|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 10/3/2012, 10:39 | |
| لا تلوموا مبارك تعليقا علي رسالة امرأة من هذا الزمن.. لا يستطيع صاحب قلب أن يقرأ تلك الرسالة دون أن يتعاطف مع صاحبتها ويبدي إعجابا وإكبارا لتلك السيدة الكريمة الأصل, الطيبة المنبت.. ولقد دفعني ردك الحصيف عليها إلي البدء في نظم تلك الرسالة المتواضعة.
وكان العامل الرئيسي في ذلك هو حديثك عن الفساد الذي ضرب المجتمع كله.. ورأيت نفسي أبحث عن هذا الفساد وأفتش عن جرثومته.. هل حط علينا الفساد من الخارج أم من الداخل.. هل الحكم البائد هو الذي اخترعه أو أنه نشأ في بيئة حاضنة للفساد فكان أن أصبح فاسدا مفسدا بدلا من أن يواجه هذا الفساد ويقاومه بحكم المسئولية والواجب.. وهاكم تلك الشذرات. بعد ان كان صاحب الانجازات التاريخية والفتوحات الأسطورية.. أصبح صاحب كل انتكاس سياسي وإخفاق اقتصادي وانهيار اجتماعي.. وهذا هو حالة تلك الدنيا التي إذا أقبلت علي إنسان منحته محاسن غيره.. وإن أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه..! لا يخفي علي أحد أن ما يسمي بالتوريث هو عرف تعارف عليه المجتمع المصري قبل أن يطفو علي سطح السياسة ملف الوريث( جمال الثاني).. ففي جامعاتنا يتوارث الأبناء مناصب آبائهم بالحق حينا وبالباطل أحايين أخري.. حيث يتم الاعلان عن وظائف تكون قد فصلت تفصيلا لأهل الثقة والحظوة و(البهوات) الصغار.. فمن يا تري هو صاحب فكرة التوريث في مصر.. هل هو مبارك؟ أو أن مبارك هو الذي استوحي تلك الفكرة من بعض أبناء شعبه الأخيار الأطهار..؟ طبقا للواقع والأرقام فإن غالبية قضايا الحقوق والمواريث بين الأهل والأقارب يتم الفصل فيها باللجوء إلي المحاكم وساحات القضاء نظرا للأطماع والتعدي علي الحقوق ومحاولة كل فرد الاستئثار بأكبر قدر من الميراث بغير وجه حق حتي ولو كان علي حساب أقرب الأقربين..فهل مبارك هو الذي علم الناس السلب والنهب والسطو علي حقوق الآخرين, أو أنه تلميذ نجيب لبعض أفراد شعبه الأخيار الأطهار..؟! هل مبارك هو الذي خلع علي نفسه ألقاب القيادة والزعامة والحكمة ورجاحة العقل أم أنها كتائب المنافقين من الكتبة ومدعي الفكر والثقافة الذين وطنوا أنفسهم لخدمة كل حاكم.. تراهم يميلون مع كل ريح ويتبعون كل سلطة شاهرين أقلامهم وخناجرهم للدفاع عن كل صاحب سلطة. منافحين عنه بكل ما يملكون مادام صاحب السلطة والصولجان.. هل مبارك هو الذي سن القوانين سيئة السمعة التي حكم بها البلاد أو أنه وجد من جهابذة القانون من يزين له سوء عمله ويتطوع بتفصيل الدساتير والقوانين التي تزيد من طغيانه وتزيد من فساد النفس البشرية الأمارة بالسوء؟ من هو الأكثر فسادا ومن هو الأكثر سوءا.. مبارك الحاكم الذي تنازعته شهوة الحكم وسطوته وتوجسه من المجهول أو هؤلاء المرتزقة الذين ارتدوا مسوح الرهبان ورجال العدل وقاموا بموالاة الحاكم وإغرائه بسن قوانين تحمي الفساد, بل وتقننه وتطلق يد الحاكم دون حساب لتصنع منه الفرعون الذي لا يسأل عما يفعل لينتهي به الحال إلي شيخ فان محمول داخل قفص من الذل والهوان ترميه الأبصار تارة بالتشفي وتارة بالشماتة وتارة بالشفقة من بعض ضعاف القلوب.. فبئست تلك النهاية التي انتهي اليها مبارك الذي لم يكن ضحية لنفسه البشرية الضعيفة فقط. ولكنه كان ضحية الزوجة والولد ومستشاري السوء وسدنة القانون الذين أرادوا التقرب إليه زلفي علي حساب الوطن والشعب وقيم الحق والعدل.. لست مدافعا عن مبارك ولا منافحا عن أخطائه وخطاياه في حق الوطن والمواطن, ولست مبررا لسوء عمله ولجرائره التي انتهت بنا إلي هذا المآل وإلي تذيل الأمم بعد أن كانت مصر منارة يهتدي بها وفخارا لأبنائها في الداخل والخارج.. لست هذا ولا ذاك أيها السادة ولكني أردت أن أقول في الوقت ذاته: إن مبارك ما كان له أن يكون كذلك لولا الحاشية وبطانة السوء, ولولا خيانة المثقفين والعلماء الذين شاركوا مبارك فساده وخطاياه إما بتملقه وموافقته ابتغاء عرض الحياة الدنيا وإما بالسكوت خشية إغضابه وإيثارا لسلامتهم حتي ولو كانت علي حساب سلامة الوطن ومصالح الأمة.. أيها السيدات والسادة.. لا تلوموا مبارك وحده.. ولوموا أنفسكم أولا إن كنتم منصفين.. وكيفما تكونوا يول عليكم.. لو كنتم تعلمون..! رضا نبيه سليم ــ شربين ـ دقهلية
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 10/3/2012, 10:41 | |
| أتمني أن استطيع الاختصار فالموضوع تفرد فيه صفحات وصفحات رغم أنه يمس جانبا واحدا من جوانب حياتنا.
قرأت رسالة الفاضلة زوجة صاحب رسالة نصف ساعة بعد ما قرأت رسالتها وجدتني مدفوعا لقراءة رسالة السيدة الفضلي صاحبة رسالة برغم اني امرأة حتي يكون ردي شاملا لما جاء بتلك الرسائل وتكون رسالتي ردا مناسبا إلي ثلاثتهم متمنيا لهم السعادة التي نلتها بفضل الله بعد مروري بكل ما سكبوه من كلمات علي صفحة بريدك الجميل الذي اعتبره جلسة روحية نتخفف بها من أثقال كثيرة سواء كنا قراء أو كتابا, مرضي أو أطباء. بعد قناعتي بكل ما ورد في الرسائل الثلاث احكي قصتي ربما تكون مصداقا لكلامهم وتكون صلحا وتوافقا وسببا في عودة السعادة لزوجي نصف ساعة. أنا ياسيدي تزوجت عن حب بزوجة خطبتها وأنا طالب, وتزوجتها بعد تخرجي بعامين نسجنا قصة حب عاشها معنا كل الأهل وعشنا أيام سعادة لا توصف وإن قابلها بعض الأمور الطبيعية مثل الغيرة والجهل بالعلاقة وكما جاء برسالتيهما بالضبط واختصار وبعد ان وصلت لنفس احساس الزوج الفاضل وجدت نفسي مدفوعا لحل مشكلتي بقوامتي علي زوجتي ومعرفتي بأمور الحياة أكثر منها, واحتكاكي فقررت ان تكون زوجتي بغيتي, وفي جلسة مصارحة عرفت منها مكنون شخصيتها وتفكيرها واكتشفت ان رتابة الحياة ورتابة ممارسة العلاقة الزوجية وراء كثير مما كنا نعاني, وعندما صارحتني بأنها لا تشعر معي بالمتعة رغم حرصي علي ذلك واعتقد بنفس دوافع زوجة صاحب الرسالة لم أغضب ولكن رغم حزني الداخلي الذي تغلبت عليه آثرت السماحة والرفق واعتقد ان الله وفقني في ذلك وكأنني كنت علي موعد مع السعادة ولكنها في حالتي كانت سعادة بدون منغصات اسأل الله دوامها. ومن هنا كانت انطلاقتنا كل بما يستطيع من جهد لصيانة السعادة وتجديدها وبدأت انا دون تفاصيل بفعل كل ما هو ممكن ان يثير الزوجة أو تتوق اليه نفسها بما أحل الله وان أوظف ما منحها الله من مواطن فتنة وجمال لاسعادها قبل اسعادي وفي نفس الوقت أوصلت اليها كل ما هو من الممكن ان يثير الرجل أو يسعده في المرأة عموما فكانت مثل نهر يفيض فاندمجنا وذبنا في بعضنا برغم أن سني تعدت الاربعين وسنها قاربتها واعتقد اننا وبقناعة منا نحن الاثنين عشنا في هذا العمر ما لا يستطيع عيشه من هم شباب في شهر العسل وأصبحنا كل يوم في جديد حتي أنني فكرت في كتابة كتاب بعنوان السعادة الممكنة حتي اهدي فيه لكل من تعثر بهم الفكر لفهم بعضهم أن يقتفوا أثرنا وينهلوا مما ننهل. واحب أن اذكر اننا في مثل ظروفهم تماما ومن الأولاد لنا مالديهم ومن الظروف واجهنا ما واجهوا واختلفنا كما اختلفوا, ومن هنا أوجه نصيحتي لهم رجاء افعلوا ما فعلنا وللزوجة افعلي ما فعلت زوجتي لم يقف بينها وبين اسعادي وبين ما يمكن ان يسعدني أي حاجز, وهنا أقصد الحرية في التعبير عن رغبتها بأي شكل مادمنا لا نغضب الله ومن استخدام الكلمات والحركات وغيرها وأنا كذلك فكنا في غرفة نومنا في قمة التحرر, وخارج عتبة دارنا أنا الرجل المهذب الوقور وهي المنقبة المتدينة غاضة الطرف.. يالها من حياة حينما تتوافق القلوب علي حب السعادة ونقاء النفس. سيدتي اسعدي وامنحي السعادة تجني الثمن مرتين, وياسيدي كن حكيما وامتلك مفاتيح قلب زوجتك وانفق بسخاء مالا وعاطفة تجن ثمن الاثنين حبا وودا وسلاما نفسيا وشبابا دائما. وختاما احيي صاحبة الرسالة الأولي برغم اني امرأة فهي من أحيت فينا كل هذه اليقظة الي أسباب سعادتنا احييها لأنها كانت صادقة وارجو ألا يلومها أحد فهي صاحبة الاحساس الصادق والصدق مع النفس وهي شرحت ما يجول بخاطر الرجل أكثر من رجل ووصفت احتياج المرأة أكثر من امرأة. وعذرا علي الاطالة وللجميع مني أمنيات السعادة راسخة البناء زوج سعيد
|
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/3/2012, 13:10 | |
| الابتسامة الحزينة! لم أحلم يوما أن يصل صوتي لأحد حتي قابلت رجلا طيبا قال لي إنه سيكتب لـ بريد الجمعة لإنقاذ ابني, فقصصت عليه حكايتي. <P align=justify> أنا يا سيدي رجل بسيط أعيش في إحدي القري, نشأت في أسرة فقيرة وسط أختين ووالدين يعملان في أرض الناس بالأجرة, عرفت طريق الشقاء والسعي إلي الرزق وأنا في التاسعة من عمري, فعملت في أشياء كثيرة لكسب قوت يومي بعد وفاة والدي, وكانت أمي هي العائل الوحيد لنا, تخرج كل طلعة صباح إلي غيطان القرية تعمل في أي شيء لتوفر لنا شيئا نأكله, وظلت تسعي في حياة شاقة حتي تسلل المرض إلي جسدها وماتت وأنا لم أكمل الأربعة عشر عاما, فعشت وحيدا بعد موتها أعواما انتقل من بلد إلي بلد بلا هدف أو مأوي.. المكان الذي أعمل به هو المأوي والعمل. ظللت علي هذه الحال حتي ضاق صدري وحدة وغربة فرجعت إلي قريتي وأنا في الثلاثين من عمري, وبتساهيل من المولي عز وجل ومساعدة أناس طيبين وقفوا بجانبي استطعت أن أتزوج من فتاة لا تقل ظروفها المعيشية بؤسا عني. وكان في زواجي منها عفة لي وبحثا عن أنيس يعينني علي الحياة الصعبة التي أعيشها.. والحمد لله رزقني الله فتاة طيبة سعدت بها وعشنا معا حياة هادئة. لن تصدق سيدي إن قلت إنني لم أتمن أن أكون أبا خوفا من أن يأتي طفل لا أستطيع تربيته وتعليمه إيمانا بأن من لا يملك قوت يومه كيف يفكر في إنجاب أطفال قد لا يحسن تربيتهم وتوفير حياة كريمة لهم فيعيشون الحرمان الذي ذقته في طفولتي, فقد ترك ما لا قيته في حياتي أثرا جعلني لا أفكر في الانجاب رأفة بالقادم من أب لا يملك إلا صحته, وإن مرض يوما مات جوعا.. لكن إرادة الله لا راد لها وحملت زوجتي وبشرتني وهي سعيدة, فلم تر علي وجهي غير التجهم وابتسامة حزينة, شعرت بما أخفيه في نفسي فقالت: كل واحد بييجي برزقه ويمكن اللي جاي يكون رزقه ونصيبه من الدنيا أحلي.. سيبها لله. وبدأت أبحث عن أي مصدر رزق زيادة, ولم أتكاسل يوما عن أي عمل.. أستيقظ مبكرا مارا علي الغيطان حاملا فأسي وفي جيبي رغيف خبز وقطعة جبن قديمة, وإن لم أجد من يطلبني للعمل في أرضه أقوم بإصلاح الطريق, فأردم حفرة أو أنظف مجري مياه مسدودا, فيستحسن الناس ما أفعل ويطلبونني للعمل, وآخر النهار أعود حاملا بعض خيرات الغيطان محتفظا بما ساقه الله من رزق للمولود القادم, وعندما اقتربت زوجتي من وضع المولود عملت حسابا لدخولها المستشفي كعادة نساء اليوم, لكن رحمة الله واسعة وكان الله بالسر عليما, فقد وضعت زوجتي مولودها في بيتنا بمساعدة داية وقليل من الماء الساخن, ولم أنفق مليما واحدا علي هذه الولادة. حتي الداية رفضت ما حاولت دسه في يدها مقابل جهدها.. كان المولود ولدا, فرحت به كثيرا وعاهدت نفسي ألا أحرمه من شيء مهما تكن الظروف. وبعد شهرين من ولادته بدأت ألاحظ أن حركات جسده ويديه ورجليه شكلها غير طبيعي, حتي نظرات عينيه لم تكن طبيعية, عرضته علي طبيب وكانت الصدمة التي قلبت حياتي وحولت فرحتي إلي حزن.. فقد اسودت الدنيا أمامي عندما أخبرني الطبيب أن ابني ولد معاقا ولا يمكن التدخل بأي جراحة إلا بعد أن يكمل خمس سنوات, ولتكتمل المأساة وجدت الطبيب يشير بيديه أمام عينيه ونصحني بعرضه علي طبيب عيون, وذهبنا وكانت الصدمة الثانية التي لا يصدقها عقل أو تخطر علي بال أحد. فقد ولد ابني أعمي لا يري.. قل لي سيدي ماذا أفعل لمواجهة مصيبتي هذه وأنا أقضي يومي في كبد وشقاء للحصول علي لقمة العيش؟! شفقة قلبي علي ابني تؤلمني, بل تعذبني.. وأنا في طريقي إلي البيت فكرت في أشياء كثيرة, حتي انحرف بي الفكر وكدت أخسر ديني ودنياي ونفسي عندما ظننت أن موته راحة له من هذا المصير الصعب.. عجز في الجسد وعجز في البصر!!! حملته بين ذراعي ودخلت بيتي وضعته أرضا وجلست أبكي أنا وأمه بحرقة وكأننا نبكيه ميتا.. نتمني معجزة من السماء تنقذه ولو علي الأقل بصيص نور في إحدي عينيه يري به الدنيا.. وعشنا علي هذا الأمل حتي بلغ ابني7 سنين مرت علينا ونحن نتعجب من هذا الطفل.. كيف سيعيش؟! فكونه معاقا قد يتأقلم مع ذلك لكن أعمي!.. رحمتك يا الله. سيدي.. كل ما أرجوه من الله أن أجد من يساعد ابني في العلاج فقط.. فنحن نصبر علي الجوع وقلة الرزق لكن المرض كيف نصبر عليه وهو ينهش أجسادنا لحظة بلحظة. < سيدي.. نعم هي مصيبة, لذا اصبر واشكر وقل كما علمنا القرآن الكريم: إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقد صبرت علي معاناتك ووحدتك, واعتقدت انك تستطيع الهرب من قدر الله بعدم الانجاب, حتي فاجأتك زوجتك المؤمنة بحملها, فاستقبلت ذلك بابتسامة حزينة, تلك الابتسامة التي تعكس رفضك وعدم قبولك لنعم الله. أعرف أن من يده في الماء ليس كمن يده في النار, ولكني أعرف الله وأثق بعدله ورحمته وقضائه وقدره, فإذا سلمت بهذا وأيقنت أن رزقك بيده وحده سبحانه وتعالي, نمت مطمئنا شاكرا. سيدي.. ما قلته هو الكلام النظري, أما علي أرض الواقع, وكما سخر الله لك من يكتب عنك تلك الرسالة, سخرنا لخدمتك, لنكون وسيلة في رفع بعض البلاء عنك, لذا تكرم علي, وأرسل الأوراق الطبية الخاصة بابنك لتكون بين يدي من يهدينا الله إليه أو يهديه إلينا, وسنكون معك حتي تطمئن علي ابنك وعلي أن الله لا ينسي عباده الصالحين.
|
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/3/2012, 13:22 | |
| الابتسامة الحزينة!
لم أحلم يوما أن يصل صوتي لأحد حتي قابلت رجلا طيبا قال لي إنه سيكتب لـ بريد الجمعة لإنقاذ ابني, فقصصت عليه حكايتي. أنا يا سيدي رجل بسيط أعيش في إحدي القري, نشأت في أسرة فقيرة وسط أختين ووالدين يعملان في أرض الناس بالأجرة, عرفت طريق الشقاء والسعي إلي الرزق وأنا في التاسعة من عمري, فعملت في أشياء كثيرة لكسب قوت يومي بعد وفاة والدي, وكانت أمي هي العائل الوحيد لنا, تخرج كل طلعة صباح إلي غيطان القرية تعمل في أي شيء لتوفر لنا شيئا نأكله, وظلت تسعي في حياة شاقة حتي تسلل المرض إلي جسدها وماتت وأنا لم أكمل الأربعة عشر عاما, فعشت وحيدا بعد موتها أعواما انتقل من بلد إلي بلد بلا هدف أو مأوي.. المكان الذي أعمل به هو المأوي والعمل. ظللت علي هذه الحال حتي ضاق صدري وحدة وغربة فرجعت إلي قريتي وأنا في الثلاثين من عمري, وبتساهيل من المولي عز وجل ومساعدة أناس طيبين وقفوا بجانبي استطعت أن أتزوج من فتاة لا تقل ظروفها المعيشية بؤسا عني. وكان في زواجي منها عفة لي وبحثا عن أنيس يعينني علي الحياة الصعبة التي أعيشها.. والحمد لله رزقني الله فتاة طيبة سعدت بها وعشنا معا حياة هادئة. لن تصدق سيدي إن قلت إنني لم أتمن أن أكون أبا خوفا من أن يأتي طفل لا أستطيع تربيته وتعليمه إيمانا بأن من لا يملك قوت يومه كيف يفكر في إنجاب أطفال قد لا يحسن تربيتهم وتوفير حياة كريمة لهم فيعيشون الحرمان الذي ذقته في طفولتي, فقد ترك ما لا قيته في حياتي أثرا جعلني لا أفكر في الانجاب رأفة بالقادم من أب لا يملك إلا صحته, وإن مرض يوما مات جوعا.. لكن إرادة الله لا راد لها وحملت زوجتي وبشرتني وهي سعيدة, فلم تر علي وجهي غير التجهم وابتسامة حزينة, شعرت بما أخفيه في نفسي فقالت: كل واحد بييجي برزقه ويمكن اللي جاي يكون رزقه ونصيبه من الدنيا أحلي.. سيبها لله. وبدأت أبحث عن أي مصدر رزق زيادة, ولم أتكاسل يوما عن أي عمل.. أستيقظ مبكرا مارا علي الغيطان حاملا فأسي وفي جيبي رغيف خبز وقطعة جبن قديمة, وإن لم أجد من يطلبني للعمل في أرضه أقوم بإصلاح الطريق, فأردم حفرة أو أنظف مجري مياه مسدودا, فيستحسن الناس ما أفعل ويطلبونني للعمل, وآخر النهار أعود حاملا بعض خيرات الغيطان محتفظا بما ساقه الله من رزق للمولود القادم, وعندما اقتربت زوجتي من وضع المولود عملت حسابا لدخولها المستشفي كعادة نساء اليوم, لكن رحمة الله واسعة وكان الله بالسر عليما, فقد وضعت زوجتي مولودها في بيتنا بمساعدة داية وقليل من الماء الساخن, ولم أنفق مليما واحدا علي هذه الولادة. حتي الداية رفضت ما حاولت دسه في يدها مقابل جهدها.. كان المولود ولدا, فرحت به كثيرا وعاهدت نفسي ألا أحرمه من شيء مهما تكن الظروف. وبعد شهرين من ولادته بدأت ألاحظ أن حركات جسده ويديه ورجليه شكلها غير طبيعي, حتي نظرات عينيه لم تكن طبيعية, عرضته علي طبيب وكانت الصدمة التي قلبت حياتي وحولت فرحتي إلي حزن.. فقد اسودت الدنيا أمامي عندما أخبرني الطبيب أن ابني ولد معاقا ولا يمكن التدخل بأي جراحة إلا بعد أن يكمل خمس سنوات, ولتكتمل المأساة وجدت الطبيب يشير بيديه أمام عينيه ونصحني بعرضه علي طبيب عيون, وذهبنا وكانت الصدمة الثانية التي لا يصدقها عقل أو تخطر علي بال أحد. فقد ولد ابني أعمي لا يري.. قل لي سيدي ماذا أفعل لمواجهة مصيبتي هذه وأنا أقضي يومي في كبد وشقاء للحصول علي لقمة العيش؟! شفقة قلبي علي ابني تؤلمني, بل تعذبني.. وأنا في طريقي إلي البيت فكرت في أشياء كثيرة, حتي انحرف بي الفكر وكدت أخسر ديني ودنياي ونفسي عندما ظننت أن موته راحة له من هذا المصير الصعب.. عجز في الجسد وعجز في البصر!!! حملته بين ذراعي ودخلت بيتي وضعته أرضا وجلست أبكي أنا وأمه بحرقة وكأننا نبكيه ميتا.. نتمني معجزة من السماء تنقذه ولو علي الأقل بصيص نور في إحدي عينيه يري به الدنيا.. وعشنا علي هذا الأمل حتي بلغ ابني7 سنين مرت علينا ونحن نتعجب من هذا الطفل.. كيف سيعيش؟! فكونه معاقا قد يتأقلم مع ذلك لكن أعمي!.. رحمتك يا الله. سيدي.. كل ما أرجوه من الله أن أجد من يساعد ابني في العلاج فقط.. فنحن نصبر علي الجوع وقلة الرزق لكن المرض كيف نصبر عليه وهو ينهش أجسادنا لحظة بلحظة. < سيدي.. نعم هي مصيبة, لذا اصبر واشكر وقل كما علمنا القرآن الكريم: إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقد صبرت علي معاناتك ووحدتك, واعتقدت انك تستطيع الهرب من قدر الله بعدم الانجاب, حتي فاجأتك زوجتك المؤمنة بحملها, فاستقبلت ذلك بابتسامة حزينة, تلك الابتسامة التي تعكس رفضك وعدم قبولك لنعم الله. أعرف أن من يده في الماء ليس كمن يده في النار, ولكني أعرف الله وأثق بعدله ورحمته وقضائه وقدره, فإذا سلمت بهذا وأيقنت أن رزقك بيده وحده سبحانه وتعالي, نمت مطمئنا شاكرا. سيدي.. ما قلته هو الكلام النظري, أما علي أرض الواقع, وكما سخر الله لك من يكتب عنك تلك الرسالة, سخرنا لخدمتك, لنكون وسيلة في رفع بعض البلاء عنك, لذا تكرم علي, وأرسل الأوراق الطبية الخاصة بابنك لتكون بين يدي من يهدينا الله إليه أو يهديه إلينا, وسنكون معك حتي تطمئن علي ابنك وعلي أن الله لا ينسي عباده الصالحين. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/3/2012, 13:31 | |
| هذا الخير اتقدم بوافر الحب والتقدير والاحترام لشخصكم الكريم, وأنا من أشد المعجبين بجريدة الأهرام,خاصة صفحتي الغالية بريد الجمعة منذ زمن الأستاذ عبدالوهاب مطاوع, رحمه الله, وذلك الحب ورثته عن والدي منذ طفولتي.ومازلت مواصلا لإعجابي وشوقي لجريدتي المحبوبة جريدة الأهرام ولم يمنعني عنها غربتي وكانت تصلنا متأخرة يوما بالسعودية, وبثلاثة ريالات وكنا سعداء بجريدتنا, ولكن بعد طباعتها بالخليج فقدت رونتها ونكهتها المصرية, ولكن بحمدالله وفرت جريدتنا المحبوبة النسخة الألكترونية فعادت فرحتنا بعودة محبوبتنا, فجزاكم الله خيرا علي جهودكم بجريدة الأهرام, وبريد الجمعة الجميل الذي أدوام علي قراءته منذ43 عاما وذلك منذ طفولتي وكنت عندما لا أجد ثمنها أو مصروفي لا يكفي لشراء الجريدة, وأنا في التاسعة من عمري, كنت أجلس بجوار بائع الجرائد واقرؤها, ولكن والحمد لله أنا الآن بمكة المكرمة ودعواتي بالقرب من الحرم المكي الشريف لكم ولجميع الإدارة والقائمين علي جريدتنا المحبوبة, جريدة الأهرام, وعرفانا بالجميل لكم ـ اسمح لي أن أقدم عمرة لوجه الله لروح السيدة المرحومة صاحبة قصة عاشوا وتألموا ففازوا وأتمني من أي قاريء أو صديق لا يستطيع العمرة, أو الحج لظروف مرضية أو لوفاته ان أتقدم لوهب عمرة أو حج لروحهم الطاهرة, فقط أريد اسم الشخص عبر رسالة موبايل بمصر أو السعودية وأنا أتكفل بعمرة أو حج عنه شفاه الله أو رحمه الله, وتكون لروحه الثواب والمغفرة, وأرجو تبليغ جميع قرائك الأعزاء برغبتي الشديدة لفعل هذا الخير وجزاكم الله خيرا, والدال علي الخير كفاعله, ولك مني خالص الشكر والتقدير والحب والاحترام, وبارك الله فيك وحفظك ورعاك وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك بعد عمر طويل, واستأذنك في عدم ذكر اسمي فلا أريد سمعة أو رياء, وليكن العمل خالصا لوجه الله ومرضاته, وقريبا أرجو أن تسمح لي بزيارتك بالقاهرة للتواصل لعمل الخير وإخبارك بمشروع خيري بجهود ذاتية وسامحني للإطالة عليك وجزاكم الله خيرا. { شكرا صديقنا الجميل خالد وأثابك الله خيرا علي عرضك الكريم وسأوافيك باسم السيدة الراحلة غفر الله لها ولك ولنا, وأهلا بك في أي وقت تحل فيه, أشرف بلقائك وبمشروعك الخيري إن شاء الله. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/3/2012, 13:38 | |
| وداعا أمي! سيدي العزيز أكتب إليك هذا الكتاب وأنا في طريقي إلي احدي الدول العربية وبالتحديد المملكة العربية السعودية لتسلم عملي هناك وأردت قبل السفر أن أكتب إليك هذه الرسالة رثاء لأمي الحبيبة التي وافتها المنية قبل حوالي الشهرين من هذا التاريخ أي التي كانت كل ما لدي في هذه الدنيا . أمي التي مهما قلت وتحدثت عن حنانها وطيبتها وعفويتها ونقاء قلبها لا تكفي كل كلمات الدنيا أمي بعد أن فقدتها أصبحت أعيش وحيدا في هذه الدنيا برغم وجود أربعة أخوة لدي, ولكن الوحدة الآن تكاد تقتلني, سيدي أنا شاب في نهاية العقد الثالث وأنا أصغر أبناء هذه الأم وقد كنت ابنها المدلل وذلك لأنني أصغر أخوتي وكذلك لوفاة والدي وأنا في الرابعة من عمري. كم تحملت هذه الأم من مشاكل وأعباء حتي تقوم بتربيتنا وتعليمنا جميعا حتي تخرجنا جميعا, البعض فضل الدراسة المتوسطة وأنا وأخي الأكبر أتممنا تعليمنا الجامعي وظلت أمي لسنوات ترعانا وتسهر علي راحتنا حتي أصيبت بمرض الالتهاب الكبدي حيث أننا من احدي محافظات شمال الصعيد وللأسف لم ننتبه أنا وأخوتي إلي تغير حال أمي فقد شحب لونها ونحل جسدها, وقد كانت وقتها لم تكمل عامها الستين واكتشفت بعد ذلك اصابتها بمرض السكر ثم اكتشفنا اصابتها بتليف شديد بالكبد ثم حدث لها خشونة بالركبة وحاولت أنا وجميع إخوتي أن نقوم بعلاجها ولكن الأطباء رأوا أن حالتها متأخرة وظللنا بجانبها فترة3 سنوات منذ أن اكتشفنا اصابتها بهذا المرض, وفي آخر شهر نوفمبر الماضي مرضت أمي مرضا شديدا وقمنا علي أثره بنقلها إلي احد المستشفيات الخاصة بمدينتنا في جنوب الصعيد ولك أن تتخيل حجم المعاناة التي عانيتها أنا وأخوتي لمدة اسبوع كامل وتم وضع أمي الحبيبة علي جهاز للتنفس الصناعي وفي نهاية الاسبوع أخبرونا بوفاتها بعد اهمال شديد وتقصير من الأطباء المعالجين, حيث إنهم مجموعة من الأطباء صغار السن عديمي الخبرة. وبعد ذلك طالبنا المستشفي بسداد مستحقاتها وقد بلغت في اسبوع واحد00531 جنيه مصري وليست هذه المشكلة, ولكن المشكلة كانت في سوء حال والدتي وتدهورها تدهورا شديدا بعد ادخالها المستشفي وقمنا بسداد مستحقات المستشفي وتسلم جثمان أمي الراحلة وواريناها التراب وبكيتها كما لم أبك من قبل يا سيدي, وأنا الآن أكتب لك هذا الخطاب لسببين هما رغبتي في أن تقوم الدولة بتشديد الرقابة علي هذه المستشفيات الخاصة حتي لا يحدث لغيري ما حدث لأمي من اهمال وتقصير, وثانيا وهو الأهم أن يراجع كل ابن وكل بنت نفسه جيدا وأن يحسن معاملة والديه وأن يترفق بهما خصوصا في مرحلة الكبر والشيخوخة فلا يعلم أحد مقدار مصيبتي ووحدتي وألمي لفقدان أعز الناس وأرجو من جميع القراء الأعزاء قراء بريد الجمعة أن يدعوا لأمي الحبيبة بالرحمة والمغفرة وأن يلهمني ربي القدرة علي تحمل فراقها والله الموفق. أ. ش.ع < سيدي.. البقاء والدوام لله, وغفر الله لوالدتك العزيزة وأدخلها فسيح جناته لما قدمت وضحت وأعطت وأطاعت, فهي بإذنه ووعده سبحانه وتعالي في نعيم مقيم. وأعانك الله علي تحمل فراق ست الحبايب فما أقساه من فراق, يشعر الانسان معه بمعني اليتم والوحدة. اتفق معك علي مسئولية الدولة, ولكن هذه المسئولية لن تجدي إذا كان بيننا أطباء بلا ضمير, لا يراعون الله في عملهم, وجل همهم جمع المال, والتعامل مع المريض علي أنه سبوبة. نعم الرقابة ضرورة, ولكن الخوف من الله ومراعاة الضمير أهم. وتبقي كلماتي الأخيرة ونحن علي أعتاب عيد الأم, لكل ابن تشغله الأيام عن والديه, اغتنم محبة ورضا والديك قبل أن تندم فلا أحد يعوضهما, لا زوج أو ابن أو مال. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/3/2012, 13:43 | |
| هل تقبلين؟
الي صاحبة رسالة نعم امرأة: اسمحي لي حجتك ضعيفة وغير مقنعة بالمرة إلا لمن وجد في نفسه هوي كي يبرر لعقله فعلة ما. نعم المطلقة أو الأرملة أو التي تأخر بها سن الزواج هي أيضا بشر, ولها كامل الحق في أن تعيش حياتها كبقية البشر, ولكن ألا يمكن أن يكون هذا إلا علي حساب سيدة أخري؟ ألا يوجد من هو أيضا مطلق أو أرمل أو من تخطي سن الاربعين والخمسين دون زواج؟! يا سيدتي الذي يحصن المرأة المطلقة من أعين وألسنة الناس هو الله والتزامها بعفتها ودينها, والتزامها بحدود التعامل الشرعية مع الأجانب, كما ان هناك الكثير من المطلقات عفيفات هناك أيضا المتبرجات اللاتي حقا يكرسن حياتهن للايقاع بالرجال ليس أكثر, فلا تلومي من أساء الظن بك ولكن لومي من رسخ تلك الفكرة السيئة في أذهان مجتمع بأكمله. نعم الزواج الثاني حلال ولو كان الله يعلم أن الرجل لن يستطيع الزواج بأكثر من امرأة لحرمه تحريما قطعيا. ولكن كما تقولين نحن نلون شرع الله كي يوافق رغباتنا, فالله تعالي هو أيضا من خلق المرأة ويعرف طبيعتها جيدا, فالأنثي غيورة لا تستطيع أن تشارك أخري في حبيبها وزوجها, فكيف يخلق الله الأنثي كذلك ثم يسمح للرجل بتعدد الزوجات وهو يعلم تمام العلم انه من اقسي التجارب علي قلب الزوجة, أليظلمها؟! أليعذبها؟! معاذ الله, لا والله. لذلك فهو قد وضع له شروطا قاسية من الصعب تجاوزها وهي العدل الذي أقر أيضا انه من الصعوبات( ولن تستطيعوا أن تعدلوا) صدق الله العظيم. أما عن ميل القلب فهو أمر بيد الله تعالي لا يمكن لبشر ان يتحكم به, ولكن قبل ان نلقي اللوم علي الهوي فلنتبع شرع الله أولا. فلقد وضع الاسلام ضوابط وشروطا لتلك العلاقات والله لو اتبعناها حقا وعامل كل زوجين بعضهما كما أمرنا المولي عز وجل, لما وقع رجل في حب امرأة غير زوجته ولن تحب امرأة رجلا ملكا لغيرها( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه). اسمحي لي بأن أسألك: قبل ان تكوني زوجة ثانية: أتيقنت حق اليقين أن هذا الرجل لن يكون بهذا ظالما لزوجته؟ أهو حقا مغلوب علي أمره كي يتزوج عليها؟ هل استنفد كل الطرق للإصلاح بينهما قبل القدوم علي هذه الخطوة؟ هل أدي ما عليه من واجبات نحوها علي اكمل وجه كي يبحث عن حقوقه مع امرأة أخري؟ هل ستتحملين معه وزرها يوم القيامة أمام الله تعالي؟ هل تأمنين دعوتها في جنح الليل وهي الدعوة التي ترفع فوق الغمام ليرد المولي ـ عز وجل ـ عليها: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين؟ هل تقبلين بأن يتزوج عليك زوجك الثالثة والرابعة؟ شرع الله الزواج للسكن والاستقرار بين الزوجين وتربية أبناء أسوياء لمجتمع أفضل, هلا تفضلت علي وأفهمتني أين الاستقرار في زواج لا يري فيه المرء شريكه إلا بضع ساعات اسبوعيا؟! سيدتي أعلم ان المرأة دائما بحاجة الي رجل يحبها ويحتويها مهما تقدم بها العمر, ولكن صدقيني نعم الله لا تنال بمعصيته.. من أراد السعادة فليتق الله وليدعوه بما في قلبه وثقي بأن الله لن يظلمك وأنه أحن عليك من أمك وسيختار لك الأفضل دون أن تجوري علي حق أحد. وأن من يخون مرة يخون عشرا وأن من هانت عليه عشرة السنين حتما ستهون عليه عشرة الأيام, فهي سنة الله في أرضه التي أقرها حبيبه وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم: يا ابن آدم افعل ما شئت فكما تدين تدان. |
| | | أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 16/3/2012, 13:48 | |
| نعم أقبل!
سيدي الفاضل: اسمح لي أن أكون صاحبة الرد علي تلك الرسالة نعم امرأة التي هاجمتها معظم النساء علنا وسرا. أولا: أود تعريفكم بحالتي حتي لا أكون فريسة للتخمينات, فأنا أرملة منذ أكثر من ثماني سنوات, مع الألم, مع الوحدة, مع الصعاب, مع جفاء المجتمع تحملت كل معاناتي وحملتها في قلبي أحيانا, وشكوتها رغما عني لأولادي أحيانا, واجتهدت ما استطعت في تربية أبنائي ومازلت أفعل. ثانيا: ما من امرأة تدري ما أعانيه! إلا من كانت مثلي, وفي مثل معاناتي وظروفي وعمري, ولكن أحب أن أذكر لكل أخري أننا الأرامل ومثلنا المطلقات و....... الخ ذوات عزة وكرامة مثلكن, بل أكثر لما تعرضنا له من ابتلاء أو جرح جعلنا أكثر حساسية, وتأبي علينا أنفسنا أن نفعل ما يصوره لكن خيالكن الذي أصبح مريضا بفعل غيرتكن علي أزواجكن. ثالثا: إذا قدر لرجل وامرأة أن يتزوجا ولا أقصد أن يفكرا بل فعلا تم, فهل هذا إلا بإذن الله وقدره؟ ففيم الاعتراض بعد مشيئة الله؟ رابعا: ما أدراك أن من تزوجت برجلa متزوج لا تعاني مثلك مشاعر الغيرة بل تزيد عليك في انتقاص حقها, لأنها الثانية او مراعاة لمشاعرك بدافع شعورها بحالك او بطلب من زوجها ولاتنسي أنها كان لها زوج وعز مثلك الآن, ولكن سبحان من يمنع ويمنح. خامسا: نحن بشر ولنا قدرات مختلفة وأوجاع تختلف درجات تحملها وأحيانا تنعدم القدرة علي التحمل وتكون النتائج هكذا, وأكاد أجزم أن تلك الزيجات تحدث بشكل قدري دون أن تخطط المرأة الأرملة المتوحشة هذه لخطف رجل بعينه, ولكن يأتيها قدرها من حيث لاتحتسب لطفا من الله بحالها. سادسا: تلك السيدة التي جاء علي لسان زوجها في رسالته في وصف المرأة التي كتبت في هذا الموضوع أنها ـ شبقة ـ فإن كان هذا هو تكوينها وقدرها وطبيعتها التي ابتلاها بها الله ففيم السب؟ أو ليس من الأفضل لها أن تتلمس العفة مع من يأتيها طالبا حلال الله. وليكن في العلم أن هناك من هؤلاء الأرامل من وجدت من يحتويها ويرعاها هي وأبنائها ـ الذين لم يمر ببال أحد قدر أحتياجهم لأب وعذاب أمهم من أجلهم لذلك ـ ومع ذلك أصرت علي الرفض لأن هناك زوجة لا تريد أن تؤلمها رغم ما بها من احتياج, اتقوا الله بدلا من اتهام نساء في غاية الضعف والألم والحرج, وقد لا تعلمون منزلتهن عند الله بما احتملن. سابعا: ألم يفكر أحد في أن هناك أولادا لو كفلهم أب بديل لكان حالهم غير الحال وعاشوا آمنين مطمئنين أم نسينا ايضا كفالة اليتيم( الكفالة ليست فقط المساعدة بالمال, وانما هي أبوة ان صدقت كان الجزاء الجنة) فلا تصوروا الأرامل بهذا السوء فهن يربين أبناءهن ولسن قابعات في انتظار فريسة ما هي إلا ازواجكن. مع أمنياتي بالسلامة والسعادة للجميع والأمن والسلام لمصر. أرملة تشعر بالأسي من ظلم الناس |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 23/3/2012, 19:52 | |
| دموع الليل! هممت يوما أن أكتب ردا علي صاحبة إحدي رسائل بريد الجمعة التي كانت تشتكي فيها قلة من يتقدمون في طلب يدها وأن أصف لها جزءا مما مررت به لعل فيه ما يصبرها, ولكن شاءت الأقدار ألا أكتب في حينها وكأن الرد أبي أن يأتي إليها ناقصا فتأخر حتي تستكمل الأقدار قصتها معي, فسأسطرها إلي صاحبة الرسالة وإلي جميع القراء لعل منهن من تري فيها نفسها ومنهم من يري نفسه ومنهم من يري ابنته.
أنا فتاة في الـ27من عمري نشأت في أسرة طيبة متوسطة الحال كافح أبي من الصفر حتي وصل إلي مستوي لا بأس به, ولأننا في( مجتمع ريفي) فلقد بالغوا فيما وصل إليه أبي, وظنوا أنه صاحب الأملاك والعقارات, ولا أدري لماذا كل هذا؟.. أبي رجل عملي يهتم بعمله ليس له حياة اجتماعية فلا يخرج مع رفقة من أصدقائه, ولا يجالس الرجال في المقاهي. ولي أخ وأخت يصغرانني فأخي يصغرني بعامين وأختي بـ9 أعوام, تخرجت من دراستي بتفوق منتظرة الحصول علي مكان في الجامعة, فاصطدمت بكلمة لا فشجعتني أمي علي الالتحاق بالدراسات العليا وألا أضيع وقتا وقبل امتحاناتي في الدبلومة بـعشرة أيام كان أعظم ابتلاء وهو مرض أمي بجلطة أقعدتها عافاكم الله, فكرت وقتها ألا استمر فكانت توسلاتها أن أستمر ودخلت الامتحانات ونجحت بتفوق والحمد لله, وقررت ألا أكمل دراستي بعدها وألا أبحث عن عمل وأن أجالس أمي وأرعي البيت, لينتهي أخواي من دراستهما, وأنهي أخي دراسته الجامعية, والتحق بعمل مناسب والحمد لله, ومن بعده أختي دراستها الإعدادية والثانوية والتحقت بكلية مرموقة, في خلال هذه السنوات لم أفكر بالزواج, فلقد كنت أفكر في المسئولية الجديدة. نسيت أن أقول أنه خلال دراستي الجامعية مررت بكثير من محاولات القرب والارتباط وكنت أرفضها فلم أفهم معناها ولا أريدها لأنني لا أري إلا دراستي فقط, وبعد مرض والدتي لم أر إلا مرضها فقط وإن كانت, حفظها الله, قد ألقت في نفسي قبل مرضها الرغبة في تكوين أسرة وعدم الاهتمام فقط بالدراسة( لأني بنت) نعود من حيث انتهيت مرت سنوات جلوسي في المنزل فنسيني الناس ولم يعرف بعضهم بي وأصبح نادرا من يتقدم لي بل والأكثر أن من يتقدم أصبح لا يعود, ومر الموقف صابرة حامدة أن في هذا الخير فرد الفعل هذا جاء بعد الاستخارة, ومؤكد انه الخير, ونظرا لتكرار الموقف اصبحت أشك في نفسي ونسيت ما كان أيام الكلية, وأصبحت أشك اني لا أستحق النظر لي ولا الارتباط بل وأن علي أن أنسي حلم شريك الحياة وأنسي حلم الأمومة وأصبح أمر تقدم عريس لي حلما بعيد المنال. وللأسف علي أن أرضخ في كل مرة للقاء أمام حلم أبي وأمي في الاطمئنان علي والفرح بي, فأصبر نفسي بأن أفعل ما علي والأمر مرده لله, وخلال هذه الفترة تعلق قلب أخي الأصغر بفتاة فشجعته علي الارتباط بها, فرد علي ألا يسبقني فبكيت له أن يفعل آملة أن يكون فأل خير. ومرت الأيام علي هذه الشاكلة وعاد حلم الدراسات العليا هذه السنة من جديد فعدت أستكمل ما بدأته ليس بنفس الروح فبداخلي بركان وإن كنت أضحك وأرسم السعادة والمرح علي من حولي حتي التفت إلي أحد المعيدين معنا بالقسم وحاول التقرب مني ولكنه صدم بعمري, فالفرق بيننا3 سنوات وسمعت وقتها بعض الكلمات قد يكون أطلقها بحسن نية لكنها كانت قاسية علي جدا اني تأخرت بالزواج وكبرت سني. وجاء اليوم المحتوم الذي يتقدم فيه الناس لأختي وليس لي, وكنت سعيدة فأنا أعتبرها ابنتي وليس أختي, وتقدم إليها شاب بسيط وحدث قبول وفرح بها هو وأهله, ولكن أبي وأمي رفضا ففارق السن كبير, ولاما وقتها علي الواسطة, وهو جارنا لماذا لم يرشحني أنا فأنا أقرب سنا له, وليست أختي طالما أن العريس جاء قاصدا نسب أبي. سألني أبي وقتها أن يعرض الأمر علي العريس فرفضت بشدة, وكنت أحمد الله دوما علي ما أنا فيه وأمر به. حتي جاء اليوم الموعود أن تزورنا إحدي جارات جدتي القدامي وكنت خارج المنزل وقتها فوجدت أمي واختي ومعها جارة أخري تعرفنا جيدا وانتهت الزيارة باتصال في اليوم التالي يطلبون فيه لقاء ليأتي ابن الجارة القديمة لرؤيتي, استخرت الله فكان انهياري التام بأن لا, وأمام توسلاتي اراد أبي نهاية الموضوع وأمام رغبتهم في الاطمئنان علي كان الاعتذار بالتأجيل لهذه الزيارة وخلال الوقت الفاصل كانت محاولات الاقناع إن الأمر قسمة ونصيب وأنه شخص مناسب وأكيد سيكون فيه النصيب وجاء الموعد وقابلته ولم أشعر بالارتياح أبدا سيدي وأحسست بأن أمه لا تستوعبني. ونقلت الأمر كله لأهلي بعد اللقاء فكان دفاع أمي أن أصبر وألا أتسرع. وجاء ردهم سيدي بأنه يرغب في رؤية أختي وخطبتها عندها لم أتمالك دموعي, وقمت بالصلاة حمدا وشكرا وحاولت الحديث مع أمي أن توافق لكنها رفضت بشدة وكذلك أبي وأخي. سيدي أشعر وكأني مخلوق غير مرغوب به في الحياة, أصبحت أشعر بأني بشعة المنظر مع اني في نظر البعض جميلة وقديما كانوا يرونني هكذا. حاولت كثيرا مع أبي وأمي أن يلغيا أمر زواجي من أحلامهما واني راضية برزق ربي فلقد منحني نعما كثيرة استعيض بها عن النظر الي النقص الذي ابتليت به, ولكن لا فائدة في قناعات الأب والأم. أصبح أمر زواجي وسني يسيران بشكل طردي فكلاهما يسارع بالبعد عني. أتمني كل لحظة الموت وأسأل الله ألا يحملني مالاطاقة لي به, وأخشي أن أكون نقطة ضعف لأبي وأمي يوما ما من المحيطين, فالأمر لي يعد بركانا من ألسنة الناس ونظراتهم, لأني بمجتمع ريفي.. نعم نحن لسنا فلاحين ومستوانا العلمي والاجتماعي أفضل كثيرا لكننا مازلنا بنفس الفكر والعادات والتقاليد ولن أستطيع منع من حولي من حديثهم الجارح ولا نظراتهم القاتلة. تمنيت لو أنه لم يتقدم لي أحد لو لم يكن لي زواج, ولو كان فليكن فقط من سيتزوجني ولكن للأسف لم يحدث فتقدم لي من يجلدني بفعله كل مرة أقول انه تربية من الله لي وابتلاء ولكن تهون علي نفسي وقتها سيدي تحت وطأة ضغط الجو المحيط فلا أتمالك دموعي حتي ليلا. > سيدتي.. لم أفهم سر كل هذا اليأس والتشاؤم والإحساس بالفشل وعدم الجمال, مع أن عمرك27 عاما؟! انها أحلي سني عمرك يا صغيرة, ولو كان عمرك04 عاما وما تزوجت لفهمت هذه الأحاسيس وان لم أقبلها منك. فقد أغلقت علي نفسك حجرة مظلمة صغيرة, ولم تري فيها سوي أمر واحد هو هذا العريس الذي يقدرك ويمنحك الثقة في نفسك ويمن عليك بالزواج, وكأنك خلقت فقط من أجل الزواج, فإذا تأخر أو حتي لم يأت لا يكون لك أي قيمة أو أهمية في الحياة. نعم الزواج نعمة وسنة من سنن الله التي فطر الإنسان عليها, ولكنه أيضا رزق من الله سبحانه وتعالي, يمنحه من يشاء وقتما يشاء.. فهل تعاتبين العرسان أم ترفضين قضاء الله وقدره؟... سلمي أمرك لله وثقي أن رزقك سيأتي إليك في وقته المحدد, وحتي يأتي لا توقفي حياتك, لا تنظري إلي غيرك, واصلي دراستك, مدي يدك بالحب لمن يحتاجك, استعيدي ثقتك بنفسك, ولا تحصري كل قدراتك وإمكاناتك في الجمال, وتذكري قول الشاعر القروي. بنات حواء أعشاب وأزهار فاستلهم العقل وانظر كيف تختار فلا يغرنك الوجه الجميل فكم في الزهر شم وكم في العشب عقار نعم هذه الأبيات يجب أن يتأملها الشباب, ولكن علي كل فتاة أيضا ألا تتشكك في جمالها الظاهري وتبحث عن مناطق أخري للجمال, فلكل انسان جماله, وتأكدي أن ثقة الإنسان بنفسه هي التي تدفع الآخرين للثقة به, واعلمي أن سن الزواج الآن أصبحت مرتفعة والبنت تصل إلي الخامسة والثلاثين وأكثر بلا زواج, وهذا لا يعيب البنات بقدر ما يعكس أوضاعا اقتصادية متردية, وأرجو من الآباء ألا يضغطوا علي بناتهم فيجعلوهن يشعرن بالنقص أو يدفعوهن للتعجل بقبول عريس والسلام, فمن يتزوج علي عجل يندم علي مهل كما يقول الايطاليون.. الزواج نعمة من نعم كثيرة من الله علينا بها, فانعمي بما أنت فيه وادعي الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تستحقين. والي لقاء قريب بإذن الله
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 23/3/2012, 20:01 | |
| أم الأبطال أمي الحبيبة.. أخاطبك اليوم وفي عيني أمل ينتظر.. في عقلي حلم لم يكتمل.. في فؤادي شوق لم يخبو.. وبقريحتي أمنية لم تر النور بعد.. ففي مثل هذا اليوم من كل عام أبث رسالتي اليك.. أكتبها دوما بمداد قلبي الذي يهوي قربك ويتوقف لحنانك الغامر وقلبك المحب..
واليوم أهمس في أذن الأم الغالية.. أم الشهيد.. شهيد الثورة والحلم البعيد... أشعر بما تعانيه يا أمي من ألم لم يفارق حنانيك ولا فؤادك حزنا علي أخي الذي صعدت روحه إلي بارئها.. ذكراه العطرة مازالت تفوح من جنبات ميدان التحرير التي تروي قصته للعابرين. ابنك يا أمي هو أخي الذي لم تفارق صورته ولا صوته عيني ولا عقلي حتي اللحظة.. مازالت حادثة بورسعيد وغيرها حاضرة في الفكر والخاطر ستظل شاهدة علي غدر وخسة اللئام من فئة لا تصنف أبدا من بني البشر. قري عينا يا أمي.. فالدم الدم.. والهدم الهدم.. دمنا دمه وأرواحنا تفتديك وتفتدي مصر الغالية.. ثقي في عدل الله وإنصافه للمكلومين والمظلومين فصاحب عدالة السماء يراقب عدالة البشر وحقوق العباد عنده لا تضيع ولا تنسي. أليس هذا ما علمتينا إياه؟!.. أليس هذا ما تربينا به علي يديك؟ مالي أري عينيك تدمعان إذن؟ لماذا هذه العبرات الحارة علي وجنتيك التي حفرت خطا أسود علي خديك؟ أبعد كل هذه الشهور مازلت تبكين؟ أين صبرك وجلدك يا أم الشهيد؟ أليس هذا لقبك الذي تفخرين به دوما يا صاحبة سنوات العمر الأبي؟.. أنت من زرعت فينا بذرة الصبر وقوة التحمل مهما اشتدت الخطوب وناءت بحمل الهموم القلوب.. فليرحل منا من يرحل يا أمي.. فتلك إرادة الله وقدره المحتوم.. وعهدنا بين يديك وبين يدي مصر ألا نقصر في حقكما أبدا.. ماذا تساوي الحياة بلا رضاك يا أمي؟ كيف يهنأ لنا عيش إذا مسك الضر أو شكوت يوما من ألم؟ كيف ننعم بحياة وأنت مازلت شاردة حزينة؟ تذكري أم الجميع.. مصر الحبيبة.. عندها سيهون في فؤادك كل تضحية وألم وفراق.. فأنت ووالدي العزيز من غرستما فينا حب الوطن وعشق ترابه الذي شهد لهونا وجدنا.. مازلت أذكر كلماتكما الرصينة التي تقطر حكمة وعذوبة وتملأ القلوب حبا وفداء وتضحية: يا بني وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.. الحياة في وطن حر هو أغلي ما في الوجود.. الموت في سبيل أرضك وعرضك هو شرف الرجال وفخر الأبطال... يا ولدي الرجال مواقف وفي طريقك لا تخش إلا الله واعلم أن الموت لا يأتي مرتين.. فعش بعزة وإلا مت بكرامة فلا نامت أعين الجبناء. كم كانت كلماتكما سيفا ماضيا قضي علي أي ذرة خوف أو تردد في قلوبنا نحن الصغار.. فهمنا منكما مباديء الإيمان بالله والحق والعدل والإنصاف والشهامة والمروءة.. شباب تلك ثقافته ونشأته.. فلا عجب اذن من رهبة الأعداء من جيشنا الباسل وثروتنا البشرية علي مر العصور.. سجلها الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون). وقد تعلمنا منكما يا والداي الحبيبين.. أن الليل مهما طال وبدا الظلام الحالك سرمديا بلا نهاية.. فإنه حتما سيبزغ الفجر معلنا بدء يوم جديد تصحو فيه الشمس ويملأ النور أرجاء الدنيا.. وأبشري يا أمي فلا حزن بعد اليوم إن شاء الله.. منا الآن من يقف علي ثغور أمننا الخارجي والداخلي مدافعا وحاميا ومنا الطبيب الماهر الأمين في مهنته.. فينا المعلم المربي الذي يسقي أولادنا عصارة فكره وخبرة الأيام.. بيننا المهندس الخلاق المبدع والإعلامي الصادق ذو الضمير الحي والفني الخبير والعامل المجتهد والفلاح النشيط.. يا أم الأبطال جميع أبنائك في الجوار يملأون مصر عمارا وخيرا.. فإن مضي منا سعد سيأتي من بعده عمر.. قمر يمضي يتلوه قمر.. والآن دعيني أقبل جبينك وأري ابتسامتك يا ست الحبايب.. يا لها من ابتسامة عذبة يطير لها القلب فرحا وسرورا وتجعل الحياة كبستان جميل مزدان بالورود والأزهار تصدح فيه الطيور وتغرد العصافير. أحمد الله تعالي أنك أمي وهذا أبي وهؤلاء أخوتي وذاك وطني الحبيب.. رب اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
محمود سليمان ـ مهندس مدني
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|