|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:43 | |
| في غرفة العمليات!
أكتب إليك رسالتي هذه مع نسمات صباح يوم جديد يمر علي ودموعي تنهمر من عيني.
أكتب وأوجه رسالتي هذه الي كل ابن أو ابنة وإلي كل من سولت له نفسه في يوم من الأيام أن يغضب أبويه! لاحظت دائما أننا نركز في أحاديثنا علي الأم وهي قيمة لا يساويها شيء ولكننا أهملنا تماما الأب هذا الجندي المجهول في الأسرة. أهملنا الاب في كتاباتنا وأحاديثنا وحتي في حبنا, سمعنا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في حسن صحابة المرء لنفسه فقال له أمك( ثلاثا) ولكننا نسينا انه قال في الرابعة( ثم أباك). أكتب اليك سيدي ودموع الندم والحسرة تبلل رسالتي, وحتي لا أطيل عليك وعلي قرائك أود أن أقول انني ومع هذه المقدمة الطويلة لست ابنة عاقة, ولكن لست بارة بما يكفي أو بما يستحقه أبواي. أمي.. حبيبتي أضعها نصب عيني كلامها سلوتي.. نظرتها رؤيتي.. مرضها ألمي.. سعادتها فرحتي.. حزنها ضعفي وكسرتي.. هذه هي نظرتي لأمي, هي أم صالحة بشكل كبير, وتستحق أن أكون معها هكذا, حينما تمرض أكون تحت قدميها, وأتمني لها الشفاء العاجل, وعن جد أجد قلبي كلما يراها ينطق من داخله بـ( يا حبيبتي يا ماما).. حين تحزن لأي خلاف زوجي عادي بينها وبين أبي وقتها أكن بداخلي غضبا وغيظا تجاه والدي حتي لو لم أكن أعرف الخلاف أو أنها قد تكون هي المخطئة, ومرت علي سنوات عديدة أعيش مع والدي وهذه هي حياتنا وهذه هي مشاعري. وفجأة مرض والدي مرضا شديدا ومفاجئا وأحتاج أن يجري له جراحة عاجلة وعلي الفور دخل المستشفي وتحدد له ميعاد الجراحة لكن حالته الصحية والعمرية لم تكن تسمح بهذا إلا بعد مرور وقت في المستشفي لتجهيزه صحيا لإجراء مثل هذه الجراحة الدقيقة, ووقتها تذكرت ان لي أبا, تذكرت انه يستحق مني الاهتمام.. تذكرت حبه الجارف لي بلا حدود واهتمامه وانشغاله بكل أمور حياتي, وبكل مشاكلي, تذكرت انه هو الذي كان يعتبر فرحي فرحه, وحزني حزنه, وألمي ألمه, وسعادتي سعادته, تذكرت انه هو الذي كان عند مرضي يهرول بي إلي الطبيب ويحضر الادوية لي والطعام والشراب في السرير.. حينما كنت أطلب منه شيئا يفوق طاقته لمثل من في عمره كان يقبل لكي يرضيني.. تذكرت حينما كان لا يناديني إلا بــ يا حبيبتي, تذكرت تودده لي دائما حتي أكون أنا راضية عنه وليس العكس, تذكرت حينما كان يمرض ويطلب مني ألا أتركه في الحجرة وحده لانه يريد أنسي له.. تذكرت حينما مررت بمحنة كانت بمثابة قصمة ظهر له, تذكرت حينما أخذ بعدها يدللني وكأني ابنة الثلاث سنوات, تذكرت سماعي له بالدعاء لي في صلاته أن يفرج الله كربي, تذكرت حينما كان لا يتمالك نفسه, ويبكي أمام الناس إشفاقا منه علي كربتي, تذكرت نظرته المتأملة لي حينما أمر أمامه في المنزل حينما كان بمناسبة أو بدون مناسبة يعرض علي المال لكي اشتري كل ما أرغب, تذكرت حينما كنا نختلف وقد أكون أنا المخطئة ويأتي هو ويصالحني ويسامحني علي خطئي.. تذكرت كل هذا وهو في غرفة العمليات, ونحن ننتظر خروجه لنا معافي, وأنا أخطط لتغيير خطة حياتي معه, أو بمعني أصح أن أبدأ أنظر اليه فهو يستحق مني كل حب واحترام وتقدير, وانتظرت خروجه حتي أقبل يديه وأكون خادمة تحت قدميه وأن أرافقه رحلة علاجه وأن أستقيل من عملي كي لا يخدمه أحد غيري. وبدأت أشعر بالحب والأمل والطاقة الجميلة تدب بداخلي تجاهه لعمل كل ما نويت عليه, وجلست أقرأ له القرآن الكريم وأدعو الله أن يشفيه, حتي سمعت في ميكروفونات المستشفي نداء عاجلا من الطبيب الذي يجري له العملية لكثير من أطباء المستشفي. حاولت أن أتمالك نفسي وألا أتبع وساوس الشيطان, وأنا أفكر في أنه قد يكون حدث له مكروه, واستعذت بالله وأكملت قراءة القرآن حتي دق باب الحجرة التي ننتظره بها, وإذا بالممرضة المرافقة له تقول البقاء لله يا جماعة, استرد الله وديعته, احتسبوه عند الله شهيدا. إيه مات؟ مات؟ بابا مات؟ إنا لله وإنا اليه راجعون.. إنا لله وإنا اليه راجعون.. بابا مات من غير ما أودعه, من غير ما أقبله, من غير ما أحتضنه, يعني ايه؟ يعني مش هشوفه تاني؟ يعني مش هقوله بحبك يا أحن أب في الدنيا؟ آآآآآآه وألف آآآآآآه أرحمه يارب وسامحني يارب.. ياليت كان في عمره بقية!!
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:44 | |
| عشــيقة شــرعية! يكـتـبـه: خــيري رمضـان
أنا يا سيدي امرأة في الثامنة والثلاثين من العمر, نشأت في أسرة صغيرة مكونة من أب وأم يعملان بالتربية والتعليم, تربينا تربية محافظة ومغلقة تقريبا في إحدي الدول العربية, حيث كان يعمل أبواي,
وترتيبي الثالثة والأخيرة بعد أختين تكبراني بعدة سنوات, كنت الابنة المدللة لأبي رحمه الله ـ ربما لأني أصغر بناته ـ تزوجت أختاي وأنا طالبة بالمرحلة الثانوية وبدأت الأنظار تتجه نحوي وأنا في الرابعة عشرة من عمري, وكان إقبال الخطاب كبيرا سواء من عائلة أبي أو عائلة أمي أو حتي الجيران والأصدقاء برغم صغر سني لما كنت أتمتع به من جاذبية وعقل ورزانة, فكان من الطبيعي أن أتزوج في سن صغيرة من أحد أقارب والدتي الذي كان مهندسا حديث التخرج, وكنت أنا مازلت بالسنة الأولي بإحدي الكليات النظرية, وتمت الخطبة والزواج في ظرف ثلاثة أشهر انتقلت خلالها إلي بيت زوجي, وأنا لم أكمل السابعة عشرة من عمري وعانيت كثيرا في بداية الزواج لأنني لم أكن أعرف شيئا عن أعمال المنزل, خاصة مع دراستي بالجامعة وحملي الأول ثم حملي الثاني, حيث رزقني الله بابنتين جميلتين في وقت قياسي, فكنت مهددة بضياعي من الجامعة لولا مثابرتي وحرصي الشديد علي أخذ شهادتي التي أخذتها بعد كفاح. أثناء كل تلك الفترة ومنذ أول يوم في زواجي اكتشفت أنني لم آخذ وقتا كافيا للتفكير أو دراسة أخلاق زوجي برغم أنه قريبي, فأثناء شهر العسل اكتشفت أنه غير مهذب بدأ يسبني لأتفه الأسباب وتصل قذارة لسانه لتطال أبي وأمي اللذين ذللا له كل مشاكل الزواج المادية, ولم يرهقاه في شيء فلم أستطع أن أحبه برغم محاولاتي من أجل ابنتي, وفي مكالمة مع والدتي أعطاها الله الصحة انهرت باكية وأخبرتها بما يفعله زوجي معي فجاءت علي أول طائرة من الدولة العربية حيث كانت لا تزال تقيم هناك مع والدي, وأصرت علي طلاقي منه, وبالفعل تم الطلاق الثاني بيننا بعد أن طلقني أول مرة في مشادة كلامية بعد ولادة ابنتي الثانية مباشرة, لأنه لم يتحمل أي نفقات ولادة أي من ابنتيه وتحملها والدي رحمه الله ولم يسأل عني أو عن المولودة برغم أن حالتي كانت سيئة بعد الولادة, ونظرا لصغر سني وتكرار الحمل بدون فترة فاصلة, فكان أبي يحملني ويذهب بي إلي الأطباء لأنني لم أكن قادرة علي المشي, أي أنه لم يتحمل مسئوليتي لا ماديا ولا معنويا, وحين أخبرته أنه لم يكن له دور كان رده: أنت طالق, ومع كل ذلك تناسيت من أجل الأبناء وعدت للحياة معه وحاولت جاهدة تغييره دون جدوي فهو لا يتحمل المسئولية وسليط اللسان, ثم جاءه عقد عمل بإحدي دول الخليج فسافر وحده وتركني مع البنتين فشعرت بأن هما قد زال من حياتي, وتعودت ثم أحببت حياتي مع بناتي من غيره, وحين أنهي عمله هناك وعاد ليستقر بمصر اكتشفت أنني لن أستطيع الحياة معه مرة أخري, وكرهت كل شيء فيه, ورفضته رفضا كاملا, فكنت أكره صوته ورائحته, ولم أعد قادرة أن أعطيه حقه كزوج, فقررت الطلاق وأخبرت أبي رحمه الله بذلك فلم يعارضني طويلا لأنه كان يعلم ما وصل إليه الحال بيننا, خاصة أنه قد خصص لي أكبر وأفخم شقة في عمارة يمتلكها في حي راق وقام بفرشها لي بأفخر الأثاث لكي انتقل إليها مع ابنتي اللتين تحمل مسئوليتهما بعد أن تم طلاقي من زوجي علي الإبراء للمرة الثالثة والأخيرة بعد زواج استمر نحو تسع سنوات, كنت في هذه المرحلة قد تخرجت في الجامعة فوفقني الله فعملت بعد تخرجي مباشرة, ولم أعد بحاجة مادية لأبي ـ برغم عدم تقصيره ـ أو لزوجي السابق الذي كان يعطي ابنته نفقة متواضعة, وشاءت الأقدار ذات يوم أن أتعرف إلي رجل يكبرني بنحو عشرين سنة, انجذب كل منا إلي الآخر منذ النظرة الأولي انبهرت بشخصيته فهو مثال حي للجنتل مان كما يقولون تعرف إلي بمنتهي الأدب والذوق ثم لمست كرمه وشهامته وأناقته فهو رجل أعمال ناجح وكنت وقتها في قمة جمالي وشبابي, أخبرني أنه منفصل عن زوجته التي أنجب منها طفلين, وأنه يعيش مع والدته ولا يري أبناءه إلا مرة كل أسبوع لأن زوجته شديدة الارتباط بأهلها علي حساب بيتها ولا تدخل المطبخ مطلقا وأنه علي وشك أن يطلقها لأن هناك خلافات جوهرية بينهما, فأطلقت العنان لمشاعري فأحببته حبا لا يوصف فكنت أنتظر اتصاله بي طوال النهار والليل خاصة أنه أبدي استعدادا لاحتضان ابنتي ثم طلب مني أن نتزوج في السر واشترط علي عدم الانجاب وتحت وطأة انبهاري به وحبي له وافقت دون تفكير وعشت معه أياما أعتبرها أجمل أيام حياتي, فكان يقضي معي طوال النهار, ثم يذهب لينام في بيته ثم قال لي ذات يوم إنه مسافر للخارج في رحلة عمل كعادته ثم اكتشفت بالصدفة البحتة من خلال مكتبه أنه مسافر مع زوجته الأولي وأبنائه للسياحة, فأسقط في يدي وجن جنوني ولم أكن أعرف ماذا أفعل هل أطلق منه أم أستمر خاصة أني أحبه ولا أتصور الحياة بدونه, وحينما عاد وواجهته قال لي إنه اضطر أن يردها من أجل ابنته التي مرضت نفسيا بسبب انفصال والديها, وإنه يحبني ولا يريد أن يطلقني وإنه سوف يعلن زواجنا في الوقت المناسب ثم عرفت بعد ذلك أنه لم يكن منفصلا عنها كما أخبرني أي أنه كذب علي في أمر علاقته مع زوجته الأولي, ولم يكن يبيت عندي ولا ليلة واحدة في السنة, وكلما تذمرت يمطرني بسيل من الوعود الكاذبة, ثم شعرت برغبة قوية في الإنجاب فأخبرته فرفض في بادئ الأمر رفضا شديدا ثم وافق ولكن طلب مني الانتظار حتي يحين الوقت المناسب, وانتظرت سنوات دون أن يأتي الوقت المناسب, ودون أن يبيت عندي ليلة واحدة علي مدي ما يزيد علي4 سنوات, ولم تتوقف وعوده الكاذبة خلالها ثم قررت وحدي أن أحقق حلمي بأن يكون لي طفل من زوجي الذي أحبه, لأن هذا حقي, وحدث الحمل دون رغبته فأقام الدنيا ولم يقعدها وأصر علي اجهاضي برغم تمسكي الشديد بطفلي الذي كثيرا ما حلمت به وتوسلت إليه بالدموع أن يتركني أفرح به وألا يحرق قلبي, ولكن لا حياة لمن تنادي, أصر علي إجهاضي واقتادني كمن يقتادون إلي حبل المشنقة إلي أحد الأطباء المعدومي الضمير الذي أجري لي العملية بطريقة وحشية, وكأنهم كانوا يخشون هروبي قبل العملية, وإذا بي أجده بعد العملية قد ذبح ذبيحة لا أدري لماذا؟ هل لأن الله قد سترها ولم يحدث لي مكروه في العملية كما يقول؟ أم لأنه تخلص من الجنين الذي لم يرغبه؟ شعرت بمرارة مضاعفة لأنني تمنيت وأنا أقوم بتوزيع اللحم أن يكون هذا اللحم هو عقيقة طفلي الذي حرمت منه, أصابني هذا الاجهاض بحالة اكتئاب شديدة فكان شعوري بالضبط كمن أخذوا طفلها من حضنها وقتلوه, وكنت اتهمه بأنه قتل ابني, ولكني اجتزت الأزمة بفضل الله ورحمته, ثم حدث حمل مرة أخري فخفت أن يصبح مصيره كسابقه فقررت ألا أخبره حتي يمر الشهر الرابع, ويصبح الاجهاض مستحيلا لأن الجنين فيه روح, وبالفعل أخبرته بعد الشهر الرابع فجن جنونه وأصر علي الإجهاض مرة أخري برغم أن الجنين فيه روح وأن ذلك يعتبر قتل نفس بغير حق, فرفضت بقوة وقلت له لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, ولتفعل ما تريد, فأخبرني أنه سيطلقني فأخبرته أنه لوحدث ذلك فإن هذا سيعني أنك تريد أن تطلقني وأنا حامل, وفي هذا إساءة كبيرة لي أمام أهلي وسأرد عليها بأن أخبر زوجته الأولي بكل شيء, وأنه سيخسر زوجته في نفس الساعة فتراجع علي مضض ولكنه أصبح متباعدا عني وأهملني مما عرضني لمشاكل صحية طوال فترة الحمل ثم وضعت طفلة جميلة نسخة من أبيها فإذا به يطير بها فرحا ويحبها حبا لا يوصف بل ويدللها كما لم يفعل مع أبنائه السابقين, ويقسم دائما بأنها أكثر شخص أحبه في حياته, وتسألني ما هي المشكلة اذن فأقول لك إنه الآن قد مر علي زواجي به أكثر من عشر سنوات, وأصبحت ابنتنا في السابعة من عمرها, ولا تعرف إخوتها من أبيها ولا يعرفونها بل حتي لا يعلمون بوجودها وهو لا يبيت معنا مطلقا ولم يبت في حضن ابنته ولا ليلة واحدة برغم أن ابنته الكبري تخرجت في الجامعة منذ سنتين وتخرج ابنه العام الماضي, وحدث أن كنا نتسوق أنا وبناتي الثلاث في أحد المحال فإذا بي أري ابنته الكبري التي أعرفها شكلا ولا تعرفني وتمر ابنتي الصغيرة بجوارها وهما لايعرفان أنهما أختان وتحملان نفس الاسم في موقف لا ينسي, وكلما فاتحته في الموضوع يفعل ما اعتاد فعله طوال السنوات العشر الماضية عمر زواجي به, وعود ووعود ووعود, ابنتي بحاجة لأن تشعر انها مثل باقي الأطفال لها أب يبيت في البيت الذي تبيت هي فيه, فأنا لا أنسي ذلك اليوم حين سألت ابن اختي هو انت باباك بينام معاكم في البيت؟ ورد عليها ابن خالتها طبعا وجاءت تسألني لماذا لا ينام أبي معنا في البيت فهي لا تعلم أن له بيتا ثانيا يأوي إليه كل ليلة وتظن أنه يعمل ليلا في المكتب كما يخبرها هو. وعلي الجانب الآخر أنا ياسيدي كإنسانة وامرأة لي احتياجات نفسية وحسية وجسدية لا يتيحها الوضع القائم, وأصبحت أثور لأتفه الاسباب فبماذا تنصحني؟ شعوري أنه لن يفعل شيئا ولن يصحح الأوضاع وأخشي أن أخسر ما تبقي من شبابي وأنا أركض خلف السراب فهو لا يخسر شيئا من استمرار الوضع علي ما هو عليه ولكن أنا أخسر شبابي وسعادتي فأنا ميسورة الحال الآن والحمد لله ولست في احتياج مادي إليه, ومازلت أقيم في شقتي التي أعطاها لي أبي الذي توفي منذ ثلاثة أعوام رحمه الله, وأفكر في أن أخرجه من حياتي وأرحم نفسي من ألم الحرمان العاطفي والشعور بالقهر والظلم الذي عانيته علي مدي السنوات العشر الماضية, وأبدأ حياتي من جديد فإذا أراد لي الله الزواج مرة ثالثة فسأختار بعناية شديدة وترو وإذا لم يرد فيكفيني أني رفعت الظلم عن نفسي لأنني لست أقل من زوجته الأولي في شئ حتي يقهرني بهذه الصورة, ويبيت كل الوقت لديها تاركني أتجرع قسوة الوحدة والحرمان. * سيدتي.. حكايتك متشابكة وفيها الكثير مما يستحق التوقف.. بداية من زواجك المبكر من أحد أقاربك في سن لا تسمح لك بالاختيار الجيد, وغير مؤهلة لتحمل المسئولية كزوجة وأم, ولا أري مبررا واحدا من أسرتك لتزويجك في هذه السن, سوي أن والديك أرادا أن يستريحا من مسئوليتك لأنهما يعملان في الخارج, وهذا خطأ كبير يقع فيه من هم في مثل هذه الظروف, عندما يترك الأبوان صبية صغيرة تدرس في الجامعة, فإما أن تتعرض لاختبارات قاسية وهي وحيدة بلا خبرة أو تجربة, أو يسارعا بتزويجها وكأنهما أتما رسالتيهما سعيا وراء مقولة تأمين الابناء معتقدين أن هذا التأمين في بناء العمارة أو ترك أموال في البنوك, وكلها أشياء لا تضمن السعادة أو الاستقرار, فكان الافضل للجميع, وبعد أن تزوجت شقيقتاك أن يعود الوالدان ليرعياك حتي تنضجي وتتمي تعليمك ثم تختاري الزوج المناسب لك. سيدتي.. حدث ما حدث, طلقت للمرة الأولي بمباركة والديك, وخرجت للعمل أما لطفلتين,, ضعيفة, تعانين من انتهاك آدميتك وأنوثتك... في هذه المرحلة تكون المرأة هشة سهلا اختراقها, والاختراق يسيرعلي الرجال أصحاب الخبرة.. وبدلا من أن تستريحي من عناء رحلة زواجك الفاشلة, حتي تستعيدي عافيتك وتتأملي الواقع الجديد الذي تنتقلين إليه, فتحت كل نوافذ حرمانك, ليدخل منها من يكبرك بعشرين عاما.. من مثلك عليها الانتظار خاصة أنك مازلت صغيرة في السن ومسئولة عن طفلتين, فالأيام أمامك وليست خلفك.. استسلمت له, وبدلا من أن تشركي والديك وشقيقتيك معك, اتخذت قرارك بمفردك ووافقت بدون تفكير علي الزواج السري, وكلمة سري تعني أن هناك ما يجب إخفاؤه, فهل في الحلال سر, وهل في الحلال إخفاء؟. إنها بداية الخطأ, والمرأة عندما توافق علي السرية تعني موافقة علي التنازل والمهانة, وتعني أيضا أن الطرف الآخر كاذب وعاجز وخائف من الوضوح والإعلان والمواجهة, فكيف يمكن لامرأة أن تأمن علي نفسها وإبنتيها مع مثل هذا الرجل؟! الخطأ يجلب أخطاء وجرائم, والجريمة الكبري التي شاركت فيها هي قتل جنين بلا ذنب, فقد أجمع العلماء علي حرمانية الاجهاض حتي في أيامه الأولي مادام لا يوجد خطر مؤكد علي حياة الأم, وعلي الرغم من ذلك وافقت واستمررت في حياتك مع هذا الرجل باسم الحب, هل هذا هو الحب ياسيدتي؟ فماذا عن الكره إذن؟ ارتكبت الخطأ الثاني وحملت بدون إخبار زوجك معرضة حياة جنين آخر للخطر, وكأنها لعبة, جازفت وجعلته يقبل بالأمر الواقع بعد التهديد بإبلاغ زوجته الأولي؟.. دفعت بطفلة جديدة إلي الحياة تعاني سوء اختيارك وسوء قراراتك, فما يحدث الآن من أسلوب والدها سينعكس حتما علي مستقبلها. هل هي الأنانية ياسيدتي التي جعلتك تفكرين في إحتياجاتك بدون التفكير في انعكاس قراراتك علي آخرين تأتين بهم إلي الحياة وأنت غير مؤهلة أو واعية لدورك ومسئوليتك عنهم؟!. سيدتي.. اغفري لي قسوتي عليك, فإن كنت غير مسئولة عن زواجك الأول, فأنت تتحملين كامل المسئولية عن الثاني.. وأري في تجربتك درسا لكل من تسمح لنفسها بالدخول في نفق مظلم باسم الحب.. تسألينني عن مسئولية الطرف الآخر.. زوجك الذي لم يبت عندك ليلة واحدة, عن عدم عدله وظلمه لك ولطفلته, فأقول لك إنه من البداية يعرف جرم ما يفعله, فعندما طالبك بالسرية, كان يعرف جيدا أنه يريدك عشيقة شرعية, امرأة يأتيها بعض الوقت, ضاربا عرض الحائط بالزواج وبالهدف السامي منه بتأسيس علاقة عادلة تهدف إلي السكن والمودة والرحمة.. من يفعل ذلك هل يفيق ويتذكر أن الله سيحاسبه علي ظلمه لك؟! وعدم العدل بين زوجتيه وحرمان ابنته من حقوقها التي ينعم بها أشقاؤها.. هل يعرف هذا الأب أن امره سينفضح حتما بعد وفاته.. هل يتخيل هذا اليوم, يوم وقوفه بين يدي الله, وبعد وضع جثمانه في قبره, زوجته الثانية في بيت زوجته الأولي ومعها طفلتاهما.. هل يتخيل المشهد, بدلا من الحزن والبكاء عليه, سيتحول إلي شجار وغضب وربما دعاء عليه.. وأعرف زوجة أولي اكتشفت كذب زوجها فخلعت رداء الحزن عليه في نفس اليوم ورفضت تقبل العزاء فيه.. هل يحب أي عاقل هذا؟! أليس من الافضل والأكثر رجولة, أن يواجه زوجك الواقع, يصارح زوجته الأولي ويقرب بين أبنائه في حياته ويتحمل ثمن ما فعله في حياته؟.. مهما تكن ردود الفعل ـ سيدي ـ ستكون أفضل وأرحم بكثير من حدوث ذلك بعد وفاتك, فهل تفيق وتفعلها؟!. عودة إليك سيدتي, وردا علي سؤالك الأخير, بالتفكير في الطلاق مرة أخري وانتظار رجل جديد, بشروط جديدة, وربما بأطفال جدد, وماذا بعد؟! أقترح عليك أن تتريثي حتي لا تشتت بناتك, حاولي مع زوجك باصرار أن يعلن زواجكما وانجابكما, واتركي له القرار, إما الحياة في العلن ومنح طفلته كل حقوقها, وإما الانفصال واخبار زوجته من الآن حتي تحفظي حقوق طفلتك مع اخواتها, ولو كانت هذه مشيئة الله, فتمهلي وتفرغي لبناتك وعملك إلي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.. وإلي لقاء بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:45 | |
| عـــــــــزيزتي
حزنت كثيرا لما آل إليه حال صاحبتي الرسالتين السابقتين سوق النخاسة ولصوص الأمانة وما وقعتا فيه من كرب,
أرجو من الله أن يفرج كربهما ويرزقهما بخير زوجين صالحين. وأود من خلال بابكم الموقر أن أهمس بكلمات في أذن كل فتاة تأخر زواجها لعلي أخفف بها من بعض همومهن, ولعل هذه الكلمات تكون سببا في تغيير رؤيتهن لموضوع( تأخر سن الزواج). عزيزتي.. لا تحزني لتأخر زواجك, ولماذا تحزنين ولماذا ترينه قد تأخر؟ بل اعتبريه فرصة كبيرة لك لكي تكتسبي خبرات حياتية جديدة تضاف إلي رصيدك من الخبرات لكي ينضج عقلك, ويرتقي فكرك أنظري إلي التوجيه الإلهي في قول الله تعالي: وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون فربما منعك ليعطيك ما هو خير مما كنت تتمنين, وربما أراد الله أن يجعلك فتاة قوية صبورة لديها الكثير من الخبرات لأن بناء الأسرة وتربية الأبناء يتطلبان امرأة قوية قادرة علي إدارة دفة الحياة الزوجية, وقادرة علي مواجهة التحديات والمحن مهما بلغت شدتها ومهما بلغت قوتها, وربما كانت حياتك الزوجية ستفشل لو كنت تزوجت صغيرة وبلا أي خبرة في الحياة. عزيزتي.. لا تنظري للزواج علي أنه هدف, لأن الزواج هو في الأصل وسيلة لاعمار الأرض, واعمار الأرض يتطلب بناء أسرة مستقرة أساسها المودة والرحمة والتفاهم والاحترام, وهذا ما أشار الله تعالي إليه في قوله تعالي, ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة, ولن يتأتي ذلك إلا إذا كان اختيار شريك الحياة اختيارا متأنيا عقلانيا بعيدا عن العشوائية, فاختاري صاحب الدين والخلق الذي يشاركك اهتماماتك واحلامك وطموحاتك, من يشاركك الرأي ويقدر مشاعرك لكي تكون أسرتك أسرة سعيدة ومستقرة إلي الأبد. عزيزتي.. انظري إلي حكمة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذه الكلمات الموجزة البليغة من رضي برزق الله لم يندم علي ما فاته, ومن رضي بقسم الله لم يحزن علي ما في يد غيره, ومن رضي ذلة نفسه رضي ذلة غيره, ومن رضي بما قسم له استراح قلبه, وبدنه, ومن ساس نفسه بالصبر علي جهل الناس صلح أن يكون سائسا فعززي ايمانك بالله وكوني حسنة الظن به, ولا تهتمي بكلام الناس ونظراتهم, فهذا شأنهم دائما ليس لهم عمل إلا الخوض في أعراض الغير بالسوء, وقانا الله وإياك سوء العمل, فلا يدفعك جهلهم إلي ارتكاب أي حماقة تدفعين بسببها من كرامتك وعزتك ثمنا باهظا لن يتحمله معك أحد غيرك, أو أن تحملي لقب مطلقة بسبب تسرعك واختيارك العشوائي لشريك حياتك بل كوني كالشجرة المثمرة إذا رماها الناس بالحجارة القت هي بالثمار, فإذا خاطبك الجاهلون فقولي سلاما, بالله عليك كيف تريدين أن تقودي أسرة وأنت غير قادرة علي مواجهة جهل الناس؟ عزيزتي.. الأم العظيمة هي الأم التي تجعل رسالتها الإصلاح والبناء, وليست التي كل همها الغذاء والكساء, فاعمار الكون ليس بكثرة الأسر وليس بكثرة الانجاب, وإنما يعمر ببناء جيل قوي بالأخلاق والقيم والعلم والطموح والقدرة علي حمل رسالة إصلاح الأرض, فإذا لم تكن المرأة مؤهلة أخلاقيا ونفسيا واجتماعيا وفكريا فلن تستطيع تحمل مسئولية نفسها وقولي علي العالم السلام. عزيزتي.. اتخذي من النساء الصالحات اللاتي شرفن التاريخ بسيرتهن العطرة أمثال: امرأة عمران وسيدة نساء العالمين السيدة مريم وأم المؤمنين السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهن جميعا قدوة لك في كل مجالات حياتك. وأرجو الله لكن جميعا أن يوفقكن لما فيه الخير لكن دائما ويرزقكن بخير الأزواج ويجعلكن خير زوجات وخير أمهات يتشرف بكن الوطن والأمة.. آمين. أسماء عزت محمد
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:45 | |
| همس الأصدقاء
توقفت طويلا عند رسالة ثمن البشر وقرأتها مرات ومرات وفي كل مرة يزداد عجبي من هذا الزمن الذي نعيشه الآن مقارنة بزمن ولي ومضي حين كانت الروابط الأسرية هي السمة الغالبة وكثيرا ما كنا نري ونسمع عن تضحيات غالية لأحد أفراد الأسرة
اذا ما جنحت السفينة واقتضي الأمر فيتقدم الصفوف ويقدم التضحيات ويبذل كل ما في وسعه من أجل أن تصل الأسرة كلها إلي بر الأمان.. وكم من أبناء وبنات في عمر الزهور ضربوا أمثلة رائعة لنكران الذات من أجل مصلحة أسرهم وذويهم. بعض ما جاء برسالته الحزينة أرجو أن تسمحوا لي بطرحها في رسالة مفتوحة لعلنا نصل معا الي رؤي وتفسيرات جديدة لبعض ما يجري من حولنا من متناقضات في زمن توارت فيه القيم والأخلاق وراء ماديات زائلة لا تساوي بأي حال من الأحوال ثمن البشر: * في البداية دعني أذكرك يا سيدي بأن حياتنا كلها أقدار كتبت علينا وليس أمامنا سوي أن نرضي بما كتبه الله لنا ونشكره علي ما رزقنا من أفراح وأتراح إيمانا بأن الله لا يريد لنا الا الخير كله وأن بدا لنا في بعض الأحيان غير ذلك كما جاء بكتابه العزيز( وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) وإذا كان الله قد هدانا وأعطانا البصيرة والحكمة كي نكون يوما ما خير عون للآخرين خاصة اذا كان هؤلاء الآخرون من أرحامنا الذين أمرنا الله ورسوله برعايتهم وحسن معاملتهم.. فليس من الحكمة أن ننظر إلي الماضي الآن بعتاب أو لوم أو أن نندم علي ما قدمنا من عمل خير لأصدقاء أو أقرباء حتي لو كانوا قد قابلوا الاحسان بالتجاهل أو حتي بالإساءة فسبحان الله علام الغيوب وهو المطلع علي النوايا الخفية وما تضمره القلوب.. فلا تندم يا سيدي علي خير ما فعلته وتأكد أن رصيدك عند الله كبير وسيأتي يوم تسأل فيه كل نفس عما قدمت وستجد كل ما فعلته مع أخويك وأسرتك في ميزان حسناتك وهذا هو الفوز العظيم. * من فضل الله عليك أن رزقك بأربعة أطفال ثلاث بنات وولد ـ أعانك الله علي تربيتهم ـ وهذه وحدها هبة من الله يستحق عليها كل الشكر والحمد وتذكر يا سيدي أن هناك الآلاف من الأزواج الذين يملكون الملايين بل المليارات ويسجدون للمولي عز وجل داعين أن يرزقهم الله بالخلف الصالح حتي ولو ذهبت كل هذه الملايين.. فاحمد الله علي عطائه وكرمه معك وثق أن ما فعلته من خير مع الآخرين سيعود اليك في الدنيا والآخرة وسيجده أبناؤك في حياتك ومن بعدك ـ أطال الله في عمرك ـ وسيجدون حتما من يمد اليهم يد العون.. فكله سلف ودين.. ورصيدك عند الله كبير فلا تخش علي أبنائك من العوز والحاجة في المستقبل.. ورزقكم في السماء وما توعدون.. * الصحة والمرض كلها أرزاق من عند المولي عز وجل والابتلاءات اختبار من الله لعباده الصالحين وإذا كان الله قد ابتلاك بالمرض فلحكمة يراها سبحانه وتعالي وكل ما يجب أن نفعله هو أن نتوجه اليه في علاه ونسأله أن يرفع عنك البلاء ويمن عليك بالشفاء وليس من حقك أن تتذمر من قضاء الله وقدره وتفكر في قطع رجلك بنفسك كي تستريح من الألم ودون اللجوء للأطباء والمتخصصين.. وتأكد أن بعد العسر يسرا وتذكر دائما قول الله تعالي قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وأنا علي ثقة أن النداءات التي توجه بها محرر البريد عبر بريد الجمعة الي السادة المسئولين وذوي القلوب الرحيمة ستؤتي ثمارها وستجد العديد من الأيادي البيضاء وقد امتدت إليك بالمساعدة ويد الله فوق الجميع حتي يمن الله عليك بالشفاء.. بإذن اللله.. * وفي النهاية.. لا شك يا سيدي أنك أبليت بلاء حسنا يغبطك عليه الجميع وفعلت ما يفعله النبلاء والعظماء عند الشائد.. فكنت خير عون لأخويك وأسرتك حتي وأنت طريح الفراش.. فهنيئا لك ما فعلت.. ويجب الا تندم أبدا علي ما فعلت حتي لا تفسد عليك حياتك بأحاسيس الغضب وعدم الرضا علي أخويك والتمس لهما الأعذار فربما يكون لديهما ما هو أشد وأقسي وافتح لهما باب السماح والمعذرة كي يعودا اليك واصفح عنهما اذا ما جاءاك طالبين الصفح ولا تنس أنهما أعمام أولادك واجتهد في لم شمل الأسرة وحث أبناءك علي التواصل مع الجميع بروح المحبة.. فالحياة قصيرة يا سيدي مهما طالت وكلنا الي زوال مهما طالت الأعمار ولن يبقي الا وجه ربك ذي الجلال والإكرام. دكتور: هاني عبد الخالق أستاذ ادارة الأعمال haniabdelkhalek@hotmail.com
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:46 | |
| دمـوع السـعادة
أنا صاحبة رسالة سر السعادة المنشورة الاسبوع الماضي وماذا أقول ياسيدي دمـوع السـعادة أنا صاحبة رسالة سر السعادة المنشورة الاسبوع الماضي وماذا أقول ياسيدي وقد عجزت كلماتي وأنعقد لساني عن شكر العلي القدير صاحب المنة والفضل العظيم ثم شكرك ياسيدي لجودك وكرمك معي واستجابتك السريعة ونشر رسالتي ولا أستطيع أن أقول لك ماذا فعل نشر هذه الرسالة في عائلتي الصغيرة والكبيرة والأقارب والأصحاب والمعارف والمرضي والأطباء في المستشفي الذي أعالج به أما عن ابنتي ولاء فقد وضعت لها الجريدة بعد أن تأكدت من نشر رسالتي علي مائدة الافطار يوم الجمعة وكتبت فوقها علي ورقة مزخرفة كل عام وأنت وأحمد وأسماء الصغيرة بألف خير وهالها ياسيدي ما قرأت وسجدت لله شكرا وفاضت دموعها دون توقف وقبلت رأسي ويدي وحفظت الجريدة عن ظهر قلب أما ابني الذي تعود أن يخفي دائما مشاعره بالسعادة أو الحزن فلم أره أبدا كما رأيته اليوم من إحساس بالسعادة والحبور أما زوجي وحبيبي فقد أغرورقت عيناه بدموع لم أرها أبدا من قبل دموع السعادة لأنها كانت مفاجأة للجميع لم يعلموا عنها شيئا إلا يوم الجمعة يوم سعادتنا جميعا أما عن هواتف البيت والمحمول فلم تتوقف لحظة واحدة ولمدة يومين الكل يبكي, الكل سعيد, الكل يهنأ وفي المجمل سعداء لسعادتي والتي منبعها اسعادي عائلتي كلها فلم أكن أشعر بهذا الشعور منذ الحادث وحتي الآن لأنني أخرج من عملية جراحية لألحق بأخري كل ثلاثة أشهر ولله الحمد والشكر الجزيل وغمرتني سعادة خفية بعد أن أخرجت بواطن صدري وما تكنه جوارحي من مشاعر وكلمات ثقل بها قلبي وخطها قلمي علي ورقتي واتسع لها صدرك الكريم وأنا التي دوما وحتي ليلة الحادث والقلم حبيبي والورق رفيقي والكتاب صديقي لم أعرف يوما حبا لهواية سوي القراءة والكتابة خواطر, شعر, قصص واحتفظ بها لنفسي وهذه هي منتهي سعادتي وكلما أراد أن يفرحني زوجي في مناسباتنا كان يهديني كتابا أتوق اليه فلا يغمض لي جفن إلا بعد قراءته وفي بداية تخرجي عملت في المجال الذي عشقته دوما فكنت أكتب مقالات في مجلة منبر الاسلام التابعة لوزارة الأوقاف وظل قلمي وورقتي بين أحضاني وحتي تاريخ الحادث لذا أشعر بمنتهي السعادة أنني بدأت أكتب من جديد وأتواصل مع كريم عظيم مثلك.. ولا أزكي علي الله أحدا ولكن ردك العذب وكلماتك الرقراقة وحروفها السلسة وجملها المشرقة بعثت في نفسي الأمل من جديد فكتبت إليك أشكر لك فضلك في تخفيف آلامي وإسعادي ففي المستشفي الذي أعالج فيه علاجا طبيعيا تنسال دموعي معه دوما من شدة الألم أما يوم السبت فالجميع كان يتحدث بالمستشفي عن بريد الجمعة وكيف أن هناك حماوات يعالجن معي بكين بعد قراءتهن القصة وقررن أن يغيرن من معاملتهن لزوجات أبنائهن فأشعر بالفخر والزهو وأنا أقول لهن أنا صاحبة بريد الجمعة أنا سر السعادة وأناقش الموضوع مع طبيبي وهو يعالجني فلا أتألم ويتعجب هو لذلك بل أضحك فأنا ياسيدي لا أشعر الآن بأي ألم كلما لمحت السعادة ترتسم علي وجوه أحبائي زوجي وابني وابنتي أما عن والدي ابنتي فلا أستطيع أن أصف لك سعادتهما فقد طافا بالجريدة أرجاء المعمورة وعملهما وأقاربهما وكل من يعرفهما. أسعدك الله كما أسعدتنا جميعا وجزاك الله عنا خير الجزاء وألبسك ثوب الصحة والعافية ترفل فيه سعيدا مستبشرا في الدنيا وفي صحبة الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا في الآخرة. واسمح لي ياسيدي أن يتسع صدرك لي أكثر وأكثر فأتواصل معك عبر القلم والورق والكتابة ولك جزيل الشكر وفقك الله إلي ما يحب ويرضي إنه ولي ذلك والقادر عليه. م/أسماء رشدي * المحرر: أهلا بك سيدتي, فمثلي يفخر بالتواصل مع سيدة عظيمة مثلك نجحت بسحر كلماتها في إسعادنا بتجربتها الراقية العذبة علي الرغم من آلامها وشكرا علي كلامك الطيب الجميل في حقي, واعتذر لأصدقاء بريد الجمعة عن عدم حذفه ـ كعادتي في هذه المساحة ـ ولكني تمنيت أن ينالني بعض من دعاء هذه الأم الرائعة القريبة من الله, فأنا في أمس الحاجة إليه, وليكن لكم فيه كل النصيب, فالخير هنا يعم.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:46 | |
| هفوات صغيرة! أرجو أن يتسع صدرك لما أكتبه تعبيراً عن نار تجول بداخلى! أنا سيدة عمرى 52 عاماً، زوجى رحمه الله كاد يقارب سن المعاش قبل أن يتوفى منذ خمسة أشهر، ترك لى زهرتين والحمد لله محل فخرى واعتزازى. ابنى دكتور عمره 29 عاما يشغل عملا يليق به, وابنتي مهندسة عمرها25 عاما وتعمل في وظيفة جيدة.. حياتنا تسير والحمد لله علي مايرام, وفجأة وبدون مقدمات مرض زوجي ولازم الفراش لعدة أيام لم تكمل الشهر تخيلنا ثلاثتنا أنا وابني وابنتي انها فترة وسوف يشفي ولكن فجأة دخل في غيبوبة وتوفاه الله. انتقال زوجي وحبيبي وروحي الي رحمة الله سبب لي أنا بالذات صدمة عصبية, ولكن ما خفف من صدمة موته وحزني عليه حب الناس له من زملاء عمل وجيران وأهل وأقارب وكثرة ما سمعته عنه انه كان يفتح بيوت ناس غلابة من راتبه الشهري, وأمانته وخوفه من أن يقترب من الحرام, وهذا هو الذي كنت أراه بنفسي خلال عشرة عمري التي دامت معه يرحمه الله30 عاما تقريبا, وأصبح كل همي هو الالتفات لنفسي صحيا لأنني هزلت جدا وعلي مسئولية أولادي من بعده والدعاء له بكثرة أثناء صلاتي. قبل أن أبدأ في شرح أسباب أزمتي لابد من ذكر اني ليس لي خلفية عن استخدام الموبايل ـ سوي استعماله للرد علي أولادي وزوجي والاطمئنان عليهم ـ لا أشغل بالي برسائل أو صور, وذات يوم كنت أقلب دون قصد في موبايل زوجي فوجدت رسائل واردة اليه من زميلة له بالعمل قرأتها ونزلت علي كالصاعقة منها طظ ـ مستغرب ليه ـ أيوه طظ ـ مستغرب ليه طظ ـ طظين كمان ـ طظ في الدنيا لو انت مش فيها), و(بأحرف أرق من رزاز المطر وهمس أنعم من صوت الشجر أقولك صباح الخير ياقمر), لم اتمالك نفسي وانهرت ـ قلت ابحث هل هو يرسل لها رسائل هو الاخر, فوجدت رسائل بسيطة جدا جدا منه لها بعتلك سلامي وغلفته بغرامي إذا ما وصلك أكيد موظف الاتصالات حرامي),( في حياتي تعلمت أن أحب, ابتسم, اخلص أحزن اشتاق اندم أعلم احتار اسرح اطفش أطنش احيانا بس ما تعلمت كيف انساكي) ما هذا؟؟؟ مع العلم انه وكيل وزارة, أخلاقه عالية الي أقصي ما تتخيل, مرح جدا, خجول ويحمر وجهه اذا تعرض لموقف يحرجه, يعرف الحلال والحرام, يؤدي فروض الله في مسجد أمام البيت جماعة, مواظب علي صلاة الفجر وينتظر حتي الشروق في الجامع, مواظب علي صلاة المغرب وينتظر حتي العشاء في الجامع, يتحري الحلال في مأكله ومشربه وتصرفاته, يغض البصر, وأنا مدير عام ليس هناك أي مقارنة بيني وبين تلك الزميلة التي اكتشفت رسائلها علي موبايله مع العلم بانها أرمل منذ عامين, أنا أكلم نفسي لماذا فعل بي هذا وأنا التي ضحيت بعمري كله معه, هل هو الفارق الاجتماعي بيني وبين أهله, فجميعهم يشغلون مراكز مرموقة, أم الفارق المادي فمرتبي ثلاثة أضعاف راتبه, ولم أطلب منه في يوم من الأيام شيئا ولو بسيطا, فأنا والحمد لله ألبي طلبات منزلي من ملابس وفسح ومصاريف أولادي, أما هو فراتبه يذهب علي المأكل والمشرب وكان في منتهي الكرم, لم يسألني طيلة عمري عن راتبي ولا أين أصرفه, لأنه كان يعرف انني أدخر ما يتبقي في البنك لابني وابنتي ومنزلنا ولكن كان يتهمني بأنني ادلل أولادي. أما الظروف الصحية حيث عاني من نحو خمسة عشر عاما من ضعف عام بسبب السكر ولم أظهر له أي غضب أو اعتراض وألبي له رغباته بالطريقة التي تريحه. هذه السيدة التي تعذبني الآن رأيتها مرة في مناسبة تخص عمله وهي أم لثلاثة شباب, فلاحة, متواضعة جدا, لماذا ينزل لمستواها, لا أعرف؟ وللعلم رأيت في موبايله رسائل عادية من ثلاث زميلات أخريات له بالعمل ولكن في مناسبة عيد أضحي ومناسبة عيد ميلاده وكلها رسائل دينية لم أهتم بها إطلاقا لأنه كان يحكي أمامي عنهن, حكيت ما رأيت لابني وابنتي وكان ردهما: بابا استحالة يكون من الصنف الذي تقصدينه ياماما, قلت نعم بنسبة100% ولكن ماذا علي الموبايل قالوا يمكن بابا مابيحبش يكسر بنفس حد. أنا لا أنام بسبب ما رأيت في الموبايل, حياتي معه طيلة عمري كانت طبيعية جدا, آخر اسم نطقه قبل الغيبوبة هو اسمي, أقول لنفسي أنا ما قصرت طوال عمري معه, لم أشك لحظة فيه لانه كان من عمله لبيته للجامع فقط, ليس له سهرات خارج المنزل مطلقا إلا ما يخص عمله, لا استطيع الفضفضة مع أي انسان, أنا من عائلة كبيرة, وجميلة ورشيقة ومتدينة, لماذا فعل بي هذا؟ أرجو كتابة تحليل لهذا وعرض رسالتي حتي يرتاح بالي وأهدأ, فهو رحمه الله كان من المتابعين لبريد الجمعة وأنا كذلك. * سيدتي.. أقدر مشاعرك الطبيعية والنبيلة, فأنت تحكين لنا عن أسرة مثالية, وعلاقة زوجية رائعة, غابت عنا منذ زمن. فتحمل كل طرف لمسئوليته دون أن يمن علي الآخر بما يفعل, في إطار من الحب الراقي, قد تحول الهفوات الصغيرة الي خناجر مسمومة في القلب. ولكن سيدتي الفاضلة هل ارتكب زوجك الراحل ـ رحمه الله وغفر له وأحسن مثواه ـ هذه الهفوات الصغيرة التي تعذبك الآن؟ وهل ما قرأته علي هاتفه المحمول يدفعك الي الشك فيه, وإعادة النظرفي عشرة عمر استمرت ما يقرب من ثلاثين عاما, لم تجدي فيها منه إلا ما يطمئن قلبك ويسعد حياتك من حسن معاشرة وأمانة وعطاء وفعل الخير؟ هل من الطبيعي بعد كل هذا أن تعيدي حساباتك وتراجعي حياتكما, فتبحثي عن مبررات لرسائل لا توحي بشيء, وتحاولي إرجاعها الي فوارق اجتماعية أوضعف صحي أو غيرها من الاسباب التي لم تنعكس يوما علي حياتكما. كيف لإنسان ـ ياسيدتي ـ عاش كل هذه السعادة يحاول الآن ان يهدم كل ما كان بسبب أوهام وبدون أي دليل يؤكد الخيانة, لو كان الأمر أكثر من هذا لرجوتك ان تلقي به خلف ظهرك وتحتفظي فقط بكل ما هو جميل ورائع في حياتك, فما بالك والأمر هين, فالرسائل التي ذكرتها في رسالتك وآثرت تركها كما هي جمل محفوظة تصلنا جميعا في مناسبات عدة, ربما لطرافتها أو للمجاملة العادية, لم تكتب هذه السيدة رسالة خاصة توحي بأي شيء وهو الآخر لم يفعل, ربما وهذا الاحتمال الأرجح ـ كانت هذه الزميلة مثل اخته, وربما كان يساعدها ويفرج عنها كربها بهذا النوع من الرسائل؟ فلو كان سييء النية أو السلوك ما أبقي عليها في هاتفه وتخلص منها فور تلقيها أو إرسالها, فلا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل, وتعاملي مع ما قرأته علي أنه دعابة لا أكثر ولا أقل, لا تفتشي في ماض لن يجلب لك إلا الشك والشقاء, فهذا باب للشيطان يريد الدخول منه لإفساد سعادة وسيرة عطرة فشل علي مدي سنوات طوال في إفسادها. سيدتي.. لا تفكري في هذا الأمر, وتذكري دائما حسنات زوجك ومحبته وحسن خلقه, وألقي بهذه الهواجس خلف ظهرك, وواصلي رحلتك الجميلة مع ابنك وابنتك والدعاء لزوجك الراحل, أدام الله عليك راحة البال والرضا والصبر علي العزيز الذي فقدته, وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:47 | |
| ملائكــة الطــلاق!
دعني أولا أعتذر لك ولقرائك الأعزاء, بل دعني أولا اقدم اعتذاري لهذا الرجل بطل هذه القصة الذي أري اقترافي جرما لانصاتي له وسماحي لنفسي بسردها عليك يا أستاذي العزيز بغرض نصحه أولا وارشاد كل من تصور انه بالمال لا بالافعال يمكن شراء الحنان والعطف والتعويض عن الحب والاحترام.
هذا الرجل الذي يقترب من عقده الخامس, والذي يجلس مع طفليه الملائكيين, وقد ظهر عليهما مظهر الترف والراحة المادية متمثلة في ملابسهم وساعاتهم, بل وموبايلاتهم أيضا, كانوا يجلسون علي المنضدة التي تجاورني بسنتيمترات قليلة علي حمام السباحة بداخل أحد الاندية الراقية, والتي بحكم يوم الإجازة تزدحم جلساتها لتكاد تكون ملتصقة بعضها لبعض... هذا الرجل الملقب بالباشا من جميع افراد وموظفي النادي, والذي عكس مظهره مدلول هذا اللقب كان قد افترش علي منضدته كل أنواع أجهزة الموبايل القيمة الثمن, والتي من خلالها تكتشف بسهولة من أحاديثه المتقطعة عن قيمة مركزه المرموق في ساحة المحاكم والقضايا, كما احتل الباقي من المنضدة الطعام الديليفري الذي واضح أنه حرص علي ان يكفي الاولاد ويفيض. بدأ الحوار الذي شدني أنا وزوجتي أن ننصت له, ونحن ننتظر خروج نجلنا من ميعاد تدريبه, حيث بدأ خارجا من صوت رخيم عطوف مفعم بحنية مفرطة تصدر من مقدم برامج أطفال يصعب عليك تصديق أن يخرج من هذا الكيان الضخم شكلا وهيبة... كان الرجل حريصا علي اعطاء خلاصة تجاربه في صورة نصائح وتوجيهات, خاصة للولد الكبير ذي السنوات العشر مخاطبا اياه كل ما يصيبنا هو خير من عند ربنا سبحانه وتعالي, فهو القائل, وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.... أحرص علي معاملة اخيك الصغير معاملة طيبة حسنة, ولا ترد له الإساءة إلا بالحسنة, ولا تكن أنت والزمان عليه, يكفي ما نراه الآن من مشكلات.. احرص علي الا تغضبه, ويجب عليك أن تكون له درع الأمان التي يرجع لها في أي وقت. حتي الآن والارشادات تصدر من أب ناصح أمين علي اولاده يحاول جاهدا وضعهم علي المسار السليم, ويحدث أن الطفل الصغير يأتي مهرولا شاكيا من فرد الأمن الذي يمنعه من لعب الكرة وسط جلسات العائلات, فيطلب منه الوالد نداء هذا الموظف لمخاطبته دون أن يتحرك من مكانه, ويأتي الرجل ويقف بين يدي الباشا معتذرا له لانها التعليمات, ويسأله الباشا عن مكان رئيس النادي ليتكلم معه, فيجيب الرجل بكل احترام أنه علي وشك الوصول, فيصرفه الباشا بدون كلمة, ولكن مرة أخري يضرب الباشا مثلا آخر, فيخاطب ولده لتفسيره ما حدث قائلا مادام رد الرجل بأدب واحترام, فلا مانع من تنفيذ التعليمات إلي أن يصل رئيس النادي لمناقشته فيها, وهكذا سار النصح والارشادات... إلي أن يحكي له ولده عما قالته له والدته ناهية إياه عن تكرار شيء ما فعله بكلمة دارجة معروفة عند امهاتنا كلنا, وهي هاطين عيشتك وعفوا سيدي, فلقد سمعت بعدها ورأيت رجلا آخر يصعب وصفه بكلمات وحروف, حيث أقل ما يوصف عنه عندما سمع هذه الجملة أنه قد تحول لكائن آخر نعم أنا اعنيها, فهل تتذكر معي فيلم الرجل اللطيف الذي يتحول تحت ضغط عصبي إلي العملاق الأخضر... نعم إنه مثله, حيث صرخ في وجه ولده الذي تحول أيضا إلي فرخ صغير خارج من الماء: كيف تقول لك هذه الــ.. أنها هاتطين عيشتك بنت الــ... اللي عيلتها... طيب خليها تعملها كده معاك, وأنا أعمل... وأسوي... آسف سيدي مرة أخري لقد إنهال علينا هذا الكلام البذيء, وعلي الولدين مثل المطر كلام يصعب قوله للص من رجل شرطة سيئ الخلق داخل حجز في نقطة شرطة, كلام استفزنا جميعا, وتوقفت امام رجاء زوجتي بعدم التدخل كطرف في الموضوع, كلام شد انتباه المارة, وهو يخفو تارة, ويعلو في وتيرته تارة أخري كلما ذكرت سيرة الأم, وكان واضحا من الكلام أن هذا الأب طلق زوجته من فترة ليست بعيدة, وخسر معها برغم نفوذه حضانة الاولاد, وظن أن مقابلته لهم علي فترات قادرة علي تحسين صورته امامهم, وتعديل ما تفسده تربية هذه المرأة التي ابتلاه الله بها وجعلها أما لهذين الطفلين, وقد صور له عقله الباطن أن لا علاج فعال لكسب قلوب هذين الطفلين إلا المال الذي يغدقه عليهما تعويضا عن حنان مفقود وعطف ضائع وتقربهما له بشكل أكبر, وتناسي أن هذا المال لا ينفع امام طغيانه, وكراهيته بهذا الشكل علي هذه المرأة التي لا اعرفها, ولا أدافع عما اقترفته في حقه أو حق ولديه, ولكن أدافع عن حق الولدين في الاحتفاظ بصورة جيدة لامهما تلك الام التي دمرت صورتها بفعل فاعل أمام ولديها, والتي يعز علي ان أسمع ما يقال لهما في حقها, وأظل ساكنا امام دوافعي الإنسانية, وحسرتي عليهما أمام أب يتجرد من ابوته كلما ذكر أسمها, بل الادهي انه يتعظم امامهما بما فعلت قدرته علي تحويلها إلي متسولة كل شهر طلبا للاعاشة, وأنه يستطيع في أي وقت خسف الأرض بها لولا حرصه عليهما!! كما يتطاول أيضا علي مديرة مدرستهما نتيجة رفضها ان يذهبا معه خارج المدرسة, ويتفاخر بأنه يستطيع نقلها أو إهانتها أمام مدرسيها, ولكن حرصا علي الاولاد فهو يؤجل ذلك لوقت آخر, ويكتفي بذهاب جدتهما المحامية إليهما من وقت لآخر للاطمئنان عليهما في المدرسة. سيدي أستحلفك بالله أن تقف معي مخاطبا كل من علي شاكلة هذا الرجل, فهو يستعين بالدين ويفسره, كما يراه ويستعين بنفوذه لتحقيق غايته, ولكنه يدمر صورة أم أمام أولادها ينسف فيهما حبها وعطفها, يا تري هل فكر ماذا لو سمع الاولاد الكلام نفسه من ناحية والدتهم, وأعتقد أن هذا أقرب إلي الحدوث ألم يفكر في الازدواجية التي ستحدث لهما؟ وفي الاصل ما ذنبهما في عدم توفيق رجل وامرأة في العيش تحت سقف واحد أليس الله بقائل في سورة الطلاق فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف أرجو من الله أن يقرأ هذا الكلام, ويستمع لحكمك وتعليقك, ويتقي الله في اولاده, وفي أمهم التي اكلت معه في طبق واحد يوما ما, وربما سترت عيوبه عن الآخرين. * سيدي... لم أنشر رسالتك لانها تكشف سوء سلوك أب, لم يفهم أنه بما يقوله لطفليه عن أمهما يدمرهما نفسيا ويعلمهما أول دروس التمرد والتجاوز الذي حتما سيناله منهما الكثير.. ولكن رسالتك تكشف عن ثقافة غائبة عن مجتمعنا, وهي ثقافة الانفصال أو الطلاق. هذا القرار الذي يتخذه أحد الطرفين أو كلاهما, هربا من واقع سيئ أو بحثا عن واقع أفضل, فأيا كانت أسباب الطلاق, يصبح هناك واقع جديد لا ينتهي بانفصال الطرفين, واقع يقول إن في حياتنا أطفالا, لم يشاركوا في اختيار كل طرف للآخر, ولا يتحمل أي منهم مسئولية في سوء العلاقة بينهما أو تدهورها, هم ثمرة لعلاقة شرعية, لهم كل الحقوق في اكتساب مزاياها, وعدم دفع ثمن نتائجها السلبية, ما يحدث عادة بعد الطلاق, هو حالة من العناد, تبدأ في أقسام الشرطة, وتشتعل في المحاكم, وتنتهي بقانون الرؤية المليء بالثغرات والعيوب التي تؤلم الآباء والأبناء. الصراع عادة لا يكون من أجل الصغار, ولكن من أجل انتصار طرف علي الآخر, وإذلال طرف للآخر, نشوة الانتصار الغبية تعمي الأبصار, فيتفنن أحدهما لمنع الآخر من رؤية أطفاله, أو الجلوس معهم أطول وقت, رؤية محددة بوقت ومكان, يذهب الأطفال محملين بتوجيهات وتعليمات بعد أن يوغر الأب أو الأم القلوب الصغيرة ضد الطرف الثاني, الذي يتلقف الصغار ويفاجأ بما يحملونه من مشاعر سلبية تجاهه, يغتنمها هو الآخر فرصة ليشوه صورة الطرف الأول, ثم يبدأ هو الآخر في توجيه النصائح والإرشادات, متذرعا بأنه يحاول إصلاحهم. الحقيقة التي يجهلها الطرفان أو لا تشغلهما هي ما يحدث داخل نفوس هؤلاء الأبرياء من تشتت نفسي, وازدواجية في المشاعر... أحاسيس مضطربة تجاه الأبوين, حب مضطرب متوجس, يظهر في صورة أحلام مفزعة, إضطراب وجداني, تلعثم في الكلام, تبول لا إرادي, وفشل دراسي واجتماعي. الدراسات الاجتماعية والنفسية تؤكد أن نسبة كبيرة من أبناء الطلاق يعانون من مشكلات سلوكية تنعكس علي حياتهم, ويكونون أقل قدرة علي مواجهة المجتمع, كما تزيد نسب فشل علاقاتهم الزوجية في المستقبل. أي أب أو أم هذا الذي يريد لابنه هذه الحياة بسبب عناده وأنانيته... لماذا لا يفصل المطلقون مشكلاتهم بعيدا عن أبنائهم, فإذا كانت حياتهم قد إنتهت, فإن حياة آخرين بدأت, وسوف تستمر فما المكسب الذي سيعود عليهم بتدميرها. لماذا لا يعيش كل واحد منهم حياته كما يحب, ويضعان خطة اجتماعية ونفسية لتربية أبنائهما بدون تحطيم صورة الأب أو الأم, فإذا أساء أحدهما أو عرض طفله للإيذاء فإن القانون يقف له بالمرصاد, يعاقبه ويحرمه من رؤية أو تربية ابنه لأنه غير أمين عليه, ولكن أين هذا القانون؟. لماذا لا يكون لدينا بروتوكول تربية يوقع عليه الأب والأم أمام قاض في حالة الطلاق, يلزمهما بأسلوب التربية, ومن يخل أو يختل يتعرض لعقاب قاس؟... فمناشدة الآباء لن تجدي إذا لم يكن هناك قانون ملزم وصارم, فحماية الأجيال الجديدة مسئولية الحكومة, وما أطرحه أضعه أمام وزيرة الأسرة والسكان النشيطة, والتي لا تيأس السفيرة مشيرة خطاب, فالأمر خطير, وبريدي لا يخلو يوميا من صراخ وبكاء وتوسلات من آباء وأمهات يعانون من قانون الرؤية, أما الغائب عنا, فهو صوت المظلومين الأبرياء, أصحاب القلوب الطاهرة, أطفالنا, الذين لا يعرفون ولا يفهمون لماذا أتوا إلي الدنيا ليلقوا كل هذا العذاب من أقرب الناس إليهم, من الذين أعمتهم لذة انتصار مؤقت تؤدي إلي هزيمة دائمة لأحب الناس, ملائكة الطلاق... فهل ينقذهم القانون من الاغتيال اليومي, بعد أن غاب الضمير أو مات؟!.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:47 | |
| النقطــــة الســــــوداء
{{ سيدي.. أكتب إليك وقد تصلك رسالتي وأنا واقفة بين يدي الله تعالي مؤدية مناسك الحج باكية وآسفة وراجية منه تعالي أن يتقبل مني توبتي وأن يخلصني من أقسي أنواع الادمان هذا الادمان الذي يسري في دمائي وأعصابي وحتي هذه اللحظة لا أعرف منه فكاكا..
سيدي الفاضل.. قبل أن أوضح لك ما هو نوع ادماني استسمحك عذرا لاطالتي عليك والتي قد لاتجد فيها إلا سيرة ذاتية لا تهم ولاتنفع, ولكنني اعلم تماما من خلال متابعتي لك أن الله سبحانه وتعالي أودع في قلبك الكريم ونفسك الصبر ولا أطمع منك سوي في أن تستمع إلي من خلال الورق, ويكفيني أنني قد أفضت إليك بسري الذي لا يعلمه إلا رب العباد وحده. بداية... أنا امرأة في الخمسينيات من العمر لا تبدو علي السن فانا شديدة العناية بنفسي ومظهري ومؤمنة تماما بأن الانسان لابد أن يحب نفسه بما لا يضر الآخرين حتي يستطيع أن يحب كل شئ في الحياة, وأول الحب حب الله تعالي هذا الذي يصل بنا إلي كل أنواع الحب الطاهر. ومن خلال هذا المبدأ أحببت الدنيا بكل ما فيها من نقائص.. حياتي الخاصة هي زواج في سن مبكرة اسفر عن طفل صغير وزوج توفاه الله أفنيت عمري كله في تربية ابني, وأغلقت علي نفسي كل أبواب أنوثتي لأكون راعية لطفلي الصغير ليتربي علي القيم والمبادئ التي تربيت عليها في أسرتي المتدينة, وبرغم عملي في جهاز حساس ورعايتي الدائمة لأبني حققت النجاح وراء النجاح في عملي وفي أمومتي, وحرصت دائما علي أن اضع حدودا مهذبة بيني وبين الآخرين حتي لا أكون مطمعا لأي رجل, ومرت السنوات بمرارتها وحلاوتها وكنت دائما في حياتي أحول المرارة إلي قوة تدفعني إلي الأمام أكثر وأكثر. كان حبي لربي ثم حبي لابني هو كل الأمل الذي استمد منه قوتي وحباني الله تعالي بأسرة متماسكة محبة لبعضها وصديقات أوفياء من نفس مستواي الاجتماعي والأخلاقي وكلل الله تعالي كفاحي وصبري بنجاح باهر لابني وتخرج في احدي كليات القمة شابا وسيما متدينا وسرعان ما حصل علي وظيفة في مكان مرموق وحباه الله تعالي بزوجة فاضلة وكم كانت سعادتي وأنا أجني ثمرة شبابي وكفاحي وصبري كل شئ معي: حب الناس وأسرتي الحبيبة ونجاحي في أن أري ابني ناجحا مع زوجة رقيقة ومنزل رقيق وكل شئ جميل, وفي اثناء فرحتي الشديدة همست لي احدي الصديقات بأنه قد آن الأوان لانظر إلي نفسي وإلي أنوثتي التي أغلقت عليها كل الأبواب لينشأ ابني في أسرة مستقرة. كانت تحدثني عن رجل يقترب من الستين من عمره علي خلق وأرمل وعلي ثراء واسع وأنه تحمل مرض زوجته سنوات طويلة حتي توفاها الله وان عنده ثلاثة رجال اثنان منهم تزوجا والأخير يتولي رعايته لأنه مازال طالبا في احدي الجامعات الخاصة. فلم يمس شغاف قلبي في كل هذا السرد إلا وفاؤه لزوجته المريضة ورعايته لها, فالوفاء عملة نادرة في هذا الزمان. وأخيرا ياسيدي قابلت هذا الرجل أخذ يقص علي كيف أن زوجته كانت تكبره في العمر وأن زواجهما كان تقليديا أسفر عن ثلاثة أبناء وأنه كان حارسها الوفي في مرضها الذي دام أكثر من عشر سنوات وأنه اكتفي بما جمعه من مال وكان يحلم بالزواج من امرأة مثلي ذات خلق وشخصية وثقافة ووسط عائلي راق, وكم يقدر لي كفاحي من أجل تربية ابني, وأنه يريد أن يعوضني عن كل ما مر من عمري ومن عمره لنبدأ معا حياة زوجية جميلة تعوضه عن أيام كفاحه وشقائه وأكون فيها ملكة متوجة في حياته كان يبكي وتنهمر دموعه وهو يقدم لي حبه, لا أعرف ياسيدي كيف تفجرت في قلبي ونفسي مشاعر لم أخبرها من قبل, كان وفاؤه لزوجته أساسا في مشاعري نحوه ووافقت علي الزواج منه بعد عدة لقاءات وبرغم تحفظ والدتي عليه حيث انها كانت تري ان تعامله مع العمال في مصانع الاثاث التي يملكها قد لايناسبني ورغم ذلك تزوجته بدون أي مطالب إلا حبه واحترامه وحنانه, حتي أنني لم أفكر لحظة أن أغير أي شئ في المنزل ربما كان حبا له وحرصا شديدا مني علي مشاعر ابنائه حتي أنني والله وضعت كل صور والدتهم في اماكن بارزة كان كل همي أن أتفاني في عطائي له واكتساب حب أولاده وزوجاتهم. كان كل همي أن اسعدهم وأقسم بالله انني احببتهم حبا عظيما وكأنهم ابنائي الذين لم انجبهم, حتي ابنه الذي كان يعيش معنا احسنت معاملته حتي انه بالفعل أحبني رغم أن الجميع كانوا يشكون من سلوكياته واستهتاره, كنت اتركه يفعل ما يشاء في المنزل يستقبل اصدقاءه في أي وقت يدخل حجرتي يعبث بأشيائي فأغض البصر حتي أن اباه حذرني منه.. كنت ياسيدي استقبل زوجي في ابهي صورة وبالورد وأعطر له كل ركن في المنزل حتي ملابسه كنت قبل أن اذهب إلي عملي اهتم بافطاره وبملابسه حتي أن حذاءه كنت المعه بكل فرحة وسعادة, كنت أخشي من الموت حتي لا أفارقه.. وكان هو الآخر يبكي متأثرا بحبه لي وبأنني نعمة من الله انعم بها عليه, وكان يحكي لي عن طفولته البائسة وكيف أن اباه تزوج من خادمة كانت عندهم وعاشت معهم في المنزل وأن المنزل كان به العديد من الاخوة والاخوات, وكان طفلا ضائعا لايعلم عنه أبوه شيئا حتي إنه كان يعمل وهو صغير ليشتري ثمن الكتاب, كم ابكاني بؤس طفولته وكم احتويته بكل حب وحنان.. كنت دائما أضفي علي المنزل كل المرح والسعادة وكم كنت أغض البصر عن الغيرة التي أراها في عيون ابنائه وزوجاتهم بالرغم من أنهم في البداية أظهروا كل الحب والموافقة والمباركة لهذا الزواج, لا أعلم متي وأين بدأت الانقلابات في حياتي معه, كيف تحول هذا الرقيق الحنون المهذب إلي إنسان آخر تماما.. سب في الناس وافتعال المشاكل وخاصة مع البائعين عند شراء أي شئ, حتي الجيران ياسيدي لم يسلموا من لسانه, ألفاظ بذيئة ومشاجرات كلما خرجنا في الشوارع وضرب وبدأ ياسيدي القناع يذوب رويدا رويدا في البداية ثم ما أفزعني أن مشاجراته مع ابنائه مفزعة, الابن يشتم اباه بل يطلب من الله أمامه أن يموت ليستريحوا منه والأب يلعن ابناءه ويلطم علي خدوده مثل النساء وحديثه ليس إلا علي أعراض الناس حتي أخت زوجته وصفها بالعانس, وأساء إلي سمعتها.. ثم تحول الأمر معه إلي أنه كان يشرب الكحوليات ويدعي أنها بسبب العلاج حتي في السيارة يشرب ويتعمد الشجار مع الآخرين من سائقي السيارات وتبادل السباب ومع العمال في المحال وما أذهلني منه أنه كان يدعي أمام الناس صفة المستشار الذي سيبطش بهم.. كنت في ذهول ياسيدي غير مصدقة أن من آراه هو هذا الرقيق المهذب المتدين الذي تزوجته.. ثم تحول الأمر إلي افتعال المشاكل معي ونقدي في كل شئ حتي تحولت حسناتي وميزاتي التي كان يفخر بها ويبكي والله العظيم من نعمة الله التي أنعم عليه بها وهو زواجي منه إلي سيئات. كنت لا أري هذا الرجل يصلي اطلاقا إلا يوم الجمعة ليراه الناس الرجل التقي الورع حتي زكاته كانت من أجل التفاخر والاعلان عنها. كنت في ذهول ياسيدي من هذه الأسرة وهذه الشريحة من المجتمع.. ثم تطور الأمر سريعا معي إلي محاولة تعمد اهانتي ونقدي حتي أنه كان يعترف أنه يبحث بكل طريقة عن أخطاء لي.. ثم بدأ في معايرتي أنه كان بمقدوره أن يتزوج فتاة صغيرة بفلوسه( تبوس جزمته وتلبي له طلباته الجنسية وتمتعه) ثم تذكيري الدائم انه مليونير وأنه بفلوسه يعمل كل حاجة وبدأ بعد ذلك بطردي وبتهديدي بأنه سيذهب إلي مقر عملي ليعلن للناس أن هذه السيدة المرموقة المكانة ليست إلا امرأة فاشلة ولا تنفع زوجة وعندما كنت أطالبه بأن يطلقني بالمعروف كان يبكي ويقبل الايادي باديا أسفه وندمه وأن الحياة بدوني ليست حياة كنت أتسامح معه ولكن كان بساط الاحترام ومعه الحب ينسحب وفي أثناء صراعي النفسي للخروج من هذه الحياة.. حدثتني زوجة ابنه محذرة من أن هذا الرجل يعد خطة مع ابنائه للاستيلاء علي مجوهراتي وصارحتني بأنه لم يكن وفيا لزوجته المرحومة كما يدعي, بل أنها في أواخر أيامها امتنعت تماما عن أخذ الدواء راجية من الله تعالي أن يتولاها برحمته وأن هذا الرجل كان يعايرها بمرضها وبسنها, ثم صارحتني بأن كل أسرار حياتي بالتفصيل مع أبنائه: اهاناته ومشاجراته معي يعرفونها وأنه لم يحصل علي مؤهل عال وأنه يحتد علي لوضعي الاجتماعي وأنه بدون المال لا يساوي أي شئ وان مصارحتها لي حبا لي وشفقة علي مما سوف يحدث لي وبالفعل ياسيدي وضعت مجوهراتي في خزانة خاصة واخذت أراقب تصرفاته وأسفر الأمر عن أهانات متتالية وترك المنزل بدون أي مصاريف بالشهور ومحادثات بصوت خافت ثم مطالبتي صراحة بمجوهراتي ساعتها ياسيدي تأكدت تماما أن القناع سقط سقوطا مروعا وكم احتقرته واحسست بالاشمئزاز منه وخرجت ياسيدي من هذا المنزل غير آسفة إلا علي ما مضي من عمر مع هذا الذي انطبقت عليه كلمات الحديث الشريف آية المنافق ثلاث.. وطلبت من أهلي مساندتي في الخلاص منه لاستعيد صحتي التي كانت تذوي يوما بعد يوم وبالفعل حصلت عليه بعد معاناة شديدة وتنازلت عن حقوقي المشروعة, كما خطط هو لذلك ولكنني وأقسم برب العباد كنت ومازلت أسعد النساء يوم الخلاص حتي أن المأذون كان غاضبا من تنازلاتي عن حقوقي وقال ان حقك عند الله في السماء أمام الجميع حتي ملابسي ياسيدي كاملة تركتها ورائي وبدأت ياسيدي أتنفس عبير الحرية والكرامة أعود إلي حياة الصدق والوضوح والنظافة مرة أخري وذهبت إلي اداء العمرة شاكرة ربي كل الشكر وعندما عدت وجدت هذا المنافق الكاذب يطاردني انا وأهلي مطاردة ملحة يبكي آسفا نادما طالبا أن نسامحه مدعيا أن أولاده كانوا السبب بتحريضهم أياه وأنه بدوني ضائع كنت أغلق التليفون في وجهه ثم بدأ يحدث أهلي ويترك لي رسائل صوتية يبكي ويبث فيها لوعته وشوقه ويعترف بأنه تزوج فتاة صغيرة لتخدمه أوفر من الخادمة وتلبي له رغباته وأنه في كل لحظة معها لا يري إلا وجهي الذي أضاعه من بين يديه وهنا ياسيدي بدأت رحلتي مع الادمان نعم ادمنت أن أسجل له كل بكاء يبكيه وكل ندم يبديه وكل حديث مهين عن حياته الخاصة وعن ابنائه وعندما أشبعت نفسي بكم من التسجيلات الصوتية له أغلقت جميع تليفوناتي وأصبحت لا أنام إلا بسماع صوته وهو مهان وذليل وحتي نفاقه وكذبه كان يشجيني. حاولت ياسيدي أن اتخلص من هذه العادة وهذا الادمان ولكنني لم استطع.. أعرف أن براكين الغضب وأيام الذل والمهانة مع هذا المخلوق لم تشف منها نفسي ولكنني غاضبة من ضعفي امام ادماني برغم حرصي الشديد علي اداء كل واجباتي والفروض الدينية والاجتماعية إلا أن هذه النقطة السوداء في حياتي لم استطع الفكاك منها وكلي أمل في أن يرحمني رب العباد من هذا الادمان ويطهرني من هذا الغضب ويسامحني ويعفو عني. اعرف ياسيدي ان الله تعالي منحني السعادة الآن بحريتي وبحياتي الاسرية والاجتماعية الجميلة ولكنني لا أعرف كيف ومتي ساتخلص من هذا الادمان آسفة لك كل الاسف.. وشكرا لك علي تحملك كل هذا الحديث. * سيدتي.. أولا حج مقبول وذنب مغفور بإذن الله, ولا تنسينا في الدعاء, تقبل الله منك ومن كل المسلمين, وحفظ مصر بدعاء الصالحين. أما عن إدمانك والنقطة السوداء في حياتك فهي ابتلاء واختبار لك, عليك أن تتجاوزيه, ولكن قبل ذلك عليك أن تتأملي ما حدث لتفهميه. لماذا تزوجت هذا الرجل؟ لأنك بعد رحلة من الشقاء والعطاء أردت أن تستريحي مع ونيس آمن وأخلاقي, يشاركك وحدتك, ويعوضك عما فقدتيه في رحلتك الصعبة, أيضا ولأنها جزء من السعادة والمتعة, تمنحينه حبك وحنانك الفائض بعد أن تزوج ابنك, خاصة أنه أتي إليك بدراما إنسانية كلها عطاء وتضحية تشبه تضحيتك, ولكن هل كان اختيارك صحيحا؟ هل تعجلت في قرارك؟ هل تمهلت وسألت وتأكدت من حسن خلقه؟ وإذا سألت فكيف غابت عنك كل المعلومات التي تكشفت بعد أن سقط القناع؟ سيدتي.. لتسمحي لي, لقد تسرعت في قرارك, ولم تتوقفي كثيرا أمام اعتراض والدتك علي سلوك هذا الرجل مع العاملين في مصانعه, لأنك سقطت أسيرة عاطفتك أمام رجل محترف فسلمتي له وراهنتي علي قدرتك في احتوائه. ما أقصده هو الاعتراف بالخطأ في الاختيار لأن هذا يجعلنا نقبل بالنتائج والخسائر فلا نظل أسري لفكرة أننا ضحايا والآخرون جناة, وهذا الإحساس مؤلم ولا يساعد علي تجاوز المحن التي تواجهنا. لا تشغلي بالك سيدتي بالسؤال ومحاولة فهم سر سوء هذا الرجل, فتاريخه الآن لا يعنيك في شيء, والتجارب القاسية هي وقود الخبرة والسعادة لمن يجيد التعلم, ويري في كل ضربة لا تميت قوة للمستقبل. سيدتي.. يمكنني تفهم حالة الإدمان التي سقطت فيها, فهي إحساس طبيعي للتصالح مع نفسك, مجرد سماع صوته باكيا متوسلا يؤكد لك أنك الأفضل, وأنه نادم علي فراقك, ولكن ماذا بعد؟ لقد سمعت هذا البكاء وهذا الندم لأشهر طويلة, حالة تصيبه مع الفقد وعندما يعود ويتملك من حوله يرتد إلي طبيعته السيئة. هذا الرجل خرج من حياتك إلي الأبد, ولديك من التاريخ السعيد والواقع المبهج ما يستحق أن تعيشيه, فلماذا البحث عن العذاب؟! إن احتفاظك بصوت هذا الرجل, كمن يريد أن يحتفظ بموطن ألمه ليظل يضغط عليه ويقول آه من الألم, قد ترينها مرحلة مؤقتة, لكنها يمكن أن تتحول إلي حالة مرضية يمكنك الهروب منها. خذي قرارك فورا, امسحي صوت هذا الرجل, الغه من حياتك تماما, تجربة وانتهت, قد تحتاجين إلي وقت حتي تبرئي من جراحك, ولكن عليك أن تساعدي نفسك بالتخلص من كل ما يتعلق بهذا الرجل, وأعتقد أنك ضيفة علي الرحمن في الأراضي المقدسة في فرصة للدعاء أن ينير دربك, وينقي قلبك, ويذهب حزنك, ويسعد أيامك, وينسيك ما كان فيها قاسيا, ويذكرك دائما بكفاحك وعطائك, ومحبة من حولك, حفظك لهم وأدامهم لك, وإلي لقاء قريب بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:49 | |
| بركان الألم
شجعني علي الكتابة اليك رسالة الملاك الحارس التي أشاد كاتبها بسيدة كريمة وعظيمة, رعته وأسرته, حتي حقق غايته,
وهو ما حدث تماما لكاتب هذه السطور, واكتبها للقراء وفاء لمحسن عظيم رحمه الله, ولتذكار شريكة الحياة المملوءة بالحب العملي المضحي والإخلاص والوفاء النادر, هي وأمها الراحلة, ولاتزال تقف بجواري في أمراضي ودراساتي ومطبوعاتي, وكما يعرفه كثيرون عنه. بالايجاز, فقد نشأت في أسرة متيسرة الحال مكونة من عشرة أفراد, وقد ضاعت ثروة الوالد فجأة بالسرقة, واختفي في مكان غير معروف, فقامت الجدة ـ رحمها الله ـ بالأنفاق علي هذه الأسرة الكبيرة, وبدون تعقد شكرت الله كثيرا علي ذلك. في عام1956 كنت بالثانوية العامة, وتعطلت الدراسة بسبب العدوان الثلاثي علي بورسعيد, ولكن أعطيت شهور قليلة للامتحان, فأسرع الطلبة الأغنياء الي الدروس الخصوصية, في جميع المواد, أما كاتب هذه السطور, فلم يحصل علي أي درس, وكان منشغلا بحرف يدوية لمساعدة الأسرة, وكان هؤلاء الزملاء يرفضون اعارتي مواد الدروس الخصوصية, مع التهكم لضعف مستواي العلمي!!. ولما ظهرت النتيجة رسب معظمهم, ولكن المفاجأة أنني كنت من المائة الأوائل في الثانوية العامة(1957), وكان يلزم تدبير نفقات الإعاشة بعد قبولي بجامعة القاهرة فلم استطع بالطبع, وسلمت أمري لله, بدون تذمر, وتقابلت مع طالب زميل في بلدتي, فسألني عن سبب عدم ذهابي للجامعة, رغم بدء الدراسة, فشرحت له ظروف الأسرة, فأخبر والده بها, وطلب هذا الأب أن أقابله, فربت علي ظهري, وأعلن أنه سيتولي تعليمي الجامعي علي نفقته, وهكذا كان, ومر الفصل الدراسي الأول بسلام, رغم قلة أيام حضوري. وخلال إجازة نصف العام كنت جالسا مع هذا المحسن الكريم ـ طيب الله ثراه ـ وقد بدا الاعياء والشحوب علي وجهي, وكشفت التحاليل الطبية والاشعات عن وجود مرض خبيث, فحمدت الله ولم أرتعب, وقبلت قدري, بشكر للخالق. وخلال وجودي في مستشفي الأورام الخاص, علي نفقة الجامعة نجحت في امتحان ديوان الموظفين وعينت بإحدي الوزارات بالقاهرة, وقد كان من بركة المرض أن حلت مشكلة التجنيد وبالاختصار, كان علي أن أهرب يوميا من فراش المرض, وأن أمضي لعمل شاق, ثم أذهب أيضا الي الكلية ثم أمضي ليلا الي المستشفي, بتشجيع من الأطباء والممرضات, ثم استذكر دروسي هناك ورغم شدة المرض وكثافة العلاج لمدة11 شهرا, وارهاق العمل, وكثرة المحاضرات فقد ساعدني الله في النجاح في المهام الثلاث, فتم شفائي بمعجزة, ونجحت في عملي, وتفوقت في دراستي وحصلت علي المجانية, رغم صعوبتها, وضعف الصحة وشدة المجهود, وقد احتفلت مع الأصدقاء باليوبيل الذهبي للمرض(1958 ـ2008) وباليوبيل الذهبي للزواج, وباليوبيل الذهبي لإصدار أول كتاب, وبالكتاب الجديد رقم600, وبوفاء الزوجة التي شاركتني آلامي وآمالي ومتاعب الغربة, وقريبا سوف أناقش رسالة الدكتوراه الثالثة بإذن الله, رغم مرضي الشديد بالقلب وضعف البصر, والكلي, وبعض أمراض أخري, تحملتها في نصف قرن, بلا تعقد, ولا شكوي, ولا يأس, بل أخذت دروسا عملية كثيرة من بركات الألم, ومن سير الأبرار الصالحين أمثال أيوب الصديق عليه السلام, واستفدت كثيرا من سيرة وتعاليم السيد المسيح, وقدمت للقراء تفاصيل تلك المتاعب والعقبات, في كتاب يحمل اسم ربنا موجود وقرأه الآلاف في مصر والخارج, وهو موجود حاليا بمكتبة المحبة بشبرا, لمن يريد المزيد من الدروس, ولكل فاشل ويائس, وحزين علي متاعب الدنيا العادية, ودرسا خاصا لاختيار الشريك المؤمن الحقيقي والمحب, والخالي من محبة الذات, والأنانية المادية, والمشاطر عمليا لضعف الشريك وأمراضه, وكما يقول المثل الشعبي إن الأفراح إذا وزعت زادت, والأحزان إذا وزعت هانت والله المستعان. د.ميخائيل مكسي اسكندر المعهد العالي للدراسات القبطية بالعباسية
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:50 | |
| السر المقدس
أثارت رسالة الفتاة التي تنتظر اصابتها بمرض السرطان شجوني وربما أثارت حزني أكثر,
فهي مهما تكن في مرحلة انتظار المرض أما من هو مثلي في مرحلة المرض فعليا منذ أكثر من17 عاما وليس مرض السرطان, بل هو مرض ألعن من السرطان آلاف المرات, ألا وهو مرض الاكتئاب, الغول الذي التهمني والتهم حياتي, الذي أصبت به منذ الصف الأول الثانوي دون سبب, فحولني بعد أن كنت الفتاة الأولي علي الفصل المتفوقة دائما والفتاة الرياضية التي تشترك في أكثر من فريق رياضي ـ انني أتعجب احيانا عندما اتذكر كيف كنت مشتركة في كل هذه النشاطات الرياضية والاجتماعية والمسابقات المختلفة وفوز فريقي دائما ـ فحولني من كل هذا إلي انسانة كئيبة فخسرت صداقاتي كلها وخسرت الانسان الوحيد الذي كان من الممكن ان ارتبط به, وخسرت قبل كل هذا نفسي, خسرت قدرتي علي التفكير والتركيز والتعامل مع البشر, سيدي هل تعرف معني مرض الاكتئاب, لا يوجد انسان في الدنيا يعرف معني هذا المرض إلا المكتئبون فقط.. معناه ألا يكون هناك طعم لأي شيء, لا طعم للأكل, للشرب, للكلام, لا طعم لأي شيء يمكنك تصوره في الدنيا وليس لا طعم فقط بل صعوبة في أداء هذه الاشياء كلها حتي صعوبة في قضاء حاجتك ـ سامحني ـ ويصبح وجودك البيولوجي كله عبئا عليك, ستقول لي لم لا تجربين العلاج والعلاج صدقني لا يأتي بنتيجة, جربت7 أطباء, والبرشام يتعبني أكثر من المرض نفسه, وجربت العلاج بالأعشاب فتحسنت حالتي قليلا لكن المرض لم يزل موجودا وطاغيا, لقد وصلت إلي درجة التساؤل: لماذا خلق الله مرضا كهذا؟ لماذا خلق الله مرضا يجعل صاحبه يقتل نفسه من ألم العذاب الذي يحياه؟! فكل يوم طويل وصعب والشعور بالضجر والزهق والملل المتواصل الذي لا يفارقك ثانية واحدة يقتلك, صدقني حاولت الانتحار أكثر من مرة لكنهم انقذوني في آخر لحظة, أسرتي الطيبة تساندني حتي الآن لكنهم لا يشعرون بما أنا فيه ولا أي انسان يستطيع أن يشعر بما أنا فيه إلا شخص مثلي, وصدقني انا لا اكتب اليك لاشكو فالشكوي لن تفيدني ورتبت حياتي علي الرضا, حيث لا أمل في عمل أو زواج او استمتاع بالحياة, وحيث انني اتقنت التمثيل علي من حولي أنني كويسة وطبيعية مثلهم, فمرضي هذا سر مقدس لا يعرفه إلا اسرتي فقط أما خارج اسرتي فلا يعلم احد انني مصابة بهذا المرض, ليس خوفا من أحد ولكنني لا احب ان اعامل كمريضة نفسية وأيضا لأنه لا أحد يستطيع أن يفهم هذا المرض أو أن يتفهم المصاب به, سيدي انني كنت اتمني ان اكون مصابة بالسرطان علي أن اكون مصابة بهذا المرض وادعو الله احيانا ان اصاب بالسرطان حتي لا اموت منتحرة. نسيت ان اخبرك ان الاطباء النفسيين, أو الذين كشفت عندهم علي مدي الـ17 عاما,7 اطباء, لا يهتمون بالمريض فكل همهم ان يكتبوا لي البرشام فقط لا احد منهم مهتم بسماع معاناتي, كما اشعر, واحد منهم مثلا كانت مدة الكشف3 دقائق وواحد آخر كان كشفه5 دقائق, اعتقد أن كل ما يهمهم هو النقود فقط لذلك كففت عن الذهاب اليهم. اما عن جلسات العلاج بالكهرباء التي كنت اصحو منها فاقدة الذاكرة فقدا مؤقتا لحسن الحظ وربما لسوء الحظ, فأذكر مرة ان اخي ذهب معي إلي المستشفي وبعد ان أخذت الجلسة صحوت لأجد نفسي في عنبر حريم لا اعرف أحدا فيهن كما انني لا أعرف الدكتورة المعالجة لي التي جاءت لتطمئن علي وسألتها أنت مين؟ رغم انني اعالج عندها منذ شهور وخجلت ان اسألها طب انا مين وايه اللي جابني هنا؟ في النهاية انا اكتب اليك ليس لأشكو فالشكوي في حالتي لا تجدي, أنا فقط اكتب اليك لأنه يثير جنوني ان اسمع او اقرأ عن احد يقول انا مكتئب ولو عرف معني الكلمة ما قالها, كما اكتب اليك لأنني لا أعرف أي جهة في هذا البلد تساعد المكتئبين أو تسهل اجراءات أي شيء لهم أو حتي جهة تسمعهم فقط وتحاول التخفيف عنهم. أما أنا فأعيش علي أمل واحد فقط هو ان يشفيني الله ـ عز وجل ـ رغم بعض الأفكار والهواجس التي تحيل حياتي جحيما ـ واعترف ان الله سترني في مواقف كثيرة ـ ورغم صعوبة تعاملي مع الحياة وصعوبة تعاملي مع البشر وصعوبة تعاملي مع نفسي, فأنا مازلت احيا علي هذا الأمل الوحيد ولو ضاع مني هذا الأمل فلا أعرف ما الذي يمكن ان يحدث لي بعدها. ارجوك ادع لي أنت وقراؤك بالشفاء, وارجوك ان تنشر رسالتي حتي يعرف الاصحاء في أي نعمة هم. * سيدتي.. نعم الصحة نعمة كبري لا يعرفها إلا من يفقدها, ومن يعاني من مرض أيا كان نوعه كان الله في عونه ورفع عنه ما ابتلاه به لحكمة هو وحده ـ سبحانه وتعالي ـ يعرف لماذا اختصه بها. الاكتئاب الذي اغتال سني عمرك النضرة, هو غير الاكتئاب العارض الذي يعلنه البشر كلما ألمت بهم محنة, فهو اكتئاب عارض يزول بانعدام السبب. أما الاكتئاب ـ الغول ـ الذي استفرد بك, فهو الذي ينجم عن خلل في كيمياء المخ, وهذا أمر علمي لا أقدر علي الخوض فيه, والأمر والتشخيص والعلاج للأطباء المتخصصين. فلم تكشف سطور رسالتك إن كان مرضك له علاقة بالوراثة, أو بدأ باكتئاب عابر لظروف محيطة, ولم يلتفت أحد من أفراد أسرتك لما تعانين حتي استفحل الأمر لما وصل إليه. كل هذا ـ ياعزيزتي ـ يستدعي عرضك علي طبيب محترم يؤمن برسالة الطب السامية, فيستمع إليك ويمنحك الوقت الكافي, ولا يفعل مثلما فعل الذين ذهبت إليهم بأن يكتب لك عددا من الحبات تبتلعينها علي مضض, ثم تلقين بها لأنك لم تثقي بالطبيب, تلك الثقة التي تمثل نصف المسافة للعلاج. وأرجو أن تتركي وسيلة للاتصال بك في قسم بريد الجمعة عبر الفاكس أو البريد الاليكتروني, وبإذن الله سنتيح لك فرصة العلاج والمتابعة عند واحد من كبار الأطباء الذين يراعون الله في عملهم. سيدتي.. سرك المقدس ليس عيبا ولا ينتقص منك, والحمد لله أنك مازلت تتشبثين بالأمل في الله, ولم تستسلمي لتلك الهواجس التي تدفعك للتفكير في الانتحار أو طرح أسئلة لن تقود إلي شيء, فالذي خلق الصحة والسعادة, هو الذي خلق المرض والعذاب وجعلها أرزاقا موزعة علي خلقه, لحكمة هو وحده ـ سبحانه وتعالي ـ يعلمها, وليس لنا إلا قبول ما كتبه علينا ـ في السراء كما في الضراء ـ راضين, صابرين, شاكرين. اعرف أنه كلام سهل علي انسان لا يتألم, وأن الألم يفسد المنطق والعقل, ولكن هل أمامنا بديل آخر غير الرضا والتسليم والقبول, فنحتسب ما نعاني عند خالقنا ليوم تجزي فيه كل نفس بما كسبت, وهل نحن إلا في مرحلة قصيرة مهما طالت, وفي عذاب عابر من أجل سعادة دائمة!هكذا وعدنا الحق. لا تصدقي هواجسك التي تقول لك: ليته كان السرطان, فلكل مرض آلامه وعذاباته.. فمن يؤلمه ضرسه لا يري ألما بعده, وما أقسي آلام العظام, وما أشد أوجاع القولون, وغيرها من الأمراض التي ندعو الله أن يقيها عباده.. وإن كان كل انسان ميسرا لما خلق له, فهو مؤهل أيضا لما ابتلي به, فاستمري ـ يا عزيزتي ـ علي صبرك وتفاءلي بالخير وستجدينه بإذن الله. وحتي تصلني وسيلة الاتصال بك لا أملك إلا أن أدعو لك الله أن يرفع عنك ويشفيك ويجزيك خيرا عن صبرك, ويهدي كل من أضل من عباده أو أهمل في مسئوليته التي سيحاسب عليها مثلما فعل من عالجوك, فقد تعلمت أن أدعو بالهداية للضالين والظالمين, فالله القادر علي الانتقام, قادر علي الهداية. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|