|
|
| بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) | |
| |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 05:00 | |
| الأستاتذة المحترمين أخوتي في الله
تحية طيبة وبعد
منذ ما يقرب من 15 سنة وأنا متابعة بريد الأهرام بعناية فائقة من الأستاذ الكبير عبد الوهاب مطاوع رحمه الله
وجزي الله زوجي عني خير الجزاء فهو الذي دلني علي هذا الباب
لأنه دلني علي ها الباب المحترم ففيه تعرض ماكل واقعية وقصص عجيبة تحدث للبشر وأحببت أن أعرض
عليكم بعض هه القصص التي جمعتها لكم من شهور وتشاركوني فيها القراءة والإندهاش في كثير من الحالات
الغريبة وأرجو التثبيت لأني إن شاء الله سوف آتي لكم كل جمعة بالجديد إن شاء الله
بارك الله فيكم جميعا |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 05:04 | |
| 1
الطاغية
أنا شاب في الثلاثين من عمري, تعرفت علي فتاة منذ ثماني سنوات وربطتني بها قصة حب رائعة, ووجدت سعادتي بالقرب منها, وكنت كلما نظرت اليها ازددت سعادة وطمأنينة, وقد تقدمت الي والدها طالبا يدها فلم يتردد بل انني وجدت منه حماسا ورغبة في الاسراع باتمام الزفاف, وبالفعل حددنا موعد عقد القران.. ولكن لم تمر أيام حتي تغيرت أحواله فجأة, وكلما اقترب موعد القران اشعر ان حالته تزيد سوءا ثم إذا به يفتعل المشاكل معي ويثور لأتفه الأسباب.. وفي كل مرة كان الأهل والأقارب يتدخلون بيننا فتهدأ ثورته أياما معدودة ثم يعود الي حالة التوتر والانفعال من جديد وظللت في هذه الدوامة سبع سنوات تحملت خلالها مماطلاته واذاه حتي لا تضيع مني فتاتي... ومنذ عام وتحت ضغط والحاح الأهل عقدنا القران وتم الزفاف, وانا لا أكاد أصدق أنني أصبحت مع زوجتي تحت سقف واحد بعد كل ما قاسيته من عذاب.
ومرت ثلاثة شهور هي أجمل فترة في حياتي, فلقد عشت حياة هادئة, يظللها الحب وتغمرها مشاعر الدفء والحنان, وفجأة ظهر حماي مكشرا عن أنيابه معلنا الحرب ضدي, فأصبح يزورنا كل يوم ويسأل زوجتي عن كل صغيرة وكبيرة, وأصبح ما يحدث في بيتي حديث الأقارب, وانتهك خصوصيتنا فصرنا كتابا مفتوحا للآخرين حتي في أدق تفاصيل حياتنا.
وجاءني ذات يوم وقال لي ان عليه ديونا كثيرة وانه مهدد بالسجن وطلب مني ان اسددها عنه وبالطبع امتثلت لطلبه خوفا من بطشه, وأملا في أن أجد معاملة طيبة منه, وتتبدل أحواله معي.. وهنا هدأت ثوراته وعرفنا من جديد طعم الاستقرار.. وذات صباح أحست زوجتي ببعض التعب فاصطحبتها الي الطبيب الذي وقع الكشف عليها وحمل الينا البشري مبروك زوجتك حامل.. فطرت من الفرحة.. واتصلت بأسرتها لكي أزف اليهم الخبر السعيد.. وبدلا من أن يسعد حماي بحفيده المنتظر اذ به يعود الي ثورته المعتادة وحاول ان يفتعل أي خلاف مستخدما الصوت العالي الذي تتوه معه الحقائق, وأثار بلبلة في المنطقة وانتهز وجودي في العمل واخذ زوجتي معه ورفض بإصرار إعادتها وقال لي انه سوف يطلقها رغما عني.. كل ذلك بلا مبرر وكثيرا ما سألت نفسي لماذا يفعل معي ذلك؟ لكني لا أجد إجابة.. ومرت بي أيام عصيبة بكيت فيها دما لا دموعا علي حظي العاثر, وبيتي المهدد بالضياع دون ذنب ولا جريرة.
وطرقت أبواب الأقارب وطلبت منهم التدخل لإصلاح ما أفسده حماي, ولكن لم يلن له جانب واستمر في غطرسته وأخبرهم بأنها سوف تظل طوال فترة الحمل لديه.. ونفذ تهديده.. وحان موعد الولادة وكنت وقتها في مهمة عمل, فاتصلت بوالدي واخبرته بأن زوجتي في المستشفي فأسرع اليها وهو يمني نفسه بالعودة وهي معه حاملة حفيده, لكن حماي قابله مقابلة جافة ورفض اي محاولة للصلح!, وعندما عدت من مهمتي هرولت الي زوجتي لكي أري ابني فطردني حماي شر طردة فازددت اصرارا علي أن أتحمل كل سخافاته واستعنت بمعارفنا من أناس فضلاء ونجحت بعون من الله في ان ألم شمل اسرتي.. وتحدثت طويلا مع زوجتي, وقالت لي ان كل ما يحدث ضد رغبتها.. لكن ماذا تفعل لكي تثني ابيها عن موقفه الغريب! ووعدتني بانها لن تترك المنزل مهما فعل!
وفوجئنا بحيلة جديدة من حيل حماي العزيز اذ انه نقل اقامته الي منزلنا فأصبح يقضي اليوم كله معنا.. ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة لدرجة انني كرهت المنزل من سوء تصرفاته وأفعاله.. والمدهش انه أقسم يمينا بالطلاق ألا أدخل منزلي!.. فذهبت الي أبي ومرت أيام سوداء لم أذق خلالها طعم النوم.. وبعدها جاءني أخوها وطلب مني ان أطلقها.. فقلت اذا كانت هذه هي رغبتها فسوف ألبيها لها... فتركني قاصدا اخته وسألها عن رأيها فأكدت له انها متمسكة بي, وانها ترغب في ان تعيش معي في أي مكان بعيدا عن هذه المشاحنات التي لايد لكلينا فيها.
ووجد حماي الخناق يضيق عليه أمام الأهل والجيران, فحاول ايهام الجميع بانه سيصلح ابنته, وانها ستعود الي بيتها.. وفجأة ظهر صاحب العقار الذي نسكن فيه في الصورة, وقال انه سيتدخل لحل هذا النزاع, واعادة الأمور الي ما كانت عليه, فهو رجل دين ويسعي الي عمل الخير, فوثقت في كلامه, وذهب الي حماي ثم عاد بعد قليل قائلا لي انه لاسبيل امامنا سوي الطلاق وان علي ان اسمح لزوجتي بالمعيشة في الشقة الي حين انهاء الاجراءات!! وجاءت زوجتي بالفعل ومرت أيام معدودة وبعدها وجدت الشقة علي البلاط.. وقد أغلقها صاحب البيت الذي لعب لعبة حقيرة مع حماي, فانهرت أمام الناس في الشارع ونقلوني الي منزل ابي فلزمت الفراش واعطاني الطبيب بعض المهدئات طالبا مني التماسك وإلا فسوف افقد نفسي قبل اي شيء آخر.. فماذا أفعل ياسيدي؟ ولماذا يدمر بعض الاباء بيوت بناتهم؟ وثم ما رأيك فيمن يتستر وراء الدين ويعمل علي انهيار اسرة بدلا من لم شملها؟
عدل سابقا من قبل أم البنات في 18/6/2008, 05:14 عدل 1 مرات |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 05:07 | |
| 2
الحب حتي الموت
نا شاب عمري19 سنة اعيش في قرية بمحافظة الشرقية, وكما تعلم فإن اهل القري لاحرفة لهم سوي الزراعة, وبعض الاعمال اليدوية البسيطة, ومع زيادة الوعي زاد عدد المتعلمين وتراجعت نسبة الأمية الي حد كبير, وقد نشأت في هذا الجو لأب يعمل أجيرا لدي احد اصحاب المزارع وأم غير متعلمة لاتغادر البيت الا نادرا وأخ واخت بالتعليم.. ولان حالتنا المادية صعبة فقد لجأت الي العمل في الإجازات لتوفير مستلزمات الدراسة, ومضت السنوات سريعا وأنا اتقدم في التعليم وداعبتني الاحلام بأن يصبح لي ذات يوم شأن كبير.. وصحوت في صباح أحد الايام وأنا اشعر بألم شديد في ساقي اليسري وقد تورمت ولم اقو علي تحريكها, فظننت ان الألم نتيجة الجهد الكبير الذي ابذله في الأرض الزراعية التي اعمل بها, لكنه ازداد مع الايام, ولم يكن احد يعرف حقيقة ما أعانيه حتي تبين للاطباء المعالجين الذين حملني والدي اليهم بالقاهرة انني مصاب بورم خبيث في فخذي وانه لابديل عن إزالته ثم الخضوع للعلاج الكيماوي القاسي جدا.. وعندما سمع والدي هذا الكلام اسقط في يده ولاحظت الدموع تنساب من عينيه حسرة علي شبابي الضائع, فتمالكت نفسي وأنا ادعو الله أن يخفف عني البلاء ويزيل الآلام, واجريت لي الجراحة وأصبحت اتوكأ علي قدمي السليمة, وانتظمت في تعاطي العلاج الكيماوي وفقا لجدول الجلسات المقرر لي في المعهد القومي للسرطان.
وفي احدي زياراتي للمعهد تعرفت علي فتاة من بلدتنا فسألتها عما ألم بها, وهل هي جاءت لزيارة أحد أقاربها ام أنها مريضة, فسكتت فبادرتها قائلا انني جئت هنا للعلاج فردت علي وأنا كذلك.. وعلمت انها مصابة بسرطان في الدم وأنه يلزمها علاج مكثف حتي تتغلب علي المرض.. وهكذا تلاقينا عند نقطة المرض وما اصعبها نقطة, فالحياة مليئة بالمآسي, وقد وجدت سلواي في هذه الفتاة البريئة التي أحببتها من أول نظرة, بل واعتبرتها ضالتي التي ابحث عنها, وبالرغم من صغر سني وسنها فإنني قررت ان أفاتح والدي في الزواج منها برغم علمي بصعوبة هذا القرار بالنسبة لظروفنا واحوالنا.. وعندما تحدثت معه بهذا الشأن, امتعض ولم يعجبه الكلام, بل حاول ان يغير موضوع الحديث أكثر من مرة لكني اصررت علي مواجهته فأفهمني أن ظروفنا المادية صعبة وأن ظروفي الصحية لاتسمح لي بالتفكير في الزواج علي الأقل في هذه المرحلة حتي يتم شفائي, أما عن فتاتي فإنها ستظل طوال عمرها مصابة بهذا المرض ولايدري كيف تستقيم الحياة مع اثنين من المرضي؟ ومع ذلك لم يغير موقفه شيئا مما اعتزمته, وواصلت كفاحي معه حتي لان جانبه وجاء معي الي اسرة فتاتي وخطبها لي وسط ذهول الجميع.. لكنهم في النهاية تركوني انا وهي بلا سند ولامعين, وقالوا لنا دبرا اموركما كما تريدان.
وبعد فترة قدم لي والدي شقة صغيرة يملكها بلا اي تشطيبات, وقال لي انها كل ما لديه, واشتريت بالنقود التي كنت ادخرها غرفة نوم بسيطة, ولم يأت أهل فتاتي سوي ببعض الادوات البسيطة, فوالدها سائق باليومية, ولايكفي دخله متطلبات اسرته, وهنا قررت الاعتماد علي نفسي بالبحث عن اي عمل, لكنني كلما طرقت باب احد اصحاب الاعمال وعلم بظروفي الصحية لايقبلني.. فهل خلت الدنيا ممن يبتغون وجه الله بأعمالهم؟.. انني لا اطلب شيئا من احد ولكني اطلب عملا شريفا يساعدني علي مواجهة متطلبات الحياة فهل هذا كثير؟ وهل تجد من بين قرائك من يريد ان يكسب هذا الثواب عند الله؟
|
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 05:23 | |
| 3
الحب بغد الرحيل
{{ سيدي قد تندهش إذا علمت انني قرأت رسالة الثمن القاسي التي تعترف فيها كاتبتها بأنها ظلمت زوجها ظلما بينا وهو يحاول ان يدافع عن نفسه, وكذلك قرأت ردود اصدقاء البريد اكثر من100 مرة, وهذا الرقم ليس مبالغا فيه لكنها الحقيقة.
اما عن سر قراءتي للرسالة كل هذا العدد من المرات هو اني احسد تلك السيدة علي ما ابتلاها به الله من مرض عضال ليكفر به عما اقترفته من ذنوب في حق زوجها, الذي طلقها وظل كريما معها بعد مرضها اما أنا فقد تشابهت قصتي معها لأقصي درجة وكأنها تتحدث عني مع بعض الاختلافات البسيطة, فأنا أقنعت نفسي بأني كرهت زوجي لنفس الأسباب الواهية التي ذكرتها هذه السيدة وما زاد من الأمر معي سوءا ان لي4 صديقات من أيام الطفولة يعشن حياة غير سعيدة و3 منهن مطلقات وكنت التقي بهن فيحسدونني علي ما انا فيه من نعمة مع زوجي ولا يظهرن ذلك بل ويزدن النار اشتعالا بلا سبب.
اما زوجي فتجتمع فيه كل الصفات الطيبة التي في الدنيا, فهو حسن العشرة والحديث ويحبني وأنا كمان حبا لايقدر.
المهم انني كرهته فلجأ إلي أبي وأمي فضغطا علي كي تستمر الحياة من اجل ابنائي واستمررت معه جسدا بلا روح, فكان يبعث لي بكل ألوان الحب والغرام, وكان يغدق علي بالهدايا وانا لايعجبني ما يحضره, فوض امره لله فيما ألبسه من ملابس ولم يعد يحاول, إقناعي بارتداء الملابس المحتشمة فكنت أتمادي في تصرفاتي.
نعم أقنعت نفسي بأنني اضحي من أجل أولادي ويجب ان اتحمل, اما هو فكان بداخله ألم مكتوم لايظهره لأحد بل يتظاهر بأنه في قمة السعادة امام الناس وامامي, أما في نفسه فهو تعيس لم يعد ذلك الشخص الباسم الضاحك, بل كان متألما ولا يظهر لأحد بل استمر علي حبه لي ولا تسألني لماذا كرهته فلا يوجد به عيب جوهري انما هو بعدي عن الله فلم اكن أصلي وارتدي المايوه والملابس المكشوفة واتعامل مع زملائي بشئ من الانفتاح والتحرر, وهو يراقب كل هذا ويتألم وصامت وكان دائما يحثني علي الصلاة وأنا أرفض ان أصلي عنادا وتكبرا, وكان دائما يقول لي لن تعرفي قيمتي إلا بعد موتي فكنت اسخر منه ولا ألتفت إلي ما يقوله بل لم اكن افكر فيه.
حتي كان يوم وهو في الثامنة والثلاثين شاب رياضي متدين علي قدر من الوسامة عاد إلي المنزل قبلي وكان ابني الأكبر في المنزل وكان يبلغ من العمر13 سنة ففوجئت به يخبرني بالهاتف ان والده مريض ولا يتكلم, المهم غادرت عملي وجريت إلي المنزل فوجدته في حالة يرثي لها فاتصلت بالإسعاف لنقله إلي المستشفي إلا انه طلب مني ان أساعده علي الوضوء وصلي ركعتين, لله ثم قال لي انه احبني اكثر من نفسه وانه تحمل ما فعلته معه لأنه يحبني ولم يرد ان ينشأ الأولاد في منزل مشتت الفكر وانه تحمل علي حساب كرامته واعصابه مما حمله فوق طاقته, إلا انه مسامحني ونطق الشهادة واسلم وجهه له وتتوالي أمام عيني المشاهد وهو في كفنه وينزل إلي قبره وأنا أصبحت وحيدة في الدنيا دونه.
اكتشفت انني كنت احبه فعلا, اكتشفت ان الحياة من غيره لا تطاق لم اعتذر له ولم تواتني الفرصة لأكفر عن ذنبي تجاهه, أموت كل يوم علي ما فعلته معه, اتذكر وجهه وهو يتألم مني, اتذكر دموعه وهو يبكي ويقول لي ان ارحم عذابه, اشعر بأنني قتلته, لهذا احسد هذه السيدة التي ابتلاها الله بالمرض ليكفر عنها, وأرجو من هذا الزوج الشهم ان يسامحها ولا يتركها تتعذب مثلي كل يوم ألف مرة ان كل ما اتمناه حاليا ان أري زوجي لأخبره انني آسفة ونادمة وانني أحببته, لقد كنت اسخر من روايات الحب والغرام ولا اصدق بوجود الحب ولم اشعر به في حياتي إلا بعد ان فقدت من احبني نعم احبه حتي الآن ونادمة علي ما فعلته معه سامحني يا ربي |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 05:29 | |
| 4
الثمن القاسي
سيدي قد لا تهتم لرسالتي لكني أرجو أن تنشرها لعلها تكون عظة لغيري من السيدات اللاتي يسرن في غيهن مع أزواجهن فأنا سيدة في الخامسة والأربعين من عمري منحني الله جمالا ملحوظا وترعرعت في أسرة مصرية محافظة, والدي يعمل في مجال التجارة ومتيسر ماديا ووالدتي ربة منزل من الطراز الأول, لكني كنت أعاني من مشكلة ألا وهي أن والدي رجل محافظ ووالدتي كذلك, فلم يكونا يسمحان لي بالخروج مع صديقاتي أو زملائي في الدراسة, مع العلم أنني كنت في إحدي أرقي مدارس القاهرة وهي مدرسة مختلطة.
ومرت بي الأيام وأنا بداخلي تمرد علي تلك القيود حتي ساقتني الصدفة في إحدي المناسبات العائلية إلي التعرف بشاب يكبرني بخمسة أعوام وكنت حينها في السنة الثانية بالجامعة ووجدته يعمل بوظيفة مرموقة ووضعه المالي جيد.
الغريب في الأمر أن هذا الشاب وقع في غرامي وأحبني حبا غير عادي, وأنا لا أدري ما السبب, فكنت أقنع نفسي بأنه يحبني بسبب جمالي أو روحي المرحة أو لأنني لقطة لا يمكن أن يجد مثلي في الدنيا بأسرها. ومرت الأيام واحسست أني أحبه أو ربما وجدت فيه الخلاص من القيود المفروضة علي في وسط أسرتي.
المهم تقدم هذا الشاب للزواج مني وعاني الأمرين من أسرتي لكنه صمد حتي تزوجنا ومرت بنا الأيام سعيدة وهانئة فهو لم يقصر معي في شيء ورزقنا الله بولدين وبنت حتي تكتمل سعادتنا.
إلا أن الظروف الاقتصادية كانت أقوي من إمكانياته المادية وهو راض بتلك الحياة لكن تطلعاتي كانت أكبر من ذلك, فعرضت عليه أن أعمل فوافق وتمكنت من العمل في إحدي شركات البترول الأجنبية وصار دخلي أضعاف دخله وكنت انفق معظمه علي المنزل والباقي علي ملابسي واكسسواراتي, حتي الآن لا توجد مشكلة.
توالت الأيام فوجدتني أقارن بين زملائي وبينه, فهذا يهدي زوجته الماس, وهذا الذهب, أما زوجي فلم يهدني سوي الحب والحنان فتمردت عليه وحولت حياته إلي جحيم وضغطت عليه حتي يطلقني بكافة الصور علي مدي سبعة أعوام وهو صابر ومحتسب عند الله فكنت أخطئ في حقه وهو يرجوني أن اسامحه ودائما يدعو لي بالهداية, ويقول لي حرام أن ننفصل حتي علشان خاطر الولاد ولم يدخر جهدا لإسعادي وأنا لا أبالي.
وتمر الأيام وأنا في غيي القديم وهو في الجحيم, حتي أتي يوم كنت حينها في السابعة والثلاثين فدخل المنزل وهو مرهق من عمله وكالعادة قابلته بوجهي المتجهم وبالتحفز المعتاد لإختلاق المشاكل, فنظر في وجهي وقال لي أنا غير مستعد للمجادلة اليوم فقد تعبت من حالي وما أنا فيه, لقد صبرت عل الله يهديك, لكنك لا تريدين الهداية, ويكفيني ما فعلته حتي الآن, لقد نجحت في جعلي لا أحبك ودعا لي بالهداية وأضاف أنه سوف يتركني وهو مضطر لذلك وألقي علي يمين الطلاق وجمع ملابسه وغادر المنزل.
لا اخفي عليك سيدي لقد شعرت بالسعادة فأنا الآن حرة من قيود والدي, وقيود الزوج, فصرت أخرج, أذهب وأعود, دون رقيب وأمثل دور الشهيدة أمام الناس حتي لا تسوء صورتي, وتكشفت الحقائق فبدأت صديقاتي في الخوف علي أزواجهن مني وبدأ زملائي في التودد لي حتي إن أحدهم عرض علي الزواج العرفي وأنا مصدومة مما يجري حولي.
نسيت أن أخبرك أن أولادي بقوا معي فهم في أرقي المدارس وثلاثتهم متفوقون جدا فقد ورثوا ذكاء والدهم وكنت أقنع نفسي أن تفوقهم بسبب تلك المدارس اما هو فلم يقصر في واجباته نحوهم, فكان يحدثهم هاتفيا بالساعات, ويحضر لهم الهدايا, ويزورهم في المنزل في حالة عدم وجودي ويأخذهم عنده في عطلته حتي يخرجوا وأحيانا يسافرون معا, والحق يقال إنه لم يذكرني بسوء أمامهم في يوم من الأيام حتي إن الولد الأكبر سأله لماذا لا يعيش معنا, فقال له إنه أخطأ في حقي وبالتالي فهو يدفع الثمن.
وعندما أفقت من غيي وعرفت أني ظلمت هذا الرجل نادر الوجود حاولت أن أعود إليه وقابلته وحاولت استمالته بشتي الطرق, فكان رده علي أنه لم يحب أحدا مثلي ولن يحب أحدا مثلي, لكنه لن يعود لي مرة أخري فقد تحمل ظلمي له كثيرا حتي بات لا يستطيع أن يتحمل المزيد وكالعادة دعا لي بالهداية وتركني.
حاولت أن أجعل اشقاءه وهو يحبهم ويحترمهم أن يقنعوه بالعدول عما في رأسه ورفض تماما.
ومنذ عامين اكتشفت أني مصابة بالمرض العضال ولم لا فأنا ادخن وأسهر واتناول المهدئات ولا اتحكم في انفعالاتي.
ولم أجد أحدا بجواري, فزملائي زاروني في المستشفي وتركوني وكانوا يكلمونني في الهاتف ووالدي توفيا حزنا علي زوجي وليس علي, فهو لم يقصر في حقهما وكان احن عليهما مني أنا وشقيقتي المهاجرة مع زوجها وشقيقي المشغول علي طول فلم أجد بجواري أحدا غيره.
لقد عاد إلي المنزل وأخذ اجازة من عمله فكان يراعي الأولاد ويراعيني حتي خرجت من المستشفي, فترك المنزل وكان يأتي ليصطحبني للعلاج الكيميائي ويساعدني لكنه رفض أن يعود لي وأنا لم أطلبها منه, فقد أضعته مني ويجب أن اتحمل النتائج.
إنني لا أناشدك أن تقنعه بالعودة لي, لكني أناشدك أن تنشر رسالتي علها تكون عظة لغيري فلا تقع فيما وقعت فيه وأناشد كل سيدة لها زوج يحبها أن تتمسك به قبل فوات الأوان.
ارجوك أن تحقق لي رغبتي أنا في مرضي وتنشر رسالتي علها تمنع خراب بيت فيثيبني الله عليها ويغفر لي ما كان مني. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 06:02 | |
| 5
نحن ندفع الثمن
أنا قارئة لهذا الباب منذ كان عمري9 سنوات, وهذه أول مرة أمسك بقلمي لأكتب إليك رسالة عتاب وشكر.
العتاب لكل أب وأم يفكران في الانفصال بدون النظر إلي تأثير ذلك علي أولادهما وحرمانهم من حقوقهم المشروعة من أجل سوء اختيارهما لبعضهما البعض, أو الاستسلام لفكرة الطلاق حتي يستريحوا هم وندفع نحن الثمن.
ولدت لأجد والدي منفصلين, لأحرم من حنان الأب ودفء الأم, أما التركة, أقصد الأبناء فكنت أنا وشقيقتي من نصيب الأب وأخي من نصيب الأم. ولك ان تتخيل كيف سارت بنا الحياة, تلك الحياة التي توجب علي توجيه الشكر لأختي التي كانت تكبرني بقليل, ونسيت انها طفلة, لتلعب دور الأم في حياتي, فضحت بنفسها ومتعها من أجل سعادتي حتي تتيح لي فرصة شراء الملابس الجديدة والتمتع بالتنزه والحصول علي كل حقوقي في الحياة. أنهت دراستها الجامعية وكل ما أتمناه أن تتذكر عمرها الذي لامس الرابعة والعشرين. وأدعو الله في كل صلاة أن يرزقها بالإنسان الذي يعوضها عن كل مافقدته من سعادة, وأدعو الله أن يغفر لوالدي في هذا الشهر الكريم ما فعلاه بنا. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 06:16 | |
| 6
العلاقة النادرة
قرأت رسالة أنا وحماتي عن العلاقة الجميلة التي بين زوجة الابن وحماتها, وكيف أن هذه العلاقة الرائعة النادرة كانت سببا في انتشار الحب والسعادة بين جميع أفراد العائلة, وإذا كان قراء هذا الباب قد شعروا بالاستغراب والدهشة من هذه العلاقة النادرة, فما بالك ياسيدي إذا كانت نفس هذه العلاقة الرائعة توجد بيني وبين أم طليقي, بل وبيني وبين جميع أفراد عائلة طليقي, نعم أم طليقي. فهي أم رائعة غاية في الحنان, تعرف الحق وتنحاز له حتي لو كان علي حساب ابنها الوحيد نور عينيها الذي كان زوجي يوما ما.
أنا اليوم أكتب إليك ليس لأحكي عن تفاصيل طلاقي ومدي ظلم طليقي لي ولأولادي وحرمانهم منه وتركه المسئولية الكاملة لي دون أدني تفكير في مصلحة أولاده ومشستقبلهم وبمنتهي الاستهتار, ولكن أردت أن أحكي تفاصيل علاقتي بأهل طليقي, وبالأخص والدته, فهي علاقة نادرة الحدوث, علاقة رائعة مليئة بالحب والمودة والاحترام والذكريات الجميلة. فأنا مدعوة دائما في كل مناسباتهم او الأعياد وأول يوم رمضان, ولا أتذكر يوما أنني تخلفت عن حضور إحدي هذه المناسبات, فأنا أحبهم جميعا من كل قلبي, وأحافظ دائما علي صلة الرحم بيني أنا وأولادي وبينهم. نعم صلة الرحم برغم أنهم ليسوا أقارب لي, ولكني أعتبرهم جميعا أهلي وعائلتي الثانية.
فعندما يحزن والدي من أجلي وتتألم والدتي لوحدتي ويبكي أخي عندما يعلم ما فعله طليقي بي, وكذلك عندما تتأثر أختي بكل ما حدث لي وكأنها هي التي ظلمت, فكل هذا ياسيدي شيئ طبيعي, ولكن أن يحدث كل هذا من عائلة طليقي بالكامل فهذا شيئ أحسد عليه. في الحقيقة نحن جميعا نحافظ علي هذه العلاقة سواء من جانبي أو من جانب أهل طليقي. في البداية وبعد طلاقي مباشرة منذ نحو تسعة أعوام كنت أعاني من انهيار تام وفقد ثقة في كل من حولي ومعاناة شديدة من قسوة الوحدة ورعب في من ضخامة مسئولية أولادي
وقد كنت وقتها في التاسعة والعشرين من عمري, لكن بفضل الله سبحانه وتعالي أولا ثم من بعد ذلك مساندة أهلي وأهل طليقي جميعا لي وبالأخص والدته وأخوته فهم جميعا يحبونني ويرحبون بي في كل وقت, فذلك كان سببا رئيسيا لاستعادتي نفسي وثقتي بالناس, وتقبل الأمر الواقع ومواصلة الحياة. يقولون عني إنني ذات شخصية قوية, ولكني ياسيدي أدعي ذلك, فأنا في الحقيقة شخصية ضعيفة جدا وهشة, وأتأثر من أبسط الأشياء, ودائمة الخوف والقلق من المستقبل, فما حدث لي بسبب طليقي أفقدني توازني وإحساسي بالأمان.
ولكن الله من علي بهذه العائلة الجميلة وحبهم جميعا لي ولأولادي, خصوصا والدة طليقي, فهي أمي الغالية التي أجد راحة كبيرة في التحدث معها, فهي أكثر إنسانة تفهمني وتحس بي لدرجة أنها تقول لي عن شعورها بإنها هي التي ظلمت من ابنها وليس أنا, وأشعر بحزن شديد من أجلها كلما وجدتها تقسو علي ابنها( طليقي) بسبب ما فعله معي ومع أولادي, بل أحيانا أجد نفسي أحاول أن أهدئ العلاقة بينها وبين طليقي, فأنا أعلم جيدا برغم كل ما حدث أنها أمه التي تحبه من كل قلبها, وفي الوقت نفسه دائما مستاءة من أفعاله.
فقط أردت أن أبعث إلي هذه الأم الرائعة عن طريق بريدكم المفضل لدينا جميعا كل الشكر والحب والدعوات بدوام الصحة وطول العمر, وبأن تظلي دائما بيننا بخفة دمك وتعليقاتك الجميلة, وحبك الكبير لأولادك وأحفادك, خصوصا لي ولأولادي.
وأقول: لا تحزني يا أمي علي ما حدث وارحمي نفسك, فصحتك لا تحتمل كل هذا العناء والتفكير, وعسي أن تكرهوا شيئا وهو, خيرا لكم, ولأخوات طليقي أقول لهم جميعا جزاكم الله عني وعن أولادي خير, فأنتم دائما خير عون لي.
ولطليقي الذي كان زوجي وحبيبي يوما ما أقول له: برغم كل ما سببته لي من ظلم وغدر وجرح كبير, فإني أدعو الله أن يهديك ليس رغبة فيك وإنما من أجل والدتك الغالية, ومن أجل أولادك, فهم لا يستحقون منك كل هذه القسوة والاستهتار.
ولك ياسيدي أقول: ربما يوما ما أستطيع أن أكتب لك تفاصيل ما فعله طليقي بي وبأولادي, وما وصل هو إليه الآن من عدم استقرار وتخبط في الحياة عسي أن يتعظ كل من يفكر في أن يظلم زوجته وأولاده ويتركهم جريا وراء متع زائفة لا تدوم. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 06:27 | |
| 7
سيدة القصر
أضع بين ايديكم قصة تلك السيدة الفاضلة التي ودعناها منذ ايام بمثواها الأخير التي تنتمي لإحدي العائلات العريقة الممتدة بإحدي قري مركز اوسيم الجيزة, لعل وعسي ان نجد من يحتذي بها من بنات وسيدات اليوم في ذلك الزمان الذي عزت فيه كل القيم والمبادئ
لقد تركت تعليمها بعد مراحله الأولي وتزوجت من قريب لها بعد قصة حب طاهرة يعجز القلم عن وصفها بدءا من الصفر, عاشا قصة كفاح وعرق, كانت تدفعه دوما للنجاح وانعم الله عليهما بنعمة زينة الحياة الدنيا المال والبنين واستطاعت ان تجعل وتصنع من زوجها رجل مجتمع بارزا رغم انه كان موظفا بسيطا
وأجمع اهل القرية كلهم علي حبهم العميق له علي ان يستقيل من عمله ويتولي مهمة عمدة القرية علاوة علي عضوية المجلس المحلي للمحافظة وقامت بفتح منزلها العامر لكل الناس طالبي الخدمة والمساعدة وكانت دائما تحث زوجها علي خدمة الناس وقضاء مصالحهم بالمال والجهد
ولكن الأقدار اختطفته منذ نحو عشر سنوات ـ بعد صراع مع مرض عضال لمدة ثلاث سنوات ظلت فيها ساهرة علي رعايته تشاركه كل لحظات آلامه وتخفف عنه ـ حبا لهما وتكريما لذكراه اجمع اهل القرية علي ان يخلفه احد ابنائه واجبروا ابنه الأكبر الحاصل علي ليسانس آداب انجليزي ليترك عمله وقبول التفرغ لمهمة ابيه كعمدة للقرية ووقفوا صفا واحدا خلف نجله الثاني ليكون عضو مجلس للمحافظة ولقد كان
وحولتهم تلك الأم والزوجة الوفية إلي جنود شرفاء للقيام علي خدمة مصالح الناس تقديرا وتخليدا لذكري والدهم واستكمالا لرسالته, وظلت تساعدهم وتدفعهم دفعا لقضاء مصالح الناس وخدمتهم وهجرت كل اسباب الحياة الراغدة
والحق يقال لقد توفيت هذه السيدة رحمها الله واستطاعت ان تصنع رجالا قادرين علي تحمل المسئولية وحمل الأمانة واداء رسالة ابيهم علي اكمل وجه, وكانت دائما تردد ان اقل تكريم لذكري والدكم ان تستكملوا رسالته, حتي وافتها المنية منذ ايام وقد اوصت بأن تدفن إلي جوار زوجها الحبيب ولتعلم يا سيدي ان القرية كلها خرجت عن بكرة ابيها رجالا وأطفالا ونساء يبكونها لتوديعها في مثواها الأخير جزاء ما اسدت لهم من معروف..
بالله عليكم أليست حقا كانت ومازلت حتي وافتها المنية سيدة القصر ومثالا رائعا لكل الأجيال. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 06:36 | |
| 8
الظالمون
بحكم عمل زوجي ننتقل بين المحافظات كل بضعة أعوام, ومنذ نحو ثلاث سنوات انتقلنا إلي إحدي محافظات شمال الصعيد لأتعرف علي بطلة هذه القصة, ولأكون إحدي المشتركات فيها ـ رغما عني ـ في بعض الأحيان.
فهي يا سيدي في أوائل الأربعينيات من العمر, جميلة, متدينة ومغلوبة علي أمرها في معظم حياتها. ولدت لأب يكره البنات, وأم قاسية في أحيان كثيرة, وحنونة في حالة مرض أطفالها فقط.
بحكم عمل زوجي ننتقل بين المحافظات كل بضعة أعوام, ومنذ نحو ثلاث سنوات انتقلنا إلي إحدي محافظات شمال الصعيد لأتعرف علي بطلة هذه القصة, ولأكون إحدي المشتركات فيها ـ رغما عني ـ في بعض الأحيان.
فهي يا سيدي في أوائل الأربعينيات من العمر, جميلة, متدينة ومغلوبة علي أمرها في معظم حياتها. ولدت لأب يكره البنات, وأم قاسية في أحيان كثيرة, وحنونة في حالة مرض أطفالها فقط.. واستمرت حياتها هكذا حتي بلغت الثانوية العامة فأصر والدها علي عدم إتمام تعليمها ليزوجها بأي عريس يطرق بابها, ولكن مع توسط الأقارب والمعارف وافق علي إكمال تعليمها العالي علي مضض وبشرط أنها إن تعثرت في أي عام ولأي سبب فلن تكمل. المهم أنها أكملت تعليمها ورفضت كل من تقدم لها خلال هذه الفترة لأنه لم يحدث قبول أو لعدم التوافق الاجتماعي. لكن بعد انتهائها من التعليم طرق بابها رجل يكبرها بـ16 عاما ووافق والدها ـ ورفضته هي بشدة وإصرار ـ فما كان من نصيبها سوي علقة ساخنة ـ فهذه الزيجة لن تكلف والدها سوي حقيبة ملابسها وتم عقد القران واكتشفوا بعدها في العريس أخلاقيات لا يرضي عنها شرع أو مجتمع, فهو زير نساء يتعاطي المخدرات وجددت المسكينة رفضها فما كان من والدها إلا أن قال ما عندناش طلاق فأصرت علي الرفض ـ وكانت العلقة الثانية ـ وتزوجت المسكينة زواجا مشكوكا في صحته تزوجت من رجل لا يتذكر الله أبدا ـ ويعلم جيدا أنها ترفضه,
والآن يا سيدي وبعد عشرين عاما من الصبر فاض الكيل وطفح من سوء خلقه وفظاظته, فمنذ بضعة أشهر كانت القشة التي قصمت ظهر البعير حين سبها بأفذع الألفاظ وضربها واتهمها في شرفها وسمعتها, فنزلت إلي الشارع تبحث كالمجنونة عن محام ورفعت قضية خلع خرج المارد من محبسه يا سيدي وتزلزلت العائلة كلها لهذه الخطوة التي اتخذتها إنها لم تجد مساندا من عائلتها فلتبحث عنه إذن في الشرع والقانون ولكن أبي أهلها سوي أن يستمروا في غيهم وظلمهم فاتصلوا برئيسها في العمل ليتوسط لديها وذكروا له أن زوجها له كل الحق فيما فعل بها وهم يشهدون له بالصدق كما ذكروا له أنني أنا كاتبة الرسالة من حرضها علي خراب بيتها وأقسم بالله إنني بريئة من هذا الاتهام ـ فأنا يا سيدي أخشي الله ولا أجرؤ علي القيام بعمل هو من أعمال الشياطين ـ وساءت سمعة المسكينة في كل مكان ـ مثل صاحبة رسالة دخان بلا نار وقامت الدنيا حولها ولم تقعد حتي الآن وأصابتها أمراض الدنيا بسبب الضغط الفظيع عليها كل يوم لتتنازل عن القضية وهي رافضة ومتمسكة بهذه القشة التي تظن أنها ستصل بها لبر الأمان وتقول لي انها لا تتصور أن تعيش مع شخص يطعمها من حرام ويلوث شرفها بادعاءاته كل يوم ولا تطيق رائحته. ـ سيدي أكتب لك هذه الرسالة بعد أن تحدث معها أحد عقلاء عائلتها ـ وحذرها من أن استمرارها في القضية سوف يضر بسمعة بناتها في المستقبل ـ لأننا في مجتمع ـ للأسف ـ لايقيم لأمر الله ولسنة رسوله وزنا ـ وقال لها هذا الرجل إن كلامه وضغطه عليها للتنازل ليس من الشرع في شئ ولكنه يحثها لينبهها للخطر المحدق ببناتها في المستقبل.. وهي الآن ياسيدي في موقف لا تحسد عليه. فهي متمسكة بالقضية لأنها ملاذها الوحيد بعد الله ـ ولكنها في الوقت نفسه تخشي الفضيحة علي طفلتها, فنحن في مجتمع ظالم ـ نسي فيه الناس أن الله لا يرضي الظلم ـ إن رئيسها في العمل يقول لها اما أن تتنازل عن القضية أو فلتتقدم بطلب نقل من إدارته ـ وزملاؤها الذين عاشروها ويعرفونها جيدا لم يدافعوا عنها وإنما تخلوا عنها ولاكو سيرتها علي ألسنتهم, بل الأسوأ أن بعض زملائها يعرض عليها خدماته غير الشريفة والآخرون يريدون محادثتها تليفونيا ـ والمسكينة لا تستطيع البوح بكل هذا ـ فلن يصدقها أحد ـ بل ستزيد الطين بلة إن هي تكلمت ـ وحسبنا الله ونعم الوكيل.
سيدي أكتب إليك رسالتي وأنا أعلم أن والدها من قراء بريدكم الدائمين ـ فذكره بأنه لم يطبق سنة رسول الله في أن يختار لابنته من يرضي دينه وخلقه ـ كما أنه أجبرها علي زواج لا ترضاه وتخلي عنها فذكره بأن عقاب الله شديد وليتصل برئيس ابنته في العمل ويصحح صورتها عنده لأن ابنته ليل نهار تدعو الله أن يريحها بالموت ـ وعندما أقول لها أن تدعو الله أن يبلغها رمضان تقول أنا عايزة أموت ـ كما أرجوك أن تذكر أخواتها أنها أختهم الوحيدة التي تخلوا عنها منذ البداية ـ فليحسنوا إليها الآن وليقفوا بجوارها في محنتها يا سيدي الظلم شيء بشع وأنا متأكدة أنها مظلومة ولولا هذا ما صادقتها لأن سمعتي من سمعتها وأنا أعلم أنه لا غبار عليها وأن البقعة السوداء الوحيدة في حياتها هي هذا الزوج الذي أجبرت عليه ولم يراع الله فيها أو في أبنائه ـ بالطبع فإنه عندما يتعمد الإساءة إلي الأم فهو يسيء إليهم أيضا لكن للأسف فإن المخدرات قد دمرت عقله ولم يعد يقيم للأمور وزنا, وإن كانت هذه هي أخلاقه من الأساس.
أما عن حقي أنا والاتهامات والإهانات التي وجهت لي ظلما وعدوانا ـ فأنا لا أقول إلا ـ حقي عندك يا ربي.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
أريد منك أخيرا يا سيدي أن تفكر معنا هل تستمر في قضيتها أم تتنازل عنها رغم كل ما قلته لك؟ مع العلم أني لم أذكر كل فظائعه وفضائحه.
مع ملاحظة أن أبناءها الثلاثة الكبار يضغطون عليها بشدة لتتنازل عن دعوي الخلع ولا يقدرون مدي معاناة أمهم ـ علي الرغم من أنهم سمعوا ورأوا بأعينهم الكثير من فضائح أبيهم ـ فقل لهم أن يتقوا الله في أمهم ويخففوا الضغط عنها. |
| | | أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19671 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) 18/6/2008, 06:56 | |
| 9
نظرة عتاب
روحان حللنا بدنا كم أبكاني هذا العنوان فضلا عن القصة التي أتت خلفه تحكي تفاصيل جعلت روحي تئن بنغزات الندم حيث لا ينفع الندم.. هذان روحان طيبان لزوجين مخلصين عاشا حياتهما في سلام, وشتان بينهما وبين روح تدب في جوانحي وروح فارقتني بالموت منذ سنوات.
سيدي آلمتني قصة صاحب رسالة الأسبوع الماضي أكثر مما تتخيل, ولن يكفر عنك إيلامي بهذا الشكل إلا أن تستمع إلي وتتركني أهذي بجرح فتحته وتركته ينزف حنينا وشوقا وندما واستغفارا.
أتذكر عندما كنت شابا وأنا الآن علي مشارف الكهولة بعمر تجاوز الثانية والستين ببضعة شهور.. لم يكن يهمني علي الأرض سواي.. مركز الكون هو أنا.. الشاب الوسيم الثري المتعلم البشوش. المتكلم بحساب, صائد إعجاب الفتيات بنظرات قليلة.. باختصار كنت جان كما يقولون, أصر أبي علي أن استكمل تعليمي العالي في جامعة أوروبية لأعود بعد سنوات متمكنا من فن الإدارة فأدير شركته معه ثم أتولي أمرها بعد رحيله, وكنت سعيدا غاية السعادة وأنا أري كل شيء متاحا لي, حتي درجتي الماجستير والدكتوراه نلتهما بالمراسلة بفضل نظام دراسي يسير.
عدت إلي مصر والأبواب مازالت مفتوحة في استقبالي.. طبقت أحدث نظم الإدارة بالشركة, غيرت الحال التقليدية ودفعت بها إلي طريق المكاسب السريعة.
لم يكن ينقصني سوي تكوين الأسرة, واحترت ساعتها كثيرا من هذه التي تستحقني؟ هكذا ببساطة بعد أن أبكيت فتيات وسيدات لتنال إحداهن رضائي وأقضي معها ولو يوما.. لكنها سنة الحياة والعمر يتقدم ولابد من الزواج والأولاد والاستقرار.
استقر الأمر علي فتاة جميلة من عائلة محترمة كان أبي يتعامل مع شركة أبيها تعاملات محدودة, لكنه كان يحترم هذا الشخص جدا.. تدخل أولاد الحلال كما يقولون وتم التعارف سريعا, كنت مازلت أملك أدوات سحرية من حديث وبشاشة ووسامة, وكانت مثل طفلة لم تخرج من بيتها إلي عالم الرجال فانجذبت إلي انجذاب الفراشة للضوء, واعترف لك الآن ولقرائك بأنني حرقتها.. نعم حرقتها, وحرقت رومانسيتها بعد أن نزعت جناحيها نزعا, منذ الشهر الأول أعلنت لها أن قانوني هو الذي سيسود.. وأني رجل أعمال لا وقت لدي أضيعه في عشاء راقص أو مشاهدة فيلم رومانسي في البيت.. كانت تستقبلني بالشموع فأنهرها علي تلك الرومانسية التافهة, فانزوت واكتأبت منذ الشهر الأول, حرمتها من العمل في شركة أبيها وهي المتعلمة المثقفة الماهرة في تخصصها, المجيدة لثلاث لغات قراءة وكتابة.. وقبلت المسكينة وهي تظن أنني صادق معها, وأن وقتي بالكاد يكفي لعملي ومسئوليات الشركة التي أصبحت علي عهدي عدة شركات أرأس إداراتها, وفي الحقيقة كنت أعيش حياتي خارج البيت والعمل كما أريد, أقضي أحلي الأوقات في مصر وفي خارجها, مع هذه ومع تلك وفي الوقت نفسه أدير عملي بمهارة أحسد
عليها. كنت أظن أنني ماهر أيضا في إخفاء نزواتي, لكني اكتشفت فيما بعد انها كأي امرأة لديها قلوب استشعار, أوردة لاقطة لتغير دمي في مكان آخر.. أدرك ذلك الآن وأنا أتذكر نظرات عتابها عندما كنت أقول لها سفرية المرة دي كانت متعبة جدا أو الشغل لا يرحم معلش سنضطر لتأجيل سفريتنا السنوية كانت ترسل لي موجات عتاب عبر أثير حبها لي, لكني لم أكن التقطها, كنت منهمكا في حياتي التي لم أر غيرها حتي بعدما رزقنا الله بطفلة بعد طفلة.. وامتلأ البيت بالضحك والشقاوة والسعادة.
كنت لا أري إلا نفسي, ألتمس السعادة بعيدا عن بيتي وعن زوجتي الجميلة وطفلتي اللتين أبدع الله في تصويرهما.
هل أدهشك إذا قلت لك إني مللت من الحياة مع زوجتي الرائعة تلك.. هل أدهشك إذا قلت إني كنت أعود لبيتي بعدما أنال كل ما أبتغيه خارجه, ومع ذلك أتمني ألا أجدها بانتظاري تسألني هل تعشيت أم أحضر لك العشاء. كانت ترتدي أحلي الثياب وتضع زينتها كاملة في كل ليلة في انتظار عودتي.. تقاوم النعاس وتتظاهر بأنها غير متعبة وجاهزة تماما لإشارتي فضلا عن خدمتي, هل أصدمك إذا قلت لك إنني مللت من تفانيها في خدمتي من جمالها الهادئ ومن رقتها, كنت أتمني لو أعيش مع أي امرأة غيرها تضخ في حياتي دماء جديدة.. لقد تصورت أن أي امرأة سيكون لها طعم مختلف وستجذبني للبيت وسأعيش معها حياة جديدة.. لقد وصل بي الأمر إلي أن تمنيت لو أنها ماتت واختفت من حياتي لأتزوج بتلك الـ أي امرأة تخيل.. أنا.. أتمني موت الفراشة التي جذبتها ونزعت جناحيها وحرقت إحساسها بكونها امرأة تسعد رجلا أنانيا مثلي.. الدموع تسقط الآن وتبلل رسالتي ومع ذلك مازلت قادرا علي أن أواصل وجعي وبثه عبر نافذة بريدك!.
منذ سبع سنوات يا سيدي تحققت أمنيتي الملعونة.. فاجأت أزمة قلبية جسد زوجتي وحررتها مني ومن عالمي القذر, رحلت فجأة وكأنها تقول: افعل ما شئت سأعفيك من نظرة العتاب التي كانت تستوقفك.. سأعفيك من الملل وأنا في انتظار مقدمك بثيابي القصيرة في عز البرد ومكياجي الدقيق في عز الإرهاق.. ماتت ولم يمت جلدي السميك, لم يتلاش.. بدأت وفور انتهاء العزاء في التخطيط لحياة أخري مع امرأة أخري فقد كنت مهيأ لهذا الوضع, لم ألتفت إلي ابنتي اللتين تخرجتا في الجامعة المرموقة وبدأتا رحلة التعليم العالي وتخير العريس الأنسب لكل منهما..
قلت لهما في حسم.. الحياة يجب أن تستمر وأنتما مصيركما لبيتي زوجيكما.. والعمل لا يرحم كما تعرفان ولابد من زوجة تعينني علي الحياة وتحمل صعابها.
باختصار تزوجت فتاة تعيد إلي شبابي.. فتاة تستحقني.. فتاة تعرف كيف تجذبني دائما إليها.. تزوجت من أكبر مقلب شربته في حياتي من سكرتيرة سابقة تخرجت في جامعة الغش والتدليس والمكر والخداع, هي الوحيدة التي شدتني بقوامها وضحكتها ووجهها الحيواني المتوحش ونظرتها الكاسرة لغروري.
تزوجتها وهي أكبر من ابنتي الكبري بسنوات معدودة وسلمتها مفاتيحي فحبستني داخلي.. أذاقتني الهوان وانتصرت لبني جنسها مني.. كنت أعود متلهفا إليها فإذا بها عند صديقاتها في ديفيليه, انتظرها لنتعشي سويا فتقول انها تعشت وأني مملل جدا بأسئلتي المتلاحقة, أين كانت ومع من ولماذا؟ وليت الأمر اقتصر علي ذلك بل استنزفتني في شراء كل ما يحلو لها.. شاليه هنا وشقة هناك وسيارة وأخري وحلي وحتي السندات والأوراق المالية سحبتها شيئا فشيئا بدعوي تأمين مستقبلها, وعندما قررت أن استجمع شجاعتي وعنفوان شبابي الذي مضي وأواجهها كشرت عن أنيابها وآذتني في سمعتي أمام موظفي شركاتي بل تمادت وشوهت سمعة ابنتي البريئتين.
لم يكن أمامي سوي أن أطلقها وأعطيها كل حقوقها في سكوت وأعود إلي بيتي القديم منكسرا, منجذبا إلي بقايا رماد الفراشة التي أحرقتها بيدي, أعفر به رأسي وأمرغ فيه وجهي لعل الفراشة تسامحني وتقبل ندمي ودموعي عليها وعلي ليلة واحدة من الليالي التي كانت تنتظرني فيها مشرقة مضيئة متوهجة بينما عيناي منطفئة لا تري.
سيدي قلبت علي المواجع برسالتك الأسبوع الماضي وكم أحسدك يا صاحب الرسالة وأحسد كل من صفي لرفيق عمره ورآه بعين الحب والرفق.. لقد فقدت احترامي أمام نفسي وأمام ابنتي, وصرت عازفا عن الدنيا أصلي وأبكي وأدعو لها بالرحمة ولي بالمغفرة. * سيدي.. مسافة شاسعة بين رسالتك وروحان حللنا بدنا فإحساس الندم علي ما فات, واكتشاف قيمته ومعانيه السامية بعد فوات الآوان, هو الوجه المظلم, للإحساس الآخر المضئ, الذي جعل صاحبه يطارد طيف زوجته الراحلة في كل ركن جمعهما, ويجد ونسه ودفئه وهو بجوار قبرها. * كثير من الرجال ـ سيدي ـ بسبب أخطاء في التربية والثقافة العامة ـ ينشأون وبداخلهم شعور بأنهم يستحقون أكثر من امرأة, فيفعلون مثلما فعلت ـ وهذا يحدث حتي الآن ـ يختار الشاب فتاة محترمة من عائلة طيبة, وما أن يتزوجها, حتي يشعربأنه كافأها بحصولها عليه, وأنه عريس لقطة كانت تتمناه أي فتاة ولكنه اختارها هي وهذا يكفي.
يجلس الرجل خارج بيته وسط النساء يتحدث عن الرومانسية المفقودة, وأن الزواج هو مقبرة المحبين, باعثا برسائل لمن يفهم.. فإذا عاد إلي البيت ووجد زوجته المخلصة في انتظاره, أضواء خافتة, موسيقي هادئة, اختلق الحجج ليصنع أزمة يثبت من خلالها أنها سيئة ولا تستحقه, كل هذا ليبرر لنفسه ما يفعله خارج البيت. طبعا هذا الكلام لا ينطبق علي كل الرجال, كما ينطبق علي بعض النساء اللاتي لا يقدرن عناء الزوج طوال اليوم وإحساسه بالقهر في كل شيء, وعندما يعود إلي البيت تسأله عن الكلام الحلو والغزل اللطيف.
سيدي.. كثير منا يغمض عينيه فلا يري السعادة وهي قابعة بين يديه, ماذا كنت تنتظر من الله لتتأكد أنك مميز؟ زوجة جميلة, هادئة, رومانسية.. طفلتان هما بهجة الحياة وشقاوتها.. نجاح في العمل, والشركة أصبحت شركات أفلا تشكرون زادك صمتها غرورا, ونظرات عتابها صلفا, ممنيا نفسك بأن السعادة لم تأت بعد, ولأنك لا تجد فيها عيبا, ذهبت إلي الأحلام والأمنيات.. تمنيت أن تموت لك الفراشة الناعمة.. وكأن المخطط يسير حسب أهوائك.. ولكنك كنت غافلا أن للكون ربا عادلا, لم ترض بما رزقك, فجعلك تمد يدك لتختار بنفسك من تناسبك, وها هي تفعل بك ما فعلته بزوجتك الراحلة, وتذيقك من نفس الكأس.
سيدي.. لا أريد أن أزيد من آلامك, ولكني أجدها فرصة لدعوة كل الأزواج أن يلتفتوا للسعادة الكامنة في بيوتهم, لا تبحثوا عنها خارج البيت, ولولم تجدوها فا بذروها, بكلمة طيبة, بعفو وسماح, بهدية صغيرة بـ طبطبة علي الكتف.. لسنا في معركة فيها فائز ومهزوم, نحن شركاء في رحلة قصيرة اسمها الحياة تستحق أن نتكيء علي بعضنا بعضا حتي نصل إلي الشاطئ الآخر, فمن يصل بعد الآخر, تبقي منه المودة والرحمة والذكري الطيبة.
سيدي.. أرجو أن تداوم الدعاء لزوجتك الراحلة وتسارع بصدقة جارية علي روحها, اعتذر لابنتيك عن خطئك وضمهما إلي حضنك فهما في حاجة إليك, وأنت أيضا لن تجد أحدا أقرب وأحن عليك منهما.. وإلي لقاء بإذن الله. |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|