|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
dinamet عضو محترف
عدد الرسائل : 429 بلد الإقامة : مصر نقاط : 6610 ترشيحات : 4
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 25/5/2012, 14:13 | |
| موضوع انساني روووووووووعه |
| | | ابن الأصول عضو جديد
عدد الرسائل : 42 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6039 ترشيحات : 0 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 1/6/2012, 13:00 | |
| للحظة القاسية! نكأت رسالة القرار الخطير جراحي التي لم تلتئم بعد ودفعتني الي ان اكتب اليك تجربتي عسي ان تجد لي مخرجا مما انا فيه من حيرة وتردد.
فاذا كان كاتب الرسالة قد مات اثنان من ابنائه في حادث سيارة بالبلد العربي الذي يعمل به, وفسر ما حدث له بانه يرجع الي الحسد بعد ان اقام مشروعا كبيرا في قريته صار حديث الناس ولذلك قرر الاستمرار في الغربة وعدم العودة الي الوطن.. اقول اذا كان قد حسم امره ويسألك عن رأيك في قراره. فإنني لم اصل بعد الي قرار لمشكلتي التي لا أري لها حلا قاطعا حتي الآن. ودعني أحكي لك قصتي منذ البداية, فأنا رجل في منتصف الاربعينيات, نشأت في اسرة بسيطة لاب يعمل مزارعا بالاجر اليومي. وأم ربة بيت, وأخت واحدة تصغرني بعامين, وكانت القروش القليلة التي يحصل عليها أبي كل يوم هي كل دخلنا الذي تدبر به أمي شئوننا, ومضت الحياة مستقرة, ونحن راضون بالقليل, وكان شغلي الشاغل هو أن اذاكر واتفوق, وكبرت احلامي بمرور السنين, وساعدني علي ذلك حبي للقراءة والاطلاع, ولم توقفني امكانياتنا المادية عن تحقيق الحلم, ووضعت أمامي هدفا واحدا هو أن اكون ذا شأن في المستقبل, وشجعني أبي علي ذلك وحمل هموم البيت وحده, ولم يكلفني باي عمل أو يطلب مني مساعدته كما يفعل الآباء عادة في القري. وحصلت علي الثانوية العامة والتحقت بكلية العلوم وتفوقت فيها, وبعد التخرج مباشرة التحقت باكثر من عمل لكي افاضل بين عدد من الوظائف واستقر علي العمل الذي يناسبني, وحصلت علي دورات تدريبية عديدة ثم راسلت العديد من الجهات البحثية بالخارج, وجاءتني البشري من احدي هذه الجهات بدولة اوروبية بالموافقة علي منحي تأشيرة زيارة لمدة ثلاثة أشهر.. ولا استطيع ان اصف لك مدي سعادتي بهذه التأشيرة.. وقد هرولت الي اسرتي, وابلغتها باعتزامي السفر فثار ابي في وجهي لاول مرة, وقال انه كان ينتظر اليوم الذي اتخرج فيه بفارغ الصبر لكي اخفف عنه عبء الاسرة, فهو مريض ولايقوي علي العمل, فكيف سأتركه يلاطم امواج الحياة بمفرده, وأخذله ولا افكر إلا في نفسي.. واكمل كلامه بشدة.. لو سافرت لا انت ابني ولا اعرفك.. وبكت امي بشدة ورجتني ألا أسافر الي البلد الاوروبي, وان ابحث عن عمل في أي دولة عربية زي كل الناس علي حد تعبيرها ـ وقالت احنا مالناش غيرك ياابني.. لكن هيهات ان يلين لي جانب.. فقراري بالسفر لا رجعة فيه.. ولكن لكي استرضيهما بذلت محاولات مضنية معهما من اجل انتزاع موافقتهما ووعدتهما بانني سأعود بعد ان تتحسن احوالي, فلم يعيرا ما قلته ادني اهتمام, ولم اتراجع عن موقفي. وسافرت غير عابئ بتوسلاتهما, وتسلمت العمل تحت الاختبار في الجهة الاجنبية, وقبل ان تنتهي فترة التأشيرة جددوها لي, وشيئا فشيئا حصلت علي الاقامة. وحرصت علي كتابة خطاب الي اسرتي كل اسبوع اطمئنهم فيه علي حالي حيث لم تكن توجد وقتها تليفونات في المنطقة التي نسكن بها, وليس لنا اقارب اتواصل من خلالهم مع اسرتي, وكنت اتلقي كل عدة أسابيع خطابا بخط اختي, واستمررنا علي ذلك شهورا ثم اخذني العمل وانشغلت بحياتي وانتقلت للاقامة في مسكن جديد, وتعرفت علي فتاة من البلد الذي اعمل به, وربطتنا قصة حب, وتزوجنا.. وكنت وقتها قد حصلت علي جنسية هذه الدولة, وبعد عام رزقنا الله بطفلة جميلة حرصت علي تربيتها علي عاداتنا وتقاليدنا المصرية, لكن بصمات امها عليها ظلت هي الاكثر تأثيرا بحكم انها تقضي معها الوقت الاكبر, ولم اهتم في البداية بذلك, وانشغلت بعملي الذي أخذ كل وقتي, وحرصت علي ان اقضي عطلة نهاية الاسبوع بصحبتهما.. وكبرت البنت ووصلت الي سن الخامسة عشرة, ولا تسألني كيف مرت هذه السنوات الطويلة وأنا منهمك في العمل ولم اهتم بمراسلة اسرتي او حتي افكر في زيارة مصر ولو مرة واحدة؟ وجاء اليوم الذي لم اعمل له حسابا, أو قل لم يخطر لي علي بال, اذ فوجئت بابنتي وقد جاء معها شاب قالت لي أمها إنه صديقها, فسألتها عما يريد, فقالت انه سيبيت معها فجن جنوني, وطردته من البيت, وانهلت علي ابنتي ضربا, وركلا بالاقدام, وصرخت من أعماقي وأنا ابكي بحرقة كيف تفعلين ذلك وانت فتاة مسلمة لابد ان تتزوج من مسلم زواجا شرعيا.. ومضيت اقول لها بصوت عال إذا كان متمسكا بك عليه ان يشهر اسلامه ويتزوجك.. هذا هو شرع الله.. ثم وجهت كلامي الي امها التي لم تفهم ما اقول: لقد تزوجتك وانت علي دينك لان من حق المسلم ان يتزوج كتابية من اهل الديانات السماوية الثلاث ولكن المسلمة لا تتزوج الا مسلما.. كما ان علاقات الصداقة القائمة علي المعاشرة بلا زواج محرمة ولن أقبلها فلم تقتنع بكلامي واخذت البنت وحررت لي محضرا في قسم الشرطة, فتركت لهما المنزل وانتقلت الي مسكن آخر وانطويت علي نفسي اجر أذيال الخيبة والندم! وساءت حالتي النفسية والصحية, وانعكس ذلك علي عملي فاضطررت الي طلب اجازة لمدة شهرين, وجئت الي مصر قاصدا اسرتي التي لم ارها منذ خروجي منها, وابي وامي واختي غاضبون مني.. وعندما وطئت قدماي ارض قريتنا وجدتها قرية غير التي عشت فيها, وقابلني اناس غير الذين عرفتهم, ولم استطع الوصول الي منزلنا بعد ان تغيرت كل المعالم, واقتربت من احد الاهالي وعرفته بنفسي وسألته عن اسرتي. فنظر الرجل الي بدهشة وقال الله يرحم اباك وامك. فقد ماتا منذ سنوات طويلة. أما اختك فقد تزوجت وسافرت مع زوجها, ولا يعرف احد لها مكانا. سمعت كلمات الرجل التي نزلت علي كالصاعقة, وأنا في ذهول.. يا إلهي ماذا فعلت؟! كيف سرقني الزمن؟.. وكيف اوصلتني اطماعي وأنانيتي الي ما أنا فيه الآن من حسرة وكمد؟.. فقد مات ابي وأمي غير راضيين عني بعد ان تخليت عنهما في الوقت الذي كانا يتطلعان فيه الي ان اساندهما علي شظف العيش ومرض ابي.. انني لن اسامح نفسي ابدا علي هذا الجرم الذي اقترفته في حقهما.. ثم اين اختي وكيف اصل اليها؟.. ومن لي في هذا العالم الآن؟ إنني حائر يا سيدي, ولا ادري ما هو القرار المناسب لحالتي؟.. هل اقدم استقالتي من عملي بالخارج واعود الي مصر؟.. وإذا فعلت ذلك هل سأعيش وحيدا بين جدران شقة استأجرها أو اشتريها. ولا احد يعلم عني شيئا وأحيا غريبا في وطني بلا اهل أو اقارب.. ام اسافر من جديد واتقوقع علي نفسي ويكون منهجي من العمل الي البيت, ومن البيت الي العمل ثم كيف استعيد ابنتي التي أوغرت امها صدرها تجاهي, واتهمتني بالتطرف والغباء. لانني اريد الحفاظ عليها؟.. صحيح ان أمها هي التي ربتها علي مبادئ الغرب التي تقر الصداقة بين الشاب والفتاة لدرجة المعاشرة الزوجية.. برغم إخباري لها بأن ذلك يتنافي مع تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا لكني أتحمل المسئولية الكاملة عما وصلت إليه. وكم تمنيت الموت قبل ان اصل الي هذه اللحظة القاسية التي قلبت حياتي رأسا علي عقب, واحالت حياتي الي جحيم. أعلم يا سيدي انني احصد جزاء عقوقي لابي وامي اللذين لم يعرفا طعم الراحة وظلا يعلقان الامل علي لكني خذلتهما, وها أنا افيق بعد ان خسرت كل شيء, وتكاد شمس حياتي أن تأفل ـ فهل من سبيل لتدارك ما فات فالقي الله وهو راض عني؟ >>.. وأقول لكاتب هذه الرسالة: الرجل الذي يفكر في نفسه فقط.. رجل تدعو حاله الي الرثاء ـ إنه أمي النفس بغض النظر عن مدي تعليمه. كما يقول د. نيكولاس بتلر.. والحقيقة انك سرت حياتك كلها بهذا المنطق المعوج, فكان طبيعيا ان تصل الي ما وصلت اليه, حيث فكرت في نفسك فقط حين تركت اباك يعمل ويكدح في المزارع والحقول وحده دون ان تسعي إلي مساعدته حتي ولو لم يطلب ذلك, وكان الواجب عليك ان تنهض من تلقاء نفسك لتقديم يد العون اليه احساسا منك بقيمة عطائه لكم ومعاناته من اجلكم خصوصا وانت تعترف بأن زملاءك كانوا يساعدون آباءهم امام ناظريك, لكنك اقنعت نفسك بان العمل معه ولو لمدة ساعة واحدة يوميا سوف يضيع عليك بعض الوقت مع أن كل العباقرة والناجحين ولدوا في بيئات كادحة, فعرفوا طريق النجاح.. أما انت فكان طريقك نحو الانانية وانحصار تفكيرك فيما يعنيك وحدك, ثم تماديت في ذاتيتك بقطع كل صلة لك باهلك بعد ان استقرت أوضاعك في الخارج, ولم تعبأ بحاجة ابويك اليك معنويا قبل حاجتهما ماديا, فماتا حسرة وكمدا علي ما آلت اليه احوالهما بينما انت غارق في أنانيتك, ثم تزوجت دون حسابات دقيقة من سيدة اجنبية تركت لها التصرف في حياة ابنتك, فصار طبيعيا ان تكون علي شاكلتها بكل عاداتها وتقاليدها. حدث كل ذلك وانت لاتدري, او ربما كنت تدركه في عقلك الباطن لكنك لم ترد ان تصدقه.. ولان البناء الهش يسقط ولو بعد حين. فقد جاءتك اللحظة القاسية التي لم تحسب حسابها, فافقت من غيبوبتك علي الحقيقة المرة من تفكك اسرتك ووقوع ابنتك في فلك صديقها برعاية امها, وموت ابويك, وهجرة أختك الوحيدة مع زوجها إلي مكان لايعرفه الجيران الي جانب انه ليس لكم اقارب من الممكن سؤالهم عما حدث خلال غيابك الطويل. إن الانانية التي سيطرت عليك سادها الطمع, فالاخلاص للنفس يعني الاخلاص للعمل والاهل, وهو سلسلة متصلة من نور لاينطفئ أبدا, لكنك لم تقر هذا المبدأ الذي يوازن بين المتطلبات الشخصية والاسرية, واخترت الطريق الاسهل الذي يحقق غاباتك ناسيا أو متجاهلا انه ليس الطريق الصحيح. والآن وبعد ان تكشفت كل هذه الحقائق عليك ان تتوقف امام الماضي لا لكي تستعيده وتعيش آلامه, ولكن لكي تتخذ منه نقطة الانطلاق الي المستقبل فتستفيد من الاخطاء, وتمضي قدما نحو الطريق القويم الذي يرضي الله, ويجعلك هادئ النفس مطمئن البال.. فبالنسبة لأبويك الراحلين بامكانك ان تدعو لهما بالعفو والمغفرة, وان يتجاوز الله سبحانه وتعالي عن عقوقك لهما.. وان تقيم صدقة جارية علي روحيهما وعليك ان تتأسي بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.. وان تحاول ايضا ان تصل اختك واتصور انك لو بذلت بعض الجهد بالسؤال عنها في محيط قريتك فسوف تعرف مكانها وتزورها وتسترضيها وعليك ان تتذكر دائما ان صلة الرحم من أهم ما اوصانا به الرسول الكريم, ونأتي الي المحور الرئيسي لمشكلتك الذي زلزل كيانك, وهو ابنتك فيمكنك ان تتبع معها منهجا مختلفا بعيدا عن املاء القرارات الذي لايصلح في حالتك ابدا, وهو ان تحاول مد جسور التواصل مع زوجتك فتكون هي حلقة الوصل معها, وان تشرح لها انك لاتمانع ابدا في ارتباط ابنتك بصديقها, وتعتبر علاقتهما زواجا فيه اشهار بين الناس حتي وان لم يتم توثيقه بشرط ان ينطق بالشهادتين لانها تدين بالاسلام, ولا يمكن لغير المسلم ان يتزوج مسلمة, فالطبيعي انها مسلمة باعتبار انك مسلم, وقل لها ايضا انك ارتبطت بها وهي علي ديانتها لانه يحل للمسلم ان يتزوج من كتابية من اهل الديانات السماوية الثلاث. واعتقد انك لو سعيت للقاء هذا الشاب بعد ما حدث وناقشته في هذا الامر فسوف يعمل من تلقاء نفسه علي تقريب المسافات باعلان اسلامه أو الانصراف عن ابنتك, فهكذا يكون العقلاء دائما. وأرجو ان تكون قد استوعبت الدرس فلا تنشغل بعملك عن حياتك وأسرتك فيما تبقي لك من عمر في هذه الدنيا, ولتواصل عملك وسعيك موازنا بين اقامتك في الخارج ورعاية اسرتك التي تأمل أن تعود اليك في اسرع وقت, والتواصل مع اختك في مصر حين تلتقي بها قريبا بإذن الله. |
| | | ابن الأصول عضو جديد
عدد الرسائل : 42 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6039 ترشيحات : 0 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 1/6/2012, 13:01 | |
| الأعياد الزوجية أنا صاحب رسالة الجوانب المضيئة التي نشرها لي الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رحمه الله, وتحدثت فيها عن فقداني في طفولتي أمي فجدتي فأختي ثم زوجة أبي الطيبة,وجدي وعمي رحمهم الله, وهم الذين تولوا تربيتي. وعشت بفقدانهم حالة اكتئاب وخوف من المجهول ثم أصبت بأمراض عديدة في أذني وعيني وكبدي ثم معدتي, وواجهت ظروفا اقتصادية صعبة.. وأعرض عليك تطورات ماحدث لي, إذ أكرمني ربي تعويضا عن آلامي وعذابي بزوجة صالحة وجميلة تساعدني وتوجهني, وتلجأ إليها أخواتي وزميلاتها إما للمساعدة أو الاستشارة دون أن تتأخر عنهن, أو تمل من زياراتهن فبيتنا عامر كل يوم بالضيوف. وقد ابتدعت نظاما للاحتفال بأعيادنا الأسرية تقديرا لها وتخفيفا عنها, وأدونها في أجندة جديدة مع مطلع كل عام حتي لا أنساها.. وهذه الأعياد هي: عيد الرؤية أول مرة رأيتها فيها, وعيد الطلب يوم أن تقدمت لطلب يدها من أبيها, وعيد الموافقة يوم أن وافق والدها علي طلبي, وعيد الخطبة, وعيد المكالمة الذي يوافق أول مكالمة تليفونية بيننا وعيد الخروج أول مرة خرجنا فيها معا برفقة والدتها.. وعيدا ميلادها وميلادي, وعيد الزواج وترتدي فيه ملابس الزفاف فتبدو كأنها في حفل تنكري بعد أن ضاقت عليها نظرا لزيادة أوزاننا, وعيد الحمل الأول, وعيد ميلاد الأبناء نورهان ـ آية ـ يوسف, و عيد الخصام, أول مرة تخاصمنا فيها, وهو أصعب عيد وأكثرها كوميديا حيث نظل من المغرب الي العشاء متخاصمين تمثيلا, ويقاوم كل منا نفسه حتي لا يكلم الآخر, ونظل نضحك ونحن ننظر الي بعضنا بغير كلام, وهذه الفترة تمر كأنها شهر وليست ساعة فنكتشف أن كلانا يكن للآخر حبا كبيرا.. و عيد الخناقة وهو يوافق أول مرة تشاجرنا فيها بعد الزواج, وبسبب ضياع قميصي حيث أقوم باخفائه وأفتعل الخناقة تمثيلا حتي نجده في مشهد كوميدي جميل.. ويبقي أنني أتصل بها يوميا في الصباح للغزل أو المعاكسة ثم بعد انتهاء العمل لشراء مستلزمات البيت. وأدعو كل زوج أن يحتفل بهذه الأعياد أو مايشبهها ولو لمدة ساعة للتخفيف من أعباء الحياة علي زوجته, فإذا كان ماتبقي من العمر قليلا تكون قد تركت لها ذكري طيبة وإن طال العمر فإنك سوف تستمتع بكل لحظة فيه.. وأدعو كل زوجة الي الصبر علي ظروف زوجها المالية والصحية فتزداد الدنيا جمالا ومتعة وتنسي آلامها ويبارك الله في أولادهما وصحتهما.. والحقيقة أنني أداوم علي ذلك منذ عشر سنوات بالرغم من ظروفي الصحية والاقتصادية, فأنا أعمل رئيس حسابات في إحدي الشركات وأتقاضي مرتبا قدره تسعمائة جنيه لاغير, وهو لا يتناسب مع شهادات الخبرة التي نلتها وعددها عشرون شهادة, وقد خسرت الكثير في مشروع صغير كلفني مبالغ كبيرة استدنتها وبعت مصوغات زوجتي, وقد دخلت في جمعيات عديدة لتوفير مبلغ لإجراء عمليتي دوالي في قدميها, فإذا بها تدفعه لعلاجي وتؤثرني علي نفسها. ولم تنسني آلامي أبدا أن أسدد ديني الأكبر لها وهو حقها في السعادة وأرجوك وقراءك أن تدعوا لنا دعاء خالصا بالشفاء والستر. >>.. وأقول لكاتب هذه الرسالة: ماأجمل وأعظم الزيجات القائمة علي التفاهم والايثار فيؤثر كل من الزوجين الآخر حتي ولو كان به خصاصة, فما فعلته مع زوجتك, وما فعلته هي معك في علاجك بالمبلغ الذي ادخرته من أجلها هو دليل الحب الواعي والصادق, وبرهان الاختيار الصحيح لشريكة الحياة. ولقد توقفت كثيرا عند الأعياد الزوجية التي ابتدعتها لإسعاد زوجتك وتذكيرها الدائم بحبك لها, والتأكيد علي الروابط المتينة التي تجمعكما, وتمنيت لو أن كل زوجين جعلا لهما أعيادا مماثلة في التواريخ المحفورة في ذاكرتهما, فتتجدد السعادة, وتتعمق الألفة والمحبة بينهما. وأتمني من الله العلي القدير أن يكتب لكما الشفاء, وأن يقيلكما من عثرتكما المادية فتسددان ديونكما, وتواصلان معا مشوار الحياة إلي النهاية بنفس هذه الروح الجميلة والله المستعان. |
| | | ابن الأصول عضو جديد
عدد الرسائل : 42 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6039 ترشيحات : 0 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 1/6/2012, 13:02 | |
| فتي الأحلام أنا فتاة عمري ستة وعشرون عاما, وأشعر منذ صغري أنني أقل من بنات جيلي, وكنت دائما هادئة ومنطوية وراضية بقدري, كما كنت أراني غير جميلة مقارنة بزميلاتي, ولم أهتم أبدا بمظهري نظرا لتربيتي الجامدة التي تراها أمي التربية السليمة للبنات. وركزت اهتمامي علي الدراسة فتفوقت وتخرجت في كلية التربية وعملت معلمة باحدي المدارس الثانوية.. ولم يتغير منهجي في الحياة, ولم يحاول أحد الاقتراب مني وإن ظللت أحلم بالحب والارتباط مثل كل البنات.. وقد لاحظت اهتماما زائدا من أحد تلاميذي, ولا أنكر أنني كنت أرتاح لوجوده بجانبي في فترة الدراسة, واعتبرته صديقا لي, وهو يتمتع بشخصية قوية برغم أنه يصغرني بسبع سنوات.. وقد كتمت مشاعري ولم أبح بها لأحد, حتي هو شخصيا كنت أصده بسبب فارق السن بيننا. وفي ذلك الوقت تقدم لخطبتي شاب كان يرسم الطيبة والتدين علي وجهه فوافقت عليه, وأعلنا الخطبة, وعلم تلميذي بها فساءت حالته, وكان في الصف الثالث الثانوي, ولم أجد بدا من الانتقال من المدرسة التي أعمل بها الي مدرسة أخري.. ونجحت في الاندماج مع خطيبي لكنني بعد أسبوع واحد وجدته يفتعل المشكلات, ولم أتحمل هذا الوضع أكثر من ثلاثة أشهر حيث فسخنا الخطبة, وساءت نفسيتي كثيرا, وتغلبت بعد عناء علي أحزاني بمساعدة الأهل والصديقات.. وعاد صديقي الطالب الي حياتي من جديد, وصارحني بحبه ورغبته في الارتباط بي, ثم فوجئت بوالدته تحدثني في ذلك وتقول إنها ليس لديها اعتراض علي ارتباطنا.. ولكن علي انتظاره أربع سنوات حتي يتخرج ويعمل.. فهل يمكن لهذا الحب أن يحيا ويري النور ؟! >>.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: ماهذا التخبط الذي يسيطر عليك حتي إنك أصبحت أسيرة لأوهام وخيالات مريضة, وتتخذين خطوات من تلقاء نفسك إمتثالا لرغبة داخلك لا يقابلها مايعضدها من عوامل النجاح والاستقرار, فلقد تصورت خطأ أن علاقتك بتلميذ في المرحلة الثانوية يمكن أن يكتب لها النجاح, وهذا خطأ كبير بالاضافة الي أنه غير جاد في طلبه.. ولو كانت أمه جادة حقا في طلبها يدك لتقدمت رسميا مع أبيه إلي أهلك. فالكلام في الشارع أو عبر التليفون لا قيمة له.. كما أن أناسا يسلكون هذا المسلك لا يؤمن لهم جانب, ولا تستقيم معهم حياة. وهذه العلاقة حتي لو انتهت بالزواج, فإنه سيكون زواجا فاشلا ان آجلا أو عاجلا.. ولا يمكن آن نسمي علاقتكما حبا, فهي مجرد إعجاب سرعان ماتزول آثاره بعد أيام من الزواج, ويبقي الأهم بالنسبة لك, وهو أن تختاري من يناسبك, وسوف تجدين فتي أحلامك بهدوئك والتزامك وأخلاقك, فليس بالخلاعة والمظاهر الكاذبة تجد البنت العريس الذي تتمناه, وإنما تظل الأخلاق والتربية السليمة والعلاقات الطيبة مع الآخرين هي الأسس الراسخة للزواج الناجح.. وليس معني فسخ خطبتك أنك بلغت نهاية المطاف, فالحياة تجارب ومادمت لم تخسري شيئا من هذه الخطبة فلماذا لا تضعينها في حجمها الصحيح؟ إن الفرصة المناسبة لم تأت بعد.. وعليك فقط الانتظار وحسن الاختيار |
| | | صافى شان مشرف
العمر : 31 عدد الرسائل : 2966 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 11309 ترشيحات : 34 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/6/2012, 23:39 | |
| الرحلة الحزينة!
أنا سيدة تجاوزت الستين من عمري.. نشأت في أسرة متدينة لأب من كبار علماء الأزهر الشريف, وأم ربة منزل كرست حياتها لبيتها وأولادها.. وتربينا علي مكارم الأخلاق وعزة النفس, وعشنا دفء الحب والحنان والمودة والرحمة.
ومضت بنا الحياة هادئة ونحن راضون دائما بما قسمه الله لنا, ثم تزوجت وانتقلت إلي إحدي محافظات الصعيد, كما تزوجت شقيقتي ـ محور رسالتي إليك ـ من رجل فاضل أنجبت منه بنتين وولدين تفوقوا جميعا في كلياتهم, وبعد تخرج البنتين لفتتا نظر الشباب بجمالهما وأخلاقهما, فتقدم لهما الكثيرون, وزوجتهما الأسرة لمن رأتهما أكثر أدبا وأخلاقا الواحدة تلو الأخري, ثم تخرج الابن الأكبر الذي يليهما في كلية الزراعة, وحصل علي دبلوم الدراسات العليا, وبدأ في إعداد الماجستير وعمل بجهة مهمة, وكثيرا ما حدثني عن آماله وتطلعاته, ووجهه يفيض دائما بالبشر والسرور.. وتخرج بعده الشقيق الأصغر في كلية مرموقة بتقدير ممتاز وأصبح معيدا ثم تدرج في السلك الجامعي بسرعة حتي أصبح أستاذا.. واستقرت حياتهم ولم يعكر صفوها شيء لعدة سنوات, ثم مرض زوج أختي مرضا قصيرا رحل بعده عن الحياة, ولم تتحمل أختي الصدمة فانزوت في ركن بالمنزل, وصار الصمت هو ملاذها علي غير عادتها, وطالت فترة انعزالها عمن حولها, ولم نفلح في أن نعيدها إلي سيرتها الأولي, فإذا سألناها عن شيء لا تتذكره, وأصبحت تنظر إلينا باندهاش ثم تتمتم بكلمات غير مفهومة, وأخذها ابنها الأكبر إلي أكثر من طبيب, وكانت الصدمة أنها أصيبت بالزهايمر, وحذرنا كل المعالجين لها من خطورة تحركها وحيدة في المنزل, فقد تؤذي نفسها بآلة حادة, أو قد تشعل النيران بطريق الخطأ, أو تخرج إلي مكان غير معلوم.. إلي غير ذلك من التصرفات اللاإرادية.. وهذا ما حدث بالفعل في أحد الأيام حيث كان ابنها الأكبر في عمله واتصل به الجيران وأخبروه بأن والدته خرجت بمفردها, ولم تفلح جهودهم في إقناعها بالعودة إلي المنزل, فعاد مسرعا وظل يجوب الشوارع والدموع تنساب من عينيه خوفا من أن يكون قد أصابها مكروه, وحزنا علي ما وصلت إليه أحوالها بعد أن كانت تتميز بالحكمة ورجاحة العقل. وجمع إخوته وناقشهم في الأمر, وتحدث أخوه الأصغر الأستاذ بالجامعة قائلا إنه تلقي عقد عمل في إحدي الدول العربية بمرتب كبير, وأنه سيرسل مبلغا كل شهر لرعاية والدته, وكذلك فعلت أخته الكبري التي سافرت مع زوجها أيضا إلي الخارج بعقد عمل لا بأس به.. وشرحت أخته الصغري ظروفها القاسية حيث أصيب زوجها بعدة أمراض في وقت واحد, وأصبح قعيد الفراش وهو موظف بسيط يوفر قوت أولاده بالكاد, وبقيت المشكلة الكبري من يخدم أمهم ويراعيها إذا انصرف كل منهم إلي حاله.. وهنا قرر الابن الأكبر أن يستقيل من عمله ويتفرغ لرعاية والدته, فشكره إخوته علي هذه التضحية الكبري بمستقبله وأكد له شقيقه الأصغر أنه سيسعي مع أخته الكبري لإقامة مشروع صغير له يدر عليه دخلا يعوضه عن دخل الوظيفة.. وهنا قاطعهم قائلا بأنه مهما فعل فلن يوفي أمه مثقال ذرة من عطائها الوفير, فانخرط الجميع في البكاء وتعاهدوا علي أن يظلوا يدا واحدة معتصمين بحبل الله. ولم تمض أيام حتي تزوج أخوه من إحدي بنات معارفنا, وسافر إلي الخارج, وبدأ هو مهمته مع والدته, وصار كل شيء بالنسبة لها حيث يلازمها ليل نهار, يعد لها الطعام ويذهب بها إلي الطبيب, ويحاول أن ينعش ذاكرتها ببعض الأحداث والذكريات الجميلة أيام جده العالم الكبير. وحرصت علي زيارتها كلما تيسرت لي الظروف, ولمست عن قرب الجهود المضنية التي يبذلها من أجلها والعبء الكبير الذي يتحمله راضيا من غير شكوي أو أنين دون أن يساعده أحد في مهمته الجليلة, فلقد تولي غسل الملابس, وطهي الطعام, وترتيب زيارات الطبيب.. إلي غير ذلك من لوازم الحياة اليومية.. وفي لقائنا معه في الإجازة الصيفية فاتحناه في الزواج فرد علينا متسائلا: ومن هي التي تقبلني بظروفي, وتساعدني في رعاية أمي بنفس راضية, فاستعرضنا بنات الجيران والأهل ووجدناها, وهي ممن قال الله عز وجل عنهم ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ورتبنا لها لقاء معه شرح فيه كل صغيرة وكبيرة تتعلق بحياته وظروف والدته, فرحبت بلا تردد, وأكدت له أن حماتها ستجد ابنة ثالثة لها, وبالفعل كانت لها أكثر من ابنة, بل ولا أبالغ إذا قلت إنها كانت حسنة الدنيا لها من الله عز وجل, فلقد رعت أختي عن طيب خاطر, وظلت تتناوب معه ورديات الليل والنهار, وتجلس دائما بالقرب منها حتي إذا شعرت بأنها تريد شيئا, أو شكت من ألم ما, تهب من فراشها لتجيب لها طلبها في الحال. ووالله لا أبالغ إذا قلت إن أيا منهما لم ينم أكثر من أربع ساعات يوميا, ولم يقضيا شهر عسل مثل كل العرسان, أو يخرجا في نزهة ككل الشباب, وقدما لها هذا العطاء بلا ضجر ولا تأفف, بل إنه ظل حبيس المنزل لا يغادره إلا لإحضار علاج لها أو شراء متطلبات المنزل.. والمدهش حقا هو ما تتمتع به زوجته من روح جميلة, فلقد عاملت أختي كأنها طفلة بكل بشاشة وحنان وصبر يفوق طاقة البشر وكانت تضرب لها الطعام في الخلاط, وتسقيه لها بيديها لأنها لم تكن تستطيع المضغ. وذات يوم جاءه هاتف في منتصف الليل يخبره بأن شقيقه مات في حادث سيارة بالبلد الذي يعمل به, تاركا زوجته وطفله الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات يواجهان معترك الحياة.. المكالمة كانت قصيرة, لدرجة أنه لم يتبين من الذي اتصل به, فسقط علي الأرض مغشيا عليه, وظل يردد بصوت عال لا إله إلا الله, وتحول المنزل إلي مأتم.. ولم تعرف أختي ماذا حدث, وإن ظلت تبكي لبكاء من حولها في مشهد حزين أعجز عن وصفه. وبرحيل الشقيق الأصغر انقطع المورد الرئيسي لدخل الأسرة المسكينة, وتحملت الشقيقة الكبري المهمة كاملة, وشجعها زوجها علي استكمال رسالتها النبيلة.. وقبل أن يفيق ابن أختي من صدمة موت شقيقه, شكت أخته الكبري من بعض الآلام, فأخذها بصحبة زوجها إلي مستشفي شهير حيث أجريت لها فحوص شاملة كشفت عن إصابتها بالمرض اللعين الذي نهش جسدها دون أن تدري حتي تمكن منها, ولم تفلح جلسات العلاج الكيماوي في الحد من انتشاره, وضعفت عضلة القلب, وأصيبت بجلطة في ساقيها, وبرغم كل هذه الآلام تمسكت بعملها لمساعدة والدتها. وقبل شهرين فقط ذبلت أختي تماما ولم تستطع مجرد النهوض من الفراش, وظللنا حولها ثلاثة أيام كاملة, إلي أن لفظت أنفاسها الأخيرة, ورحلت عن الحياة بعد خمسة عشر عاما من المرض العضال, وخيم السكون علي المنزل. ورحت أستعيد ذكريات السنين, وأتأمل حالة أسرة أختي, وما انتهت إليه, وحال ابنها الأكبر الذي ضحي بعمره ومستقبله من أجل السهر علي راحتها, فلقد بلغ من العمر سبعة وأربعين عاما, وهو الآن بلا عمل ولا دخل, وتأبي نفسه الشكوي لأحد, ومازال قويا جسورا, وكلما تذكرت شريط رحلته الحزينة يبكي قلبي قبل عيني.. ووالله لو استطعت أن أقطع جسدي, وأعطيه له قطعة بعد أخري لما ترددت, فهو مثال نادر للابن البار بأمه وأهله وعشيرته. وإنني أتعجب حقا من الأبناء الجاحدين العاقين آباءهم وأمهاتهم, ولا أدري كيف تطاوعهم قلوبهم فيبتعدون عن أهلهم بالسنين حتي إذا أفاقوا من غيهم يجدونهم قد فارقوا الحياة, كما حدث لكاتب رسالة اللحظة القاسية.. وأقول لهؤلاء: إن جزاء البر بالوالدين عند الله عظيم, وما قدمه ابن أختي من تضحية لمساندة أمه في محنتها سوف يكون في ميزان حسناته, وأسأله سبحانه وتعالي أن يكتب له الراحة والطمأنينة وهدوء البال, وأن يثيبه من فضله وكرمه, فيهنأ بزوجته المطيعة الطيبة, وأن يوفقه إلي عمل مناسب يعوضه عن رحلة الشقاء والتعب التي خاضها غير مبال بأي شيء إلا راحة أمه, وأن يرزقه وزوجته ذرية صالحة تؤنس وحدتهما وتكون لهما عونا علي متاعب الحياة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. {{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لقد أدرك ابن شقيقتك منذ البداية أن الأم هي كل شيء في الوجود إن لم تكن الوجود نفسه, ولذلك اختارها علي كل إغراءات الدنيا, فاستقال من عمله, وكرس لها حياته, واشترط علي زوجته أن تشاركه حمل همها, وعمل بمقولة جان جاك روسو لو كان العالم كله في كفة.. وأمي في كفة.. لاخترت أمي. وحينما اتخذ قراره المصيري بالاستقالة من عمله لهذا الهدف النبيل كان مطمئنا لحسن العاقبة, واثقا من طيب المصير, راضيا بقضاء الله, وهو يعلم يقينا أنه عز وجل يوجهه إلي حيث يرضي, فالخضوع للأم وإرضاؤها هو السبيل إلي حياة تملؤها القناعة ويحوطها الاطمئنان. وهو عندما فعل ذلك كان علي يقين من أن السعادة, ليست في الثراء, وإنما في القلب برضاه وإشراقه وأنسه, وأدرك أن التواصل مع الله هو أعظم ما يملكه العبد فينال مغفرته ورضوانه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. فطوبي له بعد صبره علي ما تعرض له من ابتلاءات, وطوبي أيضا لأخته الوفية النقية التي مازالت تسهم في رعاية أسرة أخيها وهي في أشد الحاجة إلي العلاج باهظ التكاليف, وما كانوا ليصلوا إلي هذه الدرجة من العطاء والحب إلا بالتربية الصالحة في البيت الكبير العامر بالإيمان.. وليعلموا جميعا أن الله مع الذين اتقوا فيما هم فيه من البلاء وأنه سوف يشفيهم من الداء ويحفظهم في البأساء والضراء.. ولا تيأسوا من روح الله فإن فرجه قريب وكرمه واسع, وعلي الله فتوكلوا وفوضوا أمركم إليه وارضوا بكفايته واطمئنوا لرعايته. إن الإنسان يا سيدتي, مهما بلغت حدة مشكلته أو بلواه, قوي بمعية الله والاعتصام به والتوكل عليه, بعد الأخذ بالأسباب, ومن هنا فإن علي ابن أختك بعد رحلة الكفاح الرائعة التي كان أهلا لها أن ينظر إلي تباشير الصباح الذي سيأتيه قريبا فتفتح له باب الأمل والتفاؤل, وتدفعه إلي مواصلة حياته من جديد, فمثله لا يشقي له جانب, وسوف يجد من يقدره وينزله منزلته الجدير بها في عمل مناسب يواصل به عطاءه مستشرفا غدا جديدا كله خير. أسأل الله أن يديم عليكم هذا الحب الفياض, وأن يكتب لكم التوفيق والسداد.. وهو وحده المستعان.
|
| | | صافى شان مشرف
العمر : 31 عدد الرسائل : 2966 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 11309 ترشيحات : 34 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 15/6/2012, 23:44 | |
| الزوجة العنيدة
أكتب إليك بعد أن ضاقت بي السبل ولم أجد أحدا أصرح له بما في نفسي من أقارب أو معارف لعلي أجد عندك كلاما طيبا تهدأ به نفسي ونصيحة صائبة تنقذ بها بيتي وحياتي الزوجية من الانهيار.
فأنا رجل أبلغ من العمر تسعة وأربعين عاما نشأت في أسرة مكونة من أب وأم وأخ يصغرني بأربع سنوات. وكان أبي موظفا مكافحا ارتقي سلم الوظائف الحكومية حتي خرج إلي المعاش بدرجة وكيل وزارة وبذل كل جهده لتربيتنا وتعليمنا في مدارس لغات وتخرجنا في إحدي كليات القمة وعملنا في شركات مرموقة نتيجة رضاء أبي وأمي عنا, وتزوجت منذ أربعة وعشرين عاما من ابنة عمي التي تصغرني بستة أشهر فقط ورزقنا الله بثلاثة أبناء بعد ست ســـــنوات من الزواج, وانشغلنا بالأطراف الجدد في حياتنا بدون أن يؤثر ذلك علي سعادتنا الأسرية ولا ارتباطنا العاطفي. وسافرت للعمل في الخارج بعد سبعة عشر عاما من زواجنا وتركت زوجتي وأولادي لارتباطهم بالمدارس لمدة ثلاث سنوات وكنت أعود إليهم كل أربعة أشهر واستمررت علي ذلك خمسة عشر عاما ثم قررت العودة نهائيا بعد دخول ابني الكبير المرحلة الاعدادية وزيادة المسئولية علي زوجتي وظلت حياتنا طبيعية ولم نواجه مشكلات تذكر أو ذات تأثير ضار علي الأسرة.وبعد أن استقررت في مصر من جديد لاحظت اعتداد زوجتي برأيها واتساع دائرة معارفها وصديقاتها وبالتالي وفود ثقافات جديدة وآراء عديدة في حياتنا ووقعت مشكلات كثيرة بيننا وكانت النتيجة انني فقدت مكانتي عند زوجتي ولم يعد رأيي هو الرأي الأوحد في البيت! لقد تعودت يا سيدي طوال حياتي وحتي قبل زواجي أن أكون دائما مرجعا للآخرين وذلك لما تميزت به منذ بداية شبابي بحكمة الرأي ورجاحة الفكر بالاضافة لما اتسم به من شهامة وجدية في قضاء حوائج كل أفراد العائلة وبالتالي كنت محط أنظار واعجاب العائلة كلها. وعندما تزوجت كانت زوجتي تعلم هذه المكانة وكنت بالنسبة لها كل شيء طوال عشرين عاما قبل أن أعود من سفري لأدفع ثمن الغربة بتغيرها تماما. وزحفت إلي حياتنا مشكلات عديدة منها اسلوب تربية الأولاد, وعدم اقتناع زوجتي برأيي ورفضها وجهة نظري في بعض الأمور بالاضافة للصعوبة البالغة التي أواجهها عندما أذهب لمصالحتها فهي من فرط اعتدادها بنفسها أصبحت لا تكتفي بأن أعتذر لها عن أي تجاوز ولو كان بسيطا من جانبي بل يجب أن أقف أمامها مثل التلميذ وتبدأ في تأنيبي لماذا قلت كذا ولماذا لم تقل كذا وكان يجب عليك فعل كذا وعندما أقول لها إن تصرفي أو رد فعلي في هذا الموقف ناتج عن فكري ورأيي وتقييمي للأمر تتهمني بالدكتاتورية وعدم قبولي أي نقد! لقد وصلت إلي مرحلة عدم الرغبة في العودة للمنزل وأبحث دائما عن أي مكان أذهب إليه بعد العمل لتجنب لقاء زوجتي بل انني أفكر في زوجة ثانية أقضي معها بعض الوقت لكي لا أعود إلي المنزل.. ولولا أولادي لانهار هذا البيت ولكني أتحمل كل هذه المعاناة من أجل أن أراهم كل يوم واستمتع بوجودي معهم. واني أسألك: هل أكون مخطئا عندما أطالبها بالأخذ بنصيحة الصحابية الجليلة التي نصحت ابنتها قبل زفافها بعشر نصائح أهمها كوني له أرضا يكن لك سماء وما تحويه من أسس متينة للعلاقة الزوجية تضع علي كاهل الزوجة عبئا ثقيلا في المحافظة علي زوجها في تمهيد الحياة له وبالتالي لابد أن يكون رد فعله معها هو أن يبسط لها الظل والرعاية والحنان؟. ثم ألا يجب أن تكون الزوجة أكثر سهولة ومرونة وتسامحا وحلما من الرجل؟.. أن هذا ما رأيته في أمي من حلم وصبر وطاعة لأبي ولكني للأسف لا أراه في زوجتي.. وهذا هو السبب الرئيسي في الصدام بيننا. انك قد تحكم علي بالدكتاتورية ولن أنكر هذه التهمة ولكنني مثل أي رجل شرقي يرجو من زوجته الطاعة مادامت في غير معصية الله وفي حدود المعاملة الحسنة. فهل أنا مخطيء؟ {{.. وأقول لكاتب هذه الرسالة: الخطأ الكبير الذي يمكن أن تقع فيه هو أن تفكر في الارتباط بزوجة ثانية لمجرد وجود سوء تفاهم مع زوجتك في بعض الأمور وتمسكها برأيها علي حد تعبيرك, فمثل هذه الأمور يمكن التغلب عليها بشيء من العقل والحكمة, فلا يوجد إنسان كامل الأوصاف في كل شيء.. لا زوج ولا زوجة والواجب دائما هو أن نحاول رأب الصدع الذي قد يصيب علاقة الزوجين بالصفح والعفو, وغض الطرف أحيانا عن بعض الأمور البسيطة التي لا تؤثر علي بنيان الحياة الزوجية. وإذا كنت أطالبك بالتغاضي عن بعض هفوات زوجتك, فإنني أذكرها بوجوب طاعة الزوج امتثالا لما أمرنا به الله سبحانه وتعالي. ولنا عبرة في قصة السيدة التي كان أبوها يعاني سكرات الموت, لكنها لم تتمكن من زيارته لأنها لم تأخذ إذنا من زوجها, ومات الرجل دون أن تراه, وعندما علم رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلك, قال: لقد غفر الله لأبيها بسبب طاعتها زوجها.. إلي هذه الدرجة تكون طاعة الزوج واجبة.. وهذا أبدا لا يقلل من شأن الزوجة, وليس معناه أن تنقاد عمال علي بطال لما يقوله وانما المعني هو أن تتسع دائرة المناقشات بينهما, وأن يقدر كل منهما الآخر ويشد من أزره, فيقوي رباط الحياة الزوجية وتمضي الحياة هادئة مستقرة بالتعاون والحب ونكران الذات.
|
| | | كلنا لها عضو محترف
عدد الرسائل : 466 بلد الإقامة : مصر نقاط : 6494 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/6/2012, 01:46 | |
| صدمة العمر أنا سيدة في أوائل الأربعينيات من عمري, نشأت في أسرة مكافحة لأب يعمل باليومية وأم ربة منزل, ولي خمسة أشقاء وأنا الابنة الكبري, ويليني شقيقي الوحيد بعامين ثم أربع بنات,وانصرفت منذ صغري. إلي الدراسة, ومساعدة أمي في شئون المنزل, وتمنيت كثيرا أن يصبح لي بيت صغير وزوج طيب يحبني ويكون كل حياتي, مثل أمي التي تفتحت عيناي عليها فوجدتها تطيع أبي في كل ما يطلبه منها, ويجمعهما حب تلقائي وود عجيب, وكلما نظرت إليها لمحت في وجهها علامات الرضا والبشر والسرور وكانت دائما كخلية النحل لا تهدأ منذ الصباح الباكر حيث توقظنا لصلاة الفجر, وتعد طعام الإفطار, ثم تبدأ حملتها اليومية للتنظيف وغسل الملابس, وترتيب أشيائنا وأساعدها في إعداد وجبة العشاء. وعلي الرغم من بساطة حياتنا فإننا عشناها بسعادة, ولم نلتفت أبدا إلي حياة الآخرين, أو أننا أقل شأنا منهم.. وكبرنا والتحقت بكلية التجارة, وطرق بابي الكثيرون من شباب القرية يطلبونني للزواج, لكني كنت أؤجل هذا الموضوع كلما فاتحتني فيه أمي حتي جاء يوم سألني فيه أبي: هل تنتظرين أحدا؟ وأفهمني بهدوء شديد علي غير عادة الآباء في القري والذين لا يعرفون سوي لغة الأمر والنهي أن البنت إذا تعدت سنا معينة تقل فرصتها في الزواج المناسب, وأنه يشعر أن في حياتي شابا أريده لكنه لم يتقدم بعد, فأكدت له أنني لم أتعلق بأحد, وأترك هذه المسألة إلي ما بعد التخرج, ومرت شهور, وحلت الإجازة الصيفية ونجحت في السنة الثالثة بالكلية, وزارتنا أخت شاب يمت لنا بصلة قرابة وقالت إن شقيقها يريد الارتباط بي, وهو خريج نفس كليتي ويكبرني بنحو ثماني سنوات, وبني منزلا خاصا به, وتزوج إخوته جميعا, وصار لكل منهم حياته وأسرته بعد رحيل أبويهم عن الحياة. وبالطبع كنت أعرف الكثير مما قالته بحكم القرابة, ووجدتني أوافق عليه بلا تحفظ وتمت خطبتنا في حفل عائلي, وتكررت زيارات شقيقاته لنا, ولاحظت تدخلهن الغريب في أموري, وحرصهن علي معرفة كل كبيرة وصغيرة عني, فإذا تأخرت في الكلية يسألنني عن سبب التأخير, ثم تتصل به الواحدة تلو الأخري لتقدم له كشف حساب عني, ولم أتوقف عند هذه النقطة واعتبرت تصرفاتهن معي نوعا من الاهتمام بي. أما هو فلقد أمطرني برسائل الحب التي كنت أتلقاها كل صباح علي تليفوني المحمول ويبثني فيها حبه وأشواقه, وقد جذبني بأسلوبه ورقته فتعلقت به, ورحت أترقب مكالماته لكي أسمع صوته, وأقول له من أعماق قلبي: إنني أحبك. ولما أنهيت امتحان السنة الرابعة أبلغني أنه حصل علي إجازة لمدة شهرين, وأعد كل شيء للزفاف ولم تمض أيام حتي كنت في بيت الزوجية, ولا أستطيع أن أصف تلك اللحظة التي كانت أجمل لحظة في حياتي, ووجدت زوجي في الواقع كما رسمته في خيالي.. فهو زوج حنون, ومثقف وواع, وتربطه علاقة ممتازة بكل من حوله, ويستشيره الأهل والأقارب في أمورهم ويجدون لديه الملجأ والملاذ من همومهم وآلامهم. ومر الشهران كأنهما يومان, وحانت لحظة السفر فبكيت كما لم أبك في حياتي, ورجوته ألا يغيب عنا, وأن يرسل لي تأشيرة زيارة لكي أكون إلي جواره فوعدني بأن يبذل أقصي ما في وسعه لتحقيق طلبي, وبعد سفره بأسابيع وجدتني حاملا في ابنتي الكبري وفرحت كثيرا بأنني سأصبح أما, وأبلغت زوجي فطار هو الآخر من الفرح, وظللنا نعد الأيام والليالي حتي وضعت مولودتي الأولي في نفس يوم وصول زوجي من الخارج في إجازته المعتادة. وصارت هي كل حياتي وكرست لها جهدي وسافر زوجي دون أن أفاتحه في مسألة سفرنا إليه واعتبرت أنه حلم مؤجل لحين استقرار أوضاعه وحتي لا أشكل ضغطا عليه.. ومضت حياتنا علي هذا النحو.. وتأقلمت عليها, وخلال ثماني سنوات حملت أربع مرات وأنجبت ولدين وبنتا آخرين. وفي إحدي إجازاته السنوية لاحظت انه شارد الذهن علي غير عادته, فحاولت أن أعرف ما يدور بداخله, لكنه لم يفصح عن شيء.. وفي اليوم التالي أصيب بوعكة صحية شديدة, ونصحه الطبيب بالراحة التامة لمدة أسبوع.. وتوسلت اليه أن ينهي عمله بالخارج ويلتحق بأي عمل في مصر, أو أن يقيم مشروعا خاصا له بما جمعه من مال خلال فترة الغربة, ولكن هيهات أن يستجيب.. وما أن شعر بتحسن حالته حتي سافر وغاب هذه المرة عامين متتاليين, وحاولت في اتصالاتي معه أن اعرف سر عدم زيارته السنوية لنا فتهرب من الإجابة, وادعي أن أعباء العمل زادت عليه, وأن صاحب الشركة التي يعمل بها أسند إليه مهمة إدارتها في غيابه, وقال إن هذه المسئولية سوف تنقله نقلة كبيرة, وطلب مني أن أدعو له بالتوفيق, فرجوته أن يهتم بصحته فكنوز الدنيا لا تعوضنا عنه, فطمأنني علي أنه يتعاطي الأدوية في مواعيدها وأن صحته أصبحت علي مايرام. وكبر الأولاد وهو بعيد عنهم, وسألوني كثيرا: لماذا لا يأخذنا معه مثلما يفعل كل الآباء المسافرين فننشأ بين أحضانه ونناقش معه مشكلاتنا ونستمتع بوجودنا معه, فنقلت اليه رغبتهم لكنه غير مجري الحديث! وذات مرة ضيقت عليه الخناق, وقلت له انني أشعر بقلب الزوجة أن هناك تغيرا ما طرأ علي حياته, وهو السبب الذي من أجله لم نعد محل اهتمامه كما كنا من قبل فضحك وقال هانت.. كل شيء سوف ينتهي قريبا وأعود اليكم! ويبدو أن هذه الكلمات التي قالها لي تلقائيا كانت تخفي وراءها الحدث المفاجئ الذي أذهلني, وأحال حياتي إلي جحيم, فبعد سفره بأيام اتصل بي زميل له وأبلغني أنه سقط في مكتبه علي الأرض فور وصوله فحملوه إلي المستشفي لكنه فارق الحياة قبل أن يصل إليه, فصرخت بأعلي صوتي بـمات!.. ودخلت في غيبوبة استمرت عدة ساعات, وأسرع أولادي إلي خالهم وأبلغوه بالخبر, وأمتلأ البيت عن آخره بالأهل والجيران, وأجري شقيقي عدة اتصالات بمكان عمله لترتيب اجراءات نقل جثمانه إلي مصر, وأسهم زملاؤه المصريون مع صاحب الشركة الخليجي في إنهاء الأوراق المطلوبة, وأبلغونا بموعد وصول الجثمان إلي القاهرة. وبرغم حالتي الصحية المتدهورة منذ سماعي خبر رحيله وعدم قدرتي علي الوقوف علي قدمي فإنني أصررت علي الذهاب الي المطار لأكون في استقبال جثمانه, ولم تفلح محاولات أسرتي إثنائي عما اعتزمته, وأبيت الا أن أكون في وداع حبيبي الذي عاش غريبا ومات غريبا ووقفت في انتظار تسلم الجثمان وإخوتي يحيطون بي ويطالبونني بالتماسك. واقترب منا الجثمان راقدا في نعشه وإلي جواره سيدة ترتدي الملابس السوداء, وأنا لا أعرفها ولا تعرفني وقدمت لي نفسها بأنها زوجة المرحوم! وبدا المشهد غريبا أمام المسافرين والعائدين.. ولو انني رأيته في فيلم سينمائي لقلت ما هذا الخيال الواسع؟ لكنها وأقسم بالله العظيم الحقيقة كما عشتها.. ووجدتني أصرخ صراخا مكتوما, والكل ينظر إلي وإليها وخيم الذهول علي الجميع, وحاول اخوتي تهدئتي والتسرية عني.. وخلال الطريق الي القرية طاف بذهني شريط طويل من الذكريات منذ لحظة خطبتي ومرورا بكل سنوات عمري وصولا إلي مشهد النهاية.. وعندما وصلنا إلي مدافن العائلة انتحت هذه السيدة بشقيق زوجي وأعطته صورة من قسيمة زواجه بها, وأبلغته بأنها تريد نصيبها من الميراث, والمدهش أنها حددته بقطعة الأرض التي كان قد ورثها عن والده, والمنزل الذي أعيش فيه مع أولادي, وعندما سألها عن مدخراته من شقاء السنين نفت أنه ترك أي شيء, مدعية أنه كان يصرف كل دخله أولا بأول!! وجاءني شقيقه وحدثني بما دار معها, ولكن ليس معنا أي مستند بما يملكه من أموال, ولم أسأله يوما عن أمواله ولا أتصور أبدا أن هناك من يصنع صنيعه! لقد استعوضت ربي فيما ضاع من حقي وحق أولادي والذي أخذته من لم تتعب فيه, وأنا لا أشكو عوزا ولا حاجة, وسوف أخرج إلي العمل لكي أربي أولادي وأكمل رسالتي معهم.. ولكني أسألك: أين ذهب الحب الكبير الذي ربطني به طوال هذه السنين, وما الذي دفعه إلي الزواج من أخري وأنا معه, وكان بإمكانه أن يضمنا إليه في غربته فتكتمل سعادتنا, ويفرح به أولاده, فلقد رحل وخلف وراءه جرحا غائرا لن تندمل آثاره ما حييت, وليت الزوجات يتعلمن من تجربتي فلا يتركن أزواجهن يسافرون وحدهم أبدا, ويكن كظلهم حتي لا يتعرضن لما تعرضت له.. أما أنا فأفوض أمري إلي الله, إنه عز وجل بصير بالعباد. << ولكاتبة هذه الرسالة أقول: يختفي الحب عندما تظهر في حياة الرجل امرأة أخري تملك عليه جوارحه, وتجعله أسيرا لها فلا يستطيع الفكاك منها, وهذا هو ما حدث لزوجك بفعل عوامل الغربة وبعده عنك شهورا طويلة, فوجد في الزواج من هذه السيدة نوعا من التعويض الجسدي, وربما النفسي لوجوده بمفرده في الخارج, وأحسب أنه كان يري فيها حلا مؤقتا يرضي غريزته, فإذا بها تسيطر عليه, وتشغله عن كل ما عداها, لذلك لم يكن بمقدوره استقدامك للحياة معه حتي لا ينكشف أمره. واعتقد أنها استدرجت زوجك شيئا فشيئا حتي أوقعته في حبالها فتزوجها سرا كنوع من المتعة بحيث ينفصل عنها عندما يعود إلي مصر نهائيا, بدليل قوله وفقا لما ورد في رسالتك كل شيء سينتهي قريبا, وأعود إليكم! وهو بفعلته هذه نسي أن زواجه من امرأة أخري سوف يقلب حياته رأسا علي عقب ولو بعد حين, فالمرأة تسعي دائما للاستئثار بزوجها, ولا ترضي أبدا أن تكون رقم اثنين في حياته حتي وإن أبدت غير ذلك, وهذا هو سر استمرارها معه حتي رحيله. وإنني لم أجد فيما ذكرته أي أخطاء من جانبك يمكن أن تكون هي السبب الذي دفعه للزواج الثاني واتاحة الفرصة لمن ارتبط بها أن تستحوذ علي مدخراته أولا بأول, فلقد سعيت لاسترضائه والححت عليه أن تكوني معه لكي تعصميه من الزلل, والانسياق وراء النزوات, لكنه حسم أمره في الزواج من أخري وظل الأمر سرا حتي جاء الرحيل ليكشف ما كان يخفيه. وأري أنك بحكمتك في تصريف الأمور سوف تبنين بيتك, وتربين أولادك الذين قطعت معهم شوطا كبيرا. فلم يكن وجود زوجك بينهم سوي زائر يحط عليهم كل سنة بضعة أيام ثم يعود من حيث جاء! وعليك أن تسلمي بما أنت فيه الآن, فإذا رضيت بقدرك, هدأت نفسك وعشت مطمئنة, فالعذاب والقهر الذي تعيشينه منذ وقوع صدمة العمر قد يكون عربون السعادة التي ستأتيك في المستقبل القريب عندما يتخرج أولادك ويعملون ويتزوجون ويملأون عليك حياتك. ولست بحاجة إلي تذكيرك بأن علي الإنسان أن يتعامل مع مفاجآت الحياة, لا أن يتجمد أمامها, فمن وضع أمام عينيه الوصول إلي غاية فإنه بالغها بالصبر والكفاح فاجعلي غايتك هي تربية أولادك والوصول بهم إلي بر الأمان. أما الآلام والجراح التي تعانينها فسوف تزول بمرور الأيام لأن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر.. صحيح أن طعنة الزوج والحبيب تدمي القلب لكنها قد تقوي الزوجة وتعينها علي مواجهة الشدائد, فدعي أمر زوجك الراحل إلي خالقه, ولتعلم زوجته الثانية أن الأموال التي استولت عليها هي أموال أيتام سوف يحاسبها الله سبحانه وتعالي عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.. كما يقول عز وجل عن يوم القيامة في كتابه الكريم. أسأل الله لها الهداية, ولك السعادة والطمأنينة وطول البال, وهو المستعان.
|
| | | كلنا لها عضو محترف
عدد الرسائل : 466 بلد الإقامة : مصر نقاط : 6494 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/6/2012, 01:51 | |
| الخديعة الكبري! قرأت رسالة القلب المغلق للفتاة التي ترفض من يتقدمون إليها لأنها لم تجد من ترتاح إليه منهم, والتي تشغل نفسها بالعمل والارتقاء فيه, ودعني أقول لها بكل وضوح لا تبالي بكلام الناس..
وافعلي ما أنت مقتنعة به, فلقد كنت أتمني ألا تسمع ابنتي كلامي وتوافق علي الزواج ممن اخترته لها دون مناقشة, حيث أنها رجعت إلي مطلقة بعد وقت قصير وخاوية من كل شيء.. ودعني اشير إلي الحكاية بسرعة فانا سيدة وحيدة ليس لي إخوة, وتزوجت من رجل طيب عمل في السعودية سنوات طويلة, ومات ودفن فيها رحمه الله, وانجبت ابنا وثلاث بنات تخرجوا من الجامعات, والتحقوا بوظائف مرموقة, وتزوجت الابنة الكبري في حياة والدها.. وبعد رحيله جاء لابنتي الثانية عرسان كثيرون رفضتهم جميعا دون أن تلتقي بهم أو حتي تتيح لنفسها فرصة التعارف عليهم, وبلغ عمرها28 سنة, وتضاءلت فرص الزواج امامها. فهي لا تعمل, ولا تخرج من المنزل ولا أحد يراها.. وذات مرة حدثتني زميلة لي في العمل عن ابن عم زوجها, ورشحته للارتباط بابنتي, وشكرت لي في اخلاقه وإمكاناته, وعندما فاتحت ابنتي بشأنه رفضت بشدة كعادتها لكني أجبرتها علي القبول به, وقلت لها إنني لم أجد ما يعيبه خصوصا بعد ما بدا منه من معاملة طيبة, واستجابت لأوامري.. وأقمنا حفل خطبة, وقد حرص بعدها علي زيارتنا واشتري هدايا كثيرة لها ولأختها الصغري وحتي أختها المتزوجة وأولادها.. وتبين أنه اشتري ارضا بمبلغ تسعمائة ألف جنيه, وفيلا في جمصة, وعقدنا القران, وكتبنا المؤخر جنيها واحدا, وقلت لها الاموال لا تصنع السعادة وعند الخلاف قد تتخلي الزوجة عن كل شيء مقابل الخلاص ممن لا ترتاح إليه. ولم يمض وقت طويل حتي سافرت إليه محملة بالهدايا ردا علي هداياه, ومعها ذهبها وكل متعلقاتها.. لكني فوجئت ببكائها المرير من أول يوم سافرت فيه بسبب المعاملة السيئة التي عاملها بها منذ لحظة وصولها.. وحاولت التهدئة بينهما ونصحتها بان تتحمل المتاعب الطبيعية في بداية الزواج.. ولما استمرت المشكلات بينهما ذهبت الي بلدته لكي أرجو إخوته أن يتحدثوا معه لكي يعامل زوجته بشيء من اللين والرحمة, فاذا بي أفاجأ بانه تزوج ثلاث مرات, وأنه طلق اثنتين تزوجتا بعده واستقرت حياتهما.. أما الثالثة فمازالت علي ذمته.. علاوة علي عشرات الخطوبات الفاشلة, والغريب حقا هو أن قسيمة الزواج مكتوب فيها غير متزوج. لقد تنازلت ابنتي له عن كل شئ حتي الذهب أخذه منها مقابل تطليقها مع أنه عقد صفقة في الوقت نفسه بخمسة ملايين ريال.. إنني انصح كل أم ان تتحري عن أي عريس لابنتها بنفسها في حالة غياب الأب, فالدرس الذي عشته مع هذا الرجل قاس جدا. <<.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: بكل تاكيد ياسيدتي يجب التحري والتدقيق في اختيار الزوج, ولا يكفي بالطبع أنه قريب زميل أو صديق أو خلافه, فالزيجات القائمة علي الانطباعات تفشل دائما.. وانما لابد لنجاح اي زيجة من توافر الشروط المتعارف عليها من التوافق الاجتماعي والمادي والثقافي أيضا. والخطأ الذي وقعت فيه هو أنك اندفعت نحو اتمام هذه الزيجة لمجرد أن العريس يمت بصلة قرابة لزميلة لك.. والحقيقة أنها لم تكن أمينة معك, ولم تشرح لك ظروفه كاملة.. وانه سبق ان ارتبط عدة مرات, وان هناك زوجة مازالت علي ذمته.. وكان الواجب ان تقوموا بزيارته في منزله والتعرف علي أسرته وسؤال الجيران عنه.. وليس معني ان ابنتك كانت ترفض فكرة الزواج أنها علي حق, فالأمور لا تؤخذ بشكل مطلق, ولابد من أن يحدث حوار ونقاش مستمر بين الآباء والبنات في كل ما يتعلق بمسألة الزواج بلا حساسية للوصول إلي الزوج المناسب, فتستقر الأسرة وتمضي بها سفينة الحياة في هدوء وأمان
|
| | | كلنا لها عضو محترف
عدد الرسائل : 466 بلد الإقامة : مصر نقاط : 6494 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/6/2012, 01:55 | |
| مشاركة مني لإعجابي بالموضوع |
| | | عريس لقطه عضو فضى
عدد الرسائل : 1383 بلد الإقامة : الجيزه احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8143 ترشيحات : 5 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/6/2012, 15:12 | |
| حافة الانهيار حاولت كثيرا أن أكتب إليك عسي أن تجد لي حلا, لكني لم أستطع الانفراد بنفسي لكي أركز كلمات رسالتي, ولذلك لجأت إلي كتابتها علي فترات, وأروي لك حكايتي منذ البداية.
,فأنا سيدة في نهاية الثلاثينيات من عمري وتفتحت عيناي علي الدنيا فوجدتني يتيمة الأب, وليس لي غير إخواتي وأمي التي أفنت شبابها وذبل جمالها من كثرة المشقة والمتاعب التي عانتها من أجلنا, فلقد عشنا سنوات طويلة في فقر مدقع, حتي إننا كنا في أيام كثيرة لا نجد الطعام الذي نسد به جوعنا, وكنا نلجأ إلي النوم لكي تمضي ليلتنا ولا نمد أيدينا لأحد, وبرغم شظف العيش لم أشعر بمرارته بقدر شعوري بمرارة الحرمان من الحب, وتمنيت لو كان أبي علي قيد الحياة فأرتمي في أحضانه وأشكو إليه همي, وكلما جاءني هذا الخاطر أستغفر ربي, وأري أن حكمته فوق كل شيء, وعلينا أن نرضي بواقعنا لأننا لم نطلع علي الغيب ونعلم ما فيه. ومرت الأيام والسنون, وكبرت, ولفت نظر الناس جمالي الطبيعي الذي وهبني الله إياه, وجعلني محل ضغوط من الشباب, لكني لم أستجب لأي محاولة للتقرب مني, وحافظت علي نفسي إلي أبعد الحدود, وأجلت التفكير في مسألة الزواج إلي ما بعد تخرجي, وأقلمت نفسي علي حياة التقشف, فاستخرجت اشتراكا في القطار للذهاب إلي الكلية والعودة به, وكنت في أحيان كثيرة أضطر للسير لمسافات طويلة علي الأقدام لكي أوفر ثمن المواصلات. وتخرجت في كليتي وكافأني ربي علي جهدي وحصلت علي فرصة عمل كبيرة, وتم تعييني بسرعة في إحدي مؤسسات الدولة, وتقدم لي شاب رأته أمي مناسبا لي, فهو حاصل علي مؤهل عال ويعمل في وظيفة ثابتة, وتحدثت معه في زيارتين متتاليتين لنا, فلم ألمس توافقا معه خصوصا من الناحية الفكرية وأسلوب الحياة, وقلت لأمي إن طريقي غير طريقه فاتهمتني بأنني أريد عريسا تفصيلا, ولم تفلح محاولاتي لإقناعها برأيي, ولم أجد بدا من أن أمتثل لرغبتها, ووافقت علي الزواج منه, وأنا أتطلع إلي التأقلم معه مادامت مساحة الخلاف بيننا تنحصر في مسألة التفكير. وأقمنا حفل زفاف عائليا في حدود إمكاناتنا, وما إن دخلت منزل الزوجية حتي مرضت مرضا شديدا كاد أن يفتك بي, لولا أن أجلي لم يحن بعد, وما هي إلا أيام قليلة حتي كشف زوجي عن وجهه الحقيقي, واقتنعت أمي بما كنت قد قلته لها من أنه يظهر عكس ما يبطن وأن تفكيره سطحي ولا يأبه لآلام من حوله ولا لأحاسيسهم ومشاعرهم, وساءت حالتها النفسية, وقالت لي إنها السبب فيما وصلت إليه, فهدأت من روعها, وأكدت لها أنني سأتحدي نفسي وأحاول التأقلم معه بكل السبل. وتفانيت في إرضائه, لكنه تمادي في سبي وإيذائي, ووصل الأمر إلي الضرب دون سبب, ولم أجد سبيلا للتفاهم معه فتركت له المنزل, وأخذت معي الطفلين اللذين أنجبتهما منه في هذه الظروف القاسية, وعدت إلي منزل أسرتي, وتدخل الأهل والأقارب للصلح بيننا, وبعد مشادات ومشاحنات أعادوني إلي جحيمه مرة أخري, فدخلت بيته وأنا مكسورة وحزينة, ولولا خوفي علي الولدين من تفكك الأسرة ما عدت إليه. وتحملت سنوات طويلة هذا الوضع المؤلم, وكنت كلما لمحت في عينيه الشر أحاول إخراجهما لكي يلعبا مع أقرانهما حتي لا يشاهدا شجار والدهما معي فتتأثر نفسيتهما, لكنهما كانا يحسان بكل شيء برغم صغر سنهما, فالطفل يشعر دائما بما يدور بين أبويه, ولذلك طلبا مني أن آخذهما إلي سكن آخر لكي يبعدا عما يلاقيانه من أبيهما من مهانة وسب وقذف. وبينما نحن علي هذه الحال ماتت أمي حسرة علي ما أعانيه, وانسد باب الأمل الوحيد في حياتي, وأغلقت باب حجرتي علي نفسي, ورحت أستعيد ذكريات طفولتي التعيسة, ثم زواجي غير المتكافئ الذي تحملت فيه كل صنوف العذاب, وتذكرت كيف أنني بنيت بيتي طوبة طوبة ثم ها أنذا مضطرة إلي مغادرته إلي غير رجعة.. وبعد تفكير طويل قررت أن أستأجر شقة ونبدأ فيها حياة خالية من المنغصات بعيدا عنه, وعلم الأهل والجيران بما نويته, فجاءوا يطالبونني بالاستمرار معه ولم الشمل, وقبول الأمر الواقع عسي أن تستقر أحوالنا ذات يوم. وأمام الضغوط المتتالية أجلت قرار الانتقال إلي مسكن آخر.. لكنه مارس هوايته في إذلالي وتعذيبي, فلم أجد مفرا من طلاقي منه, بعد أن كرهت مجرد ذكر اسمه, ولم يعد يهمني كلام الناس ولا همهمات الجيران, ورحت أدعو الله أن يخلصني من هذا الكابوس الذي طال علاجه بالمسكنات, فكل ما عشته حتي هذا اليوم كان أوهاما, ولم أذق طعم الحياة الزوجية كما يعيشها كل الناس. إنني أري الدموع تملأ أعين ابني, حزنا علي ما وصلت إليه أحوالي مع أبيهما الذي لا تفارق الابتسامة الساخرة وجهه, ولا يهمه أي شيء في الدنيا إلا نفسه, فإذا تعقدت الأمور ورآني غير قادرة علي مواصلة الحياة في هذا الجحيم, يهدأ عدة أيام ثم تعود ريمة لعادتها القديمة كما يقولون. وزاد الطين بلة أني لاحظت أنه علي علاقة بإحدي السيدات, وهكذا اكتشفت خيانته لي بالصدفة مما زادني كرها له, فأنا كما قلت لك جميلة خلقا وخلقة, ولم أفكر يوما في أحد غير زوجي.. تلك هي طبيعتي التي لم تتغير أبدا حتي يومنا هذا. ومنذ أسابيع تعرضت لموقف غريب مازال يملك علي تفكيري, حيث حضر إلي مقر عملي شاب قال لنا إنه منتدب للعمل معنا لمدة يومين فقط, وتحدث معي وزملائي في أمور كثيرة تخص العمل, ووجدتني معجبة به وبأسلوبه, بل ورأيته نسخة مني في طريقة تفكيري, وشعرت بالضعف تجاهه, وخوفا من أن أضعف أكثر استأذنت الزملاء, ودخلت في حجرة مجاورة وصليت ركعتين لله, وبكيت كثيرا, ودعوته سبحانه وتعالي أن يقويني فلا أحاول الكلام معه أو أن أعرف أي شيء عن حياته.. لكن قلبي تعلق به ومازلت أذكره وأستعيد كلماته حتي لحظة كتابتي هذه السطور إليك. لقد عشت يا سيدي طول عمري قوية, ولم أبال يوما بأي شخص حاول التقرب إلي والحديث معي, وكان بينهم الكثيرون من المشهود لهم بالكفاءة وحسن الخلق, لكني لم أشعر مع أي منهم بهذا الإحساس الذي أشعر به تجاه هذا الشاب الذي لا أعرف له مكانا ولا عنوانا, ومع ذلك أجدني غير راضية عن نفسي لمجرد هذا الإحساس, وما أردت أن أسألك فيه هو: لماذا لا يشعر الإنسان بقيمة ما في يديه وينظر دائما إلي ما في أيدي الآخرين وما الذي يدفع زوجي إلي معاملتي بهذه الطريقة في الوقت الذي ينظر فيه إلي أخري متزوجة وأقل مني جمالا وتفكيرا, ثم ألا يعلم أنه بفعلته هذه قد خسرني قلبا وعقلا حتي وإن كنت معه جسدا؟.. وكيف ستمضي الحياة بمن هي في نفس ظروفي إذا قابلها من ترتاح إليه, وهي لا تريد أن تغضب ربها, ولا تسمح أخلاقها أيضا بأن تقيم علاقة ولو مجرد صداقة مع غير زوجها؟.. ولماذا لا يراعي كل زوج الله في زوجته فتستقر حياتهما ولا يعرف القلق إليهما سبيلا؟. {{ وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لقد بنيت اتهاماتك لزوجك علي أساس أنك تتمتعين بأسلوب تفكير يفوقه بكثير, وجمال أخاذ لايتوافر للأخريات, وسيطر عليك الغرور فنظرت إليه نظرة دونية, وكان طبيعيا وهو رجل البيت أن يثبت لك أنه صاحب الكلمة العليا, وأن مثله لا يقبل أن تكون زوجته له ندا, وأن عليها أن تمتثل لأوامره حتي وإن لم تتفق مع رؤيتها. وما أقوله لك مسألة بديهية قد يلجأ إليها الزوج في مثل حالتك, وإني أتعجب لحالك, وأسألك: إذا كنت تتصفين بهذه الخصال الحميدة, والتجاوز عن الصغائر فما الذي أوصلك إلي ما أنت فيه؟ ألا تدرين أن أفضل النساء أصدقهن إذا قالت, والتي إذا غضبت حلمت, وإذا ضحكت تبسمت, وإذا صنعت شيئا أجادته, والتي تلزم بيتها, وتطيع زوجها, وكل أمرها محمود, فإذا كنت حقا تشعرين بهذه الصفات لابد أن تطيب نفسك حتي وإن فعل زوجك كل ما يغضبك, لأنه سيعلم حتما أنه أخطأ ولو بعد حين, بدليل أنه يستجيب دائما لنداء الصلح الذي يوجهه إليه أهلك عند كل خلاف بينكما. وليس معني أنك تشعرين بأن زوجك يميل إلي سيدة أخري كما تقولين, أن تفعلي الشيء نفسه, وتحاولي تبرير ذلك لنفسك بأنه إعجاب داخلي لم يخرج لأحد, وأنك سارعت بالصلاة ركعتين والدعاء إلي الله أن يبعدك عن هذا التفكير الذي تعلمين أنه سيقودك إلي الهلاك إذا استمررت فيه, فالحقيقة أن مجرد عقد مقارنة بين ما يفعله زوجك معك خلال الحياة الزوجية بكل ما فيها من جوانب مضيئة وأخري سلبية, وما تتصورينه عن هذا الشاب, سوف يفتح باب الخطأ علي مصراعيه أمامك, وأنت غافلة عن الانهيار الذي تنساقين إليه, ثم كيف تعقدين مقارنة بين زوج تعيشين معه منذ سنوات طويلة, وشاب التقيته في العمل عدة ساعات. ياسيدتي لابد أن تحسمي أمرك.. إما بالاستمرار مع زوجك والتسليم بعيوبه التي لابد أنك حفظتيها عن ظهر قلب, أو الانفصال عنه وبدء حياة أخري بعيدا عنه, لكن إياك وسياسة إمساك العصا من المنتصف, لأنها ستوردك موارد الهلاك. ومن جانبي فإنني أري أن المسافة متقاربة بينكما, وعليك أن تصفي قلبك تجاهه, وأن تتجنبي ما يعكر صفو حياتك معه, وشيئا فشيئا سوف تتحسن الأحوال وتمضي الحياة, فاجعلي هدفك هو تربية ابنيك حتي ينشآ علي طاعة الله, ويسلكا الطريق السليم, وعليك أيضا أن تحولي السالب في حياتك مع زوجك إلي موجب في تربيتك لهما, فإذا تمكنت من ذلك تكونين قد أضفت شيئا عظيما, وأديت رسالتك كما ينبغي أن تكون وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|