|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:27 | |
| بحـر الخطـيئة كم كنت أنتظر ذلك اليوم الذي أمسك فيه بقلمي وأكتب إليك, أكتب لك اليوم لا لكي أبحث عندكم عن حل لمشكلتي أو لمصيبتي, ولكن الأمر أهم من ذلك, فأنا فقط أحتاج لشيء واحد لا أبالغ, ـ أقسم لك بالله ـ فيما أطلبه, وكي لا أطيل عليك, فكل ما أريده هو( الدعاء) نعم أحتاج لدعائك ودعاء قرائك الكرام..
عمري29 عاما, مؤهل عال, متزوجة منذ5 سنوات, ولدي طفلان.. تزوجت بدون تفكير وبدون وعي بعد مروري( بقصة حب) ظلت في قلبي حتي هذه اللحظة هذه.. نعم مثلي مثل الكثيرات أعرف ذلك جيدا فلا دين يبرر ولا بشر يعذر, المهم أردت أن أخرج من هذه العلاقة التي لم يقدر لي أن تتم بأن أتزوج بأسرع مايمكن, كان وقتها هذا هو الحل للخروج من الأزمة النفسية التي مررت بها!
أمامك الآن ياسيدي امرأة مدمرة نفسيا تكاد تكون حطام امرأة والذي جعلني أكتب إليك لن أقول هو ضميري لا لا لا, بل هو بقايا ضمير لعل دعاءكم لي يرجع لي ما ذهب من كل ما هو جميل في حياتي, التي تناثرت مني واحدة تلو الأخري, الصفات الخلقية والأخلاقية التي كنت بها كوكبا يريد الجميع من حولي المساس به أو حتي فقط النظر إليه.
وبعد الاصطدام بالحياة الزوجية المريرة و(الرجل الآخر) الذي ربما لايعرف عنك شيئا, والذي كنت تتمني أن يأخذك في جلبابه ويحدث العكس, ناهيك عما فيه من صفات حميدة, لكن المؤشر السلبي كان هو الأقوي, سيدي دعني أخبرك عن امرأة جميلة, مهذبة, قمة في الاهتمام بنفسها, ما ترتديه صباحا غير الذي ترتديه مساء, غير الذي ترتديه ما بين الصباح والمساء داخل البيت بالطبع, فديني علمني الكثير والكثير.. مع كل ما تملك المرأة من مقومات داخلية وخارجية, وبالمقابل تنتظر هي أيضا من زوجها نفس الاهتمام وجدت العكس تماما, لا تسأل عن المودة والرحمة فلم أعد أشعر بهما ولا أجدهما, لا تسأل عن الزوجة التي تحتاج لحضن زوجها في نهاية اليوم بعد العناء من أعباء المنزل وتربية الأطفال, فكم توسلت إليه كي يضمني فقط لصدره.. تربيت سيدي بين أبوين علي حنان فياض لن تكفي كلمات الكون كله لسردها, وكنت للأسف أظن أنني سأجده أو سأجد مثله في بيت زوجي.
أما عن النظافة الشخصية فأنا الآن وصلت لمرحلة ألعن اليوم الذي تزوجت فيه ــ سامحني الله لما أقول ــ لكن هذه هي الحقيقة, فقد أوصلني زوجي لهذه الدرجة وأكثر.
تخيل سيدي امرأة متزوجة لأكثر من خمس سنوات ويمكن وبكل ثقة أن أحصي لك عدد القبلات التي استطعت أن استقبلها من زوجي, لاتدري مدي المعاناة, وكم تدللت له بعدما يجئ من عمله مثل أي رجل عادي: اذهب أولا للحمام قبل أن تتناول غداءك فيرفض, وكم ارتكبت من مشكلات بسبب هذا الموضوع, فلا يدا يغسل ولا فما ينظف ولابدنا يطهر, قد تكون المشكلة تافهة وغير مهمة أمام الكثيرين, لكن أقسم لك سيدي أنها أصبحت بالنسبة لي ذعرا, نعم ذعرا.. وأخيرا وبعد مرور هذه السنوات من الزيجة الفاشلة لأني رزقت بزوج مهمل غير متحمل للمسئولية ليس لديه سوي عمله ونومه وطعامه..
ليس أمامي وقتها سوي الاصرار علي( الطلاق) لأني تعبت ودمرت نفسيا, فصممت علي رأيي ووقفت أمام أهلي ولم أر أمامي أولادي, وتكلمت معه بكل صراحة, وكالعادة أقسم لي أنه سيتغير..
وبالفعل بدأ يحاول ويعافر كي يرضيني وبكل أسف لم أكن أرضي ولم أعد أصدق.. أتساءل لماذا بعد كل هذه السنوات بدأ يتغير وهل سيتغير بالفعل, هل خطئي أني تنازلت منذ البداية عن أبسط حقوقي في المعيشة كزوجة أو ماذا؟! هذه هي مشكلتي يا سيدي أو الجانب الأول منها, أما عن( الجانب المظلم) الذي لايعرفه سوي ربي أني منذ شهور قليلة وفي ظل معاناتي وما مر بي من ظروف كانت أنسب الفرص للشيطان في الظهور بدوره الكاذب( طوق النجاة), الطوق الذي يؤدي بحامله إلي التهلكة نعم التهلكة لا أريد أن أخوض في التفاصيل ولن أبرئ نفسي أو أضع لها أسبابا للوقوع في بحر الفتن والشبهات التي جرفتني نحوها وأنستني ما تعلمته طيلة عمري, وأفقدتني حياتي وديني واحترامي لذاتي وقرآني الذي كنت أتلوه آناء الليل وأطراف النهار, وقعت في بحر فتن عميق لا أستطيع حتي الآن الخروج منه أرجوك وأرجو من جميع القراء في هذا البريد, أسألكم فقط الدعاء لي بظهر الغيب, أستغيث بالله ثم بكم استحلفك بالله ادعو لي.. ادعو لي كي أعود لربي.. أعود لنبيي.. أعود لديني.. لقرآني.. لقيامي.. وصيامي ما تبقي لي سوي الصلاة التي ما قطعتها أبدا لأني علي يقين تام بأنها هي الص لة التي بين العبد وربه, وأناجيه أن يردني إليه ردا جميلا وأن يرزقني التوبة, ما عدت أعرف كيف أتوب لعل الله يرحمني بدعوة بظهر الغيب.
وأناشد كل زوج ألا يستهين بزوجته, فالمرأة كيان من نوع خاص تريد من يفهمها ويحسن معاملتها لا تستهين أيها الرجل بمظهرك أمام زوجتك وفي بيتك.
فكما تحب أن تراك زميلتك في العمل أو أي امرأة في طريقك اليومي جميلا, فأولي بك زوجتك رفيقة دربك لا تدعها تعود لماضيها ولو حتي بالأفكار والأحلام.
وأقول لزوجي حسبي الله ونعم الوكيل لما سببته لي من آلام وأحزان ونقصان في الدين وتدمير نفسي.. * سيدتي.. أتفق معك في أن الزوج ـ أي زوج ـ عليه أن يهتم بنظافته وأناقة مظهره في البيت كما في خارجه, وأن المرأة تحب ان تري في زوجها ما يحب أن يراه فيها.
ودعيني أؤكد كلامك في هذه النقطة مستندا إلي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بقوله إن الله جميل يحب الجمال والجمال ليس فقط في الملامح, ولكنه في العقل والسلوك والأخلاق والمظهر, فالنظافة هي أحد مظاهر الإيمان والرقي والانسانية, فـالجمال يروق العينين والرقة تسحر النفس, كما قال فولتير, فكيف لرجل أن يصل بإهماله لنفسه ولنظافته إلي الحد الذي ينفر زوجته منه, ويضيف إلي ذلك حرمانها من حضنه وكلماته الطيبة حتي يصل بها إلي أن تحصي عدد قبلاته في خمس سنوات.
كل هذا قد يدفع الزوجة الي النفور, الغضب, الهجر في الفراش, الخصام, وحتي الي الطلاق, لكن أن يصل بها إلي بحر الفتن والشبهات, فلا ياسيدتي, اختلف معك تماما وأحس انك تبحثين عن مبررات ليست حقيقية, تلك المبررات هي التي تبقيك حتي الآن في هذا البحر الملوث, وكل ما تبذلينه من جهد هو الدعاء وطلبه من الآخرين, فكيف تطلبين النجاة وأنت تصرين علي الغرق؟!
سيدتي.. تزوجت للخروج من حالة نفسية سيئة بسبب فشلك في قصة حب, وهذا هو الخطأ الأكبر والذي يقود إلي كوارث فيما بعد, فمن يفشل في الحب أو لايتزوج بمن يحب, عليه أن يتوقف, ألا يظلم انسانا اخر ويظلم نفسه بالدخول في علاقة زواج وهو غير مؤهل لها, شاعر بالظلم, مشحون بعاطفة مصدومة تجاه طرف آخر.
هذه المشاعر المرتبكة هي التي تجعلنا نقارن دائما بين من يجمعنا به رباط شرعي ويشاركنا تفاصيل الحياة وبين الاخر الذي نكن له مشاعر ولا تحتفظ له الذاكرة إلا بكل صورة ولحظة جميلة, وقد تكشف لنا الظروف والاقدار لو كتبت لنا الارتباط به أنه قد يكون مثل أو أسوأ ممن يعيش معنا والتجارب أمامنا لا تنتهي.
إذن فقد دخلت التجربة وأنجبت وعشت سنوات مع زوج بلا رصيد في مواجهة رصيد وأحلام لحساب شخص آخر غائب.
حاولت مع زوجك وعندما أصررت علي الطلاق وعدك بالتغيير وبذل جهدا وبدأ يحاول ويعافر كي يرضيني ولكنك فزعت وخشيت أن يصبح زوجا جيدا مناسبا يستحق منك الحب والاقتراب والرضا ونسيان مشاعرك القديمة ورغبتك الدفينة التي تدعوك الي بحر الفتن والشبهات فرفضت وصرخت وبدأت في لومه واعتبار نفسك خاطئة ومتنازلة لأنك استمررت معه, كنت تؤهلين نفسك للسقوط, وكان هو كامنا في داخلك, يرقبك, يسمع تفكيرك, يحس برغبتك, منتظرا تلك اللحظة التي تفرطين في الحياة السعيدة الشريفة المستقرة.
وتوصدين الباب في وجه زوجك وتفتحين له الباب, للشيطان ياسيدتي ليذهب بك ومعك ومن أجلك لبحر الفتن والشهوات.
فنسيت ما تعلمته, فقدت دينك وحياءك, وها أنت تستغيثين بعد أن فقدت احترامك لنفسك, وإذا واصلت سيرك فستفقدين ما هو أكثر, فقد سترك الله حتي الان, ولكنه سبحانه وتعالي لو هتك سترك لفقدت سمعتك وأبناءك وأشياء أخري يصعب عليك استردادها.
سيدتي.. ولكن الله يهدي من يشاء, فالهداية تبدأ من عندك, استعيني بما لديك من إيمان وبقايا ضمير, واحترام لنفسك وحب لأولادك واخرجي من هذا البحر, وقتها سيصبح لدعائك ودعائنا معني وقيمة ونتيجة, تقربي الي زوجك وساعديه علي تغيير نفسه, وادعي الله أن يغفر لك ما ارتكبته في حق نفسك وفي حق زوجك وأسرتك.. فالانسان لايستطيع الاستمرار في السباحة في بحر الخطيئة ومصيره حتما الغرق.
وإلي لقاء بإذن الله..
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:28 | |
| أوجــاع مــريم مريم, طفلتي التي لم تبلغ السادسة, زهرتي, التي لم يكتمل نضجها, فجأة, تذبل أوراقها أمامنا يوما بعد يوم, ونحن عاجزون, بلا حيلة, أو قرار!!.
سيدي.. أكتب إليكم بعد أن اسودت الدنيا في عيني, ولم يعد لي أمل سوي في رحمة ربي, التي وسعت كل شيء, ثم بابكم, الذي فرج هموم كثير من المكروبين.
ستون يوما قضيتها في حياة تشبه الموت, حيث لا نوم, ولا طعام, ولاشراب.. فابنتي, وقرة عيني, هدية السماء بعد طول انتظار, يفترسها مرض لعين, يشقيها, ويشقينا, يدمعها, ويدمينا.. نحن نحيا, ولكنها حياة بطعم الموت!.
مريم, طفلتي التي لم تبلغ السادسة, زهرتي, التي لم يكتمل نضجها, فجأة, تذبل أوراقها أمامنا يوما بعد يوم, ونحن عاجزون, بلا حيلة, أو قرار!!.
البداية كانت عادية, مجرد ارتفاع في درجة الحرارة, سارعت بعدها إلي الطبيب, الذي كتب أدوية ومضادات حيوية, ولكن لم تهبط حرارة مريم, ولم يحدث الدواء أثرا, بل زادت الحالة سوءا, وأصابت الطفلة رعشة غريبة.. ومن هنا بدأت المأساة.
ثلاثة أيام طفنا فيها علي أربعة مستشفيات خاصة بالمهندسين, كانت ابنتي فيها حقلا للتجارب, بلا فائدة, حتي تطورت الحالة للأسوأ, وبدأت ابنتي تشعر بآلام غريبة, في جسدها, بل ببركان ثأئر بداخلها!!.
البركان الثائر ظهرت آثاره سريعا.. فقاعات في حجم ثمار الليمون بدأت الانتشار في جسد ابنتي, من أظافر قدميها, وحتي منابت شعرها, وما هي إلا دقائق معدودة, ثم تنفجر, وتخلف وراءها آلاما مبرحة, وعذابا أليما للطفلة, حتي غطت الحروق معظم جسدها, وتاهت معالم مريم تماما, وانحبست أنفاسنا جميعا.. ما هذا, وماذا يحدث؟!.
لا تستغرب سيدي إذا قلت لك, إننا حتي الآن لم نجد إجابة شافية عن هذا السؤال, ولا تندهش إذا أخبرتك أن مسئولا بأحد هذه المستشفيات, التي ذقنا فيها الأمرين, لم يمتلك الجرأة ليدخل حجرة ابنتي, وخشي علي نفسه من هول المنظر, ونصحنا بنقلها فورا إلي مستشفي أبوالريش, أو قصر العيني, فربما نجد هناك تفسيرا, فلم يسبق له في حياته أن رأي حالة كهذه!!.
هدانا الله إلي نقل الطفلة إلي مستشفي الأطفال بجامعة عين شمس, وسبحان الله, وجدنا رعاية وحسن استقبال كنا في أمس الحاجة إليهما, وبعد تحاليل كثيرة, وسط آلام ودموع غزيرة, اتفق الأطباء علي أن مريم مصابة بأحد أمراض المناعة, ولا دواء له سوي في كورس علاجي بمجموعة من الحقن, تكلفة الواحدة, ألف وثلاثمائة جنيه!.. وعلي الرغم من ارتفاع ثمن هذه الحقن, فقد كان العثور عليها, أصعب من تدبير ثمنها, فهذه حقنة نشتريها من صيدلية شهيرة بالقاهرة, وأخري نسافر إلي الإسكندرية للعثور عليها, ولكن كان الجميع يتسابق لخدمة مريم, فالحالة لا تحتاج إلي توصية, حسب تعبير مدير المستشفي نفسه.
لا تنزعج سيدي, أنت وقراؤك, من وصفي للحالة, ولكني أصر علي ذلك ليعلم الجميع كيف يكون الابتلاء, وليدركوا قيمة قول رسول الله صلي الله عليه وسلم:نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ, ويكفي أن أقول لك إن ابنتي قد وصل بها الحال إلي أن تفحم جميع جسدها تقريبا, وأصبحت لا تحتمل حتي ملاءة السرير التي تحتها, وبدأ جلدها يتساقط, حتي رموش عينيها, وحواجبها, بل إنها لم تعد تري, فعيناها, كستهما الحروق.. وأقسم لك سيدي أنها سمعت في إحدي المرات صوت أبيها, وهمت لتأخذه في حضنها, وتلمست ملامح وجهه بيديها, وهي تبكي وتقول أنا مش شايفاك يابابا!!.
وجاء الأطباء من مختلف التخصصات, فهذا للجلدية, وذاك للتجميل, وآخر للباطنة, الكل يحاول أن يوقف ما ينهشه المرض من جسد الطفلة, وفي الوقت نفسه, علاج ما لحقه الأذي.. وبعد شهر تقريبا, واستقرار الحالة نسبيا, وأعني توقف التجمعات التي كانت تحترق بجسد ابنتي, دخلنا في متاهة أخري, فكثرة الأدوية والكورتيزون جعلت ابنتي تتورم وكأنها بالونة منفوخة!.. وطمأننا الأطباء, فما نحن فيه, أخف مما كنا فيه, وبدأنا في رحلة علاج الآثار المترتبة علي المرض, ويكفي أن أخبرك سيدي أنني ووالد مريم وجدتها وعدد من أقاربنا, قد أصابنا الإعياء والتعب, من السهر والمتابعة, فأحد المراهم كانت تدهن به عينيها كل خمس دقائق طوال اليوم, فهل هناك من يتخيل ذلك, خاصة أن الطفلة لم تكن تسمح لأحد سوانا بأن يدهن لها جسدها!!.
تحملنا جميعا, وبشرنا أنفسنا بالشفاء, ولو طال انتظاره, ولكن جاءتنا الصدمة, فالمرض عاد بشدة مرة أخري, ووجدت نفسي في ساعة متأخرة من الليل, وإذا بنفس الفقاعات الملتهبة تخرج مرة أخري من جسد ابنتي, ثم تحترق, لتخرج أخري, أصابتني حالة هستيرية, وخرجت أصرخ بأعلي صوتي: يارب!!.
كان لدي يقين دائما ـ ومازال ـ بأن الله تعالي يرعي مريم وأنه لن يتركنا, وبالفعل حضر مسئولو العناية المركزة خصيصا في هذا الوقت المتأخر, لمتابعة الحالة, وقرروا أن نعيد نفس الكورس العلاجي مرة أخري, هذا هو الحل الوحيد, لإيقاف هذا الوحش المفترس الذي ينهش جسد الطفلة البريئة!!.
يا الله, نفس الحقن ونفس الدوخة مرة أخري!!.
تحملنا, ويعلم الله وحده, كيف مرت علينا هذه الأيام, حتي بدأ المرض يدخل إلي جحره مرة أخري, ويكمن البركان الثائر داخل ابنتي.. ولكن أصبح لدينا بقايا طفلة, جسد مهلهل, وأعضاء أصابها الوهن!!.. كبد وطحال متضخمان, وأورام تملأ الجسد, وحروق في كل بقعة, وعينان لا يعلم ما بهما سوي من خلقهما, والمصيبة الأكبر هي حالة الرعب التي نعيشها من المجهول الذي نحن في انتظاره, هل سيعود مرة أخري؟.. وإن لم يعد فماذا نفعل بهذه الطفلة التي كانت؟.
لم نترك طبيبا سمعنا عنه إلا وسألناه عن الحل, ولا مجيب, فماذا نفعل بالله عليكم؟
كلما اقترب مني اليأس, وضاقت الدنيا في عيني, رحت في غيبوبة, لكني سرعان ما أفيق علي دعاء جدة مريم, وهي تصلي:يارب.. ليس لنا سواك, فلا تضيعنا!!. * سيدتي... تفقد كل الكلمات معناها إذا وجهتها إلي أم تتحدث عن آلام فلذة كبدها.. فأي كلام يجدي وأنت ترين كل هذا الألم يغزو جسد طفلة بريئة رقيقة مثل مريم, فيدميها ويحرقها ويغيب ملامحها فيسرق ضحكتها ولعبها وفرحها بالحياة.
الجسم السقيم سجان فما بالنا بقسوة هذا السجن علي جسد نحيل لم يكتمل نموه أو تنضج ملامحه.
أحس بإيمانك وأتفهم صبرك, ولكني أيضا أتفهم حجم الألم الذي يسكن بيتكم وأنتم ترون تلك الزهرة تضمر وتذبل أمام عيونكم ولاترون أملا, والأطباء أنفسهم عاجزون عن كشف سر هذا المرض.
فهل يعود الأمل مرة أخري إلي مريم وأسرتها من خلال أي طبيب أو مستشفي أو حالة مشابهة ليقدم لنا خريطة طريق لإنقاذ مريم وفهم هذا المرض الغامض.
سيدتي.. أستشف أيضا ـ علي الرغم من حيائك ـ مقدار الأزمة المالية التي يمكن ان تتسبب فيها نفقات علاج مثل حالة مريم, لذا فإني آمل في كرم الله, وأنتظر اصحاب القلوب الحية ونحن علي أبواب شهر كريم لنتعاون في تخفيف آلام هذه الأسرة وإنقاذ مريم من مصير مفزع ومخيف تجهل بعقلها الصغير الي أين يذهب بها ولاتعرف شيئا سوي انها تتألم كل لحظة
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:28 | |
| اهزمه ولا تقهره! الطلاق برعاية الأم كان القاسم المشترك لأكثر من رسالة حطت مؤخرا علي بريدكم الموقر.. كانت الأم هي الباعث والمحرك بل والموجج لنيران الغضب التي تعتري الزوجة لحظة أن يدب الشقاق والخلاف بينها وبين زوجها.. وفي أحسن الفروض لا تكون الأم في تلك الحالات الا كالدبة التي قتلت صاحبها وهي تظن أنها تحميه وتدافع عنه عندما وجدت ذبابة تقف عليه وهو نائم فأسرعت إلي التقاط حجر ضخم وألقته علي الذبابة فإذا بجهلها تقتل صاحبها وهي تحسب أنها تحسن صنعا.. من هذا الجهل أيضا عدم إدراك بعض الأمهات للخيط الرفيع الذي يفصل بين الكبرياء والعاطفة ففي أحيان كثيرة تكون الزوجة في حاجة إلي رد الاعتبار والاحتفاظ بكبريائها فقط دون الرغبة في الانفصال عن زوجها وهدم بيتها( يتمنعن وهن الراغبات).. بيد أن بعض الأمهات يتمادين في هذا الأمر حتي يصلن إلي طلب الطلاق لبناتهن أو دفع الزوج إلي الطلاق دفاعا عن كرامته التي استبيحت.. والدليل علي ذلك أننا قد نجد سيدة في حال الخصام مع زوجها لا تكف عن طلب الطلاق رافضة الصلح( تتدلل) وما يكاد الزوج ينطق بكلمة طالق حتي نجد الزوجة قد انهارت وانخرطت في البكاء والعويل, بل والدعاء علي ما تسبب في هدم بيتها..! ولعل ذلك ما يجب علي الأمهات وكل من يقوم بالاصلاح بين زوجين متخاصمين, بحيث يدرك أهمية الحفاظ علي الكرامة ولكن دون شطط قد يدفع أحد الأطراف إلي العناد الظاهري الذي ينتهي بالطلاق ثم يعقبه الندم والحسرة.. وتخطيء الأم ومعها ابنتها عندما لا تكتفيان بهزيمة الزوج.. محاولتين إذلاله وقهره متخيلتين أن ذلك سيكون درسا له في المستقبل حتي( يمشي علي العجين مايلخبطوش)..!! وقديما قال الحكماء اهزمه ولا تقهره.. وهذه الحكمة تنسحب علي كل صراع قد ينشأ بين الافراد والجماعات بل بين الجيوش المتحاربة أيضا ولعل عبقرية خالد بن الوليد الحربية تمثلت في أخذه بتلك الحكمة, فقد عرف عنه في المعارك أنه كان يترك ثغرة لأعدائه المهزومين كي ينفذوا منها في حال استشعارهم الهزيمة, وهو إذ يفعل ذلك ليس حبا أو حنانا تجاه العدو وإنما هو تكتيك حربي حيث انه بذلك يكون قد انتصر علي عدوه بأقل خسائر ممكنة, فلو أنه حاول قهر عدوه وتعقبه ولم يترك له ثغرة يهرب منها لتحول ذلك العدو إلي مقاتل شرس ليس لديه ما يخسره مقدما علي أعمال انتحارية من شأنها إلحاق الأذي والضرر الجسيم بجيشه في الجنود والعتاد.. وحقا عقمت النساء ان يلدن مثل خالد..! لو أن هؤلاء
النسوة قرآن عبقرية خالد الحربية لربما تعلمن سياسة الاكتفاء بهزيمة الزوج وإشعاره بأنه قد يكون أخطأ أو تجاوز في حق زوجته ويكون ذلك دون محاولة قهره وإذلاله حتي لا يصنعن منه مقاتلا شرسا لا يبقي علي شيء.. لا أدري لماذا أجد تشابها بين الحروب وبين معارك الأفراد والجماعات ومن ضمن هؤلاء معارك الأزواج والزوجات.. فهناك المقاتل النبيل الذي لا يلجأ إلي الحرب القذرة حتي ولو كانت طريقه إلي النصر.. بينما هناك صنف آخر من المقاتلين لا يتورعون عن القيام بأي شيء في سبيل تحقيق النصر دون النظر لاعتبارات أخلاقية أو إنسانية.. هذا الصنف الأخير لا يتورع عن اتباع سياسة الأرض المحروقة أو استخدام الدروع البشرية من الأسري والمدنيين الأبرياء في الحروب, أو باستخدام الأطفال كما تفعل بعض الأمهات وبعض الآباء في المعارك التي( تندلع) بينهم..! وتكون النتيجة إزهاق أرواح أبرياء كما حدث في الرسالة الأخيرة( دماء الندم).. والتي أبكت وأدمت قلوبنا قبل مآقينا, وقد أحسست في ردك علي تلك الرسالة وكان دمعة غالية فقفزت من مقلتك تأثرا بهذا المشهد الذي يفقد الانسان قرة عينه وأنيس روحه ومهجة فؤاده.. لقد تذكرت الرسول الأكرم وهو يحمل ولده إ
براهيم ليواريه الثري.. حيث يتوجه إلي الجبل قائلا له: لو أن بك ما بي لهدك..!! يا إلهي كيف تتحول تلك العلاقة الحميمية وذلك الرباط المقدس إلي معركة حامية الوطيس..( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم ـ21 كيف يتحول ذلك السكن إلي معركة بين وحوش ضارية نزعت من أفئدتها الرحمة؟ ولعل رسالة( دماء الندم) أن تزيل الغشاوة من علي عيون الكثيرين ممن يصرون علي استخدام الأبناء كدروع بشرية في حروبهم( المقدسة) ضد الأزواج والزوجات.. يا ليت قومي يعلمون..!
رضا نبيه سليم wit_7@yahoo.com
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:29 | |
| انهم علي صواب بعد أن سعد عملاء شركات المحمول بما قدمته هذه الشركات ـ بدءا من أول شهر رمضان المبارك من عروض بتخفيضات متباينة النسب في ثمن دقيقة المحمول وصلت احداها الي تحديدها بخمسة قروش.. فوجئوا بالمسئولين في وزارة الاتصالات يستنكرون إجراء هذه التخفيضات بحجة انها تعد حرقا لأسعار المحمول يضر بسوق الاتصالات, بل ويهددون بأن الجهاز القومي للاتصالات سوف يتدخل لتنظيم سوق المحمول بما يضمن التنافس العادل وعدم استخدام أي أساليب احتكارية تضر بالشركات الأخري, وانه مالم توقف هذه الشركات تلك التخفيضات بنهاية شهر رمضان فستوقع عليها عقوبات من بينها عدم منحها أرقاما جديدة.
فاذا كانت الدولة تحارب الاحتكار الذي دائما مايسعي الي التكتل للاستثمار بالسوق لرفع سعر السلعة أو الخدمة لتحقيق مزيد من الارباح, وتشجع الشركات علي المنافسة الحرة التي تؤدي الي خفض أسعار السلع, فكيف تتهم الشركات التي تتنافس في تخفيض أسعار مكالماتها لمصلحة العملاء.. بلا احتكار؟
ومن ناحية أخري فإن الشركة المصرية للاتصالات, اعتمادا علي احتكارها للخدمة التليفونية الأرضية, سبق أن رفعت قيمة الاشتراك السنوي خلال الفترة من سنة2000 حتي الآن من45 الي144 جنيها, ورفعت تعريفة فتح الخط من5 الي ستة قروش بادعاء أن تطوير المرفق يحتاج الي اعتمادات مالية, في الوقت الذي كانت تحقق فيه ـ قبل الزيادة ـ ارباحا سنوية تتراوح بين مليار وثلاثة مليارات جنيه, كان يمكن أن تقتطع منها الاعتمادات المطلوبة للتطوير.
ويري الخبثاء ـ والأرجح أنهم علي صواب ـ أن هجوم وزارة الاتصالات علي سياسة تخفيض أسعار مكالمات المحمول مبعثها أن خفض ثمن دقيقة المحمول الي ما يقارب ثمن دقيقة المكالمة في التليفون الأرضي سيؤثر سلبا علي إجمالي عدد المكالمات الأرضية الداخلية, وكذا علي مكالمات النداء الآلي, بما يؤدي الي تراجع ملحوظ في إيرادات الشركة المصرية للاتصالات.
ومن ثم حرمان كبار العاملين وغيرهم من بعض الامتيازات المالية التي يحصلون عليها من أرباح الشركة الطائلة.
والسؤال المطروح الآن هل ستترك وزارة الاتصالات سوق الاتصالات للمنافسة الحرة تطبيقا لاقتصاديات السوق التي تلتزم بها الدولة؟ أم أن احتكار الوزارة للخدمة التليفونية الأرضية سيدفعها الي تجاهل مصالح الجماهير واستغلال الاحتكار فيما يحقق مصالح الشركة والعاملين فيها وحدهم؟.
فؤاد جاد ـ المدير العام السابق بوزارة الداخلية
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:30 | |
| النظرة الدونية أكتب إليك يا سيدي وأنا كلي خجل من أن تكون مشكلتي تافهة بالنسبة لمشكلات البريد, ولكني أعتقد أني أشارك فيها مجموعة من النساء اللاتي قررن عدم العمل. أنا خريجة صيدلة ومن أيام دراستي وأنا أحلم بالبيت والزوج والأولاد, فقررت أني لو تزوجت فسأتفرغ لبيتي, وكنت أخطط أني سأنهي مسئوليات المنزل قبل قدوم زوجي لأتفرغ له وبالفعل تزوجت بعد تخرجي مباشرة والحمد لله رزقني الله بطفلين وأنهيت تكليفي وبدأت في الإجازات( لم أستقل لرغبة أبي وأمي في ذلك) ومن هنا بدأت المشكلة نظرة المجتمع لي مستفزة لأنهم يروني بلا قيمة حيث أني لا أعمل فنساء عائلتي يعملن,
وكذلك نساء عائلة زوجي ويختلف الرأي حولي فمنهن من تراني كسولة, ومنهن من تراني دلوعة, وكلهن يحثونني علي العمل ويستهزئن بي, لاني لا ارغب بالعمل وقلن لي شغل البيت وتربية الأولاد لا يأخذ كل هذا الوقت, وبما إني لا أعمل فمطلوب مني واجبات أكثر منهن وكذلك في محيط أصدقائي يقولون لي انت عملتي في نفسك كده ليه وكل مجتمع جديد نظرتهم تلمع عندما يعلمون أني خريجة صيدلة, ثم سرعان ما تنطفيء ويكسوها نظرة استخفاف عندما يعلمون أني لا أعمل. شعرت بالاكتئاب ورجعت للعمل فترة لم أحس بالسعادة وكنت أرجع مرهقة وعايزه أنام, لن أقول لك قصرت في البيت لكن كنت مجهدة فأخذت إجازة بدون مرتب. ومأساتي أبي فهو غير راض عني, وقال لي ذات مرة( روحي قطعي شهادتك) وكان نفسي في طفل آخر فقال لي ادرسي, اعملي حاجه عشان يكون لك قيمة, فهل صحيح أني ليس لي قيمة إلا بالعمل ولماذا هذه النظرة الدونية للمرأة غير العاملة, لماذا انعكست الآية. أنا أحاول شغل كل وقتي أستيقظ مبكرا, لأتابع التليفزيون خوفا من أن يصدأ عقلي, وأقرأ الجرائد وأشترك في منتديات علمية علي النت, وأحاول تثقيف ذاتي فهل أنا مخطئة؟ * سيدتي.. لا توجد مشكلة تافهة وأخري مهمة, فكل ما يؤرق إنساان ويشغله ويحار أمامه يستحق منا الاهتمام والمشاركة, فنحن هنا جميعا أصدقاء علي الورق.
نحن نفعل كل شيء في حياتنا بحثا عن السعادة والاستقرار, ولكل منا ظروفه واختياراته, فلا نستطيع وضع قوانين ثابتة تنطبق علي الجميع.
دعينا نتفق أن التعليم والدراسة مسألة حتمية الآن للرجل كما المرأة, وأن غضب والدك وعدم رضاه مفهوم ومقبول, لأنه بالتأكيد ضحي بالكثير وبذل معك جهدا كبيرا لتتخرجي في واحدة من كليات القمة, وهو يري في وظيفتك ـ في وقت عزت الوظائف ـ فرصة تحلم بها الكثيرات, ويخشي عليك من تقلبات الأيام. فالوظيفة سلاح في يدك قد تلجئين إليه يوما. وهذا القلق مردود عليه بأنك لم تستقيلي بل أنت في اجازة ويمكنك العمل وقتما شئت, وهذا لا يعني أيضا أنك بلا قيمة فالقيمة تحدد حسب دور الإنسان, ودورك كزوجة وأم ناجحة مثقفة مهم ومؤثر وقد يفوق في أهميته وظيفتك. طمئني والدك أنك لن تتحولي إلي ست بيت تقليدية, بل ستواصلين دراستك عندما تحين الفرصة وستتواصلين مع المجتمع حولك من خلال القراءة والمتابعة.
قرار بقائك في البيت خاص بك وزوجك فقط, وطالما اتفقتما علي أن بيتك يحتاجك الآن خاصة في سني طفلك الأولي, فلتفعلي ما يعينك علي هذه المهمة الشاقة حتي تجدي في نفسك القدرة علي الجمع بين عملك وبيتك علي ألا ينعكس ذلك بالسلب علي أيهما خاصة البيت فهو وظيفتك الأولي. أما قرار انجاب طفل ثالث فهذا أمر يرجع لك وزوجك, فقد تريان أن وجودك في البيت فرصة لانجاب الطفل الثالث, وعندما تعودين إلي عملك لا تنقطعي مرة ثانية.
سيدتي.. لكل إنسان قدراته واختياراته, فلا تلتفتي لكلام الآخرين واختاري سعادتك بنفسك, فالآخرون يتحدثون لحظات, وأنت وحدك التي ستجنين ثمار قرارك, ولكن كوني حذرة من السقوط في دائرة الرتابة أو الكسل, فما تعلمته وانفقت من عمرك سنوات عليه لا يجب أن يظل شهادة معلقة علي جدران بيتك السعيد. وإلي لقاء بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:31 | |
| النظرة الدونية أكتب إليك يا سيدي وأنا كلي خجل من أن تكون مشكلتي تافهة بالنسبة لمشكلات البريد, ولكني أعتقد أني أشارك فيها مجموعة من النساء اللاتي قررن عدم العمل. أنا خريجة صيدلة ومن أيام دراستي وأنا أحلم بالبيت والزوج والأولاد, فقررت أني لو تزوجت فسأتفرغ لبيتي, وكنت أخطط أني سأنهي مسئوليات المنزل قبل قدوم زوجي لأتفرغ له وبالفعل تزوجت بعد تخرجي مباشرة والحمد لله رزقني الله بطفلين وأنهيت تكليفي وبدأت في الإجازات( لم أستقل لرغبة أبي وأمي في ذلك) ومن هنا بدأت المشكلة نظرة المجتمع لي مستفزة لأنهم يروني بلا قيمة حيث أني لا أعمل فنساء عائلتي يعملن,
وكذلك نساء عائلة زوجي ويختلف الرأي حولي فمنهن من تراني كسولة, ومنهن من تراني دلوعة, وكلهن يحثونني علي العمل ويستهزئن بي, لاني لا ارغب بالعمل وقلن لي شغل البيت وتربية الأولاد لا يأخذ كل هذا الوقت, وبما إني لا أعمل فمطلوب مني واجبات أكثر منهن وكذلك في محيط أصدقائي يقولون لي انت عملتي في نفسك كده ليه وكل مجتمع جديد نظرتهم تلمع عندما يعلمون أني خريجة صيدلة, ثم سرعان ما تنطفيء ويكسوها نظرة استخفاف عندما يعلمون أني لا أعمل. شعرت بالاكتئاب ورجعت للعمل فترة لم أحس بالسعادة وكنت أرجع مرهقة وعايزه أنام, لن أقول لك قصرت في البيت لكن كنت مجهدة فأخذت إجازة بدون مرتب. ومأساتي أبي فهو غير راض عني, وقال لي ذات مرة( روحي قطعي شهادتك) وكان نفسي في طفل آخر فقال لي ادرسي, اعملي حاجه عشان يكون لك قيمة, فهل صحيح أني ليس لي قيمة إلا بالعمل ولماذا هذه النظرة الدونية للمرأة غير العاملة, لماذا انعكست الآية. أنا أحاول شغل كل وقتي أستيقظ مبكرا, لأتابع التليفزيون خوفا من أن يصدأ عقلي, وأقرأ الجرائد وأشترك في منتديات علمية علي النت, وأحاول تثقيف ذاتي فهل أنا مخطئة؟ * سيدتي.. لا توجد مشكلة تافهة وأخري مهمة, فكل ما يؤرق إنساان ويشغله ويحار أمامه يستحق منا الاهتمام والمشاركة, فنحن هنا جميعا أصدقاء علي الورق.
نحن نفعل كل شيء في حياتنا بحثا عن السعادة والاستقرار, ولكل منا ظروفه واختياراته, فلا نستطيع وضع قوانين ثابتة تنطبق علي الجميع.
دعينا نتفق أن التعليم والدراسة مسألة حتمية الآن للرجل كما المرأة, وأن غضب والدك وعدم رضاه مفهوم ومقبول, لأنه بالتأكيد ضحي بالكثير وبذل معك جهدا كبيرا لتتخرجي في واحدة من كليات القمة, وهو يري في وظيفتك ـ في وقت عزت الوظائف ـ فرصة تحلم بها الكثيرات, ويخشي عليك من تقلبات الأيام. فالوظيفة سلاح في يدك قد تلجئين إليه يوما. وهذا القلق مردود عليه بأنك لم تستقيلي بل أنت في اجازة ويمكنك العمل وقتما شئت, وهذا لا يعني أيضا أنك بلا قيمة فالقيمة تحدد حسب دور الإنسان, ودورك كزوجة وأم ناجحة مثقفة مهم ومؤثر وقد يفوق في أهميته وظيفتك. طمئني والدك أنك لن تتحولي إلي ست بيت تقليدية, بل ستواصلين دراستك عندما تحين الفرصة وستتواصلين مع المجتمع حولك من خلال القراءة والمتابعة.
قرار بقائك في البيت خاص بك وزوجك فقط, وطالما اتفقتما علي أن بيتك يحتاجك الآن خاصة في سني طفلك الأولي, فلتفعلي ما يعينك علي هذه المهمة الشاقة حتي تجدي في نفسك القدرة علي الجمع بين عملك وبيتك علي ألا ينعكس ذلك بالسلب علي أيهما خاصة البيت فهو وظيفتك الأولي. أما قرار انجاب طفل ثالث فهذا أمر يرجع لك وزوجك, فقد تريان أن وجودك في البيت فرصة لانجاب الطفل الثالث, وعندما تعودين إلي عملك لا تنقطعي مرة ثانية.
سيدتي.. لكل إنسان قدراته واختياراته, فلا تلتفتي لكلام الآخرين واختاري سعادتك بنفسك, فالآخرون يتحدثون لحظات, وأنت وحدك التي ستجنين ثمار قرارك, ولكن كوني حذرة من السقوط في دائرة الرتابة أو الكسل, فما تعلمته وانفقت من عمرك سنوات عليه لا يجب أن يظل شهادة معلقة علي جدران بيتك السعيد. وإلي لقاء بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:31 | |
| النظرات الحزينة * أكتب إليك بعد أن ضاقت بي السبل وأعيتني الحيل, فأرجو أن تصبر علي حتي انتهي من رسالتي ولاتصدر علي حكما قبل أن تنتهي من قراءة آخر جملة فيها, فأنا رجل قاربت الستين, من عائلة معروفة بتدينها ولها باع كبير في الدين والتجارة, رحلت عني زوجتي الحبيبة بعد حادث سيارة, تاركة فراغا فظيعا, ولي و3 أولاد متزوجون الآن جميعهم, يشغلون مناصب عليا بحمد الله, ولدي من الأحفاد ماشاء الله, مما يجعلهم قرة عيني, أسعد لحظات حياتي وأنا معهم ألعب مع أحفادي وأنصت لأحاديث أولادي وأنصح أحدهم بنصيحة أو أقوم بحل مشكلة بين ابنتي وأهل زوجها, فأنا ياسيدي أقوم بدور الأب والأم معا, لكن ياسيدي لي احتياجاتي ولست من النوع الذي يغضب الله, فقررت الزواج من أرملة لديها أطفال لكن أولادي كانوا يعاملونها ويعاملون أولادها بمنتهي القسوة, وصبرت معي وتحملت الكثير, وأولادي لديهم مبررهم فهم لايريدون رؤية أحد مكان والدتهم ـ رحمها الله ـ فكانت منبوذة دائما.. فلم تصبر وصممت علي الطلاق, عشت مرة أخري وحيدا الي ان بدأت أبحث من جديد ولكن علي سيدة بدون أطفال ولا أخفي عليك أمرا,
كانت السيدات تتهافت علي, الكل يريد إرضائي حتي أتزوجه, منهن الأرملة ومنهن المطلقة حتي الآنسات كانت تريد ودي.
لم أرد أن أتزوج من هي أصغر مني بكثير لأني لا أريد أولادا مرة أخري ولا أكبر مني لأنني أؤمن بأن الرجل لابد وأن يكبر زوجته علي الأقل بخمس سنوات ليكون قواما عليها ولاتتحكم فيه, ظللت أبحث الي أن قام أحد معارفي بتعريفي علي سيدة مطلقة لاتنجب, ينقصها الشعور بالأمان في زمن قل فيه الأمان, تعمل صباحا ومساء, ووافقت ولكني لم أصارحها بما يشعر به أولادي تجاه أي امرأة تدخل حياتي وقمت باستئجار شقة تقيم فيها بعيدا عن المدينة التي يسكنها أولادي, فعرفوا الأولاد وقاموا بمساعدة شياطين الأنس والجن بتضييق الخناق علي فأصبحت ممنوعا من أصطحابها الي أي مكان توجد فيه العائلة مجتمعة فكانت صابرة وكنت أهون عليها بأن الزمن كفيل بتليين قلوبهم, ولكن صبري عليهم زادهم عنادا فكانوا اذا قابلونا بمحض الصدفة في الشارع لايلقون عليها السلام, واذا صادف وقامت بالرد علي الهاتف الخاص بي قاموا بإغلاقه في وجهها بغير كلمة فكنت أخجل منها لأنني أنا بين فكي الرحي, ناهيك ياسيدي عن المناسبات الدينية التي كانوا يصرون علي احيائها معي فكنت أتركها مستشعرا بتأنيب الضمير.
لانريد أحدا مكان أمنا كانت هذه جملتهم وشعرت بظلمي لها فخيرتها بين الانفصال عنها أو أن تقبل العيش معي في تلك الظروف, فقبلت لأنها لاتستطيع مواجهة المجتمع بلقب المطلقة مرة أخري وكنت واثقا من هذا, وسعدت وظننت أن صدري استراح لكن أصبحت نظراتها حزينة مليئة بالانكسار, فعند ذهابي لمناسبة أو حفل أدعو فيه كل أقاربي تساعدني في ارتداء ملابسي وترافقني الي الباب مودعة وأكاد أسمع بكاءها وأنا أنزل السلم, أما عني فأري كل أقاربي مع زوجاتهم بجانبهم إلا أنا فوحدي أصيبت زوجتي بارتفاع بضغط الدم, حاصرها المرض فطلبت مني الانفصال وسرحتها سراحا جميلا ولم أخسر شيئا لأنها لم تشترط شيئا عند زواجي منها.
باتت بدعواتها التي كانت تدعوها طيلة الليل في فترة زواجي بها تلاحقني أينما ذهبت وتشعرني بالظلم فيما سعد أولادي جدا بطلاقي قائلين الحمد لله عدت لنا يا أبي وتزينت النساء مرة أخري ممن يصغرني ومن يكبرني ولكني أصبحت عازفا عن الزواج لكي لا أظلم أحدا مرة أخري, فأنا أخاف الله والمشكلة أن الوحدة تعذبني وأريد زوجة في الحلال زواجا شرعيا لكن شريطة أن تتحمل ظروفي, سأوجد لها شقة وأطعمها وكل أسبوع سأقوم بتزيينها والذهاب بها الي السينما.
ولكن عليها ان تعرف ان المناسبات العائلية والاجتماعية الموجود فيها أولادي محرمة عليها والدعوات والأفراح والأعياد سأقضيها معهم ومع أحفادي ويجب عليها أن تكون أصغر حتي أتوكأ عليها في كبري, فمن تري نفسها قادرة علي هذا أرجو أن تكونوا طريقها الي. * سيدي.. صبرت عليك حتي نهاية رسالتك, ومع كل سطر يسلمني لآخر كان يزداد غضبي وعتابي لك حتي التبس علي الأمر, وشككت أنك تريد دمية أو عروسا إليكترونية لا إنسانة لها حقوق وعليها واجبات.
تقول ان أسعد لحظات حياتك مع أولادك وأحفادك فلماذا لاتكتفي بمالديك من سعادة, خاصة أنك حريص كل الحرص علي الحصول علي كل حقوقك, حقوق الأب وحقوق الجد فلماذا تسعي الي مالا تقدر عليه؟!
ما تطلبه ياسيدي ليس زوجة تشاركك حياتك, بحلوها ومرها.. لتصبح لك سكنا ويكون بينكما مودة ورحمة, بل تطلب امرأة تلبي احتياجاتك الذكورية بطريقة شرعية, تذهب إليها تقضي وطرك بعد أن تستمتع بكل مالديك من أبناء وأحفاد وعائلة, أما هي واحتياجاتها وحقوقها فلايهم, طالما يطاردونك مطلقات وأرامل وآنسات.. ألا تري في سلوكك هذا أنانية وظلما وضعفا.
نعم ضعف ياسيدي, فأنت عاجز عن مواجهة أبنائك المتزوجين بحقك في الزواج بأخري.. عاجز عن إلزامهم باحترامها, فسمحت لهم بإيذاء زوجتك وأبنائها, والأغرب أنك تري لهم مبررا, فإذا كان الأمر كذلك فلماذا تؤذي وتظلم الآخرين؟ كنت أعتقد ان تربيتك الدينية وعائلتك التي لها باع كبير في الدين, سيجعلانك أكثر حرصا علي العدل, وأكثر فهما لمعني الزواج, الميثاق الغليظ الذي تلاعبت به, فطلقت زوجتك بعد أن ظلمتوها جميعكم.. وبدلا من أن تلتقط أنفاسك, وتفتح حوارا عاقلا مع أبنائك لإقناعهم بحقك في الزواج وحقك عليهم في احترام رغبتك واحترام شريكة حياتك, خدعت امرأة أخري, امرأة وحيدة كل أملها في الحياة هو الإحساس بالأمان الذي قبلت الزواج منك بحثا عنه, فماذا فعلت وأنت تتحدث عن القوامة, هل كنت قواما عليها؟
لاياسيدي, عزلتها في سجن وعرضتها للإهانة تلو الأخري, واستمرأت تخاذلك وضعفك أمام أولادك خاصة بعد أن قبلت الاستمرار معك وأنت تعرض عليها الطلاق موقنا أنها سترفضه.
ماذا فعلت أمام نظراتها الحزينة وانكسارها ومرضها, اكتفيت بالشعور بأنك ظالم, لكنك لم تسع لرفع الظلم عنها, بل طلقتها بدون أي خسائر فهي لم تشترط شيئا عند الزواج, طلبت فقط الأمان وهو للأسف آخر شئ تملكه.
سيدي.. لقد أدمنت اللعبة, وأعتذر لك عن هذا التعبير, ولكن ماتفعله في هذا العمر ليس زواجا وإنما عبث بحياة ومشاعر أخريات لم يرتكبن إثما, يبحثن عن حلال الله ولكنك بكل أسف تقودهن لأبغضه.
وللمرة الثانية وبدلا من أن تراجع نفسك وتصحح أخطاءك وتواجه أبناءك تفكر بنفس الطريقة التي ستقود حتما الي الطلاق.. فالنساء مرة ثالثة يتزين لك, فتأتينا بحثا عن عروس جديدة فلماذا لاتختر من تعذبها وتطلقها ممن بين يديك؟
تريد زوجة حبيسة لن تشاركك في أي تفاصيل للحياة, ستغيب عن مناسباتك العائلية, تختفي في الأعياد والأفراح والمناسبات, هي فقط للمتعة, متعة سيادتك وتشترط أن تكون صغيرة لتتكئ عليها في كبرك ويكفيها أنك ستسكنها شقة في منطقة نائية, وستطعمها ثلاث وجبات وقد تزيد. ستزينها وتذهب بها الي السينما مرة في الأسبوع, ما هذا الاستعلاء ياسيدي وما كل هذا الفهم الخاطئ للزواج.
أسف سيدي ليس لدينا ماتطلب ولاننصح أي امرأة بقبول الزواج بمن يفكر بهذا الأسلوب ومن يكرر اخطاءه بنفس الطريقة.
سيدي.. لاتتزوج وتفرغ لسعادتك مع أولادك أو أحفادك, وان قررت ان تفعلها فليكن بالاتفاق والتفاهم معهم, واختر من تناسبك في العمر والثقافة علي أن تكون واثقا من أنك لن تظلمها ولن تغرس الحزن في عينيها أو تصيبها الأمراض قهرا وضعفا, فما أقسي أن تجتمع عليك دعوات من ظلمتهن, فنحن لانحب لك ولا لنا الظلم, أنار الله قلبك وأعادك الي صواب الحق والي اللقاء ـ بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:32 | |
| المنحرفــــــون أكتب اليك رسالتي من غرفة مظلمة هي سجني وكل حياتي, دخلتها ولم أغادرها منذ اسبوعين. يقتلني بكاء أمي وتوسلات شقيقتي, اللتين لاتفهمان سر ما أنا فيه, ولا استطيع أن أواجههما بما أنا فيه. ليست هذه المرة الأولي التي أحبس فيها نفسي في غرفتي, بل سبقتها مرات عديدة.. حاولت معها وتمنيت الموت والانتحار والهروب ولكني كنت أفشل فأستسلم لما أنا فيه, حتي أشعر بالمهانة فأحاول مرة أخري. سيدي.. أجد حرجا شديدا في الكشف عن مأساة حياتي, كتبت عشرات المرات ومزقت الأوراق, فما أصعب أن تري عارك وعار أسرتك علي الورق يصمك بأبشع الصفات, فتري آخرتك وأنت في النار فتفقد كل دوافع ومبررات وجودك.
أعرف اني كلما حاولت الاقتراب ابتعد, فسامحني وتحملني لأن الأمر صعب ومقزز, لذا سأحاول أن أبدأ معك منذ البداية لعلي أفلح. ولدت لأسرة راقية ومحترمة, فأبي ـ رحمه الله ـ كان يشغل منصبا مرموقا, فرح بمولدي فرحا كبيرا فقد جئت بعد سنوات طويلة من ميلاد شقيقتي الوحيدة, لذا لقيت في سني عمري الأولي كل الاهتمام والرعاية. عشت السنوات الأولي من عمري في قمة السعادة, من تدليل وحب وأشياء أخري ظلت مغروسة في نفسي لا تفارقني جذورها. ولكن القدر كان يخبئ لنا شيئا آخر, حزنا أكبر, وكأنها حلقة متصلة, إذا انقطعت حلقة تفككت الدائرة المترابطة.
ذات مساء, انقلب البيت الهادئ, اذكر هذه الليلة جيدا, لا تغادر ذاكرتي.. عمري لم يكن يتجاوز التاسعة, أفقت علي صراخ وعويل وفوضي في البيت.. لم أفهم للوهلة الأولي لماذا تصرخ أمي, ولا لماذا سقطت شقيقتي علي الأرض, ولا من هم هؤلاء الرجال والنساء الذين تزاحموا داخل شقتنا... بشر لا أعرفهم يحاولون احتضاني رغما عني, بعضهم يحاول إدخالي إلي غرفتي.. بكيت وأنا لا أفهم لماذا أبكي.. عرفت بعدها أني أصبحت يتيما, مات أبي, مات وهو يعبر الطريق, صدمته سيارة مسرعة, وتركه قائدها يموت نازفا, وهو لايدري أن بموت هذا الأب ستنهار حياة أسرة بالكامل وسيتسبب في تدمير حياة طفل مثلي.
كان موت أبي ـ يا سيدي ـ هو بداية مأساتي, فالطريقة الخاطفة والمؤلمة التي مات بها أصابت أمي بفزع دائم وجعلتها تدخلني سجنا كبيرا لم أخرج منه حتي الآن. أصبحت أمي تري الموت حولي في كل مكان, وكأن ملكه ينتظرني حتي ينقض علي, فلا خروج وحدي, تنتظرني حتي باب المدرسة, لا تتركني إلا وأنا في الاتوبيس مع زملائي, تجلس علي رأسي حتي أنام. لم يكن تدليلا بقدر ما كان خوفا وفزعا تسلل إلي نفسي وروحي وجعلني أشعر بمعني كلمة يتيم... هذا الاهتمام لم يكن منصبا علي أختي الكبري مثلما نلت منه النصيب الأكبر لأن أمي كانت مشفقة علي لأني معشتش الدلع ولا الحنان اللي شافته أختي. بهذه المقدمة الطويلة أردت فقط أن أكشف لك عن تركيبتي النفسية الهشة, عن طفولتي المغتالة, عن عدم إحساسي المبكر برجولتي, فكانت شخصيتي الوديعة المنكسرة تميل الي البنات أكثر منها إلي الأولاد, مما زاد من انطوائي وابتعادي عن زملائي.
مرت ثلاث سنوات علي هذه الفترة العصيبة, وقتها تقدم الي أختي عريس من محافظة بعيدة عن مدينتنا, وكان هذا العريس لطيفا, اكتسب حب أختي وأمي بسرعة كبيرة, كما تقرب الي واهتم بي وأصبح حريصا علي الحوار معي.. بعد فترة من الخطوبة عرضت عليه أمي أن يبيت عندنا حتي لايعود الي مدينته في وقت متأخر مستندة ـ كما قالت أمامنا ـ أن في البيت رجلا, والطبيعي أن يبيت هذا العريس معي في حجرتي. اعذرني, أنا أبكي الآن عندما استعيد تلك اللحظة التي أمقتها, أراها كأنها حدثت بالأمس, أفكر في التوقف عن الكتابة الآن, هل أمزق أوراقي كما فعلت كثيرا من قبل, لا سأواصل, فأنا أريد التحدث لأول مرة وآخر مرة, أنا أريد المساعدة, النجاة, فاغفر لي وقراؤك أي كلمات جارحة أو مهينة, فهذا الإحساس المؤلم ملازم لي طوال الوقت فتحملوني قليلا.
في هذه الليلة البغيضة, نام بجواري في فراشي, خطيب شقيقتي احتضنني, طبطب علي, أصابعه حنت علي جسدي فشعرت بسعادة واطمئنان حتي خلته في لحظات كأنه أبي, قال لي لاتخف أنا أحبك وسأجعلك سعيدا, فعل معي أشياء غريبة, لم أفهمها ولم أعترض عليها, كل ما أحسست به هو أمان ما لم أعرفه أو أحسه من قبل ولا أعرف أنه خطأ بل جريمة, ما استوقفني وانا لم أناقشه هو انه طلب مني أن يظل ماحدث سرا بيننا, انت كبير ولازم نكون أصحاب وما يحدث بيننا يجب ان يكون سرا وهذا اختبار لصداقتنا, كنت عند حسن ظنه ولم أبح بما حدث لأحد, فلم تكن أمي تتحدث معي في أي شيء سوي الدراسة, كل ما يشغلها هو تفوقي وكنت أفعل.
ما حدث معي في تلك الليلة, تكرر مرات عديدة في كل زيارة كان يأتي فيها العريس إلينا, لا أخفيك كنت أنتظره وأفتقد حضنه وذلك الاحساس الخفي بأنه أبي, لذلك لم يفهم أحد في البيت لماذا انهرت بالبكاء عندما حدثت مشكلات أدت الي فسخ الخطبة وانسحاب العريس, كان حزني أكبر بكثير من حزن شقيقتي وأمي. عشت شهورا عديدة متألما أشعر بالوحدة والفزع حتي انتقلت الي المرحلة الاعدادية, ولأن أمي حريصة علي تفوقي اختارت لي مدرسا شهيرا, واشترطت ان يعطيني درسا خاصا بمفردي حتي يتفرغ لي ويتقن تعليمي, ولأن هذا المدرس لايذهب للتلاميذ في بيوتهم, فكانت أمي تصطحبني مرتين في الاسبوع اليه في شقته, وتنتظرني أو تقضي بعض المشاوير ثم تعود لتأخذني,
بعد حصص قليلة حدث ما يمكن توقعه, بدأ هذا المدرس يتلمس جسدي, يدللني وكأنه يتأكد مني.. كنت فريسة سهلة مهزومة صامتة, ظللت مع هذا المدرس سنوات حتي أدركت ما أنا فيه, نعم أنا منحرف, غير طبيعي.. كرهت نفسي وكرهت أمي, ولكني كنت قد فقدت أي قدرة علي المقاومة أو الانسحاب, فأنا وكما قلت لك من قبل بلا أي شخصية, بدأت أقرأ حول هذا الموضوع وعرفت اني شخص منبوذ وأن عقابي سيكون جهنم, فزعت وامتنعت وحاولت الانتحار ولكن إرادة الله كانت غير ذلك.
تزوجت شقيقتي, ونجحت بتفوق في الثانوية العامة كما أرادت أمي, والتحقت بكلية الطب, وفي الكلية دخلت في معاناة أخري..
يبدو أن هناك ملامح لمن هم مثلي, فقد تقرب مني آخرون يشبهونني, حرضوني وأغروني, قاومت ولكن في النهاية ضعفت, ودخلت الي دائرة السقوط التي لاتنتهي.
سيدي... تعبت, لا أريد مواصلة الحديث كل ما أريد قوله إني مريض, سعيت الي العلاج ولكني فشلت, لايوجد لدينا أطباء متخصصون, ألزمت نفسي بالصلاة في المساجد, اعتزلت الجامعة أسابيع متصلة, أهملت في مظهري, أطلقت لحيتي, ولكن ما أن أعود إلي الجامعة حتي أسقط مرة أخري, قطعت شراييني وانقذتني أمي.. تقودني أقدامي الي من هم مثلي, تجمعات معروفة في وسط المدينة أو علي كوبري قصر النيل.. أتعرض أحيانا للضرب والسرقة.
سيدي.. أكتب اليك الآن بعد القضية التي أساءت الي بعض فنانينا وتناولتها وسائل الإعلام. * سيدي.. أدمتني رسالتك, وترددت طويلا في نشرها, فمنذ توليت مسئولية هذا الباب وأنا لا أفضل نشر مثل هذه الرسائل, وأختار الردود السريعة أو الاتصال المباشر.. ولكن هذه المرة فرضت علي رسالتك اللجوء الي النشر لانها تشير الي نقاط خلل كبيرة في أساليب التربية, والي شريحة من المنحرفين سلوكيا غير راضية عن وضعها وتبحث عن علاج, وليتها تكون فرصة للبحث لدي المتخصصين عن علاج ينجي من هم مثلك من عذاب الدنيا والآخرة.
عودة إلي ما تضمنته رسالتك من اسلوب تربية خاطئ اتبعته معك والدتك بزعم الخوف أو القلق أو التدليل, هذا الاسلوب الذي ينتج شخصية مشوهة, ضعيفة, ليس لديها استقلالية أو فهم.
فالحرص الشديد المبالغ فيه يفرز شخصية انطوائية غير قادرة علي المواجهة, تسلب الطفل حقه في البوح أو الاعتراف, القبول أو الرفض.
أيضا يجب علي الآباء ان يفهموا أبناءهم معني وقدسية الجسد ووظائف أعضائه ودورها, فالخجل أحيانا من تعريف أبنائنا بأجسادهم وما هو المسموح والممنوع يعرضهم لمثل تلك المخاطر, هذا الجهل هو الذي جعلك لاتفهم ما يفعله معك خطيب اختك, فاستغل جهلك وخوفك واحتياجك للحنان الأبوي, متجردا من كل المشاعر الانسانية, مرضيا حيوانيته فجذبك الي مستنقع صعب عليك الخروج منه حتي الآن.
فرقوا بين الأبناء في المضاجع هكذا أمرنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ولكن والدتك وبحسن نية قد قبلت ان تنام يجوار شخص غريب.
وهذا أمر مرفوض, فالثقة لا تعني التفريط أو المجازفة, والأمر الشاذ الذي يجب الاحتياط منه حتي لا يصبح أحد أبنائنا هو النموذج له.
علموا أبناءكم ـ ذكورا وإناثا ـ أن أجسادهم مقدسة مصانة لايجوز لأحد لمسها, علموهم كيف يعترفون لكم بكل ما يتعرضون له دون خوف من عقاب.
أيضا لايجوز السماح لمدرس ـ مع الاحترام لكل المدرسين وعدم أخذهم بجريرة نموذج فاسد ـ بالاختلاء مع تلميذة أو تلميذ, فالدرس يجب أن يكون تحت عين الآباء.
سيدي.. أحس بصدق كلماتك ورغبتك الحقيقية في النجاة, وستنجو إذا دخل الإيمان قلبك وابتعدت قصرا عن كل الظروف التي تدفعك الي هذا المسلك, تحمل عذابك, وعندما تشعر بضعفك لا تخلد الي وحدتك وشيطانك, استعن بأمك أو اذهب الي المسجد, غير أصدقاءك والمحيطين بك, وبعد فترة ستشعر بأنك تعود الي طبيعتك, كل هذا حتي يتبين لنا ما هو العلاج العلمي لمثل حالتك, فالأمر الآن بين أيدي أطبائنا النفسيين, حماك الله وغفر لك وأعانك علي ضعفك وشيطانك وشياطين الانس من حولك
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:32 | |
| المعدن الأصيل تعرفت عليها عندما كنت طالبا بكلية الحقوق جامعة القاهرة, وفي بداية الأمر بهرتني ابتسامتها الساحرة, ثم اكتشفت أنها فتاة رائعة فصممت علي الارتباط بها وبجهد جهيد أقنعتها بضرورة التفكير بجدية في مستقبل حياتنا معا, فوافقت علي طلبي بشرط ألا تتعدي حدود علاقتنا أسوار الجامعة, وفي تلك اللحظة بدأت أجمل قصة حب عرفتها كلية الحقوق وقتها, فشهد عليها وباركها الأصدقاء والأساتذة والزملاء.
وتقدمت لأسرتها طالبا يدها فاشترطت علي والدتها أن أحصل علي تقدير جيد جدا ثم التحق بالنيابة لأصبح وكيلا للنائب العام, لكني لم أحصل علي التقدير المرغوب فعارضوا زواجي من ابنتهم, فاستعنت بأستاذ لي في الجامعة وبالكاتبة الراحلة أمينة السعيد لكي يتوسطا لإتمام ارتباطي بفتاتي, ونجحا بالفعل في هذه المهمة الصعبة.
وعينت باحثا قانونيا بإحدي الوزارات السيادية, وبناء عليه أعلنا الخطبة ثم تزوجنا, وبعدها بعامين تخرجت زوجتي وتم تعيينها بإدارة الشئون القانونية بجامعة القاهرة, ورزقنا الله بابنتنا الأولي مروة, وسافرت إلي السعودية حيث عملت بها في نفس وظيفتي, ورزقنا الله بابنتنا الثانية مي, واستمررنا في الغربة عدة سنوات ثم عدت إلي مصر واستقلت من وظيفتي وعملت محاميا حرا وعملت زوجتي محامية بشركة استثمارية, ثم افتتحت مكتبا للمحاماة كان هو السند الحقيقي لنا في الحياة, واستفدت منه ماديا وفنيا, الأمر الذي انعكس علي أدائي المهني في وظيفتي, وسارت بنا الحياة هادئة ومستقرة.
ومرت الأيام وتخرجت مروة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ثم نالت الماجستير في إدارة الأعمال, وتخرجت مي في كلية التجارة وعملت في أحد البنوك وتزوجت الاثنتان من شابين صالحين, وأنجبتا أربعة احفاد.
وتوالت السنون ودخلت أحد المستشفيات لإزالة المرارة, ثم أصبت بالسكر, ودخلت المستشفي مرة أخري, فاكتشفت منذ الليلة الأولي لي به أن حبيبتي تحمل لي في وجدانها حبا يصعب علي أي إنسان أن يتصوره مهما بلغ به الخيال, حيث لاحظت عليها توترا وحزنا شديدا وقلقا باديا علي وجهها, وتركت عملها وظلت إلي جواري أسبوعين كاملين, لدرجة أنني شككت في أنني مريض بمرض لن أشفي منه أبدا, وكثيرا ما لاحظتها تدعو الله لي بالشفاء, وقد فاضت عيناها بالدمع ووجدتني أجهش بالبكاء ولم أستطع أن انطق بكلمة واحدة.. وخرجت من المستشفي وواصلنا حياتنا ونحن علي خير ما يرام.
ومنذ ما يقرب من عام شعرت بآلام رهيبة في صدري فزرت الطبيب الذي نقلني إلي المستشفي حيث اظهرت التحاليل والأشعات انني أصبت بجلطة في الشريان التاجي الأمر الذي استدعي التدخل الجراحي, وعمل دعامة به, وبدأت في تناول الأدوية.. ولم تفارقني زوجتي لحظة, ومازالت حريصة علي التعرف يوميا علي حالتي الصحية مع الأطباء.. إنني مدين لها بعمري وأدعو الله أن يعطيها من فضله بقدر ما يحمله قلبها الكبير من حب لي ولأولادها وأحفادها.. وقد كتبت إليكم هذه الرسالة تعليقا علي رسالة الذكري الجميلة التي بعثت بها قارئة لبابكم حول العلاقة الهادئة والجميلة التي ربطتها بزوجها طوال رحلة حياتهما معا علي مدي نصف قرن. ** معك حق يا سيدي في أن الحب الحقيقي المنزه عن الأغراض والمصالح الشخصية يفعل المعجزات, وأن ضيق ذات اليد في بداية الحياة الزوجية هو نفسه مفتاح الباب الملكي العالي لسعة الرزق ورغد الحياة إذا استمر الحب بين الزوجين, وإذا أنكر كل منهما ذاته أمامه, وإذا ضحي من أجله دون أن ينتظر منه ردا لهذه التضحية.
وكلما قويت العلاقة بين الزوجين زادت قدرتهما علي مواجهة الأنواء والأعاصير, وتمكنا من الابحار في سفينة الحياة. أما إذا كانت علاقتهما هشة فإن مصيرها المؤكد هو الفشل والانفصال وتشريد الأبناء ومكابدة الآلام.
ان شدائد الحياة يا سيدي تبين المعدن الأصيل للزوج والزوجة.. فيتحمل كل منهما المتاعب من أجل الآخر, وهذا هو ما أظهرته زوجتك علي مدي ما يقرب من أربعين عاما عاشتها معك بكل كيانها وجوارحها, ولم تتخيل أبدا أنها ستراك طريح الفراش ففاضت عيناها بالدموع وهي تتذكر أيام الشباب والجامعة.. وهذا هو الحب الحقيقي الذي يدوم مع زيادة المصاعب ومرور السنين.
فهنيئا لك بزوجتك الرائعة واسأل الله أن يديم محبتكما وأن ينير لكما مصباح الحياة لكي تستكملا معا فصول قصتكما الجميلة بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 22/2/2012, 17:33 | |
| المضحك المبكي قاتل الله الصمت.. فلم أكن ناويا التدخل في التعليقات الدائرة حول رسالة الفتاة التي تشكو من عدم صلاة أبيها والمعنونة بـصلاة أبي.. لولا ما أخذه الله علينا من عهد وميثاق في قوله( لتبيننه للناس ولاتكتمونه) وهذا أوان المقصود.. فأنا أختلف مع الداعية الفاضل الحبيب علي الجفري في نصحه للفتاة بعدم التعرض بالنصح لوالدها, لأن التناصح بالحسني هو أصل من أصول ديننا, وهذا الدين يقوم علي أسس أهمها ما قاله ربنا في قوله: كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وكم أثمر الإلحاح في تقويم من كان شاردا بعيدا.. وربما حدا بالحبيب الجفري خوفه علي فتاتنا من التعرض لما تكره.. أقول هذه ضريبة لابد من دفعها لمن اراد الجنة والمغفرة, وأظن أن أوضح مثال علي ذلك ما كان من موقف الخليل ابراهيم عليه سلام الله مع أبيه أزر, ولعل في حديث الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ما يشفي الغليل هنا فقد قال: الدين النصيحة.. قلنا لمن يارسول الله؟ قال: لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. ولي سؤال أيها الحبيب.. أرأيت لو كان هذا الأب مقبل بسيارته مثلا علي حادث وهو غير منتبه!! هل لو كانت ابنته معه ورأت ذلك.. اتنبهه أم تلوذ بالصمت؟ الجواب معروف.. فما بالك لو كان والدها مقبلا علي نار جهنم لو أصر علي ترك الصلاة ومات علي ذلك.. ألا تقوم بواجبها في نصحه ودعوته ولو بالبكاء له ليلا ونهارا حتي يهديه ربه؟
أرجو ان تتقبل كلامي بالحب الذي بيني وبينك, وأرجو من فتاتنا الطيبة ان تواصل دعوتها لوالدها ودعاءها له.
أما المضحك المبكي في تعليق آخر فقد كان من نصيب السيد المفكر جمال البنا الذي تطوع بالإفتاء بأن الصلاة يعذر تاركها لو عمل من الصالحات الأخري ما يكفر عنه تركه للصلاة, وأن الصلاة ليست هي كل شيء وأن الحسنات يذهبن السيئات... الخ, وياليته سكت وما تدخل فيما لا يعنيه ولا يحسنه, فالمقام هنا لا اجتهاد فيه مادام فيه نص من الكتاب والسنة.
ألم يسمع قوله تعالي فلا صدق ولا صلي؟, وكيف قرن الله عدم التصديق بترك الصلاة ولم يقل فلا صدق ولا صام أو ولا حج.. الخ.
الم يسمع قوله تعالي: قالوا لم نك من المصلين الي قوله: فما تنفعهم شفاعة الشافعين فأي عمل سيشفع لك يا مفكرنا اذا ما تركت الصلاة؟
ثم إن هناك نقطة اخري هي من يضمن لك ان حسناتنا مقبولة أصلا, حتي نتوكل عليها في مغفرة ذنوبنا؟ إن الله يقول: وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
يا مفكرنا الكبير.. نعم, ستذهب الحسنات السيئات, إذا تاب العبد منها, وليس إذا أصر عليها, ومات علي ذلك والعياذ بالله.
وأريد أن أذكرك بقول المصطفي صلي الله عليه وسلم الصلاة عماد الدين.., وفي رواية عمود الدين, من أقامها فقد أقام الدين, ومن هدمها فقد هدم الدين وقوله أيضا: العهد الذي بيني وبينكم الصلاة, فمن تركها فقد كفر وقد بين العلماء معني الكفر هنا بإنكارها كلية, أما المتكاسل فهو عاص نرجو له التوبة قبل الممات..
لقد سمعناك تفتي في كل شيء وتنكر معظم ثوابتنا بغير الحق, لكن ان يصل هذا الإنكار لأهمية الصلاة وتهوين تركها فلا ورب الكعبة, ونسأل الله لك الهداية.
الخلاصة يا ابنتي الغالية كوني أكثر إصرارا علي دعوة ابيك للصلاة باللين والمودة واللطف والإلحاح, فهذا حق أبيك عليك, وهذا قدرك ولا مفر لك منه وأنا ما كتبت هذا إلا حسبة لله وحده
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله, إن الله بصير بالعباد
الشيخ خالد الجندي من علماء الأزهر الشريف
|
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|