|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:45 | |
| رحيل الأستاذ أنا دكتورة مروي ابنة مستشار الفلسفة حليم فريد تادرس أخبركم بوفاة والدي وسوف تكون ذكري الأربعين اليوم الجمعة2008/8/29. وكنت قد نشرت لأبي رحمه الله رسالته إلي بريد الجمعة يوم9 مايو2008 بعنوان( روحان حللنا بدنا) وكانت أول ماكتب بعد توقف أربع سنوات لوفاة والدتي رحمها الله, كنا سعداء بتعليقكم الرقيق علي الرسالة وكان سببا في عودة أبي للكتابة إلي جريدة الأهرام.
تميز أبي بالنظرة البعيدة للأمور والصراحة المفيدة, لذلك اهتم وزراء التربية والتعليم بسماع رأيه في قضايا التعليم, وأيضا اهتم معالي وزير التربية والتعليم الأسبق أ.د حسين بهاء الدين بتهنئة والدي كل عيد.
ومن عادات والدي الجميلة اجتماع الأسرة صباح كل جمعة ومن أهم أمور هذا الاجتماع مناقشة رسائل بريد الجمعة حيث كان يقرأ أبي الرسالة ثم يطلب من والدتي التعليق ثم أنا وأخوتي ثم يقرأ تعليق الكاتب وكان يري في هذا أهمية كبيرة للتعامل مع تجارب الحياة.
نحن نقدركم جدا ونحترم الآراء العظيمة التي تشاركون بها أصحاب الرسائل ولكم كل الاحترام والشكر. ** رحم الله والدك الاستاذ العالم حليم فريد تادرس وغفر له, بما قدمه لنا ليس فقط في مجال التعليم ولكن بأرائه المستنيرة في قضايا الوطن خاصة عبر جريدة الأهرام رحيل الأستاذ خسارة كبيرة ولكن سيبقي علمه وتلامذته منارة لما هو آت.. خالص عزائي وأصدقاء بريد الجمعة لأسرة الأستاذ. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:47 | |
| شـمس النهــار اكتب إليك يا سيدي كي اتقدم لك بالشكر الجزيل. اكتب اليك ولا أدري كيف اشكرك. أعرفك بنفسي أنا صاحبة قصة( فراش الشيطان) وما حدث فيها, لقد ظللت أقرأ قصتي يا سيدي في بريد الجمعة حتي أخذت ابكي بشدة. قرأتها يا سيدي نحو مائة مرة كما قرأت رد سيادتكم في نفس العدد, وظللت ابكي لأني لا أعرف ماذا أفعل, وأخذت أسأل نفسي هل أنا تلك السيدة التي كانت محط إعجاب الأسرة كلها وكل الناس يحترمونني اشد الاحترام؟ وأسأل نفسي هل أنا تلك السيدة التي كانت تعشق زوجها وتحترمه اشد الاحترام؟ هل أنا تلك السيدة التي أساءت إلي زوجها وحبيب عمرها؟
هل أنا هذه السيدة التي أساءت إلي اسرتها وأولادها؟ وأخيرا أحضرت أبي وقصصت عليه القصة كلها لأني أردت أن اكون صريحة مع نفسي أولا, وبدأت المواجهة أخذ أبي يقرأ القصة مرة بل مرات وقلت له للأسف يا أبي أنا تلك السيدة التي اساءت للجميع في لحظة من لحظات الحياة, وأسأت إلي زوجي الرجل الشهم الخلوق, الرجل الطيب وإذا بأبي يقول لي هل فعلت بك الفلوس وكثرتها في يدك كل هذا؟ هل الفلوس جعلتك تسيئين معاملة زوجك أبو أولادك؟ هل الفلوس هي التي جعلتك تسيئين إلي أهلك حتي أصبحنا أنا وأخوتك لا نساوي شيئا أمام الناس.
بل اصبحنا أضحوكة أمام الناس لأننا لا نستطيع أن نحل مشكلة بنتنا. وأخذ أبي يلعن الفلوس التي كانت سببا في خراب بيتي. كل هذا وأنا أبكي, وأخذ أبي يهديء من روعي ومن حالة البكاء التي كادت تصل بي إلي حالة من الهستيريا وأعطاني أبي حبوب الضغط والمهديء التي أعيش عليها. وسألني أبي مرة أخري يعني أنت حقيقة صاحبة تلك القصة! قلت له نعم, أنا التي كتبتها وأرسلتها. فقال لي أبي: هوني علي نفسك وسوف أعود اليك في المساء. فعلا حضر أبي مساء حسب موعده ولم يكن بمفرده بل كان معه اثنان من أخوتي وجلسنا معا وأخذ أبي واخواي يثنون علي تلك النصائح والردود التي كتبتها لي ونصحتني بها.
وهدأ أبي من حالتي النفسية السيئة التي كنت وصلت إليها, وقال لي ماذا تريدين مني أن أفعل الآن؟ قلت له لا أعلم, فطلب أن نقرأ رد سيادتكم وتلك النصائح الجميلة التي نصحتني بها, وقال لنأخذ برأي الأستاذ خيري أولا لعل وعسي أن يجعل فيه خيرا, وانصرفوا جميعا وتركوني وحدي. وحضر أبي بعد يومين ومعه رجل كبير مسن عليه من علامات الوقار والتدين الكثير, وأخذ الرجل يسألني بعض الأسئلة وأنا أجاوب, وسألني عن زوجي قلت له لقد خرج إلي عمله في الصباح فطلب أن يحضر زوجي وأولادي. رفضت ذلك في باديء الأمر, ولكن الرجل ظل ينصحني ويقول إن ذلك شيء بسيط فهوني علي نفسك.
اتصل أبي بزوجي في عمله فحضر زوجي. وبدأ ذلك الرجل في قراءة القرآن والرقية الشرعية أمامي أنا واولادي وزوجي فقرأها علينا ثلاث مرات تقريبا. في كل مرة يقرأ فيها الرجل أشعر كأن شيئا يهتز في جسدي إلي أن استقر جسدي من تلك الانتفاضة. وبعد ذلك بنصف ساعة طلب مني الرجل أن اقوم واصافح زوجي. وبالفعل صافحته يا سيدي ووجدتني أقبل يديه ورأسه وأقول له سامحني أنا أخطأت في حقك. وقبل زوجي يدي وطلب مني أيضا أن أسامحه. وأنصرف أبي مع الرجل مع وعد بالعودة ثانية. وبعد ذلك بيومين حضر أبي وذلك الرجل الطيب وأخذ يقرأ أذكار الصباح والمساء وبعض الآيات القرآنية واعتذرت لزوجي ثانية ومن يومها كل يوم ازداد فيه حبا لزوجي عن اليوم السابق له, جربت معه الحب ثانية حتي اصبحت سعيدة في كل لحظة يدخل فيها زوجي علي البيت.
سيدي الأستاذ الجليل: عاد الهدوء والاستقرار والانسجام إلي بيتي وزوجي وأولادي من جديد وبدأت اصلح ما أفسدته بين زوجي وبناتي, فعاد الوئام لنا يا سيدي وسجدنا لله شاكرين بعد أن أنعم علينا المولي عز وجل بعودة الحياة إلي ما كانت عليه وكل يوم تأتينا تليفونات كثيرة من أفراد العائلة كلهم يهنئوننا وكأننا مازلنا عروسين في شهر العسل. وعندي لك خبر جميل يا سيدي وهو أننا نجهز أنفسنا أنا وزوجي للذهاب لأداء فريضة العمرة بإذن الله تعالي في شهر رمضان المقبل.
سيدي: أرجو من سيادتكم كما نشرت قصتي( فراش الشيطان) أن تنشر قصة عودتي لزوجي وأولادي ثانية حتي تكون درسا لكل سيدة ورجل أن يبتعدوا عن طريق الشيطان الذي ليس خلفه إلا خراب البيوت, وحتي يعلم كل سيدة ورجل أن الأمل في الله مازال موجودا بعودة المياه إلي مجاريها مهما تعثرت الحياة. ويعلموا أن ظلام الليل لابد أن ينجلي وتطلع شمس النهار وتملأ الدنيا أملا وتفاؤلا في الحياة من جديد.
أعود اليك يا سيدي وأتقدم بالشكر الجزيل لما قدمته لي من نصائح جليلة, والله يا سيدي أكتب اليك وأنا ابكي من كل قلبي من شدة الفرح. اكتب إليك وجسدي كله يرتعد. أدعو الله سبحانه وتعالي أن يمن عليك بالنور والإيمان والستر في الدارين في الدنيا والآخرة, وأدعو للسادة القراء الأعزاء أن يهديهم إلي الطريق المستقيم, واشكرهم جميعا علي سعة صدورهم في الاستجابة لقصتي التي شغلتهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ** سيدتي.. أتذكر قصتك جيدا, فقد أثارت وقت نشرها ـ من ثلاثة أشهر, ردود فعل متباينة وعنيفة. وأستميحك عذرا أن أذكر الأصدقاء ـ لمن قد نسي ـ ببعض تفاصيلها.. فراش الشيطان كانت حكاية سيدة عمرها48 عاما, بعد20 عاما من العيشة الهانئة مع زوجها وأبنائها الثلاثة, وعندما ألمت به ظروف مالية أثرت علي مقدرته علي الانفاق بنفس المستوي الذي اعتادت عليه, مد والدها الكريم يده لمعاونة الأسرة علي تجاوز عثرتها, تغيرت الزوجة, فتعالت علي زوجها, حبيبها, والد أبنائها, وانقلبت عليه, جرحته كثيرا وأهانته.. هجرته في الفراش وحرضت ابنتيه علي التمرد عليه.. طلبت منه الطلاق أكثر من مرة, ولكنه كان يرفض محبة وحرصا علي هذا الكيان العائلي الذي بناه علي مدي أكثر من عشرين عاما, كما وقف والدها في وجه جحودها وتمردها. وبعد خمس سنوات من التعذيب لزوجها, كان ضميرها يؤنبها علي سلوكها فتحاول أن تغير من نفسها, لتجد صوتا يطاردها في فراشها ويحذرها من الاقتراب من زوجها أو الحديث معه, فكانت تستجيب لهذا الصوت.
ولأني خشيت وقتها من الاستسلام لأفكار جاهلة ستري فيما يحدث مسا من الجن, وأن أحد الجان يتلبسها أو يحبها ويمنعها عن زوجها, حذرتها من ذلك, وقلت لها إنها وساوس الشيطان الذي يزين لها أخطاءها, ووجد سعادته في تدمير أسرة آمنة مستقرة, وأنها أتت بالشيطان إلي فراشها, بعد أن استسلمت للشر الذي تسلل إلي قلبها, فوسوس لها وملأ صوته أذنيها, ليبرر لها أن ما تفعله خارج عن إرادتها. وأتذكر أني قلت لها إن بداية الخروج من نفسك, فلو حرصت علي النجاة ليس أمامك إلا مقاومة نفسك وشيطانك بالاستغفار الدائم وقراءة القرآن الكريم, ثم تواجه زوجها بما تشعر به وبضعفها وأن تدعوه ليصلي بها إماما, وأن تثق في قول الله تعالي'.. فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وعرضت عليها إذا فشلت في ذلك أن تسمح لي بتحديد موعدين لها مع فضيلة المفتي وطبيب نفسي.
بعد النشر انهالت علي الرسائل, أغلبها اتهمني بالجهل, ورفض رأي العلماء في خرافات الجن, وحذروني من العواقب التي ستلم بي وبها, وبأن علاجها عند السحرة والذين يخرجون الجان من الأجساد باتفاقات ومعاهدات أو بالحرق.
سيدتي.. ها هي رسالتك تزيح الليل والجهل بعيدا, فالسعادة اختيار, والجهل يطفيء النفوس ويأمرها بالسوء. فالحمد لله أنك أنقذت نفسك وعائلتك الصغيرة المحبة. والشكر لوالدك المستنير واشقائك, الذين لم يستغرقهم الغضب منك بقدر حرصهم علي إنقاذك ومعاونتك علي إزاحة الغشاوة عن قلبك, وما فعله الشيخ الصالح من تلاوة للقرآن الكريم أو أذكار, شيء طيب ألا بذكر الله تطمئن القلوب, ويمكن لكل إنسان أن يفعله بنفسه, ليحمي نفسه من وساوس الشياطين, أعدائنا الدائمين.
هنيئا لك ـ سيدتي ـ علي عودتك سالمة, وعمرة مقبولة إن شاء الله, أما دعواتك لي ولأصدقاء بريد الجمعة فقد نشرتها لعل الله يجعل لنا منها نصيبا.. فشكرا لك وتحياتي لزوجك الرائع.. وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:48 | |
| عناق الشيطان! * أنا طالبة في مقتبل العمر أدرس بكلية من الكليات الأدبية وأعمل في الوقت نفسه لأكون مستقبلي, والدي يعمل في مركز مرموق وأمي أيضا.
لي من الأخوة اثنان هما كل حياتي وعمري, بنت انتهت من دراستها وولد في المدرسة ـ وفقه الله.
مشكلتي كي لا اطيل عليك أني أعيش في بئر من الخيانة. ارفض أي شخص يود الارتباط بي بسبب مارأيت في سنين عمري التي من المفترض أن اعيشها واحبها. اتذكر جيدا مقدار الحب الذي كان بين أبي وأمي والذي تحول مع الزمن إلي خرس تام. * أنا طالبة في مقتبل العمر أدرس بكلية من الكليات الأدبية وأعمل في الوقت نفسه لأكون مستقبلي, والدي يعمل في مركز مرموق وأمي أيضا.
لي من الأخوة اثنان هما كل حياتي وعمري, بنت انتهت من دراستها وولد في المدرسة ـ وفقه الله.
مشكلتي كي لا اطيل عليك أني أعيش في بئر من الخيانة. ارفض أي شخص يود الارتباط بي بسبب مارأيت في سنين عمري التي من المفترض أن اعيشها واحبها. اتذكر جيدا مقدار الحب الذي كان بين أبي وأمي والذي تحول مع الزمن إلي خرس تام.
ابي وأمي متزوجان عن قصة حب جميلة جدا انتهت بالزواج وزينها الله بثلاثة من الأبناء.
مرت علينا لحظات فرح ولحظات حزن وكم كنت اري أبي وأمي متماسكين إلي أقصي حد ومتحابين إلي أن تزول العاصفة.
كل هذا كان مستمرا إلي مايقرب من الخمسة عشر عاما, ولكن فجأة كل هذا الحب انتهي أو أخذ استراحة بسبب دخول الإنترنت الذي يعتبر كارثة حقيقية حلت علي هذا البيت والتي اتمني زوالها.
أصبح الإنترنت وبرامج المحادثات تشغل جزءا كبيرا من حياة كل منا ولكن بسبب الحب الموجود بيننا أنا وأخوتي استطعنا نحن الثلاثة الهروب من هذه الدوامة.
ولكني يبقي أبي وأمي أبي اصبح الكمبيوتر والإنترنت والدردشة مع أصدقائه هم كل حياته بجانب العمل. أمانحن فلا وجود لنا, أري كثيرا هاتفه في ساعات متأخرة من الليل يستقبل مكالمات النساء وأري أسماءهن وبجانبهن بعض الكلمات مثل حبيبتي أو روح قلبي.
كذبت عيني مرات عديدة وقلت في نفسي انه ربما يصنع هذا من أجل إثارة غيرة أمي ولكن صدقت ما رأته عيناي عندما انفجر في وجوهنا بألا نلمس هاتفه وإلا كان عقابنا مريرا.
أمي بنفسها رأت من قبل علي هاتف أبي رسائل يرسلها ويستقبلها من نساء كثيرات نساء غير محترمات وألمحه كثيرا وهو يتحدث مع سيدات عن طريق الإنترنت وينفي امامهن انه متزوج اصلا. أعترف ايضا بخطأ أمي لانها اصبحت مهملة في نفسها ولكنها عندما حاولت الاصلاح وجدت استهزاء من جانب أبي وعندما تذكره بحبهما يتجاهل تماما كلماتها, وبذلك اصبحت كالمنتظرة الموت بلهفة واصبحنا نحن الثلاثة لانطيق البيت.
نعلم جيدا ان مصيرنا مهما كان هو التوبيخ لأتفه الأسباب والصياح في وجوهنا دائما.
حاولنا كثيرا جذب أبي إلي البيت, وأن نذكره ان بيته هو مملكته ولكن لايصيبنا إلا الصراخ.
لقد ضاع أبي بسبب المراهقة المتأخرة( وأنا في شدة الخزي أن أقول هذا) وبسبب إهمال أمي وبسبب الإنترنت ولانعرف كيف نجده أو نستعيده وضاعت أمي في بحر الإهمال وضعنا نحن الثلاثة من ذاكرتهما.
لايوجد شيء اسمه الحب هذه العبارة أقولها أنا وأختي إلي أي شاب يجيء ليرتبط بنا لاننا ـ والحمد الله متدينات وعلي سمعة طيبة ولكننا أصبحنا نكره مجرد فكرة الزواج لاننا لانرغب في أن نصبح مثل أمي أو أن نتزوج رجلا مثل أبي! وأخي اصبح كالحائر خاصة انه في سن مراهقة احس انه يود ألا يري كل هذا لانه يعتبر عبئا عليه في سنه هذه التي من المفترض ان تكون من أجمل سنين عمره وانا واخته الكبري نحاول علي قدر استطاعنا توجيهه ونصحه دائما.
وأخيرا, ترك أبي الصلاة وترك مصاريف البيت كلها علي أمي وبالرغم من ذلك يحاسبها علي أدق الأشياء حتي مصاريف الجامعة تركها علي أنا ايضا, ضاع الحب من البيت وأخذ معه الاحترام بين والدي ووالدتي فأصبح الصياح والشتائم من شيم بيتنا ومات البيت الجميل ومتنا نحن الثلاثة من داخلنا, لا أعلم بسبب من فيهما.
أعلم انها قضية تافهة بالنسبة للقضايا التي تعرضها في بريد الجمعة ولكنها مهمة جدا بالنسبة لأسرتنا, اتمني من كل قلبي أن تنشرها لأن أمي من اشد المعجبين بصفحة بريد الجمعة والمؤكد اني سأجعل أبي يقرأها لعل وعسي أن يعود إلينا كما كان. ** صغيرتي.. لا أعرف ماذا سيكون شعور والدك ومن يفعل مثله عندما يقرأ سطور رسالتك الصادقة, البريئة والمضطربة ـ وقد آثرت ان أتركها بصياغتك ـ هل سيعود إلي رشده, ويري صورته المهتزة في عيون أبنائه ويفهم أنه بتصرفاته المراهقة, وغير المسئولة وبأنانية مكتملة يدمر قلوبا صغيرة, ويغتال حبا لن يجده عند أحد مثلهم. وأنه يهدم في داخلهم كل قيمة جميلة للحب وللزواج. هل يفيق والدك من غفوته ومن طيشه ومن إثمه ونحن علي أبواب شهر كريم, فيجمعكم في حضنه ويعتذر لكم عن أخطائه في حق ربه وفي حقكم, أم تأخذه العزة بالإثم, فيراك ابنة غير مؤدبة, ويعانقه الشيطان مهنئا ليواصل تدمير أسرته التي كانت يوما هانئة.
الحمد الله ـ يا ابنتي ـ أن وهبك وشقيقتك وشقيقك هذا العقل الذي كان والدك الأحق بالفخر والتباهي بكم, فلا تجعلي تصرفات والدك تؤثر فيكم, فليس كل الرجال مثل والدك, تذكري دائما صورته علي مدي15 عاما سابقة, وتعاملي مع مايحدث علي أنه حالة مرضية ندعو الله أن تزول. أما والدتك فأنا اتفق معك أنها أخطأت في حق نفسها وحق زوجها بإهمالها لنفسها, وإن كان هذا ليس مبررا لما يفعله, وأدعوها مع كل تصرفاته ألا تهمل في شكلها وتحافظ دوما علي جمالها وأناقتها, حتي لايجد لنفسه مبررا لما يفعله.
وأعود للأب ومن مثله وأذكره بأن الأقسي من هدم البيوت هو هدم الحب في القلوب الصادقة, وعندما يأتي اليوم الذي لن تسعفك فيه صحتك ويخذلك العمر وتنفض من حولك نساء الموبايل والشات وقتها لن تجد إلا الحنظل الذي زرعته, فعد إلي رعيتك أيها الراعي وكن كما يجب أن تكون زوجا وأبا محبا حنونا, هداك الله وحفظ لك أبناءك. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:50 | |
| الذئـــــــــاب أكتب إليك اليوم بعد تردد كبير يراودني منذ شهور طويلة, حيث انني من قراء بابك الرائع منذ سنوات, كنت كلما قرأت مشكلات قرائك تهون علي مشكلتي التي كنت دائما أعتبرها من أهون المشاكل أمام ما يحدث حولنا, ما يدور يجعل الانسان يفكر كثيرا عندما يمر بأزمة أو مشكلة, هل ياتري أنا في مشكلة أم أن هناك أناسا في مشكلات أكبر بكثير مما أنا فيه؟ وهكذا كانت تمر أزمتي النفسية عندما أفكر بهذه الطريقة وألجأ الي المولي عز وجل بالدعاء ليفك كربي وهمي وحزني, والحمد لله علي كل شيء كنت دائما مقتنعة بأن الشكوي لغير الله مذلة وذلك كان دائما يمنعني من الكتابة إليك, ولكن الآن وبعد مرور الزمن أشعر بأني أنهار, نعم أنهار هذه المرة لست أدري ماذا أفعل؟ الكثيرون عندما يبدأون بالكتابة اليك لايعرفون من أين يبدأون ولكني للأسف أعلم جيدا من أين أبدأ ولكن ما أجهله هو إلي أين سأنتهي؟
أبدأ معك سيدي منذ نعومة أظفاري وأنا في عمر الزهور استيقظ صباحا طفلة بريئة تبدأ يومها علي صراخ والدتها لتعي وتفهم الطفلة معني الحياة الزوجية بين زوجين لايوجد بينهما أي لغة للتفاهم غير الصوت العالي, فالأم تصرخ في الأب لاحتياجات أبنائها, والأب لاحول له ولاقوة, دخله محدود جدا لايكفي القوت اليومي, نعم فهمت ذلك وأنا في الخامسة من عمري لأني في مثل هذا العمر عرفت كيف اشتهي الأشياء الضرورية ولا أجدها.
أري صراخ أمي وضعف أبي الذي يتمثل أمامي في صورة وحشية عندما يعجز عن سد الاحتياجات الضرورية, يتمثل في ضرب الأم لإسكاتها وتتفاقم المشكلة فتخرج الأم غاضبة تاركة البيت لتذهب لبيت أبيها وتتركني وحيدة مع أبي, لأني أصبحت أدرك وكبرت( علي حد تعبيرها) علي أن تجرني وراءها في بيوت الناس( بيت أهلها), وبالتالي إما يتركني أبي وحدي بالمنزل لآكل طوب جدران البيت أو أذهب لأحد أقاربنا لآكل وأشرب لديهم ويذهب هو لعمله, ونظرا لاني وحدي وأبناء أقاربنا أغلبهم صبية كنت أجدني فريسة للهو الصبية, حيث إنهم كانوا في مرحلة المراهقة وناهيك عن التفاصيل, ولن أفسر لك ما كنت أراه منهم وما عانيته في الحفاظ علي نفسي, وخوفي من بطش أبي بي إذا أبلغته عما أراه. لم استطع غير أن ألتزم الصمت وحينما كنت أرغب في رؤية أمي إما كنت أضرب أو أهان, فكنت أيضا ألتزم الصمت خوفا.
ومرت السنوات بنفس الحال وعلي نفس المنوال مشاكل وأصوات عالية, صراخ ونحيب وغضب وترك منزل نعيش كأغراب, ومع كل ذلك زيادة في عدد أفراد الأسرة حتي أصبحنا عددا لا بأس به من الأشقاء والشقيقات, أنا أكبرهم من رأت وسمعت ما لايطيقه بشر ولا يحتمله.
مع مرور السنوات أصبح هناك مخزون هائل من الخوف والألم والإصرار, نعم الإصرار علي ألا أصبح في نفس الحال, ألا أظل هكذا عبدة لأي مخلوق سواء رجلا أو غيره. ومرت السنوات ووصلت الي المرحلة الإعدادية وفي هذه المرحلة كنت شابة يافعة, مظهري أكبر بكثير من سني, مما شجع الكثيرين للالتفاف حولي محاولين استمالتي للخطيئة رحمنا الله وإياكم وأصدقاء السوء, سأترك لخيالك العنان وخصوصا مع غياب أم وانشغالها بمشاكل قوتها اليومي لأولادها وضياع أب في البحث عن قوت يوم لأبنائه, لم أجد من يحميني إلا المولي عز وجل وكنت أحاول جاهدة حماية نفسي من شرور من حولي وذلك كانت نتيجته اني كبرت فجأة ونضج فكري وعقلي في جميع الاتجاهات مع كل الأحداث, وأصبحت أدرك معاني أشياء كثيرة قبل الأوان وخصوصا الانسانية بما تشمله في جميع النواحي واخرها احتياجات البشر الجنسية, نعم كانت سني صغيرة, اربعة عشر عاما وأعرف كل شيء, كل شيء.
المهم في الاعدادية نجحت بمجموع كبير والله أعلم وحده كيف تخطيت هذه المرحلة وبأي شكل, محاولة ألا أجاري جو الدروس الخصوصية وصعوبة الدراسة بالنسبة لي واحتياجاتي للدروس وعدم قدرتي علي دفع أجر المدرسين, وتخيل سيدي ماذا كنت أفعل حتي أدفع للمدرس, حلا من اثنين اما كنت ادخر مصروفي اليومي أو أعمل به جمعية مع زملائي بالمدرسة وأقبضها أولا, وإذا لم يتح هذا أو ذاك كان هناك جانب اخر مشبوه نظرة طمع أراها في عين استاذ يطمع في جسد طالبة الاعدادية... هذه النظرة كانت تقتلني ولكن.. الحمد لله كنت أعرف كيف أخرج من هذه المواقف بدون أذي, المهم أنهيت دراستي بمجموع يؤهلني للثانوية العامة مع ملاحظة شطارتي التي كان تشهد بها مدرساتي في المدرسة. بالله عليك سيدي ماذا كنت أفعل وأنا حولي كل هذه الضغوط أدخل ثانوية عامة وأكمل المشوار القاسي
أم أن أختصر الطريق وأدخل مدرسة فنية؟( أطرح عليك سؤالي هذا لان أمي الآن تتهمني بأني قد أضعت مستقبلي باختياري, حيث انها لاتعلم ما كنت أعانيه ولم استطع إخبار مخلوق, فهذه هي المرة الأولي التي أفتح فيها صندوق ذكرياتي المؤلم) المهم قررت وقتها أن أدخل مدرسة فنية حتي انهي مشواري التعليمي سريعا برغم حلمي أن أكون شيئا في المجتمع( دكتورة ـ مهندسة ـ ضابطة) وخصوصا ضابطة حتي أحمي كل من ليس له حام من البشر الذئاب, المهم أخذت الدبلوم في سن السادسة عشرة, ولأنه كان صعبا علي التفكير في نفسي فقط قررت أن أعمل ورفض والدي في البداية مشكورا ولكنه وتبعا للظروف وافق عندما وجد العمل براتب ستين جنيها( أصلها تفرق معانا.. العيال كتير) وجدت العمل كسكرتيرة بمكتب خاص للمحاماة في البلدة التي أقطن بها وما أدراك ياسيدي ما رأيته هناك أيضا
ومع مرور الوقت وجدت أنه ليس بالأمر السهل لفتاة ليست قبيحة بل علي قدر من الجمال وممشوقة القوام, فهي صغيرة ساذجة من وجهة نظر البعض وتعمل مع رجل كباقي الرجال ومتزوج وليس بالشاب الصغير, ولكنه كبقيتهم طمع هو الآخر في, وكنت في حيرة ماذا أفعل كي أحافظ علي عملي الذي أصبح مصدر رزقي وجانبا كبيرا منه يعين اخوتي وفي نفس الوقت احافظ علي شرفي خوفا من الله, معادلة صعبة أليس كذلك؟
وفجأة الدنيا ابتسمت لي أخيرا وسأجد الزوج الذي سيحميني ويتكفل بي وتمت خطبتي لشاب أعجب بي برغم اعتراض أهله علي شخصي, وتركت العمل فورا بحثا عن الستر في ظل رجل يحبني وظننت انه عوضي من الله عما كابدت طوال السنوات العشرين, ارتبطت به ارتباطا شديدا, نعم أحببته أحببت فيه نجاتي من ماض مؤلم بكل ما فيه, ولكن هيهات وهيهات انطفأت فرحتي سريعا لم تكمل خطبتي شهورا بسيطة لأن حماتي السيدة الفاضلة ذات الشخصية المتسلطة وسيدة القرار لاغية وجود ابنها وزوجها كان رأيها هو كيف ان ابنها صاحب المؤهل العالي يأخذ فتاة بحتة دبلوم وكانت بتشتغل, والزن علي الودان يا سيدي أمر من السحر, فمع حب خطيبي لي الا انه كان أضعف من أن يقف بجانبي وتركني وفسخت الخطبة بعد أن فاض الكيل من كم المشاكل والضغوط التي حاصرتني بها السيدة الفاضلة, وعدت ثانية للصفر وتحطمت كل امالي في الستر والبيت الناجح الذي لم أره الا في الأفلام الرومانسية القديمة.
وبعد ان أفقت من صدمتي في حبي الأول طوق نجاتي الذي تبخر كان عمري وقتها واحدا وعشرين عاما ماذا أفعل مع كل الظروف التي لم يتغير منها شيء, نفس الصراخ اليومي, مع زيادة الأعباء علي الرجل المسكين, فهذا هو رزقه, ضعيف لا ألومه فالرزق من المولي عز وجل والحمد لله. ما نسيت ذكره بجانب الظروف الملخبطة هو عجزنا عن سداد أجرة منزلنا الذي يأوينا, نعم كنا ندفع ونسدد ما علينا, ولكن عندما تضيق بشدة نطرد من الشقة ونضطر الي ان ننتقل لأخري حتي أصبحنا أغرابا وسط الناس من كثرة انتقالنا, لم يعد يعرفنا أحد وكيف يعرفوننا ونحن دائما سكان جدد.
ومرت أيام وجاءت أيام وأنا أنتقل من عمل لآخر مع انتقالنا من شقة لأخري, حتي شاء القدر أن تأتي رحمة الله وان أجد فرصة عمل بوظيفة حكومية بالدبلوم, ومع خبراتي أيضا عينت وظننت لحظتها ان القدر ابتسم لي وان الدنيا هتحلو, ولكن لمن تحلو الدنيا, فوجئت مع أول راتب بالكارثة. راتب الحكومة مائة وخمسون جنيها, سيدي, ألبس وأصرف وأركب مواصلات وأحيانا اكل منه وأساعد اخوتي في طلباتهم الدراسية, ما كل هذا ياويلي مما يدور في رأسي, ومع ذلك قررت ألا استسلم لما أمر به, حيث إنه أفضل بكثير مما مررت به مع أصحاب العمل الخاص.
المهم ومع كل هذا كان لي طموحي الخاص, كان بداخلي رغبة أخري ان احقق حلما قديما وأقضي علي عار وصمتني به الأيام والناس, عار اني صاحبة مؤهل متوسط وقررت بعد التعيين ان أكمل دراستي وادخل الجامعة لأكون من أصحاب المؤهلات حتي أعجب الناس, ولكن كيف ومصاريف السنة الواحدة تتعدي الألف وستمائة جنيه غير المواصلات والمذكرات وخلافه.
الحل أن أعمل فترة مسائية في أي مكان يدر علي دخلا جديدا, وبالفعل وجدت عملا وبدأ المشوار من جديد عمل ليل نهار لتحصيل مصاريفي ومصاريف كليتي ومصاريف مساعدتي لأبي, ياه ياسيدي أيام وليال وطوال كنت أري نظرات الذئاب تلتهمني وانا عائدة ليلا من عملي في غاية الإجهاد وانا واقفة وحدي في الحادية عشرة مساء في ليالي الشتاء الطويلة علي رصيف محطة القطار.
الحمد لله حمتني عناية المولي عز وجل ومرت أربع سنوات طوال جدا بجملة السنوات الطوال التي عانيتها, وتخرجت في كليتي بتقدير عام جيد جدا برغم كل الظروف ولله الحمد فلكل مجتهد نصيب, وأعلم اني بذلت مجهودا كافأني عليه رب العزة وتخرجت العام الماضي, وأحاول جاهدة أن أحسن من وضعي في عملي الحكومي, لكن هيهات الروتين والاجراءات الطويلة, فمر عام وحتي الآن يبقي الوضع علي ماهو عليه
بجانب ذلك فأنا سني الآن تسعة وعشرون عاما وورائي أب في بدايات الستين ومازال يعمل بيده وإخوة مازالوا في مراحل التعليم وأنا عاجزة عن مساعدتهم حتي لا يروا ما رأيته في حياتي, وعندما وجدت أن الحكومة لن تجدي فكرت كعادتي أن يكون هناك بديل, لكن ياتري ماهو البديل هذه المرة الذي يساعد أسرة من سبعة أشخاص ليس لها دخل ثابت والأب كبر في العمر والابن يادوب دبلوم وليس بيده حيلة حتي يساعد نفسه, حيث إن دخله أضعف بكثير من دخل أخته
أعانه الله علي حاله, وإخوة بنات في مراحل الدراسة, ماهو الحل, وجدت أن الحل أن أسافر لأي دولة عربية بمؤهلي الجديد وأخذت في مشوار البحث, ولكن هيهات هذا البحث يحتاج إلي أموال لشراء العقد من أي شركة توظيف, علي الأقل ستطلب سبعة آلاف زادت أو نقصت هذا هو الثمن بجانب ثمن آخر تعودت أن يعرض علي!
أنا في بلدي كنت أحمي نفسي لأني في بلدي مهما كان فيها من ذئاب, ولكن ماذا أفعل وحيدة في بلد غريب مع أناس لا أعرفهم ولن يرأفوا بحالي أو يفهموا مبررات سفري.
الآن سيدي قد قصصت عليك قصتي ببعض تفاصيلها وأكيد تسأل نفسك ما الأمر؟ماذا تريد هذه الفتاة؟ وهل هذا واقع أم خيال كاتب؟ هل تلك القصة حقيقية موجودة بيننا؟ سيدي إنها حقيقة, إنها قصتي, مأساتي, وأنا أكتب إليك وأنا علي أعتاب الانهيار, حيث انه خلال أيام قادمة سيصلني عقد عمل سكرتيرة في إحدي دول الخليج, وأنا لست أدري ماذا أفعل, بداخلي ضمير يقظ يؤرقني
هل أذهب وأعمل تحت أي ظروف وأجاهد للحفاظ علي نفسي وأعمل وأعيش أنا وأسرتي لأستطيع توفير حياة كريمة لأمي الصابرة وأبي المكافح, وأنقذ ما تبقي لاخوتي البنات والشباب لتحقيق طموحهم أم أرفض وأجلس حاطة إيدي علي خدي منتظرة أن نطرد من جديد من شقتنا المؤجرة لقرب انتهاء عقدها ولأعنس أنا ومن بعدي اخواتي البنات الموقوف حالهن تبعا لحال أختهن الكبيرة.
سيدي لا أبغي منك كلمات شفقة ولا عطف ولا كلمة تخبرني بأن أرضي بما قسم لي لأني بالفعل راضية وحامدة وشاكرة ولا أبغي تحليلا نفسيا, فإذا كنت مرضت نفسيا أو بداخلي ألم فسأكون كفيلة به إذا استقرت سفينتي, سفينة مشواري الذي لا أعلم إلي أين سينتهي.. ما أبغيه عن جد وحق يد مساعدة, طوق نجاة من المولي عز وجل لأني أشرفت علي الغرق وأنا أحاول ألا أغرق في طريق لن أعود منه إنسانة. وإذا تبقي بداخلي بواقي إنسانة فلن تعود معي من هذا المشوار. { سيدتي.. رسالتك هي الوجه الآخر لقصة بنات إبليس التي نشرتها منذ أسبوعين, فهي انساقت نحو الخطيئة علي الرغم من أن ظروفها الاجتماعية لم تكن تقود إلي ذلك, وها هي أنت تحتمين بإيمانك بالله, وباحترامك لذاتك, وسط ظروف أقل ما توصف به أنها قاسية, فلم تضعفي أو تستسلمي للإغراءات, أو تستندي إلي مبررات لتذهبي إلي طريق مظلم بحثا عن ضوء كاذب, أيا كان سطوعه, لن يقودك إلا إلي ظلام.
سيدتي.. لن أقول لك كلمات شفقة أو عطف, فأنت لست في موضعهما, ولكنك تستحقين الإعجاب والمساندة لتجاوز هذا الاحساس المؤلم بالانهيار. وقبل أن أواصل الحديث معك وإليك, دعينا أولا نتوقف أمام بعض مما جاء في رسالتك.. لن أقف طويلا أمام علاقة والديك وأثرها السلبي عليك وعلي اخوتك, لأني أتفهم جيدا إحساس هذا الأب المحمل بأعباء أسرة مكونة من9 أفراد براتب هزيل, إحساس بالعجز يجعله متحملا لقسوة الحياة في الخارج مجبرا, وعندما يعود إلي بيته يصب كل غضبه ويفجر توحشه فيمن يشعرونه بضعفه وهوانه أمام نفسه.
لن أستطيع في هذا الموضع أن أدين والديك, حتي ولو كان تصرفهما يستوجب الإدانة حسب نظريات التربية التي لاتحس ولا تضع مثل تلك الظروف الموضع الذي تجبه.
ولكن ما يستحق الإدانة هم هؤلاء الذئاب, الذين لايتخيلون للحظة أن التي هي في موقفك قد تكون ابنتهم أو أختهم أو شقيقتهم.. يرون فيها فريسة, ولا يرونها ضحية تستحق المساعدة بما تملكه من مؤهلات دراسية أو كفاءة عملية. لم يفكر أحدهم أنه يشرد أسرة, يجوعها, يجعلها تفر من شقة إلي أخري بحثا عن الأمان.
غرائز حيوانية تبتعد بالبشر عما خلقوا له وعليه.
للأسف يا عزيزتي, ما تعرضت له, تتعرض له نساء عديدات خرجن إلي العمل, وأتمني ألا يرسل إلي بعض القراء أن ما حدث بسبب خروج المرأة للعمل, لأن هذا قول مغلوط, يذهب بنا بعيدا عن الجريمة الحقيقية التي يرتكبها بعض الرجال, وبدلا من أن يغضوا أبصارهم, ويراعوا الله في تصرفاتهم, فإنهم يلقون بالمسئولية علي خروج المرأة للعمل.
الأزمة الحقيقية في الأخلاق, في غياب معني الرجولة, في القانون الذي لايحمي من هن مثلك من ذئاب الشوارع وذئاب العمل.
ذئاب في كل مكان, في بلدك وخارجه.. فماذا تفعلين؟ هكذا تسألينني وعليك مسئوليات كبيرة تجاه أسرتك.
دعينا نتفق أولا أن مناقشة فكرة التفريط أو معصية الله غير واردة, فقد التجأت إليه سبحانه وتعالي, فحماك وأنت في سني السذاجة والمراهقة وغياب الأهل وابتزاز العمل, ومن يستطيع تجاوز هذه الصعاب بلا خطيئة, لايمكنه الاستسلام أو الانهيار في سني النضج التي وصلت إليها..
كذلك لا أرحب بفكرة سفرك للخارج أيا كانت مقدرتك علي الصمود ومواجهة حيل الرجال وابتزازهم. يبقي الأمل ــ وكلي ثقة في حدوثه ــ أن نجد لك عملا مجزيا لدي واحد من أصدقاء بريد الجمعة يعينك علي مواصلة الرحلة الصعبة, وأن يرزقك الله بزوج مناسب يراعي الله فيك. وإلي أن يحدث هذا قريبا بإذن الله أرجو أن ترسلي لي بياناتك كاملة والتي يمكنني من خلالها عرض ما سيصل إلي. وفقك الله وحفظك وحماك.. وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:51 | |
| الحياة الجديدة حاولت كثيرا الكتابة إليكم حتي تغلبت علي ترددي وعزمت وتوكلت علي الله..
أنا يا سيدي رجل في نهاية العقد الخامس أعمل مهندسا ولي ثلاثة أبناء في سنواتهم النهائية بكلياتهم العملية.
تزوجت زواجا تقليديا, وإن بدا لمن حولنا أنه عن حب.. وسارت الحياة هادئة بمشكلات روتينية كانت تنتهي علي خير ودون تدخل من أحد.. وكان ما يميز هذه المشكلات هو هجر الزوجة لفراش الزوجية بغرض تأديبي وعقابي.. وتكرر هذا مع كل خلاف لو بسيطا.. وكنت دائما أنصح زوجتي بأن ذلك يزيد الجفاء بيننا ولكنها كانت تتمادي في هذا السلوك.
وعلي غير العادة فإن تلك المشكلات زادت من ارتباطي بابنائي بخاصة ابنتاي وكنت اجد فيهما دائما السلوي والملاذ.
وبعد أكثر من خمس وعشرين سنة زواج.. وجدتني حائرا وتعصف بي تلك المشكلة وتحملت كثيرا من عناد زوجتي ونكدها وتلذذها بحرماني من حقوقي الزوجية.. حاولت ارضاءها بشتي الطرق, ولكن سلوكها الغريب لم يتغير كثيرا.
وعندما فاض بي الكيل وزاد التفكير في إنهاء حياتي الزوجية.. كتبت منذ خمس سنوات إلي بريد الجمعة الذي كان يحرره الراحل الأستاذ عبدالوهاب مطاوع, ونصحني ـ رحمه الله ـ بالتريث وبدء حياة جديدة من أجل الأولاد وطرد فكرة الطلاق أو الزواج بأخري, وكنت قد شرحت له مدي ارتباطي بابنائي وان زوجتي اصبحت تغار أيضا من قربهم مني لشعورهم بآلامي وظلم والدتهم لي.
وحاولت بدء( الحياة الجديدة) واستمرت حياتنا بعد ذلك نحو ثلاث سنوات دون تغيير ملموس.. وفي يوم حاولت التقرب منها وقدمت لها هدية غالية لإرضائها إلا انها صدتني بكل قسوة.. ولأنني كنت أحذرها دائما من رد الفعل, أقسمت لها بأن ذلك لن يمر بسلام.
وفي خلال أسبوعين وبلا وعي وكأنني كنت مسلوب الارادة وجدت نفسي مرتبطا بزوجة أخري.. وأقسم لك سيدي أن يوم عقد قراني علي زوجتي الجديدة كنت أبكي عندما اتذكر ابنائي وأنا غارق في خيانتي لهم.
مر أسبوع كانت زوجتي الجديدة تعد خلاله منزل الزوجية وكان شقتها وابنتها حيث انها مطلقة.
وفي نهاية الاسبوع وقعت المفاجأة, علمت زوجتي أم اولادي بالأمر.. وما أن واجهتني حتي وجدت نفسي أنهار امامها وأمام ابنتي. اللتان انهارتا ابنتاي وكدت افقدهما بسبب الحالة التي كانتا عليها.
وتدخل أهل زوجتي وطلبت أم أولادي الطلاق.. ولكنني قبل أي نقاش كنت قد قررت طلاق زوجتي الجديدة.. وتم ذلك في اليوم التالي أي اليوم الثامن لزواجي, وانتهي كابوس ظل يؤرقني طويلا.. وللأسف مازلت أعانيه.
ليت الأمر انتهي عند هذا الحد.. اصيبت زوجتي بخيبة أمل كبيرة في بعد أن ظلت معي ـ علي حد قولها ـ علي الحلوة والمرة اكثر من خمس وعشرين سنة.. وكان آخرها الخيانة.. وكانت تعتبر ما تم جريمة لا تغتفر, تشعرني بها كل لحظة.
لقد انهارت حياتنا الآن تماما واصبحنا زوجين علي الورق فقط لا حديث بيننا نهائيا, تنتابها بين الحين والآخر بعض الهواجس وأجدها تحزم ملابسها وتطلب الطلاق. يتدخل أهلها مرة بالدين والقرآن ومرة بالتهديد.
يعود الهدوء لأيام.. ثم ينقلب الأمر من جديد.. حتي هجرتني تماما منذ ثمانية أشهر.. واصبحنا نعيش كل في حجرة كوالدين لأبنائنا فقط.
هل أجرمت سيدي بعد كل ما أوضحت؟ وهل اختلقت اسبابا لأبرر خيانتي؟ لقد رضيت بالعقاب الذي مازلت أعانيه.. وعزائي أنني مازلت احتضن ابنائي وبينهم ولكن سحابة سوداء تظلل بيتي ولا أري فرجا قريبا.
وأسأل نفسي احيانا هل انتهت حياتي مع زوجتي؟ وهل استحق ذلك؟ وإلي متي؟ فارجو سيدي ان تكون رحيما في ردك عليها.. لأنني أري انها أحق بالرحمة لأنها في النهاية أم أولادي وشريكة حياتي لأكثر من ثمانية وعشرين عاما. * سيدي.. قصتك تجسد من جديد شيوع الفهم الخاطئ للعلاقة الزوجية.. الزوجة تري أن جسدها كما هو مكافأة, هو أيضا وسيلة للعقاب, مطمئنة أن الزوج لن يذهب بعيدا لارتباطه بأبنائه وضعفه أمامها, فيما هو آمن بأن الشرع أباح له التعدد, لذا فهو وقت اللزوم سيلجأ الي عقابها, الي الزواج بأخري, ليس حبا أو حرمانا ولكن انتقاما.
سيدي.. دعني أولا أكشف لك عن إحساسي بأنك لم تنقل لي عبر سطور رسالتك كل الحقيقة.. كلماتك تكشف عن إحساسك الدائم بالظلم والخيانة, وكأنني كنت مسلوب الإرادة وجدت نفسي مرتبطا بأخري, كنت أبكي عندما أتذكر أبنائي وأنا غارق في خيانتي لهم, كنت قد قررت طلاق زوجتي الجديدة, وانتهي كابوس ظل يؤرقني طويلا, أصيبت زوجتي بخيبة أمل كبيرة: وغيرها.
سيدي: هذه بعض من الجمل التي تجسد إحساسك بالذنب والخيانة ليس في حق أولادك فقط, ولكن في حق زوجتك أيضا, فهل فعلت منذ البداية ما أبعد زوجتك عنك ودفعها لهجرك في الفراش؟.
لو كان هناك ما أخفيته في حكايتك, فهذا يعني أنك لن تنجح أبدا في استعادة زوجتك, لأنك لم تواجه الخطأ وتحاول إصلاحه والاعتذار عنه, عليك أولا أن تعترف به, حتي لا يصبح البحث عن حل يسير في اتجاه واحد فقط, وهو مسئولية زوجتك تجاهك وتصرفاتها الخاطئة المتتالية معك.
أما اذا كانت كلماتك صادقة ولم تخف شيئا, وكنت مثاليا في كل تصرفاتك مع شريكتك, فإن ألم ضميرك يجب أن يكون مصدره تلك المرأة الأخري, التي لم ترتكب ذنبا سوي أنها وافقت علي الارتباط بك, ورتبت حياتها وحياة ابنتها علي وجودك, ثم هربت في أول مواجهة, وبعد ثمانية أيام فقط من الزواج.. ماذا يعني هذا سيدي؟.. يعني ببساطة أنك رجل غير مسئول, مندفع, لا تفكر إلا في نفسك, وهذا كله يفسر سر الأزمة الحقيقية مع زوجتك.
الحياة الجديدة التي نصحك بها الكاتب الراحل الاستاذ عبدالوهاب مطاوع مؤسس بريد الجمعة, كانت مبنية علي ما سردته, فعندما يتحدث زوج عن غيرة زوجة علي زوجها من حب أبنائها, لا يعبر إلا عن حب مفرط, فإذا كان الزوج أيضا محبا راغبا في مواصلة الحياة المشتركة فهل هناك طريق غير الحياة الجديدة؟.
تلك الحياة التي كانت تستوجب في تلك اللحظة الانتقالية, المواجهة, والاعتراف برغبة كليكما في الإستمرار والحفاظ علي استقرار الأسرة.. أن يواجه كل منكما الآخر بأخطائه واحتياجاته.. من أخطأ يعتذر, ومن التبس عليه الأمر يفهم.. الحياة الجديدة تعني التخلص من كل الماضي بأخطائه وأعبائه, وإعلاء قيمة ما تحقق بينكما وعلي رأسه أبناؤكما فعندما نختلف يا سيدي ونقرر أن نبدأ من جديد ليس علينا خدش الجروح وإنما مداواتها, والتركيز علي كل ما هو جميل علي مدي25 عاما هي عمر زواجكما..
وكما عليك أن تعتذر لزوجتك عن أخطائك, عليها أيضا أن تفهم دورها, وأن جسدها ليس منحة أو عقابا, وأنه لا يجوز لها هجرك في الفراش بلا مبرر, فهذا عدوان وإثم بين, فإذا ما كانت لا تريد الاستمرار معك لكره أو غضب, فعليها أن تعلن ذلك, وتتحمل تبعات ذلك سواء بالطلاق, أو بتركك تعصم نفسك من الوقوع في الخطيئة باللجوء الي ما شرعه الله بالزواج من أخري.
سيدي.. ما أقوله الآن لك ولزوجتك: لم يعد في العمر الكثير ـ أطال الله في عمركما ـ كبر أبناؤكما, وما جمع بينكما كل هذا العمر يجب عدم إهداره بكل هذه السهولة.. الأيام تمضي, وأنتما في عذاب أو في هناء, فلماذا لا تختاران السعادة, تلك التي نفرط فيها وهي بين أيدينا, ونطاردها بعيدا, وعندما نكتشف أنها سراب لا يمكننا العودة الي ما كنا عليه.. عودا الي نفسيكما, واستعيدا نصيحة الكاتب الراحل الاستاذ عبدالوهاب مطاوع الحياة الجديدة, فأنا لا أري غيرها حلا ونصيحة.. أسعدكما الله وأزال عن عيونكما غشاوة الغضب والعناد, وأدعوكما الي قراءة الرسالة الأخري في نفس الصفحة, ربما تكشف لكما عن وجه آخر يدفعكما الي الاختيار الأفضل والأنسب من أجل أولادكما ـ وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:53 | |
| العقل القائد لأول مرة أراسل فيها بريدكم الموقر, وقد كان الدافع وراء ذلك أني أحسست بصدق ماتقدم وبأهمية القضية المطروحة بنك الأمل
كما أردت أن أعبر عن تأييدي الشديد للمبادرة التي عرضها الدكتور عادل قاسم واستعدادي لبذل جهدي والانضمام إليكم, وذلك للعديد من الأسباب:
ـ ايماني الشديد بوجود أزمة حقيقية بين الشباب.
ـ أيضا اعتناقي لضرورة التفكير بايجابية بمعني أن هناك مشكلة ولابد من ايجاد حلول قابلة للتطبيق العملي.
ـ أيضا نحن كشباب لدينا العديد من الطاقات فأنا وكثير غيري نعمل وندرس والحمد الله ومازالت لدينا طاقات نرغب في استغلالها في المساعدة في العمل التطوعي والاجتماعي, فالشباب المصري وبحق ياسيدي لديه العديد من الطاقات والاستعداد علي مواجهة المشاكل ولكن ينقصنا العقل القائد الحكيم الذي يتمكن من استغلال طاقة الشباب إلي مافيه خير مصرنا الحبيبة.
فنحن كشباب عاشقين لتراب هذا الوطن الحبيب ونتمني أن نرد له الجميل وأن نكون نحن سبب رفعته نؤيد فكرة بنك الأمل, وأرغب في المساعدة أنا وكثير غيري
علا عاطف معيدة بمركز دراسات التنمية البشرية ـ معهد التخطيط القومي
** شكرا لك ولكل الذين أرسلوا اقتراحات جيدة وأفكارا تدعم فكرة إنشاء بنك الأمل أو تطرح بدائل أخري منها التعاون مع مؤسسات محترمة مثل مصر الخير ولأن الفكرة متشعبة وتحتاج امكانات كبيرة وضوابط قانونية, فإننا ندرس المشروعات المتشابهة في مصر وخارجها علي أمل أن يخرج الاقتراح في أفضل صورة تليق بمصر وبشبابها. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:55 | |
| قبل الطلاق تعثر القلم كثيرا وغادر المداد مرودتي راكدا بالقاع حتي لايتسني له ان يسطر مأساتي.. فكم اعتزلت اهلي واصحابي اشكو الجدران همي واحتسي مر مدامعي وحدي لكن لابد للبركان الخامد أن ينفجر وللبحر الهادئ ان يثور ويلقي باصدافه علي الشاطئ فروضت قلمي من جديد وقطعت عليه عهدا وثقته الدموع ان يرفق بالأوراق.. فقد اصبحت لدي رغبة جارفة في الكتابة اليك علني اجد عندك علاجا ناجعا!.
بلغ السيل زباه ولم يعد بقوس الصبر منزع.. فأنا فتاة في سن الزهور ودعت العقد الثاني من عمري منذ شهور قليلة واعمل في إحدي المصالح بنظام العقد المؤقت.
تقدم لخطبتي أكثر من شاب فاستخرت الله ووافقت علي من هو اقرب مني سنا وايسر حالا حيث يعمل بإحدي الشركات المرموقة ويبدو عليه انه عصامي واستمرت فترة الخطوبة قرابة العام ونصف العام وهذه فترة كافية ليدرس كل واحد منا الآخر تحت رعاية الاسرة وفي اطار ديني واجتماعي راق.. قربت المسافات بيننا فأحببته اكثر واصبحت انتظر يوم الزفاف الا ان القدر ابي ان يمهلنا فقد حدث ان كنت أعبث بهاتفه المحمول فطالعني رقم واسم فتاة واستبد بي الشك وثارت ثائرتي وسألته في غضب تحدوه الغيرة والحب من تكون هذه الفتاة؟
وماطبيعة علاقتك بها فأغلظ لي الإيمان انها زميلته في العمل ولكن حاستي كامرأة قادتني لتقصي الامر وعرفت انها اخت صديقه الحميم فجزعت ودارت بي الدنيا لانني أيقنت انني وقعت في شباك رجل كاذب وصممت علي الانفصال وفسخ الخطوبة..فرفضت اسرتي هذا الحل تماما واقترب موعد الزفاف الذي كنت انتظره فيه ولكن هبته لما اهابني.. وتم الزواج وابتسمت لي الحياة الا ان ربيعها لم يدم طويلا وارتحل بعد ثلاثة أشهر حيث كنت ادخر مبلغا من النقود بمكان خاص في غرفتنا الخاصة لايعلمه احد سواي وزوجي واكتشفت ان المبلغ يتناقص وعندما سألته انكر وأقسم انه لايعرف عنه شيئا.. وتكرر حادث السرقة أكثر من مرة في غضون شهر واحد فجن جنوني واخبرت والدي بما حدث فمنع إخوتي عن زيارتهم لي في شقتي!!
ولأنني لم يكن لدي أدني شك في أن زوجي هو السارق فقمت بوضع علامة مميزة علي جميع الأوراق المالية الموجودة بحقيبتي دون علمه, وقد حدث ما توقعته بالفعل نقصت نقودي, فانتظرت حتي أخلد إلي الراحة وتناولت حافظة نقوده, أبحث عن ضالتي فوجدتها بين ثناياها داخل جيب سري بالحافظة فتركتها ودسست الحافظة في مكانها ثم أخبرت والدي بما حدث فهدأ من روعي واستدعاه في حضور والدتي وأخي الأكبر وطلبت أنا بدوري منه حافظة نقوده وفتحتها أمامهم واستخرجت منها ما يخصني وسألته من وضع هذه الأوراق المالية في حافظة نقوده فأنكر أي علاقة له بهذه النقود وامتقع وجهه وتركنا وغادر المكان دون أي مبررات في حين أن والدي اعتبر مالي ـ ماله وتدخل بأسلوب حكيم للصلح بيننا.. وطلب مني أن أعطيه فرصة أخيرة.. فأخذت منه موقفا وهجرته في الفراش بالرغم من أنني مقيمة معه في شقتنا الخاصة بنا ولأنه زوجي والمصيبة تخصني وعلي أن أعالجها بنفسي طلبت منه أن يصارحني بالحقيقة ويبرر لي ما يصدر عنه من سلوك اجتماعي سيئ مخافة أن يظهر هذا الأسلوب خارج المنزل وأفاجأ بأن زوجي مقبوض عليه كلص بأحد المتاجر أو المولات. وسألته ان كان مريضا نفسيا ويحتاج للعلاج ووعدته بأني لن أتخلي عنه إذا أراد أن يصلح من شأنه, فدخله مرتفع وليس في حاجة إلي السرقة, فرد متهكما أنه ليس مريضا وأنه مظلوم ولا دخل له في كل ما يحدث.. نفد صبري يا سيدي.. فلم تمر أيام حتي راق في عينيه مصاغي, فسرق قطعة منه وأنكر كالعادة وحلف بالله أنه لا يعرف عنها شيئا, واستحالت الحياة بيننا ورفض والدي وإخوتي فكرة الطلاق بسبب نظرة المجتمع للمطلقة ولاسيما أنه لم يمض علي زواجي أكثر من أربعة أشهر, وأمام دموع التماسيح التي يجيد زوجي سفحها قرر والدي أن أحل مشاكلي أنا وزوجي بأنفسنا ظنا منه أن زوجي رجل يقدر الحياة الزوجية.. سيدي كيف للص كذاب أن يبني بيتا.. وتحمل مسئولية أسرة؟ وكيف يكون قدوة لأبنائه في المستقبل, بل كيف آمن علي نفسي مع هذا الثعلب الماكر؟ وهل لأي زوجة أن تنجب أطفالا من مثل هذا الرجل؟ فأنا في موقف لا أحسد عليه تمزقني الحيرة وتفترسني الظنون خشية أن أفيق بعد فوات الأوان ويبيت الخلاص مرهونا بضياع طفل برئ بيننا!! لذا أرسلت إليك أملا في إيجاد حل مناسب لمشكتلي لديك. * سيدتي.. يصعب علي إبداء رأي قاطع في مشكلتك بسبب نقص في المعلومات عن حياتكما الخاصة قد تنير الطريق أو تساعد علي فهم سلوك زوجك, وهل هو مريض يستحق العلاج, أم لص يسرق مالك ومال غيرك لأهداف لا نعرفها.
قلت لي إن الحياة ابتسمت لك بعد الزواج, ولم تقولي كيف كانت ابتسامتها؟. هل زوجك إنسان طيب, متدين, حنون, كريم؟ هل ينفق عليك وهل يتحمل مسئولية البيت بمتطلباته أم تشاركينه تلك المسئولية؟.. هل يمنحك مصروفا شهريا كافيا, يقدم لك الهدايا, أم أنه شخص بخيل؟.. هل متطلباتك تزيد عن إمكاناته المادية؟ وهل من الوارد أن يكون اتهامك بقصد إنهاء هذه العلاقة, فليس من الصعب أبدا وضع المبلغ المالي في محفظته لاثبات التهمة عليه؟
سيدتي.. اغفري لي ظنوني, فأنا هنا لابد أن أضع كل الاحتمالات, فقد تعلمت عبر سنوات عملي أن للحقيقة وجها آخر غائبا, لايكتمل إلا برواية الطرفين. فإذا سلمت بحقيقة ما ذكرت, دعيني أسألك: لماذا وافقت علي الزواج بهذا الشاب بعد أن تأكدت من كذبه وأنه علي علاقة بفتاة أخري؟ هل تكفي ضغوط الأسرة للدخول في علاقة مقدسة مع رجل تشكين في محبته وقبلها في تدينه وخلقه؟!
سيدتي.. ما تتهمين به زوجك يثير الشكوك حول مستقبل علاقتكما, ويضع مخاوفك في محلها, لكني لا أستطيع أن أنصحك مبكرا بهدم البيت بالطلاق, خاصة إذا كان ما يفعله زوجك مرضا ـ وإن كنت اشك في هذا بسبب رد فعله السلبي والضعيف أمام اتهامك, فهو في هذه الحالة يستحق منك مزيدا من الاهتمام وبث الطمأنينة في نفسه حتي يرحب بفكرة الذهاب إلي طبيب نفسي متخصص, والذي قد يكتشف أن هذا الفعل المرضي لا يرتكبه زوجك إلا معك أنت فقط لأسباب خفية خاصة به أو تدور في اللاوعي. أما إذا أيقنت أن ما يفعله زوجك سلوك متكرر معك كما مع الآخرين, وأنه يستغل هذه الأموال لينفقها في أوجه أخري, لا يجرؤ علي كشفها لك, وليس هناك أمل في أن يتوب إلي الله ويتوقف عن هذا الجرم المؤثم شرعا وقانونا, فلن يكون أمامك إلا خيار الانفصال.. أنت وحدك يمكنك معرفة الحقيقة, وأنت وحدك القادرة علي اتخاذ القرار الصحيح.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 22:58 | |
| الرياح السوداء أكتب إليك سيدي, وأنا علي وشك الانهيار النفسي والجنون فأنا فتاة في الثلاثين من عمري, أكبر إخوتي, كنت لفترة قريبة أظن نفسي فتاة متدينة بحق فكلما ضاقت الدنيا في وجهي لجأت إلي الله ـ عز وجل.
ولكن في هذه الأيام أمر بأزمة نفسية عارمة تزلزل كياني وجعلتني أتشكك في نفسي وفي كل شيء, وسأحكي لك قصتي من البداية حتي تصل معي إلي ما أنا عليه الآن.
نشأت في أسرة ريفية بسيطة جاء أبي للقاهرة للعمل في شركة كبري عن طريق أحد أقاربه, وأحضرنا معه للقاهرة.
أكتب إليك سيدي, وأنا علي وشك الانهيار النفسي والجنون فأنا فتاة في الثلاثين من عمري, أكبر إخوتي, كنت لفترة قريبة أظن نفسي فتاة متدينة بحق فكلما ضاقت الدنيا في وجهي لجأت إلي الله ـ عز وجل.
ولكن في هذه الأيام أمر بأزمة نفسية عارمة تزلزل كياني وجعلتني أتشكك في نفسي وفي كل شيء, وسأحكي لك قصتي من البداية حتي تصل معي إلي ما أنا عليه الآن.
نشأت في أسرة ريفية بسيطة جاء أبي للقاهرة للعمل في شركة كبري عن طريق أحد أقاربه, وأحضرنا معه للقاهرة.
لي ثلاث أخوات أصغر مني, كان أبي يفتقد الطموح وتحسين أحواله المادية فهو يعيش اليوم بيومه ولا يفكر في المستقبل أبدا, فعلي الرغم من أن عمله هيأ له فرصة تملك شقة في منطقة راقية إلا أنه رفض حتي مجرد تقديم استمارة الشقة رغم إلحاح والدتي عليه, وتذكيرها له باستمرار بأن لديه أربع بنات يجب أن يؤمن لهن مستقبلهن خاصة أنه لا يمتلك في الحياة سوي مرتبه, ولكن هيهات أن يستمع لأحد ولم يفكر يوما في عمل إضافي يحسن به أحوالنا المادية, بل فضل راحته علي تعبنا في المستقبل, كنا نسكن في حي شعبي في شقة غرفة واحدة, أول دور حيث المجاري, وعدم توافر المنشر, وعدم دخول الشمس, فكنا لكي ننشر غسلينا ندور علي البيوت.
ولأنني البنت الكبري كنت أول من يدفع ثمن ذلك فعندما كنت طالبة في الكلية تقدم لي شاب طيب فيه كل ما أحلم به من صفات وفر له أبوه شقة منذ صغره, وفي الاتفاقات طولب أبي بالمتطلبات العادية في كل زواج, ولكنه قال لهم بصراحة إنه لا يستطيع أن يوفر أي شئ من هذه المتطلبات لأنه لا يملك سوي مرتبه الذي بالكاد يكفي مصاريف البيت, وإن كنتم تريدون إتمام الزواج عليكم بتحمل كل النفقات وبالطبع لم يرض أهل ذلك الشاب, وخرج بلا عودة.
تأزمت بعض الوقت, ولكني قررت أن أتعامل مع الموقف بإيجابية وواقعية فلن يجدي البكاء علي اللبن المسكوب, وقررت أن أعمل حتي أوفر لنفسي نفقات الزواج, التي لا يستطيع أبي توفيرها لي.
ولأن تربيتي ريفية تأصلت في نفسي قيمة الشرف والعفة فلم أستغل جمالي في طريق الخطأ, فقد بحثت عن عمل شريف حتي ولو كان مكسبه قليلا.
فعملت بأحد مصانع الملابس وأنا طالبة حتي أوفر لنفسي مصاريف الدبلومة, وبعدها عملت معلمة بمدرسة خاصة براتب120 جنيها, بالإضافة إلي المجاميع, بالإضافة إلي عملي بالمراكز التعليمية المسائية, ودخولي معترك الحياة جعلني أكثر واقعية فلم أحلم بأن أكون سندريلا التي يتزوجها الأمير, فكان ولا يزال كل حلمي بالحياة أن أتزوج إنسانا صالحا متدينا يعاملني باحترام, وحنان, لديه طموح ومستعدة لأن أكافح معه من الصفر.
وتقدم لي أحد الجيران كنت أظنه كذلك, وكان قد اتفق مع والدي علي أن فترة الخطوبة عامان, ولكن بعد العام الاول لم يفعل شيئا مما كان متفقا عليه مع والدي بحجة عدم كفاية المال الذي معه, فاقترحت عليه أن يعمل معي في أحد المراكز المسائية ليزيد دخله, خاصة أنه كان موظف حكومة, ولكنه رفض بحجة أن هذا سيجعله لا يستريح في اليوم إلا3 ساعات, وأنه لم يتعود علي ذلك فظننت أنه مريض, ولكنه أكد لي أنه صحته سليمة100% فقلت له إن اعتماده علي راتبه فقط سيطيل فترة الخطوبة, ولكن كان رده علي: وأي شيء في هذا؟ ولماذا لاأنتظره أكثر؟ فغاظتني ردوده خاصة وهو يراني أنا البنت أعمل صباحا ومساء متحملة أي تعب, وهو الرجل لا يريد أن يتعب نفسه, فلمحت في تصرفاته صورة أبي, صورة الرجل الذي ليس لديه استعداد لأن يتعب ليريح من يحبهم, ولكن يتعب من يحبهم ليريح نفسه, وهذا ما جعلني أفسخ الخطوبة.
وبعد3 سنوات باعت امي ميراثها واشترت لنا شقة اكبر وأوسع في مكان افضل وانتقلت للعمل بمدرسة اسلامية فعرضت علي ام تلميذة لدي الزواج من احد اقاربها وقالت لي ان عمره40 سنة وميسور الحال ولكن عيبه الوحيد انه ذو اعاقة في قدمه وتقدم لي وفي فترة التعارف المبدئي ظهر بشخصية طيبة فلم أعبأ بهذا العيب وقلت انه خلقة ربنا وكان من الممكن ان اكون مثله وبعد الخطوبة ظهرت حقيقته فهو انسان مغرور لأبعد الحدود نتيجة تدليل اسرته له تعويضا له عن اعاقته, وكثرة المال في يده زادته كبرا فهو يري انه انسان كامل بلا عيوب رغم انه مليء بها وكان يعاملني بفوقية واستعلاء وكثيرا ما يجرح مشاعري فإن سكت تمادي وإن اخذت موقفا لم يرتدع ويخاصمني وينتظر ان أصالحه انا وإن فعلت ذلك ما استجاب بسهولة ولكن بعد ان يطلع روحي
فضقت ذرعا به خاصة بعد ان وصل الأمر لحد الاهانة فصارحت اهلي بذلك ولكنهم قالوا لي انه عريس جاهز خسارة ان اضيعه من يدي فحاولت ان اتفاهم معه وان اكسبه وان استرضيه ولكن دون جدوي حتي انه جعلني اقول لهم فليذهب بفلوسه وكان عمري وقتها28 عاما وقريباتي في البلد اللاتي في مثل سني أولادهن في المدارس فجعلني هذا اشعر بالخجل امامهن وأخاف من شبح العنوسة.
وعندما سافرنا للبلد عرفت ان احد اقاربنا وعمره48 عاما انفصل عن زوجته ولديه ولد وبنت في الثانوي, طليقته تزوجت ويبحث عن عروسة اصغر واحلي من طليقته حتي يغيظها ولم أكن أتوقع أنه سيتقدم لي ولكنه فعل وبكل ثقة بل وأغري والدي بأنه سيكتب لي الشقة باسمي إن وافقت ولكني رفضت ليس لأنه مطلق او عمره48 سنة ولكن لأن كل ما يهمه هو ان يغيظ طليقته اما أنا فلا افرق شيئا وبعدها تقدم لفتاة عمرها21 عاما ووافقت وتزوجها فورا وكتب لها الشقة فعلا
وهذا ما جعل اهلي وأقاربي ينقلبون ضدي ويلومونني علي رفضه ومما زاد الطين بلة أنه بعد شهر تقدم لي احد زملائي في العمل وكان عمره30 عاما ففرحت جدا وظننت انه طوق النجاة ولكن والدته رفضت بشدة لأنني قاربت الثلاثين وانها تريد له زوجة صغيرة ولم يستطع ان يقنع والدته فانسحب فازدادت حدة اللوم والتقريع والمعايرة لي واتهامي بالعند والتفكير الخاطئ وانني بعد ان كنت رافضة اصبحت مرفوضة ونسوا كل الاسباب التي دفعتني لذلك, هذه الأسباب التي كانوا مقتنعين بها في وقتها ولكن بعد ان دخلت في الثلاثين اصبحت انا السبب في كل شيء انا الملامة الوحيدة وان حلمي بالزواج من شخص ارضي به علي الاقل خيال لأنني فقيرة ولست بنت( بارم ديله) يجب ان ارضي بما تلقي لي الحياة من فضلات الرجال ولا يحق لي ان أعترض, فالمهم ان اتزوج فقط لأجد عند كبر سني من يعولني ويسأل عني وان الزواج بأي شخص مهما يكن افضل من البقاء بلا زواج وهذا ما لم يقتنع به عقلي ويرفضه قلبي.
وزادت في هذه الأيام جرعة العتاب نظرا للاجازة الصيفية وجلوسي في المنزل معظم الوقت وكثرة الافراح في العائلة وعندما افضفض مع صديقاتي اسمع اقتراحات عديدة اولها الذهاب لأحد السحرة وثانيها ان اخلع الحجاب واللبس الشرعي وأضع المساحيق وألبس علي الموضة لكي ألفت انظار الشباب وامكث في المولات والنوادي طوال اليوم محاولة الإيقاع بأي شاب.
وهذا ايضا ما لم يقتنع به عقلي وضميري ولكن الزن علي الودان امر من السحر كما يقولون فقد كنت في الماضي اكثرا ثباتا وقوة من الآن واكثر املا في المستقبل ولكن مع مرور الوقت دون تحقيق ابسط احلامي يزداد شعوري بخيبة الأمل واصبحت اشعر بأنني مثل الشجرة التي تهب عليها رياح عاتية من كل جهة من اهلي واقاربي وصديقاتي ومن نظرة المجتمع لي, وكل هؤلاء يجمعون علي أني خطأ وهم الصواب وان عبارة[ في النهاية لايصح إلا الصحيح] تغيرت وأصبحت[ في النهاية لايصح إلا الخطأ] وان علي أن أغير نفس للأحسن في نظرهم وللأسوأ في نظري مما جعلني أقف امام المرآة بعد ان خارت قواي علي احتمال الكلام المسموم وأسأل نفسي: هل كل هؤلاء خطأ وأنا الوحيدة الصواب؟ هل أنا حقا عنيدة؟ هل يجب أن أتغير وألين؟
هل هؤلاء هم أهلي حقا أم ناس آخرون لا أعرفهم؟. كيف استطاعوا ان يصلوا بي إلي هذه الحالة, وأنا الفتاة المؤمنة الملتزمة القوية التي لم تتنازل عن اخلاقها ومبادئها في يوم من الأيام, والتي وقفت ثابتة امام إغراءات شياطين الانس والجن كيف لا أصعب عليهم وأنا أظل باكية العينين لماذا لا تأخذهم بي الرحمة؟ لماذا لاتأخذني أمي في حضنها وتطبطب علي؟ ما الجرم الذي ارتكبته؟
هل أخطأت عندما أنهيت الخطوبتين ورفضت قريبي هذا؟ ولو كنت علي حق لماذا لايقتنعون بذلك؟
أعرف ماستقوله لي: ان هذا لايحدث لي وحدي بل لبنات كثيرات في مصر, وأنك أفضل من غيرك, أعرف ذلك, وفي قرارة نفسي متيقنة ان كل شيء قضاء وقدر, وأن الدنيا مجرد بوابة للآخرة والآخرة خير وأبقي.
ولكن ما أطلبه منك سيدي الفاضل ألا تتعاطف معي, ولكن ان تري مشكلتي بوجهة نظر محايدة كما تفعل دائما مع القراء, وتجيبني: فيم أخطأت؟ وفيم أصبت؟ وتناشد المجتمع الرحمة والكلمة الطيبة.
وتقول لي: كيف أعود كما كنت ثابتة قوية مقتنعة بما افعل؟ وكيف أواجه هذه العاصفة من الكلام المسموم والتجريح المستمر؟
وكيف أغير حالي ونفسي للأحسن؟ وماهو هذا الأحسن؟
سيدتي: أجد في نفسي ضعفا امام رسالتك التي تعكس أزمة حقيقية ومؤلمة أستشعرها في بريدي, فخطابات البنات تنهمر علي, فأجدني مدفوعا مرات كثيرة إلي نشر صرخاتهن من قسوة الواقع, مفسحا تلك المساحة المحدودة, لعل من بيده الأمر يلتفت إلي خطورة أزمة الزواج في مصر, علي تماسك المجتمع وسلامته.
رسالتك ـ ياعزيزتي ـ علي الرغم من تفاصيلها الفرعية, تكشف وجوها عدة للأزمة, بداية من تكاسل والدك ـ إذا كان فعل ذلك عن قصد وإهمال وليس لضعف أو مرض ـ فلم يسع إلي توفير حياة كريمة لكم مع أنه كان يستطيع, وهذا ما أدي إلي انسحاب العريس الأول, وفشل خطبتك بعد أن رأيت صورة والدك في هذا الخطيب. ودعيني أتوقف معك هنا, لأن هذه الخطبة تعكس حالة العجلة في قبول العريس بدون بحث كاف للتأكد في اخلاقه وطباعه ومدي تواؤمها معك, وبدون استفادة من تجربة الفشل الأولي, ارتكبت وأسرتك نفس الخطأ مع الخطيب الثاني, وقبلته لإمكاناته المادية و رغبة في الزواج وخلاص ومع ذلك أري قرارك بالانفصال مبكرا في الخطبتين صائبا, لأنه إذ لم تتوافر الاشتراطات المعروفة من حيث الدين والامانة وبالتالي الخلق الكريم, فلن ينجح هذا الزواج وكنت ستحملين لقب مطلقة مبكرا أو تعيشين حياة بائسة حتي تهربي من نظرة المجتمع الظالمة للمرأة المطلقة.
ما بين الخوف من العنوسة وبين الفزع من الفشل وحمل لقب مطلقة, تقفين مع غيرك من ملايين البنات, تحلمين بحياة زوجية مستقرة, لكن ظروف المجتمع الاقتصادية والثقافية تحرمكن من هذا الحق الطبيعي لأسباب تبتعد عن القدر والنصيب. فلابد من توفير شقق صغيرة تشجع الشباب علي الزواج, ولابد من التوعية بأن هذه الظروف رفعت سن الزواج عند الطرفين, لذا فليس من العدل أن يفكر كل شاب اقترب من الاربعين في الزواج بفتاة صغيرة في بداية العشرينيات, لأن هذا سيخلف جيلا كاملا من البنات بلا زواج.
لست وحدك ـ ياعزيزتي ـ فمثلك ملايين لم يتزوجن ليس لعيب فيهن, فلا تستسلمي للعذاب والوحدة, وثقي بأنك لم تخطئي برفضك لأزواج غير مناسبين, فقرارك يعكس نضجك وثقتك بنفسك, ولا تصدقي أن الأمر له علاقة بزيك ولا بالتزامك الديني, فقد توحي الصورة من الخارج, بأن المتبرجات, ومن يسعين لإيقاع الشباب في المولات والنوادي, يتزوجن أسرع, لكن هل تعرفين مدي نجاح مثل هذا الزواج, وهل يستمر أم ينتهي بالطلاق والفضائح بعد أن يخلف ابناء يدفعون أثمان أخطاء لم يرتكبوها؟
ايتها الشجرة الصامدة, لا تسمحي للرياح السوداء بأن تهزك أو تنال من إيمانك فلن يصح إلا الصحيح, حتي لو ساد الخطأ.. لاتغيري من نفسك فمن هم حولك أحق بالتغيير. علي كل أم أن تتوقف عن الاشارات المؤلمة أو اظهار عذابها لتأخر ابنتها في الزواج, فلا تدفعها إلي ما لا ترضي عنه, عليها أن تحتويها, تحتضنها وتنتظر قدرها الذي سيأتي حتما في الوقت الذي حدده الله سبحانه وتعالي.
مشكلتك ياآنستي هي مشكلة وطن يجب علي عقلائه ومثقفيه ومسئوليه ان يضعوا أزمة الزواج في مقدمة الأولويات, فادع للوطن ومن فيه, وأحمدي الله علي حمايته لك بعقلك الناضج وأخلاقك الرفيعة.. وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 23:02 | |
| قلة عقل أود أن أطلعك علي جانب آخر من مشكلة عدم زواج الفتيات وسوف أطلعك علي تفكير معظم الشباب الجامعيين المثقفين دون افتراء عليهم أو مبالغة في عرض الواقع, أنا فتاة جامعية من أسرة ميسورة الحال أبلغ من العمر27 عاما وأعمل معيدة في إحدي كليات القمة ولذلك معظم زملائي علي قدر عال من التعليم والثقافة العامة.
أما بالنسبة لثقافة اختيار الزوجة عندهم فهي تتلخص في أن تكون الزوجة مريحة وليس لها أي اهتمامات غير تكوين ورعاية الأسرة, فيفضل طبعا أن تكون ربة منزل أو علي الأكثر يكون عملها هامشيا بسيطا, ترفه به عن نفسها أثناء غياب زوجها عن المنزل وبذلك لا تؤرق زوجها بمشاكل عملها خاصة اذا كان زوجها ميسور الحال ولا يحتاج الي راتبها, والنتيجة هي أن تفوق الشاب في عمله وتفانيه فيه ينظر اليه باكبار وتقدير, أما تفوق الفتاة فيعتبر شيئا ثانويا يشكك في قدرتها علي تكوين أسرة وإدارتها بنجاح ويشكل عبئا علي الزوج هو في غني عنه ولذلك لم أتعجب كثيرا عندما قالت لي إحدي قريباتي أن شخصا ما كان ينوي التقدم الي ولكنه عندما علم بتفوقي تراجع وقال لقريبتي: لا أنا ماكنتش فاكرها كده دي ما تنفعش.
وكأن ما عرفه سبة أو عار لابد من إخفائه, وقد تكرر هذا الموقف كثيرا معي ومع زميلاتي, فمثلا قال أحد المتقدمين لصديقتي: أنت مجتهدة ومتفوقة ربنا يوفقك, ولكن استمرار تفوقك هذا يتطلب الكثير من الجهد والبحث والاستذكار وأنا بذلك سوف أتعب كثيرا معك!! وكثيرا ما قال لي الزملاء لا داعي لأن ترهقي نفسك في العمل فأنت فتاة وسوف تتزوجين يوما ما ولن يكون لعملك أي أولوية في حياتك, وقال لي زميل آخر كنت قد تفوقت عليه فعينت بمكان أفضل منه: أنا أري أنك أخذت مكانا كنت أنا أحق به منك فأنا رجل ومسئول عن أسرة, أما أنت فلست مسئولة مثلي, ولذلك تفوقي كما تشاءين لنفسك ولكن لا تزاحمي الرجال في أكل عيشهم, وقال لي أيضا أنه عرف الآن قيمة زوجته العاقلة المطيعة فقد تخرجت في إحدي كليات القمة ولكنها آثرت المنزل بإرادتها وهذا ما جذبه اليها منذ بداية تعارفهما, والسؤال هنا هو: لماذا يطلب الشاب من الفتاة أن تقف بجانبه تسانده دائما وتتحمل معه مشقات الحياة وترعي بيته وأولاده وتكيف نفسها علي حسب ظروفه دائما وأبدا, بينما يتململ هو من مساندتها ويعتبر أي اهتمام لديها غير الأسرة والأولاد رفاهية وقلة عقل وبابا للمشاكل لا داعي له.
وختاما أقترح تعديل القول المأثور: الأدب فضلوه علي العلم إلي الخيبة فضلوها علي العلم وشكرا لسعة صدركم.
جايلان |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 4/10/2008, 23:08 | |
| لعنة الخطيئة أنا شاب أبلغ من العمر32 عاما حاصل علي بكالوريوس من إحدي كليات القمة في جامعة القاهرة, بعون الله حصلت علي العديد من الدراسات العليا في مجال تخصصي وعملت ببعض الشركات العالمية في مصر مما اكسبني خبرة لا بأس بها في مجال الصناعة.
بجانب هذا لي العديد من الهوايات الحميدة مثل القراءة وخصوصا العلمية والتاريخ ولي من الهوايات الرياضية كثير فكنت لاعب كرة قدم في اكبر ناد في الجيزة ولكن لم أستطع التوفيق بين دراستي والكرة, والكرة بالنسبة لي كانت هواية اصبحت الآن احترافا من حيث التحليل والتدريب متطوعا في قطاع ناشئي النادي الذي تربيت به.
تربيت في اسرة كريمة ميسورة الحال, اب وام مثاليان, اطال لي الله في عمرها, انا الابن الثاني بعد أختي الكبري( توفاها الله منذ3 سنوات) وبعدي ولد وبنت توءم.
تعرفت بعد تخرجي بعامين علي فتاه, انجذبت لها بشده لعقلها الراجح وطموحها الواضح وشكلها المقبول, تمت الخطبة ومن ثم الزواج.
ولكن وجدت ما لم اكن للحظة اتخيله, انسانة عكس كل مارأيته منها هي وأهلها, فوجئت في شهر العسل( سافرنا الي أحد المنتجعات المصرية) بانسانة أخري اقل ما يقال عنها انها قبيحة الوجه( كانت دائما في منتهي الجمال بالمساحيق ايام الخطوبة) ولحسن نيتي وعقليتي العملية لم أشك انها تواري عيوبا, ستقول لي: الجمال ليس كل شيء, انا معك تماما ولكنها ايضا كانت قبيحة المعشر, المهم حاولت مرارا وتكرارا اصلاح ما بها من عيوب شخصية ولكن هيهات, حاولت الاستعانة بأمها وأبيها ولكن امها أصعب منها بمراحل, أما الاب فحدث ولاحرج ليس له ادني كلمة في بيته فهو اضعف شخص في العائلة بسبب جذري لا اريد الخوص فيه.
رزقني الله بطفلة عمرها الآن4 سنوات ثم بطفل عمره نحو عامين لم يمر يومان متتاليان في الحياة الزوجية بلا مشاكل, أرهقت اعصابي فكان القرار بالطلاق بعد وفاة اختي الكبري ــ رحمها الله ــ هي واولادها الاثنان وزوجها ـ في حادث سير خارج البلاد, كانت طليقتي تكره اختي الكبري بلا سبب واضح لي مما عجل بي باتخاذ قرار الطلاق( انا بشر) وذهبت طليقتي لحال سبيلها وإلي الآن لاتعاملني في اولادي بما يرضي الله, والادهي عندما تزوجتها كنت اعرف ان عمرها اقل مني بعام واحد ولكني بعد الطلاق اكتشف من جواز سفرها انها اكبر مني بـ4 سنوات!! سألت عن الموقف القانوني قالوا انني استطيع وبسهولة حبسها عن طريق النيابة العامة, ولكني لم استطع فعل ذلك فهي ام اولادي.
قلت الكثير السيئ عنها ولكن لها من الجيد كثيرا بالنسبة لأولادي فهي مربية ماهرة أطمئن كثيرا وأبني معها. الي هذا انتهت قصة طليقتي حتي وقتنا هذا وبيننا المحاكم.
ـ بعد الطلاق مباشرة تعرفت علي فتاة تصغرني بـ8 اعوام وكانت وقتها تدرس بنفس كليتي ولكن في تخصص آخر وجامعة أخري, اقل ما توصف بانها ملاك, حسنة العشرة لها من الادب مالا نتخيله والثقافة والعلم والتدين.
مرت بنا الايام وكل يوم يقربنا اكثر واكثر وكان لنا من المشاركات كثير في عمل الخير معا العلاقة وصلت الي حد اقتناعي التام بها كزوجة بعد تخرجها, واحساسها بي, كنت الحبيب والصديق والأب علي حد قولها لي.. تقاربنا وتقاربنا الي ان حدث مالم نخطط له ابدا, تقاربنا جسديا ـ في حدود وبدون تجاوز ـ لي شقة خاصة كانت تأتي لي بين الحين والآخر, أحلف بالله شعوري كان اني مع زوجتي فهي روحي وعقلي فهي بالنسبة لي مشروع المستقبل.. مع مرور الايام وفي صيف العام الماضي كنت اعاني مشاكل جسيمة في عملي فقررت أن أسافر في اجازة سلبية لإحدي المدن الساحلية وكنت اطلعها بكل شيء, عرضت هي علي مشاركتي الرحلة فوافقت علي الفور وذهبنا, وبالطبع هي كذبت علي اهلها بأنها ستسافر مع اصدقاء من الجامعة المهم, بطريقة او بأخري والدها عرف انها كانت معي وعند الرجوع الي القاهرة طلب مقابلتي( تخيل موقفه وتخيل موقفي) ولانها حبي الوحيد واملي واقتناعي التام قررت المواجهة مع والدها لانني لايمكن ان اتخلي عمن اعطتني الحب بلا حدود كانت مقابلة والدها اسوأ مايكون,
بالطبع هو كان ثائرا ولكني للاسف لم أستطع احتواءه بسبب معاملته الفظة لي رغم كامل اعترافي بخطئي وكذلك هي, كنت آمل النظر الي الامام, فانا اريدها وهي كذلك, ولكنه حملني المسئولية انني الذي أغويتها وهي كالقطة العمياء, ورفض تماما مسألة الزواج وأنهي المقابلة بمنتهي القسوة ولانها احساس عمري كله ولانني لا أيأس بسهولة. اتفقت وحبيبتي علي ابقاء العلاقة كما هي لعل أن يجد في الأمور أمور.
مع العهد بالتمسك ببعضنا البعض ومع الوقت تغير حال حبيبتي, تارة جميلة معي كعادتها وتارة غير طبيعية وتصطنع المشاكل وتقول لا أمل, أنا اعرف والدي وفي نفس الوقت لاتتخيل نفسها زوجة لرجل غيري فجأة وبدون مقدمات قررت هي الانفصال عبر اتصال هاتفي رغم وجود عهد بيننا احسست بالخيانة, خيانة العهد, ثارت داخلي ثورة عارمة وقررت الرد بعنف وبدون اي حسابات, وهنا فعلت مالم اكن اتوقع ان يأتي مني. بعثت رسالة كتابية لوالدها أقول له كل ما حدث بيننا وذلك لأعرفه انها كانت مشاركة لي ولماذا يحملني الوزر وحدي.. نحن اثنان كنا حالة غير طبيعية من الحب والثقة, الآن اشعر بندم صارخ, لا أنام لاحساسي انني أذيت مشاعر أب فأنا مثله لي ابن, احيانا اضع نفسي مكانه, فرغم كل ما قلته حقيقي ولكن اشعر بصدمته.
ـ اريدك ان تكون وسيط خير بيني وبينهم.
ـ تبت الي الله الغفور واستغفرته واشعر انه غفر لي وأريدهما ان يغفرا لي
وقل له انني اريدها علي سنة الله ورسوله, كما قلت لك سابقا انا والحمد لله ميسور الحال عندي بإذن الله من امكانيات الزواج مايكفي لاتمامه.
ـ آسف لك لسوء الاخلاق الذي لمسته في تعاملي مع حبيبتي ولكني بشر واخطأت تحت تأثير الحب وللعلم انا مشهود لي في محيط الاسرة والحي بحسن الخلق.
سيدي.. لاأعرف من أين أبدأ معك.. فلا أريد التوقف طويلا امام خطاياك ومعاصيك, فقد استشعرت خطأك وتبت الي الله وتشعر انه سبحانه وتعالي قبل توتبك, وان كنت اتوقف امام علاقتك الخاطئة مع تلك الفتاة التي تسعي الان للزواج بها, وسبب توقفي انك تبرر الخطأ ولاتستعظمه, تصف نفسك وإياها بالتدين وأنتما غارقان في الوحل, فأي تدين هذا الذي لايعصم صاحبه من الخطيئة؟
وأي مبرر هذا الذي يسمح لرجل ولفتاة بمثل هذه العلاقة مستندا الي مجرد احساس بانها زوجتك؟... لماذا لم يكن الدخول من الباب هو الأكثر يسرا وحلالا؟
سيدي.. أخطأت منذ زواجك, بقبولك زوجة لاتستبين ملامح وجهها بسبب المساحيق, كما لم تستبين اخلاقها واخلاق اسرتها, اي زواج هذا الذي يدفع ثمنه ابناء بلاذنب لانك متعجل ومندفع؟
هذا التعجل والاندفاع الذي يحكم شخصيتك هو الذي جعلك ترتكب حماقة كبري, بإرسال تفصيل علاقتك بتلك الفتاة الي ابيها, سترك الله ولكنك آبيت الا الفضيحة, فأهنت اب وصدمته في ابنته, وحطمت جدار الثقة بينك وبين تلك الفتاة واسرتها, وكأنك تبتزهم وتهددهم للزواج بابنتهم.
انها لعنة الخطيئة ياسيدي ـ فمابني علي خطأ ومعصيته لن يؤدي ابدا الي صواب وحلال, لان ظلال ماحدث ستكسو تلك العلاقة وستهددها دوما.
تقول انك تبت الي الله وتستشعر مغفرته, وما لله لله, اما ماارتكبته في حق هذا الاب وتلك العائلة يستوجب منك جهدا كبيرا وسعيا حثيثا ليغروا لك ويتجاوزوا عما ارتكبته في حقهم, بعدها يكون لهم القرار في قبولك او رفضك, وان كنت استشعر ان تلك الفتاة زالت الغشاوة من علي عينيها بعدما تعرضت له واكتشفت انك لست السخصي الذي يمكن ان تثق به وتكمل معه حياتها.
ما اقوله لايعني اني ألتمس لها الاعذار فيما ارتكبت, فقد اخطأت هي الاخري في حق ربها ونفسها واسرتها, عندما اندفعت في مشاعرها ولم تعرف حدودا للمشاعر, وان ماقد يرضيها الان ويسعدها ـ مؤقتا ـ سينقلب لعنة وفشلا. ايضا يتحمل الاب والام المسئولية, كما يتحملها, كل اب وام يترك ابنته في هذه الحياة القاسية بدون متابعة, لتخرج كما تشاء وتسافر مع رجل مدعية انها مع صديقتها.. فهذا التفريط والتاهل يقود في النهاية الي مآس وخطايا مثلما فعلت هذه الفتاة.
سيدي.. ها انا قد نشرت اعتذارك لتلك الاسرة, وقدمت عرضك نادما علي مافعلت, وان كنت اطالبك بالمزيد من الاعتذار لهذه الاسرة, اسأل الاب والفتاة, اذا كان الصفح وحده كفيل بقبول بمثل هذا الزواج فإني ادعوهما الي مزيد من التفكير قبل اصدارهما قرارهما النهائي.. ولكم ولنا جميعا التوفيق والهداية, وكل عام وأنتم بخير.. وإلي لقاء بإذن الله.
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|