التنميه البشريه في السنة المحمديه

التنميه البشريه في السنة المحمديه

اتنشرت الكثير من العلوم التي تعنى بمجالات دراسه النفس البشريه و الطرق المثلى لتنميتها و تطوير مهاراتها , و تحسين قدرات الاتصال بين الانسان و نفسه و بينه و بين الاخرين , و ذلك تحت مسميات عديده كالتمنيه البشريه , علم النفس , فن الاتصال و البرمجه اللغويه العصبيه .
هذه العلوم تلقى اقبال و تحظى استحسان كبير لدى الناس, ذلك محصله لطبيعه الانسان التي فطره الله عليها كونه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش من دون الاخرين , فذلك سيدنا آدم عليه السلام الذي كان في نعيم الجنه الا انه كان حزينا الى ان خلق له الله امنا حواء تشاركه حياته .
و كان الانسان دائما في صراع و سعي لأجل تطوير الذات و تحسينها ما يجعله دائم التلهف و السعي لتحقيق هذه الغايه.
هذه الاسباب وغيرها كانت السر الكامن و راء النجاح و الجدال الذي يحيط بهذه العلوم الاجتماعية.
ومن يتأمل في سيره الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ليجد الكثير من المواقف التي تستحق ان يقف عليها و يتأملها قال تعالى :{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21) .
واسأل الله ان يوفقني لعرض بعض هذه المواقف من سيرته العطره .
الا اني و قبل ان ابدء فأني احب ان اذكر نفسي و اياكم بشئ مهم و هو اننا لا نقارن بين منهج علوم التنميه البشريه و بين افعال الرسول و ذلك لما تحتويه هذه العلوم من افكار و معتقدات غنوصيه و ميتافيزيقيه و فلسفات طوباويه و كنوفوشسيه , فلا نريد ان نصيّر النبي صلى الله عليه و سلم استاذا في التنميه البشريه و نصيّر رساله الاسلام رساله فلسفيه روحيه مستمده من الينج يانج و غيرها من فلسفات الشرق , فأسلوب المصطفى علم مستقل بحد ذاته و هو ما يندرج تحت راية السنه النبوية الشريفة , والتي هي اقوال و افعال الرسول الكريم , فلا نريد ان نخرج افعاله من دائره سنته و نجعلها في دائره علوم اخرى كما فعل المستشرقون الذين صيروا سيدنا محمد عظيما و صيّرو دينه مجموعه افكار مستمده من التوراه و الانجيل , و بياض القول ان السنه هي من العلوم المقدسه الكامله التي ليس فيها نقصان فلا يجوز ان نقارنها بأي علم دون القرآن الكريم و انما هدفنا يجب ان يكون دراسه السنه لتعميق معرفتنا به صلى الله عليه و سلم ما يجعلنا نحبه و نعرف كيفيه الكينونه على سنته مستعينين بالادوات العلمية المساعده , و اسأل الله ان يوفقني لذلك و ان يغفر لي خطئي "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ " هود 88.

اولا: فن التأثير و الاتصال عند المصطفى

مما تعنى به هذه العلوم هو فن الاتصال , و الاتصال هو فن التواصل مع الاخرين سواء كان من خلال فهم افكارهم او توصيل افكارك اليهم , و في هذا الصدد اورد لكم قصه في حياه الحبيب تظهر فنه في الاقناع

الموقف الاول:

عن أبي أمامة قال :
إن فتى شابا اتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنى . فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا مه مه ! فقال : ادنه . فدنا منه قريبا . قال : فأجلس . قال أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء . ( وسنده صحيح ) .

الوقفه :

في هذا الموقف اتى شاب الى النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه الكرام و تجرئ على ان يطلب مثل هذا الطلب من اعف الناس !!!, عندها همّ الصحابه بزجره و ثار غضبهم عليه و رده الفعل هذه تبدو طبيعيه ,اذ انه و من الغريب جدا ان تأتي الى مجلس ذكر و تطلب الاذن بالمعصيه , الا ان الحبيب صلى الله عليه و سلم كان له موقف اخر يستحق التحليل :
1- دعونا نراجع الموقف و نتخيل لو ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان قد سمح للصحابه بالثور على الشاب او امرهم بضربه فما كان يمكن ان تصير اليه الامور؟ , بالتأكيد كان الشاب ليخرج مقطب الحاجبين و يهم بفعل المعصيه , الا ان نبينا محمد لم ينظر الى الامر من منظوره الشريف بل نظر اليه من منظور ذلك الشاب , و رؤيه اسباب و نوايا الافعال لدى الاخرين تساعد دائما على فهم المشكله و بالتالي حلها و معرفه كيفيه معالجتها , بل و هي من ابرز اسرار و مفاتيح فن الاتصال .
2- لقد طلب النبي صلى الله عليه و سلم من الشاب ان يدنو منه و اجلسه بجواره , هذا الطلب يكسر حاله الغضب لدى الشاب الثأر المطالب بكسر القواعد و الثوابت , فتقريب الشخص منك دليل على المحبه و الناس تسمع كلام من تحب .
3-في الخطوة الاولى قام النبي صلى الله عليه و سلم برؤية الموقف من منظور الشاب مما اوصله الى فهم شعوره الا ان هذا ليس بكاف لأقناع الشاب و اعداله عن قراره فكان لابد من ان يجعل الشاب يرى الموقف من وجهه نظر الطرف الاخر , و هذا ماحدث فقد صور له الزنى يقع بأهله و سأله ان كان يرضيه ذلك و هذا السؤال نقل الشاب من موقع الفاعل الى موقع المفعول به و تكرير لسؤال للشاب نقل احساسه من احساس الرغبه في الزنى الى الرغبه في العفه .
صلى الله عليه و سلم

الموقف الثاني:

في غزوه حنين تمكن جيش المسلمين من قلب مجريات المعركه و تحقيق الانتصار , و جنى المسلمون جبال من غنائم هوازن و ثقيف , و قد توقف المسلمون بقياده الحبيب صلى الله عليه و سلم في الجعرانه حيث قسموا الغنائم , و عند التقسيم اكرم المصطفى الامين صلى الله عليه وسلم المؤلفه قلوبهم بسخاء شديد فقد اعطى ابا سفيان_ و قد كان حديث عهد بالاسلام_ أربعين أوقية ومائة من الإبل و اعطى ولديه يزيد و معاوية مثله , وأعطى صفوان بن أمية مائة من الابل و كذا الحارث بن الحارث بن كلدة , حتى اشيع في الناس ان محمد يعطي عطاء من لا يخاف الفقر ! ما دفع بالنصارى الى الاستغراب فوقف بهم و خطب بهم خطبه ادمعت اعينهم و اثلجت صدورهم التي ملأها حبه صلى الله عليه و سلم و اغناهم بها عن كنوز قارون .

الوقفه :

ان الناظر الى القصه ليقول ان الانصار بالاخص و المسلمين القدامى بشكل عام هم الاحق بالنصيب الاوفر من الغنائم , ذلك بأنهم اتبعوا الرسول منذ فجر دعوته و عندما كذبه قومه الذين جاد معهم في توزيع الغنائم بعد ما قاتلوه و اصابوا من اصابوا من اصحابه بالقتل و الجراح , الا ان ديننا هو دين تجميع و ليس فرقه , هو دين تسامح و ليس حقد , هو دين رحمه و ليس دين بغضاء , فبمجرد اسلام المرء يغفر له الله ما تقدم من ذنوبه قبل ان يمن عليه بنعمه الاسلام , افلا نسامحه نحن و قد سامحه الله ؟و هذا كان الانطباع الاول الذي خلقه المصطفى صلى الله عليه و سلم , اما بالنسبه للمؤلفه قلوبهم فقد اعتادوا على ان يروا ان الاسلام يجعل متبعيه يتخلون عن كل مالديهم من مال او متاع و يضحوا به لأجل الدين , فخلال سنوات قتالهم للأسلام شاهدوا الكثير من الصحابه يهاجرون هم و اطفالهم الى الحبشه او المدينه تاركين اموالهم و اعمالهم و راحلين بأتجاه مستقبل مجهول و فقر دائم , و خير دليل على ذلك ما حدث لسيدنا مصعب ابن عمير رضي الله عنه الذي كان فتى قريش المدلل قبل الاسلام, يتزين بأرقى الزينه و يلبس احسن الثياب و صار فقيرا كادحا بعد اسلامه , ان هؤلاء حديثي العهد بالاسلام يصعب عليهم ان يفهموا حلاوة الايمان و هم مازالوا في ابجديات الدين , و من هذا المنطلق كان لابد ان يغير المصطفى نظرتهم عن الاسلام بأنه يجلب الفقر الى صاحبه و انهم بأسلامهم قد يخسرون ثرواتهم , فيالحكمه المصطفى صلى الله عليه و سلم , ناهيك ان الكثير منهم كان عدوا شديد العداوة للأسلام قبل ان يدخل في الاسلام وهذا مما غفره الله فكان لابد ان يظهر لهم سيدنا محمد صل الله عليه و سلم بوادر الود و الصفاء و ان ما بينهم قبل الاسلام دفن لحظه تلفظهم بالشهاده , فكان سخاؤه بالغنائم عربون اخوه و محبه .

ثانيا : التخطيط الاستراتيجي المحمدي

انه لمن الصعب ايجاد صيغه علميه اوفلسفيه محدده لحصر مفهوم التخطيط الاستراتيجي ضمن سياق مضمارها المعني , حيث ان هناك عده تعريفات مستنده الى ايدلوجيات و ثقافات متنوعه و كلها تتفق على ان التخطيط الاستراتيجي بمفهوم عام شامل هو طريقه لتحقيق الاهداف بعيدة المدى من خلال الدراسه التفكير بكيفيه الوصول الى الهدف وذلك من خلال تقسيمه الى مراحل ضمن جداول زمنيه مع وضع كافه الاحتمالات و العقبات .
و من خلال هذه الطريقه يتمكن المرء من تحقيق الاهداف طويله المدى خلال برنامج مدروس
و ديننا الاسلامي يحثنا دائما على الاخذ باسباب النصر و التوفيق قال تعالى :" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم" الانفال 66

و سيره الحبيب هي خطه استراتيجيه بعيده المدى جرى تنفيذها طوال فتره زمنيه امتدت لأكثر من عشرين سنه من العمل المتواصل و تخللتها عده مراحل بتخطيط منه صلى الله عليه او توجيه و امر رباني .

اول مرحلة : الدعوه بالسر

كانت خطوته الاولى ان يبدء بالدعوة سرا , و يجعل اول من يدعوهم المقربون منه من اهله و صحبه , حيث انزل الله امره على المصطفى قال تعالى : "و انذر عشيرتك الاقربين"( الشعراء : 214) .
و قد كانت سيدتنا خديجه بنت خويلد اول من اسلم , و كان الصديق اول الرجال اسلاما , و كان علي بن ابي طالب اول الصبية اسلاما و كان زيد بن الحارثة اول من اسلم من الموالى.
وقد اثمر اسلام هؤلاء اسلام كلا من عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، الذين دعاهم ابوبكر الصديق وأتى بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا. ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وسعيد بن زيد العدوى، وأبو سلمة المخزومى، وخالد ابن سعيد بن العاص، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبيد الله، والأرقم بن الأرقم. وكل هؤلاء من بطون قريش. ومن غيرهم صهيب الرومي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفارى، وعبد الله بن مسعود....
استمرت هذه المرحله ثلاث سنوات يدعوا فيها النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه الكرام رضي الله عنهم الى دين الحق ما قوى شوكه الاسلام في مكه و اكسى عظمه لحما .
ان الدعوه السريه اتاحت للأسلام ان ينتشر بهدؤ بعيد عن مسمع و مرء اعداء الحق , فلو كان الاسلام بدء منذ اول فجره بالدعوه العلنيه لكانت مشكاته لتنطفئ قبل ان يضئ زيتها , ناهيك ان مرحله الدعوه السريه كانت مهمه لأكساب الرسول عليه افضل الصلاة و التسليم الثقه و الخبره اللازمه للأستمرار في الدعوه و اعطاء اتباعه مده زمنيه كافيه ليصل ايمانهم الى الدرجه المطلوبه للبدء بالدعوة الجهرية

ثانيا : الجهر بالدعوة :

بعد ثلاث سنوات من الدعوه السريه تزايد عدد المسلمين و تواجد رجال من خيره اهل قريش امثال ابي بكر و عثمان و غيرهما ممن كانت لهم مكانه في مكه نزل امر الله بالجهر بالدعوه لينسخ الامر السابق بالسر بها قال تعالى :" فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ" {الحجر:94}
و كان لابد من بدايه الجهر بالدعوه اذ ان الاسلام لكي ينتشر يجب ان يواجه كل المعتقدات الراسخه في اذهان الناس و يبدلها بالذي هو خير منها , و بقاء الدعوه على المستوى السري يجعلها اقل من ان تواجه ما هو موجود من معتقدات ذلك لأن الاختباء و السر دليل الضعف و لما صار الاسلام قويا وجب الجهر به .
و يروى ان الرسول صلى الله عليه و سلم جمع وجهاء قريش و اهلها الى الكعبة فلما حضروا دعاهم الى صراط الحق فكان رد عمه ابو لهب ان قال لخير الخلق : "تبا لك الهذا دعوتنا !" فأنزل الله قوله تعالى :" تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" الى اخر سورة المسد , و قد تعرض المسلمون في هذه المرحلة للكثير من الاذى و التعذيب و كان متوقعا من كفار قريش ان يكيدوا بالاسلام و يحاولوا انهاءه , الا ان الاسلام كان هنا قد تفشى وصعب استأصاله من الجسد القرشي , و يمكننا ان نستنتج من اذى قريش و انشغالهم بالقضاء على الاسلام ان الاسلام صار ذو شأن في قلب مجتمع لا يدين الا بعباده الحجر و التمر , و قد بدء الاعداد للمرحله الثالثه من الدعوه عندما التقى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بسته رجال من الخزرج و هم من عرب يثرب التي كانت تمزقها فتن اليهود التي تأكل نيرانها ابناء قبيلتي الاوس و الخزرج, و في السنه الحاديه عشر من بعثته صلى الله عليه و سلم تمت بيعه العقبه الاولى بحضور اثني عشر رجلا من الاوس و الخزرج وارسل مصعب ابن عمير معهم ليعلمهم الاسلام ,حكمته صلى الله عليه و سلم تجلت شمسها بأختياره لمصعب ليكون مبعوثه الى المدينه لنشر الرساله فقد كان مصعب ابن عمير فتى قريش المدلل قبل اسلامه موقع مصعب ضمن الطبقه العليا اتاح له ان يكون شخص ذو اطلاع و سعه علم بالناس, ناهيك عن شخصيته الهادئه التي تتناسب مع نوع المهمه التي وكل بها ,و اثمرت دعوته ثمره طيبه اذ عاد رضي الله عنه في السنه التاليه و معه وفد من ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان و تمت بيعه العقبه الثانيه

ثالثا : الهجره الى يثرب و بدايه دوله الاسلام

يقال ان النار قبل ان تنطفئ تزداد توهجا , و كذا عندما اشتد اذى قريش بالصحابة جاءت ساعة نهايته بهجرة نبينا صلى الله عليه و سلم و معه ابوبكر الصديق الى المدينه المنوره , و كان المصطفلى صلى الله عليه و سلم قد اخذ بأسباب الهجرة من التخطيط و التكتيك , في هذه المرحله تحولت الدعوه الاسلاميه و الوضع الاسلامي من رساله روحيه الى نظام حياتي متكامل يتضمن تنظيم كافه جوانب و بدءت ملامح الاسلام تطبع على كافه مجلات الحياه , فعند وصوله الى المدينه كانت اول خطواته بناء المسجد النبوي الشريف , ان المسجد لم يكن مجرد دار للعباده و اقامه الشعائر الدينيه فببنائه لمسجده النبوي الشريف كان صلى الله عليه و سلم يبني مركز قياده الدوله , فالمسجد كان دار عباده , مركز قياده لدوله الاسلام و اداره شؤونها و مركز تعليم لتعاليم الدين , بعدها هم صلى الله عليه و سلم بالمؤاخاه بين الانصار و المهاجرين بعدما كان قد اصلح ذات بين الاوس و الخزرج , و هنا قام المصطفى بتوحيد المجتمع و صهره في قالب واحد ملغيا كل الاختلافات العرقيه و القبليه و معمما لصفه التوافق الديني على الاسلام , قال تعالى في الانصار :" وَالّذِينَ تَبَوّءُوْا الدّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ـ سورة الحشر/9 , و قد قام صلى الله عليه و سلم بمعاهده اليهود الذين كانوا جيرانهم في المدينه , و قد كان بحاجه الى تأمين حدود المدينه لأنه كان يعلم ان هجرته لن تمنع قريش من مهاجمته فكان لابد من حمايه الظهر من اي غدر محتمل

رابعا : تشريع الجهاد :

عندما اشتد اذى المشركين بالمسلمين امرهم الله بالهجره لكن الهجره لم تكن تعني نهاية الاعصار القرشي فقد بدؤ يواجهون الاسلام بقوه السيوف و عندها اذن الله للمسلمين بقتال قريش و الجهاد في سبيله قال تعالى:" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير". و كانت تلك مرحله جديده في الدعوه اذ انتقل المسلمون من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم و من الفرار الى المقابلة و هنا يتجلى لنا ان الاسلام قد وصل الى مستوى قريش اي انه صار مماثلا لها في القوه و الانتشار , لأن المواجهه تكون عده بين قوتين متكافئتين .و قد استمرت الحرب بين المسلمين وقريش الى ان تم صلح الحيبيه .
غزوات الرسول : غــــزوة بـــــــــــدر, غـــزوة أُحُــــــــد, غــــزوة ذات الرقــــــاع, غــزوة بني النضير, غــزوة بني قينـــقاع, غزوة خيبر, غـزو بني قريظـة, غــزوة الخـــندق, غزوة تبوك, غزوة الطائف, غزوة مؤتة, غزوة حنين, فتح مكة.

خامسا:صلح الحيبيه قمه التخطيط و الاستراتيجيه المحمدية

ان كل من قسم مراحل الدعوه يدرج صلح الحيبيه في مرحله الدعوه في المدنية الا ان هذا الصلح يمكن ان يكون مادة كامله لدراسه الفكر المحمدي , في صلح الحيبيه تجلت للكل عبقريه رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم في نظرته طويله المدى .
عندما خرج المسلمون لأداء العمره بلغهم ان قريش تعد العده لمواجهتهم و عندها قال نبينا محمد صلى الله عليه و سلم كلمه هي مفتاح صلح الحديبيه :" يا ويح قريش ! لقد أهلكتهم الحرب. ماذا عليهم لو خلو بيني وبين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ،وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة. فما تظن قريش؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة".
ان هذه الكلمه هي كلمه السر في صلج الحديبيه و هي توضح سبب قبول النبي صلى الله عليه و سلم لشروط الصلح الغير منصفه , فلما وصل لقريش أخبار بيعة الرضوان خافت قريش خوفاً شديداً فقالوا نريد الصلح , و أرسلوا سهيل بن عمرو , فلما رءاة النبى قال : ( سهيل ) سهل الله لكم , قد أرادت قريش الصلح , فتقدم سهيل بن عمرو إلى النبى و بدأ الحوار و تم الإتفاق بين سهيل بن عمرو و النبى على الصلح و نادى النبى على سيدنا علي بن ابى طالب لكتابة الصلح فقال له النبى : اكتب يا علي : بسم الله الرحمن الرحيم , فقال له سهيل بن عمرو: والله ما ندرى ما الرحمن : أكتب ما كنت تكتبه من قبل , اكتب بسمك اللهم , فقال له النبى امحوها يا على و أكتب بسمك الله , فرفض سيدنا على ان يمسحها , فمحوها رسول الله , ثم أكمل قائلاً : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو, فقال سهيل بن عمرو : والله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك و لكن أكتب محمد بن عبد الله , فقال النبى امحوها يا علي : فرفض سيدنا علي ان يمحوها , فمحاها النبى و كتب محمد بن عبد الله , وكان صلح الحديبية ينص على:
1- ان يرجع المسلمون و لا يدخلوا لأداء العمرة فى هذا العام و يعودوا فى العام التالى و أن يدخلوا بدون سلاح.
2- إنتهاء حالة الحرب بين المسلمين و قريش لمدة عشر سنوات .
3- أن يلتزم محمد برد كل من يهاجر و يسلم من مكة بعد الصلح.
4- اما من يرتد عن الإسلام فلا يرجع للمسلمين .
5- القبائل التى تريد أن تدخل فى دين محمد فلهم ذلك و القبائل التى تريد ان تدخل فى دين قريش لهم ذلك .
و بينما هم يتفقون على هذه البنود قدم عليهم ابو جندل ابن سهيل بن عمرو يجر قيوده و قد اصابه ما اصابه من التعذيب و التنكيل فقال سهيل هذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنّا لم نقض الكتاب بعد " فقال إذا والله لا أصالحك على شيء أبدا , فرده النبي الى ابيه سهيل ابن عمرو و كان رضي الله عنه يستنجد بالصحابه و يقول لهم :" كيف أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ؟ ألا ترون ما لقيت". ان شروط الصلح الاستفزازيه و موقف ابو الجندل ابن سهيل بن عمرو اثارت غضب الصحابه و استغرابهم حتى ان عمر بن الخطاب ذهب الى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و قال له : ألسنا على حق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى . قلت علام نعطي الدنية في ديننا ؟ ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال إني رسول الله وهو ناصري . ولست أعصيه . قلت . أو لست تحدثنا : أنا نأتي البيت ونطوف به ؟ قال بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا . قال فإنك آتيه ومطوف به . قال فأتيت أبا بكر . فقلت له مثلما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ورد علي كما رد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء وزاد فاستمسك بغرزه حتى نموت.
غضب عمر من المشركين و استغرابه من قبول النبي لشروطهم كان واضحا من خلال سؤاله ,فقد كان الموقف غريبا للصحابه الذين كانوا مستعدين للقتال و فجأة ها هم يقبلون بشروط انتهازيه من المشركين , الا اننا نرجع الى كلمه الرسول صلى الله عليه التي اعتبرتها بأنها مفتاح الصلح و كلمه السر فيه , الرسول صلى الله عليه و سلم كان يريد ان يحصل على فرصه لنشر الدعوه فالحرب تتطلب الانشغال بها و استهلاك الدعم المادي ناهيك عن نتائج الحرب من خسارات في الموارد البشريه و الانهاك الذي يصيب المسلمين
ما يحول بين المسلمين و نشر الدعوة
ان الصلح كان فرصة ذهبيه ليستعيد المسلمون انفاسهم و يبادروا بنشر دينهم و لمّا كان المشركون يشترطون رد كل من اسلم بعد الصلح اليهم كان سهيل ابن عمرو يرى بأنه بشرطه هذا فأنه سيمنع الزياده في صفوف المسلمين الا ان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كان يرى بأنه قد يعيد مائه شخص مقابل ان يدعو شعوب و الوف من الناس , و ان ضعفهم الان امام شروط قريش سيتيح لهم ان يجعلوا قريش تقف بوهن امام قوتهم بعد ما يكونوا قد نشروا دينهم في فتره الصلح , لقد كان لسيدنا محمد نظرته طويله المدى و تخطيطه الاسترتيجي , اذ انه قارن بين الخساره الحاليه و الربح المستقبلي ( الربح على المدى الطويل ) , وقد استدرج سهيل ابن عمرو الى صلح و تركه يملي الشروط لأنه كان ينظر الى البعيد , و هو نفسه سهيل ابن عمرو كان يملي الشروط وهو يظن انه يذل المسلمين بها و لم يدرك حينها ان مجرد قدومه الى الرسول للصلح هو اعتراف من قريش بأنها غير قادره على ردع محمد و صحبه و هذا يعكس للعرب في شبه الجزيره العربيه بأن الاسلام اصبح قوي و انه الدين الحق ما يعطي لرساله الاسلام الدعوية اعتبار اكبر لدى الاطراف الاخرى .
و بالفعل كان للصلح ثمره عظيمه فقد صار المسلمون يدخلون مكه دون ان يتعرض لهم احد , و قد بدء الرسول صلى الله عليه و سلم بمراسله الملوك و الامراء و دعوتهم للدخول في الاسلام وقد قام صلى الله عليه وسلم بأتخاذ ختمه الخاص المكون من جمله "محمد رسول الله "- و الختم هو من خواص الحكام و الملوك – و قد اتخذه صلى الله عليه و سلم لمراسله الملوك و الامراء الذين لايقرؤن الا ما عليه ختم .
و قد ارسل سيدنا محمد صلة الله عليه و سلم مكاتوبات لعده ملوك و امراء امثال :
1- النجاشي ملك الحبشه
2- المقوقش ملك مصر
3-كسرى ملك الفرس
4- قيصر ملك الروم
5- المنذر بن ساوي حاكم البحرين
6- هوذه بن علي حاكم اليمامة
7-الحارث بن أبي شَمِر الغساني صاحب دمشق
8- جيفر ملك عمان
وغيرهم من الملوك و الامراء , و اثمرت اسلام ضعف عدد الذين اسلموا خلال الثمانيه عشر سنه التي سبقت الصلح و ذلك خلال سنتين فقط .
ان مصالحه قريش اتاحت لمسلمين التفرغ لليهود الذين كانوا يكيدون بالمسلمين , فتم القضاء على الغدر اليهودي في المدينه .
عند ايقاف الحرب مع قريش استقرت الاوضاع في المدينه مما اتاح للمهاجرين في الحبشه بأن يعودوا الى المدينه .
بعد ما شاهدت القبائل العربيه اقدام قريش على مصالحه المسلمين بدؤ يحسبون لهم الف حساب و صار الاسلام قوة لابد من مصالحتها فكانت خزاعه اول القبائل طلبا للصلح مع المسلمين و تلتها بعض القبائل الاخرى .
اما عن المسلمين لدى قريش امثال ابو الجندل فقد تمكنوا بقياده الصحابي ابو بصير رضي الله عنه من الهروب و بلغ عددهم حوالي ثلاث مائه و كانوا يعترضون طريق قوافل قريش فما لبثت قريش الى ان اتت الى الرسول عليه افضل الصلاة و السلام ترجوه ان يلغوا بند اعادة كل من اسلم بعد الصلح الى قريش , فعاد كلا من ابو بصير و ابو الجندل و من معهما الى المدينة عوده المنتصر لا عودة الهارب , ان الناظر الى نتائج صلح الحديبيه ليجد فيه عظمه رسول الله و عمق نظرته صلى الله عليه و سلم .

سادسا : فتح مكه و تمكين الاسلام في جزيره العرب

بعد صلح الحديبيه كان الاسلام قد بلغ من القوة ما لا قبل لقريش به فأصبحت كلمه لا اله الا الله هي الكلمه العليا في منطقه كانت لا تعترف بسلطه لرب واحد .
ان من بنود صلح الحديبيه هو ان تتوقف الحرب مده عشر سنوات الا ان قريش نقضت العهد عندما غارت بني بكر_ حليفه قريش_ على خزاعه_ حليفه المسلمين_ فخرج المسلمون بجيش قوامه عشر الاف مقاتل لفتح مكه , و عند دخوله لمكه همّ صلى الله عليه و سلم بتحطيم الاصنام, وعنى تحطيمها تحطيم كل ما ارتبط بها من عبادات كفريه و قتال للمسلمين من اجلها كما عنى تحطيمها اعلاء كلمه الدين فوق كلمه الكفر , و وقف صلى الله عليه و سلم بأهل قريش و قال :" (يا معشر قريش, ما ترون أني فاعل بكم؟) قالوا: خيرًا, أخ كريم وابن أخ كريم, قال: ((فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته:" لا تثريب عليكم اليوم "[يوسف: 92]. اذهبوا فأنتم الطلقاء رواه ابن إسحاق في سيرته، سيرة ابن هشام (4/412).
كان فتح مكه بمثابة كسر شوكه الكفر في قريش مركز العداء الاكبر للأسلام و قد كان بذلك بمثابه الانطلاقه الحقيقيه للأسلام و ارساء القاعده الاخيره في الاساس الاسلامي .
و في مكه قام الرسول صلى الله عليه و سلم بأداء فريضة الحج للمره الوحيدة في حياته و علم هذه الفريضه للمسلمين بعد ذلك خطب فيهم خطبه الوداع التي اوصاهم فيها بأنهم سواء , عدم قتل النفس التي حرم الله بغير حق , الاحسان الى النساء , نبذ الجاهلية بكل مظاهرها و عدم اتباع الشيطان و غيرها من وصاياة الجليله في خطبه الوداع .
و بعد هذا الانجاز العظيم كان صلى الله علي وسلم قد حقق هدفه في نشر الدعوه بعد اذ كان منبوذا غير مصدق و هو الصادق الامين صلى الله عليه و سلم .

بياض القول هناعلمنا كيفيه التخطيط و المراحل التي مرت بها الدعوة الاسلاميه لتصل الى ماهي عليه في يومنا هذا لتصبح دعوة يندرج تحت لوائها 1.3 بليون شخص في العالم , و قد كانت بناء على امر من رب العالمين الذي وعد نبيه بالنصرة او تخطيط المصطفى صلى الله عليه و سلم.
بدءت سريه لأن الاسلام كان ضعيفا و في بدايته و ثم صارت جهرا لتصبح اكثر قوه و اكثر تحديا و تخرج من مرحله الخوف الى مرحله المواجهه , بعدها اصبح المسلمون عددهم كاف لتأسيس مجتمعهم المستقل و كانت المدينه البيئه الخصبه لنشر الدعوه كونها مدينه محصنه و فيها كل مقومات الاقتصاديه التي تسمح بتنميه الاسلام , و بعد ان اصبح للأسلام دوله مستقله اداريا و اقتصاديا صار لابد ان يكون له جيش و ينتقل من الفرار الى المواجهه و من تغير المنكر بالقول الى تغييره باليد , بعدها كان لابد من ان يحصل المسلمون على فرصه لنشر دعوتهم في ارجاء الجزيره العربيه فكان صلح الحديبيه الذي اعطى الفرصه لنشر الاسلام ما نتج عنه فتح مكه و رفع رايه الاسلام في سماء الجزيره العربيه , و بعد ان صارت كلمه الاسلام هي العليا اتى فتح مكه ليبسط الاسلام سيطرته على جزيره العرب .انه مخطط استراتيجي طويل المدى جرى تنفيذه خلال ما يقارب ثلاث و عشرون عاما

الجدول الزمني :
الدعوه السريه : ثلاث سنوات منذ العام الاول الى الثالث للبعثه
الدعوه الجهريه : عشر سنوات منذ العام الثالث الى الثالث عشر للبعثه
تأسيس المجتمع المدني : منذ العام الاول للهجرة الى العام العاشر للهجره
بدء القتال: العام الثاني للهجرة
مرحلة صلح الحديبيه و نشر الدعوه : منذ العام السادس للهجره الى العاشر للهجره
فتح مكه و القضاء على الشرك: العام الثامن للهجره

ثالثا: السنه في اطار تطوير الذات و التنمية البشريه

ان التنمية البشرية تهدف الى تطوير الذات و صقل مهاراتها بحيث تصل الى درجات الامتياز البشري , تستمد هذه العلوم الى عدة مفاهيم من علوم النفس , الاجتماع , الفلسفه و غيرها, فنجد بعض المناهج في التنمية تتبنى افكار اليوجا التي تساعد على التأمل و الاسترخاء ما يزيد التركيز , و البعض الاخر يتبنى الينج اليانج التي ترى بأن سعادة الذات تكمن في الاستسلام لكل رغباتها و بالتالي تحقيق الرضا التام و المثالحه مع الذات الداخلية , هذه الانظمه حققت نجاحا لكن على صعيد محصور بعض شئ حيث انها تحقق سعادة لكنها ظمن اطار بسيط و هي قد تكون مؤقته , بينما نجد ان اروع منهج لتغير الذات و تنميتها هو علوم القرآن و السنه ,الا يكفي ان تكون من عند الله الخالق الذي له صفات الكمال و العلم؟, و مهما بلغ علم الناس بالناس فلن يصلوا الى علم الله بهم و بما يناسبهم قال تعالى :{إن ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "14" } (سورة الملك) , فأي منهج استطاع خلال فترة عشرين سنه بأن يغير ملامح ثقافه كامله مدتها مئات السنين سوى الاسلام, الذي اتى على قوم كانوا لا يفارقون شرب الخمر و الزنى , كانوا يأكلون الميتة و يقتلون بناتهم و لا يورثون نسائهم , كانوا يعبدون الحجر , و اصبحوا فيما بعد خير امة اخرجت للناس , صاروا حكام الارض و قادتها و اسسوا اعظم امبراطورية عرفها الكون بأجماع كل الباحثين في مشارق الارض و مغاربها , و ان المقارن بين حال الصحابة قبل اسلامهم و بعد اسلامهم يوقن ان الاسلام اروع منهاج لأحداث التغير الايجابي في السلوك البشري , و استشهد بقوله الفاروق عمر بن الخطاب عندما قال رضي الله عنه :" نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فأن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله".
ان القرآن و السنة يشتملان على عدة نماذج للسلوك البشري المثالي و كيفيه تحقيق الاتصال المثالي و السعادة الدائمه فقد قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "97" }
(سورة النحل)
و قال تعالى : {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "38"}
(سورة البقرة)
و يقول تعالى :{ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا "9" }
(سورة الإسراء)
وفي الجانب المقابل يقول الحق سبحانه :
{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى "124" قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا "125" قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "126" }
(سورة طه)

» الكاريزما المحمديه
» نماذج من الدعاء .. من الكتاب و السنة
» السنة والقران
» السنة النبوية الشريفة
» صوم عاشوراء عند أهل السنة والجماعة