الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 29 ... 54, 55, 56 ... 71 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime3/8/2012, 01:18

الوجه الآخر
أنا سيدة في منتصف العمر وأعمل مدرسة‏,‏ وقد تزوجت من رجل يعمل مدرسا بإحدي مدارس قريته‏,‏
وأقمت معه في منزل عائلته في بلدته بعيدا عن أهلي, ولا أستطيع أن أصف لك المعاناة التي عانيتها في بيت العائلة, فزوجي هو الابن الأكبر, لذلك تولي مسئولية البيت الكبير وتزويج إخوته ورعاية أمه والعناية بالأرض الزراعية التي يملكونها بعد وفاة أبيه, ولكن الشخص الوحيد الذي لم يكن يرعاه زوجي هو أنا فإذا مرضت أذهب وحدي للطبيب, ولا يعطيني أي نقود للكشف أو شراء العلاج, بل أنفق علي نفسي بالرغم من أنه ميسور الحال, ولم أكن بالنسبة له أكثر من خادمة ليست لها أي حقوق, وزاد من مساوئه ثورته الشديدة لأتفه الأسباب وإهاناته المستمرة لي التي كانت تصل إلي حد الضرب أحيانا, وكان يتعمد أن يسمع الناس الشتائم التي يوجهها لي, لأن هذه هي سمات الرجولة في نظره, واستمر هذا الوضع القاسي لمدة عشر سنوات أنجبت خلالها ثلاثة أبناء بنتين وولدا, وذات يوم حدث خلاف بيني وبين زوجي فضربني ضربا شديدا جعلني أفقد الوعي وارتفع ضغط دمي وحدث لي شلل مؤقت في يدي, فقرر أبي أن يرحمني من هذا العذاب وخير زوجي بين الطلاق أو الانتقال إلي الحياة في القاهرة في سكن مستقل, وخاصة أن إخوته تزوجوا جميعا وأمه لاتعيش بمفردها بل يعيش معها أربعة أبناء ذكور وزوجاتهم وأبناؤهم, ولم يعد هناك مبرر للمعيشة في هذا العذاب, لأن معظم مشكلاتنا بسبب الأسرة الكبيرة وعدم رعاية زوجي لي ولأبنائي هناك. فوافق زوجي علي مضض وانتقلنا للاقامة في العاصمة, واعتقدت أن جميع مشكلاتي مع زوجي قد انتهت, وبالفعل تحسنت حياتنا كثيرا وعشت حياة مستقرة عدة سنوات.
ومات أبي فإذا بزوجي يظهر جميع صفاته السيئة التي كان يخفيها مؤقتا مرة أخري, وبدأ يسئ معاملتي ثانية, وحاولت أن أحافظ علي حياتي معه, وطلبت منه أن يرحمني من سوء معاملته لي, ولكن دون جدوي لأنه كان يشعر أنه ترك الحياة في بلدته بناء علي رغبة أبي ورغبتي, وكأنه كان ينتظر موت أبي بفارغ الصبر لينتقم مني شر انتقام.
وفوجئت به ذات يوم منذ عام تقريبا يقول لي: لقد قررت إعادة الأولاد للحياة في البلدة, وسأعيش أنا وأنت بمفردنا هنا في القاهرة, وعندما نرغب في رؤيتهم نذهب إليهم لزيارتهم.. ونقضي معهم بعض الوقت حينها أحسست أن الدنيا تنهار فوق رأسي.فتوسلت إليه أن يرحمني, فأنا لا أستطيع الحياة بعيدا عن أبنائي, وحاولت كثيرا إقناعه, ولكن دون جدوي, فلجأت إلي أهلي عسي أن يثنوه عما اعتزمه, ولكن فشل الجميع في الوصول معه إلي حل.
وبالفعل بدأ في تنفيذ قراره فأخذ الأولاد وأعطاهم لأمه وإخوته ومنعني من رؤيتهم أو حتي الاتصال بهم بالتليفون, وتولي هو وأمه وإخوته مسئولية تشويه صورتي أمام أبنائي ونثر بذور الكراهية في قلوبهم, وقالوا لهم أنني تركتهم برغبتي وتخليت عنهم.
ثم قام بالتحويل لهم من مدارسهم إلي مدارس البلدة, ولم يكتف بذلك بل طردني من شقتي واستولي علي أثاثي كله الذي اشتريته بمالي الخاص عند انتقالنا إلي القاهرة, وأعطي الأثاث لأمه, واضطررت لدخول أقسام البوليس والمحاكم لأول مرة في حياتي.
ولقد تحملت العذاب طوال سنوات زواجي, ولم أصر علي الطلاق لأني أعلم أن زوجي عنيد ومتكبر, كما انه من عائلة كبيرة في قريته, وكثيرون من أفرادها في مناصب مهمة ولهم شأن كبير في المجتمع, أما أنا فامرأة ضعيفة ويتيمة وأعمامي وأخوالي كل منهم مشغول بمصالحه, ولم يحاول أحدهم مساعدتي, وحدث ما كنت أخشاه, ودخلت بعد ذلك في دوامة لا أستطيع الخروج منها, فقد أنصفتني المحكمة وحصلت علي قرار بتمكيني من شقتي وقرار آخر بتسليم أولادي لي, وسعدت كثيرا بهذه القرارات لأن أبنائي سيعودون لي مرة أخري, وستعود حياتي هادئة ومستقرة.. أما زوجي فلو عاد إلي رشده ورغب في الحياة معنا فسنسعد بعودته, وإن ظل علي عناده وطلقني فسيكون هذا قدري, وسأكون مرتاحة الضمير, لأني لم أسع للطلاق وخراب البيت, ولكن سعادتي لم تدم طويلا, إذ حدث ما كنت أتوقعه, حيث بدأ زوجي يحاربني بكل ما أوتي من قوة, واستعان بأقاربه من ذوي النفوذ لكي لا أستطيع تنفيذ قرار ضم أبنائي.. ووجدتني قد خسرت كل شيء.. خسرت أبنائي الذين هم حصاد عمري وخسرت شقتي وما أدخره من مال في المحاكم لكي أحصل علي حقوقي, وخصوصا ضم أولادي, وشعرت أني كالنبتة الصغيرة, فلم أصمد أمام الرياح, ودب الضعف والوهن في جسدي وروحي معا, وساءت حالتي النفسية والصحية بصورة كبيرة حتي أصبحت لا أريد رؤية الناس أو الحديث معهم, ولم أعد أرغب في ترك حجرتي في منزل أبي ليلا أو نهارا, أو أرغب حتي في الحياة نفسها, فهل تري لي مخرجا مما أنا فيه؟
{{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: من تتزوج في منزل أسرة زوجها تحتاج إلي سنوات طويلة لكي تتأقلم مع من فيه, كما أن زوجك تحمل مسئولية عائلته بعد وفاة أبيه باعتباره الابن الأكبر, لذلك فإن الأنظار كلها تتجه إليه, ويكون هناك صراع دائم بين الجميع علي الاستئثار به, ويحاول كل منهم افتعال المشكلات مع الآخرين لكي يفوز بحبه وعطفه.
وفي مثل هذا الجو يصبح من الطبيعي أن تتعرضي لاضطهاد زوجك بعد أن أوغروا صدره ضدك, وكان ينبغي عليك أن تحتويه, وأن تشرحي له كل الملابسات المحيطة بتصرفاتك مع أسرته بشيء من الهدوء والصبر لكنك لم تفعلي ذلك, ولجأت إلي أبيك الذي أرغم زوجك علي أن يحصل علي شقة في القاهرة بعيدا عن أهله, فلم يجد مفرا من أن يفعل ذلك.
ولم يدم الحال طويلا, فبعد وفاة أبيك أعاد الأبناء إلي البلدة ليعيشوا في بيت العائلة, وأمام إصرارك علي المعيشة في القاهرة طردك من الشقة ولم تجدي من يقف إلي جانبك من أعمامك وأخوالك المشغولين بحياتهم وهمومهم, فلجأت إلي المحكمة التي حكمت لك برؤية أبنائك, لكنك لا تستطيعين تنفيذ قرار الرؤية لأن أبناءك يعيشون بعيدا عنك وكان طبيعيا والحال كذلك أن تسوء صحتك وتنزوي بعيدا عن الناس.
لكن ما تفعلينه ليس حلا لمشكلتك ياسيدتي, وإنني في كل الأحوال لا أحبذ اللجوء إلي المحاكم, وأري أن طريق الحل يبدأ بتدخل مجلس من العائلتين يكون حكما بينك وبين مطلقك, فإن أردتما إصلاحا يوفق الله بينكما من جديد وتعودي إلي عصمته والمعيشة معه في المكان الذي تتفقان عليه, سواء في بلدته أو في أي مكان آخر, وإن أردتما الاستمرار في الانفصال يصبح من حقك رؤية أبنائك أو ضمهم إليك وفقا لقرار المحكمة المختصة, وعليه في هذه الحالة أن يرضي ربه ولا يبخسك هذا الحق الذي كفله لك الشرع والدين.. أسأل الله لكما الهداية والتوفيق, وهو المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime3/8/2012, 01:19

دموع أم
أنا سيدة عمري‏03‏ عاما تزوجت من شاب بسيط ورزقني الله بطفلين‏-‏ الأول عمره عامان ونصف العام والثاني
لم يكمل عامه الأول, وهو محور رسالتي اليك ويعاني المرض منذ أن كان عمره أربعة أشهر, فلقد اكتشفت أنه لا يتحرك كثيرا فذهبت به إلي طبيب معروف فطلب بعض التحاليل والأشعات للوقوف علي حالته ففعلت, وعرضتها عليه فشخص حالته بأنه مريض بالتهاب فيروسي بالمخ, وهذا المرض يعرضه بين الحين والآخر لنوبات غيبوبة متكررة, وأوصاني بالانتظام في إعطائه الأدوية وتوفير الرعاية الخاصة له لحين البت في إجراء عملية جراحية له بالمخ, فأبلغت زوجي بما قاله لي الطبيب والألم يعتصرني خوفا علي ابني, ولكنني فوجئت بفتوره الشديد إذ لم يعبأ بمرض ابنه البريء, ورفض توفير نفقات علاجه, وليس ذلك فحسب بل وهجرني تاركا المنزل حتي لا يشارك في تدبير نفقات العلاج أو حتي المساهمة بالقليل في توفير احتياجاتنا المعيشية.
وهكذا تراكمت همومي خصوصا بعد أن تركني ألاطم أمواج الحياة وحدي. وحاولت جاهدة أن أقاوم ما خلفه لي من آلام وعزمت علي مواجهة المشكلة بالبحث عن عمل لتدبير احتياجات أبنائي وانقاذ طفلي من المرض اللعين الذي أصابه, وبالفعل وجدت فرصة عمل بسيطة التحقت بها دون تردد حتي وإن كان راتبي منها ضئيلا ولا يفي نفقات العلاج والمعيشة, وتحاول عائلتي هي الأخري قدر استطاعتها مساعدتي, وما يحزنني هو تدهور حالته أمام عيني لأن الأدوية التي يتناولها ليست سوي مسكنات فقط وحالته تتطلب إجراء جراحة عاجلة له بالمخ وتكلفتها عالية جدا ولكن من اين لي بها.. إنني استصرخكم وأرجوكم مساعدتي في انقاذ ابني الذي اكاد افقده بسبب أب بلا قلب ولا تعرف الأبوة ولا الرحمة طريقا اليه؟
{{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: إلي أي صنف من الآباء ينتمي زوجك؟.. إن أبسط معاني الأبوة هو أن يحتوي الأب أبناءه, ويحاول أن يوفر لهم الحد الأدني من متطلبات العلاج والمعيشة, وحتي لو لم يكن لديه ما يقدمه لعلاج ابنه, كان يتعين عليه أن يطرق أبواب العلاج علي نفقة الدولة وفي المستشفيات الخيرية, وسوف يجد بتوفيق من الله ضالته لدي أهل الخير.. ولا تنسي يا سيدتي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة.. وإذا أدركت ذلك ووضعت في يقينك أن الله سوف يشد من أزرك وسوف يرتاح بالك وسوف ينير الله سبحانه وتعالي الطريق أمامك إلي العلاج الناجع..
ولعل الله يجعل شفاءه علي أيدي الأطباء المخلصين الذين يبتغون بأعمالهم وجه الله.. وذلك عن طريق ذوي الفضل من أهل الخير بإذنه عز وجل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime10/8/2012, 12:39

أســيرة الأوهـام‏
أبعث إليك برسالتي لأسألك‏:‏ لماذا يتغير الكثيرون من الرجال ولاتظهر طباعهم السيئة إلا بعد الزواج؟‏.‏ وما هو السبيل إلي الاستقرار إذا كان هؤلاء لا يبغونه ويريدون الخلاص من زوجاتهم بأي طريقة.
ودعني أروي لك قصتي كاملة.. فأنا سيدة تعديت سن الخمسين.. ومن أسرة محافظة واسكن في حي راق بالقاهرة, ويشهد من حولي منذ طفولتي بأخلاقي وجمالي, وأدبي الجم, ولم يكن لأسرتي اختلاط بالآخرين, ولذلك كانت هي كل عالمي, ونادرا ما كنت أذهب إلي النادي الكبير الذي نشترك فيه إلا بصحبة والدي وأخوتي, وتعلمت في احدي المدارس الأجنبية ورآني أحد الشباب فأعجب بي, وتتبعني وعرف مكان سكني وطلب من أسرته أن تتقدم لطلب يدي... فوسط والده أحد اصدقائه وكان قريبا منا للحديث مع أسرتي وقالوا لنا إنه مهندس لديه مشروع كبير ويعمل لحسابه ويريد أن يرتبط بي, وإنه سوف يتكفل بكل طلبات الأثاث ولديه شقة فاخرة وخلافه, كما قيل أن مستواه الاجتماعي لا يقل عن مستوانا, وجلست معه في حضور أسرتنا ولم أعترض عليه ولم أجد فيه ظاهريا مايمنعني من الموافقة عليه وأوكلت الأمر لأسرتي التي باركت زواجنا.. وبالفعل اقمنا حفل زفاف كبيرا حضره كل معارفنا.
وبدأت حياتي الزوجية معه وأنا أحلم بالاستقرار, والانجاب مثل كل البنات وأمضينا ثلاثة أشهر احسست خلالها بسعادة غامرة, ولم يظهر ما يعكر صفو حياتنا, وحملت في ابنتي.. وبمرور الوقت لاحظت تغيرا واضحا علي زوجي, وتبين أنه ليس مهندسا كما ادعي لنا ولا توجد لديه مشروعات ولا غيره, وأن أسرته هي التي تصرف عليه, وكانت لديهم أراض زراعية باعوها قطعة وراء الأخري.. والأدهي والأمر انني اكتشفت إدمانه.. وعندما واجهته بما عرفته عنه انهال علي ضربا مبرحا, وأصبح ما كان يخفيه عني واضحا وظاهرا.. وتحولت حياتنا إلي جحيم.. ولم يأبه لتصرفاتي, ولم تفلح جهود أهلي في إصلاح ما حدث بيننا. وتنصلت أسرته من المسئولية عندما واجهناهم بالحقيقة المرة التي كانوا يخفونها عنا.. ورضيت بنصيبي من أجل ابنتي, ورجوته أن ينسي ما فات وأن يبدأ صفحة جديدة. وإنه إذا كان قد اخفي عني حقيقة عمله وادمانه, فإن كل شيء يمكن تداركه بالعقل والحكمة, ويبدو أنني كنت أؤذن في مالطة فليس من السهل ابدا ان تتغير الطباع وقد تدهورت أحواله إلي ما هو اسوأ فصار يبيت بعيدا عنا بالأيام.. ولا أعلم له مكانا.. وكلما حاولت الكلام معه يتهرب مني فإذا ضاق بما يقوله يضربني ويسبني بكلمات نابية.
ولما أصبحت حياتي معه مستحيلة, طلبت الطلاق وحصلت عليه, وتنازلت له عن كل شيء ونجوت بنفسي وابنتي, واستقللنا بحياتنا في شقة اشترتها لي أسرتي.. ومضت سنوات عديدة ركزت فيها كل جهدي لتربية ابنتي, وكنت اقضي معظم وقتي في زيارة دور الأيتام ومساعدة الأطفال وتلبية طلباتهم قدر استطاعتي..ولفت نظري طفل ذكي كان متفوقا لكن ظروفه الصعبة تحول دون اسـتكماله التعليم, فاهتممت به واعتبرته ابنا لي, وكبر هذا الطفل وأصبح يناديني بـ ماما وعرفت ابنتي بأمره, لكن صلتي به ظلت مقصورة علي مكان إقامته دون أن يعرف مكاني ولا أي شيء عني وكنت ومازلت أري أن ما أقدمه لهذا الفتي أبغي به وجه الله سبحانه وتعالي, فلقد حرم من حنان أبويه وكلما نظرت إليه أحسست بحزنه العميق, ولسان حاله يقول لي: ليتك تكونين أمي الحقيقية.
نعم ياسيدي فبالرغم من أن لي ابنة من صلبي وهي كل حياتي وكياني, وحبيبة عمري لكن هذا الفتي اعتبره ايضا بمثابة ابني.. لكنه لا يعرف عني شيئا ولا عن أسرتي تجنبا للقيل والقال.
وقد ساقتني الأقدار للزواج من طبيب شهير تعرفت عليه في محيط عائلتنا, بعد أن عرف بقصتي, وابدي رغبته في الارتباط بي, وأفهمني أنه متزوج ولديه أولاد لكن يفتقد إلي الراحة والسكينة في منزله, وأن زوجته لها ظروف صحية خاصة, وطلب عدم اعلان زواجنا إلا للمقربين مني فقط.. ووجدتني أفكر في عرضه ثم قبلته, واصبح يزورني بانتظام, ورضيت بعلاقتي به علي هذا النحو.. وللحق فقد كان يلبي كل متطلباتي, وسارت الأمور بيننا طبيعية لعدة سنوات.. ثم بدأت مواعيد زياراته تتباعد بحجة أنه مشغول دائما بعمله, وعلمت بعد ذلك ان له علاقات نسائية متعددة, وأنه تزوج من احدي المترددات علي عيادته.. وذات مرة استجمعت قواي وفاتحته في هذا الموضوع فإذا به ينهال علي ضربا وركلا حتي كدت أفقد الوعي, والغريب أنه برغم الضرب والاهانة أخذ حقه الشرعي الذي يجيئني من أجله بكل برود!
عند هذه اللحظة وجدتني قد وصلت معه إلي طريق مسدود.. وقد غاب بعدها لمدة تزيد علي شهر ثم جاءني ساخطا, وتلقيت وقتها مكالمة من الفتي الذي أتولي رعايته في دار الأيتام.. وكان يريدني أن أزوره, فوعدته وأنهيت معه المكالمة بقولي مع السلامة يا حبيبي فسمعها زوجي فإذا به يثور ثورة عارمة ويتهمني اتهامات باطلة.. ويسبني بأفظع الألفاظ.. ولم استطع ان ابوح له بسر هذا الفتي خوفا من بطشه بي, لكن الظنون وصلت به إلي هذا الحد الذي لم اكن أتخيله.. فأنا لست واحدة ممن عرفهن, وأعرف ربي وأرعاه.. ولكن هيهات له أن يفهم ذلك.
لقد غادر المنزل وهو كاره لي, ولم يعد إليه, ولا يرد علي مكالماتي.. ولا أجد فرصة لكي أقول له إنني لم اكن ولن اكون كما يتخيل, وأنني إذا كنت قد ارتبطت به بهذا الشكل فلأنني أحببته وأردت أن أعف نفسي فلا أنزلق إلي الضعف.
إنني اعيش حاليا أسيرة الأوهام والشكوك.. بعد أن أفقدني زوجي ثقتي في نفسي, فهل من سبيل لاستعادة وجودي وحياتي؟.. وهل تري أي بادرة أمل للخروج من الدائرة التي أعيش فيها الآن؟
{{ وأقول لكاتبة هذه الرسالة: عشت حياتك أسيرة الأوهام.. أوهام السعادة حيث تصورت أنك بزواجك من الطبيب الشهير حتي, ولو كان في السر سوف يكون مبعث راحتك واطمئنانك.. وأوهام الشقاء بأنك اذا أبلغتيه بأمر الفتي الذي تتولين رعايته منذ أن كان طفلا في دار الايتام, فسوف يتخلي عنك مع أن هذا التصرف لو أنك أقدمت عليه لكان الأفضل لك.. ولاطمئن اليك منذ البداية, ثم لماذا لاتقصين عليه قصة الطفل فيعرف الحقيقة, ويستريح من الشكوك التي تساوره بسبب كلمة حبيبي التي سمعها, وأنت تتحدثين في الهاتف وفسرها تفسيرا خاطئا.
ثم ألا تعلمين ياسيدتي أن الزواج السري لا يدوم, وأن عراه سوف تنفصم ذات يوم مهما طال الزمن.. لقد كان يتعين عليك إعلان ارتباطك به امام الجميع فتصبحين زوجة له في النور, بدلا من الحياة بالقطعة في أوقات محددة, حيث كان طبيعيا أن يبتعد عنك شيئا فشيئا بعد انشغاله بأخريات, ونيله الغرض الذي تزوجك من أجله, وقد يحاول الضغط عليك لكي تطلبي الطلاق, وتبريه من كل حقوقك لديه والافلات بجلدك من جحيمه.
وأنت الآن أمام خيار واحد هو أن تصارحيه بكل ما في نفسك من هواجس وما تشعرين به من آلام هو السبب فيها بدءا من أسلوب المعاملة غير اللائقة إلي الضرب, والعلاقات المشبوهة مع أخريات, وأن تشرحي له سر المكالمة التي أثارته ضدك.
والحقيقة أنني لم أفهم السبب الذي دفعك إلي أخفاء كفالتك لهذا الطفل اليتيم.., وكان عليك أن تكوني واضحة معه في ذلك, وأن تذكريه بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قال أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار باصبعيه السبابة والوسطي.. وأعتقد أن شخصا مثل زوجك سوف يتأكد برجاحة عقله أنك لم تقعي في جرم, أو ترتكبي إثما بهذا العمل الانساني النبيل, فاذا اقتنع بما قلتيه له, سوف تبدآن صفحة جديدة بعد أن يصفح كل منكما عن الآخر ويغفر له خطيئته, وان أستمر في عناده وتشدده معك فليكن الانفصال بالمعروف.. هكذا يعلمنا ديننا الحنيف, وليغني الله كلا من سعته وعطائه.
فالزواج يعني المودة والرحمة, وأن يترفق كل من الطرفين بالآخر, كما يجب أن يكون قائما علي الحب وليس طلبا لنزوة عابرة, فالحب هو أسرع وسيلة تخلصنا من الوحدة والقلق كما يقول جين أوستن ويكفي أي زوجين أن ينعما به حيث لاتعادله ثروة, ولا تعوضه كنوز الدنيا.
واذا كان زوجك قد ارتبط بك من هذا المنطلق فان الزوبعة التي عصفت بحياتكما نتيجة نزواته العابرة مع من تعرف عليهن من المترددات علي عيادته, أو تفسيره الخاطئ لمكالمتك للفتي اليتيم الذي تكفلينه سرعان ما سوف تتلاشي, ويحل محلها حبه العميق لك.. اما اذا كان قد تزوجك لكي ينال غرضه منك باعتبار أن الزواج هو الطريق المشروع للوصول اليك, فليذهب إلي حال سبيله.
وهذا هو المحك الأساسي في علاقتك بزوجك وتبقي ثقتك بنفسك هي العامل الحاسم في تحديد الطريق السليم الذي ستواصلين به حياتك, فكوني قوية, واجعلي هدفك هو مرضاة الله, وسوف يهييء لك سبحانه وتعالي من أمرك رشدا.. وهو نعم المولي ونعم النصير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime10/8/2012, 12:41

الأيام الجميلة

الأيام الجميلة
8‏ سنوات مرت علي رحيل الكاتب الكبير عبدالوهاب مطاوع لكنه مازال في قمة عطائه بأفكاره الثرية التي تحمل دروس وتجارب الحياة‏.‏
وفيما يلي رسالة موجودة في أرشيفه بخط يده


أكتب إليك لعلي أجد لديك ما يخفف عني بعض شجوني‏,‏ فلقد كنت فتاة جميلة وكان أبي يعمل موظفا كبيرا وكنا ستة من الأبناء وأمي ربة بيت‏,‏ من بقايا سلالات الأجانب المقيمين في مصر.

, في مرحلة الجامعة تعرفت علي شاب نحيل وطويل كان يحاول أن يلفت نظري إليه وكان شابا بسيطا ومكافحا والده متوفي ويعمل معيدا في نفس القسم الذي أدرس فيه وكان معظم الطلبة يحاولون لفت نظري إليهم ولكني انجذبت إلي هذا الشاب رغم اختلاف الأديان ورغم أنه ليس لديه من المؤهلات المادية والاجتماعية ما يؤهله لكي يتزوج وتمت خطبتنا بموافقة الأهل بعد أن تعبوا من المعارضة معي ومعه ووقفت إلي جانبه إلي أن صنع نجاحه وحصل علي الدكتوراه وتجاوزنا معا صعاب الطريق فكانت الحياة مع الحب كأنها حلم من الأحلام السعيدة وكان فخورا بي وبجمالي وعشنا معا أجمل سنوات العمر بالحب والتفاهم والإخلاص وأنجبنا البنين والبنات وبارك أهلي زواجنا واعتبروا زوجي ابنا لهم وأحبوه وأحبهم أما أهله فظلوا علي موقفهم مني لا يحبونني ولايريدون لابنهم الزواج مني مع أنه لم يقصر في حق إخوته في حين كانت والدته الوحيدة التي تعتبرني ابنة لها وتحبني حتي إنها عملت عمرة وقالت لي بالحرف الواحد إنها قد دعت لي كثيرا حتي شعرت بالتعب من كثرة الدعاء وكانت هي نفسها تشكو لي من أبنائها وتقول لزوجي إنه قد أدي واجبه تجاههم, وقد لازم التوفيق زوجي في حياته العملية حتي أصبح من الأشخاص المشهورين وكان يعرف دينه حق المعرفة ويحرص علي الصلاة والصوم والزكاة وكل شيء حتي حببني في الدين, وحتي أحببت كل شيء يحبه هو ورحل أبي عن الحياة ثم والدتي وحزنت عليهما وحزن معي هو لفراقهما ولكنه بعطفه وحنانه احتوي أحزاني وأصبح هو كل شيء في حياتي.. أبي وأمي وإخوتي وكنت أنا وأبنائي أصدقاءه الذين يحب الجلوس معهم والسعي والخروج معهم, فهو زوج مثالي وأب أيضا مثالي يحب أولاده بجنون, وفي قمة هذه السعادة مرض زوجي مرضا شديدا وكنت معه دائما لا أتركه لحظة وعشت معه نحو سنتين وهو تحت العلاج في المنزل دون خروج منه ثم تطور المرض أكثر ومكثنا عاما وشهرين تقريبا في المستشفيات لا نكاد نخرج حتي ندخلها مرة أخري وأنا وأبنائي وندعو له بالشفاء وكانت كلمة حبيبي علي لساني دائما أناديه بها وكان يحب أن يراني أمامه وهو في مرضه حتي أتي أمر الله فلا راد لقضائه, وجاء اليقين بأن الأحباء يرحلون ولكنهم لايتوارون.. وأتي الرهان بأن من أحبه الله أحبه الناس.. أتي الفراق بعد أن ظل طويلا يستأذن في الرحيل, أتي يوم الحزن عليه, أتي وقت الدعاء للزوج الحبيب ليل نهار: اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله.
وانتهت أيام العزاء ولكن الحزن لم ينته فأنا دائما معه صورته وصوته في كل مكان.. أحيا معه في الماضي دائما وقد تعرضت لأزمة صحية أدت إلي دخولي( العناية المركزة) وأدعو ربي أن يلهمني الصبر لكن المشكلة هي أنني آراه دائما سليما وجميلا ولا أراه أبدا مريضا.. لقد مضت ستة أشهر الآن علي رحيله وأشعر أنه معنا دائما ماذا أفعل وأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره, إن العشرة الجميلة والحب الصادق والعطف المتبادل لم يذهبا هباء فبصمته في قلبي ووجداني وأدعو له الله دائما أن يبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأن يعوضه عن كل ما حرم منه من سعادة وأمان في جنة الخلد إن شاء الله وأن يعينني علي تحمل بلائي والصبر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{{ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: حقا ـ فإن العشرة الجميلة والحب الصادق والعطف المتبادل.. كل ذلك لا يذهب سدي.. وإنما يترك بصمته علي جدار القلب والنفس والوجدان.. ويخلف وراءه الذكري الجميلة التي تملأ روح الإنسان وتشعره بأنه لم يفقد بعد من غاب عنه ـ لأنه حاضر علي الدوام في قلبه ومخيلته ووجدانه.
إنها رفقة من نوع آخر تختلف عن رفقة الجسد والمكان.. إنها رفقة الروح والوجدان, التي يصاحب فيها الإنسان من أحبه وأخلص له الود في نفسه وقلبه ومخيلته فكأنما يراه ويتحدث إليه ويأنس به ويستشيره ويتحاور معه.. وإن لم يستطع فقط أن يلمسه بيده! وشركاء الحياة الذين أحسنوا عشرة شركائهم وأثروا أيامهم بالحب والعطف والحنان.. هم الذين يتركون مثل هذا الأثر الجميل في وجدان رفاقهم بعد الرحيل.. وهم أيضا الذين لا يرحلون عن حياة شركائهم وذويهم مهما طال بهم الغياب, فتعزي ياسيدتي عن غياب شريك الحياة.. بجمال الذكري وذكريات السعادة والأيام الجميلة.. وتلمسي صورته وصوته في وجوه أبنائه وأصواتهم, فلسوف يكررون سيرته في الحياة وفي جمال النفس والخلق والدين بإذن الله.. ولسوف يظل وجدانك ممتلئا علي الدوام بزاد الحب وثراء الذكري.
ولسوف ييسر الله سبحانه وتعالي لك كل أمورك ويحفظ عليك أبناءك ويأخذ بأيديهم إلي كل ما كان يحبه ويرجوه لهم والدهم الراحل إن شاء الله.. مصداقا لقوله تعالي:
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. صدق الله العظيم69 مريم
أي قبولا ومحبة لدي الناس.. ويسرا في شئونهم وأمورهم وحياتهم بإذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 8010
نقاط : 19319
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime17/8/2012, 12:42

الانتظار الطويل‏!‏

توقفت كثيرا أمام رسالة الموقف العصيب التي روت فيها كاتبتها قصتها مع زوجها الذي ألقي بالعبء كله عليها, وكانت دائما علي خلاف معه, وعندما أنجبت طفلها الأول زادت مشاجراتهما.
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Zsdfgsd_16_8_2012_20_58

ورأت أن استمرار الحياة معه مستحيل, فلجأت إلي أبيها الذي طالبها بالعودة إلي زوجها, ورأب الصدع الذي أصاب حياتهما حتي تحافظ علي صورتها وصورة الأسرة في نظر من حولهم, ولكي ينشأ الأبناء بين أبويهم نشأة طبيعية وسليمة, وقالت إنها قاطعت أباها وأمها ولم تزرهما إلا عندما مرض الأب ولزم الفراش وطلب رؤيتها, فذهبت إليه, ورجاها أن تسامحه قائلا لها إنه إذا كان قد رفض تطليقها من زوجها فإنه فعل ذلك من أجلها, لكنها لم ترد عليه وانصرفت من أمامه, ولم تمض ساعات حتي رحل عن الحياة دون أن يسمع منها كلمة حلوة, ولو علي سبيل ترضية الخاطر.
لقد قرأت هذه الرسالة بإمعان شديد, ووجدتني أمسك بالقلم لأكتب إليك قصتي ولكي أقول لها: احمدي ربك علي ما أنت فيه, وتواصلي مع زوجك وأحفادك ووالدتك, وحاولي أن تتقربي إلي زوجك عسي أن يهديه الله, واطلبي الرحمة لوالدك, وإني أسألك يا أختي: ماذا سيكون رد فعلك لو حصلت علي الطلاق الذي كنت تسعين إليه بإصرار, ثم حدث لك ما تندمين عليه بقية حياتك كما حدث لي؟.
وإليك يا سيدي قصتي التي لم أحكها لأحد, وظللت أكتمها في صدري, فأنا مهندسة في الخمسينيات من عمري, ومن ينظر إلي يدرك أنني حنون, وأسعي إلي عمل الخير, ومساعدة كل محتاج, وأحاول مد جسور الصلح بين المتخاصمين, وهذا هو سر جاذبيتي, ومنبع احترام زملائي لي, فكل من يعرفني أو يتعامل معي يشعر بأنني أمه أو أخته.
أما عن حياتي فقد نشأت في أسرة طيبة يجمعها الحب والسعادة, وتزوج كل إخوتي إلا أنا, حيث ظللت أرفض زيجات أكثر من ممتازة بلا سبب واضح للآخرين وكل ما في الأمر بالنسبة لي أنني لم أجد مع أي ممن تقدموا لي راحة نفسية منذ المقابلة الأولي, وفسر البعض رفضي الدائم للعرسان بأنه ربما يكون معمولا لي عمل, ولأننا أسرة متدينة, فلم ألق بالا بهذا التفسير, واعتبرت عدم زواجي قدرا, ولا راد لمشيئة الله, وظللت أحترم أبي وأمي إلي أن لقيا وجه ربهما, وعندما توفيت أمي كان عمري واحدا وخمسين عاما, وكنت قد عزفت وزهدت عن الدنيا, واعتبرت أنني كبيرة في السن, ولا يصح أن أتزوج في هذا العمر.
وفي فترة حدادي علي أمي كان أحد زملائي في العمل يراقبني ويتابع تصرفاتي وتحركاتي دون أن أشعر به, وهو متزوج ولديه أربعة أولاد وزوجته مريضة, وهي أصغر مني بعامين, وكان هو أيضا في الخمسينيات ثم توفيت زوجته, وبعدها بشهور حاول لفت نظري إليه بالإشادة ب ي أمام الزملاء, لكني لم أعره أي اهتمام, وحدثني أكثر من زميل عن الارتباط به بإيعاز منه, لكني خفت من تحمل مسئولية أبنائه الأربعة, وكان أكبرهم وقتها في الفرقة الأولي بالجامعة, وأصغرهم في الصف الأول الابتدائي.. ولكن زميلي هذا لم يتركني في حالي, وحاصرني بمشكلاته وطلبات أولاده حتي وجدتني مشغولة بهم, وأشعر بأنهم أولادي, ويجب أن أقف إلي جوارهم, ونجح في السيطرة علي قلبي, فأحببته هو وأولاده برغم أنني لم أرهم, حيث تعاملت معهم من خلال صورهم, وعن طريق بعض المكالمات التليفونية, وكنت كلما تفرجت علي محلات الملابس, أحلم بأن أشتري لهم ما يحبونه.
واتفقنا علي الزواج لكننا أجلناه إلي حين استقرار الأولاد بناء علي طلبه, فلقد كان أحد أبنائه في الصف الثاني الثانوي, وأهمل مذاكرته بعد وفاة والدته وانصرف تماما إلي متابعة الإنترنت, وراح أبوه يلاحقه في كل مكان خوفا علي مصلحته.. ولما قال لي ذلك وجدتني مصرة علي أن أكون بجانبه, ولا أتعجل الارتباط به, لكل ما لمسته من تصرفاته أوحي لي بأنني قسمته ونصيبه, وساندته بما أملك من قوة, ولم أبخل عليه بعواطفي ومالي, وصممت أذني وأغلقت قلبي أمام عروض الزواج التي أتت لي بها زميلاتي, واستمررنا علي هذه الحال خمس سنوات كاملة, وانتظرت اللحظة التي يكلل فيها حبي له ومجهودي معه بالزواج.
ثم توالت الأحداث تباعا فتخرجت ابنته وتزوجت وأنجبت, وتخرج ابنه الثاني في كلية مرموقة, والثالث الذي كان محور مشكلة أبيه ـ علي حد زعمه ـ في الصف الثالث بكليته.. وأما ابنه الأصغر ففي الصف الثالث الإعدادي, وهو بالذات الذي ملك علي فؤادي وكنت أكلمه في التليفون حينما يتصل بأبيه في وجودي, وكثيرا ما أرسلت إليه الهدايا مع والده, بإحساس الأم التي لم تلده.
وترقي زميلي من مهندس صغير إلي رئيس قسم ثم مدير إدارة, وساندته كثيرا ووجدتني أسيرة حبه وأنا في هذه السن, وكنت أفهم ما يريده قبل أن ينطق به, وأختار له ملابسه, وكان هو الآخر يفهمني بسرعة.. وصرنا روحا واحدة في جسدين.
ووسط هذه المشاعر الفياضة, والحب الكبير صحوت ذات يوم علي صدمة زلزلت كياني ودمرت حياتي, فلقد تزوج حبيبي فجأة من فتاة تعمل في إدارة أخري بالشركة نفسها, وعلمت أنه تزوجها دون أن يتعرف عليها حيث رشحتها له إحدي الزميلات, مع أن هذه الزميلة ـ كما هو معروف بيننا ـ تسعي إلي تدميره بشتي الطرق, وتكرهني أنا الأخري, وقد بيتت النية علي أن تفسد علاقتنا, ونجحت فيما خططت ودبرت له.
والحقيقة أن المفاجأة كانت قاتلة, وقد ألم بي الشديد, ولازمني البكاء ليلا ونهارا, وعندما عاد من إجازة الزواج, قلت له: أتمني لك حياة سعيدة, فلم يرد وتجاهل ما قلته له, ولما ذكرته بالسنوات الخمس التي قضيتها في انتظاره قال لي: إنه لم يعدني بالزواج فرددت عليه بأن الله شاهد علي كل شيء.
ورجعت إلي منزلي, وأدرت شريط الذكريات مع نفسي وأنا غير مصدقة ما سمعته, وكأن شخصا آخر هو الذي كان يتحدث معي وليس هو, أو كأنني ليست التي كان يتكلم معها, فالزرع الذي زرعته, وحافظت عليه ورعيته حصدته غيري دون تعب أو مشقة.
إنني لست نادمة علي ما قدمته لأولاده من مساعدات, ولكني أشعر بالحسرة علي مشاعري الضائعة, فلقد أعددت نفسي علي أنني سوف أحيا ما تبقي لي من عمر مع هذه الأسرة, فإذا به يفعل ما فعله, بل إنه لم يكتف بذلك ويضغط علي حاليا في عملي, ويطلبني للحضور إلي مكتبه كثيرا باعتبار أنه رئيسي في العمل, وعندما قلت له إنني لن أذهب إليه, وأن أي عمل يمكن أن يرسله لي مع ساعي المكتب, رفض قائلا: إن مصلحة العمل تتطلب أن نكون وجها لوجه وليس عن طريق المراسلة!
إنني أموت يوميا عندما أراه, ولك أن تتخيل العذاب الذي يحيط بي من كل جانب, وعندما طلبت نقلي إلي مكان آخر, أراد تعجيزي, فأصر علي وجود البديل.. فلماذا يفعل بي ذلك؟.
إنني الآن وحيدة بعد زواج الرجل الذي أحببته, وسفر معظم أفراد العائلة للخارج, ورحيل الباقين إلي أماكن أخري غير المنطقة التي نقطن بها, ولك أن تتصور حالي وأنا بمفردي في العمارة!
ولعل ما أنا فيه يكون درسا لكاتبة رسالة الموقف العصيب بأن تحمد الله كثيرا, وتعلم أن المرأة ليس لها إلا أولادها وزوجها, حتي ولو أن معاملته لها سيئة, فخلاصة تجربتي تقول: إن الرجل هو حصن الأمان ولا تشعر بذلك إلا من حرمت منه, فكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا.
وأخيرا أقول لك يا سيدي إنني ارتحت لمجرد أن كتبت هذه الرسالة إليك, وأشعر بأن هموم الدنيا قد انزاحت عن كاهلي المثقل بالهموم.. ولك التحية والسلام.
{{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لقد صبرت كثيرا, ولن يضيع الله صبرك سدي, فبقدر شدة البلاء والصبر عليه يكون الجزاء والثواب, واحتسبي عطاءك لمن لم يقدره عنده عز وجل, ولتعلمي أن تحمل الأوجاع يؤدي دائما الي الأفراح, وفي ذلك يقول جبران خليل جبران زرعت أوجاعي في حقل من التجلد فنبتت أفراحا.
وأرجو ألا تدعي ينتابك ويسيطر عليك, فيؤدي بك الي الاكتئاب والضياع, وثقي بأن اغراءات الدنيا مهما عظمت فهي مؤقتة وزائلة.. أما الآخرة فهي خير وأبقي, وتأملي معي قوله تعالي: من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه, ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها, وما له في الآخرة من نصيب.
فلا تلقي بالا لهذا الشخص الذي لم تتكشفي حقيقته لقلة خبرتك بالحياة, اذ لم يكن هناك مبرر علي الإطلاق للانتظار خمس سنوات بدعوي أن أحد أبنائه في الصف الثالث الثانوي ويحتاج الي المتابعة وخلافه, فالمؤكد أن وجودك بجانبه كان الأفضل له خصوصا وأنه يعلم أنك ارتبطت بأولاده, وأن زواجه منك سوف يزيدك قربا منهم فتتعرفين علي مشكلاتهم, وتأخذين بأيديهم الي بر الأمان, وتكونين لهم أما ثانية بعد أمهم رحمها الله.
وكل ما ذكرتيه في رسالتك يدل علي صدق سريرتك ونقاء معدنك, لكنه كان يبيت النية للغدر بك, ومثله لا يأمن له جانب, ولو أنه أتم زواجه منك, فإنما أراها زيجة مرشحة للانهيار في أي لحظة.. والحقيقة أن أمثاله كثيرون ممن لا يعنيهم سوي مصالحهم, وملذاتهم, ولذلك عندما صادفته من هي أصغر منك وجدها غنيمة وسارع بالتهامها, وسوف يلفظها بعد أن يمتص رحيقها.
فاحمدي الله أنك نفدت بجلدك منه, ولا تدعي له فرصة للحديث معك, وحاولي الانتقال الي إدارة أخري بعيدا عنه, ومادام الجميع يعرفون قصتكما فما الضرر في أن تعرضي الأمر علي المسئول عن الشركة أو المصنع الذي تعملين به, وأعتقد أنه سوف يتفهم ظروفك ودوافعك للابتعاد عن مكان عمله, دون أن يرجع إليه.. فهذا هو الأفضل.. أما أن تظلي في مكانك الحالي فإنني لا أحبذ ذلك إذ سوف يتواصل ضغطه عليك, وربما عرض عليك الزواج من جديد بعد تنازلات أكبر من جانبك, ويزين لك هذا الأمر ثم سرعان ما ينقلب عليك, فمثله لا يستقيم حاله, وفي ذلك يقول الفيلسوف الهندي بيدبا لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم, فإن الحجر الصلب الذي لا ينقطع لا تجرب عليه السيوف, والعود الذي لا ينحني لا تعمل منه القوس.
ولا سبيل الي الخلاص من هذه التجربة المريرة إلا بطي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة, فعليك الاستعانة بالله, وسوف ييسر لك أمرك ويرشدك الي طريق الصواب, فليهدأ بالك لكي تواصلي حياتك بنفس صافية راضية بحكم الله وقدره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 8010
نقاط : 19319
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime17/8/2012, 12:47

أخطاء النهاية

أنا شيخ تجاوزت سبعين عاما وكانت حياتي الزوجية سلسلة من الأخطاء ارتكبتها في حق زوجتي وابنائي, حتي اصبحت علاقتي بهم علاقة رسمية لاشئ فيها من المودة والرحمة.




<P align=justify>
فلقد ورثت عن أبي ثروة لابأس بها أودعتها بالبنوك في صورة ودائع بنكية وشهادات استثمار تدر علي دخلا شهريا كبيرا, وبرغم ذلك فإني قترت علي بيتي واسرتي فلم أعط زوجتي في أي وقت مصروفات البيت أكثر من راتبي من الوظيفة التي كنت أشغلها ولا شأن لي بعد ذلك بكيفية تدبيرها شئون البيت والاولاد, برغم اننا من أسرة ثرية ولها مظهرها الاجتماعي,
وكان هذا بتحريض من شقيقاتي اللاتي ناصبنها العداء منذ خطبتي لها حتي انهن كن يثرن ثورة عارمة عندما اشتري لها بعض الحلي والهدايا في فترة الخطبة واصبح عليها تدبير احتياجات المنزل بعد الزواج من مرتبي ومرتبها ودخلها من ارثها عن والديها, فقد كانت تعمل في جهة مرموقة وتحصل علي مرتب كبير وبرغم انها قالت لي كثيرا إن ماتنفقه لا يكفي لمصروفات البيت اكثر من اسبوع إلا أني اصررت علي موقفي وشجعتني عليه شقيقاتي بدعوي ان هذا ما يقدمه ازواجهن لهن برغم أن كلا منهن كان زوجها يعطيها كل دخله الذي يحصل عليه من راتبه, وهو لا يملك غيره, إنني لم أسأل نفسي يوما كيف توفر زوجتي احتياجات المنزل واحتياجاتها الشخصية من ملبس وزينة وعلاج.. بل إني احيانا كنت ارفض دفع قيمة الدروس الخصوصية لأولادي بدعوي انني ألحقتهم بمدارس خاصة بمصروفات كبيرة.
أما بالنسبة لي فكنت اغدق علي نفسي أفخر الثياب من أغلي الماركات العالمية وبكميات غير عادية واركب احدث السيارات الفاخرة وقد اشتريت لزوجتي سيارة صغيرة ذرا للرماد في العيون ومع ذلك كنت كثيرا ما اشاركها في استعمالها.
وفي حالة تلف اي شئ في المنزل أرفض تجديده او إصلاحه, باعتبار أن ذلك يقع في مسئوليتها.. واذا احتاجت لعلاج او الذهاب لطبيب فلا شأن لي بهذا برغم انها اصيبت بالضغط والروماتويد, وقال لها الطبيب ان كليهما نتيجة ضغوط نفسية, ولكني لم اعبأ بكل هذا, وكنت أصر علي ان تشتري لي الاطعمة الفاخرة من لحوم وأسماك واذا لم تفعل أثير الشجار وأرفض الطعام وأصب جام غضبي عليها وعلي الأولاد. كما اعشق اقتناء كل شئ حديث وفاخر, ولكني أحرم أولادي وزوجتي من استعماله.
ولم يحدث طيلة حياتي الزوجية ان تعاونت معها في تحمل أي مسئولية بشأن الأولاد, أو حتي مجرد توصيلهم من مكان لآخر, أو شراء متطلباتهم ومتطلبات المنزل برغم تركي العمل منذ فترة طويلة, ولم يحدث أن اصطحبتهم في نزهة أو دعوة لعشاء او غداء خارج المنزل فأنا أحرم ذلك عليهم تماما بل لم يحدث ان عدت يوما إلي المنزل في أي مناسبة من المناسبات الدينية أو الاجتماعية ببعض الحلوي أو الاطعمة التي يحبونها, وقد كانت زوجتي هي التي تتولي الانفاق علي هذه الأشياء دائما.
وقد قالت لي اكثر من مرة ان الله سيحاسبني حسابا شديدا علي التضييق عليهم بهذا الشكل الا انني لم أعبأ لكلامها حيث كنت اعتقد اني أؤدي ما علي من فرائض, وقد حججت عشر مرات وأديت العمرة اكثر من ثلاثين مرة منها أكثر من عشر مرات طول شهر رمضان سنويا, ثم توقفت عن الاعتراض منذ فترة طويلة وركزت اهتمامها في المنزل والأولاد واهملتني تماما. وفجأة راجعت نفسي ووجدتني قد قصرت في حق زوجتي وأبنائي تقصيرا شديدا, وأن عقاب الله سيكون شديدا.
إنني اريد أن اكفر عما ارتكبته في حقهم, فهل تري هناك بارقة أمل.. في إصلاح أحوالي مع أسرتي بعد هذا العمر الطويل؟.
>> وأقول لكاتب الرسالة: ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا.. هذه الآية الكريمة هي مفتاح الحياة السليمة, ولو أنك التزمت ياسيدي بهذا المبدأ الإسلامي لما وصلت إلي ما أنت فيه من الحسرة والندم.. فلقد تصورت أنك بتقتيرك علي أسرتك سوف توفر لنفسك المال الذي يلبي كل ملذاتك, ونسيت أن السعادة مسألة نسبية, وأن الاقتناع والرضا هما طريق الفلاح والنجاح والطمأنينة والسعادة.
أما زوجتك فلقد كانت أكثر منك حكمة وحافظت علي بيتها وواجهت تقتيرك عليها بالاقتناع بما في يديها, وحاولت قدر إمكانها توفير متطلباتك التي غاليت فيها عندا وغطرسة, ولذلك كسبت نفسها وأولادها الذين نشأوا علي قاعدة تربوية سليمة.
لقد وجدت ياسيدي بعد هذا العمر الطويل أن شمسك قاربت علي الغروب, وأن أخطاءك التي ارتكبتها في حق أسرتك استندت فيها إلي حجة واهية, وهي أن شقيقاتك كن يحرضنك علي التقييد علي زوجتك وأولادك, وبالطبع فإن الرجل العاقل لا ينساق إلي أهواء من حوله حتي لو كن شقيقاته, وإنما يجب عليه أن يضع الأمور في نصابها الصحيح, ويوازن بين متطلبات أسرته في حدود إمكاناته بعيدا عن تأثير الآخرين.
وهذا التراجع من جانبك لا يعفيك من المسئولية عن سنوات الحرمان التي قاساها أبناؤك وزوجتك, ومادمت قد عدت إلي رشدك فإن عليك أن تجتمع معهم وأن تعترف لهم بخطئك, وتحاول تعويضهم عما فات تعويضا ماديا ونفسيا, وأسأل الله أن يهييء لك من أمرك رشدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 8010
نقاط : 19319
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime17/8/2012, 12:50

الأزمة الطاحنة
أنا رجل عمري‏48‏ عاما من أسرة عريقة من الطبقة المتوسطة بإحدي محافظات الوجه البحري‏, ولي خمسة أخوة, اثنان ذكور وثلاث إناث وكلنا متزوجون.
وقد استقر بي الحال في القاهرة, وأنا ملتزم دينيا وأتقي الله في كل تصرفاتي, وساعدني علي ذلك أنني خريج إحدي كليات الأزهر, وأعمل في شركة حكومية بالقاهرة.
وتبدأ قصتي قبل أربعة عشر عاما عندما أردت الزواج, فلقد رشح لي أحد أصدقائي زوجة من القاهرة, وقال لي إنها حاصلة علي دبلوم متوسط ومن أسرة بسيطة, فوافقت عليها من حيث المبدأ والتقيت بها فوجدتها علي قدر كبير من الجمال, وتزوجنا سريعا.. ومر العام الأول من عمر زواجنا علي خير, ولم يحدث فيه مايعكر صفو حياتنا.. ثم بدأت تظهر علي حقيقتها إذ راحت تفتعل المشكلات مع الأهل والمعارف وتؤذي الجيران, فأهلي تعاملهم أسوأ معاملة, وعندما تزورني أختي تخفي عنها الطعام والشراب وكل خيري, وعلي العكس تتعامل مع أهلها إذ تقدم لهم كل شئ حتي لو طلبوا لبن العصفور فإنها تحضره علي الفور
نعم ياسيدي فهي من نوعية النساء اللاتي يردن أن يجافي الابن أمه التي حملته وهنا علي وهن وكرست له حياتها وحرمت نفسها من كل شئ لكي تعطيه له.
وهكذا بدلا من أن يكون الزواج سكنا ومودة إذا به يصبح الجحيم بعينه, ومع ذلك تحاملت علي نفسي وحاولت تقويم إعوجاجها علي مدي سنوات حتي أنجبت ثلاثة أطفال.. لكنها ماضية في خطها الذي رسمته لنفسها بأنه لاسمع ولا طاعة إلا لأهوائها الشخصية, ولم تستجب لنصيحتي لها بالذهاب إلي طبيب نفسي, وترفض أي حديث عن هذا الكلام الفاضي, بل وتتهمني أنا بالجنون لأن ما تفعله هو الصحيح!
ولقد وصل بها الحال لدرجة أنها لاتنظف المنزل وتأكل باستمرار حتي زاد وزنها كثيرا وتنادي أبناءها أمامي بألفاظ سوقية يأبي قلمي أن يذكرها!
أما إذا وجدتني أقرأ كتابا فإنها تسمعني كلاما فجا, فهي عدوة القراءة والاطلاع بالرغم من أن بيتنا يضم مكتبة دينية وعلمية وثقافية وقانونية بها أكثر من خمسمائة كتاب, وإذا رأتني أقرأ كتابا أو جريدة تكاد تنزعها من يدي لكي تمزقها وتستريح!
وقد زادت علاقتها بأهلي سوءا في السنوات الأخيرة, حتي إنها ترفض الرد علي مكالماتهم الهاتفية, وتطالبني بأن أدعي لهم أنها في الحمام أو بالخارج أو نائمة, أو غير ذلك من الأسباب والذرائع.. وحدث أن مرضت والدتي مرضا شديدا اقتضي مني أن آخذ إجازة من العمل لكي أسافر إليها في محافظتنا القريبة من القاهرة, فلم تكلف نفسها ولو بمجرد نقل السلام إليها!! أو أن تسألني بعد عودتي أمك عاملة إيه؟
إنها كلمات بسيطة لكنها تعني الكثير, وبإمكان أي سيدة أن تقولها لأهل زوجها فتسعدهم وتقربهم منها وتكسبهم في صفها.. أما زوجتي فلها فلسفة خاصة تختلف عن باقي البشر!
وأراها تفعل ما فعلته زوجة سيدنا إسماعيل عندما قابلت أباه سيدنا إبراهيم مقابلة غير لائقة, إذ قال لها.. أبلغي إسماعيل بأن يغير عتبة بيته, فلما نقلت ماسمعته من حماها إلي زوجها طلقها لهذا السبب.
إنني أتقي الله فيها, لكنها ليست كذلك, فلقد قلبت الأوضاع, وبدلا من أن تشكو مني لأنني سي السيد مثلما هو الحال في زيجات كثيرة, إذا بي أنا الشاكي منها لتصرفاتها معي! فحياتي معها ثمار بلا رائحة, ومعاداة للذوق والجمال, فهي تعيش خارج المعايير و فوق المنطق وتصبغ شفتيها بالأحمر بينما يخرج من بينهما كل ما هو أسود.
وإذا كانت الحياة الزوجية ميثاقا غليظا وشركة تقوم علي المودة والرحمة لايبخل فرد فيها علي الآخر بما يحفظ دوام الحياة فإن حق كفالة الرجل للمرأة يقابله حق رعاية المرأة للزوج بتدبير شئون منزله من نظافة وطهو وغسيل ملابس, ورعاية الأولاد.
وأنا مثل كل الرجال أحب أن تكون زوجتي علي جميع الأنماط.. أحبها صديقة في الوقت الذي أريد أن أفضفض فيه عما بداخلي من مشكلات أو منغصات, وأريدها أختا حينما أود أن أحكي لها بعض همومي, وأحبها أما عندما أحتاج إلي أن أضع رأسي علي صدرها وأبكي وأمتص حنانها الذي يعينني علي تحمل متاعب الحياة, وأريدها حبيبة عندما أرغب في السكن إليها وأرتاح بين يديها, ولكن بعد فقدي كل هذه الصفات في شريكة حياتي, فإنني أرغب في البحث عن زوجة جديدة بهذه المواصفات فهل تشاركني الرأي, وهل لديك حل لمن يعانين اعوجاج الشخصية وتحولن حياة أزواجهن إلي جحيم لايطاق؟
>> وأقول لكاتب هذه الرسالة.. لقد جعلت نفسك حكما وجلادا في وقت واحد.. حكما بأن أصدرت فرمانا بعدم توافر المعايير الزوجية التي وضعتها حسب مزاجك الشخصي في شركة حياتك.. وجلادا بأن رحت تكيل لها الاتهامات دون دليل, وبغير أن تشرح مواقفك معها علي مدي سنوات عمر زواجكما الأربعة عشر!
والحقيقة أن رسالتك تكشف عن ملاحظات أساسية تتعلق بشخصيتك وتركيبتك النفسية من قراءة سطورها الأولي, فلقد وصفت نفسك بأنك خريج جامعة الأزهر وملتزم دينيا في كل تصرفاتك, وبأنك استجبت لترشيح أحد أصدقائك أخت زوجته لكي ترتبط بها, فإذا بك توافق علي الفور لمجرد أنها علي قدر كبير من الجمال.. وهكذا أفصحت عن شخصيتك منذ البداية فأنت تبحث عن الجمال, ولم تلتفت إلي الثوابت المعروفة عند اختيار الزوجة, ونسيت حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع.. لمالها وجمالها وحسبها ودينها.. فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وبالطبع فإن ذات الدين هي التي تتصف بالأخلاق القويمة والسلوك الحميد.. إذا نظر إليها زوجها سرته, وإذا أمرها أطاعته,, وإذا أقسم عليها أبرته.. وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضها.. لكنك للأسف الشديد تغاضيت عن كل ذلك, وانجذبت فقط إلي الجمال الأخاذ, وهو جمال لا يدوم طويلا إذ تتكشف الحقائق المرة فيمن تتصف به وحده.. بعد أن يكون قد أخذ غرضه الغريزي منها وتواري الجمال الشكلي شيئا فشيئا!
وأتوقف عند عبارتك التي قلت فيها: إنها تغيرت بعد عام من الزواج وإنجابها الطفل الأول!! وأستغرب كثيرا مما تدعيه عن اعوجاج شخصيتها ومرضها النفسي, فالطبيعي أن الإنسان لا يتخلي عن طباعه بسهولة, فكيف توارت عنك عصبية زوجتك ولسانها السليط وعدم نظافتها وأنانيتها لمدة عام كامل.. ثم كيف كانت تعامل أهلك طوال ذلك العام؟
هناك بالتأكيد حقائق غائبة لم تكشف عنها, ولم تقل لنا ما الذي فعلته معها لكي تتغير بهذا الشكل, فكل فعل له رد فعل, وما تقوله عنها قد تكون له أسبابه ومبرراته.
وألمح بين سطور رسالتك شيئا من ذلك عندما تقول إنها حاصلة علي مؤهل متوسط, وتتضايق عندما تراك وأنت تقرأ كتابا أو صحيفة إلي غير ذلك من المبررات الواهية التي تحاول بها إيهام نفسك قبل إيهام الآخرين بأنك انخدعت فيها, وبالتالي من حقك أن تتزوج عليها.
منتهي الأنانية أن يصل تفكير أي إنسان إلي هذا الحد من الاستئثار لنفسه بالقرار دون أن يتيح الفرصة للطرف الآخر لسماع أقواله.. هل تريد زوجة أما وأختا وحبيبة وصديقة.. بغير أن تكون أنت لها كذلك؟!
يا سيدي إذا أردت أن تمضي بك الحياة هادئة ومستقرة, عد إلي رشدك وضع الأمور في مكانها الصحيح, ولا تتهم زوجتك بما ليس فيها, وحاول أن تقترب منها وأن تكون لها سندا ومعينا علي تجاوز الأزمة النفسية التي وضعتها فيها.. قل لها إنها أهم إنسانة في حياتك, وانك لن تستطيع الاستغناء عنها, وأنها أملك في الحياة.. افعل ذلك وستري النتيجة الإيجابية عليك وعلي أسرتك وأولادك وأهلك بعيدا عن الطبيب النفسي الذي لن يكون له دور ملموس في مثل هذه المشكلة.
أما التفكير الأناني في زوجة ثانية مع الاحتفاظ بالزوجة الأولي.. فلا أحبذه ولو فعلت ذلك فسوف تفتح علي نفسك جبهة جديدة من الاضطراب وعدم الاستقرار ثم الندم بعد فوات الأوان


عدل سابقا من قبل حماده قرني صلاح في 17/8/2012, 13:09 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 8010
نقاط : 19319
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime17/8/2012, 12:54

السحور الأخير
أنا رجل بسيط من إحدي قري الصعيد عمري‏65‏ سنة وأعمل في الزراعة أجيرا لأني لا أملك قيراط أرض واحدا, ورزقني الله بثمانية أبناء( خمسة أولاد وثلاث بنات) أصغرهم عمر16سنة, وطوال الأعوام الثلاثين الماضية كنت أنا وزوجتي وابني البكر ندخر من قوت يومنا لبناء مكان يؤوينا وأكرمنا ربنا قبل سنوات قليلة بإقامة بيت بالطوب الأحمر, لكننا سقفناه بجذوع النخل والجريد والطين مثل معظم بيوت الأرياف.



<P align=justify>
ولرغبتي في أن يبقي ابني الكبير مساعدا لي بالعمل أجيرا مثلي في القرية وخوفا من أن يهجرنا الي القاهرة أو غيرها من محافظات الدلتا والوجه البحري, فقد قمت بتزويجه في سن مبكرة وبقي معنا في البيت, ورزقه الله بثلاثة أولاد فزاد عددنا كثيرا, ومع تقدمي في العمر, وهن جسدي وضعفت قواي ولم أعد أعمل كما كنت من قبل, وصار ابني الكبير هو عائل الأسرة, والمسئول عني وأمه وأخوته ومدارسهم وزوجته وأطفاله الثلاثة, وظللنا ندعو له في كل وقت وحين أن يوفقه الله ويرزقه رزقا واسعا طيبا, وعشنا أياما سعيدة مطمئنين وراضين وقانعين بلقيمات تقيم صلبنا وجلابيب تستر عوراتنا ونحلم بمواصلة رحلة الكفاح والعمل علي تربية أحفادي الصغار وبناء منزل جديد لتزويج أبنائي الكبار, ومع حلول شهر رمضان وبسبب شدة الحر عندنا في الصعيد, صار العمل في صناعة الطوب اللبن يجري ليلا, فبعد الافطار وصلاة العشاء والتراويح يذهب ابني للعمل في ضرب الطوب وبناء القمائن, ويعود قبل الفجر لنتناول جميعا السحور ثم يعود ثانية الي قمائن الطوب لينتهي عمله مع شروق الشمس.
وفي ليلة13 رمضان, جاء ابني قبل الموعد المعتاد للسحور طالبا من زوجته تجهيز لقمة سريعة رافضا الانتظار لتناول السحور معنا مثل كل ليلة, وهرعت أمه لمساعدة زوجته في إعداد الطعام وإعداد كوب الشاي, بينما استلقيت أنا علي كنبة قرب البوابة مستمتعا بنسمة هواء عليلة, وفجأة وفي ثوان صادمة مرعبة شلت عقلي وألجمت لساني وكأنني نائم وأحلم بكابوس بشع, اهتز البيت وسمعت صرخة مكتومة وصوت هدير لم أفهم مصدره إلا بعد أن وجدت نفسي واقفا في الشارع وعيناي علي البيت.. لقد انهار سقف المطبخ علي ابني وزوجته وأمه.. ولا استطيع أن أصف تفاصيل تلك اللحظة المشئومة بعد أن وقعت علي الأرض مغشيا علي, بينما الجيران وسكان البلدة سارعوا الي مساعدة رجال الدفاع المدني في استخراج جثتي ابني وزوجته.. ومازالت هناك بقية أنفاس تدب في صدر أمه.
انني لا أقرأ ولا أكتب.. وإنما جاءني أحد جيراني وطلب مني أن أملي عليه مأساتي ليكتبها إليك فربما يكون نشرها سببا في خير لأحفادي وأبنائي ودعوات لي بأن يلهمني ربنا الصبر والسلوان وأن يتقبل ابني وزوجته شهيدين ويسكنهما فسيح جناته.
اللهم إني أعوذ بك من أن أشكو قضاءك وقدرك الي عبيدك, ولكنها الأسباب التي أمرتنا بأن نأخذ بها ولا حول ولا قوة إلا بك.
{{ وأقول لكاتب هذه الرسالة: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا, وما تدري نفس بأي أرض تموت, صدق الله العظيم, وعلينا أن نؤمن بأقدارنا التي لا حيلة لنا لتغييرها ولا جدوي من الإعتراض عليها.. فعليك أن تستعين بالله وأن تواصل عملك متسلحا بالصبر علي بلواك لكي تربي أبناءك وأحفادك, ولسوف يدبر الله سبحانه وتعالي لكم الأمر فهو الرزاق ذو القوة المتين, وسوف يأتيك رزقهم من حيث لا تحتسب, وإنا لله وإنا إليه راجعون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بيومي الفيومي
عضو مبدع
عضو مبدع
avatar

ذكر
عدد الرسائل : 818
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : الفيوم مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 8010
نقاط : 7316
ترشيحات : 7
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime31/8/2012, 00:01

التخبط الشديد‏!‏
الزواج ليس لعبة تتسلي بها‏,‏ فتتزوج من هذه وتطلق تلك بلا معايير تحكم تصرفاتك واختياراتك‏,‏ وإنما هو التكامل بين الطرفين‏,‏ والسعي نحو إرضاء كل طرف الآخر والعمل علي راحته.


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Dryu_30_8_2012_43_57



<P align=justify>
أنا رجل في بداية العقد السادس وأكبر إخوتي الأشقاء وهم ثلاثة أولاد وبنتان, ولي أخت وأخ من أمي رحمها الله, والتي اقتربت منها وأحببتها وتوليت رعايتها حتي رحيلها, وتابعتني في كل صغيرة وكبيرة, ولا أنسي عبارتها الدائمة لي بأنني طيب ولكن ليس لي حظ مع أحد أبدا, ويبدو كأنها كانت تقرأ الغيب, فأنا حاصل علي مؤهل عال, ولي عمل خاص بي اجتهدت فيه كثيرا, ورزقني الله خيرا وفيرا ـ ومحور ـ رسالتي إليك هو حظي مع النساء, ففي بداية حياتي خطبت فتاة غير مصرية مصابة بالبهاق, وأحببتها من أعماق قلبي, وأحسب أنها أحبتني بنفس القدر, وقد شاركتها أختها وهي أكبر منها ومني في مشروع تجاري, وكانت عليها ديون في مشروع سابق, واحتارت كثيرا كيف تسددها بالرغم من أن أسرتها ميسورة الحال, وقالت إنها منفصلة ماديا عن أسرتها, واجتهدت لأثبت لنفسي وللجميع أنني وإن كنت طيب القلب وملتزما دينيا وخلقيا, فإنني قادر علي كسب المال, وتحقق لي ما أردت بتوفيق الله, وسددت ديون أخت خطيبتي, لكنها للأسف لم تحفظ لي ما فعلته معها, وسرقت مبلغا كبيرا أعطيته لها لدعم المشروع, وادعت بالباطل أن لصا سرق حقيبة يدها وهي تسير في الشارع, ثم ثبت بالدليل القاطع ثم باعترافها أنها أخذت المبلغ, ولم يسرقه أحد كما ادعت, ودبت الخلافات بيننا, فجاءتني خطيبتي وبكت وهي تمسك بيدي وتقول أنا معك فاستحلفتها بالله أن تبقي علي الحياد نظرا لحساسية مشكلتي مع أختها, ثم فوجئت بها بعد أسبوع واحد تتحداني, وانضمت إلي أختها في مواجهتي, وانفضت الشركة, واحتفظت هي بالمقر, واحتفظت أنا بالاسم التجاري, وليس هذا فحسب, بل أيضا باعت شبكتي وأعطت ثمنها لأختها, وتبارتا معا في تشويه صورتي لدي التجار والعملاء, وتحطيم أي لافتة أنوه فيها عن انتقال الشركة إلي مقر آخر, وانتهت قصتي معها بفسخ الخطبة وتركت لها كل شيء, ثم شغلت نفسي بالعمل المستمر, وتحقق لي النجاح ورأيتهما وهما تنهاران يوما بعد يوم ثم اختفتا من السوق تماما.
وبعد عام ونصف العام خطبت فتاة عن طريق زوجة عمها التي تعمل مع والدي في مؤسسة واحدة, ويعمل والدها محاميا, وقد التقيت بها في مكتبه, وليس في المنزل كما هو معروف في مسألة الزواج!, واستمرت خطبتنا ثلاثة أشهر, ثم تزوجنا في حفل بسيط بقاعة ملحقة بأحد المساجد الشهيرة, وكنت قد اتفقت معها علي تأجير فستان الزفاف لكنها أصرت بعد يومين من الاتفاق علي شرائه وليس استئجاره فوافقتها, وتزوجنا في الشقة التي أثثتها للزواج من خطيبتي السابقة, وحسدني من حولي علي زوجتي البيضاء الطويلة ذات الشعر المسترسل الأصفر والعيون الخضراء, وسافرنا في اليوم التالي للتنزه, ففوجئت بها تصدمني بأن عينيها الجميلتين ليستا إلا عدستين لاصقتين, وأنها لا تجيد الطهي, ثم اكتشفت أنها استأجرت فستان الزفاف الذي سددت ثمنه لها بالكامل, ووجدتها شديدة الجدل في أمور لاتقبل المناقشة, ومنها صحة بعض آيات القرآن, وأحقية إسرائيل في أرض فلسطين.. وهكذا وجدتني مع امرأة مخادعة وكاذبة وتكاد تكون كافرة رافضة الحجاب.. وبعد أربع سنوات من العذاب, أنجبت خلالها ولدا وبنتا وتم الطلاق, وظننت أنني طويت هذه الصفحة إلي الأبد, ولكن ظل الطفلان مشكلة قائمة بيننا.
ومرت سنة كاملة ثم تزوجت فتاة من أسرة بسيطة في منطقة شعبية, وبرغم جمالها المتواضع وقصر قامتها, إلا أني رأيت فيها رجاحة العقل والأصل الطيب, وتدين والدتها بصفة خاصة, وتخيلت أنني بتوفير السكن المريح وأسباب الحياة المرفهة سأجعلها تسير بجوار الحائط, وتحافظ علي بيتها, خاصة أنني قابلتها بإبني وإبنتي اللذين تنازلت مطلقتي عن حضانتهما وتزوجت من كهل في سن الخامسة والستين طمعا في ثروته.. ووافقت علي وجودهما معي, لكنها افتعلت المشكلات من أول يوم, برغم أنني استعنت بجليسة أطفال وخادمة تساعد في تربية الأطفال, وكل شئون المنزل.. وطالبتني بشراء شقة مجاورة لشقتنا للطفلين لكي تكون علي راحتها في بيتها, وزادت حدة المشكلات بعد أن أنجبت ولدا, وسارت الأمور من سييء إلي أسوأ فطلقتها في محاولة مني للحفاظ علي الطفلين من الضياع,بعد أن ترك الولد المدرسة ذات يوم, وبدلا من أن يرجع إلي المنزل, ظل في الشوارع هائما علي وجهه, وانتهي به المطاف في منزل جده لوالدته فكدت أفقد عقلي, واحترت في أمرها, وعرضت حالتها علي مستشار اجتماعي وطبيب نفسي, وشيخ يعمل مأذونا, ورويت لهم حكايتي معها في حضورها, فأجمعوا علي أنها لا تصلح لتربية أولاد غيرها, وأن علي تطليقها ففعلت!!
وعدت من جديد إلي الحيرة ماذا أفعل وكيف ستمضي حياتي بعد ما حدث, وأشار علي والدي بالزواج من أرملة أو مطلقة لديها طفل أو طفلة فربما تكون رحيمة بطفلي وتعاملهما بالحسني لكي تضمن حسن معاملتي لطفلها بالمثل.. وشاءت الأقدار أن التقي بالزوجة الثالثة, وهي من أسرة ثرية وهي مطلقة لديها بنت أكبر بعام من ابنتي وأصغر بعام من ابني, وتبدو علي ملامحها الطيبة, وتأثرت كثيرا بكلامها عن زوجها الأول الذي قالت إنه بخيل, وكان يسخر دائما من ضحالة المعلومات البديهية لديها, وبررت ذلك بنشأتها في أمريكا ثم انتقالها إلي إحدي الدول العربية, وبالتالي فإنها غير ملمة بتاريخ مصر, وأيضا بقواعد اللغة العربية ـ وقد سمعت كلامها, ولم أفكر وقتها إلا في الأولاد, وأتممنا زواجنا راغبا في الاستقرار, وكم وجدتها جميلة وراغبة في أن تستمتع بحياتها معي تعويضا عن حياتها السابقة.. ولفت نظري أنها دائمة الشكوي من الصداع, فاستشرت والدي الذي يعمل في الحقل الطبي فأشار علي بأن كل هذا سوف ينتهي بمرور الأيام, وكذلك قال والدها, وقد لاحظت سطوة والدتها وسيطرتها علي من حولها حتي إنها تصدر الأوامر لزوجها وابنتها والسائق والخادمة.. ولم أكن أتخيل أن وضع أسرتها بهذه الصورة, وقد مرت ثلاث سنوات علي هذا الوضع المؤلم, وتحملت انهياراتها العصبية المستمرة, وهي مريضة نفسيا بكل معني الكلمة, وعندما عرضتها علي الأطباء قالوا إن ما تعانيه هو صداع نفسي ناتج عن قلق داخلي كبير ووسواس وشعور دائم بالخوف والهلع, كما أنها شديدة الإهمال في نفسها ومظهرها بالمنزل ومدمنة للمسكنات والمهدئات, وتنام فترات طويلة جدا ومعظمها نهارا, وهي شخصية اتكالية تعتمد علي الآخرين, وتريد شغالة تحمل عنها عبء المنزل, والأنكي من ذلك أنها تنقل كل ما يدور بيني وبينها حرفيا لوالدتها.
لقد تصورت في البداية أنني سأستمتع بجمالها وبهدوء الحياة معها وخصوصا أنني احتويت ابنتها سريعا, لدرجة أنها كانت تنادي يابابا قبل الزواج, كما ارتاح أولادي معها قبل أن تنتقل إلي منزلي.. أما بعد الزواج فلقد تغير كل شيء وصارت شديدة التحيز لابنتها, وتفرق في المعاملة بين ابنتها وابني, فكرهاها من داخلهما ولكن سايراها حتي لا تنقلب ضدهما.. أما عن الماديات فهي أبعد ما تكون عن شريكة الحياة المساندة لزوجها وقت الشدة, وبالمناسبة فهي لا تصلي وأحيانا تدخن, مما جعل ابني البالغ من العمر12 سنة يحاول تقليدها, وقد سارعت وعالجت الأمر بشكل جيد, وأما عن الطعام فلا تستهويها عملية الطهي.. وفوق كل ذلك وتحت وطأة احتياجي إلي المعاشرة الزوجية وتربيتي إبنه ليست من صلبي, بينما ابني من زوجتي الثانية مع أمه, فقد عدت إليها دون أن يعلم أحد, وحاولت أن أعدل بينهما, ولكنها تريد مني أن أطلق الزوجة الثانية.. وأنا أريد تطليق الإثنتين, وأجدني في حيرة شديدة, ماذا أفعل وهل أنا مبتلي بالنساء أم بسوء اختياري, ثم هل أتزوج للمرة الرابعة أم أبحث عن مربية ترعي الأولاد, وأكتفي بهذا القدر من المعاناة؟
<< وأقول لكاتب هذه الرسالة: ما هذا التخبط الشديد يا سيدي.. إن الزواج ليس لعبة تتسلي بها, فتتزوج من هذه وتطلق تلك بلا معايير تحكم تصرفاتك واختياراتك, وإنما هو التكامل بين الطرفين, والسعي نحو إرضاء كل طرف الآخر والعمل علي راحته.. ويخفق في الزواج كل من يعجز عن التضحية الحقيقية أو من يتردد في تقديمها.
والحقيقة الواضحة هي أنك بنيت زيجاتك وهدمتها وفقا لمكاسبك المادية والجسدية منها دون أن تفكر فيما أعطيته لكل زوجة, وحاولت تصوير نفسك علي أنك الضحية وغير المحظوظ في حياتك بناء علي عبارة قالتها لك أمك وفسرتها وفقا لرغبتك الداخلية, بأنك الخاسر دائما بلا ذنب ولا جريرة.
ومن بين مظاهر التخبط البادية في اختيارك زوجاتك الواحدة تلو الأخري هو أنك تختار هذه أو تلك وفقا لجمالها وحالتها المادية, ثم سرعان ما تنفصل عنها عندما تلوح لك في الأفق من هي أكثر منها جمالا وثراء, فلقد تزوجت ذات العينين الملونتين لما جذبتك بجمالها وشعرها الأصفر المسترسل ثم اكتشفت أنهما عدستان لاصقتان, وأن لون الشعر مجرد صبغة, ورحت تتذرع بأسباب أخري للنيل منها كادعائك أنها تجادل في مسائل تتعلق بالقرآن الكريم وحق إسرائيل في أرض فلسطين, ووصفتها بأنها شبه كافرة, ولا أدري ما علاقة هذه المسائل الدينية والسياسية بحياتكما كزوجين بعيدا عن مناقشة ادعاءاتها التي لا مجال هنا لتفنيدها والرد عليها, ثم تزوجت بعدها الطويلة البيضاء فالقصيرة العادية, وتركزت نظرتك إلي كل منهن علي عطائها لك دون عطائك لها.. حتي الفتاة الأولي غير المصرية التي قلت إنك أحببتها برغم مرضها بالبهاق, وهي من أسرة ميسورة, وسددت ديون أختها, هذه الفتاة أيضا لم تتطرق إلي جوهر العلاقة التي ربطتك بها, واكتفيت بتصوير نفسك ضحية لها.
وما يؤكد حالة التخبط التي تسيطر عليك هو اندفاعك إلي الطلاق ثم الزواج دون دراسة أبعاد قراراتك بدليل عودتك إلي مطلقتك الثانية مع استمرار زوجتك الثالثة علي ذمتك, فوجدت نفسك بين شقي الرحي, فلا أنت قادر علي الاستغناء عن إحداهما برغم المثالب التي ذكرتها للاثنتين, ولا الجمع بينهما, ولا حتي التواصل مع أولادك, فأصبحت مشتتا بين الجميع!
إنك يا سيدي تدفع بنفسك إلي طريق مسدود, ويبقي الأمل الوحيد أمامك هو أن تراجع مواقفك عبر مشوارك في الحياة, وأن تحسم أمرك بالاستقرار مع زوجة واحدة فقط تجد فيها ما يتوافق مع ظروفك ويلبي رغباتك ـ أما تطليق الاثنتين معا والبحث عن مربية للأطفال كما تقول فهذا ليس حلا, ولا أعتقد أنك تريده وأنت في حاجة إلي من تشبع رغبتك الجسدية التي عدت بسببها إلي مطلقتك الثانية علي حد ما جاء في رسالتك!
من هنا ينبغي أن تعيد النظر في فلسفتك الزوجية, وأن تعلم أن من يدقق في اختيار الزوجة وفقا للأسس الموضوعية المتعارف عليها, ويحالفه التوفيق في الزواج يسعد طوال حياته, أما من يجلب لنفسه سوء الحظ بالنظر إلي أشياء بعينها عند الاختيار كالمادة والجمال يظل ابن البؤس في بيته وخارجه.. والله سبحانه وتعالي يبارك في المرأة التي تحافظ علي بيتها وزوجها, وفي الرجل الذي يوفر متطلباتها, ويدرك أن لها حقوقا عليه مثلما له عليها التزامات يجب أن تلبيها.
وإذا كانت العلاقة الزوجية مهمة لكلا الطرفين, ويعدها الرجل من أهم أسس حياته, فإنه يتعين عليه أن يصل بشأنها إلي توافق مع زوجته, ولا يجعل غريزته هي التي تتحكم فيه من حيث بناء البيت أو تخريبه بالانصراف إلي واحدة تلو الأخري لأنه عندما يفعل ذلك لن تستقر أحواله, وسيجد نفسه أسيرا لغريزته. ولا بديل أمامه عن كبح جماحها وتهذيبها, فليست العلاقة الزوجية وحدها هي الأساس للحياة الناجحة, فأعد قراءة مسيرتك واختر أي الطرق تسلك مستفيدا من أخطائك المتكررة, والله المستعان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بيومي الفيومي
عضو مبدع
عضو مبدع
avatar

ذكر
عدد الرسائل : 818
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 210
بلد الإقامة : الفيوم مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 8010
نقاط : 7316
ترشيحات : 7
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 55 I_icon_minitime31/8/2012, 00:02

وجها لوجه

جذبتني رسالة القيم التائهة للشاب الذي يسعي للوصول الي الحب وإعطائه لمن تستحق أن تكمل معه الحياة وتستمر معه في الدنيا المليئة بالمصاعب والاختلافات والتي لا يستطيع الانسان أن يتخطي كل ما فيها إلا بالعيش مع من يحبه ويتحمله ويقدم له حياته في رضا وتسامح دون تذمر أو إشفاق.




<P align=justify>
وتعليقا عليها أقول: إن هذا الشاب برغم هدفه النبيل فإنه ليس بالهدف سهل المنال كما نظن بل هو من الأهداف الصعبة التي تتطلب بذل الجهد والعطاء والسعي لاختيار من يستحق هذا الإحساس حتي نبثه, ونعطيه إياه ليتفاعل ويصبح الاثنان شخصا واحدا بلا تفرقة, ووفقا لما أراه فإنه ليس هو من يبحث عن الحب وحده فبرغم ما فعلته هذه الفتاة فإن تصرفها يؤكد انها تبحث عن الحب هي الأخري وحينما وجدته لم تجد الطرف الآخر علي استعداد لتوفير الحياة التي تتمناها بجانبه ولذلك ابتعدت عنه ولكن حينما توافرت لها الفرصة للحصول علي الحب مرة أخري سعت اليها مهرولة دون النظر الي من تركته خلفها من قلب حطمته بدافع الحب أيضا ولكن الحياة تستمر ولا تبقي علي حال.
أنا لا أدافع عنها ولكني فتاة بحثت عن الحب ولم أجده في الواقع الذي نعيش فيه لقلة علاقاتي وعدم تعاملي مع الرجال ولذلك بحثت عنه في الخيال.. في عالم الانترنت ومواقع الزواج ولك أن تتخيل كلمات الهيام الخادعة والرغبات المكبوتة ممن يسعون لاصطياد فريسة أو أكثر كل يوم ولكن الحمد لله فقد انحصرت علاقاتي في الشات والتليفون ولم تتطور إلي أكثر من ذلك.
لقد كان هدفي نبيلا فكنت أصدق كل الكلام ثم اكتشف انه مجرد أوهام حينما أسعي لتحقيقه في صورة رسمية علي أرض الواقع ولا أنكر أنهم أيضا يبحثون عن الحب برغم الالم النفسي الذي نلته من كثيرين منهم لكنهم غالبا لا يجدونه وفي النهاية يلجأون الي الحياة التقليدية.
<<.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: يخطئ من يسمي علاقات الشات والتليفونات حبا.. والاندفاع في هذه التجارب يكون مصيره الندم, فإذا صادفك من ترتاحين اليه عن طريق مثل هذه الوسائل فليدخل البيت من بابه, وليلتق بك في حضور أهلك, وتكون هناك فترة كافية من التعارف والسؤال عنه, وليفعل كذلك هو الآخر.. وهذه هي الطريقة الصحيحة للزواج الناجح ولا شيء غيرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 55 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 29 ... 54, 55, 56 ... 71 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: