|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد أحمد عضو خيالي
عدد الرسائل : 2832 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 12840 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/1/2012, 00:28 | |
| يـــوم الامتـحان أجد صعوبة شديدة في الكتابة لشدة الأمر علي, فأنا في الثلاثين من عمري, ومنذ بدأت قراءة البريد في حياة الراحل عبد الوهاب مطاوع, أو منذ تفتح وجداني علي القراءة,
وأنا أنتظر, فمنذ سنوات كان هناك مقالة بعنوان الامتحان أثرت في تأثيرا شديدا حيث إننا انتهينا أن كل فرد فينا سوف يمر بالامتحان ودائما ما سألت نفسي, الأيام تمر بهدوء وأطفالي يكبرون والحياة هادئة متي سيأتي الامتحان, ودائما ما دعوت ربي ألا يشقني في أبنائي فهم نور عيني وقرة عين والدهم, وجاء يوم الامتحان واهتزت الأرض من تحتي في زلزال لم أعشه في29 لاني كنت في الخارج قبل الزواج, أما زلزال الآن, هو أن تدهورت صحة زوجي سريعا في أقل من سنة أصيب بعدة أمراض تصنف بالخطيرة والمزمنة, انهارت أعماله ولازم المنزل وتدهورت نفسيته وأصبح كسير القلب كثير البكاء الصامت المخنوق. حتي الآن الأمر طبيعي, ولكن هذا الأب والزوج لم يكن عاديا فهو أحن أب وأطيب زوج والصديق والصاحب والسند, وبالرغم من صعوبات وشدائد الحياة كان حنونا دمث الخلق دائم العطاء لا يبخل علي بيته وأولاده, الذي يحزنني ان ابنتي ذات الاثني عشر ربيعا تذكرني بقصة اليتيمة التي نشرت في البريد والتي حركت مشاعري للكتابة بعد تردد شديد حيث إنها متعلقة بشدة لوالدها وتبكي في صمت قبل أن تنام وتضع منديلا أعطاه لها تحت وسادتها, تخرجه كل مساء لتقبله وتعيده مرة أخري مكانه, لانه يذكرها بوالدها, مما يصيبني بالحزن الشديد علي ابنتي ومع ذلك فأنا شديدة الايمان والرضا بقضاء الله وقدره أحمده كل يوم يمر فهو الذي لا يحمد علي مكروه سواه. أنا لا أطلب أي شيء الا مساعدة ابنتي في استرداد والدها وحمايتها من اليتم, حيث إن زوجي يرقد في العناية المركزة الآن بسبب ارتفاع في درجة الحرارة لا أحد يعلم سببها وقد تعدت الشهر الآن, وتؤثر علي كل وظائفه بما فيها الوعي فهو يرقد غير واع بما حوله والذي أحزن ابنتي انه نظر اليها ولم يعرفها أو يداعبها كما كان يفعل. سيدي أنا لا أطلب أي مساعدة مادية فالحمد لله نحن مستورون ولكن أتمني أن يكون هناك طبيب ممن يعرفون الله ويتقونه يتبني حالته. فقد تعرضنا في مشوار علاجه الشهور الماضية للكثير من الأطباء معدومي الضمائر والذين تسببوا في تدهور حالته فقط للحصول علي الأموال فالمريض زبون ومصدر رزق لهم, وللأمانة ليس كل الأطباء, فقد قابلنا أصحاب الضمائر والقلوب الرحيمة ولكنهم قلة, أتمني أن يرجع زوجي إلي حضن أبنائه فهذا الحضن لا يقدر بمال. سيدتي.. كم هي مؤلمة رسالتك, فالامتحان قاس وصعب, خاصة علي طفلتك الجميلة التي أبكتني دموعها, فمن منا لم يدخل الامتحان ينتظره بخوف وقلق وترقب. سيدتي.. نحن معك, تمسكي بالدعاء والصبر وتكرمي بإرسال صور من الإشعات والتحاليل لنعرضها علي كبار الأطباء وأثق أن الله الرحمن الرحيم سيلطف بزوجك من أجل طفلته البريئة, وسيرشدنا إلي الطبيب البارع صاحب الضمير الحي لعله يكون سببا في إعادة السعادة إلي أسرتكم الصغيرة وإلينا بإذن الله.
|
| | | محمد أحمد عضو خيالي
عدد الرسائل : 2832 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 12840 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/1/2012, 00:29 | |
| همس الاصدقاء قبل الصدمة! تعليقا علي رسالة الهاربة.. عزيزي الدكتور الأب: أنا لن أعلق علي رسالتك فأنا أتفق مع محررنا أنار الله وجهه. في كل ما قاله, ولومه لك مع احترامي لشخصكم. ولكني يا سيدي أستحلفك بالله أن تلحق ابنتك. أرجوك يا سيدي.
أنا أعلم أننا يجب ألا نقذف الآخرين جزافا دون أدلة, ولكني يا سيدي فزعت حين علمت بمبلغ المهر ومؤخر الصداق, فأنا يا سيدي من عائلة عريقة جدا, وأعلم جيدا أنه حينما لا يريد العريس أن يكتب علي نفسه مهرا ومؤخر صداق يليق بأصل العروس فهذا يعني بلا شك أن في نيته شرا. فالعريس يا سيدي إذا كان يحب عروسه فإنه يكتب لها مهرا ومؤخر صداق يليق بها ولا يبالي بمبلغه. عريس ابنتك يا سيدي يعلم جيدا مقدار عائلة عروسه, وهو قد تزوجها وهي الهاربة من أسرتها اليه, ولم يهتم بإرجاعها وإثنائها عن الزواج به بدون علم وموافقة أهلها, هذا العريس استغل حب ابنتك له, وعلمه بأنه قد امتلك عقلها وقلبها ضدك, فهو يعلم بضعفها وحبها له, واحتياجها اليه, فاستغل كل ذلك لمصلحته, فأجبرها علي الموافقة علي هذا المبلغ الزهيد, وأقنعها به وهي ابنة الحسب والنسب لإخضاعك وأهلها لسطوته, فعلي أحسن الفروض هو يعلم بأنك لن توافق علي هذا الزواج, وممكن بنفوذك أن تطلق ابنتك منه, وهكذا اذا أجبر علي تطليقها فإن المؤخر سيكون زهيدا, وأين أبوه من كل ذلك؟ الأب الذي حرض ابنتك وساعد ابنه علي تحريض ابنتك ضدك, فهو من كان وكيلها في الزواج, هل هذا هو الأب؟ ألم يخاف الله وعقابه وحسابه؟ أليست لديه ابنة أو أخت يخشي عليها من نفس الشيء... من أن يشرب من نفس الكأس؟ هل هذا هو ما ربي ابنه عليه؟ هذا الشخص غير جدير بإبنتك يا سيدي, أنا أستصرخ فيك حبك لها الذي أعلم أنه الآن أقوي من أي وقت مضي أن تذهب اليها فهي في أشد الحاجة اليك الآن. أنا لا أعرف لم تأخرت عليها؟ لم أنتظرت طيلة هذه الشهور لتتصرف؟ علي الرغم من إني ألوم عليك تأخيرك عنها, ولكني في نفس الوقت أعلم إن كل تأخير وفيه خير كما يقول المثل. فهي الآن لم تعد العروس الجديدة التي لا تزال تحت تأثير الحب الأعمي. تأكد يا سيدي انها الآن تعلم مقدار وفداحة جرمها فأنا عل يقين أن هذا الشخص الذي تزوجته قد ظهر علي حقيقته. فهو بالتأكيد يجبرها علي أن تصرف عليه وعلي البيت. فترة تمثيله عليها بوجه المحب الولهان الرقيق قد زالت فمن يمثل لن يستطيع التمادي في التمثيل لوقت طويل, بالتأكيد قد ظهرت حقيقته الآن لها وأكيد ابنتك بدأت تشعر بالصدمة منه ومن تصرفاته الهمجية في البيت وأسلوب كلامه السوقي وعنفه وغيرها. باختصار يا سيدي ابنتك الآن أصبحت جاهزة جدا لك: لأن تسمعك... لتسمع وجهة نظر مختلفة عما كانت تعتقد ولاحتوائك لها لأنها الآن في أضعف أحوالها. فأنا أنصحك يا سيدي بأن تسرع اليها وتتصرف بذكاء. فلا تذهب لها لتلومها ولكن لتطمئن عليها. إحتوها يا سيدي حتي تنتصر علي الشر. أخبرها يا سيدي بأنك تحبها ولم تتوقف عن حبها للحظة وستظل تحبها للأبد مهما فعلت. لا تذكر لها أنك جئت لتري كيف تعيش أو لتتأكد أن زوجها ظهرت نواياه الخبيثة. لا تظهر لها يا سيدي شماتتك. بل علي العكس قل لها انك مسرور من أجلها لأنها تزوجت من أحبت واختارت. أعطها مباركتك لزواجها. أخبرها أنك سندها متي ما احتاجت اليك. استمع لها يا سيدي وأعطها الأمان حتي تخبرك بكل شيء فتستطيع وقتها أن تنقذها وتنتشلها من براثن الشر. أعد المياه لمجاريها بينها وبين عائلتك. تزاوروا معها وزوجها وأهله واحتووهم جميعا حتي يظهر الله الحق. أما اذا وجدتها سعيدة فاحرص علي أن تتأكد من ذلك لأنها ممكن أن تكون خائفة من شماتتك, أو أن يكون زوجها لا يزال في مرحلة التمثيل, وهو يعلم انك آت لابنتك لا محالة فاصبر حتي يتبين له. ولا تنسي احتمال أن يكون فعلا زوجا جيدا ولكنه احتمال ضعيف جدا. أريدك يا سيدي أن تحتوي هذا الزوج أيضا حتي تعلم خباياه فأت تفعل كل ذلك من أجل حبيبة قلبك وقرة عينك, ابنتك, فكن ذكيا, والله سيكون خير العون لك إن شاء الله, وأرجو أن تطمئننا علي عروسنا وما فعلته عما قريب إن شاء الله. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضي. صديقة البريد الدائمةأم جنا
|
| | | محمد أحمد عضو خيالي
عدد الرسائل : 2832 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 12840 ترشيحات : 4 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 20/1/2012, 00:30 | |
| الصدمة الثانية! إلي الأب صاحب رسالة الهاربة.. أنا يا سيدي الطرف الثالث لرسالتك, أنا الحبيب, ليس أنا زوج ابنتك, ولكني لي تجربة مثل تجربة ابنتك تماما, لكن الاختلاف أن حبيبتي لم تهرب لي, وواجهت مصيرها الذي أودي بها إلي زوج لم تحبه ورغما عن أنفها.
أحمد الله يا أبي علي أن ابنتك قد تعيش الآن في سعادة بجوار زوجها وحبيبها, وسوف أريك وضع ابنتك لو اختارت أن تتزوج بمن كنت تريد أن تفرضه عليها. أنا يا سيدي شاب أبلغ من العمر72 عاما, تربيت في أسرة متوسطة الحال, فقد ولد أبي يتيما وتربي يتيما وعاش اليتم بمعني الكلمة, فأراد ألا يشعر أولاده به مهما عاني هو من ألم الغربة, فقد أنفق والدي كل ما اكتسبه علينا ولم يبخل علينا بشيء والحمد لله أمد الله في عمره. المهم انني أحببت فتاة من محافظة أخري وتوطدت علاقتي بها, وفي هذه الاثناء تقدم لهاش اب عن طريق والدها, وقرر أبوها الموافقة عليه حتي دون أخذ رأيها.. ففكرت أنا وحبيبتي أن نفعل مثلما فعل أصحاب رسالة الهاربة وفي هذه الاثناء وقد حكت حبيبتي الي احدي صديقاتها التي خانت ثقة صديقتها وحكت لوالدتها علي كل شيء وقد أنهت والدتها ولا أدري كيف زواج حبيبتي ممن فرض عليها في ثلاثة أيام حتي أنها وأثناء خروجها من بيتها كانت لا تعلم أين ستذهب, ووجدت المأذون في بيت أحد أقاربها وتم عقد قرانها رغما عنها, وزفت حبيبتي إلي زوجها المرغمة عليه بدموعها لدرجة انني رفضت الرد عليها يوم زفافها فاتصلت بي من أحد الأرقام الغريبة حتي أرد عليها وبكت حبيبتي علي فراقي. وبعثت لي برسالة في اليوم التالي أنها لا تستطيع التأقلم معه من أول يوم.. فقمت بقفل هاتفي تماما حتي لا أرد علي مكالماتها ولا رسائلها.. حتي اتصلت بي بمكان عملي وسألت علي ولم أكن بمكان عملي في ذلك الوقت فاتصلت في اليوم التالي ولم أكن أيضا في العمل وعلمت منهم.. فاتصلت في اليوم الثالث وقمت بالرد علي الهاتف لأجد حبيبتي منخرطة في البكاء وتشكو لي حالها وترجوني ألا أبعد ولا أتخلي عنها فليس لها سواي في الدنيا فقد باعها أبواها من أجل وهم انه عريس كويس ومن عيلة, فقد عاملها زوجها علي أنها دمية يلهو معها عندما يريد فقط وبعد أن يأخذ ما يريد فهي في نظره لا تساوي شيئا. حتي عندما تعدي عليها بوحشية وجاءت أمها لتساعد في تمريضها بسبب وحشيته في التعامل معها قالت لها انتي اللي عملتي فيا كده حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا ماما انتي وبابا.. سيدي أكنت تريد أن تظلم فتاتك كما ظلمت تلك المسكينة هي الآن تندم أشد الندم في أنها تأخرت في الهروب إلي.. أيها الأب أكنت تريد أ تععتبرك ابنتك فلذة كبدك أحد أعدائها وأول من ظلمها... الحمد لله ان هربت ابنتك من ظلمك لها وسجنها طوال عمرها.. حبيبتي الآن تجاهد في سبيل نيل كرامتها بالرغم من ضغوط الأهل عليها في أن تعود للجحيم بدعوي أنها يجب أن تتحمل مع أنها تشعر في عيونهم بالشفقة عليها.. تشعر بالندم في وجوههم علي ظلمهم لها. سيدي أدعوك أن تتم فرحة ابنتك بقربك منها, وأدعو الله من كل قلبي أن يوفق ابنتك في حياتها وزوجها. كما أدعو الله أن توفق فتاتي في نيل كرامتها.. وعودتها إلي.. وإن كنت لا أعلم سوف تعود الي في المرة الثانية أم لا.؟! > المحرر: أتفق معك ـ سيدي ـ في أن إجبار الآباء أبناءهم علي الزواج ممن لا يحبون ولا يريدون, لا يجلب إلا الحزن والفشل, وأن عليهم النصح والتحذير والتوجيه وقد يصل إلي رفض اختيار الابن أو الابنة في حال التأكد من عدم ملاءمة العروس أو العريس واتفاق الأسرة حول الرفض علي أن يكون الرفض بالحوار والإقناع. ولكن أخشي أن يفهم من كلماتك أن الحل هو الهروب والزواج بمن نحب اذا رفض الأهل, فهذا الخيار في أغلبه فاشل ولا يكتمل نجاحه, حتي لو حدث تكون حالات نادرة. التمسك بالحق والإصرار علي القبول أو الرفض وبذل الجهد لإقناع الوالدين بالاستعانة بالأهل أسلم وأفضل وأخلق الطرق. فعندما تهرب الفتاة تظل رخيصة في نظر من هربت إليه ونظر أهله مهما أبدو من إحتواء وتعاطف ومحبة.. فكل هذا يتغير إلي الأسوأ بعد قليل من الوقت
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:25 | |
| بنت ناس! أنا أتشابه كثيرا مع قصة صاحبة رسالة غلطة عمري التي سبق نشرها منذ فترة, ولكني ـ والحمد لله ـ أختلف, حتي الآن,
في النهاية, فأنا الفتاة الكبري بين أخوتي, ونحن من أسرة فوق المتوسطة, لأب وأم في مراكز مرموقة, ولكني ومنذ الطفولة, ومع بداية إدراكي لما حولي, بدأت أسمع كلمات عن أني لست أشبه أمي, التي في غاية الجمال, فأنا علي حد تعبيرهم جميعا.. أوحش منها فدائما أسمع هذه العبارة من خالاتي, وجيراننا, ممن هم في سن أمي! ظلت هذه الكلمات تتردد علي مسامعي في مراحل عمري المختلفة, وزادت عندما أنجبت أمي أخي, وبعده ثلاث بنات, وجميعهم يشبهونها, فزادت التعليقات بأني الوحيدة التي لا أشبهها قط, ولكني أشبه عماتي, فكبرت وأنا أكره عماتي, لأني أشبههن, وكأنهن السبب في هذه الكارثة, علي حد فهمي في هذه الفترة, وزادت أيضا عدم ثقتي بنفسي, فأنا دميمة علي حد تعبيرهم وأمي تضحك من سخريتهم هذه دون أي مراعاة لمشاعري!! وجدت نفسي, ومنذ صغري, أستسلم لأحلامي الطفولية في ذلك الوقت, فكنت أحلم بشخص يقول لي دائما أنت فتاة جميلة, بل أنت أكثر بنات هذا الكون جمالا, مجرد أحلام يا سيدي لأن الواقع, كما صوره لي كل من حولي بشع!! كبرت, ووصلت للمرحلة الثانوية, وكنت والحمد لله وبشهادة كل من حولي شديدة الذكاء وأكبر من عمري بتفكيري وأدائي ولكني مازلت بين ضلوعي نفس الوصمة القديمة, أنا دميمة فلست متوسطة الجمال بل دميمة والغريب يا سيدي أنني صدقت هذا الرأي وتعاملت معه طوال حياتي علي أنه حقيقة وواقع فعندما كنت أسير في الشارع ويعاكسني أحد الشباب لا أصدقه, وأقول في نفسي: يبدو أنه لا يري جيدا, فأنا دميمة فكيف يقول عني ما يقول ولكن لا أخفيك سرا كنت أفرح بداخلي جدا!! مرت الأيام, وحباني الله بنعمة للأسف لم أفهمها هي حب كل من يتعامل معي, وثقته بي وراحته للحديث معي هذا ينطبق علي زميلاتي في المدرسة وقريباتي أيضا ولكني كنت أحتاج إلي شئ مختلف تهفو إليه نفسي كنت أبحث عن كلمات من الجنس الآخر فهو فقط من سيثبت لي أنني لست دميمة وتعرفت علي أول ولد في حياتي وأنا في المرحلة الثانوية وكان من خارج العائلة ارتبط بإحدي صديقاتي ثم لاحظته يتقرب إلي ثم صارحني بأنني أحلي كثيرا من صديقتي فكانت أول مرة أسمع فيها هذه الكلمة أنا أجمل من واحدة أخري أراها جميلة؟! وصدقني سيدي فحينها عيناي لم تريا النوم في تلك الليلة ظللت أتذوق طعم هذه الكلمة في أذني, ثم أعيدها علي لساني بل وأغنيها لنفسي, وكأنني في حلم جميل, لا أود الاستيقاظ منه مطلقا ولن أطيل عليك فقد تطورت معرفتي بهذا الولد, حتي أقمت معه علاقة وسامحه الله علي ما فعله معي باسم الحب وأنا لا أعفي نفسي من المسئولية أو أبرئها, ولكني انجرفت تحت مبرر الاحتياج والرغبة فأنا بعيدة عن والدي طيلة الوقت ولا أجد من يتحدث معي فأبي دائما مشغول وأمي لا تسمعني أبدا, وهناك فارق سن بيني وبين أخوتي المهم انتهت العلاقة عندما اكتشفتها صديقتي وخجلت أنا من نفسي, ثم ابتعدت عنهما الاثنين, وحاولت النسيان ولكن في مدة زمنية قليلة تعرفت علي آخر أحبني حبا كثيرا وتقرب إلي وصارحني بأنه أحب طريقة تفكيري وبراءتي فلم يكن يعلم أن هذا الملاك كما كان يحب تسميتي قد فعل كل شئ قبل أن يعرفه, وللأسف لم أصن النعمة التي منحها الله لي فكنت معه الملاك الذي يريد ولكني كنت في الوقت نفسه أتحدث إلي كل من يكلمني فقد كان لدي نقص شديد أريد تعويضه مع كل شاب يقول لي كلمات إعجاب!! دخلت الجامعة في كلية يتمناها الكثيرون وتعتبر من كليات القمة كما يسمونها وقسم يحلم به كل من يدخل هذه الكلية ولم أر ولم أدرك عطايا ربي لي في هذه الفترة فكنت بعيدة عن خالقي منجرفة وراء إشباع شهواتي فقط أريد أن أسمع كلمات الحب من كل من يريد أن يسمعها لي وزادت رغباتي فشكلي ومظهري يعطي كل من حولي انطباعا بأنني إنسانة بريئة, بنت ناس ومن أسرة وبيت طيب كما يقولون مع أني في الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذه الصفات ومرت سنوات الجامعة وأنا علي هذا الوضع مع من أحبني ويتخيلني ملاكا ومع كل شاب لفترة ولكن علاقاتي كانت في التليفون فقط فكنت أقول وأفعل كل ما تتخيله ويتخيله قراؤك من إنسانة ساقطة لا تحترم نفسها, وأهلها, وسترني الله, ولا أعلم حكمة ستره لي, فهل كانت لإعطائي فرصة أخري, أم كانت ـ وأعوذ بالله ـ خروجا من رحمته, فالله إذا غضب علي عبد أعطاه مالا حراما, وإذا زاد غضبه بارك له فيه!.. للأسف كنت لا أري أو لا أريد أن أري كل هذا فقد كنت مستمرة في علاقاتي وأقول لنفسي كلما قابلت أحدا أنني أستحق الأفضل ولا أعلم من أين أتيت بهذا المفهوم وزادت علاقاتي وتطورت معها صورها وأشكالها فكنت أقابل بعض من أعرفهم في أماكن عامة ثم ركبت معهم سياراتهم الخاصة وفعلت كل ما هو متاح في ظل ظروف كل مكان!! ظلت حياتي يا سيدي علي هذا الوضع المشين إلي أن جاء وقت طلب مني من أحبني الزواج وأن يفاتح أهله لإتمامه وكنت أتردد كثيرا وأفتعل المبررات بل والخناقات فأنا مازلت غير مقتنعة به فقد رأيت من هو أوسم منه ولكن وبعد إلحاح شديد منه وافقت كي يفاتح أهله فكانت أولي المفاجآت لي فعندما فاتح أباه وأخوته الشباب عرفني أحدهم فقد كنت أصاحب صديقه من عدة سنين, وكنت اقابله, فأصيب من أحبني بصدمة وواجهني وبالطبع أنكرت بل وزدت من فجوري واتهمت أخاه بأنه هو من أراد أن يصاحبني ولكني رفضت وللأسف صدقني وعرض علي الزواج ولكن بدون رضاء أهله, فرفضت لأن والدي لن يوافقا علي هذا الوضع أبدا, ولأن الكذب ملوش رجلين كما يقول المثل اكتشف من يحبني علاقتي بآخر, ثم واجهني فصرخت فيه وقلت له مادمت تصدق كل من حولك وتكذبني فأنا لا أستطيع العيش معك وتركته وكانت غلطة عمري أنني تركت الإنسان الوحيد الذي أحبني بصدق, الإنسان الوحيد الذي عرفني لكي يتزوجني لا ليتلاعب بي وكانت المفاجأة لي بعد مرور أكثر من أربع سنوات من نهاية علاقتي به أنه تزوج أقرب صديقة لي, ولا أعلم حتي الآن لماذا اختارها هي دون غيرها فهل لأنها كانت واضحة معه ومع كل من حولها ولم تكذب ربما؟! ولك أن تعلم يا سيدي أنني ومنذ أن كان عمري ثلاثة وعشرين عاما أتعرف علي أي شاب وأخلص له لكي يتزوجني ولكن كلما عرفت أحدهم وأحببته وأطعته ونفذت له كل ما يريد خوفا من فقده يبتعد ثم يذهب بلا رجعة وبدون حتي أن يكلف نفسه ثمن المكالمة أو رسالة يعتذر فيها وتقربت الآن إلي الله وانتظمت في الصلاة ورأي من حولي أنني فتاة لقطة وأن العرسان أصابهم العمي لأنهم لا يرونني مع أنني بداخلي أعلم أنني لست كذلك وهل تصدق أنني كنت أصلي وأدعو الله أن يرزقني بـ ابن الحلال بينما أسعي لعلاقة محرمة تحت مبرر ودافع أني أريد الزواج وأخاف أن يفوتني قطاره في وقت يضغط فيه علي المجتمع في كل لحظة ودقيقة كيف أنها لم تتزوج حتي الآن بينما كل صديقاتي تزوجن وكنت كلما سمعت هذه الكلمات أسعي أكثر لإقامة علاقات أكثر وأكثر ولكن ليست كما مضت في فترة الجامعة فأنا الآن أريد الزواج ومع اختلاف كل البدايات في العلاقات لكن النهاية كانت واحدة فكلهم يختفون في ظروف غامضة وبلا مبرر ولا أعلم عنهم شيئا! قبل أن أختم رسالتي أخبرك سيدي أنني أعمل بعد تخرجي في مكان يحلم به كثيرون وبشهادة كل من يعملون معي أكدوا أني فتاة بها كل مواصفات الزوجة الصالحة فهم كما قلت لك من قبل لا يعلمون شيئا عن حقيقتي والغريب أن كل من تقدم لي عن طريق الأهل والأقارب إما أن أرفضهم لأسباب مقنعة وإما أن أعجب بهم وأري الإعجاب في وجوههم, ولكن سرعان ما يذهبون بلا رجعة ولا أعرف سببا حتي الآن لذلك وحتي أصحابي في العمل يأتون بأقاربهم لكي يروني واري الفرحة والاعجاب بعيونهم ولكن بمجرد انتهاء المقابلة لا أجد أي رد ففهمت أنها ربما تكون عقاب الله لي, فأنا أستاهل كل ما يحدث لي فلم أنتظر نصيبي ورزقي ولم أصن النعمة التي أعطاها الله لي بل تركت كل ذلك وذهبت لأبحث عن الحرام ورغم كل ذلك فإنني أحمد الله أنه سترني ولم يفضحني فقد تجاوزت الثلاثين من عمري هذه السن التي أردت كثيرا أن أهرب منها وسعيت أكثر لأتزوج قبلها ولكن إرادة الله هي الأقوي, كل أملي الآن أن يسترني الله في الآخرة, مثلما سترني في دنياي, فحتي إخواتي البنات الحمد لله رزقهن الله بمن يستحقونهن لأنهن يستحققن ذلك أما أنا الآن فلا أريد الزواج فأنا لا أستحقه ولكني أتوب إلي الله وأستغفره علي كل ما فعلت, وأشكره علي ستره لي, وعدم فضحه لكل ما فعلت في دنياي وقد أردت فقط أن أكفر عن بعض ذنوبي لعل الله يقبل توبتي وأن أحكي قصتي لعلها تكون عبرة لكل فتاة فتصبر ولا تفعل مثلي فقد سعيت كثيرا لكي أتزوج والأمر فقط كان كله لله, فعلي كل فتاة إن لم يأتها نصيبها أن تحترم نفسها, ومن حولها حتي لا تندم, وقت لا ينفع الندم! * سيدتي.. فعل الصواب لا يحتاج منا إلي تبريرات ولكن في الخطأ نبحث ونفتش عن الأسباب والمبررات حتي نقنع أنفسنا والآخرين به فتستريح مؤقتا الضمائر ويكون المنتصر دائما هو الشيطان صاحب ومحتكر خطط ونظريات السقوط والفساد والانحراف. لا يستطيع أحد إنكار مدي التأثير السلبي علي نفوس الأبناء عندما نميز بينهم بالقول أو الفعل, أخطأت والدتك وقريباتها وصديقاتها عندما جرحن مشاعرك الصغيرة بالمقارنة بينك وبينها, فلم يلتفتوا إلي أنك علي الرغم من صغر سنك ستلتقطين كل ما يقولون وسيؤثر في نفسيتك وسيكون هذا التأثير هو نقطة الانطلاق في حياتك نحو الخير والشر, السمو والسقوط والانتصار والهزيمة ما يزرعه الآباء في الصغر هو نبتة الثمرة, شجرة أصلها ثابت وفرعها مستقيم, أو شجرة جذورها مهترئة وفروعها طوعا لرياح الشياطين وهوي النفس. سيدتي.. لن أشاركك خداع نفسك لتبرير خطاياك, فما فعلته أو اتبعته والدتك معك قد يؤثر علي نفسيتك, يحبطك يسبب لك آلاما نفسية أو حتي عضوية لكنه لا يكون مبررا وحيدا وكافيا لكل هذا القدر من الانحراف ولو كل واحد فينا بحث في نفسه عن مبررات للانحراف سيجدها بكل سهولة في حين أن هذه المبررات نفسها قد تكون دافعا للتفوق والتميز والاختلاف. وإن كان الإنسان وهو غير مكلف قد يخطئ أو لا يفهم, فعندما يصير كبيرا ويتلمس ميزاته ويري حب الناس و احترامهم, يصبح مسئولا عن كل اختياراته بصوابها وخطئها. لا أريد أن أسمعك كلاما مكررا عن أن الجمال ليس بالمقاييس الشكلية من حيث ملامح الوجه وتفاصيل الجسد, وكم من جميلة تبهرك بطلتها الأولي قد لا تطيق الجلوس إليها خمس دقائق, وأن الجمال الحقيقي الدائم هو ناتج جمع أشياء كثيرة منها الأخلاق والثقافة والذكاء والثقة بالنفس والنجاح فإذا انصهر كل هذا في إناء ـ الجسد ـ أصبح الإنسان في أحسن تصوير. سيدتي.. أراك تتخبطين في مبررات انحرافك, مرة بسبب إحساسك بأنك دميمة, وثانية تحت مبرر الاحتياج والرغبة, وثالثة بسبب غياب الأب وانشغاله, وقد بدأت طريق السقوط مبكرا منذ المرحلة الثانوية, وعندما دخلت الجامعة وتعرفت علي من أحبك بصدق وصالحك علي نفسك وأراد أن يدخل البيت من بابه, فقفزت أنت من النوافذ, ولم تستجيبي لكل نداءات الاستقرار والتوبة. يدهشني غياب أهلك عنك وعدم متابعتهم لك حتي وصلت إلي ما أنت عليه. دعيني ـ عزيزتي ـ أذهب معك إلي فكرة خاطئة قد يسقط فيها غيرك من البنات, وهي البحث عن عريس وتلبية كل طلباته حتي لو كانت للمعصية حتي لا يفلت من بين يديك, فها هي النتيجة كما ترين, ولدي في بريدي مئات الحكايات لبنات فرطن في أنفسهن رغبة في الزواج والنتيجة مزيد من الضياع, فالشاب لا يحترم ولا يتزوج ممن سلمته جسدها أو لمس في سلوكها ما يعني التفريط أو التساهل. يفسر لك سر هروب العرسان بعد سعادتهم بلقائك هو هذا السلوك الذي يسهل علي أي عريس جاد أن يكتشفه. نعم قد يراك من حولك أنك بنت ناس, ولكن بنات الناس لسن بالوجه البريء ولا بالادعاء أو التصنع أو تغيير الأقنعة, فكلها أشياء مزيفة مؤقتة.. بنات الناس هن من يتشابه ويتفق ويتوحد ما بداخلهن مع سلوكهن ومظهرهن. سيدتي.. غلطة عمرك عرفتها بنفسك, ولمست ستر الله لك, يبقي أن ترين عفوه ورحمته وكرمه وتوبته, فتسلمي وجهك إليه وتعاهديه علي التوبة وطلب المغفرة ولا تضعي هذا رهنا بأن يرزقك بالزوج الصالح, فثمن التوبة له سبحانه وتعالي, وكل أملنا أن يعفو عنا ويتوب علينا بعدما أخطأنا في حقه وحق أنفسنا, وللتوبة جمال لا يشعر به إلا الصادقون وبإذن الله تكونين منهم.. وإذا كان لي أن أوجه لك نصيحة فهي الذهاب إلي طبيب نفسي خاصة إذا وجدت في نفسك ضعفا تجاه الخطأ, لأني أري في تصرفاتك سلوكا انحرافيا قد يكون للعلم رأي فيه لا أملكه.. وإلي لقاء بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:28 | |
| حب التوحد فكرت كثيرا في الكتابة لك, ولكني تراجعت لأني لم أجد في قصتي ما يشد القراء الاعزاء حتي قرأت رسالة السبب الحقيقي واحسست انني يجب أن اكتب لك. انا ابنة أسرة من الطبقة المتوسطة هذه الطبقة التي كادت أن تنقرض. الأب كان من رجال التربية والتعليم الافاضل الذي كان يؤمن برسالة المعلم, كما كان كل جيله, وكان ناصريا وكان مربي أجيال وصاحب رسالة وكبير عائلته يهتم بكل الناس كل الناس إلا ثلاث بنات صغيرات هن بناته. أما أمي فهي اعظم أم في الدنيا, اوقفت حياتها علينا وعاشت من اجلنا لن ادخل في تفاصيل اكثر حتي لا اطيل عليكم واسمح لي ان أرسل لها تحية حب وعرفان بالجميل في عيد الأم. عشنا حياة شبه هادئة في بلد ريفي كانت حياة جميلة وثرية بكل ما يثري العقل والوجدان. عالمنا كان المسافة بين المدرسة والبيت. المدرسة حيث الدراسة الممتعة والانشطة المدرسية والبيت حيث الهدوء والراحة والحب الذي غذتنا به أمي الرائعة. أما أوقات الفراغ فقد كنا نقضيها في القراءة, قراءة كل ما تقع عليه ايدينا الصغيرة, فقد كانت مكتبتنا غنية بكل ما لذ وطاب, وكذلك مكتبة بلدتنا التي ازالوها الآن وبنوا مكانها مكتبة الطفل التي لا يدخلها أي طفل. اعلم انني اطلت في مقدمة ليس لها علاقة بالموضوع ولكنها ذكريات الحياة الجميلة التي عشتها مع اختي علي صوت فيروز. كبرنا احببنا بعضنا واحببنا الناس واتقينا الله عز وجل في تصرفاتنا, واكرمنا الله فتخرجنا ثلاثتنا فيما يطلق عليها كليات القمة. وتزوجت اختاي واحدة تلو الأخري وبقيت انا فقد كنت الصغري, وكانت لي قناعة ألا احب إلا من اتزوجه, ولذلك لم ارتبط سوي به اعني زوجي, فقد تعرفنا علي بعض في السنوات الأخيرة من الدراسة احببنا بعضنا ولم يحاول التلاعب بي, فقد كانت اصوله الريفية مشابهة لاصولي, فذهب مباشرة إلي والدي بالرغم من ضعف إمكاناته, لانه كان في بداية حياته العملية, ولانه لاينتظر مساعدة من والديه, فهذه عادات عائلته, المهم وافق والدي وطلب يدي ووافق والدي علي الخطبة وبعدها بفترة سافر حبيبي إلي احدي الدول العربية لكي يكون نفسه ونتزوج لتستمر خطوبتنا أربعة اعوام وضعنا خلالها القرش علي القرش كما يقولون حتي استطعنا شراء شقة بسيطة وفرشناها بأثاث انيق. رجع خطيبي من السفر لنتزوج في حفل سعيد ضم الاقارب والاصدقاء, وكنا انا وزوجي نكاد نطير من السعادة التي توجها الله سبحانه وتعالي بطفلنا الأول, والذي انجبته بعد الزواج بعشرة أشهر, ثم سافرت انا وطفلي لألحق بزوجي في البلد الذي يعمل به وهنا تبدأ قصتنا فقد كانت الحياة هناك قاسية غربة ووحدة وظروفا مادية وحياتية صعبة. وبالرغم من هذا لم تكن هذه هي المشكلة. كانت المشكلة الحقيقية في ابننا فقد لاحظنا عليه انه منطو ومنعزل وايضا متأخر في الكلام فنزلنا اجازة لنعرضه علي الأطباء لتبدأ الدوامة بين اطباء المخ والاعصاب والسمع ليؤكد جميع الاطباء انه سليم وانه تأخر طبيعي نتيجة السفر وعدم الاندماج في المجتمع, وسافرنا مرة أخري لنعود بعد عام بنفس المشكلة لنعرضه بعد عام, ولكن هذه المرة علي اطباء النفسية والعصبية وبعد رحلة بحث طويلة في مصر والبلد العربي الذي نقيم به شخص ابني وحيدي بانه مصاب بمرض التوحد. ماذا.. توحد؟ نعم توحد مرض ليس له سبب معروف أو علاج سنين طويلة ـ طويييييلة ـ من التخبط والبحث عن علاج أو طريقة لتعليمه وتدريبه لأن جميع الأطباء اوصوا بان العلاج الوحيد في التدريب المستمر, ومن يومها لم اعد انا, اصبحت انسانا آخر انسانا تعيسا. لم اعد اشعر بالسعادة أو الفرح لم اعد اشعر بالاحاسيس الجميلة التي تجمعني بزوجي. إلا فيما ندر حتي بعد ان رزقنا الله عز وجل بطفلنا الثاني والحمد لله طبيعي, اشعر بالألم يعتصرني, لأنه لا يفهم لم لا يلعب اخوه معه, ولم لا يرد عليه, ولماذا يبكي ويصرخ ويعض يده. هل تعلم يا سيدي ماذا حدث تماسكت انا وزوجي وواصلنا الطريق, الحقناه بمدارس متخصصة غالية المصاريف فوق قدراتنا وجربنا كل الطرق التي سمعنا عنها واكتفينا, لم نعد نرغب بالانجاب لكي نستطيع أن نبذل كل ما في جهدنا لإنقاذ طفلنا. وهل تعلم لقد تعلمت في هذه الرحلة القاسية ان اكون صبورة وان ارضي بقضاء الله بل تعلمت أداري مشاعري عن الآخرين فما ذنب الناس حتي يشاركوني احزاني وانا اري ابني البكري يضيع عمره وهو سجين جدران مرض الوحدة, لا يستطيع ان يحطمها ويخرج, بينما افيق انا خارجها احاول تحطيمها بيدي العاريه الدامية. هل تعلم ياسيدي ماذا حدث لقد رزقني الله بطفل آخر مريض بالتوحد تاااااااااااني استغرقت سنتين حتي أفيق من الصدمة, هذه المرة كانت الصدمة اقوي لأني أعرف المر الذي سوف احتسيه والألم الذي سوف اعانيه ووحدة ابني الأوسط التي تضاعفت وألم زوجي الحبيب الذي لا يدخر جهدا ولا مالا في رعاية ابنائه, وهنا جاء وقت الرد علي صاحب رسالة السبب الحقيقي سيدي الفاضل ابناؤنا امانة في اعناقنا والحياة دار ابتلاء, والابتلاء ليس بالضراء فقط, ولكن بالسراء ايضا يكون بالصحة والمرض بالغني والفقر بالذرية وعدم وجود الذرية, هناك من يتمني ان يكون ابنه مثل ابنك حتي لو كان مريضا نفسيا, وهناك رجال يتمنون من الله زوجة صالحة تفني حياتها في خدمة زوجها وابنائها مثل زوجتك, ان الأم ياسيدي تكون اكثر ألما لأنها تكون اكثر احتكاكا بالواقع الأليم واكثر تعايشا معه وفي بعض الاحيان تخفي عن الأب بعض التفاصيل المؤلمة حتي تجنبه الألم والإحباط. سيدي ان زوجي يعود من عمله بعد يوم عمل شاق حوالي اثنتي عشرة ساعة متواصلة ليجدني منكوشة وعصبية فيدخل ليصلي قبل تناول طعامه ليدعو لي وله بالصبر, ويدخل المطبخ ليساعدني في نقل الأطباق مادحا مظهري الذي رتبته علي عجل عندما سمعت وقع خطواته علي الدرج فيزول عني التعب والحزن جزاه الله كل خير عني وعن اولاده, واخيرا إلي كل من لا يعجبه رزقه في الحياة اطلب منه بل أرجوه ان يرضي لأنه لو علم الغيب لاختار الواقع, والرضا لمن يرضي وشكرا لكم مشاركتي أحزاني المتواضعة. { سيدتي.. هذا هو الزواج بمعناه الحقيقي, الميثاق الغليط, نفس واحدة في جسدين.. هذا الفهم العميق التلقائي للزواج هو الذي ساعدك وزوجك علي مواجهة المحن والتصالح معها بايمان شديد ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله, ومن يؤمن بالله, يهد قلبه, والله بكل شيء عليم صدق الله العظيم. إنها الهداية ياسيدتي التي من الله بها عليكما, فابتلاكما بمرض طفليكما ومنحكما الصبر والحكمة والرضا وهذا ما قاله رسولنا الكريم في الحديث الشريف: إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرج في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في السخط. هذا يا سيدتي هو الفارق بين ما جاء في رسالتك وصاحب رسالة السبب الحقيقي فهو إنحاز لأنانية الفرد في محاولة للهروب من واقع مؤلم هو مبتلي به ومسئول عنه وكأنه يبحث عن محطة لسعادته, تاركا للآخرين آلامهم وأحزانهم. أما زوجك الذي آمن بأن الإنسان ولد في كبد, آمن بمسئوليته ورضي بقدر الله فزاد قلبه رقة ليرقي إحساسه بك وبما تعانينه فزاد قربه وعطاؤه علي الرغم من تعبه ومعاناته في العمل حتي يكفي ما يحتاجه المريضان, وما كان ما أتي به بساتين محبة في قلبك المجهد. الأزمة الحقيقية يا سيدتي تبدأ عندما لا يرضي الإنسان بما كتبه الله عليه وابتلاه به فيفر منه, ولكن هل نفر من قضاء الله إلا لقضاء الله, فلو آمنا بأن هذا الإبتلاء في ميزان حسناتنا وأن رضاءنا به وتعايشنا معه هو الذي يعيننا علي مواجهته, بل يجعلنا نتلمس السعادة في عز المأساة. فلو فر كل إنسان, رجل أو امرأة, عندما تواجهنا الأيام بما لم نتوقع, ماعمر بيت وما استمرت زيجة, ولكنه الصبر والرضا والإيمان بفرج الله.. تأملي معي قول سيدنا علي بن أبي طالب: لا تجز عن إذا نابتك نائبة واصبر ففي الصبر عند الضيق متسع سيدتي.. كثيرون يحلمون بالتوحد مع شريك الحياة ولكنهم يعجزون مع توافر كل المقومات الظاهرية, أما أنت الأم والزوجة الرائعة, وزوجك الأب العظيم فقد جمعكما ونثر المحبة في قلبيكما توحد طفليكما, لتصبح مبررات الشقاء هي نفسها موطن قوة علاقاتكما, زادكما الله حبا ومودة ورحمة وأعانكما علي ما ابتلاكما به ورفعه عنكم جميعا وهدي كل الأزواج لما فيه السعادة والاستقرار. وإلي لقاء بإذن الله..
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:30 | |
| االوزير.. وأنا أنا سيدة متزوجة من رجل فاضل ولدينا أربعة أبناء, وحياتنا كانت مستقرة الي أن ابتليت بمرض جعلني غير قادرة علي الحركة نهائيا, وكان الاطباء يظنون في البداية انه هشاشة عظام.
وبعد ان حاصرني الألم في كل بقعة في جسدي أعيدت لي الفحوص من جديد حيث أن علاج الهشاشة لم يوقف هجوم الالم علي جسدي, وتم تشخيص المرض بأنه التصلب المتناثر في الجهاز العصبي المركزي, وقرر الأطباء ان العلاج الجيد هو حقن ريبيف44(REBIF44) وحتي أتخلص من عذاب ألم هذا المرض يجب أن آخذ هذه الحقنة كل يوم لمدة عامين, وكان ثمن الحقن هو الصاعقة التي حلت بحياتي, فثمن الحقنة الواحدة600 جنيه أي انني سأحتاج الي210 آلاف جنيه حتي احصل عليها لمدة سنتين.. والصاعقة الاكبر كانت عندما خاطبت وزارة الصحة الملزمة بعلاج المواطن المصري البسيط حيث رفضت توفير الحقن لي لمدة عامين دون ابداء اسباب, وحاولت مرارا ان اصل الي وزير الصحة لكي اصف له معاناتي مع الألم والمرض ولكنني لم استطع الوصول اليه, ومازال الألم مستمرا ومازالت وزارة الصحة ايضا تتجاهل توفير الحقن لي, فماذا افعل؟ * من حقك يا سيدتي ان تتلقي العلاج اللازم علي نفقة الدولة وهذا الحق تكفله لك الدولة, فأرجو من الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة ان يتدخل لبحث حالتك المرضية وظروفك الاجتماعية ويوفر الحقن اللازمة لك إلي أن تتعافي بإذن الله.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:32 | |
| بسبب الغيرة! إيماء إلي رسالة شات العنكبوت أنا سيدة في منتصف العقد الثالث من عمري والابنة الكبري لاب وأم لابزالان يعيشان معا مشاعر الخطوبة من حب وسعادة وإيثار كل منهما الآخر علي نفسه, لدي تفسير لصاحبة الرسالة عن التصرفات الغريبة من أم لابنتها التي من المفترض أنها نبع الحنان في حياة ابنائها جميعا أولادا وبنات
للأسف لقد مررت بهذا الجزء في حياتي فأمي منذ طفولتي تفضل جميع أخوتي علي ودائما تشعرني بالنقص لدرجة إنني لم أكن اصدق نفسي عندما أري واسمع نظرات وكلمات الاعجاب من جميع من حولي وحدث بيننا الكثير من المصادمات وشكوت للعائلة من أفعالها الغريبة معي التي لا تصدر من أم لابنتها الكبيرة ولإنني كنت مؤدبة ومطيعة وملتزمة دينيا واخلاقيا كان أبي وجميع من حولي حتي اخوتي يدافعون عني ويحاولون التغيير منها بلا جدوي, لقد دفعتني تصرفات أمي إلي أن اثبت لها انني أفضل من جميع ابنائها باجتهادي في الدراسة وتفوقت علي جميع اخوتي وحصلت علي أعلي الشهادات الجامعية وعملت بعد ذلك. أما بالنسبة لأوقات الفراغ فكنت أمارس هواية القراءة وأشعرهم بأنني أنا التي استغني عنهم وليست أمي واخوتي هم الذين لا يرغبون في الحديث معي, وتمسكت بالدين أكثر لمحاولة ألا أكون عاقة لأمي وأعاملها كما أمرنا الله بالطاعة والاحسان, وعلي النقيض تماما كان أبي أطال الله في عمره يحبني ويدللني كثيرا وكان ومازال حبيبي ورفيقي ومعيني علي مشكلات الحياة, واكتشفت بعد سنوات من التفكير ومروري بخبرات الحياة( أنا الآن أم لثلاثة زهور) أن سبب هذه المعاملة الغريبة هو حب أبي لي, نعم فأمي تشعر بالغيرة من حرص أبي علي اسعادي وحنانه الزائد معي, وتنفس عن غيرتها المكبوتة بافتعال المشكلات معي والتقليل الدائم من شأني علي الرغم من حنان أبي وحبه للجميع بخاصة أمي التي يبذل الكثير لاسعادها, لكن أمي عاشت طفولة خالية من الحنان والحب بسبب طلاق والدتها وعاشت هي واخوتها في بيت جدها لأمها بلا أب أو أم حيث تزوج كلاهما وعانت من سوء معاملة من حولها ومن الحرمان المادي والعاطفي لذلك كانت تستكثر حب وحنان أبي لي. لكني سعيت ومازلت أسعي لنيل رضاها عني بالهدايا, كما قال رسولنا الكريم تهادوا تحابوا, وهذا ما أنصح به صغيرتي صاحبة الرسالة, ألا تبعد عن أمها واخواتها وأن تشرك نفسها في داخلهم وتسعي هي بالهدايا, وتفعل ما تحب أمها أن تفعله وأن تفكر فيما يرضيها ويسعدها, فقد أمرنا الله أن ننال رضا والدينا وليس تجنبهما.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:35 | |
| الأمل المنشود لأول مرة أقرأ في بابكم قصة تجسد روايتي وأشعر بكاتبتها وكأنها تتحدث عني مع اختلاف بسيط في بعض الأحداث ولكن المضمون في النهاية واحد . شعرت بصاحبة الرسالة وتذوقت معها أسمي معاني الإخلاص وتنفست روحي نسمات الحب الغائبة واشتاق قلبي لنبض الحياة.. نعم.. فالحب هو وليد الحياة. فإن كانت سيدتي المحبة علي مشارف الستين من عمرها وتستمتع بلحظاتها الأولي في حبها وهي في منتصف العشرينيات فأنا مازلت في هذا العمر الجميل كنت أستمتع به وأحلم له بمستقبل باهر إلي أن تغيرت الحياة وأنهت الظروف التي من حولي الحلم الكبير. قضيت سنوات من عمري في صبر وإصرار ونجاح.. بدأت بتحقيق ذاتي فكنت شعلة من الحماس.. طموح عال وأهداف مرسومة ودافع لتحقيق الإنجاز.. ولم أكتف بتطوير ذاتي ونجاحاتها بل تطلعت لمجتمعي وأدركت معني الإيجابية نحوه, وصرت علي هذا النهج حتي كنت موضع حسد بين أصدقائي وزملائي. وكأي فتاة تحلم بعشها الصغير يحويها هي ومن تحب, بحثت في كل من تقدم لي عن فارس أحلامي ولكن لم أجده!! كنت أبحث عمن هو صاحب رسالة تجاه دينه ومجتمعه.. من له هدف في الحياة يدفعه إصراره وطموحه للتحدي وليست الحياة هي كل أهدافه.. عن رجل يقدر عملي ويحترمه ونسعي معا لحياة كريمة يسودها التفاهم والتوافق بيننا, وان يرضي الله بأخلاقه والتزامه هذا الي جانب ان يكون انسانا بما تحمله الكلمة من معان فأشعر معه بنشوة الحب والدفء والاحتواء, وأتلمس في نظرات عينيه الحنان والأمان. تركت الأمر لله وانغمرت في عملي الذي كنت أعشقه وبدأت بتخطيط مستقبلي وأنا كلي طاقة أمل باستعانة وثقة في الله علي النجاح إلي ان جاء اليوم الذي لن يمحي من ذاكرتي أبدا, فها هو فارسي قد ظهر أمامي واقفا يتحدث معي وأنا لا أستطيع أن أرد.. فقد جذب انتباهي له, فانخلع قلبي واهتزت مشاعري لأول مرة وكأن نفسي تحدثني وتقول هو ده ولم أكذب نفسي فكان أجمل مما كنت أتمني وأحلم به.. ولو تحدثت عنه وعن أخلاقه وسماته وحبه لي فلن تتسع صفحاتك لهذا الحديث... لقد كنا أشبه بالإنسان الواحد في كل شيء تطابق رهيب في الصفات والطباع وحتي في التعبير عن الحب والرومانسية والإحساس وهذا ما جعلنا ننجذب لبعض سريعا ونخطو خطوة نحو القرار.. كان صريحا معي وواضحا من أول لحظة عن نيته في الارتباط بي, وبالفعل تقدم لأبي ولكنه قوبل بالرفض مثله مثل كل من سبقوه لظروف امكانياته البسيطة.. ومع ذلك فلم نيأس ابدا وحاولنا مرارا وتكرارا لكن باءت كلها بالفشل. فكنت مثل الطفل الصغير الذي يتشبث بلعبته ويرفض ان يسلبها منه أحد بعدما طال انتظاره لشرائها.. فكم كنت أبحث عنه وانتظره وبعدما أجده, أيذهب كأن لم يكن؟! فكم كان حنونا طيب القلب رقيق الاحساس, متعاونا, ومتفاهما جدا, يفهمني من قبل أن أتكلم ويدري ماذا أريد إذا نظرت اليه, ساعدني كثيرا في حياتي العملية بأن كان دافعا لي للنجاح, وكانت لديه رسالة عظيمة يسعي اليها جاهدا نحو مجتمعنا وتنمية شبابنا بالإيمان. كنت أعتقد أنه من الممكن أن يدرك المرء ما يتمناه ولو بعد حين, ولكن ما الحياة إلا أمل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل!! فكما قالت سيدتي المحبة في رسالتهامن يمكنه اخفاء الدخان إذا كانت النيران مشتعلة فحدثت الكارثة!! علمت أسرتي بما بيننا وقامت الدنيا ولم تقعد!! فبالرغم من ثقافتنا والتزامنا الشديد وحرص والدي علي تربيتنا أنا وأخواتي تربية دينية مستقيمة إلا أن هناك فجوة كبيرة في التواصل بيننا.. لكل واحد فينا طريقة في تفكيره ونمط حياته تختلف عن الآخر تماما. فما حدث كان بالطبع أشبه بالصدمة التي لم يتوقعها مني أحد وخسرت فيها مستقبلي كله!! فلم تفلح محاولاتي في الإقناع بما أحتاجه وأشعره وأريده ولم يقدر ما بداخلي أحد.. فضاع الحلم. قد تندهش سيدي ويندهش قراؤك أيضا وتتساءلون أيعقل ان تكون هذه هي النهاية؟!! نعم... قد لاتكون النهاية ولكن هذا ما حدث, فقد خسرت عملي ودراساتي وطموحي وأحلامي وفقدت رسالتي نحو كل من حولي وانعزلت عن الناس حتي عمن أحببت!! وكان هذا كله نتيجة ما اقترفته من ذنب تجاه أسرتي ولك أن تتخيل حالتي الآن؟ حاولت النقاش مرة والإضراب عن الطعام مرة أخري, ولكن لا أحد يلين, فالكل اتفق علي ألا أتزوجه ولو حدث فهم في غني عني.. دعوت الله كثيرا ان يفرج كربتي ويصلح لي الحال فهو أرحم بالولد من أمه. وظل كل من حولي من الأحباب والأصدقاء يواسونني فهم لاحول لهم ولا قوة ويزورونني من حين لاخر بعد أن أصبحت قعيدة البيت ولا خروج لي إلا وأهلي معي.. علمت أيضا بحاله وحزنه علي وتعاهدنا أن نحسن مع الله ليكون معنا, ودعونا الله ان يكتب لنا الخير وتعاهدنا علي ألا نكون لآخرين.. وإن لم يجمعنا الله في الدنيا فموعدنا في الجنة بإذن الله. حاربت اليأس كثيرا وواجهت الإحساس بالفشل ونهاية المطاف وأشعلت بداخلي طاقة الأمل من جديد بعد أن أصابني حزن شديد لما حدث لي من انهيار كامل لكل شيء.. ورضيت بما قسمه الله لي واقتنعت ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, فعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.. فاستعنت بالله علي أمري وجعلت طاقة الحب التي بداخلي هي الحافز لي لأحيا من جديد, وعدت أرسم حياتي وفقا لوضعها الآن وكلما تكاسلت وانكسرت اتذكر ذكرياتي الجميلة فتتدفق مشاعري فأستزيد منها طاقة تحيي قلبي من جديد وأروي بها شريان الحياة. وأخيرا أود أن أوجه لقرائك رسالة, فأحيانا قد نعتاد الحزن حتي يصبح جزءا منا ونصير جزءا منه, وفي بعض الأحيان تعتاد عين الانسان علي بعض الألوان ويفقد القدرة علي ان يري غيرها, ولو انه حاول أن يري ما حوله لاكتشف ان اللون الأسود جميل ولكن الأبيض أجمل منه, وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال ولكن لون السماء أصفي في زرقته.. فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة, وابحث عن الوفاء ولو كان متعبا وشاقا.. وتمسك بخيوط الشمس حتي ولو كانت بعيدة ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها وإذا لم تجد من يسعدك فحاول ان تسعد نفسك.. وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلا.. فلا تبحث عن آخر اطفأه, وإذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة.. فلا تسع لمن غرس في قلبك سهما ومضي.. وننسي ان في الحياة أشياء كثيرة يمكن ان تسعدنا... وأن حولنا وجوها كثيرة يمكن ان تضيء في ظلام أيامنا شمعة.. فابحث عن قلب يمنحك الضوء.. ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمة.. وفي النهاية أوجه رسالتي لكل من أحب بصدق ولم يجن ثماره.. لا تندم علي حب عشته حتي لو أصبح ذكري مؤلمة, فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك فلا تنس انها منحتك عطرا جميلا أسعدك.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:38 | |
| ابنتي.. أفتقدك الرسالة التالية كنت قد ارسلتها لابنتي التي لم تقرأها وايضا الي معظم اصدقائي الذين نصحوني ان ارسلها اليك.. لم اهتم برأيهم في وقتها لكن اليوم بعد قراءة بريد الجمعة اشفقت عليها من تأنيب الضمير في المستقبل الذي اود ان يكون مبهرا بالنسبة لكل الاولاد. إلي ابنتي واخواتها: كم كنت اشتاق اليك, كنت اتعجل الايام كي اراك, شعور رائع, شعور الامومة هذا غير متاح للكثيرات. لا يمكن ان اصف لك سعادتي يوم مولدك لقد كان يوما رائعا. كنت اراك جميلة رقيقة بشوشة, ومرت الايام ودخلت المدرسة, قدر سعادتي بك في ذلك اليوم قدر شعوري انني افتقدك. عند انتهاء اليوم الدراسي وجدت نفسي اجري اليك وانا اشعر باللهفة عليك, وهناك ادركت ان لك عالما خاصا قد بدأ منذ تلك اللحظة. وتوالت الاحداث, كنت احلم بان نصبح اصدقاء كنت اشعر بذلك احيانا, ودارت عجلة الايام واصبحت عروسا رائعة. ابنتي هل تدركين كم احتاج اليك, هل تذكرين الايام التي كنا نلهو فيها معا في اماكن شتي هل تذكرين ايام الدراسة ورهبة الامتحانات, فقط اتذكر وحدي اول هدية عيد ام عندما رسمت لي وردة بسيطة وانت طفلة في حضانة المدرسة, مازلت احتفظ بتلك الزهرة الجميلة حتي الآن, يكفيني فخرا انها من ابداعك! ابنتي وحبيبتي هل تسمحين لي ان اكتب اليك من وقت لآخر فاليوم اشعر بأن القلم يرتجف بين اصابعي ولا استطيع ان اعبر لك عن كل ما اريد, فقط الاحتفال بعيد الام جعلني اتذكر بعض الاشياء الخاصة جدا, اشياء جعلتني اشعر انني افتقدك, ابنتي ليتك تدركين مقدار حبي لك ابنتي, ليتك تدركين قدر اشتياقي اليك؟! هالة برعي { أمي الحبيبة, ادعو الله ان تعي ابنتك عمق كلماتك ودفئها, وألا تسرقها الحياة فتعتقد جاهلة وانها ليست في حاجة إليك انها ستجدك وقتما تشاء ـ اطال الله في عمرك ـ فلا يشعر بقيمة وأهمية ام عظيمة مثلك إلا من ذاق الفقد
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 3/2/2012, 23:41 | |
| هفوات صغيرة!أرجو أن يتسع صدرك لما أكتبه تعبيراً عن نار تجول بداخلى! أنا سيدة عمرى 52 عاماً، زوجى رحمه الله كاد يقارب سن المعاش قبل أن يتوفى منذ خمسة أشهر، ترك لى زهرتين والحمد لله محل فخرى واعتزازى. ابنى دكتور عمره 29 عاما يشغل عملا يليق به, وابنتي مهندسة عمرها25 عاما وتعمل في وظيفة جيدة.. حياتنا تسير والحمد لله علي مايرام, وفجأة وبدون مقدمات مرض زوجي ولازم الفراش لعدة أيام لم تكمل الشهر تخيلنا ثلاثتنا أنا وابني وابنتي انها فترة وسوف يشفي ولكن فجأة دخل في غيبوبة وتوفاه الله. انتقال زوجي وحبيبي وروحي الي رحمة الله سبب لي أنا بالذات صدمة عصبية, ولكن ما خفف من صدمة موته وحزني عليه حب الناس له من زملاء عمل وجيران وأهل وأقارب وكثرة ما سمعته عنه انه كان يفتح بيوت ناس غلابة من راتبه الشهري, وأمانته وخوفه من أن يقترب من الحرام, وهذا هو الذي كنت أراه بنفسي خلال عشرة عمري التي دامت معه يرحمه الله30 عاما تقريبا, وأصبح كل همي هو الالتفات لنفسي صحيا لأنني هزلت جدا وعلي مسئولية أولادي من بعده والدعاء له بكثرة أثناء صلاتي. قبل أن أبدأ في شرح أسباب أزمتي لابد من ذكر اني ليس لي خلفية عن استخدام الموبايل ـ سوي استعماله للرد علي أولادي وزوجي والاطمئنان عليهم ـ لا أشغل بالي برسائل أو صور, وذات يوم كنت أقلب دون قصد في موبايل زوجي فوجدت رسائل واردة اليه من زميلة له بالعمل قرأتها ونزلت علي كالصاعقة منها طظ ـ مستغرب ليه ـ أيوه طظ ـ مستغرب ليه طظ ـ طظين كمان ـ طظ في الدنيا لو انت مش فيها), و(بأحرف أرق من رزاز المطر وهمس أنعم من صوت الشجر أقولك صباح الخير ياقمر), لم اتمالك نفسي وانهرت ـ قلت ابحث هل هو يرسل لها رسائل هو الاخر, فوجدت رسائل بسيطة جدا جدا منه لها بعتلك سلامي وغلفته بغرامي إذا ما وصلك أكيد موظف الاتصالات حرامي),( في حياتي تعلمت أن أحب, ابتسم, اخلص أحزن اشتاق اندم أعلم احتار اسرح اطفش أطنش احيانا بس ما تعلمت كيف انساكي) ما هذا؟؟؟ مع العلم انه وكيل وزارة, أخلاقه عالية الي أقصي ما تتخيل, مرح جدا, خجول ويحمر وجهه اذا تعرض لموقف يحرجه, يعرف الحلال والحرام, يؤدي فروض الله في مسجد أمام البيت جماعة, مواظب علي صلاة الفجر وينتظر حتي الشروق في الجامع, مواظب علي صلاة المغرب وينتظر حتي العشاء في الجامع, يتحري الحلال في مأكله ومشربه وتصرفاته, يغض البصر, وأنا مدير عام ليس هناك أي مقارنة بيني وبين تلك الزميلة التي اكتشفت رسائلها علي موبايله مع العلم بانها أرمل منذ عامين, أنا أكلم نفسي لماذا فعل بي هذا وأنا التي ضحيت بعمري كله معه, هل هو الفارق الاجتماعي بيني وبين أهله, فجميعهم يشغلون مراكز مرموقة, أم الفارق المادي فمرتبي ثلاثة أضعاف راتبه, ولم أطلب منه في يوم من الأيام شيئا ولو بسيطا, فأنا والحمد لله ألبي طلبات منزلي من ملابس وفسح ومصاريف أولادي, أما هو فراتبه يذهب علي المأكل والمشرب وكان في منتهي الكرم, لم يسألني طيلة عمري عن راتبي ولا أين أصرفه, لأنه كان يعرف انني أدخر ما يتبقي في البنك لابني وابنتي ومنزلنا ولكن كان يتهمني بأنني ادلل أولادي. أما الظروف الصحية حيث عاني من نحو خمسة عشر عاما من ضعف عام بسبب السكر ولم أظهر له أي غضب أو اعتراض وألبي له رغباته بالطريقة التي تريحه. هذه السيدة التي تعذبني الآن رأيتها مرة في مناسبة تخص عمله وهي أم لثلاثة شباب, فلاحة, متواضعة جدا, لماذا ينزل لمستواها, لا أعرف؟ وللعلم رأيت في موبايله رسائل عادية من ثلاث زميلات أخريات له بالعمل ولكن في مناسبة عيد أضحي ومناسبة عيد ميلاده وكلها رسائل دينية لم أهتم بها إطلاقا لأنه كان يحكي أمامي عنهن, حكيت ما رأيت لابني وابنتي وكان ردهما: بابا استحالة يكون من الصنف الذي تقصدينه ياماما, قلت نعم بنسبة100% ولكن ماذا علي الموبايل قالوا يمكن بابا مابيحبش يكسر بنفس حد. أنا لا أنام بسبب ما رأيت في الموبايل, حياتي معه طيلة عمري كانت طبيعية جدا, آخر اسم نطقه قبل الغيبوبة هو اسمي, أقول لنفسي أنا ما قصرت طوال عمري معه, لم أشك لحظة فيه لانه كان من عمله لبيته للجامع فقط, ليس له سهرات خارج المنزل مطلقا إلا ما يخص عمله, لا استطيع الفضفضة مع أي انسان, أنا من عائلة كبيرة, وجميلة ورشيقة ومتدينة, لماذا فعل بي هذا؟ أرجو كتابة تحليل لهذا وعرض رسالتي حتي يرتاح بالي وأهدأ, فهو رحمه الله كان من المتابعين لبريد الجمعة وأنا كذلك. * سيدتي.. أقدر مشاعرك الطبيعية والنبيلة, فأنت تحكين لنا عن أسرة مثالية, وعلاقة زوجية رائعة, غابت عنا منذ زمن. فتحمل كل طرف لمسئوليته دون أن يمن علي الآخر بما يفعل, في إطار من الحب الراقي, قد تحول الهفوات الصغيرة الي خناجر مسمومة في القلب. ولكن سيدتي الفاضلة هل ارتكب زوجك الراحل ـ رحمه الله وغفر له وأحسن مثواه ـ هذه الهفوات الصغيرة التي تعذبك الآن؟ وهل ما قرأته علي هاتفه المحمول يدفعك الي الشك فيه, وإعادة النظرفي عشرة عمر استمرت ما يقرب من ثلاثين عاما, لم تجدي فيها منه إلا ما يطمئن قلبك ويسعد حياتك من حسن معاشرة وأمانة وعطاء وفعل الخير؟ هل من الطبيعي بعد كل هذا أن تعيدي حساباتك وتراجعي حياتكما, فتبحثي عن مبررات لرسائل لا توحي بشيء, وتحاولي إرجاعها الي فوارق اجتماعية أوضعف صحي أو غيرها من الاسباب التي لم تنعكس يوما علي حياتكما. كيف لإنسان ـ ياسيدتي ـ عاش كل هذه السعادة يحاول الآن ان يهدم كل ما كان بسبب أوهام وبدون أي دليل يؤكد الخيانة, لو كان الأمر أكثر من هذا لرجوتك ان تلقي به خلف ظهرك وتحتفظي فقط بكل ما هو جميل ورائع في حياتك, فما بالك والأمر هين, فالرسائل التي ذكرتها في رسالتك وآثرت تركها كما هي جمل محفوظة تصلنا جميعا في مناسبات عدة, ربما لطرافتها أو للمجاملة العادية, لم تكتب هذه السيدة رسالة خاصة توحي بأي شيء وهو الآخر لم يفعل, ربما وهذا الاحتمال الأرجح ـ كانت هذه الزميلة مثل اخته, وربما كان يساعدها ويفرج عنها كربها بهذا النوع من الرسائل؟ فلو كان سييء النية أو السلوك ما أبقي عليها في هاتفه وتخلص منها فور تلقيها أو إرسالها, فلا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل, وتعاملي مع ما قرأته علي أنه دعابة لا أكثر ولا أقل, لا تفتشي في ماض لن يجلب لك إلا الشك والشقاء, فهذا باب للشيطان يريد الدخول منه لإفساد سعادة وسيرة عطرة فشل علي مدي سنوات طوال في إفسادها. سيدتي.. لا تفكري في هذا الأمر, وتذكري دائما حسنات زوجك ومحبته وحسن خلقه, وألقي بهذه الهواجس خلف ظهرك, وواصلي رحلتك الجميلة مع ابنك وابنتك والدعاء لزوجك الراحل, أدام الله عليك راحة البال والرضا والصبر علي العزيز الذي فقدته, وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|