| أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:01 | |
| 38 ـ الجرح القديم واقف تحت الشبابيك ، على الشارع واقف درجات السلّم المهجور لا تعرف خطوي لا و لا الشبّاك عارف من يد النخلة أصطاد سحابه عندما تسقط في حلقي ذبابه و على أنقاض إنسانيتي تعبر الشمس و أقدام العواصف واقف تحت الشبابيك العتيقة من يدي يهرب دوريّ وأزهار حديقة اسأليني : كم من العمر مضى حتى تلاقى كلّ هذا اللون والموت ، تلاقى بدقيقه ؟ وأنا أجتاز سردابا من النسيان ، والفلفل ، والصوت النحاسي من يدي يهرب دوريّ . . وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقة ! عندما تنفجر الريح بجلدي وتكفّ الشمس عن طهو النعاس وأسمّي كل شيء باسمه ، عندها أبتاع مفتاحا وشباكا جديدا بأناشيد الحماس ! ـ أيّها القلب الذي يحرم من شمس النهار ومن الأزهار والعيد ، كفانا ! علمونا أن نصون الحب بالكره ! وأن نكسو ندى الورد . . غبار ! ـ أيّها الصوت الذي رفرف في لحمي عصافير لهب ، علّمونا أن تغني ، ونحب كلّ ما يطلعه الحقل من العشب ، من النمل ، وما يتركه الصيف على أطلال دار . .علّمونا أن نغنى ، ونداري حبّنا الوحشيّ ، كي لا يصبح الترنيم بالحب مملا ! عندما تنفجر الريح بجلدي سأسمي كل شيء باسمه وأدق الحزن والليل بقيدي يا شبابيكي القديمة . . !39 ـ الجسر مشيا على الأقدام ، أو زحفا على الأيدي نعود قالوا . . و كان الصخر يضمر و المساء يدا تقود . . لم يعرفوا أن الطريق إلي الطريق دم ، ومصيدة ، و بيد كل القوافل قبلهم غاصت ، و كان النهر يبصق ضفّتيه قطعا من اللحم المفتت ، في وجوه العائدين كانوا الثلاثة عائدون : شيخ ، و ابنته ، وجندي قديم يقفون عند الجسر . . كان الجسر نعاسا ، و كان الليل قبّعة و بعد دقائق يصلون ، هل في البيت ماء ؟ و تحسس المفتاح ثم تلا من القرآن آية . . ) قال الشيخ منتعشا : و كم من منزل في الأرض يألفه الفتي قالت : و لكن المنازل يا أبي أطلال ! فأجاب : تبنيها يدان . . و لم يتم حديثه ، إذ صاح صوت في الطريق : تعالوا ! و تلته طقطقة البنادق . . لن يمرّ العائدون حرس الحدود مرابط يحمي الحدود من الحنين ( أمر بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز هذا الجسر . هذا الجسر مقصلة الذي رفض التسول تحت ظل وكالة الغوث الجديدة و الموت بالمجان تحت الذل و الأمطار ، من يرفضه يقتل عند هذا الجس ، هذا الجسر مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن ) الطلقة الأولى أزاحت عن جبين الليل قبعة الظلام و الطلقة الأخرى . . أصابت قلب جندي قديم و الشيخ يأخذ كف ابنته و يتلو همسا من القرآن سورة و بلهجة كالحلم قال : ـ عينا حبيبتي الصغيرة ، لي ، يا جود ، ووجهها القمحي لي لا تقتلوها ، و اقتلوني ( كانت مياه النهر أغزر . . فالذين رفضوا هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لونا آخرا . و الجسر ، حين يصير تمثالا ، سيصبغ ـ دون ريب ـ بالظهيرة و الدماء و خضرة الموت المفاجئ ) . . و برغم أن القتل كالتدخين . . لكنّ الجنود "الطيبين" . الطالعين على فهارس دفتر . . قذفته أمعاء السنين . لم يقتلوا الاثنين . . كان الشيخ يسقط في مياه النهر و البنت التي صارت يتيمة كانت ممزقة الثياب ، وطار عطرك الياسمين عن صدرها العاري الذي ملأته رائحة الجريمة و الصمت خيم مرة أخرى ، و عاد النهر يبصق ضفتيّه قطعا من اللحم المفتت . . في وجوه العائدين لم يعرفوا أن الطريق إلي الطريق دم و مصيدة . و لم يعرف أحد شيئا عن النهر الذي يمتص لحم النازحين ( و الجسر يكبر كل يوم كالطريق ، و هجرة الدم في مياه النهر تنحت من حصى الوادي تماثيلا لها لون النجوم ، و لسعة الذكرى ، و طعم الحب حين يصبر أكبر من عبادة )40 ـ جندي يحلم بالزنابق البيضاء يحلم بالزنابق البيضاء بغصن زيتون . . بصدرها المورق في المساء يحلم ـ قال لي ـ بطائر بزهر ليمون و لم يفلسف حلمه لم يفهم الأشياء إلا كما يحسّها . . يشمّها يفهم ـ قال لي ـ إنّ الوطن أن أحتسي قهوة أمي أن أعود في المساء . . سألته : و الأرض ؟ قال : لا أعرفها و لا أحس أنها جلدي و نبضي مثلما يقال في القصائد و فجأة ، رأيتها كما أرى الحانوت . . و الشارع . . و الجرائد سألته : تحبها أجاب : حبي نزهة قصيرة أو كأس خمر . . أو مغامرة ـ من أجلها تموت ؟ ـ كلا ! و كل ما يربطني بالأرض من أواصر مقالة نارية . . محاضرة ! قد علّموني أن أحب حبّها و لم أحس أن قلبها قلبي ، و لم أشم العشب ، و الجذور ، و الغصون . . ـ و كيف كان حبّها يلسع كالشموس . . كالحنين ؟ أجابني مواجها : ـ و سيلتي للحب بندقية وعودة الأعياد من خرائب قديمة و صمت تمثال قديم ضائع الزمان و الهوية ! حدّثني عن لحظة الوداع و كيف أمّة تبكي بصمت عندما ساقوه إلي مكان ما من الجبهة . . و كان صوت أمه الملتاع يحفر تحت جلده أمنية جديدة : لو يكبر الحمام في وزارة الدفاع لو يكبر الحمام ! . . . . دخّن ، ثم قال لي كأنه يهرب من مستنقع الدماء : حلمت بالزنابق البيضاء بغصن زيتون . . بطائر يعانق الصباح فوق غصن ليمون . . ـ وما رأيت ؟ ـ رأيت ما صنعت عوسجة حمراء فجرتها في الرمل . . في الصدور . . في البطون . . ـ و كم قتلت ؟ ـ يصعب أن أعدهم . . لكنني نلت وساما واحدا سألته ، معذبا نفسي ، إذن صف لي قتيلا واحدا . أصلح من جلسته ، وداعب الجريدة المطويّة و قال لي كأنه يسمعني أغنية : كخيمة هوى على الحصى و عانق الكوكب المحطمة كان على جبينه الواسع تاج من دم وصدره بدون أوسمة لأنه لم يحسن القتال يبدو أنه مزارع أو عامل أو بائع جوال كخيمة هوى على الحصى . . و مات . . كانت ذراعاه ممدودتين مثل جدولين يابسين و عندما فتّشت في جيوبه عن اسمه ، وجدت صورتين واحد . . لزوجته واحد . . لطفله . . سألته : حزنت ؟ أجابني مقاطعا يا صاحبي محمود الحزن طيّر أبيض لا يقرب الميدان . و الجنود يرتكبون الإثم حين يحزنون كنت هناك آلة تنفث نارا وردى و تجعل الفضاء طيرا أسودا حدثّني عن حبه الأول ، فيما بعد عن شوارع بعيدة ، و عن ردود الفعل بعد الحرب عن بطولة المذياع و الجريدة و عندما خبأ في منديله سعلته سألته : أنلتقي أجاب : في مدينة بعيدة حين ملأت كأسه الرابع قلت مازحا . . ترحل و . . الوطن ؟ أجاب : دعني . . إنني أحلم بالزنابق البيضاء بشارع مغرّد و منزل مضاء أريد قلبا طيبا ، لا حشو بندقية أريد يوما مشمسا ، لا لحظة انتصار مجنونة . . فاشيّة أريد طفلا باسما يضحك للنهار ، لا قطعة في الآلة الحربية جئت لأحيا مطلع الشموس لا مغربها ودعني ، لأنه . . يبحث عن زنابق بيضاء عن طائر يستقبل الصباح فوق غصن زيتون لأنه لا يفهم الأشياء إلاّ كما يحسّها . . يشمّها يفهم ـ قال لي ـ إن الوطن أن أحتسي قهوة أمي . . أن أعود ، آمنا مع ، المساء أغنية ساذجة عن الطيب الأحمر هل لكل الناس ، في كل مكان أذرع تطلع خبزا و أماني و نشيدا وطنيا ؟ فلماذا يا أبي نأكل غصّن السنديان و نغنى ، خلسة ، شعرا شجيا ؟ يا أبي ! نحن بخير و أمان بين أحضان الصليب الأحمر ! عندما تفرغ أكياس الطحين يصبح البدر رغيفا في عيوني فلماذا يا أبي ، بعت زغاريدي وديني بفتات و بجبن أصفر في حوانيت الصليب الأحمر ؟ يا أبي ! هل غابة الزيتون تحمينا إذا جاء المطر ؟ و هل الأشجار تغنينا عن النار ، و هل ضوء القمر سيذيب الثلج ، أو يحرق أشباح الليالي إنني أسأل مليون سؤال و بعينيك أرى صمت الحجر فأجبني ، يا أبي أنت أبي أم تراني صرت ابنا للصليب الأحمر ؟ ! يا أبي هل تنبت الأزهار في ظل الصليب ؟ هل يغني عندليب فلماذا نسفوا بيتي الصغيرا و لماذا ، يا أبي ، تحلم بالشمس إذا جاء المغيب ؟ و تناديني ، تناديني كثيرا و أنا أحلم بالحلوى و حبات الزبيب في دكاكين الصليب الأحمر حرموني من أراجيح النهار عجنوا بالوحل خبزي ورموشي بالغبار أخذوا مني حصاني الخشبي جعلوني أحمل الأثقال عن ظهر أبي جعلوني أحمل الليلة عام آه من فجرني في لحظة جدول نار ؟ آه ، من يسلبني طبع الحمام تحت أعلام الصليب الأحمر ملاحظة على الأغنية أخذوا منك الحصان الخشبي أخذوا ، لا بأس ظل الكوكب يا صبي ! يا زهرة البركان ، يا نبض يدي إنني أبصر في عينيك ميلاد الغد وجوادا غاص في لحم أبي نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا قل مع القائل : . . لم أسألك عبئا هينا يا إلهي ! أعطني ظهرا قويا . . ! أخذوا بابا . . ليعطوك رياح فتحوا جرحا ليعطوك صباح هدموا بيتا لكي تبني وطن حسن هذا . . حسن نحن أدري بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا قل مع القائل ل : . . م أسألك عبئا هينا يا إلهي ! أعطني ظهرا قويا . . ! |
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:03 | |
| 41 ـ جواز سفرلم يعرفوني في الظلال التي تمتصّ لوني في جواز السفر و كان جرحي عندهم معرضا لسائح يعشق جمع الصور لم يعرفوني ، آه . . لا تتركي كفي بلا شمس لأن الشجر يعرفني . . تعرفني كل أغاني المطر لا تتركيني شاحبا كالقمر ! كلّ العصافير التي لاحقت كفي على باب المطار البعيد كل حقول القمح ، كل السجون ، كل القبور البيض كل الحدود ، كل المناديل التي لوّحت ، كل العيون كانت معي ، لكنهم قد أسقطوها من جواز السفر عار من الاسم من الانتماء ؟ في تربة ربيتها باليدين ؟ أيوب صاح اليوم ملء السماء : لا تجعلوني عبرة مرتين ! يا سادتي ! يا سادتي الأنبياء لا تسألّوا الأشجار عن اسمها لا تسألوا الوديان عن أمها من جبهتي ينشق سيف الضياء و من يدي ينبع ماء النهر كل قلوب الناس . . جنسيتي فلتسقطوا عني جوار السفر ! 42 ـ حالة واحدة لبحار كثيرة التقينا قبل هذا الوقت في هذا المكان ورمينا حجرا في الماء ، مرّ السمك الأزرق عادت موجتان و تموّجنا . يدي تحبو على العطر الخريفيّ ، ستمشين قليلا و سترمين يدي للسنديان قلت : لا يشبهك الموج . و لا عمري . . تمدّدت على كيس من الغيم وشقّ السمك الأزرق صدري و نفاني في جهات الشعر ، و الموت دعاني لأموت الآن بين الماء و النار و كانت لا ترني إن عينيها تنامان تنامان . . سأرمي عرقي للعشب ، لن أنسى قميصي في خلاياك ، و لن أنسى الثواني ، و سأعطيك انطباعا عاطفيّا . . لم تقل شيئا سترمي إلي الأسماك و الأشواك ، عيناها تنامان تنامان . . سبقنا حلمنا الآتي ، سنمشي في اتجاه الرمل صيّادين مقهورين يا سيّدتي ! هل نستطيع الآن أن نرمي بجسمينا إلي القطّة يا سيّدتي ! نحن صديقان . و نام السمك الأزرق في الموج و أعطينا الأغاني سرّها ، فاتّضح الليل ، أنا شاهدت هذا السر من قبل و لا أرغب في العودة ، لا أرغب في العودة ، لا أطلب من قلبك غير الخفقان . كيف يبقى الحلم حلما كيف يبقى الحلم حلما و قديما ، شرّدتني نظرتان و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان43 ـ حبيبتي تنهض من نومها حبيبتي تنهض من نومها طفولتي تأخذ ، في كفّها ، زينتها من كل شيء . . و لا ـ تنمو مع الريح سوى الذاكرة لو أحصت الغيم الذي كدسوا على إطار الصورة الفاترة لكان أسبوعا من الكبرياء و كلّ عام قبله ساقط و مستعار من إناء المساء . . يوم تدحرجت على كل باب مستسلما للعالم المشغول أصابعي تزفر : لا تقذفوا فتات يومي للطريق الطويل بطاقة التشريد في قبضتي زيتونة سوداء ، و هذا الوطن مقصلة أعبد سكّينها إن تذبحوني ، لا يقول الزمن رأيتكم ! وكالة الغوث لا تسأل عن تاريخ موتي ، و لا تغيّر الغابة زيتونها ، لا تسقط الأشهر تشرينها ! طفولتي تأخذ في كفها ، زينتها من أي يوم و لا ـ تنمو مع الريح سوى الذاكرة و إنني أذكر مرآتها في أول الأيام ، حين اكتسى جبينها البرق ، لكنني أضطهد الذكرى ، لأن المسا يضطهد القلب على بابه . . أصابعي أهديتها كلها إلي شعاع ضاع في نومها و عندما تخرج من حلمها حبيبتي أعرف درب النهار أشق درب النهار . كلّ نساء اللغة الصافية حبيبتي . . حين يجيء الربيع الورد منفيّ على صدرها من كل حوض ، حالما بالرجوع و لم أزل في جسمها ضائعا كنكهة الأرض التي لا تضيع كل نساء اللغة دامية حبيبتي . . أقمارها في السماء و الورد محروق على صدرها بشهوة الموت ، لأن المساء عصفورة في معطف الفاتحين و لم أزل في ذهنها غائبا يحضرها في كل موت وحين . . كل نساء اللغة النائمة حبيبتي تحلم أنّ النهار على رصيف الليلة الآتية يشرب ظل الليل و الانكسار من شرف الجندي و الزانية تحلم أن المارد المستعار من نومنا ، أكذوبة فانية و أن زنزانتنا ، لا جدار لها ، و أن الحلم طين و نار كل نساء اللغة الضائعة حبيبتي . . فتشت عتها العيون فلم أجدها . لم أجد في الشجر خضرتها . . فتشت عنها السجون فلم أجد إلاّ فتات القمر فتّشت جلدي . . لم أجد نبضها و لم أجدها في هدير السكون و لم أجدها في لغات البشر حبيبة كل الزنابق و المفردات لماذا تموتين قبلي بعيدا عن الموت و الذكريات و عن دار أهلي ؟ . . لماذا تموتين قبل طلاق النهار من الليل . . قبل سقوط الجدار لماذا ؟ لكل مناسبة لفظة . . و لكن موتك كان مفاجأة للكلام و كان مكافأة للمنافي و جائزة للظلام فمن أين اكتشف اللفظة اللائقة بزنبقة الصاعقة ؟ سأستحلف الشمس أن تترجل لتشربني عن كثب . . و تفتح أسرارها . . سأستحلف الليل أن يتنصل من الخنجر الملتهب و يكشف أوراقه للمغني تفاصيل تلك الدقائق كانت . . عناوين موت معاد و أسماء تلك الشوارع كانت . . وصايا نبي يباد و لكنني جئت من طرف السنة الماضية على قنطرة ألا تفتحين شبابيك يوم جديد بعيد عن المقبرة ؟ ! . . لأبطالنا ، أنشد المنشدون و كانوا حجارة و كانوا يريدون أن يرصفوا بلاطا لساحاتنا وصمتا ، لأن السكوت طهارة إذا ازدحم المنشدون و يبدو لنا حين نطرق باب الحبيب بأن الجدار وتر و يبدو لنا أنه لن يغيب سوى ليلة الموت ، عنّا و لكننا ننتظر ألا تقفزين من الأبجدية إلينا ، ألا تقفزين ؟ فبعد ليالي المطر ستشرع أمتنا في البكاء على بطل القادسية ! أسحل دقات قلبك فوق الجفون و أعصب بالريح حلقي إذا كثر النائمون . . و من ليل كل السجون أصيح : أعيدوا لنا بيتها أعيدوا لنا صمتها أعيدوا لنا موتها . . عيناك ، يا معبودتي ، هجرة بين ليالي المجد و الانكسار . شرّدني رمشك في لحظة ثم عادني لاكتشاف النهار . عشرون سكّينا على رقبتي و لم تزل حقيقتي تائهة و جئت يا معبودتي كلّ حلم يسألني عن عودة الآلهة ـ ترى !رأيت الشمس في ذات يوم ؟ ـ رأيتها ذابلة . . تافهة في عربات السبي كنا ، و لم تمطر علينا الشمس إلاّ النعاس كان حبيبي طيبا ، عندما ودعني . . كانت أغانينا حواس . عيناك ، يا معبودتي ، منفى نفيت أحلامي و أعيادي حين التقينا فيهما ! من يشتري تاريخ أجدادي ؟ من يشتري نار الجروح التي تصهر أصفادي ؟ من يشتري الحب الذي بيننا ؟ من يشتري موعدنا الآتي ؟ من يشتري صوتي و مرآتي ؟ من يشتري تاريخ أجدادي بيوم حريّة ؟ . . ـ معبودتي ! ماذا يقول الصدى ماذا تقول الريح للوادي ؟ ـ كن طيّبا ، كن مشرقا كالردى و كن جديرا بالجناح الذي يحمل أولادي . . ما لون عينيها ؟ يقول المساء : أخضر مرتاح على خريف غامض . . كالغناء و الرمش مفتاح لما يريد القلب أن يسمعه . كانت أغانينا سجالا هناك على جدار النار و الزوبعة ـ هل التقينا في جميع الفصول ؟ ـ كنا صغيرين . و كان الذبول سيّدنا ـ هل نحن عشب الحقول أم نحن وجهان على الأمس ؟ ـ الشمس كانت تحتسي ظلنا و لم نغادر قبضة الشمس ـ كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور ؟ ـ لم نتكلم نحن لم نعترف إلا بألفاظ المسامير ! . . عيناك ، يا معبودتي ، عودة من موتنا الضائع تحت الحصار كأنني ألقاك هذا المساء للمرة الأولى . . و ما بيننا إلا بدايات ، و نهر الدماء كأنه لم يغسل الجيلا . أسطورتي تسقط من قبضتي حجارة تخدش وجه الموت و الزنبق اليابس في جبهتي يعرف جو البيت . . ـ من يرقص الليلة في المهرجان ـ أطفالنا الآتون ـ من يذكر النسيان ؟ ـ أطفالنا آتون ـ من يضفر الأحزان إكليل ورد في جبين الزمان ؟ ـ أطفالنا الآتون ـ من يضع السكر في الألوان ؟ ـ أطفالنا الآتون ـ و نحن يا معبودتي ، أي دور نأخذه في فرحة المهرجان ؟ ـ نموت مسرورين في ضوء موسيقي أطفالنا الآتين ! . .
|
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:03 | |
| 44 ـ الحديقة النائمة سرقت يدي حين عانقها النوم ، غطّيت أحلامها ، نظرت إلي عسل يختفي خلف جفنين ، صلّيت من أجل ساقين معجزتين ، انحنيت على نبضها المتواصل ، شاهدت قمحا على مرمر ونعاس ، بكت قطرة من دمي فارتجفت… الحديقة نائمة في سريري . ذهبت إلي الباب ، لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي ذهبت إلي الباب ـ مفتاحها في حقيبتها وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب ـ ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي سوى نبضها والمطر . ذهبت إلي الباب ، يفتح الباب ، أخرج . ينغلق الباب . يخرج ظلي ورائي . لماذا أقول وداعا ؟ من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي . هبطت السلالم ، لا صوت يأتي سوى نبضها والمطر وخطوي على درج نازل من يديها إلي رغبة في السفر . وصلت إلي الشجرة هنا قبلتني هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل . هنا كان عالمها يبتدئ هنا كان عالمها ينتهي . وقفت ثواني من زنبق وشتاء ، مشيت ، ترددت ، ثم مشيت ، أخذت خطاي وذاكرتي المالحة مشيت معي . لا وداع ولا شجره فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك ، نامت جميع العلاقات ، نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك ، نام رجال المباحث أيضا . . وريتا تنام … وتوقظ أحلامها . في الصباح ستأخذ قبلتها ، وأيامها ، ثم تحضر لي قهوتي العربية وقهوتها بالحليب . وتسأل للمرة الألف عن حبّنا وأجيب بأني شهيد اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح . وريتا تنام … تنام وتوقظ أحلامها ـ نتزوج ؟ نعم . ـ متى ؟ حين ينمو البنفسج على قبعات الجنود . طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي الغناء ، وأكشاك بيع التذاكر . أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل أحبّك ريتا .أحبّك . نامي سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء سأسأل : أما زلت نائمة أم صحوت من النوم … ريتا ! أحبّك ريتا أحبّك …45 ـ الحزن والغضب الصوت في شفتيك لا يطرب و النار في رئتيك لا تغلب و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب فعلام لا تغضب ـ1ـ أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان شفتاك حاملتان كل أنين غاب السنديان ورويت لي للمرة الخمسين حب فلانة و هوى فلان وزجاجة الكونياك و الخيام و السيف اليماني عبثا تخدر جرحك المفتوح عربدة القناني عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني فعلام لا تغضب ـ 2 ـقالوا ابتسم لتعيش فابتسمت عيونك للطريق و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق و حلفت لي إني سعيد يا رفيق و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق فإذا رأيت دمي بخمرك كيف تشرب يا رفيق ـ 3 ـالقرية الأطلال و الناطور و الأرض اليباب و جذوع زيتوناتكم أعشاش بوم أو غراب من هيأ المحراث هذا العام من ربي التراب يا أنت أين أخوك أين أبوك إنهما سراب من أين جئت أمن جدار أم هبطت من السحاب أترى تصون كرامة الموتى و تطرق في ختام الليل باب فعلام لا تغضب ـ 4 ـأتحبها أحببت قبلك و ارتجفت على جدائلها الظليلة كانت جميله لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة و أنا و أنت نعاتب التاريخ و العلم الذي فقد الرجولة من نحن دع نزق الشوارع يرتوي من ذل رايتنا القتيلة فعلام لا تغضب ـ 5 ـإنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا و توقظها الرياح و الريح عندك كيف تلجمها و ما لك من سلاح إلا لقاء الريح و النيران في وطن مباح |
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:04 | |
| 46 ـ حنين إلي الضوءماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار و حملت عنك حقيبة اليد و المظلة و أخذت ثغرك عند زاوية الجدار و قطفت قبلة عيناك أحلم أن أرى عينيك يوما تنعسان فأرى هدوء البحر عند شروق شمس شفتاك أحلم أن أرى شفتيك حين تقبلان فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس ماذا يغيظ الليل لو أوقدت عندي شمعتين و رأيت وجهك حين يغسله الشعاع و رأيت نهر العاج يحرسه رخام الزورقين فأعود طفلا للرضاع من بئر مأساتي أنادي مقلتيك كي تحملا خمر الضياء إلي عروقي ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك و طويت خصرك في الطريق47 ـ حوار في تشرين أحاور ورقة توت : ـ و من سوء حظ العواصف أنّ المطر يعيدك حيّه ، و أن ضحيتها لا تموت و أن الأيادي القويّة تكبلها بالوتر ! سأدفع مهر العواصف مزيدا من الحب للوردة الثاكلة و أبقى على قمة التل واقف لأفضح سر الزوابع . . للقافلة أحاور هبّة ريح : إذا هاجر الزراع الأوائل وعاث بحنطة القاتل و إن قتلوه كما قتلوني فلن تحملي الأرض يوما و لن تنزعي جلدها عن جفوني سأدفع مهر العواصف مزيدا من الحب للوردة الثاكلة و أبقى على قمة التل واقف لأفضح سر العواصف . . للقافلة ! أحاور روح الضحيّة : و من سوء حظ العواصف أن المطر يعيدك حيّة . . و من حسن حظك أنك أنت الضحيّة هلا . . يا هلا . . بالمطر48 ـ حين تطيل التأمل حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍ جَرَحَت حائطاً ، وتقول لنفسكَ : لي أملٌ في الشفاء من الرمل / يخضرُّ قلبُكَ . حين تُرافقُ أُنثى إلي السيرك ذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيثونةٍ . وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل / يحمرُّ قلبكَ . حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعد الثلاثة عشر ، وتنعس كالطفل في زُرقة الليلِ / يبيضُّ قلبُكَ . حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَ يمشي أمامك كالظلّ / يصفرُّ قلبك .49 ـ خائف من القمر خبّئيني . أتى القمر ليت مرآتنا حجر ! ألف سرّ سري وصدرك عار و عيون على الشجر لا تغطّي كواكبا ترشح الملح و الخدر خبّئيني . . من القمر ! وجه أمسي مسافر ويدانا على سفر منزلي كان خندقا لا أراجيح للقمر . . خبّئيني . . بوحدتي و خذي المجد . . و السهر و دعي لي مخدتي أنت عندي أم القمر ؟ !50 ـ خارج من الأسطورة إنني أنهض من قاع الأساطير و أصطاد على كل السطوح النائمة خطوات الأهل و الأحباب . . أصطاد نجومي القاتمة إنني أمشي على مهلي ، و قلبي مثل نصف البرتقالة و أنا أعجب للقلب الذي يحمل حارة و جبالا ، كيف لا يسأم حاله ! و أنا أمشي على مهلي . . و عيني تقرأ الأسماء و الغيم على كل الحجارة و على جيدك يا ذات العيون السود يا سيفي المذهب ها أنا أنهض من قاع الأساطير . . و ألعب مثل دوريّ على الأرض . . و أشرب من سحاب عالق في ذيل زيتون و نخل ها أنا أشتمّ أحبابي و أهلي فيك ، يا ذات العيون السود . . يا ثوبي المقصّب لم تزل كفّاك تلّين من الخضرة ، و القمح المذهّب و على عينيك ما زال بساط الصحو بالوشم الحريري . . مكوكب ! إنني أقرأ في عينيك ميلاد النهار إنني أقرأ أسرار العواصف لم تشيخي . . لم تخوني . . لم تموتي إنما غيّرت ألوان المعاطف عندما انهار الأحبّاء الكبار و امتشقنا ، لملاقاة البنادق باقة من أغنيات و زنابق ! آه . . يا ذات العيون السود ، و الوجه المعفر يشرب الشارع و الملح دمي كلما مرت على بالي أقمار الطفولة خلف أسوارك يا سجن المواويل الطويلة خلف أسوارك ، ربّيت عصافيري و نحلي ، و نبيذي ، و خميلة
|
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:05 | |
| 51 ـ الخروج من ساحل المتوسطـ 1 ـسيل من الأشجار في صدري أتيت . . أتيت سيروا في شوارع ساعدي تصلوا . و غزة لا تصلي حين تشتعل الجراح على مآذنها . و ينتقل الصباح إلي موانئها ، و يكتمل الردى فيها أتيت . . أتيت قلبي صالح للشرب سيروا في شوارع ساعدي تصلوا و غزّة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلّب كنت أهرب من أزقّتها ، و أكتب باسمها موتى على جميزة ، فتصير سيّدة و تحمل بي فتى حرا . فسبحان التي أسرت بأوردتي إلي يدها ! . أتيت . . أتيت غزّة لا تصلّي . لم أجد أحدا على جرحي سوى فمها الصغير . و ساحل المتوسط اخترق الأبد . . ـ 2 ـلا توقفوني عن نزيفي ! ساعة الميلاد قلدت الزّمان ، و حاولتني كنت صعبا ـ حاولتني كنت شعبا حاولتني مرة أخرى . . أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي ، ثم يختبئون في صدري و يحترقون . ما فتك الزمان بهم ، فليس لجّثتي حدّ . و لكني أحسّ كأن كلّ معارك العرب انتهت في جثتي ، و أودّ لو تتمزق الأيام في لحمي و يهجرني الزمان ، فيهدأ الشهداء في صدري و يتفقون . ما ضاق المكان بهم ، فليس لجثتي حدّ ، و لكنّ الخلافة حصّنت سور المدينة بالهزيمة ، و الهزيمة جدّدت عمر الخلافة . لا توقفوني عن نزيفي ساعة الميلاد قلدت الزمان و حاولتني كنت صعبا ـ حاولتني مرة أخرى أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي لا أحد ! . . و تقاسمتني هذه الأمم القريبة و البعيدة . كلّ قاض كان جزّارا تدرج في النبوءة و الخطيئة و اختلفنا حين صار الكل في جزء ، وصار الجرح وردتنا جميعا و ابتعدنا . . اذهب إلي الموت الجميل ـ ذهبت وحدي كنت قلتم : نحن ننتظر الجنازة بالأكاليل الكبيرة و الطبول ، و نلتقي في القدس . . ليت القدس أبعد من توابيتي لأتهم الشهود و ما عليك ! ذهبت للموت الجميل و مدينة البترول تحجز مقعدا في جنة الرحمن ـ قلتم لي و طوبى للمموّل و المؤّذن . . و الشهيد ! ـ 4 ـتعب الرثاء من الضحايا و الضحايا جمّدت أحزانها أواه ! من يرثي المراثي ؟ لست أدري أيّ قافية تحنّطني ، فأصبح صورة في معرض الكتب القريب . و لست أدري أيّ إحصائيّة ستضمّني . . يا أيّها الشعراء . . لا تتكاثروا ! ليست جراحي دفترا . يا أيّها الزعماء . . لا تتكاثروا ! ليست عظامي منبرا فدعوا دمي ـ حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة و الإله و دعوا دمي ـ لغة التخاطب بين أسوار المدينة و الغزاة . دمي بريد الأنبياء . ـ 5 ـو أعود من تلقاء نفسي . . ليت شبّاكي بعيد كي أرى أمي و ليت القيد أقرب كي أحس النبض في زندي و ليت البحر أبعد كي أخاف من الصحاري آه ، ليت الشيء عكس الشيء كي تتآكل الأشياء في نفسي ، و تأخذ صيغة الفرح الحقيقي ابتعدنا و اقتربنا و ابتعدنا يا أهالي الكهف قوموا و اصلبوني من جديد إنني آت من الموت الذي يأتي غدا آت من الشجر البعيد و ذاهب في حاضري ـ غدكم أنا قشرت موج البحر زنبقة لغزة . . ـ 6 ـالفناء و جدول يمتد من صدري عموديّا ـ و تنحدر السماء رأيت رأي القلب ـ ذوبني الضياء فصرت صوتا ، و الحصى صار الصدى و تنفّس القبر القديم . . تحرّك الحجر . . استردّ دبيبه منكم أنا الأحياء و المدن القديمة حاولوا أن تخلعوا أسماءكم تجدوا يدي . و حاولوا أن تنزعوا أثوابكم تجدوا دمي . أو حاولوا أن تحرقوا هذي الخرائط تبصروا جسدي ـ أنا الأحياء و الوطن الذي كتبوه في تاريخكم . . من جثتي بدأ الغزاة ، الأنبياء ، اللاجئون ـ و الآن يختتمون سيرتهم لأبدأ من جديد . ـ 7 ـتتحرّك الأحجار . ليس الرّب من سكان هذا القفر هذا ساعدي . تتحرّك الأحجار . ما سرقوا عصا موسى و إنّ البحر أبعد من يدي عنكم إذن ، تتحرّك الأحجار إن طلعوا و إن ركعوا ، و إن مرّوا و إن فرّوا ـ أنا الحجر أنا الحجر الذي مسّته زلزلة . رأيت الأنبياء يؤجّرون صليبهم و استأجرتني آية الكرسيّ دهرا ، ثم صرت بطاقة للتهنئات تغيّر الشهداء و الدنيا و هذا ساعدي . تتحرك الأحجار فالتّفوا على أسطورة لن تفهموني دون معجزة لأن لغاتكم مفهومة إن الوضوح جريمة . و غموض موتاكم هو الحقـ الحقيقة . آه ، لا تتحرك الأحجار إلا حين لا يتحرك الأحياء فالتفوا على أسطورتي ! ـ 8 ـلن تفهموني تخرج العذراء من ضلعي لن تفهموني ناهضا من قبركم و الأرض للشهداء ـ أنهيت المغامرة الأخيرة و ابتدأت : هنا الخروج . هنا الدخول هنا الذهاب . هنا الإياب و لا مكان هنا أنا الزمن الذي لن تفهموني خارج الزمن الذي ألقى بكم في الكهف ـ هذي ساعتي ينشق قبر ثم أنهض صارخا : لا توقفوني عن نزيفي لحظة الميلاد تسكنني ما الأزل ، استريحوا في جراحي ـ ها هو الوطن الذي يتجدّد . الوطن الذي يتمجّد . اقتربوا من الأشجار و ابتدئوا معي ! ـ 9 ـفي غزة اختلف الزمان مع المكان وباعة الأسماك باعوا فرصة الأمل الوحيد ليغسلوا قدميّ أين المجدلية ؟ وانهمرت كتابات كتابات و كان الجند ينتصرون ينتصرون كانوا يقرؤون صلاتها و يفتّشون أظافر القدمين و الكفين عن فرح فدائيّ ، و كانوا يلحقون حياتها بدموع هاجر . كانت الصحراء جالسة على جلدي . و أول دمعة في الأرض كانت دمعة عربية . هل تذكرون دموع هاجر ـ أوّل امرأة بكت في هجرة لا تنتهي ؟ يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر حتى الكون أنهض يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط احتفلي بهجرتي الجديدةهجرة لا تنتهي ؟ يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر حتى الكون أنهض يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط احتفلي بهجرتي الجديدة52 ـ خطب الديكتاتور الموزونة خطـاب الجلوس : أمي ومن مذهبي ، سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفُا لكل فتى امرأة فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري . . سأختار أصلحكم للبقاء . . لما فات من دول مزقتها الزوابع ! يا شعب . . يا شعبي " الحر فاحرس هوائي وسرب الذباب وغيم الغبار . فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكإلي وتبًا لوحل الشوارع . . فمن كان منكم بلا علة . . فهو حارس كلبي ، ومن كان منكم طبيبا . . أعينه سائسا لحصاني الجديد . ومن كان منكم أديبا . . أعينه حاملا لاتجاه النشيد و من كان منكم حكيمًا . . أعينه مستشارا لصك النقود . ومن كان منكم وسيمًا . . أعينه حاجبا ومن كان منكم قويًا . . أعينه نائبا للمدائح ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآليء فلا وقت عندي للقمح والكدح ولأعترف أمامك يا أيها الشعب . . يا شعبي المنتقى بيدي كرهت جميع الطغـاة . . لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء المعاصر لابد من برلمان جديد ومن أسئلة مواطن ؟ ترى هل يليق بمن هو مثلى قيادة لص وأعمى وجاهل ؟ . وهل تقبلون لسيدكم أن يساوى ما بينكم أيها النبلاء وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول ؟ هل يذهبان إلي الاقتراع معا ، . كي يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟ وهل أغلبيتكم أيها الشعب ، هم عدد لا لزوم إن أردتم نظاما جديدا لمنع المفتن ! ! إذن سأختار أفراد شعبي ، سأختاركم واحدا واحدا . كي تكونوا جديرين بي . . وأكون جديرًا بكم . . وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي . . سأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في كل عام جديد . . سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على موت قط شريد تريدون . . على أي جنب تريدون . . ناموا ، لكم حق أن تحلموا برضاي وعطفي . . فلا سأمنحكم حقكم في الهواء . . وحقكم في الضياء سأبنى لكم جنة فوق أرضى ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عنى ، وأنى أحذركم من عذاب الحسد ! ولا تدخلوا في السياسـة .إلا إذا صدر الأمر عني . . لأن السياسة سجني . . هنا الحكم شورى . . هنا الحكم شورى أنا حاكم منتخب ، وأنتم جماهير منتخبة ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه . . اصطفاه .حماه من الأغلبية .والأغلبية نهب ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر للحاكم المنتخب ، أن أعارض فالأمر أمري والعدل عدلي و الحق ملك يدي ، وإما إحالته للسراي وحق الرضا ، لي أنا الحاكم المنتخب ! وحق الهوى والطرب لكم كلكم .فأنتم جماهير منتخبة ! أنا .الحاكم الحر والعادل . سننشئ منذ انتخابي دولتنا الفاضلة ولا سجن بعد انتخابي ولا شعر عن تعب القافلة سألغي نظام العقوبات من دولتي من أراد التأفف خارج شعبي فليتأفف من شاء أن يتمرد خارج شعبي فليتمرد . . . . فالشعب حر . . ومن ليس منى ومن دولتي فهو حر . . سأختاركم واحدا واحدا مرة كل خمس سنين . . وأنتم تزكونني مرة كل عشرين عامًا إذا لزم الأمر أو مرة للأبد وان لم تريدوا بقائي ، لا سمح الله إن شئتم أن يزول البلد أعدت إلي الشعب ما هب أو دب من سابق الشعب كي أملك الأكثرية .والأكثرية فوضى . . أترضى أخي الشعب ! ترضى بهذا المصير الحقير أترضى ؟ . معاذك ! ! فد اخترت شعبي واختارني الآن شعبي . . فطوبى لكم . . ثم طوبى لنا أجمعين . فمن سنة لم أجد خبرا واحدًا عن بلادي أما من خبر ؟ نغير تقويمنا السنوي . . وننقش أقوالنا في وندفنها في الصحاري ليطلع منها المطر على ما أشاء من الكائنات وأحمل عاصمتي فوق سيارة الجيب ، وأكتب في العام عشرين سطرا بلا خطأ نحوى ، ألغى الخبر .وما من خبر ؟ . . وامنع عنكم عصير الشعير وأختصر الناس . . أسجن ثلثًا . . وأطرد كثا . . وأبقى من الثلث حاشية للسمر . . وما بقى من خبر ؟ ! وأطبع وجهي . . من أجلكم .فوق وجه القمر لكي تحلموا كما أتمنى لكم . . تصبحون على وما من خبر ؟ ! لأن الشعير طعام حميرٍ . . وأنتم أرانب قلبي . . كلوا ما تشاءون من بصل أخضر أو جزر . . وما من خبر ؟ وأدعو إلي وحدة المسلمين على سيف قيصر بتاريخ فكر البشر وأغلق كل المسارح . . لا مسرح في البلد وما ابن تبرأ ضجر ! ضجر ! ولكن قلبي عليك وقلبك من فلز أو حجر أضحى لأجلك ، يا شعب ، إني سجينك منذ الصغر ومنذ صباي المبكر أخطب فيكم وأحكمكم واحدا واحدا وفى كل يوم أعد لكم مؤتمر دو أن يتخشب ؟ من منكم يستطيع السهر . . يتبع ببقية القصيدة>>>>> |
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:05 | |
| بقية القصيدة>>> ثلاثين عاما ليمنع شعبا من المذكرات وحب السفر؟ وحيد أنا أيها الشعب لا أستطيع الذهاب إلي البحر والمشي فوق الرصيف ولا النوم تحت الشجر ثقيل هو الحكم.لا تحسدوا حاكما أي صدر تحمل ما يتحمل صدري من الأوسمة؟ ثلاثين عاما على حافة الجمجمة وأي يد دفعت طمعا دفعت يدنا من خطر؟ ضجـر قليلا،فمن يعيد إلي ساحة الموت أمجادها؟ اخطئوا.اخطئوا.واسرقوا وافسقوا لأقطع كفا وأجدع أنفا وأدخل سيفا بنهد وأجعل هذا الهوا،إبر وأنسى همومي في الحكم،أنسى التشابه أما من أحد؟ تقاعس عن خدمتي أو بكى أو جحد أما من أحد.شكا أو كفر ضجر ووحدي أسن القوانين وحدي أحول مجرى النـهر أفكر وحدي أقرر وحدي.فما من وزارة تساعدني في إدارة أسراركم ليسر لي نائب لشئون الكناية والاستعارة تحلمون ولا نائب لاختيار ثيابي وتصفيف شعري ورفع الصور ولا مستشار لرصد الديون فوالله.والله.والله لا علم لي بما لى عليكم وما لى عليكم حلال حلال كلوا ما أعد لكم من ثمر وناموا كما أتمنى لكم أن تناموا ومودين بعد صلاة العشاء وقوموا من النوم حين ينادى المنادى بأني رأيت السحر وسيروا إلي يومكم آمنين.ووفق نظام كتابي ولا تسألوا عن خطابي سأمنحكم عطلة للنظر ضجر! ضجر! سلام علي،سلام عليكم ** خطيئتهم عند ربهم حرام حلال حلال حرام وتأميم أفكار شعب يحب الحياة ـ ورقص أقل فهل نستطيع المضي أماما؟وهذا الأمام حطام أليس السلام هو الحل؟ عاش السلام وبعد التأمل في وضعنا الداخلي وبعد الصلاة على خاتم الأنبياء وبعد السلام على وجدت المدافع أكبر من عدد الجند في دولتي لهذا،سأطلب من شعبي الحر أن يتكيف فورا وأن يتصرف خير التصرف مع خطتي سأجنح للسلم إن جنحوا للحروب ومهما أقاموا على أرضنا وتوقف إنتاج مستقبل غامض من جثث؟ أرضنا عن وسادة؟ هل دمكم أيها الناس أرخص من حفنة الرمل؟ عم تفتش في الحرب يا شعبي الحر فليتوسع قليلا.لماذا نخاف.لماذا نخاف؟ فهل تستطيع الجرادة أن تأكل الفيل أو تشرب النيل؟ في الأرض متسع للجميع.وفى الأرض متسع للسعادة ونحن هنا ثابتون هنا فوق خمسة ألاف عام من المجد والحب مهما يمر الظلام وعاش السلام ورثتك يا شعب.يا شعبي الحر عن حاكم ضللك وحطم فيك البراءة والورد.ما أنبلك! وجرك للحرب من أجل بدو أباحوا نسائك مذ دخلوا منزلك ولم يدفعوا الأجر.لا شئ في السوق لا شيء من حللك لبدو الصحارى،وحرم لحم الخراف عليك ومن بدلك وقادك نحو سراب العروبة حتى توحد من وآن أوان الحقيقة،فليرجع الوعي للوعي وإما السلام إما عودة الوعي،لا وعي حولي ولا وعي قبلي ولا وعي بعدي عرفت التصدي عرفت التحدي وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب لكنني لم أجد غير هذا التردي يكون الحياد شطط فمن نحن؟هل نحن شرق.ولا رزق في الشرق؟ في الشرق حزب النظام الحديدي،في الشرق تنمية للنمط ولاشيء في السوق غير الخطط وهل نحن غرب؟وفى الغرب أعداؤنا ينشرون اللغط؟ عن الحاكم العربي وفى الغرب رامبو فمن نحن؟هل نحن حقا غلط لنقضى ثلاثين عاما من الحرب والحل في هل نحن حقا غلط؟ ليهرب منا الطعام أما كنت تدرك يا شعب أن الطعام سلام؟ ويا أيها الشعب آن لنا أن نصحح تاريخنا كي لا يفروا من السلم.ماذا يريدون ؟ يريدون أطراف سيناء؟.أهلا وسهلا الوقت؟..أهلا وسهلا.. يريدون تعديل قرآن عثمان؟أهلا وسهلا.. يريدون بابل كي يأخذوا رأس "نابو" إلي السبي؟ أحمى السلم والسلم أقوى من الأرض..أقوى وأغلى.. فهم بخلاء..لئام ونحن كرام..كرام وعاش السلام من أجل هذا السلام أعيد الجنود من الثكنات إلي العاصمة وأجعلهم شرطة للدفاع عن الأمن ضد الرعاع وضد الجياع وفى السجن متسع للجميع من الشيخ حتى الرضيع ومن رجل الدين حتى النقابي والخادمة فليس السلام مع الآخرين هـناك سلاما مع الرافضين هنا.. هنا طاعة وانسجام وأما الذين قضوا في سبيل الدفاع عن الذكريات وعن وهمنا..فلهم أجرهم أو خطيئتهم عند ربهم.. وما فات فات ومن مات مات سأحرث مقبرة الشهداء الحزينة وأرفع منها العظام لتدفن في غير هذا فرادى فرادى لئلا يثير الفسادا ولا حق للموت أن يتمادى ويقضم نسياننا الحر منا سأكسر كل المدافع حتى يفرخ فيها الحمام سأكسر ذاكرة الحرب.. ناموا كما لم تناموا غدا تصبحون على الخبز والخير ناموا غدا تصبحون على جثتي فاستريحوا وناموا.. يعيش السلام يعيش النظام شالوم..سلام.. ** خـطاب الأمير: إذا كانت الحرب كراً وفراً فإن السلام مكر مفر أحبوا الأمير،وخافوا الأمير ولا تقنطوا من دهاء الأمير فليست لنا غاية في المسير على ما استقرت عليه أمير على عرشه وشعب على نعشه.. أحب الرعية إن أخلصت وان أرخصت دمها في سبيل الأمير فعمر الرعية في الحب عمر طويل أنا صانع الجيش من كل جيش بلا أسلحة جمعت الجنود كما تجمع المسبحة ومجتمعا يدمن المذبحة أنا السيف والورد والمصلحة وليس على ما أقول شهود وليس على ما أريد قيود..، الحدود وليس العدو عدوًا إلي أخر الحرب.. سياستنا أو كياستنا حين نحرق أطفالهم بالصواريخ كي لا يمروا فإن كانت الحرب كرًا وفرًا فإن السلام مكر مفر حقوق الأمير على الناس أكبر من واجبي ألم أجد الناس جوعي..فأطعمت وعارية فكسوت وتائهة فهديت! وساويت بين المثقف والمرتزق ( وأما بنعمة ما أنعم الحكم ـ حكمي ـ ألم أبن خمسين سجنا جديدا لأحمى اللغة من الحشرات ومن كل فكر قلق ألم أخلط الطبقات لألغى نظام التقاليد والمرجعية والزمن المحترق؟! فمن يذكر الآن أجداده؟ ومن يعرف الآن أولاده؟ ومن يستطيع الحنين إلي زهر ذابلة ومن يستطيع التذكر دون الرجوع إلي حارس القافلة؟ ( وأما بنعمة ما أنعم الحكم ـ حكمي ـ عليك فحـدث ) ملك دعوا الأرض بورا،لأن الفلاحة عار القدامى قطعت الشجر وألغيت بؤس الزراعة لأستورد الثمر الأجنبي بنصف التكاليف ولا تعملوا في المصانع،فهي ديون على دولة تتنامى رويدا رويدا على فائض الحرب من شهداء ومن جثث في العراء،وبترولنا دمكم والصناعة إنتاج ما أنتجت حربنا من يتامى نوظفكم في معارك لا تنتهي كي يعيشوا يتامى لنحيا الحزينة عاما وعاما وإلا..فمن أين أطعمكم والإمارة قفر وأن الحروب اقتصاد معافى..وحر وان الهزيمة ربح ونصر وان كانت الحرب كرًا وفرًا فإن السلام مكر مفر * * ماذا يريد الأمير المحارب؟ أقول:أريد حروبا صغيرة سأختار شعبا صفيرا حقيرا أحاربه كي أحارب وأحمى النظام من الباحثين عن الخبز بين الزرائب فحين نخوض الحروب يحل السلام على الجبهة الداخلية ننسى الحليب فيا قوم قوموا..فهذا أوان الأمل وهذا أوان النهوض من المأزق المحتمل إذا حاصرتنا جيوش الشمال وإن حاصرتنا جيوش الجنوب ندمر إخوتنا في الشمال فلا تقنطوا من دهاء الأمير ولا تقعوا فى الغلط فخير الأمور الوسط ولا تسألوني أفي الأمر سر؟ فإن السلام مكر مفر! تقولون ماذا عن السلم،ماذا يريد الأمير؟ أقول:أريد من السلم ما لا فضيحة فيه أغازله دون أن أشتهيه وأبنيه سرًا،وأحرسه بالحروب الصغيرة كي يتقيني العدو وكي أتقيه.. ومن طيش هذا الشباب وأحصي مدافعهم ثم أحصي مدافعنا وأحصى مصانعنا ثم أحصى مصانعهم ـالفوارق سلم وأحصى مواقعنا ثم أحصى مواقعهم ـ الفوارق سلم ـ لأن السلام المقام على الفرق بين العدوين ـ ظلم ولابد من نصف حرب وأحفظ حكمي أحارب من أستطيع محاربته بلا رحمة أو حرام أسالم من لا أريد ولا أستطيع محاربته بغير معاهدة للسلام فإن السلام مغامرة كالحروب..وشر وان كانت الحرب كرا وفراً فإن السلام مكر مفر ويا قوم..يا قوم،من أخر الليل يطلع فجر سلام عئيكم إلي مطلع الفجر أيها الصابرون على الليل حولي عليكم لكي يتساوى الجميع بظلمى وعدلى.. أعرف يا أيها الناس،ما تحمل النفس والنفس أمارة بالتخلي عن الصعب،والمجد صعب كما تعلمون قليل التجلي فلا تقطنوا من دهائى ومن رحمة النصر ـ درجات فمنه الطويل ومنه القصير.ومنه الذى يستمر سأحكمكم لا مفر إذا كانت الحرب كرًا وفرًا فإن السلام مكر..مـفـر ** خطاب القبر !: أعدوا لى القبر قصرا يطل على القصر من وجهة البحر،قصرا يدل الخلود عليَّ يدفع أحلامكم صلوات..إلي فمن كان يعبر هذا البلد وحى هو العرش حتى الأبد بلغت الثمانين،لكننى ما عرفت السـأم وقد أتزوج في كل يوم فتاة وأبكي عليكم،أرثيكم يوم تهوى البيوت على ساكنيها،ويسكنها العنكبوت فمن واجبي أن أعيش ومن حقكم أن تموتوا لأنجب جيلا جديدا يواصل أحلامكم فما من أحد رأى ما رأيت..وما من بلد فمن كان يعبد هذا البلد فقد مات،أما الذى كان يعبدنى دعني وشعبي الولد وبعد الثمانين تأتي ثمانون أخرى لأرتاح مما خلقت وممن خلقت فمن يعبدون؟ وكيف تعيشون بعدى؟ ومن سوف يحرس أبوابكم من جراد المطر ويحميكم من ذئاب الشجر؟ أبا لخبز وحده ؟ بالخبز وحده وفى البدء..كنت..وكونت هذا الوطن بعبادة خالقه فاعلموا واعلموا بأن الذي قد خَلق وإن كان لابد من موتنا فاسبقوني خذوا زوجتي معكم وخذوا أسرتي.. وجهاز القلق.. ولا تنشئوا أي حزب هناك ولا تأذنوا لقدامى الضحايا بأن يسكنوا ولا تسمحوا للتلاميذ أن يسرقوا دمعكم الحياة على الأرض أو تحتها عما رفضت التساؤل فيه أنا الموت..والموت لا ريب فيه فلا تهربوا من مشيئة قصري فقد أختنق وحيدا بغير جماهير تعبدني ولقد ألتحق بكم كي أراقبكم..كي أحاسبكم فقد هلكت وأما الذي كان يعبدني فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب وتحت التراب..معي للأبد أعدوا لي القبر قصرا يطل على البحر قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة سآمر فورًا،بنقل الوزارات والذكريات ومجموعة الصور النادرة لأحكمكم في المقر الجديد بصيغة دستورنا الحاضرة ولكنني سأعدل بند الوراثة أثبت الميت أن الذى كان حيا هو الميت فيه لئلا يطالبنا الدود بالآخرة يتبع ببقية القصيدة>>>
|
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:06 | |
| بقية القصيدة>>> أعدوا لي القبر أوسع من هذه الأرض أقوى من الأرض قصرًا يلخص بحرًا بنافذة من سحاب على فرس الغيم والغيم أبيض يهتز حولي ويرسم لاسمي تاجًا وقوس قباب أعدوا لي العرش من ريش مليون نسر ونادوا ملائكة الشعر : صلى عليه وصلى له لينسى الهواء وينسى التراب ، سأختار هذا الممر الصغير لأقضى على الموت فيها . . وفى وأفتح أخر باب . . فمن كان يعبد منكم هنا الآخرة ومن كان يعبدني . . فإني حى . .وحى . . وحى . . خطاب الفكرة . إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب فكرة . . وأن يرفع الأرض أعلى من الأرض فكره وأن يفصل الوعي عن واقع الوعي من أجل فكرة أقول لكم ما يقول لى الحزب والحزب فوق الجماعة سنقفز فوق المراحل عصرا وعصرين . . فى كل ساعة . لنبني جنة أحلامنا اليوم فى نمط من مجاعة ونمنع بيع الدجاج وبيض الدجاج وملكية الظل ملكية خاصة فلنؤمم إذن كل أشجارنا الجائعة وكل نباتاتنا الضائعة ثمانين نخله وعشرين زيتونة وألفا وسبعين فجله سنلغي الزراعة بحزب وشعب و فكره أقول لكم ما يقرره الحزب ، والحزب سلطتنا طبقه هي القوة الصاعدة ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء على الفقراء فليس على أرضنا أغنياء على فقرنا ، فى إذاعتنا والجريدة سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين . . أهل العقيدة السماء إذا الشعب يوما أراد فلابد أن يستجيب الجراد . . فهيا بنا أيها الكادحون وصناع تاريخنا الحر ، هيا بنا والعبرات وكل الروايات والأغنيات القديمة والوجع العاطفي وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات لنصنع من كل حبة رمل خليه وننجز خطتنا المرحلية فإن كانت الأرض عاقر فإن القيادة حبلى بما يجعل الأرض خضراء وهزوا الشعار ، ليساقط الوعي فكره فنحن الذين ونحن الذين سنحرق كل المراحل . . كى نصنع الطبقة إلي سدة الحكم حتى نعبر عنها بحزب ويا شعب . . يا شعب حزبك ، شد الحزام عن القيمة الزاندة ولكننا ندرك الآن أن الطبيعة أفقر منا وندرك أن السلع لننتج وعيًا جديدًا وربوا الشعارات . . وادخروها وإن صدئت طوروها أولادكم فاطبخوها وصلوا لها و أعبدوها وان مسكم مرض . . علقوها على موضع الداء فهى الدواء وثروتنا في بلاد بغير معادن وواقعنا ما نريد له أن يكون وليس كما هو كائن . . وهى رسالتنا الرائدة . وإذا استثمرت جيدا أثمرت بلدا سيدا حالمًا سالمًا بحزب وفكره وصفوا التماثيل أعلى من النخل والأبنية وصف التماثيل أفضل للوعى من أمهات النخيل تماثيل أفضل للوعي من أمهات النخيل تذكركم بنشيد الطلائع : نحن أتينا لكي ننتصر ولابد للقيد أن ينكسر ولابد مما يدل على الفرق بين النظام الجديد وبين النظام العميل ولابد من صورة الفرد كي يظهر الكل في واحد تماثيل تعلو على الواقع المندحر وتخلق مجتمع الغد من فكرة تزدهر فلا تجدعوا أنفها عندما تسغبون ولا تملأوا يدها بالرسائل ضدي وضد السجون ولا تأذنوا للحمام المهاجر أن يستريح عليها . . ولا تبصقوا حولها ضجرا ولا تنظروا شذرا سأزرع التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية سنصمد مهما تحرش هذا الجفاف بنا سنصمد مهما تنكر هذا الزمن سنصمد حتى نهاية هذا الوطن سنصمد حتى تجف المياه . . لآخر قطره وحتى يموت الرغيف الأخير . . لآخر كسره وحتى نهاية أخر متز كان يحلم مكى .بأخر فإن مات هذا الوطن فقد عشت من أجل فكره ولا تسألوا الحزب من أجل أية فكره نموت ؟ ستولد ثورة ستولد فكره سلام عليكم سلام على فكرةٍ سوف تولد من موت شعبٍ وفكره ! ** وفى كل امرأة أفعوان . اجلوهن في الصبح جلده ، لئلا يوسوس فيهن شيطانهن ، وفى الليل جلده لئلا يعدن إلي لذة الإثم واستغفروا الله ، وارموا ولا تهجروهن فوق المخدة وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان إذا كان ابني هو ابني وفى كل مرة ، أرى رجلا واقفا بن قلبى وامرأتى ولكنني .لا أراه لأقتله أو لأقتلها ، بيد أنى أراه ويقتلني كل يوم وفى كل سهره يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع غيري ؟ . وكيف أغير جلدا بجلد .ونهدا بنهد . . ونهرا بنهر ؟ . وكيف أكون امرأة من بياض البداية ؟ وعندي من الليل ألحر من ألف ليلة أكثر من ألف امرأة لا تغير فخ الحكاية ولكن قلبي موله وعرشي مؤله وان النساء على كل معصيـة قادرات وأن النساء حبيباتنا فشب الدبيب بأجسادهن ، وضاجعن وأول قط ، وأول ساعي بريد ، وأول كتاب هذا الخطاب وبرأن عائشة من ظنون عليٍ ولكن تأوهن بعد العتاب أصحراء حول الحميراء ، مطلع ليل ، وشاب وكيف تحرش ملح بثوب الحرير الأخير . . ضربن على سحرهن الحجاب ولكن هذا الذي لا يرى قد رأى واستجاب فهل تتغطى العواصف يوما بشال السحاب ؟ . وماذا وراء الحجاب ؟ . ـ رغم الحزام ، ورغم الحرام ، ورغم العقاب قوارير تكسر . . وذاكرة للغياب ففي أي بئر نخبئ زوجاتنا وفى أي غاب ؟ وفى وسعهن ملاقاة أى هلالٍ . . ينام على غيمة أو سراب . . وفى وسعهن خيانتنا بين أحضاننا والبكاء من الحب . . والاغتراب وفى وسعهن إزالة أثارنا عن مواضع أسرارهن . كما يطرد المرء عن راحتيه الذباب ويلبسن في كل يومين قلبا جديدا كما يرتدين الثياب فما نفع هذا الحجاب وما نفع هذا العقاب ؟ وإن النساء على كل معصية قادزات وان النساء حبيباتنا . . تعبت . . ولو أستطيع جمعت النساء . . بواحدة واسترحت وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء وليا على العهد مثلي وجدي ويحفظ خير سلاله لخير رسالة ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء وفاكهة للشتاء وذاكرة من هواء وان النساء إماء وكيدي عظيم . . ولكن فيه موهبة للبكاء وفيهن ما أحزن الأنبياء وما أشعل الحرب بين الشعوب وما أبعد الناس عن ملكوت السماء فكيف أحل سؤال النساء ؟ . وكيف أحرركم من دهاء النساء ؟ على كل امرأة أن تخون معي زوجها لأعرف أنى أبوكم وأخذ منكم ومنهن كل الولاء . . وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟ أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة يشارك فيها الكبار سأعلن حربا لمدة عام تكون النساء عليكم حرام وأبعث غلمان قصريـ وهم عاجزون ـ إلي كل بيت ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت لأحرث من شئت منهن : بعد الظهيرة ـ بنت وفى الليل ـ بنت وفى الفجر ـ بنت لتحمل منى جميع البنات وينجبن مني وليا على العهد . . مئى . . سأختاره كيف شئت صحيحا فصيحا مليح القوام . . وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام لأول مرة وأنيَّ أبني بلادا بلا دنس أو حرام فألف سلام عليكم وإن النساء حلال عليكم فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم . . . عليهن ألف سلام . . وألف سلام ! ! ** خـطاب الخطاب : إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق الكلام وشاع فساد البلاغة . . وانتشر الشعر بين العوام ، ما حولها من غمام فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك تهجو السلام أنك تهجو النظام الأسى عن هديل الحمام . . بيننا من حطام وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي في الزحام وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من سياج المنام التدخل بين النيام أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى بغير الطعام و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى لغة من رخام . . كل عام . . . ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين : فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد . . وساد الخراب ، لأن الكلام الكثير غبار الذباب خطاب النظام . . وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع الكبير لفكر الصواب وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلي الدرب معجزة من سراب ! وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ، إلي أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل خطوتنا في طريق العذاب صلبة للسحاب هذا الخراب ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين . . ويعلو الضباب إلي شرفة القصر . . والمنبر الحجرى المغطى بعشب الغياب لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ، ويحيا الغبار ويفنى التراب . وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها ليعيش الخطاب خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم إلا الجواب ، كلامي غاية هذا الكلام خطابي واقع هذا الخطاب نظام الخطاب . . الكلام إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة من خطاب السحاب وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا مقطعا من خطاب الحسام ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على العرش في البدء كان الخطاب . وخمسين عاما . . ونام ! أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو يريد سقوط النظام وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو رسو الهضاب ! وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم يبق غير الخطاب ! فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا الكلام . . ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق الثوابت في وطن من وئام وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنا والربا والحرام . . . وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام وشاخ الخطاب وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين الحَمام وبين الحمام . . وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب . وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب للاحتفال بهذا الخطاب فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات وشدوا الحزام فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب السلام . وإن خطاب النظام نظام الخطاب . . بواحدة واسترحت وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء وليا على العهد مثلي وجدي ويحفظ خير سلاله لخير رسالة ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء وفاكهة للشتاء وذاكرة من هواء يتبع>>>
|
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:07 | |
| بقية القصيدة>>> وان النساء إماء يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم وكيدي عظيم . . ولكن فيه موهبة للبكاء وفيهن ما أحزن الأنبياء وما أشعل الحرب بين الشعوب وما أبعد الناس عن ملكوت السماء فكيف أحل سؤال النساء ؟ . وكيف أحرركم من دهاء النساء ؟ على كل امرأة أن تخون معي زوجها لأعرف أنى أبوكم وأخذ منكم ومنهن كل الولاء . . وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟ أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة يشارك فيها الكبار سأعلن حربا لمدة عام تكون النساء عليكم حرام وأبعث غلمان قصريـ وهم عاجزون ـ إلي كل بيت ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت لأحرث من شئت منهن : بعد الظهيرة ـ بنت وفى الليل ـ بنت وفى الفجر ـ بنت لتحمل منى جميع البنات وينجبن مني وليا على العهد . . مئى . . سأختاره كيف شئت صحيحا فصيحا مليح القوام . . وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام وأعلن عيد السلام وأعرف مرة لأول مرة وأنيَّ أبني بلادا بلا دنس أو حرام فألف سلام عليكم وإن النساء حلال عليكم فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم . . . عليهن ألف سلام . . وألف سلام ! ! ** خـطاب الخطاب : إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق الكلام وشاع فساد البلاغة . . وانتشر الشعر بين العوام ، وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى ما حولها من غمام فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك تهجو السلام أنك تهجو النظام الأسى عن هديل الحمام . . بيننا من حطام وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي في الزحام وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من سياج المنام التدخل بين النيام أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى بغير الطعام و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى لغة من رخام . . . . فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة كل عام . . . ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين : حلال ، حرام فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد . . وساد الخراب ، لأن الكلام الكثير غبار الذباب خطاب النظام . . وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ، وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له من سياق وغاب سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع الكبير لفكر الصواب وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلي الدرب معجزة من سراب ! وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ، وامتد فينا العباب ! إلي أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلي أين يرجع هذا قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل خطوتنا في طريق العذاب ولكن إلي أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة صلبة للسحاب قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة هذا الخراب ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين . . ويعلو الضباب إلي شرفة القصر . . والمنبر الحجرى المغطى بعشب الغياب لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم خطاب الخطاب ؟ فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ، ويحيا الغبار ويفنى التراب . وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها ليعيش الخطاب خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين مفردة لا تصاب ، بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم إلا الجواب ، كلامي غاية هذا الكلام خطابي واقع هذا الخطاب نظام الخطاب . . خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى الكلام إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة من خطاب السحاب وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من خطاب الطعام وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا مقطعا من خطاب الحسام ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على العرش في البدء كان الخطاب . سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما وخمسين عاما . . ونام ! أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو يريد سقوط النظام وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو رسو الهضاب ! وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم يبق غير الخطاب ! فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا الكلام . . ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق ونفقد كنز السراب الثوابت في وطن من وئام وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى والربا والحرام . . . وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام وشاخ الخطاب وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين الحَمام وبين الحمام . . وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب . وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال بهذا الخطاب فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات وشدوا الحزام فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب السلام . وإن خطاب النظام نظام الخطاب . . بواحدة واسترحت وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء وليا على العهد مثلي وجدي صحيحا فصيحا يواصل عهدي ويحفظ خير سلاله لخير رسالة ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء وفاكهة للشتاء وذاكرة من هواء وان النساء إماء يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم وكيدي عظيم . . ولكن فيه موهبة للبكاء وفيهن ما أحزن الأنبياء وما أشعل الحرب بين الشعوب وما أبعد الناس عن ملكوت السماء فكيف أحل سؤال النساء ؟ . وكيف أحرركم من دهاء النساء ؟ على كل امرأة أن تخون معي زوجها لأعرف أنى أبوكم وأخذ منكم ومنهن كل الولاء . . وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟ أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة يشارك فيها الكبار ومن بلغ العاشرة . . سأعلن حربا لمدة عام تكون النساء عليكم حرام وأبعث غلمان قصريـ وهم عاجزون ـ إلي كل بيت ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت لأحرث من شئت منهن : بعد الظهيرة ـ بنت وفى الليل ـ بنت وفى الفجر ـ بنت لتحمل منى جميع البنات وينجبن مني وليا على العهد . . مئى . . سأختاره كيف شئت صحيحا فصيحا مليح القوام . . وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام وأعلن عيد السلام وأعرف مرة لأول مرة بأن الولي على العهد . . إبنى وأنيَّ أبني بلادا بلا دنس أو حرام فألف سلام عليكم وإن النساء حلال عليكم فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم . . . عليهن ألف سلام . . وألف سلام ! ! ** خـطاب الخطاب : إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق الكلام وشاع فساد البلاغة . . وانتشر الشعر بين العوام ، وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى ما حولها من غمام فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك تهجو السلام وأن تذكر الياسمين وحيدًا ، وتضحك ، معناه : أنك تهجو النظام ولا تستطيع الحكومة شنق المجاز ونفى الأسى عن هديل الحمام . . وبين الطباق وبين الجناس تقول القصيدة ما بيننا من حطام وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي في الزحام وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من سياج المنام فيصبح حلم الجماهير فوضى ، ولا نستطيع التدخل بين النيام أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى بغير الطعام و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى لغة من رخام . . . . فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة كل عام . . . ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين : حلال ، حرام فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق بهذا المقام ، فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد . . وساد الخراب ، لأن الكلام الكثير غبار الذباب وأن نظام الخطاب خطاب النظام . . وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي ما يقول الخطاب فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ، والشعب عبد الكتاب وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له من سياق وغاب سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع الكبير لفكر الصواب وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلي الدرب معجزة من سراب ! وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ، وامتد فينا العباب ! إلي أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل خطبته في اليباب أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلي أين يرجع هذا الكلام . . إلي أى باب ؟ ! قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل خطوتنا في طريق العذاب ولكن إلي أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة صلبة للسحاب قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة هذا الخراب ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين . . ويعلو الضباب إلي شرفة القصر . . والمنبر الحجرى المغطى بعشب الغياب لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم خطاب الخطاب ؟ فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ، ويحيا الغبار ويفنى التراب . وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها ليعيش الخطاب خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين مفردة لا تصاب ، بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم إلا الجواب ، كلامي غاية هذا الكلام خطابي واقع هذا الخطاب لأن خطاب النظام نظام الخطاب . . خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى الكلام إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة من خطاب السحاب وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من خطاب الطعام وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا مقطعا من خطاب الحسام ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على العرش في البدء كان الخطاب . سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق الطويل على لغة من صواب وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما وخمسين عاما . . ونام ! أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو يريد سقوط النظام وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو رسو الهضاب ! وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم يبق غير الخطاب ! فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا الكلام . . ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق ونفقد كنز السراب ولا تقربوا الشعر ، فالشعر يهدم صرح الثوابت في وطن من وئام وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى والربا والحرام . . . وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام وشاخ الخطاب وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين الحَمام وبين الحمام . . وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى ويكفى لنستورد الخبز ، يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب . وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال بهذا الخطاب فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات وشدوا الحزام فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب السلام . وإن خطاب النظام نظام الخطاب . .
|
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:08 | |
| 53 ـ خطوات في الليلدائما ، نسمع في الليل خطى مقتربة و يفرّ الباب من غرفتنا دائما ، كالسحب المغتربة ! ظلّك الأزرق من يسحبه من سريري كلّ ليلة ؟ الخطى تأتي ، و عيناك بلاد و ذراعاك حصار حول جسمي و الخطى تأتي لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني يا شهرزاد ؟ و الخطى تأتي و لا تدخل كوني شجرا لأرى ظلك كوني قمرا لأرى ظلك كوني خنجرا لأرى ظلك في ظلي وردا في رماد ! . . دائما ، أسمع في الليل خطى مقتربة و تصيرين منافي تصيرين سجوني . . حاولي أن تقتليني دفعة واحدة لا تقتليني بالخطى المقتربة ! . . 54 ـ خواطر في شارع يا شارع الأضواء ! ما لون السماء و علام يرقص هؤلاء ؟ من أين أعبر ، و صدور على الصدور و الساق فوق الساق . ما جدوى بكائي أي عاصفة يفتتها البكاء ؟ فتيممي يا مقلتي حتى يصير الماء ماء و تحجّري يا خطوتي ! هذا المساء . . قدر أسلمه سعير الكبرياء من أي عام أمشي بلا لون ، فلا أصحو و لا أغفو و أبحث عن كلام ؟ أتسلق الأشجار أحيانا و أحيانا أجدّف في الرغام و الشمس تشرق ثم تغرب . . و الظلام يعلو و يهبط . و الحمام ما زال يرمز للسلام ! يا شارع الأضواء ، ما لون الظلام و علام يرقص هؤلاء ؟ و متى تكفّ صديقتي بالأمس ، قاتلتي تكفّ عن الخيانة و الغناء ؟ الجاز يدعوها ؟ و لكني أناديها . . أناديها . . أناديها . و صوت الجاز مصنوع و صوتي ذوب قلب تحت طاحون المساء لو مرة في العمر أبكي يا هدوء الأنبياء لكن زهر النار يأبى أن يعرّض للشتاء يا وجه جدي يا نبيا ما ابتسم من أي قبر جئتني . و لبست قمبازا بلون دم عتيق فوق صخرة و عباءة في لون حفرة يا وجه جدي يا نبيا ما ابتسم من أي قبر جئتني لتحيلني تمثال سم . الدين أكبر لم أبع شبرا ، و لم أخضع لضيم لكنهم رقصوا و غنوا فوق قبرك . . فلتنم صاح أنا . . صاح أنا . . صاح أنا حتى العدم55 ـ الدانوب ليس أزرق هي لا تعرفه . كان الزمان واقفا كالنهر في جثّته قالت له : عندي مكان . كان ذاك اليوم صيفيّا و كان العاشقان يستردان من الرّزنامه الأولى حساب الشمس ، كان الأمس و الحاضر كان . . هي لا تعرفه قالوا لها : يأتي مع النهر الذي يأتي مع الفجر و كان التوأمان ضفتي نهر . . يسيران معا أو يقفان و هما . . لا يعرفان ! . . كان ذاك اليوم حقلا من ذبول وحنان و عما يقتربان و يموتان من الموت و لا يلتقيان . . هي لا تعرفه لكنها تشربه كالماء في رمل الزمان . بعد عامين من الهجرة في الهجرة ماتا في انفجار القبلة الأولى و في جثّته ، كان الزمان واقفا كالنهر في جثّته قالت له : عندي مكان . .
|
|
| |
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 16/9/2009, 03:10 | |
| 56 ـ درس من كاما سوطرابكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ انتظرها ، على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا انتظرها ، بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ انتظرها ، بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع انتظرها ، بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ انتظرها ، بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ انتظرها ، ولا تتعجَّلْ ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها فانتظرها ، وإن أقبلتْ قبل وعدها فانتظرها ، ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها وانتظرها ، لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها وانتظرها ، لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها وانتظرها ، لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً وانتظرها ، وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلي تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها وانتظرها ، ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ كأنَّكَ تحملُ عنها الندى وانتظرها ، تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلي وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما وانتظرها ، ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً وانتظرها إلي أَن يقولَ لَكَ الليلُ : لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ فخُذْها ، بِرِفْقٍ ، إلي موتكَ المُشْتَهى وانتظرها !57 ـ دعوة للتذكار مرّي بذاكرتي ! فأسواق المدينة مرّت و باب المطعم الشتوي مرّ . و قهوة الأمس السخينه مرّت . و ذاكرتي تنقرها . . العصافير المهاجرة الحزينة لم تنس شيئا غير وجهك كيف ضاع ؟ و أنت مفتاحي إلي قلب المدينة ؟58 ـ الرباط لن نفترق أمامنا البحار و الغابات و راءنا فكيف نفترق يا صاحبي يا أسود العينين خذني كيف نفترق و ليس لي سواك لعلني سئمت مقلتيك يا ظامئا إلي الأبد لعلني أخاف من يديك يا قاسيا إلي الأبد لكنني بلا أحد بلا أحد فكيف نفترق يا أجمل الوحوش يا صديقي ما بيننا سوى النفاق و الخوف متاعب الطريق البحر من أمامنا و اغاب من ورائنا فكيف نفترق59 ـ رباعيات وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي وطني يا وطني ما أجملك خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي في توابيت أحبائي أغني لأراجيح أحبائي الصغار دم جدي عائد لي فانتظرني آخر الليل نهار شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق و حبيبي لا ينام سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق و على الناس سلام أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب كل قاريء فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب قل أنا وحدي خاطيء ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية فغدي أفضل من يومي و أمسي الممر الشائك المنسي ما زال ممرا و ستأتيه الخطى في ذات عام عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا يقلع الصخر و أنياب الظلام من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال و عناق البحر و الأفق الرحيب فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف في ليالي البرد أحميك برمشي و بأشعار على الشمس تطوف أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء و عن الأطفال نحكي و غد لا نلتقي فيه خفاء و من الأفراح نبكي لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد و عيون لا تنام فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند بل سأرجوه لكي أرثي الختام لم أجد أين أنام لا سرير أرتمي في ضفتيه مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام سيدي إن شئت عشرين جنيه60ـ الرجل ذو الظل الأخضر في ذكرى جمال عبد الناصر نعيش معك نسير معك نجوع معك و حين تموت نحاول ألا نموت معك ! و لكن ، لماذا تموت بعيدا عن الماء و النيل ملء يديم ؟ لماذا تموت بعيدا عن البرق و البرق في شفتيك و أنت وعدت القبائل برحلة صيف من الجاهلية و أنت وعدت السلاسل بنار الزنود القوية و أنت وعدت المقاتل بمعركة . . ترجع القادسية نرى صوتك الآن ملء الحناجر زوابع . . تلو زوابع نرى صدرك الآن متراس ثائر ولافتة للشوارع نراك نراك نراك . . طويلا . . كسنبلة في الصعيد جميلا . . كمصنع صهر الحديد وحرا . . كنافذة في قطار بعيد و لست نبيا ، و لكن ظلك أخضر أتذكر ؟ كيف جعلت ملامح وجهي و كيف جعلت جبيني و كيف جعلت اغترابي و موتي أخضر أخضر أخضر . . أتذكر وجهي القديم ؟ لقد كان وجهي يحنّط في متحف انجليزي و يسقط في الجامع الأمويّ متى يا رفيقي ؟ متى يا عزيزي ؟ متى نشتري صيدلية بجرح الحسين . . و مجد أميّة و نبعث في سدّ أسوان خبزا و ماء و مليون كيلواط من الكهرباء ؟ أتذكر ؟ كانت حضارتنا بدويا جميل يحاول أن يدرس الكيماء و يحلم تحت ظلال النخيل بطائرة . . و بعشر نساء و لست نبيا و لكن ظلك أخضر . . نعيش معك نسير معك نجوع معك و حين تموت نحاول ألا نموت معك ففوق ضريحك ينبت قمح جديد و ينزل ماء جديد و أنت ترانا نسير نسير نسير .
|
|
| |
|