الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 22 ... 41, 42, 43 ... 65 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime4/2/2012, 00:24

هـذا الوحـش
سـيدي‏..‏ أرجو أن تتذكرني‏,‏ ويتذكرني قراء بابك الأعزاء‏,‏ فأنا صاحبة رسالة الانتقام التي نشرت بجريدتكم في‏2006/11/17,‏ نعم أنا التي كتبت لك عن والدي‏,‏ الذي كان يعاملنا ـ أنا واخواتي وأمي ـ معاملة مهينة حتي فقدت أمي الحياة‏,‏ كمدا‏,‏ ورفض تسلم جثتها ودفنها‏,‏ ثم تزوج بعدها عدة مرات‏,‏ وبعد أن ذهب لأداء العمرة‏,‏ انقطعت أخباره عدة سنوات حتي صدر قرار المحكمة بفقده‏,‏ وحصلنا علي ميراثه‏,‏ ولكن شاءت إرادة الله أن أجده مصادفة بعد سنوات‏,‏ عجوزا منهكا‏,‏ فاقدا للذاكرة‏,‏ يمسح سلالم العمارات‏,‏ ويتسول ثمن طعامه‏,‏ ودوائه‏,‏ بعد ان كان في رغد من العيش‏,‏ يحرمنا نحن منه‏,‏ ويهيننا في أعمال مرهقة لننفق علي أنفسنا‏!‏

سيدي‏...‏ قرأت ساعتها ردك علي رسالتي‏,‏ ونصيحتك لنا ـ أنا واخواتي ـ بالعفو‏,‏ وإطفاء نار الانتقام‏,‏ الذي لن تدوم لذته سوي لحظات‏,‏ فجمعت أخواتي‏,‏ وأخذتهم ومعنا المحامي وذهبنا لنري أبي الذي عاد‏..‏ سألنا عليه‏,‏ فدلنا أولاد الحلال علي مكانه‏,‏ وعلمنا انه تم نقله الي أحد المستشفيات الحكومية‏,‏ فذهبنا اليه هناك‏,‏ ورأينا مشاهد مؤلمة‏,‏ فقد كان ينام علي مرتبة متهالكة‏,‏ في حجرة كئيبة‏,‏ بها كثير من المرضي‏,‏ الذين أخبرونا أنه يذهب كثيرا في غيبوبة‏,‏ وأن الاطباء يريدون ان يخرجوه‏,‏ ولكنهم لايعرفون أهله حتي يتسلموه‏.‏

ذهبنا للطبيب لنسأل عن حالته‏,‏ فقال انه يعاني من أمراض كثيرة‏:‏ ضغط وسكر ومياه علي الرئة‏,‏ وتليف بالكبد‏,‏ ودوالي بالمريء‏,‏ نقلناه الي أحد المستشفيات النظيفة بالقاهرة علي مسئولية المحامي‏,‏ وعندما أفاق من الغيبوبة بكي بشدة‏,‏ وقال‏:‏ وحشتوني‏,‏ لماذا لم تأتوا الي منذ فترة‏,‏ بكينا سيدي من هذه الكلمات‏,‏ ومن حالته المأساوية‏,‏ ومن وصف الأطباء لأمراضه الكثيرة‏,‏ كان يقول هذه الكلمات ودموعه تغرق وجهه الذي سكنته الشقوق والجروح‏,‏ وكأنه كان يشعر أننا أولاده‏!!‏

بعد أيام‏,‏ طلب منا الاطباء الاهتمام بعلاجه‏,‏ ونظافته‏,‏ ومعيشته‏,‏ وفوجئنا به يطلب منا أن نخرجه من المستشفي لأنه علم أن الغرفة التي يقيم بها غالية الثمن‏,‏ وسامح الله شقيقتي‏,‏ فقد قالت له‏:‏ انت في حجرة متحلمش بيها أخفي وجهه في الملاءة‏,‏ وقال لي‏:‏ اخرجيني يا ابنتي من هنا‏,‏ واقرضيني ثمن العلاج‏,‏ وسوف أسدده لك إن شاء الله‏,‏ فقالت له أختي‏,‏ ومن أين ستسدد؟ قال‏:‏ سوف أعمل‏,‏ سأنظف البيوت‏,‏ وأمسح السلالم‏,‏ هذا هو عملي‏,‏ وان لم استطع تسديد دينكم سأعمل عندكم بثمن العلاج‏,‏ أمسح سلالم شققكم‏,‏ وأنظفها‏!‏

لم تعط شقيقتنا لنا فرصة لنشفق عليه بعد هذا الموقف‏,‏ فعلي الفور قالت له‏:‏ لقد كان لنا أب‏,‏ لكن لم يرحمنا‏,‏ ولم يرحم أمنا‏,‏ حتي وهي مريضة‏,‏ فكان يجبرها علي العمل ويقول لها اشتغلي بلقمتك علي الرغم من أنه كان يمتلك كثيرا من الأموال‏,‏ ولكنه اليوم علي استعداد للعمل عند أولاده‏,‏ يخدمهم‏,‏ ليسددوا نفقات علاجه‏,‏ وهنا تدخلت أنا‏,‏ وأخبرته أننا ننفق هذه الأموال عليك صدقة عن أمي المتوفية‏,‏ فأنت مثل والدنا‏,‏ نهرتني أختي قائلة‏:‏ متطمعهوش فينا‏,‏ انت السبب‏,‏ ربنا ياخدك معاه‏,‏ كان لازم تقابليه‏,‏ وترجعيه تاني‏.‏

أصر أحد أخوالي علي الذهاب الي أعمامي‏,‏ ليخبرهم أن أخاهم أبو البنات قد عاد‏,‏ وأنه حي‏,‏ لم يمت‏,‏ ويعالج في المستشفي‏,‏ فكذبوه‏,‏ وحضروا إلي المستشفي‏,‏ وحدثت بيننا خناقة كبيرة وضربونا‏,‏ وكانت فضيحة في العائلة‏,‏ ولكن خالي ذهب الي قسم الشرطة‏,‏ وعمل محضرا ضد أعمامي‏,‏ وجاء أمين الشرطة للمستشفي ليسأل العجوز‏:‏ انت مين؟‏..‏ قال‏:‏ أنا معرفش حاجة‏,‏ هؤلاء البنات ساعدوني‏,‏ وأحضروني للمستشفي للعلاج‏,‏ وقال للاطباء اني فاقد للذاكرة‏,‏ ولكني لو كنت فعلا أباهم‏,‏ فأنا مش عاوزهم يعرفوني تاني‏..‏ قالها سيدي‏,‏ وهو يبكي بحرقة‏,‏ فكيف لأب ان يضرب بناته‏,‏ ويعذبهم‏,‏ بل ويكون سببا في وفاة أمهم‏,‏ هل كنت أنا هذا الوحش‏,‏ ان كنت كذلك‏,‏ فلا أريد أن أذكرهم بما عانوه معي‏!!‏

خرج الرجل من المستشفي‏,‏ بعد علاجه‏,‏ وعلم اننا بناته‏,‏ وكان كلما يري واحدة منا يداري وجهه‏,‏ وهو يبكي ويقول اللهم قصر أيامي فأقول له انت مش مبسوط انك عرفت ولادك‏,‏ فيقول كان نفسي أكون مبسوط ولكن ذكرياتي معكم ذكريات موت ولهذا لن استطيع العيش معكم‏,‏ سأعود إلي حجرتي الصغيرة‏,‏ أكنس وأمسح السلالم‏,‏ والبيوت‏,‏ ولكن كل ما أطلبه منكم يا ابنتي هو ان تسامحوني‏..‏ سامحوني أرجوكم‏!!‏

كررها سيدي أكثر من مرة‏...‏ سامحوني‏,‏ فقلت له لو سامحناك نحن في حقنا‏,‏ فمن يسامحك في حق أمي؟‏...‏ فقال وهو يبكي يا ابنتي‏..‏ ياويلي من عذاب الله‏,‏ فلا أدري ماذا أقول لربي عندما يسألني‏,‏ لماذا لم تنفق علي بناتك‏,‏ وقد رزقتك مالا كثيرا‏,‏ لماذا تركتهن ومعهن زوجتك المريضة يعملن لينفقن علي أنفسهن؟

..‏ ماذا سأقول لربي إذا سألني لماذا لم تتسلم جثة زوجتك‏,‏ وتدفنها؟‏!‏

أخذته أختي الوسطي بعدها ليعيش معها‏,‏ ولكنها ـ سامحها الله ـ كانت تعطي له العلاج علي معدة خالية لأنها كانت تقوم من النوم متأخرة‏,‏ وكان أول طعامه هو العيش الناشف فكان يطلب منها ان تبلل له العيش ليستطيع مضغه‏,‏ فكانت تغرق العيش في الماء حتي يتفتت‏,‏ فيلملمه بأصابعه الضعيفة‏,‏ وهو لا يملك ما يسد جوعه غير ذلك‏,‏ وكانت كلمته التي يرددها دائما أهي أكلة والسلام‏!‏

لا استطيع ان أنسي مشهده‏,‏ سيدي عندما ذهبت لزيارته يوما‏,‏ فوجدته جالسا عند باب الشقة من الداخل‏,‏ حزينا وخائفا فسألته ماذا جري؟ فأخبرني أنه تبول لا اراديا علي مرتبة السرير وان شقيقتي قد نبهت عليه الا يفعلها مرة أخري‏,‏ بكي بشدة وترجاني ان ارحل به من عندها‏,‏ فأخذته وذهبت به الي اختي الاخري‏,‏ فقد كنت رافضة أن يعيش معي في الشقة‏,‏ فأنا أعيش منفردة‏,‏ وكنت لا أريد أن أعيش لخدمته‏,‏ وكنت أقول لنفسي في بعض الأوقات اتركيه يتبهدل عند ولاده ثم اذهبي به لحجرة الموت التي كان يعيش فيها‏..‏ أعرف انكم جميعا ستدعون بأن ينتقم الله مني‏,‏ وقد قلتها بالفعل لنفسي‏!!‏

عندما دخلنا علي أختي باغتته بسؤال‏:‏ انت لسه عايش‏,‏ وكمان هتعيش معايا‏!‏ تعلق الرجل في يدي‏,‏ وبكي‏,‏ واستحلفني الا أتركه‏,‏ وأصطحبه معي‏,‏ فأخبرته أنها أيام قليلة‏,‏ ثم يعود إلي حجرته الأصلية‏,‏ تركته سيدي‏,‏ ولكن ظلت نظرة عينيه لا تفارقني دقيقة‏,‏ وهو يتوسل لي ألا أتركه‏,‏ فعدت بعد أسبوع لزيارته‏,‏ فوجدته نائما علي كنبة ببلكونة المنزل‏,‏ وعلمت أن شقيقتي كانت تكلفه بنظافة المنزل‏,‏ ومسحه‏,‏ وكأنه خادمة‏,‏ حتي إن زجاج الشباك أصاب إصبعه‏,‏ فلم تكلف نفسها عناء علاجه‏,‏ وتركته ينزف ويعاني‏!!‏

أمسك بيدي ورجلي‏,‏ وترجاني أن أعود به إلي حجرته‏,‏ ووعدني أنه سيطلب من أولاد الحلال سداد ما أنفقناه عليه في علاجه‏,‏ أخذته‏,‏ وذهبت به إلي حجرته الصغيرة التي يسكن بها في مدينة طنطا‏,‏ وأعطيت أموالا لشيخ المسجد لكي يقوم علي رعايته‏,‏ ثم سافرت‏,‏ وما إن نزلت في محطة القطار‏,‏ إلا ووجدتني أعود مرة أخري‏,‏ وأستقل القطار العائد إلي طنطا‏,‏ وعندما دخلت عليه انهار في البكاء‏,‏ وقال كنت أعلم أنك ستعودين‏,‏ أنت فقط من أشعر بك‏,‏ استلقيت في حضنه ـ لأول مرة ـ إنه أبي يأخذني في حضنه الدافيء‏,‏ بكيت علي كتفيه‏,‏ غمرت وجهه الدموع‏,‏ ثم سألني‏:‏ هل سامحتيني‏..‏ فرحت في صمت عميق‏,‏ ولكنه ليس علامة عن الرضا‏!!‏

لم أستطع أن أتركه بعد كل ذلك‏,‏ واصطحبته معي إلي شقتي‏,‏ كنت أبحث عن رضا ربي‏,‏ قبل أي شيء‏,‏ علي الرغم من النار الدفينة التي كانت تسكن أحشائي مما فعله معنا‏..‏ عشنا معا فترة شعرت فيها ـ لأول مرة ـ بطعم أن يكون لك أب يربت علي كتفيك‏,‏ يحنو عليك‏,‏ كنت أدخل الشقة فأجده واقفا في الشباك ينتظرني‏,‏ ويطمئن علي‏,‏ كان يطلب مني أن آخذه إلي مقبرة والدتي‏,‏ وعندما وقف أمامها‏,‏ بدأ في قراءة القرآن‏,‏ وبكي كثيرا‏,‏ ثم طلب منها أن تسامحه‏,‏ وأن تشفع له عند الله ليسامحه‏.‏

لا أنسي هذه الأوقات التي كان يساعدني فيها في لملمة أوراقي التي كنت أحضرها معي للعمل بالمنزل‏,‏ ثم نبدأ في اللعب علي الكمبيوتر‏,‏ لم أعد أحتمل البيت بدونه‏,‏ فقد كان يذهب لزيارة حجرته‏,‏ التي كان يسكن بها‏,‏ فلم أتحمل هذه الساعات‏,‏ وذهبت فورا لإحضاره‏,‏ لا أخفي عليكم سيدي‏,‏ أنه حتي النوم أصبح له طعم في وجوده‏,‏ فكنت أستغرق في النوم‏,‏ وأنا مطمئنة أن أبي معي في المنزل‏,‏ يحرسني بدعواته التي لا تنقطع‏,‏ ربنا يكفيك شر عباده يا بنتي‏!!‏

في هذه الأوقات قررت أن أذهب لقضاء العمرة‏,‏ وعندما أخبرته‏,‏ ضحك‏,‏ وقال‏:‏ أوعي تفقدي الذاكرة‏..‏وبكي‏,‏ وقال لي‏,‏ ومن سيزورني‏,‏ ثم بدأ يوصيني بالدعاء‏,‏ ووعدته بأن أصطحبه معي في المرة القادمة‏,‏ سافرت بعد أن أعطيته تليفونا محمولا لكي أطمئن عليه‏,‏ وبعدها علمت أنه مرض‏,‏ ولم يجد أحدا يدخله المستشفي‏,‏ وبعد أن قضيت عمرة رمضان‏,‏ عدت‏,‏ وأخذته إلي المستشفي‏,‏ كان يعاني في هذه المرة‏,‏ يبتسم كثيرا‏,‏ ويبكي أكثر‏,‏ ويشرد بناظريه أكثر وأكثر‏..‏ وكان يردد دائما‏:‏ تري يا ربي هل خففت عذابك عني‏,‏ تري هل تقبلت دعوتي؟‏..‏ هدأته‏,‏ وقلت له‏:‏ ارحم نفسك‏,‏ ولأول مرة نبض قلبي بالدعاء له‏,‏ أن يشفيه‏,‏ تركته في اليوم التالي‏,‏ وذهبت لعملي‏,‏ وعدت مسرعة بعد أن اتصلت بي الممرضة‏,‏ لتخبرني أنه في غيبوبة‏,‏ فاقتحمت حجرة الرعاية المركزة‏,‏ ورميت نفسي فوق صدره‏,‏ وبكيت‏,‏ كما لم أبك من قبل‏,‏ وصرخت بأعلي صوتي‏..‏ يارب‏,‏ دعه يشعر بي‏,‏ ولو لحظة واحدة‏,‏ لكي أقول له‏:‏ سامحني‏..‏ سامحني علي كل لحظة عاملتك فيها بجفاء‏,‏ فقد كان كل ذلك رغما عني‏..‏ جلست عند قدميه‏,‏ وقبلتهما‏,‏ ثم قبلت رأسه‏,‏ واستحلفته ألا يتركني‏,‏ وطلبت منه
أن يغفر لي‏,‏ ثم ذهبت لأصلي‏,‏ وما هي إلا لحظات‏,‏ وحضرت الممرضة‏,‏ لتقول لي‏:‏ البقاء لله‏!...‏

رحل أبي‏,‏ ورحت أنا في غيبوبة‏,‏ وعلمت بعد أن أفقت أن أعمامي رفضوا دفنه في مقابرهم‏,‏ فدفنه خالي في مقابر العائلة‏,‏ بجوار أمي‏,‏ التي رفض ـ سابقا ـ استلام جثتها‏,‏ وياللقدر ياسيدي‏,‏ فربما تكون قد سامحته هي الأخري‏!‏

الآن سيدي لم أعد أجد من ينتظرني بالمنزل‏,‏ لم يعد هناك من يدعو لي‏,‏ أصبحت أعيش في وحشة الوحدة‏,‏ ويبدو أن انتقام الله قد بدأ معنا‏..‏ نعم سيدي لقد بدأ انتقام الله معي‏,‏ وأخواتي‏,‏ فقد مرضت بهوس نفسي‏,‏ كنت أقطع هدومي‏,‏ وأجري في الشارع‏,‏ وأصرخ‏,‏ وأبكي‏..‏ أضحك‏,‏ وأرقص‏,‏ ثم أعود لأصرخ‏:‏ أبويا مات‏..‏ ياناس‏,‏ أبويا مات‏!!‏

أما شقيقاتي‏,‏ فسوف أقول لك ماحدث لواحدة منهن فقط‏,‏ وهي التي كانت تطعم أبي العيش الناشف فقد أصابها مرض البهاق في جسدها كله‏,‏ ولم يتحملها أحد‏,‏ حتي أولادها‏,‏ وزوجها‏,‏ وطلبوا مني أن آخذها لتعيش معي‏!!‏

سيدي‏..‏ قل ما شئت لنا‏,‏ فنحن في انتظار كلماتك‏,‏ أيقظ ضمائرنا‏,‏ ولكن قبل ذلك كله مازال لدي سؤال أبحث له عن إجابة‏:‏ هل سامحني أبي؟‏!‏

*‏ سيدتي‏..‏ نعم أتذكرك جيدا‏,‏ فمثل تلك القصة لا يمكن أن تمحي من الذاكرة‏!‏ هل تصدقيني لو قلت لك أني أحكي تلك القصة حتي الآن لكثير ممن ألتقي بهم‏,‏ كما يسألني كثير من الأصدقاء والقراء عن حالة الأب أو بماذا انتهت حكايتكم‏,‏ وها أنت جئت بعد سنوات لتضعي كلمة النهاية‏,‏ ولكن هل انتهت قصتكم أم بدأت؟

سبق وحذرتكم ـ ياعزيزتي ـ من أن المنتقم يرتكب نفس خطيئة المنتقم منه‏,‏ وأن والدكم عندما عاد لم يكن هو هذا الوحش القديم الذي عذبكم وأهان والدتكم‏,‏ بل هو انسان عائد بفطرته الأولي‏,‏ بخيره ومحبته وسلامه‏..‏ نعم نحن بشر ولسنا ملائكة‏,‏ قد نجنح إلي الانتقام‏,‏ ولكن الله سبحانه وتعالي وضع ضوابطه لكبح جماح النفس وتهذيبها‏,‏ فطالبنا بالعفو عند المقدرة‏,‏ ووعد الصابرين والعافين عن الناس بجنات وخير كثير‏,‏ ونهانا عن معصية الوالدين وأمرنا بطاعتهما وألا نقول لهما أف ولا ننهرهما ونصاحبهما في الدنيا معروفا حتي لو كان جهادهما للإشراك به سبحانه وتعالي‏.‏

من عاد إليكن ياسيدتي ليس والدكن قاسي القلب‏,‏ متجرد المشاعر‏,‏ الأناني المتغطرس‏..‏ من عاد هو رجل مسن بائس‏,‏ قادكن العلي القدير إليه لترين انتقامه وليكن درسا لكن تتعلمن منه وتوقن بأنه سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل‏..‏ وبدلا من تأمل قدرة الله وفهم رسالته العظيمة‏,‏ تحرك الوحش في داخلكن‏,‏ واستمتعتن بالشر‏,‏ ووجدتن لذة مرضية في إيذاء رجل عاجز فاقد للذاكرة‏,‏ ليس فيه من والدكن إلا الجسد فبالغتن في إهانته وإذلاله‏,‏ وهو التائب النادم علي أشياء لا يذكرها بل ينكرها علي أي أب‏,‏ يخجل منها ويلتمس لكن العذر في الإساءة إليه‏.‏

سيدتي‏..‏ إنها النفس الأمارة بالسوء‏,‏ التي أخرجت الوحش الكامن فيكن حتي أشقائه‏,‏ خشوا علي ما ورثوه عنه‏,‏ وتجاهلوا أنه حي يرزق‏,‏ وأن ماامتلكوه هو مال حرام سيحرق حتما قلوبهم وأولادهم‏,‏ ولو كنت منهم الآن لتصدقت بكل ما ورثوه علي روحه‏,‏ فعليهم أن يسارعوا بتوبة إلي ربهم لعله سبحانه وتعالي يغفر لهم ويتقبل منهم‏.‏

سيدتي‏..‏ الحمد لله أن ضميرك قد استيقظ قبل رحيل والدك‏,‏ فجعلك تستمتعين بوجوده معك‏,‏ لذا هوني علي نفسك‏,‏ اطلبي المغفرة والتوبة‏,‏ صلي من أجله‏,‏ تصدقي وادعي له بالرحمة‏,‏ وثقي في مغفرة الله فأبواب التوبة مشرعة للتائبين‏,‏ وما يطمئنك أنه مات وهو راض عنك‏,‏ محبا لك‏,‏ ملتمسا كل الأعذار لما فعلته معه من تصرفات لا تليق بأبنة تجاه والدها في مثل هذه الظروف‏.‏

الأزمة الحقيقية ـ ياعزيزتي ـ في شقيقتيك وقلبيهما المتحجرين‏,‏ فقد نقلت لنا ما لحق باحداهما من انتقام إلهي‏,‏ ولم تذكري إذا كانت أفاقت من غفلتها واستقبلت الرسالة الإلهية‏,‏ أم مازال قلبها غلفا ؟‏..‏ لعلها تلحق بنفسها وتستغفر الله وتتوب إليه وكذلك شقيقتك الأخري‏,‏ فانتقام الله قادم لا محالة ومن يقتل الوحش بداخله فقد نجا‏,‏ أما من يستسلم له‏,‏ فلن يجني إلا عذابا في الدنيا والآخرة‏,‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime4/2/2012, 00:27

سحر المحبة
لقد رحلت أم زوجتي أخيرا يا سيدي‏..‏ رحلت وودعت دنيا الآلام والأحزان‏..‏ رحلت بعد أن قاست شتي صنوف الآلام والعذاب فقد أنعم الله عليها بمرض السرطان‏..‏ ولا أقول ابتلاها سبحانه وتعالي به‏..‏ فأنا مؤمن كل الإيمان بأن الآلام التي قاستها أم زوجتي إنما هي تكفير عن ذنوب وصغائر‏..‏ وقد قضي الله تعالي ولا راد لقضائه أن تعود إليه طاهرة من كل ذنب‏..‏ بريئة من كل صغيرة‏.‏

وأستأذنك يا سيدي بألا أدعوها بكلمة حماتي تلك الكلمة التي ابتذلت وامتهنت بطريقة هزلية في الأفلام القديمة الساذجة‏..‏ وأستأذنك أيضا بألا أدعوها بكلمة أم زوجتي‏..‏ ولكني سأدعوها بكلمة أمي‏..‏ فقد كانت لي نعم الأم برغم أن أمي الحقيقية مازالت علي قيد الحياة أطال الله في عمرها‏..‏ لكني أقسم لك أنني لم أشعر مع أم زوجتي إلا بشعور الابن نحو أمه لما لقيته منها من حنان وعطف ومودة‏..‏ كما أن كلمة أمي هي الكلمة التي كنت أناديها بها في حياتها‏..‏ تلك الكلمة كانت تنبع من صميم قلبي مفعمة بالحب والمودة بعيدة تماما عن المجاملة والمغالاة‏..‏ فلن أنسي لها أبدا المرات العديدة التي وقفت فيها إلي جانبي ضد ابنتها في بعض المشكلات التي كثيرا ما كانت تعترض حياتنا برغم علمها بأني الطرف المخطئ‏..‏ لكنها بحكمتها وعطفها وحنانها النادر الوجود كانت تحتوي مشاكلنا بعكس الكثير من الأمهات اللاتي يضخمن المشكلات بين بناتهن وأزواجهن‏..‏ بل إنهن في بعض الأحيان يكن السبب الرئيسي والمباشر للمشكلات والأزمات ولن أنسي لهفتها علي وبهدلتها معي في المستشفيات التي كثيرا ما اضطررت للمكوث بها لإجراء بعض العمليات البسيطة‏..‏ دائما كانت معي‏..‏ بجوار سريري‏..‏ و
قد عوضتني بحنانها ورعايتها عن غياب أمي الحقيقية التي أقعدها المرض وكبر السن‏.‏ ولن أنسي لها مجاملاتها الرقيقة لي ولزوجتي ولابنتي الوحيدة نورا في جميع المناسبات‏,‏ وكانت دائما تكلف نفسها ما لا طاقة لها به برغم رقة حالها وقلة مواردها‏..‏ أما كفاحها النبيل ونضالها الشريف الذي خاضته مع الحياة من أجل تزويج بناتها الثلاث وسترتهن مع قلة الإمكانات وضيق ذات اليد فتلك ملحمة عظيمة تستحق أن تكتب يا سيدي بماء الذهب‏..‏ ولن أنسي ليلة وفاة زوجها‏..‏ وبعد إنقضاء مراسم العزاء عندما رأيتها تقف مع بناتها الثلاث وفي غمرة أحزانها لتوصيهن بألا تؤثر أحزانهن علي علاقتهن الخاصة بأزواجهن‏..‏ فأي نوع من البشر كانت تلك السيدة‏..‏ ومن أي مادة ملائكية طاهرة أبدع خلقها الله سبحانه وتعالي؟‏!.‏

وفجأة يا سيدي‏..‏ بكل ما يتصف به المرض اللعين من غدر وخبث ودناءة ووضاعة ومراوغة اجتاح جسد أمي بلا رحمة ولاهوادة فخضعت المسكينة لإجراء عملية جراحية تم فيها استئصال أحد ثدييها‏..‏ أذعنت بعدها لكورس طويل أليم مهين من العلاج الكيماوي‏..‏ وما ادراك يا سيدي بالعلاج الكيماوي‏..‏ شهور طويلة من المعاناة تجرعتها بنفس راضية وثغر باسم وقلب يفيض بالرضا والامتثال لقضاء الله‏..‏ حتي بشرها الطبيب المعالج بأنها شفيت تماما من المرض اللعين‏.‏ ففرحنا جميعا‏..‏ وحلق بنا السرور إلي أعلي سماوات النشوة والحبور‏..‏ فقد كنا جميعا نرتعد خوفا من أن تجتث الشجرة العظيمة الوارفة الظلال من أصولها‏..‏ فقد كانت تظلل علينا حياتنا جميعا‏..‏ نلجأ إليها فنجد عندها الفئ والظل الظليل من صحراء الحياة وقحطها‏..‏ وبعد أشهر قليلة من البهجة الخالصة‏..‏ عادت أمي لتشكو من آلام مبرحة في صدرها لنكتشف أن المرض اللعين قد عاود هجومه ولكن بشكل أكثر ضراوة وشراسة هذه المرة‏..‏ واحتجزت أمي في المستشفي لعدة أسابيع‏,‏ وقد تفاقم الورم اللعين وانتشر في رئتيها‏..‏ وكل كلمات اللغة الجوفاء تقصر في التعبير عن حجم العذاب والمعاناة التي قاستها‏(‏ أمي‏)‏ في تلك الأسابيع‏..‏

وفجأة وبلا مقدمات أوصي الطبيب المعالج بخروج‏(‏ أمي‏)‏ من المستشفي لتمكث بالمنزل عدة أيام علي أن تعود لاستكمال العلاج بالمستشفي مرة أخري‏..‏ وبرغم أن قلبي كان ينفطر حزنا علي عذاب‏(‏ حبيبتي‏)‏ وآلامها‏..‏ فإنني فرحت كثيرا عندما اختارت أن تخرج من المستشفي إلي بيتي أنا‏..‏ وخرجت‏(‏ أمي‏)‏ من المستشفي إلي بيتي‏..‏ وعلي سرير ابنتي رقدت‏(‏ أمي‏)‏ وظللنا أنا وزوجتي ماكثين بجوارها في تلك الليلة وكأننا نملأ عيوننا من وجهها السمح الذي يقطر حنانا ولطفا ومودة‏..‏ وبعد أن تقدم بنا الليل ذهبت مع زوجتي للنوم تاركين‏(‏ أمي‏)‏ آملين أن تنعم ببعض الراحة التي حرمت منها منذ زمن‏..‏ وأسلمني التعب إلي نوم عميق‏..‏ استيقظت منه مذعورا علي صياح زوجتي مستغيثة مولولة‏..‏ وهرولت إلي غرفة‏(‏ أمي‏)‏ لأجدها قد أسلمت روحها إلي بارئها بمنتهي الهدوء والطمأنينة‏..‏ إن مسألة رضا الله تعالي عن العبد أو سخطه عليه من المسائل الغيبية التي لا نستطيع أن ندلي برأي قاطع فيها‏..‏ لكني يا سيدي وبعد أن شهدت جنازة‏(‏ أمي‏)‏ ورأيت عشرات المئات من الأشخاص الذين انشقت عنهم الأرض فجأة وجاءوا من حيث لا أدري ليشيعوا جثمان‏(‏ أمي‏)‏ إلي مثواه الأخير‏,‏ وقد ضاق بهم

المسجد بما رحب‏..‏ فاضطررنا لأداء صلاة الجنازة في الشارع‏..‏ فاصطف عشرات المئات خلف‏(‏ النعش‏)‏ الذي ترقد فيه‏(‏ أمي‏)‏ لأداء صلاة الجنازة في مشهد مهيب لا يتكرر في حينا الشعبي إلا في صلاة العيدين فقط‏..‏ بعد رؤيتي لهذا المشهد أستطيع أن أقول وأنا مطمئن القلب إن‏(‏ أمي‏)‏ ممن رضي الله تعالي عنهم إن شاء الله‏.‏

لقد تركتنا‏(‏ أمي‏)‏ ورحلت يا سيدي وهأنذا بعد رحيلها أسير هائما علي وجهي في الطرقات‏..‏ مشوش الفكر‏..‏ كسيف البال‏..‏ أشعر بمرارة اليتم رغم أن‏(‏ أمي الحقيقية‏)‏ مازالت علي قيد الحياة أطال الله في عمرها‏..‏ ولكني أقسم لك يا سيدي أن روح‏(‏ أمي‏)‏ الطاهرة مازالت ترفرف في أنحاء شقتي‏..‏ وأقسم لك أنني مازلت أشعر بها تربت بيدها الحنون علي خدي‏..‏ وتطيب خاطري مع كل خلاف صغير مع زوجتي‏..‏ وكأنها تقول لي‏(‏ لا تغضب يا حبيبي‏)‏ تماما مثلما كانت تفعل معي في حياتها‏..‏ ولكنها رحلت ياسيدي‏,‏ ورحيلها حقيقة ساطعة قاسية مؤلمة أصبحت في حياتي أمرا حتميا لا مفر منه‏..‏ وأجدني في تلك الأيام الجدباء المقفرة المفعمة بالأسي والأحزان‏..‏ أجدني أتلفت وأتساءل في حيرة ودهشة هل من الممكن أن تندثر سيرة تلك الراحلة النبيلة وكأنها شئ لم يكن؟‏!..‏ وحياتها الحافلة بكل معاني الحب والتفاني والتضحية‏,‏ هل من الممكن أن تنطوي إلي الأبد مثل كتاب جميل فرغنا من قراءته؟‏!..‏ وفي غمرة حيرتي وأحزاني يأتيني الجواب بالنفي متمثلا في بناتها الثلاث خاصة صغراهن‏(‏ زوجتي‏)..‏ فسلوكهن القويم وأخلاقهن الرفيعة واستعدادهن الدائم للعطاء والبذل والتضحية كل ذلك يؤك
د لي إنهن ظل أمهن الراحلة علي الأرض‏..‏ وأن‏(‏ الذي خلف لم يمت‏)‏ كما يقول المثل الشعبي السائر‏.‏

تلك هي حكايتي يا سيدي‏..‏ ولو قدر لها أن تنشر فلي عندك رجاء آخر وهو كتابة اسمي وعنواني كاملين لكي أتواصل وأتشارك مع قراء‏(‏ بريد الجمعة‏)‏ الأعزاء خاصة هؤلاء الذين قاسوا تجربة مثل تجربتي‏,‏ فأنا مازلت أومن بأن المشاركة هي ما نحتاجه لكي نشعر بإنسانيتنا‏.‏


عبدالرحمن محمد حسن

‏*‏ سيدي‏..‏ لن تندثر أبدا سيرة هذه السيدة النبيلة‏,‏ التي تركت الحب صدقة جارية في قلوب كل من حولها‏,‏ والتي أنجبت ثلاث بنات صالحات يدخلن الأب الجنة حسب وعد الرسول صلي الله عليه وسلم فما بالنا بالأم التي عانت وقاست وحيدة في الحياة بعد رحيل شريكها فأحسنت التربية ولم يتوقف عطاؤها حتي بعد زواجهن‏,‏ فبمحبتها لأزواج بناتها‏,‏ ضمنت لهن الاستقرار والسعادة وحصدت محبتكم‏.‏

سيدي‏..‏ ما قدمته أمك الثانية ـ والدة زوجتك ـ من محبة صافية صادقة‏,‏ تأتي بفعل السحر في نفوس الآخرين‏,‏ درس كبير لو وعته كل أم في تعاملها مع أزواج بناتها أو زوجات أبنائها‏,‏ لما انتشر الطلاق وساد‏,‏ ولهدأت البيوت المشتعلة بسبب التدخل الخاطئ لبعض الأمهات مثلما هو واضح في الرسالة الأخري طريق الطلاق‏..‏ فالمحبة هي عدو الشيطان الحقيقي‏,‏ والتي يعجز أمامها عن الدخول إلي القلوب الغاضبة أو غير المحبة‏.‏

أعمال هذه الأم الرحيمة الكريمة‏,‏ التي تحملت ابتلاء الله بصبر ورضا‏,‏ ستظل ثمرة وارفة تحمي بناتها من غدر الأيام‏,‏ وسيظل تأثير دعواتها لك قائما ومستمرا طالما راعيتها في ابنتها واتخذت من طريقها منهجا لك في الحياة‏.‏ أغرس الحب كلما استطعت ولا تستسلم لهوي النفس أو تحريضها‏.‏

سيدي‏..‏ دعواتي ودعوات أصدقائنا في بريد الجمعة للراحلة بالفردوس الأعلي ولك بالصبر ولكل الأمهات باتباع خطي الراحلة النبيلة‏,‏ وها أنا قد تركت اسمك كما طلبت‏,‏ واغفر لي حذف عنوانك فبالتجربة هذا أفضل لك وسأوافيك بما يصلنا من رسائل المحبين‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime4/2/2012, 01:00

جزاء الإحسان
وآن لملاكنا وطيفنا السمح ـ النبيل والجميل ـ أن يفرح بإحدي زهراته‏.‏

فبعد رحلة عطرة أمتعنا فيها‏(‏ وغيرنا‏)‏ بصنوف من عطائه الرائع والغامر بشتي المجالات ـ من تزويج يتيمات‏..‏ لرعاية وكفالة آلاف الأطفال الفقراء والمعاقين والأيتام‏..‏ مسلمين ومسيحيين‏,‏ ومن بحري‏..‏ إلي مسقط رأسه بالصعيد‏..‏ لأجهزة باهظة لمستشفيات الفقراء‏,‏ فمصروفات طلاب غير قادرين بالجامعات‏,‏ وصولا حتي لقوافل الإغاثة لأشقائنا تحت الاحتلال‏..,‏ و‏...‏

والذي يلاحقنا بإلحاح ودون تصنع للسؤال عن ذوي الاحتياجات‏..‏ والذي نضطر معه في أحيان عديدة‏(‏ وعلي عكس الواقع وأنينه المؤلم‏)‏ للإنكار خجلا وحياء من عطائه الغامر وغير المحدود‏..‏

هذا الرجل‏..‏ الذي كان عنوانا لإحدي رسائلنا لكم‏,‏ والذي كتبنا لكم بشأنه وزهراته مرات ومرات‏(‏ دون إفصاح‏)..‏ ووصفنا لكم كيف كانت الكبري منهن همزة وصل حنونة وجميلة بينه وبين عرائس الأيتام ـ تذهب إليهن لتتحسس همومهن‏..‏ وما تعتمله قلوبهن الغضة والبريئة‏(‏ سنا‏)..‏ والجريحة والمقهورة‏(‏ ظروفا‏)‏ ـ ثم تعود لتلخص الوضع لوالدها بمشاعر وكلمات تبثها قلبه قبل أذنه‏,‏ فيسبقها هو وبابتسامته الراضية دوما بالموافقة والتلبية‏,‏ فإذا بزغاريد الفرحة الغامرة والانتصار‏,‏ ولو مرة بالعمر علي مرارة الحرمان وقهره‏.‏

لتنتقل وعلي الفور للعروس التالية‏...‏ فالخامسة‏...‏ والعاشرة‏..‏ و‏...‏ وذلك في سعي متتابع نبيل وكأنها بين الصفا والمروي‏(‏ وذلك بالمناسبة هو اسمها وجوهرها‏..‏ مروي‏)‏ أما الصفا والسماحة والتصالح مع النفس والرضا‏,‏ فهي صفات الأب النبيل ـ وعنوانه‏.‏

وهذه الليلة ـ كاتبنا الحبيب ـ كان عقد قران تلك الزهرة الجميلة ذاتها‏..‏ وآن لهما‏(‏ ووالدها السمح النبيل‏)‏ أن يرتشفا معا من ذات الفرح والجزاء والرحيق الجميل ـ والذي ندعو الرحمن أن يجزل لهما ببركته فيه‏.‏

وكانت لحظات حب نقية وبريئة‏...‏ تعانقت وامتزجت فيها فرحتها وأحلامها الجميلة مع شريكها الهادئ الرزين‏..‏ بدموع فرح الأم الطيبة‏(‏ الشمعة والشجرة التي ظللت عليهما وأمدتهما بأجمل قيم وعطاء ورحيق‏)..‏ مع نظرات الضعف الإنساني المرهف‏(‏ للأب الصعيدي الذي حاول أن يبدو رغما عنه متماسكا أمام الجميع‏)..‏ يحوطهم جميعا طوفان من الحب الغامر طوقهم به الحضور من الأهل والأصدقاء‏.‏

وازدحم المنزل‏(‏ الرحب والمتسع أصلا‏)‏ كقلبه تماما ـ والذي لم يضق يوما بسائل أو صاحب حاجة ومحروم‏.‏

و‏...‏ و‏...‏ و‏...‏

ولا أريد أن أترك لنفسي العنان أكثر حتي لا نوصف بالمغالاة والنفاق و‏....‏ بالرغم من أننا نمسك عن ذكر اسمه‏...‏ بل واسمي أيضا حتي لايعلم أحد أو يتوقع عمن نتحدث‏.‏

لكنها الأمانة ـ كاتبنا الحبيب ـ التي تدفعني لكتابة هذه السطور‏..‏ أمانة تجاه هذا الوطن وشبابه المسكين‏.‏

فليست مصر هي تلك الصورة القبيحة التي لم تعد تعرف إلا السلب والدم والهبر والاغتصاب‏..‏ فمازالت بيننا قلوب مرهفة تتعاطف وترحم وتبذر الخير والحب وبلا حدود‏.‏

وليست مصر هي عربدة الأثرياء ولهوهم ومرافقة الراقصات‏..‏ والإغداق عليهن‏...‏ فقتلهن‏..‏ فبيننا من يظل يؤمن ـ وبرغم بريق المال والجاه وإغراء الجميلات ـ بأن الرجولة الحقة هي في التعفف والنخوة والأمانة مع الغير‏..‏ والاستقامة والقدوة للأبناء‏,‏ والوفاء لشريكة الحياة‏,‏ وليست أبدا في الملاحقة والشمشمة بالغانيات ـ كالخنازير‏(‏ بالضبط‏)‏ بالقمامة‏..‏ أو ما هو أدنأ‏.‏

ومازال هناك من يعتبر المال أصلا‏,(‏ والصحة‏)‏ فتنة واختبارا عسيرا من الخالق ـ أيشكر‏..‏ أم يفسق ويهلب ويفجر‏.‏

ومازال هناك الضابط الشاب الذي يضحي بحياته‏..‏ وطموحه‏..‏ وأحلامه ـ بل وزفافه الذي كان بعد أيام ـ لينقذ فتاة لايعرفها من الاغتصاب‏!!‏

ومازال هناك الشعب الذي ينسي في لحظة خصوماته واحتجاجاته ومظاهراته‏..‏ ليبكي‏(‏ متوحدا‏)‏ لرحيل طفل بريء‏...‏ في موقف ليس كمثله حزن أو صدق أو نبل‏..!!‏

ومازال هناك الشهامة‏..‏ والتعاطف‏...‏ والشرف‏,‏ والوجه الأسمر‏..‏ وعرق الجبين‏..‏ والمعدن الريفي والصعيدي الأصيل ـ وإن بعد وانزوي عن الأضواء‏.‏

ومازال‏..‏ ومازال‏...‏ ومازال‏..‏

وتحتم الأمانة علينا ـ وفي هذا الظرف بالذات‏..‏ ومع تلك الجرائم الشاذة ـ ان نسلط عليها الأضواء‏:‏ بثا للأمل‏..‏ وبعثا جديدا لمعدننا الكامن‏(‏ الرائع أبدا‏)‏ والأصيل‏..,‏ وتشجيعا وتحفيزا‏(‏ بالتالي‏)‏ لكل من لديه فكرة أو لبنة أو بذرة خير لهذا الوطن الحبيب ألا يبخل بها ويغرسها‏..‏

فحتما وأبدا سوف تثمر‏..‏ ولك قبل غيرك ـ فذلك عهد علي الرحمن‏(‏ ووعد‏):‏ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان‏.‏

علي أن هذا الجزاء‏(‏ والعشرة أمثاله‏)‏ لايشترط ـ كما قد يتصور البعض ـ أن يكون بمالك أو ثروتك وفقط‏...‏ بل يمكن ان يكون‏(‏ وأهم‏)‏ بصحتك‏..‏ أو دراستك‏..‏ أو ذريتك‏..‏ أو ينجيك الله من أزمة أو كارثة‏..‏ أو إدمان ابن‏..‏ أو انحراف بنت‏..‏ أو فضيحة وزلل كنت توشك أن تقع فيها‏..‏ أو‏...‏

بل ويمكن أن يكون هذا الجزاء أيضا أن يخفف الله عنا وقع كارثة حدثت بالفعل‏..‏ فيثبتنا بها‏..‏ ويربط علي قلوبنا‏..‏ وينزل علينا صبرا وطمأنينة ورضا‏..‏

فالقاعدة لديه لا تتغير أبدا‏..‏ فما جزاء الإحسان عنده إلا بمثله وأروع منه‏.‏

من هنا اسمح لي‏(‏ وقبل أن أنهي‏)‏ أن أوجه رسالة لأب شاب فقد مؤخرا فلذة كبده بحادث مؤلم‏..‏ ومازال وحرمه يتجرعان مرارة الكارثة والفراق‏..‏ وهو ما لن ينتهي أبدا مادامت هناك حياة ونبض وذكريات لأشير عليه أن يفرغ طاقة الحزن الهائلة والكامنة داخله بأنشطة خير يخفف بها عن الآخرين‏..‏ فيسعي ـ وبالأولوية عن تجميل المقبرة‏..‏ أو زرع الأشجار والمظهريات ـ لتوجيه ما كان سيئول ميراثا لهذا الراحل الجميل لمشروع ضخم للأطفال الفقراء‏.‏

وليكن هذا المشروع مثلا مستشفي مجانيا وعملاقا للأطفال باسمه ومن حر ماله‏..‏ يتناسب حجما ونوعا ومكانة الفقيد في نفوسهم‏...‏ مع إعطاء تركيز لذات التخصص الذي كان سببا في الرحيل‏.‏

وألا يقتصر دوره علي مجرد التمويل فقط‏,‏ بل يعمل ويعيش بين هؤلاء الأطفال ـ يشاركهم آلامهم‏..‏ ويناولهم الدواء‏..‏ ويفرح معهم لشفائهم‏..‏ بل ويرعي ويزوج بعضهم إن أراد في زفاف جماعي كل عام بذكري ميلاد فلذة كبده الحبيب‏...‏ و‏...‏

وعلي أن يهب ثواب كل ذلك لملاكه الراحل الجميل‏,‏ مدركا أن له وللأم المثل‏,‏ بل والأضعاف‏.‏

عندئذ سيكتشف ان المحنة انقلبت عندهما حتما ـ ودون ان يدريا ـ الي بهجة ورضا ونعمة‏..‏ وانه بدلا من أن تقترن ذكريات الراحل بالبكاء واللوعة والدموع‏..‏ ستتحول مع كل فرح جماعي وحالة شفاء لنظرات فرح وابتسامات وتهنئة يتبادلانها وصورته الجميلة المعلقة بالمستشفي علي الجدار وبالقلوب‏.‏

فالرحمن أبدا لايغفل عن عباده وجنوده في الخير‏...‏ ولعله اراد بتلك المحنة أن تكون رسالة حب واصطفاء‏..‏ لتعديل وتبديل المسار‏.‏

فهل من مستجيب؟‏!‏

وهل من مفتد أيضا ـ ومسبقا ـ لأحبته وفلذات كبده‏..‏ حفظهم لكم الله؟

وهل من مبادر بإحسان ـ بلا مقابل‏(‏ مجرد لوجهه تعالي‏)‏ ـ يضاعفه له الرحمن بأروع وأفضل منه‏..‏ وهو أرحم الراحمين؟


أخوكم
ع‏.‏ق

‏*‏سيدي‏..‏ سأحترم رغبتك هذه المرة بعدم الافصاح عن اسمك الذي يشرفني ذكره لأنك صورة للإنسان المصري الكريم‏,‏ المعطاء‏,‏ المحب الذي تتحدث عنه في رسالتك‏..‏

أنت ياسيدي صورة من تلك الصور الجميلة لأبناء مصر الذين رسمت ملامح البعض منهم وهم كثر‏,‏ ولكن يختفون خلف ضوضاء وأضواء النجوم الكاذبة الوهمية الذين يحلبون عسل الوطن ـ ولا أقول يرشفون ـ بدون رحمة أو شفقة‏.‏

ولكن يظل الخير في مصر‏,‏ مادام فيها أمثال صديقنا النبيل الذي احتفل مؤخرا بزفاف كريمته‏,‏ كما احتفل بزفاف آلاف اليتيمات والفقيرات في قري مصر ونجوعها‏,‏ وهو صديق دائم لـبريد الجمعة لايتواني أبدا عن مد يد الخير بدون إعلان أو ذكر لاسم من قريب أو بعيد‏.‏

سيدي‏..‏ أحيانا لا أري مبررا للتعليق أو الرد علي بعض الرسائل‏,‏ ورسالتك من هذا النوع‏,‏ فأنا معك في كل ما قلت وطرحت واقترحت‏,‏ وأتمني أن تصل دعوتك بمعناها العميق والإنساني الي كل من ابتلاه الله في عزيز عليه‏,‏ فشجر المحبة والعطاء هو خير زاد للصبر والرضا‏,‏ زادك وزادنا الله منهما‏,‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime4/2/2012, 01:05

النداء الأخير
في ظل الفوضي التي تجتاح الشارع المصري أصبح من الضروري البحث عن مخرج‏,‏ وقد تلقيت هذا التحليل الشامل للظاهرة وطريقة القضاء عليها‏.‏

*‏ د‏.‏ سراج الدين الحلفاوي‏:‏ الآن وقد هدأت ـ ولو قليلا ـ توابع الزلازل الإجرامية التي هزت بعنف‏,‏ وربما اقتلعت من الجذور ـ أمن وأمان المجتمع المصري المسالم وإحالته إلي ما هو عليه من فوضي عارمة وبلطجة سافرة ـ فلربما يمكن مع الاختزال الشديد ـ بلورة ما حدث ـ وما هو حادث وما يتوقع حدوثه ـ فيما يلي‏:‏

‏1‏ـ علي مدي عقدين من الزمان ومنذ بداية اندلاع هذه الحرائق وتلك البراكين الاجتماعية والأمنية المزلزلة ـ وبرغم ملايين الأصوات المستغيثة من المصريين المسالمين ـ لم نسمع ردا واحدا أو تعليقا من أية جهة أمنية أو اجتماعية تشرح أو تطمئن أو تتعهد بالتصدي لهذه المظاهرة الإجرامية المتزايدة كما ونوعا‏.‏

‏2‏ـ التحليلات الموضوعية القائلة بأن السبب الرئيسي في هذه الكوارث هو القيام بسحب القوي الأمنية ذات العين الحمراء من الشارع المصري لتوجيهها إلي ساحات مواجهة أخري رئي أنها أكثر أهمية مازالت هي الرأي السائد علي مستوي الرأي العام‏.‏

‏3‏ـ أضيف إلي هذا الفراغ الأمني في الشارع المصري فراغا مماثلا في كل مستويات الرقابة المرورية الجادة ـ وهو ما أكمل تماما دائرة الانفلات والفوضي والهمجية والعربدة والتباهي بازدراء القانون ـ ليس فقط علي مستوي السوقة والجهلاء والعشوائيين ـ بل انضمت إليهم شريحة متناهية من محدثي النعمة وفاقدي الانتماء والصاعدين حديثا من قاع المجتمع إلي قمته بأساليب لا تخفي علي لبيب‏.‏

‏4‏ـ كلاهما ـ الانفلات الأمني والآخر المروري اللذان تسيدا الموقف في الشارع المصري اليوم وإلي أن يقيض الله لهذا الشارع المهان من يرد له انضباطه وللمواطن المصري الشريف أمانه المفقود وكرامته المهدرة ـ أصبحا هما السمة الرئيسية لما يكتب عن مصر في كافة مراجع السياحة في العالم ـ حتي إن بعض قادة طائرات الخطوط الدولية يقومون قبل الهبوط في المطار بالطيران الدائري المنخفض فوق القاهرة كمجاملة للركاب المشدوهين بالفرجة من عل علي ما لم ولن يشاهدوه من صور الانفلات في أي شارع آخر في العالم‏.‏

‏5 ‏ـ إن التمادي ـ من جانب الجهات المعنية ـ في تجاهل الأنين المكتوم والصرخات المدوية لملايين المواطنين الشرفاء النازفة أشلاؤهم بين سندان الغياب الأمني ومطرقة الانفلات والبلطجة‏..‏ إنما ينطوي علي ظلم فادح لكل الشرفاء الملتزمين بالقانون والمتمسكين بالعيش في مجتمع متحضر‏..‏ والمصدومين من تحول الدولة التي علمت العالم أجمع معني النظام والانضباط ـ إلي ساحة قتال يعربد فيها هذا النبت الشيطاني الفاسد المحسوب علي هذا الوطن الكريم ظلما وعدوانا‏.‏

‏6‏ـ إن أية حلول سفسطائية لا تعيد إلي الشارع المصري الوجود الأمني المكثف الجاد ـ بل والعنيف إذ استلزم الأمر وجودا ثابتا ومتحركا معا وليل نهار ـ إضافة إلي كوادر مرورية عالية التدريب والجدية في دوريات متحركة وكفانا ما أصابنا من النقاط الثابتة الهزلية التي لا يأبه بها أحد ـ لن يكون لها أي أثر علي الاطلاق كما هو حادث فعلا اليوم‏.‏

‏7‏ـ من كل ما سبق وغيره كثير ـ نخلص إلي أن المجتمع المصري اليوم قد انقسم إلي مجتمعين متضادين متنافرين متناصرين ـ قلة متحضرة مسالمة لا تكاد تجد لنفسها موضع قدم في هذه الغابة الشيطانية ـ مقابل أغلبية منفلتة معربدة لا تجد من يردعها ـ تدهس بدم بارد من يحاول مجددا التصدي لها ـ بعد أن داست كل القوانين وهيبة الدولة حين لم تجد من يقول لها‏:‏ قفي عندك‏..‏ وهو ما يجوز أن نطلق عليه بلا أي تجاوز أو مبالغة ـ حرب أهلية غير متكافئة الأطراف‏.‏

‏8‏ـ هل هناك أمل في الخروج من هذا العار القومي والفضيحة العلنية علي الملأ‏..‏ واستعادة أمن وأمان المواطن المصري؟؟ الإجابة التي ربما نندهش لها جميعا هي‏:‏ نعم‏..‏ وألف نعم ومن لا يصدق فليرجع بالذاكرة إلي يوم انعقاد مؤتمر السكان أو زيارة أوباما‏.‏ وفيهما كانت مصر غير مصر التي نعرفها نظاما ونظافة وانضباطا‏..‏ وفور انتهاء الزيارة تعود للشارع المصري كل مظاهر الفوضي والانفلات والبلطجة‏,‏ فما السر إذن وراء هذه الشيزوفرانيا‏..‏ السر كل السر يكمن في جملة واحدة وهي تنفيذا للتعليمات حيث لا شيء الآن يتم القيام به كما يجب ـ إلا بعد صدور تعليمات حاسمة حازمة بشأنه وهو منطق عجيب يثير من الحيرة والألم ما يفوق الاحتمال‏..‏ ويذكرنا بقول المتبني ولم أر في عيوب الناس عيبا ـ كنقص القادرين علي التمام وعليه‏.‏ فنحن المصريين متمسكون بالبقاء في مصر التي نحبها ولا نرضي عن العيش فيها بديلا ونؤمن ونصر علي أنها تستحق أن تكون كما كانت دائما قدوة للحضارة والرقي‏.‏

لا نجد لدينا بديلا عن إصدار قرارات صريحة وحاسمة لكل الجهات المتنافرة المفترض فيها التصدي لهذا الوضع الكارثي بالتنسيق فيما بينها للخروج بنا من هذه الفوضي‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime4/2/2012, 01:26

رجـل وإمرأتـان
أكتب لك يا سيدي بعد أن تعودت علي قراءة بابك منذ فترة ليست بطويلة ولزوجي الفضل في ذلك التعود كما كان له الفضل بعد الله ـ سبحانه وتعالي ـ في أن تعودت علي أشياء كثيرة جميلة في حياتي‏,‏ حتي أستفيد من آرائك‏,‏ ولقد كنا دائما نناقش معا ما ينشر أـسبوعيا من قصص‏,‏ ولكن يا سيدي ما لفت نظري أن كل ما ينشر هو قصص تعرض الجوانب السلبية والسيئة في حياتنا وكأنه لا توجد هناك قصص إيجابية‏..‏ سيدي أعلم تماما أنك من أشد الرافضين لفكرة تعدد الزوجات ولست وحدك بل إن معظم النساء يرفضن الفكرة بل ويعتبرن الرجل الذي يتزوج أو حتي مجرد أن يفكر في إمرأة أخري فهو خائن ولا يستحق أن يعاشر‏..‏ سيدي لو وضعت كل زوجة أولي نفسها مكان الزوجة الثانية لاختلف الأمر كثيرا‏,‏ ولكن حب الامتلاك يجعلهن يرفضن الفكرة‏,‏ وأنا كلي ثقة أن كل سيدة تحصل علي الطلاق لمجرد أن زوجها تزوج أو حتي تعرف علي أخري‏.‏ تعاني من أشد ألوان عذاب الوحدة والانعزال وأنا أعلم تماما ما تعاني منه أي امرأة تشعر بأنها غير مرغوبة‏..‏

إليك قصتي ولست أعلم إن كنت ستصنفها ايجابية أم لا‏..‏ فأنا يا سيدي تعرفت علي رجل متزوج فأحببته حبا لن أستفيض في وصفه فهو رجل بكل ما تحمله الكلمة من معان‏,‏ رجل قلما يجود به الزمان ويخاف الله‏,‏ حنون‏,‏ يغار غيرة الرجال الشرفاء ويعيش لبيته‏,‏ فعشقته عشقا تكتب فيه دواوين شعر‏..‏ لقد رفض ذلك الرجل العظيم أن نتزوج سرا بعلم أهلي ودون علم زوجته وأولاده‏,‏ فبالرغم من تحذيري له من مغبة ذلك إلا أنه أصر وما إن أخبر زوجته حتي أقامت الدنيا ولم تقعدها وأصرت علي الطلاق وبالرغم من أنه تراجع عن الفكرة لإظهار وإثبات حبه لها إلا أنها لم تتراجع عن فكرة الطلاق وعندما لم يلب رغبتها ذهبت إلي المحاكم لطلب الخلع‏(‏ لعن الله هذا القانون‏)‏

وبالفعل حصلت عليه بمساعدة أحد محامي الخلع وما أدراك ما يستخدمه ذلك الصنف من المحامين من أساليب ملتوية للحصول علي حكم لموكليهم اللاتي يصبحن بعد ذلك فريسة لبعضهم وإن كان ذلك بالزواج لفترة ثم يطلقهن‏..‏ سيدي لا يفكر الرجل في الزواج من امرأة خلعت زوجها الأول إلا بغرض المتعة وبعد فترة يطلقها هو قبل أن تخلعه هي‏..‏ وأقسم لك يا سيدي أن هناك الكثير من النساء ممن خلعن أزواجهن وتزوجن ولم تدم زيجاتهن أكثر من عام علي أقصي تقدير ثم تطلق بعد أن يقول لها زوجها الثاني هو أنا هستناكي لما تخلعيني‏

الست اللي تخلع زوجها الأولاني يسهل عليها تخلع زوجها الثاني أنت طالق‏,‏ وأنا يا سيدي شخصيا أعرف عددا من تلك الحالات‏..‏ آسفة جدا يا سيدي للإطالة في ذلك الموضوع‏..‏ بالفعل يا سيدي تزوجت ذلك الرجل العظيم الذي يكفي أن أقول لك أن لديه من المقومات المعنوية والعاطفية والمادية ما يجعله قادرا بإذن الله علي العدل‏,‏ الأمر الذي يجعلني لا أخشي زواجه من أخري إذا أراد ذلك‏..‏ سيدي إليك الشق الآخر من حياة هذا الرجل‏,‏ إنهم أولاده‏,‏ ولأنه رجل يخشي الله فلقد حباه الله بأولاد آية في الأخلاق‏,‏ ولكرم أخلاقه لم يحرم أولاده من أمهم‏,‏ مع العلم أنها أساءت له كثيرا جدا‏,‏ وبالرغم من أنني كنت أخشي رفضهم لي ولكن لأنه يخشي الله فقد يسر الله له تقبل أولاده فكرة زوجة الأب‏,‏ والحمد لله نحيا معا بقدر كبير من التفاهم والحب الذي يزيد يوما بعد يوم بفضل الله وبفضل حكمة هذا الرجل‏,‏ فأنا يا سيدي أعشق أولاده وأخدمهم بحب وأخاف عليهم وأتمني من الله أن يرزقني بأطفال منه حتي يزيد الترابط برباط الأخوة‏..‏ لن أطيل عليك في سرد تفاصيل حياتي لأن هناك الكثير والكثير من الإيجابيات فيها‏..‏

يكفي أن أقول لك إنني علي استعداد للتضحية بعمري كله في خدمة هذا الرجل وأولاده وأنا كلي فخر بذلك ولن أوفيه حقه‏..‏ سيدي أنا كلي ثقة أن زوجته الأولي تندم أشد الندم علي التفريط فيه ولو أنها طافت الدنيا من مشرقها لمغربها لما وجدت من هو أفضل منه‏,‏ فنحن يا سيدي لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد أن نفقدها‏..‏ أرجوك يا سيدي كفاكم تنكيلا بالزوجة الثانية أو زوجة الأب ووصفها علي أنها كالبوم أو الغربان تنعق لخراب البيوت وخطف الرجال أو أنه لديها من العيوب ما يندي له الجبين‏..‏ سيدي في الوقت الذي يفكر الغرب جديا بالسماح بتعدد الزوجات‏(‏ بل انه هناك بالفعل طائفة بالولايات المتحدة الأمريكية تسمح بتعدد الزوجات‏)‏ حرصا علي الحد من انتشار الرذيلة والفحشاء وجرائم الاغتصاب‏

تنادي الزوجات المصريات المسلمات بسن قانون يمنع تعدد الزوجات‏,‏ قانون يحرم ما أحله الله‏..‏ سيدي ما إن حرم البشر شيئا أحله الله أو أحل البشر شيئا حرمه الله إلا انتشرت البلايا والأمراض الاجتماعية الخطيرة‏..‏ سيدي كما أن هناك أمثلة سيئة للزوجة الثانية أو زوجة الأب الا أن هناك الكثير والكثير من الأمثلة الإيجابية‏..‏ سيدي أنا علي ثقة من أنك اذا أعلنت عن استقبالك لمراسلات لأمثلة مثل حالتي لتلقيت الملايين منها‏..‏

*‏ سيدتي‏..‏ هذا الملف الخاص بالزواج الثاني استنزفناه مناقشة واختلافا في وجهات النظر وسيظل هكذا دوما‏,‏ كل يراه حسب موقعه وحاجته‏..‏ ستدافع عنه الزوجة الثانية إلا إذا ندمت‏,‏ وستهاجمه الزوجة الأولي‏,‏ والرابح دائما هو الرجل‏.‏

لست ـ سيدتي ـ من أشد الرافضين لفكرة تعدد الزوجات ـ كما تقولين ـ لأنها ليست فكرة‏,‏ فهو شرع الله الذي اختلف في تفسيره العلماء‏,‏ وأساء استخدامه الرجال‏,‏ ووجهة نظري تحدد دائما حسب المعلومات والموقف والتجربة المتاحة في كل رسالة‏,‏ فقد أري أنه أحيانا ظلم بين وأنانية وطمع واستغلال سييء للدين‏,‏ وفي أحيان أخري أراه ضرورة وحقا يجب استخدامه‏.‏ وفي كل الأحوال أحاول الانتصار للحفاظ علي كيان الاسرة المستقرة علي حساب النزوة أو الرغبة الطارئة‏,‏ فالذهاب للحب من قبل الرجل وهو متزوج وسعيد لم تخطيء زوجته في حقه‏,‏ غير مبرر‏,‏ ولو تركنا الرجال لأهوائهم ورغباتهم‏,‏ ما شبعوا ولهدموا بيوتا آمنة‏,‏ وما اكتفوا بالأربعة‏,‏ بل سيذهبون بحثا عما ملكت أيمانهم‏.‏

وهنا دعيني أسألك كيف وقع الحب بينك وبين زوجك؟ هل سقط عليكما فجأة فقررتما الزواج؟‏..‏ وبماذا قصرت الزوجة الأولي حتي تقبل بنصيحتك وترضي وأنت تعلمين تماما ما تعاني منه أي امرأة تشعر بأنها غير مرغوبة‏..‏

هل فكرت بماذا شعرت هذه الزوجة عندما أخبرها زوجها أنه سيتزوج بأخري‏,‏ لأنه أحبها؟ متي حدث هذا الحب؟ هل كنت نائمة‏,‏ غائبة‏,‏ ساذجة؟ كان في أحضاني وهو يفكر فيها؟ كان يقول لها نفس ما يقوله لي؟ أسئلة كثيرة طرحتها حتما علي نفسها‏,‏ فقررت الحفاظ علي كرامتها والثأر لأنوثتها ولتاريخها معه‏,‏ للسنوات المرة والحلوة‏,‏ فاختارت الطلاق‏..‏ هذا يا سيدتي هو اختيارها حسب قدرتها علي التحمل‏..‏ فلماذا لم يمنحها زوجها وزوجك هذا الحق؟ لماذا دفعها دفعا إلي طلب الخلع؟‏..‏ ألم يكن أجدي به أن يحفظ كرامته وكرامتها ويمنحها حق الاختيار‏,‏ أم أنه خشي من حصولها علي حقوقها اذا حقق لها طلبها بالطلاق فتركها في المحاكم لتخلعه وتخرج من رحلة العمر خاسرة لكل شيء‏..‏ حتي أولادها أصبحوا من حقكما‏!!‏

سيدتي‏..‏ أنت سعيدة وهو أيضا والأولاد ـ وإن كنت أتشكك في ذلك‏,‏ فماذا عن الزوجة والأم‏..‏ ماذا عن المرأة الأخري‏,‏ الأولي‏,‏ المقهورة‏,‏ الخالعة والمطرودة من جنة الرجل لأنه أحب؟‏!‏

هل يمكن قبول رؤية هذه العلاقة من وجهة نظر الزوجة الثانية فقط؟ وهل هي الأولي بهذا الحق‏,‏ أن هناك طرفا أصيلا يجب وضع وجهة نظره محل الاعتبار الأول بوصفها ضحية ومجنيا عليها؟

سيدتي‏..‏ لا أريد لومك‏,‏ لأن صورة العلاقة ومبررات زواجك برجل متزوج غير مكتملة الوضوح في رسالتك‏,‏ ولكني في نفس الوقت لا أستطيع لوم الزوجة الأولي‏,‏ صاحبة الشرعية التي فقدت استقرارها وسعادتها وبيتها وأبناءها بدون أي ذنب أو جريمة سوي أن زوجها فجأة أحب أخري‏.‏

تطلبين مني نشر التجارب الناجحة في الزواج الثاني‏,‏ فماذا لو فتحته أيضا للزوجة الأولي وهي حزينة‏,‏ مقهورة ووحيدة ومغدور بها‏,‏ أيهما سيكون أكثر تأثيرا؟

أعتقد أن الأمر يستحق التوقف عن مناقشته‏,‏ لأننا لن نصل إلي نتيجة ولن تتفق فيها الأطراف أبدا‏,‏ نشرت فقط احتراما لرغبتك وحقك في عرض صورة ترينها مختلفة‏,‏ وإن كنت أري أن مثل حالتك فيها دائما طرف رابح وأطراف أخري عديدة خاسرة‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime4/2/2012, 01:29

سامحيني يا ابنتي
اكتب لك ياسيدي بعد ان رأيت رؤية منامية تخص ابنتي الكبري ازعجتني كثيرا جدا وليس هناك داع لسردها‏,‏ المهم انها جعلتني اكاد لا انام‏..‏ انا سيدة مستوي تعليمي يجعلني اكاد اقرأ واكتب‏,‏ ولقد استعنت بجارتي جزاها الله خيرا في كتابة هذه الرسالة‏..‏ انا ياسيدي ام لخمسة ابناء ثلاثة ذكور وبنتين وفقني الله انا ووالدهم رحمه الله في تعليمهم حتي المستوي الجامعي‏,‏ والحمد لله كلهم متزوجون ويحيون حياة طيبة مستقرة‏..‏ المشكلة يا سيدي في ما حدث لابنتي الكبري والتي كانت متزوجة من رجل ذي مركز اجتماعي مرموق‏,‏ ولقد رزقهم الله بولد وبنت آية في الاخلاق والادب والمستوي العلمي‏

ولقد لاحظت شرود ذهن ابنتي كلما زارتني ففطنت باحساس الام ان زوجها تعرف علي امرأة اخري وعندما سألتها انكرت‏,‏ وقالت في حقه ما يبعد عنه تلك الشبهة‏,‏ واصرت علي ذلك ولكن بعد عدة اشهر جاءتني غاضبة‏,‏ واعترفت بما انكرته واشتكت من سوء معاملة زوجها لها وهنا شعرت بأنني علي قدر من الذكاء يجعلني اضع الامور في نصابها الصحيح وقلت في حقه وقتها ما قدرني الشيطان علي قوله‏,‏ وعندما جاء زوجها ليعترف بذنبه ويطلب العفو والسماح والغفران وقفت له بالمرصاد لانني رأيت فيه صورة زوجي الذي اساء معاملتي لمدة اربعين عاما دون ان يتعرف علي سيدة اخري‏

ولكنني تحملته حتي مرض الموت من اجل اولادي‏,‏ وبدلا من أن انصح ابنتي بالتحمل مثلي وان تعطي زوجها فرصة اخيرة من اجل اولادها‏,‏ وجدتني اعوض عدم قدرتي علي مواجهة زوجي في حياته ورفضي لسوء معاملته لي في انني رفضت اسلوب زوج ابنتي معها وشحنتها ضده بكل ما اوتيت من قوة‏,‏ وللاسف ان ابني الكبير كان يؤيد كل ما نفعله أنا وابنتي حتي اننا ساعدناها في الحصول علي حكم بالخلع من زوجها بالرغم من انه ظل يحاول اعادتها بشتي الطرق وظل صابرا لمدة تقترب من العام‏

ولن انسي يا سيدي مشهد ابنتي عندما نطق القاضي بحكم الخلع لقد انهارت وكادت يغشي عليها ولن انسي ياسيدي ما قالته لي عندما افاقت‏:‏ ربنا يسامحك يا امي ولقد شعرت وقتها بلذة الانتصار علي هذا الرجل بالرغم من هزيمة ابنتي وفرحت جدا لان ابنتي سوف تعيش معي‏..‏ ولكن ياسيدي ما لبثت أن زالت تلك اللذة والفرحة بعد عدة اشهر‏,‏ حيث اعيش انا وابنتي الآن في وحدة قاتلة وكآبة مميتة وسكوت وسكون ممل وذلك لان اولادها يعيشون مع والدهم وزوجته الجديدة ويأتون من آن لاخر لزيارتنا وعندما اشرت علي ابنتي بالزواج قالت ما ينفعش يا امي لعدة اسباب اولا ازاي اسيبك تعيشي لوحدك

واقسم لك ياسيدي انني التي اخشي الان ان اموت واتركها تعيش وحيدة ـ ثانيا لو تزوجت سوف يحرمني زوجي السابق من رؤية اولادي ـ ثالثا انا لن ألاقي رجلا مثل زوجي السابق‏,‏ وعجبت ياسيدي عندما قالت في حقه كل خير وعجبت اكثر عندما قالت بالرغم من انه اساء لها عندما تعرف علي امرأة اخري لمدة ليست بقصيرة إلا انها تسرعت في طلب الخلع ولو ان والدها علي قيد الحياة ما تركها تفعل ذلك‏,‏ وهنا ياسيدي تذكرت قول المولي عز وجل الذي يقول فابعثوا حكما من أهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما واقسم لك ياسيدي ان كل من جاءوا من طرف زوجها ارادوا الاصلاح ولكن انا وأخوها فقط اللذان تدخلنا من اهلها وكنا لانريد الاصلاح لاننا كنا نؤيدها تأييدا مطلقا دون ادني تفكير في اي عواقب ولقد تعاطف اخوها معها لما قالته من سوء معاملة زوجها لها وانا وجدتني انفث ما بداخلي انتقاما من زوجي في صورة زوج ابنتي‏,‏ والمشكلة الاساسية ياسيدي ان ابنتي عنيدة جدا ولا تلين لقول احد ايا من كان وتفعل دائما ما تراه صحيحا من وجهة نظرها والوحيد الذي كان يرجعها عن رأيها هو والدها رحمه الله‏..‏

وانا يا سيدي الآن اندم أشد الندم علي ما اقترفته في حق ابنتي خاصة عندما اري باقي اولادي يعيشون في بيوتهم مستقرين سعداء فاشفق علي ابنتي‏,‏ وفي نفس الوقت اخشي علي ابني الكبير من سوء العاقبة لانه سعي في طلاق اخته‏,‏ حيث انني لن اتحمل تكرار ما حدث لابنتي لأحد من باقي اولادي‏..‏ وأقسم لك ياسيدي انني علي استعداد لعمل اي شئ صغير او كبير ولك ان تتخيل انني علي استعداد لتقبيل ايدي بل اقدام كل من يمكنه اعادة البسمة والسعادة لابنتي‏..‏ سيدي انا لا اعلم ماذا أفعل فارجوك قل لي ماذا افعل لعلي اعمل شيئا يحسب لي في ايامي الاخيرة‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ ليس ما يؤلمك انك أيدت ابنتك في موقفها وحرضتيها علي الطلاق عندما اكتشفت خيانة زوجها ولم تقفي في وجهها أو تنصحيها بمنحه فرصة أخيرة‏,‏ لأن الأمر لو كان هكذا لأصبح خطأ في التقدير أو موقفا يمكن الاختلاف حوله‏,‏ ولكن ألمك سببه الحقيقي انك وحدك تعرفين أن موقفك كان من أجلك انت وليس من أجل ابنتك‏,‏ فقد كنت تنتقمين لنفسك‏,‏ تثأرين من ضعفك‏,‏ تعاقبين زوجك في صورة زوج ابنتك‏,‏ ايضا تحاسبين نفسك لأن موقفك كان يخفي انانية في داخلك لرغبتك في ألا تعيشي وحدك وستجدين من يشاركك وحدتك‏.‏

لا أحد ـ سيدتي ـ يقر الخيانة أو يقبلها‏,‏ وقد لايستطيع بعض البشر ـ ذكر أو أنثي ـ التعايش معها أو الصفح عن الطرف الخائن‏,‏ ولكن إذا استطاع طرف العفو والسماح عن الطرف الآخر إذا اعترف بخطئه وتاب عنه‏,‏ فإن الخطأ الكبير هو الإصرار والتحريض علي هدم الحياة الزوجية خاصة اذا كان بينهما أبناء يعيشون في استقرار لا تهدده مثل هذه الأخطاء التي يرتكبها الآباء‏.‏

سيدتي‏..‏ أقدر الألم الذي تعانينه‏,‏ ففي جوانحك قلب أم نابض وضمير حي يذكرك دوما بأنك ظلمت من تحبين‏,‏ ولكن في مواجهة ما تشعرين به وتحملينه وحدك في صدرك‏,‏ ليس أمامك إلا اللجوء إلي الله وطلب العفو والمغفرة والهداية إلي طريق الصواب‏,‏ وحتي يهدأ ضميرك اقترح عليك ان تصطحبي ابنك الذي شاركك الخطأ وإن كانت مبرراته ونواياه تختلف عنك‏,‏ وتطلبا موعدا من زوج ابنتك السابق‏,‏ تعترفا له بما تكنه له أم أولاده من تقدير واحترام‏,‏ وانكما ساهمتما في إشعال النيران بداخلها مع عدم التجاوز أو التقليل من خطئه حتي يتذكر ان لكل انسان أخطاءه‏,‏ واطلب منه ان يقبل بعودة الأبناء اليها علي أن يراهما وقتما شاء‏,‏ فإذا لمستما منه رغبة في إعادة زوجته الي عصمته حتي لو استمرت في حياتها مع أمها من أجل الأولاد فرحبا بهذه الفكرة‏,‏ فإذا لم يحدث فلتكن عودة الأبناء أو بقاؤهم مع أمها لفترة أطول أحد المكاسب المفقودة‏.‏

ونصيحتي لابنتك اذا استمر الحال علي ما هو عليه الآن‏,‏ الا تغلق الأبواب في وجه الزواج مرة أخري إذا وجدت من يناسبها‏,‏ خاصة اذا استمر الأبناء مع والدهم الذي يمكن التحدث معه بوضوح واشراكه في اتخاذ القرار اذا رفض اقتراحاتكما الأولي‏,‏ لأن ما يبدو من حديثكم عنه انه انسان ـ رغم خطيئته ـ يحمل في جوفه قلبا رقيقا‏,‏ تائبا‏,‏ يمكن ان يتفهم ويستوعب مشاعر أم أخطأت وتريد أن تريح قلبها وترفع عن ابنتها حزنا هي من شاركت في غرسه‏..‏ أعانك الله وغفر لك وهدي الجميع الي ما فيه الخير‏...‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19318
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime10/2/2012, 00:30

برغم أني امرأة

سيدي‏..‏ طرحت في الأعداد السابقة سؤالا أردت منه معرفة اجابة عن
اسباب الخيانة‏,‏ واستطردت في الحديث لتصل الي أن للخيانة طرفين‏,‏ هما رجل
وامرأة‏,‏ واسمح لي ان اختلف معك ومع معظم قرائك من النساء في
الرأي‏.‏فالخيانة في معظم أحوالها وأشكالها هي من صنع المرأة, امرأة وافقت واستسلمت لأن
تعيش مع رجل لا يعرف عن الرجولة غير حروف هذه الكلمة, معللة بقاءها معه انه من اجل
الاولاد ولكي يبقي البيت امام الناس يعيش به أب وأم وأبناء لتحيا حياة كلها خيانة
لزوجها, ان لم تكن بالفعل المادي فستكون الخيانة في احلامها, لنري اول اشكال
الخيانة, ومع هذه الخيانة تعيش الزوجة في مأساة التضحية لتظل ليل نهار تنعي حظها
لأبنائها, وانها ضحت من اجلهم هذه التضحية التي تربي نشئا معقدا مريضا نشئا رأي فيه
الولد أمه تضرب فأصبح لا شعوريا ينتقم لأمه في زوجته, نشئا تري فيه الابنة امها
مهانة لتصبح فتاة متمردة, لا تريد أن تخضع لرجل, فتبحث عن الحرية والاستقلالية بكل
مميزات هذه الحرية وعيوبها!
سيدي.. لقد احل الله الطلاق لعلمه بأن هناك من
ستستحيل عشرتهم, فأبي هذا المجتمع علي المثول لأوامر الله, فوصف كل مطلقة بالفاشلة,
المرأة سيئة السمعة( خطافة الرجالة) وللأسف من تصفها هكذا هي امرأة مثلها, اصبحنا
نظلم ونتعجب من الظلم.
اكتب اليك اليوم وانا امرأة كي أدافع عن الرجل, ولكني لن
أدافع عن أي رجل, أدافع عن الرجل الذي يتحمل جميع اعباء بيته المادية في زمن اصبح
من ابرز سماته اعتماد كثير من الرجال علي زوجاتهم في الانفاق اعتمادا كليا أو جزئيا
علي مختلف المستويات.
أدافع عن الرجل الذي يراعي الله في زوجته, بأن يعاملها
معاملة حسنة تشعر فيها المرأة بآدميتها.. أدافع عن الرجل الذي احترم الدين الاسلامي
فكان حقا له في أن يستمتع بما احله الله له..
لقد اباح الله عز وجل للرجل بأن
يتزوج بأربع واشترط عليه العدل, ولم يبح له الزواج بأربع في حالة تقصير زوجته معه,
لمعرفة من الله بأن الرجل يستطيع ان يستوعب اكثر من امرأة ولم يشرع هذا الله لكي
يعاقب المرأة علي تقصيرها, فهو الله خالق المرأة لن يظلمها, يعرف طبيعتها
وغرائزها.
اطلب منك سيدتي ـ ان تواجهي نفسك, وتسألي نفسك بعض الأسئلة, وقبل
السؤال يجب ان تكوني صادقة مع نفسك ومع الله: لماذا تقبلين الخيانة وتسامحين فيها
وتعتبرينها مجرد نزوة ولا تسامحين في أن يتزوج زوجك بأخري في الحلال؟
لماذا
ترفضين شرع الله, وتتمسكين بعادات وتقاليد فرضها علينا المجتمع ما انزل الله بها من
سلطان؟
هل انت زوجة اعطت زوجها كل حقوقه أو بعضا منها؟
هل ارهقت فكرك لبعض
الوقت كي تجددي من حياتك معه؟ ام تركت نفسك لضغوط الحياة كي تحيطك من كل
اتجاه؟
هذا الرجل الذي تذكرينه اليوم بوقفتك جانبه عندما كان لا يملك لم يخدعك
من البداية, فكنت تعلمين من البداية حقيقة وضعه, ولم تكن هذه مفاجأة ووافقت, من
البداية علي ان تسلكي معه الطريق, وان تكون ثماره المادية من اجلكما معا, ولكن من
الطبيعي بعد ان يرتاح الرجل ماديا ان يتجه شعوره للنساء دون ان يخطط لهذا لأن في
ذلك الوقت تكونين انت, من تركتيه للفراغ, نعم الفراغ, في بداية حياته معك كان
مشغولا بالعمل وجمع المال وتحسين احوالكما واليوم هو يحتاج امرأة تتركيه لتنامي
معللة ذلك بإرهاقك طوال اليوم مع الاولاد, أليس هو الآخر مرهقا من عمله؟
ألا يري
خارج المنزل طوال اليوم ما يثير غرائزه؟
أنت من تركت, زوجك فريسة للفراغ, وليس
فريسة لامرأة أخري, فهذه المرأة ما هي إلا امرأة تحتاج الي رجل وزوجك ما هو إلا رجل
يحتاج لامرأة وقد تلاقت رغبة كليهما. هذه المرأة هي انت. وانا, وغيرنا ممن لا نعلم
ظروفهن فمنهن المتأخرة في الزواج, وأخري مطلقة وغيرهما ارملة.
ولن تقنعيني
بغيرتك علي هذا الرجل لانه هو نفسه من تشتكين منه ليل نهار, وهو من تنتظرين لحظة
خروجه من المنزل, وهو من تتركيه لتنامي وهو من تملين من اعبائه. كل هذا بجانب حبك
له, وانا افسر غيرتك بأنها غيرة مادية, خوف علي نقوده التي تعتبرينها حقا, وحكرا
عليك أنت وابنائه ولن ألومك ولكن تعالي نفكر ببعض من العقلانية اليك باختيارين
اظنهما يحملان حلا يرضي جميع الاطراف. اولا انظري إلي من حولك من النساء, واحمدي
الله علي ما عندك واستيقظي مبكرا لتعدي افطارا لزوجك, وساعديه كظله كي يذهب الي
عمله سعيدا, وانتظريه بأحر من الجمر واعطه من وقتك نصف ساعة أو ساعة يوميا ليخرج ما
بداخله من طاقة جنسية تجعله بعدها ينام كالأطفال, افعلي ذلك من اجل نفسك وبيتك لا
تفضلي اولاده عليه.
او اختاري له زوجة تحبينها وتثقين بها كي تتحمل معك نصف
اعبائه, وانظري اليها بأنها ستتحمل لا بانها ستأخذ, وان اخذت فسوف تأخذ حقا كفله
لها الله في الحصول علي رجل يحتاجها كما تحتاجين.
اتركي لنفسك فرصة لان تشتاقي
اليه.. فوجود امرأة اخري سيثير بداخلك روح المنافسة في ان تغيري وتجددي من نفسك ومن
روتين حياتك.
اخت لك في الاسلام وصديقة ربما تكون عونا لك في يوم من الايام
واعلمي ان في هذا الحل نفعا كبيرا لكل النساء, ومن الجائز ان يكون وجودها سببا في
بقاء بيتك الذي كان قد أوشك علي الانهيار, أو وجودها وهي الفتاة المتأخرة في الزواج
يكسبك ثواب عفتها, أو تكون هي الارملة أو المطلقة التي تحتاج الي ظل رجل فقط تستند
عليه, لنجد ان التمسك والسير علي ما احل الله فيه صالح المجتمع بوجه عام وصالح
المرأة بشكل خاص.
< سيدتي.. لو كتب رجل هذه الرسالة ما جاءت بكل هذا الحماس
والانحياز, فأطلقت مجموعة من المسلمات لمعرفة من الله بأن الرجل يستطيع أن يستوعب
أكثر من امرأة فلو كان الأمر هكذا فلماذا لم يكن الأصل في الزواج هو التعدد, وهل
الاستيعاب واحد عند كل الرجال, وهل يجوز للرجل المقصر, المهمل, القاسي علي زوجته أن
يستوعب غيرها كما أباح له الشرع وهو لم يستوعب الأولي؟ ثم تعودين لتقرري من الطبيعي
بعد أن يرتاح الرجل ماديا أن يتجه شعوره للنساء دون أن يخطط لهذا, وكأن الميل
والاتجاه حسب الوضع المادي, بينما الواقع يكشف أن التعدد منتشر أكثر في المجتمعات
الأكثر فقرا وجهلا, ثم لماذا يتجه للنساء ولا يتجه ـ مثلا ـ الي بيته الذي أهمله في
سنوات الكفاح, الي زوجته وابنائه؟.. لماذا لا يتجه أكثر إلي فعل الخير ومساعدة
الشباب علي الزواج ليعفوا.. لماذا تصوير الرجل علي أنه الباحث دائما عن الشهوة وعن
النساء؟
رسالتك تطرح أسئلة عديدة, فهي بقدر ما ستسعد الرجل وكل من هي زوجة ثانية
أو تسعي إلي ذلك إلا أنها ستغضب الكثيرات من الزوجات.. وليبق ما طرحتينه منطلقا
للحوار حول الزواج والخيانة!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19318
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime10/2/2012, 00:38

ابن هذا الزمان
في تعليقك علي رسالة‏(‏ حتي الخيانة‏)‏ تساءلت عن أسباب زيادة
هذه الظاهرة‏..‏ ثم دعوت أصدقاء‏(‏ بريد الجمعة‏)‏ للمشاركة بالرأي والتحليل‏...‏
وها أنذا أحاول‏..‏(1) زمان كان أي زوجين محصورين ببيئة محدودة ومحاطة بسياج من التقاليد والأعراف
وسلطان الأهل والجيران.. فكان الحياء ومخاوفة العيب وحذر الشرود.. لكننا اليوم نعيش
في بيئات متعددة وغريبة.. يسهل فيها التنصل من القيود المجتمعية.. فالعلاقات
المباشرة ترهلت مما يسر أساليب التخفي والخداع ؟ والتحلل من المسئوليات
الأخلاقية..(2) طول العشرة ـ مهما كانت طيبة ـ أحيانا يصيب العلاقات, ومنها
الزوجية بالتشبع والسأم.. فتصبح الحياة حالة من النغم المكرر وأسطوانة مشروخة..
والإنسان بطبعه محكوم بغرائز تدفع به إلي الحركة والتجديد وحب الاستطلاع والسعي إلي
المجهول.. طلبا للاستحواذ.. ثم الاستمتاع.. وفي الوقت نفسه قدمت المدنية وابداعات
الموضة والفتنة والإغراء ما يذهب بعقول عديمي القيم وضعاف النفوس..


(3) لقد وقعت
صاحبة الرسالة ضحية أخلاقياتها.. من حرص علي الاستقرار.. والقناعة بما تحقق من شفاء
زوجها النسبي.. وما وهبها الله من الصبر.. ومعه إنجاب طفل أصبح قرة عينها... وأصبحت
حريصة علي دوام ذلك الحال من باب الشكر والحمد.. لكن زوجها ابن هذا الزمن الرديء
تنكر لكل ذلك.. وخانها.. ثم برر فعلته بأنها كانت نزوة.. ثم وعد بالتوبة.. ثم عاد
إلي مسلكه الطائش.. هكذا.. زوجة عاقلة متدينة.. وزوج أناني مخادع لا يرعوي... فقد
الأهلية والقوامة.. لدرجة الإساءة إلي زوجته التي أحسنت إليه ماديا ونفسيا.. وبشكل
يضاعف من جرمه.. إنه زمن القبح, وانعدام الشهامة والنخوة..
(4) من أسباب إقدام
الزوج علي خيانة زوجته عدم خوفه من العقاب القانوني مادام يشترط قانون العقوبات أن
تقع جريمة زنا الرجل مع امرأة غير زوجته داخل بيت الزوجية.. وإذا وقع الوطء غير
المشروع خارج بيت الزوجية لا يخضع لحكم المادة772 عقوبات, ولا يعتبر جريمة( زنا)
هذا نص ما جاء علي الصفحة783 من شرح قانون العقوبات ـ جرائم الاعتداء علي الأشخاص
للدكتورين محمد وسامي الشوا, سامي عبد الكريم محمود ـ كلية حقوق المنوفية.
محمد
الشاذلي ــ مدير عام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده قرني صلاح
مراقب عام
مراقب عام
حماده قرني صلاح

ذكر
العمر : 37
عدد الرسائل : 8036
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Engine10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19318
ترشيحات : 79
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111110

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime10/2/2012, 00:42

فإني أؤيد كل ما جاء في الرد علي الرسالة‏.‏ والحقيقة كان من
الممكن ألتماس العذر لصاحبة الرسالة فيما أصابها إذا كانت في سن أصغر وهي سن
المراهقة‏,‏ والطيش والاندفاع‏,‏
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Post3-b_9_2_2012_24_56أما وقد تخرجت من الجامعة فإني أقول لها يا سيدتي لقد حصلت علي الماجستير وسجلت
للدكتوراه, فسنك لا تقل عن أربعة وعشرين عاما, فأين عقلك يا سيدتي, أفهم أن الانسان
يحب شخصا عطوفا طيبا حنونا حسن العشرة حسن الخلق والدين, أو ينبهر بشخص صاحب ثقافة
عالية, أو مركز أدبي مرموق أو شخص غني أو صاحب سلطة, أما وأن انعدمت كل هذه الصفات
وحل محلها نقيضها فعلام الحب إذن؟!! وأي حب هذا ـ اسمحي لي رسالتك مستفزة ـ فلم أجد
صفة واحدة من هذه الصفات فيمن احببت, وأنت التي تقولين لا حب ولا اهتمام ولا حنان
ولا حسن عشرة ولا إحساس ولا قلب ولا خوف عليك, وإنما أنانية مطلقة ثم معاملتك بجفاء
ولا يعرف عن الحياة إلا أن يأخذ وبس.
كما أنك من عائلة كبيرة وابنة استاذ
الجامعة, وهو ليس علي نفس مستواك, لا اجتماعيا ولا ماديا ولا ثقافيا, ثم تقولين رغم
كل ذلك بعد أن تركت المنزل كنت علي استعداد لأن تسامحيه علي مافعله معك, وتعودي
للمنزل أن ظننت أن حملك سيجعله يأتي للمنزل
يا سيدتي, أين كرامتك اين اعتزازك
بنفسك وبأدميتك بعد كل هذه الإهانات, ثم تتساءلين هل أنت علي حق أم تكبرين الأمور
عندما تطلبين الطلاق منه. هل بعد كل ما حدث لك لا تعرفين أنك علي حق أم لا؟!!! وهل
أنت تستحقين هذه المعاملة؟!
وأقول لك ـ كما قال الاستاذ خيري رمضان ـ أنت
تستحقين ذلك بل أكثر من ذلك لأنك ألغيت عقلك تماما وأنت الانسانة المثقفة حاملة
الماجستير ثم الدكتوراه من بعد ونصيحتي لمن يقدم علي الزواج من الطرفين أولا: تحكيم
العقل ثم العاطفة ولا يكفي أحدهما, ثانيا: لا يغض الطرف عما ينبئه إحساسه بالسوء من
الطرف الآخر, لا يصم اذنيه عن سماع مشورة ونصيحة الأبوين والعقلاء من
الأصدقاء.
ونصيحتي لك ألا تطلبي الطلاق بسبب الضرر الذي أصابك لأن في حالتك هذه
سوف يكون من الصعب إثبات ما اصابك من الضرر أمام المحكمة, لكن عليك سلوك دعوي الخلع
وطي هذه الصفحة من حياتك ويا ليتها طويت قبل حملك وانجابك, لكن هذا قدرك الذي
كتبتيه بيديك وعوضك الله برجل خير منه, يتقي الله فيك, وليتعظ أبناؤنا وبناتنا, فلا
يلغوا عقولهم, ويصموا أذانهم عن نصيحة آبائهم ومن هم أكبرمنهم خبرة.
دكتور/ وجيه
محمد خيال ـــ المحامي بالنقض بطنطا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 8010
نقاط : 19671
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 I_icon_minitime17/2/2012, 00:07

الأفــــكار القاتلة‏!‏

أنا فتاة أتممت منذ شهر عامي الـ‏27‏ أي أنني علي مشارف نهاية
العقد الثالث من عمري ان كان في العمر بقية‏,‏ وأراد الله أن أتمه.


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 42 728_6_16_2_2012_19_57<>





اكتب اليك وانا اعلم ان الاحداث التي تمر بها بلدي لا تحتمل ان نتحدث في هذه
المشكلة, وامثالها, فما نواجهه الآن اهم واقدس من اي مشكلة شخصية.. ولكن يا صديقي
تعلم أن النفوس تظل تتحمل الي أن تاتي اللحظة التي لابد فيها من الانفجار وإلا
أهلكت صاحبها.. لن اطيل عليك.
انا كما قلت لك في بداية حديثي من جنوب مصر, من
احدي محافظات الصعيد المنسي دائما, اكملت تعليمي في احدي الكليات النظرية واعمل
الآن في مهنة اراها من اعظم وأجل المهن رغم انها فقدت قيمتها في نظر المجتمع مثل
كثير من الاشياء التي فقدناها, او أفقدنا إياها النظام السابق ـ لا سامحه الله علي
ما قتل فينا من قيم وعلي ما فعله بأجيال مضت ـ لدي من الاخوة4 غيري. اثنان من
الذكور ومثلهما من الاناث.. انا الوسطي وكما يشاع دائما ان الاوسط لا ينال الاهتمام
مثل الكبير, ولا دلع الصغير.. وهذه ربما كانت السبب فيما انا فيه من انطوائية وعزلة
وعدم القدرة علي التعامل مع الآخرين.. وربما اكون ابحث عن مبرر لنفسي.. مشكلتي يا
اخي الصديق اني حتي الآن لم اشعر بما تشعر به فتيات في مثل سني واصغر واكبر مني, لم
اشعر بأن هناك من يحتاج وجودي معه, لمن يحتاج ان اكون نصفه الثاني في الحياة, منذ
مولدي وأنا الفتاة الاقل جمالا والأقل لباقة والاقل اجتماعية من شقيقتي الكبري
والصغري فكلاهما لهما نصيب من القبول بين الناس افتقدته انا لا اعلم بإرادتي ام هي
مشيئة الله في تكويني النفسي والشخصي.. كلاهما دق بابهما الكثير والكثير من الخطاب,
كلاهما تردد عليه شخص واثنان وهي تفكر ثم ترفض ثم يأتي الآخر والآخر رغم انهما لم
يكتب لهما نصيب حتي الآن في الارتباط, وان كنت اتمني ان ييسر ربي لهما الحال, ولكن
انا يا اخي لم يحدث لي ذلك ابدا, لم يأت احد يقول اريدها.. لم اشعر مثل اي فتاة
بأني طبيعية ويتقدم لي اناس افكر فيهم. ثم اقرر, اقبل أو ارفض, المرة الوحيدة يا
اخي عندما تقدم احد اقاربي لأختي وعندما رفضت, قال اذن اتزوج اختها, ولا اعرف كيف
اصف لك شعوري لحظتها, ولا أدري كيف اصف جرح كرامتي ونفسيتي في تلك اللحظة, رغم رفضي
بشكل محترم, ولم اظهر لأحد ما اعانيه ولكني شعرت اني اقل بكثير من أي فتاة في تلك
الحياة التي اكره وجودي فيها, ولكني مجبرة بإرادة ربي ان اظل فيها لوقت يحدده هو
سبحانه...
اعلم ان ربي لا يظلم احدا واعلم ان هذا كالرزق والعمر لا ارادة لنا
فيه.. ولكن تقتلني افكاري يا اخي وكثيرا ما يجول بخاطري اشياء اخاف ان اموت بها
فتهلكني امام ربي عند السؤال.. دعني اشركك فيها اخي ربما ارتاح ويكون في ردك كف لها
عن اقتحام افكاري... كثيرا ما اقول لنفسي: لماذا يعطي الله فتاة سيئة الخلق كل ما
تتمناه ثم أجدها تتحسن وربما تصبح افضل عند ربي من فتاة ملتزمة منذ مولدها..؟..
ولماذا نجد فتاة ملتزمة لا يقترب منها احد؟؟.. وهناك نماذج حولي كثيرة لفتيات لا
ينقصهن شيء من الاحترام والسمعة الطيبة.... ولماذا نظل ندعو بأمنية لسنوات ولا
يستجاب لنا؟؟ ونظل نلح في السؤال ولا فرج..؟؟ أهو عدم قبول لنا من مولانا, ام
ابتلاء ام هو الخير الذي نجهله, وان كان أيهم فكيف يكون الصبر عليه؟!... هذا ما
يؤرقني ويشعرني اني علي حافة الهاوية, لا اعلم اهو الزمن الذي قال عنه رسول الله(
صلي الله عليه وسلم) القابض فيه علي دينه كالقابض علي الجمر.. أم هو نزغ الشيطان
الذي لا يكف عن ايجاد اي ثغرة ليصل بها لقلوبنا فيفسدها ويفسد علينا آخرتنا.. لا
اعلم..
كيف الخلاص؟ كثيرا ما اشعر بيني وبين نفسي اني اكره هذه الدنيا, واتمني
ان اخرج منها في لحظة رضا من ربي, ولكن من اين يأتي الرضا وانا احمل في قلبي عتاب
ربي, فمن انا حتي افعل ذلك, وكيف اجرؤ علي فعل ذلك؟!...
اخي لا اعلم اذا كنت
ستنظر لرسالتي ام لا, وهل ستقرأها ام ستضيع وسط الكثير من المشكلات التي هي أحق
بالنظر من هذه المشكلة, التي ربما يراها البعض تافهة, ولكنك أدري بأن المشكلة عند
صاحبها كطوق يحيط بعنقه, فيضيق احيانا بشكل لا يستطيع التنفس في وجوده... اشكرك يا
اخي.. وارجوك ان تستغفر لي ربي وتدعو لي... بالهداية, واعلم ان ربي سيقبل من رجل
يحمل قلبا مثل قلبك!
< سيدتي.. دعيني أبدأ بالاختلاف معك في أن سنين عمرك
القليلة تعني التأخر في الزواج أو فوات الفرصة, والأمر لم يعد خاصا بجنوب مصر أو
شمالها, فلأسباب عديدة أصبح السن المناسب للزواج غير ثابت ويصل الآن إلي مابعد
الثلاثين وكله مرتبط برزق الله وقدره كل شيء يأتي بميعاد., بلا اختلال.
أما الذي
أتفق معك فيه تماما, هو أسلوب الآباء الخاطئ في التمييز بين الأبناء, أعرف أن ذلك
يتم بجهل وبلا تعمد, فيفرحون بمولودهم الأول ويغدقون عليه حبهم وتدليلهم, وعندما
يلحق به آخر, يفقدون كثيرا من جهدهم وحماسهم, ثم يستعيد ان ذلك بعد سنوات من الراحة
مع المولود الأخير, ليرصد الإبن الأوسط هذا التمييز ويختزنه بداخله, وعقله الصغير
لا يمكنه التفسير, فيحدث الإهتزاز النفسي, وفقدان الثقة في الذات وفي
الآخرين.
لا يلتفت الآباء أن مسئوليتهم تزداد تجاه الأبناء الأقل جمالا أو موهبة
بأن يغرسوا في داخلهم منذ الصغر الثقة في قدراتهم, ويعلموهم كيفية البحث عن مواهب
ومميزات خاصة تشعرهم بالتميز وتبعدهم عن التفكير في المقارنة والنظر إلي أشقائهم,
ليروا ما يميزهم دون إكتشاف ذواتهم.
عزيزتي.. هذا ما أنت فيه, مشغولة دائما بمن
حولك بشقيقتيك ومالديهما من مميزات, تدخلين نفسك وتسألين ماليس لك فيما اختص الله
به نفسه, يهب من يشاء, ويمنع من يشاء, فليس لنا ان نسأل لماذا يعطي الله فتاة سيئة
الخلق ما تتمناه, أو يمنع الخيرعن فتاة ملتزمة, فالحكم هنا بعلمك المحدود, وليس
بعلم الله الممتد بلا حدود..
فربما يكون في المنح عقابا وفي المنع خيرا كثيرا,
فلا تشغلي نفسك بالآخرين ولا بعطاء الله ومنعه, وانظري الي مابين يديك, استعيدي
ثقتك بنفسك بالبحث في داخلك عما يميزك ونمه, ولا تستمعي أو تستجيبي لنزغ الشيطان.
لأن الله عادل, فثقي في عدله, افعلي الخير مطمئنة أن الله ليس بظلام
للعبيد.
افرحي للخير الذي لدي الآخرين واحبي الحياة تحبك, واشكري الله علي ما
منحك فهو ليس بقليل لو تأملت فيمن هن أقل منك في أشياء كثيرة.. أما الدعاء ـ سيدتي
ـ فيلزمه الإلحاح واليقين في الإستجابة, ومن طمع في الجنة إجتهد في طلبها كما قال
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فداومي علي الدعاء بلا يأس فما قرعت أبواب
السماء بمثل مفاتيح الدعاء.
ثقي يا سيدتي, في أن نصيبك سيأتي اليك في وقت, فلا
تربطي تفكيرك في اتجاه واحد, عددي أهدافك في الحياة, وستتحقق الأهداف متتابعة, أما
إذا حاصرت هدفا واحدا ولم يأت أو تأخر سيصيبك اليأس والإحباط وستكونين من الخاسرين.
المهم أن نعرف معاناتنا وأسبابها ونتعامل معها بوضوح وصدق وثقة في أن الله لا يضيع
أجر من أحسن عملا, ويجيب سبحانه وتعالي دعوة الداع إذا دعاه, ملحا, صادقا واثقا في
قدرته واستجابته. وأنا الذي أدعوك لأن تستغفري وتدعولي, فمن له قلب نقي طيب طاهر
مثلك يستجاب له بإذن الله.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 42 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 22 ... 41, 42, 43 ... 65 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: