|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 09:55 | |
| طريق الطلاق ابعث إليك سيدي هذه الرسالة أو قل هذا النداء لكل سيدة تسير في طريق الطلاق مستفيدة من كل اسلحتها الفتاكة, وكل ما اجازه القانون لصالحها, ثم تستخدم الورقة الخبيثة للضغط علي الطرف الآخر في حربها الضروس وهي الاطفال.
ياسيدي.. انا طبيب كنت متزوجا من سيدة فاضلة لمدة ثماني سنوات.. ولا أريد أن اخوض كثيرا في الاسباب المؤدية إلي حلبة المصارعة.. ولانه ببساطة نحن نعيش في مجتمع يحكم ظاهريا فقط علي الخلافات الزوجية بان المرأة هي المظلومة الأولي, وهي المقهور الأول في كل الأحوال. كما يعتبر الرجل والذي تذكروا فجأة انه هو القوام.. اصبح هو المسئول عن انهيار الأسرة.. عموما ولأن الطرف الآخر ليس هنا.. ولان حديث طرف واحد لا يكون في كل الأحوال محل اعتبار, وبالذات في المشكلات الزوجية التي تكثر فيها الاختلافات والاختراعات ويختلط حابلها بنابلها. فلن اخوض كثيرا ـ كما اسلفت سابقا ـ في تلك الاسباب التي أدت بنا إلي هذا الموقف.. المهم أننا علي مدي عام كامل نخوض حربا شرسة في ساحات المحاكم علي متاع الدنيا الزائل.. وبرغم أني عرضت كل شيء قانوني وشرعي من أجل التسريح باحسان, إلا أن الحرب من جانب زوجتي ووالدتها سامحها الله تسير نحو زيادة بضعة جنيهات في النفقة كنت عرضتها من قبل بطيب خاطر ومازلت أعرضها. وتسير الحرب مرورا بمؤخر صداق كبير كتبته عن طيب خاطر اكراما لزوجتي وبضغط من والدتها التي تقيس الدنيا بمقاييس مادية بحتة ثم انتهاء بشقة تمليك تريدها لنفسها لكونها حاضنة وترفض أية حلول وسط بشأن شقة ايجار اخري أو مقابل مادي, كما نص القانون علما بأن شقتي هي ما املك وعلما بأن الطلاق هو رغبتها هي وليس قراري أنا. في كل الاحوال عموما ياسيدي أنا اخوض الحرب مثلها في موقف دفاعي مراعيا الحقوق والواجبات وما فرضه الله.. واجتهد في ذلك قدر استطاعتي لكن نأتي إلي النقطة الأهم في هذا الموضوع, وهي الاطفال, فلي ولله الحمد ثلاثة أولاد لم أرهم منذ عام كامل وترفض زوجتي بقيادة والدتها ان أراهم وحاولت كثيرا ولا جدوي, واتجهت إلي حلبة المصارعة ورفعت قضية الرؤية وبرغم انها من القضايا المحسومة مقدما إلا أنها تطول وعند التنفيذ يتم تطبيقها في اماكن لا تناسب ابدا لا نفسية الطفل ولا تراعي أية ابعاد لعلاقة الأب باطفاله.
ياسيدي انا حتي هذه اللحظة لم أحصل علي الحكم ومازالت امامي اشهر للحصول عليه وعلي قلة هذه الاشهر فهي طويلة لاني اشتقت لاولادي ومازالت زوجتي الفاضلة تصر اصرارا عنيفا علي عدم السماح لي برؤيتهم وكأنها تعاقبني أنا; وهي لا تعلم أنها لا تعاقب إلا أولادها الذين تحرمهم من ابيهم في هذه السن الصغيرة, وتدمر نفسيتهم وتلوثها بآثار من الصعب ازالتها مستقبلا ليس لسبب إلا العناد والتكبر.
ياسيدي: عبر بابك الذي طالما ارتبطنا به قارئين واليوم مشاركين وطالبين العون ادعوك لتوجيه نداء إلي كل السيدات اللاتي يستخدمن هذه الورقة الخبيثة في صراعهن مع ازواجهن ان يكففن عن ذلك السلوك الشائن وان يضعن جانبا خلافاتهن مقابل مصلحة اطفالهن وإلا فليبشرن بمستقبل منهار لهؤلاء الاطفال ناهيك ياسيدي عن مرحلة ما بعد حكم الرؤية, وما يصاحب ذلك من ترهات ومآس اثارت كثيرا من صناع القرار في بلادنا ان يعيدوا النظر في هذا القانون الجائر للاب والاطفال معا لكن بلا جدوي أو أمل ملموس في القريب العاجل. * سيدي: انه العناد الذي يورث الكفر انه العناد الذي يجعل المرء ـ رجلا أو امرأة ـ يعتقد أن هزيمة الطرف الآخر يعني الانتصار, متجاهلا أن الهزيمة الحقيقية تكون في الأبناء فعندما تقلب أما ابنا علي أبيه فإنما هي في الواقع تدمره نفسيا وتحرمه من أي احساس بالانتماء أو الولاء أو الحب, وتثمر إنسانا مشوها, فإذا كانت صورة الأب مهزوزة ومحطمة فكيف لهذا الابن أو الابنة أن يريا صورة طبيعية لأي إنسان. وعندما يشوه الأب صورة زوجته ويمنع أولادها عنها, ماذا ينتظر أن يجني من ثمار في نهاية الرحلة بعد أن اغتال الحب باسمي معانيه من قلوب صغيرة غرس فيها الكراهية وهي غضة صغيرة.
سيدي.. ليت رسالتك في هذا الشهر الكريم تكون فرصة لكل زوجين اختارا الانفصال والطلاق, كما اختارا بكامل ارادتهما الزواج وإنجاب ابناء لم يشاركوا في القرارين, ان يراجعا نفسيهما, وأحدهما يبدأ بالسلام, ويكون التسريح باحسان والرغبة في الطلاق هو البحث عن حياة أفضل للجميع بدون التأثير علي الابناء, أو حرمانهم من والديهما فيتمكنوا من رؤيتهما والجلوس معهما من غير كراهية أو اضطرار. فالحقيقة ستظهر حتما امام ابنائنا مهما طالت الأيام أفلا تعقلون ياأولي الالباب أن من يغرس الشر لن يجني إلا شرا؟! |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 11:32 | |
| حكايتي.. يا من كنت زوجي! دون أية مقدمات أنا سيدة مطلقة أبلغ أربعين عاما تم طلاقي منذ نحو خمسة أعوام, وأنا علي قدر كبير من الجمال وخفة الظل وكان معارفي يحبونني وأنا أحبهم جميعا.
كنت متزوجة من رجل فاضل لا يعيبه سوي قلة دخله الشهري, وبرغم ذلك لم يكن يبخل علينا أنا وأولادنا بشيء, كنت أحبه, أما هو فكان يتمني لي الرضا.
وفجأة منذ7 سنوات أي قبل الطلاق تقريبا بعامين ونصف العام أو ثلاثة تغيرت معاملتي معه بلا سبب فصرت أجافيه وابتعد عنه بلا سبب واضح.
وصرت أفتعل معه المشكلات وهو صابر ويحايلني ويسترضيني بشتي الطرق, لم أكن أطيق أن أنظر في وجهه وكنت أراه بشع الخلقة وعندما أسمع صوته كنت أتذكر جميع سيئاته ولا أتذكر حسنة واحدة فيه.
وظللت أطلب منه الطلاق واضغط عليه وهو يرفض, بل لجأ لأهلي حتي يساعدوه في اقناعي بالاستمرار في المعيشة معه, وعندما وجدت كل الناس تهاجمني بسبب تصرفاتي معه لجأت إلي أقذر ما يمكن أن يعمل فادعيت عليه بالباطل أمام أهلي بل وارسلت شقيقتي الكبري لتخبر شقيقته بادعاءاتي الباطلة وأسأت إلي صورته وهو صابر.
وترك المنزل أكثر من مرة ولم يدعني أتركه ولا مرة.
وفي كل مرة كان يسوق علي الأهل والأصدقاء لنعود وكان يحدث ذلك.
حتي أصبحت في يوم وافتعلت مشكلة تافهة جدا وطلبت منه أن يطلقني فأخذ ينصحني ويوعظني فرفضت فقال لي بالحرف الواحد: أنا تعبت بقالي3 سنين مش عايش غير في هم وحزن ونكد وباحاول أرضيكي بكل طريقة وأنت رافضة أي صلح حتي كرامتي دست عليها ملعون أبو الحب اللي بيذل صاحبه, علشان أطلقك اتنازلي عن كل حاجة ليكي وسيبي الشقة. وبالطبع كان أهلي قد وصلوا لمرحلة التشبع منه بسبب الصورة القذرة التي صورته عليها.
وحدث الطلاق وتركت له كل شيء وعندما كان أحد يسألني عن سبب الطلاق كنت أقول لهم إنني لن اتحدث في حق أبو أولادي ولكن يكفي أنه طلقني وأجبرني علي ترك مستحقاتي وطردنا من الشقة حتي تكتمل صورته السيئة.
المهم أنني كنت أفعل هذا بلا وعي وأشعر بندم كبير بعدها ولكن كبريائي كانت تمنعني من الاعتذار أو التراجع حتي إن أهلي وضعوه في كفه وهم في كفة لو أنا عدت إليه.
وبعد الطلاق حاول أن يردني أكثر من مرة وأنا أرفض تماما, المهم لم يمر سوي4 أشهر علي الطلاق ووجدته خطب ثم تزوج بعدها بشهرين.
والحق يقال ان زوجته الثانية كانت تفوقني في كل شيء في الجمال والمال والقوام والعائلة والنسب والسن, كنت أموت من داخلي, فالشخص الذي كنت متأكدة من حبه لي وأنه لن يحيا من غيري تزوج ولن يعود إلي مرة ثانية, المهم بدأت في تقليب الأولاد عليه وهو صابر ويقابل اساءاتي بإحسان.
وبعد4 أعوام من الطلاق بدأت تتكشف لي الحقائق بمنتهي البساطة, أنا سيدة ظالمة بكل معاني الكلمة, أنتقم مني الله علي ظلمي ففقدت عملي باتهام ظالم لي, والموقف بمنتهي البساطة خطأ فني في العمل فسروه بصورة كادت تدخلني السجن ثم أصبت بحالة نفسية سيئة وكوابيس وأحلام.
وبدأت تتكشف لي الحقائق أمام نفسي, وعرفت كم ظلمت هذا الرجل وأن كل ما حدث معي في حياتي هو انتقام المولي عز وجل مني لظلمي وافترائي, دون الخوض في التفصيلات حتي لا أدمي قلوب قرائك أما أهلي فلك أن تتخيل أن أحد اشقائي شرع في قتل والدتي بسبب النقود, أما أنا فلن أدمي قلبك بما يحدث لي, اعتذر لك يامن كنت زوجي وأرجوك أن تصفح عني وتغفر لي حتي يريحني الله مما أنا فيه, وأعلم أن الانسان لا يعرف قيمة النعمة إلا عندما يفقدها وأنا كنت أظن اني أنا النعمة فوجدت أنني لا أساوي أي شيء, ووقفك الله في حياتك ومع زوجتك وبارك الله لكما, ولا تظن ياسيدي أن هذه محاولة مني للعودة وذلك ليقيني أنني لا أستاهل أن أعود إلي هذا الملاك. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 11:34 | |
| سحر المحبة لقد رحلت أم زوجتي أخيرا يا سيدي.. رحلت وودعت دنيا الآلام والأحزان.. رحلت بعد أن قاست شتي صنوف الآلام والعذاب فقد أنعم الله عليها بمرض السرطان.. ولا أقول ابتلاها سبحانه وتعالي به.. فأنا مؤمن كل الإيمان بأن الآلام التي قاستها أم زوجتي إنما هي تكفير عن ذنوب وصغائر.. وقد قضي الله تعالي ولا راد لقضائه أن تعود إليه طاهرة من كل ذنب.. بريئة من كل صغيرة.
وأستأذنك يا سيدي بألا أدعوها بكلمة حماتي تلك الكلمة التي ابتذلت وامتهنت بطريقة هزلية في الأفلام القديمة الساذجة.. وأستأذنك أيضا بألا أدعوها بكلمة أم زوجتي.. ولكني سأدعوها بكلمة أمي.. فقد كانت لي نعم الأم برغم أن أمي الحقيقية مازالت علي قيد الحياة أطال الله في عمرها.. لكني أقسم لك أنني لم أشعر مع أم زوجتي إلا بشعور الابن نحو أمه لما لقيته منها من حنان وعطف ومودة.. كما أن كلمة أمي هي الكلمة التي كنت أناديها بها في حياتها.. تلك الكلمة كانت تنبع من صميم قلبي مفعمة بالحب والمودة بعيدة تماما عن المجاملة والمغالاة.. فلن أنسي لها أبدا المرات العديدة التي وقفت فيها إلي جانبي ضد ابنتها في بعض المشكلات التي كثيرا ما كانت تعترض حياتنا برغم علمها بأني الطرف المخطئ.. لكنها بحكمتها وعطفها وحنانها النادر الوجود كانت تحتوي مشاكلنا بعكس الكثير من الأمهات اللاتي يضخمن المشكلات بين بناتهن وأزواجهن.. بل إنهن في بعض الأحيان يكن السبب الرئيسي والمباشر للمشكلات والأزمات ولن أنسي لهفتها علي وبهدلتها معي في المستشفيات التي كثيرا ما اضطررت للمكوث بها لإجراء بعض العمليات البسيطة.. دائما كانت معي.. بجوار سريري.. و قد عوضتني بحنانها ورعايتها عن غياب أمي الحقيقية التي أقعدها المرض وكبر السن. ولن أنسي لها مجاملاتها الرقيقة لي ولزوجتي ولابنتي الوحيدة نورا في جميع المناسبات, وكانت دائما تكلف نفسها ما لا طاقة لها به برغم رقة حالها وقلة مواردها.. أما كفاحها النبيل ونضالها الشريف الذي خاضته مع الحياة من أجل تزويج بناتها الثلاث وسترتهن مع قلة الإمكانات وضيق ذات اليد فتلك ملحمة عظيمة تستحق أن تكتب يا سيدي بماء الذهب.. ولن أنسي ليلة وفاة زوجها.. وبعد إنقضاء مراسم العزاء عندما رأيتها تقف مع بناتها الثلاث وفي غمرة أحزانها لتوصيهن بألا تؤثر أحزانهن علي علاقتهن الخاصة بأزواجهن.. فأي نوع من البشر كانت تلك السيدة.. ومن أي مادة ملائكية طاهرة أبدع خلقها الله سبحانه وتعالي؟!.
وفجأة يا سيدي.. بكل ما يتصف به المرض اللعين من غدر وخبث ودناءة ووضاعة ومراوغة اجتاح جسد أمي بلا رحمة ولاهوادة فخضعت المسكينة لإجراء عملية جراحية تم فيها استئصال أحد ثدييها.. أذعنت بعدها لكورس طويل أليم مهين من العلاج الكيماوي.. وما ادراك يا سيدي بالعلاج الكيماوي.. شهور طويلة من المعاناة تجرعتها بنفس راضية وثغر باسم وقلب يفيض بالرضا والامتثال لقضاء الله.. حتي بشرها الطبيب المعالج بأنها شفيت تماما من المرض اللعين. ففرحنا جميعا.. وحلق بنا السرور إلي أعلي سماوات النشوة والحبور.. فقد كنا جميعا نرتعد خوفا من أن تجتث الشجرة العظيمة الوارفة الظلال من أصولها.. فقد كانت تظلل علينا حياتنا جميعا.. نلجأ إليها فنجد عندها الفئ والظل الظليل من صحراء الحياة وقحطها.. وبعد أشهر قليلة من البهجة الخالصة.. عادت أمي لتشكو من آلام مبرحة في صدرها لنكتشف أن المرض اللعين قد عاود هجومه ولكن بشكل أكثر ضراوة وشراسة هذه المرة.. واحتجزت أمي في المستشفي لعدة أسابيع, وقد تفاقم الورم اللعين وانتشر في رئتيها.. وكل كلمات اللغة الجوفاء تقصر في التعبير عن حجم العذاب والمعاناة التي قاستها( أمي) في تلك الأسابيع..
وفجأة وبلا مقدمات أوصي الطبيب المعالج بخروج( أمي) من المستشفي لتمكث بالمنزل عدة أيام علي أن تعود لاستكمال العلاج بالمستشفي مرة أخري.. وبرغم أن قلبي كان ينفطر حزنا علي عذاب( حبيبتي) وآلامها.. فإنني فرحت كثيرا عندما اختارت أن تخرج من المستشفي إلي بيتي أنا.. وخرجت( أمي) من المستشفي إلي بيتي.. وعلي سرير ابنتي رقدت( أمي) وظللنا أنا وزوجتي ماكثين بجوارها في تلك الليلة وكأننا نملأ عيوننا من وجهها السمح الذي يقطر حنانا ولطفا ومودة.. وبعد أن تقدم بنا الليل ذهبت مع زوجتي للنوم تاركين( أمي) آملين أن تنعم ببعض الراحة التي حرمت منها منذ زمن.. وأسلمني التعب إلي نوم عميق.. استيقظت منه مذعورا علي صياح زوجتي مستغيثة مولولة.. وهرولت إلي غرفة( أمي) لأجدها قد أسلمت روحها إلي بارئها بمنتهي الهدوء والطمأنينة.. إن مسألة رضا الله تعالي عن العبد أو سخطه عليه من المسائل الغيبية التي لا نستطيع أن ندلي برأي قاطع فيها.. لكني يا سيدي وبعد أن شهدت جنازة( أمي) ورأيت عشرات المئات من الأشخاص الذين انشقت عنهم الأرض فجأة وجاءوا من حيث لا أدري ليشيعوا جثمان( أمي) إلي مثواه الأخير, وقد ضاق بهم
المسجد بما رحب.. فاضطررنا لأداء صلاة الجنازة في الشارع.. فاصطف عشرات المئات خلف( النعش) الذي ترقد فيه( أمي) لأداء صلاة الجنازة في مشهد مهيب لا يتكرر في حينا الشعبي إلا في صلاة العيدين فقط.. بعد رؤيتي لهذا المشهد أستطيع أن أقول وأنا مطمئن القلب إن( أمي) ممن رضي الله تعالي عنهم إن شاء الله.
لقد تركتنا( أمي) ورحلت يا سيدي وهأنذا بعد رحيلها أسير هائما علي وجهي في الطرقات.. مشوش الفكر.. كسيف البال.. أشعر بمرارة اليتم رغم أن( أمي الحقيقية) مازالت علي قيد الحياة أطال الله في عمرها.. ولكني أقسم لك يا سيدي أن روح( أمي) الطاهرة مازالت ترفرف في أنحاء شقتي.. وأقسم لك أنني مازلت أشعر بها تربت بيدها الحنون علي خدي.. وتطيب خاطري مع كل خلاف صغير مع زوجتي.. وكأنها تقول لي( لا تغضب يا حبيبي) تماما مثلما كانت تفعل معي في حياتها.. ولكنها رحلت ياسيدي, ورحيلها حقيقة ساطعة قاسية مؤلمة أصبحت في حياتي أمرا حتميا لا مفر منه.. وأجدني في تلك الأيام الجدباء المقفرة المفعمة بالأسي والأحزان.. أجدني أتلفت وأتساءل في حيرة ودهشة هل من الممكن أن تندثر سيرة تلك الراحلة النبيلة وكأنها شئ لم يكن؟!.. وحياتها الحافلة بكل معاني الحب والتفاني والتضحية, هل من الممكن أن تنطوي إلي الأبد مثل كتاب جميل فرغنا من قراءته؟!.. وفي غمرة حيرتي وأحزاني يأتيني الجواب بالنفي متمثلا في بناتها الثلاث خاصة صغراهن( زوجتي).. فسلوكهن القويم وأخلاقهن الرفيعة واستعدادهن الدائم للعطاء والبذل والتضحية كل ذلك يؤك د لي إنهن ظل أمهن الراحلة علي الأرض.. وأن( الذي خلف لم يمت) كما يقول المثل الشعبي السائر.
تلك هي حكايتي يا سيدي.. ولو قدر لها أن تنشر فلي عندك رجاء آخر وهو كتابة اسمي وعنواني كاملين لكي أتواصل وأتشارك مع قراء( بريد الجمعة) الأعزاء خاصة هؤلاء الذين قاسوا تجربة مثل تجربتي, فأنا مازلت أومن بأن المشاركة هي ما نحتاجه لكي نشعر بإنسانيتنا.
عبدالرحمن محمد حسن |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 11:54 | |
| سامحيني يا ابنتي! اكتب لك ياسيدي بعد ان رأيت رؤية منامية تخص ابنتي الكبري ازعجتني كثيرا جدا وليس هناك داع لسردها, المهم انها جعلتني اكاد لا انام.. انا سيدة مستوي تعليمي يجعلني اكاد اقرأ واكتب, ولقد استعنت بجارتي جزاها الله خيرا في كتابة هذه الرسالة.. انا ياسيدي ام لخمسة ابناء ثلاثة ذكور وبنتين وفقني الله انا ووالدهم رحمه الله في تعليمهم حتي المستوي الجامعي, والحمد لله كلهم متزوجون ويحيون حياة طيبة مستقرة.. المشكلة يا سيدي في ما حدث لابنتي الكبري والتي كانت متزوجة من رجل ذي مركز اجتماعي مرموق, ولقد رزقهم الله بولد وبنت آية في الاخلاق والادب والمستوي العلمي
ولقد لاحظت شرود ذهن ابنتي كلما زارتني ففطنت باحساس الام ان زوجها تعرف علي امرأة اخري وعندما سألتها انكرت, وقالت في حقه ما يبعد عنه تلك الشبهة, واصرت علي ذلك ولكن بعد عدة اشهر جاءتني غاضبة, واعترفت بما انكرته واشتكت من سوء معاملة زوجها لها وهنا شعرت بأنني علي قدر من الذكاء يجعلني اضع الامور في نصابها الصحيح وقلت في حقه وقتها ما قدرني الشيطان علي قوله, وعندما جاء زوجها ليعترف بذنبه ويطلب العفو والسماح والغفران وقفت له بالمرصاد لانني رأيت فيه صورة زوجي الذي اساء معاملتي لمدة اربعين عاما دون ان يتعرف علي سيدة اخري
ولكنني تحملته حتي مرض الموت من اجل اولادي, وبدلا من أن انصح ابنتي بالتحمل مثلي وان تعطي زوجها فرصة اخيرة من اجل اولادها, وجدتني اعوض عدم قدرتي علي مواجهة زوجي في حياته ورفضي لسوء معاملته لي في انني رفضت اسلوب زوج ابنتي معها وشحنتها ضده بكل ما اوتيت من قوة, وللاسف ان ابني الكبير كان يؤيد كل ما نفعله أنا وابنتي حتي اننا ساعدناها في الحصول علي حكم بالخلع من زوجها بالرغم من انه ظل يحاول اعادتها بشتي الطرق وظل صابرا لمدة تقترب من العام
ولن انسي يا سيدي مشهد ابنتي عندما نطق القاضي بحكم الخلع لقد انهارت وكادت يغشي عليها ولن انسي ياسيدي ما قالته لي عندما افاقت: ربنا يسامحك يا امي ولقد شعرت وقتها بلذة الانتصار علي هذا الرجل بالرغم من هزيمة ابنتي وفرحت جدا لان ابنتي سوف تعيش معي.. ولكن ياسيدي ما لبثت أن زالت تلك اللذة والفرحة بعد عدة اشهر, حيث اعيش انا وابنتي الآن في وحدة قاتلة وكآبة مميتة وسكوت وسكون ممل وذلك لان اولادها يعيشون مع والدهم وزوجته الجديدة ويأتون من آن لاخر لزيارتنا وعندما اشرت علي ابنتي بالزواج قالت ما ينفعش يا امي لعدة اسباب اولا ازاي اسيبك تعيشي لوحدك
واقسم لك ياسيدي انني التي اخشي الان ان اموت واتركها تعيش وحيدة ـ ثانيا لو تزوجت سوف يحرمني زوجي السابق من رؤية اولادي ـ ثالثا انا لن ألاقي رجلا مثل زوجي السابق, وعجبت ياسيدي عندما قالت في حقه كل خير وعجبت اكثر عندما قالت بالرغم من انه اساء لها عندما تعرف علي امرأة اخري لمدة ليست بقصيرة إلا انها تسرعت في طلب الخلع ولو ان والدها علي قيد الحياة ما تركها تفعل ذلك, وهنا ياسيدي تذكرت قول المولي عز وجل الذي يقول فابعثوا حكما من أهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما واقسم لك ياسيدي ان كل من جاءوا من طرف زوجها ارادوا الاصلاح ولكن انا وأخوها فقط اللذان تدخلنا من اهلها وكنا لانريد الاصلاح لاننا كنا نؤيدها تأييدا مطلقا دون ادني تفكير في اي عواقب ولقد تعاطف اخوها معها لما قالته من سوء معاملة زوجها لها وانا وجدتني انفث ما بداخلي انتقاما من زوجي في صورة زوج ابنتي, والمشكلة الاساسية ياسيدي ان ابنتي عنيدة جدا ولا تلين لقول احد ايا من كان وتفعل دائما ما تراه صحيحا من وجهة نظرها والوحيد الذي كان يرجعها عن رأيها هو والدها رحمه الله..
وانا يا سيدي الآن اندم أشد الندم علي ما اقترفته في حق ابنتي خاصة عندما اري باقي اولادي يعيشون في بيوتهم مستقرين سعداء فاشفق علي ابنتي, وفي نفس الوقت اخشي علي ابني الكبير من سوء العاقبة لانه سعي في طلاق اخته, حيث انني لن اتحمل تكرار ما حدث لابنتي لأحد من باقي اولادي.. وأقسم لك ياسيدي انني علي استعداد لعمل اي شئ صغير او كبير ولك ان تتخيل انني علي استعداد لتقبيل ايدي بل اقدام كل من يمكنه اعادة البسمة والسعادة لابنتي.. سيدي انا لا اعلم ماذا أفعل فارجوك قل لي ماذا افعل لعلي اعمل شيئا يحسب لي في ايامي الاخيرة. * سيدتي.. ليس ما يؤلمك انك أيدت ابنتك في موقفها وحرضتيها علي الطلاق عندما اكتشفت خيانة زوجها ولم تقفي في وجهها أو تنصحيها بمنحه فرصة أخيرة, لأن الأمر لو كان هكذا لأصبح خطأ في التقدير أو موقفا يمكن الاختلاف حوله, ولكن ألمك سببه الحقيقي انك وحدك تعرفين أن موقفك كان من أجلك انت وليس من أجل ابنتك, فقد كنت تنتقمين لنفسك, تثأرين من ضعفك, تعاقبين زوجك في صورة زوج ابنتك, ايضا تحاسبين نفسك لأن موقفك كان يخفي انانية في داخلك لرغبتك في ألا تعيشي وحدك وستجدين من يشاركك وحدتك.
لا أحد ـ سيدتي ـ يقر الخيانة أو يقبلها, وقد لايستطيع بعض البشر ـ ذكر أو أنثي ـ التعايش معها أو الصفح عن الطرف الخائن, ولكن إذا استطاع طرف العفو والسماح عن الطرف الآخر إذا اعترف بخطئه وتاب عنه, فإن الخطأ الكبير هو الإصرار والتحريض علي هدم الحياة الزوجية خاصة اذا كان بينهما أبناء يعيشون في استقرار لا تهدده مثل هذه الأخطاء التي يرتكبها الآباء.
سيدتي.. أقدر الألم الذي تعانينه, ففي جوانحك قلب أم نابض وضمير حي يذكرك دوما بأنك ظلمت من تحبين, ولكن في مواجهة ما تشعرين به وتحملينه وحدك في صدرك, ليس أمامك إلا اللجوء إلي الله وطلب العفو والمغفرة والهداية إلي طريق الصواب, وحتي يهدأ ضميرك اقترح عليك ان تصطحبي ابنك الذي شاركك الخطأ وإن كانت مبرراته ونواياه تختلف عنك, وتطلبا موعدا من زوج ابنتك السابق, تعترفا له بما تكنه له أم أولاده من تقدير واحترام, وانكما ساهمتما في إشعال النيران بداخلها مع عدم التجاوز أو التقليل من خطئه حتي يتذكر ان لكل انسان أخطاءه, واطلب منه ان يقبل بعودة الأبناء اليها علي أن يراهما وقتما شاء, فإذا لمستما منه رغبة في إعادة زوجته الي عصمته حتي لو استمرت في حياتها مع أمها من أجل الأولاد فرحبا بهذه الفكرة, فإذا لم يحدث فلتكن عودة الأبناء أو بقاؤهم مع أمها لفترة أطول أحد المكاسب المفقودة.
ونصيحتي لابنتك اذا استمر الحال علي ما هو عليه الآن, الا تغلق الأبواب في وجه الزواج مرة أخري إذا وجدت من يناسبها, خاصة اذا استمر الأبناء مع والدهم الذي يمكن التحدث معه بوضوح واشراكه في اتخاذ القرار اذا رفض اقتراحاتكما الأولي, لأن ما يبدو من حديثكم عنه انه انسان ـ رغم خطيئته ـ يحمل في جوفه قلبا رقيقا, تائبا, يمكن ان يتفهم ويستوعب مشاعر أم أخطأت وتريد أن تريح قلبها وترفع عن ابنتها حزنا هي من شاركت في غرسه.. أعانك الله وغفر لك وهدي الجميع الي ما فيه الخير... وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 11:56 | |
| زوج الأرملة أكتب اليك سيدي بعد تفكير عميق وطويل, هل أكتب قصتي ليقرأها الجميع أم أخفيها في صدري ولا يعلم عنها أحد شيئا, ولكنني أخيرا قررت أن أرسلها لك لعلك تنصحني وتساعدني علي اختيار القرار الأصح بعد أن حاولت جاهدة أن أتخذ قرارا في مشكلتي, ولكن لم أستطع حتي اليوم بالرغم من مرور مدة طويلة من التفكير المستمر, سيدي أنا امرأة في أوائل الأربعينيات من عمري, جامعية, مثقفة وعلي قدر من الجمال لا بأس به ولي طفلان(13 و11 سنة) من زواج دام خمسة عشر عاما هي من أجمل سنوات عمري التي عشتها وتمنيت أن تطول أكثر من ذلك,
ولكن شاء الله وشاء القدر ان يتوفي زوجي الغالي ويرحل فجأة وبدون أي مقدمات فلم يمرض أبدا, ولكنه راح ضحية حادث سيارة, ولم يكن لنا أنا وأولادي سوي هو بعد الله تعالي, فلي إخوة وأخوات كثيرون وهو كذلك, ولكنك تعلم جيدا مشاغل الدنيا علي الآخرين, وان كنت لا أنكر مساعدة اشقائي لي ولأولادي ماديا منذ وفاة زوجي الراحل حتي اليوم ولكنني كنت احتاج ايضا إلي مساندتهم المعنوية أكثر من المال بكثير, احتاج إلي الشعور بحبهم وعطفهم حتي لا أشعر بالحاجة إلي أي أحد آخر,
وكذلك زوجي الراحل له اخوة آخرون ولكن كل يمضي في طريقه ويسألون علينا فقط من وقت لآخر وفي المناسبات ماعدا أخته الوحيدة ووالدته يسألان عنا بصفة منتظمة جعل الله ذلك في ميزان حسنات كل من يسأل عنا فالسؤال عن الأرملة والأيتام صدقة وهناك أحاديث نبوية علي ذلك كنت أعمل حتي فترة قصيرة في وظيفة مرموقة( مديرة للاستيراد) بإحدي الشركات الكبري, ولكن شاء القدر ان اترك عملي هذا الذي هو مصدر الرزق الأساسي لي ولأولادي بالإضافة لمعاش والدهم( خمسمائة جنيه)
ولكن شاء الله أن يختبر صبري مرة أخري, وتم تعيين مدير جديد لدي الشركة أتي من الخارج ليصلح أحوالها ويعيد تنظيمها من جديد( كما يقول) وبدأ اجراءات التصليح هذه بفرض سيطرته علي الموظفين والمديرين القدامي, ومضايقة الكثير منهم, وكنت أنا أحدهم فأنا من أكبرهم سنا وخبرة وهو لم يكمل الخامسة والثلاثين فأراد كباقي الشركات الآن تجديد دم الإدارات لعل ذلك في نظره هو أحد أسباب الاصلاح سامحه الله, وان كانت وظيفتي تستدعي الخبرة العملية والممارسة الطويلة أكثر من السن الصغيرة, وللأسف الشديد لم أستطع تحمل طريقته في التعامل,
فعلي مدي ثلاث سنوات قضيتها في هذه الشركة كان كل من فيها من أصغر عامل حتي أصحابها أنفسهم يعاملونني بأحسن طريقة ويعتمدون علي في الكثير من الأعمال الهامة لعلمهم بخبرتي الطويلة في هذا المجال( عشرون عاما), وكذلك أنا فلم يحدث أن اختلفنا يوما واحدا علي أي شيء, وللأسف اضطررت لتقديم استقالتي حفاظا علي كرامتي التي لا أستطيع أن أفرط فيها حتي ولو لم أجد قوت يومي أنا وأولادي, وأتمني من الله أن يرزقني بعمل آخر مناسب فأنت تعلم أن أغلب الشركات الكبري الآن يفضلون من هم أقل من الخامسة والثلاثين ويتجاهلون من تعدي الأربعين.
وفي أثناء هذه المحنة سيدي ظهر في حياتي رجل محترم, ويعمل بالكثير من المجالات كان صديقا لزوجي الراحل وهو متزوج وله أولاد كبار, وقد كان منذ وفاة زوجي يسأل علينا باستمرار ويساعدنا في أي مشكلة تصادفنا, ولم يظهر يوما اهتمامه بي شخصيا ولكنه كان يظهر حبه لزوجي الراحل ولأولادي وحبه لخدمتنا, وبعد مرور عام ونصف عام تقريبا علي وفاة زوجي طلب مني الزواج ووعدني بأن يرعاني ويرعي أولادي الأيتام( وأنا أثق في ذلك), وأبلغني أنه علي خلاف دائم مع زوجته منذ أكثر من خمسة أعوام, أي قبل وفاة زوجي بكثير وبأنه كان ينوي الزواج بأخري سواء قبلت أنا أو غيري,
ولكنه فضل الارتباط بي بصفة خاصة حتي يجازيه الله عنا خيرا فهو بذلك سيرعي أرملة وحيدة وأطفالها الأيتام, ولا أنكر سيدي انني برغم خوفي الشديد من الاقدام علي هذه الخطوة وبرغم خوفي علي الأطفال فكرت للحظات لم لا أنا فعلا أحتاج له بجانبي فليس بجواري أحد يساندني ويكمل معي مشوار حياتي القادمة, فكنت أحتاج إلي اهتمامه وعطفه وحبه ولو بالكلام فقط, فقد فقدت كل هذا بعد وفاة زوجي الراحل ولم يعوضني وجود اخوة لي بجواري عن هذا الحب والحنان المفقود, ولكنني برغم كل هذا وفجأة وبعد أن وعدته أن أكمل حياتي الباقية معه,
وجدتني أتصل به وأبلغه برفضي وبأنني لا أستطيع أن أكمل هذا المشروع وبأن ارتباطنا استحالة, فلم أعد أقوي علي تحمل أي صدمة أخري أو أي نوع من المشاكل التي قد تحدث بسبب هذا الزواج من رجل متزوج بأخري وله منها أولاد لن يتنازلوا عنه بسهولة أو عن جزء من وقته وهذا حقهم, ولكن للأسف لم يقتنع بقراري واتهمني بأنني أتلاعب به وبمشاعره وأستهتر بها, ولكن أقسم لك سيدي اني لم أقصد هذا أبدا بل أشعر بأن الله أفاقني في الوقت المناسب ولا أدري سيدي هل كان تصرفي هذا هو التصرف السليم أم لا,
فقد كنت أحتاج إليه فعلا من جميع النواحي ولكنني أيضا لا أريد أن أكون سببا في ظلم عائلة أخري لا ذنب لها وإن كنت في ذلك قد ظلمت نفسي, وأحيانا أفكر هل كان هو طوق النجاة الذي وضعه الله في طريقي لينقذني من وحدتي ويأسي وأنا التي تخليت عنه بهذه السهولة؟ أرجوك يا سيدي اكتب لي رأيك بصراحة حتي أهدأ وأتأكد هل برفضي هذا ظلمته وظلمت نفسي وأولادي بإبعاده عن حياتنا في أشد وقت نحتاج إليه فيه خصوصا بعد أن ضاع كل شيء حتي عملي الذي كان يشغلني كثيرا؟ هل أخطأت أم أن هذا هو القرار السليم الذي كان يجب علي اتخاذه برغم حاجتي الشديدة إليه, وبرغم أنه لم يكن ينوي فراق عائلته الأصلية بل كان سيظل معي ومعهم في الوقت نفسه؟! * سيدتي.. تعالي نتفق أولا علي أنه من حقك كما من حق غيرك أن يجد أو يرتضي بمن يعينه علي مواصلة رحلة الحياة الشاقة, خاصة في ظل انشغال الأهل والأصدقاء, ولكن هذا الحق ليس مطلقا وإنما يرتبط بعوامل وأطراف أخري ستنعكس نتائجه حتما عليهم. أقصد اختيار الشخص المناسب من حيث الأخلاق والتكافؤ. وفي بعض الحالات يكون التفرغ لتربية الأبناء هو الأنسب لمن يقدر علي ذلك.
وفيما يخصك سيدتي, فهذا الرجل ليس غريبا عنك, تعرفين خلقه ونبل مقصده, وربما أراد من ذلك عدم اثارة الشبهات والقيل والقال حول علاقته بأسرة صديقه الراحل. فإذا اختار الحلال فلا أحد يمكنه لومه, وهو وحده القادر علي تحديد انعكاس ذلك علي أسرته وتحمله مسئولية أسرتين. أما دورك أنت فهو مقصور علي حدود تأكدك من أنه لم يخدعك وعلاقته بزوجته كما حكاها لك, لأنه لو كان ظالما لها, سينالك حتما من هذا الظلم نصيب. وحتي يطمئن قلبك استشيري الأقرب إليك من الأهل والأصدقاء وتحدثي مع طفليك, فإذا اطمأننت, فلا تهدري حقك في فرصة أفضل للحياة قد يكون فيها خير لك ولابنيك علي أن تحرصي كل الحرص علي دفعه للإحسان في معاملة زوجته الأولي وأم أبنائه.
أعانك الله إلي حسن القرار وعلي تربية أبنائك وإن كنت أنتهزها فرصة لدعوة أهلك إلي السؤال عنكم والاهتمام بطفليك, فما أقسي الحياة علي أرملة تعول طفلين في هذا العمر.
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 11:57 | |
| جـل وإمرأتـان أكتب لك يا سيدي بعد أن تعودت علي قراءة بابك منذ فترة ليست بطويلة ولزوجي الفضل في ذلك التعود كما كان له الفضل بعد الله ـ سبحانه وتعالي ـ في أن تعودت علي أشياء كثيرة جميلة في حياتي, حتي أستفيد من آرائك, ولقد كنا دائما نناقش معا ما ينشر أـسبوعيا من قصص, ولكن يا سيدي ما لفت نظري أن كل ما ينشر هو قصص تعرض الجوانب السلبية والسيئة في حياتنا وكأنه لا توجد هناك قصص إيجابية.. سيدي أعلم تماما أنك من أشد الرافضين لفكرة تعدد الزوجات ولست وحدك بل إن معظم النساء يرفضن الفكرة بل ويعتبرن الرجل الذي يتزوج أو حتي مجرد أن يفكر في إمرأة أخري فهو خائن ولا يستحق أن يعاشر.. سيدي لو وضعت كل زوجة أولي نفسها مكان الزوجة الثانية لاختلف الأمر كثيرا, ولكن حب الامتلاك يجعلهن يرفضن الفكرة, وأنا كلي ثقة أن كل سيدة تحصل علي الطلاق لمجرد أن زوجها تزوج أو حتي تعرف علي أخري. تعاني من أشد ألوان عذاب الوحدة والانعزال وأنا أعلم تماما ما تعاني منه أي امرأة تشعر بأنها غير مرغوبة..
إليك قصتي ولست أعلم إن كنت ستصنفها ايجابية أم لا.. فأنا يا سيدي تعرفت علي رجل متزوج فأحببته حبا لن أستفيض في وصفه فهو رجل بكل ما تحمله الكلمة من معان, رجل قلما يجود به الزمان ويخاف الله, حنون, يغار غيرة الرجال الشرفاء ويعيش لبيته, فعشقته عشقا تكتب فيه دواوين شعر.. لقد رفض ذلك الرجل العظيم أن نتزوج سرا بعلم أهلي ودون علم زوجته وأولاده, فبالرغم من تحذيري له من مغبة ذلك إلا أنه أصر وما إن أخبر زوجته حتي أقامت الدنيا ولم تقعدها وأصرت علي الطلاق وبالرغم من أنه تراجع عن الفكرة لإظهار وإثبات حبه لها إلا أنها لم تتراجع عن فكرة الطلاق وعندما لم يلب رغبتها ذهبت إلي المحاكم لطلب الخلع( لعن الله هذا القانون)
وبالفعل حصلت عليه بمساعدة أحد محامي الخلع وما أدراك ما يستخدمه ذلك الصنف من المحامين من أساليب ملتوية للحصول علي حكم لموكليهم اللاتي يصبحن بعد ذلك فريسة لبعضهم وإن كان ذلك بالزواج لفترة ثم يطلقهن.. سيدي لا يفكر الرجل في الزواج من امرأة خلعت زوجها الأول إلا بغرض المتعة وبعد فترة يطلقها هو قبل أن تخلعه هي.. وأقسم لك يا سيدي أن هناك الكثير من النساء ممن خلعن أزواجهن وتزوجن ولم تدم زيجاتهن أكثر من عام علي أقصي تقدير ثم تطلق بعد أن يقول لها زوجها الثاني هو أنا هستناكي لما تخلعيني
الست اللي تخلع زوجها الأولاني يسهل عليها تخلع زوجها الثاني أنت طالق, وأنا يا سيدي شخصيا أعرف عددا من تلك الحالات.. آسفة جدا يا سيدي للإطالة في ذلك الموضوع.. بالفعل يا سيدي تزوجت ذلك الرجل العظيم الذي يكفي أن أقول لك أن لديه من المقومات المعنوية والعاطفية والمادية ما يجعله قادرا بإذن الله علي العدل, الأمر الذي يجعلني لا أخشي زواجه من أخري إذا أراد ذلك.. سيدي إليك الشق الآخر من حياة هذا الرجل, إنهم أولاده, ولأنه رجل يخشي الله فلقد حباه الله بأولاد آية في الأخلاق, ولكرم أخلاقه لم يحرم أولاده من أمهم, مع العلم أنها أساءت له كثيرا جدا, وبالرغم من أنني كنت أخشي رفضهم لي ولكن لأنه يخشي الله فقد يسر الله له تقبل أولاده فكرة زوجة الأب, والحمد لله نحيا معا بقدر كبير من التفاهم والحب الذي يزيد يوما بعد يوم بفضل الله وبفضل حكمة هذا الرجل, فأنا يا سيدي أعشق أولاده وأخدمهم بحب وأخاف عليهم وأتمني من الله أن يرزقني بأطفال منه حتي يزيد الترابط برباط الأخوة.. لن أطيل عليك في سرد تفاصيل حياتي لأن هناك الكثير والكثير من الإيجابيات فيها..
يكفي أن أقول لك إنني علي استعداد للتضحية بعمري كله في خدمة هذا الرجل وأولاده وأنا كلي فخر بذلك ولن أوفيه حقه.. سيدي أنا كلي ثقة أن زوجته الأولي تندم أشد الندم علي التفريط فيه ولو أنها طافت الدنيا من مشرقها لمغربها لما وجدت من هو أفضل منه, فنحن يا سيدي لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد أن نفقدها.. أرجوك يا سيدي كفاكم تنكيلا بالزوجة الثانية أو زوجة الأب ووصفها علي أنها كالبوم أو الغربان تنعق لخراب البيوت وخطف الرجال أو أنه لديها من العيوب ما يندي له الجبين.. سيدي في الوقت الذي يفكر الغرب جديا بالسماح بتعدد الزوجات( بل انه هناك بالفعل طائفة بالولايات المتحدة الأمريكية تسمح بتعدد الزوجات) حرصا علي الحد من انتشار الرذيلة والفحشاء وجرائم الاغتصاب
تنادي الزوجات المصريات المسلمات بسن قانون يمنع تعدد الزوجات, قانون يحرم ما أحله الله.. سيدي ما إن حرم البشر شيئا أحله الله أو أحل البشر شيئا حرمه الله إلا انتشرت البلايا والأمراض الاجتماعية الخطيرة.. سيدي كما أن هناك أمثلة سيئة للزوجة الثانية أو زوجة الأب الا أن هناك الكثير والكثير من الأمثلة الإيجابية.. سيدي أنا علي ثقة من أنك اذا أعلنت عن استقبالك لمراسلات لأمثلة مثل حالتي لتلقيت الملايين منها.. * سيدتي.. هذا الملف الخاص بالزواج الثاني استنزفناه مناقشة واختلافا في وجهات النظر وسيظل هكذا دوما, كل يراه حسب موقعه وحاجته.. ستدافع عنه الزوجة الثانية إلا إذا ندمت, وستهاجمه الزوجة الأولي, والرابح دائما هو الرجل.
لست ـ سيدتي ـ من أشد الرافضين لفكرة تعدد الزوجات ـ كما تقولين ـ لأنها ليست فكرة, فهو شرع الله الذي اختلف في تفسيره العلماء, وأساء استخدامه الرجال, ووجهة نظري تحدد دائما حسب المعلومات والموقف والتجربة المتاحة في كل رسالة, فقد أري أنه أحيانا ظلم بين وأنانية وطمع واستغلال سييء للدين, وفي أحيان أخري أراه ضرورة وحقا يجب استخدامه. وفي كل الأحوال أحاول الانتصار للحفاظ علي كيان الاسرة المستقرة علي حساب النزوة أو الرغبة الطارئة, فالذهاب للحب من قبل الرجل وهو متزوج وسعيد لم تخطيء زوجته في حقه, غير مبرر, ولو تركنا الرجال لأهوائهم ورغباتهم, ما شبعوا ولهدموا بيوتا آمنة, وما اكتفوا بالأربعة, بل سيذهبون بحثا عما ملكت أيمانهم.
وهنا دعيني أسألك كيف وقع الحب بينك وبين زوجك؟ هل سقط عليكما فجأة فقررتما الزواج؟.. وبماذا قصرت الزوجة الأولي حتي تقبل بنصيحتك وترضي وأنت تعلمين تماما ما تعاني منه أي امرأة تشعر بأنها غير مرغوبة..
هل فكرت بماذا شعرت هذه الزوجة عندما أخبرها زوجها أنه سيتزوج بأخري, لأنه أحبها؟ متي حدث هذا الحب؟ هل كنت نائمة, غائبة, ساذجة؟ كان في أحضاني وهو يفكر فيها؟ كان يقول لها نفس ما يقوله لي؟ أسئلة كثيرة طرحتها حتما علي نفسها, فقررت الحفاظ علي كرامتها والثأر لأنوثتها ولتاريخها معه, للسنوات المرة والحلوة, فاختارت الطلاق.. هذا يا سيدتي هو اختيارها حسب قدرتها علي التحمل.. فلماذا لم يمنحها زوجها وزوجك هذا الحق؟ لماذا دفعها دفعا إلي طلب الخلع؟.. ألم يكن أجدي به أن يحفظ كرامته وكرامتها ويمنحها حق الاختيار, أم أنه خشي من حصولها علي حقوقها اذا حقق لها طلبها بالطلاق فتركها في المحاكم لتخلعه وتخرج من رحلة العمر خاسرة لكل شيء.. حتي أولادها أصبحوا من حقكما!!
سيدتي.. أنت سعيدة وهو أيضا والأولاد ـ وإن كنت أتشكك في ذلك, فماذا عن الزوجة والأم.. ماذا عن المرأة الأخري, الأولي, المقهورة, الخالعة والمطرودة من جنة الرجل لأنه أحب؟!
هل يمكن قبول رؤية هذه العلاقة من وجهة نظر الزوجة الثانية فقط؟ وهل هي الأولي بهذا الحق, أن هناك طرفا أصيلا يجب وضع وجهة نظره محل الاعتبار الأول بوصفها ضحية ومجنيا عليها؟
سيدتي.. لا أريد لومك, لأن صورة العلاقة ومبررات زواجك برجل متزوج غير مكتملة الوضوح في رسالتك, ولكني في نفس الوقت لا أستطيع لوم الزوجة الأولي, صاحبة الشرعية التي فقدت استقرارها وسعادتها وبيتها وأبناءها بدون أي ذنب أو جريمة سوي أن زوجها فجأة أحب أخري.
تطلبين مني نشر التجارب الناجحة في الزواج الثاني, فماذا لو فتحته أيضا للزوجة الأولي وهي حزينة, مقهورة ووحيدة ومغدور بها, أيهما سيكون أكثر تأثيرا؟
أعتقد أن الأمر يستحق التوقف عن مناقشته, لأننا لن نصل إلي نتيجة ولن تتفق فيها الأطراف أبدا, نشرت فقط احتراما لرغبتك وحقك في عرض صورة ترينها مختلفة, وإن كنت أري أن مثل حالتك فيها دائما طرف رابح وأطراف أخري عديدة خاسرة.. وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 12:00 | |
| دماء الندم! سيدي.. أنا سيدة في بداية الثلاثينيات, كنت متزوجة, وكان لي ابن وابنة!.. نشأت في أسرة مكونة من أب ميسور الحال, يشغل مركزا مرموقا, ولكنه للأسف الشديد, لم يكن يمثل لنا شيئا غير واجهة اجتماعية أمام الناس, بالإضافة إلي تحمل مسئولية الإنفاق علي البيت بالطبع.. أما أمي فقد كانت هي صاحبة الكلمة الأولي والأخيرة علينا, وعلي أبي, ولا أعرف لماذا.. قد يكون لأن شخصيتها قوية, ومتعجرفة, ومغرورة!
كان لي أخ يكبرني بعامين, وأخت تصغرني بثلاثة أعوام, ومنذ صغرنا سيدي ونحن لانعرف غير أهل أمي, نزورهم, ويزوروننا, أما أهل أبي فلا نعرفهم, ولا نراهم سوي في المناسبات البعيدة جدا, وكنا نسأل أمي عن ذلك, فتقول لنا: إنهم طمعانين في أبيكم, ولا يعرفونه إلا لطلب الأموال, أو لطلب مصلحة, أو خدمة, وكانت دائما تردد جملة لاتفارق لسانها: أنا معايا القمر, مالي أنا ومال النجوم بمعني أن معها أبي, فلماذا تهتم بأهله؟!
كبرنا علي ذلك, والتحقت بالجامعة, وتقدم لخطبتي صديق أخي.. طبيب شاب, له مستقبل كبير, وكان حسب تعبيره هيموت من أجل الارتباط بي, فقد كنت حلم حياته.. فهو من أسرة بسيطة, والده رجل مكافح, تعب حتي أصبح ابنه دكتور أد الدنيا, مثلما كان يقول, وهو وحيد علي بنات ثلاث, علي وشك الزواج.. ووافقت علي الخطبة, أنا وأبي, بعد موافقة أمي بالطبع, وتم الزفاف بعد أن نفذ زوجي كل طلبات أمي, من شبكة وشقة وأثاث!!
سيدي.. منذ اليوم الأول لزواجي, حاولت أن أبعد زوجي عن أهله, فكنت أشعر بأنهم ناس بسطاء جدا, ميشرفوش في أي مناسبة, مثلما كانت تقول أمي, فكنت أقابلهم بفتور عندما يزوروننا, حتي لايكرروا الزيارة, بينما كنت أتبادل الزيارات يوميا مع أهلي, وكان زوجي يرافقني فيها بكل حب وكرم.. وقد كنت أتحجج عندما يطلب مني الذهاب معه لزيارة أهله, مع أني لم أسمع, أو أر منهم أي سوء طوال فترة زواجي, أو بعدها, وكنت أقول ذلك لأمي, فكانت تردد جملتها الشهيرة: أنت معاك القمر, مالك ومال النجوم, فأهله طمعانين فيه, ويريدون منه الانفاق عليهم!!
رزقني الله ببنت وولد, ولا أستطيع أن أصف لك سيدي مدي سعادة زوجي بهما, فكان يقول لي دائما إنهما كل حياته, وروحه متعلقة بهما, ولا يتحمل فراقهما, ولو ساعة واحدة... وفي يوم من أيام شهر رمضان طلب مني زوجي أن أجهز إفطارا, لأن أخته وخطيبها, ووالديه سيحضرون معه لتناول الإفطار عندنا, وكنت حينها سمعت أن زوجي هو الذي سيتولي مصاريف جهاز أخته, فوالده لايمكنه تحمل هذه المصاريف, وعندما حضروا قبل الإفطار بساعة, فوجئ زوجي بأنني لم أجهز أي طعام للإفطار, فأصيب بحرج شديد, وعلي الفور طلب إفطارا من أحد المطاعم, ولم يشعرهم بشيء, وتظاهر بأني مريضة, وتناولوا الإفطار, ثم انصرفوا, ودخل علي زوجي حجرتي, وهو ثائر جدا, وتشاجر معي, وقال لي كيف أضعه في هذا الموقف المحرج, وأخبرني أنه تحملني كثيرا, ولكن عند الإهانة لم تعد لديه طاقة.. أخبرته بما سمعته عن تحمله نفقات جهاز أخته, فتخيلت أنه سينكر, ولكني وجدته يقول لي نعم.. إني أنفق علي أهلي, وسوف أجهز أختي, ليس هي فقط, بل اخواتي الثلاث, فقد تعب والدي حتي أصبح هكذا, ولن أتخلي عنه في يوم من الأيام حتي لو خلعت هدومي, وأعطيتها له.. ل م أتمالك نفسي ساعتها, وتطاولت عليه, فصفعني علي وجهي, وأحسست أن الأرض تنهار من تحتي, صعقت لما حدث منه, فقد كان كالبركان الثائر, أخذت أولادي, وتركت البيت, وذهبت إلي منزل أمي!!
كالمعتاد, ثارت أمي, وتوعدته بالويل, والبهدلة لما فعله معي, ولكن زوجي عندما هدأت أعصابه حضر إلي, واعتذر, وطلب مني العودة, فما كان من أمي إلا أن أعطته الواجب وزيادة, فأعطاني فرصة للتفكير, فطلبت منه أمي كتابة قطعة أرض ملكه باسمي, وأن يضع باسمي مبلغا في البنك.. و... و... و, فرفض زوجي الاستبداد بهذه الصورة, وطلب مني ألا نشرك أحدا في مشاكلنا, ولكني عاندت, وركبت رأسي, وازدادت المشاكل, وطلبت الطلاق, فرفض.. فألححت في الطلب, ثم سعيت لرفع قضية خلع, وما إن علم بذلك, حتي أسرع وطلقني في هدوء, وترك لي الشقة وأعطاني مؤخر الصداق, والنفقة, وكل مستحقاتي وزيادة, واشتطت أنا غضبا, فكيف يطلقني وأنا اللي كان هيموت عليها, كيف يطلق بنت الحسب والنسب, أين الحب, والأولاد؟! لم أكن أتخيل أن يملك الجرأة يوما ليفعلها!.. حرمته من رؤية ولديه, وأنا أعرف أنهما نقطة ضعفه, وبعد معاناة منه, وفشله في كل المحاولات, حكمت له المحكمة برؤيتهما يوما في الأسبوع بالنادي, فكنت أتعمد فعل أي شيء لكي أمنعهم عن رؤيته!!
ظللنا سيدي علي هذه الحال, حتي علمت أنه علي وشك خطبة طبيبة, وأستاذة معه في الجامعة, فقامت ثورتي, وذهبت له في عمله, وتطاولت عليه, فقال لي إنه كان يحبني وانني الذي أضعت هذا الحب من قلبه, حتي أصبح الآن لا يطيق رؤيتي, لما أفعله معه, ولما سببته له من فضائح, تركته وانصرفت بعد أن أحسست أني قد فقدت حبه واحترامه, إلي أن جاء اليوم الموعود!!
في يوم عيد ميلاد ابني دق جرس الباب, فوجدته هو, وقد حمل هدية لابني بين يديه, فرفضت دخوله, ومنعته من رؤية طفليه, وصاح أخي وهم بالسماح له بالدخول, إلا أنه لم يصمد أمام إصرارنا, أنا وأمي, علي طرده وتوبيخه, وبكي ساعتها ابناي, وطلبا الذهاب مع أبيهما فأدخلتهما حجرتهما, وطردته, فخرج, وترك هدية ابنه, وهو يقول: حسبي الله ونعم الوكيل, لقد أردت أن تكون هذه آخر محاولة معك, ولكنك كما أنت, ولا ندم علي أي شيء أفعله بعد ذلك, وبعد أن خرج تشاجر أخي معي أنا وأمي, وأثناء الشجار دخل ابني البلكونة دون أن ندري, ونادي علي أبيه, وما إن نظر إليه أبوه, إلا واختل توازنه, وسقط من الدور الرابع, وصدمنا نحن بصوت الارتطام والصياح في الشارع!!
هرولنا للبلكونة, فوجدت ابني علي الأرض ينزف دما من كل جسده, فأسرعت إلي أسفل, ولا أعلم حتي الآن كيف حملتني ساقاي حتي نزلت علي السلم, فوجدت زوجي يفترش الأرض, وابني في حضنه, وكل ملابسه ملطخة بالدماء!! أسرعنا في سيارة يقودها أحد الجيران, إلي أقرب مستشفي, ولكن بعد دقائق فارق ابني الحياة, وليس هناك كلمات تصف لك هذه اللحظات بل الساعات التي عشناها, فلم يستوقفني عن حزني وشرودي, سوي مشهد زوجي وهو ساجد علي الأرض في المستشفي يدعو ربه أن يلهمه الصبر!!
مرت الأيام سيدي, وأنا لا أدري ما حدث, فقد كنت في عالم آخر, ولكني علمت أن زوجي ترك عمله, وأغلق عيادته, وأطلق لحيته, واعتزل الناس, وتدهورت صحته, وكره الدنيا ومن فيها, حاولت أن أقابله, ولكنه رفض.. أما ابنتي فمنذ حادث أخيها لا تطيق النظر في وجهي, ولا تريد رؤية أبيها, فهي تعيش الآن عند خالها, وتقول لي: أنت السبب ياماما في موت أخي, أنا بأكرهك, وبأكره بابا وتيته, والناس كلها!!
سيدي.. أنا مستعدة الآن لتقبيل رجل زوجي, ليصفح عني, لا بغرض أن يعيدني إليه, ولكن ليسامحني علي ما فعلت معه, فكفي عقاب الله لي, وحرماني من ابني وقرة عيني أمام عيني, بهذه الطريقة التي لن تمحي من ذاكرتي طوال الدهر... أرجو أن يسامحني زوجي من أجل ابنتي التي انهارت, وكل يوم صحتها إلي الأسوأ, ولا أستطيع تحمل فقدها هي الأخري, فأنا أنزف بدلا من الدموع دما, وأحزان الدنيا كلها لاتكفيني, وسأظل مسكونة بالندم طوال عمري, وسامح الله أمي, فقد كانت هي السبب!! * سيدتي.. أقاوم بكل ما أوتيت من قوة مشاعري الغاضبة والموجوعة تجاهك أنت ووالدتك بسبب هذا المشهد الدامي والموقف العصيب الذي ذهب بطفل ليس له أي ذنب سوي أنه كان يحب أباه كما كان يحبك.. ولكني سأحاول أن أنحي مشاعري الباكية جانبا, لأنه إذا كان هذا هو حالي لمجرد أن قرأت رسالتك, فكيف يكون حالك وأنت أمه, ففي الوقت الذي تستحقين فيه اللوم والعتاب علينا أن نقدم العزاء والدعاء لك بالصبر علي الابتلاء الذي ذهبت إليه بكامل إرادتك, بسبب الغرور والعناد والأنانية كما قلت في رسالتك.
نعم سيدتي تربيتك الخاطئة لها دور كبير فيما وصلت إليه, ولكن الركون دائما إلي سوء التربية يجعلنا نتجاهل أهم ميزة رزقنا بها الله وهي العقل, فإذا لم تتبيني الخطأ من الصواب في صغرك, فكيف يمكن قبول كل هذا الخطأ وأنت كبيرة وناضجة بما يكفي لتمييز ما هو حسن وما هو قبيح.
لم يكن الخطأ في نظرية والدتك الغريبة فقط, بعزل والدك عن أسرته, مستندة إلي منطق غريب, طالما القمر معي فما جدوي النجوم, متناسية أن القمر يغيب ويختفي وتصبح النجوم هي بطل السماء, ولا يستقيم جمال القمر وبهاؤه بدون النجوم التي تحيط به وتصنع له الهالة والقيمة والفارق.
لم تفهم والدتك ــ كما يفعل مثلها الكثيرون ــ أن الله عندما ميز زوجها وجعله مسئولا, فهذا تكليف حتي يلبي طلب السائلين من أهله ومن غيرهم, وأن الانسان عندما يبخل بما ميزه الله يذهب بنعمته ويجعله من السائلين فأي الأمرين أفضل. لذلك أقول لك إن الخطأ أيضا يقع علي والدك ــ ومن مثله من الأزواج والآباء ــ فقد فرط في قوامته ولم يمارس حق رجولته في أن يعيد والدتك إلي صوابها ويصلح اعوجاجها, مما زادها في طغيانها.
لاتجعلي التربية تكئة لكل مخطئ, فأخوك لقي نفس التربية ولكنه رفض سلوككما واعترض عليه ولكنكما لم تفيقا أو تستجيبا.
سيدتي.. كلماتي الآن ليست لك فقط ــ ولكنها لكل زوجة يغرها عنادها وطيبة زوجها, فتنكر عليه أصالته وبره بأسرته, فإذا لم يفعل كيف ستأمنينه عليك وعلي أبنائك. وكيف تطالبين ابنا بارا نجح والده البسيط في أن يجعله أستاذا جامعيا, وهذا بالطبع قد يكون علي حساب شقيقاته, أن يتنكر لهن ويحرمهن مما أكرمه به الله.
كم كانت تلك النهاية قاسية ومؤلمة لكل الأطراف. عصفوركم ينزف أمام عيونكم ويموت في حضن أبيه المشتاق إليه, المتعاطف معه. وها هي سيارة الفراق تجمعكم في أصعب لحظة مميتة في حياتكم بعد أن رفضت أن تجمعكم بالحب والسكينة والمودة والرحمة.
سيدتي.. لا أستطيع أن أقول لك شيئا, فيكفيك ما بك, أنت الآن تعرفين جيدا حجم خطئك وتعيشين أياما صعبة ادعو الله أن يهونها عليك ويمنحك الصبر والسكينة, وأعتقد أن والدتك الآن فهمت وإن كان متأخرا كيف جنت عليك, ولكن الذي يجب أن أحادثه هو هذا الأب المكلوم في ابنه لأني أحس بما يعانيه الآن, ولكني اختلف معه فيما وصل إليه. فلا أحد يستطيع إنكار الحزن والاحباط عليه, أما اعتزال الحياة وإغلاق العيادة الخاصة والغياب عن ابنته جريمة لاتليق بمن له مثل هذا الخلق العظيم.
سيدي.. ما حدث لابنك قدر محسوم ومحدد منذ مولده, وما كان الله يخطئ أبدا قدره علينا, فابنك مات في موعده وهو الآن شفيع لك في الجنة مع الشهداء, فهل تحزن لما هو فيه, لما يتمناه أي إنسان لمن يحب؟
فإذا سلمنا بأنك تعلم أين استقر فلذة كبدك, فهل هناك أفضل مما هو فيه؟ ماذنب أسرتك إذن وهي تعتمد عليك في الكثير الذي تستحقه منك؟ وما ذنب تلاميذك ومرضاك لتحرمهم من علمك الذي أكرمك الله به؟ وما ذنب ابنتك البريئة حتي تعيش معذبة في مرحلة هي أحوج ما تكون فيها إلي حنانك واحتوائك وعقلك؟
سيدي.. لن أطالبك بأن تعود إلي زوجتك النادمة الباكية دما فقد يكون هذا صعبا عليك, وإن فعلت فستكون من العافين عن الناس, الله يقبل التوبة ويغفر لعباده التائبين, فلماذا لا نحاول نحن؟ أعرف أنه صعب ولكنه يتوقف علي قدرة كل إنسان, فقد يكون هذا القرار لصالح طفلة لم تجن ذنبا, ولن يسعدك أن تدفع ثمن أخطاء لم ترتكبها.
فإذا لم تستطع فليس أمامك إلا أن تنفض عنك غبار الحزن وتستعين بالله ليمنحك الصبر فتعود إلي عملك, وتضم ابنتك في حضنك وتصالحها علي ما تخاصمت معه, قربها إليك وأخبرها أنك عفوت عن أمها.
سيدي.. أثق في حكمتك وإيمانك وادعو الله أن يعينك علي ما أصابك, وأتمني أن تطمننا علي عودتك إلي كل أحبابك, وعودة طفلتك إلي حضنك الدافئ.. ولك كل ا |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 12:01 | |
| حكايتي.. المدام! أنا آنسة عندي35 سنة وماشية في36, باشتغل مدرس مساعد في كلية التمريض بإحدي الجامعات, كنت عايزة أرد علي الانسة اللي عندها27 سنة وبعتت خايفة من انها توصل لسن30 وما تتجوزش.
هي كتبت انها يأتي إليها عرسان بس مش بيحصل نصيب, بس علي الاقل شافت عرسان قدامها واتخطبت مرة.
إنما انا مثلا مش بيجيلي عرسان ولا عمر دخل بيتنا عريس أبدا ولا عمر اتقرا فتحتي ولا اتخطبت ولا حتي حد شافني واتكلم عليه وكل ما أحب انسان واتعلق به أكتشف انه مرتبط, وتخيل حضرتك مدي المعاناة اللي بأعانيها عشان اضغط علي نفسي وانهي الحب ده,
لأن في معظم الأحوال بيكون من طرفي, تصدقني لو قلتلك عمري ما حسيت ان فيه رجل اتشدلي ولا حبني, ولا حتي حسيت ان حد صمم عليه واتقدم, بكل المقاييس مافيش حد بيجيلي خالص وأديني اهو مقربة علي الاربعين وبردوا اعوذ بالله من كلمة انا بشهادة جميع الناس أخلاقي عالية وحلوة ومعاملتي طيبة للناس, يعني مش منفرة وانا نفسي ابعت صورتي لحضرتك كإثبات بس عشان مش أتفهم غلط, عارف حضرتك انا شكلي اصغر من سني والله, بس بقالي ييجي سنة أهو كل الناس في اي مكان تقوللي يامدام, تخيل الإحساس ساعتها يكون ايه يعني انا مش لابسة لبس يعني يبان انه لبس واحدة عندها60 سنة, والله بشهادة الناس بردوا لبسي شيك ومعتدل جدا لكن كل اللي يشوفني يقوللي يامدام, عارف حضرتك انا تعبت والله عمري ما مشيت مع رجل ولا قابلت ابدا بفضل الله اقول انا كده هعذب نفسي حتي لو ان الوضع مش غلط,
تصدق ان اللي حس بيه واحد أصغر مني بـ13 سنة وحضرتك عارف الباقي طبعا حبينا بعض جدا وانسان فعلا زي ما بتمني لكن كشكل وحياة مش هننفع لبعض والموضوع كان شبه مقفول من الأهل من الطرفين, وكمان أنا فضلت البعد لاني حاسة باني ماشية في طريق مالوش اخر, نفسي اعرف لما العريس بيتقدم لعروسة بيقولها ايه ولا بيتكلموا في ايه وبيقعدوا مع بعض ازاي, أنا معرفش لأني عمري ما قعدت مع عريس أبدا, وفوق كده بقيت المدام يعني وجع كده مستمر عارف حضرتك الناس بتستغرب ان واحدة زيي مش بيجيلها عرسان خالص, وكل اللي يتكلم يقوللي حطي واطي شوية مش دكتورة في الجامعة طالعة في العاشر, كل الناس فاكرة وبكل أسف اني عايزة واحد فوق أوي ومستنية الفيلا والعربية مع ان العكس والله, يعني تخيل حضرتك كل اللي انا فيه ده انا دايما بحمد ربنا لكن بعذر نفسي لاني بشر, غصب عني دايما بأعيط, أعمل ايه مش مكتوبلي النجاح مع أي انسان ودايما بادعي ربنا يوفقني ويهديني ويبعد عني الوساوس, لان عارف حضرتك الحاجات دي لما تتجمع كلها مع بعض في وقت معين كده بتبقي عاملة زي الابر بجد تخيل حضرتك هي لو مرت بكل الآلام دي هتعمل ايه يعني,
انا علي كدة انتحر بقي أنا حاليا بعمل في الدكتوراه وبشغل نفسي داي ا بأي حاجة تفيدني بس طبعا غصب عني بفكر, ودايما باحمد ربنا وبادعي لنفسي بالصبر جدا يا أستاذ خيري يعني هي لو شافتني هتحس بفرق كبير أوي بين حياتي وحياتها, ده يعتبر فرق شاسع بيني وبينها, والله انا نفسي أنها تعرف حياة غيرها ازاي عشان هتسجد شكرا لله, والله علي انها علي الاقل بيجيلها حد ولسة العمر قدامها, عارف حضرتك انا كنت زمان كل اللي يتكلم انت مش بتوافقي ليه اتكسف مش عارفة ارد, دلوقت قلت الصراحة أحسن وبقيت اقول مافيش حد بيجي لان الناس فاكرة اني باطلع القطط الفاطسة في العرسان اتمني من ربنا يعينني دايما ويقويني يارب وفعلا هي في نعمة مش حاسة بيها علي الاقل شافت اعجاب من حد انما انا لا, ربنا ينور لها تفكيرها, انا أسفة اني كتبت بالعامية حسيت اني عايزة انطلق وافضفض معلش انا احترم رأي حضرتك جدا في انك وضعت حد لموضوع رسائل الشباب اللي بتيجي عشان يتقدموا للبنات اللي بتبعت ربنا عالم اني والله ببعت, مش عشان ألاقي عريس عن الطريق ده فعلا, لكن عشان بس تحس صاحبة رسالة الأسبوع الماضي بالنعمة اللي هي فيها. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 12:02 | |
| حقـي يا ابنتـــي! أنا أم لثلاثة أولاد وبنت واحدة وكنت أقيم في احدي مدن الدلتا وكنت أعمل بالتعليم واشتهرت بين زملائي بالحكمة والحزم, حتي إن زميلاتي كلهن كن ينادينني أبلة من واقع الاحترام والتقدير ويستشرنني في كل مشاكلهن وأمورهن, وقد قرأت قصة الأم بعنوان سامحيني يا ابنتي والتي تشعر فيها الأم بتأنيب الضمير, لأنها سعت في تطليق ابنتها من زوجها الذي كان يذكر الأم بزوجها السابق, والذي أرادت الانتقام منه في شخص زوج ابنتها وأنا أختلف عن هذه الأم في أنني لا يؤنبني ضميري لسعيي في طلاق ابنتي لشعوري أن ذلك هو الحل لمعاناتها.
وقصتنا تبدأ بعد وفاة زوجي وزوجها في حادث سيارة بعد زواجهما بسنوات قليلة, وبعد انجابها لولدين وابنة انتقلت بعدها للاقامة معي بعد زواج أولادي في شقتي, وساهمنا معا في تربية أولادها, وظلت معي بدون زواج حتي كبروا وتزوج اثنان منهما, والثالثة في نهاية فترة التعليم بعد تأخرها قليلا, وبدأت مشكلة ابنتي بعد أن جاءها خاطب من أصدقاء ابني وافق عليه ابني علي الفور لعلاقة عمل بينهما, وأحسست أن ابنتي اختطفت مني وكان زوجها قد سبق له الزواج وطلق زوجته منذ سنين وتولي الانفاق علي أولاده منها. والمشكلة انه يعمل بمدينة في أقصي الصعيد ولا يمكنه تركها في الوقت الحاضر لظروفه الخاصة كما يقول. وكانت ابنتي تسافر اليه لشهرين أو ثلاثة كل عدة شهور, وتتركني أنا والأولاد حتي تعود. ولما تكرر ذلك ثقل الحمل علي خاصة وأنا في سن المعاش. ثم جاءتني ابنتي تشكو من انفاق زوجها الكثير علي أولاده. فشعرت في داخلي ان في إمكاني استعادة ابنتي. ونصحتها في البداية بالتروي, ولكن في نفس الوقت كنت أزين لها البقاء معي بكل طريقة, وذكرت لها حديث الرسول الذي رد أحد الذين جاءوه للجهاد ليعتني بأبويه ويبرهما. كما كنت أبين لها قلة ما يقدمه زوجها لها بالمقارنة بأولاده. حتي تغيرت ابنتي من ناحية زوجها, وفضلت البقاء معنا, وبخاصة أنها رأت ان احتياجي لها قد زاد لتقدم عمري. وقد سعدت باختيار ابنتي هذا للغاية, ولما حاول زوجها الاصلاح بينهما صددناه أنا وابنتي وأولادي بقوة حتي يئس من استعادتها فطلقها بعد شهور لتعود الي أحضاني مرة أخري.
وكنت أري أن ابنتي كثيرة الشرود, وتحاول أن تظهر التماسك أمامي, ولكنها كانت أحيانا تبكي عندما تكون وحيدة ولكني أري أن هذه مرحلة ستمر, وأن كل شيء سيعود لسابق عهده بيننا, وبخاصة أن البيت كاد يكون خاليا الآن فإذا تركتني ابنتي بقيت أعاني الوحدة بقية عمري, أما زوجها فيمكنه أن يتزوج غيرها.
ولذلك فإن ضميري مستريح, وأنني علي حق فيما فعلت, وأنه وإن بدا قاسيا فإنه كان الحل الأمثل لمعاناة ابنتي بين زوجها وبيننا وإن الطلاق قد يكون هو أحد السبل للراحة في الحياة. وأنا أري أنه من حقي أن تعتني هي بي كما اعتنيت بها وبأطفالها من قبل. * لا يا سيدتي ليس حقك أن تطلقي زوجة هانئة ومستقرة, لأن في هذا الطلاق راحتك واطمئنانك, ولو كل أم فكرت بهذه الطريقة ما تزوجت ابنة ولا استقرت في بيتها. أراك تحاولين إراحة ضميرك وأستشعر إحساسك بالندم, ولكنك تحاولين إخفاء ذلك وراء حكمتك القديمة. ذنب كبير يا أمي تحريض زوجة علي زوجها ودفعها للتطليق منه, خاصة أن عيوبه عادية وحرصه عليها كان واضحا. كل ما أخشاه أن تلومك ابنتك أو تحمل في داخلها غضبا تجاهك, لذا أتمني أن تواجهيها وتعترفي لها بأنانيتك في اتخاذ القرار, وليتك تحاولين إصلاح ما أفسدته, وتنظيم حياتكم بصورة لا تجعلك وحيدة في أثناء غيابها معه, لقد اخترت العنصر الأضعف, ولم تفكري في فعل ذلك مع ابنك, فراجعي نفسك وليغفر لنا الله جميعا أخطاءنا! |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 29/3/2011, 12:03 | |
| جزاء الإحسان وآن لملاكنا وطيفنا السمح ـ النبيل والجميل ـ أن يفرح بإحدي زهراته.
فبعد رحلة عطرة أمتعنا فيها( وغيرنا) بصنوف من عطائه الرائع والغامر بشتي المجالات ـ من تزويج يتيمات.. لرعاية وكفالة آلاف الأطفال الفقراء والمعاقين والأيتام.. مسلمين ومسيحيين, ومن بحري.. إلي مسقط رأسه بالصعيد.. لأجهزة باهظة لمستشفيات الفقراء, فمصروفات طلاب غير قادرين بالجامعات, وصولا حتي لقوافل الإغاثة لأشقائنا تحت الاحتلال.., و...
والذي يلاحقنا بإلحاح ودون تصنع للسؤال عن ذوي الاحتياجات.. والذي نضطر معه في أحيان عديدة( وعلي عكس الواقع وأنينه المؤلم) للإنكار خجلا وحياء من عطائه الغامر وغير المحدود..
هذا الرجل.. الذي كان عنوانا لإحدي رسائلنا لكم, والذي كتبنا لكم بشأنه وزهراته مرات ومرات( دون إفصاح).. ووصفنا لكم كيف كانت الكبري منهن همزة وصل حنونة وجميلة بينه وبين عرائس الأيتام ـ تذهب إليهن لتتحسس همومهن.. وما تعتمله قلوبهن الغضة والبريئة( سنا).. والجريحة والمقهورة( ظروفا) ـ ثم تعود لتلخص الوضع لوالدها بمشاعر وكلمات تبثها قلبه قبل أذنه, فيسبقها هو وبابتسامته الراضية دوما بالموافقة والتلبية, فإذا بزغاريد الفرحة الغامرة والانتصار, ولو مرة بالعمر علي مرارة الحرمان وقهره.
لتنتقل وعلي الفور للعروس التالية... فالخامسة... والعاشرة.. و... وذلك في سعي متتابع نبيل وكأنها بين الصفا والمروي( وذلك بالمناسبة هو اسمها وجوهرها.. مروي) أما الصفا والسماحة والتصالح مع النفس والرضا, فهي صفات الأب النبيل ـ وعنوانه.
وهذه الليلة ـ كاتبنا الحبيب ـ كان عقد قران تلك الزهرة الجميلة ذاتها.. وآن لهما( ووالدها السمح النبيل) أن يرتشفا معا من ذات الفرح والجزاء والرحيق الجميل ـ والذي ندعو الرحمن أن يجزل لهما ببركته فيه.
وكانت لحظات حب نقية وبريئة... تعانقت وامتزجت فيها فرحتها وأحلامها الجميلة مع شريكها الهادئ الرزين.. بدموع فرح الأم الطيبة( الشمعة والشجرة التي ظللت عليهما وأمدتهما بأجمل قيم وعطاء ورحيق).. مع نظرات الضعف الإنساني المرهف( للأب الصعيدي الذي حاول أن يبدو رغما عنه متماسكا أمام الجميع).. يحوطهم جميعا طوفان من الحب الغامر طوقهم به الحضور من الأهل والأصدقاء.
وازدحم المنزل( الرحب والمتسع أصلا) كقلبه تماما ـ والذي لم يضق يوما بسائل أو صاحب حاجة ومحروم.
و... و... و...
ولا أريد أن أترك لنفسي العنان أكثر حتي لا نوصف بالمغالاة والنفاق و.... بالرغم من أننا نمسك عن ذكر اسمه... بل واسمي أيضا حتي لايعلم أحد أو يتوقع عمن نتحدث.
لكنها الأمانة ـ كاتبنا الحبيب ـ التي تدفعني لكتابة هذه السطور.. أمانة تجاه هذا الوطن وشبابه المسكين.
فليست مصر هي تلك الصورة القبيحة التي لم تعد تعرف إلا السلب والدم والهبر والاغتصاب.. فمازالت بيننا قلوب مرهفة تتعاطف وترحم وتبذر الخير والحب وبلا حدود.
وليست مصر هي عربدة الأثرياء ولهوهم ومرافقة الراقصات.. والإغداق عليهن... فقتلهن.. فبيننا من يظل يؤمن ـ وبرغم بريق المال والجاه وإغراء الجميلات ـ بأن الرجولة الحقة هي في التعفف والنخوة والأمانة مع الغير.. والاستقامة والقدوة للأبناء, والوفاء لشريكة الحياة, وليست أبدا في الملاحقة والشمشمة بالغانيات ـ كالخنازير( بالضبط) بالقمامة.. أو ما هو أدنأ.
ومازال هناك من يعتبر المال أصلا,( والصحة) فتنة واختبارا عسيرا من الخالق ـ أيشكر.. أم يفسق ويهلب ويفجر.
ومازال هناك الضابط الشاب الذي يضحي بحياته.. وطموحه.. وأحلامه ـ بل وزفافه الذي كان بعد أيام ـ لينقذ فتاة لايعرفها من الاغتصاب!!
ومازال هناك الشعب الذي ينسي في لحظة خصوماته واحتجاجاته ومظاهراته.. ليبكي( متوحدا) لرحيل طفل بريء... في موقف ليس كمثله حزن أو صدق أو نبل..!!
ومازال هناك الشهامة.. والتعاطف... والشرف, والوجه الأسمر.. وعرق الجبين.. والمعدن الريفي والصعيدي الأصيل ـ وإن بعد وانزوي عن الأضواء.
ومازال.. ومازال... ومازال..
وتحتم الأمانة علينا ـ وفي هذا الظرف بالذات.. ومع تلك الجرائم الشاذة ـ ان نسلط عليها الأضواء: بثا للأمل.. وبعثا جديدا لمعدننا الكامن( الرائع أبدا) والأصيل.., وتشجيعا وتحفيزا( بالتالي) لكل من لديه فكرة أو لبنة أو بذرة خير لهذا الوطن الحبيب ألا يبخل بها ويغرسها..
فحتما وأبدا سوف تثمر.. ولك قبل غيرك ـ فذلك عهد علي الرحمن( ووعد): هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
علي أن هذا الجزاء( والعشرة أمثاله) لايشترط ـ كما قد يتصور البعض ـ أن يكون بمالك أو ثروتك وفقط... بل يمكن ان يكون( وأهم) بصحتك.. أو دراستك.. أو ذريتك.. أو ينجيك الله من أزمة أو كارثة.. أو إدمان ابن.. أو انحراف بنت.. أو فضيحة وزلل كنت توشك أن تقع فيها.. أو...
بل ويمكن أن يكون هذا الجزاء أيضا أن يخفف الله عنا وقع كارثة حدثت بالفعل.. فيثبتنا بها.. ويربط علي قلوبنا.. وينزل علينا صبرا وطمأنينة ورضا..
فالقاعدة لديه لا تتغير أبدا.. فما جزاء الإحسان عنده إلا بمثله وأروع منه.
من هنا اسمح لي( وقبل أن أنهي) أن أوجه رسالة لأب شاب فقد مؤخرا فلذة كبده بحادث مؤلم.. ومازال وحرمه يتجرعان مرارة الكارثة والفراق.. وهو ما لن ينتهي أبدا مادامت هناك حياة ونبض وذكريات لأشير عليه أن يفرغ طاقة الحزن الهائلة والكامنة داخله بأنشطة خير يخفف بها عن الآخرين.. فيسعي ـ وبالأولوية عن تجميل المقبرة.. أو زرع الأشجار والمظهريات ـ لتوجيه ما كان سيئول ميراثا لهذا الراحل الجميل لمشروع ضخم للأطفال الفقراء.
وليكن هذا المشروع مثلا مستشفي مجانيا وعملاقا للأطفال باسمه ومن حر ماله.. يتناسب حجما ونوعا ومكانة الفقيد في نفوسهم... مع إعطاء تركيز لذات التخصص الذي كان سببا في الرحيل.
وألا يقتصر دوره علي مجرد التمويل فقط, بل يعمل ويعيش بين هؤلاء الأطفال ـ يشاركهم آلامهم.. ويناولهم الدواء.. ويفرح معهم لشفائهم.. بل ويرعي ويزوج بعضهم إن أراد في زفاف جماعي كل عام بذكري ميلاد فلذة كبده الحبيب... و...
وعلي أن يهب ثواب كل ذلك لملاكه الراحل الجميل, مدركا أن له وللأم المثل, بل والأضعاف.
عندئذ سيكتشف ان المحنة انقلبت عندهما حتما ـ ودون ان يدريا ـ الي بهجة ورضا ونعمة.. وانه بدلا من أن تقترن ذكريات الراحل بالبكاء واللوعة والدموع.. ستتحول مع كل فرح جماعي وحالة شفاء لنظرات فرح وابتسامات وتهنئة يتبادلانها وصورته الجميلة المعلقة بالمستشفي علي الجدار وبالقلوب.
فالرحمن أبدا لايغفل عن عباده وجنوده في الخير... ولعله اراد بتلك المحنة أن تكون رسالة حب واصطفاء.. لتعديل وتبديل المسار.
فهل من مستجيب؟!
وهل من مفتد أيضا ـ ومسبقا ـ لأحبته وفلذات كبده.. حفظهم لكم الله؟
وهل من مبادر بإحسان ـ بلا مقابل( مجرد لوجهه تعالي) ـ يضاعفه له الرحمن بأروع وأفضل منه.. وهو أرحم الراحمين؟
أخوكم ع.ق |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|