|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بطل مصر عضو مجتهد
عدد الرسائل : 327 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6589 ترشيحات : 3 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2012, 00:25 | |
| بعداذنكم اسمحولي بالمشاركة لأني اتابع هذا الموضوع من اول يوم |
| | | بطل مصر عضو مجتهد
عدد الرسائل : 327 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6589 ترشيحات : 3 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2012, 00:29 | |
| سنوات الحزن! لن أقول لك سيدي مثل معظم قرائك اني لم أكن أتوقع الكتابة إليك في يوم من الأيام, ولكني كنت متأكدة اني سأكون يوما ما إحدي بطلات قصصك الانسانية .
فأنا سيدة أبلغ الأربعين, من عائلة من الله عليها من فضله الكثير, والحب والاحترام أساس التعامل بينها, وتنال حب واحترام كل من حولها, وأمي وأبي وأخي وأختي يعملون بالخارج, أما أنا فلم أستطع السفر لظروف عمل زوجي. منذ51 سنة تقدم لي شاب صفاته جميعا أهلته للموافقة عليه من قبل عائلتي, قبلي أنا, تمت الخطبة واستمرت أقل من سنة كانت أجمل سني عمري, فكل مواصفاته من عمله في وظيفة سيادية وأهله وكلامه الرائع ورومانسيته وحبه واحترامه لي, والشقة الرائعة, هكذا بدا لي وقتها, المهم تم الزواج وزوجي لديه ابنة من زواج سابق, فكان حين يريد رؤيتها بعد زواجنا يذهب عند والديه, وهما يقطنان في مدينة تبعد عنا نحو05 كيلو مترا بالسيارة, وكان مبرره من عدم إحضار الطفلة لدي أنه لا يريد إيذاء مشاعر الطفلة بوجود زوجة أب في حياتها, وكانت هذه أول صدمة في حياتي. تضايقت كثيرا ولكني لم أشأ عمل مشكلة لزوجي, وأكون أنا السبب في عدم رؤيته ابنته, فماذا سيفعل لكي يري ابنته؟ ويا ليتني لم أستجب لطلبه هذا ياسيدي, فبعد هذه الواقعة بدأت سلسلة من التنازلات, فعلي مدي زواجي كله لم أر ابنته وهي كذلك لا تعرفني, ثم جاءت الصاعقة الكبري, انه لايريد أطفالا مني بحجج كثيرة واهية, وأنه قد اكتفي بهذه الطفلة, وانه لا يريد تحمل مسئولية أطفال جدد, والموضوع ليس ماديا إطلاقا, ما هذا الظلم وهذه الأنانية الشديدة التي تربي عليها زوجي, ولم أكتشفها إلا بعد الزواج؟ فزوجي يا سيدي وحيد والديه, وكما يقال أحلامه أوامر, فأول ما فعلت فاتحت أباه في هذه المشكلة, فلم أجد ردا شافيا, فإذا سألتني عن عائلتي فبسبب سفرهم لم أستطع أن أخبر أحدا منهم, وظننت أن العشرة والمعاملة الحسنة من ناحيتي سوف تغيران ما يؤمن به من عدم الانجاب, ولكن هيهات, مرت علي السنوات علي هذا الحال ولم يتغير هو عن موقفه من الانجاب, أما أنا فقد استطعت المعايشة علي هذا الحال الغريب لأني لدي سيارتي وصديقات كثيرات, فكنا نخرج كثيرا ونتزاور, فشغلت وقت فراغي بسبب تغيب زوجي كثيرا عن المنزل, لظروف عمله, كما أني اعتبرت ان هذا ابتلاء من الله, وأنه لا يوجد شخص في هذه الدنيا يمتلك كل ما يريد, والحمد لله صبرت واحتسبت, ولكن مع وجود ضيق لأني كنت أحدث نفسي كثيرا أنه لو كان يحبني لأصر علي تحقيق ما أحلم به. ومنذ نحو خمس سنوات تأكدت أن زوجي علي علاقة بسيدة أخري, مجرد مقابلات فقطو طبعا هو قال لي ذلك, يا إلهي علي هذا الاحساس بالمهانة والظلم, ظل هذا الحال قرابة ستة أشهر, وحينما فاتحته في الأمر خاف من الفضيحة لأنه اعتقد أني سوف أخبر أهله أو أهلي, وظل يتأسف لي ويقبل يدي ويقول لي إنه ظلمني حين فعل ذلك. فماذا تراني فعلت ياسيدي؟ لقد سامحته لوجه الله وقلت لنفسي من ستر عبدا في الدنيا ستره الله يوم القيامة, ومنذ نحو شهر ذهب لزوج أختي وأخبره أنه يريد أن يطلقني لأنه سوف يسترد ابنته لتقيم معه, وأنه لن يظلمني في حقوقي, وانه سيكتب لي الشقة التي كنا نقيم بها( علي سبيل مكافأة نهاية الخدمة) وسوف يذهب هو للاقامة مع والديه. إلهي كل هذا دار في خلده وأنا لا أدري شيئا, إنه لم يترك لي شيئا أقوله, أو أتساءل حتي عن سبب هذا القرار الغريب, تخيل سيدي أنه لم يتغير في حياتي بعد الانفصال سوي أن هذا الشخص لم يعد يأتي لي كما كنا متزوجين, تخيل سيدي اني اكتشفت أنه كان متزوجا عادة وليس عن حب ومودة ورحمة, وقد اكتشفت أخيرا انه أهم من أن تحب هو أن تحب, ولابد أن تكون علاقة الحب متبادلة ولا تكون عطاء من جانب وأخذا من جانب آخر. أسألك سيدي وأسأل قراءك الأعزاء هل هذه هي الحياة الزوجية التي حثنا علي إقامتها القرآن الكريم ورسولنا الكريم؟ لا أريد زيادة المساحة الكئيبة أكثر من ذلك, هل سنة أيام الخطبة يقابلها هذا الكم من السنوات الحزينة التي عايشتها؟ أكتب إليك بعد اسبوع من الانفصال وحتي لا يظلمني قراؤك ويقولون إن النساء يكفرن العشير, فأنا لست كذلك, فأنا لا أنكر وجود صفات في هذا الشخص جعلتني أتغاضي عما لاقيته في حياتي معه, ولكني لست بصدد ذكر مميزات وعيوب, إن ما يؤرقني الآن اني لا أستطيع أن أسامح هذه العائلة وإحساسي أنهم ظالمون لي! وهو ما جعلني كلما تذكرت الأمر قلت حسبي الله ونعم الوكيل, فماذا تقول لي سيدي حيال ذلك؟. كما أود أن تخبر البنات اللاتي تأخر زواجهن لا تحزن, فكل ما قدره الله لكن هو الخير, فما هي قيمة زواجك وعمرك52 سنة ثم تكون هذه هي النهاية؟ وأريد منك سيدي أن تسأل هذا الشخص الظالم لنفسه قبل أن يكون ظالما لي, لماذا فعل ذلك. ولماذا كان الخيار بيني وبين ابنته؟ كما أرجو منك ومن قرائك الأعزاء الدعاء لي بأن يرزقني ربي بالزوج الذي يعوضني عما عانيته في حياتي, فهناك تفصيلات كثيرة في حياتي لم أذكرها. < سيدتي.. ليس هذا هو الزواج الذي شرعه الله سبحانه وتعالي لخلقه, بأن جعل بين الزوجين مودة ورحمة وسكنا, يعني هدوءا واستقرارا وأمانا ومحبة وأبناء يكونون نواة لمجتمع صالح وصحي. فمن يبدأ حياته الزوجية وهو يري ويفهم تلك المعاني يعيش سعيدا مستقرا, أما من يراها كمشروع تجاري, أو محطة للاستراحة, أو لتحقيق أهداف أحد الطرفين علي حساب الآخر, فتلك هي النهاية التي وصلت إليها, بمرارة وحسرة وإحساس بأن العمر قد ضاع حتي لو حصلت علي مكافأة نهاية الخدمة شقة, وكأنه بذلك فعل ما عليه وأراح ضميره, بينما الحقيقة أنه شخص أناني ظالم ـ كما قلت ـ سرق أحلي سني عمرك, وحرمك من حقك الطبيعي في أن تكوني أما, وسيعاقبه الله العادل علي ظلمه لك, ولا أعرف كيف ينام هانئا مطمئنا علي ابنته, بعد أن سرق عمر إنسانة وصادر حقها لانه أشبع غريزته وحقق أبوته, وكأن الكل خلق لخدمته. طبعا يقع عليك أيضا اللوم, لأنك ارتضيت هذا الوضع منذ اليوم الأول لزواجكما, فقواعد الزواج يضعها الطرفان, فإذا استبد أحدهما, يرده الآخر ويصوبه, فإذ لم يرتدع ويراجع نفسه, يصبح الانفصال خيارا واجبا وعاجلا, وإلا فإنه يصبح حتميا بعد خسارة سنوات العمر, مخلفا حزنا ووحدة, قبلت أنانيته وإبعاد ابنته عنك, سامحته علي خيانته, وارتضيت أن تضحي بأمومتك, مقابل ماذا؟ أن تظلي زوجة اسما؟! سيدتي,, قلت حسبي الله ونعم الوكيل, فاتركي مافات للذي لا يغفل ولا ينام, لا تنظري خلفك فهذا لن يصلحه, ومازال في عمرك الكثير ـ بإذن الله ـ فتصالحي مع نفسك, وابحثي عن دور إيجابي لك في الحياة, فإذا أتاك من يعوضك الله به عما عانيت, وارتضيت دينه وخلقه, فلتكن ـ بإذن الله ـ حياة جديدة مختلفة, فبقدر ما نعاني من حزن وألم, قد نجد السعادة فيما لا نعتقد من عمر وبشر, وإلي لقاء قريب بإذن الله
|
| | | بطل مصر عضو مجتهد
عدد الرسائل : 327 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6589 ترشيحات : 3 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/4/2012, 00:37 | |
| همس الأصدقاء ولماذا لا؟ أكتب ردا علي رسالة الطاووس التي استفزتني للرد عليها, وجعلتني أشك أنها ذات دافع أو مغزي خفي غير ما ظهر منها, وأيضا شككت هل كاتبها امرأة حقا.
أم مؤلف موهوب وقع في عدة أخطاء؟ وهذه الأخطاء هي التي أنبتت بداخلي هذا الشك منذ الوهلة الأولي, وحتي قبل أن أكمل قراءة الرسالة وهي: أولا أن بها كثيرا من المتناقضات, وكأنها قصة مؤلفة, ولم يستطع كاتبها أن يحبكها جيدا, ثانيا: التوقيت الذي نشرت فيه, ثالثا: أن صاحبة الرسالة ليس عندها مشكلة, وتريد لها حلا, ولا تطلب نصيحة, فقد حزمت أمرها وانتهت قصتها التي كانت تحتاج النصح حقا, قبل الثورة, أي منذ عامين تقريبا, وما حدث من تغيير مادي بدا علي روايتها وقت الثورة, أي منذ نحو عام ونصف العام, فلماذا الآن فقط تكتب؟ أما المتناقضات التي جاءت بالرسالة فأولها أنها عملت لهذه الجماعة سنوات حتي أصبحت كالطاووس بينهم, علي حد تعبيرها, وتفوقت وأنجزت, وعلي حد علمي مثل هذا العضو في أي جماعة لا يستغني عنه بسهولة, فلماذا هي تركت الجماعة ومتي تركتها؟ وهذا الرجل الذي اختارته زوجا علي أي أساس وافقت عليه, وهي الانسانة المتعقلة الناجحة؟ كما تقول وافقت عليه لأنه كان مهما ومشهورا ويرفع لواء نسأل الله الإخلاص, فكيف عرفت ذلك, وكيف وصل لهذه المكانة في جماعته, وهو حتي لا يكرم ضيوفه من الجماعة نفسها, عندما يكونون في بيته؟ ثم أين كان أهلها من اختيارها هذا, وهي كما قالت من أسرة متوسطة, ولأني أيضا من أسرة متوسطة, فأعلم أن هذه الأسر تدقق كثيرا في السؤال عن الشخص الذي ستأتمنه علي ابنتها ولا تدع الرأي كاملا للفتاة؟ وإذا كانت عندها القدرة علي اتخاذ قرار الطلاق لماذا صبرت كل هذا الوقت؟ وأين أهلها أيضا من كل ذلك؟ وأعتقد أنهم كانوا يعلمون بطباع الزوج لأن الأكل في الثلاجة كما قالت من نقود أهلها, فلماذا تركوها في هذا العذاب مع أن الزوج كان يخاف من زيارة والدها, أي أنه لم يمنعها عن أهلها؟ وأخيرا هي كانت تعمل وتنفق علي البيت في فترة زواجها, ومن الواضح أنها كانت تعمل عملا لائقا, بدليل فرصة العمل في الخارج التي أتتها ولا يحظي بها الكثيرون فأين هذا العمل الآن؟ وأهلها كانوا ينفقون عليها, وهي في بيت زوجها, وعندما أصبحت في بيتهم تخلوا عنها, فهل هذا يعقل؟ وعلي حد قولها بعد الطلاق استمتعت وعاشت حياة كريمة, تنفق علي طفلتها من كدها فأين كدها الآن, وأين ذهبت هذه الحياة الكريمة؟ كل هذه تساؤلات كان من الأولي بها توضيحها في الرسالة, بدلا من تأكيد أن هذا الرجل السيئ هو عضو الجماعة, وأعتقد أن هذا هو المغزي الخفي والحقيقي وراء إرسال تلك الرسالة, لأن ما فعله زوجها يفعله رجال كثيرون لا ينتمون لأي جماعة, وأعتقد يا سيدي أنت أدري مني بذلك, من كم رسائل شكاوي الزوجات التي تصلك من كل طوائف المجتمع, أما بالنسبة للتوقيت الذي أرسلت فيه الرسالة فهو غريب, فبعد عام ونصف عام علي قطع نفقة هذا الرجل عن ابنتها والبلد في حالة غليان, ولا ينقصها بنزين ليسكب علي النار, ثم في النهاية ما هي حاجتها التي أرسلت الرسالة من أجلها, وما هي رسالتها التي تريد أن تصل لنا, فهي لا تريد رأيا أو نصيحة, فماذا أرادت؟. في النهاية أؤكد أنني لا أنتمي لأي جماعة أو حزب, ولكني امرأة مصرية حزينة جدا علي ما وصل إليه الحال في بلدنا من فرقة, وأيضا لأنني أحب بريد الجمعة جدا, ورجائي ألا يكون مكانا لأي منازعات سياسية, أو غيرها, وأن يظل مكانا لمخزون القلوب الحزينة التي تجد فيه متنفسها, وتشعر من خلاله أن هناك من يسمعها ويستطيع مساعدتها, سواء بالنصح أو بالحل الفعلي لما يحزنها. وعذرا سيدي ولكن أعتقد أنه تأتيك مئات الرسائل كل يوم تطلب النصح والمشورة, كانت أولي بالنشر, فلماذا هذه الرسالة بالذات في هذا اليوم بالذات؟ وشكرآ لسعة صدركم. د/ سها ربيع قارئة مستديمة لبريد الجمعة سيدتي.. ولماذا لا أنشر تلك الرسالة؟.. نعم تشككت مثلك لذا حذفت كل ما هو سياسي, وقلت ما قلته, من أن هذا سلوك شخصي لا يمكن اعتباره تمثيلا لسلوك جماعة أو تيار... وكما تشككت وضعت احتمالا أن تكون صادقة في شكواها ومن حقها أن تبوح وتحصل علي حقها دون تجريح لأحد, وربما كان في النشر ما يدفع من يعرف الحكاية من الجماعة أن يعيد الرجل إلي رشده ومسئوليته. بريد الجمعة مساحة متاحة للجميع دون استغلال سيئ أو مغرض, أو خوف من أحد. ولا أخفيك أني تلقيت رسائل أخري تنتقد وتهاجم هذه السيدة, في الوقت نفسه تلقيت رسائل تؤيدها وتروي حكايات مشابهة, ولكن لأني أبحث عن نوافذ للتوافق لا للاختلاف في مرحلة يجب أن نمد جميعا أيدينا لنلتقي علي حب مصر وبنائها علي أسس سليمة.
|
| | | صافى شان مشرف
العمر : 31 عدد الرسائل : 2966 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 11309 ترشيحات : 34 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/4/2012, 23:07 | |
| حبيبــة! أكتب لكم رسالتي هذه المليئة بكل أنواع الغدر والخداع وقسوة القلب راجية مد يد العون والمساعدة واستثارة مشاعر صلة الأرحام لكل مسئول له قلب لكي استعيد حفيدتي التي فقدتها غدرا وقسرا وهي حية بعد أن فقدت ابنتي رحمها الله بعد صراع مع المرض. حتي لا أطيل علي سيادتكم أنا سيدة مقيمة باحدي محافظات الوجة البحري وابنتي المرحومة كانت متزوجة من شاب مصري زميل دراسة لها ويعمل بالمملكة العربية السعودية ـ بعد زواجها منه منذ نحو ثمان سنوات سافرت معه للسعودية وانجبت منه طفلتها الوحيدة وعادت بها الي مصر وعمر حفيدتي شهر واحد وابنتي تشكو من ورم اكتشفنا أنه الورم الخبيث ـ قضت فترة علاج نحو ثلاث سنوات لم ينزل خلالها زوجها الي مصر سوي مرة واحدة وكانت ابنتي تذهب للعلاج الكيماوي الي احدي المدن القريبة من بلدتنا وزوجها لايذهب معها خلال اجازته الوحيدة التي حضر فيها متعللا انه لا يستطيع أن يري زوجته في حالتها بعد تعاطيها لجرعة العلاج وللأسف كنا نصدقه وكانت ابنتي الكبري تتولي الذهاب معها وحدها وتوليت انا تربية حفيدتي ـ شاءت ارادة الله أن تتوفي ابنتي وفلذة كبدي وعمرها لم يتعد ثلاثين عاما بعد صراع مع المرض ـ حضر زوج الراحلة الي مصر بعد وفاتها وأقسم بكتاب الله أن أواصل أنا تربية حفيدتي وأوصيته أنا وزوجي بالزواج وأن يشق حياته وأن تمتد جسور الود والتواصل بيننا لوجود حفيدتي وفلذة كبدي رباطا بيننا ـ لم أهتم باللجوء للمحكمة للحصول علي حكم بحضانتي لحفيدتي حرصا علي مشاعر زوج المرحومة وفي نهاية عام2009 وبعد وفاة ابنتي بعدة أشهر اتصل بي وبزوجي يرجو أن أرسل له حفيدتي لزيارته بالسعودية لمدة اسبوعين ثم تعود الينا مرة أخري, للأسف وجدتها فرصة لكي تقترب حفيدتي من أبيها بعد أن حرمت من أمها, ولم نشك لحظة واحدة في صدق نواياه وقد كان وسافرت مع زميل له طواعية مني في يوم من أصعب أيام حياتي انهرت فيه أنا وجدها وأخوالها وتركت حفيدتي وهي متعلقة برقبتي وتبكي منهارة, ولكني لم أرد أن أقطعها عن أبيها او أقطع جسور الود بيننا وكان عمر حفيدتي في حينه خمس سنوات بالرغم من اعتراض خالها الشديد علي سفرها ولكنه أمتثل لإرادتي, وكانت المصيبة التي لم أتخيلها بعد سفر حفيدتي, حيث لم أسمع صوتها منذ أن سافرت في شهر يناير2010 حتي تاريخه أي منذ عامين كاملين ـ انتظرت اتصاله بعد سفرها لم يتصل ولم يرد علي تليفوني سوي في اليوم التالي ورد بأسلوب جاف لم أعهده مؤكدا أن حفيدتي حبيبة الغالية سوف تعيش معه, ولن نراها مرة أخري, ولم يترك فرصة للرد عليه, هرولت مسرعة الي أخوته وأمه ردوا بأن ما سمعته صحيح سألتهم لم؟ ردوا بأن ابنهم تزوج وخشوا أن أمنع حفيدتي عنه لارتباطها الشديد بي وبأهل والدتها علي حد تفكيرهم, يا إلهي كيف وقد أرسلتها له بيدي وفشلت جميع المساعي الودية لكي استردها او حتي أسمع صوتها اقتناعا من أنه لكي تحبه يجب أن تنسانا. بعد استنفاد كل الوسائل الودية لجأت للمحكمة وحصلت علي حكم بحضانة طفلتي ولجأت لجميع الجهات الرسمية ممثلة في وزارتي الداخلية والخارجية وأرسلت جميع المستندات الرسمية للسعودية عن طريق وزارة الخارجية برقم صادر(914 في2011/6/13) لتنفيذ الحكم القضائي الصادر لي وتسليمي حفيدتي, ولكن دون جدوي ـ متحججين أن المجتمع السعودي مجتمع ذكوري, الحضانة فيه للرجل مع أن جميع الأطراف مصرية ولم يتم استعادة حفيدتي او رد أصل المستندات التي لا أملك سواها حتي تاريخه بالرغم أنها مرسلة منذ أكثر من عشرة أشهر. سيدي الفاضل.. الله وحده يعلم مدي الحسرة والحزن الذي نعيش فيه وفقدان الثقة في جميع البشر, والد حفيدتي تجرد من جميع مشاعر الرحمة والوفاء ناسيا لقمة واحدة أكلناها سويا متجردا من جميع الصفات الانسانية محبا لنفسه فقط غير مكترث بمستقبل حفيدته التي لم نرد لها هذا المصير والنزاع الذي فرضه علينا. زوجي, جد حبيبه أصيب بحالة حزن شديد وأنا لا أنام حسرة وحزنا من والد حفيدتي الغادر الذي لم ترق مشاعره علي مدي أكثر من عامين كاملين ـ ولم يفكر في مصلحة ابنته واختار لها الحياة مع زوجة الأب والأبناء غير الأشقاء في غربة ـ هل تعلم يا سيدي الحل الوحيد الذي أرسله مع وسيط. أن اتنازل عن حضانتي لحفيدتي مع ايصال أمانة بمليون جنيه أعطيهم لمحاميه بمصر حتي ينزل الي مصر وأري حفيدتي. هل يستطيع أحد أن يتخيل مدي الظلم الذي وصل له ناسيا قول المولي في دعوة المظلوم(وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين). سيدي الفاضل استنفدت جميع السبل الودية والقانونية قبل وبعد الثورة ولكن دون جدوي. أعيش أنا وجدها علي أمل استعادة حفيدتي وتربيتها وفاء لعهدي لأبنتي الراحلة. هل تصدق ياسيدي أن حفيدتي اتصلت بي مرة وحيدة يوم2012/1/21 في الذكري الثالثة لوفاة ابنتي ملقنا لها أن تخبرني أن جدتها لأبيها لديها بالسعودية في اشارة الي أن أقطع الأمل بعودته لمصر؟ أي قلب متحجر فظ منكر لأي عشرة كانت بيننا والله العظيم هذا حدث ـ أسالك باسم الرحمن الذي خلق الرحم وأقسم أن يصل من وصلها وأن يقطع من قطعها مساعدتي لاستعادة حفيدتي التي أخذت مني غدرا وقسرا. ولا أملك في نهاية رسالتي سوي التذكرة بالحديث القدسي حيث يقول الرحمن أنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته) وقول رسولنا الكريم( لا يدخل الجنة قاطع رحم) هل أجد من بين قرائك مسئولا رحيما يعيد لي حفيدتي رحمة بي وتنفيذا لحكم القانون والرحمة الإلهية؟ > سيدتي.. منذ عامين تقريبا ـ نشرت رسالة رسالة ابنك ـ خال حبيبة ـ التي شرح فيها معاناة أسرتكم للفراق هذه الطفلة الغالية, واليوم أنشر رسالتك. لأنه للأسف الشديد لم يتغير شيء, ولم يتحرك أحد لنصرة المظلوم. سيدتي.. لقد أدميت قلبي علي ابنتك وحفيدتك أطال الله في عمرها.. ولا أعرف من أين أتي أبو حبيبة بكل هذه القسوة, وإن كانت بادية في أوقات مبكرة, منذ ترك زوجته المريضة بالسنوات لا يزورها, وإن فعل لا يفكر في الذهاب معها في أشد لحظات الألم لأسباب واهية تبدو كاذبة. كان يمكنه أن يكون صريحا معكم, كاشفا عن رغبته في أن تكون ابنته معه وهذا حقه, وحقه أيضا أن تكبر مع اخوتها في جو طبيعي, ولكن ما ليس من حقه أن يحرمكم ـ بهذه القسوة ـ منها, ويحرمها من حبكم وحنانكم. أي سعادة يشعر بها وهو يعذب جدا وجدة بحرمانهما من حفيدتهما التي تذكرهما بابنتهما الراحلة؟ ألا يخشي عقاب الله سبحانه وتعالي, بأن يذيقه من نفس الكأس؟ أدعو الله أن يرق قلبه, او قلب والدته التي تشجعه علي ما يفعل, ويسمح لحبيبة أن تزوركما وتجلس معكما بعض الوقت, وحتي يفعل ذلك, أعبر عن دهشتي من سلبية وزارة الخارجية, وبين يدي مخاطبة قطاع التعاون الدولي والثقافي بوزارة العدل لمساعدة وزير الخارجية للشئون القنصلية منذ عام تقريبا, يطالب بمخاطبة الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية لتنفيذ الحكم واعادة حبيبة الي جدتها, ولم يفعل أحد شيئا, حتي أصول الأوراق بخلوا بها عليك.. هل أصبحت كل القلوب قاسية؟! سيدتي.. لا أملك إلا الدعاء لك بالصبر أنت وزوجك, ولوالد حبيبة بالهداية, وليتذكر أياما سعيدة قضاها مع زوجته الراحلة, فيرد هذا الجميل لوالديها وابنته, حتي تستريح في قبرها. كما أطالب وزارة الخارجية بأن تهتم بالملف رقم2011/88, فهو نعم مجرد أوراق ولكن فيها حياة وسعادة بشر! |
| | | صافى شان مشرف
العمر : 31 عدد الرسائل : 2966 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 11309 ترشيحات : 34 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/4/2012, 23:08 | |
| ضمائر للبيع!
أنا من أشد المعجبين ببابك, فهو الباب الذي نريح فيه أنفسنا ونغسل به همومنا من شقاء الدنيا, فهو الواحة لنا أرجو منك ألا تهمل رسالتي وتلقي بها في سلة المهملات كما رمانا الزمن في مفرمة الحياة.
أولا أنا أبلغ من العمر39 عاما ولي من الأخوة أربعة: أخي الأكبر موظف في مصنع الألمونيوم وأنا دبلوم زراعة39 ولي أخت معاقة في مدرسة الأمل للصم والبكم وأخي الأصغر معاق سمع وكلام وأخي13 سنة عاطل وهذه مشكلة آلاف, بل ملايين من المواطنين الكادحين الشرفاء. عشت طفولة بائسة كلها حرمان: حرمان من كل شيء. من حنان الأم وحنان الأب رحمة الله عليه, كان قاسي القلب جاف المشاعر, بخيلا في كل شيء. اقسم بالله كان العيد يمر علي وأنا بنفس الهدوم, عشت ظروفا قاسية تنوء عن حملها الجبال, تعبت وشقيت حتي حصلت علي الدبلوم, أنا من أقاصي الصعيد الجواني, والذي جعلني, بل أجبرني علي أن أسافر إلي مصر لأعمل. عشت ظروفا صعبة وحدي في بلد لا أهل ولا أقارب, اشتغلت خدامة في البيوت واشتغلت في مركز طبي, آسفة نسيت أقول أن أمي سامحها الله كانت مثل أبي لا حنان ولا عطف, كان أهم شيء عندهم الفلوس فقط, عشت الفقر بجميع أنواعه, كان نفسي أحس بدفء الأسرة أقسم بالله عشت الحرمان بكل أنواعه, أنا تعبانة جدا وعلي وشك الانتحار, ولكني اخترت انتحارا من نوع ثان, قررت اني أبيع كليتي, فهل من مشتر, أعزائي القراء لا تلوموا علي, بل لوموا علي الظروف, أنا عارفة ان جسمي مش ملكي بل ملك خالقي, بس مش أحسن من اني أبيع نفسي, كلمة أخيرة أرجو منك أن تكتب رسالتي كما هي: كلمة للي بيقول آسفين ياريس علي إيه. لو عاشوا مثل ظروفي وبقية الناس لكانوا طالبوا باعدامه, لو عشتوا الذل والمهانة والجوع وفي عز الشتاء مالقتوش حيطان ولا سقف يحوط عليكم في الشتاء, اللي بيقولوا آسفين ياريس انتم من الطبقة الهاي كلاس آسفين علي شعب ذاق الذل والجوع والهوان, ثلاثين عاما, فأعلنت عن بيع كليتي في مزاد, فهل من مشتر ويسامحني الله. < سيدتي.. مثلك هو الذي يجب أن يسمع من المجتمع كلمة آسفين, لأنه جعلك تتضورين جوعا, وتقعين بين خيارين, إما أن تبيعي نفسك وشرفك أو كليتك, وكلاهما مر وحرام. هذا المجتمع هو الذي جعل من أسرتك قاسية ومريضة, عندما أهمل في تعليمها وعلاجها, وعندما بخل علي من هم مثلك بحياة كريمة. ولكن وعلي الرغم من تقديري لظروفك وتفهمي لاستغاثتك, إلا أني كنت أتمني أن تكون صرختك بحثا عن عمل أو مساعدة لا بحثا عن مشتر لجزء غال من جسدك, ليس من حقك أن تفرطي فيه. فرحمة الله واسعة, وعباده الصالحون كثر, ولن نعدم طريقا لمعاونتك علي الحياة الكريمة. فاستعيدي ثقتك بالله العادل الرحمن وبأهل الخير. وعندها سيكون الله ـ كما وعدنا ـ عند حسن ظنك به. فلو كل واحد انهزم أمام نوائب الحياة, ما بقي بيننا شريف ولاشاكر إلا من رحم ربي
|
| | | صافى شان مشرف
العمر : 31 عدد الرسائل : 2966 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 11309 ترشيحات : 34 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/4/2012, 23:10 | |
| همس الأصدقاء... إنها أنثي!
علي الرغم من صغر المساحة وقلة السطور التي وردت تحت عنوان ردود خاصة فقد هالني وأفزعني ما استشفته نفسي من ردكم الكريم علي الفتاة التي تأخرت في الزواج وكم قدرت أن يكون الرد في هذا الإطار.
حيث يخيل إلي من خلال تحليلي المتواضع لما بين السطور القليلة التي أوجزت فأفصحت أن هذه الفتاة اليائسة يبدو كأنها كادت تزل قدماها في دروب السقوط والانحراف. وجدتني أربط بينها وبين رسالة الأفكار القاتلة للفتاة ذات الـ72 عاما والتي تبوح بما يجول في خاطرها من أفكار ولكني سرعان ما سررت كثيرا برسالتها الثانية, والتي تقول فيها إنها قد تغيرت نفسيتها كثيرا إلي الأفضل علي اثر ردكم الحكيم وما جاء من ردود القراء عليها في الموقع الالكتروني. ما دفعني للكتابة هو خوفي وحزني في الوقت نفسه علي صاحبة الرسالة الخفية وأخشي ما أخشاه ان يكون مثلها كثيرات, لذلك إذا كان بإمكاني أن اشترك في الرد عليها لألقي باللائمة علي وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها لأوجه لها عتابا علي الملأ وأقول لها وأقر لها حقيقة أن الضغوط النفسية للفتاة التي تأخر زواجها أو المرأة المطلقة أو الأرملة هي ناجمة عن ثقافة الهمز واللمز ومراقبة الآخرين والتهكم ورمي الناس بالباطل. وللأسف الشديد الخطاب في وسائل الإعلام مفاده أن هؤلاء يعشن في حرمان عاطفي ولديهن ضغوط نفسية وعصبية من هذا الحرمان فهذا يساعد علي زيادة حدة المشكلة ويرسخ صورة ذهنية مفادها أن هؤلاء يمثلن قنبلة موقوتة تهدد أي بيت وأي أسرة مستقرة فتخشي هذه علي زوجها وتلك علي أطفالها من المرأة غير المتزوجة. ليت الأمر يتوقف هنا فحسب, بل إن الفتاة أو المرأة نفسها تظن ذلك في نفسها وبالباطن انها في حرمان ما بعده حرمان, تفقد ثقتها بنفسها وبقدراتها وبمركباتها الإبداعية التي حباها الخالق العظيم بها لتتوقف حدودها عند قضية واحدة وهي أنها أنثي!. أهيب بالقائمين علي وسائل الإعلام, خاصة البرامج الاجتماعية التي تتناول قضايا المرأة وأقول لهم: أرجو إعادة النظر فيما يقال وإن كانت هناك فئة من النساء تسيطر عليهن المادية المفرطة ويفتقدن إلي الروحانية والتمسك بالدين ويسهل اغواؤهن فيجب ألا نضع الجميع في سلة واحدة ويكون الكلام عاما. أمينة رزق وأوبرا وينفري وغيرهما كثيرات ممن أبدعن في حياتهن في كل المجالات ولم يتزوجن, هل هناك إبداع مع الإحساس بالحرمان! أرجو الإجابة. أدمي قلبي في يوم من الأيام أن حضرت حفل زفاف لإحدي الفتيات التي ارتأت خطأ بأنها قد كبرت ولابد لها من الزواج فحسب لأجد مشهدا كاد يصيبني في مقتل, مشاعر تقارب تلك المشاعر التي تجتاح الفرد عندما يذهب لتأدية واجب عزاء لا تهنئة زفاف. رأيت عروسا بائسة.. رأيت مظاهر فرح أقرب منها للعزاء.. ألمتني رؤيتها وتمنيت لو لم أحضر هذا الزفاف المأساوي.. ولكن ربما هي حكمة الخالق لكي أهيب بكل فتاة قاربت علي الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين لا يهم, أقول لها ألزمي مكانك ولا ترتضي لنفسك أبدا أن تكوني عروسا بائسة مع شخص تزوجته لمجرد انها جوازة والسلام. لا تقنطي من رحمة ربك ابدا, فأقسم لك وعن تجربة بل هي تجارب أن الدعاء والابتهال إلي الخالق العظيم من يقول للشيء كن فيكون سيجعلك ترين العجائب وسيجعل من المستحيل ممكنا, فقط آمني بربك حق الإيمان وادعيه ولا تقولي دعوت فلم يستجب لي.. انتظار الفرج عبادة ولا تظني في ربك إلا أحسن الظن وفي الحديث القدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. > سيدتي.. شكرا علي نصائحك القيمة المحترمة, واطمئنك بأن صاحبة الرد الخاص, ولأنها من أصل طيب, استجابت علي الفور لما اقترحته عليها, والآن تسعي للانخراط في أعمال طيبة تسعد بها غيرها وتسعد هي بخلقها ورضا الله عنها.
|
| | | شنبو عضو متميز
عدد الرسائل : 525 نقاط : 6783 ترشيحات : 3
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 5/5/2012, 00:26 | |
| نصف إنسان! أنا ياسيدي فتاة في الـ24 من عمري تخرجت من الجامعة عام2008 ولم أجد حتي الآن عملا, والمشكلة ياسيدي ليست في فكرة العمل كعمل, ولكن في نوع العمل الذي أريد أن أعمله ـ وأرجو ألا تفهمني خطأ مثل الآخرين.
نسيت أن أذكر لك أنني أصنف في المجتمع تحت بند معاقة بسبب قصور في بعض وظائف الجسم, أو ما سماه الأطباء: نوع من انعدام التوازن نتيجة لقصور في بعض خلايا المخ, ولكنني والحمد لله رب العالمين قادرة علي العيش والحياة ومتكيفة مع الظروف مع وجود مشاكل بسيطة, ولكن الحمد لله أعيش وأفكر وذاكرت ونجحت وتخرجت. المشكلة ياسيدي أن الناس تري أن المعاق لابد أن ينحصر في وظائف معينة, ليس من حقه أن يختار وظيفته التي يعمل بها, فبالرغم من أن هناك من يعترض علي كلامي هذا ويقول كما يقول لي من حولي جميعا: احمدي ربك انك ممكن تلاقي وظيفة, غيرك مش لاقي يشتغل, والبلد ما فيهاش شغل, اشتغلي أي وظيفة والسلام, أي أن المعاق هو الوحيد اللي ضامن شغلته في البلد وأي شغلة والسلام. يعني أنا ذاكرت وتعبت وسهرت إلي أن حصلت علي الليسانس لكي أعمل في النهاية موظفة في أي مصلحة أو شركة علي مكتب, وأنا هنا لا أعيب ـ لا سمح الله ـ أو أقلل من مهنة الموظفة, لكنني أري في نفسي دون أن يكون ذلك غرورا مني أنني أستطيع أن أعمل في العمل الذي أحبه واختاره, وإنني أعتقد أن تلك المشكلة ليست مشكلتي فقط, ولكنها مشكلة كل إنسان ابتلاه الله تعالي بإعاقة, فلا أحد يعلم ياسيدي مدي العذاب الذي يعانيه المعاق علي أرض هذا البلد لكي يأخذ حقا من حقوقه, أو يحصل علي خدمة, فلا تقدير لهم أو احترام لآدميتهم, لقد رأيت كثيرا ياسيدي أنا في نفسي وفي غيري من المعاقين مدي المعاملة السيئة التي نلاقيها من المجتمع الذي ينظر إلي المعاق علي انه نصف انسان.. نعم فالمعاق لا يأخذ حقوقه, بل لا يحصل علي أقل حقوقه في الحياة حتي في أبسط الأشياء ياسيدي, وهو تشخيص نوع المرض الذي يعانيه, نعم فالأطباء في مكتب التأمين الصحي والمستشفيات الحكومية المسئولة عن كتابة التقارير الطبية التي يتم إرفاقها بأوراق المريض المعاق يتم فيها كتابة تقرير عن حالته وتشخيص حالة المريض بطريقة خاطئة, أو أن يكون تقرير الطبيب أن المرض شلل رعاش, ويكتب في التقرير أن المريض مصاب بالخزل الرباعي أو ضمور في الأعصاب. أيضا من الأشياء التي تدل علي عدم أهلية من هم في مراكز التأهيل المسئولة عن كتابة التقارير والورق الذي يدخل ضمن أوراق المعاق, والتي تقدم بعد ذلك إلي جهات العمل التي يتقدم المعاق للالتحاق بها, فلا يوجد تمييز بين المتعلم والجاهل, ولايوجد تقدير للشهادات الموجودة بالملفات التي تقدم لهم, والأمثلة علي ذلك كثيرة وتدل علي مدي ما يلاقيه المعاق الذي قد يكون للأسف أحسن من الانسان العادي, ولكن لأنه ابتلي بقصور في عضو من الأعضاء أصبح في نظر الناس فاقد الأهلية كي يعيش حياة سوية. آسفة ياسيدي للإطالة لكني أكتب ذلك لأن حلمي منذ زمن بعيد أن أعمل صحفية في مؤسسة الأهرام ولا شيء غيرها, ولكن بعد تخرجي عارض الجميع عملي بالصحافة ولم أستطع التقدم للعمل بها, إلا أنه عقب قيام ثورة25 يناير تجدد الحلم وقررت تقديم أوراقي للعمل بالأهرام, وبالفعل قدمتها في1102/2/22, وأخبرني موظف الاستقبال أنه علي متابعة سير الأوراق بعد شهرين من تاريخ التقديم, وبالفعل بدأت المتابعة بعد شهرين بالتليفون لمدة4 أشهر تقريبا وفي كل مرة يقال لي في التليفون لم تقبل الأوراق بعد, وبعد مرور سنة تقريبا علي التقدم قررت الذهاب إلي المؤسسة فأخبرني أحد موظفي الاستقبال أن اللائحة تنص علي أن تقوم مؤسسة الأهرام بتعيين من1500 من المتعاقدين الذين لم يتم تثبيتهم منذ10سنوات, علي أن يكون ذلك ـ كما أخبرني موظف الاستقبال علي نص اللائحة ـ خلال3 سنوات, وبعد مرور السنوات الثلاث تبدأ المؤسسة في تعيين من قدموا طلبات العمل, وعندما سألت الموظف عن نسبة الـ5% للمعاقين الذين يقر القانون بتعيينهم في ال1500 المتعاقدين أخبرني أنه لا يوجد ولا واحد فيهم ينتمي إلي نسبة5%. إن حلمي الوحيد العمل بالأهرام كصحفية لأني أري أن ذلك هو المنبر الوحيد الذي استطيع من خلاله توصيل آرائي إلي الناس, فإذا كانوا لا يقتنعون بفكري عندما يرون هيئتي فمن الجائز الاقتناع بشخصيتي عندما يقرأون أفكاري دون أن يعرفوا حقيقتي, فأنا أزعم أن لدي من الفكر والرؤية ما قد يساعد في بناء مستقبل وطني وأن أجد من يقرأ أفكاري ويؤمن بأهميتها في رفعة وطننا. أعتذر ألف مرة ومرة علي الإطالة, ولكن أرجو إعطائي الاهتمام البسيط ومحاولة مساعدتي, ولن يتملكني اليأس, وسوف أرسل الرسالة مليون مرة حتي أجد الاهتمام بها. > ابنتي.. نشرت رسالتك فور وصولها احتراما لإصرارك علي الوصول الي هدفك السامي, ولأنك تعبرين عن ملايين المصريين من ذوي القدرات الخاصة الذين لا يستفيد منهم المجتمع بمفاهيم خاطئة, أن كل من لديه قصور في جزء من جسده هو إنسان معاق ومعوق لايمكن أن يعمل وإذا أتيحت له الفرصة فتكرما وعطفا, وهذه جريمة وإهانة للإنسانية, فالمعايير يجب أن تكون للمستوي العلمي والثقافي والقدرات الخاصة لكل إنسان, كما يجب احترام القانون وتنفيذه في كل الوظائف, مصر ما بعد الثورة عليها بأبنائها أن تثبت تغيرها, أن نري طرقا ممهدة ومعدة لذوي الاحتياجات الخاصة, أن تحدد لها أماكن للسيارات الخاصة, وأماكن في المواصلات العامة وغيرها, مما جاء في مواثيق حقوق الإنسان. أما يا عزيزتي عن رغبتك في العمل بجريدة الأهرام فها أنا أضعها بين يدي الأستاذ الكاتب الصحفي عبدالفتاح الجبالي رئيس مجلس الإدارة, والكاتب الصحفي الأستاذ محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام, علي أمل أن يتيحا لك فرصة للتدريب الصحفي, فما قاله لك الزملاء في العلاقات العامة بالأهرام, يكشف العدد الكبير من المتدربين في قوائم انتظار طويلة من أجل التعيين, ولكن أنصحك بعدم الركون الي باب واحد, واصلي طرقك وبإصرار علي أبواب صحفية أخري من أجل اكتساب خبرة العمل, فالصحافة مثل أي مهنة ليست بالموهبة أو الرغبة فقط وإنما تحتاج إلي تدريب وعمل وجهاد حتي تكوني متميزة. عزيزتي.. أنت إنسان كامل, فالانصاف هم العاجزون, اليائسون, المحبطون وسأسعد وأفخر بأن تكوني زميلتي في المهنة في أقرب وقت إن شاء الله
|
| | | شنبو عضو متميز
عدد الرسائل : 525 نقاط : 6783 ترشيحات : 3
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 5/5/2012, 00:30 | |
| حرم العمدة! أنا سيدة حاصلة علي مؤهل فوق متوسط عملت بعد تخرجي مباشرة وتزوجت زواجا تقليديا منذ ثمانية عشر عاما,وزوجي لفرط سعادة حظي هو أكبر اخوته ويشغل منصبا اعتباريا يشبه منصب العمدة في عائلته.
وكذلك في بلدتنا فهو دائما مقصد أصحاب الاستشارات والمشاكل المتنوعة من خصام وطلاق وميراث وتقسيم أراض, وما إلي ذلك لأنه في هذه المجالس شخص ذو وجه طلق وبال طويل ومهارة فائقة في الإنصات لمشاكل الناس واقتراح الحلول ورد الحقوق والاعتبارات لأصحابها, وقد رزقني المولي عز وجل بالبنين والبنات, فمنهم من بدأ دراسته الجامعية ومنهم في المرحلة الابتدائية, وقد تعلمت من حكمة زوجي وخبرته الطويلة في الحياة والعبر التي يستقيها من منصبه هذا ما أظنه يؤهلني لكي أسطر كتابا عن معاني وقيم الحياة الزوجية, ولكني في الحقيقة لن استطيع ذلك فاسمح لي ان استعين بك وسألخصها في الآتي: أولا: ان المرأة كائن خلق من الحديد الذي لا يصدأ ولا يتعب ولا يكل وهي لهذا يجب ان يكون لها عشرة أياد لكي تقوم بكل شيء في نفس الوقت. ثانيا: ان من أشد الذنوب والآثام أن يقوم الزوج أو أحد الأبناء بمناولة نفسه كوبا من الماء طالما أن الخادمة التي تعمل طوال الساعات الأربع والعشرين بدون أي مقابل والتي تحمل لقب ماما موجودة في البيت حتي وان كان من الأبناء من تجاوزها طولا. ثالثا: انه مادام البيت والزوج والأبناء لا ينقصهم شيء فماذا تريد المرأة بعد ذلك وأي سعادة ترجوها من الدنيا أكثر؟ رابعا: أن البيت هو المكان الهادئ الذي يفكر بداخله الزوج في المشاكل التي تنتظره في دوار العمدة لذلك فعليه الانفراد بنفسه دائما داخل البيت لكي يصل الي التفكير السليم ويكون نصيب الزوجة والأبناء هو العبوس الدائم والصراخ والتوبيخ إذا تشاجر الأولاد مثلا وعلا صوت شجارهم. خامسا: انه من المقبول والمعقول والمشروع أيضا ان تسهم الزوجة بكل دخلها في نفقات البيت والأبناء بل وتثور ثائرة الزوج إذا علم ان زوجته تدخر شيئا من دخلها أو تقدم مساعدة لأحد من أهلها, لكنه من غير المعقول ان يشارك الزوج ببعض مجهوده البدني مثل المساهمة بكي الملابس مثلا أو شراء بعض الأغراض. سادسا: انه عندما يحدث أي موقف من أهل الزوجة ولو كان بسيطا أو غير مقصود فإنه يجب المسارعة بالاعتذار, وتقديم كل الترضيات الممكنة, والا أخذ حقه بدون اعتبار للحرج, أما عندما يحدث ذلك من أهل الزوج فإن علي الزوجة ألا تبالغ, وأن تعتبر الأمر بسيطا وغير مقصود ولا تنتظر أي ترضية. سابعا: ان هناك في البيت دائما توجد الزوجة التي يكمل وجودها قطع الأثاث التي تملأ البيت والتي تكون علي استعداد لتلبية الاحتياجات الزوجية عندما يعود الزوج الي بيته بعد منتصف الليل أو قبيل الفجر, أو في أي وقت آخر بعد ان ينهي أعماله المهمة بالخارج. وأخيرا ياسيدي أوجه كلامي إلي الآنسات اللاتي ارسلن اليك مؤخرا يشكون من تأخر سن الزواج وأقول لهن أن يحمدن الخالق علي النعمة التي هن فيها ولا يستعجلن علي أن يعشن حياة لا لون لها ولا طعم ويمضي ليلها كنهارها وتتشابه فيها كل الأيام والشهور والسنين. وأخيرا أدعو للجميع بالتوفيق والسعادة وأعتذر ان كنت أثقلت عليك وعلي قرائك الكرام. > سيدتي.. واضح جدا تأثير عمل وطبيعة زوجك العمدة عليك, فقد رصدت في رسالتك كل مشكلات الزوجة المصرية في بيتها, والظلم الواقع عليها من الزوج والأبناء, الكل يريد منها ويحملها مالا تطيق, عليها ان تعطي بلا حدود ولا تنتظر الأخذ ولا حتي الشكر. للأسف البعض يفهم طاعة المرأة لزوجها خطأ, كما يفهم حق الزوج وواجبه خطأ أيضا, فيما فسر ديننا الحنيف, ورسولنا الكريم حقوق الزوجة التي تكفل لها حياة كريمة, وكما فرض عليها فرض لها.. ولكن الأزمة سيدتي تبدأ من عند الأم, عندما تربي ابنتها علي الذل والخضوع والتفريط في حقوقها باسم الستر و كل الرجال كدة وتربي الابن علي التسلط وتغرس فيه مفهوم الرجولة بالأمر والنهي, كما تخطئ الأم عندما تربي الأبناء علي عدم المسئولية فتلبي رغباتهم منذ الصغر دون أن تنمي فيهم الاعتماد علي النفس, والمشاركة في عمل البيت, وما ينطبق علي الأبناء, ينطبق علي الأزواج, فيبالغن في تدليلهم وعدم دفعهم الي تحمل بعض المسئولية في البيت. انها سيدتي مفاهيم قديمة تحتاج الي تغيير كبير لن يحدث في يوم وليلة, ولكنه يحتاج الي وقت طويل, حتي يفهم الرجل ان مشاركته في عمل البيت مع عدم وجود خادمة ليس عيبا وإنما واجب, وأن راحة زوجته ستنعكس عليه بالسعادة والاستقرار, وانه بذلك سيضمن السعادة لأبنائه عندما يرون نموذجا ايجابيا امامهم, فلا يرون مساعدتهم لأمهم عيبا, وبالتالي لن يخجلوا في المستقبل من معاونة زوجاتهم. ايضا لو فكر الزوج أن يعامل زوجته فيستمع اليها كما يفعل مع الآخرين, ويحل مشكلاتها كما يفعل مع أهل بلدته, لفرج عنها كربها, ولجني معها سعادة غائبة لن يعرف مذاقها إلا إذا استعادها بيديه. |
| | | شنبو عضو متميز
عدد الرسائل : 525 نقاط : 6783 ترشيحات : 3
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 5/5/2012, 00:33 | |
| همس الأصدقاء الحمــــد لله
للمرة الثالثة أتواصل معك أخي ومع قرائك الكرام في بريد الجمعة, ومازلت أتابع بشغف مشاركات الجميع وتعقيباتهم سواء علي ما كتبت أو ما كتب غيري, ربما لأثبت لنفسي وأعلن اني مازلت بخير.
كنت أود أن أعقب علي أختي وصديقة الألم صاحبة رسالة دموع الليل ولكني تراجعت يومها, لا أعلم لماذا شعرت يومها بالراحة, لا لما كتبت أختي في الله عن شعورها المؤلم, ولكن لأني رأيت رحمة ربي بنا فحتي في المأساة يخلق لنا من يؤنسنا, أعرف معاناتها جيدا واعلم انه ربما هناك الآلاف غيرنا ممن لهم نفس الظروف, وبما انها اختصتني بالذكر في بداية رسالتها لتخفف علي بأن مأساتها أكبر وشعورها بالألم أكثر من شعوري, فأردت اليوم أن أقول لها ولنفسي قبلها ولكل من رأت نفسها فيما كتبت أنا أو هي.. ان ربي لم يخلقنا لنتزوج فقط, وانما أصل خلقنا هو العبادة ثم تعمير الأرض, فإن عبدنا الله حق عبادته أفلا يعد ذلك تعميرا للأرض, وإذا أخلصنا فيما نعمل ألا يعد ذلك عمارا للأرض,, نعم حصرنا المجتمع الظالم في زاوية معينة وتعامل معنا الجميع علي هذا الأساس, ولكن هل يعني ذلك أن نستسلم ونفعل ما يريده الآخرون؟.. لا ورب الكعبة لن نفعل سوي ما أراده الله, ولينظر إلينا البشر كيفما شاءوا, وليبتعد عنا كل من أراد لنفسه الأمن كما حدث ويحدث دائما, فلترحل كل صديقة خافت علي زوجها من صديقتها, وليرحل كل من نظر لفتاته من زاوية العمر فقط, ولينظر لنا الجميع بشفقة وليمطرنا الجميع بكلماتهم كيفما شاءوا.. لن يؤثر فينا هذا بعد اليوم. أنا سأتزوج عندما يريد ربي ذلك ـ إن أراد ـ وبمن أراد, وان لم يرد سأظل أحبه, وأتقرب إليه, وانتظر لقاءه, ولن أغضب ولن أحزن, فربي كريم وان أخذ مني شيئا ففي المقابل أعطاني ألف ألف شيء..فالحمد لله رب العالمين,, اختي لا حزن بعد اليوم ولا ألم, فقط ألزمي الاستغفار. وتقربي من رب العباد, ولا تعتني سوي برضا ربك ولا تحيي في هذه الدنيا من أجل رجل قد يأتي أو لا يأتي.. كوني نفسك وابحثي عن كل ما يسعدك.. ولأخي في الله صاحب همسة إنها أنثي أقول له اطمئن أخي لن نكون في يوم من الأيام كتلك العروس الحزينة, ان لم نبتسم في يوم عرسنا فلن نوجد فيه أبدا. أشكرك أخي وأشكر أصدقاءك وجزاكم الله كل خير فأحسنتم قولا وعملا. صاحبة رسالة: الأفكار القاتلة
|
| | | صافى شان مشرف
العمر : 31 عدد الرسائل : 2966 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 11309 ترشيحات : 34 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 11/5/2012, 00:12 | |
| المفاجأة المذهلة! تلقيت في بريدي هذا الأسبوع الرسالة التالية: سعدت كثيرا والله وحده يعلم مدي سعادتي حين قرأت خبر تكليفكم بكتابة بريد الجمعة, فلقد منعت نفسي أكثر من مرة علي مدي السنوات الماضية أن أكتب اليكم بهذا المعني لإدراكي منذ وفاة الراحل الغالي زارع شجرة الحب ومنسق فروعها عبدالوهاب مطاوع. أن هذا الموضوع تقسيم إداري ليس لك دخل فيه.ولقد فكرت في أن أتصل بك هاتفيا لتفتح لي نهر الحب الذي يربطنا, وتقف الي جانبي لحل مشكلتي التي تؤرقني ليلا وتعذبني نهارا, ولا أجد لها فرجا حتي أنها ملكت علي حياتي, ولم يعد يدور في ودعني أروي لك قصتي منذ البداية, حيث رزقني الله بعد زواجي بابني الأول الذي ودع الحياة فور ولادته مع أنه كان مكتمل النمو, ولكن الطبيب المعالج الذي كان معروفا وقتها بمهارته الفائقة في أمراض النساء والولادة ارتكب خطأ أودي بحياته, وبكيت كثيرا عليه, ولم أنس علامات الأسي التي اكتسي بها وجه زوجتي, عندما علمت بالخبر ولم تكن قد فاقت من آلام الوضع بعد.. ورحت أدعو الله أن يرزقني بولد آخر يكون لي عوضا عنه, واستجاب سبحانه وتعالي لي ورزقني بولدين, ملآ علينا حياتنا, وكرست كل وقتي لهما وعشت حياتي أنحت في الصخر من أجلهما, ومنحتهما عصير عمري ولم أبخل عليهما بأي شئ من مال أو صحة أو جهد, وبرغم كل ما كان أمامي وفي متناول يدي من اغراءات مادية ونسائية, فقد وضعت حائطا فولاذيا بيني وبين الحرام, ويكفي أن أقول لك إنني رفضت رشوة خمسة أفدنة وفيللا مجهزة بالأثاث الراقي لكي أغمض عيني عن بيع احدي شركات قطاع الأعمال بحكم منصبي الكبير ومسئوليتي عن هذا القطاع الصناعي المهم, وذلك في الوقت الذي كنت أسعي فيه للحصول علي قرض من أحد البنوك لكي أتمم زواج ابني الأكبر.. وآه من ابني الأكبر توأم روحي وبسمتي وفرحتي, ودنياي, والهواء الذي أتنفسه, والذي لاأري مثيلا له في هذا الكون, ولم أر من قبل ابنا أحب أباه, ولا أبا أحب ابنه كما أحببنا بعضنا.. فلقد كنا نتحدث بلغة العيون وليس الشفايف.. وحتي عندما أراد أن يتزوج فهمت كل ما يريده دون أن ينطق بكلمة واحدة.. ولمست حبه الكبير لزوجته وابنته التي أنجبها بعد عام من الزواج, ثم حملت زوجته في مولودها الثاني, فقلت له انها حامل في ولد, لكن السونار أظهر أنها أنثي, فرددت عليه بأن كل عطاء الله خير لكن قلبي يؤكد لي أن المولود القادم ذكر, وفي الشهر الثامن كان الجنين قد اكتمل وأظهر الكشف الطبي أنه ولد.. ولا أستطيع أن أصف لك فرحته بولي العهد.. وراح يعد الأيام المتبقية قدومه وكلنا ننتظر وحينما حانت لحظة الولادة, كان هو قد حان أجله وسقط شهيدا في أثناء عمله.. انها مفارقة مذهلة لم نكن نتوقعها, ولم تخطر لي علي بال.. ولم أتمالك نفسي وأنا أسمع الخبر فسقطت علي الأرض مغشيا علي, ودخلت زوجتي في غيبوبة لعدة أيام.. واختفت الفرحة من بيتنا الي غير رجعة وأظلمت شمس حياتنا حتي الآن.. وكلما مر عام أتصور أن النار المشتعلة في قلبي سوف تبرد, فإذا بها تزداد اشتعالا.. فصورته لا تفارق خيالي في كل مطعم تناولنا العشاء فيه, وكل شارع سلكناه معا, وكل أغنية استمعنا إليها سويا.. وكلها أماكن شهدت ذكرياتنا, وكلما مررت بها تشتعل جذوة نار قلبي من جديد ولا أجد سبيلا لإطفائها. ولعلك تتصور أن هذه هي المشكلة التي أبعث إليك بها لكي تقول لي كلمات تخفف بها آلامي, لكن الأمر ليس كذلك فما أريد أن أطلعك عليه, هو أنني في عيد الأضحي المبارك قبل ثلاثين عاما رفعت يدي الي السماء ودعوت الله أن يأتي هذا اليوم في العام التالي وأنا في الكعبة المشرفة ونسيت هذا الدعاء, ومرت عشرة شهور كاملة, وبينما كنت جالسا في بيتي أجتر أحزاني دق جرس الباب, فإذا بصديق لي لم التق به منذ فترة طويلة قد جاءني حاملا معه تأشيرة استثنائية لي بالحج.. بكيت كثيرا, وأخذت أهتف الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. وهممت وتوضأت وصليت ركعتين شكرا لله.. ومددت يدي الي مكتبتي العامرة بالكتب الدينية, والتقطت كتابا عن الأدعية المستحبة, وحفظت الدعاء المأثور عند رؤية الكعبة, وعند تناول شربة ماء من زمزم.. وفي يوم السفر الي مكة المكرمة ارتديت ملابس الاحرام, وما ان وقعت عيناي علي الكعبة حتي نسيت كل ما حفظته من أدعية, ووجدتني ابتهل الي ربي تلقائيا: اللهم حرم جسدي علي النار.. وأخذت أكررها مرات ومرات.. وعندما اختليت بنفسي أخذت أفكر ما هذا الدعاء؟.. وكيف خطر بذهني, وما الذي دفعني الي أن أقوله؟ ثم من الله علي بالحج للمرة الثانية بعدها بسبع سنوات, وللمرة الثالثة قبل أربع سنوات.. أما العمرات فلا أعرف عددها.. وركزت كل جهدي في تربية أحفادي وأولاد ابني الأكبر رحمه الله.. وخصصت جزءا كبيرا من وقتي لتلاوة القرآن الكريم, والاطلاع علي الكتب الدينية والأحاديث النبوية الشريفة.. ومضت حياتي علي هذا النحو حتي قرأت حديثا عن رسول الله معناه أن الله يحرم جسد عبده الصابر علي فقد ثلاثة من أبنائه علي النار فقد استجاب سبحانه وتعالي لي في كل ما دعوته لكني أخشي من دعائي المتكرر بتحريم جسدي علي النار مادام بابني الثالث. نعم يا أخي إنني أخشي أن يكون هذا قدري.. ولم أعد أدري: هل هذه الفكرة التي تراودني منذ قراءتي هذا الحديث الشريف هي من همزات الشياطين أم من ايحاءات الملائكة؟.. انني أدعو الله في كل صلاة أن يأخذني قبل أن يريني هذا اليوم, ورغم ذلك فلا صوت عقلي يرحمني ولا جفوني ترأف بي, ولا خوفي من الأقدار يبعد عني مع ان إيماني بالله كامل, وحبي له بلا حدود, وسعادتي حين أناجيه لا تدانيها سعادة, ودموعي عندما اختلي به تنهمر بلا حساب, ولا أجد شفاء لمرضي الذي تزيد حدته علي مر السنين.. فهل أجد لديك الدواء؟
{{.. وأقول لكاتب هذه الرسالة: ما سطرته من كلمات يا أخي ينم عن نفس مسالمة ومطمئنة تري الله في كل خطوة تخطوها.. لكن هذا السلام النفسي يتنافي تماما مع الفكرة الخاطئة التي سيطرت عليك حتي أصبحت أسيرها, وينبغي أن تستأصل جذورها من قلبك وعقلك, فهي أخطر من أي ورم يمكن أن يصاب به الجسم حيث تظل ملازمة لصاحبها مدي الحياة, فالفكرة غير الصحيحة اذا سيطرت علي الانسان فإنها تملك عليه عقله وتفكيره, وتقوده الي الهلاك.. أما الورم الجسماني فيمكن احتواؤه والشفاء منه بالاستئصال الجزئي, فالحديث النبوي الذي أوردت معناه في رسالتك عن أن من يفقد ثلاثة من أبنائه يحرم الله جسده علي النار ليس مقصودا منه العدد بأي حال, وانما المقصود هو تأكيد جزاء الصابرين علي فقد أبنائهم, وتعال نراجع معا أربعة أحاديث صحيحة وردت في ذلك, حيث جاء في صحيح البخاري حديثان: الأول: عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم, ما من مسلم يتوفي له ثلاث لم يبلغوا الحنث الحلم إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته اياهم. والثاني: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي: اجعل لنا يوما, فوعظهن, وقال: أيما امرأة مات لها ثلاثة أولاد كانوا حجابا لها من النار.. فسألت امرأة: واثنان؟ قال واثنان. وفي سند الترمذي قال صلي الله عليه وسلم من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحلم كانوا له حصنا حصينا من النار: قال أبوذر الغفاري: قدمت اثنين فرد عليه الرسول: واثنين.. فقال أبي بن كعب: قدمت واحدا.. فرد عليه وواحدا. وهكذا يا سيدي نجد أن العدد ليس هو المقصود من الحديث الذي قرأته, وانما المقصود هو الصبر علي الابتلاء بفقد الابن, وتحريم الجسد علي النار يكون بالأعمال الصالحة والدعاء والاستغفار وكثرة السجود والابتهال الي الله عز وجل في أثناء الليل وأطراف النهار, والصلاة هي التي تمنح الإنسان الاطمئنان وتقربه من الله فيشعر بالراحة والسكينة, وهذا ما توصل إليه المهاتما غاندي الزعيم الهندي بعد بوذا, فلقد كاد أن ينهار لولا أنه استمد الإلهام من القوة التي تمنحها الصلاة, وقال لو لم أصل لأصبحت مجنونا منذ زمن طويل.. فما بالك يا أخي وأنت علي درجة عالية من الإيمان والشفافية جعلتك تتوقع أن حفيدك ذكر, وتصر علي موقفك بالرغم من أن الأشعة قد أظهرت غير ذلك في بداية الحمل!.. ألا يدعوك ما أنعم الله به عليك من هذه النعمة أن تكون حسن الظن بالله, وأن تدرك أنه عز وجل يدخر لك ما تطيب به نفسك بعد رحلة كفاحك الطويلة التي رفضت فيها كل الاغراءات التي ينزلق فيها الكثيرون غير مبالين بأن الله يؤخر حسابهم الي يوم تشخص فيه الأبصار؟.. ثم ألا تعلم أنه سبحانه وتعالي يقول في حديثه القدسي: أنا عند ظن عبدي بي؟.. وفي حديث آخر يقول اذا وجهت الي عبد من عبادي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت يوم القيامة أن أنصب له ميزانا. ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن جزعت مضي أمر الله وكنت مأزورا, وإن صبرت مضي أمر الله وكنت مأجورا, بمعني أن قضاءه سبحانه وتعالي نافذ في كل الأحوال, فلماذا إذن نضيع علينا سعادتنا وهدوءنا فالحياة مهما طالت قصيرة؟. دع عنك هواجسك واحتضن ابنك وأحفادك منه ومن ابنك الراحل, فالحزن يموت بعد حين كما تموت السعادة أحيانا, ولا دوام لحال, وليكن حفيداك منه هما باعثا الأمل فيك وما مات من ترك ولدا صالحا.. ولا تظن أن الحياة تكتمل أبدا, فهناك دائما أوجه نقص لا يستطيع الإنسان أن يسدها لأنها ارادة الله, فمن عنده مال ليست لديه صحة, ومن عنده أولاد ليس لديه بيت.. الي غير ذلك من جوانب لا تكتمل لأحد. وعليك يا أخي أن تجلس في السحر وترفع يديك الي السماء, وترسل عينيك الي رب الأرباب, وتسأله أن يزيل عنك الغمة, ويكشف لك الظلمة, وينقي قلبك من وساوس الشيطان, واعلم أنه لا سعادة سوف تحوطك من جديد إلا اذا عشت حرا من سيطرة هذه الأفكار علي عقلك ووجدانك وخيالك لتكون عبدا لله وحده, فما ينتابك من خواطر لا أساس لها في الدين.. والمؤكد أننا جميعا ميتون كما خاطب المولي سبحانه وتعالي نبيه في كتابه الكريم إنك ميت وإنهم ميتون.. فالموت حقيقة مؤكدة مهما طال العمر, وان الانسان مهما فعل فلن يغير ما قدر الله له. من هنا يجب أن تحيا الحياة كاملة, وأن تستمتع بكل دقيقة فيها وتعمل ما تريده مادمت لا تخالف الشرع أو تفكر فيما يغضب الله, ولتعلم أن التسليم بالأقدار ذخيرة لا غني عنها في رحلتنا عبر الحياة, وهناك طريق واحد الي السعادة والطمأنينة هو الكف عن التوجس من أشياء لا سيطرة لإرادتنا عليها, واليقين دائما في أن الله عليم بما في الصدور وهو وحده الهادي إلي سواء السبيل
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|