|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:26 | |
| رسالة عاجلة إلي أبي
سيدي أكتب إليك لأنني تعبت من العتاب الرقيق الذي حاولت دائما أن أحدث به أبي, أنا فتاة عمري26 عاما, الابنة الوسطي لأخت طبيبة وأخ يعمل بمركز مرموق لا أعرف من أين أبدأ قصتي وحكايتي, فهي مليئة بالهموم والأحزان, لن أتحدث عن نفسي ولكنني سأتحدث عن أسرتي.
لم نكن يوما أسرة مترابطة يملأ بيتنا الحب والدفء والأمان, لقد كبرت علي جو من الصراعات والمشاحنات الدائمة بين أبي وأمي لأسباب معروفة وأخري غير معروفة, صغر سن والدتي وعدم خبرتها بالحياة ونرجسيتها في بعض الأحيان, فهي ابنة وحيدة مدللة, عدم وجود مشاعر حب حقيقية بينهما, صراعات المادة كلها أسباب واضحة, وما خفي منها كان أعظم.. ولكن دائما كان هناك قاسم وحيد مشترك هو الأبناء, هذا القاسم الذي كان يربطهما دائما ببعض, ويجعل فراقهما محالا ولكن!.
كبر الأبناء وتخرج كل منهم وبدأوا مسيرة المستقبل وكل منهم يعمل في وظيفة ما, وبدأ الأب يفكر في نفسه وبدأت الأم تفكر في نفسها ولا ملامة علي أي منهما, ولكنهما نسيا أبناءهما, أعتقدا أنه بمجرد أن الأبناء تخرجوا من الجامعة لم يعودوا يحتاجون إلي حبهما واهتمامهما.
خطبت الابنة الكبري إلي زميل لها, ولم تكن الأم راضية عن الخطبة, وفي أثناء إحدي الزيارات العائلية تحدثت الأم بشكل جارح أدي إلي فشل الخطبة بشكل مهين وموجع للابنة, أدي ذلك إلي خصام دام شهورا بين الأم والابنة, وكانت المفاجأة الكبري, الأب متزوج من أخري ولن أطيل عليك بكلامي عن تلك الأخري فهي أسوأ امرأة عرفتها في حياتي, ولا أقول هذا لأنها زوجة أبي, فأنا من يعرفني جيدا يعرف أنني إنسانة متوازنة جدا في تصرفاتي وانفعالاتي وقراراتي ولا أحكم علي الأشياء من ظاهرها.
تلك السيدة استغلت سوء الموقف بين أختي وأمي, وبدأت تتقرب من أختي وتستغلها لصالحها, في بادئ الأمر تقبلته من أجل راحة أبي, إلي أن بانت حقيقة هذه المرأة فهي سيدة استغلالية لأبعد الحدود بدأت تتبع أسلوبا قذرا, وبدأت تفتعل المشكلات بينها وبين أمي وأبي إلي أن انتهي الأمر بطلب أمي للطلاق بعد28 سنة زواجا.
وبالفعل تم الطلاق, نسيت أن أقول لك انه قبل الطلاق بفترة قصيرة تم زفاف أخي, وجاءت زوجة أبي متنكرة في زي امرأة منتقبة إلي فرح أخي وفي الفجر زارتنا في بيتنا لتقلب الفرح الجميل إلي مأتم, هيهات ما بين الأفراح والأحزان لم يفرق بينهما سوي سويعات من الزمن, ففي هذا اليوم رأيت هذه المرأة علي حقيقتها وانكسر قلبي للأبد.
حبل ملفوف حول عنقي وطرفا الحبل بيدي أبي هذا هو إحساسي الآن.
بعد هذا الموقف طالبت أبي بأن ينفصل عن هذه المرأة السيئة ووعدني بذلك ولكن لم يحدث, بعد هذا خطبت أختي للمرة الثانية لرجل محترم يعرف كل شيء عن حياتنا المعقدة وارتضي بها, والآن تحاول هذه المرأة أن تعكر السعادة التي بدأت تعيشها أختي فهي تفتعل أشياء مشينة, لا أستطيع أن أقصها عليك. لذلك قررت أن أراسل أبي وأقول له إنني وأخوتي تعبنا مما نحن فيه, لم أعد استطيع الاستمرار في الحياة علي هذا المنوال لم يعد عندي من الصبر ما أقاوم به.
للأسف لم أحك الكثير, ولكن هذا ما أستطيع أن أقوله, ولا أعرف كيف أعبر عن مشاعري المجروحة, وكرامتي المهانة وحياتي المبعثرة أكثر.
هذه الرسالة إلي أهم شخص في حياتي أرجوك لا تقتلني وتقتل شبابي, لا تمزق مشاعري البريئة بيديك الحنونتين, ومع كل هذا أقبل يدك التي تغتالني بكل الحب.
زهورك الثلاث يضعن منك.. هذا هو نداؤنا الوحيد والأخير إليك |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:27 | |
| شهادة ميلاد!
لا أعرف ماذا أكتب, فمشكلتي ليس لها حل إلا إذا رحم ربي! قصتي عمرها9 سنوات, كل يوم يمر علي أموت فيه ألف مرة.. حتي أني فكرت كثيرا في إنهاء حياتي بنفسي, بعد أن دعوت الله كثيرا أن يريحني من هذه الحياة, ولكنه لم يستجب لي.
تبدأ مأساتي الحقيقية عندما تزوجت منذ21 عاما, تزوجت زيجة فاشلة استمرت ثماني سنوات, وكان طبيعيا أن تنتهي بالطلاق بعد أن أصبحت أما لطفلتين بريئتين لم يرتكبا إثما حتي تعيشا مع أبوين منفصلين. بعد الانفصال قررت أن أكرس حياتي لهما, لا شيء سوي العمل وهما. ظللت هكذا لمدة3 سنوات حتي التقيته في عملي. كان خبيرا, شابا وسيما, عرف أني معقدة من الرجال والزواج, فلم يفرض نفسه علي, تقرب إلي تدريجيا, عرف كل شيء عني, أمسك بمفاتيح شخصيتي, لكني كنت أقاوم, فلم أستسلم له.. كان ذكيا, عرف ماذا أكره في الرجال, فكان يبدو لي علي نقيض ما أكره.. طلب مني الزواج وهو يعلم صعوبة ذلك لأن طليقي في هذه الحالة سيأخذ البنتين.. لم ييأس, وأمام ضغطه وإصراره علي أنه يحبني وسيراعي ابنتي وافقت علي الزواج منه عرفيا.
لم يمض علي زواجنا أسابيع حتي اكتشفت الوجه القبيح لهذا الرجل.. وقعت ضحية لرجل كاذب, متزوج بأخري ولديه أربعة أطفال, فواجهته بكذبه وخداعه وقلت له إني لن استمر معه, لأني لا أقبل أن أدمر حياة أسرة وزوجة لم ترتكب ذنبا حتي أشتت شملهما, وأسرق أبا من بيته وحضن أولاده. أصررت علي موقفي ومزقت ورقة الزواج أمامه وخرج مؤقتا من حياتي, حتي اكتشفت أن غبائي والأقدار أبت عليه أن يخرج بل تحول إلي كابوس لا يفارقني علي الرغم من اختفائه المريب.
بعد أن خرج هذا الرجل من حياتي, اكتشفت أنني حامل.. دارت بي الدنيا وكدت أموت كمدا خاصة أني لا أعرف عنوانا محددا له.. بذلت جهدا مضنيا حتي وصلت إلي عنوان مقر شركته وذهبت إليه, فاكتشفت أنها شقة كانت مؤجرة, وتركها وهرب بعد أن نصب علي العديد من عملائه وأنه يحمل أكثر من اسم, أمضيت أياما طويلة والحمل يكبر في أحشائي أفتش عنه, حتي أنجبت طفلتي الثالثة, وسلمت أمري لله بعد أن أيقنت أني أبحث عن سمكة في المحيط.
ابنتي عمرها الآن8 سنوات, بدون شهادة ميلاد حتي الآن, لم أستطع إدخالها المدرسة.. أقرانها الآن في الصف الثالث الابتدائي, وكل يوم تسألني: إمتي ياماما هادخل المدرسة, قلبي يؤلمني وهي تسأل! أليس كافيا أنها تعتقد أن والدها ميت, والناس حولي تعرف أني مطلقة.
أول حق لابنتي ان يكون لها شهادة ميلاد, لا أستطيع أن أصرخ أو أن أسأل الناس المساعدة, لأن أي أحد سيسمع الحكاية سيظن في بكل ما هو سييء, وأخشي ما قد تتعرض له ابنتاي الكبيرتان خاصة أنهما الآن في المرحلة الجامعية.
سيدي, فكرت في إدخال ابنتي الصغري دارا لرعاية الأيتام حتي يستخرجوا لها شهادة ميلاد بأي اسم وتدخل المدرسة, لكن هذا الحل فيه موتي وموتها.. فكرت ايضا ان آخذها في حضني وننام معا في حضن النيل, ولكني أخشي الله وأخاف علي ابنتي لأن اباهما منذ انفصالنا لا يعرف عنا أي شيء, ولو التقاهما في الطريق ما عرفهما.
لن أقول لك انقذ أما يائسة, معذبة, بل انقذ طفلة بريئة, لا ذنب لها غير أنها أتت إلي الدنيا وهي تحمل هم الدنيا ومشكلاتها علي رأسها.
لن يكون الحل هو مزيد من البحث عن هذا الأب, فقد أنهكني البحث كما أنهكتني السنون. قد يكون الحل لدي الوزيرة مشيرة خطاب, فكرت في الذهاب إليها ولكني فهمت صعوبة أو قل استحالة هذا اللقاء, فلجأت إليك.. كل ما أطلبه سيدي شهادة ميلاد لإنقاذ طفلتي من التشرد والضياع والعذاب. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:30 | |
| حـق الأبنـاء عـلي الآبــاء
كثيرا ما نتحدث عن بر الوالدين وحقوقهما التي أوجبها الله علي الأبناء, ولكن نادرا ما نتحدث عن حقوق الأبناء علي الآباء, وبرغم أن حب الأبناء هو زرع إلهي فطري في قلوب الآباء والأمهات الا انه في بعض الأحيان يتجاوز خطوط المقبول والمعقول, فيتحول إلي مرض يصيب الأبناء بأمراض نفسية وعضوية خطيرة قد تمتد معهم إلي سنوات طويلة.
فقد حفل بريد الجمعة الأسابيع الماضية من خلال رسالتي أزمة عمري ومعني الحرمان بآلام وأنات لأبناء وقعوا تحت سطوة الأهل الذين تغافلوا عنهم أو اساءوا اليهم ـ عن غير قصد ـ لأسباب قد يرجعها الآباء إلي تأمين مستقبل الأبناء أو خوفا عليهم من المجهول وتدريبهم علي الجدية والحزم والالتزام, أو تحت شعار احنا أدري بمصلحتكم, والنتيجة هي ما نراه عادة في رسائل البريد من استغاثات وردود افعال متباينة للأبناء وتداعيات قد تصيبهم في صميم حياتهم المستقبلية.. فبعض الأبناء يقابل تجاوزات الآباء وسطوتهم بصمت مكتوم وانطواء تام وقبول ورضوخ لأمر واقع قد يؤدي إلي الاكتئاب, والبعض الآخر يقابله بصراخ وثورة عارمة علي كل من حوله بل وعلي المجتمع كله.. وفي كلتا الحالتين يقف الآباء والأمهات مواقف الرفض والاستنكار لتصرفات أبنائهم بدعوي خروجهم عن القيم والأصول متناسين أنهم سبب رئيسي في تلك التصرفات والتداعيات.. وتتفق كل الأديان علي أن علاقة الأبوة والبنوة يجب أن تقام علي أساس متين ومتوازن من البر والترابط والود والرحمة.
ولابد ان نعترف في البداية بأن للوالدين علي الأبناء حقوقا مقدسة بأمر من المولي عز وجل لا يمكن السماح بالتهاون أو التغاضي عنها, وفي مقدمتها الولاء والانتماء والطاعة والبر والاحسان وخاصة في الكبر, ولكن ايضا للأبناء حقوقا علي آبائهم كما جاء في قول المولي عز وجل يوصيكم الله في اولادكم. وهو ما يفسره العلماء بإعداداهم وتربيتهم وتهيئتهم منذ الصغر, حتي يصبحوا في سن التكليف والبلوغ قادرين علي تحمل المسئولية, وليس المقصود هنا هو التربية الدينية والأخلاقية فقط, بل تضاف إلي ذلك التربية العقلية والنفسية فهي التربية الكاملة والشاملة لشخصية الأبناء.
فمن حق الابن علي ابيه منذ ولادته أن يحسن تسميته فلا يسميه اسما غير لائق, وأن يحسن تربيته منذ الصغر ويتعهده بالرعاية والاهتمام المادي والمعنوي, وأن يحرص علي وقايته من أسباب الضياع في الدنيا والآخرة, وأن يطعمه مما يأكل وأن يوفر له المسكن اللائق قدر الاستطاعة دون تقتير أو تبذير, حتي إذا بلغ مبلغ الشباب فيختار الزوجة الصالحة للابن, والزوج الصالح للبنت, والحذر كل الحذر من إجبار أي منهما علي الزواج بمن لا يريد الزواج منه, أو التدخل السافر في حياة الأبناء بعد الزواج, وهو ما يؤدي في النهاية إلي انهيار الحياة الأسرية.. وتقول الإحصاءات أن أكثر من75% من حالات الطلاق في الدول العربية تقع بسبب تدخل الأهل في حياة الأبناء بعد الزواج ووضع الأبناء أمام الخيار الصعب بين الانحياز الكامل لرغبات الأهل والحقوق المشروعة للزوجة والأبناء!!
وكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه رجل يشكو اليه عقوق ابنه فتبين ان الأب عق ابنه, اولا بمخالفته شروط وحقوق الابناء, وقال عمر للأب: أجئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت اليه قبل أن يسيء اليك؟؟
والحقيقة أن رسالة أزمة عمري ليست مجرد أزمة شخصية لكاتبة الرسالة, ولكنها تعبر عن أزمة حقيقية لكثير من شباب اليوم بسبب اختلاف طريقة وأسلوب التفكير بين الآباء والأبناء خاصة عندما يكبر الأبناء ويصبحون علي أبواب بناء حياة أسرية جديدة.. ويشعر الأبناء بأن من حقهم إعادة ترتيب أولويات الحياة في الأسرة بما يتناسب مع طموحاتهم وآمالهم في المستقبل, وهو حق مشروع طالما أن هناك امكانية اقتصادية لتحقيق ذلك, وبشرط ألا يكون ذلك لصالح طرف علي حساب معاناة باقي أفراد الأسرة.. فهذه فتاة تحاول جاهدة أن تحصل علي حقها العادل في حياة كريمة في وسط اجتماعي يتناسب مع ثقافتها, وتري أنه من غير اللائق ان تستمر في الحياة في وسط اجتماعي يثير شكوك من يتقدمون للارتباط بها..
وبرغم انني اتفق مع الرأي القائل ان العريس الذي يغير رأيه في عروسه بسبب سكنها في منطقة شعبية لا يستحق ان تندم علي فقدانه.. إلا انني أتعاطف مع تلك الابنة والزوجة الحائرة بسبب إصرار رب الأسرة علي الإقامة في تلك المنطقة وسط ـ الخارجين علي القانون والحرامية ـ علي حد قولها.. ومادام هناك بديل متاح وان ظروفه المادية تتيح له الفرصة للخروج من تلك الأزمة..
فلم التشدد والإصرار علي استمرار تلك الحياة برغم انف الجميع!! ولعلني اهمس في أذن الأب بصراحة شديدة.. الا تري ان هذا هو الوقت المناسب للانتقال إلي منطقة أخري تحوز قبول ابنتك وشريكة حياتك, ليس فقط نزولا علي رغبتهما ولكن ايضا لتسعدوا جميعا بالحياة في مكان أفضل مادام الله قد افاء عليكم برزق واسع!! وألا يسعدك أن تجد البسمة والطمأنينة علي وجه ابنتك وزوجتك في منطقة أخري أو سكن آخر تستقبلون فيه ضيوف الأسرة دون حرج!
أما رسالة معني الحرمان فكلماتها تنطق بواحد من أهم دروس الحياة وهو أهمية تنشئة وتربية الأبناء.. فهذا زوج اكتشفت زوجته انه قد عاني كثيرا في طفولته, حيث كانت والدته ـ علي حد قول كاتبة الرسالة ـ انسانة أنانية ومدللة من قبل زوجها واخواتها ـ فربتهم علي أن يكونوا جميعا في خدمتها, وأصبح طفلا مدللا لا يري من الحياة سوي نفسه واهتماماته الشخصية, وما أن شب عن الطوق واصبح مسئولا عن اسرة مع زوجة محبة صابرة وطفلين جميلين حتي تمرد علي كل شيء من حوله حتي علي حياته الأسرية, وانعكس ذلك علي تقصيره وتقتيره في الإنفاق علي زوجته وولديه رغم يسر الحال وتوافر المال وكان قدر زوجته المسكينة ان تحصد ما زرعه الأهل في زوجها منذ الصغر وأن تتحمل تمرده وتسلطه الذي ورثه عن امه التي لاتزال تشجعه علي تسلطه وكأنها تريد هدم بيت ابنها ليعود ويتفرغ لها ولخدمتها.. وربما لا تدري تلك الأم ـ سامحها الله وهداها إلي سواء السبيل ـ انه إذا حدث وانهار هذا البيت ـ لا قدر الله ـ فإنها ستكون أول من يعض علي أصابع الندم وأول من يصب عليهم ابنها جام غضبه لأنها كانت السبب في هدم حياته وضياع اسرته.
وهنا لابد من كلمة أتوجه بها إلي هذا الزوج المتسلط بالوراثة أن يعود إلي نفسه ويلملم شتات نفسه وأسرته قبل أن يفقد زوجته وولديه, وأن يوازن ويعدل بين واجبه في رعاية والديه وبرهما وبين واجباته تجاه اسرته الصغيرة التي سيسأل عنها أمام المولي عز وجل يوم الحساب.. ولا تنس يا صديقي أن لك طفلين سيقفان أمامك يوما ما ليسألاك عما قدمت لهما في الصغر كي تحصد ثماره في الكبر.. أما أنت أيتها الزوجة الصابرة.. فاصبري لعل زوجك يعود إلي رشده ويعرف حقوق اسرته, واستمري في طرق ابواب العمل لعل الله يجعل لك مخرجا والله المستعان.
ولابد من كلمة أخيرة أتوجه بها إلي الآباء والأمهات أن يراجعوا أنفسهم, ويعلموا حقيقة أن التعليم الذي يحتاجه الأبناء ليس بالحصول علي شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه فحسب, وإنما التعليم هو تعلم فن الحياة. وكما يحرصون علي توفير الطعام والشراب والملبس والمسكن لأبنائهم يحرصون ايضا علي إعدادهم الاعداد الجيد المفروض عليهم وتربيتهم الأخلاقية وتنشئتهم الإيمانية. وأكثر الأولاد انما جاء فسادهم من قبل الآباء فلم ينتفعوا بأنفسهم, ولم ينفعوا آباءهم كبارا. وأن يعلم الآباء ان سنة الحياة هي أن يتركوا ابناءهم ليقرروا مصيرهم بأيديهم
ويكفي أن نتابعهم بالنصح والإرشاد ونسعد بنجاحاتهم دون ان نثقل عليهم بأعباء هم في غني عنها, وندعو المولي عز وجل أن يهب لنا جميعا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين أنه سميع مجيب الدعاء.
دكتور/ هاني عبدالخالق أستاذ إدارة الأعمال |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:33 | |
| حتي تهدأ أرواحهم
أسمح لي أن أسرد عليك مأساتي وأضم صوتي لأصوات بريد الجمعة الماضي المطالبة بتعديل قانون حوادث المرور حتي لاتضيع أرواح أبنائنا هباء. توفي ابني هيثم فاروق محمد وعمره25 سنة بتاريخ2008/10/18 بعد يوم واحد من عيد ميلاده بسبب حادث مروري بطريق كامب شيزار أمام قاعة الأميرات وحسب أقوال شهود الحادث في محاضر الشرطة والنيابة واتصال الأفراد بالنجدة أجمعوا علي أن السيارة المتسببة في الحادث هي اسبرنزا سوداء رقم(0000000)
وأفادوا أن هيثم كان بيعدي الطريق علشان يجيب سيارته من الباركينج لتوصيل أهل أحد أصدقائه ولسه بينزل من علي الرصيف في الجزيرة جاءت السيارة المذكورة بسرعة جنونية وصدمته بمقدمتها, طار هيثم في الهواء وسقط علي الأسفلت خلفها وفرت السيارة هاربة وتركت هيثم غرقان في دمه وتوفي هيثم في الحال. المهم الداخلية مشكورة ضبطت السيارة وصاحبها. القانون أدان الجاني وخذلني في نفس الوقت حكم بغرامة500 جنيه لدرجة أن الحكم غيابي,
لم يكلف الجاني نفسه بالحضور أو المتابعة طبعا شدة إصابات هيثم بالتقرير المرفق تدل علي السرعة الرهيبة اللي كانت السيارة ماشيه بها, أليس قتل عمد مش خطأ تعريض أرواح الناس للخطر بسبب السرعة. هيثم ابني الوحيد المتعلم في أحسن مدارس لغات المحب للحياة كان نزيها في كل شيء في ملبسه, في أخلاقه في مساعدة الناس في عمل الخير يساوي في نظر قانون بلده500 جنيه أين القصاص العادل حتي يرتاح ابني في قبره؟
ابني مات وماتت معه فرحتي اني اشوفه عريس مات وحيدي وسندي وعكازي في الحياة أنا بموت الف مرة في اليوم حسرة وألم عليه, ابني كانت روحه الطاهرة بترفرف علي الكعبة الشريفة لأني بعثت من أناب عنه في قضاء فريضة الحج ربنا يتقبلها منه رحمة الله عليك يا هيثم وعلي كريم ومحمد وكل شهداء حوادث الطريق وربنا ينعم علينا أمهاتهم بالصبر لأن الضنا غالي أوي رغم مرور ستة شهور علي وفاة هيثم مازال قلبي ينزف دما علي فراقه. أم هيثم ـ العجمي
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:38 | |
| همس الأصدقاء
تعليقا علي رسالة شهادة ميلاد المنشورة في عدد الجمعة الماضية, فلنتخيل أن هناك مدينة بيضاء كل ما بها أبيض ناصع نقي وشفاف بها نهر رائق بحر خضم, حدائق غناء, زهور ياسمين في كل مكان طيور بيضاء ويسكنها بشر لا يعرفون مدنا دونها, ولم يخرجوا منها البتة فصاروا هم ايضا منذ نعومة طفولتهم حتي شبابتهم انقياء وأوفياء.
وفجأة أتي الطوفان فقضي علي كل شيء وخرجت جميع اجزاء المدينة من تحت الانقاض بقايا واشلاء.
هكذا الزواج العرفي, طوفان يجرف في طريقه النقاء والصفاء والعفة التي تملكها الفتاة, فهي الخاسرة الأولي من تلك العملية, أما الرجل فلا لوم عليه, فمجتمعنا لا يجرم الرجل برغم أنهما مشتركان في الجريمة.
ولننظر ماذا فعل الزواج العرفي بصاحبة الرسالة لقد أصبح لديها طفلة بلا هوية, ولا ذنب فيما اقترفته والدتها, طفلة حية تسمع وتري وتتكلم ولاتعرف لها شهادة ميلاد, شيء غامض يحيا فوق الأرض دون تعريف.
إن هذه القصة ترد علي المدافعين عن الزواج العرفي وتقول لهم كيف؟ ثم كيف تشجعون علي هذا الانحلال وهذا التردي؟
إن الزواج العرفي يعد سرقة غير علنية للشرف, بل وللحياة ايضا, فبدايته التافهة المكتوبة فوق ورقة الكراس بلا تشهير ولا مأذون ولا علانية, ونهايته الحتمية المعروفة وهي تقطيع الورقة بسهولة تفوق سهولة شرب الماء, تؤدي إلي دمار الأسرة والمجتمع, فتتدمر الأنثي وتختفي وسط الظلام لعله يحجبها عن أعين من سيكتشفون الحقيقة حتما, وتتدمر أسرتها فيما بعد, بعد علمهما بما حدث, وتدمر المجتمع من جراء وجود أطفال مجهولي الهوية.
الزواج العرفي هو رجل طالح وامرأة غير صالحة, هو ابناء بلا هوية, هو عائلات تلتف حول رقبتها احبال الفضيحة, هو أيام مظلمة وليال محلاة بالأشواك, هو قلوب غائرة الجرح وأنامل مبتورة, هو سم منثور في الشرايين وثعبان يسكن الوريد يستطيع أن يحيك بسمه القاتل ثياب اللاإنسانية والعمي الضميري.
أجل إنه الزواج العرفي ذلك المتسلل بلاد هوادة في شيطان الكثير من الشباب حتي يسقطوا في الهاوية ويأتيهم ذلك الشيطان في النهاية ضاحكا أيها الاغبياء حان وقت الضحك والبكاء.
د.أسماء الطناني ـ طبيبة وكاتبة asmaatanany@yahoo.com |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:41 | |
| تعليقا علي { تعقيبا علي رسالة خطايا رجل اسمح لي سيدي الفاضل ان اختلف معك في الرأي رغم اقتناعي الكامل برأيك وهو أن الله يغفر الذنوب جميعا وأنه وحده سبحانه وتعالي له حق حساب البشر وأننا لسنا ملائكة ولانخلو من الذنوب والخطايا ولكني اختلف معك للأسباب التالية:
أولا: كلنا أمرنا بطاعة الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه ولا فرق بين رجل واثني في الثواب والعقاب, فالسؤال هنا: هل لو كانت المرأة هي التي اخطأت واعترفت فهل سيغفر لها الرجل ويأتمنها علي بيته وماله وعرضه ويتزوجها أم أنه سيبحث عن ذات الدين والاخلاق ويقول تابت فربنا يكرمها بس بعيد عني وأنا ايه يضمن لي؟.
وهل نظرة المجتمع للرجل الذي عاش حياته هي نفس النظرة للمرأة, أم أن الحساب أشد؟! وما فرق الله بينهما في أي حد من حدوده؟!.
هل ايتها الأم الفاضلة والأب الفاضل ستزوجان ابنكما من امرأة ارتكبت نفس الأخطاء وتابت بعد ذلك؟
ثانيا: أمرنا الله بالأخذ بالأسباب, ووضع رسوله الكريم قواعد الزواج وأهمها: من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, فإذا قبلت رجلا تحريت عنه قدر المستطاع وعلمت من أمره ما تطمئن إليه نفسي لو أن هذا الرجل لم يخبرها بأخطائه وبعد الزواج اكتشفت العكس فهو ابتلاء من الله ولا مجال للندم, أما إن وافقت علي من أعرف عنه ما انكره ولم يتغير بعد الزواج فلن يبقي امامي إلا الندم, ولن أقول إلا أنا من اخترت أنا من وافقت ورضيت لأني لم آخذ بالأسباب.
ثالثا: التأخر في الزواج نوع من أنواع الابتلاءات مثله مثل عدم الانجاب والمرض والفقر والإعاقة لا دخل للإنسان فيه, ويتطلب الصبر والرضا والدعاء والاستغفار ومثله مثل الرزق سيجده صاحبه اينما كان, وما أظن أن الفقر مبرر للسرقة ولا الظلم مبرر لقتل الظالم, فما التأخير في الزواج مبرر للتنازل عن أهم صفات الزوج ألا وهي تقوي الله وحسن الخلق.
ولا داعي للخوف من ظروف الحياة فالله لا ينسي أحدا ولا يكلف نفسا الا وسعها, وماذا إن تزوجت المرأة ومات عنها زوجها وأولادها ووالداها من قبلهم, ألن تواجه الحياة وحيدة؟ ان كتب لها مواجهة الحياة دون سند فستواجهها, تزوجت أم لا, انجبت أم لا, كلها أمور مقدرة والمهم الأخذ بالأسباب ومن ثم التوكل علي الله ومن توكل عليه فهو حسبه. { سيدي الفاضل أنا صيدلانية عمري24 عاما حولي كثيرات يواجهن نفس المشكلة وبمجرد قراءة رسالة خطايا رجل قالت أمي اتعظي حتي لا تصلي لـ34 دون زواج لأني ارفض المتقدمين لي من المدخنين والجميع يلومونني لكني لم ولن أغير رأيي لأني برفضي ما عصيت ربي ولا ظلمت أحدا ولا طلبت شيئا فوق طاقة البشر, بالعكس أنه من أقوي الأدلة علي قوة شخصية الرجل وحسن ادراكه لأنه لم يسقط في فخ التدخين والذي يسقط فيه الجميع ظنا منهم أنه دليل الرجولة أو كما يقولون ازاي يعني معرفش اشرب سيجارة أنا راجل مش عيل فلو كان رفض التدخين من الأمور النسبية فإن سوء الخلق والذي يسميه البعض طيش شباب مسألة لا مجال للتنازل فيها, فلو أننا يا سيدي نرفض الرجال لأسباب واهية كالمستوي المادي أو الشكل أو حتي المستوي الاجتماعي والذي يرفض أهلنا التنازل عنه لقلت اننا ظالمات, لكن من حق الفتاة التي تراعي ربها وحافظت علي نفسها بفضل الله من كل الفتن التي حولنا من حقها أن تحظي بزوج يخاف الله تكون هي الأولي في حياته كما انه الأول في حياتها.
ورسالتي لأختي الكريمة وكل الفتيات: إن الله خلقنا انسا وجنا لعبادته, وتعمير الأرض جزء من العبادة وإن لم يكن ذلك بتربية ابناء صالحين نافعين لمجتمعهم فليكن بتحقيق أهداف تنفع الناس بما اكتسبناه من علم وخبرة وبما من الله به علينا من القدرة علي العمل والنجاح واثبات الذات دون أن نتنازل عن شيء من اخلاقنا وقيمنا, فنثبت لكل فتاة ضحت بشيء من هذه القيم وللعالم أجمع أن الإسلام بتعاليمه وقيمه لم يكن عائقا ابدا امام النجاح والتقدم, لتكوني ايتها الفتاة نموذجا مشرفا للفتاة المصرية المسلمة, ولا نمضي حياتنا في انتظار الزواج ولا نجعله اساس حياتنا بدونه ننهار, ولنتذكر اذا لم يكن البلاء فيما نحب فكيف يكون بلاء؟
وكيف يختبرنا الله ونحن نزعم أننا من أهل الإيمان والدين, أفحسب الذين قالوا آمنا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون, أما عن الناس فدعنا منم فلاهم لهم سوي الحديث من تزوج ومن انجب ومن سافر ومن حصل علي مجموع الثانوية العامة ومن قال وما قيل ومن لا تنتهي, فالناس لا تسلية لهم سوي الكلام فدعنا منهم ولنتذكر أن من كان الله معه فمن عليه ومن كان الله عليه فمن معه, وان الله عند حسن ظن العبد به وما ظننا بالله إلا أن يؤتي كل ذي حاجة حاجته وان يهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين ويجعلنا للمتقين إماما والله ذو الفضل العظيم. { أريد التعليق علي ما جاء في بريد الجمعة عن تأخير سن الزواج بالنسبة للبنات..وأنا يا سيدي لن أتحدث فقط عن مشكلتي ولكن عن خمسة من اصدقائي وزملائي.
فنحن من اسر متوسطة ذات مركز اجتماعي معقول دخولنا تعتبر من الدخول الجيدة بنسبة كبيرة والسن من28 سنة الي31 كلنا نعمل في مؤسسات مالية مرموقة وظروفنا متشابهة الي حد بعيد, أملك سيارة بسيطة ولدي شقة في المدن الجديدة بنظام التمويل العقاري شأني شأن زملائي كما ذكرت لك وجميعا لدينا التزامات مالية تجاه عائلاتنا ويشهد لنا الجميع بحسن الخلق والتدين.
والمشكلة يا سيدي في أننا عندما نتقدم لخطبة إنسانة نراها مناسبة لنا ويعلم أهلها أننا نعمل في مراكز جيدة واسم المؤسسات التي نعمل لديها يظنون اننا لدينا موارد مالية غير محدودة وان دخولنا مرتفعة للغاية مما يدفعهم لتحديد مطالب أكبر من إمكانياتنا فذلك يا سيدي غير صحيح وليس علينا تقديم كشف حساب عما نتقاضاه من دخول فنحن مازلنا في بداية الطريق وليس في استطاعة أهلنا أن يقوموا بمساعدتنا ماديا, كما ذكرت لكم فنحن نعتمد علي أنفسنا بشكل كامل فنتحمل مسئولية أنفسنا والعائلة أي قادرين علي تحمل المسئولية في حدود إمكاناتنا.
وكل مطالبنا أن تكون إنسانة محترمة متدينة متعلمة مناسبة اجتماعيا مقبولة الشكل فنحن نري أن ذلك هو الحد الأدني لما نراه مناسبا لنا.
إلا أننا جميعا تعرضنا للموقف ذاته عند علمهم بالمؤسسات التي نعمل بها, فكل ما يهم العائلة الأخري هو المتطلبات المادية للزواج التي غالبا ما تكون مبالغا فيها مثل شبكة لا تقل عن عشرين ألف جنيه سواء ذهبية أم خاتم سوليتير( مثل الموضة الجديدة للشبكة) واحتفال الخطبة وهكذا, وذلك في أول لقاء ولم يهتموا بالتدين أو المعاشرة الحسنة والمعاملة بتعاليم الإسلام لبناتهم, فالمهم هو المظهر الاجتماعي المناسب لهم والتفوق علي مثيلاتها في العائلة التي غالبا ما تكون مشابهة لحد بعيد لعائلتنا, فنحن لا نتطلع الي من هم أعلي منا ماديا واجتماعيا, فما يهمهم هو التفاخر بالمركز المرموق للعريس والمكان الذي يعمل به والاشياء التي هو علي استعداد لتقديمها تحت قدم العروس وأهلها حتي يتكرموا بالموافقة عليه بعد معاناة من التفكير العميق والتنازلات المضنية لأن العروس تستحق أكثر من ذلك ألف مرة ويتناسون أننا كشباب في أول الطريق وما لدينا يعتبر ممتازا بالنسبة لظروف هذا الجيل وأننا في سن مناسبة ومستقبلنا جيد بإذن الله ونرغب في الحلال فماذا تريد الفتيات وعائلاتهم أكثر من ذلك؟.
وبعد ذلك يتندمن عندما يهرب العريس من هول التكاليف الكبيرة التي أرادوا أن يكبلوه بها وتزيد سن الفتاة وتقل فرصتها في الزواج فيقدمن تنازلات ما كن يقدمنها من البداية, فقد عرض علي بنت من عائلة محترمة جدا ولديها شقة في منطقة ممتازة إلا أنني رفضت لكبر سنها عني فلست في حاجة لذلك والحمد لله, والحقيقة يا سيدي فإن من أصدقائنا من هم أقل دخلا ومستوي وظيفي منا لم يواجهوا تلك المشكلات نهائيا بل يتعاون الأهل معهم جدا وعندما تقدم أحدنا للأخت الصغري نواجه نفس المشكلات وكان التعليق أنه معاه فلوس وعلي قلبه أد كده وأكيد يقبض مرتبا كبيرا فلازم يدفع دم قلبه فانسحب صديقي بلا تعليق.
فهل يعتبر الاجتهاد في العمل وتوفيق الله فيه دافعا لهذه الأسر لما نطلق عليه ابتزاز خاصة أننا لم تكن لنا معرفة سابقة ببناتهم أو حب سابق يستطيعون أن يرتكن اليه في مثل هذه الطلبات.
المشكلة يا سيدي مرتبطة بالطرفين فليس ضيق ذات اليد فقط ولكن من اعطاه الله وفرة بسيطة فيه فلم ينفذوا وصية الرسول الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وهذا ما نراه جليا اليوم في مجتمعنا والحل يا سيدي ـ في نظري ـ التعاون والتيسير فمن منا يا سيدي لا يرغب في أن يكون في أحسن مستوي وشقته جاهزة من كله ولكنها الإمكانات ولقد قام الله ـ سبحانه وتعالي ـ بخلق الدنيا في ستة أيام ثم استوي علي العرش, ألم يكن قادرا علي خلقها في ساعة واحدة أو أقل, بلي والله, ولكنها حكمته لتعليمنا الصبر, فلعل هذه الأسر تتعلم الصبر علي الشباب حتي تتحسن بهم الظروف ويسمحون لهم بالبدء بالحد الأدني من الإمكانات |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 01:05 | |
| الصبر الجميل
بعد التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... لعلك تتذكرني فأنا الطرف الثاني من قصة دماء الندم التي نشرتموها بتاريخ30 اكتوبر2009,
فأولا أشكر سيادتك والسادة القراء الذين تقدموا بواجب العزاء من خلال بريدكم الموقر, فوددت أن اطمئنك, كما طلبت مني في نهاية ردك علي صاحبة الرسالة ومعذرة أني تأخرت, فكان السبب هو إجراء جراحة في القلب فجأة, وهي تغيير شرايين بالرغم من انني لم أعان من أي مشكلة بالقلب من قبل, ولكن الحمد لله علي كل شيء.... فأنا يا سيدي لست بأفضل من رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي فقد ابناءه الذكور, وهو راض وشاكر لله, وكما ذكر أحد قرائك المشكورين في تعليقه علي الرسالة أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عندما ذهب ليدفن ابنه إبراهيم نظر للجبل, وقال له لو أن بك ما بي لهدك... فحقا يا سيدي ما أفظع وأبشع احساس فقد الابن عفاكم الله جميعا وحفظ لكم ابناءكم فأنا أعلم جيدا أنه قدر ومشيئة الله سبحانه وتعالي, وأنه مقدر لابني ان يموت في ميعاده, فتعددت الأسباب والموت واحد, ولكن احساسي بأنه مات بسبب أنه يحبني, ويريد ألا افارقه, وهو ينادي استني يا بابا فهذه كانت آخر جملة اسمعها منه, إنه عذاب الضمير ووسوسة الشيطان, فكنت أعاقب نفسي, وأقول ياليتني ما ذهبت في ذلك اليوم.. لو لم أذهب ما كان حدث هذا.. لو لم اترك البيت وأنصرف ما كان ذهب للبلكون لكي ينادي علي استني يا بابا, فكنت باستطاعتي أن أتمهل, وأحاول مرة ومرات, ولو كنت من البداية استسلمت وتهاونت ما كان حدث كل هذا, ولم يمت أبني, وأعود سريعا, وأستغفر الله العظيم, وأتوضأ وأصلي شكرا لله, وأطلب منه الصبر والمغفرة, وأن أقابل ابني في جنات النعيم بإذن الله الغفور الكريم.. أما عن زوجتي السابقة, فأدعو الله لها بأن يصبرها علي ما ألم بها ويعوضها عنه خيرا, فلقد زارتني في المستشفي في اثناء مرضي, وأشكرها لذلك كثيرا ونتقابل معا كل جمعة عند قبر ابني رحمة الله عليه مصادفة, فهي تعلم جيدا ما بي, وتقدر ذلك, وأنا أشفق عليها مما هي فيه, فلا ألومها الآن, ولكن أنصح كل سيدة وفتاة مقبلة علي الزواج أن تتقي الله في زوجها إذا كان يتقي الله فيها, ويعاملها معاملة الإسلام, فالزواج مودة ورحمة والرحمة منها صلة الرحم, فكيف تأمن زوجها عليها, وهو قاطع لرحمه وناكر لفضل ابيه وأمه, وهو أيضا كيف يأتمنها علي بيته, وهي قاطعة رحمها وناكرة لفضل أبيها وأمها, فوالدي تعب وضحي بالكثير من أجلي أنا وأخواتي البنات حتي تخرجن كلهن من كليات القمة, فاسمح لي أن أعطي والدي ووالدتي واخواتي حقهم بعد وصفهم من خلال رسالة دماء الندم بأنهم ناس ميشرفوش فأي شرف هذا الذي تعنيه, فوالدي حفظه الله رجل تربوي قضي عمره مدرسا في مدرسة ثانوية تتلمذ علي يده أطباء ومهندسون, والجميع يقدرونه, ووالدتي سيدة مصرية من صعيد مصر, تعرف جيدا معني الزوج والأبناء وتقدس الحياة الزوجية, وتعرف حقوق ربها أما عن انفاقي علي اهلي, فهذا غير صحيح, ولو حدث فهو شرف لي, مهما انفقت من مالي وصحتي وعمري ووقتي, فلا يكفي ولكن انا أبر والدي, وبخصوص تحملي لنفقات جهاز اختي, فهذا ليس عيبا ولا حرجا, وأتمني لو كان لي عشر أخوات وأجهزهن أحسن جهاز مساعدة مع والدي مادمت لست مقصرا في واجباتي لدي زوجتي وبيتي, فالمسألة ليست هذه يا سيدي, ولكنها أشياء أخري, أشياء سيئة في النفوس والضمائر لماذا أصبحنا هكذا.. أدعو الله كثيرا أن يصلح أمرنا! وأخيرا.. اشكرك علي كلامك الذي أثلج صدري, وكان كالبلسم لشفائي مما كنت فيه فكتبت لك اليوم لأطمئنك, كما طلبت مني وأشكر فضلك لاهتمامك وقولك للحق دائما واطمئنك أني تصالحت مع نفسي, وصالحت ابنتي علي نفسها, وأخبرتها أني عفوت عن أمها, وهي الآن تعيش مع أمها وتأتي لي وقتما تشاء واراها كل يوم, وهي الآن في تحسن مستمر, والحمد لله فهي مازالت صغيرة, ولكن تحملت فوق طاقتها, وعمرها الآن6 سنوات وأحمد ابني رحمة الله عليه توفي يوم عيد ميلاده الثالث, ولقد نويت بإذن الله تعالي أن أذهب لعمرة شهر رجب أنا وابنتي حتي تطمئن قلوبنا بزيارة بيت الله الحرام, وقبر النبي صلي الله عليه وسلم. وأشكركم لسعة صدركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته * المحرر: شكرا سيدي, فقد كنت أنتظر هذه الرسالة منذ زمن, لأني أب وأحس بمدي حزنك, وألمك علي فقد أعز وأغلي الناس... فالحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه, علي سلامتك, وعلي صبرك الجميل النبيل, وعلي عفوك عن زوجتك الجريحة... وما يطمئن قلبك أن لكما شفيعا في الجنات العلا بإذن الله, فهنيئا لكما به في مكان كلنا نصبوا إليه... وعمرة مقبولة بإذنه سبحانه وتعالي, ولا تنسونا ــ مع أصدقائنا في بريد الجمعة ــ في الدعاء.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 01:11 | |
| الحرم الصغير
تكثر حوادث القتل بالسيارات بدرجة كبيرة علي طريق دمنهور ـ دسوق وهو طريق وسط الدلتا الوحيد الذي يربط محافظات الاسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية وهو طريق فردي حارة واحدة طالع واخري نازل.
وكل الحوادث علي هذا الطريق المزدحم تنجم عن تخطي سيارات النقل والتريلات والميكروباصات والاتوبيسات للسيارات التي امامها مستخدمة تلك الحارة في الاتجاه المعاكس وبسرعة جنونية فتجد نفسك ومعك كل اسرتك تواجه المصير المحتوم فإما ان تهرب إذا اسعفك الوقت الي المصرف المجاور أو إلي طريق السكة الحديد. وكل حوادث القتل الجماعي التي تحدث يوميا علي هذا الطريق تنتج عن تصادم السيارات بمقدمتها أو السقوط في المصرف ولا تخلو عزبة أوقرية علي هذا الطريق من امهات فقدن فلذات اكبادهن أو أسر فقدت عوائلها وتيتم اطفالها, ونعرف نحن سكان البلاد الواقعة علي هذا الطريق كثيرين منهم كلا باسمه ولا نطالب بسرعة ازدواج الطريق المقرر تنفيذه منذ عقود بل لنا مطلب اصغر من ذلك بكثير حيث يوجد حرم ترابي ضيق علي جانبي الطريق يتراوح عرضه بين نصف متر وواحد ونصف المتر, وكل ما يرجوه الأهالي هو رصف هذا الحرم الصغير علي جانبي الطريق حتي يستطيع من تضيق الدنيا في وجهه عندما تقابله سيارة وجها لوجه ان يهرب إلي هذا الملجأ ليفتح الطريق للسيارة المقابلة وينجو هو وأسرته من موت محقق.
د.أحمد عزمي عتمان ـ أستاذ بجامعة الفيوم
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 01:16 | |
| الحب الأول
بعد25 سنة من زواجي, وجدت بريقا جديدا من الحب. قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي, وكانت فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها: أعلم جيدا كم تحبها. المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها وأقضي وقتا معها كانت أمي التي ترملت منذ19 سنة, ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية, و3 أطفال ومسئوليات جعلتني لا أزورها إلا نادرا. في يوم اتصلت بها ودعوتها إلي العشاء. سألتني: هل انت بخير؟ لأنها غير معتادة علي مكالمات متأخرة نوعا ما وتقلق. فقلت لها: نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقتا معك يا أمي. قالت: نحن فقط؟! فكرت قليلا ثم قالت: أحب ذلك كثيرا في يوم الخميس وبعد العمل, مررت عليها وأخذتها, كنت مضطربا قليلا, وعندما وصلت وجدتها هي أيضا قلقة, كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي قبل وفاته. ابتسمت أمي كملاك وقالت: قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني, والجميع فرح, ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي. ذهبنا إلي مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولي, بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث إنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة, وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة علي شفتيها المجعدتين وقاطعتني قائلة: كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير. أجبتها: حان الآن موعد تسديد شئ من ديني بهذا الشئ.. ارتاحي انت. يا أماه. تحدثنا كثيرا أثناء العشاء لم يكن هناك أي شئ غير عادي, ولكن قصص قديمة علي قصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلي ما بعد منتصف الليل وعندما وصلنا إلي باب بيتها قالت: أوافق أن نخرج معا مرة أخري, ولكن علي حسابي. فقبلت يدها وودعتها. بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية, حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شئ لها, وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها: دفعت الفاتورة مقدما كنت أعلم أنني لن أكون موجودة, المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك, لأنك لن تقدر ما معني تلك الليلة بالنسبة لي.. أحبك يا ولدي. في هذه اللحظة فهمت وقدرت معني كلمة حب أو أحبك وما معني أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه لا شئ أهم من الوالدين وبخاصة الأم, امنحهما الوقت الذي يستحقانه.. فهو حق الله وحقهما وهذه الأمور لا تؤجل. مستشار مالي ـ إداري أنور محمود مرسي
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 01:21 | |
| الأمل المنشود لأول مرة أقرأ في بابكم قصة تجسد روايتي وأشعر بكاتبتها وكأنها تتحدث عني مع اختلاف بسيط في بعض الأحداث ولكن المضمون في النهاية واحد . شعرت بصاحبة الرسالة وتذوقت معها أسمي معاني الإخلاص وتنفست روحي نسمات الحب الغائبة واشتاق قلبي لنبض الحياة.. نعم.. فالحب هو وليد الحياة. فإن كانت سيدتي المحبة علي مشارف الستين من عمرها وتستمتع بلحظاتها الأولي في حبها وهي في منتصف العشرينيات فأنا مازلت في هذا العمر الجميل كنت أستمتع به وأحلم له بمستقبل باهر إلي أن تغيرت الحياة وأنهت الظروف التي من حولي الحلم الكبير. قضيت سنوات من عمري في صبر وإصرار ونجاح.. بدأت بتحقيق ذاتي فكنت شعلة من الحماس.. طموح عال وأهداف مرسومة ودافع لتحقيق الإنجاز.. ولم أكتف بتطوير ذاتي ونجاحاتها بل تطلعت لمجتمعي وأدركت معني الإيجابية نحوه, وصرت علي هذا النهج حتي كنت موضع حسد بين أصدقائي وزملائي. وكأي فتاة تحلم بعشها الصغير يحويها هي ومن تحب, بحثت في كل من تقدم لي عن فارس أحلامي ولكن لم أجده!! كنت أبحث عمن هو صاحب رسالة تجاه دينه ومجتمعه.. من له هدف في الحياة يدفعه إصراره وطموحه للتحدي وليست الحياة هي كل أهدافه.. عن رجل يقدر عملي ويحترمه ونسعي معا لحياة كريمة يسودها التفاهم والتوافق بيننا, وان يرضي الله بأخلاقه والتزامه هذا الي جانب ان يكون انسانا بما تحمله الكلمة من معان فأشعر معه بنشوة الحب والدفء والاحتواء, وأتلمس في نظرات عينيه الحنان والأمان. تركت الأمر لله وانغمرت في عملي الذي كنت أعشقه وبدأت بتخطيط مستقبلي وأنا كلي طاقة أمل باستعانة وثقة في الله علي النجاح إلي ان جاء اليوم الذي لن يمحي من ذاكرتي أبدا, فها هو فارسي قد ظهر أمامي واقفا يتحدث معي وأنا لا أستطيع أن أرد.. فقد جذب انتباهي له, فانخلع قلبي واهتزت مشاعري لأول مرة وكأن نفسي تحدثني وتقول هو ده ولم أكذب نفسي فكان أجمل مما كنت أتمني وأحلم به.. ولو تحدثت عنه وعن أخلاقه وسماته وحبه لي فلن تتسع صفحاتك لهذا الحديث... لقد كنا أشبه بالإنسان الواحد في كل شيء تطابق رهيب في الصفات والطباع وحتي في التعبير عن الحب والرومانسية والإحساس وهذا ما جعلنا ننجذب لبعض سريعا ونخطو خطوة نحو القرار.. كان صريحا معي وواضحا من أول لحظة عن نيته في الارتباط بي, وبالفعل تقدم لأبي ولكنه قوبل بالرفض مثله مثل كل من سبقوه لظروف امكانياته البسيطة.. ومع ذلك فلم نيأس ابدا وحاولنا مرارا وتكرارا لكن باءت كلها بالفشل. فكنت مثل الطفل الصغير الذي يتشبث بلعبته ويرفض ان يسلبها منه أحد بعدما طال انتظاره لشرائها.. فكم كنت أبحث عنه وانتظره وبعدما أجده, أيذهب كأن لم يكن؟! فكم كان حنونا طيب القلب رقيق الاحساس, متعاونا, ومتفاهما جدا, يفهمني من قبل أن أتكلم ويدري ماذا أريد إذا نظرت اليه, ساعدني كثيرا في حياتي العملية بأن كان دافعا لي للنجاح, وكانت لديه رسالة عظيمة يسعي اليها جاهدا نحو مجتمعنا وتنمية شبابنا بالإيمان. كنت أعتقد أنه من الممكن أن يدرك المرء ما يتمناه ولو بعد حين, ولكن ما الحياة إلا أمل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل!! فكما قالت سيدتي المحبة في رسالتهامن يمكنه اخفاء الدخان إذا كانت النيران مشتعلة فحدثت الكارثة!! علمت أسرتي بما بيننا وقامت الدنيا ولم تقعد!! فبالرغم من ثقافتنا والتزامنا الشديد وحرص والدي علي تربيتنا أنا وأخواتي تربية دينية مستقيمة إلا أن هناك فجوة كبيرة في التواصل بيننا.. لكل واحد فينا طريقة في تفكيره ونمط حياته تختلف عن الآخر تماما. فما حدث كان بالطبع أشبه بالصدمة التي لم يتوقعها مني أحد وخسرت فيها مستقبلي كله!! فلم تفلح محاولاتي في الإقناع بما أحتاجه وأشعره وأريده ولم يقدر ما بداخلي أحد.. فضاع الحلم. قد تندهش سيدي ويندهش قراؤك أيضا وتتساءلون أيعقل ان تكون هذه هي النهاية؟!! نعم... قد لاتكون النهاية ولكن هذا ما حدث, فقد خسرت عملي ودراساتي وطموحي وأحلامي وفقدت رسالتي نحو كل من حولي وانعزلت عن الناس حتي عمن أحببت!! وكان هذا كله نتيجة ما اقترفته من ذنب تجاه أسرتي ولك أن تتخيل حالتي الآن؟ حاولت النقاش مرة والإضراب عن الطعام مرة أخري, ولكن لا أحد يلين, فالكل اتفق علي ألا أتزوجه ولو حدث فهم في غني عني.. دعوت الله كثيرا ان يفرج كربتي ويصلح لي الحال فهو أرحم بالولد من أمه. وظل كل من حولي من الأحباب والأصدقاء يواسونني فهم لاحول لهم ولا قوة ويزورونني من حين لاخر بعد أن أصبحت قعيدة البيت ولا خروج لي إلا وأهلي معي.. علمت أيضا بحاله وحزنه علي وتعاهدنا أن نحسن مع الله ليكون معنا, ودعونا الله ان يكتب لنا الخير وتعاهدنا علي ألا نكون لآخرين.. وإن لم يجمعنا الله في الدنيا فموعدنا في الجنة بإذن الله. حاربت اليأس كثيرا وواجهت الإحساس بالفشل ونهاية المطاف وأشعلت بداخلي طاقة الأمل من جديد بعد أن أصابني حزن شديد لما حدث لي من انهيار كامل لكل شيء.. ورضيت بما قسمه الله لي واقتنعت ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, فعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.. فاستعنت بالله علي أمري وجعلت طاقة الحب التي بداخلي هي الحافز لي لأحيا من جديد, وعدت أرسم حياتي وفقا لوضعها الآن وكلما تكاسلت وانكسرت اتذكر ذكرياتي الجميلة فتتدفق مشاعري فأستزيد منها طاقة تحيي قلبي من جديد وأروي بها شريان الحياة. وأخيرا أود أن أوجه لقرائك رسالة, فأحيانا قد نعتاد الحزن حتي يصبح جزءا منا ونصير جزءا منه, وفي بعض الأحيان تعتاد عين الانسان علي بعض الألوان ويفقد القدرة علي ان يري غيرها, ولو انه حاول أن يري ما حوله لاكتشف ان اللون الأسود جميل ولكن الأبيض أجمل منه, وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال ولكن لون السماء أصفي في زرقته.. فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة, وابحث عن الوفاء ولو كان متعبا وشاقا.. وتمسك بخيوط الشمس حتي ولو كانت بعيدة ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها وإذا لم تجد من يسعدك فحاول ان تسعد نفسك.. وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلا.. فلا تبحث عن آخر اطفأه, وإذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة.. فلا تسع لمن غرس في قلبك سهما ومضي.. وننسي ان في الحياة أشياء كثيرة يمكن ان تسعدنا... وأن حولنا وجوها كثيرة يمكن ان تضيء في ظلام أيامنا شمعة.. فابحث عن قلب يمنحك الضوء.. ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمة.. وفي النهاية أوجه رسالتي لكل من أحب بصدق ولم يجن ثماره.. لا تندم علي حب عشته حتي لو أصبح ذكري مؤلمة, فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك فلا تنس انها منحتك عطرا جميلا أسعدك.
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|