الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 27 ... 51, 52, 53 ... 70 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime11/5/2012, 00:14

نهر الحياة

قبل ما يقرب من ثماني سنوات وبالتحديد يوم السادس من أغسطس عام‏2004 ذهبت إلي بورسعيد في مهمة تستغرق يومين‏,‏ وبينما كنت أتناول طعام العشاء مع صديق لي في القرية السياحية التي نزلت بها, جاءني صوت موظف سنترال الأهرام عبر تليفوني المحمول: البقاء لله.. مات الأستاذ عبد الوهاب مطاوع.


فلم أتمالك نفسي, وارتميت علي الأرض فاقدا الوعي, ونقلني صديقي بمساعدة من كانوا حولنا إلي غرفتي التي تحولت إلي سرادق للعزاء.. وجاءني الطبيب ووصف لي بعض الأدوية المهدئة, ولم ينقطع سيل الاتصالات من المعارف والأصدقاء بعد إذاعة الخبر في وسائل الإعلام.. وتولي صديقي الرد عليها.
ساعات ثقيلة مرت بي حتي آذان الفجر قبل أن أتجه إلي مدينة دسوق بكفر الشيخ لتوديع الأستاذ, وطوال الطريق استرجعت شريط الذكريات التي ربطتني به والسنوات العشرين التي قضيتها معه وتتلمذت فيها علي يديه وظللت أنهل من نهر عطائه الفياض.. أخلاق.. أدب, علم, ثقافة, عطاء بلا مقابل, تجاوز عن المسيئين, سلام مع النفس, وفوق كل ذلك العمل حتي الموت.
نعم فلم يضع لحظة واحدة بلا عمل حتي انه حول سيارته إلي مكتب لمراجعة بعض الأعمال السريعة فالسائق يمضي في طريقه, وهو يواصل عمله, ولما أبديت له دهشتي قال: العمل أولي بالساعة التي تضيع في الذهاب إلي الأهرام, والعودة إلي المنزل, ولم يكتف بذلك بل إنه في أيامه الأخيرة كان يصنع نفس صنيعه وهو خاضع لجلسات الغسيل الكلوي.. وهذا التفاني في العمل الذي لم أجد له مثيلا جعلني أشعر دائما بالتقصير مهما فعلت.. وتتابعت الصور في ذهني وكأنني أجلس إلي جواره كما تعودت خلال سفرياته لحضور اجتماعات أصدقاء بريد الأهرام أو تقديم واجب العزاء أو أي مناسبة من المناسبات.
فجأة نبهني سائق الأهرام إلي أننا وصلنا إلي دسوق نزلت من السيارة وشاركت في حمل جثمانه الطاهر إلي مثواه الأخير, وعدت إلي منزلي ولم يغمض لي جفن طوال الليل, وأنا أتأمل حال الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة, وتداخلت الأحاسيس لدي وسأ لت نفسي ماذا أنت فاعل بعد غياب الأستاذ؟ ومن سيملأ الفراغ الذي تركه؟..
وفي الصباح ذهبت إلي الأهرام وجلست في مكتبي بالديسك المركزي وبعد دقائق طلبني الأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام وقتها ودار بيننا حوار قصير كلفني بعده بالإشراف علي بريد الأهرام إلي جانب عملي قائلا: واصل مهمتك وربنا معاك فتوكلت علي الله, ووضعت في ذهني منذ اللحظة الأولي أن المهمة صعبة, وأن أعداء النجاح كثيرون, ولا بديل أمامي عن مواجهة التحدي مهما بلغ الثمن.. واستحدثت صفحة بريد السبت لكي تكون قريبة من فكر الأستاذ وقائمة علي دربه, وأنا علي يقين من أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ودارت الأيام وفاجأني الأستاذ محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الأهرام بتكليفه لي بكتابة بريد الجمعة لكي تكتمل منظومة بريد الأهرام التي أرسي قواعدها الراحل العظيم.. وهنا اختلطت لدي مشاعر الفرحة والرهبة.
الفرحة ببريد الجمعة الذي عايشت فيه الأستاذ عبد الوهاب في كل صغيرة وكبيرة, وقابلت الكثيرين من أبطال قصصه واستمعت إليهم ونقلت تجاربهم في الحياة إليه, فلم يكن وقته يتسع للألوف الذين يفدون إليه من كل صوب وحدب, وكثيرا ما بعثني إليهم حتي لا يكلفهم عناء المجئ إلي الأهرام فكنت سفيرا متجولا له أعرض عليه مشكلاتهم وأزف إليهم بشري حلها, وبعودته تكتمل أركان البريد الذي وصفه الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ بأنه نبض مصر.
والرهبة من أن أحل في مكان محل عبد الوهاب مطاوع, فالسبب الرئيسي لعدم كتابتي بريد الجمعة فور رحيله هو خوفي من المقارنة بين قامته التي تطول السماء, وقامتي التي لا تمثل شيئا مقارنة به.. صحيح أنه جرت في النهر مياه كثيرة عبر سنوات رحيله,, لكن إحساسي لم يتغير, ومازلت أتخيله يوميا وهو يدخل مكتبه الذي حافظت علي ترتيبه بنفس بصماته.
إن مفاجأة رئيس التحرير كبيرة وسأحاول أن أكون عند ظنه بي فنهر البريد مازال يتدفق, وقلم عبد الوهاب مطاوع النابض بالحياة أستمد منه الفكر والأمل, وسأواصل السير علي دربه حتي الإغماء أو الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime11/5/2012, 00:19

دعاء لا ينقطع

اجتاحتني مشاعر لا يمكن وصفها عندما دار حديث بيني وبين أستاذتي بكلية الطب حكت لي فيه قصة تلميذ بالمرحلة الابتدائية لم يتجاوز عمره اثنتي عشرة سنة‏,‏ ويحتاج إلي جراحة بفرنسا حتي يستطيع بلع الطعام, فلقد قضي عشر سنوات من عمره دون أن يستطيع تذوقه, وينظر لأصدقائه في المدرسة وهم يضعون الطعام والحلوي في أفواههم, ويتناول هو الطعام من خلال أنبوبة متصلة بالمعدة مباشرة.بدأت قصة هذا الطفل في يوم من أصعب أيام حياته عندما كان عمره واحد وعشرين شهرا, حيث كان يلعب ويلهو وهو لا يعرف ما يخبئه له القدر عندما أمسك مادة البوتاس وبلعها وظل يصرخ, وجري به والده إلي وحدة السموم بمستشفي الدمرداش وظل23 يوما يتلقي العلاج, ثم تم تحويله إلي قسم جراحة الأطفال حيث بدأت سلسلة متتالية من الجراحات لوجود انسداد بالبلعوم والمريء, وكانت أولي هذه الجراحات تركيب أنبوبة تغذية متصلة بالمعدة حتي يتلقي الطفل احتياجاته الغذائية, وأيضا أجري له شق حنجري حتي يستطيع التنفس وتجريب البلع مع التنفس, وفي جراحة أخري تم أخذ جزء من القولون وترقيع البلعوم به, وظل هذا الطفل من عام2003 إلي2008 يتعرض لجراحات لم تنجح واحدة منها لأن الجسم يبدأ في تكوين أغشية في البلعوم, ويسد الفتحة مرة أخري عند التئام الجرح.
وعرضت حالته علي مستشفي الأطفال بجامعة باريس, ووافق رئيس القسم المختص علي أن يبدأ أول عملية جراحية للطفل هناك, وذلك يتطلب إقامته بالمستشفي لمدة12 يوما, ويتكلف ذلك ثلاثة عشر ألفا ومائتين وستة وستين يورو.
لقد بدأ الأمل يلوح في الأفق من جديد في أن يستغني الصغير عن الأنبوبة التي صاحبته سنين عمره, ويعود للاستمتاع بتذوق الطعام, ومشاركة عائلته في تناول الوجبات, واللعب والجري مع أقرانه, هذا الأمل لا يقف في طريق تحقيقه, غير أن والد الطفل موظف بسيط لن يستطيع توفير هذا المبلغ, لذلك لم أجد أمامي غير بابكم لمناداة أهل الخير من خلاله لمساعدة هذا الطفل في تحقيق أمنيته, فلقد تم توفير أربعة عشر ألف جنيه من الأصدقاء وباقي المبلغ يعادل مائة وسبعة آلاف جنيه, فمن يروي الأمل الذي بدأ في النمو بنفس هذا الطفل البريء؟
{{ وأقول لكاتبة هذه الرسالة: يرويه أهل الخير الذين لا تعلم شمائلهم ما تنفقه أيمانهم, فلا تقلقي ياسيدتي, وسوف ييسر الله له من يدبر هذا المبلغ, ولتعلم أسرة هذا الطفل أن مع العسر يسرا, وأن دعاءنا له لاينقطع, فلتنتظر عطاء من لا يغفل ولا ينام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صافى شان
مشرف
مشرف
صافى شان

ذكر
العمر : 31
عدد الرسائل : 2966
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 1111111
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 8911
نقاط : 11309
ترشيحات : 34
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 311

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime11/5/2012, 00:21

جائزة السماء

لعلك تذكرني فأنا المهندس الذي بعثت إليك قبل سبع سنوات أزف إليك بشري تعييني في إحدي الهيئات المهمة‏,‏ وطلبت منك وقتها أن أكفل أسرة بمائة جنيه في الشهر‏,‏ ورشحت لي إحدي الأسر, وبعدما فتح الله أمامي أبواب الرزق زاد عدد الأسر التي أكفلها الي خمس أسر.وقمت بزيادة مبلغ الكفالة الي مائتي جنيه للأسرة, فأصبح المبلغ الذي أساهم به ألف جنيه.. وكم فرحت بالجوائز التي منحها الله لي عز وجل والتي أطلقت عليها وقتها تعبيرك الذي مازال يرن في أذني وهو جوائزالسماء وسعيت الي مزيد من الجوائز بعد أن نجح مشروع خاص لي وعاد علي بالرزق الوفير واني أكتب إليك طالبا زيادة مبلغ الكفالة الي ألفي جنيه كل شهر توزعها علي من تري أنه في حاجة إليها.. والحمد لله رب العالمين.
{{ وأقول لكاتب هذه الرسالة: لست بحاجة ياسيدي إلي أن أذكرك بما أعده الله لأهل الخير الذين يسارعون دائما الي الوقوف بجانب المحتاجين ورسم البسمة علي شفاه المكلومين.. وتكفيك جائزة السماء علي صنيعك الجميل, وفي الآخرة سيكون العطاء مضاعفا بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالف تعرف
عضو موقوف
عضو موقوف
خالف تعرف

ذكر
عدد الرسائل : 359
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 31010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 8010
نقاط : 6582
ترشيحات : 3

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime18/5/2012, 00:44

زهرة البنفسج
أنا سيدة في منتصف الأربعينيات من عمري‏,‏ نشأت في أسرة متوسطة لأب يعمل مدرسا بالتعليم الإعدادي وأم ربة بيت حاصلة علي دبلوم المدارس التجارية.


وتلفت حولي فوجدتني وحيدة أبواي اللذين أغدقا علي حبهما فصرت كل شيء في حياتهما, وجاء أبي عقد عمل في إحدي دول الخليج فأخذنا معه, وعشنا هناك سنوات طويلة, وكنا نزور مصر في الإجازات السنوية بانتظام فنقضي عدة أسابيع بين أحضان بلدنا, ونسعد بجيراننا وأقاربنا ثم نعود إلي البلد العربي حيث يواصل أبي كفاحه فيه, وانخرطت أنا في متابعة دروسي تحت رعاية أمي, وحصلت علي الثانوية العامة بمجموع كبير, والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية, ولا أستطيع أن أصف لك مدي سعادة أسرتي وفخرها بي, فلقد قرر أبي العودة نهائيا إلي مصر حتي لا يتركني وحدي, وأقبلت علي الدراسة بحب وشغف, ولم أسمح لأي شاب بالاقتراب مني, ولم أؤمن يوما بالصداقة بين شاب وفتاة..
وقبل أن يكتمل العام الدراسي رحل أبي فجأة, وانقلبت حياتنا رأسا علي عقب, ووجدتني ووالدتي بلا سند ولا معين.. صحيح أننا لا نعاني مشكلة مادية, لكننا افتقدنا الدفء الأسري والحنان الأبوي, وما أقسي هذا الحرمان, وقد دعوت الله أن يزيل عنا الهم والحزن, ورحت أبتهل إليه أن يعوضنا عنه خيرا..
ومرت الأيام, ولاحظت أن أحد زملائي يحاول الحديث معي, فسألته عما يريد فعرفني بنفسه بأنه زميل لي بالفرقة الرابعة, وأنه يرغب في أن يتقدم لخطبتي راجيا أن أعطيه فرصة للتعارف, ومضي قائلا إنه الابن الوحيد لأبويه, وهما يريدان أن يفرحا به.. سمعت كلماته باهتمام, وأحسست أن شيئا ما يشدني إليه, ورددت عليه بأنني سأناقش طلبه مع أسرتي, وعدت إلي المنزل, ورويت لوالدتي ما دار بيننا, فاستشارت خالي في الأمر, وحددت موعدا للقاء أسرته.. وقرأنا الفاتحة, ثم تسارعت خطواتنا حتي انتقلت إلي عش الزوجية, ولم يخب إحساسي, إذ وجدته إنسانا عطوفا وحنونا, وأنجبت منه بنتين تفرغت لتربيتهما, وزاد حماسه للعمل والنجاح, فأقام مشروعا تجاريا ناجحا بمساعدة أبيه, وأبحرت سفينة الحياة بنا هادئة.. وذات يوم شكا من بعض المتاعب الصحية, فأسرعت به إلي الطبيب, وقبل أن ندخل حجرة الكشف فارق الحياة بالطريقة نفسها التي رحل بها أبي, فانهرت تماما ولم أدر بنفسي إلا وأنا في المستشفي, ولم أعرف ما حدث خلال يوم كامل غبت فيه عن الوعي, وعادت الأحزان تسيطر علي من جديد, ووجدتني أرملة تلاطم أمواج الحياة في سن الشباب, لكني رفضت كل من تقدموا للزواج مني, وكرست حياتي لابنتي, ودعوت الله أن يعينني علي تربيتهما, ولم يشغلني أي شيء عنهما, فكنت أصحو في الصباح الباكر وأعد لهما طعام الإفطار, ثم أصطحبهما إلي المدرسة, وأعود إليهما في مواعيد الانصراف حتي لا أتركهما يسيران في الشارع بمفردهما فتتعرضان لمكروه, وأخذتا تكبران أمامي, وكلما نظرت إليهما أجد البراءة في عيونهما.. لكن إحساسا غامضا سيطر علي بأن شيئا ما سيحدث لنا, وظللت أدعو الله أن يزيل عني هذه الهواجس..
وتفوقت ابنتاي في كل مراحل الدراسة حتي المرحلة الجامعية, وتخرجت الكبري قبل عامين في كلية الهندسة, وعرفنا الابتسامة لأول مرة منذ رحيل زوجي, وتساقطت دموعي وأنا أحتضنها وأقول لها: الحمد لله علي نعمته وأسأله أن يتم فضله علينا, وأكمل رسالتي معكما إلي النهاية.. وبعدها بأسابيع طرق بابنا ابن الجيران وهو طبيب لم نسمع عن أسرته إلا كل خير, وأصدقك القول انني ارتحت إليه, ولاحظت علامات الرضا علي وجه ابنتي, وقرأنا الفاتحة.. وبدأنا في تجهيز عش الزوجية, ثم حدث ما كنت أخشاه, وما وصفته لك بالإحساس الغامض إذ سقطت ابنتي علي الأرض مغشيا عليها فحملناها إلي المستشفي القريب من منزلنا, وظلت تحت الفحوص ثلاثة أيام كاملة, ثم كانت الصدمة التي أحالت حياتنا إلي جحيم, حيث أثبتت الأشعة إصابتها بورم خبيث في المخ, وأن حالتها خطيرة, فغبت عن الوعي, وأفقت علي يد الطبيب المعالج وأنا أقول بنتي.. بنتي.. وحمدت الله أنها لم تكن موجودة لحظة تسلمي التقرير, وحاولت أن أكتم أحزاني أمامها حتي لا تعرف حقيقة مرضها فتسوء حالتها النفسية.. ولم أذق طعم النوم في تلك الليلة, لكني عقدت العزم علي إبلاغ خطيبها لكي يقرر ما إذا كان ينوي استمرار خطبته لها أم أنه سيبحث لنفسه عن طريق آخر.. وفي الصباح جاءنا للاطمئنان عليها فانتحيت به جانبا وأطلعته علي تقرير الطبيب فاغرورقت عيناه بالدموع, وقال لي إنها نصيبه ولن يتخلي عنها مهما حدث, وأخذ الأشعة مني وعرضها علي العديد من أساتذته الذين يعرفهم بحكم عمله, وراسل الكثير من المستشفيات الكبري في الخارج عسي أن يجد علاجا لحالتها, لكنهم أجمعوا علي أنه من المستحيل إجراء هذه الجراحة لأن الورم تمكن من المخ تماما, وفوضنا أمرنا لله..
والمدهش حقا هو أن الابتسامة الرقيقة لم تفارق شفتي ابنتي حتي وهي تعاني أشد الآلام, لدرجة إنني تعجبت من قدرتها علي التكيف مع مرضها الذي علمت به عندما بدأت أولي جلسات العلاج الكيماوي.. وكلما حل ميعاد الجلسة أشفق عليها من الآلام الجسدية والنفسية.. وصار واضحا أن العلاج لا يجدي نفعا فأخذت تذبل شيئا فشيئا حتي حانت لحظة الوداع فوجدتها تمسك بيدي وتنظر إلي خطيبها وتوصيه ألا يتخلي عني وعن أختها, ثم أغمضت عينيها إلي الأبد.. فصرخت بأعلي صوتي.. يا حبيبتي.. ردي علي.. أنا أمك.. أنت روحي.. قولي أي حاجة.. وأنا لا أصدق أنني لن أراها.. وخيم الحزن علي المنزل من جديد كما خيم عليه من قبل عندما رحل زوجي, وزادت عليه حسرتي علي ابنتي العروس التي لم تفرح بشبابها, وشحب لون أختها.. وانزوينا في ركن الحجرة ونحن نبتهل إلي الله أن يخفف عنا ما نحن فيه..
ودق جرس الباب, فإذا بوالدة خطيب ابنتي الراحلة وقد جاءت إلينا للمبيت معنا.. ومنذ تلك الليلة صارت أختا لي.. أفضفض إليها عما يجيش في صدري وما عايشته من أهوال, وتبادلني هي الأخري الحديث عن المواقف الصعبة في حياتها.. فكلنا في الهم سواء..
ومرت شهور ثقيلة, ولم تفارق صورة الراحلة الغالية خيالي.. أراها معي في كل خطواتي وتحركاتي, ويقظتي ومنامي.. وذات يوم زارتنا والدة خطيبها, وحدثتني عن أن ابنها يريد خطبة ابنتي الأخري, وقالت إنه فكر كثيرا قبل أن يطلب يدها, ويتمني أن توافق عليه, والحقيقة أن الموقف كان صعبا ولم أتخيل نفسي فيه, لكني لم أجد بدا من أن أعرض عليها الأمر, وفاتحتها فيما جاءتنا جارتنا من أجله, فإذا بها توافق وتقول إنه أفضل من غيره, فهو يعرف ظروفها وعايشها وأختها الراحلة أفراحهما وأحزانهما منذ الصغر, وقرأنا الفاتحة وبدأنا في شراء مستلزمات الزفاف..
ولم تمر أيام حتي تكرر السيناريو نفسه الذي حدث مع أختها, حيث شعرت ببعض التعب, فانقبض قلبي خوفا من أن تلقي المصير الذي انتهت إليه أختها, ودخلنا في دوامة التحاليل ثم الفحوص بالأشعة, وتبين أنها تعاني ضعفا شديدا في عضلة القلب, وحذرنا الطبيب المعالج من زواجها, وقال إنه من الخطر علي حياتها أن تحمل وتلد وتعاشر زوجها بصورة طبيعية, فأسقط في يدي ماذا أفعل؟.. هل أصارحها بهذه الحقيقة المؤلمة؟.. وماذا أقول لخطيبها الذي لم يفق بعد من صدمة أختها؟.. فلو أخفيت مرضها فإنني بذلك أخدعه, وفي الوقت نفسه قد أجني عليها بالمصير الذي ينتظرها.. إنني أعيش صراعا داخليا يكاد يقتل ما تبقي لدي من أمل في فلذة كبدي التي أسأل الله لها الشفاء والسعادة.. فبماذا تنصحني؟.
>>.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لم أجد عنوانا لرسالتك أصدق تعبيرا من زهرة البنفسج لما تتميز به من العاطفة الممزوجة بالحزن الشديد, فلقد جمعتك وابنتيك روح الحب والتعاون وإيثار الآخرين والسلام النفسي والمشاعر الجياشة برغم الأسي الذي خيم علي حياتكن منذ رحيل زوجك, ثم تضاعف بوفاة ابنتك الكبري, وكان الإيمان بالله دائما هو زادك في التغلب علي الآلام, ومواصلة مشوار الحياة, فعشت آمنة مطمئنة راضية بما قسمه لك المولي عز وجل, وانعكس هذا الهدوء الداخلي علي ابنتيك, فظلت الكبري تتمتع بنفس الوداعة والابتسامة, وكذلك ابنتك الصغري التي شاء القدر أن تبتلي هي الأخري باختبار المرض..
ولأننا لا نملك أقدارنا, فلا بديل أمامنا عن التسليم بقضاء الله عملا بالحكمة القائلة لو اطلعتم علي الغيب لاخترتم الواقع, فالإنسان لا يعلم ما تخبئه له الأقدار, وعليه أن يدرك أن ما قسمه الله له أخف كثيرا مما كان من الممكن أن يحدث له, ولذلك ينبغي أن يكون أمره كله لله..
وليس معني ذلك أن نستسلم للمصاعب والآلام, وإنما يجب أن نواجهها بشجاعة, فالحياة بدون تحديات حياة يجب ألا نحياها كما يقول سقراط.. والقدرة علي هذه المواجهة صفة لا يتسم بها إلا الأقوياء, وأنت يا سيدتي قوية بالفعل وقادرة علي التغلب علي أحزانك والتصرف بحكمة فيما يتعلق بابنتك وخطيبها, وإبلاغه بالحقيقة كاملة من واقع التقارير الطبية التي يستطيع أن يعيد قراءتها بحكم عمله كطبيب والتعرف علي مدي خطورة ما تعانيه من مرض.. وسوف تجدين منه إصرارا علي المضي في زواجه منها حتي وإن لم تنجب خوفا علي حياتها, فلقد لمست صدقه وسلامة نفسه في تصرفاته, وتركه أمره لله.. ومن كانت هذه شيمه فإن الله سوف يبعث الطمأنينة في قلبه, وكلي يقين من أنه لن يتوقف عند مسألة مرضها, وعدم قدرتها علي القيام بمجهود شاق, وربما يكشف الله عنها الضر وتصبح سليمة معافية تماما, مصداقا لقوله تعالي: وإذا مرضت فهو يشفين..
وتحضرني واقعة عايشتها مع الدكتور علي خليفة أستاذ طب الأورام الراحل, حيث زاره مريض بالسرطان, وكان في حالة إعياء شديدة ففحصه, وأجري له تحاليل دقيقة كشفت عن أن المرض تمكن منه, وأنه بالمقاييس العلمية المتعارف عليها لن يعيش علي قيد الحياة أكثر من شهرين, ولم يكن ممكنا أن يواجهه بهذه الحقيقة المؤلمة, ففكر قليلا, وقال له: أنت بخير.. كل المطلوب منك أن تقضي وقتا ممتعا وسط الطبيعة وتستمتع بكل ما فيها, وأن تكون واثقا من أن الله سوف يشفيك, ووصف له بعض الأدوية لتخفيف آلامه, وخرج الرجل من عيادته علي وعد بأن يزوره بعد شهرين لمتابعة الفحوص..
وتصور الطبيب أنها الزيارة الأخيرة, وأن المريض لن يعود إليه مرة أخري, ولكن كانت المفاجأة أنه عاد إليه في موعده, فاندهش كثيرا, وأخضعه لفحوص جديدة.. فوجد أن الخلايا السرطانية تتلاشي وتحل محلها خلايا سليمة, فقدرة الله لا تدانيها قدرة, وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون..
هذا هو الإيمان يا سيدتي, فلا تحزني, وتأكدي من أن الله سوف يأخذ بيد ابنتك التي ستسعد بزواجها وتتبدل أحوالها, وقد يذهب عنها المرض وتصبح لديها ذرية صالحة, ومما لا شك فيه أنها بشخصيتها الوديعة قادرة علي تجاوز محنتها إذا وجدت من يساعدها علي ذلك, فكما يقول أبو قراط: من المهم أن تعرف شخصية المريض أكثر مما تعرف ما هو المرض الذي يعانيه, فالشخصية القوية التي تتمتع بالإرادة القوية مرشحة دائما لاجتياز الصعاب..
والحقيقة المؤكدة أن لكل داء دواء, حيث يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: سبحان الله ما أنزل من داء في الأرض إلا جعل له شفاء, فالطب والدواء من قدر الله, ويختلف العلاج باختلاف الحالة, فهناك الأدوية الطبية, وهناك الدعاء والصلاة والرحلات وتبادل الزيارات مع الأصدقاء.. إلي آخره.. والإنسان لا يشعر بالسعادة إلا بعد معاناة الشقاء, ولا يلمس الراحة والطمأنينة إلا بعد التعب والمكابدة, ولا يعرف قيمة الصحة والعافية إلا بعد المرض والآلام.. وهكذا لا تعرف الأشياء إلا بأضدادها..
وأنت يا سيدتي وابنتك عانيتما الكثير, وسوف تنعمان بالجائزة التي أعدها الله للصابرين, فهو سبحانه وتعالي معهم, كما قال في كتابه الكريم.. وأسأله أن ينزل السكينة علي قلبك وقلب زهرتك الجميلة وأن يكتب لها الشفاء.. والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالف تعرف
عضو موقوف
عضو موقوف
خالف تعرف

ذكر
عدد الرسائل : 359
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 31010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 8010
نقاط : 6582
ترشيحات : 3

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime18/5/2012, 00:47

العروس الحائرة‏!‏
أنا فتاة في أواخر العشرينيات من عمري‏,‏ جمعني القدر بتوأم روحي‏..شاب في الثلاثينيات من عمره, أصفه بأنه رجل بالمعني الحقيقي لهذه الكلمة, فلقد تحمل مسئولية عائلته منذ صغره ولم ينس أن يكافح من أجل الارتقاء بنفسه أيضا وملأ روحي وكياني باحترامه وحبه الشديدين, فوجدتني أجله وأبادله كل ما أوتيت من مشاعر صادقة مهذبة, ودخل البيت من بابه وتقدم لخطبتي ووافق أهلي عليه علي مضض واكتفوا بقراءة الفاتحة إلي أن يتيسر حل مشكلة المشاكل الأبدية في عصرنا الحالي ألا وهي الشقة


وزحفت المسائل المادية شيئا فشيئا إلي المناقشات بين أهلي وخطيبي, حتي جاء يوم صرخت فيه أمي في وجهي, وأخذت الدبلة من أصبعي بمنتهي القوة والقسوة, وأنا أبكي وأصرخ واستجديها تارة وأهدد بالانتحار تارة أخري, ودب الحزن واليأس في جسدي النحيل وأصبحت لا أشعر بطعم أي شئ وصرت وحيدة وسط الناس وكئيبة طوال الوقت, ووجدتني في يوم وليلة بعد أن كنت أعد نفسي لأكون عروسا للشاب الوحيد الذي احببته واطمأن إليه قلبي أمام حائط خرساني من العائلة أصم وأبكم ولا يعقل شيئا سوي الأفكار الهشة.
ووجدت أمواجي الحائرة من الاستجداء والتوسلات تتكسر علي شطآن القلوب المغلقة فهم يقارنون بين المدارس الأجنبية التي تعلمت فيها والحياة التي تربيت عليها وظروفه الصعبة التي لا يد له فيها والتي اتخذوها ذريعة للتشكيك فيه ولن أتكلم عما فعلوه به في بيته وعمله ولن اسرد قصة صبره مع أهلي وشراسة أمي في محو اسمه من ذاكرتي.
لقد قاومت وغضبت وامتنعت عن الطعام وتوسلت وفعلت كل شئ حتي كدت أن أنهي حياتي بيدي, وهم يتطلعون بأعينهم في استنكار: لماذا كل هذا العناد ونحن أعلم بمصلحتك؟!!
وما أصعب أن أري سعادتي ملء عيني, ولكن محرم علي الشعور بها والحصول عليها فبت أذبل يوما بعد يوم ولم يستثر شفقتهم ما صرت إليه وما حل بي, ويشهد الله أني لم أطلب في صلاتي رجلا غنيا أو وسيما أو ذا سلطان, وما سألت ربي غير من يطمئن إليه قلبي واسكن إليه ومن يعينني علي طاعته ومن أطيعه فيرضي سبحانه وتعالي عني, أرجوك أن توجه رسالة إلي الآباء والأمهات بأن الحب ليس طوقا يضعون أبناءهم في وسطه فيحرمونهم من حريتهم ومن حق الاختيار وتكفيهم تربية سليمة وسوية يغرسونها فيهم فتعينهم علي مواجهة الحياة, فكم من زيجات تنتهي علي أعتاب الماديات التافهة التي تشغل حيز عقولنا مثل: الشقة ليست مناسبة أو الشبكة لا تناسب المقام!
إنني مازلت أحب خطيبي, ولا أريد سواه مهما يطل العمر بي, فمن أخلص في حبه واطمأن لقراره يصعب عليه أن يخوض تجربة لا ملامح لها يبحث فيها عن روحه فلا يجدها!!..فهل تؤيدني فيما ذهبت إليه؟.


>>.. وأقول لكاتبة الرسالة: في اختيار الزوج قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. ذلك لأن الدين هو أساس الحياة, فإذا كان الرجل يملك المقومات الدينية والخلقية والسلوكية القويمة صار هو الأنسب والأفضل لإقامة أسرة متماسكة يظللها الحب وتسودها روح المودة حتي وإن لم يكن يملك المال والجاه والسلطان, فهي كلها عوارض تزول بعد حين ويبقي الدين والخلق.
والواضح أن هذا الشاب الذي جاء إليكم طالبا يدك. من الصنف الأول الذي يعرف ربه ويخشاه, ولذلك ينبغي علي أسرتك ألا تتردد في قبوله من حيث المبدأ, ثم تناقش معه المسائل الأخري كالشقة وغيرها من مستلزمات الزواج بشرط ألا تغالي فيها, وأن تقبل بالحد المعقول الذي يمكن به أن تنشأ حياة مستقرة بين شاب وفتاة ربط بينهما الحب, ورأت فيه الفتاة أن سعادتها سوف تكون مع من ارتاح إليه قلبها.
ولا أدري لماذا يصر الأب والأم دائما علي أن يكون العريس جاهزا من كل شيء, وإلا فلا زواج! ألا يدري من يفكرون بهذه الطريقة انهم يسدون الطريق علي بناتهم للزواج في سن مناسبة, ومن شباب في مثل أعمارهن؟ لقد اثبتت التجارب الحياتية أن الزواج القائم علي الطمع المادي مصيره الفشل, ففي مثل هذه الزيجات يكون هناك دائما فارق كبير بين عمري الزوج والزوجة, وبمجرد ارتباطه بها يعاملها بطريقة التملك وكأنها قطعة أثاث في البيت, ولذلك يجب أن يكون التفاهم والود هو العامل الذي يجمع الشاب والفتاة وهما يرسمان طريقهما إلي الزواج والاستقرار, فاعظم دواء شاف للقلق والحيرة والاضطراب هو الحب.
ومن هنا أقول لأهلك: لا تزرعوا الشوك في طريق ابنتكما لأنها لن تجني منه سوي الجراح, واعلموا أن الحب المتبادل بين الرجل والمرأة يحدد مجال الحياة المشتركة بينهما.
ودعوني أردد مع الشاعر الهولندي جاكوب كالتس قوله:
أحسن حظ للبنت الزوج الطيب فهو لؤلؤة.
سأضحي بحياتي لو ثبت أن هذا الزواج ليس فردوسا.
فراجعوا حساباتكم, وحاولوا رأب الصدع الذي أصاب علاقتكم بخطيب ابنتكم, وعليكم أن تنيروا لها طريقها دون ضغوط غير منطقية, واستفيدوا من تجارب الآخرين التي أثبتت أن الزواج القائم علي التفاهم والأخلاق والدين هو الذي يدوم ويصمد أمام عواصف الحياة, أما الزواج المادي فسرعان ما تذروه الرياح ولا تحصد منه الزوجة سوي الندم بعد فوات الأوان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime25/5/2012, 01:40

القرار الخطير‏!‏
قرأت باهتمام شديد رسالة المفاجأة المذهلة للأب الذي رحل اثنان من أبنائه عن الحياة وتنتابه هواجس بأنه قد يفقد الثالث‏,‏ ثم رسالة زهرة البنفسج للأم الأرملة التي ماتت ابنتها الكبري وأراد خطيبها الزواج من أختها الصغري‏.

لكن الفحوص الطبية أثبتت أنها تعاني ضعف عضلة القلب, ولن تستطيع الحمل والإنجاب والحياة الطبيعية مع زوجها, ولا تدري هذه الأم الصابرة, هل تبلغ خطيبها بالحقيقة أم ماذا تفعل؟
ووجدتني أمسك بالقلم وأكتب إليك بتجربتي المؤلمة بعد عامين من الصمت والانعزال عن الآخرين, فأنا مهندس في الخمسين من عمري, نشأت في قرية بإحدي محافظات الوجه البحري لأب يعمل محاسبا بإحدي الهيئات الحكومية, وأم ربة بيت وخمسة أخوة ثلاثة ذكور وبنتان, وعشنا حياة عادية, وتعلمت منذ صغري الاعتماد علي نفسي وعدم اللجوء إلي الدروس الخصوصية, وحصلت علي الثانوية العامة بمجموع أهلني للالتحاق بكلية الهندسة, ومضت سنوات الدراسة سريعا, وجذبتني إحدي زميلاتي بهدوئها وبساطتها ففاتحتها في الارتباط بها, فسكتت برهة, ثم قالت إنها سوف تعرض طلبي علي أسرتها, وفي اليوم التالي أبلغتني أن والديها حددا لي موعدا لزيارتهم, وفي الموعد المقرر كنت في ضيافتهم بصحبة والدي, واستقبلونا بترحاب شديد, وعرفت أن لفتاتي أختا متزوجة, وأن أباها موظف علي المعاش, وتبادلنا الهواتف وكتبت عنواني علي ورقة صغيرة سلمتها له لسؤال من يشاءون عنا, وانصرفنا وأنا أشعر براحة شديدة وكذلك أبي الذي وصفهم بقوله ناس طيبون.
وبعد أسبوع تقريبا طلبني وأبلغني بموافقته, وتزوجنا في حفل بسيط, وأقمنا في شقة بمنزل العائلة مع وعد بالبحث عن شقة مناسبة في القاهرة عندما تتحسن الأحوال.. وعملت في شركة مقاولات كبري, ونلت ثقة رؤسائي ورزقنا الله بابنتي الكبري بعد عام من الزواج, ثم جاءني عقد عمل في دولة خليجية, فحصلت علي إجازة بدون مرتب وسافرت بمفردي, وبعد ثلاثة أشهر استأجرت مسكنا, وجاءتني زوجتي وابنتي.. وبدأنا هناك مرحلة جديدة من الحياة, فكنت أذهب في الصباح الباكر إلي العمل وأظل أكدح طوال اليوم, وأعود في المساء فألتمس بعض الراحة والفضفضة مع زوجتي, ثم أخلد إلي النوم بضع ساعات قبل أن أصحو لمواصلة رحلة الكفاح.
ومر العام الأول وحلت الإجازة الصيفية فعدنا إلي مصر في زيارة لمدة أسبوعين قضيت منهما أسبوعا مع أسرتي وأسبوعا مع أسرة زوجتي, وعشنا أياما سعيدة بين الأهل والأصدقاء, وسافرنا من جديد.. وبعد شهر تقريبا, وبينما كنت جالسا مع زوجتي نتابع أحد البرامج التليفزيونية, دق جرس الهاتف فرفعت السماعة, فإذا به حماي الذي أبلغني وهو يبكي بحرارة بأن حماتي ماتت فجأة.. فرددت عليه وقد تحشرجت الكلمة في فمي ماتت؟.. وعلمت زوجتي بالخبر الذي نزل عليها كالصاعقة, ولم ننم ليلتها وظللنا نرتجف, ونحاول أن نلملم قوانا, ونسيطر علي أعصابنا بقراءة القرآن الكريم حتي حل الصباح, فذهبت إلي صاحب الشركة واستأذنته في اجازة لمدة يومين, وعدنا إلي القاهرة حيث حضرنا مراسم تشييع الجنازة وتقبل العزاء, وسألت حماي عما إذا كانت لديه الرغبة في أداء العمرة بصحبتنا فوافق واستخرجت التأشيرات اللازمة عن طريق إحدي شركات السياحة.. وزرنا البيت الحرام والمسجد النبوي, ووجدتها فرصة للحديث معه للاستقرار معنا ولو بضعة أشهر, فأومأ برأسه بما يعني الموافقة, ولكني لاحظت عليه الصمت التام علي غير عادته, ولم تفلح محاولات ابنته لإخراجه من دائرة الأحزان التي أصبح أسيرها, وذات يوم كنت أجلس معه في الصالة, وتركته دقائق ودخلت المطبخ لإعداد الشاي, وعندما عدت إليه وجدته نائما, فحاولت إيقاظه فإذا به يسقط علي الأرض.. وأسرعت إلي الهاتف واتصلت بالمستشفي المركزي بالبلد الذي نسكن فيه, وجاءنا الطبيب علي عجل ووقع الكشف الطبي عليه ثم قال: البقاء للهفانفجرت زوجتي في بكاء مرير ونحيب بصوت عال وهي لاتبالي بما تقول, وأحس الجيران بأن شيئا ما قد حدث عندنا فاتصلوا ببعضهم وتجمع عدد كبير منهم, وانتحت السيدات مع زوجتي جانبا, بينما ساعدني الرجال في استخراج تصريح الدفن.
وعلم صاحب العمل بما حدث فأعطاني إجازة أسبوعا كاملا لكيلا أترك زوجتي وحدها طوال النهار وحاولت جاهدا أن أخفف عنها أحزانها, لكنها تحولت إلي إنسانة أخري لا تعرف غير لغة الصمت والوجوم, وأجدها دائما شاردة الذهن, وبعد أن كانت تنتظر الإجازة الصيفية بلهفة وشوق, قررت عدم العودة إلي مصر نهائيا, واكتفت بالحديث مع أختها عبر الهاتف من آن لآخر.
ورزقنا الله بولد وبنت ثانية, ومرت سنوات الغربة متشابهة.. عمل متواصل طوال العام.. وأجازة قصيرة أحضر فيها إلي مصر بمفردي قاصدا زيارة عائلتي والاطمئنان علي أبي وأمي وأخوتي.. وقد اشتريت الشقة التمليك التي طالما حلمنا بها في القاهرة, وقطعة أرض في القرية التي نشأت فيها لكي أقيم عليها مشروعا خاصا بعد انتهاء عقدي في البلد الذي أعمل به, وظللت أدعو الله أن يلين قلب زوجتي وأن يلهمها الصبر وتعود كما كانت فيلتئم الشمل من جديد, ولا تكون هي في واد, وأختها في واد آخر, وعائلتي في واد ثالث.. والتحقت ابنتي الكبري بكلية الطب ووصل شقيقها الذي يليها إلي الثانوية العامة, ثم أختها الصغري إلي المرحلة الإعدادية.
وما أن بدأت في اتمام مشروعي الذي وضعت فيه عائد شقاء السنين حتي انقلبت حياتنا رأسا علي عقب وكثر كلام الناس عن الثروة الطائلة التي أملكها,وحدثني أبي عن أنني أخطأت في إقامة المشروع في قرية صغيرة, حيث يكثر الحسد ولا يسلم أحد من نظرة الناس!.. ولم أهتم بكلامه ومضيت في بناء ما اعتزمته بإصرار, لكن المصائب لا تأتي فرادي كما يقولون.. فلقد مات شقيقي الأصغر في حادث سيارة وترك أربعة أولاد بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية, وهم في حاجة إلي من يرعاهم, وصاروا هم شغلي الشاغل.. ولم تمر أشهر حتي توفي أبي بعد مرض قصير ولم أجد بدا من العودة إلي مصر.. لكن زوجتي لم يلن لها جانب وظلت علي موقفها الرافض تماما لفكرة استقالتي من العمل في الخارج مادام العقد مستمرا مع الشركة التي أعمل بها.. وتري أن اعتكافها في بيتها بعيدا عن الاحتكاك بالآخرين هو الصواب بعينه!.. وأرسلت ابنتي الكبري إلي القاهرة مع بدء العام الدراسي لتعيش مع خالتها.
وفي أحد أيام العطلات الأسبوعية خرجنا لقضاء بعض الوقت في حديقة عامة, واستقللت السيارة وإلي جواري زوجتي, وفي المقعد الخلفي الولد والبنت الصغري, وكان الطريق مفتوحا, وفجأة انفجر إطار السيارة فطارت في الهواء لمسافة طويلة ثم سقطت علي الأرض وجاءتنا سيارة الإسعاف ونقلونا إلي المستشفي وأنا شبه غائب عن الوعي, وكل ما أذكره عما حدث وقتها مجرد خيالات, وعندما افقت تلفت حولي فلم أجد زوجتي وابنائي, وافهموني أنهم في العناية المركزة, وعرفت أنني أصبت بكسور في المفاصل, وتهتك في أماكن متفرقة من جسدي, وأنني سوف أخضع لعدة جراحات, وجاءني صاحب العمل, وحاول تهدئتي, وكذلك فعل زملائي وجيراني والححت علي الأطباء أن اطمئن علي أسرتي فوعدوني بذلك بعد أن تستقر حالتي, ومضت ثلاثة أيام طويلة كئيبة, ثم نقلوني بعدها علي كرسي متحرك إلي غرفة زوجتي فوجدتها راقدة فوق السرير لا تعي شيئا عما يدور حولها, فصرخت بصوت عال وأنا أبكي بحرقة..وألم إيه اللي حصل؟ فين, العيال؟ فأعادوني سريعا إلي غرفتي واعطوني حقنة مهدئة, ثم زارني طبيب نفسي أخذ يحدثني عن القضاء والقدر, وأننا جميعا ضيوف علي هذه الحياة, وأن المؤمن يجب أن يعي أننا وديعة الله في الأرض وأنه سبحانه وتعالي يسترد وديعته حين يشاء. هنا عرفت أن ابني رحلا عن الحياة وهما في عمر الزهور, وأنهم دفنوهما في البلد الذي نعمل فيه دون أن أشارك في إلقاء نظرة الوداع عليهما أما زوجتي التي صارت أشلاء تدب فيها الحياة وأصبحت قعيدة تماما, فلم تتحمل الخبر عندما علمت به وزادت حزنا علي حزنها ولم يجد لها الأطباء سبيلا إلا الأدوية المهدئة.. وطالت فترة علاجنا في المستشفي لمدة تقترب من ثلاثة أشهر وعدنا إلي بيتنا نجر أحزاننا ولك أن تتخيل حالنا,وحال ابنتنا في مصر وحال العائلة بما نحن فيه, ومن كثرة الاتصالات التي تؤلب المواجع غيرت أرقام الهواتف, ولم أعد أرد علي أحد وأغلقنا بابنا علي أنفسنا نشكو همنا إلي الله داعين أن يجد لنا مخرجا مما نحن فيه.
وللحق فإن صاحب العمل وهو رجل شهم عرض علي أن أعمل في المواعيد التي أحددها, وفي الموقع الذي أراه لكي أكون قريبا من زوجتي فأباشر تمريضها بنفسي فشكرته, ورحت أسترجع رحلتي مع الحياة, فلقد كان الطبيعي والمنطقي أن أنهي عملي في الخارج, وأعود إلي بلدي كما تمنيت دائما حيث كانت زوجتي دائما هي التي ترفض ذلك مادام عقدي مستمرا مع صاحب العمل, ولكن وجدتني بعد ما حدث لنا أؤيدها تماما في البقاء بالخارج, بل والانعزال عن الآخرين مفسرا ما حدث لنا بأنه الحسد, وبأنني أخطأت حين اشتريت الشقة الفارهة في القاهرة, وأقمت مشروعي الكبير في مسقط رأسي! وتذكرت نصيحة والدي التي لم أعمل بها. وبالفعل نفذت قراري.. وها نحن وقد مر عامان ثقيلان مازلنا نتمسك بموقفنا, وأنوي ضم أبنتنا إلينا بعد أن تنهي دراستها كما أنني أطمئن علي أبناء شقيقي الراحل وأتابع احوالهم مع إخوتي, وأرسل إليهم ما يريدونه من أموال, فهل تراني علي حق في قراري؟ وهل من الممكن أن تستقيم حياتنا بعد الجراح التي آلمت بنا!.

>> وأقول لكاتب هذه الرسالة:بلاشك فإن القرار الخطير الذي اتخذته بالتقوقع علي نفسك, وعدم التواصل مع الآخرين, وأن تظل في الخارج بعيدا عن أهلك ووطنك إلي أن يتم إنهاء عقدك هو قرار خاطئ بكل تأكيد, فليس معني أن يتعرض الإنسان لمحن مؤلمة في حياته هو أن يحكم الخناق علي نفسه ويعذبها بالوحدة, بإعتبار أن ما حدث له نتيجة الحسد, صحيح أن الحسد موجود, وعلينا أن نستعيذ بالله من شرور الحاسدين, لكن الأصل في المحن والمصائب هو أنها من قدر الله, كما أن الأعمار بيده عز وجل, ألم تقرأ قوله تعالي مخاطبا رسوله الكريم إنك ميت, وإنهم ميتون ثم قوله لكل أجل كتاب, فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون؟
إنني أعلم تماما أنه ليس باستطاعتك أن تبدل إحساسك بمحض إرادتك, ولكني أري أنه بمقدورك أن تغير أفعالك, فإذا تغيرت الأفعال تبدلت الأحاسيس بصورة تلقائية, بمعني أنه يتعين عليك أن تخرج من العزلة التي فرضتها علي نفسك, فتعود الي زيارة الأحباب والأصدقاء, وأن تدرك أنه لا راد لحكم الله, فإذا سلمت بهذه الحقيقة سوف يرتاح ضميرك, وتهدأ نفسك تدريجيا.
ولست في حاجة ياسيدي الي أن أذكرك بأن الله يبتلينا بالمحن لاختبار مدي رضانا وقبولنا بما قسمه لنا, وأن من لا يصبر علي البلاء لا يرضي بقضاء الله وقدره, وهذه ليست شيمتك, فأنت رجل مؤمن تعرف حق ربك, وحق أهلك, ولذلك ينبغي عليك أن تصبر وتجاهد فلا يعرف اليأس ولا التبرم سبيلا اليك, فكما كنت في وقت الرخاء شاكرا متواضعا لاتعرف التجبر والاستعلاء بفضل ايمانك بالله, يجب أن يكون هذا هو منهجك في وقت الشدة, فتستغفر الله وترضي بحكمه وتواصل علاقاتك بمن حولك, فلا يعرف أحد ما تخبئه له الأقدار, وعليه دائما أن يحمد الله في كل الظروف والأحوال.
ودعني أذكرك بقول الجاحظ قليل الصبر يشعر بالألم أضعاف ما يشعر به الصابر المحتسب. وكما يقول الشاعر:
اصبر ففي الصبر عقبي لو علمت بها
سجدت شكرا لذي الأفضال والنعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرما
صبرت حتما علي ما خط بالقلم
فلا تلق بالا ياسيدي بمن تتصور أنهم حسدوك, فلا هم ولا غيرهم يملكون لك ضرا أو نفعا, فمن وجد الله حاز الدنيا وما فيها, ومن ابتعد عنه فقد كل شيء, ولو أنك صدقت مع نفسك وتسلحت بالارادة القوية, سوف تصفو نفسك, وتواصل سعيك في الحياة, فالعاجز حقا هو من ينشغل بالماضي ويظل أسيرا له, ولو أحسن التفكير لأدرك أنه لاطائل من إعادة العجلة الي الوراء.
وكذلك الحال بالنسبة لك, فلو أنك ظللت منغلقا علي نفسك لن تكسب شيئا ولكن سوف تخسر الكثير, فالحزن لا يرد الغائب, والقلق لا يحقق النجاح, والنفس المطمئنة مع القلب المطمئن هما جناحا الرضا والقناعة ومن ثم الاطمئنان وهدوء البال.
فكن قويا ياسيدي في مواجهة أحزانك ولا تستسلم لها, فاليأس فيه طعم الموت, وفي الشجاعة معني الحياة كما يقول علي الجارم.. واعلم أن الزمن كفيل بمداواة الجراح, فالمهمة التي تنتظرك أكبر من الاستسلام للحزن واليأس.. وعلي زوجتك أن تدرك ذلك, وأن تعرف أنه آن الأوان لأن تعودا الي مصر وتجمعا شمل عائلتكما, فينشأ أبناء شقيقك الراحل في كنفك, ومع ابنتك الكبري.. اسأل الله أن يزيل عنكما الأحزان, وأن يكتب لكما السعادة وراحة البال في قادم الأيام, وهو وحده المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime25/5/2012, 01:41

الصورة المعكوسة
دفعني الصراع الذي أعيشه بداخلي إلي ان أفضي إليك بمشكلتي عسي أن اجد لديك حلا يريحني فأنا فتاة عمري أربعة وعشرون عاما ومن عائلة معروفة ونسكن في حي راق ومنذ طفولتي وأنا أسعي الي ان اكون مثالية في تصرفاتي ومتميزة أمام الناس في كل شيء.
وأحسب انني نجحت في ذلك تماما فكنت الطالبة المتفوقة التي تحصد أعلي الدرجات والكل يتحدث عن تفوقي وجمالي الذي لم يشغلني عن دراستي وملابسي المحتشمة وروحي الوثابة وأخلاقي العالية ويقولون إنني فتاة مثالية ويرغبون في ان تكون بناتهم نسخة مني بل يحسدون من سوف ارتبط به إذ لن يري في أي عيب من العيوب المتكررة في الكثيرات مثل الأنانية وحب الذات والانصراف عن ترتيب البيت والاهتمام بالأسرة كعادة الكثيرات ولكن هناك مايجعلني علي عكس الصورة التي يرونني عليها في الظاهر.
أتدري يا سيدي ما هذا السر انه كرهي الشديد لمن اعرفهم فلا أتمني لهم الخير وأبغض كل من أراه في موقف سعيد أو من التحق بنفس كليتي أو ما أشاروا إليها بأن أخلاقها عالية مثلي علي حد تعبيرهم.. نعم اكره الجميع لأنني أريد ان اكون الأولي بل قل الوحيدة التي تكتمل فيها كل الصفات وان ما عداني ليس إلا صورا مشوهة مني.
فإذا وجدت زميلة ترتدي ملابس معينة لايغمض لي جفن حتي اشتري افضل منها وإذا طلبت مني والدتي بعض الوقت لتدبير ثمن ما أريد انزوي في حجرتي عدة دقائق مدعية غضبي فيهرولون إلي ويجيبون طلبي في الحال.
وزد علي هذا الكره أنني قادرة علي ان اخفي مشاعري فقد اضحك في وجه شخص ما مع انني لا أطيقه وفي أحيان كثيرة انصح زميلة لي نصيحة خاطئة عن قصد حتي لاتكون افضل مني فصرت اعيش بوجهين في المجتمع.
وبينما أنا علي هذه الحال تقدم لي شاب علي خلق ودين ومثقف يكبرني ببضع سنوات يعمل مهندسا ومن معارفنا وقد احببته من كل قلبي ولم اخف عنه شيئا حتي هذه الآفة التي لاحقتني وبحت له بها وقلت له انني أعاني أمرا خطيرا وهو انني لست بالمثالية التي يتصورها فإذا به ينفجر من الضحك ولم يكترث لكلامي وظن ان الأمر هزل وانني كما يشعر بي وليس كما ادعي علي نفسي.
ولما اكدت له أنني بالفعل أعاني من هذه المشكلة التي استفحلت داخلي ولا أجد لها حلا اقترح علي ان أزور طبيبا نفسيا قائلا ان الطبيب النفسي مثل أي طبيب آخر يعالج امراضا جسدية وبرغم انني اعلم ذلك جيدا فإنني لم اقتنع بكلامه وقلت له انني لست مجنونة وبمرور الأيام بدأت أري تغيرا في معاملة خطيبي واخشي ان افقده كما انني ارغب في الخلاص مما أنا فيه فهل أجد لديك حلا لشخصيتي المزدوجة وأنانيتي التي لا حدود لها؟.
>> ولكاتبة هذه الرسالة أقول: ألا تدرين ان جانبا كبيرا من الإيمان بالله يتوقف علي حب المرء للآخرين وتمنياته لهم بما يتمناه لنفسه فقال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ: لايؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه.. وكلما عاش الإنسان في سلام مع نفسه ورضاء واقتناع بما قسمه الله له زادت طمأنينيته وارتاح باله واصبحت حياته صافية خالية من الشوائب التي تعكر صفوه.
من هنا لا تخفي صورتك لدي الآخرين لكي تصلي الي هذه المرحلة من النقاء النفسي إذ ينبغي ان تتطابق مع احساسك الداخلي..ولو انك فكرت قليلا لوجدت ان الله اسبغ عليك من نعمه الكثير فيما يتعلق بدراستك وتفوقك وجمالك الأخاذ وروحك الجميلة في عيون الآخرين فلماذا تفسدين علي نفسك هذه النعم ولاتشعرين بلذتها لمجرد انك تبغضين من حولك ولاتريدين ان يصلوا الي ما وصلت إليه؟ وحتي زميلاتك تكنين لهن ذلك الشعور الغريب فإذا لجأت إليك زميلة طالبة النصيحة بما تتوسمه فيك من صفات حميدة تغررين بها وتقنعينها بما ليس في مصلحتها عن عمد وهذا مرض نفسي اصبت به دون ان تدري واستفحل معك بمرور الأيام فالأنانية تدفعك دون ان تشعري إلي ان تسلكي هذا السلوك الغريب وإنني أسألك: من أين اكتسبت هذه الصفة الذميمة؟ هل وجدت اسرتك بهذا السلوك فتأصل فيك واصبح يلازمك حتي انك لم تستطيعي ان تذهبي إلي طبيب نفسي ولو من باب الفضفضة؟.. يجب ان تدركي أن أي علاج لن يجدي في انتشالك من هذا الاحساس سوي اصرارك علي الخلاص منه وبدء صفحة جديدة في علاقتك مع الآخرين.. صفحة يتماثل فيها ما تظهرينه للناس مع ما تشعرين به داخلك ولتعلمي انه ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط وكوني ممن يجدون سعادتهم في خدمة الآخرين ومساعدة المرضي والمحتاجين والتواصل مع الأهل والأصدقاء وسوف تتخلصين من هذا الكابوس الجاثم فوق صدرك قريبا بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime25/5/2012, 01:45

القلب المغلق
أنا فتاة عمري ثلاثون سنة‏,‏ نشأت في عائلة مرموقة‏,‏ لأبوين مخلصين ربيا أولادهما علي الفضيلة‏,‏ وعرفنا طريق الاستقامة منذ البداية‏,‏ ولم أهتم بما يقولونه عن أنني جميلة ورشيقة وخفيفة الظل‏,
ورحت أركز كل جهدي في الدراسة, حتي حصلت علي بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية, والتحقت بمؤسسة كبري وأقبلت علي العمل بكل همة ونشاط.
وتابع رؤسائي أدائي وأثنوا علي كثيرا, وتمت ترقيتي إلي أكثر من منصب, لكن طموحي الزائد صار هو مشكلتي الكبري التي لا أجد لها حلا في مواجهة أهلي الذين تكتلوا ضدي رافضين انغماسي في العمل إلي هذا الحد القاتل من وجهة نظرهم.
أتعرف السبب ياسيدي في رؤيتهم هذه؟ إنه عزوفي عن الزواج, ورفضي فكرة الارتباط حتي أحقق كل طموحاتي في العمل, ودفعني ذلك دون أن أشعر إلي كره الرجال, وكلما أبلغوني بأن عريسا تقدم لي أرفضه دون أن أراه أو أجلس معه, أو حتي أعرف بعض التفاصيل عن حياته وعمله.
هل تتصور أنني لم أفكر يوما في أي علاقة عاطفية, أو أحلم ذات يوم بأن أكون عروسا وأما لها بيت وأولاد, ولم أهتم أبدا بالصداقات مع الشباب, وكنت أنفر من أي رجل يحاول الاقتراب مني, وانعكس ذلك علي شخصيتي, فمضيت في طريقي الذي رسمته لنفسي منذ البداية, ولم ألتفت إلي أحاديث أسرتي الجانبية عن أنني مريضة نفسيا, أو معمول لي عمل, وللأسف فقد أخذوا بمشورة بعض الأصدقاء بعرض حالتي علي الدجالين والمشعوذين فربما يكون هناك من عمل لي عملا لكي يوقف حالي ويجعلني أنفر من الرجال. لوم يصلوا إلي شيء
وبرغم محاولاتي المستميتة لشرح وجهة نظري لهم لم يفهمني أحد, ولم يقتعنوا بأسبابي, وظلت قصتي كالبركان تثور تارة, وتخمد تارة أخري, وهناك من اتهمني اتهامات باطلة بأنني أخفي سرا خطيرا في حياتي, بل أحسست في نظرات بعضهم بأنني أداري علي مصيبة ارتكبتها تمس شرفي, وأكاد أصاب بالجنون من هول ما يدور حولي.
لقد اعتدت أن أرمي كل ما أسمعه وراء ظهري, وأواصل مسيرتي, لكن ضغط أهلي وعدم تفهمهم لما أفكر فيه, وصل إلي تهديدهم لي بحرماني من العمل وإجباري علي ملازمة البيت إذا لم أقبل الزواج من شاب تقدم لي من طرفهم وليس فيه ما يعيبه.
ولم يفلحوا في تضييق الخناق يضيق علي, فابتعدوا عني, وصرت معزولة عنهم, فهل أنا مخطئة؟ وهل أتخلي عن طموحاتي بعد كل هذا المشوار الطويل؟ ثم من أدراني أنني سأستريح مع العريس الذي جاءت به أمي؟ وهل سيوافق علي تأخري في عملي وانهماكي فيه؟
إنها أسئلة لم أجد إجابة عنها, فهل تشير علي بما ينقذني من الدوامة التي أعيش فيها؟
>>... وأقول لكاتبة هذه الرسالة:
لا تدعي طموحك في العمل والشهرة يقتل فيك هدف الزواج وتكوين أسرة, وهو ما تسعي إليه كل فتاة, وما يتطلع إليه كل أبوين لابنتهما.
وليس هناك أي تعارض بين أن تعملي وتنجحي وتحققي مآربك في العمل, وأن تقيمي أسرة ناجحة ومستقرة.
إنك فتاة طبيعية جدا, ومثقفة, ويتمناها كل شاب, وعدم انخراطك في علاقات عاطفية في أثناء الجامعة هو عين الصواب, لكن ليس معني ذلك أن تغلقي قلبك أمام المشاعر والأحاسيس التي تشعر بها كل بنت عندما يأتيها العريس المناسب, ولا أدري لماذا ترفضين من يتقدمون إليك دون أن تمنحي نفسك فرصة التعرف عليهم, فربما يدق قلبك لأحدهم وتجدين فيه فارس أحلامك.
فالأمر يحتاج إلي التأني في اتخاذ قرار الزواج, وإتاحة الفرصة لك كاملة لكي تتبيني جوانب شخصية من يتقدم لك, ويجب أن تكون أمامكما فسحة من الوقت خلال فترة الخطبة لتقريب أفكاركما, وبعد ذلك يمكنك تحديد موقفك النهائي بالاستمرار في مشوار الزواج أو تؤجلينه إلي أن تلتقي بمن يناسبك وتتوسمين فيه زوجا تكملين معه مسيرة الحياة.
وبالطبع فإنه لا يخلو إنسان من عيوب, فالمسألة نسبية, والمهم أن تكون العيوب بسيطة, ويمكن تداركها, وأن يوجد بينكما تقارب في المستوي الاجتماعي والفكري والمادي, وفوق كل ذلك الأخلاق التي جعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم فوق كل المعايير.
والرجل الصالح إذا أحب المرأة أكرمها, وإذا كرهها لم ينقصها حقها, وكذلك المرأة الصالحة تراعي ربها في زوجها, وتحرص علي إرضائه, وكما يقال دائما في نصح الزوجة: كوني له أمة.. يكن لك عبدا.
أما مسألة الند فلا مكان لها في قاموس الحياة الزوجية التي تقوم علي التراحم والتواد والتعاطف.
انبذي الأفكار الخاطئة واستمعي إلي نصيحة أبويك.. وفقك الله وسدد خطاك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime25/5/2012, 01:46

التجربة المريرة
كتب إليك بعد أن أعيتني الحيل وضاقت علي الأرض بما رحبت لعلك ترشدني إلي حل لمشكلتي التي استعصي علي حلها فأنا شاب في أواخر العشرينات من عمري‏,‏ومستواي المادي والاجتماعي متوسط وأعيش حياة مستورة والحمد لله.
وقد بدأت مشكلتي منذ بضع سنوات عندما أردت أن أتزوج أملا في الاستقرار, خاصة وأن مقومات الزواج متوافرة لدي, حيث صدمت بالواقع المرير إذ ينصب اهتمام البنات علي الماديات وينظرن إلي الزواج كأنه صفقة, ولا مجال لديهن للحديث عن الأخلاق والراحة النفسية, ولذلك سافرت منذ عام تقريبا إلي دولة إسلامية, وتعرفت فيها علي فتاة وتزوجتها لكنها كانت تجربة مريرة لم تستمر طويلا لاختلاف الطباع والعادات والتقاليد.
وقد عدت إلي مصر, وسعيت من جديد للزواج من إحدي بنات بلدي.. وكلما صادفت فتاة مناسبة تسألني عن عملي فأقول لها إنني خريج كلية التجارة الانجليزية من جامعة القاهرة وأجيد ثلاث لغات ولدي امكانيات مادية لا بأس بها, لكني لم أجد عملا مناسبا..عندئذ ترفض الإرتباط بي فهل هذا ذنبي؟.. ومادمت قادرا علي رعاية أسرتي, وأخلاقي لاغبار عليها. فلماذا كل هذا التعنت؟.. لقد أصابني إحباط شديد وأنا أطلب العفة والإقتران بزوجة صالحة فهل أخطأت التفكير؟
>>.. وأقول لكاتب هذه الرسالة: شروط الزواج الناجح يعرفها كل الآباء والأمهات ويحفظونها عن ظهر قلب لكن لا أحد يعمل بها.. الكل يسعي إلي عريس متكامل يطمئنون علي ابنتهم معه.. وينسون أو يتناسون أن الزواج القائم علي الصفقات لا يدوم.. إنه تنفصم عراه عند أول أزمة, ولذلك وصل عدد حالات الطلاق في مصر إلي أكثر من ثمانية آلاف حالة.
ولو أن الشاب والفتاة تعاونا معا في تأثيث عش الزوجية, وتحمل كل منهما الآخر في بداية حياتهما المشتركة فإن زيجتهما تنمو علي أرضية صلبة فتصمد أمام العواصف والأنواء, ولا تعرف المستحيل.
ومادمت ملتزما في حياتك ولم تعرف العبث ولا الانحراف عن طريق الصواب, فسوف تجد حتما من هي أهل للارتباط بك.. ووقتها سوف تدفعك إلي مواصلة رحلة الكفاح, وتجد العمل المناسب لك ولكل مجتهد نصيب. فالحقيقة أن المستقبل أمامك وبإمكانك أن تطرق العديد من أبواب العمل, وما بحوزتك من شهادات جامعية ودورات تدريبية يؤكد أنك حتما ستصل إلي ماتريد فلا تيأس وأعلم أن الفرج قريب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 110
نقاط : 17201
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 52 I_icon_minitime25/5/2012, 01:50

لوجه الملائكي
أنا صيدلانية أعمل في مكان حكومي مرموق‏..‏ واكتب إليكم عن صديقة لي كيميائية شابة وجميلة هي البنت الوحيدة لعائلة متوسطة الحال ولها أخ واحد‏,‏ وقد اختارها الله لتتحمل الابتلاءات منذ صغرها‏.
فعندما كانت طالبة في الجامعة أحبت احد مدرسيها من المرحلة الثانوية وبادلها الحب وتمت خطبتها له وعقدا قرانهما وكانت في انتظار التخرج حتي يكللا حبهما بالزفاف السعيد, ولكنها أصيبت فجأة بورم في المخ أقعدها مشلولة لفترة. ورقدت في المستشفي بين الحياة والموت وتخلي عنها الجميع وأولهم زوجها للأسف الشديد ثم مات والدها حزنا وكمدا عليها ولم يجد الأطباء بدا من اجراء جراحة لها بالمخ لازالة الورم وبعد عدة شهور من الله عليها بالشفاء الجزئي وخرجت من المستشفي وواظبت علي جلسات العلاج الطبيعي, وبدأت في التحرك, ولكن المحنة تركت أثرا علي ملامح وجهها الملائكي بالعين والفم, كما أثرت علي احدي اذنيها واضعفت حاسة السمع بها. ولكنها تستسلم للمرض والتحقت بالجهة التي أعمل بها واستكملت دراستها العليا حتي حصلت علي الماجستير بتفوق, وعرفتها متدينة ـ جميلة الاخلاق ـ حلوة المشاعر ـ تفيض حنانا وتساعد من حولها بعلمها وتضفي جوا من البهجة علي المكان برغم تأخر سن زواجها حتي تعدت الثلاثين وهي دائما صابرة ولا تتوقف عن حمد الله وشكره, وبرغم المصاعب والآلام واصلت سعيها للحصول علي درجة الدكتوراه.. واجتازت امتحاناتها, وكانت في طريقها لمناقشة الرسالة عندما هاجمها المرض نفسه للمرة الثانية في المخ وأثر علي العصب السمعي فأفقدت حاسة السمع تماما.. وهنا وانهارت صديقتي وإنهارت معها احلام والدتها العجوز وصار الشفاء املا بعيدا بعد ان اكد الاطباء صعوبة اجراء عملية جراحية أخري لإزالة الورم.. واختاروا العلاج باستخدام جهاز الجامانايف.. وخضعت صديقتي بالفعل لأولي جلسات العلاج, وظلت المشكلة في اصابة العصب السمعي. ووافق أحد الأطباء علي عملية لزرع سماعة داخل المخ وازالة الورم ولكنها عملية قد تفقدها حياتها, ولم تتردد صديقتي في الموافقة برغم حزن والدتها وقلقها الرهيب, ولكن العائق هو ان العملية مكلفة وتتعدي تكلفتها مائتين وخمسين ألف جنيه.. وصديقتي من الطبقة المتوسطة, وقد انفقت اموال عائلتها علي علاجها واستكمال دراستها.. والحقيقة أنها تتمتع بعزة نفس شديدة تمنعها من طلب المساعدة. ولمح إلي ذهني بابكم الكريم ان يتبني قراؤك نفقة علاجها لكي يعيدوا البسمة إلي هذه الفتاة الحزينة.
>>.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لا أدري من أي نوعية هؤلاء البشر الذين يظنون انهم بمنأي عن المرض فيتصرفون وكأنما حيزت لهم الدنيا وما فيها وحتي لو انهم تملكوها بالفعل كم تساوي عند الله سبحانه وتعالي؟.. ألا يدرون ان الآخرة خير وأبقي؟.. لقد كان المأمول من زوج هذه الشابة صاحبة النفس الصافية التي تحمل الحب للجميع ولا تعرف الضغينة لأحد ان يقف إلي جانبها حتي تتعافي. ليكون ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون.وفتطئن نفسها وتتلاشي أحزانها.
لكنه للأسف الشديد نسيالآخرة ونظر تحت قدميه. أرجوها ألا تفقد الأمل في الشفاء وسوف تتحول شفاها الحزينة إلي شفاه مبتسمة مشرقة بنور ربها قريبا حين يكتب لها الشفاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 52 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 27 ... 51, 52, 53 ... 70 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: