الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 32 ... 60, 61, 62 ... 74 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
جـــ جو ـــو
عضو جديد
عضو جديد
جـــ جو ـــو

انثى
عدد الرسائل : 22
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : فيوم
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 510
نقاط : 6001
ترشيحات : 0

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime15/2/2013, 01:24

بعد أذنكم الموضوع انا متبعاه علي الجريده من سنين وتفجئت به هنا وياريت تقبلو مشاركتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime22/2/2013, 14:10

صراخ من الأعماق‏!

جهشت بالبكاء وأنا أقرأ رسالة نظرة الوداع للسيدة التي رحلت أختها عن الحياة بعد قصة حب جميلة أخلصت فيها لفتاها‏,‏ لكنه غدر بها‏,‏ وطلقها ولم تكن قد مضت أشهر معدودة علي عقد قرانهما‏,‏ وقبل إتمام الزفاف‏,‏

وتزوجت من آخر رأي أهلها أنه مناسب لها, فلم تتحمل الحياة معه, وتكاثرت عليها الأمراض, ورحلت عن الحياة, وفي قلبها ألم شديد مما فعله بها بلا ذنب, ولا جريرة.. وأعادت هذه الرسالة الحزينة إلي ذاكرتي تجربتي التي مازلت اعاني بسببها أزمة نفسية وتأنيب ضمير يلاحقني في كل وقت وحين.
فأنا شاب تخطيت سن الثامنة والعشرين بقليل, وأبدو في نظر من حولي شخصية طيبة وهادئة يغلب عليها الطابع الديني, وتعرفت منذ ثلاث سنوات عن طريق الانترنت علي فتاة تصغرني بست سنوات من مدينة ساحلية, ولمست فيها براءة شديدة, فبدت أمامي كطفلة, بينما وجدتني أتصرف وكأني في منتصف الثلاثينيات.. ولم أخف اعجابي بها, ورغبتي في الارتباط بها, وحدثتها عن أوضاع أسرتي, وظروفنا المادية, وانني مدين بمبلغ لأحد المعارف, ولن استطيع أن اتقدم لأسرتها لطلب يدها قبل أن أسدد ديوني, وطلبت منها أن تفكر جيدا فيما قلته, فتقبلت كلامي.. بل وأكدت لي استعدادها للتنازل عن الكثير من الطلبات التي تصر عليها البنات عادة, حيث تعتبرها كماليات من الممكن التخلي عنها مؤقتا إلي أن تتحسن الأحوال, فارتحت لكلامها, وأحسست بطمأنينة لم أشعر بها من قبل, وكنا وقتها في شهر رمضان الكريم, واقترحت عليها أن نتسابق في حفظ القرآن الكريم, وأتممنا حفظ جزءين كاملين.. كل هذا, ولم أكن قد قابلتها بعد.. وفي المحادثة التالية أبلغتني أن أباها علم بعلاقتنا, وأنها تحكي له تفاصيل ما يدور بيننا, فصنعت صنيعها, وأبلغت أهلي بأمرنا, فأبدوا امتعاضهم, وهنا فضلت ألا استرسل في الحديث عن مزيد من التفاصيل, وأن أدع الأيام والأحداث تفرض نفسها, فيقتنع أبواي بأنها الأنسب لي, فأمي مريضة, وإذا أصررت علي أمر لا تريده قد يحدث لها ما لا يحمد عقباه.
وبعد نحو أربعة أشهر قالت لي إن أباها يريد لقائي للتعرف علي, فرددت عليها قائلا: وكيف أقابله, وأنا لم أستطع بعد تأثيث عش الزوجية, وماذا سأقول له عندما يسألني عن خطواتي المستقبلية, فالوقت غير مناسب لمثل هذا اللقاء الذي سوف يزيد الضغط علي علاوة علي الضغوط الكثيرة من جانب أهلي, ونقلت هي ما قلته لها إلي أبيها الذي وصفني بأنني غير جاد, ولم تمض أيام حتي اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أعقبها تعثر العديد من الشركات, ومنها الشركة التي أعمل بها, فشرحت لها ما طرأ علي حياتي من تغيير, فحتي راتبي تراجع كثيرا, وبالتالي فإن فترة السنة التي وعدتها بأن اسدد ديوني خلالها قد تطول بعض الشيء...
وطلبت منها أن نلتقي وجها لوجه, فوافقت, وكانت أول مرة أراها فيها.. وازددت تمسكا بها. وأكدت لها أننا لن نتقابل مرة أخري إلا في إطار رسمي, وأنني لا أقبل أن نضع نفسينا في موقف حرج إذا رأنا أحد من معارفي أو معارفها معا, فدمعت عيناها, وهي تقول إنها لن تكون لأحد غيري.
ومع تقاربنا الكبير تسلل الشيطان إلينا, وأصبحنا نتكلم في أمور لا يتحدث بها غير المتزوجين, ولمت نفسي لما فعلته, وسيطر علي الإحساس بالذنب, وبأنني لست أمينا عليها لخيانتي ثقتها بي ومعصيتي ربي, ولا أعلم ما الذي أوصلني إلي هذه الدرجة من التصرفات الطائشة, وأين ذهب عقلي الذي يحسدني عليه الكثيرون؟.. لقد دعوت الله أن ينتشلني من براثن هذا الطريق الذي يغضبه, وأن نعود كما كنا في علاقة نقية خالية من مثل هذه الأحاديث التي لا مصير لها سوي الهلاك.
وطلبت منها أن نقلل كلامنا خلال الفترة المقبلة لكنها فسرت طلبي بأنه اعلان مني عن عدم رغبتي في إكمال ارتباطنا, وساعدها علي ذلك وجهة نظر أبيها عن عدم جديتي, واهتزت ثقتها بي بعد أن اكتشفت أنني أبحث عن شيء أخفي به وجهي القبيح, وأنهت علاقتها بي, ولم تفلح محاولاتي الكثيرة لإقناعها بموقفي.
وفي تلك الأثناء ظهرت نتيجتها في الكلية التي تدرس بها, وعرفت أنها حصلت علي درجات متدنية لأول مرة, وهي المتفوقة دائما... ومرت خمسة أشهر أخري راقبتها خلالها دون أن تدري, فإذا بها تستعيد تفوقها الدراسي.
وفي ذكري مرور عام علي معرفتي بها بعثت إليها برسالة طويلة شرحت لها فيها كل شيء ورجوتها أن تنتظرني شهورا قليلة, وسوف أفي بعهدي معها, فردت علي برسالة قالت فيها: إنني متأكدة من أنك لم ولن تخيب ثقتي بك.. انتظرك سيدا لي ونصفي الآخر ثم مرت خمسة أشهر أخري تحدثنا خلالها مرة واحدة, وكان أسلوبها معي شديد القسوة, ثم وقع حادث في مدينتها اهتز له المجتمع كله, فاسرعت إلي الاطمئنان عليها, فإذا بها ترد بجفاء, وكأن قلبها قد مات, ولم يعد لي مكان فيه, وبصعوبة بالغة عرفت أنها كانت في طريقها للارتباط الرسمي بزميل شقيقها, لكن حبها لي وقف حائلا أمامها لإتمام هذا الارتباط, وأنها تعاني الأمرين مع أسرتها, فسارعت إلي والدي, وأبلغتهما بأنني سوف أتقدم لفتاتي التي حدثتهما عنها, فرفضا من جديد لبعد المسافة بين مدينتي ومدينتها, ولأنني تعرفت عليها عن طريق الانترنت, وعبثا حاولت تقريب وجهات النظر بين الأسرتين لكني فشلت, وأبلغت فتاتي بأنني لن أستطيع الزواج بدون موافقة أسرتي, كما أن والدها أيضا مصر علي موافقة أهلي... ووجدتني أقول لها, أنت تستحقين من هو أفضل مني.. تستحقين.. من يتمسك بك ويشتريك حتي لو كان الثمن مخالفة أهله.. فردت علي: أنت ستتحمل وزري مرتين: الأولي أنك جعلتني أحبك, ووعدتني, ولم تف بوعدك... والثانية: أنني سأعيش مع من سأتزوجه بجسدي, لكن عقلي وروحي سيكون مع من وثقت به فخذلني, وافترقنا للمرة الثانية ثم كان عقاب ربي لي بحادث نتجت عنه مضاعفات صحية كبيرة, ووجدتها تتصل بي للاطمئنان علي وبعدها بأسبوع تمت خطبتها وعقد قرانها علي شاب تقدم لها, فكدت أصاب بالجنون, فلقد انتهي كل شيء.
وعندما قرأت رسالة نظرة الوداع انتابني احساس مازال يسيطر علي بأن الله غاضب علي لعدم وفائي بوعدي لها, ويوقظني ضميري من عز النوم علي الآلام التي سببتها لها.
إنني أحيا الآن كالميت, فلم يعد للدنيا طعم, ولا أبغي شيئا سوي أن تسامحني علي ما اقترفته في حقها, وأن يسامحني الله علي موقفي المتخاذل منها, وإنني أصرخ من أعماقي بأنني أخطأت, ولتكن في قصتي عبرة لمن يعتبر.
<< ولكاتب هذه الرسالة أقول:
لقد ظللت طوال الفترة التي ارتبطت فيها بفتاتك تناقش معها الحب, ولم تتخذ خطوة واحدة تؤكد هذا الحب المزعوم ناسيا أن من يناقشه طويلا يفقده علي حد تعبير جوزيف أريون.. والحقيقة التي حاولت إخفاءها هي انك لم تكن مخلصا لها, وتذرعت بأسباب واهية لكي لا تزور أهلها.. وليتك توقفت عند هذا الحد, فعندما ابتعدت عنك بعثت إليها برسالة نكأت جراحها من جديد, ورحت تمارس معها أساليب لا تليق بمن يصف نفسه بالمتدين حافظ القرآن, والمواظب علي الصلاة. وكان طبيعيا علي هذا النحو أن تفشل علاقتك بها وأن تفقد من وثقت فيك, واطمأننت بأنها سوف تحسن عشرتك لأنها تعرف ربها الذي أنعم عليها بفيض من السكينة, ونهر من الأمان والطمأنينة.
لقد ضحت كثيرا في سبيل ارضائك, ودافعت عنك بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة أمام والدها الذي كان بعيد النظر عندما أدرك أنك غير جاد في عرضك الزواج منها بشروط غريبة وغير مقبولة. لكنك لم تكن علي مستوي ثقتها, فكنت تتعامل معها بوجه مغاير لحقيقة ما يدور بخلدك.. وتظهر كلماتك ما حاولت اخفاءه من أنانيتك, وبأنك لم تكن تنوي الارتباط بها حتي إبلاغك أسرتك بما تفكر فيه.
ولو كنت تحبها حقا لسارعت إلي والدها وأقنعته بسلامة موقفك, ولحددت معه الخطوات المستقبلية لبناء حياتكما معا حتي ولو لم تكن جاهزا, لكنك تحايلت علي عدم لقائه لكي لا ترتبط معه بعهد. ولتكون طليقا فتبعدها وتقربها كما تشاء.
إن فتاة بهذا القدر من العقلانية والاخلاص في الحب جديرة بأن ترتبط بمن يقدرها ويحفظ لها مكانتها ويبني معها طريق المستقبل, ولم تكن أنت الشخص المناسب لها لأن الحب في حالتك من جانبها وحدها دون أن يقابله أي عطاء من جانبك حتي لو أبديت غير ذلك.
ولو نظرت إلي علاقتك بها بالمنظار الذي نظر به والدها إليها لأدركت أنك أخطأت في حقها, وكان عليك أن تتخيل أختك مكانها.. وكيف سيكون موقفك الرافض لزواجها ممن هو علي شاكلتك, فآفة البعض أنهم يريدون أن يقنعوا أنفسهم بما هم سائرون فيه سواء كان حقا أو باطلا.. المهم أن يحققوا مآربهم وأهدافهم وأن يستحلوا ما يحرمونه علي الآخرين.. ومن كان هذا منهجهم في الحياة فلا يرجي لهم شفاء ولا تنجح لهم علاقة.
وأرجو أن تتعلم الدرس, وأن تكون صريحا وواضحا حتي تكسب رضا الله وثقة من تنوي الارتباط بها, وهو درس أيضا للبنات بألا ينخدعن بالكلام المعسول, ولا يتمادين في علاقة غير واضحة المعالم, وعلي كل الآباء والأمهات توعية بناتهن من الوقوع في براثن من يتلاعب بمشاعرهن دون أن يكون في قلبه ذرة من الحب, فمن يحب لا يصل أبدا إلي هذه الدرجة من الأنانية واللعب بالعواطف, فاستغفر ربك وتب إليه, ولا حول ولا قوة إلا به عز وجل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime22/2/2013, 14:22

حكايتي مع الزمن

أنا مهندس كنت حتي وقت قريب أعمل في إحدي دول أوروبا‏,‏ وتمتد جذوري إلي قرية بإحدي مدن الأقاليم‏,‏ وقد نشأت وتربيت بها طوال عمري‏,‏ ومازال والداي يقيمان فيها حتي اليوم‏.‏

ونشأت في أسرة بسيطة لأب موظف حكومي بلا طموح ولا أحلام, صنع من أشقائي كيانات محدودة الأماني, فكل آماله هي ان نصبح انا واشقائي موظفين مثله وتكون حياتنا مقتصرة علي البيت والعمل فقط, وكان يعتبر امتلاكنا سيارة مثلا حلما لا يجوز لنا ان نحلم به, وعلي هذا الدرب سارت حياتنا التي تمردت عليها, فكانت لي احلامي وطموحاتي التي لا سقف لها فأنا متفوق دراسيا واعشق الهندسة ولا اجد نفسي في وظيفة ادارية, كما ان احلامي لحياتي تفوق تلك التي ربانا عليها والدي, فانهيت دراستي الثانوية بتفوق, وكانت هذه هي أولي الخطوات في مشوار القطيعة بيني وبين والدي, حيث كانت ليلة اختيار رغبات التنسيق ليلة عصيبة, فهي المرة الأولي التي أواجه فيها ابي وأعصي اوامره, فقد كان مصمما علي أن تكون رغبتي الأولي كلية بعينها, لكن احلامي سرت في اتجاه آخر, ورأيت ان اختيار المجال الذي سأبني عليه مستقبلي لا يعتبر من عقوق الوالدين واخترت كلية الهندسة والتحقت بها برغم غضب ابي, وطوال سنوات دراستي الطويلة وازدياد المصاريف الدراسية وارهاق الاستذكار كان ابي يفتح هذا الموضوع باستمرار ويذكرني بأنني خالفت رأيه وعندما انهيت دراستي عاود نغمته القديمة في تعييني بوظيفة حكومية حتي أكون إلي جواره وإلي جوار الأرض, ولكن دعوته لم تلق قبولا مني خصوصا أنني كنت من المتفوقين وكانت احلامي ايضا بعيدة عن عرض والدي, وقررت الالتحاق بإحدي الشركات الكبيرة في القاهرة, وهنا اشتد غضبه واتهمني بأنني عاق له, فحاولت جاهدا ان اوضح له أكثر من مرة ان ما اقوم به هو في مصلحته ومصلحتي, فبفضل الله اولا ثم عملي ستصبح لدينا سيارة وسنجدد منزلنا وسوف تتسع مساحة أرضنا الزراعية ولكنه رفض الاستماع او الاقتناع, ولكي ارضيه ظللت لمدة عامين اذهب من قريتنا إلي القاهرة يوميا, وقبل ان اشتري لنفسي أي شيء اغدقت أموالي علي أسرتي فاشتريت لأمي ذهبا واشتريت لأبي عدة أفدنة من الأرض الزراعية بعد أن رفض أن يأخذ مني مليما واحدا لانني خالفت اوامره. كما ساهمت في تجهيز شقيقتي, ولكن كل هذا لم يشفع لي عنده, حتي جاءت لحظة أخري حاسمة فقد اختارني مهندس أجنبي كان يعمل في الشركة التي اعمل بها لكي انتقل إلي شركة تنفيذ مشروعات انفاق في عدة دول أوروبية ووجدت ان الفرصة لن تأتي مرة أخري, وكنت اعلم مسبقا بما سيحدث ولكنني صليت ركعتي استخارة وعزمت علي ان ابلغ والدي بقرار سفري, وما ان سمع الخبر حتي علا صوته واتهمني بأنني اتهرب من مسئولية اشقائي وانا اكبرهم, برغم ان أصغرهم في المرحلة الثانوية وليسوا في حاجة لمجهوداتي وشقيقي الذي يصغرني لبي نداء والدي ويعمل موظفا كما أراد له وكذلك اخي الثالث في ترتيب الذكور, ولم اجد في اسباب منعي من السفر التي سردها لي أبي سببا واحدا مقنعا, فحزمت حقائبي وودعت الجميع إلا هو رفض أن ينهض من فراشه فذهبت إلي حجرته, وقبلت يديه وهو نائم فأحس بي ونظر لي نظرة قاسية, ولم ينطق بكلمة واحدة.
وفي أوروبا مكثت عدة أشهر وتعددت بعدها أسفاري, وكنت أزور مصر مرة كل عام وادخل بيتنا محملا بالهدايا ولكن موقف أبي لم يتغير, بل وانقلب شقيقي الذي ارسلت له أموال زواجه من شقائي وغربتي في الخارج ضدي, وكذلك شقيقتي التي تزوجت ومنعتني ظروف عملي من حضور زواجها, ولكني التمست لهم العذر فقد أقنعهم أبي بأنني عاق وانني خالفت اوامره وعصيته, ولكنني كنت أهون علي نفسي الأمر بأن اليوم الذي سأستقر فيه في مصر سيكون نهاية هذا الصدع بيني وبين أبي.
ومنذ أسابيع رأيت أن الوقت قد حان لكي أعود إلي مصر واستقر فيها إلي الأبد.. وكانت المفاجأة ان والدي أمر أشقائي بعدم تقبل هداياي, ووجدتني في غرفتي منبوذا ففرضت نفسي عليه ودعوته إلي أن نبدأ صفحة جديدة وبأنني متكفل بكل شيء, وان لدي قطعة أرض سأبنيها بيتا كبيرا يسعنا جميعا ولكنه رفض.
والآن أنا في حيرة من أمري ماذا أفعل؟.. فمستقبلي وعملي في القاهرة, والفتاة التي أود الارتباط بها وهي شقيقة زميل لي في عملي بأوروبا لن توافق علي الإقامة في القرية, وأتوجس خيفة ان يفارق أبي الحياة وهو غير راض عني, ولا أدري هل أنا عاق أم لا ثم كيف أتصرف معه؟
<<ولكاتب هذه الرسالة أقول:
غريب حقا أن يظل والدك علي موقفه طوال هذه السنوات, فقد يكون طبيعيا ان يطلب منك الإلتحاق بكلية دون أخري من باب أنها تحتاج إلي مصروفات أقل وتتناسب مع إمكانياته أو أنها أقصر طريق للحصول علي وظيفة ثابتة بالقرب من البيت وخلافه.. فإذا كان لك رأي آخر, فإنه يترك لك حرية اتخاذ القرار لكي تفعل ما تراه مناسبا لميولك ورغباتك.
فصاحب القرار يتحمل دائما تبعاته, وأنت لم تعد صغيرا, وباستطاعتك أن تفرق بين ما يمكنك تحقيقه من أمنيات, وما تعجز عنه وفقا لمعطيات حياتك وظروف أسرتك.
والأمرعلي هذا النحو ليس فيه عقوق للوالد, ولا غبار علي موقفك ما دمت تعامل والدك معاملة حسنة, ولم ترتكب إثما ولا معصية.. وليته يدرك هذا بعد كل النجاحات التي حققتها في حياتك من تخرجك في كلية الهندسة والتحاقك بشركة كبري ثم سفرك إلي الخارج وعودتك إلي مصر.. فما أنجزته يجب أن يكون مصدر فخر له وإعتزاز بابنه الذي نحت الصخر وحفر مكانا لنفسه وسط الكبار دون واسطة ولا محسوبية, وإنما بعرق جبينه, ودأبه وإصراره علي النجاح.
وأقول لوالدك: إذا كان ابنك قد أخطأ في خروجه علي طاعتك في أمر كهذا, فإن ما وصل إليه يجعلك تصفح عنه, وأن تقبل مبادرته لإعادة المياه إلي مجاريها ومد جسور التواصل من جديد.. فهو ابنك وسندك في الحياة وجاءك راغبا في ارضائك ومعتذرا عن أي أخطاء ارتكبها من قبل.. ثم لماذا لا تناقش عرضه بالانتقال إلي الإقامة في القاهرة معه, أو أن تظل الأسرة في مكانها ومسقط رأسها علي أن يرتب اليكم زيارة أسبوعية مثلا.. والتواصل معا في كل وقت وحين.. فما اكثر من انتهجوا هذا النهج, وحققوا ما لم يحققه من ظلوا قابعين مكانهم لا يرغبون في التجربة.. والحياة كلها تجارب والناجح هو من يرسم لنفسه الأهداف ثم يضع الخطط المناسبة لتنفيذها..
اسأل الله أن يلين قلب أبيك, وأن يديم عليك نجاحاتك.. ويهديك إلي الطريق السليم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime22/2/2013, 14:24

المواصفات المكتوبة

أنا شاب بسيط وعملي‏,‏ أحب الترتيب في حياتي‏,‏ وأعمل بنظام دقيق‏,‏ وأحسب كل خطوة أخطوها‏,‏ وعندما حان وقت الزواج‏,‏ كتبت المواصفات التي أرغب فيها في ورقة ووجدت أن أكثر من تتمتع بها من دائرة معارفي صديقة لزميلتي في المدرسة التي أعمل بها‏.‏

وسرعان ما خطبتها ثم تزوجنا بعد أقل من أسبوعين, وكنت أعلم مسبقا أنه لا ملائكة في الأرض وأنه كما توجد لكل إنسان مميزات فبالتأكيد له عيوب, وانتظرت أن يظهر عيب زوجتي ليس تحفزا مني ضدها ولكن حتي أعلم منذ البداية كيف سأنظم معاملاتي معها, ووجدت أن مميزاتها عديدة وليس بها سوي عيب واحد قاتل حول حياتي إلي حالة طوارئ شبه دائمة وهو أن زوجتي فضولية لأبعد مدي ليس فقط معي ولكنها فضولية مع الآخرين فهي أكثر مهارة من وكالات الأنباء في معرفة الأخبار ونقلها بسرعة البرق, وتحب أن تمكث عند الجيران والأقارب أكثر مما تجلس في بيتها, ولكنني تصديت لها ووقعت بيننا مشكلات عديدة وأخيرا لم تعد تخرج في زيارات واتجهت إلي التكنولوجيا الحديثة من هواتف وإنترنت وغيرها. فهي تحب أن تعلم كل شيء بالتفصيل حتي تكون أم العريف كما نقول بالبلدي, وتسعي إلي معرفة كل ما يدور من حولها داخل البيوت وبين الناس وبعضهم البعض, وإذا جلست في لقاء ما تكون الأكثر تحدثا وهي تفتي في كل شيء حتي لو عن جهل, ولا تتصور أنها لا تعرف إجابة لسؤال أو استفسار.
لقد وصل بها الأمر إلي التدخل الدائم في شئون الآخرين ونقل أخبار الناس مما جعلهم ينفرون منا وبمرور الوقت أصبحت إنسانة لا تطاق والآن وبعد انصراف الكثيرين من حولها نقلت نشاطها إلي أناس جدد من أحياء أخري.. ووصل الأمر إلي حد أن فاتحني بعضهم في أمرها, وطالبني بإبعادها عن زوجاتهم.
إن دائرة المشكلات تزداد يوما بعد يوم وأشعر أن الفشل يهدد أسرتي, وقد فاتحت شقيقها الأكبر في تصرفاتها فزارها وجلس معها محاولا إثناءها عن الثرثرة والكلام الذي لا جدوي منه, لكنها لم تستجب, ومازالت تمارس هوايتها المدمرة.
إنني أريد الاستقرار, وعشت حياتي لا يعلم أحد عني شيئا, ولا علاقة لي بما لا يعنيني لكن زوجتي قلبت حياتي رأسا علي عقب وكانت صدمة العمر التي أحالت حياتي إلي نكد مستمر.. وأخشي أن تنفد كل الحلول فأطلقها, وحينئذ سأكون قد خربت بيتي وشردت أسرتي.. أرجوك قل لي ماذا أفعل؟
<< ولكاتب هذه الرسالة أقول:
قد يكون الإنسان فضوليا في معرفة الأخبار العامة وأحوال المشاهير.. أما أن يفرض نفسه علي غيره محاولا التدخل في حياته فهذا شيء غير مرغوب فيه, ولابد أن يكون له حد حتي لا يتحول إلي مرض لا يمكن الشفاء منه.
وزوجتك من النوع الثاني الذي يرتكب في حق نفسه خطأ كبيرا, بهذا السلوك غير السوي فالبيوت لها أسرارها التي ينبغي ألا يطلع عليها أحد, ولابد أن تظل حبيسة جدران المنزل, لكن زوجتك تحاول التلصص علي معارفها وتنقل أخبارهم إلي الجيران والمعارف.. ولا يعقل هذا بأي حال.
وأعتقد أنها وصلت إلي الحد المرضي وليس مجرد الثرثرة العامة.. ويتعين عليك أن تشرح لها هذا الأمر بهدوء في لحظة صفاء, فما لا ترضاه لنفسها يجب ألا ترضاه أيضا لغيرها, وعليها أن تتصور العكس بمعني لو أن سيدة من معارفها نشرت أسراركم مثلا التي تحكيها بالطبع من باب خد وهات.. واسألها ماذا ستفعل حينئذ؟.. الاجابة بالتأكيد أنها ترفض أن تفشي أسرارها لأحد.. وهنا عليك أن ترد عليها بأن الناس علي شاكلتها فهم أيضا يريدون أن يحتفظوا بأسرارهم, وينبغي عدم الإلحاح عليهم للبوح بما لا يريدون الافصاح عنه.. فإذا استجابت لك فهذا ما تسعي إليه, وإذا لم تستجب وأظنها كذلك, فعليك بالإستعانة بأسرتها لعرضها علي طبيب نفسي قبل أن تستفحل حالتها.
أسأل الله لها الهداية ولك التوفيق في كف أذاها عن الآخرين!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime22/2/2013, 14:25

اللحظة الموعودة

قد تبدو مشكلتي للكثيرين تافهة‏,‏ ولكنها بالنسبة لي ولأسرتي مصيبة كبري‏,‏ فأنا الأخ الأكبر لشقيقين توليت تربيتهما مع والدتي بعد رحيل أبي عن الحياة‏,‏ ولم تنقطع صلتي بهم بعد زواجي وانتقالي الي منزل آخر مع زوجتي‏..

وتعودت علي تحمل مسئولية البيتين بتوفيق من الله.. الي هنا والأمر عادي تماما. فما أكثر الشباب الذين يواجهون ظروفا مماثلة لما عشته وما وجدتني فيه, وقد نجحوا جميعا في الابحار بسفينة الأسرة الي بر الأمان لكن أزمتي الحقيقية في شقيقي الصغير, حيث انه مصدر عذابي الذي لا أجد له حلا, حيث يريد أن يصبح ممثلا مشهورا واهمل دراسته تماما ويقضي يومه بين مشاهدة الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والجري وراء المنتجين ومكاتب الكمبارس, فهو مقتنع بأنه ممثل بارع لامثيل له, وأن كل مايطلبه فرصة لو سنحت له فسيحقق كل أحلامه وسيصبح نجما من نجوم المجتمع, وفنانا مشهورا يتهافت عليه المنتجون وأصحاب القنوات الفضائية فيعرضون عليه تقديم البرامج مقابل ملايين الجنيهات فهو ليس أقل من فلان الذي يتقاضي مئات الألوف في الحلقة الواحدة ولا من علان الذي لا يعرف كيف ينطق جملة مفيدة!
الوقت يمر ولا أدري الي أين ستجرفه طموحاته التي هي بلا أساس, فبعد كل ما فعله لم يمثل دورا واحدا له قيمة, فلقد شاهدته في لقطة عابرة في أحد المسلسلات ربما لم تستغرق ثوان معدودة.. ويومها اذاع في المنطقة كلها أنه سيظهر في التليفزيون في أول أدواره ورحنا جميعا نترقب اللحظة الموعودة وخاب أملي فيه, ونصحته كثيرا بأن يجتهد في دراسته وبعد أن يتخرج سوف تنفتح امامه الدنيا كلها.. ووقتها يستطيع أن يحسم أمره فيختار المجال الذي يجد نفسه فيه, وما أكثر الأطباء والمهندسين الذين تركوا مجالاتهم الأصلية واتجهوا الي التمثيل, وبرعوا فيه وصاروا نجوما ملء السمع والبصر.. قلت له ذلك أكثر من مرة لكنه لايلقي بالا بكلامي, ومازال يعيش الوهم, فبالله عليك ماذا أفعل لكي أعيده الي كتبه ودراسته وانتشله من الضياع الذي يسير إليه؟
<< ولكاتب هذه الرسالة أقول:
البحث عن الشهرة لا يكون دائما هدفا في حد ذاته, وإنما لابد ان يرتبط بالنبوغ.. فإذا استطاع المرء أن يحقق النجاح والتفوق في مجاله, فسوف تتسلل إليه الأضواء وسيجد نفسه مشهورا, فالمهم هو الأساس الذي يبني عليه الشاب مستقبله.. أما الجري وراء الأوهام فلن يخلف سوي الحسرة والندم, وليت شقيقك يعلم ذلك ويدركه قبل فوات الأوان وكفاه تجاربه الفاشلة!
إن تركيزه الآن يجب أن ينصب علي الدراسة وحدها, وحينما يتخرج سوف تتفتح أمامه أبواب الشهرة والنجاح.. ووقتها لن يبحث عن الظهور في لقطة هنا أو هناك, وإنما سيجد نفسه محاصرا بالأعمال الفنية التي ستسعي إليه!
وأؤيدك تماما في أن مشاهير الفنانين تخرجوا في جامعاتهم وشغلوا وظائف مرموقة, ثم تخلوا عنها حينما واتتهم الفرصة المناسبة للتمثيل, وكشفوا عن مواهبهم الفنية, وصاروا ذائعي الصيت في كل مكان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime1/3/2013, 10:44

الحلم المستحيل‏!‏

استهل رسالتي اليك بالآية الكريمة رب اشرح لي صدري‏.‏ ويسر لي أمري‏.‏ واحلل عقدة من لساني‏.‏ يفقهوا قولي فلقد فاض بي الكيل وأشعر انني وصلت الي طريق مسدود‏.

لا أمل لي في الخروج منه.. فأنا فتاة اقترب من سن الاربعين أعيش وإخوتي في شقة علي أطراف إحدي مدن الصعيد, وقد نشأنا في قرية صغيرة نائية, ثم هجرتها أسرتي منذ سنوات بعيدة واستقرت في تلك المدينة, ويعرفنا كل من حولنا بعد أن اشتهر بيتنا بمشكلاته الغريبة, إذ لم يتزوج أحد من إخوتي ماعدا شقيقتي الكبري التي استمرت زيجتها عشر سنوات أنجبت خلالها بنتا واحدة ثم انفصلت عن زوجها بسبب خلافات مع أهله وهي حاصلة علي دبلوم المدارس الصناعية لكنها لم تلتحق بأي وظيفة لعدم وجود واسطة لها فكل شيء يتم عندنا بالمحسوبية, ونحن مقطوعون من شجرة وليس لدينا من يساعدنا.
وأخي الأكبر تعدي سن الأربعين وحاصل علي دراسات عليا في القانون, أما أخي الذي يليه فحاصل علي دبلوم فوق المتوسط من أحد المعاهد, ويعمل موظفا بإحدي المدارس, وأخي الثالث نال شهادة متوسطة ولا يستقر في أي عمل بسبب تعنت أصحاب الأعمال, أما أصغر إخوتي فحصل علي بكالوريوس التعليم الصناعي وبلغ عمره ثلاثين عاما, ولم يحصل علي أي فرصة عمل حتي الآن.
ولقد كنا نستغرب طلب بعض ذوي النفوذ أربعين أو خمسين ألف جنيه لإلحاق من يريد العمل بوظيفة معينة, فإذا بنا نجد ذلك حقيقة ماثلة أمامنا ولكن العين بصيرة واليد قصيرة كما يقولون.. وتأكدنا أن الوظائف مقصورة علي الأغنياء وأن الحديث عن التفوق والنبوغ والجد والاجتهاد لغو لا جدوي منه.. وحتي بعد ثورة25 يناير التي فرحنا بها, لم يختلف الأمر إذ لم نجن منها سوي الخوف والهلع, ووجع القلب والصداع وارتفاع الأسعار... وذهبت آمالنا فيها أدراج الرياح!
أما أنا فحاصلة علي ليسانس آداب قسم اجتماع, وأعمل في وظيفة بسيطة بالحكم المحلي وأتقاضي منها مرتبا لا يتعدي خمسمائة جنيه في الوقت الذي تحصل فيه من يصغرني بخمسة عشر عاما علي أضعاف ما أحصل عليه, وأتلفت حولي فأجد أن بنات من هن في مثل سني تزوجن وأنجبن وأنا مازلت أبحث عن ابن الحلال.. صحيح انه لايختلف اثنان علي أخلاقي وسمعتي, وملابسي المحتشمة وجمالي الهادئ لكن اختيارات الشباب تعتمد كلها علي المصلحة المادية, ونحن كما تري بسطاء في كل شيء.
لقد طرق بابي كثيرون من العرسان, ولكن ما أن يتعرف الواحد منهم علي ظروفنا الأسرية حتي يخرج بلا عودة وظللنا علي هذه الحال سنوات طويلة عانت أمي خلالها أمراضا عديدة واستهلكت مبالغ كبيرة في العلاج إلي أن تغمدها الله برحمته, وكان أخي الأصغر مرتبطا بها ارتباطا وثيقا فلما رحلت عن الحياة أصيب بصدمة عصبية ولم يعد يخرج من المنزل وفقد الأمل في كل شيء ولم يفلح شقيقاي الكبيران في الزواج هما الآخران برغم انهما خطبا أكثر من مرة حيث لم يجدا من تقدر ظروفهما, وهنا أشير إلي أن دائرة معارفنا تنقسم إلي فريقين, الأول فريق الأغنياء الذين فتح الله عليهم من نعمه, وقد فرضوا علينا حصارا, ورفضوا أن يناسبونا وقطعوا كل صلة لهم بنا حتي أن أمي عندما دخلت المستشفي لم يسأل أحد عنها, وعندما مررنا بظروف قاسية قصدناهم, فلم يقفوا إلي جانبنا, فهم لا يعرفون إلا الأغنياء مثلهم ولم يفكروا في مساعدة أحدنا في العمل أو الزواج...
والفريق الثاني هو فريق الفقراء ونحن منهم فلا حول لهم ولا قوة ومع ذلك تزوجوا جميعا, وبقينا وحدنا الاستثناء في هذه المسألة ولقد نسيت أن أقول لك إن من أسباب جفاء أقاربنا لنا هو أن عائلة أبي كرهت أمي منذ زواجهما لأنها كانت مصابة بمرض مزمن ولم تبلغه به ولم يكتشفه الا بعد ارتباطه بها, فأرادوا تطليقها منه والزواج بواحدة من بناتهم لكنه لم يرضخ لرغبتهم.. وعلي الجانب الآخر كرهت عائلة أمي أبي وأولاده لأنه فقير.
وقد اضطروا الي تزويجه ابنتهم بعد أن تركها خطيبها الأول لمرضها.. يعني الطرفان يكرهان بعضهما, ولكل طرف حجته وكانت النتيجة هي القطيعة الي صرنا ندور في فلكها.. بعد أن وجدنا أنفسنا بلا أقارب ودفعنا الثمن وكان جدي لأمي من الأثرياء لكن أشقاءها رفضوا إعطاءها حقها من الميراث وبهدلوها وحرموها من دخول بيت العائلة وقاطعوها حتي ماتت بحسرتها وقد سمعتها وهي علي فراش الموت تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل, حيث كان ميراثها كفيلا بمساعدتنا ومع ذلك لم تفكر في اللجوء الي المحاكم للحصول علي حقها لأن أخوالي كان لديهم من الحيل والدهاء ما يجعل الأحكام تصدر لمصلحتهم, وهكذا ضاع حقنا.
أما أبي فلقد انتهي دوره منذ أن أنجبنا, وقد حدثت تطورات متلاحقة أثرت عليه كثيرا حتي صار شخصا آخر. حيث شارك في حرب اليمن ومات فيها أفراد كتيبته بالكامل أمام عينيه, ولم ينج أحد غيره, ثم شارك في نكسة1967 وبعدها في حرب الاستنزاف التي أصيب خلالها بجرح قطعي في رأسه أحدث خللا في مخه وأصيب بطلق ناري في ساقه, وكانت النتيجة تعرضه لمتاعب شديدة وتلقي علاجا نفسيا, وأصبح بالنسبة لنا في تعداد الأموات ولم يؤد دوره كأب وعاش لنفسه فقط يتناول الطعام وينجب الأطفال ولا شيء غير ذلك, وهو الآن يعاني أمراضا مزمنة كثيرة أبرزها الكبد والضغط والكلي وأصيب بورم في البروستاتا وسلس في البول وبلغ به اليأس مداه وسيطرت الكآبة علينا, فما ننام فيه نصحو عليه, ولا نري لعذابنا آخر, ووصل الأمر إلي حد تفكير أخي الأصغر في الانتحار, لقد يئسنا من الدنيا وما فيها ولا أري أملا في الخلاص مما نحن فيه بعد أن صار استقرارنا حلما مستحيلا, فهل أجد لديك ما تشير به علينا؟


ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

بالرغم من نبرة الأسي التي تحملها كلماتك, فإنني أري بداخلك قوة ساكنة بإمكانها أن تقهر المستحيل. وتتغلب علي المصاعب والآلام, وهي قوة الإيمان بقدرتك علي تخطي الحواجز التي تعرقلك عن مواصلة مشوارك في الحياة, وهذه القوة قادرة علي إزالة الأوجاع من قلبك, وتحويل السالب في خطواتك إلي موجب.. صحيح أننا لا نستطيع أن ننزع كل آثار الحزن من داخلنا, لكن الحقيقة التي لا مراء فيها أن الله سبحانه وتعالي خلق الحياة. وفيها الأفراح والأحزان, لذلك فإنها تحمل بين جوانبها التعب والمشقة, إذ يقول الله تعالي لقد خلقنا الإنسان في كبد, فخففي من حزنك وهمك, فالماضي ولي وانقضي والمستقبل لم يأت بعد.. أما الحاضر فعليك أن تعيشيه بحلوه ومره, وأن تضعي الله نصب عينيك فيهدأ بالك وتطمئن نفسك, واني أسألك: كيف يعيش من يحمل هموم أمس واليوم وغدا؟ وكيف يرتاح من يفكر كل لحظة في متاعبه وآلامه ويجعل نفسه أسيرا لها؟
إن القضاء والقدر أمر مفروغ منه, وحزننا علي ما أصابنا لا يقدم ولا يؤخر في الواقع شيئا, فلا تنفقي أيامك في الحزن ولا تبذري لياليك في الألم, وتأكدي أن الفرج قادم بإذن الله.. فقط عليك أن تحسني الظن بالله. فإن مع العسر يسرا. وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال أعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأجدني هنا أردد قول الشاعر:
دع المقادير تجـــري في أعنتهـا
ولا تنامن إلا خـــالي البـــــــال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلي حال
نعم يا سيدتي. فالحال سوف تتغير بكل تأكيد, فلا تحزني ولا تدعي نظرة الآخرين إلي بيتكم بمشكلاته التي تصفينها بالغريبة لمجرد أنك لم تتزوجي بعد أو أن أحد إخوتك أو أباك مريض.. أقول: لا تدعي هذه النظرة الخاطئة تؤثر فيك, وعليك أن تهتمي بشخصيتك التي هي عنوان حقيقتك, لكي تفرضي نفسك علي كل من حولك, ولتستمتعي بكل دقيقة في الحياة. فتعيشينها كاملة بنفس راضية, وعليك بذل كل ما في وسعك للخروج من الدائرة الضيقة التي تضعين نفسك فيها بتكوين صداقات في محيط العمل. والانخراط في الأعمال الخيرية خلال وقت الفراغ, وعندئذ سوف تندهشين بكم الأشياء التي لديك القدرة علي عملها. فسر الاحساس بالتعاسة هو أن الوقت لديك متوافر للتساؤل: هل أنت سعيدة أم لا؟.... علي حد تعبير برنارد شو, فشغل الوقت فيما هو مفيد عامل مهم في تحسين الناحية النفسية, كما يدفع الإنسان إلي مزيد من العمل والطموح.
أما عن أخوالك فإني أسألك: هل تظنين أنهم بحرمانهم والدتك من ميراثها الشرعي غائبون عن المولي عز وجل؟ لا والله.. فلقد بخسوها أشياءها طمعا في مال زائل وسعادة مؤقتة. ونسوا الانذار الالهي لكل من يصنع هذا الصنيع, حيث قال عز وجل من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها, وهم فيها لا يبخسون.. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون.
فإذا نظرت أنت وإخوتك بمقياس الايمان, ووضعتم كل شيء في مكانه الصحيح, فإن الاستقرار سيكون حليفكم. وسيتحول الحلم المستحيل إلي واقع تعيشونه وتنعمون به. فقط عليكم توسيع دائرة معارفكم, واليقين بأن الحل قريب, وأن تعويض ما فات يكون بقدر العزيمة والاصرار.. وأمامكم متسع لتحقيق أحلامكم في العمل والزواج والاستقرار, فانتظروا فرج الله وهو وحده المستعان.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime1/3/2013, 10:46

الخجل الشديد

استوقفتني رسالة الخطر الحقيقي للفتاة التي تعدت الخامسة والعشرين

من عمرها ولكنها مازالت تشعر بالخجل الشديد عند تعاملها مع الجنس الآخر رغم أنها موظفة في جهة مهمة, حيث تقول إنها تمت خطبتها إلي أحد الشباب وقبل عقد القران حاول لمس يدها فاضطربت وبكت ولم تستطع أن تعبر له عن مشاعرها بكلمة أحبك خجلا وحرجا.
.. وتعقيبا علي هذه الرسالة أقول أعتقد أن الفتاة وحيدة أبويها, وهذا يفسر خوفهما الزائد عليها وتعليماتهما الصارمة بخصوص التعامل مع الجنس الآخر.. ولما كانت الخطبة مجرد وعد بالزواج الذي قد لايتم في أحيان كثيرة بسبب عدم توافق الطرفين أو اختلاف الأهل حول التفاصيل المادية وشروط شقة الزوجية, فإن الأسرة الواعية هي التي ترفض خروج الخطيبين بمفردهما قبل عقد القران حفاظا علي شرف ابنتهم التي يمكن أن تصبح ضحية لأي تصرف طائش من جانب خطيبها.
إن الفتاة الساذجة هي التي تستجيب لمحاولات خطيبها الذي يستدرجها لكي تبادله عبارات الغزل عبر الهاتف المحمول أو من خلال محادثات الشات لأنه في أغلب الأحيان لن يثق فيها وسيفسخ الخطبة, كما أنه قد يبتزها بما لديه من تسجيلات لها, كما أن الفتاة التي تقدم أي تنازلات لخطيبها ستسقط من نظره تماما وسيفسخ خطبتها من منطلق أنها سهلة المنال ولن يثق فيها لأنه يراها غير مؤتمنة علي عرضه.
ومن هنا فإن الفتاة التي تريد الاحتفاظ بخطيبها لا تقدم له أي تنازلات وهو قد يغضب منها في البداية ولكنه في قرارة نفسه سيحترمها ويثق فيها ويصر علي عقد قرانه عليها.


ولكاتب هذا التعليق د. سمير القاضي أقول: لاشك أن الخجل مطلوب في كل فتاة بشرط ألا يصل إلي حد المرض, وعليها الحذر حتي لا تقع فريسة لأصحاب الضمائر الخربة بحسن نية.. وفي جميع الأحوال فإن الآباء والأمهات مطالبون بتدقيق الاختيار بين من يتقدمون لطلب أيديهن.. وأسأل الله السعادة والتوفيق للجميع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime8/3/2013, 01:06

الورقة الخاسرة‏!‏



بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 2013-634982870505118132-511
لقد سقط الأمس بكل ما فيه من مرارة‏,‏ فلا تعيدي حسابه‏,‏ فالعمر حين تسقط أوراقه لاتعود مرة أخري‏,‏ولكن ترقبي أيامك المقبلة التي سوف تحمل لك ربيعا جديدا ينبت أوراقا أخري‏,‏ فانظري إليها‏,‏ولا تلتفتي إلي ما وقع علي الأرض من أوراق تمثل الماضي‏. أدهشتني رسالة.. صراخ من الأعماق للشاب الذي يؤنب نفسه علي ما ارتكبه في حق فتاته لمجرد أنه وعدها بالزواج ثم ماطل في إتمام ارتباطه بها حتي تزوجت من شاب آخر, فلقد وجدتني أعيش موقفا أصعب من موقف فتاته, وبرغم ذلك لم يهتز ضمير من ارتبطت به, وعشت معه لحظة الفرح ثم لحظة الانكسار, وإليك قصتي منذ البداية, فأنا فتاة اقتربت من سن الثلاثين, أعيش مع أسرتي في إحدي المدن الساحلية, وأعمل في شركة خاصة منذ أربع سنوات, وقبل عامين تقريبا التحق بالشركة موظف جديد, وسرعان ما تألف قلبانا, وفاتحني في مسألة الارتباط, وبالفعل حددنا معا موعدا لكي تتقابل فيه والدتي ووالدته, وحدث اللقاء, واطمأننت إلي أن الأمور تسير بشكل طبيعي, بعد أن اتفقنا علي أن يتقدم أهله رسميا, ونقرأ الفاتحة, ولكنه بعد بضعة أيام قال إنهم سوف يؤجلون زيارتنا إلي أن يقبض الجمعية التي كونها مع مجموعة من أصدقائه, فعرضت عليه أن أقرضه مبلغا يشتري به شبكة بسيطة عبارة عن دبلة ومحبس وخاتم فقط, وكان كل همي ألا تظن أسرتي أنه غير جاد خصوصا أنني توسمت فيه خيرا وتدينا, حيث يفخر بانتمائه إلي الدعوة السلفية فقبل المبلغ واشتري الشبكة, وتقدم مع أهله طالبا يدي, وقرأنا الفاتحة, ومضت ستة أشهر كاملة, لم تحدث بيننا فيها أي خلافات سوي المناوشات الكلامية التي سرعان ما تتلاشي آثارها, وتصفو الأمور..
وخلال هذه الفترة انتقل إلي عمل آخر, وبني الشقة التي سوف نسكن فيها بمنزل العائلة, وأعطاني جزءا من المبلغ الذي أقرضته إياه, وطلب من والدي أن نعقد القران لكنه رفض, بل ورفضت كل عائلتي خوفا من أن تحدث مشكلات بيننا يصعب التغلب عليها, فغضب بشدة وقال لي: لقد ظلموني بسوء ظنهم في وأمام إلحاحه علي ضغطت علي أسرتي لكي توافق علي عقد القران, ثم نشبت مشاحنات علي مؤخر الصداق, وقائمة المنقولات التي رفضوها تماما, بل واعتبروا أن مجرد كلامنا فيها عيب, وكادت الزيجة تفشل بسبب القائمة, ولم يحل هذا الموقف إلا موافقة أهله علي تأجيل الحديث فيها إلي حين الزفاف, وعقدنا القران في أجواء لم تكن مناسبة لكن حبي له أعماني عن كل شيء, وحاولت أن أظهر أمام الجميع أنه أهداني شبكة كبيرة, وقدمت لهم الذهب الذي كان بحوزتي علي أنه هو الذي أشتراه لي.
وبعد عقد القران مددت يدي إليه لمساعدته في تشطيب الشقة, وأخذ كل منا سلفة من عمله بضمان مرتبه, وقدمت له والدتي مبلغا يعادل مجموع ما حصلنا عليه من السلفتين علي سبيل القرض, وحررنا إيصال أمانة به ضمانا لحقها, وتحقيقا لما جاء في كتاب الله.. إذا تداينتم بدين إلي أجل مسمي فاكتبوه وليس تخوينا له.. واشترينا الأجهزة الكهربائية, وأتممنا تأثيث الشقة, وأقترب موعد تحقيق الحلم الذي أصبح حقيقة واقعة علي يدي, وبفضل مجهودي وإخلاصي له.
وطلبت منه والدتي تحديد موعد الزفاف وحجز القاعة التي سنقيم بها الحفل فماطل في البداية, ثم صمم علي اقامته في قاعة بعينها مع أن إيجارها لا يقل كثيرا عن قاعات أخري أفضل منها, وعرضنا عليه أن ندفع الفرق, فرفض, وحدثت مشادة كلامية بيننا خلعت علي إثرها الدبلة من يدي وقلت له: إنك لا تريدني وتفتعل أي مشكلة لكي تنهي علاقتنا, وبكيت بشدة, فلم يلن له جانب, وانصرف من عندنا وهو علي موقفه, وادركت أنني بخلعي الدبلة قد أخطأت في حقه, فأخذت والدتي, وذهبنا إليه في الساعة نفسها, واعتذرت له عما فعلته وتصالحنا.
ومضت أيام وخرجنا ذات مرة للنزهة في أحد الأماكن العامة وجاءته رسالة علي هاتفه المحمول بأن تليفون فلانة متاح الآن, فسألته عنها فأخبرني بأنها أخت زميلته, ولما لم تكن هناك أناث بعمله فقد بحثت الأمر وعرفت أنها أخت زميلة له من أيام الدراسة, وكان يريد الزواج منها, ولكنها رفضته لضعف إمكاناته المادية وقتها, وأنه مازال يحبها.. وعبثا حاولت أن أفهم ما الذي دفعه إلي محاولة الاتصال باختها, ومن أين أتي برقم هاتفها, وهل مازالت له علاقة بها حتي الآن؟ وسألته: لو أنني أعرف شخصا غيره.. هل كان يرضي بذلك؟ ولم أسمع منه إجابة سوي قوله أنا حر, لا تتدخلي في خصوصياتي, ولم أصل معه إلي نتيجة, وكتمت أحزاني وغيظي, من أجل ألا تحدث مشكلة كبري تعوق زفافنا.
وبعد شهر تقريبا حدث ما لم يكن في الحسبان, وبدا لي الأمر وكأنني أعيش قصة خيالية, وليس واقعا مؤلما, فلقد أبلغني بأنه أحس ببعض التعب, فذهب إلي الطبيب, فأجري له فحوصا أثبتت أنه مريض بالقلب, وأن الطبيب ينصحه بعدم الزواج, وأنه لا بديل أمامه عن الانفصال.. قال هذا الكلام أمام والدتي, فصدقناه, بل وبكينا خوفا عليه, وقلت له: إنني لن أرضي بغيره زوجا لي, وأنني سأظل بجانبه مهما حدث, وعرضت عليه أن نزور طبيبا شهيرا في أمراض القلب لكي نطمئن علي صحته, لكنه رفض, وطلبت من والدته أن تقنعه بذلك, فلم ترد, ومع إلحاحي عليه, فاجأني بقوله سواء أنا مريض أو سليم, فإننا لا نصلح لبعض!!
وهنا أدركت أنها حيلة جديدة للخلاص مني, ولم يجد والدي ووالدتي مفرا من الذهاب إلي عمه للوقوف علي أبعاد مشكلاته المتكررة, حيث إن والده متوفي, وعرضا عليه ما كان من أمر فتاي, فطلب منهما أن ينصحاني بعدم الالتفات لتصرفاته التافهة, وأن أكبر دماغي علي حد تعبيره.. ولم أجد بدا من أن أنفذ هذه النصيحة خوفا من الطلاق الذي يعني النهاية بالنسبة لي.. ولم تمر أيام حتي قال لي عبر الهاتف أنه لم يعد يحبني, وأنه يحتاج إلي فرصة أخري للتفكير... ورحت أضرب أخماسا في أسداس من جديد, ففيم يفكر, ونحن معقود قراننا؟... وهل وصل به الاستهتار إلي هذه الدرجة؟... ثم قابلني, ولم يفتح هذا الموضوع, وعاملني بشكل غريب لم أعهده فيه من قبل إذ لم يكترث لما أقوله, أو حتي يسمعني, وأنا أتحدث معه.
.. ولازمني إحساس بأنه سوف يغدر بي في أي لحظة بعد أن ذهب الأمان الذي ملأ قلبي تجاهه, فكل فترة يهددني بالطلاق, ولا أدري أين هو من أخلاف السلف الذين يسيرون علي منهج رسول الله وقد كان صلي الله عليه وسلم يصون المعروف, ولا يغدر حتي بأعدائه..
ثم حدث موقفان غريبان أنذراني بقرب النهاية التي كان يجب علي أن أدركها منذ البداية.. الأول عندما عزمني علي تناول الغداء في بيتهم, وعندما دخلت البيت خرجت والدته.. ووجدتني في موقف محرج إذ كيف تتركنا بمفردنا, وتخرج في الوقت الذي عزموني فيه, وسألته عما فعلته والدته, فأبدي أسفه, واعتبرت ما حدث كأن لم يكن.. والثاني: عندما ذهبنا معا لشراء بعض مستلزمات الشقة, وعندما عدنا صعدت معه إلي شقتهم, فألقيت السلام علي والدته, ووضعت الأشياء التي اشتريناها, وخرجت لكنها افتعلت مشكلة لأنني لم أسلم عليها باليد, ولما عرفت منه ذلك اتصلت بها واعتذرت لها, فلم يخطر ببالي ذلك أبدا, وجاء موعد شراء المطبخ, فابلغني أنه يريده بشكل معين, وبمبلغ خيالي يفوق امكاناتنا... وهنا عرضت عليه أن يشتري هو المطبخ, ونشتري نحن أي غرفة أخري فقال اشتروا غرفة النوم!!..
وهكذا ظل يماطل, ويحاول أن يبحث عن أي مشكلة معنا.. فقلت له إن هذه الطريقة لا تصلح لإقامة بيت ناجح, وأنت بهذه الطريقة تبحث عن أي سبب للانفصال, فرد علي بأنه يريد بالفعل أن يذهب كل منا إلي حاله, ولم يقبل بعدها أي تفاهم, وكان حريصا هذه المرة كل الحرص علي إنهاء علاقتنا.. وهكذا بعد سنة وأربعة أشهر جاء موعد موتي.. نعم موتي فطلاقي, وأنا مازلت بكرا هو الموت بعينه... موت إحساسي بالأمان... موت ثقتي فيمن ارتبطت به... إنه ظلمني واستهتر بي وبمشاعري.. ظلمني بأنانيته وتفكيره في نفسه فقط, فلقد وقفت بجانبه حتي أتم شقة الزوجية بأثاثها, وأنا التي وافقت عليه حينما لم يكن معه شيء, ورفضته من كان يحبها لهذا السبب ـ أليس ظلما أن يذهب كل ما فعلته لغيري؟.
إنني لن أنسي أبدا أنه كسرني وخذلني وخذل أهلي, وعرضني لكلام الناس بلا ذنب ارتكبته.. وأنني واثقة من انتقام ربنا منه لأنه سبحانه وتعالي العدل, وعدله فوق كل شيء, ولن أسامحه أبدا, فدموعي لم تجف بعد, وأقول في كل صلاة, وأنا ساجدة حسبي الله ونعم الوكيل.. وأدعوه عز وجل أن يخفف عني ما أنا فيه... وأني أسألك: ألا يدرك من هم أمثال من وثقت فيه وغدر بي أن الله مطلع عليهم, وأن الإنسان كما يدين يدان؟ وهل يغيب عنهم أنه إذا انخدع الناس بتدينهم الظاهري فإن الله يعلم ما يسرون.. وإن غدا لناظره قريب؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
كان من المهم أن تحسبي موضع خطوتك الأخيرة فتتوقفي قبلها, ولكنك ضغطت علي أهلك لعقد القران برغم تردده في اتمام الارتباط بك, ووجود أدلة واضحة أمامك بأنه ليس جادا في الزواج, وافتعاله المشكلات لأسباب تافهة.
والحقيقة أن عدم اتمام زواجك منه لايعني أنه نهاية المطاف. بل لا أبالغ إذا قلت لك إن انفصالك عنه نعمة كبري سوف تدركينها فيما بعد.. فهذه الزيجة كان محكوما عليها بالفشل, خصوصا بعد أن تبين لك أن الحياة ربما تكون قد عادت إلي مجاريها مع فتاته السابقة.
إننا ما أسرع أن نتكيف مع واقعنا, وما أعجب أن نتأقلم علي أوضاعنا وحياتنا.. هكذا تعلمنا تجارب الحياة, ولذلك فإنني علي يقين من انك سوف تنبذين هذه الذكري الأليمة من حياتك لأنه لايستحق مجرد التفكير فيه, وهو الذي عمل طوال الوقت في الاتجاه المعاكس لك.. وأعتقد أن سعيه الحثيث لعقد قرانه عليك كان لاستخدامه كورقة ضغط دائمة ضدك, فيضمن رضوخك التام له مهما فعل بك, وارتكب من حماقات معك. فلما وجدك مستسلمة له ومسلوبة الارادة أمامه, ادعي المرض ونسي أنه بكذبه وادعائه ما ليس فيه قد يتحول ما يدعيه إلي واقع أليم فيجد نفسه أسيرا للمرض نفسه, فربك يمهل ولا يهمل.. والحقيقة انني لا أتوقع له استقرارا وهو علي هذه الحال ولابديل أمامه سوي أن يخلص التوبة إلي الله, وأن يندم علي ما فعل, ويرجو عفو الله ورضاه, وعليه أن يعلم أن ورقة عقد القران التي ظل يتلاعب بها مستندا إليها, هي ورقة خاسرة وسوف تنقلب عليه ولو بعد حين, وأن يدرك أن الغدر من الكبائر, فالغادر مذموم وسوف يفضحه الله علي رءوس الخلائق يوم القيادمة, فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره.
أما أنت فعليك أن تتعاملي مع الأمر الواقع, وأن تحمدي الله أن نجاك من هذا الشخص, فمن المؤكد انك لو أتممت زواجك منه كنت حتما ستنفصلين عنه.. وعليك أن تنظري أيهما أفضل لك: ما أنت عليه الآن, أم ما كنت ستصبحين عليه بعد أن تقع الفأس في الرأس كما يقولون, وربما بعد إنجاب أطفال أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة في أهواء أبيهم؟.
أما مسألة التدين فلا تكون بالكلام الظاهري, وإنما هي بالأفعال فدعك ممن يتخذون الدين ستارا, وهم أبعد ما يكونون عنه, وعليك الأخذ بما تكشفه لك العشرة مع التوقف أمام كل صغيرة وكبيرة لدراستها جيدا, فما ترينه صغيرا قبل الزواج قد يتحول إلي شيء كبير بعده, ويصعب التخلص منه.
ولقد سقط الأمس بكل ما فيه من مرارة, فلا تعيدي حسابه, فالعمر حين تسقط أوراقه لاتعود مرة أخري, ولكن ترقبي أيامك المقبلة التي سوف تحمل لك ربيعا جديدا ينبت أوراقا أخري, فانظري إليها, ولا تلتفتي إلي ما وقع علي الأرض من أوراق تمثل الماضي في هذه التجربة الفاشلة التي أحسب جيدا أنك كنت تدركينها. ومع ذلك انسقت وراء كلمات الحب التي رددها علي مسامعك فتاك غير الأمين, والذي يتخفي وراء التدين الظاهري, وما أكثر أمثاله من المخادعين الذين قد يكسبون عرضا زائلا من الدنيا, لكن حسابهم عند الله سيكون عسيرا.
فلا تأسفي علي ما فات, واحلمي بشمس مضيئة في غد جميل, وهو آتيك بصدق سريرتك, وإخلاصك ومعدنك الطيب, فلا تتركي قلبك ومشاعرك أسيرة لمن لا يستحقها, وفقك الله وسدد خطاك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime8/3/2013, 01:22

القرار الصحيح
أنا سيدة من أسرة كبيرة لها اسمها ووضعها في المحافظة التي نسكن فيها ولي ثلاث شقيقات ولنا أخ يكبرنا جميعا‏,‏واخ اخر يليه وكان الأكبر هو سند والدي وذراعه اليمني في إدارة أملاكنا من أراض زراعية تضم عشرات الأفدنة‏.وعدد من العقارات وورش لصيانة المعدات الزراعية, وأحسن والدي تربيتنا وتزوجت أنا وشقيقاتي الواحدة تلو الأخري بعد ان تزوج شقيقاي اللذان نشأنا علي احترامهما وتلبية طلباتهما, التي كنا نعتبرها أوامر لنا, وكنا نفهمها بمجرد النظر إليهما, ولم تفكر احدانا في ان تكون لأي منهما ندا, فلقد جرت العادة علي تمييز الذكور باعتبار انهم يقيمون بيوتا ويتحملون اسرا بينما نحن متزوجات في عائلات أخري ويحمل أبناؤنا اسماء آبائهم, وكنا نسمع ذلك ولم يخطر ببالنا ما كان شقيقانا يضمرانه تجاهنا فيما بعد, فقد توفي والدنا فجأة وهو في كامل صحته ورحل وتركنا في رعاية شقيقينا, وبمجرد ان طلبنا منهما تقسيم ميراث أبينا, تغيرت معاملتهما لنا, وراحا يماطلاننا.. مرة بأنه سيتم حصر التركة وإصدار إعلام وراثة.. ومرة بأنهما يديران هذه الأملاك ويوزعان علينا عائدها السنوي! ومرت الأيام علي هذا النحو وإزاء رد فعلهما تجاه طلبنا قاطعناهما ولجأنا إلي الأقارب لكن أحدا لم يجرؤ علي فتح هذا الموضوع معهما, وأخيرا استجمعت والدتنا كل قواها وطلبت من أخي الاكبر ان يعطينا حقوقنا فانتفض أمامنا بشكل استفزازي وخرج من المنزل ولم يعد مرة أخري, ومرضت والدتي بعد هذا المشهد الغريب وراحت تبكي ليلا ونهارا علي حال ابنها الأكبر وتصرفاته, فهي لم تطلب منه شيئا لنفسها وإنما كل ما تريده هو ان يعطينا حقوقنا. ولم يمر وقت طويل حتي لقيت وجه ربها وهكذا انطفأت شعلة البيت الذي لم ندخله منذ رحيلنا واصبح محرما علينا, فالمفاتيح معه ويعتبره جزءا من أملاكه, ومرضت اختي الكبري بالقلب ولديها سبعة أولاد وزوجها موظف بالحكومة ولايكفي دخلهم مصاريف الدراسة ومستلزمات المعيشة, واختي الصغري تحتاج الي جراحة عاجلة لإزالة ورم بالثدي ومتابعة العلاج ولاتجد كلتاهما من يأخذ بأيديهما في هذه الظروف الصعبة سوي رجل شهم كان صديقا لوالدنا فتكفل بكل تكاليف الجراحة والعلاج وقدم لهما بعض المال قائلا انه علي سبيل القرض الحسن تسددانه عندما تتحسن الظروف.
وكثيرا ما سمعت أختي الكبري تقول حسبي الله ونعم الوكيل وترفع يديها الي السماء والدموع تملأ عينيها.. مواقف عديدة حدثت لنا هزتني من الأعماق وأنا أتأمل حال الدنيا..كيف لأسرة كبيرة بهذا الثراء ان تعيش علي حد الكفاف, وماذا سيفعل شقيقانا بكل هذه الأملاك ويبدو ان الله يمهل ولايهمل إذ حدث ما لم يكن في الحسبان حيث اصيب شقيقنا الأكبر بمتاعب صحية في الكبد وتدهورت صحته بسرعة كبيرة وتم احتجازه في مستشفي كبير, وابلغنا أحد الجيران بخطورة حالته فألححت علي شقيقاتي لزيارته فهو في النهاية شقيقنا فذهبنا إليه في المستشفي وجلسنا الي جواره, ودار حوار بسيط عن صحته فعاتبنا للبعد عنه في الفترة الماضية فوعدناه بتكرار الزيارة, وبالفعل عدنا إليه في الأسبوع التالي وعرفنا انه سوف يخضع لعملية جراحية خطيرة فانقبض قلبي واتساءل بيني وبين نفسي ماذا لو مات فجأة؟ كيف سيقابل المولي عز وجل؟.. ألايخشي من الحساب العسير يوم القيامة يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم؟.. ثم هل ستظل أموالنا التي استولي عليها في رقبته هو وشقيقي الآخر إلي يوم الدين؟!
اننا لانعلم حتي الآن أين هي المستندات الخاصة بتركة أبينا؟ ولاكيف ستسير الأمور في ظل عناد شقيقي الأكبر وكل مانريده تسوية عادلة لمستحقاتنا, وأن يتم لم شمل العائلة, ولكن كيف السبيل الي ذلك؟

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
من الأفكار المغلوطة في مجتمعاتنا الشرقية ان الاولاد يحتفظون باسم أبيهم وأنهم الأحق بان ينتقل اليهم الميراث كله دون الإناث, فنجد مثلا ان بعض الآباء يكتبون ممتلكاتهم لأولادهم الذكور بيعا وشراء حتي لايذهب ميراث البنات الي أزواجهن وتتفتت ملكية العائلة! فأي منطق هذا الذي يفكر به هؤلاء.. وكيف تطاوعهم قلوبهم وعقولهم علي ارتكاب هذا الإثم الكبير الذي سيحاسبهم عليه المولي عز وجل يوم القيامة علاوة علي حساب الدنيا؟! فأمثال هؤلاء يكونون مضغة علي الالسنة وهم لايشعرون واذا أصاب أحدهم مرض أو مكروه لايزوره الا المنتفعون منه ولايلتف حوله الا من جاء طالبا الثمن!
ولذلك فإن شقيقك الأكبر وهو في محنة المرض يجب ان يعي هذا الانذار الإلهي فان الدنيا لا تساوي جناح بعوضة وانه لن يأخذ معه الأموال التي اقتنصها لنفسه ولأخيه من حقوقكن الي القبر, وان اولاده من بعده سوف يبعثرونها هنا وهناك وقد يصنعون نفس صنيعه فيأكل الاولاد حق البنات.. لأن من شابه أباه فما ظلم..
واقول له: اذا كان أبوك قد كتب لك جزءا من تركته, فكن شهما وأعد حق شقيقاتك إليهن فتدرأ بذلك الشبهات والحرام, واذا كان قد ترك الميراث كله لشرع الله فعليك توزيعه وفقا لفقه المواريث, باعتبار ان للذكر مثل حظ الانثيين.. فهذا هو وحده الطريق الذي يجنبك المعاصي ويفتح لك ابواب الاطمئنان والسعادة ويخفف عنك آلام المرض وحينما يحين الأجل تلقي الله وانت مستريح الضمير.
ياسيدي ان الاموال لا تصنع السعادة وانما هي وسيلة لتوفير مستلزمات المعيشة فاذا تيسر للانسان المال الذي يغطي احتياجاته فماذا يريد اذن؟
اعد حساباتك وانت في محنة المرض وسوف تصل الي القرار الصحيح الذي سيجعلك تكسب أخواتك وتضمهن الي احضانك, فليس لهن سند في الحياة إلا أنت وشقيقك.. واعلم ان ما تزرعه اليوم سوف يحصده ابناؤك غدا.. وأسأل الله ان يلهمك طريق الصواب, وهو علي كل شيء قدير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 61 I_icon_minitime8/3/2013, 01:25

العلاقة القديمة



الأمر ليس فيه مجال للتفكير ولا للتردد‏,‏ فاقطعي صلتك به تماما‏,‏ وانسي حكاياته الوهمية‏..‏ فكلها خيالات من وحي سن المراهقة‏,‏ حتي إذا استقر الإنسان وبلغ سن النضج تأكد أن ما كان يشعر به مجرد أوهام طواها الزمن‏!‏
أنا سيدة متزوجة منذ خمس سنوات ورزقني الله بطفلين, وتربيت في بيت محافظ بمنطقة راقية تربية جادة وعلمني والداي الكثير من دروس الحياة, وتفتحت عيناي علي ابن الجيران, وهو في مثل عمري تقريبا.
ونشأت بيننا علاقة اعجاب متبادل أوحت للجميع بأننا قد نتزوج في يوم من الأيام وتعودنا علي الخروج معا بعلم أسرتي للتنزه أو شراء الاغراض المنزلية, ومرت الأيام وعندما أنهي دراسته الثانوية كنت في الصف الأول الثانوي, وكان كل تركيزه واهتمامه هو أن يلتحق بالدراسة الجامعية في الخارج, وبالفعل كان له ما أراد, ووعدني بأنه سيهاتفني يوميا وسنتحدث عبر الشات, ولكن مرت الأيام ولم يكلمني ثم اتصل بي بعد ذلك وبرر تجاهله لي بانشغاله في الدراسة فساءت حالتي النفسية وتراجع مستواي الدراسي بعد أن كنت دائما من المتفوقات, وبدأ هو في الابتعاد أكثر وأكثر حتي انقطعت اخباره تماما, وبرغم كل ذلك حافظت علي حبي له, واغلقت قلبي أمام الجميع, ورفضت من طرقوا بابي وكان بداخلي يقين بأنه سيعود مهما طال الزمن وتقوقعت علي نفسي داخل مدرجات الجامعة, وفي السنة الثالثة عاد من الخارج ولم اره إلا بعد ثلاثة أيام وقابلني بفتور وطلب مني أن اعذره لأنه يريد أن يبني مستقبله ويركز في دراسته من أجل مستقبلنا, وسافر مرة أخري, وانقطعت اخباره من جديد واستمر الحال كذلك حتي انهيت دراستي الجامعية, ونصحتني أمي بأن التفت لمستقبلي بعد أن التفت هو الآخر لمستقبله وروت لي ما حكته لها والدته من أنه معجب بفتيات أوروبا وانها تتوقع أن يتزوج احداهن قريبا, ولم يمض وقت طويل حتي علمت بارتباطه بفتاة ألمانية وهنا قررت أن اسقطه من حساباتي, وتزوجت أول طارق لباب منزلنا يحمل صفات مثالية: رجل محترم ومهذب من عائلة كريمة ويشغل وظيفة مرموقة ويمتلك سيارة آخر موديل وشقة فاخرة وتزوجته وانا مقتنعة به تماما وتناسيت جارنا.
ومرت عدة سنوات وأنا سعيدة مع زوجي وراضية بما انعم الله علي به.. وعاد جارنا من الخارج وزار أسرتي زيارة عادية وكنت وقتها في منزل العائلة فوجدها فرصة للحديث معي وقال لي إنه لم يتزوج صديقته الألمانية لحدة القوانين هناك كما انه لم يكن يرغب في الزواج بفتاة غير مصرية.
فسمعت ما قاله ولم أرد عليه وافتعلت سببا لتركه لكيلا أنساق الي ما لا أرغبه.
وبعد عودتي لمنزلي وجدتني لا اراديا أتصل به ونتحدث معا ونتذكر الماضي, وكأن هناك قوة خفية تدفعني الي ذلك, وبرغم أنه لم يحدث أي خطأ بيننا ولو بالكلام فإنني سقطت من نظر نفسي وينتابني خوف من تطور العلاقة.
ان هناك شيئا بداخلي يصرخ بأن ذلك مستحيل, لكنني ألوم نفسي علي مجرد الكلام معه, ناهيك عن أنني أصبحت اقارن بينه وبين زوجي ولا ادري كيف وصلت لهذه المرحلة, وأؤكد لك أنني اكره الخيانة والخداع ولو خدعني أو خانني زوجي فسوف انفصل عنه وسأسقطه من حياتي الي الأبد.. فبماذا تشير علي؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
أخطر ما تواجهينه الآن هو أنك معرضة للانجراف وراء الكلام المعسول والسقوط في الهاوية, فأنت سيدة متزوجة من رجل فاضل وثق فيك, وترين أنك محل هذه الثقة, وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يدفعك إلي التفكير فيمن تخلي عنك سعيا وراء مصلحته الشخصية, حيث سافر إلي الخارج وارتبط بعلاقة صداقة مع فتاة ألمانية, فلما فشل في الزواج منها والاستقرار هناك عاد من جديد إلي التودد إليك علي أمل أن تليني له, فتقعي في بئر الخطيئة, وتخسري نفسك وأسرتك وأولادك وسمعتك, وفوق كل ذلك سوف تلقين العقاب الأليم في الآخرة.
الأمر ليس فيه مجال للتفكير ولا للتردد, فاقطعي صلتك به تماما, وانسي حكاياته الوهمية.. فكلها خيالات من وحي سن المراهقة, حتي إذا استقر الإنسان وبلغ سن النضج تأكد أن ما كان يشعر به مجرد أوهام طواها الزمن!
ويبقي لك في النهاية زوجك وأبو أولادك, الذي لم يدخر وسعا في سبيل إسعادكم, وهو الذي يستحق المقارنة الحقيقية مع فتاك الطائش لكي تدركي الفارق الشاسع بينهما
واعلمي أن هذا الشاب الذي يدعي أنه مازال يحبك لن يحترمك إذا أقدمت علي طلب الطلاق من أجله, وسوف تجدين نفسك وحدك في مهب الريح, ووقتها لن ينفعك الندم!
ياسيدتي انبذي هذه الأوهام من تفكيرك, وواصلي حياتك مع زوجك وأسرتك المستقرة, فهما الأبقي, وأسأل الله لك الهداية والبعد عن الشيطان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 61 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 32 ... 60, 61, 62 ... 74 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: