|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:18 | |
| الوردة اليتيمة
لن تتخيل ما حدث لي لحظة قراءة هذه الرسالة!!
لقد ظللت مفتوحة الفم وذاهلة لفترة طويلة.. أحاول أن أتذكر جيدا هل أنا من أرسلتها ونسيت؟
أم أن هناك امرأة أخري تقمصتني وكتبت كل ما يجول بخاطري بهذه الدقة والتفاصيل؟
هل من الممكن أن تكون أحلام وأماني كل أنثي في أرجاء الكون متشابهة لهذا الحد؟
أنا الأخري أتمني الوردة اليتيمة التي يدخل بها زوجي في يده تعبر لي عن مكنونات صدره التي يعجز لسانه عن أن ينطق بها.
أنا الأخري أريد أن أري الانبهار بي في عينيه, كما أريد أن أشعر بلهفة اللقاء ولوعة الفراق ونيران الشوق ووله المحبين..
أنا الأخري أتوق إلي لمسة حنان.. إلي حضن دافيء يملأ حياتي رغبة في البقاء.. يدفعني لحمل الجبال الثقال من هموم البيت والأولاد.. يعطيني أملا في أن أحيا ليوم جديد مع رجل أنبهر به.. أندفع نحوه.. تضيء الدنيا بوجوده ويظلم الكون إن غاب لحظة.
حين قرأت بريد الجمعة يومها ظللت أسأل زوجي هل قرأت قصة اليوم؟ أريد أن أري في عيونه رد فعل يطمئنني.. ولكن هالني ما رأيت.
لقد قرأ منها بضعة أسطر ثم قلب الصفحة.. وكأنه يقلب كياني كله.. علما بأنه من مدمني بريد الجمعة مثلي.. ولأول مرة لا يناقشني في قصة الأسبوع!!
فوجدتني أسأل: لماذا تعد رغباتنا في الحصول علي التعبير الواضح عن الحب دليلا علي ضيق أفق النساء وأنانيتهن المفرطة وعدم اهتمامهن إلا بما يشعرن به, كما أنه عدم تقدير لدور الرجل الساعي والممزق خارج البيت لتوفير عيشة كريمة لزوجته وأولاده..
وكأن المشاعر والحب ليست من أدوار الزوج وحين يعمل الرجل ويكد فلا يستطيع معها أن يحب!!
ولطالما توافر لها ما يلزم من مال.. فلا يصح لها أن تطالب بالمزيد من التعبير عن الحب!!
فوجدتني أصرخ بداخلي وأقول في غضب لماذا خدعنا الكتاب الرومانسيون بقصص الحب؟ لماذا أوهمونا أن العشق باق وأن الغرام نار لا تخمد؟
سيدي الرجل أنت لست خزانة الأموال.. أنت لست مجرد الجيب المنتفخ بالنقد.. لا تعتبر نفسك مجرد بنك للتمويل..
سيدي الفاضل دعني أوجه رسالة من بابك:
زوجي الحبيب.. ألست أنت نفس الرجل الذي كثيرا ما أهداني الزهور أيام الخطبة؟
ألم تكن أنت من أهداني وأغرقني بالعطور والهدايا بمناسبة عيد ميلادي؟
ألم تكن أنت من جلست بالساعات تحدق بعيوني وتمتدح جمالي وتتغزل في محاسني؟
ألم تكن أنت نفس الرجل الذي ألهب خيالي بكلمات العشق وأمتع آذاني بآهات الولع.. وأثري عيوني بنظرات الشوق؟
ألم تكن أنت نفس الرجل الذي تمزق لبعدي.. وسهر الليل يحدثني بالهاتف.. وبات يحلم بيوم يجمعنا في بيت واحد؟
ألم تكن أنت نفس هذا الرجل الذي وعدني بأن تكون حياتنا غير حياة جميع من سبقونا وتزوجوا.. وانك ستجعلها أمتع حياة.. لا رتابة فيها ولا ملل.. ولا تقليدية؟
فماذا تغير؟ أين ذهبت كل هذه الألوان المبهجة في حياتي..؟ حبيبي إن كنت بداخلك مازلت نفس هذا الرجل الذي تزوجته.. فأنا الأخري مازلت تلك المرأة التي تزوجت بك.. قلبي مشتاق.. أكثر ولو أنك بجواري..
في النهاية أقول لكاتبة الرسالة.. دعوت الله لك أن يصبرك. ودعوت الله لزوجك أن يقرأ كلماتك ويفهمها ويعيها وألا يلقي بالجريدة كما فعل زوجي..
زوجة تحب زوجها |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:23 | |
| خطايا رجل
أعتذر من البداية أن رسالتي قد تكون طويلة نوعا ما ولكني أرغب في توضيح الموضوع بمنتهي الدقة عسي أن يرشدني ربي للخير لأمانتي وصدقي في عرض الموضوع, والله المستعان.
انا فتاة مسلمة مصرية أعمل مهندسة في مجال مميز وفي شركة عالمية, ولله الحمد ناجحة في عملي وأحاول أن أكون نموذجا جيدا لفتاة مسلمة تتعامل مع الأجانب والأغراب بكل إلتزام بحجابي الشرعي وبحدود الأدب والاحترام فلله الفضل, معروف عني أني انسانة محترمة وملتزمة وناجحة في عملي ايضا. عمري الآن34 سنة ولم يمن الله علي بنعمة الزواج بالرغم أن هذا كان هدفي الأساسي بعد التخرج ولم أكن أسعي للعمل والتفوق فيه إلا لأنه الرزق الذي رزقني به الله دون عناء حقيقي مني, فالحمد لله التحقت بالعمل بالشركة التي أنا فيها بسهولة نسبية وبدون واسطة ولا أي شئ غير, تدابير الله,
إلي أن أخبرتني إحدي صديقاتي العاملات هناك بوجود وظيفة تقدمت لها من10 سنوات وقبلت بها بفضل الله وسعدت بذلك, ونيتي أنه إن شاء الله أعمل بها سنتين, ثلاثا, إلي أن يرزقني الله زوجا وأولادا فأتركها لعمل ايسر لأن العمل بالقطاع الخاص لا يتناسب مع مسئوليات الأسرة عند الزواج بسبب طول ساعات العمل. المهم أن الذي حدث أني لم أتزوج ومرت السنون دون أن يأتي نصيبي بالرغم أني والحمد لله من أسرة طيبة ومحترمة واجتماعيا ممتازة وماديا مستورين ونميل لليسر يعني كمواصفات عامة ا لحمد لله كله هايل صحيح شكلا عادية لكني الحمد لله لست قبيحة!
قد يكون سبب ذلك أننا أسرة منغلقة الي حد ما وليس لنا اجتماعيات كثيرة خاصة بعد وفاة والدي وأخي في خلال4 سنوات فأنا في عملي أو بيتي وأعيش مع أمي التي بالرغم أنها شخصية عملية ونشيطة لكنها زي ما بيقولوا مش شاطرة في المواضيع دي أو ممكن نقول في دماغها صورة معينة للزوج المناسب لي ليست موجودة في من تتعامل معهم.
المهم لوصولي لهذه السن الحرجة ولأني أتمني من الله من كل قلبي أن يرزقني أولادا أربيهم تربية صالحة وأزرع فيهم اشياء كثيرة تعلمتها في الحياة فقد بدأت أحاول في الفترة الأخيرة وبناء علي نصيحة إحدي صديقاتي أن أعيد التفكير فيمن حولي فقد يناسبونني, ولما فعلت ذلك وجدت انسانا واحدا حولي تقدم لي قبل ذلك مرتين ولم أوافق عليه لماذا وما هي التفاصيل, هذا ما أريد أن أحكيه لكم وأطلب منك المشورة والنصيحة المخلصة وجزاكم الله خيرا.
هذا الشخص قريب لنا من بعيد عن طريق أمي وهو طبيب والحقيقة أنه تقدم لي من10 سنوات بالضبط كان وقتها يعمل بفرنسا وقادما إلي مصر في إجازة, وكان عمري وقتها24 سنة ووقتها أخبرت أمي انه لا يناسبني لأسباب كثيرة كنت اراها منطقية جدا في وقتها وهي كما يلي:
1 ) انه يكبرني بـ12 سنة وكان ذلك بالنسبة لي فرقا كبيرا جدا خصوصا اني بطبيعتي شكلي أصغر من سني ولدي نزعة طفولية فشعرت وقتها أنه كبير أوي علي.
2) أنه مدخن بشراهة, وأنا مقتنعة أن التدخين حرام ومهلك للصحة وحتي لو أفترضنا انه مكروه فقط وليس حراما كمان انا عندي حساسية في أنفي وبالتالي لا أتحمل رائحة التدخين من الغرباء فكيف أتحملها في بيتي لنفسي ولأبنائي.
3) عندما تقابلنا معه وتحدثنا كان يحكي عن نفسه وعن حياته وهو الولد الوحيد علي3 بنات وأسرته نسبيا ميسورة فكان واضحا من كلامه انه مدلل الي حد ما, بمعني انه قد لا يكون مسئولا بالقدر الكافي.
المهم اني وقتها رفضت لكل هذه الأسباب, وأمي لم تعترض بل بالعكس أعتذرت لأقاربها لأنها كان لديها شعور انهم قد يتعاملون معنا ببعض البخل في ترتيبات الزواج, علي اعتبار أننا أقارب.
المهم أن قريبنا هذا رجع وأستقر بمصر من بضع سنين, وحدث أن خطب مرة أو أثنتين ولم يوفق, وبالضبط من سنتين فوجئت بأمي تقول لي إنه يريد التقدم لي مرة أخري وقتها كان عمري32 سنة وكنت اعتبر كبرت فعلا وقلت لأمي أني موافقة نتقابل معه لكي أتكلم معاه واري اذا كان ممكنا يكون فيه تفاهم والتقاء في بعض النقاط, عندما تقابلنا هذه المرة بدأت أتعرف علي شخصيته أكثر فهو انسان طيب وتلقائي ويجيد الكلام,
بس الحقيقة أن التلقائية دي هي كانت المأساة بالنسبة لي لأنه بدأ يحكي لي عن حاجات مختلفة في حياته وعن حياته في فرنسا ثم ويمنتهي البساطة قال لي إنه تقريبا مفيش حاجة حرام لم يفعلها هناك الا القمار, والحقيقة أنه تقريبا قال بصراحة إنه كان عنده علاقات نسائية محرمة, وحكي لي عن العمرة التي أداها لكن أنا كنت صدمت صدمة قوية جدا لأني كبنت ملتزمة ووالدي وأخي كانا رجلين يعرفا ربنا, ويخافان منه. كان بالنسبة لي ما قاله مستحيل وصادم وغير محتمل, وطبعا قلت لأمي إني رافضة, لكن,
هذه المرة ثارت أختي علي ثورة رهيبة مصممة أن نعرف السبب وراء رفضي لأن من وجهة نظرها اسباب مثل السن والتدخين مش الأسباب اللي تخلي بنت ـ في سني ـ ترفض عريسا ن أسرة محترمة وميسور الحال, وكمان واضح أنه طيب وابن حلال, انا بصراحة لم أقل لحد خالص السبب ولا حتي أمي من باب الستر لأنه قريبها مهما كان وفيه صلة وعلاقة حتي لو لم يتم زواج بيننا.
المشكلة اني أتمني من الله زوجا يعينني علي القرب من الله ويزيدني في ديني والتزامي ويكون قدوة لي ولأولادي, وهو واضح جدا أنه حتي لو كان عارف الحلال والحرام انه ليس له نفس النظرة للأمور مثلي, أيضا فكرة انه لمس امرأة أخري في الحرام ثقيلة جدا وصادمة لي ولنفسيتي.
الموقف الذي أنا فيه, الآن ان أمي من يومين فقط فتحت معي الموضوع مرة أخري بسبب موقف حدث من هذا الشخص وكان فيه, جدع جدا ومهذبا معها فبدأت تتحدث معي مرة أخري انه ليه يا بنتي بس وفكري تاني وقريبك ومش هيهينك الي آخره من هذا الكلام.
الحقيقة اني محبطة جدا من قلة زواجي وأشعر بالخوف من شكل المستقبل بعد وفاة أمي أطال الله في عمرها مع عدم زواجي فكيف سأعيش وحدي أو مع أختي وأبنائها وزوجها وهو وضع أكيد مش مريح. ولا يوجد أي شخص آخر متقدم لي في الفترة الحالية. فهل أقبل بهذا الشخص مع كل ما شرحته أم اصبر وادعو الله أن يرزقني بمن يناسبني أكثر ولو بعد حين لا أعلمه لأنه كله بيد الله ثم بيد مجتمع لا يعطي لمن في سني أي فرصة عادلة في أن تجد من يناسبها بحق.
هل رفضي له خطأ وهل أصلا قبولي له وهو علي ما هو عليه من ذنوب خطأ؟؟ أنا عارفة إن ربنا اللي بيحاسب وأنا لست ملاكا فأنا, مثلا من وجهة نظر زملائي وأصدقائي المتدينين أكثر مني بأعمل غلط ويمكن من وجهة نظر البعض حرام لأني أسافر برة مصر في رحلات مع العمل, والحقيقة أنه يمكن دي مشكلتي أن المتدينين من الرجال أنا مش عجباهم علشان بأشتغل وباسافر مع أني والله محترمة جدا والأقل في التدين يشعرون اني محبكاها أوي, وخليكي بحبوحة وفيها ايه يعني وهو أنتي عمرك ما عملتي حاجة غلط يعني]...
أنا بجد مش عايزة أحس اني ظلمت نفسي برفضي له واني بعد كام سنة أقول ياريتني وكان ماله مش أحسن من الوحدة. * سيدتي: أقدر حيرتك وسط اختلاط المفاهيم.. وندرة فرص الزواج خاصة لمن هن في مثل ظروفك ممن يعشن في عائلات منغلقة أو يضعن ضوابط أخلاقية ودينية صارمة لمن سيشاركهن الحياة.
نعم تري شريحة كبيرة في المجتمع أن من هن في مثل عمرك قد تأخرن في الزواج ولكن الواقع يقول أن فتيات كثيرات مثلك لم يتزوجن, وهذا يفرض رؤية جديدة لسن الزواج, خاصة أن كثيرا من الرجال يتأخرون في سن الزواج مستندين إلي وفرة العرائس وأن المجتمع لايدين الرجل ولا يجعل من تقدم عمره عائقا عن الزواج, بل إنه عندما يفكر في ذلك لايبحث عمن تقاربه في العمر, بل يذهب ليختار فتاة صغيرة مستغلا أوضاعه الوظيفية والمالية التي تيسرت بفعل العمر, غافلا عن تأثير هذا الفارق في العمر علي نجاح مثل هذه الزيجات, فأغلبها ينتهي بالطلاق وبعضها يستمر لأسباب غير التي يجب أن يستمر من أجلها. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:39 | |
| الموت الرخيص { سيدي الفاضل... كتبت إليك أكثر من رسالة, ثم تراجعت عنها لطول ديباجتها وتفاصيلها
بدون مقدمات ولا تفاصيل إليك رسالتي في نقاط محددة:
أنا أم لشاب كان هو كل ما أملك بحق من الدنيا وما فيها, يوم ولدته كان يوم مولدي الحقيقي وعوضا لي عن مآسي وأهوال وأسي وحزن وشجن وعذاب السنين التي سبقت مولده. لا استطيع تصوير شعوري حين كنت اضمه لصدري وارضعه.. يااااااااااه يا محمد؟
كنت أرضعه حبي وحناني وبمنحني سعادة الدنيا وبهجتها. كنت أشعر بأني أمتلك شيئا غاليا ليس عند كل الأمهات ولا كل النساء.. كان والده ـ رحمه الله قليل الحيلة وقليل العمل, وكان يحمل بين صدره قلب ملاك يملؤه الحب لكل الناس, برغم بساطة حاله كان رجلا.. فأورث ابنه الرجولة منذ حداثة سنه.. لأسباب يطول شرحها, طلقني زوجي وتزوج بأخري.. تمسكت بأمومتي لمحمد الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره8 أعوام, ولم يمانع والده لحسن خلقه ولأنه كان يعلم أني بحاجة لابني.. وسارت بنا الحياة أنا وابني معا علي الحلوة والمرة, وأنا موظفة بالحكومة وراتبي لا يكفينا, ووالده أنا أدري بظروفه المادية, فالتحقت بعمل إضافي.. فكان ذلك يضطرني لإسناد بعض أعمال المنزل لمحمد بجانب مذاكرته, وسارت بنا الحياة في الأفراح نفرح معا, ووقت الشدة نستند علي بعض, وفي تلك الأثناء تقدم لي العديد من العرسان كنت أرفض أي رجل يأخذني من ابني أو يرفض وجود ابني في حضني, حتي تقدم لي من يرضي بوجود محمد ويرضي عنه محمد, وكانت ظروف عمله لا تتيح له الوجود معنا بالقاهرة طوال الأسبوع مما يتيح لنا الوقت أن نكون معا وحدنا لفترة ما.. حتي حملت في طفلتي ال أولي ولا أحد بجانبي يرعاني ويذهب معي للأطباء والمستشفيات غير محمد لأني كنت مريضة طيلة فترة حملي, حتي جاء موعد الولادة فكان محمد هو رفيقي بالمستشفي يسهر علي راحتي ورعاية المولودة طوال ثلاثة أيام, وكان زوجي يأتي للزيارة نهارا ويبيت معي محمد ليلا..
المهم يا سيدي وصل محمد للصف الأول الثانوي وأنا كنت مازلت في اجازة الوضع وطلب مني زوجي الانتقال معه للمنصورة, حيث مقر عمله لأنه لا يستطيع فراقنا وطفلته.. أبلغ محمد والده بذلك فقال له اينما تذهب أمك اذهب معها فلا طاقة لها بفراقك.. قام زوجي بنقل محمد من مدرسته.. وسعي بين المدرستين بين القاهرة والمنصورة حتي يسر الله لنا العيش معا.. وكان محمد في الصف الثاني الثانوي حين وصلنا نبأ وفاة والده.. مات أبوابني في الطريق أثناء ذهابه لعمله.. وكانت صدمة كبيرة لي ولمحمد وأخذ زوجي علي عاتقه الإنفاق علي ابني في سني دراسته حتي التحق بكلية الحقوق جامعة المنوفيةو برغم وجود أعمامه وأخواله, وأنا أعيش مع زوجي وطفلتي بالمنصورة, فلما تعثر زوجي ماديا وشعر بذلك محمد, ولأنه لا يتحمل فراقي طلب مني ألا يكمل تعليمه وأن يعمل كي يعول نفسه برغم معارضة زوجي ومعارضتي, بكي محمد قائلا انه كبر وأصبح رجلا ولا سند له في الدنيا.. المهم يا سيدي عمل بشركة مرموقة فكان محبوبا من الجميع وانتقلنا جميعا للعيش بالقاهرة, وتعين محمد مرة أخري وتعلم الميكانيكا بالشركة التي يعمل بها زوجي مهندس ميكانيكا وانجبت طفلا آخر عمره اليوم4 سنوات , وسافر زوجي للعمل بالسعودية ووفرت الشركة فرصة سفر لمحمد, وفي أثناء تجهيز جواز السفر والأوراق المطلوبة جاءني فرحا قائلا انه رأي بنتا جميلة ومؤدبة ومدرسة أخيه الصغير بالحضانة, وأن قلبه أخذ يدق دقا شديدا حين رآها وطلب مني أن اخطبها له.. المهم يا سيدي ولا داعي لتفاصيل أنوء بحملها وحدي تمت خطبته يوم2008/12/20 عاش وعشت معه أجمل وآخر لحظات حياته, وفي يوم2008/12/31 عاد من عمله في الخامسة وقال انه قبض راتبه وانه سيذهب لسداد دين له وكذلك سداد قسط الموتوسيكل.. قلت له اجلها للغد أو يوم الجمعة فقال وسأشهد له عند ربه لن أبيت وعلي دين.. وهكذا ياسيدي ذهب محمد لسداد ديونه وصلة رحمه, وفي تمام الساعة التاسعة مساء وكان يوم عيد رأس السنة الميلادية اتصلت به علي الموبايل وطلبت منه إحضار اللبن لاخوته, فقال حاضر ياماما سأرن عليك وأنا تحت البيت قبل ما اطلع,.. وغفوت غفوة صغيرة فزعت علي صرخة ماااااماااااه فوجدتني كنت احلم والساعة العاشرة والربع مساء استعذت بالله من الشيطان الرجيم ونمت لدقائق وسمعت رنات الموبايل رقم محمد وصورته فقلت في عفوية وانا بين الصحوة والمنام.. ايوه ياحبيبي فرد علي صوت غريب قائلا ان محمد ع مل حادث علي كوبري6 أكتوبر, وقال انه صاحبه وسألني اين ابوه؟
قلت إن ابوه متوفي فكيف تكون انت صديقه؟ فين ابني؟ فين محمد؟ قال انه مغمي عليه وأن سيارة الاسعاف في الطريق فصرخت علي الجيران استغيث بهم وهرولت علي السلم حافية القدمين بملابس النوم ومعي الموبايل وقبل نهاية السلم رن الموبايل كان احد اصدقاء والده قلت الحقني محمد ابني عمل حادثة وانا وحدي, فقال اين انت؟ قلت في طريقي به قال: عودي للبيت محمد تعيشي أنت..
لا تعليق غير إنا لله وإنا اليه راجعون.
بيانات الحادث كما جاءت بمحضر شرطة قسم ثان مدينة نصر.
كان ابني يسير في طريقه حتي جاءت سيارة طائشة علي سرعة180 كيلو مترا وطارت في الهواء من الاتجاه المعاكس واطاحت برأس ابني فطار في الهواء ووقع مسلما الروح في الحال, وصدمت سيارة أخري بها موظف وزوجته وحطمتها تحطيما.. وبات ابني في المشرحة وبات الموظف وزوجته بالمستشفي وبات قاتل أبني في أحضان أمه.
من هو قاتل أبني؟ شاب مستهتر كان في صحبة اثنين من اصدقائه وكانوا في حالة سكر لأسباب ما لم تثبت في محضر الشرطة واليك البيانات كماجاءت بالمحضر.
اسم الجاني قاتل ابني: أحمد18 سنة طالب الرخصة مرور فيصل ـ الهرم صادرة في2008/10/20 قتل بها ابني العريس يوم2008/12/31 بعد فرحه بـ11 يوما فقط.
وحتي الآن موتوسيكل ابني حطاما بحجز شرطة قسم ثان مدينة نصر وأنا أسدد اقساطه لانه كان باسمي وقاتل ابني حكمت عليه المحكمة بغرامة200 جنيه, وتنصل والد الجاني من دفع الدية الشرعية بعدما كان يصر علي دفعها قائلا إن ابنه لم يأخذ حكما وان صهره يعمل مأمور قسم اخبطي رأسك في الحيط!
هكذا هو القانون!! ولا تعليق غير حسبنا الله ونعم الوكيل.. نام ابنه في حضنه وقرت عينه, وباتت عيني تبكي ابني وتشتكي للذي لا يغفل ولا ينام وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن سن قانون الأرض غافلا قانون السماء.
ورسالتي عبر بريدك لابي قاتل ابني: حسبنا الله ونعم الوكيل مالم ترض بدفعه في الدنيا رضاء الله سأقتنصه من لحمك ولحم ابنك في الآخرة, ولن يرضي عنك الله أبدا, ولن أسامحك ما حييت, أبيت داعية لله عز وجل بالقصاص الذي شرعه الله. أم محمد سليمان عبدالودود
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:41 | |
| دائرة اللهب لم أكن أتخيل يوما أن أكتب إليك, لكن عندما تقرأ قصتي ستعرف أنني في حيرة من أمري, وفي أشد الحاجة لمن يأخذ بيدي إلي الاتجاه الصحيح, قبل أن أتفوه بكلمة واحدة أقسم بأن كل ما سوف أحكيه صدق وليس من وحي الخيال, ولعلك تستعجب من هذا القسم المبكر, لكن مع قراءة سطور هذه الرسالة سوف تعلم أنه كان لابد من هذا القسم حتي تستطيع أن تكمل الرسالة ولا تظن أنها من قبيل الخيال العلمي أو من خيال المؤلف, وإن لم تصدقها فلك كل الحق, فأنا أيضا لا أصدق وأشعر بأنني في كابوس.
بداية أنا شاب في أواخر العشرينيات من عمري, أعمل في وظيفة مرموقة وأحسب نفسي من الذين تمت تربيتهم دينيا وخلقيا بطريقة جيدة.
في مقتبل عمري كانت لي بعض العلاقات العاطفية العابرة, مثل أي شاب في فترة المراهقة, لكنها مرت كلها بسلام والحمد لله, ونسيت كل شيء والتفت إلي حياتي وعملي وانشغلت كليا عن فكرة الارتباط والزواج حتي كان هذا اليوم, وهذه كانت بداية حكايتي.
في يوم عطلة شعرت بالملل ففتحت موقعا للدردشة علي النت لعلي أصادف من أتحدث معه أو معها, دخلت وتحدثت مع بعض الأشخاص حتي صادفت فتاة أعجبتني صفاتها وعمرها مناسب, في البداية تعاملت معها علي أنها معرفة سطحية لن تستمر أكثر من دقائق, لكن الأمر تجاوز هذا الحد وتحول إلي انجذاب لا مثيل له, وبدأت تطول أوقات حديثنا من خلال النت حتي تحول إلي إدمان, وأصبحنا نقضي الليالي نتحدث. أعجبني فيها, حسب كلامها, خلقها وعلمها وتمسكها بدينها, وبدأت أفكر لأول مرة في الزواج, وصارحتها مباشرة بالأمر, وطلبت منها اللقاء كي نتفق فوعدتني باللقاء.
لكن قبل موعد اللقاء بقليل كانت تختفي ثم تظهر بعد فترة من جديد, وعند السؤال تتعلل بأسباب قوية تمنعها فعلا من الاتصال بي كعملية جراحية مثلا, ويتكرر الأمر كثيرا وتتوالي الحجج, لكننا كنا نتحدث هاتفيا, وفي كل مرة نتفق علي لقاء تخرج بحجة مقنعة جدا, ويتوالي غيابها المفاجئ مما يؤجج نار الشوق بداخلي, وفي كل مرة تلجمني بحججها, مرة وفاة جدتها, ثم وفاة والدها, وكانت أمها قد توفيت منذ فترة, ثم موت أختيها مع ابن خالتها في حادث, ثم تعرضها هي لحادث سير, وهكذا سلسلة من الحجج التي لا تنتهي استمرت ستة أشهر منذ بداية تعرفنا علي النت, لكننا كنا نتحدث في الفترات التي لم تكن تختفي فيها كل يوم قرابة الإثنتي عشر ساعة, ولا نمل من الكلام أبدا.
كانت تحكي لي الكثير عن نفسها ووالدها ووالدتها المتوفيين, وعن أختيها اللتين توفيتا بالحادث, وعن كل أقاربها, لكن كنت تكثر من الحديث عن خطيبها السابق الذي أضر بها كثيرا, وكانت تبكي كلما تذكرت ما فعله بها.
في هذه الفترة كنت أشعر أني أحبها بدرجة لم أكن أتخيل أنني سأصل إليها أبدا, ولا أدري ماذا حدث لي, أقسم لك أنني أحببتها ولم أتمن علي الله أمنية كما تمنيت أن يجمعني بهذه الفتاة.
كما كانت تقول لي من كلام الحب أشكالا وألوانا تئن لها قلوب العاشقين, وهكذا مرت الأشهر دون أن نلتقي, واختفت فجأة كالعادة, لكن هذه المرة ليست ككل مرة, ففي أوج مشاعرنا رجعت من عملي ليلا لأجد رسالة تقول فيها إنها لن تستطيع أن تكمل معي, وإن أحد الذين كانت تعرفهم في الماضي تقدم لخطبتها وهي وافقت( جوازة والسلام ـ علي حد قولها), ولك أن تتخيل ما حدث لي, وفعلت المستحيل حتي تحدثت إليها فاعتذرت لي بأنها في مشكلات وأنها اضطرت لذلك وأنها تحبني جدا و.. و.. وهي الآن لي وحدي
لكنها اختفت من جديد لمدة ثلاثة أسابيع وكدت أجن وخفت كثيرا من أن يكون حدث لها مكروه, وبعد محاولات كثيرة مستميتة توصلت إليها وكانت حجتها أنها أجرت عملية جراحية كبيرة جدا, وأنها لم تخرج من المستشفي سوي من يومين فقط, وكانت تنوي أن تتصل بي في أقرب فرصة بعد أن تقل الزيارات من بيتها, وطبعا صدقت ككل مرة واستأنفنا علاقتنا وحجج عدم اللقاء لا تنتهي أبدا, وأنا أنتظر هذا اللقاء علي أحر من الجمر كي أراها ولو مرة لنتفق قبل أن ألتقي بأسرتها, أخيرا كان اللقاء بعد أن عرفتها لشهور طويلة, كان لقاء!! لا أستطيع أن أصفه, أغرب ما فيه هو استعجالها العودة إلي البيت الذي من المفترض أنه خال, فما الداعي للعجلة؟! كما استوقفتني ملابسها التي تخيلت أنها أفضل من ذلك( نعم كانت ترتدي حجابا ولكن!!!), وتوالت اللقاءات والأحاديث, وتطورت العلاقة وأنا ألح عليها في مقابلة أسرتها.
وخلال أحاديثنا ومقابلاتنا كانت تحدثني عن كم هائل من الأحداث المتشابكة, وأشخاص يقومون بدور في حياتها, وفجأة ظهر طفل عمره نحو5 أشهر, نسبته لبنت خالتها التي أنجبته ولأنها مريضة أوكلت إليها مسئوليته بشكل مؤقت لأنها الوحيدة في العائلة التي لم تتزوج بعد, ولا يوجد ما يشغلها.
وكثيرا ما حدثتني عن خلافات والدي الطفل, والكثير من الأحداث التي لا تنتهي.
وأصبح هذا الطفل وبالا علينا, وتنغيصا لحياتنا, فأصبحت مكالماتنا قليلة, ولقاءاتنا أقل, خصوصا أنها كانت تتحجج بوجود أخيها, وكنا لا نلتقي إلا بعد سفره حيث إنه يعمل خارج البلاد, وكنت كلما فاتحتها في موضوع الزواج تتحجج بآلاف الحجج, منها أنه لم يمر الوقت الكافي علي وفاة والدها وأختيها, أو أن أخاها يعاني مشكلات ولن تستطيع الكلام معه في الوقت الحالي, وادعت أن أخا زوجة أخيها يرغب في الزواج منها إلي آخر الحجج والحكايات التي لا تنتهي, وأنا صابر علي أمل أن ينتهي كل هذا, وبدأت المشكلات وتوالت وكثرت, وكلها كانت بسبب أشياء تفعلها معي, وعند المناقشة لا تسمع غير نفسها وعقلها فقط.
ويعلم الله أنني ما تمنيت أحدا غيرها, لكنها كانت تتعمد المشكلات معي, وإذا تناقشت معها تحتد علي وتهددني بالابتعاد, كنت أشعر في كثير من الأحيان أن هناك سرا ما, لكنني فضلت السكوت والشك يملأني خشية أن أفقدها.
وبدأت أتعامل معها علي أنها مريضة نفسية بسبب ما حدث لها من خطيبها السابق, وأنه بمرور الوقت وبعد الزواج ستنسي.
نعم كانت مشكلاتنا طفيفة وسطحية, لكنها كانت كثيرة, لكننا كنا نتغلب عليها, ومرت الحياة هكذا وتعمقت طبيعة العلاقة وتأصلت كثيرا, ومر عام كامل علي بداية علاقتنا, ثم يريد الله أن تكون هذه هي اللحظات الحاسمة, وبدون الخوض في تفاصيل مؤلمة اكتشفت حقائق مثيرة.
لكن عندما اتصلت بها أنكرت وزيفت كل الحقائق, الحقائق التي أقسمت عليها في أول حديثي ولن يصدقها عقل أبدا.
هذه الفتاة هي أم ذلك الطفل, والشخص الذي تدعي أنه أخوها هو زوجها, ولا وجود لشخصيتها الخيالية, ولا حقيقة في كلمة واحدة مما قالته, فلم يمت والدها ولا والدتها, وليس لها أختان أصلا كي تموتا في حادث, فليس لديها سوي أخ, ولم يحدث لها أي حوادث, ولم تقم بأي عمليات جراحية, والفترة التي غابت فيها طويلا( نحو ثلاثة أسابيع) كانت الفترة التي انجبت فيها طفلها, والفترات التي كانت تختفي فيها هي فترات وجود زوجها في البيت.
وكل ما حدثتني به عن أقاربها وعن نفسها وعن عائلتها وكل شيء, كل شيء كان كذبا خالصا.
في بداية الأمر فكرت أنها ربما شعرت تجاهي بأحاسيس قوية, وهذا وارد أن يحدث حتي من امرأة متزوجة, وإن كان خطأ, لكنني اكتشفت أنها كانت علي علاقة بالكثيرين غيري, وكانت تفعل معهم مثلما تفعل معي الضبط, كل هذا وزوجها مخدوع وبعض أقربائها يعرفون.. كل هذا ولم يؤنبها ضميرها في يوم, ومازالت تتحجج وتتعلل وتكذب دون أن تطرف لها عين.
لن أقول لك ما بداخلي, ولن أحكي لك عما أشعر به, لأني لو ملأت صفحات العالم ما انتهيت من كتابة أول حرف من أوجاعي.
لكن الغريب في الأمر كله أنني مازلت أحبها ولم أستطع أن أكرهها.
لا أنام الليل إلا بأدوية منومة, ولا أمارس عملي إلا بأدوية مضادة للاكتئاب دمرت حياتي كلها, وأكثر ما يؤلمني هي التفاصيل التي لا أستطيع البوح بها! لكنني أبدا لن أفضحها, فمازلت متيما بها!
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 11:07 | |
| دائرة اللهب لم أكن أتخيل يوما أن أكتب إليك, لكن عندما تقرأ قصتي ستعرف أنني في حيرة من أمري, وفي أشد الحاجة لمن يأخذ بيدي إلي الاتجاه الصحيح, قبل أن أتفوه بكلمة واحدة أقسم بأن كل ما سوف أحكيه صدق وليس من وحي الخيال, ولعلك تستعجب من هذا القسم المبكر, لكن مع قراءة سطور هذه الرسالة سوف تعلم أنه كان لابد من هذا القسم حتي تستطيع أن تكمل الرسالة ولا تظن أنها من قبيل الخيال العلمي أو من خيال المؤلف, وإن لم تصدقها فلك كل الحق, فأنا أيضا لا أصدق وأشعر بأنني في كابوس.
بداية أنا شاب في أواخر العشرينيات من عمري, أعمل في وظيفة مرموقة وأحسب نفسي من الذين تمت تربيتهم دينيا وخلقيا بطريقة جيدة.
في مقتبل عمري كانت لي بعض العلاقات العاطفية العابرة, مثل أي شاب في فترة المراهقة, لكنها مرت كلها بسلام والحمد لله, ونسيت كل شيء والتفت إلي حياتي وعملي وانشغلت كليا عن فكرة الارتباط والزواج حتي كان هذا اليوم, وهذه كانت بداية حكايتي.
في يوم عطلة شعرت بالملل ففتحت موقعا للدردشة علي النت لعلي أصادف من أتحدث معه أو معها, دخلت وتحدثت مع بعض الأشخاص حتي صادفت فتاة أعجبتني صفاتها وعمرها مناسب, في البداية تعاملت معها علي أنها معرفة سطحية لن تستمر أكثر من دقائق, لكن الأمر تجاوز هذا الحد وتحول إلي انجذاب لا مثيل له, وبدأت تطول أوقات حديثنا من خلال النت حتي تحول إلي إدمان, وأصبحنا نقضي الليالي نتحدث. أعجبني فيها, حسب كلامها, خلقها وعلمها وتمسكها بدينها, وبدأت أفكر لأول مرة في الزواج, وصارحتها مباشرة بالأمر, وطلبت منها اللقاء كي نتفق فوعدتني باللقاء.
لكن قبل موعد اللقاء بقليل كانت تختفي ثم تظهر بعد فترة من جديد, وعند السؤال تتعلل بأسباب قوية تمنعها فعلا من الاتصال بي كعملية جراحية مثلا, ويتكرر الأمر كثيرا وتتوالي الحجج, لكننا كنا نتحدث هاتفيا, وفي كل مرة نتفق علي لقاء تخرج بحجة مقنعة جدا, ويتوالي غيابها المفاجئ مما يؤجج نار الشوق بداخلي, وفي كل مرة تلجمني بحججها, مرة وفاة جدتها, ثم وفاة والدها, وكانت أمها قد توفيت منذ فترة, ثم موت أختيها مع ابن خالتها في حادث, ثم تعرضها هي لحادث سير, وهكذا سلسلة من الحجج التي لا تنتهي استمرت ستة أشهر منذ بداية تعرفنا علي النت, لكننا كنا نتحدث في الفترات التي لم تكن تختفي فيها كل يوم قرابة الإثنتي عشر ساعة, ولا نمل من الكلام أبدا.
كانت تحكي لي الكثير عن نفسها ووالدها ووالدتها المتوفيين, وعن أختيها اللتين توفيتا بالحادث, وعن كل أقاربها, لكن كنت تكثر من الحديث عن خطيبها السابق الذي أضر بها كثيرا, وكانت تبكي كلما تذكرت ما فعله بها.
في هذه الفترة كنت أشعر أني أحبها بدرجة لم أكن أتخيل أنني سأصل إليها أبدا, ولا أدري ماذا حدث لي, أقسم لك أنني أحببتها ولم أتمن علي الله أمنية كما تمنيت أن يجمعني بهذه الفتاة.
كما كانت تقول لي من كلام الحب أشكالا وألوانا تئن لها قلوب العاشقين, وهكذا مرت الأشهر دون أن نلتقي, واختفت فجأة كالعادة, لكن هذه المرة ليست ككل مرة, ففي أوج مشاعرنا رجعت من عملي ليلا لأجد رسالة تقول فيها إنها لن تستطيع أن تكمل معي, وإن أحد الذين كانت تعرفهم في الماضي تقدم لخطبتها وهي وافقت( جوازة والسلام ـ علي حد قولها), ولك أن تتخيل ما حدث لي, وفعلت المستحيل حتي تحدثت إليها فاعتذرت لي بأنها في مشكلات وأنها اضطرت لذلك وأنها تحبني جدا و.. و.. وهي الآن لي وحدي
لكنها اختفت من جديد لمدة ثلاثة أسابيع وكدت أجن وخفت كثيرا من أن يكون حدث لها مكروه, وبعد محاولات كثيرة مستميتة توصلت إليها وكانت حجتها أنها أجرت عملية جراحية كبيرة جدا, وأنها لم تخرج من المستشفي سوي من يومين فقط, وكانت تنوي أن تتصل بي في أقرب فرصة بعد أن تقل الزيارات من بيتها, وطبعا صدقت ككل مرة واستأنفنا علاقتنا وحجج عدم اللقاء لا تنتهي أبدا, وأنا أنتظر هذا اللقاء علي أحر من الجمر كي أراها ولو مرة لنتفق قبل أن ألتقي بأسرتها, أخيرا كان اللقاء بعد أن عرفتها لشهور طويلة, كان لقاء!! لا أستطيع أن أصفه, أغرب ما فيه هو استعجالها العودة إلي البيت الذي من المفترض أنه خال, فما الداعي للعجلة؟! كما استوقفتني ملابسها التي تخيلت أنها أفضل من ذلك( نعم كانت ترتدي حجابا ولكن!!!), وتوالت اللقاءات والأحاديث, وتطورت العلاقة وأنا ألح عليها في مقابلة أسرتها.
وخلال أحاديثنا ومقابلاتنا كانت تحدثني عن كم هائل من الأحداث المتشابكة, وأشخاص يقومون بدور في حياتها, وفجأة ظهر طفل عمره نحو5 أشهر, نسبته لبنت خالتها التي أنجبته ولأنها مريضة أوكلت إليها مسئوليته بشكل مؤقت لأنها الوحيدة في العائلة التي لم تتزوج بعد, ولا يوجد ما يشغلها.
وكثيرا ما حدثتني عن خلافات والدي الطفل, والكثير من الأحداث التي لا تنتهي.
وأصبح هذا الطفل وبالا علينا, وتنغيصا لحياتنا, فأصبحت مكالماتنا قليلة, ولقاءاتنا أقل, خصوصا أنها كانت تتحجج بوجود أخيها, وكنا لا نلتقي إلا بعد سفره حيث إنه يعمل خارج البلاد, وكنت كلما فاتحتها في موضوع الزواج تتحجج بآلاف الحجج, منها أنه لم يمر الوقت الكافي علي وفاة والدها وأختيها, أو أن أخاها يعاني مشكلات ولن تستطيع الكلام معه في الوقت الحالي, وادعت أن أخا زوجة أخيها يرغب في الزواج منها إلي آخر الحجج والحكايات التي لا تنتهي, وأنا صابر علي أمل أن ينتهي كل هذا, وبدأت المشكلات وتوالت وكثرت, وكلها كانت بسبب أشياء تفعلها معي, وعند المناقشة لا تسمع غير نفسها وعقلها فقط.
ويعلم الله أنني ما تمنيت أحدا غيرها, لكنها كانت تتعمد المشكلات معي, وإذا تناقشت معها تحتد علي وتهددني بالابتعاد, كنت أشعر في كثير من الأحيان أن هناك سرا ما, لكنني فضلت السكوت والشك يملأني خشية أن أفقدها.
وبدأت أتعامل معها علي أنها مريضة نفسية بسبب ما حدث لها من خطيبها السابق, وأنه بمرور الوقت وبعد الزواج ستنسي.
نعم كانت مشكلاتنا طفيفة وسطحية, لكنها كانت كثيرة, لكننا كنا نتغلب عليها, ومرت الحياة هكذا وتعمقت طبيعة العلاقة وتأصلت كثيرا, ومر عام كامل علي بداية علاقتنا, ثم يريد الله أن تكون هذه هي اللحظات الحاسمة, وبدون الخوض في تفاصيل مؤلمة اكتشفت حقائق مثيرة.
لكن عندما اتصلت بها أنكرت وزيفت كل الحقائق, الحقائق التي أقسمت عليها في أول حديثي ولن يصدقها عقل أبدا.
هذه الفتاة هي أم ذلك الطفل, والشخص الذي تدعي أنه أخوها هو زوجها, ولا وجود لشخصيتها الخيالية, ولا حقيقة في كلمة واحدة مما قالته, فلم يمت والدها ولا والدتها, وليس لها أختان أصلا كي تموتا في حادث, فليس لديها سوي أخ, ولم يحدث لها أي حوادث, ولم تقم بأي عمليات جراحية, والفترة التي غابت فيها طويلا( نحو ثلاثة أسابيع) كانت الفترة التي انجبت فيها طفلها, والفترات التي كانت تختفي فيها هي فترات وجود زوجها في البيت.
وكل ما حدثتني به عن أقاربها وعن نفسها وعن عائلتها وكل شيء, كل شيء كان كذبا خالصا.
في بداية الأمر فكرت أنها ربما شعرت تجاهي بأحاسيس قوية, وهذا وارد أن يحدث حتي من امرأة متزوجة, وإن كان خطأ, لكنني اكتشفت أنها كانت علي علاقة بالكثيرين غيري, وكانت تفعل معهم مثلما تفعل معي الضبط, كل هذا وزوجها مخدوع وبعض أقربائها يعرفون.. كل هذا ولم يؤنبها ضميرها في يوم, ومازالت تتحجج وتتعلل وتكذب دون أن تطرف لها عين.
لن أقول لك ما بداخلي, ولن أحكي لك عما أشعر به, لأني لو ملأت صفحات العالم ما انتهيت من كتابة أول حرف من أوجاعي.
لكن الغريب في الأمر كله أنني مازلت أحبها ولم أستطع أن أكرهها.
لا أنام الليل إلا بأدوية منومة, ولا أمارس عملي إلا بأدوية مضادة للاكتئاب دمرت حياتي كلها, وأكثر ما يؤلمني هي التفاصيل التي لا أستطيع البوح بها! لكنني أبدا لن أفضحها, فمازلت متيما بها! * سيدي... كان يمكنني عدم الاهتمام برسالتك, وعدم إفساح كل هذه المساحة لها, مكتفيا برد خاص, لأن حكايتك تشبه حكايات المراهقين الذين يطاردون سرابا ليشبعوا أحلامهم وتخيلاتهم الساذجة عن الحب, فتجرفهم المشاعر الصغيرة غير الناضجة, معتقدين أن الحياة لن تستمر, إلا مع هذا الحبيب, ويصفون حبهم بأنه غير مسبوق ولم يحدث مثله أبدا.
مشاعر المراهقين وتصوراتهم القاصرة عن الحب, مفهومة ومقبولة, ولكن المستغرب أن يعيش هذه المشاعر رجل في نهاية العشرينيات ويعمل في وظيفة مرموقة, ويتحدث عن خلقه وتربيته الرفيعة.
هذا المفهوم المغلوط والمشوش عن التربية الدينية والأخلاق الحميدة, بأن يبيح شاب مثلك لنفسه ان يدخل الي الشات يبحث عن رجل أو امرأة وهو يعرف أن الأسماء وهمية, والحكايات أغلبها كاذب وليس لها هدف إلا العبث والتسلية, ثم يشعر من أول تواصل أنه منجذب ومحب, وخلال أيام تصبح المكالمات بالساعات كل ليلة, ويعجبه بعد ذلك خلقها وتمسكها بدينها...
فماذا كنت تتصور أو تقبل بأن تفعله فتاة ليست علي خلق أو غير متمسكة بدينها؟.. أي فتاة تلك التي تتعرف علي شاب لاتعرفه, ولا تعرف عائلته أو خلقه, ولا إذا كان صادقا أو كاذبا فيما يقول, ثم تري انها علي خلق ودين؟!
إن هذه المفاهيم الجديدة عن التدين والأخلاق, والتي يتبناها من هم مثلك ومثل تلك المرأة, هي التي تهز القيمة الحقيقية للأخلاق والتدين عند الفتيات الملتزمات, فيشعرن بأنهن علي خطأ, بعد أن أصبح الخطأ هو القاعدة, والصواب هو الاستثناء المشكوك فيه. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 14:54 | |
| جبل الحب {{ كنت دائما علي يقين أن الحب جبل صلب لا يمكن أن يتغير أو يتأثر مهما مر عليه الزمان, وأيضا كنت علي يقين أنني سأجد هذا الحب في يوم من الأيام, وبالفعل تحقق حلمي وقابلت من أحبني بصدق وإخلاص, ووفقنا الله الي الزواج وعشت معه أجمل أيام عمري, كنت أحمد الله كثيرا كل يوم لأنه رزقني بهذا الزوج العظيم والجميل في كل شيء.. عرفت معه معني الأمان الحقيقي.. علمني كل شيء جميل, كان لي الحبيب والزوج والأب والصديق, كان لي الدنيا بما فيها.. كان هو الدنيا كلها, زهدت الدنيا معه.. كان حبه هو ذادي, ووجوده بجانبي هو سر بقائي, وكلل الله سعادتنا بطفلة جميلة تبلغ من العمر شهورا قليلة.
أنا سيدة عمري26 عاما ومتزوجة منذ عام ونصف العام. موظفة بمركز مرموق ومن أصل وعائلة مرموقين علي قدر كبير من الدين والجمال, كما يشهد لي الجميع زوجي يكبرني بعامين رجل ناجح جدا في عمله بدأ حياته من الصفر كما يقولون وبني نفسه بنفسه, أحببت فيه كفاحه واعتماده علي نفسه.
أحببت زوجي لدرجة لا يمكن وصفها, وقررت أن أهب له نفسي وحياتي, وقررت ترك عملي لكي أتفرغ تماما له وأسعده بقدر استطاعتي, كان نجاحه هو نجاحي وسعادته هي سعادتي وهمه هو همي, كل يوم أقبل قدميه( مع أن زوجي كان يرفض هذا بشدة) وأسأله هل أنت راض عني, هل أنت سعيد معي؟ وكان دائما يجيبني بنعم, كنت أشعر بكل فخر وحب وأنا أقبل قدميه, كنت أقبلهما من شدة حبي له وليس ذلا أو انكسارا, كان زوجي دائما يعترف بأني نعم الزوجة والصحبة في هذه الدنيا.
كان يتمني لي أي طلب لكي ينفذه, ومنذ نحو أربعة أشهر بدأت ألاحظ أن زوجي أصبح قليل الكلام, قليل الجلوس معي تحجرت مشاعره الجياشة تجاهي قليلا, ولكنه كان في نفس الوقت محافظا علي حبه لي وعلي تنفيذ أي رغبة لي وعلي وجوده في المنزل دائما, كان يكلمني وهو في عمله عشرات المرات لكي يسمع مني كلمة بحبك بدأت هذه المكالمات تقل, وكان يتحجج بضغط العمل, بدأ يقلل من قوله لي بحبك وعندما أسأله لماذا هذه الكلمة أصبحت قليلة يجيب بأن الحب أفعال وليس أقوالا, كان هناك إحساس غريب يداهمني دائما بأن هناك شيئا خطأ ليس هذا هو من أحببت وأحبني
كنت أواجهه بظنوني هذه, وكان ينكر كل شيء ويتهمني أنني أتوهم, وكان دائما يقنعني أن ضغوط العمل والحياة تؤثر عليه كثيرا, وهو لا يحب أن يرهقني بهذه الهموم, مع أنني كنت أتمني أن أشاركه همه لكي أخفف عنه, حدثت مشاكل كثيرة بيننا بسبب أني أشعر بشيء غريب يحدث, ولكن لا أستطيع تحديد هذا الشيء, شعور داخلي كاد يقتلني وهو كان دائم الانكار أنه لا يوجد شيء سوي ضغوط العمل وأنه لم يتغير, وكان دائم القول إني بحب أعيش الدور, بتخيل الوهم في دماغي وأعيشه وقررت أن أقنع نفسي أن ضغوط العمل هي سر هذا التغيير
وفي يوم من الأيام دخلت علي بريده الالكتروني واذا بالصدمة الكبري, زوجي يحب أخري, زوجي الذي فعل المستحيل لكي يرتبط بي بعد سنة واحدة زواجا, يحب إنسانة أخري كنت كالطير المذبوح لا أدري ماذا أفعل لقد طعنني زوجي بسكين قاتل واجهته وأقسمت عليه أن يخبرني بالحقيقة, وإلا فسأحرم نفسي عليه الدهر كله, أخبرني أنها آنسة زميلة له في العمل, بدأ الموضوع بزمالة عادية مليئة بالتساهل, وأقصد بالتساهل وجود حوارات بين الزملاء خارج نطاق العمل, تبدأ بالاطمئنان علي بعضهم البعض, ومن ثم تهوين مشاكل العمل علي بعضهم, وبدأت هذه الفتاة في نصب شباكها علي زوجي, بدأت تعلقه بها وتلتف حوله كأي أفعي تلتف حول ضحيتها, ووقع زوجي في شباكها, وبدأ يتعلق بها وظل لمدة أربع أشهر علي علاقة حب بها, وأقسم لي أن هذه العلاقة لم تتعد حد الكلام والمشاعر.
زوجي الذي أحببته وعشقته, زوجي الذي عشقني الي حد الجنون يحب أخري في خلال سنة من زواجنا, لا يمكن وصف مشاعري ولا النار التي اشتعلت بداخلي, أنهار زوجي أمامي, وأقسم أنه كان مغيبا عن وعيه لا يدري ماذا يفعل, وأقسم أنه لم يحبها ولا يدري سر ما حدث, اتهم نفسه بالنذالة والخيانة واعترف بغلطته, وأنه ليس له أي مبرر لما فعله وقبل قدمي وهو منهار بين بحر من الدموع, وطلب مني أن أعاقبه كما شئت في مقابل ألا أبعد عنه, طلبت منه أن يذهب ويتركني قليلا حتي أستطيع أن أتمالك نفسي
كنت أتمني أن أذهب لأمي وأرتمي بأحضانها وأبكي, ولكني لم أستطع فعل هذا.. ماذا كنت سأقول لها.. زوجي غدر بي وطعنني في ظهري خفت علي سمعة زوجي وهيبته أمام عائلتي, خفت أن ينزل من نظرهم خفت البيت الذي بنيناه بالحب والصدق ينهار وأهلي يعرفون ويقررون أن يطلقني, قررت أن أخفي جرحي عن الجميع ذهبت الي مقر عمل زوجي, وقابلت هذه الفتاة وانفجرت فيها بكل أنواع الاهانات وطلبت من زوجي الطلاق بعدها, لأن الصدمة كانت فوق الاحتمال
وكان انتقام الله سريعا منه, في نفس اليوم الذي اكتشفت فيه خيانته وواجهته, اذا بالمشاكل تنفجر له في عمله لا يدري من أين أتت وما سببها, وتعرض للعقاب من مديره, فقرر تقديم استقالته كأنه يعاقب نفسه علي خيانته لي.
ضعفت أمام انهيار زوجي ودموعه ومستقبله الذي يضيعه بنفسه, المستقبل الذي تعب كثيرا لكي يبنيه, أنا لست مجرد زوجة أو حبيبة له, أنا أم وصديقة لزوجي والأم لا تستطيع أن تقسو علي أولادها مهما ارتكبوا من حماقات وطلب مني أن نبدأ من جديد, وأن أعفو عنه وأقسم لي بالصدق والاخلاص مدي الحياة, لملمت جروحي جانبا, وقررت الحفاظ علي مستقبل زوجي, و علي ابنتي التي لاذنب لها, وعلي البيت الذي بنيناه بالحب والكفاح, لكني مذبوحة من داخلي, ولا أدري اذا كنت قد اخترت القرار الصحيح ام لا.
هل أصدقه, هل أصدق انهياره ودموعه بعد هذه الخيانة الكبري, انا كنت اثق في زوجي ثقة عمياء لم يخطر لي علي بال ان يحدث مثل هذا من حبيب العمر.
هل أثق في زوجي مرة اخري وأبدأ معه من جديد, ام انه سيقتلني مرة اخري بخيانة أخري؟ فعلا سيقتلني.. لأنني لن استطيع تحمل خيانة اخري من حبيبي, هل الرجل ضعيف لهذه الدرجة امام إغواء اي امراة؟ اقسم يا سيدي أنني لم اقصر مع زوجي أبدا, هو نفسه قال انه لامبرر له فيما فعله, وانه يستحق الموت.. فهل يفي بوعده ونعود الي ما كنا عليه قبل هذه الخيانة؟!
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:08 | |
| .. وهــذا الوحــــــش أكتب إليك لعلي أجد حلا وليس كلاما يواسيني.. أريد حلا من فضلكم, حلا من المفكرين, من علماء الدين, وأرجو أن تقرأ رسالتي بعناية.
أولا أنا قرأت رسالة هذا الوحش وآلمتني كثيرا.. آلمني حال الأب ولكن ليس بالمعني الذي سوف تفهمه من كلامي, ولكن آلمني أن يخفف الله عنه بعضا من عذاب الآخرة بإصابته بالمرض في الدنيا, كما آلمني حال الفتاة وأقول لها استريحي لقد مات سبب عذابك أنت واخوتك, وهو يحاسب الآن!
طبعا ستتعجب من قسوة كلامي, ولكني أقول لك إني ابنة لواحد من هؤلاء المحسوبين علي المجتمع بأنهم آباء, قال الأحنف بن قيس لمعاوية: أولادنا ثمار قلوبنا, وعماد ظهورنا, ونحن لهم أرض ذليلة, وسماء ظليلة.. إن غضبوا فأرضهم, وإن سألوا فأعطهم, ولا تكن عليهم فظا فيملوا ويتمنوا وفاتك, أنا بنت أستطيع أن أقول لك وبكل تواضع: إن آزر عندما ألقي سيدنا إبراهيم في النار كان أحن عليه من أبينا, لا أعلم من أين أبدأ, فأنت لن تصدقني فيما أقول, ولكن لابد أن تصدقني حتي تجد لي حلا, ولابد أن يصدقني قراء بريدك حتي يعيد كل أب قاس النظر في معاملته لأبنائه, ويهرع كل ابن وابنة إلي والديه يقبلهما عندما يري ما نحن فيه!
نحن اختان, أنا الصغري وأبلغ من العمر24 عاما, واختي تكبرني بثلاث سنوات كان لي أب يمتلك أسوأ طباع علي وجه الأرض, له صوت مثل هدير طائرات حرب أكتوبر, يشكو منه دائما سكان المنطقة الراقية التي نسكنها, تعودنا من صغرنا أن نستيقظ من نومنا علي سيل من أقذر الألفاظ الموجودة علي وجه الأرض, تصل إلي حد ألفاظ كشف العورة بسبب أنه لم يجد علبة الكبريت في مكانها, أو أننا اشترينا صابونة جديدة قبل اختفاء القديمة تماما, أو أننا رتبنا حاجياته المبعثرة بشكل قذر, أو أن كرسي الفوتيه يبعد عن الحائط مسافة2 سم, أو أنه اكتشف ضياع ربع جنيه.. نعم والله وأقل من هذه القيمة.
هذا هو أبي الرجل ذو الستين عاما, مهندس المعمار المرموق في إحدي كبري الشركات. رجل نشأ من صغره بعيدا عن بيته, لقد كان والده دائم الطرد له دونما اخوته بسبب عقوقه وتطاوله عليه, وهكذا كبر وخطب كثيرا وتزوج وطلق إلي أن وقع حظ أمي العاثر معه, وكانت آخر زيجة له, ومنذ أول يوم وهو يسيء معاملتها إلي أقسي درجة, ويسبها بأقذر الألفاظ, وهو ويفتح الشبابيك وباب الشقة حتي يعلم الجيران كم هو رجل, فهذه هي الرجولة في نظره, يطردها ويأخذ كل ما معها من نقود حتي تشحت من الجيران, أو تذهب إلي بيت أهلها البعيد جدا سيرا علي الأقدام, أنجبتنا أمي في هذا الجو ولا أعرف لماذا! وذقنا كل ما ذاقته من العذاب والهوان معها, والصراخ من جانب أبي, ووصلة الألفاظ المحترمة التي لم أسمع مثيلها حتي في أقذر الأحياء. كان يعتمد علي مرتبها الضئيل, فهو يملأ المنزل بالطعام, أما الملابس والفسح وشراء أكل مواسم الأعياد, كحك العيد الصغير مثلا, أو الدروس الخصوصية والدكتور للعلاج من الأمراض كلها من الكماليات, فكيف لنا أن نمرض, وكيف لنا أن نطلب قليلا من كحك العيد, أو حلوي المولد. لقد كانت له استراتيجية خاصة كل عيد, فهو في وقفة كل موسم يقوم بأكبر خناقة علي وجه الأرض, ونتلقي ما نتلقي من السباب والضرب والطرد حتي نذهب إلي بيوت أخوالنا الأغنياء نأكل عندهم, ويتخلص هو من عبء أكل الموسم. لقد جعل الله الأعياد فرحة لتهدأ فيها النفوس ويتصالح المتخاصمون, لكن كل عيد كان لعنة علينا, لقد كنا نتحاشي الكلام معه ونحبس أنفسنا حتي لا يرانا ويتلكك لنا, ولكن هيهات, فهو فنان في النكد, مبدع في التلكيك, لقد كان أرق وأنظف ما نسمعه هو أنه سوف يأتي بحذائه ويغمسه في قاع التواليت ثم يمسح به وجوهنا.. يا إلهي كم هو شاعري.. يا إلهي من أين له بهذا اللسان؟!
ولعلك تسأل نفسك: لماذا لم يتدخل أحد من أقاربنا؟ الكل كانوا يهابون صوته وألفاظه, كما أنه كان ممثلا من الدرجة الممتازة, فقد كان يقسم كذبا أننا نحن الذين ضربناه وسببناه ومزقنا ملابسه, وأننا نرتدي والعياذ بالله ملابس خليعة تجعله يقسو علينا قليلا حتي نعود لرشدنا, وهكذا كففنا عن الشكوي فلا جدوي, كما أن الجميع نبذنا, فنحن دائمو المشكلات, كما أنه كان يضربنا ضربا مبرحا إذا ما علم أننا شكوناه!
لقد وصل الأمر إلي أن أمي كانت تعطيه أحيانا نقودا ليكف عن الشجار, فكان يأخذها ويهدأ يوما ثم يعود لسابق عهده. لقد كان ما تفعله أمي هو قول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. اللهم اعطني جزاء آسيا امرأة فرعون.. اللهم اجعله لي في الآخرة.
ماتت أمي الجميلة الوديعة صاحبة أرقي أخلاق, كما كان يلقبها الناس. ماتت بسرطان في المعدة بسبب كثرة ما كانت تتناوله من أقراص الصداع أو المهدئات علي معدة خاوية, فقد كانت تمل الأكل من كثرة النكد. ماتت خلال عشرة أيام فقط من مرضها, فقد رحمها الله سريعا, وكفر عنها سيئاتها بتحملها أبي, لاقت جزاء آسيا, فأنا والحمد لله أحلم بها دائما تضحك كما يقول القرآن عن جزاء أهل الجنة وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة. ماتت وأنا أتذكرها وهي تتوسل لأبي في أيامها الأخيرة قبل مرضها ليجد لها طبيبا وهو ينظر لها ويتشفي, أتعلم أنه لم يدفع شيئا في رحلة مرضها القصيرة جدا. لقد باعت هي ما باعت ودفعت علاجها, ولكن أبي ذا الجبروت ادعي أمام الجميع أنه هو الذي تكفل بعلاجها, يا إلهي كيف أحيا وأنا أعلم أنه السبب في تعاستها طول26 عاما هي مدة زواجهما, ولن أقول لك إنه سبب غير مباشر في وفاتها, فالأعمار بيد الله, وإنا لله وإنا إليه راجعون, نحقد عليه سرا أنا وأختي ونحن نراه يضحك ويأكل ويتمتع بحياته, ويذهب لأصدقائه, ويفحص نفسه فحصا شاملا كل6 أشهر للتأكد من خلوه من الأمراض, فهو رياضي ومحافظ علي نفسه من الدرجة الأولي, لقد كنا نظن أن وفاة أمي ستكون سببا في هدايته ولكن هيهات, فالهادي هو الله.
لقد ابتلانا الله بوفاتها وابتلانا بوجوده معنا, لقد زاد في إيذائه لنا بسبب رغبته في معاش أمي الضئيل الذي لم يتجاوز280 جنيها, كنا نضرب ونسب حتي نعطي له المعاش مع العلم بأننا لا نعمل وكل حاجياتنا عدا الأكل من هذا المعاش, وعندما كنا نشكو لأحد كان يدعي أننا كاذبون وأننا جننا من الصدمة علي وفاة أمنا رحمها الله, كما أنه كان يذهب إلي أخوالي من دون علمنا ويدعي علينا بالباطل ليجدوا له عذرا في تصرفاته!!
مرضنا بالاكتئاب والقولون العصبي, وبالضغط وبالصداع المزمن, وباضطراب في ضربات القلب, وضيق التنفس, وجفاف أغشية العين, وضعف النظر من كثرة البكاء, وذهبنا إلي الأطباء النفسيين بحثا عن علاج, وهو لا يرحم ولا يتعظ ولا يمرض حتي بالزكام, والحمد لله أنه لا يمرض, فأنا لا أريد أن يكفر الله بعضا من ذنوبه بمرضه.
أريد أن أسأل هل سوف يحاسبني الله علي كرهي له؟ لقد قال القرآن:.. وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا, فهل أرحمه وهو لم يربني, أنا لا أتذكر له أي حسنة, لا أتذكر سوي سبابه الدائم لنا, وتشهيره بنا, لا أتذكر سوي مشهد خروجنا في الأعياد باكين وآثار الضرب علي وجوهنا نتحاشي الجيران, لا أتذكر سوي معايرته الدائمة لي ولأختي بأننا عوانس, ومن ذا الذي سوف يصاهر هذا الرجل حتي وإن كنا اثنين من الملائكة, لا أتذكر سوي سبابه بدون سبب لي أمام أصدقائي في المنزل, وظهوره أمامهم بهدوم ممزقة وهو يمتلك أفخر الملابس حتي يشعرني بالإهانة, لا أتذكر سوي ما أتناوله من أدوية وشكلي أنا وأختي الذي يشبه العجائز من الحزن بسببه, وهو لا يتناول غير الفيتامينات, لا أتذكر سوي صراخه بجانبي بأقصي صوت وأنا نائمة بعد عناء يوم دراسي حتي أستيقظ مذعورة, فكيف ننام وهو مستيقظ. هو لا يرحم, حتي في عمله, قاس, لقد تبرع أحد العمال وحاول ضربه بقالب طوب حتي يشفي غليله, ولك أن تتخيل أن يضحي عامل بناء بسيط بوظيفته من أجل أن يشفي غليله من كثرة ما يوقعه علي العمال من جزاءات.
ليته طالبنا بالعمل مثل صاحبة الرسالة حتي نخرج ونجد من يبتسم في وجهنا, لا تقل لي اصبري فلماذا لم يصبر الأنبياء, وهم أنبياء, علي قومهم, وكانوا يدعون الله أن ينزل الخسف والعذاب بقومهم, ولا تقل لي اعفي وسامحي فإن الله يعفو ويسامح, لكني أقول لك إن الله هو النافع الضار, المنتقم الجبار, يعفو ويغفر بعدما يتذلل له العبد ويتذلل حتي يغفر له, ولا تقل لي إن أباك يعاني من معاملة والده, فأبي سوي تماما وفي منتهي الرقي مع أصدقائه ومن يعرفهم من علية القوم.
أطلت عليك ولكن أوجد لي حلا, لقد رفع الله البلاء عن سيدنا أيوب بعد18 عاما, فلماذا نحن مستمرون27 عاما؟! ارحمنا يارب وعوض علينا!
أتعلم لماذا لم يتكلم القرآن عن عقوق الآباء, لأنه شيء فوق الخيال, لأن الآباء هم الذين ينجبون الأبناء برغبتهم, فلماذا القسوة عليهم؟ إني أطلب من قرائك ألا يدعو عليه أحد أو يهجوه أحد, فأنا لا أريد سبا في غيبته حتي لا يحاسبني الله, ادعوا له بالهداية وادعوا لنا أن ننسي, سأصبر, سأصبر حتي يعجز الصبر عن صبري, واصبر حتي ينظر الله في أمري, رحم |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:15 | |
| فراسة الأنثي
أنا قارئة قديمة ولقد قرأت رسالة الطريق المظلم التي يروي لك فيها قارئ انه يعمل باحدي الدول العربية ويعيش هناك وحيدا, لان اسرته تعيش في القاهرة حيث يتعلم الابناء, ثم تعرف علي زميلة له بالعمل كانت معرضة للفصل فتدخل لحمايتها.. وأثمر ذلك نشوء علاقة آثمة بينه وبينها.. وكيف يتألم لانه بالرغم من تدينه لايستطيع التوقف عن علاقته بهذه السيدة, وكيف حاول الانقطاع عنها, فلم تدع له الفرصة للتراجع.
وواصلت ضغطها عليه حتي استسلم لها من جديد, وانه يخشي من تأثير هذه العلاقة علي استقراره العائلي وزوجته التي لايشكو منها شيئا, ولم يتخيل ذات يوم ان يتورط في خيانتها وانه فكر طويلا في كيفية التخلص من هذه العلاقة, حتي انه فكر جديا في الاستقالة من عمله الذي يمارسه منذ عشرين عاما والعودة لمصر, لكنه يخشي ان فعل ذلك ان تترك تلك السيدة عملها وترجع وراءه وتلاحقه في بلده ايضا.
ولقد صعقت حين قرأت هذه الرسالة لانني بطبيعة الانثي ذات الفراسة ادركت انها من زوجي الذي يعمل باحدي الدول العربية, وذلك بالرغم من التغيير الكبير في معالم القصة, وفي بعض الرموز المهمة مثل السن وفترة الزواج وعدد الاولاد, وطبيعة العمل الذي يمارسه زوجي, فلقد عاملت زوجي دائما بما يرضي ربي وضميري بالرغم مما قيل لي عنه كثيرا من ضعفه امام الفتيات.. لكني كنت اثق في نفسي وبما وهبني الله من جمال الخلقة والخلق وأستبعد ان تجتذبه امرأة غيري.. وكلما راودني الشك فيه تشاغلت عن شكوكي بالعمل والبيت والابناء والمذاكرة
وحين يرجع الي البيت أتفرغ له تماما وأبدو امامه في اتم زينة حتي انه كثيرا ما كان يقول لي انه يستكثرني علي نفسه.. فاجيبه بأنه يستحقني ويستحق من هي افضل مني, واستمر الحال علي هذا النحو الي ان تعاقد علي العمل باحدي الدول العربية وتنفست الصعداء لانه سوف يبتعد عن الاغراءات وحين كان في اجازته الاخيرة لاحظت بذكاء الانثي انه مشغول الخاطر وشارد الفكر, وبأن شيئا ما في داخله يؤنبه ويشعره بالذنب وأفضيت اليه بهواجسي فقال لي انه يشعر بالقلق علي ابنائنا لبعده عنهم.
وانتهت الاجازة ورجع زوجي الي مقر عمله.. وانشغلت عن شكوكي بالحياة الي ان تفجر البركان في داخلي عند قراءة رسالة الطريق المظلم وشعرت بقلبي انها من زوجي, وانني اكاد اجن, فكيف اتعامل معه.. وبماذا تنصحني ان افعل؟ إنني أريده ان يعود للحياة معنا في مصر.. فهل اطلب منه ذلك وماذا أفعل ان لم يستجب لرغبتي هذه.. هل اطلب الطلاق منه لاستريح من هذا العذاب؟
ولكاتبة هذه الرسالة اقول: ذكرتني رسالتك هذه بشطرة من بيت شعر للشاعر الفارسي القديم صائب تبريزي يقول فيها: نحن امواج ان تسترح تمت! وهذا صحيح الي حد كبير اذ اننا فيما يبدو لابد ان يكون لدينا دائما ما يجعل الراحة واطمئنان القلب املا نتطلع اليه دون ان نحققه.. فان عجز الواقع عن تقديم المنغصات التي تحرمنا من راحة القلب تكفلت هواجس الانسان وشكوكه بخلقها من العدم خلقا!
وهذا ما دار في خاطري, وانا اقرأ رسالتك ياسيدتي.. فلقد خانتك فراسة الأنثي هذه المرة وضللتك ضلالا بعيدا وحرمتك من راحة القلب.. ولم تقدم لك دليلا عقليا واحدا علي صحة ظنونك في زوجك وأستطيع ان اؤكد لك عن ثقة.
ان كاتب رسالة الطريق المظلم ليس زوجك, ولايمكن ان يكون هو فلقد رجعت الي اصل رسالته وقارنت مابها من بيانات عنه وعن شخصيته وحياته العائلية فلم اجد وجها للتشابه او التقارب مع الملامح العائلية لك ولاسرتك, كما اوردتها انت في رسالتك, وحذفتها من النشر لكيلا اعرضك للمتاعب العائلية مع زوجك بلا ضرورة.
وهذا يؤكد لنا من جديد ان عقل الانسان قد يفضل في بعض الاحيان ان يصدق ما يرغب المرء بهواجسه وشكوكه في تصديقه, وليس ما ينبغي له ان يصدقه اعتمادا علي الدليل المنطقي والواقع العملي.
لكن لاعجب في ذلك اذا استسلم الانسان لشكوكه في الآخرين وغلب مذهب الشك الديكارتي علي تعامله مع الغير.. ونصيحتي لك هي ان تقتنعي أولا بان كاتب رسالة الطريق المظلم ليس زوجك وان تتعاملي معه ومع حياتك علي هذا الاساس..
فاذا كانت الهواجس بشان اخلاص زوجك لك تلاحقك وتفسد عليك حياتك فان سلامك النفسي والعائلي يتطلب الا تحكمي علي اخلاص زوجك لك بمجرد الحدس.. او الفراسة.. او الشعور بالقلب كما تقولين دون اي قرائن عقلية اخري.. او براهين مؤكدة.. ومادامت الامور قد وصلت بك الي هذا الحد من الشك في خيانة زوجك لك فان من الافضل لكل منكما ألا يعيش بعيدا عن الآخر.. وان يجتمع شملكما معا سواء في مقر عمله اذا كانت ظروفك الاسرية والعملية تسمح لك بذلك, أو يرجع هو للاستقرار مع اسرته اذا لم يكن لاغترابه من ضرورة تدفعه الي ذلك.
اما كيف تتعاملين معه خلال ذلك, فكما يتعامل القانون مع الاشخاص حين يعتبرهم ابرياء الي ان تثبت ادانتهم, او كما تتعامل الزوجة الحكيمة مع زوجها بالثقة المبصرة في النفس وفي شريك الحياة..
وهي الثقة التي لايحيل معها الشك الجنوني في شريك الحياة حياته وحياتها معه الي حجيم.. ولاتستنيم فيها الزوجة في نفس الوقت الي الثقة العمياء في نفسها فتسري النار تحت الرماد, وهي غائبة عن ادراك ما يجري حولها الي ان تصطدم بجبل من الجليد يبرز فجأة من تحت سطح الماء ويغرق سفينتها |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:19 | |
| صاحبة المقام العالي
فاضت دموعي دون أن أدري, وأنا اقرأ رسالة إلا أمي التي تحكي عن ذلك لإبن الضال الذي اختار أن يجافي أمه التي حملته وهنا علي وهن في بطنها تسعة أشهر, ثم ولدته وأرضعته ورعته حتي صار شابا يافعا قويا.. وسواء كان السبب في ذلك هو إرضاء زوجته التي تناست دورها في توطيد أواصر الحب والوفاء بين زوجها وبين أهله, أو هو إهمال منه في حق أعز وأقرب الناس إلي القلوب!!, ونسي كلاهما أنه لولا تلك الأم ما كانت لهما حياة أصلا.
ولا أكاد أتصور أن هناك علي وجه الأرض من يتعامل مع أمه علي هذا النحو, إلا إذا كان غائبا عن الوعي, وفي غفلة شديدة نسأل الله أن يفيق منها, ويعود إلي رشده, فالأم كلمة صادقة قوية, وعاطفة ربانية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلبا للحنان والدفء والحب العظيم الذي فطر الله قلوبهن علي الأبناء, وليست هناك في الحياة امرأة واحدة تهب كل حياتها وحنانها وحبها, دون أن تسأل عن مقابل سوي الأم, وعندما سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قيل: ثم من؟ قال: أمك, قيل ثم من؟ قال أمك. قيل ثم من؟ قال: أبوك( رواه البخاري), وعندما سئل رسولنا الكريم عن الكبائر قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس
وشهادة الزور( رواه البخاري), وأرجو أن يسمح لي محرر البريد بأن أتوجه برسائل مباشرة إلي أطراف تلك المأساة الإنسانية لعلها تساعد في إيقاظ الضمائر النائمة, ووضع النقاط علي الحروف, وإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح.
في البداية, لابد من همسة عتاب أتوجه بها إلي رب الأسرة الكبير( كان الله في عونه), فرغم قيامه بدوره الكبير كأب, وكان كل همه أن يسعد أبناءه بتوفير حياة لهم أفضل من تلك التي عاشها أملا في تجنبهم ما يكون قد واجهه من مشكلات حياتية, إلا أنني أعتب عليه افراطه في كرمه, وتدليله لهذا الابن الذي أخد كل شئ خصما من حساب أخوته الذين رضوا بذلك نزولا علي رغبته واحتراما لقراراته الأبوية العليا, فكان رد الجميل من ذلك الابن أن نسي دوره نحو كل أفراد أسرته, وفي مقدمتهم أمه التي كانت تدور في فلكه تحت تأثير حب سماوي زرع في القلب, ونسي كل من الأب والأم أن هناك من الحب والتدليل ما قتل.
ثم أتوجه بنصيحة خالصة إلي الابن الغائب عن الحقيقة وأسأله: كيف هانت عليك أمك وطاوعك قلبك فتعاملها علي هذا النحو من الجفاء, والقسوة؟ ألا تخشي من غضب الله عليك؟ أعلم يا بني أن نجاحك, وحصادك في الحياة الدنيا وحسابك عند لقاء ربك في الدار الآخرة مرهون برضاء أبويك عليك ودعائهما لك, خصوصا الأم التي أوصانا بها الله ورسوله خيرا, وأنا علي ثقة أنك ستعيد حساباتك, وتنتهز فرصة الاحتفال بعيد الأم المقبل, لتكون مناسبة لتقديم واجب اعتذار عما بدر منك نحوها
وشهادة تقدير ووفاء للدور العظيم الذي قامت به من أجلك, فاسرع يا بني إلي أمك الحزينة قبل فوات الأوان, وانحني أمامها أو اركع تحت قدميها طالبا الصفح والمغفرة واسكب دموع ضعفك فوق صدرها, واستجد نظرات الرضا من عينيها.. حينها فقط ستشعر أمام الجميع, وفي مقدمتهم زوجتك باكتمال رجولتك, ويا حبذا لو اصطحبت معك زوجتك لتشاركك هذا الواجب النبيل, خاصة أنها أم لطفلين, ومن المؤكد أنها قد اكتشفت معني الأمومة وقدسيتها, ولعلها تحظي هي الأخري ببعض من دعاء صادق من قلب أم حانية, يخترق السماوات المفتوحة, فيكون زادا لكما ولأولادكما في الدنيا والآخرة
وصدق بتهوفن عندما سئل عن أعذب الألحان التي عرفها أو عزفها طوال حياته فقال إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم.
أما أنت أيتها الأم الصابرة علي ابتلاء المولي عز وجل ـ شفاك الله وعافاك ـ جزاء ما قدمت لأبنائك وزوجك- خلال رحلة حياة كلها عطاء ووفاء بلا حدود دون انتظار لأي مقابل سوي إسعاد من حولك, وتعجز كل الكلمات عن التعبير لك عما تستحقينه من آيات الحب, والاحترام, والتقدير.. وما الكلمات التي أنتقيها لترقي إلي مقامك العالي, وما العبارات التي تلامس شفافيتك وصفاء قلبك الطاهر.. وأنا علي ثقة من سعة قلبك وصفحك عن فلذات كبدك حتي وإن ضلت طريقها وأخطأت في حقك- فقد كنت دائما وستظلين بإذن الله لهم نهرا من العطاء لا ينضب
والآن نحن لا نطمع في أكثر من عطفك وكرمك علي من قابلوا إحسانك إليهم بالإساءة واسألي الله لهم الهداية والمغفرة.
أما عن الابنة الصغري كاتبة الرسالة.. ذلك الملاك الطاهر التي هزتها الأحداث الجسام.. ونظرت حولها فلم تجد سوي بريد الجمعة ملاذا لها.. لا شك أن هناك ملايين القراء الذين يشدون علي يدها الآن, ويغبطونها علي شجاعتها, وتماسكها, ووقوفها إلي جانب أمها, وقفة يفتقدها الكثير من الرجال, وأكاد أن أسمع أهازيج الملائكة في السماء وهي تصلي من أجلك وآلاف البشر, وهم يشاركونك الدعاء لأخيك بالهداية, ولوالدتك بالشفاء العاجل, ولكل أسرتك بالحب والاستقرار..
وثقي يا بنيتي بأن الله سيجزيك عما تفعلينه خيرا كثيرا وسينعم عليك بالصحة وراحة البال.. فقد فعلت كل ما في وسعك, وسبحان من وسعت رحمته كل شئ.. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب( صدق الله العظيم).
دكتور/ هاني عبدالخالق أستاذ إدارة الأعمال |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 15:23 | |
| رحلة البحث عن العمل
أكتب اليك هذه الرسالة بعد أن أظلمت الدنيا في وجهي وضاقت بي السبل, ولم أجد سواك لأشكوه همي.. فأنا يا سيدي رجل أبلغ من العمر65 عاما وعلي المعاش.. وقد رزقني الله بثلاثة أبناء: ولدين وإبنة وهي الصغري, وقد تخرج الثلاثة بفضل الله من الجامعة وتزوج الولدان وشقا طريقهما في الحياة وبقيت الابنة معنا أنا ووالدتها, لقد ربيت أولادي علي تقوي الله والرزق الحلال والعمل الصالح, ولذلك اخترت لابنتي التعليم الأزهري من الإبتدائي حتي الجامعة التي حصلت منها علي ليسانس اللغة العربية بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.. وبدأت ابنتي رحلة البحث عن عمل فضاقت عليها الأرض بما رحبت, لقد جابت أبنتي جميع مدارس الإسكندرية التي نعيش فيها لمدة أربع سنوات
فالأبواب كلها مغلقة برغم تقديرها المرتفع حتي من الله عليها العام الماضي بوظيفة مدرسة بمدرسة خاصة, ومنذ أن كانت ابنتي في نهاية المرحلة الثانوية وفي بداية تعليمها الجامعي ويتوافد علينا( الخطاب).. ويأتي الخاطب مصطحبا معه أمه أو أخته أو خالته ويقضون عندنا سهرة جميلة, وبعد الانصراف وبعد أن يجتاز الخاطب ومن معه عتبة الشقة لا ينظرون وراءهم وكأن شيئا لم يكن( ولا حس ولا خبر) كلهم بلا استثناء بشكل غير طبيعي..
وقد أشار علينا أحد الجيران بأنه ممكن يكون( معمول لإبنتي عملا بوقف الحال) وقد فكرت في ذلك بجدية, حيث إن قريبة لي مشهورة بالحقد والغيرة والكراهية ولها في هذا المجال مواقف كثيرة ويعلم الله أن ابنتي بشهادة الجميع تمتاز عن بنات سنها في التربية والأخلاق والعلم والأدب.. المهم أن زوجتي التي يهمها أمر ابنتها طبعا.. أمسكت بهذا الخيط وبدأت رحلة البحث عن هذا( العمل) في البداية ذهبت الي( المشايخ) ولما لم تؤت هذه الخطوة بنتيجة اتجهت الي السحرة وفاتحي الكوتشينة والطريق كله يتكون من أدعياء وكذابين, وما يدريك يا سيدي ما ينفق من مال وكل منهم له تسعيرة.. سيدي.. أنا لا أومن بهذا الكلام,ويدب الخلاف بيني وبين زوجتي فهي مؤمنة تماما بأن الإنسان بمعاونة الاشرار يمكن أن يعمل عملا لإنسان آخر بوقف حاله في جميع أمور حياته سيدي.. إن ابنتي فيها كل الصفات الطيبة وعمرها الآن28 عاما والأيام تجري.. وأنا متردد بين التصديق والتكذيب في موضوع( الأعمال) هذه, أرجوك يا سيدي أن ترد علينا وتدلنا علي الطريق الصحيح. * سيدي: الطريق الصحيح أمام عيونكم, ولكنكم تبحثون عن السعادة في حواري الشقاء, فلن يغير دجال أو مدع شيئا من قضاء الله وقدره, وبدلا من اللجوء الي الله ذهبتهم الي الطريق الخطأ والحرام.
اولا يهمني تأكيد ان ابنتك لم تصل بعد الي سن مخيفة فهذا العمر ويزيد عليه سنوات اصبحت السن العادية لزواج الفتيات, وما تفعله وزوجتك إهانة لإبنتك الجميلة المتعلمة واعرف جيدا ـ مما يصلني من خطابات فتيات في مثل عمرها ـ انها غاضبة من تصرف والدتها وانها قد تصاب بإحباط واكتئاب واهتزاز في ثقتها بنفسها فهل أنتم تريدون لها ذلك؟ |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|