يعلم أحد من أهلي شيئا عما يدور في حياتي, وأصبحنا نعيش الآن علي حد الكفاف, وتوقف الحوار بيننا, حتي انني كرهت حياتي معه, وحدثتني نفسي كثيرا عن الانفصال وتأسيس حياة جديدة بعيدا عنه, فأنا أحلم بأن أعيش مثل الكثيرات من صديقاتي في منزل جميل ونظيف مما يلوثه به هذا الزوج. نعم انني أري حياتي مع زوج آخر يحبني ويحترمني ويقدر آلامي ويتذكرني دائما ولا ينسي أبناءه مهما تكن مشاغله ومسئولياته, انني أتخيل ذلك كثيرا, ولكني أفيق من أحلامي علي صوت أبنائي وهم يسألونني عن والدهم.. أين ذهب؟.. ولماذا لم يتصل بنا للسؤال عنا؟ لقد سألتني ابنتي منذ أيام حين استيقظت في الصباح: أين أبي؟ هل قلت له: إذهب؟وهنا أدركت حاسة الأطفال لما يدور بين آبائهم وأمهاتهم وشعرت بالخوف عليها.. وزادت حيرتي في الخطوة القادمة التي سأتخذها في حياتي.. فهل هناك بعد كل ما رويته لك من أحداث ووقائع شهدتها حياتنا أمل في أن يتغير زوجي الذي يقلع أحيانا عن تصرفاته, ثم يعود اليها بعد أيام؟ لقد توقفت تماما عن مراجعته أو العتاب عليه فهو لا يبالي, ولا تأتي منه المبادرة بالصلح أبدا, وظل هذا هو دوري علي مدي ثلاثة عشر عاما هي مدة زواجنا حتي الآن.. انني مجهدة وأريد منك النصيحة إذ لم تعد لدي قدرة علي اتخاذ القرار المناسب.. فبماذا تشير علي؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: مع تقديري للدور الذي تقومين به, فإنك فتحت الباب للمتاعب مع زوجك بمناقشاتك الحادة معه أمام أبنائك, فكان رد فعل إبنتك التي سألتك عن أبيها مستنكرة رد فعلك الدائم له عند الخلاف بقولك له اذهب بمعني انك انت التي تطردينه من المنزل مع كل خلاف. وفاتك أن الصبر علي الأخطاء أمر مطلوب, مادام كل انسان معرض للخطأ, وفي ذلك يقول الشاعر: من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسني فقط ومن الممكن أن تكون خلافاتك مع زوجك دافعا للحوار والتفاهم بينكما إذا أحسنت التعامل معها, وابتعدت عن العبارات العنيفة والكلمات الحادة التي تعمق الفجوة, وسادت علاقتك به روح عاطفية.. صحيح أن صمته الدائم يثير مخاوفك ويجعلك تفكرين في أمره ليل نهار من منطلق أن للصمت ضجيجا يفوق الكلام, وأن القاعدة هي ضرورة أن يتكلم الانسان حتي نعرفه. ولكن مادمت لاتنكرين عليه جوانب ايجابية كثيرة, فعليك أن تراعي في حوارك معه البدء بالايجابيات, وذكر الأشياء التي تتفقان فيها, وليكن حديثك معه واضحا, ولاتسخري منه أو تتهكمي عليه, ولاتضجري في البداية من عدم تقبله لما تعرضينه عليه من حلول, فبمجرد الحوار تكونين قد وصلت إلي نصف الحل, وعليك أن تشعريه بحبك له, وابتعدي عن صيغة الأمر إلي صيغة الاستشارة, والسؤال الذي يتضمن الاجابة, وألحي عليه في طلب حل مشكلة صديقه, بفتح حوار معه, وتفنيد رأسمال الشركة أو المشروع الذي أقاماه معا. فربما اقتنع شريكه وتنازل عن جزء من حقه, وقولي له أن صدق نيته في تجاوز محنته المادية سيكون فاتحة خير عليكم. هكذا يكون العلاج التدريجي فلقد أحببت زوجك ثم كرهتيه, ولم تضعي مساحة بين الحالتين تراجعين فيها نفسك, إذ لايوجد إنسان خال من الأخطاء, وفي ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر وليس معني ذلك أنني ادعوك إلي الانقياد له, بل أنصحك بمواصلة معركة إصلاحه إلي النهاية والزمن كفيل بمداواة جرحك. والحب أقدر علي ذلك منه, علي حد تعبير الأميرة الفرعونية أمينيرس. وأقول لزوجك: انك بانكارك حق شريكك لديك حتي ولو لم تكن لديه المستندات التي تثبته, أو انه إئتمنك عليه, أقول إنك بهذا ال انكار تتخلي عن مبادئك, ومن يتخل عن مبادئه, يصبح وجوده في الحياة بلا معني ولا قيمة, فتكلم مع زوجتك حتي تعرفك, إذ انك لن تجد أحرص منها علي أسرارك وحفظ إستقرار بيتك, ويكفيك ما لمسته فيها من إخلاص علي مدي ثلاثة عشر عاما, كما انك لن تستطيع مصارعة الأحداث بمفردك, فاخرج من عزلتك, وثق بربك الذي ابتعدت عنه بتعاطيك ما يغضبه, وتب إليه.. إنه سبحانه وتعالي غفار الذنوب. أما أنت ياسيدتي فاجعلي شعارك دائما حسبي الله ونعم الوكيل.. واهتفي به كلما ألم بك خطب, وضاق صدرك من أفعال زوجك, حيث يقول تعالي: وكفي بربك هاديا ونصيرا.. وإنني علي يقين من انك إذا اعملت عقلك سوف يرجع زوجك حتما إلي رشده, وسيعرف أن إمتناعه عن إعادة حق شريكه, هو أكل ماله بالباطل, وما كان لمثله مع ما يتمتع به من خلق طيب, وحسن عشرة أن يفعل ذلك.. نعم ياسيدتيS فأنت لم تنكري عليه الصفات الايجابية باستثناء ما حصرتيه في رسالتك, من أمور يمكن تداركها بالمتابعة والحوار الالحاحي, وليس بالمشاجرات والصوت العالي. ان مسألة الانفصال فلا تفكري فيها الآن, وأعط لنفسك فرصة جديدة لإصلاح ما يعلق في نفسيكما من شوائب الخلافات, بعيدا عن الأبناء, وعليك أن تتخيري الوقت المناسب لبدء المراجعة وإصلاح ما فسد من علاقتكما.. وسوف تصفو نفسك, ويعود إليك زوجك, وتصبح رابطتكما أقوي مما كانت عليه, قريبا بإذن الله. |
| | | قطرة ندي عضو نشيط
عدد الرسائل : 214 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6435 ترشيحات : 0 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 26/4/2013, 16:10 | |
| الصدمات القاتلة! ليتك تتعلم الدرس البليغ بأن من لا يحسب خطواته ويعمل لها ألف حساب يكون مصيره الندم, وأن من لديه القدرة علي مواجهة الفشل هو الذي يقهر الصعاب, ويحقق المكاسب ثم يجني الثمار في نهاية المطاف أكتب إليك لعلك تلهمني الاجابة علي السؤال الذي يشغل بالي ويجعلني في حيرة من أمري, وهو: ماذا يفعل الإنسان حين يتملكه اليأس من الحياة, ويخيل اليه أن الانتحار هو الحل الوحيد للخلاص مما هو فيه؟ فانا رجل في السادسة والخمسين من عمري نشأت في أسرة متوسطة لأب يعمل في وظيفة حكومية وأم حافظة للقرآن الكريم كاملا علي يد والدها الذي كان أحد مشايخ الإسكندرية, وأخ يصغرني بعام ونصف العام, واجتهدت في دراستي حتي حصلت علي بكالوريوس التجارة واديت الخدمة العسكرية, ثم عملت بأحد البنوك الاستثمارية أما أخي فقد درس الإعلام. وقسمت وقتي بين العمل في البنك صباحا, والاشتغال بالتجارة مساء, حيث كنت أذهب إلي مدينة بورسعيد كل يوم جمعة لكي أشتري منها بعض الأشياء البسيطة لبيعها طوال الأسبوع لزملائي.. وشيئا فشيئا توسعت تجارتي بفضل الله ودعاء والدتي الذي لم ينقطع وتمكنت خلال فترة وجيزة من تحسين أوضاع أسرتنا المادية, وقد مرضت أمي ولازمت الفراش. فلم أتركها, وسهرت علي خدمتها إلي أن لاقت ربها بعد عشر سنوات من المعاناة مع المرض, وقد تزوجت ورزقني الله بثلاثة أولاد ذكور أنهوا جميعا دراستهم الجامعية بنجاح. وفي بداية التسعينيات أصبحت من أشهر مستوردي الملابس الجاهزة في الإسكندرية مع احتفاظي بوظيفتي التي ساعدتني كثيرا في مجال التجارة وقد تدرجت فيها حتي وصلت إلي درجة مدير مساعد, وعلي الجانب الآخر صرت تاجرا مشهورا! وبمرور الأيام توسعت تجارتي بشكل كبير, ولم يعد باستطاعتي الجمع, بين الوظيفة والتجارة فسارعت إلي تقديم استقالتي من البنك لكي أتفرغ لتجارتي وبعدها تلقيت أول صدمة وهي صدور قرار بمنع استيراد الملابس الجاهزة حيث ان الانتاج المحلي يكفي السوق المصرية, وليس هناك داع لاستيرادها وفشلت في تحصيل مديونية التجار الذين كنت أتعامل معهم ووصل الأمر إلي حد أن أي محل يبيع ملابس مستوردة يتعرض للملاحقة القضائية. وفي هذه الأثناء هاجر أخي الي بلد أوروبي وحصل علي جنسيته وعمل رئيسا لتحرير جريدة تصدر باللغة العربية هناك وعرض علي الذهاب إليه والعمل معه حيث انني أجيد فن الادارة والعلاقات العامة بحكم عملي في البنك فذهبت إليه وعملت معه مديرا عاما للجريدة. وساعدني في ذلك أن صاحب الجريدة ورئيس مجلس الادارة مصري الأصل هاجر الي ذلك البلد منذ زمن طويل وكان عندما يحضر إلي الاسكندرية في الاجازة كنا نلتقي سويا في البنك وكان مؤمنا بخبرتي في الإدارة وقدرتي علي قيادة فريق العمل نحو النجاح, وخلال سنوات قليلة استطعت تعويض خسارتي حيث عملت في تجارة السيارات المستعملة هناك لأني سافرت ومعي بعض الأموال البسيطة الناتجة عن بيع سيارتي في مصر واستبدال شقتي الكبيرة وشراء اخري صغيرة بدلا منها لكي استطيع أن أرسل مصروف أولادي, واتفقت مع زوجتي علي أن أجاهد في الحصول علي جنسية هذا البلد ثم تأتي لي مع الأولاد لكي نعيش معا وعرفت أن أسهل طريقة للحصول علي الجنسية هناك هي الزواج لكن قانون الدولة عندهم يمنع الجمع بين زوجتين حتي لو كانت الأخري في البلد الأصلي ولذلك اتفقت مع زوجتي أن ترفع دعوي طلاق في المحكمة بمصر لكي تحصل علي حكم بالطلاق للضرر لأني سافرت ولا تعلم عني شيئا, كما أنني لا اصرف علي أولادي, وذلك حسب تعليمات المحامي الخاص بي في بلد المهجر, وبالفعل حصلت زوجتي علي حكم بالطلاق في مصر واتفقنا علي انني بعد زواجي من الأجنبية والحصول علي الجنسية أطلقها ثم أعود الي مصر وأعقد القران علي زوجتي من جديد وأرجع بها وبالأولاد مرة أخري إلي البلد الأوروبي.. وقدرنا الوقت الذي ستستغرقه هذه المسألة بنحو سنتين أو أكثر. وبدت زوجتي وأم أولادي موافقة تماما علي ما عرضته عليها. وبعد حصولي علي حكم الطلاق من مصر تعرفت علي احدي السيدات وفقا لخطتنا وتزوجتها وظلت علي ديانتها. ومرت ستة أشهر ثم فوجئت بأم أولادي تتزوج من آخر في شقتي, فكتمت احزاني, واستمررت في الصرف علي اولادي فكنت أرسل اليهم مايطلبونه من أموال.. وبعد نحو ثلاث سنوات. قررت السفر الي دبي للاستثمار فيها وكلي أمل في أن أنجح في ضم أولادي ليعيشوا معي في البلد العربي, فالحقيقة أنني في داخلي كنت رافضا معيشتهم معي في أوروبا التي لايوجد فيها أي مظاهر للاسلام وبالذات من ناحية الإلتزام الديني وكنت أخاف عليهم من السلوكيات في ذلك البلد بعكس الأوضاع في البلاد الاسلامية. واستثمرت أموالي في دبي واعطاني الله سبحانه وتعالي من وسع فلقد أسست مشروعا تجاريا ضخما وركبت سيارة لم اكن أحلم بها. وسكنت في شقة فاخرة ورفض أولادي الإقامة معي إلا بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية وكانوا يحضرون لي في اجازة الصيف سنويا ولم أبخل عليهم بشئ وكانت فرحتي بهم لتفوقهم الدراسي تفوق الوصف. ومرت الأيام وحلت بنا الأزمة المالية العالمية فأخذت الأخضر واليابس حيث كنت اضارب في بورصة الأوراق المالية بدبي بجانب مشروعي التجاري الذي انخفضت مبيعاته إلي النصف بسبب هذه الأزمة وكنت ادفع نصف مليون درهم إيجارات سنوية وأحصل علي قروض من البنوك لشراء بعض الاسهم وفجأة هبطت إلي ادني مستوي وظللت عامين بعد الأزمة في انتظار أن يتحسن الوضع وبعت خمس شقق في القاهرة والاسكندرية لتسديد ديون البنوك وخفضت عدد العمال الذين استعين بهم كما بعت مشروعي بربع ثمنه ورجعت إلي مصر وكل أملي هو أن أجد عملا يساعدني علي المعيشة ولكن السن أصبحت عائقا أمامي وعشت منتهي الحسرة والألم علي وضعي الذي كان, والوضع الذي انتهيت إليه.. وأقسم لك بالله العظيم أني لم اغضب الله في شيء وكنت مقتنعا تماما أن قربي من الله وعدم معصيته هو سر نجاحي في الدنيا, فلقد حافظت علي أداء الصلوات وقراءة القرآن حتي وأنا في بلاد المهجر, وكان هذا سرا بيني وبين الخالق سبحانه وتعالي.. لكنها دائرة الحياة التي تحركت مائة وثمانين درجة فانقلبت رأسا علي عقب. لقد ذهبت إلي هيئة التأمينات الاجتماعية وعرضت علي مسئوليها حالتي حيث إنني خدمت في البنك ستة عشر عاما وكان يدفع لي رسوم التأمينات بانتظام وسألت عن إمكانية حصولي علي معاش فكان الرد بأنه حسب القانون سوف أحصل عليه عند بلوغي ستين عاما, وأن علي شراء مدة4 سنوات لاتمكن من صرف المعاش من الآن وهذه المدة تتكلف ستة آلاف جنيه وأنا والله ليس معي حتي هذا المبلغ البسيط, وأقول لك والدموع تترقرق في عيني والحزن يعتصر قلبي أنني أعيش علي معونة بعض أصدقائي القدامي والعائلات التي كنت أتصدق عليها عندما كانت حالتي ميسورة, وكنت أرسل الي بعضهم مبالغ شهرية لمواجهة اعباء الحياة, فأصبحوا هم الذين يساعدونني قدر طاقاتهم. ولك أن تتخيل من كان في وضعي وهو يعيش وحيدا, ولايجد زوجة تؤنس وحدته ولاعمل يكفيه ذل المساعدة حتي يشتري قوت يومه وانا لا استطيع ان امد يدي لأي مخلوق للحصول علي حسنة وهذه هي المأساة التي أتجرع مرارتها ليل نهار لدرجة أنني تنتابني فكرة الخلاص من الدنيا ولكني أخاف الله رب العالمين.. فبماذا تشير علي؟ ولكاتب هذه الرسالة أقول: جاءت الصدمات القاتلة التي تعرضت لها نتيجة لصنيعك الخاطيء, وسعيك الدءوب وراء جمع الأموال وتحقيق الأطماع حتي لو علي حساب القيم والمبادئ التي رباك عليها أبواك, فلقد تعجلت الثراء بكل الطرق, ولم تجد حرجا في أن تطلب من زوجتك أن ترفع عليك دعوي طلاق لكي تتاح لك فرصة الزواج من السيدة الأجنبية, وتحصل علي جنسية البلد الذي رغبت في الهجرة إليه, متصورا أنها دمية تلعب بها فتطلقها ثم تعيدها إلي عصمتك وفقا لأهوائك, ولم تلق بالا للمشاعر والأحاسيس التي لا تقدر بمال, فكان طبيعيا أن ينصرف تفكيرها إلي أن من يفعل ذلك لا يكون موضع ثقة, ولا أمان له, فتزوجت ممن تقدم إليها راغبا في أن يستكمل معها مشوار الحياة بعيدا عن أفكارك وحيلك التي تركت جرحا غائرا في قلبها لن يندمل علي مر السنين, ولم يكن واردا أن تمتثل لما أمليته عليها بالانتظار إلي حين تطليقك زوجتك الأجنبية والعودة إليها, ولا أدري كيف أنك لم تدرك الطبيعة البشرية السوية التي ترفض ما فعلته في كل الظروف والأحوال. ولأن الأمور لا تؤخذ بالمقياس المادي الذي أخذتها به, فإنك لم ترتح للبلد الذي حصلت علي جنسيته, ودفعت في سبيلها الغالي والنفيس, فأنهيت أعمالك به, ويبدو أنك أيضا انفصلت عن زوجتك الأجنبية واتجهت إلي البلد العربي, وكانت حجتك هذه المرة هي أن ينشأ الأولاد في جو مختلف عن جو البلد الأوروبي من حيث العادات والتقاليد لكنهم رفضوا ترك مصر, ثم دخلت في مضاربات بالبورصة, وتفتحت لك أبواب الرزق, ولما حلت الأزمة الاقتصادية العالمية لم تفكر في تداعياتها وواصلت مغامراتك فيها بالاستدانة من البنوك, ثم بيع ما تملكه من شقق في مصر واستمررت في نزيف التخليعن كل مابحوزتك من أموال منتظرا اللحظة التي تظفر فيها بضربة جديدة تعيد إليك ما خسرته, ولكن هيهات يا سيدي أن تكون هذه هي الوسيلة السليمة لبلوغ الغايات, فهذه المرة لم تسلم الجرة, بل أتت علي الأخضر واليابس, وضاع كل شيء.. والواضح أيضا أن شقيقك هو الآخر تخلي عنك إذ ليس معقولا أن يصل بك سوء الحال إلي ما أنت عليه, ولا يقدم لك يد المساعدة, إلا إذا كانت هناك أمور لم تتطرق إليها في رسالتك.. ألم أقل لك إن كل ما صنعته طيلة حياتك كان يصب في هدف واحد يتصل بأنانيتك حتي ولو أغضبت أهلك أو طغيت علي حقوقهم. وليتك تتعلم الدرس البليغ بأن من لا يحسب خطواته ويعمل لها ألف حساب يكون مصيره الندم, وأن من لديه القدرة علي مواجهة الفشل هو الذي يقهر الصعاب, ويحقق المكاسب ثم يجني الثمار في نهاية المطاف, فنحن نسقط لكي ننهض كما, ننام لكي نصحو أكثر قوة وحيوية ونشاطا, فابدأ مشوارك من جديد متسلحا بعبرات الماضي ومستشرفا آفاقا جديدة للمستقبل, فالمشكلة ليست أن تخطيء حتي لو كان خطأ فادحا كالأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها, وليست الميزة أن تعترف بهذه الأخطاء وتتقبل النصائح بشأنها من الآخرين, ولكن عليك أن تتجه إلي العمل الجبار الذي ينتظرك الآن لمواصلة السعي في الحياة, وعدم العودة إلي الأخطاء, وأن تعي أن من يقفز السلم قفزة واحدة قد يدفع حياته ثمنا لهذه القفزة, وأنه لو صعد درجات السلم درجة درجة فسوف يصل إلي القمة ويتربع عليها. فغير حياتك فورا, ولا تنتظر إلي الغد, صحيح أن التغيير صعب خصوصا لمن عاش ظروفك, وعمل بتفكيرك.. لكنه ضروري من أجل أن تتجاوز المحن التي أوقعت نفسك فيها, فأنت في سن قادر فيها علي العطاء, ولديك من الخبرات ما يكفي لأن تمتهن عملا جديدا وما أكثر الشركات الخاصة التي ينقصها أصحاب الخبرة.. فقط عليك أن تكون قوي العزيمة صابرا علي ما ابتليت به حتي وإن كانت أفعالك وأفكارك هي التي أوصلتك إلي ما أنت فيه.. لقد سأل رجل مهموم حكيما فقال: أيها الحكيم أتيتك وما لي حيلة للخلاص مما أنا فيه من الهم, فرد عليه الحكيم: سأسألك سؤالين أريد إجابتهما, فقال الرجل: اسأل, قال الحكيم: أجئت إلي هذه الدنيا ومعك مشكلاتك, فأجابه الرجل: لا.. فألقي الحكيم عليه سؤاله الثاني: وهل تتركها وتأخذ معك هذه المشكلات؟ فأجابه: لا.. فقال الحكيم: أمر لم تأت به, ولن يذهب معك من الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم, فكن صبورا علي أمر الدنيا, وليكن نظرك إلي السماء أطول من نظرك إلي الأرض, يكن لك ما أردت. إن السعادة يا سيدي لا تتحقق في غياب المشكلات والصعاب, ولكنها تتحقق في التغلب عليها, فانفض عنك غبار الأحزان وابدأ صفحة جديدة كلها أمل وجد وعزيمة وإصرار, وتواصل مع أبنائك وشقيقك, وستصفو سماؤك وتتبدل أحوالك, فلا يأس مع الحياة. |
| | | كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488 بلد الإقامة : المدينة الفاضلة العمل : الحالة : نقاط : 17058 ترشيحات : 47 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/5/2013, 13:32 | |
| المفتاح المكسور! تحضرني كلمة بليغة للقائد الفرنسي نابليون بونابرت. فلقد سئل: كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟, فأجاب: كنت أرد بثلاث علي ثلاث.. من قال: لا أستطيع, قلت له: حاول.. ومن قال: لا أعرف, قلت له: تعلم.. ومن قال: مستحيل.. قلت له: جرب.. وبنفس فلسفة نابليون أقول لك: أنت قادرة بكل ما تملكينه من خبرة علي احتواء زوجك بالكلمة الحلوة, والكف عن تأنيبه. وسؤاله الدائم عن بعض المسائل الدينية باعتباره إماما وخطيبا, ودعوته إلي الصلاة معك في جماعة, والالحاح عليه بتناول الطعام معكم. بعد تردد دام شهورا, أمسك بالقلم وأكتب إليك تجربتي في الحياة, وما وصلت إليه أحوالي مع شريك حياتي حتي أصبحت عاجزة تماما عن اتخاذ القرار المصيري الذي سأواصل بناء عليه مشواري فيما تبقي لي من عمر. فأنا سيدة في سن الثانية والخمسين. وأعمل بوظيفة مرموقة, ومتزوجة من رجل في الرابعة والستين من عمره, وهو حاليا علي المعاش, وكان قد حصل علي ليسانس دار العلوم, ثم ليسانس أصول الدين, كما تخرج في معهد إعداد الدعاة, وقد تفرغ للعمل في مجال الدعوة, كخطيب في أحد مساجد الأوقاف.. وخلال مشوار زواجنا أنجبنا بنتين وولدين وجرت في النهر مياه كثيرة وتقلبات لا حصر لها علي مدي سنوات ارتباطنا التي تعدت ثلاثين عاما. وتبدأ حكايتي معه عندما تقدم لي عقب تخرجي من الجامعة, ولم أكن قد التقيت به من قبل, وكل ما عرفته وقتها أنه زميل أخي, وله شقيقة واحدة, وأن أباه فلاح وأمه ربة منزل, وأن أسرتينا متقاربتان, حيث إن والدي فلاح أيضا, وأمي لا تعمل, وأنا البنت الوحيدة لهما إلي جانب سبعة أشقاء ذكور, ولك أن تتخيل كيف يكون وضع مثل هذه الأسرة, فلقد كان أبي مثقلا بالمسئولية, وكل همه أن يدبر نفقات العدد الكبير من الأبناء, وتوفير متطلباتهم من مأكل وملبس وتعليم وخلافه, في ظل هذه الأجواء الأسرية والمعيشية تقدم لي هذا الشاب, وكان وقتها قد ترك عمله في مصر, وسافر الي الخارج بلا عقد عمل, واتجه إلي العمل الحر, وكان شرطه الأساسي هو عقد القران علي الفور, ودون فترة خطبة, فتردد أبي ثم وافق تحت ضغط عدد من معارفه وأصدقائه. وتأكيدهم له أن معدن هذا الشاب طيب, ومن أسرة كريمة, ولم يمض وقت طويل حتي وجدته فظا غليظ القلب, حاد الطباع, متمسكا برأيه سواء كان صوابا أو خطأ, جريئا في التعامل معي بحجة أننا معقود قراننا, وصبرت عليه أملا في تغييره, وسايرته دون أن أنزلق إلي أي أخطاء, وقلت له إن حقه الشرعي الذي يتحدث عنه يكون في بيته بعد الزواج, ومادمت في بيت أبي فإنني في حكم المخطوبة حتي لو بعد عقد القران. وما هي إلا شهور معدودة حتي تأكدت أنه لابد من الانفصال, فطلبت الطلاق فثار ضدي ورفض بإصرار مجرد التفكير فيه. وقال: لن تتزوجي غيري, فرفعنا عليه دعوي في المحكمة, وظللنا في هذه الدوامة أربع سنوات. وصرت معلقة, لا أنا فتاة حرة, ولا أنا زوجة مثل كل الزوجات, وساعد علي هذا الوضع سفره إلي الخارج, وعناده الغريب, فلقد صرف كل دخله علي هذه القضية, ولم تكن قوانين الأحوال الشخصية وقتها تنصف المرأة كما هي الحال الآن, واشفقت علي أبي من مصاريف المحامين والمحاكم ومرور السنين بلا حل, وأبديت موافقتي علي الزفاف إليه, وأنا أتطلع إلي أن يعاملني معاملة حسنة, ومنيت نفسي بأنني قد أرتاح معه مع طول العشرة, وعند مجيئه إلي مصر في إحدي الإجازات اتصل به والدي, لحل المشكلة وقال له: جهز بيتك, ولم يأخذ منه مهرا كما جرت العادة, وتوالت زياراته لنا, ولمست السعادة علي وجهه, وهو يقول لي: إنني لن أندم يوما علي زواجي منه!. وانتقلت إلي عش الزوجية, وبعد عشرة أيام فقط طلب مني أن أترك عملي, وأسافر إليه في البلد العربي الذي يعمل به برغم أنه كان يعمل في مهنة حرة, وقد يتم استبعاده في أي لحظة بسبب ظروف حرب الخليج الأولي التي كانت مشتعلة وقتها. المهم أنني لم أعترض علي طلبه, ونفذت له ما أراد, وبدأنا حياتنا في الخارج, وحملت سريعا في ابنتي الأولي, وانتظرت أن تتغير طباعه, لكنه ظل علي حاله, ثم حدث ما توقعته, فلقد كان يعمل يوما, ويظل أياما بلا عمل, واضطررنا كثيرا إلي الاستدانة, فتراكمت علينا الديون, وافهمته أنه لا حل لنا سوي أن أرجع إلي مصر, والتحق بعملي من جديد, فوافقني بعد محاولات مضنية, وعشت مع والدته العجوز, ووجدت أن البيت الريفي الذي تزوجنا فيه قد تصدعت جدرانه, وأن أمه في حالة صحية سيئة, فاتصلت به, وأبلغته بأوضاعنا المعيشية, وطلبت منه العودة في أقرب وقت, لأنه لن يفعل شيئا في الغربة, وبعدها بأسابيع جاء ومعه مبلغ بسيط هو ثمن متعلقاته الشخصية هناك, وجاهد سنتين كاملتين للعودة الي عمله الذي إنقطع عنه. وكلل الله جهده بالنجاح, وخلال تلك الفترة تحملت مصاريف البيت كاملة. ولم نستطع هدم المنزل وإعادة بنائه وعشنا فيه علي حالته, وحثني أبي علي تحمل ظروف زوجي والحفاظ علي بيتي. فهذه هي شيمة بنات الأصول, وشحذت همتي, ودخلت في جمعيات مع زميلاتي, من أجل الحصول علي مبلغ يساعدنا علي ترميم البيت, ولم يعر عطائي له ولبيتنا أدني اهتمام, بل انه تعمد إهانتي كثيرا, وترك مسئولية كل شيء علي عاتقي, حتي إنني توليت تجهيز عفش ابنتنا بالكامل, ولم يسهم سوي ببعض الأجهزة الكهربائية بعد تدخل معارفه, وعندما ناقشته في موقفه الغريب قال: إنه يدخر ما معه للزمن, ولا أدري أي زمن هذا الذي يتحدث عنه وأي هدف يدخر المال من أجله إن لم يكن تربية الأبناء وتزويجهم وهم الذين أنجبتهم إتقاء ثوراته حيث كان يرغب في أن تكون له عزوة علي حد تعبيره, ولكنه للأسف الشديد تعامل معهم بنفس اسلوبه الفج, فالويل لكل من يخطيء وأحيانا كنت أجد الدم يسيل من أجسامهم من شدة الضرب, ومع ذلك لم تأخذه بهم رحمة ولا رأفة حتي أصبح لكل منهم مشكلة نفسية معه.. ولم يفكر في هدم البيت وبنائه, وأكتفي بترميم بعض أجزائه!. وإلي جانب مهامي في البيت والعمل توليت مسئولية أمه التي تركها لي هو وشقيقته, فلم أتوان عن خدمتها طوال ثماني سنوات ظلت خلالها طريحة الفراش وعاملتها كأنها والدتي تماما, وللأمانة فإنها اشفقت علي مما يفعله ابنها بي, ولكنها لم تكن تجرؤ علي الدفاع عني خوفا من أن ينالها بعض مايفعله بنا! ولم يفكر زوجي يوما في أن يبحث عن مورد رزق يساعدنا في المعيشة كما يفعل كل الرجال, وكان بامكانه استثمار قطعة أرض زراعية ورثها عن والده. لكنه تركها بلا متابعة, فلا هو باعها واستفاد بثمنها, ولا هو أجرها أو باشر زراعتها بنفسه مثل كل أهل الريف, وبرغم عمله خطيبا فإنه لم يدخل المسجد المكلف به منذ فترة طويلة.. أما أمهات الكتب التي يقتنيها في مكتبته فهي للعرض فقط, وعندما ظهر الدش والقنوات الفضائية اشتري ريسيفر, وترك غرفة النوم الي غرفة الصالون التي صارت مقره الدائم, يقضي فيها كل وقته, وكثيرا ماكنت أدخل عليه فأجده راكعا علي ركبتيه, يلتقط صور الجميلات علي القنوات الفضائية, ثم يحتفظ بها علي هواتفه المحمولة, وهي كثيرة ومن يتصفح محتوياتها يجد نفسه أمام استديو للجميلات فقط! ثم اتجه الي هواية جديدة, وهي أنه يستغل عروض شركات المحمول في الحديث مجانا مع النساء اللاتي يعشق الكلام معهن من داخل مصر وخارجها, وهو دائم البحث عن أرقامهن.. وبكل أسف يفعل ذلك في الوقت الذي لا يحادث فيه أبناءه, ولا يسأل عنهم, وحتي ابنته المتزوجة في إحدي المحافظات النائية لم يفكر يوما في الاتصال بها والاطمئنان عليها, ووصلت به الحال الي إدمان الإنترنت فاشتري لاب توب ضمه الي حجرته الخاصة, وأنشأ لنفسه صفحة علي الفيس بوك, ولما تابعتها وجدته يدمي أنه في سن الثانية والثلاثين, وأن أكثر من خمسة وتسعين في المائة من إضافاته من النساء والبنات. ويتحدث في مواقع إباحية بصور له في شبابه, ولا يحترم سنه, ويتكلم مع المراهقات بعبارات لا تليق, وقد فاجأني أبني وهو يبكي بانه سمع ماقاله أبوه لإحداهن في التليفون. وسألني: كيف سينظر الناس في قريتنا إلينا بعد أن تسربت أخباره اليهم, فكثيرون من الشباب يتعاملون مع الفيس بوك, وقد يكون بعضهم علي علم بممارساته المخزية.. وعبثا حاولت تنبيهه الي أن أفعاله تغضب الله. وهو الشيخ الذي يدعو الي الفضيلة, فرد علي بأنه عايز يدخل النار, و أن مخه يوزن بلد. وهكذا تدهورت أحواله تماما, وأصبح يتعامل معنا بسوء نية, وأغلق دولابه الخاص واحتفظ بمفاتيحه في جيبه, وصرت عاجزة عن التعامل معه.. وهو الآن يخيرني بين أن أترك البيت وأخذ حقي منه بالمحكمة, أو أن يظل الوضع علي ماهو عليه لأنه لن يتغير. إنه أعادني لأكثر من ثلاثين عاما مضت عندما أردت الانفصال قبل الزفاف, ولكني لم أحصل عليه واضطررت إلي إتمام الزفاف علي نحو ماذكرت.. إنني الآن في موقف صعب وضاق صدري بما أنا فيه, فماذا أفعل ؟. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ما بني علي خطأ فهو خطأ, وقد كان عقد قرانك دون فترة خطبة خطأ كبيرا وقع فيه والدك, ولا يعفيه من المسئولية إلحاح بعض الأصدقاء والمعارف عليه, فالمجاملة في الزواج مرفوضة لأنها تجعله هشا من الممكن أن تعصف به أي رياح تهب علي الحياة الزوجية, والتي لا يخلو منها بيت, وقد تكشفت لكم هذه الحقيقة الغائبة بعد فترة قصيرة من عقد القران, ولذلك تركك معلقة, لاأنت فتاة حرة تستطيعين فسخ خطبتك له, ولا أنت متزوجة, فيكون لك شأن آخر معه, وقد دخلتما في معركة عبر المحاكم استمرت أربع سنوات كانت كفيلة بصنع جبال من القطيعة بينكما, ولم تجدي حلا في النهاية سوي اتمام الزفاف, فأي زيجة هذه التي تصورت أنها سوف تنجح وهي قائمة بالاكراه منذ البداية. ولقد كان بإمكان والدك أن يوسط الأصدقاء أنفسهم الذين ضغطوا عليه لعقد القران للتدخل لإنهاء هذه الزيجة قبل الزفاف, فزوجك علي النحو الذي ذكرتيه شخصية عنيدة, ولا يفكر إلا في نفسه, ولا يلقي بالا إلا لمصالحه الذاتية, وأنانيته الشديدة, ويتجاهل دائما وجهة نظرك, ولا يحترم الآخرين حتي ولو كانوا أقرب الناس إليه. وعلي أي حال فإنك تمكنت بخبرة السنين ومعرفتك بأغواره وتركيبته النفسية, من قطع هذا المشوار الطويل معه, وصمدت أمام الأنواء التي هزت بيتكم وربيت أبناءك إلي أن كبروا وتزوجوا, وكونوا أسرا صغيرة, وليس من كان هذا صنيعها أن تنهار أمام تصرفات المراهقة المتأخرة التي انتابت زوجها وهو في هذه السن الكبيرة, لمجرد أنه يريد اثبات احتفاظه بشبابه وأنه مازال مرغوبا فيه, فهذه الحالة التي يعيشها مؤقتة, وسرعان ما سيعود إلي رشده, ولا أدري كيف لمثله أن يفكر بهذه الطريقة, وهو رجل دين وإمام وخطيب من المفروض أن يترفع عن هذه الحماقات التي تحط من قدره بين أبنائه, قبل أن تسيء إليه أمام الآخرين الذين سوف يعلمون بها إن عاجلا أو آجلا مهما تخفي تحت أسماء وهمية, ثم كيف لا يؤدي المهمة المكلف بها في المسجد, ولا يحاسبه أحد, بل وكيف يستحق مكافأته التي يتقاضاها عن هذا العمل, وهو لم يدخل المسجد طوال هذه المدة؟ ومن هو الذي يؤدي عنه عمله؟. انه مطالب بأن يعيد حساباته مع نفسه في عمله وأسرته, ويتوب إلي الله عسي أن يغفر له خطاياه قبل أن يلقاه محملا بها, ولن تنفعه حينئذ الحسناوات اللاتي يهرول اليهن ولا القنوات الاباحية التي إنشغل بها عن المهمة الجليلة التي كرمه الله بها!. لقد مررت يا سيدتي بمحطات كثيرة من المعاناة, والفشل واليأس, واقتربت من الوصول إلي حديقة النجاح بما صنعتيه مع أبنائك وحماتك وأيضا مع زوجك, فلا تهدمي بيتك بطلب الانفصال, ولا بالمواجهة المباشرة معه, وتمسكي بإرادتك القوية, واعلمي انك بحفاظك علي اتزانك في المواقف العصيبة, وتجنب التوتر في علاقتك به, سوف تجتازين هذه الأزمة التي أراها أهون بكثير من كل الأزمات السابقة. وتحضرني كلمة بليغة للقائد الفرنسي نابليون بونابرت. فلقد سئل: كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟, فأجاب: كنت أرد بثلاث علي ثلاث.. من قال: لا أستطيع, قلت له: حاول.. ومن قال: لا أعرف, قلت له: تعلم.. ومن قال: مستحيل.. قلت له: جرب.. وبنفس فلسفة نابليون أقول لك: أنت قادرة بكل ما تملكينه من خبرة علي احتواء زوجك بالكلمة الحلوة, والكف عن تأنيبه. وسؤاله الدائم عن بعض المسائل الدينية باعتباره إماما وخطيبا, ودعوته إلي الصلاة معك في جماعة, والالحاح عليه بتناول الطعام معكم, فقطرة الماء تثقب الحجر ليس بالعنف, وإنما بتواصل السقوط, فواصلي حوارك الهاديء معه بأنك تحتاجين إليه, ولا تنتظري تغيرا مفاجئا أو تحولا تاما وسريعا عما هو فيه, فهو بعد استمراره علي نهجه كل هذا العمر, صار كالمفتاح المكسور, لا فائدة ترجي منه, فاستمري بنفس الفلسفة التي تعاملت بها معه طوال ثلاثين سنة. ويبقي في النهاية أن أذكره بأن الإنسان كلما تقدم به العمر, يحس بقرب النهاية, وليته ينتبه إلي هذه النقطة التي لا يفكر فيها الكثيرون, فلا يراه الله حيث نهاه, وليرجع إليه حتي تطمئن نفسه, ويلقاه عز وجل خاليا من المعاصي والذنوب, والله المستعان, وهو علي كل شيء قدير. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|