ألفاظ القرآن النادرة...تأصيلًا وتفصيلًا

1."شرع":"شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً",شرع في الأصل تعني جعل طريقًًا واسعة, وأطلق على سنّ القوانين والأديان,وأصبحت تطلق على الشريعة من باب الإستعارة.
2."داحضة":"وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ",داحضة أي زائلة باطلة, وهي من دحض يدحض دحضًا إذا أزال وأبطل.
3."حرث":"َإن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ",الحرث في الأصل هو شق الأرض من أجل الزراعة, وتطلق أيضًا على الأرض التي فيها شجر ونبات ,وهنا استعيرت لتدل على ما يجني فاعل الخير من جراء فعله,وكأنه زرع فثمر فجنى.
4."روضات":"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ",الروضات جمع روضة ,وهي القطعة من الأرض فيها الماء والكلأ, وقيل لهل ذلك لإستراضة الماء أي صبه فيها وارتفاعه, فالروضة تكون روضة بالماء.
5."يقترف":" وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً",يقترف من الإقتراف وهو افتعال من القرْف ,والقرف هو الإكتساب على وجه المبالغة من الكسب, وهو عام في كل كسب وإن كان هنا بمعنى كسب السيئة.
6."يوبقهن":"أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ",يوبقهن من الإيباق, وهو الإهلاك,وأصله من وبق أي هلك.
7."نكير":" مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ",النكير من نكر ينكر نكيرًا ونكرًا إذا جهل ولم يعرف,وهي هنا بمعنى الإنكار,وتأتي بمعنى الأمر الصعب الشديد, فيقال حصن نكير أي حصين صعب النوال.
1."صفحًا":"أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ",الصفح هو الإعراض عن,فتقول صفحت عن فلان أي أعرضت عنه,وتستعمل في العفو.
2."مقرنين":"وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ",مقرنون جمع مقرن, وهو المطيق,فيقال أقرن إذا أطاق,ومعنى الآية أن الله سخر لكم هذا وما كنتم له مطيقين,أي لكم به طاقة.
3."مترفوها":"إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ"’المترف من الترف,والترف من ترف يترف ترفًا إذا تنعّم,فالمترف هو المتنعم أي الذي يُعطى النعيم.
4."سقفًا, ومعارج":"لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ",السُقُف جمع سقف وهو البناء على الجدران المغطّي فناء البيت,والمعارجمع معراج أي المكان الذي يًُصعدمنه إلى اعلى.
5."ينكثون":"فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ",ينكثون من نكث ينكث نكثًا إذا نقض العهد أو الوعد.
6."خصمون":"بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ",خصِمون جمع خصِم,وهو الشديد الخصومة اللحوح.
7."صحاف":"يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ",الصحاف جمع صحفة وهي إناء مستدير واسع الفم ينتهي أسفله بما يقارب التكوير. والصحفة: إناء لوضع الطعام أو الفاكهة مثل صحاف الفغفوري الصيني تسَع شِبْع خمسة، وهي دون القصعة التي تسع شِبْع عشرة. وقد ورد أن عمر بن الخطاب اتخذ صِحافاً على عدد أزواج النبي فلا يؤتى إليه بفاكهة أو طُرْفَة إلا أرسل إليهن منها في تلك الصحاف.
8."ابرموا":"أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ",أبرموا من برم يبرم برمًا وإبرامًا إذا أحكم وأتقن,وهو في الأصل إحكام القتل,والعامة تعني بهذا اللفظ الدوان, فتقول برم إذا دار.
9."قيله":"وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ",القيل هو القول أو المقولة والضمير هنا يعود على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

ورحمة الله وبركاته
1."رهوًا":"وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ",الرهو هي الفجوة الواسعة من رها يرهو إذا فتح ووسع الرجل بين رجليه.
2."المهل":"كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ",المهل من مهل يمهل إذا تركه في النار ذاب وانصهر,فالمهل كل ما يذاب من فضة وذهب ونحوهما.
3."اعتلوه":"خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ",اعتلوه من عتل الشيء إذا جره وأمسكه بعنف.
4."سندس":" يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ",السندس الديباج الرقيق النفيس، والأكثر على أنه معرب من الفارسية وقيل عربي. أصله: سِنْدِي، منسوب إلى السنِد على غير قياس. والسندس يلبس مما يلي الجسد.
5."استبرق":" وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ",والإستبرق: الديباج القوي يلبس فوق الثياب وهو معرب (استبره) فارسية، وهو الغليظ مطلقاً ثم خص بغليظ الديباج، ثم عُرب.
6."ارتقب":" فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ",ارتقب من رقب يرقب رقبًة ورقابة ورقوبًا, أي انتظر,والشيئ حرسه, وارتقب إذا ارتفع على المكان وانتظر.
1."يصر":" يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً",من الإصراروهو ملازمة الشيء وعدم الانفكاك عنه.
2."بصائر":" هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ",بصائر جمع بصيرة وهي إدراك العقل الأمور على حقائقها، شبهت ببصر العين، وفرق بينهما بصيغة فعلية للمبالغة.
3."الدهر":" وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ",الدهر في الأصل اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه ثم يعبر به عن كل مدة كثيرة، وهو خلاف الزمان فإنه يقع على المدة القليلة والكثيرة، ودهر فلان مدة حياته، ويقال: دَهَرَ فلاناً نائبةٌ دهراً أي نزلت به .
4."جاثية":" وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا",الجاثية من جثا يحثو إذا جلس على ركبيته دون مباشرة المقعدة للأرض، فالجاثي هو البارك المستوفز وهو هيئة الخضوع.
5."نستنسخ":" إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ",الاستنساخ: استفعال من النسخ.
والنسخ: يطلق على كتابة ما يكتب على مثالِ مكتوبٍ آخرَ قبله,ويمكن أن المعنى مجازي على إعتبار أن الأعمال نقلت إلى الكتابة وكأنها أمام الناسخ.
6.يستعتبون":" َالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ",الاستعتاب بمعنى: الإعتاب، فالسين والتاء للمبالغة كما يقال: أجاب واستجاب. ومعنى الإعتاب: إعطاء العُتبى وهي الرضا.
7."الكبرياء":" وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ",الكبرياء هو الكبر الحق الذي هو كمال الصفات وكمال الوجود.

1."بدعًا":"قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ",البدع هو البديع, وهو كقولنا الخف ونقصد الخفيف,والخل ونقصد الخليل, وهو من بدع أي خلق وأحدث, والبديع من أسماء الله تعالى, ومعنى اللفظة في الآية "لم أكن محدثًا شيئاً لم يكن بين الرسل.
2."كرهًا":"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً",الكره هو الإمتعاض من شيء,فالحمل هو الشدة وكذلك الولادة.
3."الأحقاف":"وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ",الأحقاف جمع حقف وهو رمل مستطيل فيه إعوجاج,ولهذا يقال احقوقف أي إعوج.
4."النذر":"وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ",النذر جمع نِذارة بكسر النون,والمقصود نذر الرسل الأولين.
5."عارض":"فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ",العارض هو السحاب العظيم الذي يعرض في الأفق كالجبل.
6."قربان":"فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً",القربان مصدر من قرب وهوعلى وزن غفران.
7."العزم":"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ",العزم نية محققة على عمل أو قول دون تردد. قال تعالى:" فإذا عزمت فتوكّل على الله ".
"سورة محمد"
1."اثخنتموهم":"فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ",أثخن من ثخن,وثخن الشيء غلظ وصلب, وأثخنته الجراح ضعفته وأوهنته.
2."الوثاق":"فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء",الوثاق من وثق يثق موثقًا ووثاقًا, أي أئتمن ,والوثيق الشيء المحكم,والوثاق ما يُشَدُّ به كالحبْلِ وغيْره.
3."اوزار":" حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا",أوزار جمع وزر,والوزر هو الحمل الثقيل أو العبء.
4."أحبط":"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ",أحبط من حبط يحبط إذا بطل,وأحبط أي أبطل.
5."آنفًا":" قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً",آنفًا لا تأتي إلا هكذا أي على النصب, وهي من الإستئناف أي أول الأمر وبدايته, ويبدو أنها مشتقة من الأنف وهو جارحة الشم,لأن الأنف هو ابرز وأول شيء في الجسم.
6."سوّل":"الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ",سوّل له, ولا يأتي إلا متعد بحرف الجر, ويعني زين له أو أغواه.
7."أضغانهم":"أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ",الأضغان جمع ضغينة وهي أشد الحقد والكراهية.
8."لحن القول":"وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ",اللحن له عدة معاني منها الغناء واللغة والخطأ في الإعراب والميل والفطنة والتعريض والمعنى ومما يستدرك عليه يقال هو ألحن الناس إذا كان أحسنهم قراءة أو غناء وألحن في كلامه أخطأ وهو ألحن من غيره أي أعرف بالحجة وأفطن لها منه ,وهنا تعني فحوى الكلام وعناه.
9."شاقوا":"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ",شاقه أي خالفه وعاداه.
10."تهنوا":"فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ",تهنوا من الوهن,والوهن الضعف, فلا تهنوا أي فلا تضعفوا.

1."يغضون أصواتهم":"إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ",الغض حقيقته: خفض العين، أي أن لا يُحدق بها إلى الشخص وهو هنا مستعار لِخفض الصوت والميلِ به إلى الإسرار.
2."الحجرات":"إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ",الحجرات جمع حجرة وهي البقعة المحجورة، أي التي منعت من أن يستعملها غير حاجرها فهي فُعلة بمعنى مفعولة كغُرفة، وقُبضة. وفي الحديث: " أيقظوا صواحب الحجر " يعني أزواجه، وكانت الحجرات تفتح إلى المسجد.
3."فاسق":" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا",الفاسق فاعل من فسق ,وفي الأصل استعمل لخروج الرطب عن قشره، قال الراغب: ((والفسق أعم من الكفر ويقع بالقليل من الذنوب وبالكثير لكن تعورف فيما كانت كثيرة، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضها، وإذا قيل للكافر الأصلي فاسق فلأنه أخل بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة)).
4."بغت":" فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي",بغت من البغي وهو الظلم والاعتداء على حق الغير، وهو هنا مستعمل في معناه اللغوي وهو غير معناه الفقهي فــ { التي تبغي } هي الطائفة الظالمة الخارجة عن الحق وإن لم تقاتل لأن بغيها يحمل الطائفة المبغِي عليها أن تدافع عن حقها.
5."تلمزوا":" وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ",اللمز هو ذكر ما يَعُده الذاكر عيباً لأحد مواجهةً فهو المباشرة بالمكروه. فإن كان بحق فهو وقاحة واعتداء، وإن كان باطلاً فهو وقاحة وكذب، وكان شائعاً بين العرب في جاهليتهم .
6."تنابزوا":" وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ",التنابز من نبز بعضهم بعضًا,والنبز ا اللقب السوء.
7."الألقاب":" وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ",الألقاب جمع لقب وهو الاسم الذي ينادى به الشخص غير اسمه الحقيقي على وجه السخرية والإستهزاء.
8."تجسسوا":"وَلاَ تَجَسَّسُواْ",التجسس من الجس وهو البحث بوسيلة خفية,ومنها الجاسوس.
8."يغتب":" وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً",يغتب من الإغتياب وهو افتعال من غابه المتعدي، إذا ذَكره في غيبه بما يسوءه.
"سورة ق"
1."مريج":" بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ", المريج هو المضطرب المختلط، أي لا قرار في أنفسهم في هذا التكذيب، اضطربت فيه أحوالهم كلها من أقوالهم في وصف القرآن فإنهم ابتدروا فنفوا عنه الصدق فلم يتبينوا بأي أنواع الكلام الباطل يلحقونه ,فقالوا أنه سحر وأساطير الأولين وغيرها من الترهات.
2."فروج":" وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ",فروج جمع فرج وهو الشق أو الفتحة أو الخرق ,أي يشاهدونها كأنها كُرة متصلة الأجزاء ليس بين أجزائها تفاوت يبدو كالخَرْق ولا تباعد يفصل بعضها عن بعض فيكون خرقاً في قبتها.
3.باسقات":" وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ",باسقات جمع باسقة وهي الطويلة أو العالية,فلا يقال: باسق للطويل الممتد على الأرض.
4."طلع نضيد":" لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ", أول ما يظهر من ثمر التمر، وهو في الكُفُرَى، أي غلاف العنقود.
والنضيد: المنضود، أي المصفّف بعضه فوق بعض ما دام في الكُفُرَى فإذا انشق عنه الكُفرى فليس بنضيد. فهو معناه بمعنى مفعول.
5."الرسّ":" كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ ",الرسّ يطلق اسماً للبئر غير المطوية ويطلق مصدراً للدفن والدسّ. واختلف المفسرون في المراد به هنا. وأصحاب الرس قوم عرفوا بالإضافة إلى الرس، فيحتمل أن إضافتهم إلى الرسّ من إضافة الشيء إلى موطنه مثل { أصحاب الأيْكة } .
6."عتيد":" مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ",عتيد فعيل من عتَد بمعنى هَيّأ، والتاء مبدلة من الدال الأول إذ أصله عديد، أي مُعَدّ كما في قوله تعالى:{ وأعتدَتْ لهن مُتَّكأ }[يوسف: 31]. وقال إبن عاشور:"عندي أن { عتيد } هنا صفة مشبهة من قولهم (عَتُد) بضم التاء إذا جَسم وضَخم كناية عن كونه شديدا وبهذا يحصل اختلاف بينه وبين قوله الآتي{ هذا ما لديّ عتيد }.
7."سراعًا":" يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً",سراع جمع سريع، أي سراعاً في الخروج أو في المشي الذي يعقبه إلى محل الحساب.

ورحمة الله وبركاته
1."الذاريات":"وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً",الذاريات هي الرياح التي تذرو السحاب أي تنشره.
2."الحاملات":" فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً",والحاملات هي الرياح التي تجمع السحاب.
3."وقر":" فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً",الوقر هو الحمل الثقيل.
4."الجاريات":" فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً", الرياح تجري بالسحاب بعد تراكمه وقد صار ثقيلاً بماء المطر، فالتقدير: فالجاري بذلك الوقر يُسراً.
5."المقسمات":" فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً", الرياح التي تنتهي بالسحاب إلى الموضع الذي يبلغ عنده نزول ما في السحاب من الماء أو هي السحب التي تُنزل ما فيها من المطر على مواضع مختلفة.
6.":الحبك":" وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ",الحبك جمع حِباك ككِتاب وكُتب ومِثال ومُثُل، أو جمع حبيكة مثل طَريقة وطُرق، وهي مشتقة من الحَبْك بفتح فسكون وهو إجادة النسج وإتقانُ الصنع.وقيل هي طرائق السحب.
7."يهجعون":" كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ",يهجع من هجع يهجع هجعًا وهجوعًا إذا نام نومًا خفيفًا,والنوم الخفيف هو الغرار.
8."الأسحار":" َبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ",الأسحار جمع سحر وهو آخر الليل. وخص هذا الوقت لكونه يكثر فيه أن يغلب النوم على الإنسان فيه فصلاتهم واستغفارهم فيه أعجب من صلاتهم في أجزاء الليل الأخرى. وجَمْع الأسحار باعتبار تكرر قيامهم في كل سحر.
9."أوجس":" َأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً",أوجس أي أحس في نفسه ولم يُظهر.
10."صرة":" فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ",الصرة هي الصياح، ومنه اشتق الصرير.
11."صكت":" فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ", والصك: اللطم، وصَكّ الوجه عند التعجب عادة النساء أيامئذٍ.
12."خطبكم":" قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ",الخطب هو الأمر الجلل أو الحدث العظيم والشأن المهمّ.
13."طاغون":" أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ",طاغون جمع طاغ وهو الذي يتعدى الحدود.
14."المتين":"إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ",المتين هو الشديد,وهو اسم من اسماء الله الحسنى ويعني " كمال في قوته بحيث لا يعارض ولا يُدانَى".
15"ذَنوب":" فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً",الذنوب هو الدلو العظيمة يستقي بها السُّقاة على القليب كما ورد في حديث الرؤيا " ثم أخذها أبو بكر ففزع ذنوباً أو ذنوبين " ولا تسمى ذنوباً إلا إذا كانت ملأى.وهنا في الكلام تمثيل لهيئة تساوي حظ الذين ظلموا من العرب بحُظوظ الذين ظلموا من الأمم السالفة بهيئة الذين يستقون من قليب واحد إذ يتساوون في أنصبائهم من الماء، وهو من تشبيه المعقول بالمحسوس.

1."الطور":"وَالطُّورِ",الطورهوالجبل باللغة السريانيّة قاله مجاهد. وأدخل في العربية وهو من الألفاظ المعربة الواقعة في القرآن.
وغلب علَماً على طور سينا الذي ناجى فيه موسى عليه السلام، وأنزل عليه فيه الألواح المشتملة على أصول شريعة التوراة.
2."مسطور":" وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ",مسطور مفعول من سطر يسطر إذا كتب ودوّن,فالمسطور هو المكتوب.
3."رق منشور":" فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ",الرق هو الصحيفة من جلد مرقق أبيض ليكتب عليه,والمنشور أيضًا مفعول من نشر ينشر إذا بسط بعد طيّ.
4."المسجور":" وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ",المسجور له معنيان أثنان الأول من سجر يسجر إذا أشعل النار وأوقدها,والثاني بمعنى ملأ,فالسجور تعني أما المشتعل الموقد أو الممتلئ.
5."تمور":" يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً",وأصل المور التردد في المجيء والذهاب، وقيل: التحرك في تموج، وقيل: الجريان السريع، ويقال للجري مطلقاً وأنشدوا للأعشى:
كأن مِشْيتها من بيت جارتها ***مورُ السحابةِ لا ريثٌ ولا عَجَلُ
6."خوض":" الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ",الخوض من خاض يخوض إذا دخل في الماء,وتعني أيضًا الإقتحام,وهنا تعني الدخول والإندفاع في الكلام الباطل.
7."التناهم":" وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ",التناهم من آلت الحق إذا أنقصه,والمعنى ما أنقصاهم من عملهم.
8."غلمان":" َيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ",غلمان جمع غلام وهو الصبي الذي لم يحتلم بعد,وحقيقته من كان في سنّ يقارب البلوغ أو يبلغه، ويطلق على الخادم لأنهم كانوا أكثر ما يتخذون خَدمهم من الصغار لعدم الكلفة في حركاتهم وعدم استثقال تكليفهم، وأكثر ما يكونون من العبيد ومثله إطلاق الوليدة على الأمة الفتية كأنها قريبة عهد بولادة أمها.
9."السموم":" َمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ",السَموم أصله اسم الريح التي تهبّ من جهة حارّة جداً فتكون جافّة شديدة الحرارة وهي معروفة في بلاد العرب تهلك من يتنشقها. وأطلق هنا على ريح جهنم على سبيل التقريب بالأمر المعروف، كما أطلقت على العنصر الناري في قوله تعالى:{ والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم }في سورة الحجر (27) وكل ذلك تقريب بالمألوف.
10.ريب المنون":" أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ",الريب هنا: الحدثان، وفسر بصرف الدهر، وعن ابن عباس: ريب في القرآن شك إلا مكاناً واحداً في الطور { ريب المنون },والمنون من أسماء الموت ومن أسماء الدهر,فإذا فسر بالموت فإضافة { ريب } إليه بيانية، أي الحدثان الذي هو الموت وإذا فسر المنون بالدهر فالإِضافة على أصلها، أي أحداث الدهر من مثل موت أو خروج من البلد أو رجوع عن دعوته.
11."مركوم":" يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ",مركوم مفعول من ركم يركم إذا جمع, وهو السحاب الممطر قال تعالى:{ ثم يجعله ركاماً }[النور: 43].