|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 12/10/2012, 02:06 | |
| لجائزة الذهبية! أعادت رسالتا الحماة المستبدة و المصير المجهول إلي ذاكرتي أهم تجربة مررت بها في حياتي حتي الآن, ووجدت أن قصتي تتشابه مع حكاية بطلتيهما في كثير من التفاصيل, وأردت أن أرويها لك لكي يتعرف قراؤك علي النتيجة النهائية التي وصلت اليها بعون الله وتوفيقه. فأنا سيدة في الثانية والثلاثين من عمري, عشت فترات عصيبة منذ تخرجي في الجامعة, حيث تمت خطبتي وقتها لشاب يعمل في دولة خليجية, خطبة تقليدية وتصورت وقتها أن حياتي ستمضي في هدوء بلا مشكلات خصوصا وأن بداياتها كانت مبشرة بذلك, إذ لم تحدث أي خلافات ولم يعكر صفو علاقتنا أي شيء, وظللت علي هذا الوضع شهورا حتي لاحظت أن والدته تحاول أن تتصيد لي أي خطأ ولذلك حرصت علي أن ألبي طلباتها وأؤيدها في كل ما تذهب إليه, فأغراها موقفي بالتمادي في الضغط علي, واتصلت بها ذات يوم كما هي عادتي للاطمئنان عليها لكنها لم ترد فساورني القلق من أنه قد حدث مكروه لأي منهم, فاتصلت بخطيبي في الخارج وانا متوجسة من سماع خبر مؤلم فجاءتني اجابته عادي مفيش حاجة وعاودت الاتصال في الأيام التالية فلم ترد والدته علي ابدا, فلما سألته بإلحاح عن سبب عدم الرد قال لي انها غضبانة منك وسوف آتي إلي مصر في إجازة قريبا لحل سوء التفاهم الذي يعلق بذهنها, وضربت أخماسا في اسداس, ورحت استعيد كل المواقف بيننا عسي أن أجد سببا معقولا لغضبها فلم أجد, وانتظرت اجازته بفارغ الصبر ولما جاء الي مصر طلب مني أن اصطحب أسرتي في زيارة لهم لتهدئة الأمور وإزالة الرواسب العالقة في النفوس, فاندهشت لما يقوله ولم اقتنع بهذا الكلام الذي ليس له أساس, ولكن لوجود معرفة سابقة بأسرته وتحت الحاحه وتوسله لي فاتحت والدي ووالدتي عما كان من أمره, وقبلنا زيارتهم علي مضض وهناك فوجئنا بمقابلة سيئة جدا وأحسسنا بإهانة شديدة واستنكر والداي ما حدث ولم أجد ما أرد به عليهما لتبرير هذا الموقف الغريب من أسرة خطيبي الذي لم يوف بوعده لي ولما عدنا الي منزلنا اتصل بي وحاول تهدئة أبوي, وترضيتهما لدرجة انه بكي وأكد تمسكه بي مهما جري. وبت ليلتي وانا أتمني ألا أفقده, ولم يمر يوم واحد حتي اختفي هذا التمسك بي تماما ولم يظهر في المشهد سوي والدته التي أرسلت مع سيدة من أقاربنا سيلا من الشتائم والسباب مع اخبارنا بفسخ الخطبة, ورد الشبكة اليهم, كما تطوعت سيدة أخري للمهمة نفسها وتنافست الاثنتان تنافسا شديدا فيمن تخبرنا بكم أكبر من السباب عن الأخري, ثم تطوعتا للمهمة الكبري وهي استعادة الشبكة وبدا الأمر وكأننا في حرب, ووجدتني وأنا المعروفة بالمسامحة والليونة أصر بشدة علي عدم إعادة الشبكة الي خطيبي السابق, مستندة الي رأي شرعي وقناعتي بأنه مادام المعروف غير موجود بيننا يجب ألا أتنازل عن حقي, وقلت لهاتين السيدتين لن أعيد أليها الشبكة, ولتنساها تماما, فلم تيأس من رفضي, وارسلت الكثيرين ممن اطلقوا علي انفسهم فاعلي خير لكي يقنعونا بحقها في الشبكة, ولما لم تجد استجابة مني طعنت في أخلاقي, وهكذا تسرب الي العناد فكلما ازدادت اصرارا علي استعادتها ازددت تمسكا بالاحتفاظ بها, ولو لم تظهر هذا الشغف والجنون بالشبكة لأعدتها إليها دون أن تطلبها, فهي لا تمثل بالنسبة لي شيئا ولكنه موقف منها ازاء تعنتها معي بغير وجه حق. وظلت الحرب مستمرة بيننا حتي انتهت لمصلحتي واحد/ صفر, ومرت خمس سنوات كاملة عشتها في هدوء وبعدها اكتشفت انني فزت عليها عشرين/ صفر, واليك ملخص الأهداف التي أحرزتها, فلقد التحقت بالعمل بإحدي الشركات الحكومية المتميزة, واكتسبت خبرات عملية وحياتية بالغة الأهمية, وتمكنت من استعادة نقاء قلبي مع اكتسابي قوة كبري في استعادة حقوقي مهما بلغت الضغوط علي, وتجاوزت ألم التفريط السهل ببراعة جعلتني لا أهتز لنبأ زواج خطيبي السابق بعد فترة قصيرة من فسخ خطبتنا ولا أشمت لنبأ طلاق شقيقته بعد أسابيع قليلة من زفافها, بل وتلف منقولاتها الزوجية أيضا, ثم كافأني الله عدة مكافآت اخري, فعلي مدي السنوات الخمس التي اعقبت فسخ الخطبة تقدمت إحدي السيدتين اللتين تطوعتا في مهمة ارسال الشتائم بطلب يدي للزواج من ابنها وبالطبع رفضته, وثم تقدمت الاخري بالطلب نفسه فرفضت أيضا, لكن الله اراد أن يجبر خاطري ويثبت لي عدم تصديق أحد للهراء الذي قالته حماتي السابقة عني, فلقد تحول مؤيدوها الي متقربين مني, ثم انهالت علي الجوائز حيث تقدم لي زميل لي في العمل, وهو شاب يتمتع بالأخلاق الحميدة والوسامة وارتفاع المستوي المادي والاجتماعي, وخطبت له, ثم حدثت بعض المشكلات الصغيرة كالتي تحدث في كل الزيجات وحلها خطيبي بكل بساطة, ومن الله علينا بالحلول الرائعة لكل مشكلة وأحسست ان الله راض عني, وبأن هناك من يتمسك بي ثم كتب لي سبحانه وتعالي الحج مع أبي وأمي وبعد عودتي بشهرين يسر الله لي الزواج وقضيت مع زوجي عامين دون حمل فوجدته صابرا وراضيا. وتعودنا ان نقضي بعض اجازاتنا في مدينة ساحلية كلما سمحت ظروف العمل حتي كتب الله لنا أن نقضي اجازة مميزة جدا حيث رزقنا العمرة وزيارة الحرمين الشريفين وبعد شهر واحد تلقينا الخبر السعيد فلقد حملت في توأم وكانت الجائزة الكبري, ورزقنا الله بولد وبنت هما قرة عين لي ولأبيهما, ويكفيني فوق كل ذلك احساسي بالرضا واليقين. أني أريد أن اقول برسالتي اليك أن التريث في اختيار شريك الحياة أمر حتمي وان المرونة لا تعني التفريط في الحقوق, وان المسامحة لا تعني اهدار الكرامة, وان الحل المناسب اذا تعثرت الأمور هو عدم الجور علي حقوق الآخرين, وعدم السماح لهم أيضا بالجور علي حقوقنا, اي نمتثل لما أمرنا الله تعالي به لاتظلمون ولا تظلمون فتح الله علي الجميع أبواب الخير وضمهم مع من يستحقون, واتمني ان تقرأ حماتي السابقة رسالتي, وأقول لها شكرا.. والله أقولها من كل قلبي بعد أن تسببت في ادراكي حقائق كثيرة ولأنها ساعدتني بما فعلته علي مقابلة والد ابني الرائع بإبعاد ابنها عني, فلتهنأ هي بما تريد ولأهنأ أنا بمن أستحق. {{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لقد تعاملت مع حماتك السابقة بمنتهي الود والاحترام, وحاولت قدر جهدك أن تنالي رضاها, لكنها استمرأت العناد معك, وإفساد زواجك من ابنها بشتي السبل, ونجحت فيما أرادت بأساليبها الملتوية دون أن ترتكبي ما يستدعي أن تتخذ منك هذا الموقف الغريب, فلم تتوقفي عند هذه المعاملة القاسية, وسعيت مع والديك لزيارتهم واسترضائهم بناء علي نصيحة خطيبك السابق الذي لم يحرك ساكنا في تغيير موقف أمه منك, وقابلوا كل هذا الصنيع الجميل بالنكران, وفسخ الخطبة, وكان المتوقع والحال كذلك أن تهتز أعصابك, وتتشتت أفكارك, فإذا بك تتعاملين مع ما حدث بعقلانية وهدوء شديدين, لأنك كنت علي يقين من أن من سلك طريق الصواب لا يخشي شيئا, وأن الإنسان وهو يوكل أمره إلي خالقه يكون واثقا من أنه لن يخيب رجاءه. لقد كان السبب الرئيسي لما فعلته معك والدة خطيبك السابق, هو رغبتها في السيطرة عليك والتحكم فيك, والاستئثار بابنها دون وازع أو ضمير, أو خوف من الله عز وجل, فإذا بك تخرجين من هذه التجربة الأليمة أكثر قوة, وأشد صلابة, وإيمانا وارتباطا بالله, والحقيقة أن صبرك عليها هو الذي دفعك إلي النجاح في تجربتك الثانية والانتصار علي المكائد التي حاولت تدبيرها لك, وتجاهل رسائل السباب التي بعثت بها إليك عن طريق الجارتين اللتين تعلمان حقيقة ما جري, بدليل تقدمهما واحدة تلو الأخري لطلب يدك لابنيهما. وما أروع جوائز صبرك التي انهالت عليك من السماء حتي جاءتك الجائزة الذهبية بإنجابك طفلين توءم يملآن عليك حياتك بعد عامين تصور خلالهما من حولك أنك غير قادرة علي الإنجاب, لكنها إرادة الله الذي خيب ظنونهم, فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. أسأله سبحانه وتعالي أن يديم عليك سعادتك, ويزيدك من فضله وكرمه, وأن يشفي صدور من يحملون الحقد والضغينة للآخرين.. إنه علي كل شيء قدير. |
| | | كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488 بلد الإقامة : المدينة الفاضلة العمل : الحالة : نقاط : 17058 ترشيحات : 47 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/10/2012, 12:47 | |
| المشـهد الأخـــير
تسبقني دموعي وأنا أكتب إليك هذه الرسالة, فالألم الذي أعانيه يفوق كل آلام البشر, والعاصفة التي تعرضت لها زلزلت كياني, وأحالت حياتي إلي جحيم, فصرت عازفة عن الحياة وانتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أرحل فيه عن الدنيا.
فأنا سيدة في الخامسة والأربعين من عمري نشأت في أسرة كثيرة الخلافات دائمة المشاجرات, أبي وأمي متصارعان طوال الوقت, ولأسباب تافهة في أغلب الأحيان, وكنا ثلاث بنات وولدا, وأختي الصغري هي صديقتي الوحيدة, أشعر معها بالراحة والطمأنينة وأفضفض لها عما يجيش به صدري, ومنحتها الحب والحنان الذي افتقدناه في أسرتنا. ووهبني الله قدرا من الجمال والقبول فبديت للشباب فتاة مرغوبا فيها, وطرق بابي كثيرون وتصورت وقتها أن المال هو السبيل الوحيد للسعادة, فوافقت علي خطبتي لشاب من أسرة ثرية, ولم تمض أسابيع حتي تأكدت من خطأ اختياري, فطلبت من أبي فسخ الخطبة, وأصررت علي طلبي, ولان موقفه أمام بكائي وتوسلاتي, وأيقن أن هذه الزيجة إذا تمت سوف تنتهي سريعا وأعود إليه وأنا أجر أذيال الخيبة والندم, فاتصل بخطيبي وأفهمه موقفي وانهي الخطبة بسلام فتنفست الصعداء, وتطلعت إلي ما أحلم به من أن ارتبط بشاب يحبني وأحبه لذاته, وليس لماله, وظللت أدعو الله أن يرزقني به, حتي استجاب لدعائي بعد وقت قصير من فسخ خطبتي, وجاءني شاب نحيف, وسيم, ذو عينين خضراوين, حنون, رقيق, فأحببته بكل كياني من أول نظرة, وبعد أن جلس مع أهلي وشرح لهم ظروفه, انصرف علي وعد ببحث طلبه والرد عليه, وقالوا لي انه شاب فقير لن يوفر لي الحياة المستقرة التي كنت سأحياها مع الشاب السابق, وامهلوني يومين للتفكير وإبلاغهم بقراري الذي سأتحمل تبعاته وحدي, فلم أكمل المهلة ورجوتهم الموافقة عليه, ونزل أبي علي رغبتي وزوجني له. وبدأت حياتي معه, أحب ما يحب, وأري الدنيا بعينيه, وبلغ ارتباطي به إلي حد اننا كنا ننام ونحن متشابكا الأيدي كالأطفال, وكنت أجري نحو الباب لأكون في استقباله عندما اسمع صرير المفتاح, وجاءه عقد عمل في الخارج بعد الزواج بشهور فسافرنا وانتظمت حياتنا هناك وعرفت المعني الحقيقي للسعادة الزوجية والأسرية التي افتقدتها في بيت أبي. ومرت خمس سنوات كاملة كأنها ثوان معدودة والتفت الي نفسي فوجدتني لم أنجب بعد لكني لم ألحظ عليه ضيقا ولا تبرما, ففاتحته في أمر الانجاب فرد علي: انت صغيرتي وكل شيء في حياتي... ولم يخيب الله رجائي في الانجاب, فإذا به سبحانه وتعالي يرزقني بثلاثة أولاد أصغرهم يشبهني تماما, ويناديه دائما باسمي, وكان يداعبه ويقول له: انت عارف كم أحبك لأنك شكل ماما ثم يضحك ونضحك جميعا, وقد أحاطتنا العناية الالهية والرضا والقناعة بما وهبنا سبحانه وتعالي اياه. وما أجملها الحياة حين يرضي الانسان بما قسمه الله له, إذ يزيده من فضله وكرمه, وهكذا ابتسمت لنا الدنيا, وعدنا الي مصر ولم تمض اسابيع حتي حصل زوجي علي وظيفة ممتازة بمرتب كبير, وعملت أنا أيضا في عمل مناسب, واشترينا شقة في مكان راق بجزء كبير من مدخراته في الخارج. وأصيبت أمي بوعكة صحية وأجريت لها تحاليل عديدة أثبتت إصابتها بمرض خطير, ورحنا نطوف بها المستشفيات بحثا عن العلاج, وآزرني زوجي في الاتصال بالأطباء, والحجز لديهم, ولم يهدأ له بال نحو ثمانية أشهر طويلة من العذاب حتي أسلمت أمي الروح الي بارئها فحزنا عليها حزنا عظيما, وصارت حديثنا في الصباح والمساء نلتمس لها الرحمة, وندعو لها بالمغفرة. ومرت شهور ولاحظت ان زوجي أصبح كثير الانفراد بنفسه ويعاني صداعا مستمرا وبعد فحوص شاملة قيل له انه مصاب بنزلة برد شديدة أثرت علي جسده كله, وتعاطي أدوية كثيرة لكن حالته لم تتحسن وظننت أن التكييف هو السبب فأغلقته تماما, وأصررت علي عدم تشغيله. أما هو فلم يعر هذا الأمر اهتماما وبدأ في الحديث معي عن الموت, وأنه يتمني أن يموت قبلي, لأنني سأكون أكثر حرصا علي أولادنا, وشرح لي كل شيء عن الأوراق المهمة الموجودة بحوزته, والتي تتعلق بممتلكاته, ووصيته, إلي آخر هذا الكلام الذي أصابني بالأوجاع, وتصورت انه يعاني حالة اكتئاب شديدة, واننا يجب أن نغير أسلوب حياتنا, حتي لا يشعر بالملل, لكنه ظل علي موقفه وانعزاله عنا معظم الوقت. وذات ليلة رأيت في منامي انني ارتدي بنطلونا أسود اللون وقد فقدت كثيرا من وزني, وتلفت حولي لكي اتحدث معه فلم أجد غير طيفه الذي لم يرد علي, وصحوت من نومي مفزوعة لكني لم أخبره بذلك. ولم أفهم معني هذا الحلم, وتناولنا طعام الإفطار معا كالعادة, وقال لي انه لن يستطيع الذهاب الي عمله لإحساسه بالتعب, فاستأذنته في الخروج لشراء بعض أغراض شهر رمضان وكنا وقتها في الاسبوع الأخير من شعبان وقبل أن أعود الي المنزل اتصل بي علي هاتفي المحمول وسألني أين أنت فأبلغته بأنني في الطريق اليه, ففاجأني بأنه تقيأ كل ما أكله, وأن صدره مكتوم, ثم أغلق التليفون فارتبكت بشدة,وأخطأت في الاتصال برجال الاسعاف أكثر من مرة, حتي وصلت اليهم اخيرا وجاءني الطبيب علي عجل ووقع الكشف الطبي عليه ثم قال لي: ليس به شيء وأوصاني بأن أطعمه!! فصرخت: كيف وهو أمامك لا يتحرك.. فلم ينطق الطبيب ثم تركني ومعه رجال الاسعاف, وقبل ان يصلوا الي باب الشقة بدأت حشرجة الموت في صوته فأمسكت بيديه ونظرت الي عينيه الجميلتين ورجوته أن يرد علي لكن روحه صعدت الي بارئها, مات حبيبي وزوجي بين يدي وتركني وأولاده بلا سند نلاطم أمواج الحياة التي لم نعرف لها طعما من بعده. انني لم أفق من الصدمة حتي الآن ولا أعرف ماذا سأفعل غدا؟. ولكنني أقول دائما عقب كل صلاة: الحمد لله علي كل حال,, وقد أردت برسالتي إليك ان أقول لقرائك: إن الترابط الروحي بين أي زوجين هو أغلي من كنوز الدنيا, وسوف أظل علي عهدي معه إلي أن ألقاه وأسأل الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته... ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالي. {{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: توقفت عند رسالتك كثيرا فوجدت أنها تتضمن أمورا ثلاثة مردها الي الله عز وجل, ولا دخل للإنسان فيها, وهي الأجل, والرزق, والابتلاء بالمرض, وعندما يدرك الإنسان هذه الحقيقة ويوكل أمره الي خالقه لا يخشي شيئا, ويرتاح ضميره, وتهدأ نفسه, ويحمده علي كل حال, وأراك كذلك يا سيدتي بما منحك الله من صبر وقدرة علي التحمل والاتساق مع نفسك. لقد كان بإمكانك أن تتزوجي خطيبك الأول الميسور, مثلما تفعل البنات عادة بمباركة أسرهن, ولكنك أدركت بفطرتك السليمة, واحساسك الصادق, أن الغني ليس غني المال, وانما هو غني النفس, ووجدت ضالتك في زوجك الراحل الذي فتح الله عليه أبواب الرزق بعد أن أخذ بالأسباب, وبذل كل ما يستطيع من جهد. والواضح أن اخلاصه لك وشفافيته في التعامل مع الآخرين وصدقه مع نفسه, من أبرز العوامل التي جعلته يحس بدنو أجله, فأرشدك الي مكان أوراقه, ومستندات ما له وما عليه, وكل شيء يخصه, بل وكتب وصيته, وطريقة تصريفك للأمور من بعده, وهذه هي قمة الإيمان, ولاشك أن صنيعه إن عبر عن شيء, فإنما يعبر عن قربه من الله, فكشف له عن بعض الجوانب التي تخفي علي البشر, وهذا هو حال الصالحين دائما. لقد أدي زوجك الراحل ما عليه حتي المشهد الأخير في حياته, حين أوصاك علي أبنائكما, واطمأن الي حسن تربيتك لهم, وقد آن الأوان أن تهدئي بالا, وأن تدعي الأمر لله, فلا دوام لحال, وحياتنا تتغير كل لحظة, وأتذكر قول الشاعر: دع الأمـــور تـجــــــري في أعنتـــها.. ولا تنـامــن إلا خـــالي البــــال ما بين غمضة عين وانتباهتها.. يغـير الله من حـــال إلـي حــال وانني علي يقين من أنك سوف تخرجين من دائرة الأحزان أكثر قوة وصلابة, وأكثر إيمانا وارتباطا بالله إعمالا لحكمته وسنته في الابتلاء, وسوف تستشعرين حلاوة الإيمان وتنتصرين في الحياة, ولو بعد حين. فتحليك بالصبر واعتصامك بالمولي سبحانه وتعالي, وتوكلك عليه, وابتغاء مرضاته, سوف يساعدك علي اجتياز محنتك حيث يقول عز وجل ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله, ألا بذكر الله تطمئن القلوب( الرعد:28), وبغير الإيمان تنتفي السعادة, ولا يكون هناك أمن ولا طمأنينة,(( وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير( البقرة:107). إذن عليك أن تتجاوزي أحزانك, وتتطلعي الي تربية أولادك, واستكمال رسالتك معهم, وهو الهدف الأسمي الذي أوصاك به زوجك في أيامه الأخيرة, فقد أوكل اليك هذه المهمة لعلمه أنك قادرة علي احتوائهم والوقوف الي جانبهم وليس أي فرد آخر في عائلته, ومهما بلغ بك الحزن فلن يعود زوجك, تلك هي قسمة الله, وهذا قضاؤه وعليك التسليم بإرادته والتعايش مع آلامك وأحزانك, فإذا أكملت مهمتك معهم سوف تنالين رضا الله, وطمأنينة نفسك وسعادة أسرتك.. واسأله سبحانه وتعالي لزوجك المغفرة ولك الثبات, ولأولادك النجاح والتوفيق والسداد. |
| | | كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488 بلد الإقامة : المدينة الفاضلة العمل : الحالة : نقاط : 17058 ترشيحات : 47 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 19/10/2012, 12:48 | |
| دائرة الخلافات
أنا سيدة أبلغ من العمر50 عاما ومتزوجة وأشغل وظيفة جيدة, ولي عمل حر ناجح ويشهد لي الجميع بالخلق الرفيع, وقد تأرجحت علاقتي بزوجي بين الانسجام والاضطراب كأي بيت من البيوت المصرية. نتفق كثيرا ونختلف أحيانا, ولكننا في كل مرة نختلف فيها نعود فيجمعنا فراش واحد ونتبادل كلمات الحب, فبيننا رحلة كفاح طويلة ثمرتها بيت جميل وثلاثة أبناء بارك الله لي فيهم.. ومنذ عام تعرف زوجي علي سيدة عن طريق الانترنت وهو للأسف يملك فراغا في وقته ومشاغله وتطورت معرفته بها إلي علاقة عاطفية خلال شهر واحد فقط, واستطاعت أن تسيطر عليه وتبادلا الصور والأحاديث واتفقا علي الزواج, كل ذلك في غفلة مني. وفاجأني بالموضوع وكانت حجته أننا نختلف في أحيان كثيرة وأنا لا أنكر ذلك إذ أن لنا طبعين مختلفين ولكن الله يشهد أنني كنت أحاول دائما تجاوز نقاط اختلافنا. وقد حاول زوجي بكل الطرق الحصول علي موافقتي علي زواجه من تلك المرأة الغاصبة التي استباحت ستر أسرتي, كما حاول اقناعي بحقه الشرعي في الزواج الثاني الذي أباحه الله لظروف وملابسات خاصة لصالح المجتمع المسلم وليس لإيلامه ولكني رفضت بشدة وأحسست بطعنة شديدة وجرح مازال يدمي قلبي حتي الآن وطلبت منه إن صمم علي زواج الأخري أن يسرحني بالمعروف, ولكن لظروف عائلية واجتماعية أجهض المشروع أمام اصراري علي الانفصال, وقال بحدة خلاص.. خلاص ولكنه لم يعتذر لي بكلمة واحدة ولم يحاول التودد إلي ليساعدني علي التئام الجرح الذي أحدثه, وبدا يتصرف معي كضحية حب تنازل عن حبيبته وحلمه بامرأة جديدة حتي لا يدمر أسرته.. المشكلة الآن أنني فقدت الثقة في حبه وإخلاصه لي وأصبح هاجسي في كل مرة نتناقش أو نختلف فيها هو أنه يمكن أن يعيد الكرة ويخونني من جديد خاصة أنه في فترة استطاع خداعي بكلمات الحب وهو في الوقت نفسه علي الخط مع أخري.. إن القلق يعذبني والألم قاس.. فماذا أفعل لكي أحافظ علي بيتي وأستعيد زوجي؟ {{.. واقول لكاتبة هذه الرسالة: لقد وضع زوجك بذور الشك في قلبك بعلاقته الأولي عن طريق الانترنت, وهي العلاقة التي أقر بها, وحاول تبريرها بشتي الطرق, ومن الطبيعي ان تقلقي من أن يعود إلي تلك السيدة أو غيرها من السيدات اللاتي يتعرف عليهن بهذه الوسيلة التي لا تستقيم معها حياة زوجية, وإنما يتخذها البعض طريقا للتسلية.. فكم تسبب الانترنت في هدم بيوت مستقرة دون أن تكون العلاقات التي نشأت بهذه الطريقة صادقة أو حقيقية فهي مبنية علي الوهم والخداع, ولذلك لا تدوم وسرعان ما تنكشف الاقنعة التي يرتديها الرجال, ولكن بعد فوات الأوان.. والعاقل هو الذي ينظر إلي الأمور نظرة موضوعية ويدرك أن البيوت لا تقوم علي أسس واهية وإنما تحتاج إلي قواعد سليمة وبنيان راسخ. إن آفة بعض الرجال أنهم ينساقون إلي أهوائهم, ويتمادون في أخطائهم, ويحاولون دائما تكرار أفعالهم غير السوية.. وينسون أنهم يدمرون أسرهم ويلقون بأبنائهم إلي التهلكة.. إذ ماذا ننتظر من أب لا يري إلا ملذاته, وأم مغلوبة علي أمرها أمام تصرفاته سوي أبناء مهلهلين ومشوشين ومتخبطين في الدنيا. ولقد أحسنت صنعا بتمسكك بزوجك ولكن إياك والتصرفات الهوجاء, فالعاقلة هي التي تحافظ علي بيتها وتعمل علي تماسكه, وتضع الأمور في حجمها الصحيح, ويمكنك أن تتبعي مع زوجك الحوار الإلحاحي بمعني أن تعيدي دائما علي مسامعه أنك تحبينه ولن تفرطي فيه, وانه يجب عليه أن يجلس مع أولاده كثيرا ويسعي إلي رأب الصدع الذي أحدثه بما سبق أن فكر فيه بتأثير الانترنت وكيف أنه أخطأ في حق نفسه وحق أسرته. وان الله شاء أن ينتشل الأسرة مما كان ينتظرها من فشل ذريع. وبإمكانك أيضا أن تضيقي دائرة الخلافات بينكما, وأن تصمدي أمام العواصف والأنواء لكي تتغلبي علي الرياح العاتية التي تواجه سفينتكم حتي تصل إلي بر الأمان بإذن الله. |
| | | شموخ السلطنة مكرم
عدد الرسائل : 385 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6527 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 26/10/2012, 10:52 | |
| |
| | | بنت النيل الأصيل عضو مجتهد
عدد الرسائل : 359 بلد الإقامة : مركب شراعي احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6679 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/11/2012, 13:04 | |
| الرجل الغامض! أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري, تخرجت في كلية عملية والتحقت بوظيفة مناسبة لمؤهلي منذ فترة بسيطة,وعلي قدر من الثقافة والجمال كما يقول لي كل من حولي. وأنا أكبر إخوتي, وقد التحق والدي بعمل في إحدي الدول العربية وتركنا في شقة مستقلة ببيت العائلة في إحدي محافظات الوجه البحري, وقد تعود علي أن يأخذ رأي عمي الذي يصغره بست سنوات في كل شيء, سواء في عمله أو حياته الخاصة, بمعني أنه ليست له خصوصية, فكل كبيرة وصغيرة يحكيها له, وعندما كنت في الثانوية العامة شدني أحد أقربائي إليه بأسلوبه الرصين, وحضوره الدائم برغم أنه يكبرني بعشر سنوات, ولا أنكر أنني ارتحت جدا إليه وأحببته من كل قلبي, وكان هو فارس أحلامي, وقد جرت كل الأحاديث بيننا أمام العائلة, لكن لم يعلم أحد هذه العلاقة التي اكتفينا فيها بالكلام العام ولم نتطرق إلي مسألة الحب والزواج, ووجدته مخلصا كل الإخلاص, وهو يعمل منذ سنوات في وظيفة جيدة وعندما حلت الإجازة الصيفية في العام الماضي رجع والدي من الخارج, وعلي الفور تقدم إليه فتاي طالبا يدي فوافق والدي علي الفور لمعرفته به, ولم تسعه الدنيا من الفرح وقتها, ولكن لم يمر أسبوعان حتي تغيرت معاملته معه ومعي, ثم إذا به يبلغني رفضه التام لهذه الزيجة فانخرطت في بكاء مرير وقلت له: إنني أريد أن أعرف سببا واحدا لرفضك بعد موافقتك, فقال لي: إنه أكبر منك بكثير ولا يمكن لهذه الزيجة أن تستقيم, وعبثا حاولت أن أثنيه عن موقفه وذكرته أنه يعلم فارق السن, وأن رفضه ليس نابعا من داخله, فعمي هو الذي دفعه إلي موقفه المعاند من ارتباطي بفتاي لأن عمي أعزب ولا يريدني أن أتزوج قبله, وتأكد لي أن هذا هو السبب الحقيقي بعد عدة أشهر, وانتهت علاقتنا بالفشل وتزوج فتاي وشق طريقه في الحياة بعيدا عني, بينما ظللت أنا ألاطم أمواج الحياة حتي الآن, إذ لم يقتصر موقف عمي علي هذا العريس فحسب, وإنما تمكن من تطفيش أكثر من عشرين عريسا لي حتي الآن, لأن أبي يفوضه في السؤال عمن يتقدم لخطبتي, وهو يتذرع دائما بأسباب غير منطقية, فهذا طويل, وذاك قصير, وثالث ليس علي قدر من الوسامة, ولا يتحدث عمي معي أبدا لأنه يعتبرني ابنة ماما, وهو يكره أمي تماما لأنها لا تعطيه مجالا للحديث معها, وهو ما دفعه إلي تحريض أبي ضدها, ونجح في إقناعه بالزواج من أخري, وقد تلقينا فجأة منذ أشهر محضرا وورقة طلاق أمي, وهكذا دمر بيتنا ومازال أبي مسافرا ولا يهمه شيء غير عمي, وأخيرا تقدم لي شاب سألنا عنه فوجدناه من أسرة طيبة, وليس هناك ما يمنعني من الارتباط به, وجاء هو ووالده في زيارة لنا لكن عمي فاجأهما علي الباب وطردهما في موقف غريب لم نعرف له سببا, وحدث خلاف شديد مع عمي بعد أن ادعي أن سبب رفضه العريس هو أنه من القاهرة, ولهم عادات وتقاليد مختلفة عنا نحن أبناء الأرياف, ولجأت إلي أبي من جديد ورجوته أن يأخذ قرارا في مسألة ارتباطي بعيدا عن عمي, فوعدني بأن يدرس الموضوع بنفسه ومر أكثر من شهر لكنه لم يحرك ساكنا, ثم أبلغنا فجأة أنه سوف يستعين بعمي لأنه الأقدر علي معرفة كل شيء عمن يتقدمون لي بحكم أنه يعيش بيننا, والحقيقة أن عمي يتدخل في كل شيء يخصنا حتي في أدق تفاصيل حياتنا. لقد تعبت من إحساسي بالعجز أمام جبروته, واقتناع أبي بآرائه, وفي آخر مرة تحدثت فيها معه قال لي إنني أحافظ عليك ولا أريد أن أوافق علي زواجك من شخص لا تتوافر فيه الصفات التي تجعلني مطمئنا إلي مستقبلك, وكم قلت له إنه يكفيني أن يكون متوافقا معي اجتماعيا وثقافيا وماديا, وانتهي الحديث بيننا كالعادة إلي لا شيء. لقد احترت ماذا أفعل؟ وهل أتزوج دون علم أبي بعد أن بلغت سن الرشد, خصوصا أن أبي علي خلاف مع كبار عائلتنا ولا يستمع لأحد غير عمي, فأنا لا أريد غير الحلال, ثم هل أصبح الزواج في أيامنا هذه جريمة؟ وبأي حق يمنعونني؟ أرجو أن تدلني علي حل لما أنا فيه, وقد حاولت قدر استطاعتي أن أشرح لك ظروفي كما هي, وأتمني ألا يترك الآباء أبناءهم تحت تصرف أحد غيرهم, فالمرارة التي أعانيها أكبر من أن تصفها هذه الكلمات التي أكتبها إليك وأنا مضطربة ومشتتة, وكذلك اخوتي الصغار الذين أحمل همهم وأشفق عليهم من أنهم سوف يعانون المتاعب نفسها مادام أبي مصرا علي تسليم زمام أمورنا إلي عمي بينما هو مستمر في عمله بالخارج ولا يفكر في العودة إلي مصر الآن, وأمي مطلقة تعيش في منزل أسرتها ولا نلتقي بها إلا في أيام الإجازات, بمعني أن حياتنا مفككة بسبب سلبية أبي وتطفل عمي علينا في كل ما يمس حياتنا.. وفي انتظار ردك الذي ينتشلني مما أنا فيه. >> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: في رسالتك حلقة مفقودة تتعلق بطبيعة الخلاف مع عمك, فليس معقولا أن يرفض كل من تقدموا لك لمجرد أنه لم يتزوج, ويسعي بإصرار لإفساد العلاقة بين أبيك وأمك حتي نجح في إقناعه بتطليقها, ثم أي أسباب تلك التي تجعل والدك منقادا لرأيه إلي هذه الدرجة؟ لقد كان يتعين عليك أن تفندي مزاعمه, وتشرحي أسبابه لموقفه المعاند لكم وغضبه الدائم منكم, فأنتم أولاد شقيقه الذي ائتمنه عليكم, وعليه أن يصون الأمانة التي حمله إياها, وعلي الجانب الآخر ينبغي علي أبيك أن يتواصل معكم, فكنوز الدنيا كلها لا تساوي أن تنشأوا نشأة غير سوية, كما أن التربية الصحيحة تكون في كنف أبوين متفاهمين يدرك كل منهما مسئوليته تجاه أبنائه, وعليه أيضا أن يعيد دراسة موقفه من والدتك التي لم تتح لها فرصة الدفاع عن نفسها من اتهامات عمك لكي يتبين له ما إذا كانت صحيحة أم لا. إن للأفكار التي تسيطر علي الإنسان تأثيرا كبيرا في تكييف حياته, وقد سيطرت علي عمك أفكار مشوشة عن الآخرين فخشي أن يوافق علي من يتقدمون إليك درءا للسلبيات التي قد تظهر فيما بعد فيمن ترتبطين به, ووقتها سوف يكون هو المسئول عن الموافقة عليه, لكن كان بإمكانه أن يعرض الأمر برمته علي أبيك بحيادية وشفافية راصدا مزايا وعيوب كل واحد, ولا تتم الموافقة عليه إلا إذا اتفقوا جميعا علي أنه الأنسب لك, وتخييرك بين الارتباط به أو رفضه وفقا لميولك تجاهه. هكذا تدار مسألة الزواج في كل البيوت, أما أن يستأثر واحد فقط من العائلة بالقرار حتي ولو كان عمك, ويجبرك علي الالتزام به, فهذا ما لا يعقل أبدا, إذ أنه بذلك يدفعك إلي مالا تحمد عقباه. وإذا كنت قد فشلت في إقناع أبيك بآخر من تقدموا للارتباط بك, فاعتبري هذا الفشل فرصة لمحاولة جديدة أكثر ذكاء من محاولاتك السابقة, وأبلغيه بأنه لا بديل عن الأب في كل الظروف والأحوال, وأن وجوده في الخارج لا يعني تخليه عنكم وإحالة أموركم إلي شقيقه, فمهما يكن الأمر فإن دور الأب في حياة أبنائه لا يمكن أن يعوضه غيره حتي ولو كان أقرب الأقربين إليه. وينبغي بالتزامن مع ذلك أن تراجعي نفسك وتعيدي حساباتك في كل ما مر بكم من ظروف, فالمراجعة والنقد الذاتي يشكلان معا الخطوة الأولي نحو تصحيح المسار, ومواصلة الإبحار في سفينة الحياة. ولتعلمي أن الضعف والاستكانة لا يصنعان إنسانا ناجحا, فكوني قوية وواجهي عمك بشجاعة بأن ما يتذرع به من أسباب لرفض كل من يتقدمون لك إنما هي أسباب غير مهمة وليست مقلقة, سواء بالنسبة للمنطقة التي يسكن فيها, أو أنه طويل أو قصير علي حد تعبيرك, وقولي له إنه تكفينا أخلاقه وتوافقنا النفسي, وأنك تتحملين مسئولية اختيارك بعد أن بلغت سن الرشد, وأصبحت تدركين جيدا عواقب الاختيار الخاطئ.. وفقك الله وهو وحده المستعان. |
| | | بنت النيل الأصيل عضو مجتهد
عدد الرسائل : 359 بلد الإقامة : مركب شراعي احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6679 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/11/2012, 13:05 | |
| التفكير الساذج أنا سيدة اقترب من سن الاربعين, تزوجت شابا من أسرة ميسورة الحال يكبرني بسنوات وعشت معه حياة هادئة, ومرت سنوات علي زواجنا دون إنجاب, وأصبح شغلي الشاغل هو أن أتردد علي الأطباء للاطمئنان علي حالتي الصحية.
وقد أجمعوا علي انني وزوجي طبيعيان جدا ولا يوجد لدينا أي عائق للإنجاب, وأن القضية مسألة وقت.. وبرغم كلماتهم المطمئنة كنت اشعر بالضيق كثيرا عندما ألاحظ لهفة زوجي علي ومحاولاته الدائمة لإسعادي والتخفيف من متاعبي وآلامي, فبحث لي كثيرا عن عمل أشغل به وقتي وتفكيري وشجعني علي ارتداء الحجاب والتقرب إلي الله حتي يرضي عنا ويمن علينا بطفل, ولكن لم يهدأ لي بال ولم أكترث لكلامه, وأخذت اتحدث إلي كل الأقارب والجيران والأصدقاء في مسألة الإنجاب, حتي إنني سمحت لنفسي بالخوض في علاقتي الحميمية مع زوجي, ونسيت أن الكلام في مثل هذه الأمور أسرار لايجوز البوح بها لأي إنسان, ونصحني زوجي مرارا بألا أتكلم عن علاقتنا الخاصة ولكنني لم استجب له, وبدأت اشعر بنفوره مني, وازدادت المشكلات بيننا, وتدخلت أمي وعمتي بشكل محرج لدرجة أنهما اتهماه بأنه مريض ولن يستطيع الإنجاب, وانتقل هذا الحديث إلي أهله فتدهورت علاقتنا, وعلي الرغم من ذلك فإنه لم يحاول إهانتي أمام الناس, وكانت معاملته لي طبيعية جدا ومرت اربع سنوات علي هذه الحالة القاسية ثم اذا بي افاجأ بأنني حامل, وأنجبت ولدا ركزت كل حياتي لتربيته, وكان هو كل شيء في حياتنا, ومحور اهتمام والده, والمؤلم في قصتي أن زوجي لم ينس اساءتي له والتشكيك في رجولته بين الأهل والأصدقاء, إذ لا يعيرني أي اهتمام وزادت الفجوة بيننا كثيرا, وبدلا من أن أستوعبه وأحاول استرجاعه إذا بي اتجاوز في الحديث عنه, وطلبت مني أمي أن أهدده بطلبي الطلاق وهدم البيت لعله يخاف ويرتدع وتعود علاقتنا إلي سابق عهدها ولكن شعوره بالتجاهل لم يتغير تجاهي بل زاد تعنته, وهنا أصررت علي طلب الطلاق فوافقني علي طلبي وأخذني بمنتهي الهدوء إلي المأذون وطلقني ودفع أمامي في حضور الجميع مؤخر الصداق وحاولت أن أضغط عليه بطلب نفقة متعة لعله يتراجع عن الطلاق فوافق أيضا وكتبنا عقد اتفاق بالتزامه بجميع متطلبات ابنه من مأكل وملبس ومدرسة في مقابل أن يراه يومين في الأسبوع ويقضي معه الإجازات. وعرض علي أن أقيم في شقة الزوجية ويكتبها باسم ابننا ولكنني رفضت لمجرد أنها في عمارة أهله, واستأجرت شقة أخري مجاورة لهم. وبعد ذلك علمت أنه تزوج من أخري وأنجب منها بنتا فذهبت إلي منطقة سكنهم, وقلت لكل الناس من حولهم سواء الجيران أو أصحاب المحال أن هذه السيدة سيئة السمعة, ولعب بي الشيطان حتي خلعت حجابي وابتعدت عن طريق الهداية, وأصبح كل همي هو أن أتزوج من آخر حتي أغيظه كما أغاظني وأدمر هذه الزيجة التي جعلتني أفقد صوابي وأسهر الليالي وأنا اتحسر علي ما صنعته في نفسي, وفكرت بمساعدة أمي في أن أحرمه من رؤية ابنه وخالفت الشروط التي اتفقنا عليها عند الطلاق.. وبالرغم من ذلك دفع مصاريف ابنه شهورا عديدة وهو لا يراه ولم اكتف بذلك فرفعت عليه قضايا كثيرة حتي أتمكن من الشقة التي عرضها علي من قبل بالمعروف ورفضتها. وبعد تفكير عميق مع نفسي فيما فعلته وجدتني قد دمرت حياتي بنفسي وخسرت احترام الناس لي, وخسرت ابني أيضا الذي اصيب بآثار نفسية مدمرة منها التبول اللا إرادي والمشي في أثناء النوم بسبب بعده عن أبيه, ومحاولتي إخافته وبث الرعب في نفسه بأنه يكرهه وسوف يخطفه, فلقد تزوج من أخري وأنجب منها ويعيش حياة مستقرة وهادئة بعيدا عنه!.. انني نادمة علي ما فعلته وأحكي لك قصتي هذه بعد أن استيقظ ضميري وأنصح كل زوجة أو فتاة مقبلة علي الزواج بأن تحافظ علي زوجها وأن تحمي بيتها وأقول لها ان الطلاق شيء مدمر حقا. فمهما كانت الحياة الزوجية مليئة بالمشكلات فإن مشكلات الطلاق أكبر بكثير, وقد تخسر المطلقة كل شيء ولن ينفعها الندم بعد فوات الآوان. >> وأقول لكاتبة هذه الرسالة: أي بناء يقوم علي غير أساس متين, يصبح مهددا بالانهيار أمام أي عاصفة, وكذلك الحياة الزوجية, إذا عكر صفوها شيء لا تعود إلي هدوئها السابق, ويكون مصيرها الفشل والانفصال. وأنت يا سيدتي لم تعكري صفو حياتك الزوجية فقط, وانما أيضا سعيت بإرادتك إلي تدميرها لأسباب غير مفهومة, ولعلك رأيت أن هجومك علي زوجك والحديث عن علاقتك الزوجية به أمام الناس, سوف يؤكد لهم أن العيب في تأخر الإنجاب منه وليس قصورا فيك. وكان طبيعيا والحال كذلك, أن تتوتر حياتك الزوجية, وأن يؤدي تدخل الآخرين فيها إلي تشجيعك علي طلب الانفصال وتجاهلت أن النار لا تحرق إلا من يمسك بها وأنت أمسكت بلهيب الشائعات, وجعلت زوجك مضغة علي كل الألسنة, ووجدت نفسك محاطة بالشكوك والأقاويل, فآثرت الانسحاب من حياة زوجك ظنا منك أنك سوف تعيشين حياة أكثر راحة, وربما تهافت عليك رجال آخرون يرون في أنفسهم ما ليس موجودا في زوجك. وهنا كان قراره الشجاع بالانفصال عنك بل وتلبية كل مطالبك, ثم الزواج من أخري تحفظ له قدره ومكانته يا سيدتي عودي إلي جادة الصواب, واعلمي أنك تماديت كثيرا في الإساءة إلي زوجك السابق, وهتك أعراض الآخرين, وسوف تدور الدوائر عليك حين تشربين من الكأس نفسها عندما ينبذك من حولك وتسبحين وحدك في بحر الحياة بلا سند ولا معين, ولا سبيل أمامك الآن سوي الإقرار بخطئك وندمك علي ما فات والتقرب إلي الله بالصبر والصلاة والدعاء إليه بأن يعفو عنك وأن يجعلك آمنة مطمئنة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. |
| | | بنت النيل الأصيل عضو مجتهد
عدد الرسائل : 359 بلد الإقامة : مركب شراعي احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6679 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/11/2012, 13:06 | |
| الميثاق الغليظ قرأت رسالة معادن الرجال التي أرسلتها زوجة تعول طفلين أصيبت بمرض مزمن لا يرجي شفاؤه, فنفر منها زوجها ووبخها كلما اشتري لها العلاج, ثم فوجئت بابتلاء جديد يمنعها من العلاقة الخاصة مع زوجها الذي قام بتطليقها وتركها بلا مأوي.
وقد اضطرت للنزول إلي العمل برغم ظروفها الصعبة للإنفاق علي نفسها وولديها, وتعقيبا علي هذه الرسالة أقول: إن عقد الزواج ميثاق غليظ يستوجب التضحية من الطرفين, لكي تستمر العلاقة بينهما, وكان ينبغي علي الزوج أن يصبر ويحتسب ويقف بجانبها في محنتها, لأن معاملتها بالحسني ترفع معنوياتها, وتعجل بشفائها. ولو كان الزوج حكيما لطرح عليها فكرة الارتباط بأخري دون أن يطلقها بشرط أن يحسن معاملتها, ويترك لها الخيار, وإذا رفضت فكرة ارتباطه بأخري وأصرت علي طلب الطلاق للضرر فإن أحدا لا يمكن أ ن يلومه علي موقفه. إن البحث عن زوجة ثانية تقبل الزواج من رجل يحتفظ بزوجته الأولي المريضة أمر صعب المنال, لأن أغلب النساء يشترطن علي الزوج أن يطلق زوجته الأولي للموافقة علي الزواج منه, وقد آن الأوان لكي تقوم أجهزة الإعلام بتغيير ثقافة المجتمع, لأن الأعمال الدرامية رسخت في أذهان المشاهدين صورة سيئة وغير منصفة للرجل الذي يجمع بين زوجتين برغم أن ذلك أمر أحله الله من أجل مصلحة الرجال والنساء في ظروف معينة. >> ولكاتب هذا التعليق الدكتور سمير القاضي أقول: آفة بعض الرجال أنهم لا يلتفتون إلا إلي مصالحهم, ولا يعنيهم من قريب أو بعيد من ارتبطن بهم وضحين من أجلهم بالغالي والنفيس, وهؤلاء لا يفيقون من غيهم إلا بعد فوات الأوان, ويتناسون دائما أن الله يمهل ولا يهمل مهما طال الزمن, وقد يعجل بالجزاء في الدنيا, وربما يؤخره إلي يوم تشخص فيه الأبصار,. فهل من معتبر؟ |
| | | بنت النيل الأصيل عضو مجتهد
عدد الرسائل : 359 بلد الإقامة : مركب شراعي احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6679 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/11/2012, 13:08 | |
| أغرب أبوين ستوقفتني رسالة هي واخوتها للفتاة التي أسند إليها والداها مهمة رعاية وتربية وإعالة اخوتها العشرة, وانتقلا للإقامة في شقة بالمدينة بعيدا عن القرية التي ولدا وعاشا فيها حتي لا يتحملا أي مسئولية تجاه هؤلاء الأبناء.
واكتفيا بالسؤال عنهم بالتليفون فقط دون أن يسألاها عن حالها وهي المعيلة لهم, وتعليقا عليها أقول: إن الأبناء أمانة في عنق الآباء, والمفروض أن يبذل الأب والأم الغالي والنفيس طوال حياتهما من أجل تنشئة وتربية وتعليم أبنائهما, وألا يتوقفا عن هذه المسئولية أو يتخليا عنها لأي أحد ولو كان ابنا أو بنتا لهما, لأن هذا معناه هروبهما منها وعدم معرفتهما بأن الذي يعطي الحب والحنان للأبناء ويرعاهم ويحسن تربيتهم هما الأب والأم وليس البنت أو الابن, وقد قال علماء النفس: إن الرجال لا يولدون بل يصنعون, والمعني أن الأبناء من صنع الوالدين باعتبارهما الأصل والمنشأ, ومن ثم فليس من حقهما أن يرخصا لغيرهما بصنعهم! >> ولكاتب هذا التعليق عماد عجبان عبدالمسيح أقول: معك كل الحق ياسيدي, فما قلته هو الطبيعي بين جميع الأبناء, لكن هناك دائما لكل قاعدة استثناء, ولقد توالت ردود الفعل من قراء بريد الجمعة حول هذه الرسالة, وأرجو أن تتصل بي صاحبتها, إذ لدينا الكثير مما نود أن نعرضه عليها, ونرجو لها التوفيق إلي من يصونها وينتشلها مما هي فيه من متاعب بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/11/2012, 23:44 | |
| الأبواب المغلقةجلست إلي نفسي كثيرا, وفكرت في حالي طويلا, فوجدتني عاجزة عن إيجاد حل يريحني من العذاب الذي أعانيه, فأنا فتاة عمري ثلاثة وثلاثون عاما, نشأت في أسرة متوسطة لأب يعمل في جهة سيادية, وأم ربة منزل وعدد من الأشقاء الذكور, وشقيقة واحدة تكبرني بست سنوات. وانهينا دراستنا الجامعية وسافر إخوتي للعمل بالخارج ومنهم من تزوج, ومنهم من لم يتزوج بعد..وبقيت أنا وأختي مع والدينا, ثم مرضت والدتي ولزمت الفراش, وما أن تتحسن حالتها من مرض حتي تجد نفسها فريسة لمرض آخر, وظللنا ننقلها من مستشفي الي آخر وتحملت عذاب العمليات الجراحية بصبر تحسد عليه, فلقد فاق عددها كل تصور لدرجة انني نسيت كم جراحة أجريت لها, ولم تمض شهور حتي أسلمت الروح إلي بارئها. وعشنا أنا وأختي حياتنا خلف الأبواب المغلقة, فلقد حبسنا أبوانا داخل المنزل, وأمليا علينا سلسلة من الممنوعات, ممنوع الذهاب في رحلات مع معارفنا أو المشاركة في أعياد ميلاد صديقاتنا, وعندما كان يزورنا أصدقاء إخوتي كان أبي يحذرنا من الخروج أمامهم أو فتح الباب إذا طرقه أحد, أو حتي مجرد الرد علي التليفون, ولا يصح أن نذهب الي السينما ولو بصحبة الأسرة خشية أن نري مشاهد مخلة, أو نسمع كلاما غير مهذب, فكبرنا وسط هذه الأفكار ونحن نتصور انها الصواب, وأن من تنتهج غيرها تكون مجرمة وخارجة علي القيم والأخلاق.. وهكذا مرت سنوات الدراسة الجامعية بنا من المنزل الي الكلية والعكس دون أن تتاح لنا فرصة التعرف علي زملاء الدراسة كما هو الحال بين كل الشباب والبنات. وقد تقدم لأختي ثلاثة عرسان ليس بينهم من يناسبها فهذا لم ينل مؤهلا مناسبا لها, وذاك يكبرها في السن كثيرا, والثالث يريدها أن تتوقف عن الدراسة! وبالطبع لم يوافق ابي علي أي منهم.. وكان حدسه في محله تماما إذ تزوج الثلاثة من أخريات ولم يطل بهم الاستقرار حيث انهم طلقوا زوجاتهم بعد شهور معدودة!. وعرف الحزن طريقه إلي أختي فكل العرسان الذين جاء بهم أقاربنا لها دون المستوي المهني والتعليمي, وكلما تقدم لها أحدهم تبثني همومها وتسألني في استنكار: لماذا يأتي لي هؤلاء بالأسوأ ولا يرضون لبناتهم من يقبلون به لي, وفي كل مرة أجيبها بأنه لن يجبرها أحد علي الزواج بالقوة, فمن حقها ان ترفض من لا تراه مناسبا لها, وكثيرا ما هدأت من روعها بان الله موجود.. وكم تمنيت ان يلتفت لنا إخوتنا فيهتمون بأمرنا, ويساعدوننا علي الزواج من شابين مناسبين, فنحن لم نعرف أي طريقة للزواج سوي هذا الأسلوب, بل وننتقد من عرفت خطيبها قبل الارتباط, ونستغرب ممن تخرج مع أي شاب ليست لها صلة به, إذ كيف سيكون موقفها إذا تركها بعد ذلك؟! ومرت الأيام وحاولنا جاهدين البحث عن عمل فلم نوفق, وتركز اهتمامنا في رعاية والدنا, ومتابعة أولاد اخوتنا من الذهاب الي المدارس, وزيارة الأطباء إذا أصيب أحدهم بوعكة صحية, وكنا نسمع منهم مديحا واطراء دون ان يفكروا في استضافتنا خلال الاجازة ولو مرة واحدة بعد المعاناة الطويلة التي عشناها, فربما تتيح زيارتنا لهم الفرصة لنا للتعرف علي أشخاص جدد, وقد نجد بينهم من يناسبنا لنا, والغريب حقا هو اندهاشهم من اننا لم نتزوج حتي الآن مع ان من هن أقل منا جمالا وتعليما تزوجن وأنجبن منذ سنوات! وكأن هذا الأمر بأيدينا ونحن لا نريده!. لقد تخيلت كثيرا انني واختي في وضع من أوضاع الوأد وأن علينا ان ننتظر الموت وليس لنا حق في أي شيء, حيث تضاءلت فرص زواجنا تماما وأصبح كل من يأتينا للزواج قد تخطي سن الستين, وأولاده في الجامعة, ولا أدري كيف يفكر من تزوج وأنجب وعاش حياته بالطول والعرض في أن يتزوج من فتاة تصغره بعشرين أو ثلاثين سنة! وكان من نتيجة تقدمنا في العمر أن الأقارب ابتعدوا عنا, فلا يدعوننا الي افراح أبنائهم, ولا يتحدثون أمامنا عن اخبارهم حتي خالي لم يخبرنا بزواج أبنائه وانجابهم بإيعاز من زوجته التي لا تترك فرصة إلا وتذكرنا فيها بأن خادمتها تزوجت في سن مبكرة.. ولا أدري لماذا لم يساعدنا علي الزواج, فعلاقاته متعددة بشخصيات محترمة ويشغلون مراكز مرموقة, فهو رجل أعمال معروف في البلد الأجنبي الذي يعيش فيه, وقد تسألني ولماذا لم يزوجنا من أبنائه فأقول لك أنه عشمني أنا وأختي بأننا سوف نرتبط باثنين منهم لكي نقيم معهم ونصبح أسرة واحدة, ثم جاءنا قائلا إن ابنيه لا يرغبان في هذا الارتباط وانهما يعتبروننا شقيقتين لهما. وزاد اضطراب حياتنا باصابة والدي بجلطة في المخ وتعرضه لحالة اكتئاب شديدة يرفض علي أثرهاالطعام والشراب والعلاج, وطلبت من إخوتي ان يأتي أحدهم الي مصر ولو في اجازة قصيرة للاطلاع علي حالته فلم يلق طلبي اي اهتمام, وانشغل كل منهم بحاله. ومنذ أيام تلقت أختي مكالمة هاتفية من إحدي صديقاتها تخبرها فيها بأن رئيسها في العمل, وهو في الستين من عمره ومتزوج ولديه ستة أبناء اكبرهم يقارب عمرها قد طلب مساعدتها في البحث له عن فتاة يتزوجها بشرط ان تكون جميلة ولم يسبق لها الارتباط علي ان يقيم لديها ثلاثة أيام في الاسبوع, ويقضي باقي الايام مع زوجته الأولي, وكان رد فعل اختي انها انهمرت في البكاء بعد ان تحطم أملها في أن تتزوج من شخص طبيعي يقاربها في العمر والتعليم. وهكذا شعرنا انه ليس من حقنا أن نحلم بالسعادة والاستقرار وعلينا ان نقبل بأي شخص, فهل وصلنا الي طريق مسدود, ولم يعد أمامنا سوي قبول الأمر الواقع, وهل مازال هناك أمل في أن نخرج من هذا الضيق الجاثم فوق صدرينا, فكم كنا نتمني ان نتزوج في سن مبكرة, ولكن لم تكن بيدنا حيلة؟ إنني أكتب اليك هذه الرسالة راجية ان تشاركنا وقراؤك الدعاء بأن يفرج الله عنا ما نحن فيه وان ينصرنا علي من ظلمنا, لعل منهم من هو مجاب الدعاء. {{ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: يخطئ كثيرون من الآباء حين يتصورون أن التربية الصحيحة للأبناء, تقوم علي الرقابة المشددة والإملاءات الصارمة, ويتجاهلون أنها في تبصير أولادهم بما ينفعهم وما يضرهم, ومساعدتهم علي وضع أقدامهم علي الطريق السليم لكي يتمكنوا من مواجهة الرياح والأعاصير دون أن ينزلقوا الي الأخطاء التي قد يرتكبها عادة من ليست لهم خبرة في الحياة. ولقد وقعت أنت وأختك فريستين لهذا الفهم الخاطئ, فمنعكما أبوكما من الخروج أو الحديث مع أي شخص, وظل الشباب بالنسبة لكما علامة خطر ممنوع الاقتراب منها, وإلا تعرضتما لما لا تحمد عقباه, فنشأت حالة خوف لديكما من التعامل مع الآخرين. ونسي أبواك الحكمة التي تقول لا تكن صلبا فتكسر ولا تكن لينا فتعصر, فخير الأمور أوسطها, وكان بإمكانكما التعامل مع الشباب بضوابط محددة وتحت سمع وبصر أبويكما, وتكون المصارحة والمكاشفة هي منهج حياتكما لكي تتفاديا أي عواقب أو مشكلات أولا بأول. أما وعد خالك بتزويجكما باثنين من أبنائه, ثم تراجعه, بحجة أنهم يرون فيكما أختين لهم, وأن ذلك بإيعاز من زوجته, فلا تلقيا بالا لذلك, فلقد اختار كل منهم طريقه في الحياة مرتبطا بمن رآها الأنسب له والأكثر قربا من قلبه, سواء كان هذا بتوجيه والدته أم أنه تصرف ناتج عن احساس عاطفي, وليس مستحبا أن يتزوج أي منهم علي غير رغبته, حتي ولو امتثالا لرغبة أمه, لأن مثل هذه الزيجات محكوم عليها بالفشل. فلا تعذبي نفسك بإيقاد الأحقاد في صدرك, ولا تفكري فيما مضي وافتحي أنت وأختك صفحة جديدة من حياتكما.. وعليك السمو علي كل ما حولك من مشكلات ومتاعب, وانتظري جوائز السماء التي وعد الله بها الصابرين.. وكلي يقين من أن أحوالكما سوف تتحسن وسوف تدركان أن مع العسر يسرا.. كما أكد الحق تبارك وتعالي في كتابه الكريم.. وأسأله عز وجل أن يسبغ عليكما من نعمه وكرمه, وأن يوفقكما لما يحبه ويرضاه وما ترضي به نفساكما.. إنه علي كل شيء قدير |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/11/2012, 23:46 | |
| الإعصار المدمر
نشأت وأشقائي في أسرة ميسورة الحال تتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة, وبرغم ثراء والدي الذي كنا نسمع عنه ممن حولنا فإننا لم نلمس أثرا له علينا, فلقد كان حريصا جدا معنا ليس بخلا منه كما كنا نتصور وقتها, ولكن لكي نعرف قيمة هذه الأموال ولا تكون سببا في فساد أخلاقنا, وهو الذي نشأ علي الاخلاق الحميدة في أسرة فقيرة, وسلك طريق الكفاح حتي النجاح.
والمدهش أنه مع هذا الثراء أقام في بيت متواضع يملك سكرتيره الخاص منزلا أكثر فخامة منه, ويتحدث عن ماضيه بكل فخر واعتزاز.. أما عن سلوكه مع شقيقاتي فقد كان شديد الصرامة, وفرض عليهن الرقابة الدائمة من حيث الخروج والدخول إلي المنزل, ولقاء صديقاتهن وحتي مكالمات الهاتف.. وكان يعطينا المال بقدر وحكمة, والحقيقة أنه وفر لنا نحن البنات كل وسائل الرفاهية بالمنزل لكيلا نبحث عنها خارجه. أما أشقائي الذكور فلقد أجبرهم علي العمل معه حتي تكون تصرفاتهم تحت عينيه, ولكي يستغل وقته في العمل وفي تربيتهم في آن واحد, ولم يعطهم إلا بقدر ما يعملون فقط, بل إن تدرجهم الوظيفي في شركاته كان مثل باقي العاملين.. وبالطبع لم يرضوا بذلك ونظروا الي نصف الكوب الفارغ ظانين أن والدي لا يحبهم بل ان منهم من تمني ان يموت. وكثيرا ما سمعت هذه الكلمات القاسية من أبناء أفقدهم الجشع والطمع حبهم لأبيهم.. وهكذا عرفت أن نيات أشقائي تجاه أبينا شريرة. ومرت الايام علي النحو الروتيني.. أبي يزداد ثراء.. وأشقائي الذكور يزدادون توحشا وحنقا عليه, وتزوجت شقيقتي الكبري ثم تبعتها أنا, حيث تقدم لي أحد مديري شركات والدي, وكان مقربا جدا من أشقائي ودائم التردد علي بيتنا, وهو يتسم بحسن الخلق, ومن عائلة طيبة, ومقرب من والدي, وكان اختياره لي مفاجأة لعلمي المسبق بأنه يحب حياة الغرب والتحرر, أما أنا فكنت بعيدة تماما عن النموذج الغربي المثالي من وجهة نظره, إذ إن أبي لم يكن يحب هذا النوع من التحرر, لكنه لم يجد فيه ما يعيبه فوافق علي أن يرتبط بي ورضيت به زوجا بكامل إرادتي.. وكان يوم زواجي هو أول يوم أبيت فيه خارج المنزل, وأبتعد عن والدي.. وتزوج بعدي أشقائي وشقيقاتي واحدا تلو الآخر. وبعد الزواج بدأت المتاعب, إذ كان زوجي دائم الشكوي من أن والدي يعامله مثل الغرباء, وحاولت إفهامه وهو يعلم ذلك ـ بأن أبي لا يفرق بين الناس الا بالعمل وحتي أبنائه لم يفضل أحدا علي أحد, ولا أخفيك سرا أنني شعرت بمرارة شديدة وأدركت حينئذ أنه تزوجني من أجل مصلحته, وزاد من مرارتي أنه أخذ يتهرب من اصطحابي معه إلي الحفلات والمناسبات لأنني لست متحررة كما يريد في ملبسي ومعاملتي مع الناس, وهو أمر رفضت مجرد النقاش فيه.. وبعد عام رزقني الله بابنتي الوحيدة, ومرت السنوات وأصر علي الحاقها بمدرسة اجنية, ولم أستطع الصمود في معارضته كثيرا, والتحقت ابنتي بالمدرسة التي اختارها لها, وهنا مارست دوري كأم شرقية بعد عودتها من الحضانة يوميا, وعنفني زوجي علي ذلك كثيرا.. وطرأ تطور جديد عليه اذ طلب اصطحابنا له في الخارج, وألح علي كثيرا أن أغير طريقة ملابسي, وقدمت له بعض التنازلات لكي أري الحياة التي يحياها والتي يرغب في أن ينقلنا إليها. وهناك اندمجت ابنتي مع الأجانب تحدثهم بلغتهم, وتتعامل معهم بالطريقة نفسها التي يمارسون بها حياتهم, وعندما كنت أحاول منعها من ممارسة بعض العادات الخاطئة كان زوجي يعنفني أمامها, وهكذا مالت إليه ولم تعد تعير ما أقوله لها أي اهتمام.. وعندما وصلت ابنتي الي المرحلة الثانوية رحل والدي عن الحياة.. وكشف الجميع عن وجوههم القبيحة ونياتهم الشريرة, وتحول بيتنا إلي غابة البقاء فيها للأقوي.. وهجم أشقائي هجوما كاسحا علي ممتلكات والدي واستولوا عليها بالتزوير والقوة, وتحولوا إلي ذئاب تنهش كل من يعترضها.. حتي زوجي كشف عن وجهه القبيح هو الآخرعندما حرمني أشقائي أنا وأخواتي من معظم الميراث, ولم نحصل إلا علي الفتات, اذ لم يرض زوجي ما حدث, وأراد أن يفوز بقطعة كبيرة من التورتة, فحرضني علي الاشتراك في معركة طعون ضد أشقائي الذكور, ولجأ للضغط علي إلي الضرب والسباب, وطلبت منه أن يتعامل معهم باعتبار أنه صديقهم ومدير احدي شركات الورثة, فوافق وذهب إليهم وعرض عليهم الأمر, وهنا انقلبوا ضده, وطالبوه بعدم الاقتراب من الشركة بعد اليوم.. وهكذا وجد نفسه مفصولا من عمله وممنوعا من دخول الشركة.. وفي اليوم التالي بعث لي بورقة الطلاق, ومعها رسالة تفيد بأنه باع الشقة التي أقيم فيها مع ابنتي, وأنه سافر إلي الخارج ولن يعود أبدا.. ولم أجد مفرا من أن اصطحب ابنتي الي بيت والدي القديم, فوجدت أشقائي قد باعوه واستولوا علي ثمنه, فإشتريت بما إدخرته من مالي شقة تمليك صغيرة ووضعت ما تبقي معي من مال في أحد البنوك حتي أصرف منه علي المعيشة وألبي متطلبات ابنتي التي ساءت حالتها النفسية تماما, وأصبحت تكره والدها كرها شديدا, كما كرهت أخوالها وتمنت لهم الموت وانعزلت عن الحياة.. ووجدتني سعيدة بذلك, وقمت بتحويل أوراقها إلي مدرسة حكومية ومنعتها من الخروج من البيت, وبدأت تستجيب ظاهريا لتوجيهاتي, وغيرت كثيرا من نمط حياتها الغربي الذي عاشته مع أبيها, وسمحت لصديقاتها بزيارتها, وبدأت صديقة مقربة لها في التردد عليها باستمرار بحجة المذاكرة فكانتا تغلقان الباب عليهما بحجة التركيز, ولم تكن تفتح الباب الا عند مغادرة زميلتها المنزل عائدة إلي بيت أسرتها, وتطورت الأمور واصبحتا تبيتان معا, وخيرتني ابنتي بين أن تفعل ذلك أو أن تخرج هي مع صديقتها وتبيت عندها, فوافقت مرغمة علي استضافة زميلتها. وذات يوم فتحت جهاز الكمبيوتر الخاص بابنتي فصعقت من مقاطع الفيديو لابنتي وهي في أوضاع شاذة مع صديقتها, ومرت ساعات حتي عادت ابنتي فرمقتها بنظرة فهمت منها انني اكتشفت الحقيقة المؤلمة التي تخفيها عني, وهنا وجدتها تقول لي إنها تكره الرجال, فلقد تركها أبوها وأخذ أخوالها ميراثها.. وأنها تعلمت هذه الفلسفة الجديدة والغريبة في الخارج, وطالبتني بأن أدعها وشأنها, وإلا فسوف تترك لي المنزل ثم بكت بكاء مريرا. فبماذا تنصحني ان افعل معها؟.. وهل الرقابة الدائمة داخل البيت وخارجه وحتي خلف الأبواب المغلقة هي الحل؟ {{ وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لا يتعلم الإنسان إلا بأخطائه, ولا تعرف الأشياء إلا بأضدادها.. فما كان ممكنا أن تذوقي حلاوة الالتزام الديني والأخلاقي الذي نشأت عليه, لو أنك لم تعايشي الواقع المتحرر في الخارج الذي يتيح لكل إنسان أن يفعل ما يرغب فيه دون ضوابط ولا قيود.. وما كان ممكنا أن تعرف ابنتك خطورة الانزلاق في تيار الانحراف ومحاكاة فتيات الغرب إلا بعد أن تتأكد عن يقين من أن ما أقدمت عليه سوف يؤدي في النهاية إلي أن تخسر نفسها ومن حولها. والحقيقة يا سيدتي أنني لست من أنصار الرقابة المشددة والقرارات الصارمة التي يصدرها بعض الآباء علي أبنائهم, لأن الممنوع دائما مرغوب, ولذلك يجب اتباع منهج معتدل للوصول بهم إلي بر الأمان.. فعلي كل أبوين أن يشرحا لأبنائهم خطورة السلوكيات المرفوضة, ويضربان لهم أمثلة كثيرة عن الواقع الموجود في الغرب, والذي يؤدي دائما إلي التهلكة وفقدان الإنسان التواصل مع الآخرين. ونحن البشر لا نحس بالسعادة إلا إذا كابدنا الشقاء, ولا نشعر بالرضا إلا إذا عانينا من العناد والمكابرة والأثرة, وأنت عانيت الكثير من أنانية زوجك, وحبه للمال والشهرة علي حساب بيته وابنته, وتبينت أهدافه الحقيقية من ارتباطه بك, والتي تنحصر في الحصول علي ميراث كبير من أبيك, فلما وجد أن كل شيء أخذه أشقاؤك الذكور إذا به يكشف عن وجهه القبيح, ويلقي بك وبابنته من شرفة حياته, وينصرف باحثا عن هدف آخر يحقق له أطماعه في الشهرة والمال, ومثل هذا الأب ليس جديرا بأن تبكيه ابنته ولا أن تحزني علي انفصاله عنك, وكذلك الحال بالنسبة لأشقائك الذكور الذين خالفوا شرع الله وحرموك أنت وشقيقاتك من الميراث المستحق لكن. فهؤلاء جميعا يجب أن يسقطوا من حساباتك, وعليك أن تشرحي لابنتك أن ما فعله أبوها وأخوالها ليس مسوغا لها لأن تكره الرجال وتنزلق في تيار الانحراف.. وانما عليها أن تثبت أنها أقوي منهم وأنها قادرة علي أن تحقق نجاحاتها بنفسها, وسوف تصادف من هو جدير بها ويكون أهلا لها.. أما أن تتجه إلي حافة الهاوية بهذه التصرفات الطائشة وغير المقبولة, فإن ذلك سوف يكون بداية نهايتها. وأقول لها: استغفري ربك وتخلصي من عادتك السيئة, واستعيني بالصبر والصلاة, وعيشي حياة جديدة مملوءة بالحب للآخرين والعفو عن المخطئين.. وستجدين نفسك راضية مرضية, وسوف يكتب الله لك الهداية والتوفيق.. وهو وحده المستعان
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|