|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 21/12/2009, 10:01 | |
| الحسرة اسمح لي أن أحكي لك حكايتي في سطور. فأنا اليوم في الخمسين من عمري, في عز الرجولة, ولكني في الحقيقة فقدت تلك الرجولة منذ سنوات طويلة, حكايتي بدأت في ريعان شبابي مع فتاة أحببتها من كل قلبي, بها كل الصفات الجميلة وعائلة محترمة مشرفة, ذات مال, وخلق ودين. كانت حلما بالنسبة لي وكل من حولي كانوا يحبونها, ودام حبها عامين, ثم تمت الخطبة, وبدأنا مراحل الزواج, وبدأت مشاعري تتغير تجاهها, ولكنني أتممت الزواج وظل زواجي بها18 عاما رزقنا الله في بداية حياتنا بفتاة جميلة. ولكني أريد أن أزيح اليوم هذا الهم من علي قلبي, أريد أن اعترف لك بأني لم أشعر يوما بابنتي, بل كنت اتخذها حجة في ما أفعله في زوجتي. لم أشعر بنفسي كأب, وكنت دائم اللوم لها علي أنها لا تصلح إلا أما فقط. نعم كنت أغير من ابنتي ومن اهتمام زوجتي الدائم بها. فأطلقت لنفسي الحرية في أن أحب من جديد. بهذه البساطة, بل كلما ذهبت إلي عمل جديد أحببت من جديد. هل تعتقد انه جاءني أي شك أن العيب بي. بالطبع لا. فكل محاولة مني للتقرب من أخري كنت ألوم بيني وبين نفسي زوجتي بالطبع,
فهي التي أهملتني, وهي التي ضيعتني, وكنت أجد لنفسي مائة عذر لما أفعله, وجميعهم زوجتي السبب الرئيسي فيه, فإذا فعلت الحرام فهي السبب, وإذا كانت نيتي الزواج من أخري هي أيضا السبب. وكانت هذه عادتي أي شيء سئ يحدث في حياتي اعتقد انها السبب.
وكيف لا فهي زوجة عنيفة معي رغم انها حنونة علي الجميع. بخيلة معي رغم كرمها الزائد مع الجميع. سليطة اللسان معي لدرجة السب رغم عفة لسانها بشهادة الجميع. وكانت هذه الأشياء بالنسبة لي ـ بغض النظر عن سببها الحقيقي ـ كفيلة بإيجاد عذر لنفسي أن أفعل ما يحلو لي, وأعيش كما أريد. فلم أسألها يوما لماذا تغيرت؟ ولماذا تفعلين هذا معي؟ بل ارتحت للهروب فهذا مرادي. اقنعت نفسي تماما بأنها لا تحبني واني لم أحبها أبدا, ولن أحبها بعد الآن. ولا يعنيني خراب بيتي وضياع أولادي ودمار زوجتي فهي السبب, ولابد أن أبدأ من جديد. فمازلت في شبابي والفرص أمامي عديدة. هل تراني رأيت أي شيء مما أقوله لك اليوم وأنا أفعله لا والله لم يساورني الشك للحظة اني ظالم, ولكني عشت العمر كله معها دور المظلوم, دور الضحية. وأصبحت أصدق نفسي في انها أكبر غلطة في حياتي. لا لن يسعني بريدك للحديث عما كانت تفعله من أجلي واعتبره أنا انه ضدي. لن تتخيل كيف يستطيع الإنسان أن يقنع نفسه عندما يريد أخري غير زوجته.
يقنع نفسه حتي اليقين. فلن يسمع غير صوت نفسه, وإن سمع من الآخرين فلن يصدق ولا يريد أن يصدق. بل الأكثر من هذا انه يعتقد أن الله يبارك جميع خطواته. فكيف يبارك الله الحرام؟ لا أدري كيف تأتينا الجرأة علي تصور هذا.
الحكاية عادة تبدأ بامرأة أعطت أذنها لزوج ككل الأزواج عنده مشاكل, ثم تحاول هي حلها ثم تتعاطف معه ويرتاح لها وتعرف طبعا الباقي عندما تتحول الصداقة والراحة إلي عاطفة تخرب البيوت. أليست الأذن تزني وحدث هذا معي فوجدت نفسي أتمناها, فهي في نظري الزوجة التي أحلم بها, هادئة. طيبة. حنونة. عطوفة. تهتم بي. كل ما أريده موجود بها. وكأن زوجتي لم تكن يوما هكذا. لم أتذكر وقتها أن زوجتي كانت بها كل هذه الصفات وقت حبنا عندما كنت أعطيها وقتي وحبي وكل مشاعري. وقررت تطليقها لن أستطيع أن أحكي لك ولن تسعفني الكلمات عما فعلته زوجتي لتثنيني عن تركي لها. هذه الزوجة الأبية كم ضعفت أمامي ولم أعرها انتباها. هذه المرأة القوية كم بكت وتذللت ولم أرحمها بل كنت أسخر من دموعها, وأجرحها بكلماتي القاسية.
وأمزقها باعترافاتي بأني لم أحبها, وكم قالت لي عما فعلته من أجلي, وتحملته مني. لأني كنت أهملها طوال الوقت فكانت تهرب بنفسها إلي تربية أولادي. وكل شيء أراه سيئا فيما فعلته معي تبرره لي بأني كنت السبب, كانت تشك بي وكان مجرد الشك يقتلها ولكني رفضت أن أصدق أي شيء منها.
أكتب لك اليوم بعد مرور8 سنوات. أتذكر كل كلمة قالتها لي وأري كل دموع عينيها الجميلتين ومحايلتها حتي أحاول مرة أخري معها ووعودها انها ستصلح ما بيننا. تخيل هي التي ستصلح من نفسها من أجلي. هذه الزوجة العفيفة الشريفة. وأخذتني العزة بالإثم.
فلماذا الاحتفاظ بها وهي هم ثقيل؟ وشيء لا أحبه وتحملته سنوات طوال فلماذا أبقي عليها؟
ثم إني لا يمكن أن أعدل بينهما. فهذه زوجة قديمة أعلم كل عيوبها, بل لا أري فيها وقتها أي مميزات. أما من أريدها اليوم بعد أن نضجت ووعيت وتدربت وأصبحت في الأربعين, هذه هي التي أري فيها كل شيء جميلا. سأفعل أي شيء من أجلها هي التي سأهدم بيتي حتي أعيش معها. وهي التي سأترك أولادي من أجلها. ثم والأهم لن توافق زوجتي أبدا علي زوجة أخري. كيف وهي تموت لو ساورها مجرد الشك, وطبعا وقتها لم أفسره علي انه حب. ولن توافق الجديدة ولا أهلها ومعي زوجة أخري. بل كيف سأجعل أهلي يساعدونني في زواج جديد. لابد أن أعيش دور الضحية واني وحيد. وهل أمشي في الحرام أم أعف نفسي بالزواج. إذن لابد من التخلص منها.
وإمعانا في جعل تركي لها حلالا مباركا من الله جلست أياما وشهورا أقنع نفسي, وأجمع كل شيء حدث منها وأبلوره وأجعله مأساة كبري لم يتعرض لها رجل غيري.
وصدقت نفسي تماما.
فطلقتها بعد ممانعة شديدة منها لم أتصور هذه المرأة القوية بكل هذا الضعف. لم أتخيل أنها كانت تحبني كل هذا الحب. لم يخطر ببالي أنها تتمناني بكل هذا العمق. ماتت زوجتي فجأة بعد أيام من تطليقها.
نعم ماتت زوجتي بحسرتها علي.
هل تعتقد أني صحوت. أني ندمت. هل شعرت بمدي ظلمي لها. لا لم أشعر بشيء وقتها. ستتهمني وكل قرائك بأني بلا مشاعر. بلا مباديء. بلا أخلاقيات. بلا إنسانية ـ فالعشرة ما تهونش ـ إلا علي ولاد الحرام ـ ولكني وقتها كنت أعيش الحلم في الحياة الحقيقية مع من اختارها قلبي وعقلي وكأن زوجتي رحمها الله لم تكن من اختيار قلبي وعقلي. كانت ومازالت وستظل. ولكن وقتها كنت أقول لها بكل قوة من اخترتها في العشرينيات ليست مثلها في الأربعين.
تصور هذا كان تفكيري بالفعل. وكانت تقول لي ماكنش حد فضل متجوز لو كل كام سنة هيغير رأيه فيغير مراته يعني مافيش أب حيربي ولاده. مفيش أثنين هيفضلوا متجوزين, مش هيبقي فيه أسرة ولا أمان ولا مجتمع متماسك لكن مالي أنا وباقي الخلق. المهم أنا. وأنا فقط. ماتت هي, وربما هذا أحسن لي, فربما كانت ستسبب لي كثيرا من المشاكل بتصرفاتها التي أعتبرها جنونا. ولن تصدق أني يوما عندما قالت لي ها أموت لو سبتني, فقلت لها ياريت.. نعم قلتها لها.
وكما ملأت نفسي من قبل أن طلاقي تم برضاء الله ووقوفه بجانبي في خراب البيت, وفقداني حب أولادي. فتزوجت بالأخري.. فتاة محترمة أحبها كما أعتقدت.. ناس محترمين وبها جميع الصفات التي أريدها.
وأعطيتها كل ما حرمت منه زوجتي الحبيبة رحمها الله وأولادي حبي وحناني ووقتي ومالي واهتمامي ومكالماتي وخدماتي وحكاياتي وإخلاصي ووفائي وروحي وخروجاتي وسفرياتي لها ومعها. لا لن تجد شيئا لم أفعله لإرضائها.
ولابد من إنجاح هذا الزواج حتي أظل علي اقتناعي أني كنت ضحية في زواجي الأول. وقوبل كل هذا بفتور شديد وكأنها أمور لابد منها. وتسرب بيننا الملل خلال شهرين سريعا جدا أسرع مما تخيلت, وفترت علاقتنا الحميمة. بطريقة غريبة ـ وكنت دائم اتهام زوجتي رحمها الله بأنها السبب من قبل ـ ورزقنا بمولود آية لمن لا يعتبر( به كل أنواع العاهات) عندما تراه لا تستطيع إلا أن تتمني له الموت واستمرت الحياة, ولكن علي النقيض مما تخيلت ورسمت في أحلامي. فكلما أعطيت تمادت هي في الأخذ وعدم الاهتمام. ولن تصدق أبدا قدرة الخالق الذي أقسم للمظلوم بعزته وجلاله لأنصرنك ولو بعد حين فلقد تغير الحال تماما وأصبحت أنا مكان زوجتي رحمها الله من الإهمال واللامبالاة في كل شيء من زوجتي الجديدة التي كنت أتخيل أنها لا تعرف كيف تؤذي من يقتلها مابالك بزوجها الذي ضحي بكل شيء من أجلها, ويعيش معها كأخلص وأنبل وأصدق وأطيب وأحسن مايكون الزوج.
ما هذا الإهمال وماذا تقول عندما أراها تتحدث مع زملاء لها. وأرفض طبعا. فتقول لي إنهم مجرد أصدقاء أو زملاء. سيبك من الشك ده. ولكن يقتلني شكي, يقتلني لأني أقارن نفسي بها عندما كنت أخون زوجتي الأصيلة فهي تفعل نفس الحركات بنفس الطريقة, وتهملني تماما كما كنت أفعل. وتأخذ الأمور ببساطة ولا مبالاة, وبلا كلام ولا مناقشة ولا مبرر كما كنت أفعل تماما. وعلمت وقتها كم الهم والحزن والمرارة والأسي الذي عاشت بها زوجتي الراحلة وأنا معها, وأدركت لماذا كانت دائمة الانفعال والخناق معي. ثم لم يمهلني القدر, واصيبت عيني اليمني بالعمي, وجانبي الأيمن بأكمله بالشلل التام.
لم أصدق وقتها ما حدث, ورغم ما عرفته توسلت لها أن تبقي معي. بكيت بكاء مريرا حتي يحن قلبها وكم كانت قاسية تركتني وحيدا معللة لي إنها عاشت معي هذه السنة ونصف السنة في هم شديد!!
وإني السبب في كل ماهي فيه من تعاسة كيف تصورت أنها ستبقي معي بجانبي وأنا مريضا وبلا عمل؟ أنا اليوم و حيد أتبول علي نفسي ولا أجد أحدا حولي. أنا الآن أري بكل وضوح ما فعلته بكل من أحبني وكنت أعتقد أني لا أحبهم ولا يحبونني ولست حزينا علي شيء في حياتي رغم كل ما حدث لي إلا علي دموع زوجتي ـ رحمة الله عليها ـ وكم كنت أتمني أن تكون علي قيد الحياة. ليس لتقف بجانبي رغم علمي التام أنها لم تكن لتتركني ابدا في هذه الحالة. ولكن أردت لها الحياة لتري أن الله قد أخذ لها حقها مني, وكنت أريدها أن تشفي غليلها مني بدلا من الموت بحسرتها. أدعو لها في كل يوم وكل آذان وكل صلاة عندما أتذكر ما كانت تفعله من أجلي واعتبره أنا إساءة وإهانة.
مرت8 سنوات علي حالي هذا, لم يمر فيها أولادي علي. ابني الشاب الذي كان سيصبح عكازي وابنتي التي أصبحت عروسة, وأنا لا ألومهم فقد ذكر في القرآن الكريم وقل رب ارحمهما كماربياني صغيرا. وأنا أستخسرت فيهما نفسي وشبابي فمنذ البداية تركتهما لأمهما تربيهما وحدها مع إني كنت أعيش معهم. وكأنهم ليسوا مني.
وعندما ماتت أمها تركتهما ايضا للاهتمام بنفسي حتي أبدأ من جديد. وأتمني أن يأتي يوم ما يستطيعان فيه أن يغفرا لي.
أكتب حكايتي لكل رجل حتي يراعي الله ويتقيه في زوجته الأولي ولا يدمرها ويعلم أنه في هذا الزمن السريع لن يستطيع أن يعدل,ولكنه يستطيع أن يخلص ويعطيها من وقته واهتمامه وحبه وحنانه ويشعرها بالأمان وسيري عجبا. فبعد حالي هذا ومع كثرة معارفي وأقاربي وأصدقائي وزملائي.الحسنة الوحيدة التي تخفف عني, أني كنت عبرة لكل هؤلاء الشباب والرجال فتحسنت أحوالهم بعد أن حسنوا معاملتهم لزوجاتهم.
وأعود اليوم لأقول لك ليتني سمعت صوت الآخرين وهم يحذرونني بأن ما أشعر به وقتها من عدم الحب لزوجتي ليس حقيقيا ولكن ماذا ينفع الندم الآن. فالإنسان دائما يحلم بواقع أفضل من واقعه, فيتحرك في اتجاه الحلم مضحيا بهذا الواقع ثم لايجد في آخره إلا الحسرة التي أتجرعها الآن. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 21/12/2009, 12:14 | |
| الفاضلة أم البنات عذرا فقد تم تغيير العنوان من بريد الجمعة إلي بريد الأهرام حفظا لحقوق الجريدة ولا يفوتني أن أدعو كل الأعضاء بنسخ موضوعك هذا لما فيه من قيمة عظيمة من خلال عشرات القصص الواقعية الغريبة التي يرويها أصحابها بأقلامهم ولما فيها من عبر يعجز عن كتابتها أعظ المؤلفين في العالم جهد محمود نرجو أن يدوم شكرا لك |
| | | صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 21/12/2009, 16:59 | |
| أختي الغالية الحبيبة الرائعة أستاذتنا أم البنات
موضوع أقل ما يقال عنه أنه راائع مميز
و مجهوود لا يمكن أن يثمن بكلمة شكر لكن جزاك الله عنه الفردوس الاعلى من الجنة
قرأت البريد الأخير و بالفعل غاليتي ، إن الرحمان الذي حرم على نفسه الظلم
لا يمكن أن يتقبله بين عباده و لا أن يمهلهم ، بل يعجل بالعقاب كي يعتبر كل من تسول
له نفسه ظلم خلق الله . و بإذن الله تعالى سوف اقرأ القصص السابقة لعلي أستفيد
منها و أعتبر .
و أتساءل : لماذا لم يثبت هذا الموضوع لحد الآن ؟؟
و اي المواضيع تستحق التثبيت إن لم يكن هذا ؟؟
بارك الله فيك استاذتنا الغالية
و جعل كل حرف سطرته هنا في ميزان حسناتك
و اسعدك و جميع أهلك في الدارين
تقبلي مروري و اعتذاري لأنني لم أقرأ الموضوع من قبل ( تقصير كبير مني )
مع خالص ودي و تقديري
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 25/12/2009, 00:18 | |
| |
| | | أشرف فوزى مشرف
عدد الرسائل : 403 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7176 ترشيحات : 4
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 25/12/2009, 02:56 | |
| |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 25/12/2009, 09:26 | |
| |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:01 | |
| رائحة الحياة هذه هي ثاني مرة أكتب إلي بريد الجمعة, وقد حالفني الحظ في المرة السابقة بأن نشرت رسالتي بعنوان رائحة الموت وذلك في شهر مايو عام2006.. باختصار شديد كنت مدمنا للمخدرات واحتوت رسالتي في ذلك الوقت علي تفاصيل دقيقة عن تعاطي المخدرات وأماكن بيعها ومشكلتي معها, وكنت أريد أن يساعدني أحد حتي ولو بالكلام فقط, وهذا ماحدث معي عندما قدمت لي النصيحة وعرضت المساعدة في علاجي, وتجاوب معي بعض القراء في الأسبوع التالي وعرضوا المساعدة في العلاج أيضا.. وبالفعل حدثت معي المعجزة وأقلعت عن المخدرات تماما بجميع أنواعها, لقد شفاني الله سبحانه وتعالي وبدأت حياتي تأخذ شكلا جديدا مليئا بالأمل والاحترام والتدين والقرب من الله.
تعرفت علي فتاة بعدما تجاوزت فترة العلاج وتخلصت تماما من أعراض الانسحاب والآلام التي تعقب ترك المخدرات, لم أكذب عليها تماما ولكنني حاولت أن أتجمل فاعترفت لها بأنني كنت اتعاطي المخدرات ولكن بشكل بسيط وانني ليس عندي مشكلة مع المخدرات ولن اعود إليها ابدا... وهذا ما كنت انويه.. ومضت الأيام واصبح حبي لها يزداد كل يوم, بل كل ساعة ودقيقة وثانية.. اصبحت هي كل شئ احبه في هذه الدنيا..
لم تكن ظروفها في البيت مستقرة ما بين أب بخيل جدا وزوجة أب مهملة وأخوات كل واحد في حاله, لذلك كان حبها لي يزداد أيضا بشدة مع الايام, لانها وجدت معي الحنان والحب.. كنت أريد أن اضعها في قلبي.. في صدري حتي احميها من كل شئ.. خطبتها في وقت كنت فيه غير مستعد ماديا ولكن كان عندي يقين بأن الله سوف يساعدني مادمت أريد أن ابدأ حياة هادئة نظيفة مع المرأة التي اختارها قلبي.. وبالفعل تمت خطبتنا وكنا في ذلك اليوم اسعد اثنين علي وجه الأرض.. وبدأ الله يكافئني علي توبتي وترك المعاصي, فكنت ارزق رزقا واسعا وقمت باستئجار شقة وإعدادها, في وقت قصير جدا عقدنا القران وبدأنا الاستعداد للزفاف بعد شهر.. اقسم بالله اني كنت احس في بعض الاوقات ان قلبي سوف يتوقف عندما افكر ان الوقت الذي سوف اضمها الي صدري في بيتنا قد اقترب.. كنت ابكي من الفرح عندما كنت افكر بأنني سوف استيقظ لأري هذا الملاك نائما.. بجواري.. احبها.. ولكن حدثت لي مشكلة في يوم ما.. كثرت علي الديون وتركت عملي وكنت قلقا جدا علي مستقبلنا.. وقعت مرة أخري في فخ المخدرات ولكن سرعان ما اكتشف من حولي الأمر حتي زوجتي.. فطلبت الطلاق.. وهنا شعرت بأن هذا الطلب يعني القضاء علي كل أمل في حياتي.. بل القضاء علي انا.. اصبحت تطلب الطلاق في كل مرة تشك في انني تحت تأثير المخدر,.. سيدي.. في الماضي كنت مدمنا ولا استطيع العيش بدون المخدر ولكني عندما عدت لتناول المخدرات هذه المرة كانت مجرد بعض الأدوية والعقاقير المهدئة وكان الامر يحدث علي فترات بعيدة.. ولكن تطور الأمر مع زوجتي فأخبرت اهلها الذين كان ردهم علي الأمر ان الطلاق هو الحل وانني كنت اختيارا خاطئا من البداية واصبحت تلومهم علي أنهم وافقوا علي, ويقومون بالرد عليها انها هي التي اختارت.. ولكنني لكي احسم الموقف تعهدت إلي اخيها انني لن أكرر موضوع التعاطي وانني سوف ألتزم في العمل ولن اكذب أو أخدعها ابدا واتفقنا علي ان أعمل تحليل مخدرات من وقت إلي آخر حتي تطمئن انني لن أعود إلي هذا الطريق أبدا ما حييت.. منذ ذلك الوقت وأنا اعيش كل يوم في مشكلات, بعض الأوقات تريد الطلاق فهي خائفة من ان نعيش حياة المدمنين التي نعرفها جميعا, وبعض الأوقات تقول انها تحبني ولن تتركني مهما حدث..
وعدتها انني لن افعل اي شئ تكرهه.. لن أعود إلي طريق المخدرات ولن أكذب عليها مهما حدث.. بدأت اغير حياتي مرة أخري إلي الافضل.. تركت المخدرات مرة أخري واستعنت بالله ورزقني الله بالعمل في شركة كبيرة وبدأت المشاكل تذوب مع الايام وبدأت الأمور تهدأ بيننا.. ولكن هنا حدثت المصيبة الكبري.. سبب كتابتي هذه الرسالة.. كنا نجلس أول ايام العيد وكنت امسك يدها وانظر في عينيها وقلت لها هل انت خائفة مني حتي الآن؟ قالت نعم.. اخاف أن تعود للمخدرات ونعيش في جحيم أنا وأنت.. وكنت قد عرفت أن هناك ما يسمي بزمالة المدمنين المجهولين, وهو عبارة عن برنامج من12 خطوة يتبعها المدمن حتي يتخلص من مشكلة المخدرات, قمت بإخبارها عن هذه الخطوات واحضرت لها الكتاب الخاص بهذه الزمالة, وكانت أولي العبارات في الكتاب أن الادمان مرض مزمن لا شفاء منه ولكن يمكن محاصرته وذلك عن طريق الاثنتي عشر خطوة التي يقوم المدمن بعملها طوال حياته واذا توقف عن فعل هذه الاشياء فلا شك في أنه سوف يعود للتعاطي مرة أخري.. ورغبة مني في بداية صحيحة لمواجهة مرضي,
ذهبت الي وحدة إخراج المخدرات من الجسم وتعد هذه الخطوة الأولي التي يتخذها المدمن ويقوم بعدها بالذهاب الي مكان علاجي يساعده فيه المشرفون علي تطبيق الـ12 خطوة ومحاصرة مرضه.
اتفقنا أنا وهي علي أنني سوف أذهب واقضي الأيام الخمسة في هذا المكان وبعدها أقوم بتطبيق البرنامج وبذلك ينتهي خوفها من عودتي الي المخدرات الي الأبد.. ولكني فوجئت بأنها تريد الطلاق مرة أخري, ولكن هذه المرة بإصرار شديد وهي تقول.. أنت مدمن وأنا لا استحق أن أعيش مع مدمن.. أنه مرض لا شفاء منه.. أنا أخاف اجيب منك أولاد.. أنت ممكن تتحول في أي وقت.
سيدي.. أنا أحب هذه الفتاة.. أحبها أكثر من كل شيء في حياتي.. اقسم لك بأنني مستعد أن أفعل أي شيء حتي يتم زواجنا.. أحبها فهي كل ما بقي لي في الدنيا.. أعلم جيدا أنني لو فقدتها فسوف أضيع.. أنا أريد أن أعيش معها وأنجب أطفالا وأصبح أبا محترما.. أريد أن اعوضها واعوض اهلي عما سببته لهم.. أريد أن أعيش في سلام.. إنني أكتب هذه الرسالة حتي اسأل هل أنا مكتوب علي أن أدفع ثمن تعاطي المخدرات طوال حياتي؟.. ألا يوجد شيء اسمه توبة؟.. هل استطيع أن أحتفظ بزوجتي وأكون الإنسان المحترم الذي اتمني أن أكون..؟ هل تقف زوجتي الي جانبي أم تتركني؟؟ سوف تكون ورقة طلاقنا هي نفس ورقة شهادة وفاتي.. هل استحقها..؟ كيف اثبت لكل من حولي أنني جاد في رغبتي في العلاج وانني لن أعود بإذن الله ابدا الي التعاطي..؟! أعلم أنني اطلت عليك سيدي, اليوم أنا في انتظار اخيها حتي ينهي الموضوع.. أتوسل اليك أكتب لها بعض الكلمات التي تجعلها تعطيني فرصة, والله أنا جاد في طلب المساعدة, جاد في كرهي الشديد للمخدرات, جاد في حبي لزوجتي.. ساعدني أرجوك فهي من محبي بريد الجمعة وتتأثر به وبآرائك.
ساعدوني في الاحتفاظ بزوجتي.. وأنا علي أتم استعداد للقيام بالإبلاغ عن بعض تجار المخدرات الذين اعرفهم بل واساعد في القبض عليهم.
سيدي: لقد خسرت كثيرا في الطريق الذي كنت اسير فيه.. ولكنني أفقت.. وأريد النجاة.. ساعدني.
أرجوك حاول مساعدتي بنشر رسالتي وإقناع زوجتي بأنه يوجد أمل وأنه ليس من الضرورة أن أنتكس وأعود للتعاطي.. إن قربي من الله سوف يحميني.. وأنا عندي يقين بذلك.
وبالمناسبة أرجو كتابة موقع زمالة المدمنين المجهولين, وأرجو من أي شخص عنده مشكلة مع المخدرات الدخول الي الموقعwww.na.org.. و معرفة البرنامج لأنه اثبت أنه الطريقة الوحيدة التي تجعل ترك المخدرات والعيش بدونها شيئا ممكنا.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:05 | |
| ذل الكفيل أعلم انني سأنكأ جرحا لن يتوقف نزيفه من الدماء والآلام والدموع والحسرات والمرارات, ولكني سأضع الأمر بين يديك تاركا لكم تقدير الموقف.
فأنا أحد الأطباء من المصريين العاملين بالخليج تحت نظام الكفالة اللعين والذي هو المرادف لنظام الرق والتجارة في البشر في العصر الحديث الذي تتباهي فيه الدول بما حققته لشعوبها من تقدم في مجال الحرية وحقوق الإنسان!
المهم ذهبت إلي هناك مشحونا بأحلام العدل والإنصاف والكرامة ولقمة العيش الهنية ثم أن ادخر مالا استعين بظله علي مواجهة هجير الأسعار التي يزداد أوارها يوما بعد يوم فاستقبلنا الرجل في مكتب السفريات الفلاني بوجه صبوح وابتسامة واسعة واستقبال رائع فرأيت حصوني تنهار فجأة أمام هذه الأخلاق الرائعة وأوافق سعيدا علي شروط العقد التي رأيتها مجحفة إلا أنني كذبت نفسي وقلت لا يمكن أن نري من هذا الرجل( الكفيل) إلا كل خير ثم ما الذي سيدفع الأمور إلي حد الصدام والاحتكام لشروط العقد؟! هو له عندي عمل والتزام وأنا لي عنده راتب واحترام فإن اتفقنا وإلا ذهب كل منا إلي حال سبيله.
قدمت إلي بلده ياسيدي محملا بالأمل والحلم والرجاء فإذ بالوجه البشوش يتحول إلي وجه متجهم والابتسامة الواسعة تختفي لتحل محلها نظرات التعالي والفخار, فكففت نفسي وانكفأت علي عملي لا ألوي علي شيء ولا أهتم بأحد إلا بعملي وبالمرضي الذين يراجعونني.
إلا أن الأمور لا تسير هكذا, فلابد من الاحتكاك في الإقامة والترخيص والامتحان والبنك وكل شيء, فأنت فاقد الأهلية لا تستطيع أن تستقدم أولادك إلا بموافقته ولا أن تؤدي شعائر الحج والعمرة إلا بموافقته, والسكن حسب ما يتيسر له سواء راق لك وناسبك أم لا, ومدارس أولادك وسيارتك, كل شيء بإذن الكفيل, فدولته أعطته تأشيرة ليحضر قوما ليكون مسئولا عنهم ولكنهم ـ أي الكفلاء ـ حولوا هذه الصلاحيات إلي تحكم بغيض في كل شيء يخص المكفول وأسرته وأولاده واللي مش عاجبه يرحل وفعلا ما أعجبني الحال فقررت الرحيل.
واسمح لي هنا أن أكتم ضحكة ساخرة مريرة تكاد تنطلق رغما عني حيث إنني ما أن لوحت مجرد تلويح بذلك إلا وانقلبت سحنة الكفيل إلي وجه شرس وأخذ يهدد ويوعد ويزيد وانتحي بي أصحاب المصالح جانبا ونصحوني بالصبر والاحتمال, وانك لن تجد أفضل من ذلك وأن العيشة في مصر بقت صعبة وأن القرش أصبح عزيزا, وأحمد ربنا علي النعمة التي يحسدك عليها الكثيرون, وانه ممكن يلفق لك قضية مع ممرضة مأجورة أو مع إحدي المراجعات و و و... الي آخره.
فرضخت وسكت ورجعت إلي استكانتي منفردا بنفسي ومهتما بعملي, ولكن هيهات أن ينساها لي الكفيل المحترم والذي لايكف عن تذكيرنا في كل وقت بأنه يقدر يستغني عنا كلنا في لحظة, وأن الدكاترة في مصر علي قفا مين يشيل, والعشرة هناك بريال وانتم لو كنتم فالحين في بلادكم ما كنتم تركتوها و و و وإذا به يصدر قرارا مفاجئا بإنهاء خدماتي في ساعة زمن فحمدت الله, وطالبته بحقوقي لكي أرحل, ما كان منه إلا أن قال مالك عندي حقوق وأمامك مكتب العمل خليه يعطيك حقك!!
البلد دي بلد الكفيل!! ثم قام بوقف صرف رواتبي المستحقة أيضا في حملة تجويع وإذلال ليس لها مثل ضاربا عرض الحائط بالأخلاق والالتزامات واحتياجات الأسرة والأبناء من الطعام والشراب والكهرباء والمياه والخدمات الأساسية التي لايستغني عنها بشر, فذهبت إلي مكتب العمل شاكيا معتقدا أنني سأجد هناك من يمد لي يده ويتوسط لأخذ حقوقي وأرحل فقط, ولكني فوجئت بالمئات والآلاف مثلي ممن لهم ظروف أقسي وآلام أكبر ومن جميع المهن والأعمار, الكل يبحث عن القشة التي تنقذ الغرقي في بحر من عرق الخجل والإحساس بالهوان والذل, فقررنا الاستنجاد بالسفارة المصرية فإذ بهم يقولون لنا ببرود شديد إننا لانملك عصا سحرية لحل مشاكلكم ولا يوجد لدينا إلا الحلول الودية والدبلوماسية فقط, فإن تعنت الكفيل فلا مناص أمامكم إلا مكتب العمل والقضاء!
فانهارت مقاومتنا واندكت حصوننا, فهذا هو ملاذنا الأخير يعلن أنه بلا حيلة ولا قوة اللهم إلا شفاعة لا تسمن ولا تغني من جوع, فرجعنا إلي مكتب العمل والذي أمهلنا شهرا لمحاولة الإصلاح مع الكفيل, فلما فشلت المفاوضات لرفض الكفيل إعطاءنا أي شيء بل وهدد انه سيمنعنا من دخول البلاد لمجرد أننا تجرأنا واشتكينا في مكتب العمل!!
ورفعت المعاملة إلي المحكمة, اتدري ياسيدي متي كانت أول جلسة؟ كانت بعد ستة أشهر بالتمام والكمال, ستة أشهر مريرة من الانتظار بلا عمل ولا دخل ولا أحد يمد لك يده بالمساعدة ولا شيء علي الإطلاق, ثم عليك أن تقوم بتوكيل أحد المحامين ليتولي عنك عرض القضية, ولابد أن يكون من أبناء البلد, فلا يمكن لغيرهم أن يترافعوا أمام القضاء, أتدري كم طلب المحامي؟!
طلب ثلاثين ألفا فقط لكل قضية, ونحن لانملك قوت يومنا ولا نستطيع ان نعمل في أي مكان, ولا نستطيع حتي ان نغادر الي بلادنا لأن جوازات السفر مسحوبة بمعرفة الكفيل, ولا يمكن الخروج إلا بموافقته, وبعضنا قد أبلغ كفيله الجوازات بهروبه( ولابد من سجنه) فالكفيل هنا لا ينطق إلا حقا!
فرجعنا إلي السفارة مرة أخري نستنجد بها أن تتولي عنا توكيل محام وان تتوسط لإحضار جوازاتنا وتسفيرنا ولكنها اعتذرت بعدم وجود دعم مالي يسمح لها بتوكيل محامين عنها, ولكنها ستحاول إقناع الكفيل بإعطائنا الجوازات مقابل( التنااااازل) عن مستحقاتنا, أو عليكم الصبر جياعا وأذلاء ومهانين حتي يفصل القضاء بعد سنتين أو ثلاث كما حدث مع غيركم ممن سبقوكم علي نهج الإهانة والذل.
فماذا نفعل ياسيدي؟ أشيروا علينا ياقومنا يا أهلنا في مصر, ماذا نفعل وماذا نقول وإلي من نشكو مآسينا وهمومنا وآلامنا؟ أليس لنا أحد يدافع عنا ويأخذ لنا حقوقنا؟ أليس لحكومتنا في هذه القصص المعادة والمكررة إلي درجة الملل والتي تعد بالآلاف أي دور؟!
قالوا لنا إنكم تستطيعون الحصول علي تصاريح مؤقتة بالعمل لحين انتهاء قضاياكم, فذهبنا إلي مكتب العمل للحصول عليها, فإذ بسلسلة طويلة من الإجراءات في انتظارنا وعندما ذهبنا بهذه التصاريح إلي أصحاب الأعمال قالوا لنا عليكم ان تحلوا مشاكلكم مع كفلائكم أولا ثم أهلا بكم وسهلا!! والذين قبلونا ساومونا علي الرواتب إلي أقل من النصف ومنهم من ساوم إحدي الزميلات علي شرفها!
فإلي من نلوذ يا ناسنا وياقومنا ويا أهلنا؟ اسألوا القنصل العام المصري في جدة وفي الرياض والمستشارين العماليين أيضا, بل اسألوا معالي وزيرة القوي العاملة والهجر والتي كانت في زيارة لنا منذ عدة أيام عن الآلام التي سمعتها وعن المآسي التي رأتها وعن الدموع التي سفحت أمامها, والكل يؤكد علي متانة العلاقات ورسوخها بينما الحقيقة مرة بل هي أمر من أن تقال, وأمر من أن تسمع, فضلا عن أن تجد من ينهض بحلها ويتحمس لطرحها رحمة بالضعفاء والمظلومين من أبناء الوطن في بلاد النفط!!
ألا يمكن لنا أن نعمل في بلادهم وكرامتنا محفوظة وحقوقنا مصانة؟ أم لابد أن نتجرع الذل والمهانة كضريبة طبيعية لهذا العمل؟
إلي من نشكو وقد جار علينا الجميع وخذلنا الجميع وجوعنا الجميع, نحن وأولادنا وأسرنا, وبالغوا في إذلالنا حتي لا نرفع رأسها ولا نقيم عليهم حجة الجوع والذل والأسر والقضاء طويل الأجل والعدل البطيء والظلم السريع والتعسف في استخدام الصلاحيات وعجز السفارة عن نجدتنا بحجج وأسباب, وحكومة تركتنا في العراء لأقدارنا, ليس لنا إلا الله الذي نشكو إليه مآسينا وآلامنا ومصائبنا وهمومنا منتظرين رحمته وفضله, فليس لنا سواه بعد أن تركنا الجميع.
وإذا أردتم أن تعرفوا من نحن فاسأل سيادة القنصل العام بالرياض أو المستشار العمالي لتجد منا الأطباء والمهندسين والمدرسين والعمال والسائقين من الجنسين, أما أنا... أما نحن, فإننا نرجوك أن تعيد صياغة كلامنا مخافة ردة فعل انتقامية من كفيلنا لا نجد من يدفعها عنا بعد أن بلغ بنا الجهد والجوع والعناء مبلغه, ولم يعد أمامنا إلا أن نقدم نساءنا وبناتنا وما تبقي من شرفنا وكبريائنا إن كان مازال هناك شيء بهذا الاسم.
ملحوظة: لم نجد أمام مكتب العمل أيا من الجنسية الفلبينية أو الباكستانية ولا الهندية فضلا عن الجنسيات الأمريكية والأوروبية, فقط لايوجد الا المصريون والبنجال( مواطنو بنجلاديش) اتدري لماذا؟ لأن الدنيا تقوم ولاتقعد إذا اهينت إحدي الخادمات ـ وليس الأطباء والمهندسين ـ وما موقف الرئيسة الفلبينية عنا ببعيد, أما نحن فلا أحد لنا يغضب من أجلنا ويحمينا إلا الله والله وحده |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:08 | |
| بعد الثلاثين فكرت في الكتابة إليك مرارا, ولكن كان لايزال يحدوني الأمل في أن يفرج الله همي وأن تحل مشكلتي.
ومإدعاني إلي الكتابة الآن هو أنني قد وصلت إلي درجة عالية من الإحباط وفقدان الأمل, والأيام تجري سراعا. * إنني أم لفتاة تخطت الثلاثين من عمرها وإن كان شكلها لايتجاوز أكثر من الرابعة أوالخامسة والعشرين.
فتاة حلوة نشيطة كلها حيوية شاء قدرها أن تكون متفوقة في دراستها, وأتتها منح دراسية فحصلت علي الماجستير والدكتوراه وهي الآن تعمل مدرسا بإحدي الجامعات الخاصة.
فهل ارتكبت خطأ بذلك استحقت عليه أن تبقي بقية عمرها دون زواج؟ إن من هم في سن مناسب لها يتراجعون بحجة أن سنها يخشي منها بألا تستطيع الانجاب رغم اقتناعهم الشخصي بها.
أريد رأي الطب هل فعلا من تخطت الثلاثين لاتستطيع الانجاب. وإن كانت بصحة جيدة ونشاط وحيوية. وألا يوجد كشف طبي يجري علي المقدمين علي الزواج يحدد الصلاحية من عدم الصلاحية لدي الطرفين للانجاب. أم أن كل رجل حتي وإن أشرف أو تجاوز سن الأربعين مازال يحلم بفتاة في أوائل العشرينيات متناسيا انه بعد عدة سنوات يكون قد أشرف علي الشيخوخة وتكون زوجته في عنفوان شبابها. وما أدراك ماهي المشكلات التي يمكن أن تنشأ عن ذلك.
النوع الثاني من المتقدمين من تجاوزوا الخامسة والأربعين أو الخمسين, منهم من لم يسبق لهم الزواج ومنهم المطلقون أوالأرامل. والسمة العامة للجميع الكرش والضخامة وعدم اللياقة البدنية بالمرة وعدم الاهتمام بالمظهر والغريب أنهم دائما يكون طلبهم أن تكون العروس جميلة ورفيعة, لأنهم لايحبون التخن أبدا وغالبا مايكونون متهالكين صحيا, ألا يجب علي من يريد الزوجة الجميلة أن يجمل نفسه هو أيضا. مارأيك؟
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 27/12/2009, 10:12 | |
| بئـر الأســــــــرار
أنا مهندسة في الثامنة والثلاثين من عمري قصتي بدأت منذ أكثر من18 عاما عندما كنت طالبة بالسنة الثالثة بكلية الهندسة, فمن خلال الأنشطة الطلابية بالجامعة تعرفت علي معيد بالكلية يكبرني بـ7 سنوات ولفت نظري بذكائه والتزامه وأيضا جديته, ولأنني تربيت مع أولاد خالتي فكنت أتعامل كالأولاد في الشكل وطريقة التعامل, وفي فترة قصيرة أصبحنا أصدقاء وأصبح يساعدني في المذاكرة أحيانا لأنني كنت اهتم بالنشاط طوال العام, بالرغم من أني متفوقة, وفي خلال فترة صداقتنا وطوال فترة دراستي شعرت بحبي الشديد له ولكنه كان يتعامل معي علي انني اخت صغري وأيضا كان يشبهني بابن اخته طالب الإعدادية في زيي وطريقتي وصوتي العالي وشعري القصير.
ومنعتني كبريائي وخوفي علي صداقتي له من أن أعلن له أو حتي ألمح له عن مشاعري, بالعكس فقد كنت دائما أحدثه عن أنه لابد أن يرتبط وأرشح له الفتيات من محيط كليتنا واصدقائنا المشتركين, كنت أخشي أن يلاحظ مشاعري وتهتز ثقته في وصراحته معي, فقد كان يتحدث معي, في كل شيء كنت بئر اسراره كما كان يحلو له أن يصفني.
ولن أطيل عليكم فقد تعينت الأولي علي دفعتنا معيدة بالكلية في نفس القسم الذي يدرس به صديقي, ولم تكن صديقتي بل كانت زميلة هادئة محترمة وكنت أشعر بإعجابها ناحيته بغريزة الأنثي, ولا ادري لماذا قمت بلفت نظره لها, خاصة انها لم تكن تعجبه, ولكنني حرصت بالاصرار علي أن يلاحظها, واستمررت شهورا احاول أن اجمعهما معا وأسرد له مزاياها وكم هي هادئة ورقيقة ومن عائلة محترمة.
المهم قام بالتقرب إليها وكنا كثيرا نخرج معا, هي كانت دائمة التحدث معي عنه, وهل هو مرتبط أم لا, وهل إذا كنت أحبه, لأنها تلاحظ علاقتنا القوية ولكني كنت دائما أنفي هذا بشدة وكأنه عيب أن أحبه ولكن احساسي أنه لا يراني سوي صديقة وأخت منعني من أن أعلن أو حتي ألمح بهذا وأحاول تجاهل هذا الإحساس, المهم أنه قد تمت خطبتهما, شعرت وقتها بأنها تناسبه أكثر مني وفضلت أن استمر صديقة وبالتأكيد سأنساه بمرور الوقت, ولكن بعد خطبتهما مباشرة بدأت أشعر بأنني شخص غير مرغوب فيه من جانبها, وبصراحة كان معها حق فلا تحب أي امرأة أن تكون هناك أخري أقرب لزوجها منها حتي لو كان علي المستوي الإنساني فقط, وبالرغم من حزني انني سأفقد صداقتي له ابتعدت تدريجيا وهو لم يشعر بالابتعاد فقد كان يجهز لزواجه الذي تم بسرعة.
نسيت أن اخبرك أن لي أخا وحيدا يعيش باستراليا وأختا تعيش في مدينة بالصعيد وفي هذه الأثناء توفي والدي وقد انتهيت من فترة الامتياز وقررت والدتي أن نسافر في نفس المدينة التي تعيش بها اختي ونستقر هناك لأنها ايضا مسقط رأس أمي, وسافرنا وبدأت رحلة تحضير رسالة الماجستير والعمل ومرت بحياتي بعض قصص الارتباط الفاشلة التي كانت تنتهي سريعا, لأنني كنت دوما اقارن أي شخص بمن احببته فهو كان في نظري المقياس الذي اقيس عليه, وتقابلنا خلال11 سنة في مؤتمرات علمية وكانت دوما لقاءاتنا برغم أنها سريعة حميمة, نجلس لنتحدث بالساعات, هو يتحدث معي في كل ما حدث خلال الفترات السابقة, وأنا اتحدث عن قصة ارتباط فاشلة أو مشاكل العمل, وكان ينصحني دائما بألا أنسي نفسي ولابد أن أتزوج, أما هو فقد انجب ولدين ومنذ أن التقينا بعد زواجه بعامين وهو يحدثني عن مشاكله معها وانها بالرغم من اجماع كل من يعرفونها عن اخلاقها, ومزاياها ولكن هناك اختلافات وفروقا فردية لا علاقة لها بأخلاقها, علي سبيل المثال فهي دائمة النقد لا تفوت فرصة إلا وتنتقد فيها تصرفاته وعاداته ولبسه وطريقة معالجته, لأمر ما,
وبالرغم من انها تركت الجامعة بإرادتها إلا أنها تتهمه دائما بأنها ضحت بمستقبلها العلمي لأجله وأجل الأولاد, كانت تلك بعض الأحاديث المتفرقة التي يتحدث فيها معي عن حياته ولكنه كان يعود ويقول ان الأولاد أهم حاجة في الدنيا وأن لولاهم ما كانت استمرت زيجته حتي الآن, وينصحني مرة أخري بالزواج والانجاب حتي أشعر بقيمة لحياتي, وخلال الأعوام التالية حصلت علي الماجستير ثم الدكتوراه وسافرت أختي مع زوجها لظروف عمله, واقترحت علي أمي أن نعود للقاهرة وكان عمري وقتها35 عاما وعدنا وافتتحت مكتبا هندسيا صغيرا وعملت بمكتب شهير والتقيته في النقابة مصادفة ولم يكن يعلم أنني عدت, وكان يعيش فترة خلاف بينه وبين زوجته وكانا علي وشك الطلاق واستمررت اقنعه بأن يحاول بأن يتفاهم معها لأن اسباب الطلاق كانت فقط لأنهما لا يشعران بتفاهم أو حب حقيقي ونصحته أن يحاول كثيرا من أجل أولاده وشكله الاجتماعي, بصراحة في داخلي كنت أتمني أن ينفصل عنها وإحساسي هذا هو ما كان يدفعني إلي أن اقنعه بالاستمرار حتي لا يؤنبني ضميري, وعاد إلي زوجته في محاولة أخري للاستمرار وعادت صداقتنا من جديد,
وطلب مني أن أعمل بمكتبه الذي يمتلكه لم استطع الرفض فقد كنت لدي رغبة قوية في أن أظل بجانبه, وعملت معه وأصبحت ساعده الأيمن في خلال عام واحد, واقسم بالله بأنني لم أحاول أن تتعدي علاقاتنا علاقة الزمالة او الاخوة فهو ملتزم وأنا أيضا, كانت بيننا صداقة أقرب لصداقة الرجال نتحدث في العمل والدراسة كثيرا, وحتي مشكلاته الخاصة قلل من الحديث عنها عن ذي قبل, حتي ظننت أن حياته عادت لاستقرارها ولكن فجأة وبدون مقدمات طلب أن نتزوج وأخبرني أنه يدرس هذا القرار منذ فترة واستخار ربنا وأنه كان يشعر ناحيتي ببعض العاطفة منذ بداية صداقتنا, ولكنه كان يشعر دائما بأنني لا أفكر فيه اطلاقا وأنه لا يشغلني سوي الأنشطة الطلابية وانني أجده عاقلا جدا, فأيضا خشي أن يلمح لي ببعض شعوره ولم استطع الاحتمال, فبعد18 عاما من الحب الصامت اكتشفت أنه كان من الممكن أن يتغير شكل حياتي, واعترفت له أنا الأخري بمشاعري لم استطع الكتمان, وكم كان متعجبا مني ومن انني استطعت أن اخفيها طوال تلك الأعوام, فمن ناحيته لم يكن يحبني بل كان فقط لديه بعض الانجذاب قام بتجاهله عندما شعر بأنه قد لا يلقي استجابة,
أما أنا فقد كنت أحبه جدا وأريته كشاكيل محاضراتي التي مازلت محتفظة بها والتي كتبت اسمه في كل جوانبها, وأيضا مذكراتي التي كنت أكتبها خلال ا لفترة التي عشت فيها خارج القاهرة, وكيف انني مازلت أبحث عن هذا الشعور الذي شعرته معه, لا أعرف لماذا صارحته بكل هذا ولكنني وجدتني أشعر بأن الحلم الذي خشيت أن احلمه يتحقق واخبرني بأنه سيصارح زوجته وسيخبرها بالوضع الجديد, فرفضت بشدة وقد خشيت أن أهدم استقرار أسرة عمرها13 سنة فمنذ الخلاف الأخير بينهما والذي تزامن مع ظهوري بشكل دائم في حياته كانا قد اتفقا علي التعايش من أجل الأولاد, ولو علمت هي برغبته بالزواج من أخري فستطلب الطلاق حتما.
ووافقت علي الزواج منه في السر, خشيت علي شكلي أمام الناس وأمام زملائنا في المكتب الذين يرونني شخصية جادة ومحبوبة, ولا يتخيل أحد أنني زوجة المدير وأيضا أمي وأخي فقد لمحت إليهما بأن هناك زميلا لي متزوجا ويريدني زوجة ثانية فرفضا بشدة ولم ابذل مجهودا لإقناعهما, بل بالعكس اخبرت أمي بأنني مقتنعة برأيها, وتم زواجي منه منذ عامين أحيا في منتهي السعادة وهو أيضا يحاول ألا يظلمني ويحاول أن يعدل بيننا قدر استطاعته فمثلا اصطحب زوجته لأوروبا في العام الماضي واصطحبني أنا في العام الحالي ويعاملني بمنتهي الرقة والحنان وأنا أفعل كل شيء لارضائه, ويعلم الله أنني لا أحاول أن آخذه من أسرته فيكفيني أنني آراه يوميا ونقضي عطلة نهاية الأسبوع مرة شهريا واحيانا الأيام التي تقضيها هي لدي أسرتها ونسافر في جميع المؤتمرات أو المعارض معا.
أنا لا أطلب حلا لمشكلتي لأنني لست أعاني من أي مشكلة, حتي الإنجاب فضلت أن امنعه بالرغم من رفضه لهذا, فهو يري أن من حقي أن أكون أما ولكنني أخشي أن تواجهنا مشاكل الإعلان ولأنني أخاف علي السعادة التي احياها بأن تتأثر فقط في بعض الأحيان وعندما اقرأ تعليقات علي الزواج السري والزوجة الثانية أشعر بالخوف ان أكون ظالمة أو إنسانة سيئة, أنا سردت قصتي بكل أمانة ولم اخف أي شيء, والله يعلم أنني لا أريد شيئا من علاقتي به سوي أن نكون معا ونرضي الله, فقط أريد أن أعرف زواجي بدون علم أسرتي حلال أم حرام علما بأن جيراننا في شقتنا يعلمون أننا زوج وزوجة ولكننا نعيش في مدينة أخري ونأتي شقتنا عندما نجئ إلي القاهرة.
أرجو أن ترد علي رسالتي فأكثر ما يشغلني هو مدي مشروعية ما أفعله؟ وهل أنا بزواجي بمن احببته لمدة عشرين عاما ومحاولتي أن أعف نفسي واعفه واحيا بسعادة شيء خاطئ؟!. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|