بعد أن استطاع جنكيزخان أن يوطد سلطانه، ويسيطر على المناطق التي يسكنها المغول، ويوحد منغوليا بأكملها تحت رايته، بدأ جنكيزخان في الصدام مع إمبراطورية عظمى في آسيا وهي الصين التي كانت تحكمها أسرة سونج، والتي كانت لا تكف عن تحريض القبائل التركية والمغولية ضد بعضها؛ كي ينشغلوا بأنفسهم وتأمن هي شرهم.
فأراد جنكيز خان أن يضع حدًا لتدخل الصينيين في شئون القبائل المغولية، وفي الوقت نفسه تطلّع إلى ثروة الصين وكنوزها، فاشتبك معها لأول مرة في سنة (608هــ= 1211م)، واستطاع أن يحرز عددًا من الانتصارات على القوات الصينية، ويُخضع البلاد الواقعة في داخل سور الصين العظيم، ويعين عليها حكامًا من قِبله.
ثم كرر جنكيز خان غزو الصين مرة ثانية بعد أن حشد لذلك جموعًا هائلة سنة (610هــ = 1213م)، لكنه لم يحرز نصرًا حاسمًا، ثم جرت محاولة للصلح بين الطرفين، لكنها لم تفلح، فعاود جنكيز خان القتال، واشتبك مع جحافل الصين التي لم تكن قد استعدت للقتال، وانتصر عليها في معركة فاصلة، سقطت على إثرها العاصمة الصينية بكين في سنة (612هــ= 1215م) وقد أحدث سقوطها دويا هائلا، مما أثار مخاوف الممالك الإسلامية التي آوت الفارين من طغيان جنكيز خان، وقد أظهرت المعارك التي خاضها جنكيزخان ما كان يتمتع به الرجل من مواهب عسكرية في ميادين الحرب والقتال.
lite.islamstory.com