الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 15 ... 26, 27, 28 ... 57 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime14/4/2011, 07:54

هفوات صغيرة‏!‏


أرجو أن يتسع صدرك لما أكتبه تعبيراً عن نار تجول بداخلى‏!‏ أنا سيدة عمرى ‏52‏ عاماً، زوجى رحمه الله كاد يقارب سن المعاش قبل أن يتوفى منذ خمسة أشهر‏،‏ ترك لى زهرتين والحمد لله محل فخرى واعتزازى.

ابنى دكتور عمره ‏29‏ عاما يشغل عملا يليق به‏,‏ وابنتي مهندسة عمرها‏25‏ عاما وتعمل في وظيفة جيدة‏..‏ حياتنا تسير والحمد لله علي مايرام‏,‏ وفجأة وبدون مقدمات مرض زوجي ولازم الفراش لعدة أيام لم تكمل الشهر تخيلنا ثلاثتنا أنا وابني وابنتي انها فترة وسوف يشفي ولكن فجأة دخل في غيبوبة وتوفاه الله‏.‏
انتقال زوجي وحبيبي وروحي الي رحمة الله سبب لي أنا بالذات صدمة عصبية‏,‏ ولكن ما خفف من صدمة موته وحزني عليه حب الناس له من زملاء عمل وجيران وأهل وأقارب وكثرة ما سمعته عنه انه كان يفتح بيوت ناس غلابة من راتبه الشهري‏,‏ وأمانته وخوفه من أن يقترب من الحرام‏,‏ وهذا هو الذي كنت أراه بنفسي خلال عشرة عمري التي دامت معه يرحمه الله‏30‏ عاما تقريبا‏,‏ وأصبح كل همي هو الالتفات لنفسي صحيا لأنني هزلت جدا وعلي مسئولية أولادي من بعده والدعاء له بكثرة أثناء صلاتي‏.‏
قبل أن أبدأ في شرح أسباب أزمتي لابد من ذكر اني ليس لي خلفية عن استخدام الموبايل ـ سوي استعماله للرد علي أولادي وزوجي والاطمئنان عليهم ـ لا أشغل بالي برسائل أو صور‏,‏ وذات يوم كنت أقلب دون قصد في موبايل زوجي فوجدت رسائل واردة اليه من زميلة له بالعمل قرأتها ونزلت علي كالصاعقة منها‏Sad‏ طظ ـ مستغرب ليه ـ أيوه طظ ـ مستغرب ليه طظ ـ طظين كمان ـ طظ في الدنيا لو انت مش فيها‏),‏ و‏(‏بأحرف أرق من رزاز المطر وهمس أنعم من صوت الشجر أقولك صباح الخير ياقمر‏),‏ لم اتمالك نفسي وانهرت ـ قلت ابحث هل هو يرسل لها رسائل هو الاخر‏,‏ فوجدت رسائل بسيطة جدا جدا منه لها‏Sad‏ بعتلك سلامي وغلفته بغرامي إذا ما وصلك أكيد موظف الاتصالات حرامي‏),(‏ في حياتي تعلمت أن أحب‏,‏ ابتسم‏,‏ اخلص أحزن اشتاق اندم أعلم احتار اسرح اطفش أطنش احيانا بس ما تعلمت كيف انساكي‏)‏ ما هذا؟؟؟
مع العلم انه وكيل وزارة‏,‏ أخلاقه عالية الي أقصي ما تتخيل‏,‏ مرح جدا‏,‏ خجول ويحمر وجهه اذا تعرض لموقف يحرجه‏,‏ يعرف الحلال والحرام‏,‏ يؤدي فروض الله في مسجد أمام البيت جماعة‏,‏ مواظب علي صلاة الفجر وينتظر حتي الشروق في الجامع‏,‏ مواظب علي صلاة المغرب وينتظر حتي العشاء في الجامع‏,‏ يتحري الحلال في مأكله ومشربه وتصرفاته‏,‏ يغض البصر‏,‏ وأنا مدير عام ليس هناك أي مقارنة بيني وبين تلك الزميلة التي اكتشفت رسائلها علي موبايله مع العلم بانها أرمل منذ عامين‏,‏ أنا أكلم نفسي لماذا فعل بي هذا وأنا التي ضحيت بعمري كله معه‏,‏ هل هو الفارق الاجتماعي بيني وبين أهله‏,‏ فجميعهم يشغلون مراكز مرموقة‏,‏ أم الفارق المادي فمرتبي ثلاثة أضعاف راتبه‏,‏ ولم أطلب منه في يوم من الأيام شيئا ولو بسيطا‏,‏ فأنا والحمد لله ألبي طلبات منزلي من ملابس وفسح ومصاريف أولادي‏,‏ أما هو فراتبه يذهب علي المأكل والمشرب وكان في منتهي الكرم‏,‏ لم يسألني طيلة عمري عن راتبي ولا أين أصرفه‏,‏ لأنه كان يعرف انني أدخر ما يتبقي في البنك لابني وابنتي ومنزلنا ولكن كان يتهمني بأنني ادلل أولادي‏.‏
أما الظروف الصحية حيث عاني من نحو خمسة عشر عاما من ضعف عام بسبب السكر ولم أظهر له أي غضب أو اعتراض وألبي له رغباته بالطريقة التي تريحه‏.‏
هذه السيدة التي تعذبني الآن رأيتها مرة في مناسبة تخص عمله وهي أم لثلاثة شباب‏,‏ فلاحة‏,‏ متواضعة جدا‏,‏ لماذا ينزل لمستواها‏,‏ لا أعرف؟ وللعلم رأيت في موبايله رسائل عادية من ثلاث زميلات أخريات له بالعمل ولكن في مناسبة عيد أضحي ومناسبة عيد ميلاده وكلها رسائل دينية لم أهتم بها إطلاقا لأنه كان يحكي أمامي عنهن‏,‏ حكيت ما رأيت لابني وابنتي وكان ردهما‏:‏ بابا استحالة يكون من الصنف الذي تقصدينه ياماما‏,‏ قلت نعم بنسبة‏100%‏ ولكن ماذا علي الموبايل قالوا يمكن بابا مابيحبش يكسر بنفس حد‏.‏
أنا لا أنام بسبب ما رأيت في الموبايل‏,‏ حياتي معه طيلة عمري كانت طبيعية جدا‏,‏ آخر اسم نطقه قبل الغيبوبة هو اسمي‏,‏ أقول لنفسي أنا ما قصرت طوال عمري معه‏,‏ لم أشك لحظة فيه لانه كان من عمله لبيته للجامع فقط‏,‏ ليس له سهرات خارج المنزل مطلقا إلا ما يخص عمله‏,‏ لا استطيع الفضفضة مع أي انسان‏,‏ أنا من عائلة كبيرة‏,‏ وجميلة ورشيقة ومتدينة‏,‏ لماذا فعل بي هذا؟ أرجو كتابة تحليل لهذا وعرض رسالتي حتي يرتاح بالي وأهدأ‏,‏ فهو رحمه الله كان من المتابعين لبريد الجمعة وأنا كذلك‏.‏
‏*‏ سيدتي‏..‏ أقدر مشاعرك الطبيعية والنبيلة‏,‏ فأنت تحكين لنا عن أسرة مثالية‏,‏ وعلاقة زوجية رائعة‏,‏ غابت عنا منذ زمن‏.‏ فتحمل كل طرف لمسئوليته دون أن يمن علي الآخر بما يفعل‏,‏ في إطار من الحب الراقي‏,‏ قد تحول الهفوات الصغيرة الي خناجر مسمومة في القلب‏.‏
ولكن سيدتي الفاضلة هل ارتكب زوجك الراحل ـ رحمه الله وغفر له وأحسن مثواه ـ هذه الهفوات الصغيرة التي تعذبك الآن؟ وهل ما قرأته علي هاتفه المحمول يدفعك الي الشك فيه‏,‏ وإعادة النظرفي عشرة عمر استمرت ما يقرب من ثلاثين عاما‏,‏ لم تجدي فيها منه إلا ما يطمئن قلبك ويسعد حياتك من حسن معاشرة وأمانة وعطاء وفعل الخير؟
هل من الطبيعي بعد كل هذا أن تعيدي حساباتك وتراجعي حياتكما‏,‏ فتبحثي عن مبررات لرسائل لا توحي بشيء‏,‏ وتحاولي إرجاعها الي فوارق اجتماعية أوضعف صحي أو غيرها من الاسباب التي لم تنعكس يوما علي حياتكما‏.‏
كيف لإنسان ـ ياسيدتي ـ عاش كل هذه السعادة يحاول الآن ان يهدم كل ما كان بسبب أوهام وبدون أي دليل يؤكد الخيانة‏,‏ لو كان الأمر أكثر من هذا لرجوتك ان تلقي به خلف ظهرك وتحتفظي فقط بكل ما هو جميل ورائع في حياتك‏,‏ فما بالك والأمر هين‏,‏ فالرسائل التي ذكرتها في رسالتك وآثرت تركها كما هي جمل محفوظة تصلنا جميعا في مناسبات عدة‏,‏ ربما لطرافتها أو للمجاملة العادية‏,‏ لم تكتب هذه السيدة رسالة خاصة توحي بأي شيء وهو الآخر لم يفعل‏,‏ ربما وهذا الاحتمال الأرجح ـ كانت هذه الزميلة مثل اخته‏,‏ وربما كان يساعدها ويفرج عنها كربها بهذا النوع من الرسائل؟
فلو كان سييء النية أو السلوك ما أبقي عليها في هاتفه وتخلص منها فور تلقيها أو إرسالها‏,‏ فلا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل‏,‏ وتعاملي مع ما قرأته علي أنه دعابة لا أكثر ولا أقل‏,‏ لا تفتشي في ماض لن يجلب لك إلا الشك والشقاء‏,‏ فهذا باب للشيطان يريد الدخول منه لإفساد سعادة وسيرة عطرة فشل علي مدي سنوات طوال في إفسادها‏.‏
سيدتي‏..‏ لا تفكري في هذا الأمر‏,‏ وتذكري دائما حسنات زوجك ومحبته وحسن خلقه‏,‏ وألقي بهذه الهواجس خلف ظهرك‏,‏ وواصلي رحلتك الجميلة مع ابنك وابنتك والدعاء لزوجك الراحل‏,‏ أدام الله عليك راحة البال والرضا والصبر علي العزيز الذي فقدته‏,‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime14/4/2011, 07:56

طريق الهداية


بصرف النظر عن كون تلك الرسالة‏(‏ المسخ‏)‏ حقيقية أو من نسج خيال كاتبها ــ وإن كنت أميل إلي تصديق حدوث كل وقائعها المؤلمة ــ

إلا أنها ترجمة حقيقية وتعبير حي عما يمكن أن يكون عليه شكل الحياة في ظل غياب القيم والأخلاق والعادات والتقاليد التي تربينا عليها‏..‏ والحقيقة أنه رغم ما تحتويه تلك الرسالة من مآس حقيقية إلا أن بها بعض الكلمات التي استوقفتني لخطورتها المتناهية علي الأسرة والمجتمع مثل‏(‏ أنا شاب متدين ولكن‏!!)‏ و‏(‏أحفظ ثلث القرآن ولكن قلبي كالحجر‏!!)‏ و‏(‏كنت أسرق أمي كي أدخن الحشيش‏)‏ وكانت الطامة الكبري عندما راح يقول‏(‏ لم يكن هناك داع كي أتحرش بأختي سوي الرغبة في أن أكون شيطانا‏!!)‏ يا إلهي‏!!‏ أي شباب هذا الذي نراه هذه الأيام؟؟ وتعالوا نستعرض معا بعض ما تحتويه تلك الرسالة من دروس وعبر‏:‏
ــ ان الأسرة هي عماد المجتمع‏..‏ وإن معظم ما نراه من حولنا الآن من مظاهر الفساد والانحلال في البيت والشارع هو نتيجة طبيعية لما حدث في مجتمعنا من خلل وتفكك أسري بسبب الطلاق والزواج غير المتكافئ أو زواج الماديات الذي يفتقد الحد الأدني من المودة والرحمة‏..‏
ــ إن الدين ليس مجرد لحية تتدلي من الذقون أو حجاب أو نقاب يغطي الجسد ولكنه علاقة خاصة جدا بين العبد وربه ليس لأحد فضل فيها ولا دخل لأحد بها‏..‏ وما لم يكن الدين الحقيقي هو محور حياتنا اليومية في التعامل مع الآخرين في البيت والشارع والمدرسة والعمل وكل مكان فسيكون مجرد رداء نرتديه أحيانا ونختبئ وراءه أحيانا أخري لنقترف من الذنوب ما نريد دون أن يرانا الآخرون وننسي أن الله يري الجميع ويقرأ ما في النفوس‏..‏
ــ لابد أن نعترف اننا أوقعنا شبابنا وفتياتنا في مأزق حقيقي صنعناه بأنفسنا ففقد معظمهم القدرة علي بناء حياة أسرية جديدة في ظل بعض المفاهيم الخاطئة والعديد من الخزعبلات التي لايزال البعض يصر عليها‏,‏ وأعباء لا طائل لها مثل ضرورة وجود الشقة الواسعة والأثاث والفرش الوفير والمرتب الكبير ومقدم ومؤخر الزواج الباهظ والشبكة والفرح في فنادق الخمس نجوم‏,‏ ونسينا أن نزيد رصيدهم من المودة والرحمة التي هي زاد الحياة الحقيقي وحب الكفاح والصبر والبدايات الصغيرة التي تنتهي بالنجاح‏.‏
ــ وأعود إلي كاتب تلك الرسالة الذي يحمل بين ضلوعه احساسا كبيرا بالذنب جراء ما اقترفه من خطايا وآثام في حق نفسه وأهله ومجتمعه فخسر نفسه ودنياه‏,‏ وأقول له إن خسارته فادحة ولكنها لاتعدو أن تكون هي الخسارة الصغري‏,‏ أما الآن فهو علي شفا حفرة عميقة لو سقط فيها بالخلاص من الدنيا بالانتحار ــ لا قدر الله ــ فيكون قد خسر آخرته أيضا وهي الخسارة العظمي‏..‏ وهناك طرق مشروعة للخلاص من وحل الخطيئة‏..‏ منها طريق الهداية‏..‏ وأعتقد أنه لو فكر قليلا وعاد إلي رشده وحمل كل ذنوبه وخطاياه علي كتفيه ولجأ إلي الله نادما وتائبا توبة صادقة خالصة سيشعر أنه أصبح انسانا آخر ومن المؤكد أنه سيكون علي بداية طريق الصواب‏..‏ دكتور‏:‏ هاني عبدالخالق
أستاذ إدارة الأعمال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime14/4/2011, 07:59

سحر المحبة

لقد رحلت أم زوجتي أخيرا يا سيدي‏..‏ رحلت وودعت دنيا الآلام والأحزان‏..‏ رحلت بعد أن قاست شتي صنوف الآلام والعذاب فقد أنعم الله عليها بمرض السرطان‏..‏ ولا أقول ابتلاها سبحانه وتعالي به‏..‏ فأنا مؤمن كل الإيمان بأن الآلام التي قاستها أم زوجتي إنما هي تكفير عن ذنوب وصغائر‏..‏ وقد قضي الله تعالي ولا راد لقضائه أن تعود إليه طاهرة من كل ذنب‏..‏ بريئة من كل صغيرة‏.‏

وأستأذنك يا سيدي بألا أدعوها بكلمة حماتي تلك الكلمة التي ابتذلت وامتهنت بطريقة هزلية في الأفلام القديمة الساذجة‏..‏ وأستأذنك أيضا بألا أدعوها بكلمة أم زوجتي‏..‏ ولكني سأدعوها بكلمة أمي‏..‏ فقد كانت لي نعم الأم برغم أن أمي الحقيقية مازالت علي قيد الحياة أطال الله في عمرها‏..‏ لكني أقسم لك أنني لم أشعر مع أم زوجتي إلا بشعور الابن نحو أمه لما لقيته منها من حنان وعطف ومودة‏..‏ كما أن كلمة أمي هي الكلمة التي كنت أناديها بها في حياتها‏..‏ تلك الكلمة كانت تنبع من صميم قلبي مفعمة بالحب والمودة بعيدة تماما عن المجاملة والمغالاة‏..‏ فلن أنسي لها أبدا المرات العديدة التي وقفت فيها إلي جانبي ضد ابنتها في بعض المشكلات التي كثيرا ما كانت تعترض حياتنا برغم علمها بأني الطرف المخطئ‏..‏ لكنها بحكمتها وعطفها وحنانها النادر الوجود كانت تحتوي مشاكلنا بعكس الكثير من الأمهات اللاتي يضخمن المشكلات بين بناتهن وأزواجهن‏..‏ بل إنهن في بعض الأحيان يكن السبب الرئيسي والمباشر للمشكلات والأزمات ولن أنسي لهفتها علي وبهدلتها معي في المستشفيات التي كثيرا ما اضطررت للمكوث بها لإجراء بعض العمليات البسيطة‏..‏ دائما كانت معي‏..‏ بجوار سريري‏..‏ و
قد عوضتني بحنانها ورعايتها عن غياب أمي الحقيقية التي أقعدها المرض وكبر السن‏.‏ ولن أنسي لها مجاملاتها الرقيقة لي ولزوجتي ولابنتي الوحيدة نورا في جميع المناسبات‏,‏ وكانت دائما تكلف نفسها ما لا طاقة لها به برغم رقة حالها وقلة مواردها‏..‏ أما كفاحها النبيل ونضالها الشريف الذي خاضته مع الحياة من أجل تزويج بناتها الثلاث وسترتهن مع قلة الإمكانات وضيق ذات اليد فتلك ملحمة عظيمة تستحق أن تكتب يا سيدي بماء الذهب‏..‏ ولن أنسي ليلة وفاة زوجها‏..‏ وبعد إنقضاء مراسم العزاء عندما رأيتها تقف مع بناتها الثلاث وفي غمرة أحزانها لتوصيهن بألا تؤثر أحزانهن علي علاقتهن الخاصة بأزواجهن‏..‏ فأي نوع من البشر كانت تلك السيدة‏..‏ ومن أي مادة ملائكية طاهرة أبدع خلقها الله سبحانه وتعالي؟‏!.‏

وفجأة يا سيدي‏..‏ بكل ما يتصف به المرض اللعين من غدر وخبث ودناءة ووضاعة ومراوغة اجتاح جسد أمي بلا رحمة ولاهوادة فخضعت المسكينة لإجراء عملية جراحية تم فيها استئصال أحد ثدييها‏..‏ أذعنت بعدها لكورس طويل أليم مهين من العلاج الكيماوي‏..‏ وما ادراك يا سيدي بالعلاج الكيماوي‏..‏ شهور طويلة من المعاناة تجرعتها بنفس راضية وثغر باسم وقلب يفيض بالرضا والامتثال لقضاء الله‏..‏ حتي بشرها الطبيب المعالج بأنها شفيت تماما من المرض اللعين‏.‏ ففرحنا جميعا‏..‏ وحلق بنا السرور إلي أعلي سماوات النشوة والحبور‏..‏ فقد كنا جميعا نرتعد خوفا من أن تجتث الشجرة العظيمة الوارفة الظلال من أصولها‏..‏ فقد كانت تظلل علينا حياتنا جميعا‏..‏ نلجأ إليها فنجد عندها الفئ والظل الظليل من صحراء الحياة وقحطها‏..‏ وبعد أشهر قليلة من البهجة الخالصة‏..‏ عادت أمي لتشكو من آلام مبرحة في صدرها لنكتشف أن المرض اللعين قد عاود هجومه ولكن بشكل أكثر ضراوة وشراسة هذه المرة‏..‏ واحتجزت أمي في المستشفي لعدة أسابيع‏,‏ وقد تفاقم الورم اللعين وانتشر في رئتيها‏..‏ وكل كلمات اللغة الجوفاء تقصر في التعبير عن حجم العذاب والمعاناة التي قاستها‏(‏ أمي‏)‏ في تلك الأسابيع‏..‏

وفجأة وبلا مقدمات أوصي الطبيب المعالج بخروج‏(‏ أمي‏)‏ من المستشفي لتمكث بالمنزل عدة أيام علي أن تعود لاستكمال العلاج بالمستشفي مرة أخري‏..‏ وبرغم أن قلبي كان ينفطر حزنا علي عذاب‏(‏ حبيبتي‏)‏ وآلامها‏..‏ فإنني فرحت كثيرا عندما اختارت أن تخرج من المستشفي إلي بيتي أنا‏..‏ وخرجت‏(‏ أمي‏)‏ من المستشفي إلي بيتي‏..‏ وعلي سرير ابنتي رقدت‏(‏ أمي‏)‏ وظللنا أنا وزوجتي ماكثين بجوارها في تلك الليلة وكأننا نملأ عيوننا من وجهها السمح الذي يقطر حنانا ولطفا ومودة‏..‏ وبعد أن تقدم بنا الليل ذهبت مع زوجتي للنوم تاركين‏(‏ أمي‏)‏ آملين أن تنعم ببعض الراحة التي حرمت منها منذ زمن‏..‏ وأسلمني التعب إلي نوم عميق‏..‏ استيقظت منه مذعورا علي صياح زوجتي مستغيثة مولولة‏..‏ وهرولت إلي غرفة‏(‏ أمي‏)‏ لأجدها قد أسلمت روحها إلي بارئها بمنتهي الهدوء والطمأنينة‏..‏ إن مسألة رضا الله تعالي عن العبد أو سخطه عليه من المسائل الغيبية التي لا نستطيع أن ندلي برأي قاطع فيها‏..‏ لكني يا سيدي وبعد أن شهدت جنازة‏(‏ أمي‏)‏ ورأيت عشرات المئات من الأشخاص الذين انشقت عنهم الأرض فجأة وجاءوا من حيث لا أدري ليشيعوا جثمان‏(‏ أمي‏)‏ إلي مثواه الأخير‏,‏ وقد ضاق بهم

المسجد بما رحب‏..‏ فاضطررنا لأداء صلاة الجنازة في الشارع‏..‏ فاصطف عشرات المئات خلف‏(‏ النعش‏)‏ الذي ترقد فيه‏(‏ أمي‏)‏ لأداء صلاة الجنازة في مشهد مهيب لا يتكرر في حينا الشعبي إلا في صلاة العيدين فقط‏..‏ بعد رؤيتي لهذا المشهد أستطيع أن أقول وأنا مطمئن القلب إن‏(‏ أمي‏)‏ ممن رضي الله تعالي عنهم إن شاء الله‏.‏

لقد تركتنا‏(‏ أمي‏)‏ ورحلت يا سيدي وهأنذا بعد رحيلها أسير هائما علي وجهي في الطرقات‏..‏ مشوش الفكر‏..‏ كسيف البال‏..‏ أشعر بمرارة اليتم رغم أن‏(‏ أمي الحقيقية‏)‏ مازالت علي قيد الحياة أطال الله في عمرها‏..‏ ولكني أقسم لك يا سيدي أن روح‏(‏ أمي‏)‏ الطاهرة مازالت ترفرف في أنحاء شقتي‏..‏ وأقسم لك أنني مازلت أشعر بها تربت بيدها الحنون علي خدي‏..‏ وتطيب خاطري مع كل خلاف صغير مع زوجتي‏..‏ وكأنها تقول لي‏(‏ لا تغضب يا حبيبي‏)‏ تماما مثلما كانت تفعل معي في حياتها‏..‏ ولكنها رحلت ياسيدي‏,‏ ورحيلها حقيقة ساطعة قاسية مؤلمة أصبحت في حياتي أمرا حتميا لا مفر منه‏..‏ وأجدني في تلك الأيام الجدباء المقفرة المفعمة بالأسي والأحزان‏..‏ أجدني أتلفت وأتساءل في حيرة ودهشة هل من الممكن أن تندثر سيرة تلك الراحلة النبيلة وكأنها شئ لم يكن؟‏!..‏ وحياتها الحافلة بكل معاني الحب والتفاني والتضحية‏,‏ هل من الممكن أن تنطوي إلي الأبد مثل كتاب جميل فرغنا من قراءته؟‏!..‏ وفي غمرة حيرتي وأحزاني يأتيني الجواب بالنفي متمثلا في بناتها الثلاث خاصة صغراهن‏(‏ زوجتي‏)..‏ فسلوكهن القويم وأخلاقهن الرفيعة واستعدادهن الدائم للعطاء والبذل والتضحية كل ذلك يؤك
د لي إنهن ظل أمهن الراحلة علي الأرض‏..‏ وأن‏(‏ الذي خلف لم يمت‏)‏ كما يقول المثل الشعبي السائر‏.‏

تلك هي حكايتي يا سيدي‏..‏ ولو قدر لها أن تنشر فلي عندك رجاء آخر وهو كتابة اسمي وعنواني كاملين لكي أتواصل وأتشارك مع قراء‏(‏ بريد الجمعة‏)‏ الأعزاء خاصة هؤلاء الذين قاسوا تجربة مثل تجربتي‏,‏ فأنا مازلت أومن بأن المشاركة هي ما نحتاجه لكي نشعر بإنسانيتنا‏.‏


عبدالرحمن محمد حسن

‏*‏ سيدي‏..‏ لن تندثر أبدا سيرة هذه السيدة النبيلة‏,‏ التي تركت الحب صدقة جارية في قلوب كل من حولها‏,‏ والتي أنجبت ثلاث بنات صالحات يدخلن الأب الجنة حسب وعد الرسول صلي الله عليه وسلم فما بالنا بالأم التي عانت وقاست وحيدة في الحياة بعد رحيل شريكها فأحسنت التربية ولم يتوقف عطاؤها حتي بعد زواجهن‏,‏ فبمحبتها لأزواج بناتها‏,‏ ضمنت لهن الاستقرار والسعادة وحصدت محبتكم‏.‏

سيدي‏..‏ ما قدمته أمك الثانية ـ والدة زوجتك ـ من محبة صافية صادقة‏,‏ تأتي بفعل السحر في نفوس الآخرين‏,‏ درس كبير لو وعته كل أم في تعاملها مع أزواج بناتها أو زوجات أبنائها‏,‏ لما انتشر الطلاق وساد‏,‏ ولهدأت البيوت المشتعلة بسبب التدخل الخاطئ لبعض الأمهات مثلما هو واضح في الرسالة الأخري طريق الطلاق‏..‏ فالمحبة هي عدو الشيطان الحقيقي‏,‏ والتي يعجز أمامها عن الدخول إلي القلوب الغاضبة أو غير المحبة‏.‏

أعمال هذه الأم الرحيمة الكريمة‏,‏ التي تحملت ابتلاء الله بصبر ورضا‏,‏ ستظل ثمرة وارفة تحمي بناتها من غدر الأيام‏,‏ وسيظل تأثير دعواتها لك قائما ومستمرا طالما راعيتها في ابنتها واتخذت من طريقها منهجا لك في الحياة‏.‏ أغرس الحب كلما استطعت ولا تستسلم لهوي النفس أو تحريضها‏.‏

سيدي‏..‏ دعواتي ودعوات أصدقائنا في بريد الجمعة للراحلة بالفردوس الأعلي ولك بالصبر ولكل الأمهات باتباع خطي الراحلة النبيلة‏,‏ وها أنا قد تركت اسمك كما طلبت‏,‏ واغفر لي حذف عنوانك فبالتجربة هذا أفضل لك وسأوافيك بما يصلنا من رسائل المحبين‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime14/4/2011, 09:01

القصة ليست بالقصيرة وحلقاتها ليست باليسيرة علي من لديهم ضمير يقظ وتضغط بشدة علي ما وصل إليه مجتمعنا من فساد أخلاقي‏..‏
حــق ولــدي‏!‏

من يمكنه أن يتخيل أن يصير الطب الذي يعد من أسمي المهن التي خلقها الانسان تجارة لا يهم فيها سوي الربح أو الشهرة دون النظر الي المريض ومصلحته هو والأسرة؟

أنا ياسيدي شاب تزوجت منذ عام وكانت حياتي كأحسن ما يكون علي المستويين العملي والشخصي وكذلك زوجتي الي أن رزقنا الله الطفل الأول وبلغ شهره الأول ومع بداية شهره الثاني بدأت المأساة‏,‏ حيث بدأت تظهر علي قدمه ويده حركة غير معهودة بالنسبة له‏,‏ وبالطبع انتابتنا حالة من القلق‏,‏ فذهبنا الي طبيب الاطفال الذي نصحنا بدوره بالذهاب الي طبيب مخ وأعصاب‏,‏ وحيث إنني صيدلي سألت زملائي عمن يكون الأفضل لمتابعة الحالة واستقرت الآراء علي الطبيب ــ عذرا لقرن اسمه بهذه المهنة ــ الشهير بالمقطم كواحد من اقوي اطباء المخ والاعصاب ـ للأطفال ـ وإذا به شخص يتحدث بعجرفة من فاق بعلمه حد الاعجاز‏,‏ وكأنه يحدث من هم يجهلون بشدة ما يشرحه وخطورته‏,‏ مع علمه انني ووالدته نعمل في المجال الطبي‏.‏
المهم قام هذا الطبيب بالكشف الاكلينيكي علي الطفل‏,‏ وبدأ يشرح شكه في وجود بؤرة صرعية بالمخ أو إصابة بنسيج المخ‏,‏ هي التي تؤدي إلي تلك الحركات التشنجية علي حد وصفه‏,‏ وإننا سنكون بحاجة إلي عمل رسم مخ للطفل‏,‏ وإذا لم يتضح له سبب الحركة برسم المخ سيحتاج إلي سلسلة طويلة من الفحوصات‏.‏
بعد القيام برسم المخ جلس يترجم رسم المخ من كتاب أمامه كمن يفك طلاسم فرعونية‏,‏ ثم خرج علينا ليؤكد ان الكشف الاكلينيكي لا يثبت شيئا وأن رسم المخ أكد وجود بؤرة صرعية‏(‏ رخمة في علاجها‏)‏ ــ علي حد قوله ــ وانها تستدعي العلاج بأكثر من دواء ولفترة طويلة واعطانا كتيبا عن مرض الصرع تكفي قراءته لتهدم عزائم كالجبال‏,‏ تصف مريض الصرع بأنه لا مستقبل له وليس له اي قدرة علي التنافس في ميادين الحياة‏.‏
خرجنا من العيادة بتذكرة طبية بها دواء الفينوباريبتون بأقصي جرعة لطفل في مثل سنه‏,‏ وبدأت رحلة العلاج‏,‏ صحيح أنها ليست باهظة الثمن ماديا ولكن نفسيا ما اقساها علينا‏,‏ ولولا تفهم مديري في العمل أنا وزوجتي لوقع مالا تحمد عقباه‏,‏ وبعد نحو ثلاثة أسابيع جاءتني رؤيا في المنام ان الطفل ليس مريضا‏,‏ بشرني فيها شيخنا الجليل ــ رحمه الله ــ‏(‏ محمد متولي الشعراوي‏)‏ وقررت أن أذهب الي طبيب آخر وكان القدر رحيما في سرعة الحجز لديه وهو‏(‏ أ‏.‏د‏.‏ حسن حسني‏)‏ الذي قرأ رسم المخ وكانت المفاجأة ان رسم المخ يؤكد سلامة الطفل مائة بالمائة ولم اطمئن إلا بعد أن ذهبت برسم المخ الي‏(‏ أ‏.‏د‏.‏ عمر الصيرفي‏)‏ الذي أكد الامر نفسه‏,‏ ما أجملها المفاجأة وما أعظمها الصدمة التي صدمتها في الطب‏,‏ وبدأنا نقوم بسحب الدواء بالتدريج حتي توقفنا عن الدواء‏,‏ وكانت رحلة معاناة وعذاب ولم تظهر أي من الحركات الغريبة بما يؤكد صحة آراء الاطباء الذين أكدوا أنها حالة تذهب مع الوقت‏.‏
مرت ثلاثة أشهر عادت فيها حياتنا الي طبيعتها‏,‏ وفجأة بدون مقدمات بدأ طفلي في قلب عينيه ليصبح الجزء الابيض من العين هو الظاهر‏,‏ فاستدعتني أمه من عملي فهرعت بابني الي مستشفي شهير للأطفال بالمهندسين‏,‏ وإذ بطبيبة حديثة التخرج تقوم بقياس محيط الرأس لتخرج علينا وتقول إنه مصاب بمرض‏(Microcephaly)‏ وهي حالة لا ينمو فيها الرأس ولا المخ ويصاب الانسان عند كبره بتخلف عقلي‏,‏ ولم استمع لهذا الرأي حتي جاء الاستشاري وقام بعمل سونار علي المخ وأكد كلامها وأضاف احتمال الاصابة ببؤرة صرعية مما يستدعي عمل‏(MRI)‏ وهو رنين مغناطيسي علي المخ للتأكد من السبب‏,‏ وهنا اسقط في أيدينا واستسلمنا لما يأمر به الطبيب من علاج وأدوية وبدأت رحلة اهمال في المستشفي من هيئة التمريض الا من رحم ربي من أول لحظة بشكل لا يمكن أن يصدقه انسان في مستشفي‏,‏ وبعد مرور يومين دون ظهور أي تحسن قررت اصطحاب وليدي عنوة ودون ارادة المستشفي الي‏(‏ د‏.‏ عمر الصيرفي‏)‏ الذي وجهنا لعمل فحوصات علي قاع عين الطفل أكدت سلامة عصب العين‏,‏ وقمنا بعمل رسم مخ جديد بصيام ساعتين بعد سحب الادوية الجديدة ــ لم يحدث في المرة الأولي ــ وأكدت الفحوصات أن الطفل سليم مائة بالمائة من جديد‏.‏
ربما تبدو القصة غير جديرة بالنشر امام آلاف الرسائل التي تصلك سيدي ولكني أريد أن أعرف سببا واحدا يجعل من الطب تجارة‏,‏ ويجعل الاطباء يقومون بالافتاء في ما لا يعلمون واين وزارة الصحة من هؤلاء الذين لا يعلمون من العلم حديثه‏,‏ ولا يعملون بالمباديء ولا يراعون حقوق الانسانية‏.‏
أريد أن أطرح تساؤلا‏:‏ لماذا تبلغ تكلفة الاقامة لطفل بمستشفي دون دخول حضانة أو عناية مركزة خمسمائة جنيه لليلة في غرفة‏(‏ متر في متر‏)‏ كما يقولون‏,‏ وإذا كان هذا الاهمال في مستشفي خاص فماذا يحدث في المستشفيات الحكومية‏,‏ لنا الله وسيحاسب المسئولون عنا أسوأ حساب‏,‏ وحسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏
حمدا لله علي سلامة قرة عيني وفلذة كبدي ولكني اليوم هنا لأسباب عديدة‏:‏
أولها‏:‏ أنصح القراء بالا يستمعوا لرأي واحد من الاطباء خاصة في الامور شديدة الصعوبة‏,‏ فيجب مراجعة اكثر من طبيب‏.‏
ثانيها‏:‏ أطلب المساعدة للحصول علي حقي بشكوي هذا الطبيب لدي الجهات المعنية‏.‏
ثالثها‏:‏ أدق جرس إنذار في أذن كل من ظن أنه ليس فوقه سميع عليم‏,‏ وأعلم من نام ضميره اننا اليوم لدينا القدرة كعموم الناس علي أخذ حقوقنا مهما كانت واينما كانت‏,‏ ومن كان مع الله فما له من غالب‏.‏
رابعها‏:‏ اتوجه بالعرفان والتقدير لأصحاب الضمائر الحية من الاطباء أمثال الاستاذين‏(‏ عمر الصيرفي وحسن حسني‏)‏ علي تفانيهما في تأدية واجبهما الطبي بكل إخلاص وكل التزام بالمباديء والاخلاق‏,‏ وليت صغار الاطباء يتعلمون منهما‏.‏
سيدي لدي كل المستندات والتقارير التي تثبت صحة كلامي وحاشا لله أن أكون قد افتريت كذبا علي أحد وجاهز لعرضها علي الجهات المسئولة‏,‏ وقد اقسمت الا يضيع حقي وحق ولدي في هذه المهزلة‏.‏
‏<‏ سيدي‏..‏ كل معاناة يعيشها الانسان مهما كان قدرها تستحق الاهتمام والنشر‏,‏ وانت هنا لا تقدم تجربة شخصية لطفل صغير وما لقيه والداه في رحلة البحث عن الامل أو الهروب من المستقبل المفزع‏,‏ ولكنك وضعت يدك علي أزمة الطب في مصر‏..‏ علي تدهور مستوي الاطباء العلمي‏,‏ خاصة حديثي التخرج‏,‏ أما الكبار او جيل الوسط فلم يعد لديه وقت للدراسة والبحث فهو يعمل في أكثر من مكان لأنه لا يوجد أكثر من المرضي الآن في مصر‏.‏
أزمات العلاج في مصر متعددة‏,‏ فهي ليست فقط في مستوي النظافة‏,‏ وجهل وأداء التمريض المتدني‏,‏ ولا في عدم وجود فرصة أصلا للعلاج‏,‏ ولكنه أيضا في عدم وجود بروتوكول علاج‏,‏ يتفق ويلتزم به الاطباء‏,‏ الاشعة لها قراءة واحدة‏,‏ وكذلك التحاليل‏,‏ وبالتالي فالدواء واحد مهما تعددت مسمياته‏,‏ أقصد الكتاب الذي تقره وزارة الصحة والجهات المعتمدة فيرجع اليه الطبيب‏.‏ بلا فذلكة أو تعال أو ادعاء كاذب بالعلم‏.‏
سيدي‏..‏ ما تقوله وما أؤكده لا ينفي وجود أطباء عظام‏,‏ قمة في العلم والتواضع والعطاء وكذلك معاونوهم من هيئات التمريض‏,‏ وقد التقيت أنت بعضهم‏,‏ ولكن المشكلة الحقيقية أن النقاط السوداء ازدادت في الثوب الابيض‏,‏ ولا أعتقد أن وزارة الصحة أو نقابة الاطباء ستفعل شيئا لشكواك‏,‏ فكم من الصرخات والآلام تضيع في أدراج المجاملات والبيروقراطية‏,‏ ومع ذلك هاهي صرختك واستغاثتك‏,‏ حتي نشجع غيرك علي الرفض والاعتراض والشكوي‏,‏ لعلنا بذلك نؤدي واجبنا‏,‏ ومن يدري ربما ننجح يوما في إذابة ثلوج الفساد والرابضة في أغلب شرايين الوطن‏..‏ والي لقاء قريب بإذن الله‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime14/4/2011, 09:04

خــــــــــلق لكم‏!‏


كل الشكر لجهودكم الكريمة وأسال الله ان يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وبعد‏..

‏ أرجو التكرم بملاحظة انه قد ورد خطأ في كتابة الآية الكريمة في الجزء المخصص بهمس الأصدقاء من عدد الجمعة الماضي‏13‏ ديسمبر‏0102‏ وتحت عنوان‏(‏ عزيزتي‏)..‏ حيث ورد لفظ ومن آياته ان جعل لكم من أنفسكم‏..‏ وهذا تحريف في الآية الكريمة التي صوابها أن خلق وليس جعل كما هو مذكور في الآية الكريمة التالية‏:‏
ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون‏(12)‏ سورة الروم‏.‏
لذا أرجو من سيادتكم التكرم بتصحيح هذا الخطأ حرصا منا ومن سيادتكم علي القرآن الكريم الذي تكفل الله سبحانه وتعالي بحفظه‏.‏
وقد يقول البعض انه لاداعي للتنويه فهي مجرد كلمة ولكن ألا يحدث ان تقوم الدنيا ولا تقعد اذا كتب اسم احد الرؤساء بالخطأ أو أضيف اسم شركة الي اعلان بالخطأ ويتم التنويه عن الخطأ فورا بلا تأخير‏!‏ فكلام الله أحق ان يحفظ بلا خطأ‏,‏ والتنويه عن الصواب اذا حدث اي خطأ لاسمح الله واجب‏,‏ وأسال الله ان يجعلنا من حفاظ كتابه بالقول والفعل وألا يؤاخذنا ان نسينا او أخطأنا ويهدينا وإياكم الي سواء السبيل والله من وراء القصد‏.‏
عبير أبوالسعود

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime15/4/2011, 00:03

نقاب زوجتي


سيدي الفاضل‏...‏ أبعث إليك بدون تردد كما يقول معظم من يرسلون إليك بمشكلاتهم‏,‏ والسبب هنا أن مشكلتي قد يواجهها العديد من الأسر في زماننا هذا‏.‏ سيدي أنا رجل في بداية الخمسينيات‏.

علي درجة عالية من العلم والثقافة والاستقرار المادي, ومتزوج من سيدة فاضلة وعلي مشارف العيد الثلاثين لزواجنا, هي من عائلة كبيرة محترمة, أشكر الله كثيرا علي تلك الزوجة التي يتوافر فيها الجمال وحسن الخلق والثقافة, وقد من الله علينا بذرية صالحة بولد وبنتين مثال للجمال والأدب, لدرجة أنني أدعو الله قياما وقعودا أن يحفظ لنا هذه النعم.
نعيش حياة سعيدة هانئة مبنية علي الاحترام والمحبة والتفاني في إسعاد كل منا للآخر, لدرجة أن جميع معارفي يحسدونني عليها, وجميع معارفها يحسدونها علي, ولايصدقون انني أحضر الإفطار لزوجتي يوميا ومنذ ثلاثين عاما بعد صلاة الفجر في السرير, وبالمقابل تتفاني هي في خدمة الأسرة طوال النهار.
أين المشكلة؟ سيدي الفاضل كلانا من أسر عريقة ومتدينة, ولكن معتدلة, نؤدي جميع فرائضنا وتكاليف ديننا الحنيف بكل التزام ولكن بوسطية, ونتباري أحيانا في حفظ ما تيسر من كتاب الله, ونرضي الله في كل أعمالنا, زوجتي وبناتي محجبات, ولكن بدون أن أفرضه عليهن, بل بكامل اختيارهن.
المشكلة يا سيدي أن لزوجتي صديقة مقربة فاضلة منتقبة بدأت في دعوة زوجتي لحضور دروس دينية بمنزلها تلقيها عليهم سيدة لا أعرفها, لاحظت من كلام زوجتي عن تلك الداعية أنها تدعوها للبس النقاب, فكان ردي عندما استفسرت عن تلك الداعية أن وجدتها أقل منا علما وثقافة بشكل كبير, وبدأت تلك الداعية تشكك في درجة إيماني لأنني أعارض أن ترتدي زوجتي النقاب, شرحت لزوجتي الناحية العلمية وخلفية ظهور النقاب في مجتمعاتنا, وقلت لها انه مستورد من مجتمعات بيننا وبينهم فجوة حضارية كبيرة, ولايجوز أن نحتذي بهم, وأثبت لها بالدليل القاطع أن تلك السيدة محدودة العلم والأفق, بدليل أنها استرشدت في إحدي محاضراتها بالانحلال لدي بعض الأسر المعروفة بالاسم, وقلت لها هذه الفعلة غيبة يعاقب عليها الدين, ووصل النقاش بيننا إلي ان قلت لزوجتي من يوافق علي ارتداء زوجته النقاب فهو إما لا يثق في نفسه أو لا يثق في زوجته, وأنا لا هذا ولا ذاك..
سيدي أخشي من تأثر زوجتي وبناتي من فكر تلك الداعيات الساذجات محدودات الأفق, وأرجو ألا تدخروا جهدا في مقاومة تلك الموجات المتخلفة الرجعية التي تريد أن تطفئ شموع الحضارة وسبل التنوير والتقدم في عقولنا.

-------------------
* سيدي.. لا أريد أن أناقش هذا الأمر من منظور ديني, لأنني لست عالما دينيا, ومناقشة مثل هذه الأشياء لا تجلب إلا الجدال وتنقل حواراتنا الي مناطق ظلامية بعيدة عن سماحة الدين أو عصر العلم الذي يجب ان ننتمي ونسعي اليه.
فأمر النقاب ليس هو أهم أو إحدي أولوياتنا الآن, ومع ذلك فرض نفسه لأسباب سياسية وصراعات مشايخ علي الفضائيات, وإن كان علماء الأزهر الشريف استقروا علي ان النقاب ليس فرضا دينيا وأنه زي للاحتشام.
وحتي لا يجرفنا الجدل, من تريد أن تلبس النقاب لمزيد من الاحتشام فلتفعل, مادام هذا القرار لن ينعكس علي آخرين بالسلب, وهذا هو المنطق الذي أريد أن اناقش فيه زوجتك الفاضلة والتي قضت معك ما يقرب من ثلاثين عاما, تراعي الله في سلوكها وتصرفاتها, ولم تشعر هي أو من حولها بأنها تقصر في الطاعات والواجبات, فإذا سارت الحياة كل هذا العمر بدون معاص وفي سعادة, فما الذي حدث الآن حتي تبحثي عما يثير الجدل والخلاف مع زوجك.. ولماذا وانت تعيشين في مجتمع محافظ بطبيعته وفي هذه السن تفكرين في النقاب؟
سيدي.. ليس لي ان أقيم داعية دينية ولا أناقش أفكارها بدون سماعها أو عرض ما تقول علي العلماء, ولكن اذا كان ما ذكرته صحيحا وإذا كانت تحرض زوجتك بعد هذا العمر للخروج علي طاعتك, فلك ان تمنع زوجتك من هذه الدروس, والبرامج الدينية التي تصل الي البيوت عبر عشرات القنوات, والاهم ان تختار العلماء الثقاة لتسمع اليهم, وأعانك الله وحفظ سعادتكم.
وإلي لقاء بإذن الله.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime15/4/2011, 00:05

افرحــوا معـي‏!‏

كم ينتابني إحساس بالسعادة وأنا أكتب الي بريد الجمعة‏...‏ الذي كثيرا ما قرأته‏,‏ ودائما أنتظر كل جمعة لألتقي به‏,‏ لن أطيل في سرد عشقي وحبي لـبريد الجمعة‏..‏ ولكن لم أكن اتخيل انني سأكتب إليك ياسيدي فدائما أنظر أني قارئة فقط‏,‏ ولكني أكتب لكي أقول لكل إخواني افرحوا معي‏..‏

أنا بنت يتيمة فقدت أبي وعمري5 سنوات ولي ثلاثة أخوة أصغرهم لم يكمل وقتها سنة... ربتنا أمي بمنتهي الأخلاق والتضحية وعلمتنا في أفضل المدارس وأفضل التعليم ولم نشعر بأننا أيتام بل جعلتنا أفضل من غيرنا.
انهيت كليتي وأنا واثقة من نفسي وكلي فرح بتفوقي في الدراسة, وعملت في شركة كبيرة ولكن ياسيدي لم يخطر ببالي انه ينتظرني كابوس اسمه العنوسة أو تأخر الزواج, لم أكن اهتم بهذا الأمر, حتي وجدت من حولي يلمحون الي هذا الأمر, ووجدت صديقاتي يتزوجن واحدة تلو الأخري... ولكن المشكلة أنه تقدم لي الكثير وفي كل مرة إما أنا أرفض واما هم يرفضون وفي كل مرة ازداد كآبة وحزنا علي حالي وأفقد ثقتي بنفسي حتي ان علاقتي بالله أصبحت علي شفا الانهيار فكلما جاء عريس ولم يحدث نصيب ازداد هما وبعدا عن الله... حتي جاء يوم وسألت نفسي هل أنا أعبد الله من أجل الزواج فقط, هل علاقتي بالله هي فقط الزواج وحسب.. ويومها قررت ان أغير حياتي نهائيا فبدأت بحفظ القرآن وتفهم معانيه وتعلم العلم الشرعي والاجتهاد في عملي وتحسين علاقتي بأهلي وكل من يحتاج الي وظللت علي هذه الحال حتي ختمت القرآن حفظا, وانهيت دراستي الشرعية بالمعهد وحصلت علي الماجستير وهذا بفضل الله عز وجل... وفي يوم من الأيام عندما كنت أراجع مع الأخوات القرآن في المسجد اذا بأم كبيرة في العمر يغمي عليها ولا تنطق, وشعرنا كلنا بأنه قد حدث لها مكروه أسأل الله لها دوام الصحة فأخذتها وذهبت الي أقرب مستشفي وظللت معها ونسيت كل شيء حتي تذكرت أن آخذ هاتفها واتصلت بابنتها, وسبحان الله جاءت بنتها وجاء معها ياسيدي فرج الله عز وجل, جاء عمار اخوها.. كان طويل القامة يشبه أهل الشام.. في داخلي تذكرت الزواج وتمنيت ان يرزقني الله بشاب مثله... المهم اطمأننت علي الحاجة ثم انصرفت بعدها ولم أعرف شيئا عنهم, حتي جاء يوم ورأيت الأم في المسجد وجاءت تشكرني وتتحدث معي والذي لم أصدقه انها حدثتني عن الزواج من ابنها. لم أكن اتخيل ان يحدث هذا فكيف وهو أجمل مني بكثير؟ قلت في نفسي يارب كم أنت رحيم والغريب ان عمره29 عاما أكبر مني بعام واحد ولا أخفي عليك ياسيدي انتظرت لأذهب للبيت وسجدت شكرا لله ثم تذكرت ان استخير الله أولا واستخرته والحمد لله ياسيدي وفقني الله وسيكون فرحي بعد6 أشهر من الآن. والله ياسيدي أنا لم أكن اتخيل أن يأتي رجل به كل هذه المواصفات ولكن الله يفعل مايشاء.
فأنا ادعو أخواتي كلهن, من خفن مثلي من تأخر الزواج ان يصبرن, فان مع العسر يسرا, وتمسكن بالله فهو خير ناصر, وأنا أطلب منهن ومن كل قراء بريد الجمعة أن تفرحوا معي وان تدعوا لي بظهر الغيب فأنتم والله أحبائي في الله.
* المحرر: ألف مبروك, وثقي بأننا نشاركك الفرحة وندعو لك بالسعادة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime15/4/2011, 00:12

حــتي يـذوب الجـــــــــليد‏!‏

سيدي‏,‏ أنا صاحبة رسالة دائرة الصمت‏.‏ لقد قرأت آراء السادة القراء الأفاضل سواء في الجريدة أو علي عنوان صفحتكم الألكتروني‏.‏


وأود أن أشكر كل من ساندني أو هاجمني ولكني سيدي لم ولن أرسل إليك لكي أشكو زوجي أو لكي أسرد تفاصيل خلافاتي الزوجية, فلم أكن أبغي منذ البداية استدرار عطف القراء, ولأني علي يقين تام أن ما يضايقني من الممكن ألا يضايق غيري من الزوجات, وما يجرحني لا يجرح غيري فلكل منا قدرته علي التحمل, وأن بريدكم ليس مكانا لتبادل الاتهامات بين الأزواج, إنما جئت إليك شاكية من نظرة المجتمع للمرأة التي تطلب الطلاق رغم تعدد الأسباب, ولم أرسل إليك اليوم لأدافع عن نفسي وعن الاتهامات التي اتهمني زوجي بها من غرور بعد حصولي علي الدكتوراه, فجميع من حولي يعلم أني ما سعيت في الحصول عليها إلا محاولة مني لإسعاد أمي في أعوامها الأخيرة بعد علمي بمرضها الخبيث, فلم تكن تسعدني في الدنيا كلمات أكثر من صوتها في الهاتف وهي تقول لي بفخر: إزيك ياست الدكتورة, والآن وبعد موتها فليأخذوا هذه الدرجة العلمية مني فلم أعد في حاجة إليها, ولن أرد علي اتهامه بأن نشأتي القاهرية هي التي أدت, من وجهة نظره, إلي الخلافات بيننا, والتي يراها هو بسيطة وأراها أنا أخطاء لا تغتفر, والتي ان قمت أنا بفعلها معه لما تردد لحظة واحدة في تطليقي أو علي أقل تقدير كان سيتزوج من أخري بدعوي أنه لا يشعر بالسعادة معي, ولن أرد علي اتهامه لي بأني لا أسانده في عمله, ذلك لأنه وبعد نشر رسالته الأسبوع الماضي لجأ إلي رجل فاضل وزوجته يعلم أني أكن لهما كل التقدير والاحترام واعتبرهما بمثابة والدي واستنجد بهما للتحكيم بيننا وبالفعل استدعاني هذا الأب الكريم ووجدته يسألني عن سبب طلبي الطلاق ووجدت في نبرة صوته تحاملا علي فقلت له أني لا أريد أن أخوض في أية تفاصيل شخصية وأن ما أطلبه هو حق لي وأني علي استعداد للتنازل عن كافة حقوقي الشرعية مقابل الحصول علي ما أريد ولكنه أصر علي معرفة كافة التفاصيل لكي يستطيع أن يحكم بيننا بالعدل, وبعد أن شعرت أنه يري أني لست إلا امرأة تفتري علي زوجها قررت علي مضض أن أحكي له كل شئ.
وبدأت أحكي وأحكي وأحكي طوال أربع ساعات متواصلة وهو يسمعني بإنصات بالغ, وبعدما انتهيت لم يجد ما يرد به علي وعجز عن إيجاد الحل حتي أنه قال لي إنها المرة الأولي التي يعجز فيها عن حل مشكلة وقد سبق وأن قام بحل العديد من المشاكل منها مشاكل خاصة بالثأر وطلب مني مهلة للحديث مع زوجي مرة أخري وبالفعل تحدث معه ولا أدري كيف استطاع أن يقنعه في لحظات بما لم أستطع أنا طوال سنوات اقناعه به وحدث اجتماع آخر بعد عدة أيام حضره زوجي واعتذر لي أمامهما عما بدر منه في حقي طوال السنوات الماضية, وتعهد بأنه سيقدم لي جميع حقوقي المعنوية والمادية وأخذ يسرد صفاتي الحميدة ومميزاتي وإن كان عاب علي حساسيتي المفرطة وصمتي الدائم وطلب مني نسيان ما مضي وبدء صفحة جديدة من حياتي, وأن أعطيه فرصة أخيرة لإثبات صدق كلامه, وبارك الجميع هذه البداية الجديدة وأخذوا يهنئون بعضهم البعض لعودة المياه إلي مجاريها ولم يسألني أحد عن استعدادي النفسي للقيام بذلك, وغادرنا دون أن أقوي كعادتي علي البوح بما أشعر به أو أريده وبكيت يومها كثيرا ولم أدر علام أبكي وقرأت مرارا وتكرارا ردك وردود أصدقاء بريدك عسي أن يحرك ذلك في قلبي أي عواطف أو مشاعر تجاه زوجي, ولكنه لم يحدث ومر حتي الآن بضعة أيام أحسستها دهرا ثقيلا وزوجي يحاول إثبات صدق نيته في التغيير فلا يجد غير صمتي, وتساءلت كثيرا من أين لي بهذا القلب المتحجر الذي لا يتسامح ولا يغفر؟ كيف أني أنظر إلي عينيه ولا أراه؟ كيف يصلني صوته ولا أسمعه؟ كيف يتحول كل هذا الحب إلي هذا الكم العنيف من الجفاء؟ من أين أتيت بكل هذه القسوة؟ من أين لي بكل هذا الجمود والبرود والجحود؟ كيف لم يؤثر في كل ما سمعت وقرأت عن التسامح والمغفرة؟ كيف لم يستجب الله لدعائي له عند بيته قبل عامين وقد أنفقت كل مالدي لأداء فريضة الحج عسي أن يهدي الله زوجي لي ويهديني له؟ كيف لم تجعل آيات القرآن التي أحفظها قلبي يلين ويغفر؟.
عاتبت نفسي كثيرا حتي كرهتها وتمنيت الموت فمن تملك قلبا مثل قلبي لا تستحق الحياة ولكن جاءني صوت بداخلي يسألني وأين كان زوجك وأنت تشكين له بما يجيش في صدرك؟ أين كان عندما كان يراك تتهاوين من درج الحب خطوة بخطوة؟ لماذا تركك تسقطين في بئر الحزن وأنت تمدين له يدك تستنجدين به؟ لماذا تأخر كل هذه الأعوام في الاعتراف بأخطائه؟ فقد قلت له ذات مرة صراحة انك تضيعين من يديه واستحلفتيه أن يفعل شيئا فرد عليك لن أستطيع أن أعدك بشئ ولكني سأحاول!! وفي وقت مبكر عن هذا كانت كلمة اعتذار واحدة ستكفيني, لماذا شعر الآن بكل صفاتي الجميلة وبطيب معدني؟ لماذا يمد لي الآن يده بعدما أصبحت لا أقوي علي رفع يدي؟ لماذا يعتذر الآن بعدما تأكد تماما أني أضيع فعليا من يديه؟ أين كان عندما كنت عطشي للحظة اهتمام؟
استرجعت سيدي كل حواراتي معه وقرأت كل خطاباتي التي أرسلتها إليه استجديه عطفا أن ينقذ علاقتنا؟ من أين جاءه الشعور أن ما أقوله ما هو إلا تهديد؟ هل تعلم سيدي أني قلت له ذات مرة أني أخشي أن أجدني في يوم من الأيام أميل إلي أي شخص غيره, وقتها رد علي قائلا أعلم جيدا أنك لا تخطئين!! هل كان يظنني جبلا لا يهتز؟ سيدي إنني أعطيت كثيرا وتنازلت أكثر باعترافه هو شخصيا والآن تطلبون جميعا مني المزيد من العطاء, وأقسم لكم جميعا أن النهر قد جف, وأنه لو كان لدي نقطة واحدة ما بخلت بها أبدا وهذا ليس تكبرا أو عنادا أو مكابرة أو غرورا ولكنها القلوب التي يقلبها الله كما يشاء وليس بعيدا أن ينقلب كل هذا الجفاء مرة أخري إلي عطاء.
كم وددت أن أسعدك وأسعد أصدقائي القراء برجوعي إليه, ولكن ليس الأمر بيدي. لقد ظللت أعواما صامتة ولن يضيرني أن أكمل حياتي هكذا من أجل ابنتي. ليت الثورة قامت منذ زمن بعيد لكي يتعلم الأزواج أنه كلما زاد اهمالهم لزوجاتهم بمرور الوقت زاد سقف مطالبها حتي يصرون علي مطلب التنحي ولا يقبلن غيره بديلا, لقد أدركت أن الحب نعمة كبيرة يهبها الله لمن يشاء وينزعها ممن يشاء في الوقت الذي يشاء, حالها كحال الصحة والستر ونعمة الأولاد والمكانة العلمية وغيرها الكثير ممن من الله بها علي ولله الحمد والشكر.
لقد قررت ألا أتوقف كثيرا عند فقداني لهذه النعمة فأنا أعلم أن الشيطان يمني الإنسان بالمفقود حتي ينسي الشكر علي الموجود ولكني سأستمتع بالنعم الأخري التي لدي ويحسدني عليها الكثيرون ولن أعتبر فقداني لهذه النعمة سوي ابتلاء بسيط من الله لي لا يقارن بالعديد من الابتلاءات التي مررت بها في حياتي وتجاوزتها بفضل الله. لن أستطيع أن أطلب منك ولا من قراء بريدك أو من زوجي أو من أهلي أن تسامحوني لأني خذلتكم جميعا وكيف لي أن أطلب ذلك ولم أستطع أنا مسامحة زوجي! ولن أغضب منك سيدي حتي لو أسميت رسالتي جحود امرأة أو اتهمني قراء بريدك بالافتراء وقسوة المشاعر فأنا نفسي لا أفهم نفسي إنما جئت اليوم لأهمس في أذن كل زوج بنصائح هي ليست نتاج تجربة شخصية ولكنها نتاج تجارب كثيرة مرت بها الكثيرات من حولي واستهل حديثي بقوله تعالي في سورة النساء: الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم صدق الله العظيم.
أخي العزيز قبل أن تسأل عن حقوقك إسأل نفسك أولا: هل أنفق علي زوجتي قدر سعتي وإن اضطرتني الظروف لطلب مساعدتها المالية هل أفعل ذلك علي استحياء ولا أجبرها عليه؟ هل أفعل ذلك في أضيق الحدود؟ هل اعتبره دينا علي أنوي رده لها عندما تتحسن الظروف؟ كم مرة كنت إماما لزوجتي في صلاتي في المنزل؟ كم مرة سألتها: هل واظبت اليوم علي صلاتك أم أنشغلت بالبيت ورعاية الأبناء؟ وقبل أن أرسل كلماتي الرقيقة في رسالة إلي إحدي زميلاتي في العمل لمجاملتها هل قلت لنفسي زوجتي أولي بهذه الكلمات وباقة الورد هذه أيضا زوجتي أولي بها ونظرة الاعجاب تلك وكلمات الإطراء؟ ممن أنتظر أن تسمع زوجتي هذه الكلمات؟ زميلها في العمل أم قريبها؟ هل أستيقظ يوم راحتي فأحلق ذقني وأمشط شعري وأتجمل لها وأضع من العطر وكأني علي موعد مع مديري في العمل؟ هل أعتذر لها علي تأخري في العودة إلي المنزل لساعات مثلما اعتذر لمديري إذا تأخرت عن العمل بضع دقائق؟ هل أحفظ تاريخ مولدها كما أحفظ تاريخ مولدي؟هل أستعد لهذا اليوم قبله بفترة كافية؟ كم مرة شكرتها هذا الأسبوع علي اهتمامها بتربية الأبناء؟ هل قلت لها ذات مرة: كيف تتحملين كل هذا العناء بمفردك؟ هل أسأل أبنائي دوما عن أحوالهم وعن مستواهم الدراسي؟ هل فكرت أن أنصت لها وأعينها علي حل مشاكلها كما أفعل بمنتهي الاخلاص مع زميلاتي في العمل؟ هل سأسعد إن علمت أنها تشكو لغيري؟ هل أصارحها برفق ودون تجريح عما يضايقني منها؟ أم أتخذ ذلك فرصة لأشعر أنها لم تعد مناسبة وأبرر لنفسي اقامة علاقات مع أخريات؟ هل أتقي الله في معاملتي مع زوجات الآخرين كما أريدهم أن يتقوا الله في معاملتهم مع زوجتي؟ لماذا أحاول دوما إقناع زوجتي بأن هناك علاقات صداقة في العمل؟ هل سأرضي أن تقيم زوجتي مثل هذا النوع من العلاقات الذي أقنعها به؟ هل إذا مرضت أذكرها بموعد الدواء؟ هل أسألها عندما أعود من العمل كيف كان يومك؟ هل أحاول أن أعرف ما تحتاجه وأهديه لها في يوم غير يوم مولدها؟.. ومازال هناك الكثير ياأخي يجب أن تسأله لنفسك قبل أن تطلب أن تكون لك القوامة في المنزل. ولتعلم ياأخي أن من يزرع حبا لا يحصد إلا سعادة, وأخيرا أتمني لكل زوجين السعادة ودوام السكن والمودة والرحمة بينهما.

--------------------------
{ سيدتي لا أستطيع وليس من حقي أو حق غيري من أصدقائنا أن يتهمك بالجحود, أو بقسوة القلب, فأنت وحدك التي عانيت, وموقفك من زوجك وقدرتك علي التجاوز والتسامح أنت فقط التي يمكنك أن تقومي بهما, فلكل منا قدراته وتقديراته.
في رسالتك الثانية يبدو كم هو الجرح الغائر في نفسك, وكم آلمك زوجك ولم يلتفت إلي استغاثاتك.. وعندما وصلتني رسالته نشرتها علي أمل أن تري في تشبثه بك ــ حتي لو بدا أحيانا مكابرا مثل بعض الرجال ــ ما يستحق أن تمنحي حياتكما فرصة أخري, لأن ما يجمع بينكما من مودة وحب وأبناء كبير. ولكن بعد جلسة الصلح التي تمت واعتذاره العلني أمام الأصدقاء ومحاولاته الجادة لاستعادتك لم تؤت الثمار, فجبال الجليد إرتفعت في نفسك, وسدت منافذ السماح والعفو, وكما قلت قد يكون القليل من الحب والاهتمام في وقته, أكثر تأثيرا من الحب وصدق الرغبة والتعبير في غير وقته.
سيدتي.. أعجبني ربطك بين الثورة وبين مطالب الزوجات, فنحن معشر الرجال ــ في الغالب ــ نطمئن إلي رضا الزوجة وقبولها لما هي عليه, لأنه الأحرص علي استقرار الأسرة والتضحية من أجل الأبناء, واثقين في أنها الأكثر أخلاقا والتزاما وتدينا, ولن ترضي أبدا بالمعصية والخطيئة حتي لو كانت تعيش أعتي لحظات الضعف الانساني, في ظل غياب شبه كامل للزوج.
فإذا فاق علي صدمة طلبها له بالتنحي, تغير وتبدل وبذل كل الجهد لاسترداد شريكة عمره وهي في المحطة الأخيرة للرحيل, فإذا فشل قد تري منه وجها آخر, عنيفا ومنتقما.
سيدتي.. سأتشبث بجملتك وليس بعيدا أن ينقلب كل هذا الجفاء مرة أخري إلي عطاء وأقترح عليك وعلي زوجك العزيز أن تمنحا نفسيكما فرصة جديدة بطريقة مختلفة. إبتعدا قليلا, وتوقفا عن مناقشة مستقبل علاقتكما.. مارسي حياتك كأنه غير موجود فيها حتي يذوب الجليد وحده, علي أن يواصل هو إثبات أنه تغير فعلا, وأنه سيكون الرجل الذي تتمنينه. دون ملاحقة أو إلحاح منه. فإذا ذاب الثلج فهنيئا لكما بحياة جديدة أكثر سعادة, أما إذا إكتشفت أن جليدك تحول إلي جرانيت فإن الله لايكلف نفسا إلا وسعها, وليكن القرار الأصعب بأبغض الحلال بأسلوب راق ومحترم وكما أمرنا ديننا الحنيف إمساك بمعروف أو تفريق بإحسان وإن كنا نتمني ألا تصلا إلي هذه النهاية, فمثلكما يستحق حياة كريمة سعيدة بإذن الله.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime15/4/2011, 00:16

ثوب العفاف

تعليقا علي كثير من الرسائل التي ترد إلي بريدكم الأغر‏..‏ والتي تتناول تلميحا أو تصريحا ‏(‏ العلاقة الزوجية‏),وقد عن لي أن أخوض في هذا الموضوع محاولا الاشتباك معه بشكل سام وراق يراعي حقوق الزوجين واعتبار الزواج مودة ورحمة ووجاء من الفتن, والتي بدت في زماننا هذا كقطع الليل المظلم..!


صدق الرسول الأكرم علي قول سلمان في نصحه لأبي الدرداء في توخي حقوق الزوجة, فقد فهم سلمان من حديث زوجة أبي الدرداء بأن العبادة شغلته عن أداء حقوق الزوجية فنصحه قائلا: إن لربك عليك حقا, ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا, فأعط كل ذي حق حقه فأتي النبي فذكر ذلك له فقال صلي الله عليه وسلم: صدق سلمان رواه البخاري وفي عهد الفاروق عمر سمع امرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه... وأرقني أن لا حبيب ألاعبه
فوالله لولا الله أني أراقبه... لحرك من هذا السرير جوانبه
فقال عمر لحفصة: كم أكثر ما يصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أو أربعة أشهر, أو كما ورد في الحديث فقال عمر: لا أحبس الجيش أكثر من هذا.. هذان مثالان يبينان بشكل لا يقبل التشكيك أو التأويل خطورة تجاهل أمر الحقوق الشرعية من جهة الرجل لزوجته, فما بالك بحقوق الرجل علي زوجته والتي يعدل حسن اتباعها لزوجها جهاد الرجل في سبيل الله.. فعليها أن تطيع زوجها إذا دعاها للفراش ــ ولو كان علي التنور, أو علي ظهر قتب( أي بعير) كما جاء في الحديث الشريف. يجب أن يعين الزوج زوجته والزوجة زوجها علي طاعة الله وغلق كل فرجة من الممكن أن ينفذ منها شياطين الانس والجن.. فلا يهمل الرجل أو المرأة ذلك الواجب الشرعي الذي يسبق سائر الواجبات الزوجية الأخري.. ولا يفغرن أحد فاهه مستنكرا هذا القول أو ممتعضا من الولوج إلي هذه النقطة الحساسة.. فالرسول الأكرم نفسه طرق هذا الأمر عندما قال: وفي بضع أحدكم صدقة, قالوا يارسول الله: يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ فقال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا: نعم. قال: كذلك ان وضعها في الحلال كان له فيها أجر. وذهب الفقهاء إلي أن الزوج عندما يأتي زوجته يؤجر من ثلاثة جوانب: فهو يحصن ويعف نفسه عن الحرام كذلك يحصن زوجته ويعفها عن الحرام, والجانب الثالث أنه يبتغي من وراء تلك( العبادة) أن يرزق بذرية تأتي إلي الأرض تعبد الله الواحد لتحقق سنة الله في كونه..! ولا يقتصر هذا الأمر علي مجرد أدائه بشكل آلي, بل الزوج مطالب بحسن أداء هذا الواجب.. يقول تعاليSad وقدموا لأنفسكم).. ورد في بعض التفاسير أن المقصود هنا هو وجوب التمهيد للمعاشرة بالكلمة الطيبة والملاطفة, وفي الحديث الشريف لايقعن أحدكم علي امرأته كما تقع البهيمة, وليكن بينهما رسول, قيل: ما الرسول يارسول الله؟ قال: القبلة والكلام وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام ثلاثة من العجز, وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها, ويقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها منه..! وحاجة المرأة إلي الحب والعاطفة لاتقل بل تزيد عن حاجات الجسد.. والفيلسوف والشاعر الألماني نيتشه يخبرنا بذلك قائلا: المرأة لغز كبير مفتاحه كلمة واحدة هي( الحب).. وأخيرا لم يأت الإسلام الحنيف لكبت الشهوات وإنما عمل علي تقويمها وتهذيبها وتصريفها في مساراتها الشرعية القويمة, فأحل الزواج ودعا إليه وحرم الزنا ونفر منه.. أحل البيع والمكسب الحلال وحرم الربا.. ولا يحسبن أحد أن الخطيئة أو اقتراف الذنوب يمكن أن تنتهي من عالم البشر, ولكن الدعوة إلي العفة والحض علي مكارم الأخلاق تقوم بدور المدافعة في الأرض ضد جموح الشهوة والأثرة وحب الذات وطغيان النفس.. لن تقضي علي الخطيئة مهما أقمت من سدود في وجه أمواجها المتلاطمة, ولكن هذه السدود من شأنها أن تحد وتقاوم من انجراف البشرية الي مستنقع الحيوانية, ليحدث شيء من التوازن.. هناك نوع من الرجال والنساء يتدثرون بالعفة والفضيلة في مواجهة جموح الشهوة ونداء الجسد.. وهناك صنف آخر ينفض هذا الغطاء ليستبدله بغطاء الفحش والرذيلة..وهكذا ليميز الله الخبيث من الطيب..!
رضــا نبيـــه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 27 I_icon_minitime15/4/2011, 00:20

الســــــتر

قرأت الاسبوع الماضي قصة الآنسة‏,‏ التي كبرت سنها‏,‏ وهكذا الحال لكثير من البنات لكثرة عددهن‏,‏ وهناك كثير من الرسائل التي جاءت منهن لفتح باب الزواج الثاني.


, لأني قرأت بالنص في إحدي الرسائل من قول صاحبة الرسالة أن من تزوجت بشخص هو ليس حكرا لها أو ملكا, فالله أباح الزواج وأنا أعرف انك ضد الزواج الثاني, ولا أعرف لماذا إذا كان فيه ستر لأنثي وعفها عن الانسياق والضعف أمام الرغبات الانسانية التي هي كالماء والهواء, لماذا لا نبيح نحن كبشر شيئا أحله الله لكي نعالج مشكلة العنوسة المتفاقمة بدلا من انجراف الشباب إلي الرذيلة, لابد من دعوة المشايخ وكبار رجال الدين الي هذا الحل لأنه إذا لم يتم تكن فتنة للرجال والنساء المتزوجين قبل غيرهم, فأنا مثلا شاب في الخامسة والثلاثين ومتزوج وعندي طفلان ما المانع أن أتزوج أخري تقيم معنا, ونكون أسرة كبيرة فيما أحله الله, لماذا لا ترضي البنات بالزواج من رجل متزوج يتقي الله فيها ويعفها.
سيدي هذا حل من وجهة نظري من الناحية الشرعية حلال ولابد من المناداة به نظرا لتفاقم الوضع, وأنا علي استعداد للزواج بمن ترضي بظروفي, أملا في العفة والستر, وأن تكون في حماية رجل من هذا الزمن. الرجاء من سيادتكم التكرم وإعمال العقل وتغيير وجهة نظر المجتمع في الزواج من أخري.
{ المحرر: ومن منا سيدي يستطيع أن يحرم ما أحل الله, فرأيي الذي تجعله قاعدة ــ يرتبط بلا إنفصال بالقصة المنشورة, ولكل قصة ظروفها الخاصة التي لايجب تعميمها. ولكن قبل أن ندعو الأزواج لتعدد الزوجات لماذا لا ندعو أولا لتيسير الزواج علي الشباب, فالعنوسة في الجنسين, ولدينا ملايين الشباب لم يتزوجوا, فهل يساعد من لديه القدرة المالية علي ذلك قبل أن يسعي هو لتعدد الزوجات.. وكنت أتمني أن ترسل اسمك علي الرسالة حتي نعرف مدي موافقة زوجتك وقبولها باقتراحك.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 27 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 15 ... 26, 27, 28 ... 57 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: