الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 42 ... 81, 82, 83 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 8010
نقاط : 19319
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime12/8/2016, 02:08

بريد الجمعة يكتبه : أحـمــد البــــــرى
كابوس ليلة الزفاف!


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 2016-636065507068751002-875


أكتب إليك وكلى ثقة فى اننى سوف أجد لديك النصيحة الصادقة التى أحتاج إليها فى الظروف القاسية التى أعانيها، فأنا سيدة فى الخامسة والعشرين من عمري، نشأت فى أسرة تتمتع بالسمعة الطيبة والأخلاق الحميدة،
وقد عرفت معنى الالتزام منذ صغري، وراقبت الله فى تصرفاتى، وهذه هى ثمرة تربيتنا الفاضلة أنا وإخوتى فى رعاية أبوينا، وترتيبى الصغرى بينهم، وهم يشغلون جميعا مراكز متميزة فى المجتمع، وقد اجتهدت فى دراستى، وسارت بنا الحياة فى هدوء إلى أن مرض أبى مرضا شديدا وتغير كل شيء فى حياتنا، وصار كل همنا تمريض أبي، والاطمئنان عليه، لكن صحته تراجعت كثيرا، فتأثرت حالتنا النفسية، واضطربت معيشتنا، وتحملت أمى مسئوليتها بجدارة، ثم رحل أبى عن الحياة، وكنت وقتها فى الصف الخامس الابتدائى، وبرغم صغر سنى وقتها فإننى مازلت أختزن الأحداث فى ذاكرتي، وأتذكر دائما لحظات رحيله، وتنساب الدموع من عينى، وأنا أستعيد ذكرياتى الحلوة معه، فلقد كان كل شيء بالنسبة لي، وكلما رأتنى أمى على هذه الحال تأتينى بسرعة، وتأخذنى بين أحضانها وتقبلني، وتهدئ من روعي، فأستسلم لها وأستعيد نفسى من جديد.

على هذه الحال كبرت والتحقت بالجامعة، وتفوقت فيها فجاء ترتيبى الثالثة على الدفعة، واستكملت دراساتى العليا، والتحقت بعمل مميز لفترة، ثم تركته انتظارا لعمل آخر، وتزامن ذلك مع توافد الكثيرين علينا طلبنا للزواج مني، فانشغلت بالارتباط وتكوين أسرة، وقابلت الكثيرين فلم أصادف فيهم من يرتاح قلبى إليه، أو يتناسب معى، وظللت أبحث عن رجل يعوضنى حنان أبى، ويكون لى سندا وعونا، إلى أن حدثت إحدى قريباتنا أمى بشأن عريس مطلق يرغب فى الارتباط بى، وليس لديه أولاد، فلم أطق سماع المزيد من الكلام عنه، ورفضته بشكل قاطع، فلم تيأس قريبتنا من أن تعيد الطلب، وألحت عليّ أن أراه وأعطى نفسى فرصة للحديث معه، فربما يكون لى موقف آخر، فوجدتنى أميل إلى رأيها، وحددت لها موعدا لكى يزورنا فى البيت والتقى به فى وجود الأسرة، وجاءنا فى الموعد المحدد، ودار بيننا حوار فى أمور عامة، وارتحت لأسلوبه فى الكلام والحوار، وتكررت زياراته، وبدا لى أنه شخص مناسب، فتغاضيت عن تجربة زواجه الأولي، وأعلنت موافقتى عليه، وشيئا فشيئا أحببته بل وتعلقت به، وبثنى كلمات الحب والاعجاب التى لنت لها. ولم أسأل عن سبب انفصاله عن زوجته السابقة التى اكتفى بقوله انها كانت سيئة الطباع والأخلاق، لكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد الزواج لقصر فترة الخطبة، فصدقته، وتعاطفت معه، وعشنا قصة حب استمرت سبعة أشهر هى فترة خطبتنا بلا مشكلات و،لا متاعب، وبمرور الوقت ظهر وجهه الحقيقي، إذ اكتشفت أنه عصبى المزاج، ويثور لأتفه الأسباب، فصدمت فيه، وأوقفت الكلام معه، وفكرت فى فسخ الخطبة، فأحس بما أعتزمه، وجاءنى معتذرا عما بدر منه، وقدم هو وأهله مبررات لغضبه وثورته المستمرة بأن ذلك يحدث فى معظم الزيجات قبل الزفاف نتيجة الضغوط التى تصاحب اعداد تجهيزات وأثاث عش الزوجية، فقبلت اعتذارهم، وفى داخلى مخاوف عديدة، إذ إن «عين المحب عن كل عيب كليلة»، ولذلك حاولت أن أتغاضى عما حدث بعد أن أحببته، وهيأت نفسى للحياة معه، وتم زفافنا، وفى الليلة الأولى لنا معا رأيت فى منامى أن هناك من يحدثنى بأننى سأنفصل عنه وأنا مازلت فتاة، فطار النوم من عينى، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم، ولم أتحدث مع أحد فيما حلمت به، وبعد أيام اكتشفت أن لديه بعض المشكلات الصحية التى يعانيها بعض الأزواج فى علاقاتهم بزوجاتهم، فلم أهتم بذلك، وأقنعت نفسى بأن حبى له يهوِّن عليّ أى شيء آخر. وقررت أن أسانده وأقف بجواره إلى أن يتم الله شفاءه، واستقررت فى بيتى وتأقلمت على حياتى الجديدة ثلاثة أسابيع ثم فوجئت به يلح عليّ فى الذهاب إلى أهله كثيرا، والمبيت عندهم، وتصورت فى بداية الأمر أن هذا نوع من الود والمحبة لأسرته، ولكن مع تكراره غير المعقول وجدتنى أخالفه الرأى وأناقشه فى الأمر، وإذا بى أجده إنسانا آخر، حيث ضربنى بشدة ودفعنى من باب البيت ليلا مطرودة، وأنا عروس لم أكمل شهرا من الزواج، ولم أجد مفرا من أن أذهب إلى أهلي، وأروى لهم ما حدث، وقد سمعونى باهتمام وحاولوا تهدئتى لكنى انخرطت فى بكاء مرير على حالي، وأصررت على الانفصال عنه، وأيدنى أغلبهم فى أنه الحل الأفضل فالزوج من هذه النوعية لا يتغير بل يزداد عنادا وغطرسة.

وبعد أيام جاءنى باكيا كالطفل بصحبة أهله واعتذروا لى جميعا عما بدر منه تجاهي، وأقسم أمام الجميع أنه مخطئ ولن يصنع صنيعه هذا مرة أخري، وكرر قسمه، فصدقته بكل أسف، ورجعت معه إلى البيت وهدأت الأمور قليلا، ثم عاد إلى الحدة والغطرسة من جديد، واكتشفت سلبيات كثيرة فيه ومنها الوساوس والشكوك إذ أنه يعانى وسواس النظافة، ويشك فى تعاملاتى، ولذلك يفتش هاتفى يوميا، ويبحث فى الأدراج والدواليب عن شيء مجهول، وعندما أسأله عما يريده، يرد عليّ بأنه يحب أن يعرف كل شيء، فقلت له اننى لا أخفى عنه شيئا، ولولا حبى له ورغبتى فى الحياة معه، لما عدت إليه بعد أول مشاجرة بيننا، وتصورت أنه سيراجع نفسه، ويدرك أخطاءه، ولكن هيهات لمثله أن تنصلح حاله، وزاد من عدم ثقتى فيه ما عرفته من ثنايا أحاديث أهله، وكلامهم فى الجلسات الاجتماعية عن اننى الزوجة الثالثة، ولست الثانية كما أدعى هو وأسرته عندما توسطت قريبتى بيننا لكى أقبل الزواج منه، فلم يذكر شيئا عن زوجته الأولي، واكتفى بكلام عابر عن الثانية، وأدركت أنه أنانى ومغرور، ولا يفكر إلا فى نفسه، ولم أجد لديه معنى الاحتواء والسكن، وساءت علاقته بأمى وأهلي، وفقدوا الثقة فيه، وسعيا لاستمرار حياتنا الزوجية طلبت منه أن يزورهم لإزالة ما يعلق بالنفوس من رواسب نتيجة تصرفاته المزاجية المتقلبة، فوافق واسترحت قليلا من العذاب المستمر الذى لازمنى ليلا ونهارا منذ زواجنا.

ولم يدم ذلك طويلا، إذ ساقتنى الصدفة وحدها إلى أن أعرف ادمانه الأفلام الاباحية، إذ يغلق على نفسه احدى الحجرات ويشاهدها، لدرجة أنها سيطرت على تفكيره تماما، وحدثته فى ذلك، وقلت له إن ما يفعله هو سبب «الحالة الزوجية» غير العادية التى نعيشها، فمن يسير فى هذا الطريق لا ترجى له حياة زوجية سليمة، وعرضت عليه أن نسافر لأداء العمرة وبصحبتنا أمه، وبالفعل سافرنا وأحست والدته بما يدور فى نفسى وتأثرى الشديد بأفعاله غير المقبولة، فإذا بها تقول لى انها تعرف ذلك، وأيدتنى فى رفضى سلوكه المشين، وبعد عودتنا من الأراضى المقدسة لم يتغير شيء فثرت عليه من جديد، وهنا طلب منى عدم الانجاب، وهددنى بأن زواجنا لن يستمر طويلا، فتألمت أشد الألم لما قاله، لكنى لم أفقد الأمل فى اصلاحه، إلى أن جاءت القشة التى قصمت ظهر البعير، إذ تطاول عليّ بالكلام، فلم أطق صبرا وطلبت منه أن يسحب ما قاله أو يعتذر عنه لكنه رفض، ووجدتنى فى انهيار تام، وأحسست اننى دخلت فى نفق مظلم لا أجد منه مخرجا، واتصلت بأهلى للحكم بيننا حيث إنه لم يلتزم بوعده لهم، فثار عليّ من جديد وصرخ فى هيستيريا، وردد كلمات كشفت ما يخفيه فى صدره، ومنها «إنه عايش معايا كده والسلام».. وأنه يكرهنى، وعايرنى بعدم انجابى ونسى أنه هو الذى لا يريد الانجاب ولم نجر فحوصا أو تحاليل لمعرفة السبب، وتأكدت أن العلاقة بيننا ليست على ما يرام بسبب ما يشاهده من أفلام إباحية، وبمنتهي البجاحة طالبنى بأن أرد إليه شبكته وما أنفقه عليّ طوال فترة زواجنا الذى لم يستمر سوى خمسة أشهر!

سمعت اهاناته وصرخاته فى وجهي، فأحسست بسواد الدنيا فى عينّي، وأغمى عليّ من هول الاهانات، وعندما التقطت أنفاسى ذهبت إلى بيت أهلى الذين أصروا على تطليقى منه هذه المرة بعد أن واجهوه بما فعله، فلم يدافع عن نفسه، وظل صامتا، وتزامن وقتها اننى التقيت بمطلقته الثانية التى اتهمها هو وأهله بسوء أخلاقها، وعرفت منها أنه مريض نفسيا، ولذلك لم تطق الحياة معه، واكتشفت أن ما قاله عنها ليس صحيحا، وتقصيت حقيقة كلامها وتبين لى أنه يخضع بالفعل للعلاج النفسى منذ سنوات، وعزمت أمرى على الطلاق ليس بسبب مرضه، ولكن لما أعانيه من تصرفاته اللامعقولة، فلقد ساءت صحتى وبدا عليّ الذبول والاصفرار، ولا أرغب فى انجاب طفل يرى أمه مهانة من أبيه، فينعكس ذلك عليه فى المستقبل.

انه شخص لا يستطيع التصرف فى أى شأن من حياته إلا برأى والديه، وليس بإمكانه أن ينفصل عن تبعيته لهما فإرادته المسلوبة أمام كل ما يشيران عليه به، وهو شكاك لا يثق فى حسن نيات الآخرين، وإزاء كل ذلك تم طلاقنا ، فهل تسرعت فى طلب الانفصال؟ وهل كان هناك أمل فى اصلاح أحواله لو كنت قد استمررت معه؟ .. ولا أنكر أننى أحببته وتغاضيت كثيرا عن زلاته لكنه لم يتغير وزاد من استحالة عشرتى معه ما اكتشفته من أشياء سلبية عديدة فى حياته، جعلتنى على حافة الهاوية خلال الشهور التى قضيتها معه ولا أدرى كيف أستعيد نفسى وحياتى من جديد بعد أن فقدت الثقة فى كل الرجال بسببه؟.. أرجوك أن تشير عليّ بما ينير حياتي، ويجعلنى أرى الدنيا بعين جديدة.



ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

ما رأيته فى منامك من أنك سوف تنفصلين عن زوجك، وأنت آنسة. نتيجة طبيعية للخلافات التى حدثت بينكما فى أثناء فترة الخطبة، ومادامت الخلافات قد تفجرت بينكما إلى الحد الذى رأيت فيه استحالة نجاح زواجكما، فما الذى دفعك إلى قبول زيجة محكوم عليها بالفشل؟.. لقد أخطأ أهلك بالاستجابة لضغوط قريبتكم التى أحسب أنها على علم بكل كبيرة وصغيرة تتعلق به، وكان يتعين عليها من باب الأمانة أن تخبركم بحقيقته كما هى، بأنه تزوج قبلك مرتين، وأنه عصبى المزاج، ويخضع للعلاج النفسى، كما أخطأ أهله بعدم إيضاح الأمور كلها على نحو صحيح، لأن التستر الذى فرضوه على وضعه الحقيقى غش وخداع، وفى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، وأخطأت أنت أيضا بتغاضيك عن كل هذه العيوب مع أنها كانت واضحة تماما, بدعوى أنك أحببته، وأن حاله سوف تنصلح بعد الزواج، إذ أتاك باكيا، ومعتذرا عما بدر منه، ولم يلفت نظرك أن من يفعل ذلك مسلوب الإرادة، ولا يتخذ أى قرار من نفسه، وإنما يملى أهله عليه ما يتراءى لهم من توجهات وآراء، وعليه أن ينفذ ما يطلبونه دون إعمال لعقله الذى هو غائب فى الأساس!

لقد كانت فترة خطبتكما التى استمرت سبعة أشهر أكبر من فترة زواجكما التى لم تزد على خمسة أشهر، بما يؤكد خطأ تصوركم عن إمكانية تغيير سلوك وتصرفات من هو فى مثل عمر زوجك، لأن «من شب على شىء شاب عليه» وفقا للقول المأثور الشهير، فلقد شب على تكتم عيوبه، وممارساته، وكل ما يتعلق بحياته، ونسى أو تناسى أن المصارحة بين الأزواج هى الوجه الحقيقى للسعادة، وأنه إذا غابت الصراحة تهدمت الأسرة ووصف القرآن الكريم العلاقة بين الزوجين فى آيتين كريمتين فقال: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». وقال: «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن»، فالصراحة مطلوبة بين الزوجين لدواع كثيرة منها أن الله وصف الزوجين بأنهما نفس واحدة، فالإنسان أصرح ما يكون مع نفسه، كما أن مهمة الزواج تحقيق السكن النفسى والاجتماعى، وهو ما يقتضى نوعا من عدم التكلف والصراحة والتلقائية، أيضا فإن المودة والرحمة تتصلان بالجانب الوجدانى، وتظهران فى ممارسة الإنسان حياته..

أما عن علاقة الحب بينكما، فإننى لا أرى فى تصرفاتكما وجودا لها، فلا انسجام بينكما عاطفيا ومعيشيا، فأنت فى واد وهو فى واد آخر، ولذلك كثر الشجار بينكما، واستحال استمرار حياتكما الزوجية، فالحب يخلق الرغبة فى الاقتراب الجميل والتلامس الدقيق، والمحبون ليسوا متعجلين على الجنس كهدف وإنما يصلون إليه كتطور طبيعى لمشاعرهم الفياضة، ولقد غاب التوافق بينكما، وبدونه لا تنجح الحياة الزوجية، وهو نعمة من الله يمنحها للأزواج الأوفياء المخلصين الذين يمنحون حبهم ورعايتهم لزوجاتهم أو لأزواجهم، وتظهر بوادر التوافق منذ لحظات التعارف الأولى، فيشعر كل طرف بالراحة والسعادة فى وجود الآخر، ويسعى إلى تلبية احتياجات شريكه، ويشعر أنه لايحتاج أى شىء من طرف آخر ليكمل به نقصا عنده، وتحدث حالة تناغم بين الطرفين، وكأنهما موجتان التقتا وكونتا لحنا رائعا، وحين يتأكد التوافق نجد أن كلا منهما لايجد نفسه إلا مع الآخر، فلا يمكن أن تتحرك مشاعره أو ميوله الجسدية إلا مع شريك حياته، أى أنه لايستطيع إلا أن يكون وفيا ومخلصا لشريكه، وبمعنى آخر هى حالة من «الإخلاص اللا إرادى»، لأنه لايقدر على الخيانة حتى لو أتيحت له فرصتها، ولايعنى التوافق أن يتطابق الزوجان، لكنه يتطلب قدرة كل طرف على تلبية احتياجات الآخر وإشباعها فهما متكاملان أكثر منهما متشابهان.

وهذا التوافق لم يكن موجودا بينكما منذ البداية، ولذلك كان طبيعيا أن تتسع دائرة الخلافات خصوصا بعد أن تكشفت لك حقائق كانت غائبة عنك ومنها زوجتاه السابقتان، ومرضه النفسى، وحالته المتقلبة، وخضوعه التام لإملاءات أهله.

وزاد من انعدام التوافق بينكما أن زوجك أدمن الأفلام الإباحية، لدرجة أن أهله يعلمون بذلك، وأعتقد أن فشل زيجتيه السابقتين يرجع إلى هذا السبب، ولا أدرى لماذا يتزوج إذن واحدة بعد الأخرى وهو يسير فى هذا الضلال؟ ثم ألا يدرك أنه يرتكب معصية بما يفعله، وأنه يوشك أن يواجه مخاطر صحية؟.. لقد كان قرارك بالانفصال عنه هو عين الصواب، فلقد وازنت بين المصالح والمفاسد فى الطلاق والبقاء معه، واخترت ما فيه أخف الضررين، ولعل رسالتك تكون جرس إنذار للرجال والنساء على حد سواء بتوخى الحذر فى اختيار شريك الحياة، وبالنسبة لمن يشاهدون الأفلام الاباحية، فإنهم يفعلون ذلك من باب الاعتقاد أن مشاهدة هذه الأفلام تمنحهم الخبرة، وتعطيهم المتعة التى يبحثون عنها ويفكرون فيها فى أثناء العلاقة الزوجية، وقد يدمنون مشاهدتها، وهى فى واقع الأمر مبالغ فيها، وبها انحراف عن طبيعة العلاقة الجنسية. لكنها تؤثر عليهم نفسيا وجسديا، فليحذر الجميع ذلك.

وأخيرا عليك أن تطوى صفحة الماضى بكل ما فيه من مآس ومتاعب، وأن تفتحى صفحة جديدة تتطلعين فيها إلى الدنيا بعين جديدة، غير هذه العين اليائسة، وأن تدققى فى اختيار شريك الحياة القادم، فأنت مازلت فى ريعان الشباب وأمامك العمر المديد، وفقك الله وسدد خطاك على الطريق السليم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime19/8/2016, 14:29

بريد الجمعة يكتبه : أحـمــد البــــــرى
الرصـاصة المرتــدة!


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 2016-636071546607757550-775


اعتقد انك سوف تتعجب من قصتي، وتشن هجوما عنيفا على شخصى الضعيف لما فعلته بنفسى وحياتي،
فلقد تصورت اننى سلكت الطريق الصحيح، فإذا بى أجدنى قد وصلت إلى طريق مسدود، فأنا سيدة فى سن الأربعين تزوجت من زميل لي، يكبرنى بعدة سنوات، وتجمعنا مهنة واحدة، وله عمله الخاص واختارنى من بين كثيرات، وكان وقتها شابا وسيما وثريا وناجحا ومتفوقا، وتتهافت عليه النساء، وعرف الشجار طريقه إلينا بسبب غيرتى الشديدة عليه، إذ كنت ألاحقه فى مقر عمله لكى أضبطه متلبسا بالجلوس مع إمرأة أخرى، ومرت السنوات تباعا، وأصبت بالإرهاق الشديد، وتسلل اليأس إليّ بعد أن فشلت فى إصلاح أحواله. فهو من النوع الذى يمكن لأى إمرأة أن تنجح فى اغوائه أيا كان عمرها وشكلها ومستواها، وتحملت كثيرا نزواته، ووضعت همى فى تربية أولادي، وبمرور العمر أصيب زوجى ببعض الأمراض الصحية التى أثرت بالطبع على علاقتنا الزوجية، ولم أبال بالأمر فى البداية، ولم ألتفت إلى هذه الناحية، واعتقدت أن رغباته المنفلتة هدأت بفعل المرض، وأنه سينصرف إلى عمله الخاص الذى يربح منه الكثير، وأن أمواله سوف تعوضنى وتجلب لى السعادة التى طالما افتقدتها، وأنا ألهث وراءه أملا فى إبعاده عن الأخريات اللاتى يترددن عليه بحكم عمله، وشعرت ببعض الراحة الوهمية ثم سرعان ما أصابنى الرعب الذى لازمنى ليلا ونهارا، بعد أن علمت بعلاقاته الجديدة مع الفتيات والسيدات والزبونات الدائمات، وزاد خوفى من أن تدفعه احداهن إلى تطليقى والزواج سرا أو علانية بها، ولو حدث ذلك فسوف أحترق بنار الغيرة، وتشمت بى الحاقدات، وبذلت قصارى جهدى وحاولت بكل الطرق أن أحتويه حتى لا يلتفت إلى أخري، وكان بارعا فى المراوغة والكذب والخداع، وكنت أشعر بالطعنات فى قلبي، كلما جاءتنى أخبار نزواته، وعلاقاته مع كل من هب ودب من النساء المترددات عليه.

وخطرت لى فكرة قد تبدو غريبة ولكنى صممت على تنفيذها، إذ اتخذت قرارا اعتقدت أنه الصواب ولا بديل عنه برغم مرارته، حيث اتفقت مع فتاة سيئة السمعة وعديمة الجمال على أن تعمل لدى زوجى، وأن تلبى له كل ما يريده، وتبعد عنه كل فتاة أو سيدة تتردد عليه بصورة تبعث على الشك والريبة، وأن تأتى لى بكل أخباره، وجاء اختيارى لهذه الفتاة بالتحديد من منطلق أنها لا تلفت النظر، ولن يشك أحد فى علاقتها بزوجى، وسوف يأمن هو أننى لن أعترض على وجودها معه، وطلبت منها أن تذهب إليه، وأن تقنعه بالعمل معه، فقبلت عرضى بكل ترحاب، ونفذت ما طلبته منها بحذافيره، وكانت شديدة البراعة فى تنفيذه، واستطاعت اقناعه بأنها ستجعل مقر عمله مكانا للراحة والمتعة، ولكى لا يشك فى أمرها إذا رآها عندنا فى البيت أو ضبطها وهى تتصل بى، طلبت منها أن تشير على زوجى بأن تأخذ موافقتى على عملها معه، وأنها متأكدة من اننى لن أمانع فى ذلك، فالحقيقة أننى لم أشك فيها لقبحها الشديد، ومظهرها الذى لن يجذب زوجى، ونجحت الخطة، وعملت هذه الفتاة معه، وحرصت على نقل أخباره لى لحظة بلحظة، فأخبرتنى بكل من يزرنه وأوصافهن، حتى من يأتين للعمل معه ويطردهن.. أى أنها لم تترك واحدة إلا وقالت لى ما دار بينها وبين زوجى ولو مجرد كلمة واحدة، وألمحت أنه يغازل نساء كثيرات، وأنها تعطيه ما يريده لتشغله عن الارتباط بأى منهن، وأنه وجد العوض لديها، ولا أدرى كيف كان قلبى ميتا وعقلى زائغا، وأنا أمتدحها وأدافع عنها، وأشجعها على المزيد من فرض الحصار حوله، وعندما جاءنى بعض من يعملون مع زوجى لتنبيهى إلى ما تصنعه هذه الفتاة معه، نهرتهم وقلت انها بنت «كويسة»، ولا أصدق أن تكون كما يدعون عنها!

وقد تندهش يا سيدى عندما أقول لك أن حالة زوجى الصحية تحسنت كثيرا، وصارت علاقتنا الزوجية فى صورة أفضل بعد هذه التطورات التى أقدمت عليها مستعينة بهذه الفتاة الدميمة!، وذات يوم أبلغتنى بأنها مخطوبة، وسوف تأخذ اجازة للزواج، وعرضت عليّ فتاة لا تختلف عنها من حيث الشكل وستقوم بنفس المهام التى كلفتها بها، فوافقت عليها، واستمرت الأوضاع كما هى، وتحققت خطتى «الجهنمية» فى منع زوجى من الزواج بأخرى أو تطليقى بعد أن توقفت شجاراتى معه تماما، ولم أعد أخشى عليه من هاتين الفتاتين، وكنت أقول فى نفسى أنه حتى لو أنهكته علاقته بهما، فلن أخسر شيئا، إذ اننى بعد موته سوف أرث أمواله أنا وأبنائى، وأتزوج بآخر يقدر قيمتى كأنثى!

اننى أقص عليك ما فكرت فيه، وما نفذته، ولست مختلة عقليا، ولا أتعاطى عقاقير الهلوسة، ولم أقم بما فعلته طواعية بل اضطررت إليه لكى لا يطلقنى زوجى الذى طعننى فى كرامتى وجرح كبريائى بعلاقاته المشبوهة التى لا حصر لها، ولقد مرت عليّ أوقات كنت أحترق فيها، وتشتعل النار فى قلبي، وكدت أنزلق أنا الأخرى فى بحر الخيانة، نعم خطر لى ذلك من منطلق أن لى حقوقا مثل زوجي، وأنه يستحق أن أخونه، كما يخوننى لكن الله سلم، وأفقت قبل أن أنزلق إلى الهاوية، وكثيرا ما سألت نفسي: هل أنا سعيدة حقا؟ ففى الحقيقة كنت أشعر اننى فى غيبوبة أو غائبة عن الوعي، وكان أبنائى يشعرون بما يفعله أبوهم, لكننى تجاهلت هذا الأمر تماما، ولم أجرؤ على مصارحتهم بما فعلته، وعندما لاحظوا تردد الفتاتين اللتين دفعت بهما إلى زوجى على منزلنا، امتدحت أخلاقهما، وقلت لهم: انهما بنتان شريفتان ومحترمتان، والحق أن ما زاد ارتباطى بالفتاة الأولى أنها أحضرت حجابا لزوجى وقالت انها حصلت عليه من شخص أكد لها أنه سيزيد ارتباط زوجى بى، وسيعيده إليّ!. ومضت فترة على هذا النحو أحسست خلالها أن كل شىء على ما يرام، ثم شيئا فشيئا بدأ زوجى يمضى الوقت كله فى عمله، ولا يأتى إلا ساعات فقط لكى ينام، ثم يصحو فى اليوم التالى ليكرر نفس ما فعله فى اليوم السابق، وليس لى أنا وأبناؤه نصيب يذكر من الوقت.

وزاد من قلقى أن الفتاة الأولى عادت إلى العمل، وأصبحت أكثر التصاقا بزوجى، وانضمت من جديد إلى زميلتها وأحسست أنه صار أكثر تعلقا بهما، ولم تعد أى منهما تخبرنى، بتحركاته، ونزواته، بل تغيرت الفتاة التى اخترتها لهذا الدور تماما، وصارت ترمقنى بنظرات الاستهتار تارة، والتهديد تارة أخري، وتسلل إليّ شعور بأنها انفصلت عن زوجها، وتخفى أمرها عنى، وتطاردنى الوساوس أنها تسعى للارتباط بزوجى، فهى قادرة على أن تسيطر عليه، وتتزوجه فى السر، خصوصا وأنها تعلم نقطة ضعفى، ووجدتنى عاجزة عن أن أفعل معها أى شيء، وتمالكت نفسى كثيرا، وتراجعت عن مواجهتها بشكوكى لأننى إذا فعلت ذلك فسوف تخبره بكل شىء، وعندها سوف يحدث ما لا تحمد عقباه.

اننى فى حياتى العادية أبعد ما أكون عن التهور، أو ارتكاب أى فعل أحمق، لكنى ارتكبت هذا الخطأ الفادح وأنا أبحث عن حل مجنون للحفاظ على زوجي، والآن أشعر بالملل، وأفكر فى التوقف عن ملاحقته، لكنى كلما عزمت على ذلك تعاودنى حالة الاضطراب من جديد، فهل ترى حلا يخلصنى من المصيبة التى أوقعت نفسى فيها؟

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لم تكن علاقتك بزوجك منذ البداية قائمة على أساس متين، وإنما كانت مجرد واجهة اجتماعية بين اثنين يشغلان مهنة واحدة، بدليل أنك اكتشفت عقب ارتباطه بك علاقاته المتعددة مع المترددات عليه بحكم عمله، وكان سبيله إلى الإيقاع بهن وسامته وجاذبيته التى جعلته محط إعجاب الكثيرات فوقعن فى غرامه، وخطرت لك فكرة تصويب فتاة دميمة ـ على حد تعبيرك ـ إليه لكى تنصب شباكها حوله، وهو تصرف لا تقدم عليه أى زوجة تسعى إلى احتواء زوجها، فكل امرأة فيها لمحة جمال، ولا يرتبط انجذاب الرجل إلى هذه أو تلك وفقا لجمالها الشكلى، ولعلك تدركين المثل الشهير: «كل فولة ولها كيال»، حيث تتحكم الغريزة فى الرجل، فينجذب إلى المرأة جسديا ثم فكريا ثم عاطفيا وروحيا، أما المرأة فتنجذب فكريا ثم عاطفيا ثم جسديا وروحيا، ولذلك وجد ضالته فى الفتاة التى دفعتها إليه، فلقد عوضته من الناحية الجسدية، وربما ارتاح إلى كلامها وأسلوبها، وقد أتت بصديقة لها لتكتمل الدائرة حوله فلا ينظر إلى سواهما وأصبحت كالدبة التى قتلت صاحبها، إذ أحكمت الاثنتان قبضتيهما عليه، ولذلك أحسست بالخطر بعد أن ارتدت الرصاصة التى صوبتها إليه، وتكاد تصيبك الآن، حيث تساورك الشكوك بأن الفتاتين سوف تكشفان سرك لزوجك، وأحسب أنهما فعلتا ذلك منذ البداية، لكنك تتجاهلين ذلك، وتحاولين إقناع نفسك بأنهما تحافظان على هذا السر!!

لقد أخطأت منذ البداية بملاحقتك زوجك بالتذمر والشكوى، فالتذمر الدائم والصوت العالى والأوامر التى لا تنتهى، عوامل أساسية فى شعور الزوج بالسأم من الحياة الزوجية، والبحث عن البديل لدى امرأة أخري، فهناك جوانب عديدة تتعلق ببعد الرجل عن زوجته، منها سعيه إلى إثبات أنه مازال مرغوبا وقادرا من الناحية الجسدية، وأن حالته المرضية مسألة نفسية معك لكنه مع أخرى يكون طبيعيا، كما أنه يسعى إلى علاقة فيها مساحة من الحرية، وليست فيها قيود ولا مسئولية، وبصراحة فإنه أوقع نفسه فى طريق الخطأ ببحثه عن متعة عابرة مع هذه أو تلك، بعد أن أصابه الملل من الحياة الزوجية التى تتشابه فيها الأيام، وبدلا من أن يبحث عن حل لكسر هذا الملل، لجأ إلى أخريات بحثا عن التجديد، وهو فى الحقيقة تجديد مزيف، فمن الضرورى أن يعلم الزوجان أن خيانة شريك الحياة ليست حلا لمشكلاتهما العاطفية والزوجية، بل الحل يكمن فى ضخ الدماء فى شرايين علاقتهما، فيسرى فيها الحب من جديد، والسبيل إلى ذلك هو الحوار المستمر والتعاهد على عدم الخيانة مستقبلا.

وتعود أسباب الخيانة عند بعض الرجال إلى التربية والجهل بمقومات الحياة الزوجية الناجحة، ومن هذه الأسباب التسلط الذى يرى فيه الرجل أساسا لرجولته، فيمارسه قولا وفعلا مع زوجته، الأمر الذى يرتد على العلاقة الجسدية فتورا أو رفضا إذ يرتبط الجنس عند المرأة بالوجدان، ومنها كذلك تحول هذه العلاقة من الرغبة المشتركة إلى واجب فقط، وخلو الحياة الزوجية من الحوار فى مختلف المشكلات التى تعترض الزوجين وعدم تفهم الرجل أسباب أى تقصير من جانب زوجته فيذهب للتعويض مع امرأة أخرى, كما أن عدم ثقته بنفسه تؤدى به إلى الخيانة.

وأراك ياسيدتى قد وصلت إلى مرحلة خطيرة غلب فيها المال على الزوج، فلا يعنيك أن تستعيدى زوجك إلى الأسرة بقدر ما يهمك جنى المال بعد رحيله، فأنت لا تحبينه، بل وتفكرين فى خيانته كما خانك، وهذا التفكير المدمر، سيؤدى بك إلى المهالك، وليعلم كل منكما أن الالتزام العاطفى له أثر كبير فى الحفاظ على الحياة الزوجية الناجحة والمستقرة، فالحب يفنى بعد الزواج إذا لم يعرف الاثنان كيف يحافظان عليه، وبالتالى تتحول حياتهما إلى روتين، ولا أقصد بذلك حبا ملتهبا وغراما متقدا، بل أتحدث عن المودة، وهى الحب المتعقل والإعجاب المترافق مع الاقتناع، وعندما تكشف المرأة خيانة زوجها يجب ألا تتخذ قرارا انفعاليا متسرعا، لأنها ستفكر فقط فى الثأر، وقد يحطم ذلك كل حياتها، وعليها أن تدرك حينئذ أن هناك خطأ ما فى علاقتهما يجب تصحيحه.

لكل ذلك أرى أن تتوقفى فورا عن الأسلوب الذى تنتهجينه مع زوجك، وأن تبنى معه حوارا صريحا تؤكدين له فيه أنك تحبينه وتغارين عليه، وانك تبذلين أقصى ما فى وسعك لإسعاده فهو حبيبك وأبو أولادك، وأنه لا يوجد فى الدنيا من يهتم بأمره أكثر منكم، واطو صفحة هاتين الفتاتين، وجددى أسلوب حياتك بالكلمة الحلوة، والتواصل الجميل، وحاولى أن تشاركيه فى عمله، وتشيرى عليه بأفكار لتطويره باعتبار أنكما تعملان فى مهنة واحدة، وانزعى عنك الوساوس بتمنى رحيله عن الدنيا لكى تستأثرى بأمواله، فالمال لا يجلب السعادة، وهو وسيلة لتحقيق حياة مستقرة، وليس هدفا فى حد ذاته، وإياك والتفكير فى خيانة زوجك لأنك إذا انجرفت فى هذا التيار فسوف تفقدين نفسك ودينك وحياتك وستدخلين دوامة لن تخرجى منها، فتماسكى واستعينى بالله، ولعل زوجك يدرك فداحة ما ارتكبه، ويتوقف عن المسار الذى انتهجه، فنهاية هذا الطريق الندم، ولكن بعد فوات الأوان.. وأرجو أن تكون رسالتك عبرة لكل زوج لا يفكر إلا فى ملذاته وينسى زوجته وأولاده، والله المستعان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 8010
نقاط : 19672
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime19/8/2016, 14:30

الحكمة الغائبة


أنا سيدة فى الخامسة والعشرين من عمرى، تعرفت على شاب فى مثل عمرى بعد تخرجنا فى الجامعة، وارتبطنا عاطفيا وتمت خطبتنا، فلاحظت ارتباطه الشديد بأمه، وبررت ذلك بأنه ولدها الوحيد، ووالده متوفى، لكنها تتدخل فى كل كبيرة وصغيرة، وأحسست فى أحيان كثيرة بأنها لا ترغب فىّ، وكانت تقوم بالكثير من الأفعال لكى تنفرنى أنا واهلى من هذه الزيجة، أما هو فوجدته أحيانا حريصا على المال واحيانا اخرى يصرف بلا حساب، وحدثت مشكلات كثيرة بيننا، وكان يسترضينى، ولمست فيه بعض المواصفات التى تجعلنى أشعر بأن هناك أملا فى تغييره نحو الأفضل، وتزوجنا، ولكن مشكلاتنا زادت يوما بعد يوم، واكتشفت أنه غير ناضج، فأبسط مشكلة تجعله يتصرف مثل الصغار دون تقدير للعواقب او للمسئولية التى يحملها، كما أن عمله يجعله يسافر وقتا طويلا، ولا اشعر بدوره تماما فى العمل والبيت، ويروى كل تفاصيل حياتنا إلى أمه، وفوجئت بأن شقة الزوجية وكل شيء مكتوب بإسمها، برغم أن هذا ميراث شرعى له، وفاجأنى بعد ذلك بأنه مازال يسدد ثمن هذه الشقة، برغم أنها ليست ملكه.
ونظرا لعدم احساسى بالأمان والاستقرار، فإننى ذهبت إلى الطبيب ليصف لى مانعا للحمل، فاكتشفت أننى بالفعل حامل، وعندما علم زوجى بهذا الخبر لم اشعر بفرحته او فرحة أهله، حتى إن والدته قالت لى ذلك بشكل مباشر، وواجهت ظروفا صعبة فى الحمل، وطلب الطبيب تقليل العلاقة الحميمة بيننا، ولكن زوجى ثار ضدى، وقال إن الطبيب لا يفهم شيئا، وقالت لى أمه: إذا كان مكتوبا أن يبقى الطفل سوف يستمر الحمل برغم كل شىء، وأنهم أيضا ليسوا مسرورين بهذه الزيجة وهذا الحمل، وبعد تدخل أهلى هدأت المشكلة, وعندما ذهبنا للاطمئنان على الجنين، قال الطبيب: إنها فتاة، ولاحظت حزنه، وبدأت أمه فى التلميح بالولادة فى مستوصف وبأشياء غريبة أسخف من أن اذكرها، مع العلم أن هذا أول حفيد، وهم مستقرون ماديا جدا, ومع ذلك قال لى إنه ليس لديه مانع أن يعطينى أبى المال، فسقط من نظرى, وطلبت منه أن أذهب إلى أهلى فوافق، ورأنى وأنا أحمل حقيبة ملابسى ومستلزماتي، ولم يقم حتى بحملها، أو التاكد من أن معى المال اللازم للسفر، وأجرة المواصلات، مع العلم أن أهلى يعيشون فى محافظة أخرى.

ومرت فترة لم يتدخل خلالها أحد من أهله، وأدركت أن ما يحدث على هواهم، لأن زوجى سوف يوفر كل ما يجب أن ينفقه علىّ من مصاريف الولادة واحتياجات الطفلة، وبعد كل هذه المواقف لا أشعر بالاستقرار أو الأمان معه، كما أن نظرتى له قد تغيرت، إذ أنه لا يتحمل المسئولية، ويريد اخضاعى لأوامره بدون مناقشة، مع تحكم أمه فى كل ما يخصنا، ووجدتنى مع انسان متناقض فى أفعاله، فهو تارة حنون، ولايستطيع الاستغناء عنى وتارة أخرى أراه إنسانا غريبا لم أعرفه من قبل، ففى أى طريق أسير؟، وما هو السبيل إلى الخلاص من هذه الحياة القاسية؟

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لا شك أن تدخل الحماة يتسبب فى مشكلات كثيرة بين الزوجين ربّما تنتهى بطلاقهما، ويتطلب الأمر قدرا من الحكمة إذ لا يمكن المطالبة بأن يقطع الإبن علاقته بأمه، ومن المهم أن تكون العلاقة بينهما صحية، وينبغى على الزوجة استخدام الحكمة والتروّى، بعيداً عن التوتر، لإنجاح علاقتها بحماتها والحفاظ على مسافة تفصل بين الحماة وحرمة حياة ابنها الزوجيّة، وعلى كل زوجة تجنّب تصعيد المشكلات مع والدة زوجها، والعمل على كسب ودّها وحبّها، وأن تتصرّف بشيء من الحكمة والتريّث، لتعتبر حماتها مثل أمّها وتحاول بقدر الإمكان إرضاءها، فالصراعات المستمرّة بينهما تجعل الزوج فى صراع نفسي، مما يؤدّى إلى توتّر حياته الزوجية أكثر فأكثر.

ومن الضرورى ألا تقص الزوجة مشكلاتها على والدتها، فقد تُظهر المشهد أكثر قتامةً عمّا هو عليه فعلاً، مما يجعل صورة العلاقة بينها وبين زوجها أكثر سوءاً، خصوصاً وأنّ الأم المسيطرة ترى أنّها تفعل ذلك لمصلحة ابنها، وليس نوعاً من الفضول، كما أنّ إخبار والدة الزوجة بهذه المشكلة قد يجعل منها طرفاً رابعاً فى النزاع، باعتبار أنها تريد مصلحة ابنتها أوّلاً، وعلى الزوجة عدم انتقاد زوجها وإشعاره بأنّه ضعيف الشخصيّة، وبأنّ أمّه هى من تحكمه، لأنّ ذلك يجعله ينفر منها ويقترب أكثر من أمّه؛ بل يجب عليها فى المقابل تشجيع أيّ سلوك يقوم به زوجها، ومدحه أكثر من المعتاد، حتّى تصبح لديه قدرة أكبر على اتّخاذ قراراته، وثقة أعلى بنفسه، وبذلك تتعزّز ثقته بها أيضاً، مما يدفعه إلى استشارتها فى أموره بدلاً من العودة إلى أمّه فى كلّ شىء.

من هنا عليك أن تتريثى فى معالجة مشكلتك مع زوجك، وأن تخبرى أهلك أنك صرت أكثر هدوءا، بعد أن ارتحت لديهم بعض الوقت، وأن تبثى حبك ومشاعرك لزوجك، فيشعر بعاطفتك نحوه، ويدرك خطأه فى حقك، وبمرور الوقت سوف يتبين من تلقاء نفسه أن والدته ليست على حق فى موقفها منك، فالمرونة هى السبيل الأمثل لتفادى الصدامات، والإنسان لا يكون على وتيرة واحدة مدى الحياة، إذ يسعد ويحزن، ويضحك ويبكى، وتنتابه الاضطربات فى بعض الأحيان، لكنه سرعان ما يعود إلى الطريق الصحيح، فكونى قوية واثقة فى نفسك، وسوف تستعيدين زوجك قريبا بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime3/9/2016, 01:25

بريد الجمعة يكتبه احمد البـرى
الحصار الطويل !


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 2016-636083718265288602-528

أكتب إليك لكي تشير عليّ بما يساعدني علي اتخاذ القرار المناسب،ومن ثم الاستقرار، فخطواتي دائما محسوبة، ولا أعرف التسرع، ولا أحب المغامرة، فأنا فتاة تعديت سن الثلاثين، ومنذ تخرجي في كليتي تقدم لي عدد من الشباب عن طريق المعارف للارتباط بي، ولم أجد بينهم الشخص الجاد الذي طالما حلمت بأن أبني معه أسرة صغيرة قائمة علي الحب والمودة، ولم تكن هناك مماطلة مع أي منهم، إذ كان الرد حاسما من ثاني مقابلة علي أقصي تقدير.
ومنذ سبع سنوات ألتقيت شابا في دورة تدريبية في المجال الذي أعمل به، تحدثت معه في بعض الأمور العامة من باب الدردشة مثل أي زميلين في كل مكان وعرفت أنه تزوج بأمريكية تعرف عليها فى أثناء زيارتها مصر، وأنه سيسافر معها إلي بلدها بعد انتهاء الدورة، ومرت أسابيع واتصل بي عن طريق الانترنت، وعرض عليّ مساعدته في بعض المهام والأبحاث محور اهتمامنا كعمل إضافي، فوافقت علي طلبه، وعملت معه فترة من الوقت، ثم توقفت عن أداء هذه المهمة واعتذرت له عن الاستمرار فيها لانشغالي بالدراسات العليا، ورغبتي في التفرغ لتحضير الماجستير ثم الدكتوراه، وبعدها ألمح لي بأنه يريد الزواج بي، لكني رفضت، وطلبت منه عدم التطرق إلي هذا الموضوع مرة أخري، وانقطع التواصل بيننا لما يقرب من عام، وكنت أتابع صفحته علي الفيس بوك دون أن أعلق علي مابها، ثم علمت أنه أنجب ولدا من زوجته الأمريكية، وفجأة بعث لي برسالة قال فيها إنه انفصل عنها، وفي طريقه إلي تطليقها، ويرغب في أن أعيد النظر في موقفي من زواجنا، وساورتني الشكوك في نيته بأنه يبحث عن «استبن» يستعين بها وقت اللزوم، فأعدت عليه جوابي السابق بأنني لن اتزوج بهذه الطريقة وتجمدت اتصالاتنا إلي ان ارسلت لي احدي صديقاتي استمارة استبيان له علاقة بعملنا، وطلبت مني أن أرسلها لمن أعرفه من زملائنا في هذه المهنة، فخطر ببالي أن نستعين برأيه، فأرسلتها إليه، ورد عليّ علي الفور بأنه سيملأ الاستبيان ويرسله، ولما تأخر في كتابته. اعتذرت لصديقتي، ولم أعاود الاتصال به، ولا حتي مجرد أن أسأله عن الاستبيان، وظللت أتابع منشوراته علي الفيس بوك من بعيد، وعرفت أنه جاء الي مصر في إجازة بمفرده، ثم عاد إلي أمريكا بعد إجازة قصيرة، وذات يوم فتحت صفحتي علي الفيس بوك فوجدت رسالة منه يسألني فيها سؤالا مباشراً : هل مازلت مصرة علي عدم إعطائي فرصة للتقدم لك ؟ ثم أخبرني بأنه طلق زوجته الأمريكية، وأن الطريق أصبح ممهداً أمامنا للزواج والاستقرار، وإذا ظهرت أي مشكلة، أو أبديت مخاوفي من أمر ما، ولم يستطع تذليله لي، أكون وقتها علي حق في رفضي التام له، فرددت عليه بأن هناك أسبابا كثيرة تحول دون ارتباطنا ومنها اختلاف البيئة التي نشأ فيها كل منا، حيث إنه من الصعيد، وأنا من الوجه البحري، وقد لا تتقبل الأسرتان هذا الاختلاف الناشيء عن الخلفية الاجتماعية لكل منهما، كما أن ابنه الذي يحمل الجنسية الأمريكية قد لا يرتاح معي، خصوصا أنه بلغ سن السادسة، كما أنني لا أرغب في السفر إلي الخارج، وأريد الاستقرار في مصر، ولا أكون بعيدة عن أبي وأمي وأختي، فإذا رزقت بأطفال فإنهم يعيشون دفء العائلة، كذلك فإنني أرفض الارتباط بمن يدخن أو يتعاطي الخمور، إذ رأيت له صورة وهو يدخن سيجارة، فرد علي أسبابي بأن الفوارق الاجتماعية لا وجود لها، وأن معظم أبناء عائلته في مناصب ومراكز كبري، ولن يكون هناك هذا الفارق الذي أتوهمه، وأن ابنه لم يختلط بأي سيدة أخري غير أمه، ومن السهل أن أشكله علي طباعنا، وأن التواصل مع أهلي وأهله سيكون مستمرا، ولن أشعر بالعزلة التي أتحدث عنها، أما التدخين وشرب الخمر فلا يعرف إليهما سبيلا، لكنه قد يجامل البعض بالتظاهر بأنه يشاركهم في الشراب بكأس صغيرة، وأكد أنه يجاهد نفسه في الالتزام بالصلاة، ولم يدعني أرد عليه، وواصل حديثه قائلا إنه تقدم منذ ثمانية شهور الي إحدي الفتيات لماّ رأي مني التردد غير المعقول تجاهه، وإنها هي التي طلبت منه ذلك وتصور أنها تتمتع بالمواصفات التي يتمناها في فتاته، ولكن عندما قابل والدها واجه ما لم يتخيله من المطالب المادية المغالي فيها، وكان هم أسرتها أنه هو الذى سيدفع الفواتير، ويلبى مايرونه دون شروط، ولذلك انسحب في هدوء، وتأكد أنني الزوجة المناسبة له، وعلي مدي السنوات السبع الماضية لم يجد غيري لأكون شريكة حياته وأم ابنه، ووجدتني أخبر والدتي بأمره لأول مرة، ورأت أن أمنحه فرصة كافية مادمت قد ارتحت إليه، وأيدها أبي في موقفها، وأبلغته بأننا علي استعداد للقاء والتحدث بشكل جاد لوضع النقاط علي الحروف، وبالفعل جاء إلي مصر في إجازة جديدة بصحبة ابنه، والتقيته مرتين، وأكد لي أنه تعلم الكثير من تجربته الاولي وليس لديه استعداد للفشل مرة أخري، وأنه سوف يستقر بمصر في المستقبل، وسيكون لنا منزل بها فور زواجنا، وبالنسبة لي شرحت له ظروفي وقلت له إنني قدمت أوراقي للعمل في التدريس باحدي الجامعات، ومن شروطه ألا آخذ إجازة طويلة إلا بعد خمس سنوات من التعيين، فرد عليّ بأنه لا يمانع في عملي بالجامعة مادام ذلك يمثل إضافة معنوية لي، وأننا وقتها سيكون بإمكاننا أن ننتقل بين مصر وأمريكا إلي أن تنتهي هذه المدة، وبعدها أستطيع أن أحصل علي إجازة بلا راتب.

سمعت كلامه، ورددت عليه بمخاوفي التي أعلنتها مراراً، فقال لي إنني اخترع «العُقدّ» والحق أنني تراجعت عن أفكار كثيرة بخصوص هذا الارتباط، ولكن لم أستطع أن أنزع من فكري مسألة ابنه، فهو من خلفية ثقافية مختلفة، ومازالت علاقته قائمة بأمه، وعندما يكبر لا أدري كيف ستكون حاله ؟ وهل سيكون بإمكاني توجيهه حسب ثقافتنا وعاداتنا ؟ وكيف سيكون التعامل بينه وبين أخوته إذا قدر الله أن يكون لي أولاد ؟، وفي أحيان كثيرة أرد علي نفسي بأنه لا مانع أبدا من أن تكون الأمور علي مايرام، وأن الانسان لا يحصل علي كل مايريده، فالتنازلات ضرورية لكي تمضي الحياة، ورزق الله مقسم علي العباد، فلا يحصل المرء علي كل ما يبغي من متاع الدنيا، فأنا مثلا حصلت علي شهادات علمية، ولكن تنقصني الحياة الزوجية وتكوين أسرة ويكون لي أبناء، وتسيطر عليّ أحيانا أفكار متناقضة بأنني من حقي أن أتزوج بمن لم يسبق له الارتباط، وقد أفضت بما يختلج به صدري من أفكار وأحاسيس ومشاعر إلي أبي وأمي وأختي فاتفقوا علي أنني من الممكن أن أتزوج شخصا لم يسبق له الزواج، ويبدو لي أنه ملتزم دينيا من الناحية الظاهرية، ثم سرعان ماتتكشف لي أخلاقه السيئة بعد الارتباط، وهذا شأن كثيرين من الناس، والمهم ألا يكون رفضي من منطلق «الخوف لمجرد الخوف» فمادامت النظرة إلي المسألة برمتها عقلانية، فإن الأمور تسير فيما بعد علي مايرام.

لقد تركوا لي القرار النهائي بشأن الموافقة علي زميلى أو رفضه، ودعوا لي بالخير، وطلبوا مني أن أدرب نفسي علي التخلي قليلاً عن المثالية، فنحن لا نصنع الناس علي هوانا.. إنني في حيرة من أمري، وأريد أن أحسم هذا الأمر إما بقبوله وخوض التجربة، وإما برفضه للمرة الأخيرة، وليذهب كل منا إلي حاله، فبماذا تشير عليَّ.



ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

هناك نساء يستجبن لنداء الزواج بناء علي نصيحة الأهل، مع توافر الشروط الظاهرية من التوافق المادي والثقافي والاجتماعي، ولا يستغرق الأمر عدة لقاءات حتي تكتمل الزيجة، ويبدأ العروسان حياتهما الجديدة، وهناك نساء يماطلن في الارتباط، ويترددن في قبوله، وقد يطول الأمر بهن إلي عدة سنوات، طمعا في الفوز بمن يحوز أكبر قدر من المواصفات التي تشترطها الفتاة في العريس، وينجح صاحب «الحصار الطويل» في إقناعها بأنه الأنسب لها، وقد يكون طول الوقت فرصة كافية للتأكد من أنها الأنسب له بعد أن يخوض أكثر من تجربة فاشلة، وهذه هي حال من أراد الارتباط بك ويصر عليه برغم مرور سبع سنوات علي معرفتك به، ورفضك له، فلقد رأي فيك ما لم يره في غيرك من حيث المستويات الثقافية والمادية والاجتماعية، وفوقها الارتياح النفسي، والقبول العاطفي، وأعتقد أنك ترين فيه هو الآخر فتي أحلامك خصوصا وأنكما في سن واحدة، لكن ترددك في تنفيذ ما يكنه قلبك مبعثه القلق من الحياة الغربية التي يحياها، ووجود ابن له من مطلقته الأمريكية، وأحسب أنها مخاوف مبالغ فيها، ولا يمكن أن تكون هي الأساس الذي تبنين عليه أسباب رفضك له، فإبنه فى سن السادسة، أي أن ثقافته لم تتشكل بعد، وسوف يتأثر حتما بأبيه وبك إذا قدر لكما الزواج، وسوف ينصهر فيما بعد في بوتقة اخوته الذين قد يرزقك الله بهم وتجمعهم عوامل كثيرة مشتركة.

أما الحياة الدائمة في الخارج، فلقد يسر الأمر تماما بأنه سوف يستقر بمصر في نهاية المطاف، ولا مانع لديه من عملك بالجامعة، والتردد بين مصر وأمريكا إلي حين استقرار الأوضاع، ولا أدري كيف تسمين ذلك «مغامرة»، فالحقيقة أنه واضح تماما معك، ولا أعتقد مادامت الأمور تسير وفقا لما ذكرته في رسالتك، أنها نزوة مؤقتة، أو أنه يأخذها كتجربة في حياته، فهو يعرفك منذ سبع سنوات، ومازال متمسكا بالزواج منك، ولو أراد الارتباط بأي زوجة أخري لفعل ذلك، فهناك المئات ممن يرغبن في الفوز بمثله، ولذلك رأي أبوك وأمك وأختك أنه لا غبار عليه، وأن ما عرفوه عنه يؤكد أنه جاد الي حد بعيد في مسألة الزواج، وليس الأمر مجرد «مغامرة»، كما يصوره لك خيالك، فليكن للخوف والتردد حدود في حياتك، وعليك أن تحسمي أمرك من هذه الناحية.

إن راحة البال ليست في اختفاء المشكلات من الحياة، بل في القدرة علي التعامل والتكيف معها، ولذلك فإن الصراع الداخلي الذي تخوضينه مع نفسك لابد أن ينتهي الي قرار تقتنعين به، وأن تتسلحي بسيف الإرادة بعيدا عن القلق والتوتر اللذين يلازمانك إزاء فكرة الارتباط ومن أسباب السعادة أن يتذكر المرء ما لديه من نعم، قبل أن يتذكر ما لديه من هموم، فاحمدي الله علي كل حال، ولا يفوتك إن أي إنسان لا يعاب إلا علي قبح لسانه ورداءة أخلاقه.

أما بخصوص تجربك زميلك السابقة، ورغبتك في أن تتزوجي بمن لم يسبق له الارتباط، فإن الرجل بوجه عام ليس الجاني علي طول الخط في وقوع الطلاق، فأحيانا يكون مجنيا عليه، وضحية للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تقف حائلا دون استمرار زواجه، ولكن نظرة مجتمعنا الي الرجل المطلق تصوره علي أنه ظالم دائما وهذا غير صحيح، والمهم أن يكون الطرفان مستعدين لتقديم التنازلات والعمل علي إنجاح زواجهما، فانظري الي الأمر نظرة جدية، واتخذي القرار الذي انتهيت إليه بناء علي حصاد السنين من التجربة مع زميل التقيته كثيرا، وعرفته في كل أحواله، فأنت الأقدر علي الحكم عليه، ومن هي برجاحة عقلك وحسن تدبيرك لن تشقي أبدا في حسم مسألة ارتباطها بمن تصب كل الظروف والأحوال في مصلحته، والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime3/9/2016, 01:27


خائن العهد



من تجارب الحياة المؤلمة أن تصحو الزوجة ذات صباح فلا تجد زوجها

إلي جوارها، خائنا العهد الذي قطعه علي نفسه بأن يكون لها عونا‏, وأن يواصلا الحياة معا إلي النهاية، ويصبح عليها أن تواصل المشوار بمفردها بلا سند ولامعين, وقد تصمد أمام العواصف، وربما تنهار في أي لحظة، وتكون النهاية المأساوية للأسرة والأولاد، ولم أتصور يوما أن يحدث لي ذلك, ولكني وجدتني فجأة أسيرة لها، فقررت ألا أيأس من منطلق أن الله مع الصابرين، فانا سيدة في سن الخمسين, لم أكمل تعليمي مثل كثيرات من بنات الأرياف في ذلك الوقت, وتزوجت من زميل شقيقي الذي اخترته من بين كثيرين تقدموا لخطبتي وترك لي أهلي حرية اختيار من أريده، فلقد توسمت فيه الأخلاق الطيبة والعائلة الكريمة, وأقبلت علي حياتي معه بحب وتقدير ممزوجين بالإعجاب بلباقته وقدرته علي الحديث والنقاش في كل أمور الحياة, وأنجبت منه ثلاث بنات «قمرات» كما يقولون، وفجأة تعرض لجلطة أثرت علي حركته, ولسانه, فسارعت به إلي كل الأطباء المعروفين في المنطقة التي نعيش فيها, ومن طبيب إلي آخر توصلنا إلي العلاج المناسب لحالته, وتحسنت أوضاعه الصحية بدرجة كبيرة، وبعد عام من هذه الوعكة, فوجئت به يغادر المنزل الذي أسسناه معا طوبة طوبة، ويتزوج من فتاة صغيرة، ولا أدري لماذا فعل ذلك؟ هل كان يفكر في أنجاب طفل؟، ولماذا لم ينتظر لعل الله يرزقنا به خصوصا أنني أحمل بشكل طبيعي والمسألة كلها تتعلق بالقضاء والقدر ولا يد للإنسان فيها؟، ثم إنني لم أحرمه من حقوقه الزوجية؟، ولم أقصر في أي أمر من أموره ؟!

لقد طرحت علي نفسي هذه الأسئلة ولم أجد إجابة لها، وحاولت أن أقابله أو أن أعرف منه ماذا حدث؟، لكنه طلقني غيابيا، وتركني وبناتي في مهب الريح، ولم يعطنا ولو مصاريف رمزية نواجه بها متطلبات الحياة، وأصبحت في موقف صعب، والحقيقة أن إخوتي وقفوا إلي جواري وخففوا همي وساعدوني ماديا ومعنويا، وكبرت البنات، والتحقن بالجامعة، فدخلت الكبري كلية الطب، والثانية الآداب، والثالثة الحاسبات والمعلومات، وبمجرد تخرج كل واحدة منهن طرق بابها العريس المناسب, وكلهم من نفس البلدة التي نعيش فيها، ويعلمون بقصة كفاحي معهن بالرغم مما فعله أبوهن الذي لم يشارك في تجهيز بناته ولا تعليمهن بمليم واحد، وكم بكيت وأنا ألجأ إلي إخوتي عند الشدة، وهوعلي بعد خطوات منهن.

إنني الآن أشعر بالراحة والأمان والسعادة بعد أن أديت رسالتي معهن حتي صارت لهن بيوت مستقرة، وفي الوقت نفسه لم يحقق مطلقي ما كان يصبو إليه, فلم ينجب من زوجته برغم مرور مايزيد علي عشرين عاما علي زواجهما، ودبت الخلافات بينهما، وأفضي بما في نفسه إلي بعض معارفه بأنه أخطأ في زيجته الثانية, وفي حقي وحق بناته لكنه يعرف أن الأوان قد فات..أرأيت ياسيدي كيف يحصد الإنسان ماتصنع يداه؟ ولكن للأسف لا يعرف الكثيرون ذلك، وإنني لست شامتة فيه, وأسأل الله أن يعفو عنه, ولعل من يسيرون علي نهجه يدركون هذه النهاية الحتمية.



ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

في مسألة الزواج يكون الاختيار دائما وفقا لأسس واضحة من حيث القبول والأخلاق والتوافق الأسري والثقافي والمادي..إلخ، ولكن تبقي هناك حالات استثنائية كحالتك فقد انقلبت الحال بزوجك الذي اخترته من بين العشرات، فإذا به يتخلي عنك في وقت كنت في أمس الحاجة إليه.. تركك وارتبط بأخري ظنا منه أنها ستأتيه بالولد فإذا بها عاقر لاتنجب, وكان هذا هو أول الدروس بأن الأمر كله لله، فهو وحده الذي يهب للإنسان ما يشاء ويمنع عنه ما يريد لحكمة يعلمها عز وجل, أما الدرس الثاني فهو أن من تتمتع بالصلابة والقدرة علي مواجهة الشدائد مثلك لا خوف عليها من تقلبات الزمن, فبالرغم من الظروف المادية الصعبة التي مررت بها فإنك تمكنت بحسن تصريفك الأمور أن تتغلبي علي هذه النقطة الصعبة، وتواصلي مشوارك إلي النهاية فتخرجت بناتك من الجامعة، وتزوجن زيجات تبشر بالاستقرار، وهكذا كان حصادك وفيرا.

وعلي الجانب الآخر كان حصاد مطلقك مرا، وسوف يجتر أحزانه إلي مالا نهاية، ولعله يعود إلي رشده، ويطلب منكن الصفح عنه، وليمض كل منكما في طريقه، وفي كل الأحوال أرجو أن تحتفظ بناتك بعلاقة عادية مع أبيهن، فهن في النهاية يحملن اسمه، ولعله يقترب منهن ويحاول تعويضهن عن جفائه لهن طوال السنين الماضية..أسأل الله لك السعادة والتوفيق وأن يثيبك من فضله وكرمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime3/9/2016, 01:29

فرحة «مصرية»


انتهي كبير الجراحين بالمستشفي الحكومي من أعماله اليومية،
وتوجه إلي غرفته استعدادا للعودة إلي منزله، وعندما فتح بابها فوجئ بمجموعة كبيرة من الناس في انتظاره، وراحوا يستصرخونه أن يكشف علي قريبتهم التي تعاني آلاما شديدة، ورفض الكثيرون من الأطباء الذين عرضت عليهم التدخل بالجراحة نظرا لخطورة حالتها، فتردد للحظات، ثم استجاب لطلبهم عندما أدرك أن رفض زملائه إجراء الجراحة لها يعني أنها حالة قد يكون ميئوسا منها، ودفعه إلي حسم قراره بالجراحة دموع الأقارب الذين التفوا حوله وهم يشبهون أباه وأمه وأهله، وعلي الفور ارتدي البالطو الأبيض، وتوجه معهم إلي غرفة المريضة التي سماها جدها «مصرية» حبا في الوطن، وكشف عليها فوجدها تعاني التهابا حادا في الزائدة الدودية يكاد أن ينفجر، ويؤدي إلي تسممها ووفاتها، كما أنها تعاني أيضا هبوطا بالقلب وتليفا بالكبد، ومتاعب في وظائف الكلي مما يجعل الجراحة أمرا خطيرا للغاية. ووجد نفسه أمام تحد كبير، إذ أنه لو أقدم علي الجراحة وفشلت نتيجة كل هذه الأمراض والأوضاع الصحية المتدهورة لمصرية، فسوف يغامر بسمعته، وما بلغه من درجة علمية رفيعة، وقد يتعرض للوم الشديد حتي من أهلها، ولو رفض اجراءها سيترك المريضة لقدرها، والنتيجة حسب ما سطره العلم محسومة، وكاد أن ينطق بالاختيار الثاني لولا أنه سمع صوت مصرية الواهن وهي تقول »توكل علي الله يا دكتور« »ربنا معاك«، فعقد العزم علي اجراء الجراحة، ولكي يوفر أفضل الأسباب استدعي أمهر أطباء التخدير والقلب والكبد والكلي، ووضعوا معا جميع الاحتياطات المطلوبة وفقا للأصول العلمية للتعامل مع كل الاحتمالات، وطلب طبيب التخدير ألا تستغرق الجراحة وقتا طويلا، ووافقه الجراح بشرط ألا يكون ذلك علي حساب الأصول الفنية الواجب اتباعها خصوصا في مثل هذه الحالة، فأي تسرع قد يؤثر علي نجاح الجراحة، وأي تراخ ربما يؤدي إلي وفاتها، وتمت الجراحة بمجهود كبير لفريق العمل، وبعد أيام زار الجراح مصرية، ووجد الجرح قد التأم، وشفيت من كارثة التهاب «الزائدة»، ولكنها مازالت في حالة »وهن« من الأمراض الأخري، فاستعان بالفريق الطبي الماهر الذي شاركه الجراحة ووضعوا خطة لعلاجها، كل في تخصصه، وقبل أن يغادروا الغرفة سمعوا جميعا صوت »مصرية« الضعيف وهي تقول بأنفاس متقطعة «شكرا.. إن شاء الله، ربنا حيوفقكم، مادام في الدنيا ناس مخلصين زيكم».

> تلقيت هذه الرسالة من الدكتور عصمت شيبة الأستاذ المتفرغ بطب القاهرة، وهي رسالة رائعة فيها الكثير من الدروس والعبر، وأهمها الضمير الحي لدي فريق الأطباء المعالجين لها، وفي مقدمتهم الجراح الذي لم يتوان عن تلبية النداء برغم المخاطر التي تؤكدها حالة المريضة، فلقد أدركوا أن الحياة والموت بيد الله، ولم يلتفتوا إلي ما قد يلحق بسمعتهم الطبية إذا لم تنجح الجراحة، وهو درس لكل الأطباء بأن يراقبوا الله في أعمالهم، ولا يتأخروا عن نجدة أي مريض يطرق بابهم، ولا فرق في ذلك بين المريض الذي يلجأ إلي مستشفي حكومي، ومريض لديه القدرة علي العلاج في المستشفيات الاستثمارية، ويكفيهم ثواب دعوة مريضة بسيطة مثل مصرية التي هزت القلوب، وأدمعت العيون، وكل الشكر والتقدير لمن ساهموا في علاجها، وستظل مصر بخير مادام فيها «ملائكة الرحمة» من أمثالهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime17/9/2016, 01:08

الصحوة المفاجئة


أنا ابن كاتب رسالة «الفزع الأكبر» التى أرسلها إليك من مكة المكرمة قبل يومين من وقفة عرفات والتى اعترف لك فيها بما جنت يداه، وأكله ميراث شقيقاته بعد أن ماطلهن كثيرا،
وهيأ له شيطانه أن أموال أبيه سوف تنتقل إلى بيوت أزواجهن، ودارت الأيام ولعب الشيطان برأسى فصنعت الصنيع نفسه باستغلال توكيل عام حرره لىّ, مع فارق واحد هو أنه مازال على قيد الحياة، واستمررت فى خطتى للاستحواذ على كل شيء حتى تمكنت من نقل جميع الممتلكات باسمى، وبرغم اننى كنت أعلم خطأ ما صنعته إلا اننى تماديت فى الأمر، ولم أشعر بوخزة الضمير أبدا، فأبى هو الذى ارتكب الخطأ، ولم أفعل شيئا من ذلك، إنما نقلت الممتلكات باسمى حيث اننى أتعب فيها، وأديرها بمفردى، وأعطيهم عائدا كبيرا يكفى مصاريف الأسرة ويزيد على حاجتهم، وقد سافرت إلى الخارج لبدء مشروع جديد، وباعدت الأيام بيننا، ثم فوجئت يوم الجمعة الماضى، وأنا أتصفح جريدة الأهرام برسالة أبى تتصدر صفحة بريد الجمعة، وقد حملت عنوان «الفزع الأكبر» فأصابتنى حالة اضطراب شديدة، واتصلت بأسرتى فى القاهرة، وقلت لهم ما الذى فعله أبي، ولم أجد أحدا يجيبنى على أسئلتى، ورفضت شقيقاتى الحديث معى، ولم أتمكن من الاتصال بأبى وأمي، وانى استصرخك أن تتصل بأبوى فى أسرع وقت، وأن تجمع عماتى وشقيقاتي، لتقسيم ما بحوزتى من أموال بما يرضى الله، وأرجو أن يتقبل الله توبتي، وانى برىء من كل مليم حرام دخل بيتي، والله المطلع على سريرتى، وأسأله العفو والمغفرة وأن ينجينى من كل مكروه، فكما قلت يا سيدى لا شيء يعادل راحة البال، وما أصعب أكل أموال الناس بالباطل، ولك الجزاء الأوفى لصنيعك عند الله.

> ولكاتب هذه الرسالة أقول :

سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا به، فكلماتك وسرعة تراجعك عن طريق الظلم وأكل الأموال بالباطل أكبر دليل على أن الانسان لا يتعظ إلا عندما يجد حصاد من سبقه إلى هذا الطريق ماثلا أمام عينيه، فلقد استوعبت الدرس مما حدث لأبيك الذى هرع إلى الأراضى المقدسة طالبا عفو الله، وما كان الله ليعفو عن هذا الذنب إلا باعادة الحقوق إلى أصحابها، فأصبح لزاما أن تستجيب لندائه، وإلا طالك الذنب أنت أيضا، ولتكن فى رسالتك عبرة وعظة لكل من يزين له الشيطان سوء عمله فيراه حسنا، وسوف أتواصل معكم بعد عودة أبويك من الحج، وليدبر الله أمرا كان مفعولا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime17/9/2016, 01:09

السر الدفين


أنا فتاة فى سن الخامسة والعشرين ‏,‏ نشأت فى أسرة متوسطة بالأرياف,‏ ولى أربعة أشقاء، ترتيبى الثالثة بينهم ‏,‏ حيث يكبرنى شقيقان تزوجا واستقرا فى بيتيهما‏, وتلينى شقيقتى الصغرى، وقد تزوجت بأحد أقاربنا فور تخرجها فى كليتها،‏
وتمضى الحياة بنا على مايرام، أما أنا فلم تشغلنى فى يوم من الايام مسألة الزواج ولم اقابل بعد من ارى فيه فارس احلامى أو الزوج الذى يدفعنى الى الارتباط به، ولذلك رفضت من تقدموا لى من منطلق أن المسألة لا تشغلنى فى الوقت الحالى، ولم أشعر بأى عاطفة تجاه أى منهم، وكنت فى كل مرة أجد أبى وأمى متجاوبين معى، ثم تحول موقفهما تماما، وأصبحا يثوران ضدى لأتفه الأسباب، وصرت مثار حديث الاقارب والمعارف لدرجة ان بعضهم يلقبوننى بالعانس! تخيل عانس فى الخامسة والعشرين! واندهشت لهذه النظرة الغريبة وهذا التفكير الساذج، وحاولت افهامهم ان الزواج فى سن مبكرة ليس بطولة تتنافس فيها البنات، فالارتباط يجب ان يكون بالعقل والقلب معا، ولكن هيهات أن يفهموا مقصدى.

المؤسف حقا انهم تمادوا فى إلقاء اسئلة حرجة وغريبة على ومنها لماذا تضربين عن الزواج؟ وهل تخفين سرا ما؟ وهل هناك من تنتظرينه ولم يتقدم لك بعد؟ .. إننى أرجوك ان توجه لهم النصيحة بألا يضغطوا على فأتزوج بأول طارق على بابى من الآن لكى أرضيهم وأدمر نفسى!!

> ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

دعينى أسأل أسرتك: وماذا سيكون رد فعلكم إذا جاءتكم ابنتكم بعد أيام أو شهور من الزواج وهى تحمل لقب مطلقة وربما تكون وقتها حاملا فى طفل لاذنب له فيما حدث؟

إن التريث مطلوب فى الزواج، لكنه لا يعنى الرفض المطلق لمجرد الرفض، وعلى الأسرة دائما أن تضع الخيارات كلها أمام ابنتها لكى تفاضل فيما بينها وتختار الأنسب لها، فإذا لم يتيسر لها ذلك، فمن الواجب إعطاؤها فرصا أخرى خصوصا أن سن الخامسة والعشرين ليست بالسن الكبيرة التى يخشى معها أن تدور الفتاة فى فلك العنوسة، فطبيعة الحياة وظروف ومتطلبات الزواج تؤخر مسألة الزواج بالنسبة للشباب, ومن ثم البنات إلى أن يصبح الشاب قادرا على فتح بيت جديد وتكوين أسرة من العدم. هذا بالطبع فى الظروف العادية، أما إذا كان العريس جاهزا بالاعتماد على أسرته التى وفرت له كل شيء فذلك موضوع آخر، والحقيقة أنه كلما اعتمد الشاب على نفسه كانت حياته اكثر استقرارا, لأنه حينئذ سوف يعرف قيمة المال الذى ادخره، والمتاعب التى واجهها فى سبيل الحصول عليه. من هذا المنطلق أنصح أسرتك بان تصبر عليك بعض الشيء، وأنصحك بأن تعملى عقلك وتفكيرك فيمن يتقدمون إليك, وبالتأكيد سوف تجدين من يناسبك, ويقدرك، فبالتفاهم يتحقق التوافق، والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 3011
نقاط : 37123
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime17/9/2016, 01:24

بريد الجمعه يكتبه : أحمد البرى
البـيـت المائل !


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 2016-636095640592907486-290



أكتب إليك بعد أن بلغ السيل الزبي، ولم أعد قادرة على التفكير فى وسيلة للخلاص مما أعانيه، فأنا سيدة فى السادسة والعشرين من عمري، نشأت فى أسرة متوسطة الحال، ولى شقيقان، وترتيبى الوسطى بينهما، ولم أع أبى جيدا، فلقد رحل عن الدنيا عندما كان عمرى ست سنوات، وعكفت أمى على تربيتنا رافضة الزواج بعده،
وكانت كلما حدثتها قريباتنا أو جاراتنا فى ارتباطها بآخر يعوضها عن غياب أبي، ويساندنا فى المعيشة ترفض قائلة انها لن تجد أحدا فى اخلاصه وكرمه، وربتنا تربية مغلقة، وأصبحت لا تغادر البيت إلا نادرا، وتحملت المسئولية بمفردها مستعينة بالله، وحافظت على أموالنا وممتلكاتنا، حيث اننا ورثنا عن أبى ثروة كبيرة آلت إليه من أسرته الثرية، وواصلنا دراستنا بنجاح، وتخرجت فى كليتي، ولم يكن لى يوما فارس أحلام مثل كل البنات اللاتى كن يتحدثن فى مجالسهن عن الزواج من شاب غنى ووسيم، وتركزت أمنيتى فى الارتباط برجل محترم يحتوينى ويكون سندا لى فى الحياة، وتقدم لى الكثيرون لسمعة أمى الطيبة، وأخلاقى الحسنة، كما أن شكلى مقبول ووجهى مريح، كما يقولون، ووافقت على أحدهم تشبه ظروفه ظروفى مع اختلاف أنه الولد الوحيد لأبويه، وتوفى والده عندما كان عمره عامين، وخلال الأيام الأولى لتعارفنا وجدته مدللا إلى حد بعيد، ويأتمر بأمر أمه فى كل شىء، وفى ثنايا الحديث معها قالت لنا انها ستتركنا نعيش بمفردنا ثلاثة شهور، ثم تنضم إلينا لأنها لن تستطيع أن تعيش بعيدا عن ابنها الوحيد، ووجدتنى فى صراع داخلى بين إتمام الزواج من الشاب الذى ارتحت إليه، وتسلل حبه إلى قلبى، أو رفضه قبل أن تقع الفأس فى الرأس إيثارا للسلامة، وأخيرا أعلنت رفضى له، وقلت لأمى اننى أريد حياة بدون أزمات ومشكلات، وإذا ارتبطت به فسوف تحيل أمه حياتنا إلى نكد دائم بتدخلها فى أدق التفاصيل، وقد بدا لى ذلك من تعليقها على ملابسى، و«الميك أب» الذى استخدمه أحيانا، ولا تترك شيئا إلا وتبدى رأيها فيه!

وتركت هذه التجربة أثرا غائرا فى نفسي، وأحسست بأننى فقدت الثقة فى كل الناس، ولم يكن سهلا عليّ أن أفكر فى تجربة جديدة وأنا على هذه الحال، فرفضت العروض التى جاءتنى على مدى عام كامل دون أن أتيح لنفسى فرصة للتعرف على أحدهم عسى أن يكون مناسبا لي، وتجمع أهلى حولى، وقالوا لى اننى أخطئ فى حقى كثيرا إذا استمررت فى العزوف عن الزواج، وإن المسألة لا تؤخذ على النحو الذى أسير فيه، ثم فاجأتنى أمى بأن ابن خالة لىّ يرغب فى التقدم لخطبتى، واجتمعت خالاتي، وقلن لى انه شاب لا يعيبه شىء، وإنه من دمنا ولحمنا،، وسوف يحافظ عليَّ أكثر من الغريب، ورحب الجميع بهذه الخطوة وباركوها، ووجدتنى مترددة فى القبول به والمثول لرغبتهم، فعلاقتى به سطحية، وتعيش أسرته فى قرية بإحدى المحافظات، وجاء إلى القاهرة عندما التحق بالجامعة، وكان عمره وقتها سبعة عشر عاما، وأقام فى منزل جدى لوالدتى بمفرده فى شقة مستقلة، تماما مثل أخوالى الذين خصص جدى لكل واحد منهم شقة فى المنزل، وتزوجوا، وصارت لهم أسر صغيرة، يضمها جميعا «بيت العائلة»، وتذكرت وقتها أن أحد أخوالى شكا لإخوته من سلوك ابن أخته فى أثناء دراسته بالجامعة، حيث كانت هناك بنات يتصلن به بعد منتصف الليل، وحدثت مشادات كثيرة فى العائلة لهذا السبب، وأذكر أن والدته جاءتنا ذات مرة فى بيت جدى، وقالت له: «اعمل يا حبيبى اللى انت عاوزه, المهم تنجح آخر السنة»، وانتهوا من تلك الجلسة الصاخبة التى لا تغادر خيالى بقولهم: إن هذا الذى فعله ابن خالتى «طيش شباب» وأن الشاب عندما يتزوج، ويصير مسئولا عن أسرة وزوجة وأولاد يتغير تماما، ويدرك حجم ما يحمله من أعباء.

وجلست مرة أخرى مع أخوالى وقلت لهم: إن اسلوب خالتى فى التعامل صعب، وأنهم يدركون ذلك جيدا، وحتى أمى فإنها لن تستطيع التعامل معها، لأنها لن تدع لأحد فرصة للتفاهم وابداء الرأى عند وقوع أى مشكلة، وهو بتصرفاته الطائشة لن يتحمل المسئولية، فردوا عليّ بأنه شاب يعتمد على نفسه، ويكافح فى الحياة، حيث يعمل صباحا محاسبا فى جهة حكومية، ولديه عمل اضافى بعد الظهر فى احدى شركات الاتصالات، أما والدته فتعيش فى محافظة أخرى، ولن يكون بيننا أى احتكاك فيما بعد.

وتمت خطبتنا، لكن حاله لم تتغير إذ فوجئت به بعد اسبوع واحد، وأنا بصحبته يعاكس بنتا فى سيارة ميكروباص، وأخرى فى مطعم ذهبنا لتناول الغداء فيه، فثرت عليه، وخلعت الدبلة، والقيتها فى وجهه، فأسرع إلى خالتنا الكبري، وقال لها انها تغار عليّ أكثر من اللازم، وتفهم الأمور خطأ، يعنى فسر الأمور على مزاجه، فرجتنى ألا أركز فى هذه الأمور التافهة، وزاد من قناعتها بكلامه أنه يرسل إليها عبر المحمول كل يوم حديثا دينيا، وأبلغها أنه يصوم الاثنين والخميس من كل اسبوع على مدار العام كله، ويحفظ أجزاء من القرآن الكريم، ولذلك تدخلت لمصلحته، ووجدتنى أتغاضى عما فعله منعا للمشكلات والأزمات، وتزوجنا بعد ثلاثة أشهر من الخطبة، وللأسف فإن مثله لا يعرف شيئا عن الحياة الزوجية والأسرار التى ينبغى ألا يطلع عليها أحد، فمن يفرط فى الأشياء الصغيرة، يفرط فيما هو أكبر، ففى اليوم الأول لزواجنا صوَّر متعلقاتى الخاصة وأرسلها إلى أمه على هاتف شقيقه الأصغر الذى لم يتزوج بعد. لكى تفرح، ولا أدرى أى فرحة التى يريد أن يدخلها إلى قلبها وهى ترى صور ملابسى مثلا؟، وهل من اللائق أن يطلع أخوه عليها؟ وبعد أسبوع قالى لى «روحى قلبَّى أمك فى فلوس علشان افسحك، ولا هاتى من أخوكى هوه بيصرف على مين»، سمعت كلماته وأنا أضرب كفا بكف، وقلت له: «علينا أن نصرّف أمورنا بأنفسنا، ولا نأخذ شيئا من أحد، واننى لا أرغب فى الخروج ويكفينا اننا معا»، وحاولت قدر جهدى أن ألفت نظره إلى أخطائه التى قد تكبر مع الأيام ويصبح من المستحيل علاجها، ولكن هيهات له أن يأخذ بكلامي، أو أن يلقى بالا لما أقوله، وتوالت مواقفه وغرائبه، إذ اكتشفت أنه على علاقة بسيدة متزوجة، وعندها ابن فى الثانوية العامة، ولما واجهته بذلك قال انها عميلة فقط، وأن ما أفكر فيه هواجس لا أساس لها من الصحة، فصدقته، وذات يوم عرض عليّ أن أذهب إلى صالة ديسكو قائلا بالحرف الواحد: «تيجى معايا، وأى حاجة تحصل هناك ما تعترضيش عليها؟» فرفضت عرضه، لأننى لم أترب على هذا السلوك، وطبعا خرج بمفرده، ولا أدرى ماذا فعل يومها؟!.. وتوالت تصرفاته الغريبة، ففى زيارة لصديقه وزوجته لنا، أعددت الشاى لهما، ودخلت عليهما وكانت زوجة صديقه فى حجرة أخرى معي، فوجدت كل منهما يحكى للآخر ما فعله فى اليوم الأول للزواج!، وفى تلك الليلة اتصلت به زميلة له فى الشركة التى يعمل بها وقتا إضافيا وكانت الساعة وقتها تشير إلى الثالثة والنصف قبل الفجر، ثم بعثت إليه برسالة تقول فيها إنها محتاجة إليه حالا، ولك أن تتصور حالى وقتها، فلقد ثرت عليه، وصممت أن أذهب إلى بيت أهلى فى ذلك الوقت المتأخر، لكنه أخذ يبكى كالطفل، وتوسل إليّ أن أتغاضى عما فعله، وتعهد ألا يكرر ذلك مرة أخرى، وتراجعت فى كل مرة يأتى فيها هذه الأفعال، وبلغ عدد من عرفت أنه على صلة بهن ما يزيد على ثمانى عشرة بنتا، ولم يردعه اننى أنجبت طفلة جميلة نتطلع إلى أن تنشأ فى أسرة مستقلة لأب يخشى الله، وكلما عقدت العزم على أن آخذ موقفا منه بترك المنزل نهائيا تحدثنى نفسى بألا أحرمها منه، وأتذكر حرمانى من أبى بعد رحيله عن الحياة وأنها نقطة ضعفى، وبلغ شقيقه الأكبر صنيعه معى، فتدخل بيننا أكثر من مرة، وقال له فى أحد الخلافات التى عرفت بها العائلة «رب ابنتك واحترم نفسك» فلم يستجب لأى نداء ولسان حاله دائما قول الشاعر:

لقـــد أسمعــت لو ناديت حيا

ولكن لا حــياة لمن تنــــادى

فهو فى واد، وأنا فى واد آخر، ثم كانت الكارثة، عندما وجدت على هاتفه المحمول صورا التقطها لى دون أن أشعر، وأنا أرتدى ملابس خفيفة، وأقف فى المطبخ لغسل الأوانى، وأرسلها إلى شقيقه الأكبر لكى يبين له أننى لا أهتم به، ويكون هناك سبب لعلاقاته الخارجية التى يعنفه عليها!، وتباعدت المسافات بيننا، ولم يعد يعجبه شىء فى شكلى ولا ملابسى، حتى إنه لو وجدنى واضعة «مكياج» يقول لى «إيه القرف ده»؟ وتوقف عن إعطائى مصروف البيت برغم أن مرتبه ستة آلاف جنيه، وتمادى فى غطرسته بقوله «أنا جايبك هنا خادمة»! ثم كانت الواقعة التى حسمت الأمر عندما وجدت صورا له داخل حمام، اعتقد أنه «حمام الشغل» مع بنات، وهذه الصور توضح أنهم يمارسون علاقة كاملة، فقررت الانفصال بشكل نهائى لا رجعة فيه، وأبلغت أهلى وأهله بالصور التى لا يمكن أن ينكرها، فحاول إبعاد هذه التهمة عن نفسه ثم أبدى ندمه على صنيعه معى بشكل عام، ووعدنى من جديد بأن يتغير، وجاءنى الجميع طالبين منى أن أعود إلى بيتى من أجل الطفلة التى سوف تتشرد بيننا، وبعد إلحاح دام عدة أسابيع وافقت على الصلح معه بعدد من الشروط أهمها أن يترك عمله بعد الظهر، فهو سبب كل المصائب التى استجدت علينا، وأن يدفع نفقة لابنته، وأن أرجع إلى الشقة التمليك التى اشتراها أخيرا، وتسلمها بالفعل، فردت أمه قائلة لأهلى «ترجع من غير شروط، وتبيع شقتها التى أخذتها ميراثا عن أبيها، إذ انهم سوف يأخذون شقة زوجى التى أسكن فيها لكى يتزوج فيها شقيقه الأصغر!، فقلت لها «يعنى عايزانى دلوقت أرجع وأعيش فين»، فقالت «اقعدى فى الشارع، دى خصوصيات بينه وبين أخوه مالكيش دخل فيها» وتمادت كثيرا فى الكلام أمام الجميع، وختمت المحاضرة التى ألقتها على مسامعنا بأننى لو طالبة الطلاق، أتنازل له عن كل شيء حتى الطفلة، يعنى ـمنتهى الطمع والجشع.

وفشل أخوالى الأربعة فى الوصول إلى حل يرضى الطرفين، وانتهت هذه الجلسة الصاخبة بقول خالتى أم زوجى «عندها المحاكم تجرى فيها، وفى النهاية هتاخد كام» ثم وجهت كلامها إليّ بكل بجاحة «انت مش مالية عينه».. تخيل يا سيدى ردها.. فلقد حذرت أمى وأخوالى منها قبل الزواج، وها هى تأتى التصرفات التى كنت متأكدة أنها مغروسة فيها، ومر حتى الآن ثمانية أشهر، وأنا فى بيت أسرتى، وأمى تصرف عليّ أنا وابنتى، وهو لم يظهر طوال هذه المدة ولو مرة واحدة للسؤال عن ابنته!.. إننى لا أريد العودة إليه، ولن أتنازل عن حقى وحق ابنتى، وأسعى إلى استرجاع ما سلبه منى هو وأمه فلقد ساهمت بالكثير فى الأثاث، وكل شيء عند إقامة هذا «البيت المائل»، وحتى السيارة اشتراها بمساعدتى له من مالى الخاص، وأريد أن أثبت أنه شخص سيئ السمعة حتى لا تلومنى ابنتى عندما تكبر على انفصالى عن أبيها فهل أنا على صواب أم على خطأ؟.. وبماذا تنصحني؟

> ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

فى البيوت المائلة لا يستقيم أحد على حال، فكل واحد مشغول بنفسه وطلباته وملذاته وأهوائه، وليذهب كل ما عداه إلى الجحيم، وهذه هى الفلسفة الفاشلة التى بنى كل فرد فى عائلتكم الكبيرة عليها حياته، وكان طبيعيا أن تكون أسركم الصغيرة مفككة بعد أن سيطرت المادة على تفكيركم، ولم يعد للقيم والمبادئ والأخلاقيات وجود يذكر فى حياتكم، فحتى وأنت تتحدثين عن والدتك أبرزت أنها حافظت على أموال أبيكم، وتجاهلت الدور الكبير الذى تقوم به الأرملة التى تتأيم على أولادها، ووضعت شرط السيطرة على من تتزوجينه مستقبلا، ورفضت خطيبك الأول لمجرد أن والدته ستعيش معكما بعد ثلاثة أشهر من الزواج، وكان همك أن تستأثرى به وحدك، ولتبحث أمه عن مكان لها، وتنسى ابنها الذى ربته لأنك لا تريدين شريكا فيه، وغاب عنك أنه إذا لم يكن له خير فى أمه، فلن يكون له خير فى غيرها حتى ولو زوجته.

وبرغم أنك تدركين صعوبة التعامل مع خالتك، والشواهد التى تدل على أن ابنها تحكمه الأهواء فإنك تزوجتيه بدافع من أهلك على أساس أنه سوف يتغير بعد الزواج، وتجاهلتم جميعا أن الطبع يغلب التطبع، وأن خالتك لن تتغير وإنما سوف تنتهز الفرصة المناسبة لكى تمارس هوايتها فى الحصول على ما تريد، وأن ابنها سيظل على ما هو عليه، وأن الدافع وراء الزواج منك هو حالتكم المادية الميسورة ولن يتكلف الأعباء الذى يتحملها كل المقبلين على الزواج، ونتيجة لهذا التفكك الواضح فى العائلة، لم يكن هناك دور يذكر لأخوالك وأشقائك وخالاتك فى المشكلات التى نشبت بينكما، كما أن انعدام الحوار بينك وبينه وعدم وجود أرضية مشتركة تجمعكما، دفعا كل منكما إلى إفشاء أسراركما الخاصة التى شاعت بين الجميع، وصرتما مضغة على كل الألسنة، فهو تحدث عما فعله يوم الزفاف، وبعث بصور لك وأنت بملابس البيت الشفافة إلى شقيقه، غير مدرك عواقب ما يفعل، إذ لا يعقل أبدا أن يطلع أحدا على صور لك تمثل خصوصية شديدة وقد تترتب على إفشائها نتائج وخيمة فيما بعد، وكذلك اطلاعك الأهل على كل تفاصيل مكالماته واتصالاته، والصور التى تقولين إنها له فى أوضاع مخلة، فمن أدراك أنها تخصه، وما هو العمل الذى يستطيع فيه أحد أن يجمع عددا من النساء داخل الحمام الموجود به؟ فقد تكون صورا فى مكان آخر، أو ليست له، ولا يعنى ذلك أننى أدافع عنه، فما فعله جريمة بكل المقاييس، ولكن يجب إعمال العقل قبل تشويه من يفترض أنه أعز الناس لديك.

لقد ظلم كل منكما الآخر ظلما بينا، ذكرنى بقول الإمام محمد الغزالي: «إن ظلم الأزواج للأزواج أعرق الإفساد، وأعجل فى الإهلاك من ظلم الأمير للرعية»، ولا يحسب زوجك أن انتصاره عليك بالظلم سيدوم له، إذ سوف يدرك ولو بعد حين فداحة ما ارتكبه فى حقك، وكم أتمنى أن تعطيه فرصة جديدة، فالحقيقة التى أؤمن بها لمن تعيش هذه الظروف التى تقاسينها، إن «بنات الرجال» يصبرن على كل شيء من انعدام الحوار مع أزواجهن، وطباعهم التى لا تتغير، والنقد المستمر اللاتى يتعرضن له، والتجاهل والألفاظ الجارحة، والإهانة والإذلال بل والضرب أحيانا، وفى أثناء صبرهن هذا يؤدين واجباتهن الزوجية على أكمل وجه وبصدر رحب ووجه بشوش ونفس راضية، ويبحثن عن حلول لمشكلاتهن، وأساليب متعددة لإصلاح أزواجهن، وفى النهاية لابد من الصبر حتى يحظى الأولاد بحياة آمنة مستقرة، وليعلم أزواجهن أنهم سيقفون بين يدى رب عظيم قوى جبار يوم القيامة ليأخذ منهم حقوقهن، فليتعظ زوجك بأن الظلم من الذنوب المعجلة عقوبتها فى الدنيا، فضلا عما يصيب مقترفها من عذاب الآخرة، فيسلط الله على الظالم من يظلمه، ولهذا يقول الحكماء «أنذر الظالم بمصرعه ولو بعد حين» وأما المظلوم فيكون ما تعرض له ابتلاء وتكفيرا لذنوبه.

وليت زوجك اذا أعطيته هذه الفرصة يدرك وتدركى معه أن إفشاء الأسرار يضركما ويزيد الفجوات بينكما ويشوه صورتكما المثلى التى رسمها الآخرون لكما، فمن المؤلم أن يشعر الإنسان إن حياته مشاع بين الناس، وأنهم يعلمون أدق تفاصيلها كأنه جالس أمامهم عاريا, مما يهدد ثقتكما المتبادلة، ويزيد الجفاء بينكما، ويزيد الخلافات، فتصابان بالخرس المنزلى، ومن ثم الانفصال الصامت الذى يعقبه الطلاق، ولو تصالحتما واستمر منهجكما على هذا النحو فسوف ينعكس على الابناء، وقد يخلق لديهم احساسا بالقلق والنقص، وتنتابهم الوساوس بأن كل من ينظر إليهم، يتكلم عن أسرار والديهم، وقد يتحول الأمر الى «فوبيا اجتماعية».. فليضع كل منكما هذا فى اعتباره وهو يتخذ قراره النهائى إما بإعادة المياه الى مجاريها، وإما بالطلاق، فإذا اخترتما العودة فلتعلمى أن الإصلاح سيأخذ وقتا طويلا، فمن سار على نهج خاطئ طوال السنوات الماضية لن يتغير بكلمة، أو يصبح شخصا آخر فجأة، فالتغيير يتطلب وقتا ومحاولات كثيرة للسير على الطريق الصحيح، واذا شعرت أنه يحاول أن يتغير الى الأحسن ساعديه وشجعيه، وتجاوزى عن الأخطاء الصغيرة التى يمكن التغاضى عنها، وقولى له: تعال نبدأ صفحة جديدة، ولتكن بينكما جلسة مصارحة، وعلى خالتك ألا تضع «العقدة فى المنشار» وتفتعل أزمات كأزمة الشقة التى تملكينها والتى آلت إليك بالميراث، فالرجل عليه مسئولية البيت، وزوجك لديه شقة جديدة، فإذا ترك الشقة التى تعيشون فيها لشقيقه فبإمكانه الانتقال الى الشقة التى تسلمها أخيرا.

واذا لم تجدى سوى الطلاق وسيلة لإخماد النيران التى أشعلتها خالتك، والتى تطلب منك التنازل عن حقوقك وحقوق ابنتك، فاحسمى أمرك، وتستطيعين أن تأخذى حقك بالقانون، وسوف يبدلك الله خيرا منه، ويحضرنى قول الله تعالى فى سورة الطلاق «ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب»، فالمطلقة قد تعتقد أن الدنيا ضاقت عليها وتنسى أنه «ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معط لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد»، وفى ذلك استخدم الحق تبارك وتعالى اسمه الواسع، ليؤكد للمطلقة أن رزقه واسع، وليس ضيقا كما تراه، وأنها اذا اتقت ربها، فإنه قادر على أن يرزقها من حيث لا تحتسب، «وإن يتفرقا يغنى الله كلا من سعته» وهناك أمثلة على مر التاريخ تثبت ذلك، فمن التاريخ الإسلامى نجد أن السيدة زينب بنت جحش قد طلقها زيد بن حارثة، فأبدلها الله خيرا منه، وتزوجت رسول الله بأغلى مهر، وهو آيات من القرآن تتلى إلى يوم القيامة، ومن التاريخ العربى أم زرع وكانت امرأة فقيرة تجاهد فى الحياة وتزوجها رجل غنى انتشلها من حياة الشقاء، وجعلها تعيش فى ترف، ثم تعلق قلبه بأخرى أكثر جمالا فطلقها، وبعده تزوجت أم زرع بمن هو أغنى منه، ولم يشملها وحدها غناه، وانما امتد الى أهلها أيضا، ومن التاريخ العالمى تخلى الملك ادوارد الثامن عن عرش الامبراطورية البريطانية لأخيه جورج السادس ليتزوج بمطلقة، وحينما كتب وثيقة التنازل عن العرش قال: إننى لا أستطيع أن أصبح ملكا دون أن تكون الى جوارى المرأة التى أحبها، ولم يبال برفض الكنيسة والبرلمان البريطاني، ولم يلتفت الى أنه تم تطليقها قبل زواجه منها مرتين، ولم تكن ذات الجمال الصارخ الذى قد يتصوره البعض، بل كانت امرأة عادية سمراء بمقاييسهم، وقد سحرته بجاذبيتها وشخصيتها وروحها، وترك العرش الانجليزى من أجل عينيها، وقال عنها فى مذكراته «إننى لا أشعر بأى ندم، واذا عادت بى السنوات، وخيرت من جديد بين العرش وقلبي، لاخترت من أحببت».

إذن كل الأبواب مفتوحة أمامك لحياة مستقرة وناجحة، فقط احسمى اختيارك وفقا لأسس واضحة، وليكن زوجك مدركا النتائج التى سوف تترتب على مواقفه، واسأل الله لك التوفيق، وهو وحده المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بطل مصر
عضو مجتهد
عضو مجتهد
بطل مصر

ذكر
عدد الرسائل : 327
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 110
نقاط : 6589
ترشيحات : 3
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 112

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 82 I_icon_minitime24/9/2016, 00:07

حالة إحباط




ابنتى عمرها ثمانية عشر عاما، وقد ولدت فى الولايات المتحدة الأمريكية،
وتعلمت وتفوقت وكانت من أوائل مدرستها فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ولكنها فوجئت فى الثانوية العامة هذا العام بمن هم أقل منها فى المستوى يحصلون على درجات أعلى منها بكثير، فساءت حالتها النفسية، وتطلب منا (أنا وأباها) أن تستكمل تعليمها فى أمريكا، بسبب الإحباطات الكثيرة الموجودة حولنا، ولا يستطيع زوجى أن يرافقها، وفى الوقت نفسه لا يمكن أن نتركها وحدها.. إننا نقدر أحلامها وطموحها وحقها فى الحصول على فرصة تعليم أفضل، ولكن لا ندرى ماذا نفعل؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

ما حدث فى الثانوية العامة هذا العام ليس مقياسا لمستوى الطالب، إذ تداخلت عوامل عديدة منها الغش وتسريب الامتحانات فى انعدام تكافؤ الفرص بين الطلبة للحصول على درجات تؤهلهم للكليات الحكومية التى يرغبون فيها، والفرحة التى ارتسمت على وجوه الغشاشين، مؤقتة وسرعان ما ستزول عند تعثر الطالب فى الجامعة، أو فشله فى الحياة العملية فيما بعد.. هكذا تقول تجارب الحياة وأجدنى دائما أسترجع سير العظماء الذين ملأوا الدنيا علما ونورا، ولم يقدر ملكاتهم الإبداعية أساتذتهم لكنهم لم ييأسوا وكان لهم ما أرادوا بالعزيمة والإصرار على تحقيق الأمانى والأهداف.

وأحسب أنكم باستطاعتكم أن تلحقوا ابنتكم بإحدى الجامعات الأجنبية فى مصر، لكى تدرس المجال الذى ترغبه، وبعد أن تنهى دراستها فيها سيكون بإمكانها حينئذ أن تسافر لاستكمال الدراسة والعمل وسوف تتفتح أبواب المستقبل أمامها.. والمطلوب منكم فقط أن ترشدوها الى الطريق السليم، ودعوها تأخذ القرار المناسب لها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 82 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 42 ... 81, 82, 83 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: