آخر فصول القصة
(نهاية الجاسوس )
في الموعد المحدد .. كان مازن قد أعد نفسه إعداداً كاملاً واستعد هو ومن برفقته من العمال الذين يعملون بالمستوطنة لوضع المتفجرات في مكانها المتفق عليه ..
وقبل أن يصلوا إلى المكان .. وحسب الخطة المرسومة له
كان هناك جيب عسكري بانتظارهم .. وافتعلت عملية ملاحقة وهمية لسيارة .. حيث التقوا بمازن ورفاقه وكأنها مصادفة .. فتم تفتيشهم تفتيشاً دقيقاً وضبطت المتفجرات والأسلحة بحوزتهم واقتادوهم جميعاً إلى السجن بما فيهم مازن ,,
دخل مازن السجن ولأول مرة في حياته .. وفي نيته الـتأثير على الأسرى بكلامه وأساطير بطولاته الوهمية ليوقع عدداً منهم في الشرك ..
كان على مازن أن يكون حذراً جداً داخل السجن .. فهؤلاء الأسرى يختلفون عن الناس العاديين خارج السجن
فلديهم من الخبرات ما يكفي لكشف المتآمرين ..
ولا بد للتنويه أن الأسرى داخل السجون كانوا على علم كامل بكل أفاعيل مازن التخريبية والتجسسية
حيث قامت منظمة التحرير بتوزيع التعميمات اللازمة للحذر منه ..
استقبل استقبالاً عادياً دون أن يوضحوا له أنهم على معرفة به .. وتركوه يتكلم بمنتهى الراحة ..
حتى يتأكدوا من شخصيته ..
ولما وردت الأنباء تتحدث عن أن مازن داخل السجن .. ووصلتهم الأخبار الدقيقة عن مواصفاته ..
عندها تأكد لهم أنه هو مازن الجاسوس الخطير .. فتم تعميم ذلك على كل من السجن لأخذ الحيطة والحذر منه
وفي إحدى الليالي .. اقترب منه اثنان من الأسرى وحشروه بزاوية من زوايا الغرفة وابتدأ التحقيق معه ..
فوجئ مازن بأنهم على علم بكل أفاعيله .. لكنه أنكر إنكاراً كاملاً لكل ما وجهوا له من جرائم ..
ولما ضغطوا عليه أثناء التحقيق .. لم يستطع بالطبع الاستنجاد بإدارة السجن لأن أمره سيكشف فاضطر للسكوت ..
ولم يمهله الشباب فترة أطول .. فعاودوا التحقيق معه .. عندها اعترف بكل ما فعل بما في ذلك عملية تسميم خزانات مدراس البنات ..
انهارت أعصابه وبدأ يبكي ويتودد لهم ويتوسلهم أن يخفوا أمره ولديه استعداد للتوبة ولخدمة الوطن
لم تنطل ألاعيبه عليهما .. فتركوه لضميره يؤنبه ليال متواصلة
فيما بعد تم استدعاؤه من قبل إدارة السجون .. والتقى جان بالطبع ..
فسأله جان : ها ماذا فعلت ؟ هل قمت بما تم الاتفاق عليه عليه ؟
مازن : أنا لم أفعل شيئاً .. لأن هؤلاء الناس يختلفون ..
جان : ألم أقل لك أن تكون حذراً
مازن : وهذا الحذر للأسف لم ينفع .. فهم على علم بكل شيء
جان : ماذا تقصد ؟
مازن : لقد اعترفت بكل شيء
جان : أيها الغبي .. وهل اعترفت بتسمسم خزانات مدارس البنات أيضاً ؟
مازن : نعم .. الموقف كان صعباً .. وهؤلاء مخيفون مخيفون
جان : أنت غبي .. تظاهرت بأنك ستوقع بهم .. أنسيت ؟
مازن : أريد أن تنقلوني من هنا .. إنهم سيقتلونني لا محالة
جان : لا تخف .. لن يقتلوك .. كن مطمئناً ..
وجرى حوار طويل بينهما ..
كانت نتيجته نقل مازن إلى سجن آخر .. ولكن هيهات .. فكل السجون على علم بقصته
وبالفعل تم نقله إلى سجن آخر .. ومن جديد تم التحقيق معه وبشكل دقيق ..
فأرسلت شيفرة من داخل السجن إلى منظمة التحرير تتضمن تقريراً عن مازن
وجاءت الأوامر بالاعدام
وبالفعل اجتمع ثلاثة من الأسرى ذوي المحكوميات العالية وتم تنفيذ حكم الاعدام به خنقاً برباط حذائه
وكان من البديهي أن تكتشف إدارة السجن إعدامه .. فتم التحقيق مع كافة الأسرى .. واتفق الثلاثة على أن يعترف أحدهم بقتله لأن مدة حكمه عالية جداً .. وتبرأ الاثنان الآخران
فكتبت قصته .. ووزعت على كافة السجون ليكون عبرة لغيره
وبهذا أسدل الستار على قصة مازن وانتهى أمر هذا الجاسوس الأخطر في حياة الشعب الفلسطيني
انتهت القصة ...
أشكركم جميعاً على المتابعة والقراءة ..