تعديلات لنموذج ماتييف Matveyev لنظرية التخطيط السنوى-المرحلي

الأشكال الثمانية التي وضعها لنا مشكوراً الأخ سفاري سفيان لتعديلات نموذج ( ماتييف Matveyev ) ونظريته التقليدية للتخطيط السنوي – المرحلي للتدريب الرياضي تتطلب منا تعليقاً تعريفياً بهذه التخطيطات والنماذج التنظيمية المتقدمة للعمليات التدريبية لكي يستفاد منها القاريء خاصة بعد أن تم تفعيل هذه الاشكال :

الشكل الأول : هو للنموذج التقليدي ونظرية ماتييف للتخطيط والتقسيم السنوي والمرحلي للعملية التدريبية , والذي نشاهد فيه منحنيات الشدة والحجم ووسائل أو تدريبات المهارات الحركية أو التكنيك الرياضي الخاص عبر المراحل السنوية . في المرحلة الإعدادية يزداد حجم الحمل التدريبي كثيراً ويقل مستوى الشدة وتنخفض نسبة تدريبات المهارات الحركية أو التكنيك . ثم يبدأ إنخفاض مستوى حجم الحمل التدريبي مع إرتفاع شدة الحمل تدريجياً , وإرتفاع مستوى تدريبات الأداء الحركي أي التكنيك أيضاً في المرحلة التالية وهي مرحلة الإعداد الخاص . ولدى بلوغ مرحلة المنافسات والسباقات نشاهد إنخفاضاً كبيراً في مستوى حجم الحمل التدريبي بحيث يقل عن 50% بينما تزداد الشدة لتصل إلى مستوى 90% في بداية هذه المرحلة , وتستمر بالإرتفاع أثناء مرحلة السباقات لتصل إلى 100% تقريباً في نهايتها نتيجة خوض العديد من السباقات . أما بالنسبة لتمارين وتدريبات التكنيك فترتفع هي الأخرى إلى أقصى حد لها في هذه الفترة مع إرتفاع الشدة , وتبلغ أقصاها نهاية الفترة أيضاً . وبعد إنتهاء مرحلة المنافسات تبدأ مرحلة الراحة الفعالة أو المرحلة الإنتقالية , التي تنخفض فيها منحنيات الشدة والحجم والتكنيك كثيراً , وغالباً ما يتم التخطيط السنوي هذا ليناسب وجود مرحلة مسابقات واحدة فقط . علماً بأن هذا التخطيط السنوي أصبح لا يناسب مراحل تدريب الأبطال والمتقدمين إلا أنه لايزال يستخدم في مراحل تدريب المبتدئين والناشئين .

الشكل الثاني : لقد تم تعديل نموذج ماتييف التدريبي التقليدي بعد الإنتقادات الكثيرة التي واجهها من قبل العلماء الروس وغيرهم . ونظراً للقصور الذي ظهر في التخطيط الأول كونه لا يعمل على تهيئة الرياضي بالمستوى العالي بشكل جيد لخوض السباقات في أكثر من مرحلة من السنة , وأن التكيفات الوظيفية للجسم لا يمكن أن تحصل إلا بإرتفاع الشدة وإتباع التمارين الخاصة أكثر من التمارين العامة . لذلك تم إقتراح هذا التعديل بالتخطيط السنوي , حيث تبدأ المرحلة الإعدادية الأولى بمستوى مرتفع من شدة الحمل التدريبي اي بحدود 80% , وحجم مرتفع التدريبات الخاصة 90% التي تهدف إلى تطوير المهارات الحركية والتكنيك , بينما يبلغ حجم حمل التدريبات العامة قليلاً وبحدود 30-40% من حجم الحمل الكلي في تلك المرحلة . وكما نشاهد بالشكل فأن مستوى الشدة ومستوى التدريبات الخاصة تظر بشكل متموج يدل على إرتفاع وإنخفاض متبادل في الدوائر التدريبية الصغيرة والمتوسطة ( microcycles , mesocycles ) بين مستوى 80 – 90 % وخلال تلك المرحلة الطويلة من التخطيط السنوي . وتبلغ الشدة ذروتها في موعد السباقات المهمة وتزداد معها وسائل وتدريبات التكنيك الخاصة وينخفض حجم حمل التدريب في أسابيع السباقات المهمة , وكذلك يصاحب هذه الزيادة إرتفاعاً كبيراً في تدريبات التكنيك والحمل الخاص بها في نهاية المرحلة . ثم وبإنتهاء مرحلة السباقات وبداية المرحلة الإنتقالية تنخفض جميع المؤشرات بشكل كبير لإتاحة الفرصة لجسم الرياضي للراحة والإستشفاء من تعب الموسم الطويل .

الشكل الثالث : يمثل مسار منحنيات الحجم والشدة ومستوى التدريبات المهارية والتكنيكية الخاصة للألعاب الفرقية على المراحل والفترات للدائرة التدريبية السنوية , ونشاهد بأن حجم الحمل التدريبي يرتفع ببداية المرحلة الإعدادية ثم يبدأ بالإنخفاض التدريجي بعد 15 إسبوعاً , ويبلغ مستوى الحجم في الفترة الإنتقالية الأولى 50% والتي تستمر 5 أسابيع , ثم يعود إلى الإرتفاع ثانية إلى مستوى 80% في الدائرة التدريبية المتوسطة الثانية لينخفض ثانية إلى مستوى 30-40% قبل مرحلة المنافسات . أما منحنى الشدة فيبدأ من مستوى أعلى من المتوسط نظراً لإرتفاع حجم الحمل عالياً هنا ثم يستمر بالإرتفاع والإنخفاض على مراحل الدوائر التدريبية السنوية المتوسطة بحيث لا تقل شدة تدريبات الفرق فيها عن 60% ولا ترتفع أكثر من 90% إلا في حالة وجود مباريات رسمية مهمة لدى دخول الفريق مرحلة المنافسات . أما منحنى التدريبات المهارية والتكنيكية وكما نشاهد بالشكل فهي أهم عامل يجب أن يراعى في هذه الخطط السنوية , حيث تقع نسب هذه التدريبات دائماً فوق مستوى 70% ومنذ بداية المرحلة الإعدادية , لتنخفض قليلاً في المرحلة الإنتقالية الأولى إلى حوالي 60% , ثم ترتفع ثانية إلى أعلى الدرجات بالدائرة التدريبية السنوية الكبرى وذلك أثناء مرحلة السباقات لوجود المباريات المهمة الرسمية والشديدة الأداء .

الشكل الرابع : يمثل هذا الشكل العلاقة العكسية بين شدة وحجم الحمل التدريبي للدوائر التدريبية الصغيرة ( microcycles ) على مسار الأسابيع للدائرة التدريبية المتوسطة ( mesocycles ) التي تبلغ 12 إسبوعاً , حيث نشاهد إرتفاعاً بالشدة متدرجاً كل 4 أسابيع ثم إنخفاضاً قليلاً بالإسبوع الخامس , مع إرتفاعاً متدرجاً ومستمراً بالشدة يقابله إنخفاضاً متدرجاً بالحجم خلال هذه الدائرة التدريبية السنوية المتوسطة , علماً بأن نهاية كل مرحلة تدريبية متوسطة يتم تقليل الشدة وزيادة الحجم

الشكل الخامس : يمثل الشكل منحنى تكيف وتأقلم أجهزة جسم الرياضي تبعاً لمراحل ودرجات شدة المقاومات المسلطة عليه بالتدريب . يمثل الخط الوسطي بالشكل المستوى الطبيعي للجسم في مقاومته لجهد الحمال التدريبية , بينما يمثل المنحنى مستوى النشاط نتيجة تأثيرات تلك الأحمال التدريبية , حيث نشاهد إنخفاضاً يطرأ على مستوى النشاط في بداية المرحلة الأولى وهي مرحلة رد الفعل التحذيري كما يطلق عليها ماتييف , ثم يرتفع المنحنى إرتفاعاً عالياً في المرحلة الثانية وهي مرحلة مقاومة الأجهزة الداخلية للأحمال البدنية و ثم ينخفض تدريجياً ثانية وبشكل سريع تحت مستواه الطبيعي ويطلق عليها بمرحلة الإعياء أي التعب الشديد .

الشكل السادس : نشاهد في هذا الشكل أسهم تعبر عن مسارات الشدة التي تتجه نحو الأعلى بعد أن تبدأ من الأسفل تماماً , وسهم الحجم الذي يتجه نحو الأسفل بعد أن بدأ من الأعلى تماماً , وهذه الأسهم تعبر عن علاقة الشدة بالحجم على مدار المراحل والفترات التدريبية للسنة أي للدائرة السنوية الكبرى وهي علاقة متعاكسة . ثم تبدأ تتغير إتجاهاتها بعد إنتهاء مرحلة السباقات والمنافسات .

الشكل السابع : بعد أن زادت الإنتقادات على نظرية ماتييف للتخطيط السنوي والمرحلي من قبل العلماء والمختصين والمدربين , حاول أن يعمل على تغيير بعض محتويات ذلك التخطيط بما يناسب المستويات والمراحل الرياضية للرياضات الفردية والفرقية . ويوضح الشكل العلاقة بين حجم الحمل التدريبي وشدته ومستوى الأداء أو الإنجاز الرياضي وفقاً للنظرية الأولى قبل التغيير . حيث نشاهد إرتفاع تدريجي بالحجم في مرحلة الإعداد ثم يتبعه إنخفاض متدرج في المراحل التالية , أما بالنسبة للشدة فترتفع تدريجياً ثم تبدأ بالتذبذب الكبير في مرحلة السباقات إرتفاعاً وإنخفاضاً وذلك وفقاً للدوائر التدريبية الصغيرة ومحتوياتها من السباقات المهمة , ثم تنخفض الشدة بعد إنتهاء تلك المرحلة . ويمثل منخنى الأداء إرتفاعاً واضحاً مستمراً منذ بداية مرحلة الإعداد إلى نهاية مرحلة السباقات ويطهر في أعلى مستواه نهاية مرحلة السباقات .

الشكل الثامن : نشاهد في هذا الشكل التغيير الذي حصل في محتويات التخطيط السنوي للتدريب لنظرية ماتييف المعدلة في حجم وشدة ومستوى الأداء والإنجاز على مسار الدائرة السنوية الكبرى , والتي سوف تتكون من دوائر تدريبية صغيرة ومتوسطة تتقارب فيها مستويات الحجم والشدة وتتبادل في إرتفاعها وإنخفاضها بدرجات لا تتباعد فيها نسب تلك المحتويات كثيراً , أي ترتفع درجات الحجم والشدة دائما فوق المستوى المتوسط , لتبلغ في مرحلة السباقات إلى الشدة القصوى والحجم دون الأقصى . بينما نشاهد مستوى الأداء أو الإنجاز الرياضي يرتفع معها بإستمرار ليصل أقصى مستوى له في نهاية مرحلة السباقات والمنافسات . ثم يتم خفض تلك المؤشرات كثيراً في المرحلة الإنتقالية أو مرحلة الراحة الإيجابية .

_________________
الدكتور أثير محمد صبري الجميلي