|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:40 | |
| رصاص الخيانة
الخيانة.. الخيانة.. الخيانة تلك ياسيدي هي آفة مجتمعاتنا العربية وهي سبب كل معاناة شعوبنا العربية في تلك الأيام العصيبة في تاريخ منطقتنا.
فالبائع الذي يرفع الأسعار ويدخر سلعا بعينها حتي ترتفع الأسعار ويحتكر بيعها ويغش في الميزان.. هو خائن. المدرس في المدرسة الذي لا يقوم بواجبه كما عاهد ربه ووطنه فهو لا يرضي ضميره ولا يشرح الدروس كما ينبغي للطلاب حتي يطلبوه ليعطيهم دروسا خصوصية ومن لايفعل يهدد بالعلامات.. فهو خائن. الوزير الذي يبيع البلد والارض للعدو ويحسب أنه تكسب بدم الملايين.. هو خائن. رئيس الدولة الذي يعقد صفقات مشبوهة ليحصل منها علي عمولات يقتصها من أرواح الأبرياء من أبناء وطنه.. هو خائن. أنا لا أدعي أن الكل خائن ولكني أعطي لكم أمثلة علي كم الفساد المستشري في عروق الوطن بلا ذنب منه.. نحن حقناه به. لقد فجرت رسالة صورة أمي بداخلي أحاسيس المرارة التي طالما شعرت بها وكتمتها منذ بدء ثورة الغضب, فإذا أراد الشعب أن يقتص ويحاسب الفساد فلابد أولا أن يحاسب الكل وليس الرؤوس الشهيرة الواضحة, أن يحاسب نفسه أولا حتي نبدأ البناء بنظافة, فهناك ياسيدي سوس ينخر بلا كلل وبضراوة في أساسات المجتمع وبجهله لا يعلم أنه بذلك سيهد الكل فوق رأسه هو أولا ولن يكسب إلا مكاسب قلت أو كثرت ستتدمر عما قريب بفعله. لا يكفي ياسيدي الإطاحة برؤوس الفساد في المجتمع, لابد أن نتكاتف جميعا علماء النفس والاجتماع وعلماء الدين والمدارس والجامعات, الكل يتكاتف لنطهر معا القلب.. الشعب نفسه.. أنفسنا. وها هي هذه الرسالة تفجر لنا قنبلة في وجوهنا جميعا حتي نفيق من غفلتنا.. يا للهول الأم تخون.. تخون من؟ ربها, وطنها, شعبها, وأعز ما لديها.. أسرتها زوجها وأبناءها.. هذه هي فعلا نهاية العالم, فنحن ممكن أن نتحمل خيانات فئات المجتمع المختلفة علي أمل اننا سنقتص منهم, ولكن كيف نتحمل أن تخوننا أمنا؟ أساس كل البشر كل الخير والأخلاق والنقاء؟ كيف نقتص منها؟ وقبل أن أقذف برصاصي.. أقصد تعليقي.. علي كاتبة هذه المأساة فإني أشكرها بشدة لأنها صفعتنا جميعا حتي نفيق ولعله العمل الوحيد الصواب الذي قامت به بدون قصد بالطبع. سيدتي.. لقد عايشت خيانة أمك انت ايضا وهربت منها إلي الاستنكار والتقرب إلي الله كما ادعيت.. لا ياسيدتي لا تكذبي علي نفسك, إذا كنت قد تذوقت فعلا حلاوة القرب لما وصلت لما آلت إليه أحوالك, وهذه هي الكارثة الادعاء والافتراء علي الدين. لماذا لم تتفاعلي مع مصيبة أمك؟ لماذا لم تحاولي أن تقوميها؟ هناك العديد من الطرق الذكية المجربة التي كان من الممكن أن تفعليها لترشديها لصوابها.. أذكر هنا بعض الأمثلة لعل البعض يستفيد منها.. كان من الممكن أن تلمحي لها من بعيد بمعرفتك بخيانتها, مثلا أن تقولي لها ان إحدي صديقاتك عرفت أن أمها تخون الأسرة واسأليها كيف تساعدينها لحل تلك المشكلة, كان من الممكن أن تصارحيها وتجعلي من نفسك صديقة لها وتساعديها لتتغير وتغير من أبيك لتكوين علاقة سوية بينهما, كان من الممكن أن تقومي بدور ايجابي ولكنك اخترت السلبية.. السلبية التي تتهمين بها زوجك النبيل سامحك الله. أتعلمين لم فعلت ذلك؟ لأنك بداخلك تعجبك تلك الأعمال الشيطانية وتستهويك الخيانة. هل عرفت الآن لماذا قلت إنك لم تتقربي إلي الله؟ أنا أرفض أن يقول الانسان إنه يتقرب إلي الله ويتعامل بلا مبالاة مع مشاكل الأسرة ويعتبرها مشكلة الأم والأب ووحدهما يحلانها, هذا هو فعل النعامة ياسيدتي.. تدفن رأسها وباقي جسدها مكشوف. والان تتعللين بفعلة أمك؟ مع شديد احترامي وتقديري لكل آرائك يا استاذنا العزيز المحرر فأنا أختلف معك, لا تزر وازرة وزرة أخري, إن صاحبة الرسالة لها عقل وإحساس تعرف بهما جيدا كيف تزن الأمور, فهي ما شاء الله استطاعت معرفة أن ما كانت تفعله أمها كان خيانة وما تفعله هي الآن كذلك خيانة, إذا كانت هذه السيدة مسلمة سوية. كانت تنقذ نفسها مما قد أقدمت عليه, وكيف لها ذلك وهي التي أوقعت بزوجها كفريسة سهلة لتتزوجه. أي النساء أنت؟ كيف تسمحين لنفسك أن تلقي بشباكك علي إنسان فاضل وتتسببين في تعاسته طيلة عمره؟ سامحك الله فزوجك مثله يوضع بين الرموش ولا يستحق ذلك منك, أتعلمين كم امرأة تتمني زوجا مثله تصونه وترعاه وتعي نعمة الله؟ من الواضح يا سيدتي أنك كنت تعلمين جيدا أصول اللعبة.. كيف تخدعين شابا فاضلا للزواج بك ومثلت عليه الحب وادعيت أنك فتاة مثالية حتي توقعي به, والآن أنت تفعلين الشيء نفسه مع زميل جديد.. يالسخرية القدر, ماذا أخفيت عنا أيضا أيتها السيدة؟ لا أدري ماذا أقول لك؟ لماذا أرسلت رسالتك؟ أنت تعرفين جيدا ما تريدينه, تريدين الطلاق وترك الزوج الفضيل الذي لا تستحقينه وابنتك البريئة.. أنت الأنانية, الطفلة المدللة التي تريد لعبة جديدة تسعي لامتلاكها وحين تحصل عليها تلعب بها وتدمرها وتبحث عن أخري جديدة, تتلونين في كل مرة علي حسب اللعبة, لا ياسيدتي البشر ليسوا ألعابا, وبالتأكيد ابنتك ليست لعبة, أنا لن أخوض معك جدالا في أن ما تفعلينه حرام, فمثلك لن يجدي معه هذا الكلام, ولكني أحذرك من ابنتك التي لاذنب لها في أن تحصل علي أم مثلك, ابنتك هي ابنه زوجك العفيف والعرق دساس فهي مثله, أنا أحذرك منها أيتها الأم سيأتي يوم تجدينها القاضي والجلاد ولن تستطيعي الفرار منها. فهي أبنه جيل الانترنت والتكنولوجيا, ابنة الثورة علي الفساد والخيانة. افيقي ياسيدتي الآن وفورا.. ولتكن نيتك هي التوبة إلي الله والعزم علي ترك الخيانة وعدم العودة إليها وتربية ابنتك علي الفضيلة وانتاج جيل سوي ينفع بلدنا في المرحلة القادمة, وليكن الله في عونك مادمت تخلصين النية له, لا تبحثي عن سعادتك خارج بيتك بينما في يديك أن تجعلي من بيتك جنة. اعذريني لقسوتي فقد أردت لك الصدمة حتي تشعري بفداحة فعلك لأني لم أشعر بها بين سطور رسالتك. أنا علي يقين أن الثورة علي الفساد في بلدنا معدية أي أن الكل سيغلي الدم الفاسد في عروقه الآن ليخرج ويأتي الجديد النظيف ليحل محله, ولتكن هذه صحوة لنا جميعا ضد فساد أنفسنا. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضي. المخلصة أم جنا |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:43 | |
| هفوات صغيرة!أرجو أن يتسع صدرك لما أكتبه تعبيراً عن نار تجول بداخلى! أنا سيدة عمرى 52 عاماً، زوجى رحمه الله كاد يقارب سن المعاش قبل أن يتوفى منذ خمسة أشهر، ترك لى زهرتين والحمد لله محل فخرى واعتزازى. ابنى دكتور عمره 29 عاما يشغل عملا يليق به, وابنتي مهندسة عمرها25 عاما وتعمل في وظيفة جيدة.. حياتنا تسير والحمد لله علي مايرام, وفجأة وبدون مقدمات مرض زوجي ولازم الفراش لعدة أيام لم تكمل الشهر تخيلنا ثلاثتنا أنا وابني وابنتي انها فترة وسوف يشفي ولكن فجأة دخل في غيبوبة وتوفاه الله. انتقال زوجي وحبيبي وروحي الي رحمة الله سبب لي أنا بالذات صدمة عصبية, ولكن ما خفف من صدمة موته وحزني عليه حب الناس له من زملاء عمل وجيران وأهل وأقارب وكثرة ما سمعته عنه انه كان يفتح بيوت ناس غلابة من راتبه الشهري, وأمانته وخوفه من أن يقترب من الحرام, وهذا هو الذي كنت أراه بنفسي خلال عشرة عمري التي دامت معه يرحمه الله30 عاما تقريبا, وأصبح كل همي هو الالتفات لنفسي صحيا لأنني هزلت جدا وعلي مسئولية أولادي من بعده والدعاء له بكثرة أثناء صلاتي. قبل أن أبدأ في شرح أسباب أزمتي لابد من ذكر اني ليس لي خلفية عن استخدام الموبايل ـ سوي استعماله للرد علي أولادي وزوجي والاطمئنان عليهم ـ لا أشغل بالي برسائل أو صور, وذات يوم كنت أقلب دون قصد في موبايل زوجي فوجدت رسائل واردة اليه من زميلة له بالعمل قرأتها ونزلت علي كالصاعقة منها طظ ـ مستغرب ليه ـ أيوه طظ ـ مستغرب ليه طظ ـ طظين كمان ـ طظ في الدنيا لو انت مش فيها), و(بأحرف أرق من رزاز المطر وهمس أنعم من صوت الشجر أقولك صباح الخير ياقمر), لم اتمالك نفسي وانهرت ـ قلت ابحث هل هو يرسل لها رسائل هو الاخر, فوجدت رسائل بسيطة جدا جدا منه لها بعتلك سلامي وغلفته بغرامي إذا ما وصلك أكيد موظف الاتصالات حرامي),( في حياتي تعلمت أن أحب, ابتسم, اخلص أحزن اشتاق اندم أعلم احتار اسرح اطفش أطنش احيانا بس ما تعلمت كيف انساكي) ما هذا؟؟؟ مع العلم انه وكيل وزارة, أخلاقه عالية الي أقصي ما تتخيل, مرح جدا, خجول ويحمر وجهه اذا تعرض لموقف يحرجه, يعرف الحلال والحرام, يؤدي فروض الله في مسجد أمام البيت جماعة, مواظب علي صلاة الفجر وينتظر حتي الشروق في الجامع, مواظب علي صلاة المغرب وينتظر حتي العشاء في الجامع, يتحري الحلال في مأكله ومشربه وتصرفاته, يغض البصر, وأنا مدير عام ليس هناك أي مقارنة بيني وبين تلك الزميلة التي اكتشفت رسائلها علي موبايله مع العلم بانها أرمل منذ عامين, أنا أكلم نفسي لماذا فعل بي هذا وأنا التي ضحيت بعمري كله معه, هل هو الفارق الاجتماعي بيني وبين أهله, فجميعهم يشغلون مراكز مرموقة, أم الفارق المادي فمرتبي ثلاثة أضعاف راتبه, ولم أطلب منه في يوم من الأيام شيئا ولو بسيطا, فأنا والحمد لله ألبي طلبات منزلي من ملابس وفسح ومصاريف أولادي, أما هو فراتبه يذهب علي المأكل والمشرب وكان في منتهي الكرم, لم يسألني طيلة عمري عن راتبي ولا أين أصرفه, لأنه كان يعرف انني أدخر ما يتبقي في البنك لابني وابنتي ومنزلنا ولكن كان يتهمني بأنني ادلل أولادي. أما الظروف الصحية حيث عاني من نحو خمسة عشر عاما من ضعف عام بسبب السكر ولم أظهر له أي غضب أو اعتراض وألبي له رغباته بالطريقة التي تريحه. هذه السيدة التي تعذبني الآن رأيتها مرة في مناسبة تخص عمله وهي أم لثلاثة شباب, فلاحة, متواضعة جدا, لماذا ينزل لمستواها, لا أعرف؟ وللعلم رأيت في موبايله رسائل عادية من ثلاث زميلات أخريات له بالعمل ولكن في مناسبة عيد أضحي ومناسبة عيد ميلاده وكلها رسائل دينية لم أهتم بها إطلاقا لأنه كان يحكي أمامي عنهن, حكيت ما رأيت لابني وابنتي وكان ردهما: بابا استحالة يكون من الصنف الذي تقصدينه ياماما, قلت نعم بنسبة100% ولكن ماذا علي الموبايل قالوا يمكن بابا مابيحبش يكسر بنفس حد. أنا لا أنام بسبب ما رأيت في الموبايل, حياتي معه طيلة عمري كانت طبيعية جدا, آخر اسم نطقه قبل الغيبوبة هو اسمي, أقول لنفسي أنا ما قصرت طوال عمري معه, لم أشك لحظة فيه لانه كان من عمله لبيته للجامع فقط, ليس له سهرات خارج المنزل مطلقا إلا ما يخص عمله, لا استطيع الفضفضة مع أي انسان, أنا من عائلة كبيرة, وجميلة ورشيقة ومتدينة, لماذا فعل بي هذا؟ أرجو كتابة تحليل لهذا وعرض رسالتي حتي يرتاح بالي وأهدأ, فهو رحمه الله كان من المتابعين لبريد الجمعة وأنا كذلك. * سيدتي.. أقدر مشاعرك الطبيعية والنبيلة, فأنت تحكين لنا عن أسرة مثالية, وعلاقة زوجية رائعة, غابت عنا منذ زمن. فتحمل كل طرف لمسئوليته دون أن يمن علي الآخر بما يفعل, في إطار من الحب الراقي, قد تحول الهفوات الصغيرة الي خناجر مسمومة في القلب. ولكن سيدتي الفاضلة هل ارتكب زوجك الراحل ـ رحمه الله وغفر له وأحسن مثواه ـ هذه الهفوات الصغيرة التي تعذبك الآن؟ وهل ما قرأته علي هاتفه المحمول يدفعك الي الشك فيه, وإعادة النظرفي عشرة عمر استمرت ما يقرب من ثلاثين عاما, لم تجدي فيها منه إلا ما يطمئن قلبك ويسعد حياتك من حسن معاشرة وأمانة وعطاء وفعل الخير؟ هل من الطبيعي بعد كل هذا أن تعيدي حساباتك وتراجعي حياتكما, فتبحثي عن مبررات لرسائل لا توحي بشيء, وتحاولي إرجاعها الي فوارق اجتماعية أوضعف صحي أو غيرها من الاسباب التي لم تنعكس يوما علي حياتكما. كيف لإنسان ـ ياسيدتي ـ عاش كل هذه السعادة يحاول الآن ان يهدم كل ما كان بسبب أوهام وبدون أي دليل يؤكد الخيانة, لو كان الأمر أكثر من هذا لرجوتك ان تلقي به خلف ظهرك وتحتفظي فقط بكل ما هو جميل ورائع في حياتك, فما بالك والأمر هين, فالرسائل التي ذكرتها في رسالتك وآثرت تركها كما هي جمل محفوظة تصلنا جميعا في مناسبات عدة, ربما لطرافتها أو للمجاملة العادية, لم تكتب هذه السيدة رسالة خاصة توحي بأي شيء وهو الآخر لم يفعل, ربما وهذا الاحتمال الأرجح ـ كانت هذه الزميلة مثل اخته, وربما كان يساعدها ويفرج عنها كربها بهذا النوع من الرسائل؟ فلو كان سييء النية أو السلوك ما أبقي عليها في هاتفه وتخلص منها فور تلقيها أو إرسالها, فلا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل, وتعاملي مع ما قرأته علي أنه دعابة لا أكثر ولا أقل, لا تفتشي في ماض لن يجلب لك إلا الشك والشقاء, فهذا باب للشيطان يريد الدخول منه لإفساد سعادة وسيرة عطرة فشل علي مدي سنوات طوال في إفسادها. سيدتي.. لا تفكري في هذا الأمر, وتذكري دائما حسنات زوجك ومحبته وحسن خلقه, وألقي بهذه الهواجس خلف ظهرك, وواصلي رحلتك الجميلة مع ابنك وابنتك والدعاء لزوجك الراحل, أدام الله عليك راحة البال والرضا والصبر علي العزيز الذي فقدته, وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:44 | |
| ملائكــة الطــلاق!
دعني أولا أعتذر لك ولقرائك الأعزاء, بل دعني أولا اقدم اعتذاري لهذا الرجل بطل هذه القصة الذي أري اقترافي جرما لانصاتي له وسماحي لنفسي بسردها عليك يا أستاذي العزيز بغرض نصحه أولا وارشاد كل من تصور انه بالمال لا بالافعال يمكن شراء الحنان والعطف والتعويض عن الحب والاحترام.
هذا الرجل الذي يقترب من عقده الخامس, والذي يجلس مع طفليه الملائكيين, وقد ظهر عليهما مظهر الترف والراحة المادية متمثلة في ملابسهم وساعاتهم, بل وموبايلاتهم أيضا, كانوا يجلسون علي المنضدة التي تجاورني بسنتيمترات قليلة علي حمام السباحة بداخل أحد الاندية الراقية, والتي بحكم يوم الإجازة تزدحم جلساتها لتكاد تكون ملتصقة بعضها لبعض... هذا الرجل الملقب بالباشا من جميع افراد وموظفي النادي, والذي عكس مظهره مدلول هذا اللقب كان قد افترش علي منضدته كل أنواع أجهزة الموبايل القيمة الثمن, والتي من خلالها تكتشف بسهولة من أحاديثه المتقطعة عن قيمة مركزه المرموق في ساحة المحاكم والقضايا, كما احتل الباقي من المنضدة الطعام الديليفري الذي واضح أنه حرص علي ان يكفي الاولاد ويفيض. بدأ الحوار الذي شدني أنا وزوجتي أن ننصت له, ونحن ننتظر خروج نجلنا من ميعاد تدريبه, حيث بدأ خارجا من صوت رخيم عطوف مفعم بحنية مفرطة تصدر من مقدم برامج أطفال يصعب عليك تصديق أن يخرج من هذا الكيان الضخم شكلا وهيبة... كان الرجل حريصا علي اعطاء خلاصة تجاربه في صورة نصائح وتوجيهات, خاصة للولد الكبير ذي السنوات العشر مخاطبا اياه كل ما يصيبنا هو خير من عند ربنا سبحانه وتعالي, فهو القائل, وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.... أحرص علي معاملة اخيك الصغير معاملة طيبة حسنة, ولا ترد له الإساءة إلا بالحسنة, ولا تكن أنت والزمان عليه, يكفي ما نراه الآن من مشكلات.. احرص علي الا تغضبه, ويجب عليك أن تكون له درع الأمان التي يرجع لها في أي وقت. حتي الآن والارشادات تصدر من أب ناصح أمين علي اولاده يحاول جاهدا وضعهم علي المسار السليم, ويحدث أن الطفل الصغير يأتي مهرولا شاكيا من فرد الأمن الذي يمنعه من لعب الكرة وسط جلسات العائلات, فيطلب منه الوالد نداء هذا الموظف لمخاطبته دون أن يتحرك من مكانه, ويأتي الرجل ويقف بين يدي الباشا معتذرا له لانها التعليمات, ويسأله الباشا عن مكان رئيس النادي ليتكلم معه, فيجيب الرجل بكل احترام أنه علي وشك الوصول, فيصرفه الباشا بدون كلمة, ولكن مرة أخري يضرب الباشا مثلا آخر, فيخاطب ولده لتفسيره ما حدث قائلا مادام رد الرجل بأدب واحترام, فلا مانع من تنفيذ التعليمات إلي أن يصل رئيس النادي لمناقشته فيها, وهكذا سار النصح والارشادات... إلي أن يحكي له ولده عما قالته له والدته ناهية إياه عن تكرار شيء ما فعله بكلمة دارجة معروفة عند امهاتنا كلنا, وهي هاطين عيشتك وعفوا سيدي, فلقد سمعت بعدها ورأيت رجلا آخر يصعب وصفه بكلمات وحروف, حيث أقل ما يوصف عنه عندما سمع هذه الجملة أنه قد تحول لكائن آخر نعم أنا اعنيها, فهل تتذكر معي فيلم الرجل اللطيف الذي يتحول تحت ضغط عصبي إلي العملاق الأخضر... نعم إنه مثله, حيث صرخ في وجه ولده الذي تحول أيضا إلي فرخ صغير خارج من الماء: كيف تقول لك هذه الــ.. أنها هاتطين عيشتك بنت الــ... اللي عيلتها... طيب خليها تعملها كده معاك, وأنا أعمل... وأسوي... آسف سيدي مرة أخري لقد إنهال علينا هذا الكلام البذيء, وعلي الولدين مثل المطر كلام يصعب قوله للص من رجل شرطة سيئ الخلق داخل حجز في نقطة شرطة, كلام استفزنا جميعا, وتوقفت امام رجاء زوجتي بعدم التدخل كطرف في الموضوع, كلام شد انتباه المارة, وهو يخفو تارة, ويعلو في وتيرته تارة أخري كلما ذكرت سيرة الأم, وكان واضحا من الكلام أن هذا الأب طلق زوجته من فترة ليست بعيدة, وخسر معها برغم نفوذه حضانة الاولاد, وظن أن مقابلته لهم علي فترات قادرة علي تحسين صورته امامهم, وتعديل ما تفسده تربية هذه المرأة التي ابتلاه الله بها وجعلها أما لهذين الطفلين, وقد صور له عقله الباطن أن لا علاج فعال لكسب قلوب هذين الطفلين إلا المال الذي يغدقه عليهما تعويضا عن حنان مفقود وعطف ضائع وتقربهما له بشكل أكبر, وتناسي أن هذا المال لا ينفع امام طغيانه, وكراهيته بهذا الشكل علي هذه المرأة التي لا اعرفها, ولا أدافع عما اقترفته في حقه أو حق ولديه, ولكن أدافع عن حق الولدين في الاحتفاظ بصورة جيدة لامهما تلك الام التي دمرت صورتها بفعل فاعل أمام ولديها, والتي يعز علي ان أسمع ما يقال لهما في حقها, وأظل ساكنا امام دوافعي الإنسانية, وحسرتي عليهما أمام أب يتجرد من ابوته كلما ذكر أسمها, بل الادهي انه يتعظم امامهما بما فعلت قدرته علي تحويلها إلي متسولة كل شهر طلبا للاعاشة, وأنه يستطيع في أي وقت خسف الأرض بها لولا حرصه عليهما!! كما يتطاول أيضا علي مديرة مدرستهما نتيجة رفضها ان يذهبا معه خارج المدرسة, ويتفاخر بأنه يستطيع نقلها أو إهانتها أمام مدرسيها, ولكن حرصا علي الاولاد فهو يؤجل ذلك لوقت آخر, ويكتفي بذهاب جدتهما المحامية إليهما من وقت لآخر للاطمئنان عليهما في المدرسة. سيدي أستحلفك بالله أن تقف معي مخاطبا كل من علي شاكلة هذا الرجل, فهو يستعين بالدين ويفسره, كما يراه ويستعين بنفوذه لتحقيق غايته, ولكنه يدمر صورة أم أمام أولادها ينسف فيهما حبها وعطفها, يا تري هل فكر ماذا لو سمع الاولاد الكلام نفسه من ناحية والدتهم, وأعتقد أن هذا أقرب إلي الحدوث ألم يفكر في الازدواجية التي ستحدث لهما؟ وفي الاصل ما ذنبهما في عدم توفيق رجل وامرأة في العيش تحت سقف واحد أليس الله بقائل في سورة الطلاق فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف أرجو من الله أن يقرأ هذا الكلام, ويستمع لحكمك وتعليقك, ويتقي الله في اولاده, وفي أمهم التي اكلت معه في طبق واحد يوما ما, وربما سترت عيوبه عن الآخرين. * سيدي... لم أنشر رسالتك لانها تكشف سوء سلوك أب, لم يفهم أنه بما يقوله لطفليه عن أمهما يدمرهما نفسيا ويعلمهما أول دروس التمرد والتجاوز الذي حتما سيناله منهما الكثير.. ولكن رسالتك تكشف عن ثقافة غائبة عن مجتمعنا, وهي ثقافة الانفصال أو الطلاق. هذا القرار الذي يتخذه أحد الطرفين أو كلاهما, هربا من واقع سيئ أو بحثا عن واقع أفضل, فأيا كانت أسباب الطلاق, يصبح هناك واقع جديد لا ينتهي بانفصال الطرفين, واقع يقول إن في حياتنا أطفالا, لم يشاركوا في اختيار كل طرف للآخر, ولا يتحمل أي منهم مسئولية في سوء العلاقة بينهما أو تدهورها, هم ثمرة لعلاقة شرعية, لهم كل الحقوق في اكتساب مزاياها, وعدم دفع ثمن نتائجها السلبية, ما يحدث عادة بعد الطلاق, هو حالة من العناد, تبدأ في أقسام الشرطة, وتشتعل في المحاكم, وتنتهي بقانون الرؤية المليء بالثغرات والعيوب التي تؤلم الآباء والأبناء. الصراع عادة لا يكون من أجل الصغار, ولكن من أجل انتصار طرف علي الآخر, وإذلال طرف للآخر, نشوة الانتصار الغبية تعمي الأبصار, فيتفنن أحدهما لمنع الآخر من رؤية أطفاله, أو الجلوس معهم أطول وقت, رؤية محددة بوقت ومكان, يذهب الأطفال محملين بتوجيهات وتعليمات بعد أن يوغر الأب أو الأم القلوب الصغيرة ضد الطرف الثاني, الذي يتلقف الصغار ويفاجأ بما يحملونه من مشاعر سلبية تجاهه, يغتنمها هو الآخر فرصة ليشوه صورة الطرف الأول, ثم يبدأ هو الآخر في توجيه النصائح والإرشادات, متذرعا بأنه يحاول إصلاحهم. الحقيقة التي يجهلها الطرفان أو لا تشغلهما هي ما يحدث داخل نفوس هؤلاء الأبرياء من تشتت نفسي, وازدواجية في المشاعر... أحاسيس مضطربة تجاه الأبوين, حب مضطرب متوجس, يظهر في صورة أحلام مفزعة, إضطراب وجداني, تلعثم في الكلام, تبول لا إرادي, وفشل دراسي واجتماعي. الدراسات الاجتماعية والنفسية تؤكد أن نسبة كبيرة من أبناء الطلاق يعانون من مشكلات سلوكية تنعكس علي حياتهم, ويكونون أقل قدرة علي مواجهة المجتمع, كما تزيد نسب فشل علاقاتهم الزوجية في المستقبل. أي أب أو أم هذا الذي يريد لابنه هذه الحياة بسبب عناده وأنانيته... لماذا لا يفصل المطلقون مشكلاتهم بعيدا عن أبنائهم, فإذا كانت حياتهم قد إنتهت, فإن حياة آخرين بدأت, وسوف تستمر فما المكسب الذي سيعود عليهم بتدميرها. لماذا لا يعيش كل واحد منهم حياته كما يحب, ويضعان خطة اجتماعية ونفسية لتربية أبنائهما بدون تحطيم صورة الأب أو الأم, فإذا أساء أحدهما أو عرض طفله للإيذاء فإن القانون يقف له بالمرصاد, يعاقبه ويحرمه من رؤية أو تربية ابنه لأنه غير أمين عليه, ولكن أين هذا القانون؟. لماذا لا يكون لدينا بروتوكول تربية يوقع عليه الأب والأم أمام قاض في حالة الطلاق, يلزمهما بأسلوب التربية, ومن يخل أو يختل يتعرض لعقاب قاس؟... فمناشدة الآباء لن تجدي إذا لم يكن هناك قانون ملزم وصارم, فحماية الأجيال الجديدة مسئولية الحكومة, وما أطرحه أضعه أمام وزيرة الأسرة والسكان النشيطة, والتي لا تيأس السفيرة مشيرة خطاب, فالأمر خطير, وبريدي لا يخلو يوميا من صراخ وبكاء وتوسلات من آباء وأمهات يعانون من قانون الرؤية, أما الغائب عنا, فهو صوت المظلومين الأبرياء, أصحاب القلوب الطاهرة, أطفالنا, الذين لا يعرفون ولا يفهمون لماذا أتوا إلي الدنيا ليلقوا كل هذا العذاب من أقرب الناس إليهم, من الذين أعمتهم لذة انتصار مؤقت تؤدي إلي هزيمة دائمة لأحب الناس, ملائكة الطلاق... فهل ينقذهم القانون من الاغتيال اليومي, بعد أن غاب الضمير أو مات؟!. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:46 | |
| النقطــــة الســــــوداء
{{ سيدي.. أكتب إليك وقد تصلك رسالتي وأنا واقفة بين يدي الله تعالي مؤدية مناسك الحج باكية وآسفة وراجية منه تعالي أن يتقبل مني توبتي وأن يخلصني من أقسي أنواع الادمان هذا الادمان الذي يسري في دمائي وأعصابي وحتي هذه اللحظة لا أعرف منه فكاكا..
سيدي الفاضل.. قبل أن أوضح لك ما هو نوع ادماني استسمحك عذرا لاطالتي عليك والتي قد لاتجد فيها إلا سيرة ذاتية لا تهم ولاتنفع, ولكنني اعلم تماما من خلال متابعتي لك أن الله سبحانه وتعالي أودع في قلبك الكريم ونفسك الصبر ولا أطمع منك سوي في أن تستمع إلي من خلال الورق, ويكفيني أنني قد أفضت إليك بسري الذي لا يعلمه إلا رب العباد وحده. بداية... أنا امرأة في الخمسينيات من العمر لا تبدو علي السن فانا شديدة العناية بنفسي ومظهري ومؤمنة تماما بأن الانسان لابد أن يحب نفسه بما لا يضر الآخرين حتي يستطيع أن يحب كل شئ في الحياة, وأول الحب حب الله تعالي هذا الذي يصل بنا إلي كل أنواع الحب الطاهر. ومن خلال هذا المبدأ أحببت الدنيا بكل ما فيها من نقائص.. حياتي الخاصة هي زواج في سن مبكرة اسفر عن طفل صغير وزوج توفاه الله أفنيت عمري كله في تربية ابني, وأغلقت علي نفسي كل أبواب أنوثتي لأكون راعية لطفلي الصغير ليتربي علي القيم والمبادئ التي تربيت عليها في أسرتي المتدينة, وبرغم عملي في جهاز حساس ورعايتي الدائمة لأبني حققت النجاح وراء النجاح في عملي وفي أمومتي, وحرصت دائما علي أن اضع حدودا مهذبة بيني وبين الآخرين حتي لا أكون مطمعا لأي رجل, ومرت السنوات بمرارتها وحلاوتها وكنت دائما في حياتي أحول المرارة إلي قوة تدفعني إلي الأمام أكثر وأكثر. كان حبي لربي ثم حبي لابني هو كل الأمل الذي استمد منه قوتي وحباني الله تعالي بأسرة متماسكة محبة لبعضها وصديقات أوفياء من نفس مستواي الاجتماعي والأخلاقي وكلل الله تعالي كفاحي وصبري بنجاح باهر لابني وتخرج في احدي كليات القمة شابا وسيما متدينا وسرعان ما حصل علي وظيفة في مكان مرموق وحباه الله تعالي بزوجة فاضلة وكم كانت سعادتي وأنا أجني ثمرة شبابي وكفاحي وصبري كل شئ معي: حب الناس وأسرتي الحبيبة ونجاحي في أن أري ابني ناجحا مع زوجة رقيقة ومنزل رقيق وكل شئ جميل, وفي اثناء فرحتي الشديدة همست لي احدي الصديقات بأنه قد آن الأوان لانظر إلي نفسي وإلي أنوثتي التي أغلقت عليها كل الأبواب لينشأ ابني في أسرة مستقرة. كانت تحدثني عن رجل يقترب من الستين من عمره علي خلق وأرمل وعلي ثراء واسع وأنه تحمل مرض زوجته سنوات طويلة حتي توفاها الله وان عنده ثلاثة رجال اثنان منهم تزوجا والأخير يتولي رعايته لأنه مازال طالبا في احدي الجامعات الخاصة. فلم يمس شغاف قلبي في كل هذا السرد إلا وفاؤه لزوجته المريضة ورعايته لها, فالوفاء عملة نادرة في هذا الزمان. وأخيرا ياسيدي قابلت هذا الرجل أخذ يقص علي كيف أن زوجته كانت تكبره في العمر وأن زواجهما كان تقليديا أسفر عن ثلاثة أبناء وأنه كان حارسها الوفي في مرضها الذي دام أكثر من عشر سنوات وأنه اكتفي بما جمعه من مال وكان يحلم بالزواج من امرأة مثلي ذات خلق وشخصية وثقافة ووسط عائلي راق, وكم يقدر لي كفاحي من أجل تربية ابني, وأنه يريد أن يعوضني عن كل ما مر من عمري ومن عمره لنبدأ معا حياة زوجية جميلة تعوضه عن أيام كفاحه وشقائه وأكون فيها ملكة متوجة في حياته كان يبكي وتنهمر دموعه وهو يقدم لي حبه, لا أعرف ياسيدي كيف تفجرت في قلبي ونفسي مشاعر لم أخبرها من قبل, كان وفاؤه لزوجته أساسا في مشاعري نحوه ووافقت علي الزواج منه بعد عدة لقاءات وبرغم تحفظ والدتي عليه حيث انها كانت تري ان تعامله مع العمال في مصانع الاثاث التي يملكها قد لايناسبني ورغم ذلك تزوجته بدون أي مطالب إلا حبه واحترامه وحنانه, حتي أنني لم أفكر لحظة أن أغير أي شئ في المنزل ربما كان حبا له وحرصا شديدا مني علي مشاعر ابنائه حتي أنني والله وضعت كل صور والدتهم في اماكن بارزة كان كل همي أن أتفاني في عطائي له واكتساب حب أولاده وزوجاتهم. كان كل همي أن اسعدهم وأقسم بالله انني احببتهم حبا عظيما وكأنهم ابنائي الذين لم انجبهم, حتي ابنه الذي كان يعيش معنا احسنت معاملته حتي انه بالفعل أحبني رغم أن الجميع كانوا يشكون من سلوكياته واستهتاره, كنت اتركه يفعل ما يشاء في المنزل يستقبل اصدقاءه في أي وقت يدخل حجرتي يعبث بأشيائي فأغض البصر حتي أن اباه حذرني منه.. كنت ياسيدي استقبل زوجي في ابهي صورة وبالورد وأعطر له كل ركن في المنزل حتي ملابسه كنت قبل أن اذهب إلي عملي اهتم بافطاره وبملابسه حتي أن حذاءه كنت المعه بكل فرحة وسعادة, كنت أخشي من الموت حتي لا أفارقه.. وكان هو الآخر يبكي متأثرا بحبه لي وبأنني نعمة من الله انعم بها عليه, وكان يحكي لي عن طفولته البائسة وكيف أن اباه تزوج من خادمة كانت عندهم وعاشت معهم في المنزل وأن المنزل كان به العديد من الاخوة والاخوات, وكان طفلا ضائعا لايعلم عنه أبوه شيئا حتي إنه كان يعمل وهو صغير ليشتري ثمن الكتاب, كم ابكاني بؤس طفولته وكم احتويته بكل حب وحنان.. كنت دائما أضفي علي المنزل كل المرح والسعادة وكم كنت أغض البصر عن الغيرة التي أراها في عيون ابنائه وزوجاتهم بالرغم من أنهم في البداية أظهروا كل الحب والموافقة والمباركة لهذا الزواج, لا أعلم متي وأين بدأت الانقلابات في حياتي معه, كيف تحول هذا الرقيق الحنون المهذب إلي إنسان آخر تماما.. سب في الناس وافتعال المشاكل وخاصة مع البائعين عند شراء أي شئ, حتي الجيران ياسيدي لم يسلموا من لسانه, ألفاظ بذيئة ومشاجرات كلما خرجنا في الشوارع وضرب وبدأ ياسيدي القناع يذوب رويدا رويدا في البداية ثم ما أفزعني أن مشاجراته مع ابنائه مفزعة, الابن يشتم اباه بل يطلب من الله أمامه أن يموت ليستريحوا منه والأب يلعن ابناءه ويلطم علي خدوده مثل النساء وحديثه ليس إلا علي أعراض الناس حتي أخت زوجته وصفها بالعانس, وأساء إلي سمعتها.. ثم تحول الأمر معه إلي أنه كان يشرب الكحوليات ويدعي أنها بسبب العلاج حتي في السيارة يشرب ويتعمد الشجار مع الآخرين من سائقي السيارات وتبادل السباب ومع العمال في المحال وما أذهلني منه أنه كان يدعي أمام الناس صفة المستشار الذي سيبطش بهم.. كنت في ذهول ياسيدي غير مصدقة أن من آراه هو هذا الرقيق المهذب المتدين الذي تزوجته.. ثم تحول الأمر إلي افتعال المشاكل معي ونقدي في كل شئ حتي تحولت حسناتي وميزاتي التي كان يفخر بها ويبكي والله العظيم من نعمة الله التي أنعم عليه بها وهو زواجي منه إلي سيئات. كنت لا أري هذا الرجل يصلي اطلاقا إلا يوم الجمعة ليراه الناس الرجل التقي الورع حتي زكاته كانت من أجل التفاخر والاعلان عنها. كنت في ذهول ياسيدي من هذه الأسرة وهذه الشريحة من المجتمع.. ثم تطور الأمر سريعا معي إلي محاولة تعمد اهانتي ونقدي حتي أنه كان يعترف أنه يبحث بكل طريقة عن أخطاء لي.. ثم بدأ في معايرتي أنه كان بمقدوره أن يتزوج فتاة صغيرة بفلوسه( تبوس جزمته وتلبي له طلباته الجنسية وتمتعه) ثم تذكيري الدائم انه مليونير وأنه بفلوسه يعمل كل حاجة وبدأ بعد ذلك بطردي وبتهديدي بأنه سيذهب إلي مقر عملي ليعلن للناس أن هذه السيدة المرموقة المكانة ليست إلا امرأة فاشلة ولا تنفع زوجة وعندما كنت أطالبه بأن يطلقني بالمعروف كان يبكي ويقبل الايادي باديا أسفه وندمه وأن الحياة بدوني ليست حياة كنت أتسامح معه ولكن كان بساط الاحترام ومعه الحب ينسحب وفي أثناء صراعي النفسي للخروج من هذه الحياة.. حدثتني زوجة ابنه محذرة من أن هذا الرجل يعد خطة مع ابنائه للاستيلاء علي مجوهراتي وصارحتني بأنه لم يكن وفيا لزوجته المرحومة كما يدعي, بل أنها في أواخر أيامها امتنعت تماما عن أخذ الدواء راجية من الله تعالي أن يتولاها برحمته وأن هذا الرجل كان يعايرها بمرضها وبسنها, ثم صارحتني بأن كل أسرار حياتي بالتفصيل مع أبنائه: اهاناته ومشاجراته معي يعرفونها وأنه لم يحصل علي مؤهل عال وأنه يحتد علي لوضعي الاجتماعي وأنه بدون المال لا يساوي أي شئ وان مصارحتها لي حبا لي وشفقة علي مما سوف يحدث لي وبالفعل ياسيدي وضعت مجوهراتي في خزانة خاصة واخذت أراقب تصرفاته وأسفر الأمر عن أهانات متتالية وترك المنزل بدون أي مصاريف بالشهور ومحادثات بصوت خافت ثم مطالبتي صراحة بمجوهراتي ساعتها ياسيدي تأكدت تماما أن القناع سقط سقوطا مروعا وكم احتقرته واحسست بالاشمئزاز منه وخرجت ياسيدي من هذا المنزل غير آسفة إلا علي ما مضي من عمر مع هذا الذي انطبقت عليه كلمات الحديث الشريف آية المنافق ثلاث.. وطلبت من أهلي مساندتي في الخلاص منه لاستعيد صحتي التي كانت تذوي يوما بعد يوم وبالفعل حصلت عليه بعد معاناة شديدة وتنازلت عن حقوقي المشروعة, كما خطط هو لذلك ولكنني وأقسم برب العباد كنت ومازلت أسعد النساء يوم الخلاص حتي أن المأذون كان غاضبا من تنازلاتي عن حقوقي وقال ان حقك عند الله في السماء أمام الجميع حتي ملابسي ياسيدي كاملة تركتها ورائي وبدأت ياسيدي أتنفس عبير الحرية والكرامة أعود إلي حياة الصدق والوضوح والنظافة مرة أخري وذهبت إلي اداء العمرة شاكرة ربي كل الشكر وعندما عدت وجدت هذا المنافق الكاذب يطاردني انا وأهلي مطاردة ملحة يبكي آسفا نادما طالبا أن نسامحه مدعيا أن أولاده كانوا السبب بتحريضهم أياه وأنه بدوني ضائع كنت أغلق التليفون في وجهه ثم بدأ يحدث أهلي ويترك لي رسائل صوتية يبكي ويبث فيها لوعته وشوقه ويعترف بأنه تزوج فتاة صغيرة لتخدمه أوفر من الخادمة وتلبي له رغباته وأنه في كل لحظة معها لا يري إلا وجهي الذي أضاعه من بين يديه وهنا ياسيدي بدأت رحلتي مع الادمان نعم ادمنت أن أسجل له كل بكاء يبكيه وكل ندم يبديه وكل حديث مهين عن حياته الخاصة وعن ابنائه وعندما أشبعت نفسي بكم من التسجيلات الصوتية له أغلقت جميع تليفوناتي وأصبحت لا أنام إلا بسماع صوته وهو مهان وذليل وحتي نفاقه وكذبه كان يشجيني. حاولت ياسيدي أن اتخلص من هذه العادة وهذا الادمان ولكنني لم استطع.. أعرف أن براكين الغضب وأيام الذل والمهانة مع هذا المخلوق لم تشف منها نفسي ولكنني غاضبة من ضعفي امام ادماني برغم حرصي الشديد علي اداء كل واجباتي والفروض الدينية والاجتماعية إلا أن هذه النقطة السوداء في حياتي لم استطع الفكاك منها وكلي أمل في أن يرحمني رب العباد من هذا الادمان ويطهرني من هذا الغضب ويسامحني ويعفو عني. اعرف ياسيدي ان الله تعالي منحني السعادة الآن بحريتي وبحياتي الاسرية والاجتماعية الجميلة ولكنني لا أعرف كيف ومتي ساتخلص من هذا الادمان آسفة لك كل الاسف.. وشكرا لك علي تحملك كل هذا الحديث. * سيدتي.. أولا حج مقبول وذنب مغفور بإذن الله, ولا تنسينا في الدعاء, تقبل الله منك ومن كل المسلمين, وحفظ مصر بدعاء الصالحين. أما عن إدمانك والنقطة السوداء في حياتك فهي ابتلاء واختبار لك, عليك أن تتجاوزيه, ولكن قبل ذلك عليك أن تتأملي ما حدث لتفهميه. لماذا تزوجت هذا الرجل؟ لأنك بعد رحلة من الشقاء والعطاء أردت أن تستريحي مع ونيس آمن وأخلاقي, يشاركك وحدتك, ويعوضك عما فقدتيه في رحلتك الصعبة, أيضا ولأنها جزء من السعادة والمتعة, تمنحينه حبك وحنانك الفائض بعد أن تزوج ابنك, خاصة أنه أتي إليك بدراما إنسانية كلها عطاء وتضحية تشبه تضحيتك, ولكن هل كان اختيارك صحيحا؟ هل تعجلت في قرارك؟ هل تمهلت وسألت وتأكدت من حسن خلقه؟ وإذا سألت فكيف غابت عنك كل المعلومات التي تكشفت بعد أن سقط القناع؟ سيدتي.. لتسمحي لي, لقد تسرعت في قرارك, ولم تتوقفي كثيرا أمام اعتراض والدتك علي سلوك هذا الرجل مع العاملين في مصانعه, لأنك سقطت أسيرة عاطفتك أمام رجل محترف فسلمتي له وراهنتي علي قدرتك في احتوائه. ما أقصده هو الاعتراف بالخطأ في الاختيار لأن هذا يجعلنا نقبل بالنتائج والخسائر فلا نظل أسري لفكرة أننا ضحايا والآخرون جناة, وهذا الإحساس مؤلم ولا يساعد علي تجاوز المحن التي تواجهنا. لا تشغلي بالك سيدتي بالسؤال ومحاولة فهم سر سوء هذا الرجل, فتاريخه الآن لا يعنيك في شيء, والتجارب القاسية هي وقود الخبرة والسعادة لمن يجيد التعلم, ويري في كل ضربة لا تميت قوة للمستقبل. سيدتي.. يمكنني تفهم حالة الإدمان التي سقطت فيها, فهي إحساس طبيعي للتصالح مع نفسك, مجرد سماع صوته باكيا متوسلا يؤكد لك أنك الأفضل, وأنه نادم علي فراقك, ولكن ماذا بعد؟ لقد سمعت هذا البكاء وهذا الندم لأشهر طويلة, حالة تصيبه مع الفقد وعندما يعود ويتملك من حوله يرتد إلي طبيعته السيئة. هذا الرجل خرج من حياتك إلي الأبد, ولديك من التاريخ السعيد والواقع المبهج ما يستحق أن تعيشيه, فلماذا البحث عن العذاب؟! إن احتفاظك بصوت هذا الرجل, كمن يريد أن يحتفظ بموطن ألمه ليظل يضغط عليه ويقول آه من الألم, قد ترينها مرحلة مؤقتة, لكنها يمكن أن تتحول إلي حالة مرضية يمكنك الهروب منها. خذي قرارك فورا, امسحي صوت هذا الرجل, الغه من حياتك تماما, تجربة وانتهت, قد تحتاجين إلي وقت حتي تبرئي من جراحك, ولكن عليك أن تساعدي نفسك بالتخلص من كل ما يتعلق بهذا الرجل, وأعتقد أنك ضيفة علي الرحمن في الأراضي المقدسة في فرصة للدعاء أن ينير دربك, وينقي قلبك, ويذهب حزنك, ويسعد أيامك, وينسيك ما كان فيها قاسيا, ويذكرك دائما بكفاحك وعطائك, ومحبة من حولك, حفظك لهم وأدامهم لك, وإلي لقاء قريب بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:48 | |
| بركان الألم
شجعني علي الكتابة اليك رسالة الملاك الحارس التي أشاد كاتبها بسيدة كريمة وعظيمة, رعته وأسرته, حتي حقق غايته,
وهو ما حدث تماما لكاتب هذه السطور, واكتبها للقراء وفاء لمحسن عظيم رحمه الله, ولتذكار شريكة الحياة المملوءة بالحب العملي المضحي والإخلاص والوفاء النادر, هي وأمها الراحلة, ولاتزال تقف بجواري في أمراضي ودراساتي ومطبوعاتي, وكما يعرفه كثيرون عنه. بالايجاز, فقد نشأت في أسرة متيسرة الحال مكونة من عشرة أفراد, وقد ضاعت ثروة الوالد فجأة بالسرقة, واختفي في مكان غير معروف, فقامت الجدة ـ رحمها الله ـ بالأنفاق علي هذه الأسرة الكبيرة, وبدون تعقد شكرت الله كثيرا علي ذلك. في عام1956 كنت بالثانوية العامة, وتعطلت الدراسة بسبب العدوان الثلاثي علي بورسعيد, ولكن أعطيت شهور قليلة للامتحان, فأسرع الطلبة الأغنياء الي الدروس الخصوصية, في جميع المواد, أما كاتب هذه السطور, فلم يحصل علي أي درس, وكان منشغلا بحرف يدوية لمساعدة الأسرة, وكان هؤلاء الزملاء يرفضون اعارتي مواد الدروس الخصوصية, مع التهكم لضعف مستواي العلمي!!. ولما ظهرت النتيجة رسب معظمهم, ولكن المفاجأة أنني كنت من المائة الأوائل في الثانوية العامة(1957), وكان يلزم تدبير نفقات الإعاشة بعد قبولي بجامعة القاهرة فلم استطع بالطبع, وسلمت أمري لله, بدون تذمر, وتقابلت مع طالب زميل في بلدتي, فسألني عن سبب عدم ذهابي للجامعة, رغم بدء الدراسة, فشرحت له ظروف الأسرة, فأخبر والده بها, وطلب هذا الأب أن أقابله, فربت علي ظهري, وأعلن أنه سيتولي تعليمي الجامعي علي نفقته, وهكذا كان, ومر الفصل الدراسي الأول بسلام, رغم قلة أيام حضوري. وخلال إجازة نصف العام كنت جالسا مع هذا المحسن الكريم ـ طيب الله ثراه ـ وقد بدا الاعياء والشحوب علي وجهي, وكشفت التحاليل الطبية والاشعات عن وجود مرض خبيث, فحمدت الله ولم أرتعب, وقبلت قدري, بشكر للخالق. وخلال وجودي في مستشفي الأورام الخاص, علي نفقة الجامعة نجحت في امتحان ديوان الموظفين وعينت بإحدي الوزارات بالقاهرة, وقد كان من بركة المرض أن حلت مشكلة التجنيد وبالاختصار, كان علي أن أهرب يوميا من فراش المرض, وأن أمضي لعمل شاق, ثم أذهب أيضا الي الكلية ثم أمضي ليلا الي المستشفي, بتشجيع من الأطباء والممرضات, ثم استذكر دروسي هناك ورغم شدة المرض وكثافة العلاج لمدة11 شهرا, وارهاق العمل, وكثرة المحاضرات فقد ساعدني الله في النجاح في المهام الثلاث, فتم شفائي بمعجزة, ونجحت في عملي, وتفوقت في دراستي وحصلت علي المجانية, رغم صعوبتها, وضعف الصحة وشدة المجهود, وقد احتفلت مع الأصدقاء باليوبيل الذهبي للمرض(1958 ـ2008) وباليوبيل الذهبي للزواج, وباليوبيل الذهبي لإصدار أول كتاب, وبالكتاب الجديد رقم600, وبوفاء الزوجة التي شاركتني آلامي وآمالي ومتاعب الغربة, وقريبا سوف أناقش رسالة الدكتوراه الثالثة بإذن الله, رغم مرضي الشديد بالقلب وضعف البصر, والكلي, وبعض أمراض أخري, تحملتها في نصف قرن, بلا تعقد, ولا شكوي, ولا يأس, بل أخذت دروسا عملية كثيرة من بركات الألم, ومن سير الأبرار الصالحين أمثال أيوب الصديق عليه السلام, واستفدت كثيرا من سيرة وتعاليم السيد المسيح, وقدمت للقراء تفاصيل تلك المتاعب والعقبات, في كتاب يحمل اسم ربنا موجود وقرأه الآلاف في مصر والخارج, وهو موجود حاليا بمكتبة المحبة بشبرا, لمن يريد المزيد من الدروس, ولكل فاشل ويائس, وحزين علي متاعب الدنيا العادية, ودرسا خاصا لاختيار الشريك المؤمن الحقيقي والمحب, والخالي من محبة الذات, والأنانية المادية, والمشاطر عمليا لضعف الشريك وأمراضه, وكما يقول المثل الشعبي إن الأفراح إذا وزعت زادت, والأحزان إذا وزعت هانت والله المستعان. د.ميخائيل مكسي اسكندر المعهد العالي للدراسات القبطية بالعباسية |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:53 | |
| أم الشهيد
من غيرها يستحق أن نذهب إليها محملين بالحب والهدايا لنغني لها يوم الاثنين القادم ست الحبايب؟ من غيرها يستحق أن نعتذر لها ونقبل يديها وقدميها, نمسح دموعها ونرتمي في أحضانها؟
هي وحدها التي تستحق في هذا اليوم أن نكون معها, أم الشهيد, الشاب العفي البريء الجريء الحالم.. الشهيد الصغير الذي تجاوز عجزي وعجزك, ضعفي وضعفك, الشهيد الذي تمني أن يعيش في مجتمع أفضل, أن يرفض الفساد, يتنفس الحرية, فدفع حياته ثمنا لمصر.. مات وهو يهتف للوطن.. وتركها وحيدة ملتاعة.. فرح مضطرب لأنه في الجنة وحزن مقيم علي فراق الحبيب الغالي, زينة الشباب, عريس الجنة, تهرب بعينيها منه وهو يحاصر وجدانها, تلاحقها ابتسامته الصافية في برواز صامت.. تنسي أنه في الفردوس الأعلي, تنتظر دخوله عليها مهللا من باب البيت.. تهرع إلي ملابسه المعلقة في حجرته, أشيائه المبعثرة التي ترفض أن تلملمها في انتظار ما لا يجيء! حتما ستنتظره الاثنين القادم, يوم عيد الأم, لن يتأخر أبدا في مثل هذا اليوم.. سيكون يوما عصيبا ومؤلما وحزينا, فهل نذهب الي كل أم فقدت زهرتها وحبها الكبير حبا في مصر, هل نبحث عنهن ونلتف حولهن, لعل في ذلك بعض الصبر, وجزء يسير من رد الجميل لورد الجناين الذي استشهد من أجلنا وترك لنا الأمل ولأمه كل الألم؟!! المحــــــــرر |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:55 | |
| السر المقدس
أثارت رسالة الفتاة التي تنتظر اصابتها بمرض السرطان شجوني وربما أثارت حزني أكثر,
فهي مهما تكن في مرحلة انتظار المرض أما من هو مثلي في مرحلة المرض فعليا منذ أكثر من17 عاما وليس مرض السرطان, بل هو مرض ألعن من السرطان آلاف المرات, ألا وهو مرض الاكتئاب, الغول الذي التهمني والتهم حياتي, الذي أصبت به منذ الصف الأول الثانوي دون سبب, فحولني بعد أن كنت الفتاة الأولي علي الفصل المتفوقة دائما والفتاة الرياضية التي تشترك في أكثر من فريق رياضي ـ انني أتعجب احيانا عندما اتذكر كيف كنت مشتركة في كل هذه النشاطات الرياضية والاجتماعية والمسابقات المختلفة وفوز فريقي دائما ـ فحولني من كل هذا إلي انسانة كئيبة فخسرت صداقاتي كلها وخسرت الانسان الوحيد الذي كان من الممكن ان ارتبط به, وخسرت قبل كل هذا نفسي, خسرت قدرتي علي التفكير والتركيز والتعامل مع البشر, سيدي هل تعرف معني مرض الاكتئاب, لا يوجد انسان في الدنيا يعرف معني هذا المرض إلا المكتئبون فقط.. معناه ألا يكون هناك طعم لأي شيء, لا طعم للأكل, للشرب, للكلام, لا طعم لأي شيء يمكنك تصوره في الدنيا وليس لا طعم فقط بل صعوبة في أداء هذه الاشياء كلها حتي صعوبة في قضاء حاجتك ـ سامحني ـ ويصبح وجودك البيولوجي كله عبئا عليك, ستقول لي لم لا تجربين العلاج والعلاج صدقني لا يأتي بنتيجة, جربت7 أطباء, والبرشام يتعبني أكثر من المرض نفسه, وجربت العلاج بالأعشاب فتحسنت حالتي قليلا لكن المرض لم يزل موجودا وطاغيا, لقد وصلت إلي درجة التساؤل: لماذا خلق الله مرضا كهذا؟ لماذا خلق الله مرضا يجعل صاحبه يقتل نفسه من ألم العذاب الذي يحياه؟! فكل يوم طويل وصعب والشعور بالضجر والزهق والملل المتواصل الذي لا يفارقك ثانية واحدة يقتلك, صدقني حاولت الانتحار أكثر من مرة لكنهم انقذوني في آخر لحظة, أسرتي الطيبة تساندني حتي الآن لكنهم لا يشعرون بما أنا فيه ولا أي انسان يستطيع أن يشعر بما أنا فيه إلا شخص مثلي, وصدقني انا لا اكتب اليك لاشكو فالشكوي لن تفيدني ورتبت حياتي علي الرضا, حيث لا أمل في عمل أو زواج او استمتاع بالحياة, وحيث انني اتقنت التمثيل علي من حولي أنني كويسة وطبيعية مثلهم, فمرضي هذا سر مقدس لا يعرفه إلا اسرتي فقط أما خارج اسرتي فلا يعلم احد انني مصابة بهذا المرض, ليس خوفا من أحد ولكنني لا احب ان اعامل كمريضة نفسية وأيضا لأنه لا أحد يستطيع أن يفهم هذا المرض أو أن يتفهم المصاب به, سيدي انني كنت اتمني ان اكون مصابة بالسرطان علي أن اكون مصابة بهذا المرض وادعو الله احيانا ان اصاب بالسرطان حتي لا اموت منتحرة. نسيت ان اخبرك ان الاطباء النفسيين, أو الذين كشفت عندهم علي مدي الـ17 عاما,7 اطباء, لا يهتمون بالمريض فكل همهم ان يكتبوا لي البرشام فقط لا احد منهم مهتم بسماع معاناتي, كما اشعر, واحد منهم مثلا كانت مدة الكشف3 دقائق وواحد آخر كان كشفه5 دقائق, اعتقد أن كل ما يهمهم هو النقود فقط لذلك كففت عن الذهاب اليهم. اما عن جلسات العلاج بالكهرباء التي كنت اصحو منها فاقدة الذاكرة فقدا مؤقتا لحسن الحظ وربما لسوء الحظ, فأذكر مرة ان اخي ذهب معي إلي المستشفي وبعد ان أخذت الجلسة صحوت لأجد نفسي في عنبر حريم لا اعرف أحدا فيهن كما انني لا أعرف الدكتورة المعالجة لي التي جاءت لتطمئن علي وسألتها أنت مين؟ رغم انني اعالج عندها منذ شهور وخجلت ان اسألها طب انا مين وايه اللي جابني هنا؟ في النهاية انا اكتب اليك ليس لأشكو فالشكوي في حالتي لا تجدي, أنا فقط اكتب اليك لأنه يثير جنوني ان اسمع او اقرأ عن احد يقول انا مكتئب ولو عرف معني الكلمة ما قالها, كما اكتب اليك لأنني لا أعرف أي جهة في هذا البلد تساعد المكتئبين أو تسهل اجراءات أي شيء لهم أو حتي جهة تسمعهم فقط وتحاول التخفيف عنهم. أما أنا فأعيش علي أمل واحد فقط هو ان يشفيني الله ـ عز وجل ـ رغم بعض الأفكار والهواجس التي تحيل حياتي جحيما ـ واعترف ان الله سترني في مواقف كثيرة ـ ورغم صعوبة تعاملي مع الحياة وصعوبة تعاملي مع البشر وصعوبة تعاملي مع نفسي, فأنا مازلت احيا علي هذا الأمل الوحيد ولو ضاع مني هذا الأمل فلا أعرف ما الذي يمكن ان يحدث لي بعدها. ارجوك ادع لي أنت وقراؤك بالشفاء, وارجوك ان تنشر رسالتي حتي يعرف الاصحاء في أي نعمة هم. * سيدتي.. نعم الصحة نعمة كبري لا يعرفها إلا من يفقدها, ومن يعاني من مرض أيا كان نوعه كان الله في عونه ورفع عنه ما ابتلاه به لحكمة هو وحده ـ سبحانه وتعالي ـ يعرف لماذا اختصه بها. الاكتئاب الذي اغتال سني عمرك النضرة, هو غير الاكتئاب العارض الذي يعلنه البشر كلما ألمت بهم محنة, فهو اكتئاب عارض يزول بانعدام السبب. أما الاكتئاب ـ الغول ـ الذي استفرد بك, فهو الذي ينجم عن خلل في كيمياء المخ, وهذا أمر علمي لا أقدر علي الخوض فيه, والأمر والتشخيص والعلاج للأطباء المتخصصين. فلم تكشف سطور رسالتك إن كان مرضك له علاقة بالوراثة, أو بدأ باكتئاب عابر لظروف محيطة, ولم يلتفت أحد من أفراد أسرتك لما تعانين حتي استفحل الأمر لما وصل إليه. كل هذا ـ ياعزيزتي ـ يستدعي عرضك علي طبيب محترم يؤمن برسالة الطب السامية, فيستمع إليك ويمنحك الوقت الكافي, ولا يفعل مثلما فعل الذين ذهبت إليهم بأن يكتب لك عددا من الحبات تبتلعينها علي مضض, ثم تلقين بها لأنك لم تثقي بالطبيب, تلك الثقة التي تمثل نصف المسافة للعلاج. وأرجو أن تتركي وسيلة للاتصال بك في قسم بريد الجمعة عبر الفاكس أو البريد الاليكتروني, وبإذن الله سنتيح لك فرصة العلاج والمتابعة عند واحد من كبار الأطباء الذين يراعون الله في عملهم. سيدتي.. سرك المقدس ليس عيبا ولا ينتقص منك, والحمد لله أنك مازلت تتشبثين بالأمل في الله, ولم تستسلمي لتلك الهواجس التي تدفعك للتفكير في الانتحار أو طرح أسئلة لن تقود إلي شيء, فالذي خلق الصحة والسعادة, هو الذي خلق المرض والعذاب وجعلها أرزاقا موزعة علي خلقه, لحكمة هو وحده ـ سبحانه وتعالي ـ يعلمها, وليس لنا إلا قبول ما كتبه علينا ـ في السراء كما في الضراء ـ راضين, صابرين, شاكرين. اعرف أنه كلام سهل علي انسان لا يتألم, وأن الألم يفسد المنطق والعقل, ولكن هل أمامنا بديل آخر غير الرضا والتسليم والقبول, فنحتسب ما نعاني عند خالقنا ليوم تجزي فيه كل نفس بما كسبت, وهل نحن إلا في مرحلة قصيرة مهما طالت, وفي عذاب عابر من أجل سعادة دائمة!هكذا وعدنا الحق. لا تصدقي هواجسك التي تقول لك: ليته كان السرطان, فلكل مرض آلامه وعذاباته.. فمن يؤلمه ضرسه لا يري ألما بعده, وما أقسي آلام العظام, وما أشد أوجاع القولون, وغيرها من الأمراض التي ندعو الله أن يقيها عباده.. وإن كان كل انسان ميسرا لما خلق له, فهو مؤهل أيضا لما ابتلي به, فاستمري ـ يا عزيزتي ـ علي صبرك وتفاءلي بالخير وستجدينه بإذن الله. وحتي تصلني وسيلة الاتصال بك لا أملك إلا أن أدعو لك الله أن يرفع عنك ويشفيك ويجزيك خيرا عن صبرك, ويهدي كل من أضل من عباده أو أهمل في مسئوليته التي سيحاسب عليها مثلما فعل من عالجوك, فقد تعلمت أن أدعو بالهداية للضالين والظالمين, فالله القادر علي الانتقام, قادر علي الهداية. وإلي لقاء قريب بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 00:59 | |
| شــــجر الليمــــــــون
سيدي.. اسمح لي أن أختار العنوان بنفسي لأنه بداية اغنية تعبر عما بداخلي كما تقول( كام عام ومواسم عدوا وشجر الليمون دبلان علي أرضه وكل شيء بينسرق مني العمر والأيام والضي من النيني) آه آه آه من هذه الكلمات للمطرب المحبوب محمد منير.
سيدي أعرض عليك مشكلة استعصت علي أشد الاستعصاء, ولا أظن أحدا من خلق الله بقادر علي أن ينفعني فيها, مع ذلك وجدت أنه لابد من عرضها ولو للسلوي فقط, أو ليشاركني قراؤك الرأي وليدلي كل منهم بدلوه في هذه المسألة الشائكة جدا, والتي دمرت حياتي النفسية, وجعلتني أعاني وأتوه في بحار الغربة تيها لا رشد فيه, ولا أجرؤ حتي علي مواجهة أحد في مشكلتي وجها لوجه, ومشكلتي تسبب لأصحابها الحرج الشديد في مجتمعنا المسلم, ولست الوحيد الذي أعاني منها بل يوجد الآلاف المؤلفة من الناس ولكن أحدا منهم لا يجرؤ علي البوح بما يعانيه, لأنه الدين والمجتمع وثقافتنا السائدة تحرم علينا التحدث عن مشكلتنا. وقبل أن أطرح مشكلتي لابد من إعطاء لمحة موجزة عني حتي يتسني لكم أن تفيدوني بما ينفع إن كان هنالك شئ ينفع, أنا انسان أبلغ الخامسة والاربعين من عمري, نشأت في أسرة متدينة جدا, أب لم اتذكره كثيرا لأنه توفي وأنا صغير جدا, وربتني أمي واخواتي البنات في حنية وحب كامل, طبعا مع كثرة التدليل الزائد وعندما ارجع بالذاكرة إلي الخلف اجد اني لم البس غير ملابس البنات حتي سن الخامسة, وطبعا عرفت هذا الكلام من أهلي وغيرهم, وهم يتذكرون هذه الايام بمنتهي البساطة, وهم لا يعرفون انهم قضوا علي وهم لا يعلمون بالاضافة إلي اطلاق اسم انثي علي من احدي الجيران وذلك لوسامتي في هذه السن الصغيرة حتي اصبحت لينا مثل البنات في كل حركاتي وتصرفاتي, حتي تفكيري وطلبي للعب مع البنات, وحتي سكوني, وحتي تفكيري الداخلي واحلامي, إلي وقتنا هذا وطبعا علي مر حياتي من بداية دخولي المدرسة ثم تخرجي في الجامعة وحتي في شغلي الآن لم يرحمني أحد من كل انواع الهمز واللمز, وما ادراك ما قسوة المجتمع برمته.. سمعت كل أنواع السخرية مثل شكله زي البنات مشيته زي البنات صوته رقيق اوي, كل هذا الكلام كان يحرقني أكثر من حرق النار, وكنت أنعزل داخل نفسي واكره نفسي ولكن ما باليد حيلة لابد من مواصلة الحياة مهما تكن, وأخذت علي سماع مثل هذا الكلام من كثرة ما سمعته ومع تقدمي في العمر قل هذا الموضوع تدريجيا واصبحت اكثر رجولة طبعا ظاهرا فقط, اما داخليا فهنا تكمن المشكلة, وقد وجدت رأي العلماء والفقهاء المسلمين عبر العصور لا يرحم من هم في مثل حالتي, بل لم يكن منهم إلا الانكار واللعن والطرد من رحمة الله. وقد حان الوقت بعد هذه المقدمة أن أقدم مشكلتي علشان أحس اني مش لوحدي, والأمر الذي أطلت في التقديم له هو المثلية الجنسية وكانت بداية قصتي معاملة أهلي لي بهذه الطريقة وليس لي سبب فيها, حتي تغيرت فطرتي حتي اني نشأت منذ نعومة أظفاري وليس بي أي ميل للنساء. وكان أول إحساس برغتبي تجاه الذكور وأنا في سن صغيرة جدا, وكان إحساسا غامضا غير مفهوم بالنسبة لي, ولكنه ارتبط عن طريق الأحلام بشكل مبهم, ولم أكن أدرك أن الأمر سيتطور إلي رغبة فيما بعد, ثم تطور إلي ماهو أسوأ, وكنت لا انجذب الي الإناث مطلقا ومازلت, وكنت دائما احرص علي منع نفسي من الوقوع في المعصية ولكن هيهات ان امنع هذه الرغبة وانا في سن الطفولة حتي عشر سنوات ماضية ثم تبت الي ربي, وابتعدت عن الجميع هاربا من كل من عرفت في هذه المرحلة أو غيرهم ممن عرفت علي مدار حياتي وصرت وحيدا بلا أصحاب, انغماس تام في وحدة رهيبة مع نفسي, لا أملك إلا ندب حظي من الحياة الدنيا في سرية تامة, والتأمل في الآخرة, ليس لي أي نشاط سوي العمل ثم العمل وحتي في العمل انا معذب, شعوري تجاه بعض زملائي إحساس غير طبيعي فأنا اعتبر نفسي خائنا لهم جميعا بنظراتي لهم, ولكن كيف استمر علي ذلك وأنا مقتنع بأن وضعي وحظي وقدري من خلق الله وان الله يعلم ماخلق. ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وبالتالي وبحسب فهمي لايمكنني ان أومن بأن أدفن نفسي في الوحدة أو أن اتخلص من حياتي من أجل شيء ليس لي به ذنب لا من قريب ولا من بعيد, فقد نشأت في بيئة متدينة وكنت طفلا مطيعا ومؤدبا, ولما قرأت القرآن وجدته الكتاب الوحيد الذي يستحق الحفظ كاملا, ولكن اثارتني فيه آية تصب في مشكلتي وهي قوله تعالي في سورة الروم( ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والآية تدعونا للتفكر في مسألة العلاقة الحميمة بين الذكر والأنثي والتي تؤدي بهما الي السكن النفسي, وهو الشعور بالحب كما هو واضح, ولكن أين أنا وأمثالي من هذه الآية, أرجوك اريد الاجابة فأنا مسلم ومثل هذه الآية نزلت لنا كمسلمين عاوز أفهم ارجوكم وحاولت تنفيذ هذه الآية وتقدمت لخطبة بعض البنات وانا لا أميل إليهن, كنت افعل ذلك فقط لاثبت أمام أهلي والمجتمع اني شخص طبيعي حتي لا ينكشف امري, ودائما كنت افتعل المشاكل واخرج من الخطبة لاني أعرف نفسي وأحيانا أقول هل يضع الله فينا هذه الشهوة.. لماذا؟ ماهو السبب أعرف ان سؤالي هذا محظور, ولكن أريد أن أحيا حياة طبيعية اريد ان اكون رجلا وليس مجرد شكل رجل, اريد ان اتزوج مثل الآخرين, وأنجب البنين والبنات واستمتع بالزواج ويكون لي كيان مثل باقي البشر, واكون رب بيت, أريد ان يكون احساسي بزملائي في العمل احساس عادي. ومع تقدمي في السن أزداد اغترابا ومعاناة مستمرة, ارجوكم ساعدوني انقذوني, انا أوشكت علي الانتحار, أوشكت علي التخلص من هذه الرغبة بقتلها وقتل نفسي معها, لاني قرأت علي العلاج ووجدته يحتاج الي سنوات وسنوات, والنتيجة في الآخر ليست مضمونة, إذا كان هناك نتيجة اصلا, وعلي الرغم من ذلك ذهبت لطبيب كبير جدا, ولمحت له من بعيد عن حالتي, وطبعا بخبرته الشديدة فهمني وكتب لي علي روشته العلاج.. إن العلاج ليس عنده وعلي أن أطرق أبواب الاطباء النفسيين, ولم ينطق بكلمة واحدة, بعد ذلك فقط استمر في النظر لي بدون اي كلام, وانا احترق امامه, واقسم لك أني خرجت من عنده بأعجوبة فمن حسن الحظ ان الباب كان اقرب من الشباك وإلا كنت اختصرت الطريق للخروج, ولن اكرر هذا مرة اخري فإنه عذاب بمعني الكلمة أن اذهب إلي طبيب نفسي وأقول له انا مش راجل ارجوكم يامعشر الرجال هل من الممكن ان اقول هذا الكلام لاي شخص, صدقوني سأموت قبل أن اقولها.. < منذ أن توليت مسئولية بريد الجمعة منذ ما يقرب من6 سنوات وأنا لا أميل إلي نشر مثل هذه الرسائل, وأفضل أن تكون الردود فيها خاصة, وإن كسرت هذا الحظر في مرة سابقة, وكان الهدف من ذلك هو حماية أطفالنا والتفريق بينهم في المضاجع, وعدم السماح بنومهم مع أي غرباء. وها أنا أفعل للمرة الثانية متوقفا ومختلفا مع مفاهيم كثيرة لدي بعض مرضي المثلية الجنسية ولا أتحدث طبعا عن المنحرفين جنسيا بكامل إرادتهم ووعيهم لأن لهؤلاء شأنا آخر وعقابا في الدنيا والآخرة. دعونا نقف أولا أمام ما تعرض له صاحب الرسالة من تنشئة سيئة, فيها من التدليل الزائد وإرتداء ملابس البنات والنداء باسم أنثي, وغيرها من الأشياء التي ــ ودون أن نعلم أو نلتفت أو نهتم ــ تحدث تلفا في التركيبة النفسية للطفل فتفقده هويته وإحساسه بنوعه كذكر, فتدخله في عزلة تجعله يميل بها تدريجيا إلي الانجذاب نحو البنات واللعب معهن والابتعاد عن الاطفال الذين يسخرون منه لميوعته أو ليونته, وما يرتديه, فتزداد الهوة, وتلتصق بالطفل صفات وخصال تجعله ضعيفا وهشا ونهبا للمرضي وضعاف النفوس... قد يبدأ الأمر بلعبة وينتهي إلي حالة مرضية تحتاج إلي علاج قاس وطويل. أما ما أختلف فيه مع صاحب الرسالة, فهو محاولة الاستسلام لفكرة أن ما هو فيه قدر, ومن خلق الله, فالله يعلم من خلق, وقد خلقك في أحسن صورة, وإذا كان مفهوما ضعفك وسقوطك في صغرك, فماذا عنك وأنت تعلم جرم ما يحدث وترفضه ونجحت بإرادتك في التوقف عنه منذ عشر سنوات. بعد أن تبت إلي الله... أليس هذا قرارك الذي قدرت عليه, فما الذي يمنعك من مواصلة البحث عن علاج؟!... إن الخطر الحقيقي, وعدم الوصول إلي أي طرق للعلاج هو استسلامك لفكرة أنك خلقت بهذا الإحساس الشاذ, لقد شوهت يا سيدي نفسيا وأنت مكتمل الذكورة, فاستسلمت, ولم تقاوم, وعندما فعلت نجحت ووضعت يدك علي بداية الطريق... هذه البداية لن تكون من خلال طبيب كبير غير متخصص... أنت تحتاج إلي طبيب نفسي متخصص يصلح تلك التشوهات النفسية, وستشعر بعدها بالميل إلي الجنس الآخر.. ووقتها يمكنك الزواج والإنجاب, ونسيان تلك التجربة السيئة, لتعيش مثل باقي البشر الأسوياء, فلا تضعف وتذكر أنك مسئول عن تصرفاتك أمام الله قبل البشر, فإن أخلصت النية والتوبة ستجد الله في عونك, أعانك الله وشفاك مما ابتلاك وحفظ اطفالنا من سوء التربية حتي لو كانت باسم الحب والتدليل.. وإلي لقاء قريب بإذن الله.. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 01:05 | |
| ا دكتــور! بشيء من الامتعاض تابعت قراءة رسالتي قطرة دماء ولحم الفقراء, ولم يكن امتعاضي تقليلا من شأن آلام المرضي بالطبع..
ولكن إشفاقا علي الأطباء.. أولئك العبيد في بلاط المستشفيات الحكومية.. والذين لا يملكون وقتا للدفاع عن أنفسهم في مواجهة كل تلك الاتهامات التي يرشقهم بها مرضاهم. يتحدثون عن أخطاء الأطباء وإهمال الأطباء و طمع الأطباء, وأطباء المستشفيات الجامعية ووزارة الصحة.. أو بالأصح الأطباء حديثو التخرج. ولنتحدث أولا عن الأخطاء.. ولن أدافع بالقول إنهم مازالوا في بداية حياتهم العملية.. وأن أي مبتديء في أي مهنة لابد أن تكون له أخطاؤه.. ربما لكي يتقن فيما بعد.. وبرغم صعوبة تقبل فكرة أن الطبيب لابد أن يخطيء فيضاعف آلام البعض لكي يتعلم وينجو بالبعض الآخر.. وأنه لا ذنب لأي مريض لكي يدفع صحته وحياته أحيانا ثمنا لتعلم الطبيب, رغم صعوبة تقبل هذه الأفكار.. إلا أنها للأسف الحقيقة ولكنها وفي كثير من الأحيان ليست السبب المباشر في أخطاء الأطباء في المستشفيات الحكومية.. والتعليمية منها تحديدا.. التي يشرف فيها عدد كبير من الأطباء ذوي الخبرة علي غيرهم من المبتدئين.. هذا خلاف أن العدد الهائل من المرضي الذين يتوافدون علي المستشفيات الحكومية يوميا ومع تشابه حالاتهم يرفع معدل تعلم الأطباء ويقلل نسبة الخطأ الي حد كبير. ولكن ولنفترض أن اطباء المستشفيات الحكومية جميعهم من الأساتذة الخبراء المتخصصين.. قل لي بربك ماذا تفعل الخبرة مع طبيب يعمل لمدة36 ساعة بلا راحة.. وأحيانا يصل عدد الساعات الي48 ساعة عمل متواصلة.. ماذا تفعل الخبرة للمريض عندما يعمل الطبيب24 ساعة ويرتاح ساعتين, ثم يعمل24 ساعة جديدة وهكذا دواليك.. سيدي لم يصل العلم حتي الآن لآلات مصانع تعمل24 ساعة بلا توقف.. لكن العقل المصري الذي وضع لهؤلاء الأطباء نظام عملهم وصل لأبعد من ذلك وقدم للعالم طبيبا يعمل لمدة36 ساعة أكثر من15 مرة في الشهر.. ويقبض في نهاية الشهر نحو700 جنيه.. يا بلاش. ويأخذني هذا للحديث عن تهمة طمع الأطباء.. الحقيقة لا أعرف عن أي طمع أو عن أي أطباء يتحدثون.. هل عن الطبيب الذي لم يأخذ من التفوق الدراسي سوي أن الناس تناديه يا دكتور.. هل هذا اللقب يستحق تحمل كل هذا الشقاء.. نعم يا سيدي فالطالب الأكثر تفوقا في مصر هو الأكثر شقاء.. فهو مبدئيا يلتحق بكلية السنوات السبع.. مما يعني أن زملاء دراسته الثانوية ـ الأقل تفوقا ـ يكون أغلبهم تخرج والتحق بوظيفة وبدأ في تكوين نفسه.. والدكتور مازال طالبا.. ثم إن قاده تفوقه لأن يكون أحد أوائل دفعته فهذا يعني أنه سيعين في المستشفي الجامعي.. أي علي الأقل ثلاث سنوات إضافية من التعليم, ولكن في صورة ممارسة هذه المرة.. والتعيين في المستشفي الجامعي يعني استحالة ممارسة أي عمل في المستشفيات الخاصة ومن ثم تحسين الدخل.. لأنه ببساطة الوقت ما بين النبطشيات لا يكاد يكفي للنوم أحيانا.. مما يعني الاكتفاء بالـ700 ملطوش هذا إن لم يخصم منهم أي جزاء إداري لأن الاستشاري مر بالصدفة ووجد الطبيب المهمل نائما لمدة نصف ساعة كاملة خلال الـ36 ساعة.. ولم يكن مستعدا لاستقبال العلامة المتفضل بالمرور علي المرضي, خلاصة الأمر أنه في الوقت الذي يتأخر فيه سن زواج الشباب حتي الثلاثين.. فإن الطبيب عند هذه السن ـ يبدأ تكوين نفسه!! بعد كل هذا هل نجرم الطبيب أنه عندما أنهي المدة التعليمية, أصبح يعمل في مكانين في نفس الوقت بحيث يوجد في أحدهما ويكونonCall في الآخر.. أي جاهز للوجود في أي وقت, كيف يفسر هذا علي أنه طمع؟ هل معني أن الأطباء يعملون لإنقاذ حياة الناس أن يضحوا بحياتهم وبأبسط حقوقهم فيها للأبد؟ ولماذا يعملون في نظام يفترس شبابهم بحجة أنهم عندما يصبحون دكاترة كبارا ستتضاعف أجورهم ويعيشون حياة أكثر رفاهية؟ وأخيرا الحديث عن إهمال الأطباء, عندما يتصور البعض أن الطبيب هو مدير المستشفي أو صاحبها وليس مجرد موظف يبذل جهده في حدود الإمكانات المتاحة له, فما بالنا عندما نتحدث عن إمكانات مستشفي حكومي يستقبل عشرات, بل ومئات المواطنين كل يوم. سيدي.. الأطباء في مصر عندما يقررون التفوق.. فلا أقول لك إنهم لن يملكوا وقتا لأسرهم.. لكنهم لن يملكوا وقتا حتي لأنفسهم.. وقت الطبيب كله للطب, عالمه هو مرضاه أو ـ حالاته ـ.. فإن لم يجد منكم مساندة, فيكفيه أن تكفوا ألسنتكم عنه. منة الله صابر زوجة أحد الأطباء المتفوقين |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 30/3/2011, 01:14 | |
| صــلاة أبـي مشكلتي ياسيدي الفاضل تبدأ وتنتهي عند أبي, إنه اب حنون لأقصي درجة, يعمل في هذه الحياة من أجل راحتنا فقط وإسعادنا ويحقق لنا كل مانحلم به وهو حنان محسوس بالمواقف.. انه اب يفخر به ابناؤه في كل مكان ولله الحمد.. حج بيت الله واعتمر اكثر من مرة ويزكي من امواله ويؤدي فروضه.. ولكن.. ينقصه اهم فرض وهو الصلاة( التي هي عنوان وبداية علاقته بربه), يشهد الله كم أتعذب وانا اكتب هذه الكلمات عن ابي ولكن لابد ان اكون صريحة.
ابي ياسيدي يصوم ولكنه لايصلي, يحب ربه ولكن لايؤدي له ابسط حقوقه علينا, يحمد ويشكر ربه علي حالنا ولكن الحمد والشكر ليس بالقول فقط. لك ان تتخيل ياسيدي كم العذاب وتأنيب الضمير كلما أصلي اي فرض او اسمع آية في صلاة تتحدث عن عذاب تاركي الصلاة فتنهمر دموعي وترتعش أرجلي وتبرد اطراف اقدامي ويدي وكأنها سكرة الموت واحيانا اجلس في الصلاة من فرط البكاء( علما بأني صغيرة في السن) خوفا علي ابي او كلما شعرت بأن الآية تقصده.
ذبل لساني من كثرة الدعاء له واحيانا اخجل من الله من ان ادعو لأبي بالمغفرة وهو لايؤدي ابسط حقوق الله عليه ومما يزيد خوفي وقلقي علي ابي الحبيب ان الله منعم عليه في رزقه وصحته وابنائه وزوجته وحياته, كل ذلك يجعلني علي يقين ان الله لابد من ان ينزل عقابه عليه, حاولت والدتي معه كثيرا ولكنه لايتقبل النصيحة او حتي النقاش فيئسنا من المحاولات الفاشلة.
وبالرغم من ذلك.. من نعم الله الكثيرة علينا انه انعم علي انا ووالدتي بالايمان والقلب الذي ينبض بحب الله ورسوله فالحمد لله ملتزمتان في صلاتنا في اوقاتها من فروض وسنن وتهجد وقيام. ولله الحمد وليتنا نوفي الله حقه, ولكني اخشي من ان يكبر اخي ويصبح صورة من أبي.
ارجو منك ومن قرائك الافاضل الدعاء لوالدي بالهداية وان يبعد الشيطان عنه ويهديه الله ويغفر لنا وله ذنوبه ولك ولكل قرائك بإذن الله, وإذا اسعدتني برأيك ونصيحتك انت او أحد من قرائك الاعزاء اكون لك من الشاكرين.
واستأذنك ان تسأل لي احد الشيوخ الافاضل هل يتقبل الله الدعاء لأبي بالمغفرة؟ هل يسمع مني الدعاء؟ وهل يجوز اصلا ان ادعو لابي بالمغفرة والرحمة والهداية وهو لايصلي؟ * عزيزتي.. أنت نموذج طيب للابنة الصالحة ولوالديك ان يفرحا ويسعدا بك وبحسن تربيتك.. والحمدلله ان والدك لايصلي تقصيرا وليس انكارا, ويحرص علي اداء باقي فروض ربه ويراعيه فيكم, وبإذنه تعالي يستجيب لدعائك ووالدتك ويتم عليه وعلينا نعمته بعدم التقصير في أداء الصلوات. اما عن اسئلتك فقد عرضتها علي فضيلة الداعية الاسلامي العالم الحبيب علي الجفري الذي يري ان الدعاء في مثل حالتك لوالدك ليس جائزا ولكنه واجب عليك, ويدعوك الي الدعاء له بالهداية والمغفرة وأن تلحي في دعائك مع اليقين الكامل بانه مستجاب وان تتفاني في خدمة والدك دون توجيه اي لوم او عتاب له ويكفي مايلمحه هو في عينيك من حب وخوف عليه. اما النصيحة الثالثة فهي الثناء عليه والتعبير عن سعادتك بالخير الذي يفعله وأدائه للصدقات والزكاة وحبه ورعايته لكم فالخير ينمو بالمدح لا باللوم والعتاب.. حفظك الله ورعاك وهدانا جميعا. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|