التنميه البشريه في السنة المحمديه

الاسلام يحث على تدريب النفس و تطوير اخلاقها :

و في سياق تطوير الذات حث الاسلام على الرقي بالنفس و روج لحسن الطباع قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)) رواه أحمد
فقد حث الاسلام على مكارم الاخلاق في عده مواضع
كقوله صلى الله عليه و سلم : ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم )) اخرجه مسلم
و قوله صلى الله عليه و سلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) متفق عليه
و قال صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)) اخرجه احمد و الترمذي

و قبح الاسلام كل الخصال السيئه و ذمها
كقوله صلى الله عليه و سلم : ” الحَسَد يأكُلُ الحَسَنات كَما تأكُلُ النّارُ الحَطَب ” (أخرجه أبو داود وإبن ماجه)
و قوله:” إيّاكُم والظَن ، فإنّ الظَنّ أكذَبُ الحَديث ” متفق عليه
و قال سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم " لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قلبه مثقالُ حَبّة من خَردَل من كِبر ، ولا يَدخُلُ النارَ مَن كانَ في قَلبه مثقالُ حَبَّة من خَردَل من إيمان " رواه مسلم
و قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه)) اخرجه مسلم .

و الاحاديث و الايات كثيره تحثنا على الرقي بأنفسنا من دنو الدنيا الى علو الاخرة و نفي كل ماهو بذئ من خلق او قول او عمل.

الاسلام يشجع على العلم :

ان من اسباب تطوير الذات هو تثقيفها و تهذيبها بعلم الدين و الدنيا, و قد اتت التكنلوجيا لترفع قبعه علوم العصر امام اعجاز القران و السنه في المجالات العلميه , فكل يوم نكتشف صوره من صور الاعجاز العلمي الذي يؤكد لنا ان الاسلام هو دين العلم و الرقي الثقافي , و في هذا السياق حثنا ديننا على طلب العلم الشرعي و علم الدنيا في عده مواضع في الكتاب و السنه
كقوله صلى الله عليه و سلم : «من سلك طريقا يلتمس فيه علما فإن الله يسهل له بذلك طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه» (رواه الإمام مسلم).
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم»
ويقول الله تعالى «قل انظروا ماذا في السماوات والأرض» (سورة يونس: آية 101).
ويقول أيضاً: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد» (سورة فصلت: آية 53).
ويقول «فلينظر الإنسان إلى طعامه» (سورة عبس: آية 24)
و يقول الله تعالى «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور» (سورة فاطر: الآيتان 26 و27)

مرونة الاسلام

لما كان الاسلام منهاج و طريقة حياة يأمر متبعيه بالعيش وفقه ممتثلين لأوامره مجتنبين لنواهيه , فأنه و كأي نظام اخر يجب ان يكون مرن في تعاليمه و كيفيه تنفيذها , و المرونه لاتعني تغيير الثوابت و النصوص الشرعيه او التنازل عن اصول الدين بل هي صوره من صور استيعاب الدين لمتغيرات العصر و حوادث الساعه التي تتطلب حكما خاصا , ما يسهل تطبيق شرائع الدين .
و من صور مرونه الاسلام
1-ان الاسلام قد شرع التوبه لكل عاص فلم تكن العقوبه مباشره بعد المعصية فقد اوجد الاسلام فرصه الانابه للعاصي ,بل انه يبدل سئاته حسنات قال تعالى : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران:133]
2- الاسلام كان قد شرع العذر للمضطر ,فقد عذر المريض و المسافر من صيام رمضان , و اباح للمضطر اكل الميته في حال خشيه الهلاك , و شرع قضاء الصلاة لمن فاته وقتها بعذر , و عفى عن النسيان , و كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قد سامح سيدنا عمار بن ياسر الذي اكرهه الكفار على سب الرسول و الكفر فأتى المصطفى باكيا يسأله ان يسامحه فقال له صلى الله عليه و سلم : "ان عادوا فعد" و انزل الله فيه قوله سبحانه : { مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النحل : 106
3-الاسلام امر متبعيه بتقوى الله قدر المستطاع قال جل وعلا: {فاتقوا الله ما استطعتم} , فلم يشق الاسلام على متبعيه و لم يصعب عليهم امر دينهم , و لاتعني التقوى على قدر الاستطاعه التقصير بل تعني لا نكلف انفسنا فوق طاقتها دون افراط او تفريط

رابعا : الرسول في مجالات الحياة

الرسول قائد الدولة:

لقد ضرب سيدنا محمد اروع الامثله في قياده الدوله و تسير شؤونها , لقد خلق المصطفى من مجتمع الجزيره العربيه البدوي الذي يتركب من وحدات قبليه متناحره مجتمع مدني متحضر يسير وفق انظمه مستنبطه من قواعد الاسلام , كانت هناك القوانين و التشريعات و القضاء العادل المتنفذ عى كافه فئات الشعب دون استثناء , كقصه المرءه المخزوميه التي قضى المصطفى بقطع يدها فأتى قومها يردونه عن حكمه فقال قولته صلى الله عليه و سلم :" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت؛ لقطعت يدها" , و في الجانب الاخر كانت هناك الاداره العامه لأمور الدوله التي تمت من خلال توحيد الصفوف بالمؤاخاه و من ثم عقد الصلح و الاتفاقيات مع الجيران و هو ما فصلناه في فقره التخطيط الاستراتيجي

الرسول رجل الجيش :

اننا كلما نتذكر شخصيه الحبيب او يذكر اسمه بجانبنا فأول ما يخطر ببالنا هو رحمته و طيبته صلى الله عليه و سلم , الا انه صلى الله عليه و سلم كان رجل حرب و قتال متى ماكان ذلك في سبيل الله و في وجه الذين يكفرون و يصدون عن طريق الحق , لم يكن صلى الله عليه وسلم امبراطور يأمر الجيش بالخروج و ينتظر نتيجه المعركه و هو متكئ على عرشه يتمتع بزينه الدنيا بينما يتمنى رجاله قطره ماء في وقت تكسوا فيه اجسادهم الدماء و يحدق بهم الموت من كل مكان , كان صلى الله عليه و سلم قائد الجيش و المخطط الحربي فيه , وفي سيرته العطره الكثير من الغزوات التي كان فيها صلى الله عليه و سلم خير قائد و اعظم مخطط, و الجدير بالذكر ان المصطفى صلى الله عليه و سلم جلب الى ساحه المشرق العربي الكثير من التكتيكات العسكريه و الخطط التي لم يكن لها محل من الاعراب في جمل الحرب العربيه فقد اعتاد العرب على ان يخضوا حربا تكون فيها قوه الرجال هي الفيصل من دون تكتيكات مسبقه مبنيه على معلومات استخباراتيه.

في غزوة بدر قام المصطفى صلى الله عليه و سلم برفقه الصدّيق رضي الله عنه بأستكشاف مواقع العدو و ارسل كلا من حمزة وعليا وسعد بن أبي وقاص وعبيدة بن الحارث، في حملات أخرى لاستكشاف أخبار العدو بينما كان عمه العباس يقوم بدور عين المسلمين في مكه .

وقام صلى الله عليه و سلم بأستخدام الحرب النفسيه ضد قريش في فتح مكه عندما امر كل جندي من جنود جيشه بأن يشعل نار حيث اصبح الجبل كله مضئ فتوهمت قريش ان عدد المسمين يفوق عددهم الحقيقي بكثير و هكذا سلموا و من دون قرعه سيف .

و على صعيد الاسلحه فقد كان المصطفى اول من ادخل المنجنيق الى جزيره العرب ما يمكن تصنيفه حينها بالثورة عسكرية , اما عن التكتيك العسكري فقد برع فيه المصطفى صلى الله عليه و سلم واذكر لكم خطته في غزوه بدر على سبيل الذكر المثال و ليس الحصر فقد وصل المسلمون الى موقع المعركة و امر النبي صلى الله عليه و سلم اصحابه بردم الابار حتى اذا وصل المشركون لم يجدوا ماء فيصابون بالعطش ما يؤثر على قدرتهم على القتال و هنا تصبح كثره جنود قريش عله عليهم اذ ان المؤونه سيتم استهلاكها في وقت اقصر و لاسيما الماء و هكذا انهار جيش المشركين امام جيش يبلغ ما يقارب ثلثه فقط بفضل تكتيك عسكري محمدي , و في السيرة قصص اخرى تبرز عبقريه محمد كرجل حرب محنك

الرسول رجل العلم و الطب

محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل الدين و السياسه كان في حياته متسع للطب , و لعل الطب النبوي لا يزال و الى زماننا هذا ذو شعبيه و اقبال بين الناس على الرغم مما توصل اليه العلم من وسائل حديثه للتشخيص و العلاج ,و ان ما يمسى في يومنا هذا بالطب البديل هو في الاصل من الصين و من المصطفى صلى الله عليه و سلم , و في حاضرنا اصبح هذا العلم تخصص علمي بحد ذاته تجرى فيه الكثير من الابحاث و الدراسات من قبل اكبر المتخصصين في العالم

الرسول رجل العائلة :

كان رجلا مشغولا بامور الدعوه تملئ وقته شؤون الدوله باله مهموم بحمايه المسلمين من اي هجوم منتظر او خيانة متوقعه طاقته مركزه على امور القضاء و الحكم , انه رجل اشتغل باله بعظام الامور لكنه لم يترك ابسطها , فكان اعظم رجل في معاملته لأهل بيته , كان حضن دافئ كان ينبوع محبه و نهر عطاء لا يجف , ففي الوقت الذي يعجز فيه الكثير من الرجال من اعطاء امراءه واحده حقها فأن المصطفى قد اعطى احد عشر مرأه حقهن و عدل بينهن خير عدل فقد كان اذا زار واحده منهن زار الاخريات و اذا اعطى احداهن شيئا اعطاهن مثل ما اعطاها , حتى انه كان يستغفر ربه لعدم قدرته على المساواه بينهن في الحب و ذلك من شده حرصه على العدل بينهن و لو بالامور القلبيه , لم يكن المصطفى رجلا يقهر نسائه او ديكتاتورا في بيته فقد كان يستشير زوجاته حتى في امور الحكم , فتلك امنا ام سلمه التي استشارها يوم الحديبيه عندما امر القوم بالنحر و الحلق فلم يلبوا فأشارت عليه بأن يهم هو اولا فأنهم اذا راؤوه فيسفعلوا كما فعل , و قد كان المصطفى يساعد زوجاته في امور التدبير المنزلي و يعتبر ذلك من خير الخصال في المرء , الا ان اجمل ما في خلقه مع اهل بيته هو مرحه معهم , ان المرء منا اذا جلس مع اهل بيته قابلهم بوجهه العبوس و اراد ان يكون له هيبه و سطهم و اذا خرج الى الشارع رائيته ينزع عنه ثوب الوقار , الا ان حبيبنا محمد كان عكس ذلك فكان يلاعب زوجاته و يمرح معهن , و هاهي تلك قصته مع امنا عائشه تروي اساعده لأهل بيته , فقد طلب منها المصطفى ان تسابقه فسبقته فترصد لها في مناسبه اخرى حتى اتت و هي تحمل اللحم في يدها فسابقها و سبقها فضرب بين كتفيها و قال هذه بتلك . و في دور الابوه كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم اشد الاباء حبا لأولاده و اشفقهم عليهم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولد لي الليلة غلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم ، ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي، فضمه إليه ، وقال ما شاء الله أن يقول ، قال أنس : لقد رأيته وهو يكيد بنفسه - أي يجود بها في النزع الأخيرللموت- بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون) رواه مسلم , المصطفى اكثر الناس ايمانا بقدر الله و قضائه و اكثر الناس رضا بما قسمه له الله في الدنيا تدمع عيناه , فهذه عاطفه الاب الذي يرضى بالقدر لكن حزنه شديد بفقدانه من يحب , و كان صلى الله عليه وسلم يلاعب ابنته فاطمه الزهراء فيحملها و يرميها الى السماء ثم يمسكها و يعيد الكرة و هو يسميها بالريحانه ,و كان يحب احفاده و يعطف عليهم فلما أرسلت إليه إحدى بناته صلى الله عليه وسلم ، عند وفاة صبي لها ، ودفعت به إليه ، وهو يلفظ أنفاسه الاخيره ، وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في حجره ، وأشفق عليه ، ( ففاضت عيناه ، فقال له سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري ومسلم , و كان يحب حفيديه الحسن و الحسين اشد الحب , فبينما هو يخطب على منبره خرج الحسن و الحسين من حجر النبي و تعثرا على الارض فينزل المصطفى الحنون من على منبره ويحتضنهما في حضنه الكريم و يصعد بهما معه على المنبر , وذات مرة و هو يصلي صلى الله عليه و سلم زحفت اليه احدى بنات بناته و هي تبكي فلم يدعها المصطفى تجلس على الارض و هي تنظر اليه باكيه فحملها و هو يصلي فكان اذا قام حملها و اذا ركع او سجد وضعها على الارض و عندما يقوم يحملها من جديد , فيالينبوع المحبه المحمدي الرجل العظيم الذي يهابه العظماء رجل الدوله كان ابا و كان زوجا و كان جدا و قريبا يغدق اهله بحبه و حنانه ,فما اعظمه من اب و زوج و قريب

الرسول خير صديق :

رب اخ لم تلده لك امك , مثل عربي من جمله الامثله التي تصف الصديق , و في عهد النبوه كان للصحابه الحظ الاعظم اذ كان محمد ابن عبد الله صلى الله عليه و سلم هو اخوهم الذي لم تلده لهم امهاتهم , افلا يكفي انه بذل جهده ليدعوهم الى الاسلام و ينجيهم من النار ؟ , لقد كان المصطفى يعامل اصحابه خير معامله عاملها انسان لأنسان منذ ان هبط ابونا ادم الى الارض , فكان اذا استوقفه احد للكلام يستمع اليه و لا يستعجله او يحتقره , و كان يقف مواجها له و ينظر اليه و ان كان شخصا بسيطا , و على الرغم من كونه حاكم الدوله و القائد الاول الا انه لم يكن يحب ان يتميز عن اصحابه فقد كان عليه الصلاة والسلام مرة في سفر مع جماعة فلما حان موعد الطعام ، عزموا على إعداد شاة يأكلونها . فقال أحدهما : علي ذبحها . وقال الآخر : علي سلخها . وقال الثالث : علي طبخها فقال النبي عليه السلام : " وعلي جمع الحطب !" فقالوا : يا رسول الله ، نحن نكفيك العمل فقال : " علمت أنكم تكفونني ، ولكنني أكره أن أتميز عليكم ، وأن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه مميزا بين أصحابه , و كان يجبهم يؤثرهم على نفسه ففي غزوه الخندق بلغ الجوع بالصحابه اشده فأتوا الى النبي يشكون اليه جوعهم و كان صلى الله عليه و سلم اشد جوعا منهم و لما رائ سيدنا جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما حالة المصطفى انطلق الى بيته ليتفقد ما لديه فوجد دجاجه و القليل من الشعير و امر زوجته بطبخه و دعا المصطفى لتناول الطعام الا ان الحبيب رفض ان يأكل لوحده و يلفي اصحابه وراءه جواعى فطلب منه ان يدعوهم للطعام فبارك الله الطعام و اكلوا جميعا حتى شبعوا , و كان يسميهم اصحابه و يحرص على ان لا يجرح احدهم و ان كان مخطأ فكان اذا اخطأ احدهم يصعد الى المنبر ليبين خطأه و يقول مالي ارى قوما يفعلون كذا و كذا فكان لا يسميهم ,حرصا منه على عدم التشهير بهم , كان ارحم الناس بأصحابه و كان يشجع على التراحم فقال صلى الله عليه و سلم : "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "رواه أبو داود ، والترمذي ، وصححه الألباني ,و كان يحبهم اشد الحب و مستعد ليفديهم و لو بروحه ففي يوم الحديبيه ارسل رسولنا الكريم سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه ليفاوض قريش ولما وصلت الاخبار الى مخيم المسلمين بان عثمان قد قتل قام صلى الله عليه و سلم و همّ بعقد بيعه الرضوان على ان يقاتلوا و هم لم يكن معهم سوى سلاح المسافر و لم تكن معهم مؤونه تكفي لأقامه الحرب و القتال ناهيك انهم كانوا مع عوائلهم , الا ان حبه لأصحابه كان فوق كل اعتبار , فيالحظ اصحاب محمد بمحمد .

=================

انه رسول الله خير من سار على الارض , انه المصطفى الذي اصطفى الله فيه خير الخصال و طهّره من شرها , رسول الله الرجل العظيم النبي , القائد , المعلم , الصديق , الشفيع , الاب , الزوج و الجد , شخصيه متكامله ارتقت عن خبث النفوس اليشريه عندما ارتقت عن الدنيا بالاخره , شخصيه كان عنوانها الايمان , الجد ,الحب و الرحمه ,ذاك رسول الله ’قال تعالى :{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21).