|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 7/12/2012, 17:54 | |
| الآفة الخطيرة! أتابع بانتظام القضايا الانسانية والاجتماعية التي يطرحها بريد الجمعة وقرأت قصصا عديدة تتناول نفس المأساة التي أعيشها لكني لم أتعظ من دروسها. وها أنا أجلس مع نفسي بالساعات وأبكي بحرقة وألم علي ما آلت إليه أحوالي, وأدرك تماما أن مافات انقضي وانتهي, لكني قررت أن أكتب إليك بتجربتي عسي أن تستفيد منها كل عاصية عن أمر ربها ولا تطيع والديها بما يشيران به عليها, فأنا زوجة تخطيت الثلاثين بسنوات, ولدي ابنة في الصف الأول الاعدادي, وهي كبري أولادي الثلاثة, وقد لاحظت عليها الكذب, فتحدثت معها كثيرا عن الكذابين, وشرحت لها أن من تكذب لا يرضي عنها الله, وأثبت لها ذلك من القرآن والسنة بآيات وأحاديث, وركزت علي ما تدرسه من أدلة وأسانيد في المدرسة, فلم تلق بالا لما قلته لها واستمرت في هذه الآفة الخطيرة, بل وتمادت فيها, ثم اتجهت إلي آفة أخري هي السرقة, وبدأت بسرقة نقود من جيب أبيها, وأيضا مما أضعه في محفظة كمصروف للمنزل, وعنفتها علي ما تفعل, لكنها لم تتراجع. كل هذا ووالدها لايعلم. أي شيء, فلقد تحاشيت إبلاغه بما تفعله لأنه عصبي المزاج من جهة, ويقضي في عمله ساعات طويلة من جهة أخري, وأشفق عليه من العبء الملقي علي عاتقه, ولذلك توليت هذا الدور نيابة عنه. وللأسف لم أفلح في اثنائها عما تفعل, وزادت فترات غيابها عن المنزل دون إذن مني, وكلما سألتها أين تقضي كل هذا الوقت؟ ترد علي: مع صديقاتي,, ومنذ أيام أبلغتني بأنها ستذهب إلي صديقتها لقضاء بعض الوقت معها, فوافقت بعد أن أكدت عليها ألا تتأخر عندها, ولكن مر وقت طويل ولم تعد فأحسست بحالة من الخوف والقلق فاتصلت علي تليفونها المحمول الذي أهداه لها والدها في عيد ميلادها, فوجدته مغلقا فكدت أصاب بالجنون ورحت أضرب أخماسا في أسداس, وبعد عدة ساعات اتصلت بي وطلبت مني بصوت متهدج أن أذهب إليها عند صديقتها, فهرولت وأنا أرتجف رعبا وخوفا ودعوت الله طوال الطريق ألا يكون قد حدث لها مكروه, وهناك عرفت أن صديقتها لم تكن موجودة بالمنزل, وهي تعلم ذلك, وانها اعتادت أن تقضي بعض الوقت في لعب الأتاري مع شقيق صديقتها, وهو تلميذ بالصف الأول الثانوي, وفي المرة الأخيرة توقف عن اللعب فجأة وهجم عليها, فقاومته بشدة لكنه أغلق الباب ومنعها من الخروج وظلت تبكي وتبعده عن نفسها,, وأحمد الله انني وصلت إليها قبل أن تضيع. لقد عشت موقفا عصيبا, وعدت أجر أذيال الخيبة, وفور أن وصلنا إلي منزلنا توضأت وصليت ركعتي شكر لله أن نجاني من الكارثة التي أوشكت أن تحل بنا.. وفي أثناء سجودي رأيت وجه والدي رحمه الله, وتذكرت حياتي وأنا في سن ابنتي, وما فعلته في أبي برغم كل ما قدمه لنا وسط مشاغله وعمله الذي كان يستغرق كل وقته.. فلقد علمنا تعاليم الدين, وبث فينا الأخلاق الحميدة. وكان حريصا علي متابعة دروسنا ويحمل عنا الحقائب والكتب, وكان محبوبا من الجميع وسط العائلة, وكان يتمتع بسمعة طيبة في عمله, ولكني للأسف الشديد كنت مصدر تعاسة له, فلقد ارتكبت نفس ما وقعت فيه ابنتي من أخطاء, ولم ألق بالا لكل ما قاله لي, وخذلته كثيرا ولم أمتثل لأي طلب له, ومع ذلك ظل يعاملني بلطف وحنان.. وتحامل علي نفسه كثيرا من أجلي ووقف في وجه أمي واخوتي.. وفي أيامه الأخيرة قال لي كلمات لم أعها وقتها لأنني كنت غافلة عن معني الأب الحنون الذي ينصح دون كلل أو ملل ومازالت عبارته الأخيرة ترن في أذني: أتمني أن يطول بي العمر لكي أري كيف ستربين أبناءك؟! نعم ياسيدي فلقد ارتكبت نفس أخطاء ابنتي, ولم أستمع لنصائح أبي, وإذا بابنتي تكرر ما فعلته, فالبنت تأخذ طباع أمها, ولم أع فداحة جرائمي في حق نفسي وأسرتي إلا بعد سلسلة أخطاء ابنتي والتي كاد شرفها أن يضيع في لحظة طيش نتيجة استهتاري.. وأرجو أن تتعلم كل الأمهات الدرس الذي لم أتعلمه؟.. وليت والدي رحمه الله يسامحني وهو في دار الخلد, فلقد مات وفي قلبه غصة مني, وقد ندمت أشد الندم علي ما فعلته, وسوف أتدارك كل أخطائي التي انتقلت إلي ابنتي.. وأسأل الله العفو والمغفرة. >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: الخطأ الفادح الذي وقعت فيه مع ابنتك هو انك تركت لها الحبل علي الغارب تفعل ما يحلو لها دون رقابة ولا متابعة ولا محاسبة, فبمجرد ان تقول لك انها ذاهبة للقاء صديقة لها تسلمين بكلامها برغم اكتشافك كذبها في أمور كثيرة لم تتطرقي إليها. ثم لجوئها إلي السرقة, ولذلك كان طبيعيا أن تنجرف إلي تيار السوء, ولولا لطف الله لأفقدها هذا المراهق أعز ما تملك, وكل ذلك بسبب تهاونك معها واستهتارك بما تعرفينه عنها من سلوكيات خاطئة. ولا أجد سببا مقنعا لعدم اشراك أبيها في تربيتها حتي لو كان عصبي المزاج, أو أنه يقضي فترات طويلة في عمله, فتربية الأبناء مسئولية مشتركة بين الأبوين, والأب هو الأقدر علي حل مشكلات أولاده حتي ولو لجأ إلي الشدة في محاسبتهم, فاسرعي إليه بشرح كل ما يتعلق بسلوك ابنتك وكذبها, وارتكابها جريمة السرقة, فتلك الآفات الخطيرة سوف تدفعها إلي حافة الهاوية, وقد تفقد فيما بعد سمعتها ومكانتها بين زميلاتها مما يؤثر علي مستقبلها بالسلب. وإنني أعتقد أن تراخيك ومرونتك الشديدة في التعامل معها هي التي دفعتها إلي هذا الصنيع, ولقد كان دافعك إلي هذه المرونة هو مرورك بنفس التجربة المملوءة بالمثالب والأخطاء, وخروجك علي طاعة أبيك الراحل, وقد تذكرتها عندما حدث لابنتك ما حدث, فرحت تعضين النواجز علي عدم امتثالك لإرادة أبيك الذي حذرك من انك لن تحسني تربية أبنائك, وتحقق ما توقعه بالفعل, فالبنت تسير دائما علي خطي والدتها, ولا أدري ما إذا كان زوجك قد علم بما كنت عليه قبل ارتباطك به أم لا.. ولكن علي كل حال أرجو أن يكون ما تعرضت له ابنتك جرس إنذار لك ينبهك إلي احتواء أولادك بالاشتراك مع أبيهم. أما السبيل الوحيد لارضاء والدك الراحل فهو أن تلتزمي بما كان يأمله فيك بالصراحة والوضوح ونقاء السريرة والندم علي ما فات والالتزام بالطريق القويم والسلوك الراقي. وأن تبثي هذه الصفات الحسنة في ابنتك, فمن تريد أن ترضي ربها وضميرها والمجتمع من حولها لا تسرق ولا تكذب ولا تدخل في علاقات لا تحمد عقباها. أسأل الله لابنتك الهداية, ولك التوفيق, ولكل الآباء والأبناء طريق الرشاد, وهو وحده المستعان. |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 7/12/2012, 17:55 | |
| الزهــرة اليانعـة أنا فتاة عمري32 عاما جميلة وملتزمة دينيا وأخلاقيا, وقد نشأت في أسرة معروفة بإحدي القري, لأب موظف وأم ربة بيت وثلاثة إخوة والجميع يشهدون لنا بالطيبة والكرم.. وعندما بدأت أعي ما حولي في الدنيا وجدتني زهرة العائلة.. الكل يحبونني ويتهافتون علي اصطحابي معهم في رحلاتهم أو جلساتهم, وتنبأوا لي بمستقبل باهر. ومرت الأيام والتحقت بالجامعة, فزاد انخراطي مع صديقاتي ومعارفي, ووجدت نظرات الإعجاب في وجوه من حولي, فكلهم يشيدون بي وبأخلاقي وجمالي, وراحت كل أسرة تعرض علي أسرتي أن أرتبط بابنها, ولم يكن لي رأي في ذلك, بل ولم يكن هذا الأمر يشغلني علي الإطلاق. لكن والدتي كانت ترفض فكرة الارتباط قبل أن انتهي من دراستي الجامعية. وحصلت علي شهادتي, وفكرت في البحث عن عمل, وظللت اتنقل من وظيفة إلي أخري حتي استقر بي الحال في عمل مرموق, وتكرر نفس السيناريو السابق من مسلسل العرسان الذين جاءوا يطلبونني للزواج, وتركت لي أسرتي حرية الاختيار لكني في الحقيقة لم أنجذب إلي أي منهم, وأحسست أن هناك شيئا يبعدني عنهم واحدا بعد الآخر, ولم اعبأ كثيرا بمسألة الزواج, وانغمست في العمل فنلت رضا رؤسائي وتحسن مركزي الاجتماعي, وفي غمرة العمل وجدتني معزولة عن كل من عرفتهم من قبل, فبعد أن كانوا يحرصون علي لقائي ويتفننون في ارضائي, إذا بهم ينفضون من حولي, ونادرا ما أسمع صوت أحدهم, ولا أدري هل مازالوا يحبونني كما كانوا أم لا, وهل شغلتهم الحياة عني؟.. وهل مازلت الزهرة الجميلة المتفتحة التي تسر الناظرين كما كنت اسمعهم يقولون عني هل زبلت هذه الزهرة بفعل عوامل الزمن؟.. ولعلك تستغرب من تساؤلاتي وحيرتي, ولكن اعذرني يا سيدي فلقد جرت في النهر مياه كثيرة طوال عشر سنوات.. واجهت خلالها أعاصير كثيرة بين الابتعاد عن أسرتي معظم الوقت, والتركيز في العمل, ونسيت حياتي الخاصة. ووسط هذه الأجواء عشت قصة حب جميلة كانت هي المخرج الوحيد لي من جميع ازماتي, فلقد تعرفت علي انسان رائع يتمتع بأخلاق عالية, وهادئ الطباع لا يعرف سوي العطاء ولا ينتظر مقابلا.. والحقيقة انني لمست في عينيه حبا صامتا, وكلما رأيته احسست كأنه امتلك نجمة من السماء, ووجدته منبهرا جدا بتفكيري وطموحي وإصراري علي التفوق, وكان يدفع بي دائما إلي الأمام ويحثني علي الجد والاجتهاد برغم ما كنت أمر به من معوقات كادت تهدد مستقبلي أبرزها بعدي عن أهلي وطول مسافة السفر من بلدتي إلي عملي يوميا. ولم يتركني لحظة واحدة فكان دائم السؤال عني برغم تعدد مسئولياته وكنت أراه مشغولا بي, ولم تكن تمر لحظات وإلا ويسأل عن أحوالي.. أين ذهبت؟.. وهل وصلت إلي بيتي أم لا؟.. أما إذا سمع خبرا سعيدا لي فأجد وجهه يتهلل فرحا, وأسمعه وهو يحمد الله. وهكذا أطمأننت له ووجدتني أسيرة حبه في زمن قصير من معرفتنا التي جاءت بمحض الصدفة, ولم يخترق قلبي أحد قبله, ولا يمكنني أن أفكر في احد سواه مهما اشتدت الصعوبات وبلغت المغريات. وجمال هذا الانسان في بساطته وعدم تكلفه, ولقد تقلد أحد المناصب القيادية, وكلما حاولت أن اتحدث معه في أمر زواجنا أجدني محرجة, وأنا لا أعرف شيئا عن حياته الخاصة, ولكنه في كل مرة أجلس معه فيها وأحاول فتح موضوع الارتباط يصمت ويحول دفة الحديث إلي موضوع آخر. بل إنه حاول إبعادي كثيرا عن التفكير في مسألة الارتباط, وحثني علي الموافقة كلما تقدم شاب للارتباط بي, وفي كل مرة كنت أبكي فيها أنهارا من الدموع وألمح الأسي والحزن في عينيه, لكنه يواصل الصمت ولا أدري ماذا أفعل كلما خطر علي بالي هذا التفكير المحير, وأجدني كالسفينة المحطمة المهددة بالغرق, وكثيرا ما يخالجني شعور بأنني لست في باله, وأن حبه لي قد فتر بل وأجده هذه الأيام غامضا في أشياء كثيرة,.. انني اعيش حالة من عدم التركيز, و لا أعلم إذا كان يحبني ولديه رغبة في الزواج مني أم طرأ علي حياته ما جعل هذا الزواج مستحيلا.. وفي كل الحالات بماذا تنصحني؟ >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: من ملك عاطفته, وحكم عقله ووزن الأشياء بميزانها الصحيح, وجعل لكل شئ قدرا, أبصر الحق وعرف الرشد ووصل إلي الحقيقة وعاش آمنا مطمئنا, فالعواطف غير المحسوبة تتعب صاحبها وتؤلمه وتضنيه وتؤرقه, بمعني ان الاخلاص في الحب لايعني أن يترك الانسان الحبل علي الغارب للطرف الآخر يفعل به ما يشاء دون حساب. وأنت أيتها الفتاة الناضجة تستطيعين كبح جماح حبك الجارف تجاه هذا الانسان ـ علي حد تعبيرك ـ الذي لم توضحي هل هو شاب في مثل سنك أم انه رجل يكبرك بسنوات كثيرة, واستحييت ان تذكري عددها فأشرت إليه بهذا الوصف.. أو لعله متزوج ولديه أسرة وأنت لاتعلمين؟. فالحقيقة أنني المح ذلك من بين سطور رسالتك حيث تقولين انه كان يدفعك إلي الموافقة كلما تقدم لك عريس لكن لم تستريحي لأي من المتقدمين لطلب يدك, بينما هو يؤكد حبه لك لكنه كلما فاتحته في الزواج يصمت ولا يتكلم, حتي أصبحت في حيرة من أمره.. هل يحبك أم لا؟ وهل سوف يتزوجك أم ان هناك ما يخفيه عنك ولايبوح اليك به؟. وكما قلت لك فان التحكم في العاطفة هو وحده السبيل إلي الراحة وطوق النجاة, فلا تعيشي في المثاليات بل عيشي واقعك.. وواجهي نفسك بالحقيقة, وبأن الصمت الرهيب الذي يغلف هذا الرجل ربما كانت وراءه اسرار خاصة به, ويخشي أن يظلمك معه, فالواضح أنه ليس أنانيا أو أنه يريدك لنفسه فيمتص رحيقك في فترة وجيزة ثم تتكشف حقائق في حياته كانت غائبة عنك وبعدها تجدين نفسك وحدك في مهب الريح بلا سند ولا معين. ولذلك ينبغي عليك أن تنفردي بنفسك مرات ومرات وأن تراجعي موقفك, وتحاولي تدبير أمورك بشرط أن تدعي الحزن, وأن ترضي بالقضاء, فالايمان يذهب الهموم ويزيل الغموم, وهو قرة عين الموحدين وسلوي العابدين.. وبه وحده سوف تجتازين هذه الأزمة التي عصفت بحياتك, وتكاد أن تفتك بك اذا أهملت علاجها, فمن تتصف بالأخلاق الحميدة والذوق السليم تسعد نفسها وتسعد الناس من حولها, فاذا كان أبناء عائلتك قد ابتعدوا عنك, فليس ذلك لعيب فيك, ولا لموقف اتخذوه ضدك, وإنما هي متاعب الحياة التي تجعل الانسان في هم دائم ومشاغل لاتنتهي. وأدعوك لإعادة مد جسور المياه ووصل ما انقطع بترتيب زيارات للأهل والصديقات واستعادة الذكريات الجميلة معهم فأنت مازلت زهرة في ريعان الشباب. وأنظري من الآن إلي الأمام, وفكري في المستقبل الباهر الذي ينتظرك, وكوني شخصية قوية تستطيع الصمود أمام الأنواء والأعاصير, وجددي الأمل في الحياة فهي لاتستحق منا العبوس والتذمر والتبرم, وإنما تحتاج دائما إلي العقل الناضج والشخصية المتزنة التي تعرف كيف تصرف أمورها. ويبقي أن أنصحك بحسم أمرك بعد أن تتبيني كل جوانب قصتك وتتضح لك الرؤية فيما اذا كان هذا الرجل يواجه متاعب ما يخفيها عنك أم لا, وعندئذ سوف تتخذين القرار المناسب للانطلاق في الحياة. |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 7/12/2012, 17:57 | |
| النظرات الغريبة
أنا فتاة في الثلاثينات من عمري نشأت في أسرة متوسطة الحال, وعندما وصلت الي المرحلة الثانوية كانت جميع شقيقاتي قد تزوجن, وأصبحت أنا محط أنظار الشباب, لكن أمي لم تتح لأي منهم مجرد فرصة الحديث في الموضوع, وأجابت عليهم بعبارة واحدة هي البنت مازالت في الدراسة
.. هذه هي الحجة المعلنة, أما الحقيقة التي لا يعرفها أحد فهي أن أمي تريدني بجانبها, لكي أقوم برعاية الاسرة, وأستمر هذا الوضع حتي أنهيت دراستي الجامعية. وهنا تفننت في إظهار أي عيب في العريس, أو تسويف الموضوع أو وضع شروط تعجيزية ما أن يسمعها العريس حتي يخرج ولا يعود!. ومرت الأيام وتزوج شقيقي الكبير وتحول اهتمام أمي الي أسرة زوجته, ولا أنسي تقاسيم السعادة التي بدت علي وجهها يوم زفافه, فلقد ارتسمت علي شفتيها ابتسامة لم ألحظها عليها في كل زيجات شقيقاتي.. وزاد ارتباطها به وبأسرته بعد أن أنجب طفله الأول. وفجأة انقلبت علي, وتغيرت معاملتها معي, فالخادمة التي حبستها علي خدمتها لم يعد لها فائدة وليتها أطلقت علي رصاصة الرحمة لكي أتخلص من العذاب الذي أعيشه, لكنها لم تفعل وصارت تنظر الي نظرات غريبة, ويمضي العمر وقد جف نهر العرسان الذي كان ينهمر علي في كل وقت وحين. وساءت حالتي النفسية, والمدهش أن والدتي أصبحت تنعتني بالعانس أمام زوجة أخي وهي أصغر مني بكثير.. ولم أعد أطيق البقاء في البيت وأجد ضالتي في عمل بمدرسة قريبة من البيت, لكي أهرب من جحيم أمي. لقد بلغت سن الرابعة والثلاثين من عمري منذ أيام, ومع أنني علي قدر كبير من الجمال, أحس بالفعل بفقدان الأمل في أن تكون لي أسرة مثل كل البنات؟.. فإلي أي نوع من البشر تنتمي أمي؟.. وهل تري لي أملا في مواصلة الحياة والاستقرار مثل الأخريات؟. >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: في الغالب تعاني والدتك من اضطراب نفسي يدفعها إلي محاولة الاستئثار بالآخرين, وكان هذا واضحا منذ البداية حينما تزوجت شقيقاتك, ولم يبق أمامها غيرك لكي تتمسك بها, وتلازمها ليلا ونهارا, فرفضت كل من تقدموا للارتباط بك خوفا من أن تفقدك كما فقدت شقيقاتك من قبل.. هي فعلت ذلك ولا تدرك أنها تدمر حياتك ومستقبلك كفتاة تسعي إلي أن تكون أما, وتصبح لها أسرة مستقلة وحياة وزوج وابناء, فهذا هو الحلم الطبيعي الذي غاب عنها أو تجاهلته لكي تظلي إلي جوارها للأبد. ومرت الأيام ووجدت ضالتها في زوجة أخيك, إذ يبدو واضحا أنها تعيش معها في المنزل نفسه, ولم تقدم لها أي إساءة فاتجهت إليها باعتبارها التعويض المناسب عنك. والمدهش أنها لم تحس بعد بفداحة ما ارتكبته في حقك, وأنها السبب في أنك لم تتزوجي حتي الآن برفضها المتتالي للعرسان الذين تقدموا لك علي مدي سنوات طويلة ولا يصح أبدا ان تنعتك بكلمة عانس, إذ لا ذنب لك فيما وصلت إليه, وهو تعبير غريب يصدر عن أم لابنتها في كل الظروف والأحوال. ومثل هذه العقلية ينبغي التعامل معها ـ كما هي ـ فعليك أن تتجاهلي كل كلماتها إليك.. وتقربي إلي الله, وحاولي أن تكون هناك مساحة من الود بينك وبين أخيك, فهو أدري بما حدث لك علي يد والدتك.. أما عن مسألة السن فلا داعي للانزعاج فأنت مازلت في عز شبابك, وسوف يأتيك فارس أحلامك الذي ينتشلك مما أنت فيه, ومن يدري فربما تخبئ لك الأيام من يعوضك عن كل هذا العذاب, والأمر في النهاية بيد الله عز وجل. |
| | | حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 7/12/2012, 18:01 | |
| مشكلة زوج!
أريد أن أشكو إليك إسراف زوجي, فبرغم انه يعمل منذ عشرين عاما ومرتبه كبير إلا اننا إلي اليوم لا نملك شقة وليست لدينا سيارة, والمشكلة أن ابناءنا تعلموا منه هذه الصفة, فهو ينفق مرتبه بالكامل فور تسلمه, وفي اشياء عديمة الفائدة, مثل سهرات وحفلات العشاء.
المهم هو إنفاق المال ثم الاستدانة حتي نجد ما نأكله, وقد حاولت اصلاحه مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة, فأصبح يكذب علي فيما يخص مرتبه, ولا يخبرني بالمبلغ الذي يتقاضاه حتي ينفق بقيته في أشياء لا فائدة منها, وأصبح ابنائي في صفه بعد ان تقدمت به السن وأصبحوا شبابا, فعندما يهمون بالخروج للتنزه كما هي العادة كل يوم يخبرهم بأنني معترضة, فأصبح أبنائي يحبون والدهم أكثر مني, فامتنعت عن ذلك, وأصبحت أمام الأمر الواقع أسمح له باصطحابهم والتنزه يوميا, حتي اكبر ابنائي والذي تخرج في كليته ويعمل في مجال مهم ويدر الكثير من المال شهريا اصبح ينفق أمواله مثل والده تماما في ملابس وسهرات ولم يدخر جنيها واحدا من مرتبه الكبير ولا أدري كيف أعالج الأب وابنه؟ >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ألا يعلم زوجك ياسيدتي ان الله نهانا عن الإسراف و التقتير, فقال: ولا تجعل يدك مغلولة الي عنقك, ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا.. نعم يجب ان يكون الانسان وسطا في كل شيء, فلا يصرف كل أمواله ولا يكنزها, وإنما يعيش حياة عادية فيضمن لنفسه الاستقرار.. وهذا ما يجب ان يتعلمه الابناء حتي يشبوا علي الطريق السليم. فلا تيأسي ياسيدتي وواصلي كفاحك لإقناع ابنائك بضرورة الاعتدال في الاسراف, والله المستعان. |
| | | nasertoba مرشح
عدد الرسائل : 6343 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17201 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 14/12/2012, 01:59 | |
| الخيط الرفيع! أنا فتاة عمري ثلاثون عاما, تخرجت في كلية التجارة, وظللت أربع سنوات أبحث عن عمل مناسب حتي وفقني الله الي وظيفة وجدت فيها ضالتي وشيئا فشيئا أثبت فيها تفوقا ملحوظا يشهد به زملائي ورؤسائي ويتوقعون لي مستقبلا مشرفا. وقد بشرني الكثيرون منهم بأنني سأكون ذات يوم صاحبة مشروع كبير, ومع إنخراطي في العمل لم ألتفت الي الجانب العاطفي, ولم ألق بالا لكل من حاول التقرب مني سواء ممن يعملون معي أو شباب المنطقة التي أقطن فيها, ومنذ عام تقدم لي شاب يعمل في إحدي الشركات طالبا يدي, ووجدت اختلافات كثيرة بيننا, وأول ما لاحظته أنه يصغرني بثلاث سنوات ونصف السنة لكن أهلي لم يتوقفوا عند هذه النقطة بعد أن قال لهم أن هذا الفارق البسيط في السن لا يمثل عائقا بالنسبة له, ولم يهتم أحد منهم بالسؤال عنه, حيث إنه يعيش في إحدي المحافظات الساحلية ومستوي عائلته يقل عن مستوانا كثيرا, ووافقوا عليه خوفا من أن أصبح عانسا, واقنعوني بأن الأيام كفيلة بتقريب المسافات بيننا. وقرأنا الفاتحة ولم يمر اسبوعان حتي تكشفت لي أطماعه المادية, سواء في الشقة التي ورثتها عن والدي أو الذهب الذي أملكه بالاضافة الي دخلي من عملي.. عندما حاول تأجيل موعد الشبكة الذي اتفقنا عليه. لكني أصررت علي إتمامها في الموعد المحدد حسب اتفاقنا معه, وهنا فاجأني بطلب مبلغ خمسة آلاف جنيه قيمة الشبكة علي أن يسدده لي فيما بعد لأنه ليس معه أي مدخرات!! فأصبت بصدمة شديدة, وصدق ماتوقعته فيه منذ البداية.. وسألت نفسي: لو أنني أعطيته المبلغ ثم اختفي ماذا أفعل ؟ وهل يليق تصرفه هذا بشاب ينوي فتح بيت ويسعي لتكوين أسرة مستقرة وحزمت أمري وقلت له: ان كل مامعي وضعته في جهازي, فصمت ثم انصرف, وانتظرت ماذا سيفعل فإذا به يحضر الشبكة, ونحن من جانبنا تحملنا كل تكاليف حفل الخطبة بالكامل, ولم يسهم فيه بمليم واحد. وبعد اسبوع وفي أول زيارة لنا تحدث معي عن حياتنا بعد الزواج. وطلب مني أن أتولي مسئولية البيت بكل متطلباته, وأنه سوف يدفع إيجار الشقة ويدخل بباقي مرتبه جمعية لتسديد ماعليه من ديون! وناقشته طويلا فيما قاله, ثم رفضته جملة وتفصيلا, وانتهي اللقاء إلي لا شيء, وحدثت أسرتي فيما حدث وابلغتهم أنني سأرد إليه شبكته وأفسخ الخطبة لأنني لن أستطيع أن أحيا مع رجل بخيل وطماع, فقابلوني بموجة من السخط الشديد والهجوم الضاري, واتهموني بأنني أتدلل في الوقت الذي أصبحت فيه في سن كبيرة وأنني إذا فسخت الخطبة فلن يطرق بابي أحد بعد ذلك, وكل العروض التي سأتلقاها من متزوجين وأرامل. إنني لم أعش معه يوما واحدا جميلا منذ خطبتنا, فحتي اللمسات البسيطة بين المخطوبين افتقدتها معه, ولا أذكر في فترة الخطبة ان اشتري لي أي هدية, إلا في يوم عيد ميلادي دخل علي بكيس فاكهة.. أما في عيد الحب فقد بعث لي برسالة قال فيها إن هذه الأعياد بدعة حتي لا يتحمل ثمن هدية! والمرة الوحيدة التي خرجنا فيها معا طلب مني فيها خمسة جنيهات فكة لكي يدفع أجرة سيارة الميكروباص التي ركبناها بدلا من التاكسي.. وفي يوم آخر طلب مني أن أدفع له ايجار الشقة! وعندما كنا نتحدث عن فستان الفرح والكوافير, أشار علي بأن استأجر أي فستان بسيط ولا داعي للكوافير من أصله! وجاءت أم المشاكل حينما رفض التوقيع علي قائمة المنقولات التي يوقعها أي زوج لزوجته بعد أن قمنا بشراء كل شيء من أثاث ومفروشات, وكان يعتقد أنه يلوي ذراعنا وأننا سنوافق علي مايريد.. وإزاء هذا التعنت الشديد, فسخت الخطبة, وقلت له ليذهب كل منا الي حاله, وذكرته بكل مافعله, فحاول أن يكتب قائمة منقولات علي مزاجه, فرفضت وعندئذ طلب الشبكة فرددت عليه بأنني خسرت بسببه الكثير, وان الشبكة هي خسارته التي سوف يكتوي بها, وأنني سوف اتبرع بها الي أي فتاة بسيطة في حاجة إليها فأنا لا تعنيني الشبكة ولدي أضعاف أضعافها.. لقد طويت هذه الصفحة من حياتي, ولكني أكتب إليك بحكايتي لتكون صيحة تحذير لكل الناس بعدم الضغط علي بناتهم للزواج رغما عنهن خوفا من العنوسة.. وتكفي تجربتي المؤلمة التي تركت جرحا غائرا في نفسي للدلالة علي خطأ تقدير أهلي.. فمن يجبرها أهلها علي الزواج ممن لا ترتاح إليه أو تجد فيه عيوبا يصعب علاجها, سوف تعود إليهم مطلقة بعد أيام أو شهور وهي تجر أذيال الخيبة والندم.. أليس كذلك ؟ >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: إنني أتعجب ممن يركز اهتمامه في البحث عن زوجة غنية دون أن يفكر فيما إذا كانت هناك مساحة مشتركة بينهما من العاطفة والشعور بالراحة, لأنه بهذا التفكير القاصر يجر علي نفسه المتاعب إن عاجلا أو آجلا سواء بتراجعها عن الارتباط به عندما تتأكد أنه لا يريدها لشخصها, بل لما تملكه من أموال وعقارات, أو بالزواج منه ثم تجاهل ما يطلبه منها, فيجد نفسه أسيرا لأوهامه وأطماعه.. ومثل هذا الشخص ينسي أن السعادة ليست في الغني, وأن الرضا بما قسمه الله هو السبيل الي شعوره بأنه يملك الدنيا وما فيها, وأتذكر هنا قول الامام الشافعي: ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيده منك العناء إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء والزواج الناجح يقوم علي المودة والسكن والرحمة وتآلف القلوب وتكامل العقول, وهذه هي المقومات التي يجب أن تتوافر في أي اثنين يسعيان إلي إقامة حياة زوجية مستقرة, والحقيقة أن هناك خيطا رفيعا بين الإضطراب والإستقرار لم يرعه فتاك برعونته وتركيزه علي المسائل المادية منذ اللحظة الأولي, وجعلها العامل الحاسم في مناقشته الأمور المرتبطة بكما ولو أنه تعامل معها بشكل عادي لما انتهت علاقتكما بالفشل وفسخ الخطبة. ولقد كان بإمكانه لو أحسن تقدير الأمور ولم يتعجل مساهمتك في متطلبات المنزل بالشرط الذي أراد أن ينتزعه منك وأنتما في مرحلة التعارف والخطبة ضمانا لأن يحصل علي ما بحوزتك من مال ومدخرات, فمن الأمور البديهية في معظم البيوت المصرية أن المرأة تسهم بمرتبها في المعيشة عن طيب خاطر, وبلا شروط ولا إملاءات, وهناك من الزوجات من تتولي مسئولية تدبير أمور المنزل كاملة في حالة غياب الزوج أو عجزه. وعلي حد تعبير فولتير فإننا بحسن التقدير نجعل الآخرين من ممتلكاتنا الخاصة, بمعني أن المرء ينال ثقة من حوله بتصرفاته العاقلة, فما باله بمن يرتبط بها وتعد نصفه الآخر,.. بالتأكيد لن تتواني أبدا عن تقديم كل ما بوسعها من أجل إسعاده وإرضائه. والشاب العاقل المتزن يبحث دائما عمن يرتاح إليها ويشعر معها بالألفة والمودة, وكذلك الفتاة تترقب من يريدها لذاتها وليس لما تملكه, فإذا افتقدت ذلك فيمن جاءها راغبا في الزواج منها, فعليها أن تتريث وأن تعيد التفكير أكثر من مرة قبل الموافقة عليه, ولا يعني تقدمها في السن أن توافق علي أي شاب بلا قيد ولا شرط, وعلي أهلها ألا يرغموها علي زيجة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ بدعوي الخوف من أن يفوتها قطار الزواج, فإحساس النقص يولد لديها شعورا بالعجز في مواجهة العريس المنتظر فتتعجل الارتباط, وتذعن لكل ما يمليه عليها وبالتالي يواصل ضغطه عليها من أجل أن ينال ما يريد, في حين يتغاضي أهلها عن أساسيات لا يصح التنازل عنها في كل الظروف والأحوال. ولقد كان القدر رحيما بك عندما ادركت ما يرمي إليه فتاك قبل إتمام الزواج, وعليك أن تسقطي تجربتك معه من حياتك, وأري أن تعيدي إليه الشبكة, وأن تترفعي عن الروح الانتقامية التي قد تأخذ الكثير من رصيدك لدي الآخرين, فلقد فسخت الخطبة بإرادتك, ويكفيك أن الله نجاك من الوقوع في براثن هذه الزيجة التي فشلت قبل أن تبدأ, وأرجو أن يتوخي الآباء والأمهات الحذر وهم يدفعون بناتهم إلي زواج غير محسوب العواقب, والله المستعان. |
| | | nasertoba مرشح
عدد الرسائل : 6343 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17201 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 14/12/2012, 02:03 | |
| القلب الأبيض أنا مدير في احدي الشركات الكبري, ولي ابنة أخت عمرها تعدي سن الثلاثين, وهي جميلة الشكل والخلق, وتعمل في مركز بحثي, ومن أسرة طيبة جدا. وهي مثل الصفحة البيضاء التي لم يكتب فيها سطر واحد. وقد لفتت نظر شاب من المترددين علي المركز فاقترب منها, وأبدي رغبته في التعرف علي اسرتها وطلب يدها, فنقلت رغبته إلي والدها, ولم يبد الرجل اعتراضا ودعاه إلي منزله في جلسة امتدت إلي نحو ساعتين, عرفنا خلالها أنه من أسرة محترمة,, وله اختان متزوجتان من شابين يحتلان مركزين كبيرين في مواقع مهمة, وأخ غير متزوج وهو مهندس باحدي الشركات, وهكذا بدا لنا انه عريس مناسب لها, فوافقنا جميعا عليه.. وسألنا ابنة اختي عن رأيها فيه فأومأت بالموافقة بكل براءة وطيبة. وسارت الأمور علي ما يرام, ولم نتوقف كثيرا عند المتطلبات المادية وخلافها, مثل الشقة البعيدة جدا عن منزل أسرتها ومكان عملها, حيث إن الذهاب إليه فيه مشقة تتطلب ساعتين من السفر في افضل ظروف المرور, كما انه يكبرها باثني عشر عاما, لكنها قالت إن السن الكبيرة تعني النضج والعقل والرزانة, بل إنها تري في هذا الرجل امتدادا لأبيها.. والحقيقة أن هذه الكلمات المؤثرة زادتنا قناعة بأنها احسنت الاختيار, وتلهف العريس علي عقد القران دون فترة خطبة فصادف ذلك هوي في نفس والدها, لكيلا يخرج بصحبتها في أي مكان إلا وهي علي ذمته, وكان لهما ما أرادا, واصبحت ابنة أختي في عصمة زوجها, وسابقا الزمن في تأثيث شقة الزوجية وتشطيبها, وغطت فرحتها بالعريس بعض الأشياء الصغيرة الموجودة في كثير من العرسان, والمتعلقة بالأمور المادية, وبعد جهد كبير انتقلت إلي عش الزوجية, ولم يمض وقت طويل حتي اكتشفنا ان زوجها الذي جاءها حاملا الوعود بالسعادة بلا عمل, لكن علامات الحزن التي بدت علي وجهها كانت توحي بأن في الأمر شيئا آخر, ومنعها حياؤها من أن تبوح لنا به, ولاحظنا أنهما يترددان علي الأطباء بصورة مستمرة, بل وفي مواعيد دورية ثابتة, ولما فاض بها الكيل فجرت لنا الحقيقة المؤلمة, وهي انه عاجز ولن يستطيع الانجاب وأنه يعاني امراضا مزمنة هي السبب في تدهور حالته الصحية. والغريب ياسيدي انه كان يعلم بحقيقته, ولا أدري كيف طاوعته نفسه أن يخدع هذه الفتاة المسالمة صاحبة القلب الأبيض, فالطبيعي أن زوجته سوف تكتشف كل شيء ولا يدري ماذا سيكون موقفها؟ لقد وجدت في أوراقه الخاصة تقارير طبية تثبت عجزه وأنه لن يتمكن من الانجاب, فواجهته بها فإذا به ينهار ويعترف انه تزوجها وهو يعلم ما به من عيوب, لكنه كان يأمل في أن يجد الطب علاجا لحالته!.. وتغير تماما في معاملته لها, فلم يعد يصرف علي البيت وتركها تواجه الصدمة المروعة التي وجدت نفسها فيها بلا ذنب ولا جريرة. وظلت تبكي تحت قدميه لكي يطلقها وأنه يكفيه ما فعله بها, لكنه رفض بإصرار ـ فلم نجد أمامنا مخرجا لها غير طلب الخلع, وتنازلت له عن كل شيء فطلقها بدم بارد, وقبض ثمن خلاصها من هذه الزيجة التي قامت علي الغش والخداع, ولم تجن منها سوي خيبة الأمل والحسرة وفقدان المعاني الحلوة وهي في ريعان شبابها وقمة عطائها. نعم انني أراها تذبل أمامي كل يوم, والدموع تملأ عينيها علي ما أصابها علي يد هذا المخادع الذي مات ضميره ولم يراع الله فيها, ولم يفكر إلا في صورته أمام الناس, وأتلفت حولي فأجدني بلا حيلة, ولا استطيع أن أقدم لها شيئا, وكم أتمني إنصاف هذه الشابة البريئة القانعة والراضية دائما بقدرها ونصيبها في الدنيا, فلقد كان بإمكانها أن تقيم علاقات صداقة مع الشباب وأن تقتنص منهم عريسا جاهزا بكلمات معسولة كما تفعل الكثيرات, لكنها أبت ان تكون واحدة من هؤلاء ومضت في طريقها الذي رسمته لنفسها منذ البداية. ولعل كل الآباء والأمهات يتنبهون لهذه الخديعة الكبري التي يلجأ إليها بعض الشباب للتغطية علي عجزهم والايقاع بفريستهم!.. أما عن الفحص الطبي لراغبي الزواج فهو وهم كبير فبإمكان أي واحد أن يشتري ورقة تثبت صلاحيته للزواج بعد أن يدفع ثمنها في ظل غياب الضمير لدي بعض الأطباء.. ولا أجد ما اختم به رسالتي سوي الجملة التي أسمع ابنة أختي ترددها دائما بصوت مسموع حسبنا الله ونعم الوكيل.. >> ولكاتب هذه الرسالة أقول: لو أن العيب الذي كشفته ابنة أختك في زوجها أصيب به بعد الزواج لطالبتها بالصبر الي أن يمن الله عليه بالشفاء, ففي هذه الحالة لن يكون له ذنب له فيما ألم به, ولكنه تقدم لخطبتها والارتباط بها مخفيا عنها حقيقة مرضه الذي تستحيل معه العشرة الزوجية, وفي ذلك أنانية كبيرة من جانبه, وظلم لفتاة ترجو لنفسها حياة آمنة ومستقرة. لقد كان يجب عليه ألا ينساق وراء أهوائه علي حساب فتاة أقبلت علي الزواج وهي تمني نفسها بحياة هادئة, وأن يسلم بالأمر الواقع ويبحث عن العلاج قبل التفكير في الارتباط, ولذلك فإن طلبها الطلاق كان هو التصرف الطبيعي في مثل هذه الظروف وآراها محقة في قرارها الذي ستترتب عليه كل خطوات حياتها المستقبلية, فاللحظة التي اتخذت فيها قرار الخلع هي نفسها اللحظة التي حددت فيها مصيرها معه أملا في أن تعيد ترتيب أوراقها بعد الخديعة التي تعرضت لها, ولذلك أري أنكم مطالبون بزرع الأمل فيها, والكف عن صب اللعنات علي من ارتبطت به, فلقد طوت صفحته, ولم يعد له وجود في حياتها, ولن يجدي اللوم ولا الندم بعد أن صار ما حدث ماضيا ولي وانقضي. واذا كان الإنسان المتزن هو الذي يؤمن بالقدر ويكون مستعدا لما ليس منه بد, فإن ابنة أختك بما تتمتع به من رضا وطمأنينة قادرة علي أن تري السعادة في الإيمان, وهذا هو الكمال الذي يتمني كل عاقل أن يبلغه, والحقيقة أن هذه النعمة لا تدانيها نعمة, فالإنسان مع الله لا يشعر بالخوف ولا بالحزن وإنما ينعم براحة البال والسكينة لقوله تعالي فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والأمان لا يتحقق بالمال أو النفوذ أو الجاه والسلطان, وإنما يبلغه الإنسان بالاعتصام بالله والالتزام بتعاليمه وصدق الله العظيم إذ يقول الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله, ألا بذكر الله تطمئن القلوب. وهكذا يظل الإيمان والتدين والاعتصام بالله والتوكل عليه العناصر الأساسية التي يقوم عليها منهج الحياة الحق الذي هو مفتاح السعادة وسرها. أما عن إحساس ابنة أختك بالقهر والظلم, فإنه ليس في استطاعتها أن تغير إحساسها لمجرد الرغبة في ذلك وإنما بإمكانها أن تغير أفعالها فإذا تغيرت الأفعال تبدلت الأحاسيس تبعا لها, بمعني أن تنسي قصة زواجها الفاشل, وأن تأمل في غد أفضل تجد فيه ضالتها مع شاب آخر يقدرها, ويدرك أنها وقعت ضحية إنسان أناني لا يفكر إلا في نفسه. ولعل قصتها تكون درسا لكل الآباء والأمهات بأن يتأنوا في تزويج بناتهم, وأن يعطوا أنفسهم وقتا كافيا للسؤال عمن يتقدمون للارتباط بهن, فإذا كان زواج الصالونات أمرا واردا في بعض الأحيان فليكن ذلك بعد دراسة وتمحيص لأوضاع العريس والسؤال عنه في العمل ومحيط الأهل والجيران, ومتابعة ظروفه الصحية والأسرية, وأن تكون هناك فترة خطبة مناسبة يتعارف فيها الطرفان وتتاح من خلالها الفرصة لتقريب المسافات بينهما. وأما عن الفحص الطبي لراغبي الزواج, فيجب أن توضع له ضوابط مشددة تكفل إظهار حقيقة الأوضاع الصحية للطرفين دون غش أو خداع, ونشر الثقافة الزوجية, وقبل كل ذلك الصدق والصراحة والوضوح حتي يتحقق الزواج الناجح, وتعيش الأسرة في سعادة واطمئنان وتسود روح المودة بين الجميع. |
| | | nasertoba مرشح
عدد الرسائل : 6343 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17201 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 14/12/2012, 02:05 | |
| المفاجأة القاسية
أنا أستاذ جامعي حاصل علي الدكتوراه من انجلترا عام1982, ومنذ ذلك الحين أعمل أستاذا بالجامعات المصرية والعربية, وقد عدت نهائيا إلي مصر منذ سنوات وعملت مع رئيس مجلس وزراء سابق, رحمه الله, وأشرف حاليا من مصر علي دارسي الماجستير والدكتوراه العرب في جامعة شهيرة بامستردام.
وقد قابلت زوجتي الحالية بجهاز إعلامي كبير حيث كانت تعمل فيه سكرتيرة, وأعجبت بها, ولم يثنيني عن الارتباط بها إلا أنها كانت متزوجة من قبل ولديها ابنة من هذا الزواج, كما أنها من أسرة عادية لكنها كانت في نظري أحلي من كل نساء الدنيا, وتمنيت أن نسعد بحياتنا معا, وتزوجنا وأنجبت منها ولدا فرحنا به كثيرا وشجعتها علي استكمال دراستها حتي حصلت علي مؤهل عال, وانتقلت الي عمل فني وأصبح مرتبها الآن نحو ثمانية آلاف جنيه. أما أنا فقد أصابني الفشل الكلوي وأمراض القلب, ووقفت زوجتي الي جواري عدة أشهر ثم تخلت عني وذهبت لتعيش مع ابنيها في شقتها الجديدة, أما أنا فأعيش وحيدا في شقتي وهي شقة فاخرة بحي راق. وفي لقاء مفاجئ صارحتني زوجتي بأنها لا تحبني وتركتني لمرضي ووحدتي وأحزاني في شقتي, لا أجد من يناولني كوبا من الماء أتعاطي به الدواء, أو يعد لي وجبة منزلية بعد أن سئمت مطاعم الوجبات السريعة.. وفي آخر مكالمة لنا قلت لها انها تتمني موتي لكي ترثني, إذ أن لدي رصيدا في البنك بالجنيه والدولار, وفيلا سوبر لوكس علي البحر, وشقة بالاسكندرية, وأخري بالريف, وسيارة فاخرة. وأنا لا أقصر في حق أبني وأعطيه كل ما يريد إلا الدروس الخصوصية التي أرفضها تماما.. وقد تخطيت سن الستين وأقود سيارتي بنفسي, لكن سوء حالتي النفسية دفعني الي الاستقالة من عملي بإحدي الجامعات الشهيرة. ولا أريد أن أطلق زوجتي برغم موقفها مني حتي لا يتضرر ابني, ولكن الوحدة قاسية ولا أدري كيف ستمضي بي الحياة فيما تبقي لي من عمر.. وأرجو أن تدلني ماذا أفعل؟ >> ولكاتب هذه الرسالة أقول: كل الزيجات التي تبني علي الأطماع مصيرها الفشل, فعندما ارتبطت بزوجتك لم تتحر كل شيء عنها واكتفيت بأنها جميلة, ولم تعرف سبب انفصالها عن زوجها السابق, وهي من جانبها لم تتردد في الارتباط بك, ليس حبا فيك, وانما تحقيقا لمصالحها, فعلي يديك أكملت دراستها الجامعية, وانتقلت الي وظيفة ذات عائد كبير, ووجدت الحياة الرغدة, وبعد أن استنفدت أهدافها معك, وامتصت رحيقك كله في سنوات الصحة والقوة, لم تجد في استمرارها معك سوي المتاعب الناجمة عن حالتك الصحية, وحتي ثمن الدروس الخصوصية لا تدفعها لابنك, وهي التي تتولاها, ولذلك لم يكن قرارها بالابتعاد عنك مفاجأة, فهذه هي النتيجة المتوقعة لمن كانت حياتهما علي غير أساس متين.. ولست هنا بصدد مناقشة سبب عزوفك عن دفع ثمن دروس ابنك, وهي لا تمثل شيئا بالنسبة لما تملكه من أموال وعقارات. ولم تذكر ياسيدي سببا واحدا لتمسكك بأن تستمر علي ذمتك, بعيدا عن حكاية الضرر الذي سيصيب ابنك, فهو يعيش معها, ولن تجني منها سوي مزيد من المتاعب.. وفي حدود ما عرضته من أحداث ووقائع, فإنني أري أن العشرة قد استحالت بينكما وأنها لن تتراجع عن قرارها بالابتعاد عنك, فلا بديل عن أن تطلقها وتبدأ حياة جديدة مع من تقدر ظروفك, وتقبل بأن تكمل المسيرة معك بشرط الوضوح والشفافية في كل شيء قبل اتمام الزواج والله الموفق. |
| | | nasertoba مرشح
عدد الرسائل : 6343 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17201 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 14/12/2012, 02:07 | |
| الرد القاطع
قرأت رسالة الإعصار المدمر عن الأم التي شاهدت صورة لابنتها في وضع شاذ مع زميلتها, وأقول لها: إن ما اكتشفتيه يا أختي هو إعصار فعلا ولكن اذا استطعت أن تقفي بجانب ابنتك متوكلة علي الله فسوف تنجحين في إنقاذها قبل أن يدمرها هذا الاعصار.
فبكاؤها بحرقة بعد اكتشافك ما تفعله من خطأ, إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن بذرة الخير التي زرعتها في ابنتك مما كانت تراه وتسمعه منك عن الأخلاق الفاضلة, مازالت تنمو بداخلها وترفض ما يصدر منها ولكنها تحتاج الي المساعدة لكي تستطيع مقاومة ما كان يحاول والدها أن يرويها به من عادات وتقاليد الغرب, وهو علي النقيض تماما. إنني أشفق علي هذه الفتاة المسكينة فما أصعب أن يعيش الإنسان في صراع بين متناقضين يراهما من أحب الناس إليه, وكان يجدر بك أن تنتهزي فرصة ذهاب الأب لكي تحتوي ابنتك وتكوني لها صديقة تتكلم معك في كل شيء وتحاولي أن تصححي كل السلبيات التي اكتسبتها من والدها ولكن بلا ضغط, بل بالاقناع والحوار والرقابة أيضا, دون أن تشعريها بذلك, فالرقابة مطلوبة أحيانا كثيرة وأنا لا ألومك لأن بذور الشك قد زرعت بداخلك ولكن لتجاهلك لها وقتا طويلا, بدليل أنك بحثت في جهاز الكمبيوتر الخاص بابنتك حتي تعرفت علي هذه التصرفات, وكان جديرا بك ألا تسمحي لهذه الصديقة بالانفراد بابنتك في غرفة مغلقة, حيث لا داعي لإغلاقها فليس هناك أطفال يتسببون في ضوضاء وليس هناك أخوة تخجل من وجودهم هذه الفتاة, وأعتقد أنك لم تكوني حاسمة في مناقشاتك مع ابنتك بدليل أنها كانت تهددك إما أن تستمر فيما تفعله أو أن تذهب هي لبيت صديقتها, فكان لابد من رد قاطع لا هذا ولا ذاك, وأيضا بالحوار والإقناع وما يدهشني أنني وصلت عند نقطة معينة في الرسالة وفهمت بفطرتي كأم أن هناك شيئا غير سوي يحدث فلماذا لم تتبعي فطرتك وتبحثي عن هذا الشيء فورا؟ أعتقد يا أختي الكريمة أنك وابنتك في حاجة الي الأنس ببعضكما, وابنتك في حاجة إليك كصديقة قبل أن تكوني أما, والوقت لم يفت بعد وعليك بالبدء فورا في احتواء ابنتك, ومن الضروري أيضا استشارة طبيب أو طبيبة أمراض نفسية, لان ابنتك في بداية حالة انحراف نفسي قد تؤدي ـ لا قدر الله ـ الي شذوذ ولو رفضت الذهاب معك فلتذهبي وحدك للاستشارة ومن المفيد أيضا أن تحاولي الانضمام مع ابنتك الي احدي الجمعيات الخيرية المعروفة والمشهرة واقنعيها بأن تشترك في قوافل الخير التي تنظمها تلك الجمعيات, فتذهب مثلا الي الملاجئ وتري أن هناك في المجتمع من يعانون أكثر منها بكثير فتحمد الله وتعود الي رشدها وتعرف أن خروج والدها من حياتها ليس نهاية العالم, وربما يكون هو الخير لها وأن هناك الكثيرين من الرجال المحترمين المقدرين للمسئولية أمثال من ستراهم يعملون داخل هذه الجمعيات لوجه الله, وأن الله قد من عليها بأم صالحة تحبها وتخاف عليها وهذه نعمة يفتقدها الكثيرون, أعانك الله علي أمرك وآمن خوفك علي ابنتك. { تلقيت هذا التعليق من الدكتورة سها ربيع, وهو يضيف بعدا جديدا إلي مشكلة كاتبة رسالة الإعصار المدمر أرجو أن تستفيد به |
| | | رحمة علي عضو برونزى
عدد الرسائل : 1245 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7906 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 21/12/2012, 01:38 | |
| المشـي علي الأشــــــواك
بصعوبة شديدة أمسكت بالقلم لأكتب إليك هذه الرسالة المضطربة تعبيرا عما أعيشه من حياة قاسية فشلت, في تغييرها بكل السبل, فأنا سيدة أتممت سن الثلاثين منذ شهور. <="" div="" border="0">
وقد تزوجت بعد تخرجي في الجامعة من شاب تقدم لي ورأته أسرتي مناسبا لي من أول لقاء دون أن تعطيني الفرصة للاقتراب منه والتعرف عليه, ولم يمر أسبوع واحد علي زفافنا حتي سقط القناع الذي تخفي به خلال الزيارات المعدودة لنا, فهو لا يعرف غير لغة الإيذاء والإهانة, وليس في قاموسه المعاملة الإنسانية والمودة والرحمة التي وصف بها المولي عز وجل علاقة الزوجين برغم أنني بذلت كل ما في وسعي لإرضائه وتفننت في توفير كل سبل الراحة له, وقطعت الطريق أمام كل أبواب الخلافات التي رأيت أنها قد تنشأ بيننا, ورحت أتحسس كل ما يضايقه وأتحاشاه, وأخمن ما يسعده وأفعله وعاملته بالحسني وسعيت إلي إرضائه. أما سبب هذه المعاملة القاسية فيرجع إلي شقيقتيه اللتين تسيطران عليه سيطرة كاملة ولا يغضبهما بأي حال ويقف دائما في صفهما حتي لو كانتا المخطئتين, حيث إنه الشقيق الوحيد لهما, وقد رحل أبوهم منذ سنوات, ولذلك تتدللان عليه زيادة عن اللزوم, والغريب أنهما تتعاملان معي أمامه معاملة كلها رقة وحنان, فإذا جلستا معي في غيابه أجد منهما معاملة غليظة, ولا تدعان لي فرصة لقضاء أي إجازة معه, فحتي يوم الجمعة يقسمه بينهما ثم يسهر مع أصدقائه, وهكذا لا أجد أي فرصة للتواصل معه, فإذا طلبت منه أن يفطر معي ولو يوم واحد كل أسبوعين مثل أي زوجين يبلغهما بما أطلبه, وهنا تقوم الدنيا ولا تقعد, وتهدداني بالوقيعة بيننا, فإذا أعدت الطلب بأن يقضي يوم الإجازة معي يرد علي بألفاظ لا تليق. وهنا تنامي لدي شعور بأنني كائن مهمل لا يستحق أي اهتمام, وأنه لا يرتاح لي, برغم أنني أصغره بعشر سنوات, ودائمة الاهتمام بنفسي وببيتي وأولادي.. هل تتخيل أنه لم يفكر في أن يدعوني للخروج معه في أي نزهة منذ زواجنا, مع أنني أنجبت طفلين, وعشت طوال السنوات الماضية بين الجدران الأربعة لشقتنا, ولم أخرج إلا للذهاب بالولدين إلي التمرينات الرياضية, وأنا حامل للمرة الثالثة, ومع إنني أؤدي كل واجباتي علي أكمل وجه, إلا أنه يتفنن في تحميلي فوق طاقتي بطلبات إضافية بإعداد العزومات للأقارب والمعارف.. وتحولت إلي خادمة لديه هو وشقيقتيه.. بل إن الخادمة قد تأخذ مقابل تعبها, أما أنا فليس لي مصروف يد, ويرفض شراء ملابس خروج جديدة لي بحجة أنني ربة منزل ولا أعمل. وبلغت الغطرسة مداها, عندما حدثته في أمر يخصنا نحن الاثنين وليس بشقيقتيه أي علاقة به, لكنه أبلغهما بما دار بيننا, فإذا بالكبري تتصل بي وتكيل لي سيلا من الشتائم والسباب, وتهددني بأنها سوف تقول له عني كلاما يجعله يبهدلني, وأبلغت زوجي بما كان منها وطلبت منه أن يبرئ ساحتي أمامها, فما فعلته معي لا يليق أبدا, فإذا به يخذلني قائلا لي: يجب أن تتجاوزي هذا الموقف التافه ولا تتوقفي عنده!, وبسبب سلبيته هذه وجدتني أسيرة الهم والاكتئاب. وتطورت الأمور ووجدت أخته الكبري تعامل ابني بقسوة, وتتحدث عنه بكلام غير لائق أمام الأقارب والأصدقاء, فطلبت منها أن تعامله مثل أولادها وحدثتها بمنتهي الأدب لأن أهلي علموني أن الدين المعاملة, فإذا بها ترفع صوتها عاليا, وهي تقول: ما تدخليش بيتي تاني, فمادت بي الأرض, وعدت إلي منزلي وأنا أبكي بحرقة وألم, واتصلت بصديقة لي وعرضت عليها المشكلة التي أعانيها منذ زواجي فردت علي بأنني السبب فيما آلت إليه الأمور مع زوجي وشقيقتيه بسكوتي الدائم وغضي الطرف عن هذه المعاملة السيئة التي لا ترضي أحدا. وبرغم كل ذلك; فإن زوجي كما هو يأخذ كل شيء يخص أختيه بمنتهي السلبية, بل إنه أجبرني علي الاتصال بأخته الكبري وتهنئتها بعيد ميلادها, فردت علي ردا باردا, فعاودني البكاء والألم من جديد.. وحدثت أسرتي في الطلاق بعدما تأكدت أن زوجي لن يتغير, لكنهم رفضوا مجرد الحديث فيه وطالبوني بالصبر والتحمل. إنني أنهار, وأدعو الله أن يفرج كربتي, ولم أدع يوما عليهم, بل أترك الأمر للمولي عز وجل وأفرغ كل طاقتي في تربية أولادي الذين ركزت كل وقتي في تربيتهم علي الفضيلة والأخلاق الحسنة, لكن الآلام التي أعانيها تقتلني معنويا,, إنها آلام الوحدة وانشغال زوجي الدائم وتفضيله لشقيقتيه علي حساب بيته وأولاده, ووصل الأمر إلي درجة أنني أتعاطي المهدئات بعد أن نفد صبري علي هذه المتاعب ولا أدري كيف أواصل حياتي علي هذا النحو الذي فقدت الأمل في أن يتغير؟ ثم هل تري أي بادرة أمل في أن يتحرر زوجي من سيطرة شقيقتيه ويدرك أن له بيتا وزوجة وأولادا في حاجة إليه؟ فلقد تعبت من المشي علي الأشواك, وأخشي من كل كلمة وكل خطوة خوفا منهم حتي باتت حياتي ألما لا يرجي شفاؤه؟ >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لقد أصبح الاحتفاظ بحياة زوجية مستقرة هذه الأيام مهمة شاقة تتطلب من كلا الزوجين مزيدا من الصبر والهدوء, والتنازل عن الأخطاء والهنات التي يسهل استيعابها وعدم الوقوف عندها.. ومن هذا المنطلق يمكنك بالاستمرار في منهجك وحكمتك واتزانك الذي التزمت به علي مر السنين ان تواصلي حياتك وتستوعبي زوجك وتتلاشي الاحتكاك مع شقيقتيه قدر الإمكان, ولتعلمي أن اسعد زوجة ليست تلك التي اقترنت بأفضل رجل, ولكنها التي صنعت من الرجل الذي ارتبطت به افضل زوج علي حد تعبير الز ماكسويل... فانت وطريقتك في احتوائه والقدرة علي اقناعه.. ويمكنك الوصول الي هذه الغاية إذا تلمستما معا طريقا لمناقشة الأمور العائلية يقوم علي الصراحة والوضوح, فبه تستأصلان جذور الخلافات بينكما أولا بأول, فالمناقشة الزوجية كالمشرط في يد الجراح يعرف كيف ومتي يستخدمه, بشرط أن يتوقف زوجك عن سياسة الاملاءات ولا يأخذ كلام أختيه كأمر مسلم به. لقد بحثت في ثنايا رسالتك عن خلاف جوهري بينكما فلم أجد سوي بعض الإشارات عن تحريض شقيقتيه له, ولم تذكري المآخذ التي تهدداك بأنهما ستبلغانها الي زوجك ولا أدري كيف يستقيم ذلك مع المعاملة الحسنة التي تبديانها لك أمامه؟ ثم تقولين أنك طالبتيه اكثر من مرة بان يرد لك اعتبارك امامهما ولكنه لا يفعل ـ والحقيقة أن هذه النقطة بالتحديد, وهي سبب متاعبك الزوجية, تحتاج الي مزيد من التوضيح فمن عندها يبدأ الحل. ومادام زوجك لا ينكر عليك عشرتك الطيبة ورعايتك لبيتك فلا دخل لأختيه بما يدور بينكما, وعليه ان يكون حاسما في هذا الموضوع, ولا ينقل اليهما كلاما ولا يسمع منهما أي اقاويل وهو يعلم جيدا أنهما تحاولان الايقاع بينكما, وعليه أيضا ان يتوقف عن نقل ما يدور بين جدران بيتكم اليهما فللبيوت أسرار اذا انتقلت خارجها قد تتسبب في هدمها, ولا تخشي المواجهة اذا تطلب الأمر ذلك فاستمرار هذا الوضع سيجعل منه ورما تستفحل خطورته بمرور الأيام, وفي النهاية لا بديل عن بتره والخلاص منه. وليعلم زوجك أنه لا شئ يعذب المرأة أكثر من استهتار زوجها بها, وأنه باستطاعته أن يفتح سبيلا الي سعادته واستقرار أسرته بتحكيم عقله, والسعي الي رأب الصدع الذي أصاب بيته. وعندما تتوصلان الي هذا التوافق يكون عليك حينئذ نسيان الماضي, وبدء صفحة جديدة تقوم علي التسامح مع شقيقتيه, وتفويض الأمر لله والتوكل عليه والثقة فيه.. وكلها عوامل تجعلك تمشين علي طريق ناعم كالحرير وليس مملوءا, بالأشواك علي حد وصفك لعلاقتك بهما. وإياك أن تهتزي نفسيا, أو ينفد صبرك كما تقولين, وتوكلي علي الله, فهذه هي شيمة المؤمن الذي يعلم أنه سبحانه وتعالي يملك مقاليد الأمور كلها, ويقول في كتابه الكريم وعلي الله توكلوا إن كنتم مؤمنين. أما شقيقتا زوحك فارجو الا تنسيا أن الدنيا دوارة, وأن معاملتهما القاسية لك سوف تنقلب عليهما ولو بعد حين, فالانسان يدين بما يفعل, وسوف يأتي اليوم الذي تندمان فيه علي ما اقترفتا في حقك, ومازال بإمكانهما التوقف عن مضايقتك والتفنن في إيذائك النفسي بافتعال أمور تافهة ليست لها قيمة. ولتبدأوا جميعا صفحة جديدة خالية من الشوائب التي علقت بحياتكم.. اسأل الله لك الثبات, ولزوجك الرشاد, وهو وحده المستعان.
|
| | | رحمة علي عضو برونزى
عدد الرسائل : 1245 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7906 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 21/12/2012, 01:41 | |
| نقطة البداية
نا سيدة وأعمل إخصائية إجتماعية في مؤسسة تعليمية مرموقة, وأحاول قدر استطاعتي أن أجد حلا لمشكلات الطالبات المعقدة. لكني لا أجد حلا لمشكلتي.. <="" div="" border="0">
أما زوجي فيعمل في شركة كبري, وعلي الرغم من طيبته إلا أنه قاسي الطباع, وكلامه دائما حاد كالسيف, ويسيطر علي كل المناقشات التي تدور بيننا داخل جدران المنزل, وهذه الصفة ورثها عن أبيه الذي كان صارما في كل قراراته. والحقيقة أنني وافقت علي الارتباط به, وأنا أعلم ذلك عنه, وتصورت أنه سيتغير بمرور الأيام, لكنه ظل علي ما هو عليه, ولم يتحرك عنه قيد أنملة.. ومرت الأيام ورزقنا الله بابنتنا الكبري التي تزوجت فور تخرجها في إحدي كليات القمة.. وابننا الذي هو محور المشكلة, فلقد كان متفوقا في دراسته مثل أخته, وظل يحتل أحد المراكز الأولي في جميع المراحل التعليمية.. وتعامل معه والده بنفس المنطق الذي يؤمن به وهو الأوامر الصارمة ولا شيء غيرها, ولم يسمح له بالخروج من المنزل أو الاختلاط بأحد.. ومع ذلك وجدت ابني دائما متفوقا والتحق بكلية مرموقة في جامعة عريقة. وإلي هنا انتهي الجزء الجميل في حياتي, حتي بدأ الجزء القاسي, فبعد التحاقه بالجامعة اعطاه أبوه مساحة كبيرة من الحرية, وتهاون معه كثيرا, انطلاقا من إيمانه بأن ابنه صار رجلا وبإمكانه الاعتماد علي نفسه.. وهكذا وجد ابننا نفسه يفعل ما يشاء بلا رقابة ولا حساب.. ولك أن تتخيل حال شاب عاش عمره مكبوتا ومغلولا داخل البيت ومحكوما بقبضة من حديد, ثم فجأة أصبح حرا طليقا, فلقد انحرف تماما عن المسار الصحيح الذي كان يسير عليه, وكانت بداية الانحراف هو تدخين السجائر التي كان يحاول جاهدا إخفاء رائحتها الكريهة عند دخوله إلي المنزل برش العطور علي ملابسه.. ومضغ اللبان حتي لا يشم أحد رائحته, لكنها مع ذلك تظل موجودة ويشمها كل من يقترب منه. ولم أجد بدا من معاتبته فلم يعبأ بما قلته, بل وتمادي في طريق الانحراف فعرف تدخين الحشيش, وتابعته وهو يتحدث بصوت خافت مع معارفه من اقران السوء, فانتهزت فرصة وجود والده يوم الإجازة, وأبلغته بما يفعله ابننا في هدوء ورجوته أن يهتم بأمره, فإذا به ينهال عليه بالسباب, ومر اليوم كغيره من الأيام وعاد الولد إلي ما كان عليه وكأن شيئا لم يحدث!.. وانتقل والده للعمل خارج القاهرة فوجدها فرصة لاصطحاب اصدقائه إلي المنزل بحجة المذاكرة, وفي كل مرة يغلق باب الحجرة بدعوي التركيز.. وهكذا أصبحت غرفته وكرا للمخدرات التي كانت تنتشر في أرجاء الشقة من خلال الفتحات في الأبواب والشبابيك.. وفي نهاية العام ظهرت النتيجة ورسب في الكلية بعد أن كان من أوائل المحافظة وتدهورت حالته الصحية, وتحول إلي هيكل عظمي متحرك, وكلما رأيته انهار باكية, وأسأل الله اللطف بنا.. ومع مرور الأيام تحول إلي شخص آخر مختلف الطباع عن ابني الذي عرفته, فتطاول علي بالسباب والشتائم وامتدت يده لسرقة أشياء عديدة من المنزل لبيعها والإنفاق علي المخدرات بثمنها. وعندما جاء زوجي في إحدي اجازاته جلسنا معه وفاتحناه في حالته وحاولنا أن نتحدث معه بهدوء بعد أن اقنعت زوجي بذلك, فاعترف لنا بأنه أدمن أنواعا عديدة من المخدرات وأنه لن يستطيع التوقف عن تعاطيها, وأصر والده علي إلحاقه بمصحة لعلاج الإدمان, ودفع نفقات علاجه لشهور طويلة ثم سافر إلي عمله في المحافظة التي يعمل بها, لكن ابني رفض تعاطي العلاج لسحب المخدر من جسمه, وقال لي الطبيب الذي يعالجه ان الخطوة الأولي في العلاج هي رغبة المدمن فيه, لكن ابنك ليست لديه أي رغبة في العلاج أو الإقلاع عن المخدرات. وهكذا خرج ابني من المصحة مدمنا كما دخلها, وعاد إلي سابق عهده, وإلي أصدقاء السوء من جديد. لقد ذهبت أحلامنا فيه ادراج الرياح.. تري ماذا نفعل لإنقاذه من المصير المظلم الذي يسير إليه؟ >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: للتربية الصحيحة قواعد وأصول, ولكل مرحلة عمرية أسلوب خاص في التعامل يجب أن يعيه الآباء والأمهات.. والبداية دائما تكون باللين والرفق حتي يشب الطفل ويدرك الأشياء من حوله, وحينئذ يتم التشديد عليه شيئا فشيئا, مع ترك هامش من الحرية يتحرك فيه.. لأن الكبت المستمر يجعله يتحول إلي النقيض تماما.. وما أكثر التجارب المؤلمة في هذا الصدد لأبناء وبنات انحرفوا مع أول فرصة للإفلات من قبضة الأسرة. والأب يا سيدتي ليس ماكينة نقود, يدر علي ابنائه ما يريدونه من أموال دون أن يجلس معهم ويناقشهم في أمور حياتهم ويوجههم ويشرح لهم كل الدروب والمسالك, ويحذرهم من الانسياق وراء الأهواء والشهوات واقران السوء الذين يدفعون بزملائهم إلي حافة الهاوية دون وعي أو إدراك من جانبهم. وعلي الأسرة أيضا أن تتدخل لاختيار أصدقاء ابنائها, وفي ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم المرء علي دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل.. نعم كان ينبغي علي زوجك أن يعي ذلك وأن يدرك أن ترك الحبل علي الغارب للأبناء بعد الكبت الشديد يؤدي إلي عواقب وخيمة!. إن زوجك مطالب الآن بأن يعود إلي أسرته وكفاه بعدا عنكم, واقول له إن السفينة في حاجة إلي قيادتك لكي تتمكن من مواجهة الأنواء والأعاصير وهي تبحر في بحر الحياة قاصدة بر الأمان, فلا تتأخر يا سيدي, فكل دقيقة تمر ثمنها قاس من استقرار أسرتك, وعودة ابنك إلي تفوقه الدراسي, وانني علي يقين من أن الحياة سوف تبتسم لكم من جديد, فتوجه إلي علام الغيوب واسأله من فضله وكرمه, وإن غدا لناظره قريب
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|