|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 11/1/2013, 02:30 | |
| النصف الثاني
احترت مع كاتب رسالة الفضيلة الغائبة حول أسباب غياب قيمة الوفاء والاخلاص فالغالبية تلهث حول الإشباع المادي بكل أشكاله وأنواعه, فالعين حائرة تريد المال والعيال, والسلطان والنفوذ وكل شيء. أقرأ وأسمع كثيرا عن مشاكل زوجية تنخلع لها القلوب.. دعينا جميعا علي حفلات زفاف وقرأنا بطاقات الدعوة التي غالبا ماتستهل بقول المولي سبحانه وتعالي: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. وأتساءل: أين هي المودة والرحمة والسكن, وسرعان ماوصلت إلي إجتهادي الذي غاب عن كثيرين.. وهو الحقيقة الغائبة عنا والتي وصل إليها الكثيرون بفطرتهم وأطلقوا علي هذا الاجتهاد اسم توأم الروح.. وأسماه البعض الآخر بـ النصف الثاني.. لكل أيا كان مسماه.. تأملته وعرفته في حرف الجر من في قوله تعالي من أنفسكم.. رأيته واقعا حيا علي مر الأجيال في جيلي و أجيال ما قبلي.. إنه ليس الحب وإلا لم تكن لتنزل الآية الكريمة: وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم. إنه مايفوق الحب أو لا يرقي إليه هذا التعبير المسمي الحب.. لا يعنيني من يقول أحبه وأحبها! لأن ماأعنيه هو أكبر من ذلك بكثير.. لا تجتمع أضلاع السكن والمودة والرحمة إلا وضربت بما يقال عنه الحب عرض الحائط.. رأينا أحوال المحبين.. رأينا الانتقام والإيذاء والسباب والصوت العالي.. رأينا القدح والذم والسخرية واللعن.. ربما يكون ابتلاء.. ربما يكون عقابا.. ربما يكون رفع درجات.. ربما يكون تمحيص ذنوب.. لا أعرف.. فلكل حالة وصف وتوصيف! ولكن من هو توأم الروح وكيف يمكن الوصول إليه ؟! بكل بساطة.. هو إنسان تائه في الزحام.. يظهره ربي أمامك وسط البلايين.. وبدون سابق إنذار تعرف عندئذ أنه هو ذلك الشخص الذي يلائم طبيعتك.. إنه هدية الصالحين وربما كان ابتلاء شكر للعاصين, تري هل شكروه أم نسوا أو تناسوا مابين أيديهم من نعمة؟. توأم الروح أو نصفك الثاني ربما يبتليك ربك به ويرفعك درجات بأن يؤخره عليك ليري هل ستصبر أم ستقنط من رحمته ؟ توأم الروح هو من لا يعنيك معه كلمة كم ؟! كم عمره؟! كم طوله ؟! كم عرضه ؟! كم نقوده ؟! كم وكم وكم ؟ توأم روحك هو من تحلله بكلمة ومن تجيد أن تتغلغل داخل فكره لتري كيف يفكر, وهو شخص لن ترهقه بالأسئلة لأنك تعرف الاجابة من بين ثنايا وجدانه وضميره.. ولن تحتاج إلي أن تطيل النظر الي وجهه لأنك تقرأه من علي بعد مئات الكيلو مترات. توأم روحك ربما يبكيك وربما يحزنك! إذا كانت أنفسنا نفسها تحزننا وتبكينا فلا عجب أن يحزننا هو ويبكينا.. ولكن لن يطغي عليك.. لن يجرحك جرحا قطعيا.. لن يصيبك في مقتل.. لن يخونك.. لن يتخلي عنك. توأم روحك أو نصفك الثاني ربما يراك أمامه ويعرفك جيدا ولا يحرك ساكنا.. اعتبارات وحسابات مقيتة.. وعلي أحدكما التحرك والمضي قدما ولا يجحد النعمة التي وهبها ربه إياها رجلا كان أو إمرأة. وفي الحديث الشريف: يقول المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام: اتقوا فراسة المؤمن فإنه يري بنور الله.. من تدله بصيرته علي نصفه الثاني لا يتردد.. لا يهم من يبادر الشخص.. أو والده أو قريبه أو صديقه.. المهم أن تأتي المبادرة, وإلا فليكن اللقاء في العالم الآخر.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
ليت الجميع يدركون هذا المعني الذي وصلت إليه في كلماتك المعبرة عن الأزواج, فلا يتمادون في إيذاء بعضهم البعض, ويواصلون مسيرة الحياة بحلوها ومرها الي النهاية, فللأسف الشديد يتغير الكثيرون بعد الزواج, ويظهرون بصورة مغايرة تماما للصورة التي رسمها الآخرون لهم.. وماأكثر الزيجات التي تزينت برداء جميل أيام الخطبة ثم أفصح الأزواج والزوجات عن الوجه الحقيقي الذي حاولوا إخفاءه.. الحب ليس كلمة تقال باللسان وإنما كلمة يجب أن تنبع من القلب ويصدقها التعامل الصحيح الخالي من الأطماع.. فيصل الجميع إلي الطريق السليم الذي يساعدهم علي النجاح في الحياة..
عدل سابقا من قبل أم البنات في 11/1/2013, 02:32 عدل 1 مرات |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 11/1/2013, 02:31 | |
| المرحلة الحرجة
قرأت رسالة( دائرة الخلافات) للزوجة البالغة من العمر خمسين عاما وتشغل وظيفة مرموقة ولها عمل حر ناجح وهي تعترف بأن علاقتها بزوجها متأرجحة بين الانسجام والاضطراب. وقد تعرف زوجها علي سيدة عن طريق الانترنت وهو لديه وقت فراغ لا يستثمره فيما يفيده وقد اتفق مع هذه السيدة علي الزواج منها وصارح زوجته برغبته ولكنها رفضت بشدة وقد أعجبني ردك عليها ونصيحتك لها بمواصلة( الحوار الإلحاحي) معه. وتعقيبا علي هذه الرسالة أقول: عندما تبلغ الزوجة خمسين عاما تصل الي مرحلة( انقطاع الطمث) وفي هذه السن الحرجة تعاني المرأة من اضطراب في افراز الهرمونات الانثوية مما قد يؤثر علي رغبتها في استمرار العلاقة الحميمة بينها وبين زوجها الذي ينتهز هذه الفرصة ويسعي الي توطيد علاقته بامرأة بديلة. وعلي كل زوج أن يترفق بزوجته في هذه المرحلة الحرجة ويصطحبها الي إخصائي أمراض نساء لكي يفحصها فقد تكون في حاجة لتعاطي بعض الهرمونات التعويضية لكي تجتاز هذه المرحلة الحرجة وتعود الي سابق عهدها. > أما الزوجة التي تشغل وظيفة مرموقة ويكون لها عمل حر ناجح فإنها قد تتعالي علي زوجها في التعامل معه فيشعر بعقدة الدونية مما يجعله يبحث عن امرأة أخري تعامله باحترام وتقدير وعلي الزوجة أن تعامل زوجها بالحسني مهما تفوقت عليه في العمل أو كان دخلها أكبر من دخله حتي لا تضطرب العلاقة بينهما. > الزوج إذا خرج علي المعاش المبكر أو عاد من الخارج فإنه يجب ان يمارس أي عمل يناسب مؤهله وخبرته السابقة حتي لا يشغل وقت فراغه في البحث عن علاقة تسعده في البداية ولكنها تزلزل كيانه الأسري بعد ذلك.
وأقول لكاتب هذا التعليق د.سمير القاضي
لقد أصبت الحقيقة يا سيدي فالعلاقة الحميمة بين الزوج وزوجته تشكل نقطة أساسية في استمرار الحياة الزوجية من عدمه لدي الكثيرين, ويتناسي الجميع ان لكل سن ظروفها, وان الحياة لا يمكن ان تمضي علي وتيرة واحدة, والمهم هو أن يدرك الطرفان ذلك ويسعيا دائما للوصول الي حل وسط يكفل لكل منهما اشباع رغبته دون تجاهل الاخر وليعلما ان دوام الحال من المحال, وحتي لو تزوج الرجل مرة أخري فسوف يصل بعد فترة طالت أو قصرت الي النتيجة نفسها بعد ان يكون قد كبل نفسه بقيود يصعب الفكاك منها. |
| | | كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488 بلد الإقامة : المدينة الفاضلة العمل : الحالة : نقاط : 17058 ترشيحات : 47 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/1/2013, 02:58 | |
| حاملة الأمانة أنا طبيب في الثانية والخمسين من عمري أكتب إليك لكي أطلعك علي الفصل الثاني من قصتي,وكان الأستاذ الراحل عبد الوهاب مطاوع قد نشر الفصل الأول منها منذ سبعة عشر عاما بعنوان نداء المجهول. وفيه رويت له حكايتي مع فتاتي البريئة التي رأيتها لأول مرة وهي طفلة في منزل صديقي, وعرفت منه أنها أخته, وكانت تتمتع ببراءة شديدة ووجه طفولي جميل, وجذبتني إليها, وملكت عقلي وتفكيري فرحت أطمئن عليها وأسأل شقيقها عنها, ثم انشغلت في دراستي بكلية الطب لكن وجهها الملائكي لم يفارقني, وبعد أن تخرجت وعملت طبيبا كانت هي قد التحقت بالجامعة, فطلبت يدها من صديقي, وأبلغ أسرته برغبتي في الزواج منها فرحبت الأسرة, ولاحظت السعادة في عينيها, ولا أستطيع أن أصف لك فرحتي بقبولها الارتباط بي, فلقد تأكدت يومها أنها تكن لي المشاعر نفسها التي لم أستطع أن أبوح بها من قبل.. وظللنا نترقب اليوم الذي تنهي فيه دراستها لكي نعقد القران ونقيم أسرتنا الصغيرة التي طالما حلمت بها, وبعد أن تزوجنا مرت بعدة متاعب صحية قبل أن تحمل في ابننا أحمد, ثم قبل أن يكمل عامه الأول كانت قد حملت في شقيقته أشرقت, ومرت الأيام سريعا ـ وأنا أشعر أن شيئا ما سيحدث لنا, وأن زوجتي ستواجه مصيرا غامضا. وتأكد ذلك عندما وقعت الكشف الطبي عليها, حيث انقبض صدري, وخفق قلبي بشدة, وأنا أقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولم تسمع زوجتي ما قلته, ولكنها أحست بقلقي الذي لم أستطع أن أخفيه, والعجيب أنها هي التي راحت تهدئ روعي وتطمئنني أن الأمر بسيط, وهيهات أن تنجح في ذلك والاحتمالات المخيفة لما أوضحه الكشف الطبي تتراءي أمامي كالنذير المقبض. ودار بيننا حوار صريح شرحت لها فيه مخاوفي وفقا للمعايير الطبية لكنها بتلقائيتها ونقائها قالت لي انها راضية بما قسمه الله لها, وأنها حققت كل ما كانت تصبو إليه من الحب والزواج والانجاب, ولم تعد تريد من الدنيا شيئا سوي أن أرعي الله في ابني منها بعد الرحيل.. لقد سمعت كلماتها والدموع تنساب من عيني, وهي تستحلفني بالله ألا أحزن, ولم تفارق الابتسامة البريئة شفتيها برغم كل ما كانت تعانيه من متاعب وآلام.. وبعد هذه الجلسة بأيام قليلة أسلمت قرة عيني وحبيبتي الروح, وهي بين ذراعي, ولم تكن قد أكملت الثامنة والعشرين من عمرها ـ وبرغم قوة إيماني الذي دعوت الله أن يثبته إلا أنني وجدتني أمسك بالقلم وأكتب هذه التجربة إلي بابكم الكريم من منطلق شعوري بأن من حقي عليكم أن أترقب منكم مشاركتي في أحزاني وآلامي ومواساتي فيما أصابني بكلمة تعزية.. ولن أنسي تعليق الراحل الكريم عبد الوهاب مطاوع وقوله لا بأس بأن تذرف الدموع علي فتاتك الجميلة الطيبة, وأن تترجم وفاءك لها برعاية طفليك منها حق رعايتهما, وبأن تحمل لزوجتك الراحلة دائما ومهما طال العمر أجمل الذكري وأرق المشاعر, لكن حزن الأمس لابد أن يصبح بعد حين سلاما يا صديقي, ولابد ألا تعوقنا الأحزان عن التواصل مع الحياة والانفتاح عليها والاستعداد لاستقبال مؤثراتها الجديدة بعد أن تنتهي فترة رعاية الأحزان الضرورية, فهذه هي سنة الحياة, ولا مهرب منها, ولا مفر, وأما زوجتك الطيبة المتدينة فهي ومثيلاتها وأمثالها لهم دار السلام عند ربهم, وهو وليهم بما كانوا يعملون.. صدق الله العظيم. فقر أنت عينا بما نالت زوجتك من جوائز الدنيا والآخرة, وامض في طريقك مشاركا في مباراة الحياة, ومتشاغلا بسباقها وشئونها وشئون طفليك عن كل الأحزان. وبعد أيام من نشر رسالتي اتصل بي مكتبكم, وجاءني صوت الأستاذ الكبير طالبا مني زيارته لأمر مهم فذهبت إليه, فأطلعني علي مئات الرسائل التي طلب أصحابها مساعدتي في الارتباط بمن تكمل معي الرسالة التي حملتني إياها زوجتي الراحلة, وقد شكرت له وللجميع اهتمامهم بأمري, ووعدتهم بأنني سأنفذ ما أوصتني به زوجتي وهي في فراش الموت ـ وهذا هو الفصل الثاني من قصتي التي أكتب إليك به هذه الرسالة, فلقد تولت ابنة عمها وهي تصغرها بعدة سنوات رعايتها خلال فترة مرضها, وأقامت معنا في المنزل إقامة كاملة في الشهرين الأخيرين قبل وفاة زوجتي, التي طلبت مني قبل رحيلها بساعات أن تتولي ابنة عمها رعاية الطفلين, ومازالت كلماتها ترن في أذني مفيش حد يربي أولادي غير فلانة, فترقرقت الدموع في عيني, وأنا أشد علي يديها, وأؤكد لها أن الله سبحانه وتعالي سيكون لطيفا ورحيما بنا من أجلها, وهي التي راعت ربها في كل صغيرة وكبيرة, ولم تعرف يوما البغض ولا الكراهية, وبعد وفاتها قررت أن أقوم بالمهمة وحدي, وظللت عاما كاملا أرعي شئونهما دون مشاركة من أحد, وقاسيت كثيرا في التوفيق بين عملي وبيتي ومطالب طفلي, ثم وجدتني في مهب الريح, وخشيت علي الأمانة التي تحملتها بمفردي, أن تضيع مني أو إن شئت قل لا أؤديها علي أكمل وجه, ففكرت في وصية زوجتي الراحلة بأن أعرض الأمر علي ابنة عمها, وكلي خوف أن ترفضني, فمن هي الإنسانة التي في سن العشرين أو أزيد قليلا, وعشرات الشباب يخطبون ودها ويسعون للزواج منها, تقبل بالارتباط برجل مثلي يكبرها بأكثر من عشر سنوات, ولديه طفلان, وقد انهكته التجربة التي مر بها.. أقول لك لقد توكلت علي الله وتقدمت لها فإذا بها توافق من أجل أن تحمل أمانة ابنة عمها أو قل أختها الكبري, وتزوجنا بعد عام ونصف العام علي رحيل زوجتي, وكانت خير خلف لخير سلف, وراحت تؤدي رسالتها تجاه الطفلين بمنتهي التفاني والصدق والإخلاص, لدرجة أنني خشيت من تدليلها المبالغ فيه لهما.. ومرت الأيام وحصل أحمد علي الثانوية العامة بمجموع قدره ستة وتسعون في المائة, وكان قد برمج نفسه علي الالتحاق بكلية الطب التي عشقها منذ طفولته, حيث كان يتردد علي المستشفي الذي أعمل به وأيضا العيادة, ولكن كيف يحقق حلمه بهذا المجموع في ظل المجاميع الخيالية التي يحصل عليها الطلاب الآن, والتي رفعت تنسيق الطب إلي تسعة وتسعين في المائة علي الأقل؟... وسألته: ماذا ستفعل يا أحمد؟... فقال سأدخل الكلية التي تناسب مجموعي, قالها, والدموع تملأ عينيه, ولاحظت الأسي علي وجهه, وفجأة قطعت زوجتي علينا جلستنا, وقالت: أحمد سيدخل كلية الطب, وطلبت مني تقديم أوراقه في جامعة خاصة, فقلت لها: أنت تعلمين كل شيء عن ظروفنا المادية, ولو الحقته بجامعة بمصروفات خاصة سوف يؤثر ذلك علي شقيقته, وعلي أخواته الثلاث نورهان وآية ومنة اللاتي رزقنا بهن, فردت علي ردا حسم الأمر بقولها: لأن يقال أن شقيق بناتي في مركز مرموق يشار إليه بالبنان خير لي من كنوز الدنيا حتي لو وضعتها بين أيديهن.. وحقق أحمد أمله, وأصبح الآن في السنة الرابعة.. وبعده التحقت أشرقت. بإحدي كليات الطب الحكومية بفضل أمها بعد أمها التي كرست لها كل وقتها, وقدمت لها من الرعاية والحنان, ربما أكثر من الرعاية التي كان من الممكن أن تقدمها والدتها لها لو كانت علي قيد الحياة. وهنا يا سيدي أريد أن أثير معك قضية مهمة تشغل بال الكثير من البيوت, وهي قضية زوجة الأب التي يصورها البعض علي أنها الفك المفترس الذي ما إن يدخل إلي عرين الزوج حتي يهجم علي أبنائه من زوجته السابقة, فيفترسهم, بعد أن يذيقهم العذاب ألوانا وأشكالا, ويتسبب في تشريدهم وضياع مستقبلهم, ويسعي إلي إحداث القطيعة بينهم وبين أبيهم, فالتجربة التي مررت بها تؤكد عكس هذا الاعتقاد الخاطئ, وأحمد الله أن زوجتي حملت الأمانة التي القتها علي عاتقها, ابنة عمها الراحلة عندما اشارت علي بأن أوكل إليها أمر طفلي منها.. وقد أردت اطلاعك وقرائك الكرام علي الفصل الثاني من قصتي, وأن أثلج صدوركم بما وصل إليه أحمد وأشرقت.. وأرجو أن تهنأ روح زوجتي الراحلة بما قدمت ابنة عمها لطفليها اللذين أصبحا صاحبي شأن الآن بين اقرانهما.. وأسأل الله أن يتم نعمته علينا, ولك ولكل قرائك ومحبيك التحية والسلام.
<< ولكاتب هذه الرسالة أقول: ذكرتني رسالتك الجميلة وحبك الصادق لفتاتك البريئة التي جذبتك منذ الطفولة بوجهها الهادئ الذي يفيض بالبشر والسرور بقول المفكر الراحل عباس محمود العقاد: لست أهواك للجمال وإن كان جميلا ذلك المحيا العفوف لست أهواك للدلال وإن كان ظريفا يصبو اليه الظريف لست أهواك للذكاء وإن كان ذكاء يسبي النهي ويشوف أنا أهواك أنت.. أنت لا شئ سوي أنت بالفؤاد يطوف.
نعم ياسيدي فهي الفتاة والزوجة والحبيبة التي طاف بها فؤادك, ووجد فيها الحب والحياة والأمل, ولما أيقنت بروحها الشفافة أن النهاية قريبة, وأحست بدنو أجلها, لفتت نظرك إلي من هي قادرة علي حمل الأمانة باخلاص واستكمال مشوار تربية إبنيها, فالواضح من ثنايا كلماتك أن ابنة عمها كانت بالنسبة لها توءم روحها, ووجدت في نقاء سريرتها ما يزكيها لأن تقوم بدور الأم بديلا عنها, وصدق ما استقر في قلبها تجاهها, فها هي ابنة عمها تكون عند ظنها بها, حيث أثرت الارتباط بك علي غيرك من الشباب الذين راحوا يخطبون ودها برغم ظروفك الصعبة لكي تربي الطفلين اللذين حملتها الراحلة أمانة تربيتهما, وأدت دورها كما ينبغي أن يكون حتي التحقا بكلية الطب وصار لها خمسة أبناء بعد انجابها زهراتها الثلاث. حقا ما أروع صنيع زوجتك, وما أجمل الاستقرار في كنف زوجة تراعي ربها وتتطلع إلي رضاه ولقد ضربت المثل للأخريات ممن يعيشن ظروفا مماثلة كيف تكون زوجة الأب أما ثانية, وأنه لا يمكن التعميم بأن من تحتل موقع الأم تضمر لأبناء زوجها الحقد والكراهية والضغينة وتحيل حياتهم إلي عذاب, فلكل حالة ظروفها, ويتوقف الأمر في النهاية علي اختيار الأب زوجة أخري له بعد الزوجة الراحلة أو السابقة, فتدقيق الاختيار هو العامل الفاصل في هذه المسألة, وليس أدل علي ذلك من تجربتك, حيث أنك أجلت موضوع الارتباط لمدة عام بعد رحيل زوجتك برغم أن المؤشرات كلها كانت تصب في خانة أبنة عمها إلي جانب العروض الكثيرة التي جاءتك من الكثيرات عقب نشر رسالتك في بريد الجمعة, وهكذا يكون تحكيم العقل أمرا مهما قبل الاقدام علي الزواج خصوصا في مثل هذه الظروف. لقد بذلت كل جهدك واستعنت بالله سبحانه وتعالي وتوكلت عليه, ورضيت بقضائه, فكافأك بالرضا والطمأنينة, وكان مبعث سعادتك هو زوجتك الراحلة ثم الحالية وأولادك الذين يسلكون الطريق الصحيح بحسن تربيتهم وتوجيههم, وهي سعادة تجعلك قادرا علي تحمل المصاعب, وعدم الشعور بالخوف مهما اشتدت الابتلاءات, وصدق الله العظيم إذ يقول فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون, ويقول أيضا الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله, ألا بذكر الله تطمئن القلوب. وتبقي الحقيقة التي يغفلها الكثيرون وهي أن الإيمان هو الذي يحرر الإنسان من كل حزن وقلق, وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا, وسوف يظل الاعتصام به والتوكل عليه هو منهج الحياة القويم, وسر السعادة والقوة الخفية لتحقيق الأهداف والأماني. فاسعد بزوجتك وأبنائك, وواصل سعيك في الحياة بنفس العزيمة والاصرار والإيمان بالله, وقد آن لك أن تهدأ بالا بعد أن قطعت شوطا كبيرا في المهمة التي تركتها لك زوجتك الراحلة, وتسلحت بزوجتك الثانية التي حملت المسئولية باقتدار, فهي نعم الزوجة والأم, وسوف تأتيها جوائز السماء تباعا جزاء صنيعها الرائع ونقاء معدنها الأصيل, والحمد لله رب العالمين |
| | | كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488 بلد الإقامة : المدينة الفاضلة العمل : الحالة : نقاط : 17058 ترشيحات : 47 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/1/2013, 03:09 | |
| الخلافات العابرة
ولدت في أسرة عرفت طريقها إلي المشكلات الأسرية قبل خروجي إلي الحياة, وتفتحت عيناي علي الدنيا علي هذه المشكلات, وعندما بدأت أعي ما حولي سمعت من أمي الكثير عن خلافاتها مع عائلة أبي.
فلقد عاملوها معاملة سيئة, وكثيرا ما حاولوا انتزاعه منها حيث إنه العائل الوحيد لهم.. ولا أخفيك سرا انني عذرتها علي قطيعتها لهم لما كنت أسمعه من أهوال ارتكبوها في حقها منذ زواجها من أبي لدرجة أنهم لم يتركوهما ينعمان بشهر العسل مثل كل العرسان والعرائس. وهكذا كبرت وترعرعت في هذا الجو المليء بالعواصف والرياح العاتية وشاء القدر أن أكون الذكر الوحيد في أسرتي, فجميع أخوتي بنات, ولذلك احتللت مكانة خاصة في البيت, ودللتني أمي كثيرا, وذللت لي كل المشكلات, وعاملتني معاملة خاصة دون شقيقاتي الإناث, وأغدقت علي من الأموال دون حساب. والحقيقة أنني لم استغل حب أمي وتدليلها لي في أي فعل خاطئ وارتبطت بها كثيرا, وزاد عطاؤها لي, وواصلت تفوقي في الدراسة وأقبلت علي حياتي العملية بشغف والتحقت بإحدي الهيئات المرموقة واستقرت أحوالي المادية إلي حد كبير. ودق قلبي لفتاة رقيقة مهذبة من محيط أصدقائي, وحدث بيننا تفاهم كبير, وحادثت والدتي في رغبتي في الزواج منها, فلاحظت ابتسامة عريضة علي شفتيها, وباركت فكرة ارتباطي, وقدمت لي مبلغا كانت تدخره لي.. وشجعتني علي التقدم إلي والدها لطلب يدها فأسرعت إلي بيتهم والتقيت بهم ورحبوا بي كثيرا وفي الزيارة الثانية حضر معي أبي وأمي وقرأنا الفاتحة ولم يمر شهر واحد حتي عقدنا القران, وأصبحت في سباق مع الزمن لكي أجهز بيت الزوجية وبدأت أغيب عن المنزل فترات طويلة وانصرف اهتمامي إلي خطيبتي تدريجيا.. ولم يعد علي موعد الزفاف سوي أيام,, ولكن حدث فجأة ما لم يكن في الحسبان إذ تبدلت أمي تماما وأصبحت إنسانة أخري لم أعرفها من قبل, وراحت تعدد لي مساوئ أسرة فتاتي مع ان كل ماذكرته مجرد خلافات عادية تحدث عند الزواج ويتداركها الطرفان علي خير دون أن يتوقف عندها أحد, لكنها ركزت عليها ومع كل يوم يقترب موعد الزفاف تزداد أمي ثورة في غضبها علي خطيبتي وتفتعل معها المشكلات, لدرجة أنها المحت لي بأن أطلقها بل واتصلت بأحد المحامين وسألته عن الإجراءات اللازمة لإتمام الطلاق!, ونسيت أن الزواج سنة الحياة.. وأن ما تفعله الآن هو نفس ما شكت منه بعد زواجها ولا أدري كيف أرضي أمي وأهدئي روعها واحافظ علي علاقة مستقرة لها مع زوجتي فيما بعد ؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
علينا أن نسلم بأن الخلاف في الرأي بين أهالي الزوجين حول الأمور البسيطة أمر معتاد نسمعه كثيرا في كل زيجة دون أن يمس جوهر العلاقة بين الطرفين, لكن إذا تطور الخلاف إلي مسائل عميقة فقد يكون من الصعب التغلب عليه.. وهنا يجب التوقف لمراجعة كل شيء بدقة قبل اتخاذ قرار الطلاق! لقد تحدثت في رسالتك عن خلافات بسيطة تتعلق بترتيبات الزواج ولوازمه, ولا أراها سببا لكي تطلب والدتك منك الانفصال عنها بل وتتصل بمحام لكي تبدأ التنفيذ! وأقول لها: تذكري مافعله أهل زوجك معك, وكيف أنك كنت بريئة من كل التهم التي حاولوا الصاقها بك لدرجة أنهم أحالوا حياتك إلي جحيم وتذكري الليالي الحالكة التي عشتها في كنف من لايرحمون, وقارني حالك بحال, ابنك الذي تحاولين إرغامه علي شرب كأس المرارة الذي عانيته, وستجدين في النهاية أنك المخطئة وأنك تغافلت عن كل جميل موجود في فتاة ابنك, وصببت جام غضبك عليها لأمور تافهة لاتستحق الذكر, فافرحي بابنك ياسيدتي, وباركي سعادته بعروسه ومدي لهما يد العون والمساعدة لكي يثبتا أقدامهما في الحياة. أما أنت فعليك ببر أمك والحرص علي زيارتها والسؤال عنها لكي لاتشعر بأن هناك من أخذتك منها, فمن حقها عليك أن تكون قريبا منها وأن تقلص المسافات بينكما, وألا تعتبر لحظة انتقالك إلي منزل الزوجية لحظة فراق, وإنما اعتبرها لحظة تواصل جديدة مع أسرتك, وإياك والثرثرة في المسائل المتعلقة بك وبزوجتك فمعظم النار من مستصغر الشرر! أما عروسك فأنصحها بأن تتجاوز عن هفوات والدتك التي تظهر عادة في بداية الزواج ثم لاتلبث الأحوال أن تتحسن شيئا فشيئا, وتسير سفينة الحياة. |
| | | اقتباس مرشح
العمر : 35 عدد الرسائل : 676 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6727 ترشيحات : 2
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 8/2/2013, 17:08 | |
| البيــت الكبيــــر!
أنا سيدة في التاسعة والأربعين من عمري, تزوجت وأنا في سن الثلاثين من شاب وجدت فيه الصفات التي تؤهلنا لحياة زوجية مستقرة, وعشنا في شقة مساحتها مائة متر حصل عليها زوجي بما ادخره من شقاء السنين.
وأمضينا عامنا الأول بلا مشكلات ولا عقبات, وفي العام الثاني تسللت إلينا المتاعب,حينما جاء أشقاء زوجي الثلاثة ووالدتهم للمعيشة معنا في شقتنا خوفا من انهيار منزل العائلة الذي أثبتت المعاينة أنه آيل للسقوط, فرحبت بهم, واعتبرت أن إقامتهم معنا مؤقتة, وسوف يعودون إلي منزلهم بعد إعادة بنائه أو الانتقال إلي منزل آخر, ولكن مع مرور الأيام أصبح وجودهم أمرا واقعا, واستقرت بهم الحال في شقتنا الضيقة.. أما منزل العائلة فقد باعوه, وأخذ كل منهم مبلغا كبيرا, وراح يفكر في نفسه فقط غير عابئ بنا, وبالعذاب الذي نعانيه, فاشتري الأول شقة تزيد كثيرا علي مساحة شقتي وتزوج فيها, وخرج من بيتنا بعد أربع سنوات, وتصورت أنه سيأخذ أمه واخوته أو حتي مجرد أن يعرض عليهم الانتقال للإقامة معه لكنه لم يفعل وزادني هما علي همومي بعد أن منح زوجته إجازة زوجية يومي الخميس والجمعة لتذهب إلي أهلها, ويأتي هو إلينا ليقضي هذين اليومين مع والدته واخوته. ولم تمض أشهر حتي تزوج الثاني, وسافر إلي دولة عربية وبصحبته زوجته التي تعمل في المجال نفسه, وحرص علي الحضور إلي مصر في الإجازات بمفرده تاركا أسرته, لكي يقضي الإجازة عندنا, ويطمئن علي والدته, وقد تمتد اجازته لعدة أشهر. وجاء الدور علي الثالث فتزوج وخرج من بيتي, وكم تمنيت أن يكون خروجه بلا رجعة, ولكنه للأسف دائم الشجار مع زوجته, ويتركها وحدها كثيرا ليأتي إلي أمه التي تقويه دائما عليها. هذا هو ملخص تسعة عشر عاما قضاها أشقاء زوجي في منزلنا حتي الآن, ولا أمل في التخلص منهم لأن والدتهم علي قيد الحياة, ولا أمل لي في الراحة مادامت الأوضاع بهذا الشكل. ... أما زوجي فلا يشعر بحجم المأساة التي أعانيها, ويريدني أن أكون مبتسمة دائما, ولا أقصر في شيء.. فقل لي يا سيدي: هل من تعيش مثل ظروفي تكون قادرة علي الاستمرار بنفس القوة والحالة المزاجية؟!.. لقد يئست من عدم تحرك زوجي لإيجاد حل لهذه المعضلة طوال هذه السنين, وكنت كلما فاتحته فيما نحن فيه, يري أن البركة في اللمة, فأي بركة هذه, وأنا وأولادي ننام في حجرة واحدة؟.. ولم أعرف طعم الخصوصية التي تتمتع بها كل الزوجات, وحياتي كلها مكشوفة لهم, حتي في حجرة النوم التي تجمعني بزوجي وأولادي, فهم يتحركون بحرية تامة داخل الشقة... وأي بركة وأنا أقف في المطبخ ساعات طويلة, وكأني أعمل في مطعم؟!.. فكل واحد له موعد مختلف لتناول الغداء أو العشاء عن مواعيد الآخرين. إن عيشة اللمة التي يتحدث عنها زوجي ربما تكون مقبولة في الريف, حيث تقاس المنازل بالقراريط.. لكنها ليست كذلك في المدن التي تقاس فيها الشقة بالأمتار... ولا أدري كيف تكون المقارنة بين الحالتين؟... إنني لم تعد لدي طاقة لخدمة أحد, وفاض بي الكيل مما ألاقيه من عذاب لا أجد له نهاية. وإني أسألك يا سيدي: هل هناك نص في القانون يعطي الزوج الحق في أن يتصرف في شقة الزوجية, ويعيش أهله معه كما فعل زوجي؟.. وهل هناك نص في الكتاب والسنة يبيح أن يعيش أشقاء الزوج معه في شقة الزوجية نفسها؟.. إن زوجي يري أن أشقاءه اخوتي, لكن هذا للاسف ليس صحيحا, ولقد رأيت من أحدهم العكس تماما. إنني أعيش منذ فترة في حالة توتر ونفور من زوجي, بل أحيانا أكلم نفسي بصوت مسموع, وكثيرا ما ألومها علي أنني قبلت هذا الوضع منذ البداية, وسكت عليه حتي وصلت إلي ما أنا فيه الآن من ذل ومهانة, لكن ما جعلني أقبل بكل ما تعرضت له هو ما تعلمته من معاملة أمي لأبي القائمة علي الطاعة حتي ولو كان علي خطأ.. نعم يا سيدي كان هذا سلوكها معه, لكن كانت الأمور هادئة, ولم يكن هناك مجال للخلافات.. فكل شيء محدد ومعروف.. لكن يبدو أن زماننا هذا هو زمن الصوت العالي... فلكي تحصل علي حقك عليك أن تناله بأي طريقة, ولا تسألني أين زوجك؟.. فهو الذي تسبب في هذه المشكلة, وكان بإمكانه أن يترك لهم الشقة, ويشتري أخري بنصيبه من عائد بيع منزل العائلة, لكنه صرف كل ما لديه من مدخرات وميراث علي اخوته طوال هذه السنوات, ولم يأخذ منهم شيئا, فلقد عاشوا ومازالوا يعيشون معنا كأنهم في منزل أبيهم, وليس منزل أخيهم. وإني أسالك: هل صلة الرحم تعني أن يأخذ زوجي حقوقي ليعطيها لأهله؟.. حقي في النوم وقتما أشاء.. وحقي في الملبس, فأرتدي في الحر ما أريد.. وحقي في أن أكون علي راحتي دون أن ترصدني العيون من حولي.. لقد ضاعت كل حقوقي, وضعت معها, فلم أعد أشعر سوي بالحسرة, وكم تمنيت أن تعود الأيام إلي الوراء, ولكن للأسف الشديد فإن الزمن لا يرجع إلي الخلف.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: من الحقوق الأساسية التي حددها الإسلام للزوجة توفير مستلزمات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وحسن المعاشرة, وفي ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم حق المرأة علي زوجها أن يسد جوعها, وأن يستر عورتها, ولا يقبح لها وجها, بمعني أن حقها عليه لا يقتصر علي الأمور المادية الضرورية من طعام وكساء فحسب, بل ويقترن أيضا بالمعاملة الطيبة فلا يتبع معها طريقة الأوامر والإقرار بالأمر الواقع, فهذا الأسلوب يجعلها تنفر منه ويرسب في نفسها الكراهية له, وشيئا فشيئا قد تستحيل الحياة بينهما, وهذا ما أخشي أن تصلي إليه يا سيدتي بنفورك من زوجك علي حد وصفك لموقفك منه بعد معاناتك الطويلة من وجود أسرته كلها معكم في نفس الشقة. والخطأ الذي وقع فيه هو أنه لم يستشرك في قراره بالابقاء علي أخوته ووالدته في هذه الشقة الضيقة وعدم البحث عن مسكن آخر يتسع لهم ولكم, كما أنه لم يكن هناك حوار بينكما, ناسيا أو جاهلا أن الشوري بين الزوجين تشيع جو الطمأنينة لدي الزوجة. وتوقد شمعة المحبة في قلبها.. كما أن قول الرجل لزوجته: اني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا كما جاء أيضا في الحديث الشريف, فالحب المتبادل والحوار الدائم هما الرباط الاساسي للزواج, وبدونهما تتفكك الأسرة.ولقد ثبت أن اكثر حالات الطلاق تكون لأسباب تافهة, ويمكن للزوجين بالعقل والحكمة أن يتفاديا الوقوع في براثن الاخطاء التي تؤدي إليه. أما عيشة اللمة التي يراها زوجك فلا تعني انتهاك خصوصيتك, وليس مقبولا أن تكون هذه اللمة علي حساب حياتك الخاصة, وإنما يجب ان يكون المقصود منها عقد لقاءات عائلية من حين لآخر, فيشعر فيها الفرد بأنه جزء من الكل, وهي مرتبطة أيضا بصلة الرحم التي تنحصر في هذا الإطار, ولا تمتد إلي التضييق علي الآخرين, فمن حقك ان تنعمي بحياتك, وان يكون لك عالمك الخاص. وليس مستحبا, ولا مقبولا ان يعيش أشقاء الزوج أو غيرهم في شقة الزوجية ويكون ذلك قاصرا علي ظروف معينة مثل عدم استطاعتهم توفير مسكن آخر أو إنهم أطفال صغار الي غير ذلك من الأسباب التي قد تتفهمها الزوجة, ولكن في حالتكم لا أجد مبررا لإستمرار زوجك في هذا الأسلوب علي النحو الذي سردته في رسالتك. ومع إنني أقدر موقف زوجك من وجود اشقائه معكم ـ وهم في أعمار مقاربة له, وليسوا أطفالا ـ إلا أنه يجب عليه أن يفكر في هذه المسألة بنظرة أبعد من ذلك بعد ان صار لكل منهم بيته المستقل, وأن يتفهم مغزي ما المحت إليه من خطأ وجودهم معك في مكان واحد وكل تحركاتك تحت أسماعهم وأبصارهم!وعلي أي حال فإن من تحملت المعيشة وسط هذا الجو العائلي كل هذه السنوات وتمتعت بالجلد الذي تفتقده الكثيرات فإنها قادرة علي مواصلة حياتها بنفس العزيمة والإصرار, فالفترات الصعبة في حياتك يا سيدتي قد انتهت, وما هو قادم أسهل بكثير مما عانيته في الماضي. ويمكن لزوجك حل مشكلة الشقة الضيقة التي تعيشون فيها بمساعدة أشقائه واحسبهم جميعا قادرين علي توفير مسكن آخر تلتئم فيه العائلة تعويضا عن البيت الكبير الذي باعوه, ولم يعملوا حساب حاجتهم إلي مكان يضم الجميع بعد أن يكبر أولادك وتضيق الشقة بمن فيها, ولتطرحي هذا الحل علي زوجك وتناقشا معا كيف يمكن تحقيقه من باب التوسعة علي والدته واخوته, فالمعالجة الصحيحة لهذه المشكلة تقتضي الحكمة والتريث والبحث عن المدخل الصحيح لإثارتها مع أشقائه حتي تتجنبوا المتاعب والخلافات المتوقعة في مثل هذه الأمور, والتي قد تسهم زوجاتهم في اشعالها حتي تظل الأمور علي ماهي عليه. وفي كل الخطوات المنتظرة من الآن فصاعدا عليك أن تكوني أكثر قربا من حماتك, وهي في مقام والدتك, وقد تعودت علي وجودها معكم والإقامة الطويلة بينكم.. وأسأل الله لك التوفيق والسداد. |
| | | اقتباس مرشح
العمر : 35 عدد الرسائل : 676 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6727 ترشيحات : 2
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 8/2/2013, 17:11 | |
| العيون الدامعة
لعلك تذكرني فأنا واحدة من قارئات بريد الأهرام وكنت قد نشرت حكايتي ضمن هموم البسطاء في البريد اليومي منذ ما يقرب من خمس سنوات.
وتحدثت فيها عن انني مهددة بعدم دخول الجامعة واستكمال تعليمي برغم تفوقي الدراسي بعد وفاة والدي الذي لم يكن له عمل ثابت, وكان يتنقل من عمل إلي آخر حتي رحيله, وفور نشر رسالتي اهتم بأمري الكثيرون من أهل الخير وعن طريقكم خصص لي أحدهم مبلغا ثابتا حتي اتمام دراستي.. وكنت أحضر أول كل شهر وأتسلم المبلغ بشيك من بريد الأهرام, ومرت الأيام, وتخرجت وحصلت علي تقدير عال اهلني للعمل في إحدي الشركات الكبري, وما أن تسلمت أول راتب لي حتي انهمرت دموعي واخذت أهتف بصوت مسموع والجميع حولي مذهولون الحمد لله.. الحمد لله.. فلا أحد يعرف حكايتي.. نعم الحمد لله علي هذه النعمة الكبري.. والشكر لبريد الأهرام ولأهل الخير الافاضل وما اكثرهم ممن يسارعون إلي فعل الخيرات, ومنهم من يقتطع من قوته لكي يمسح دمعة يتيم أو حزين, أو يسهم في أي عمل من أعمال الخير, كتلك السيدة التي كتبتم عنها في بريد الجمعة الماضي والتي تبرعت بما ادخرته من معاشها البسيط مساهمة منها في شراء جهاز طبي لمستشفي الرمد بطنطا. إنني اكتب إليك هذه الكلمات وأنا أحمل بيدي مبلغا بسيطا اقتطعته من راتبي. وسوف أتبرع به كل شهر لكي أكفل به فتاة يتيمة تعاني ما عانيته من متاعب, فلا يعرف طعم الحرمان إلا من كابده, ولك التحية والتقدير.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لقد انسابت دموعي وأنا أقرأ كلماتك النابعة من القلب, والتي تدل علي نقاء معدنك, وإحساسك بآلام الآخرين, وانت التي عانيت الكثير في مشوارك الدراسي, لكن مثلك لا يشقي لها جانب, ولا تعرف المستحيل.. فها أنت تحققين ما عجزت عنه الكثيرات ممن يملكن المال, فشققت طريقك في الحياة بعزيمة وإصرار.. وسوف تحصدين المزيد من الثمار بمرور الأيام.. وأشكرك علي مبادرتك الطيبة لرعاية فتاة يتيمة.. وتفضلي بزيارة بريد الاهرام لاختيار الفتاة التي ترغبين في مساعدتها.. والله المستعان |
| | | اقتباس مرشح
العمر : 35 عدد الرسائل : 676 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6727 ترشيحات : 2
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 8/2/2013, 17:13 | |
| الحب الوهمي
أنا فتاة في العشرين من عمري تقدم لخطبتي رجل يكبرني بأربعين عاما,كنت قد تعرفت عليه في مؤتمر خاص بمجال دراستي وهو نفس مجال عمله, وتبادلنا أرقام الهواتف, واضفته الي صفحتي علي الفيس بوك.
وكثيرا ما حدثته في امور الدراسة, ووجدته رجلا عاقلا ومتزنا, ويخاف الله ومحترما بشهادة كل من يعرفه في محيط عمله. وذات يوم صارحني بحبه لي, وقال لي إنه قرر أن يدخل بيتنا من بابه, وجاءنا في زيارة رسمية وتقدم لأهلي طالبا يدي, وأبلغني أنه أرمل حيث توفيت زوجته منذ عام, وتركت له بنتين وولدين, جميعهم يكبرونني سنا ماعدا ابنته الصغري. وقد رفضه أبي وامي لفارق السن بيننا, وأنا متمسكة به, ولكن لن أتزوج بدون موافقتهما, فهل أجد لديك ما أقنعهما به؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: أي زيجة هذه التي تسعين اليها وعمر من تريدين الارتباط به ثلاثة أمثال عمرك.. فالزواج الناجح يجب أن يقوم علي التكافؤ بين الزوجين في كل شيء من حيث العمر والمستوي الثقافي والمادي وغيرها من العوامل المعروفة لدي الجميع.. وإذا كنت قد تأثرت بكلمات كتبها لك هذا الرجل أو بثك حبه أو غير ذلك من الأساليب التي يغرر بها البعض بضحاياهم, فإنه ينبغي عليك أن تستمعي إلي نصيحة والديك, فهما أدري منك بمثل هذه الأمور.. ولا تتعجلي الزواج وأنت في سن صغيرة, فمن الواضح أنك مازلت طالبة وسوف تصادفين شابا مثلك تتبادلين معه الحب, وتقيمان معا أسرة صغيرة.. فلا تنزلقي إلي الخطأ واقطعي صلتك تماما بهذا الرجل الذي يجب أن يتقي الله ويبعد عنك, وليكن لأبويك دور في إنهاء هذه العلاقة الغريبة وغير المتكافئة, ولا يكتفيان بالرفض تجنبا لما قد يفعله هذا الرجل من أجل الايقاع بك وإذا كان محترما ويخشي الله حقا كما تقولين ما غرر بك حتي وقعت في هذا الحب الوهمي الذي تتحدثين عنه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. |
| | | جـــ جو ـــو عضو جديد
عدد الرسائل : 22 بلد الإقامة : فيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6001 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/2/2013, 01:06 | |
| كابوس منتصف الليل!
أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري, نشأت في أسرة بسيطة لأبوين مكافحين علماني الفضيلة منذ صغري فعرفت الالتزام الديني والأخلاقي, وركزت كل جهدي في دراستي, ولم أفكر يوما في إقامة علاقة عاطفية.. , أو أجرؤ علي الحديث مع أي بنت, وكنت أشعر بالخجل إذا اقتربت مني إحداهن لسؤالي عن موعد المحاضرة في الكلية التي أدرس بها, واختزنت مشاعري لزوجة المستقبل التي طالما حلمت بها, وبعد تخرجي سافرت الي إحدي دول الخليج, وأنا أتطلع إلي بناء مستقبلي وتحقيق أحلامي, وعملت في شركة صغيرة مع كثيرين من المصريين, وبرغم قلة رواتبنا فيها مقارنة بغيرها من الشركات فإنني كنت سعيدا بالصحبة الجميلة, وكنا نستيقظ معا لأداء صلاة الفجر ثم نتناول طعام الإفطار ونذهب الي العمل الذي لم يشغلني شيء سواه فكنت أؤديه بما يرضي الله, وأثني صاحب الشركة علي أدائي فرشحني للعمل معه في موقع آخر بمرتب أكبر مما أتقاضاه بالرغم من أنني لم تكن لي خبرة تذكر فيه, فالمتبع دائما في مثل هذه الشركات أنها تستعين بذوي الخبرة, وليس لدي أصحابها مجال للتجربة, لكن ثقة الرجل في قدرتي علي القيام بما كلفني به هي التي دفعته الي اختياري للموقع الجديد. ومرت الأيام وتعددت مسئولياتي وحرص صاحب العمل علي اصطحابي معه في المهام التي يقوم بها الي الخارج, وأخذني معه في مهمة بإحدي دول آسيا, وهناك ظللنا شهرا كاملا, تعرضت خلاله لإغراءات كثيرة, لكنني لم ألتفت الي أي محاولات للاقتراب مني حتي اليوم الأخير للرحلة, حيث حاصرتني احدي السيدات ولعب الشيطان بي, فسقطت فيما يغضب الله دون وعي, وانهارت حياتي وعرفت الضيق والخوف والهلع لأول مرة في حياتي فتوقفت عن الصلاة, وكرهت العمل وصار الليل كابوسا مخيفا أحسب حسابه كل ليلة بعد أن ذهبت الطمأنينة من قلبي وعقلي وتحولت حياتي الي جحيم, فرحت أشاهد الأفلام الإباحية وأبحث عنها في القنوات الفضائية الأجنبية, وأنا الذي كنت أقرأ القرآن وأواظب علي الصلاة ولم تعرف الرذيلة طريقا الي من قبل. وكتمت سري في نفسي فلم أحدث به أحدا, ودعوت الله أن يغفر لي خطيئتي وأن يبعدني عن طريق السوء, وعدت شيئا فشيئا إلي سيرتي الأولي وإن ظلت الهواجس تطاردني في كل مكان أذهب اليه. وزاد من اضطرابي صديق لي تعرفت عليه في محيط عملي وهو طيب وجدع وأنا أحبه لكنه يعاني عقدة نفسية هي اللعب بعواطف البنات فيسعي الي التعرف عليهن, ويمضي مع كل واحدة بعض الوقت ثم يتركها ويبحث عن أخري, ويقع سكنه في منطقة بعيدة نسبيا عن المنطقة التي أقطن بها وذات يوم اتصلت به وأبلغته انني قادم اليه لقضاء بعض الوقت معه في إحدي الكافيتريات, فطلب مني أن أصطحب معي فتاة مصرية تعرف عليها عن طريق الانترنت حيث انها علي موعد معه, وهي لا تملك سيارة فاتصلت بها, وجاءت معي, وفي الطريق عرفت انها جاءت للعمل في هذا البلد العربي بمفردها, واصطدمت بالغربة وعانت شدتها وقسوتها خصوصا علي البنات, ولم يخفف عنها ما هي فيه سوي قريب لها, لكن زوجته لم ترحب بها وقابلتها بجفاء زادت حدته زيارة بعد أخري مما دفعها الي قطع علاقتها بهما, وانزوت علي نفسها ثم وجدت سلواها في الانترنت ومن خلاله تعرفت علي صديقي, ولا يتجاوز حديثهما الأمور العامة ولم تتطرق في الكلام معه الي أي مسائل شخصية, فالأسرار العائلية تخصها وحدها ولا شأن لأحد بها, ووجدتها تتعامل بتلقائية في زمن تسوده الأنانية, ولا يفكر فيه أحد إلا في نفسه, ولا يهمه الآخرين من قريب أو بعيد. لقد سمعت كلامها وتعاطفت معها وخشيت عليها من صديقي لكني لم أبح لها بذلك, وأوصلتها الي المكان الذي اتفقنا علي اللقاء فيه.. وجري بيننا حديث عام, ثم أعدتها الي منزلها, واتصلت بصديقي ورجوته ان يبعد عنها ويتركها لحالها فوعدني بذلك, ولكني لم اطمئن اليه, وفكرت في أن أخبرها بأنه كثير العلاقات وأنني أخشي أن تقع فريسة له ثم تراجعت عن ذلك, وفضلت ان أتحدث معها وأن أبلغها بطريق غير مباشر بضرورة الابتعاد عن الشبهات.. وذات مرة وفي ثنايا الحديث قلت لها انني أحببتها وأريد الزواج منها, فابتسمت وصمتت بما يعني أنها موافقة. ثم جلست أفكر في أمرنا, ومر بخيالي شريط ذكرياتي وكيف انني كنت إنسانا ملتزما ثم وقعت في السقطة الوحيدة في حياتي, وسألت نفسي: هل علاقتي بهذه الفتاة التي تعرفت عليها بالمصادفة حب أم مجرد اعجاب؟! انني وعدتها ان اتقدم لأسرتها في أقرب فرصة لكنني خائف وتطاردني أسئلة لا أعرف لها اجابة, إذ كيف أتزوج ممن تعرفت علي صديق لي ولا أدري ان كانت لها علاقات سابقة أم لا؟ صحيح انها أكدت لي عدم معرفتها بأحد من قبل, وقد صدقها قلبي, لكن عقلي لا يستطيع أن يستوعب ما قالته, وأخشي أن تكون عقابا لي من الله علي ما فعلته. وأنا حائر بين أن أمضي في زواجي منها, أو أن أقطع علاقتي بها, وأريد أن أكفر عن ذنبي الذي يطاردني في كابوس منتصف الليل, وان تصفو نفسي من جديد لكن الخوف يسيطر علي تفكيري من أن تصبح مصدرا للعذاب وليس الهدوء والسكينة, فبماذا تشير علي؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول: عندما كنت قانعا وراضيا عشت سعيدا مسرورا, وعندما عرفت الشره والسخط تحولت حياتك إلي شقاء وجحيم فانحرفت عن مسارك الطبيعي الذي نشأت عليه, واتجهت إلي مخاطبة ملذاتك حتي أصبحت علي النقيض تماما. وكان طبيعيا أن تشعر بالندم, وأن تتلمس طريقك الأصلي من جديد, وهو متاح وميسر لك إذا أخلصت التوبة, وابتعدت عن الضلال, فالله سبحانه وتعالي يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك به عز وجل. ومن هنا فإنه يتعين عليك أن تتخذ من الخطيئة التي وقعت فيها نقطة البداية نحو مسار جديد ينجيك مما أوقعت نفسك فيه, وكلما تذكرتها يجب أن تزداد إصرارا علي العودة إلي الصواب وعدم الالتفات إلي الوراء, فمراجعة الماضي حتي وإن سببت بعض الآلام فإنها تكون حافزا علي عدم تكرار أخطائه, والعبرة دائما تكون بمدي الاستفادة من دروس الحياة. وأما عن الفتاة التي سارعت بإبداء رغبتك في الارتباط بها, فلو حكمت عقلك وقلبك وروحك لتأكدت أن مشاعرك نحوها لم تنضج بعد, بدليل ترددك في اتمام الزواج منها, ولو انك أحببتها حقا وكنت مقتنعا بها لما ترددت, ولأقدمت علي اتخاذ خطوات فعلية بالاتصال بأهلك وإبلاغهم بالخطوة التي تنوي اتخاذها للإرتباط بها لمعرفة رأيهم فيها, والسؤال عن أسرتها, فهاجس علاقتها بصديقك وعدم معرفتك بأهلها ولا بظروفها إلا من خلال كلمات عابرة قالتها لك سوف يظل يطاردك بعد الزواج. ومن هنا فإن التسرع في مسألة الارتباط خطأ, والأفضل أن تعطي نفسك فسحة من الوقت للسؤال عنها في محيط أسرتها عن طريق أهلك, وأن تتعرف علي قريبها الموجود معكما في البلد الذي تعمل به, ومن خلال المعلومات التي تتجمع لديك سوف تتوصل إلي ما يساعدك علي حسم أمرك معها, ويتوازي مع ذلك ضرورة أن تقطع علاقتها بصديقك أو غيره, وأن تعرف أن علاقات الانترنت غير مأمونة العواقب, ويدفع ثمنها الكثيرون بعد فوات الأوان, فالأصل في الزواج هو التعارف المباشر في حضور الأسرتين. وأخيرا فإنك إذا التزمت بما قطعته علي نفسك من عهد بألا تعود إلي الذنب الذي اقترفته, وبإنتهاجك الطريق الصحيح للزواج سوف تتغلب علي كابوس منتصف الليل الذي يطاردك ويقض مضجعك, وسوف تعود نفسك آمنة مطمئنة كما كانت باذن الله. |
| | | جـــ جو ـــو عضو جديد
عدد الرسائل : 22 بلد الإقامة : فيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6001 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/2/2013, 01:16 | |
| الخطر الحقيقي
أنا فتاة تعديت سن الخامسة والعشرين وأعمل في هيئة مهمة ولكن يؤرقني خجلي الزائد عن الحد الذي لم استطع التخلص منه, بل وتزداد حدته كلما تقدم بي العمر فقد رباني والداي علي ان كل ما يخص الجنس الآخر عيب وحرام.. فالصداقة واللعب أو مجرد الاستماع للأولاد والحديث معهم كله ممنوع, وهكذا اصبح الذكور بالنسبة لي عالما آخر, وصارت كل صداقاتي محصورة في الإناث فقط, وسارت حياتي علي هذا النحو ولم أفكر يوما ولو في مجرد إلقاء السلام علي أي شاب ومضيت في مشواري التعليمي دون ان أصادق زميلا أو اتحدث معه, وإذا حاول أحدهم ان يتحدث معي احمر وجهي وتلعثمت في الكلام صددته بلطف وانصرفت سريعا من أمامه ودقات قلبي تسابق خطواتي, وفي فترة دراستي الجامعية حاول الكثيرون من الزملاء التقرب مني ولاحظوا جميعا احمرار وجهي بمجرد ان ينظر أحدهم لي وفوجئوا بابتعادي عنهم سريعا وجاءتني زميلاتي بأكثر من عرض خطبة من شباب توسموا في خيرا, وقالوا جميعا انهم لايريدون سوي موعد لزيارة والدي والتحدث معه في الخطبة وانهم جادون في الزواج لكني لم أعر هذا الأمر اهتماما ولم أتوقف عنده كثيرا وركزت كل اهتمامي في المذاكرة ولاحظت ان أحدهم كان دائم النظر إلي ويبدو لي من مظهره العام انه شاب ملتزم وتمنيت داخليا لو تحدثت معه فربما يكون هو المناسب لي لكن حاجزا ما منعني من مجرد الكلام وأحسست كأن سورا ضخما يحول بيننا. وعند هذا الحد لم اكن اعتبر انني في مشكلة فقد بدأت المأساة الحقيقية عندما عاد قريب لنا بعد رحلة عمل طويلة في الخارج واستقرت أحواله والتقيت به في تجمع عائلي في شهر رمضان حيث فاتحني في موضوع الارتباط والتقدم لخطبتي, ورغم إعجابي الشديد به إلا ان خجلي منعني من الرد عليه وان كانت ابتسامتي وقتها قد فضحت ما اخفيه من اعجاب بشخصيته, وجاء إلي بيتنا طالبا يدي فعلا وكان يوما من اسعد أيام حياتني وفهم والدي موقفي من صمتي وعشت أياما عصيبة وأنا أحاول ان اتحدي الخجل ولكن هيهات, إذ أشعر وكأن رباطا يعقد لساني, وحتي في الهاتف لم استطع ان اقول له كلمة أحبك مما أثار المخاوف والشكوك لديه. وهنا ألقي علي مسامعي كلاما كثيرا وقال انني إذا لم أكن أريده فيجب ان أبلغه بذلك فأكدت له انه يفهم أفعالي خطأ فمد يده وأمسك بيدي فإذا بي انخرط في بكاء متصل وهنا ساورته الشكوك بأن شيئا ما غير مفهوم في تصرفاتي وليس الخجل وحده فأقسمت له انني لم أحادث احدا في حياتي وهذه هي المرة الأولي التي يلمسني فيها أي شخص وعليه ان يقدر موقفي. لقد عقدنا القران لكنه أخبرني ان موعد الزفاف مرتبط بتخلصي من الخجل لأنه لن يتزوج من فتاة تخجل من مجرد الكلام العادي مع زوجها. إنني يا سيدي أحب زوجي الذي لم أزف إليه بعد لكن الخجل يقتلني ولا أعرف كيف أتخلص منه؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ان تتمتع الفتاة بالخجل فهذا شيء محمود ولا خطأ فيه أما ان يتحول هذا الخجل إلي مرض يسيطر عليها ويجعلها تفقد شخصيتها فهذا هو الخطر الحقيقي الذي تندفع إليه دون ان تدري. والمسئولية هنا تقع علي الأبوين اللذين يجب ان يفرقا بين التربية القائمة علي العقل والحوار, والتربية المفروضة بالعقاب والأوامر والفرمانات إذ لايعقل أبدا ان تصل فتاة الي المرحلة الجامعية وهي أسيرة نفسها لا تتكلم مع شاب أو تتعامل مع زميل لها, فالحياة لاتستقيم بدون وجود علاقة مع الآخرين, ولايعني ان تتكلم فتاة مع شاب ان تخرج بذلك عن حدود الأدب, فقد يأتي العكس بعواقب وخيمة فالبنت عندما تكون معدومة الخبرة بالتعامل مع الشباب تنجرف في فترة ما إلي الخطأ دون ان تعي ذلك. وهناك من المآسي الكثير مما نسمعه ونقرأه علي صفحات الصحف ووسائل الإعلام نتيجة التربية الخاطئة وهذا لايعني ان يترك الأبوان لبناتهما الحبل علي الغارب لكي يفعلن ما يحلو لهن ولايعني الانغلاق التام, لأن النتيجة في الحالتين غير مرضية وانما لابد ان تكون هناك فلسفة واضحة في التربية وهي التفرقة التامة بين الكلام العادي الذي يتيح الفرصة لكل طرف ان يتعرف علي الآخر وان يكون الحديث في مسائل الحب والزواج وخلافه عن طريق الأسرة, فإذا أراد شاب ان يتقدم لفتاة يري فيها الزوجة المناسبة له فليكن ذلك بالاتصال المباشر بأسرتها, وهذا يكسبه المصداقية وينعكس عليها بالطمأنينة له وتستطيع حينئذ ان تتواصل معه في حدود تبادل الحديث لا أكثر فيتعرف كل منهما علي طبيعة الآخر, وشيئا فشيئا تزال الحواجز بينهما بعد ان يجمعهما عش الزوجية. أيتها الفتاة العاقلة أنت لم تخطئي في تصرفاتك مع خطيبك الذي لايحق له ان يطلب منك ما هو أكثر من الكلام أما اللمس الذي تعقبه تنازلات أكبر فهي مرفوضة تماما, قولي له ذلك, فحينما تنتقلين إلي شقة الزوجية سيكون الوضع مختلفا وحينئذ ستكون له حقوقه الزوجية وسوف يدرك وقتها انك تحبينه بكل جوارحك. وأقول له: لا تتسرع في الحكم علي فتاتك فلو أنها قدمت أي تنازلات لك حتي ولو لمس الأيادي فسوف يتسرب الشك إلي عقلك وفكرك فحافظ علي الكنز الموجود الآن بين يديك, وهنيئا لكما هذا الحب الطاهر, والله الموفق |
| | | جـــ جو ـــو عضو جديد
عدد الرسائل : 22 بلد الإقامة : فيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6001 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/2/2013, 01:21 | |
| الهدوء المفقود
أنا شاب أقترب من سن الأربعين, وقد تزوجت من زميلة لي بالجامعة ورزقنا الله بولد بعد عام من الزواج, والتحقت بهيئة حكومية كبري, وتمضي حياتنا في مسيرتها العادية.
, حيث أخرج إلي العمل في الصباح وأعود في المساء, وتتولي زوجتي تدبير شئوننا ورعاية ابننا, وقد حدث ما كنت أخشاه إذ نشأت فجوة كبري بيني وبينه, فهو لا يميل إلي التعامل معي, ويري أنني أقسو عليه بينما أمه لا تتوقف عند أي سلوك له, صحيح أو خطأ, وهذا ما جعلنا ندخل في خلافات حادة كادت أن تصل إلي الطلاق. لقد صنعت زوجتي ولدا شقيا لا يطاق, وأصبحت زيارتنا إلي أي قريب لنا غير مرغوب فيها بسبب شقاوته لدرجة لجوئه إلي تكسير ما حوله بلا اكتراث, بينما هي تتفرج عليه ولا تقول له شيئا. إنني أكاد أصاب بالجنون من أسلوبها العجيب, وقد حاولت إصلاح أحوالها دون جدوي, وأشعر أنني وصلت إلي طريق مسدود, فهل من حل يعيد إلينا هدوءنا المفقود؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول: في كثير من الحالات نلمس تقصيرا واضحا من الأسرة تجاه أبنائها, فليس بالتدليل, ولا بالشدة تتم تربية الأبناء, وهناك عامل مشترك في أسلوب التربية يتمثل في تعليم الأبناء التصرفات السليمة, وتوجيههم دائما إلي ما هو صواب, وإبعادهم عما هو خطأ ليس بأسلوب التلقين, ولكن بأسلوب عملي, بمعني أن يحرص الأب علي أن يراه ابنه وهو ينتهج السلوك الذي ينصحه به, فلا يعقل أن يقول له: لا تدخن بينما هو يدخن! ولا يعقل أن تطالب الأم ابنها بالصلاة بينما هي لا تصلي! وهكذا.. ولا يصح أن تترك أنت وزوجتك الحبل علي الغارب لإبنكما يفعل ما يشاء, فالأم عندما تدلل ابنها ولا ترشده إلي السلوك السليم يتمادي فيما يفعله حتي يصبح جزءا من شخصيته بالتدريج, ومن شب علي شيء شاب عليه, لذلك يجب أن يتنبه الآباء والأمهات إلي خطورة إهمال تصرفات الأبناء, ومن الضروري أن تتم معاملتهم بمبدأ الثواب والعقاب, فإذا أتي الطفل تصرفا جميلا يثاب عليه, وإن أتي تصرفا غير مقبول يتم تعنيفه, فإذا كرره ثانية يعاقب بالضرب الخفيف, أو الحرمان من المصروف, إلي غير ذلك من الوسائل التي يشعر معها بخطئه فلا يكرره. وبصفة عامة فإن من شابه أباه فما ظلم, لذلك يجب أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم, وحينئذ سوف تسير الأمور بشكل طبيعي, ويتحقق لكل أسرة الهدوء المنشود. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|