| التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 06:59 | |
| التحيات والمجاملات والاحتفالات | | "السلام عليكم" هي تحية العربي لأخيه العربي، وهي وإن كانت تحية بالمعنى المتناول، فإنها تعني إعطاء الأمن والطمأنينة، وتحمل معنى التجنب - أي تجنب الأذى - عند لقاء شخصين غريبين، ومما يؤيد ذلك إنه إذا جاء شخص لآخر وطرح عليه تحية السلام وأراد ذلك الشخص الآخر أن يتشاجر مع القادم، فإنه لا يرد السلام بمثله، بل يقول له: "لا عليك سلام ولا كلام"، ومن المحتمل أن يرفض شخص ما رد السلام على شخص لا يثق به وبأمانته وبتقواه، فيقول في رده: "وعلى المؤمنين السلام"، وذلك رد مطاط يحمل العديد من المعاني.
من الذي يبادر بطرح السلام ؟ إن الصغير هو الذي يجب عليه أن يطرح السلام على الكبير، وكذلك القادم يسلم على المقيمين، كما يسلم الفرد على الجماعة، وإذا طرح السلام ورد البعض، فإن ذلك يعفي البعض الآخر من الرد. ومن مصطلحات التحية غير لفظ "السلام عليكم"، كلمة قََوَّك، أو "قو الرجال" بمعنى قواك الله وقوى الرجال، والرد عليها "الله يقوي عزايمك"، وهناك تحية "العواف يا غانمين" وأصلها عوافي - جمع عافية - يا غانمين والرد عليها "الله يعافيك"، وهناك تحية "سلامات" وجوابها "عدوك مات".
ومثلما يحيي المار المار، فإن الحكواتي يحيي جمهوره قبل البدء بالقصة، وقد يحييهم بالشعر أو بالسجع، ويحيِّي البطل في الحكاية الشعبية أمنا الغولة لكسب ودها، ويحيي الناس بعضهم البعض عند الدخول إلى بيت أو مضافة، وهناك من يقدم التحية عند تقديم القهوة أو الطعام، ومن المبالغة في التحية: المباوسة، وهو أن يقبل الرجل الرجل ويضمه، أو يقبل كفه إذا كان الشخص المراد تحيته أباً أو أماً أو كبيراً. وفى العيد يحيي الناس بعضهم قائلين: كل عام وأنت بخير، ويستمر الناس في استعمال هذه التحية طوال أيام العيد، وتختلط التحية بالمجاملة حتى تصبحا في بعض الأحيان شيئاً واحداً. وفيما يلي أمثلة على المجاملات:
المبادر بالمجاملة: الرد مبروك البيت الجديد الله يبارك فيك، عقبال عندكم مبروك عرس ابنك يبارك فيك، عقبال لأولادك هنيئاً الله يهنيك، نشرب بعرسك نشرب بعرس أولادك نشرب بفرحتك نشرب بحجك نشرب بسلامة الغياب نشرب برجعة فلان (المسجون) الحمد لله صحتين وعافية شكراً على السيجارة إن شاء الله عمار (علبة التتن) صح بدنه وبدنه يسلمه يعطيهم العافية الله يعافيكم تقعدوا بالعافية الله يعافيكم بخاطرك بسلامة الله مع ذيلها (عند الغضب) شلونك يسلم لونك
|
|
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:00 | |
| تعليم شعبي: يتوجب على الباحث المدقق عند دراسة ظاهرة التعليم الشعبي أن يبقى ملتصقاً برصد الجوانب الفلكلورية من الموضوع، وأن يتجنب الانزلاق إلى دراسات اجتماعية وأنثروبولوجية وتربوية بحتة، إلا أنه يصعب أيضاً تجنب إشارات يمكن أن تصنف على أنها دراسات غير فلكلورية، إن الحديث عن اقتباس الطفل لقيم مجتمعه لا يمكن إلا أن يحمل طابع البحث الاجتماعي، كما أن الحديث عن اللوح الذي يتعلمه الطفل في الكتاب ومنهج الدراسة هناك، يبدو وكأنه درس في تاريخ التربية.
إن القاعدة الأساسية في التعليم الشعبي هي: التقليد بمعنى "انظر كيف يعمل الكبار واعمل مثلهم"، ولا تزال هذه القاعدة مرعية في الحرف الشعبية؛ فالشاب المتدرب عند النجار أو الحداد أو المبيض أو الحلاق … الخ يتعلم المهنة عن طريق الملاحظة لا المحاضرة، ويجلس الشاب في الديوان والمضافة ليتعلم مجموعة العادات، والممارسات، والقيم بطريق الملاحظة البحتة، وبعض الإشارات، والتلميحات، والمفارقات، فهو يعتاد على احترام المختار والوجيه.
وهناك قاعدة أخرى وهي أن يتولى الأب تعليم أبنائه، كما تتولى الأم تعليم بناتها، وبينما يتولى الأب تعليم الابن مجموعة من المعارف والقيم التي تعينه على الحياة في مجتمع الرجال، ووسائل العمل لكسب العيش، فإن تعليم الأم لابنتها ينصب على إعطائها القدرة على العناية بالبيت، وتلقينها أمور الشرف والعفة حتى تتفادى نقمة المجتمع وكراهيته إذا حادت عن مبادئ تلك الأمور.
وهناك أيضاً التعليم في الكتاب عند شيخ القرية، حيث ينال الأولاد دون البنات قسطاً من المعارف في اللغة والدين والحساب والأدب، ولولا هذا النمط من التعليم ما أصبح أمراً من أمور عامة الناس مقارنةً بالتعليم الرسمي المنهجي لما صح لنا أن ندرجه في بحث فلكلوري.
وبالطبع تهمنا مادة المنهج بمقدار اهتمامنا بصلة ذلك التعليم بأصول الحياة والممارسات والقيم الشعبية. وهناك تلك المعرفة التي يحصل عليها الولد عندما يبدأ بممارسة العمل الزراعي أو خلافه في سن مبكرة، ذلك لأن سنوات المدرسة الضئيلة سرعان ما تنتهي وسرعان ما يواجه الشباب الحياة في مهنة يدرج فيها، وكذلك الحال بالنسبة للبنت التي سرعان ما تتزوج، وعليها أن تمارس الحياة في بيت جديد وظل أسرة جديدة. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:02 | |
| مراحل تعليم الولد:
ينصح الأب ابنه بأن يأكل في مجلس الرجال بطريقة لطيفة، وإذا طلب منه من هو أكبر سناً أن يعمل شيئاً فعليه أن يفعل، وعندما ينتهي الرجال من تناول الطعام عليه أن يتناول الإبريق ويصب الماء على أيدي الضيوف، كما عليه أن يشاهد الرجال كيف يحرثون الأرض فيحرث مثلهم، وكيف يبذرون فيبذر، ويتوجب عليه أن يراقب الحيوانات حتى لا تدوس أشجار العنب، ولا تأكل الأشجار الصغيرة النامية.
ويتوجب على الولد أن يطيع أباه وإلا سيضرب، ويغضب الوالد، وغضب الوالدين لن يؤدي بالولد إلى النجاح، ولغضب الوالدين ورضاهم دور كبير في توجيه الأولاد.
إن تعليمات الأب لابنه هي لمساعدته على التكيف مع الحياة. أما ذهابه للكتاب فهو ليتفقه في أمور دينه، وليتمكن من قراءة كلام الله في كتابه العزيز، وليعرف كيف يفك المكتوب، ويتعلم مبادئ الحساب.
كان المكان الذي يتعلم فيه الأطفال في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، عبارة عن بيت سكن لأسرة عادية تضم الوالدين وخمس فتيات وابناً واحداً، وكان الشيخ المعلم رجلاً في الخمسين من عمره، اعتاد أن يرتدي زي الفلاحين، ويجلس على جاعد في صدر البيت المفروش بالحصر، والذي يجلس فيه الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخامسة عشرة على هيئة حلقة كبيرة مربعة الشكل، وعندما يأتي الطفل إلى المدرسة، فإنه يجلس إلى يسار الشيخ ليكون محط عنايته باعتباره يخطو خطواته الأولى في التعليم، أما على يمين الشيخ فيجلس الطالب الذي يحين تخرجه.
كان اليوم الدراسي يبدأ بالصلاة على النبي التي تتخذ شكل النشيد، لا يعلّمه الشيخ للطالب الجديد، بل عليه أن يستمع لما يقوله الآخرون ويحفظ النص بمرور الزمن، ويقول مطلع النشيد:
(اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد كمال الله وكما يليق بكماله) وكذلك ينتهي اليوم الدراسي بهذا النشيد أيضاً، ولم يكن الشيخ أو الخطيب كما كانوا يسمونه ليعلم الأولاد، بل كان الكبار أيضاً يعلمون الصغار، وكان الشيخ يعالج الحالات الخاصة، ويوجه الطلاب الكبار، ويمارس دوره البارز في معاقبة المذنبين، إذ كانت قدما المذنب تربطان بالفلقة، ويجلد الشيخ باطن القدمين دون رحمة.
وتذكر الدكتورة جرانكفيست أن أجور شيخ الكتاب في أرطاس، كانت "عشرة قروش عن كل طفل "، و"نصف قرش كل يوم خميس عن كل طفل، لتأمين رحلة الشيخ إلى القدس لرؤية أهله"، و"هدايا خاصة في رمضان"، و"هدية خاصة عند انتهاء كل جزء من أجزاء القرآن، فمثلاً جزء عم عليه ديك مسمى"، و"هدايا إضافية ممن يرغبون أن يعتني الشيخ بأبنائهم عناية خاصة".
يركز شيخ الكتاب في تعليم الصغار على حروف الكتابة، ويضيف قائلاً: إن مهمته الأساسية هي أن "يمسك الولد الحرف"، وتتم العملية بإجبار الولد على استظهار الحروف وحركاتها، وحفظ صورها المكتوبة، ويبدأ الأولى بحفظ الحروف الهجائية هكذا:
- أليف ( أ )، با (ب)، تا (ت)، ثا (ث).. الخ.
- ثم يحفظ الحروف ضمن مقطوعة شبه غنائية تحدد الحرف والنقط.. وهكذا..
- أليف لا شن عليه (الألف لا شىء عليه)
- البا وحدة من تحت (الباء لها نقطة تحتها)
- التا ثنتين من فوق (التاء لها نقطتان فوق)
- الثا ثلاث من فوق (الثا لها ثلاث نقط فوقها)
- الجيم وحدة من تحت (الجيم له نقطة تحته)
- الحاء لا شئ عليها (الحاء لا شئ عليها)
وبعد ذلك يحفظ الولد الحروف مع الحركات التي يسميها شيخ الكتاب - النصبة (الفتحة)، الرفعة (الضمة)، الخفضة (الكسرة)، الجزمة (السكون).
ومن أهم ما يعتني به شيخ الكتاب هو تعليم الصغار مبادئ الدين، الأخلاق، النظافة، القرآن، والصلاة، ويروي لهم قصص التهذيب والحكايات ذات الطابع الديني.
ويعلّم الشيخ تلاميذه "الهندي"، أي مبادئ الحساب من جمع، وطرح، وضرب. وأغلب مشايخ الكتاب لا يعرفون من الحساب غير كتابة الأرقام الهندية، وعملية الجمع البسيطة، وكذلك الإسقاط (أي الطرح). |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:03 | |
| يحمل الطفل معه إلى كتاب القرية كيساً صغيراً مربع الشكل، مربوطاً من طرفيه بحزام رفيع ليعلق الطفل الكيس في رقبته أو كتفه، ويحوي هذا الكيس في العادة المصحف، أو أجزاء منه، كما يحمل الولد "ورق" أو دفاتر، أما أداة الكتابة فكانت قلماً من البوص يغمس في نوع من الحبر البدائي، ويتألف هذا الحبر من سناج القدور المحلول بالماء.
وكان الأطفال يستعملون ألواحاً صغيرة مكتوب عليها بقلم حبر، ويمحى ما يكتب بقطعة قماش جافة أو مبلولة.
ومن الجدير بالذكر إن التعليم في الكتابة يعتمد على حفظ القرآن والأشعار، والمحور الأساسي في التعليم هو استظهار القرآن وقراءته من المصحف، وليس أدل على ذلك من أن مرتحل تعليم الولد في الكتاب تنتهي بختم القرآن الكريم، وعندما يسأل الطفل في الكتاب.
- وين صرت يا مقري؟ أين وصلت في القراءة يا قارئ القرآن، فإنه يقول:
- صرت عند جزء عم، جزء تبارك، أو جزء ياسين … الخ.
- يبدأ الولد أولى مراحل احتكاكه بوسائل الإنتاج في وقت مبكر، ويتوقف ذلك على حاجة الناس، وضرورة عمل الأبناء في سن مبكر، ومن أهم وأبرز الأعمال المنتجة في القرية هي الزراعة، ويبدأ الفتى بممارسة العمل الزراعي عندما يعمل "قطروز" أي مساعداً للحراث، وفي هذه الحالة يتوجب عليه أن يحضر الطعام والماء للحراثين، ومن مهامه أيضاً التمرن على أعمال الحراث بأشراف الحراث، وذلك في الأوقات التي يتوقف فيها الحراث عن العمل ليتناول الطعام، أو التدخين، أو يجلس للحصول على قسط من الراحة.
- وهناك أيضاً قطروز البيدر الذي يتناوب العمل مع الحراث على البيدر، ويتعلم منه المهنة وهي دراسة القش، وهكذا يتعلم القطروز أعمال الحراثة، وبذر الحب ودراسته، وخزن المحصول، وعندما يشتد ساعده ويتعلم المهنة يمكن أن يرقى إلى مرتبة حراث.
تعليم البنات: أما البنات فلم تتح لهن الفرصة التعلم في المدرسة إلا على نطاق ضيق جداً، ويقتصر تعليم البنت على تلقي القيم والمعارف التي تلقنها إياها أمها، أو جاراتها، أو حماتها، كما أن دائرة احتكاك البنت والمرأة عموماً بالمجتمع هي دائرة محدودة إذا ما قورنت بدائرة اتصالات الرجل، ولهذا؛ فإن الرجل في القرية يظل بالنسبة للمرأة يتمتع بتقدم فكري ملموس، وقد لاحظت الدكتورة جرانكفيست هذا التقدم في ناحيتين.
- الأولى: لاحظت فيها كيف أن النساء في القرية أصرت على أن تذبح الأضحية على عتبة البيت، وذلك لتكون فداء لروح بشرية - بينما الرجال لم يهتموا لذلك الأمر.
- الثانية: كيف أن النساء كن يلطمن وجوههن ويندبن ويبكين عند الوفاة، بينما يقوم الرجل بتصفية مثل هذه الأعمال، وتحذيرهن من عذاب الله، ونظراً لهذا الفارق فقد اعتاد الرجال أن يصفوا النساء بأنهن ناقصات عقل ودين.
وفي أوائل هذا القرن، كان هناك عدد قليل جداً من البنات اللواتي يسمح لهن بالذهاب إلى الكتاب، أو المدرسة الرسمية، وكان هناك بعض المتنورين الذين يسمحون للبنات بقراءة القرآن، ولكن كان ينظر لمسألة تعلم البنت للقراءة والكتابة على أنها نوع من تلويث سمعة البنت؛ لأن ذلك سيمكنها من أن تراسل الآخرين وتكاتبهم، وهو أمر كان ينظر إليه على أنه أمر معيب، وكان يتركز الاهتمام بتعليم الفتيات أشغال الإبر، والتطريز، وفي أفضل الحالات كانت هناك معلمة أنثى تساعد الإناث على تعلم القرآن.
وتروي لنا جرانكفيست هذه الواقعة عن تعليم البنات في مدرسة حكومية في مدينة حيفا.
(أخبرني معلم أنه إذا جاء المفتش بزيارة إلى المدرسة (مدرسة إناث)، فالطالبات والمعلمات يقمن بتغطية وجوههن قبل أن يدخل المفتش، وقد سألت الطالبات عن رأيهن بغطاء الوجه، فعبّرن عن الأسف لأنهن أصبحن أسيرات الغطاء). |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| |
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:11 | |
| المستقرظات:
تسمى الأيام السبعة بين شباط وآذار – الأربعة الأخيرة من شباط والثلاثة الأولى من آذار – باسم (الأيام المستقرظات)؛ لأن الشهر الأول اقترض أياماً من الثاني لتحقيق تواصل أيام مطيرة، وتعرف هذه الأيام بغزارة أمطارها، وإذا ولد في هذه الأيام مولود جديد، فإن مثل هذا المولود يظل معتل الصحة، وكذلك فإن الممارسة الجنسية في هذه الأيام غير مستحبة – على حد المعتقد الشعبي.
ويعود تسمية تلك الأيام بالمستقرظات إلى أنه في أواخر شهر شباط من إحدى السنين، وبعد أن مضى معظم الشهر دون مطر قالت امرأة عجوز: (راح شباط ودسينا في (…) المخباط) وكانت المرأة تريد أن تتشفى من شهر شباط الذي مر في ذلك العام دون أن يؤثر على العجوز وغنمها، وهكذا غضب شباط لما سمع، وذهب إلى آذار وقال له: " أذار يا ابن عمي، ثلاثة منك وأربعة مني، وخلي حِس(صوت) العجوز في الواد يغنّي، وهكذا نزل المطر لسبعة أيام متتالية مدراراً وجرف السيل العجوز وغنماتها".
ويحصل أن يمر شهر شباط دون مطر فيقول الناس: "مر شباط الخباط لا بل نعجة ولا شعواط"، وفي رواية أخرى ولا "رباط". ولا يفضل أن يجلس الإنسان تحت أشعة شمس شباط، وحول ذلك يقولون: "شمس شباط بتخلي الراس مثل المخباط، ويرتبط شباط بالذهن الشعبي بالمواسم الذي تتزاوج فيه القطط، ولذلك يسخر الناس من الذي يتزوج في هذا الشهر على اعتبار أنه يشارك القطط موسمها التزاوجى، ومثلما يوصف كانون بأنه فحل العام، يقال: بأن آذار فلاح السنة، ويقال: "آذار بحيى الأشجار"، ويحمل هذا الشهر في طياته الإحساس بانطلاقة الحياة بعد جودها في الشتاء.
ويقال أيضاً: "آذار أبو الزلازل والأمطار، بتنبط العنقا والبنقا وام عيون ازغار، وفي آذار ببرطع الجمل وبحمظ البن، وفي آذار بلتقي الليل والنهار، وفي آذار بيبيظ الشنار وأصغر الطيار"
الربيع: هو ابن الشتاء، ويخلط الناس بين الربيع كفصل من فصول السنة وبين العشب، فيقولون: "طلع الربيع"، ويقصدون: نما العشب، وهم يظنون أن العشب يظل أسير زوجة أبيه المربعنية، وبعد خلاصه من الأسر يخرج ليغطي وجه الأرض بالخضرة والجمال مع إحساس عام بالدفيء والمتعة.
سعد السعود: وفي هذه الفترة "بتدب المية في العود" أي تدخل الحياة للنباتات، وفي كناية عن بدء موسم الدفء.
سعد بلع: في هذه الفترة تبلع الأرض كل ما ينزل عليها من مطر.
سعد الخبايا: في سعد الخبايا "بطلعن الحيايا"، وفي سعد الخبايا "بتتفتل الصبايا".
شهر الخمسان: أو الخميس نيسان، ففي كل يوم خميس من أيام هذا الشهر يجرى احتفال مشهود، ومن السهل أن نتفهم سبب اختيار الناس لهذا الشهر ليكون موسم الاحتفالات؛ فهو شهر جميل الطقس، يمور بالحياة والعطاء والخضرة وحس الانفتاح.
ويعتبر هذا الشهر الحد الفاصل بين الشتاء والصيف، ويقول الناس بهذا المعنى: "في نيسان ظب العدة والفدان" أي تنتهي الأعمال المتعلقة بالزراعة الشتوية. يصف الناس مطرة نيسان بالقول: "بتحيى السكة والفدان وكل السكان والقرقة والصيصان"، و"النقطة في نيسان بتسوى العدة والفدان وبتسوى كل سيل سال".
ولابد من التمييز بين الخمسان والجمع، فمن الناس من يقول: "خميس الأموات"، وهناك من يقول: "جمعة الأموات" ذلك لأن الناس يحتفلون بالخميس الذي هو في نفس الوقت ليلة الجمعة، ونجد لذلك أياماً احتفالية مثل:
خميس النبات، خميس البقرات، خميس الأموات، خميس البنات، خميس البيض، ونجد مسميات مثل: جمعة الحزانى، جمعة الغرباء، جمعة الرغايب، جمعة الحلاوة، جمعة الأموات، جمعة النبات، جمعة الحيوانات.
وكل ما سبق هو تسميات مختلفة لأربعة أيام مختلفة احتفالية في شهر نيسان، وهذه فكرة عن بعض هذه الاحتفالات.
جمعة الحزانى: وهي جمعة النور، الذين يذهبون جماعات إلى مسجد عمر في القدس، يعبرون عن حزنهم، مثال على ذلك: جمعة الغرباء وجمعة الأرامل واليتامى.
خميس الأموات: وفي هذا اليوم يجري الاحتفال بذكرى الموتى، فتذهب النساء والأطفال لزيارة القبور، وهن يحملن البيض المسلوق والمصبوغ، والأطعمة المصنوعة بالزيت، مثل: الفطائر وما شابه ذلك. ويأتي الأولاد والفقراء إلى القبور من أجل أن يحصلوا على ما يوزعه أقارب الموتى من طعام، ومن الناس من يوزع التين والزبيب والخبز، وهم يعتقدون أن الطعام الذي يصل إلى الفقراء يصل إلى أرواح الموتى، وبعض الناس يذهبون لزيارة القبور قبل طلوع الشمس، وذلك لاعتقادهم بأن أرواح الموتى تختفي بعد الشروق.
خميس البيض: يسلق الناس البيض بماء يضاف إليه نوار أصفر، ويلعب الأطفال الحاملين البيض الملون، ويلعب الرجال بالبيض لعبة "مكامشة البيظ"، بحيث يحمل كل رجل مجموعة من البيض ويضرب الواحد منهم بيضته ببيضة الآخر، فإذا انكسرت بيضة إحداهما، فإنه يعتبر مهزوماً وصارت البيضة المكسورة من حق الشخص الذي كسرها.
خميس البنات: تذهب البنات غير المتزوجات في هذا اليوم إلى البرية لجمع الأزهار ويقلن: "طقش وننش شو دوا الراس يا شجرة"، ثم يقمن بترك الزهور في الماء تحت نجوم السماء في الليل، لتمارس تلك النجوم تأثيرها عليها، ثم تغسل كل فتاة شعر رأسها بذلك الماء المنجم.
خميس البقرات أو جمعة الحيوانات أو جمعة المعزة: تصبغ الحيوانات في هذا اليوم الاحتفالي بوضع الصبغة بين قرون المعزة، وكذلك على لية الحيوان، ويعلن هذا اليوم يوم عطلة الحيوانات فلا ترسل للعمل، ولا يباع الحليب، بل تستعمل للأكل أو يوزع على الفقراء، ولا تحلب البقرات في ليلة ذلك اليوم الاحتفالي أو صباح ذلك اليوم، بل يتم الحلب عند الظهر، وتصبغ جرار الحليب والزبدة أيضاً تمشياً مع روح البهجة الاحتفالية. وفي هذه الجمعة تتم حماية الحيوانات من الأفاعي، ويتم ذلك بتحضير مزيج بمكان ما من جسدها تغلى فيه الأفاعي، ويتم مس الحيوانات بمكان ما من جسدها ويسمى ذلك "حولا الحيوانات"، وفي هذا اليوم يقوم أصحاب الغنم بغسل أغنامهم وجز الصوف؛ لأن فصل الصيف يكون قد اقترب، ويصبح الصوف عبئاً على الحيوان، كما أن جزه هو عملية جني محصول الصوف.
عدل سابقا من قبل عبير عبد القوى في 4/3/2013, 17:18 عدل 1 مرات |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:12 | |
| خميس الموسم: هو اليوم المخصص لزيارة مقام "النبي موسى"، أو الاحتفال بالمواسم الأخرى في أماكن أخرى من فلسطين، ومن هذه المواسم: موسم النبي روبين في يافا، موسم الخضر في حيفا – الكرمل، موسم وادي المنل في غزة. وهذه المواسم ابتدعها صلاح الدين الأيوبي لتجميع الناس في الأوقات التي ترد فيها جموع الحجاج المسيحيين من أوروبا إلى فلسطين، والذي كان المسلمون يخشون أن يندس في صفوفهم مقاتلين من الفرنج، وفي هذه الأيام تمتزج الأغراض الدينية بالأغراض الاحتفالية والكرنفالية، فيذهب الدراويش حاملين "العدة" و "البيارق" لإقامة الحضرات والأذكار والموالد والصلوات، ويذهب الشباب والفتيات والمصطافون لقضاء أيام ممتعة، وكانت "الهيئة العربية العليا لفلسطين" بزعامة الحاج محمد أمين الحسينى تستغل هذا اليوم لإبراز التجمع الوطني العربي في وجه الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، فكانت جموع من الناس تأتي من نابلس تحت "بيرق نابلس"، وأخرى من الخليل تحت "بيرق الخليل"، أيضاً ينضم "بيرق القدس" – بيرق الحاج أمين وتتوجه إلى موقع النبي موسى قرب أريحا. ومن أغاني الموسم ما كان عاطفياً غزلياً، أو يتعلق بالموسم نفسه، مثل:
يا سيدي موسى حلى دق العدة
يللى المزاهر طول الليل مشتدة
يا سيدي موسى حلي دق الكاسة
يللى المزاهر طول الليل رادسه
ويسمي الناس هذا "الخميس" اسم "جمعة المناداة"، حيث يجتمع الناس لزيارة مقام النبي موسى.
فصل الصيف: يبدأ الناس بالتصيف على اعتبار أن الدنيا صيفت، وكان الصيف حقيقة واقعة مع إطلالة الدفء واخضرار شجر الدوالي ويقولون:
صاف الصيف وارعن الدوالي
وطلعن البيظ لروس العلالي
لكن الحقيقة تصدمهم عندما يذهبون في الصباح الباكر لحصاد سنابل القمح وتجابههم "سقعة السبل"، ويتحدثون عن "صيفية الرمان اللي يظحك ع العريان"، وسرعان ما يشتد الحر فيقولون الناس: "صاف الصيف يا ندامة اللي انكسا".
ويرتبط اسم الصيف بالاتساع مثلما يرتبط اسم الشتاء بالضيق، ويقول الناس: " الصيف كيف والشتا ذيق لو انه فرج". ويسمي الناس أواسط الصيف باسم "الصيف لحمر"، إشارة إلى أنه حار وقائظ مثل جهنم الحمرا، وهم يبررون ذلك بأنه ضروري لإنضاج التين والعنب وهم يقولون:
تموز العنب والتين
في تموز بتغلى الميه بالكوز
في أيار احمل منجلك وغار
في آب اقطع قطف العنب ولا تهاب
موسم التين فش عجين وموسم البطيخ فش طبيخ
ولا يكترث الناس للخريف؛ فأوائله في الصيف وأواخره في الشتاء، وهم يقولون:
في أيلول بطيخ الزيت في الزيتون
أيلول ذنبه مبلول
في تشرين بقبر العنب والتين
وفى تشرين يسمي أهل يافا البحر امتشرن؛ لأنه يكون هادئاً مثل الزيت، وبعد ذلك تهب رياح الشراقي. ومن الأقوال المرتبطة بهذه الفترة من السنة:
"عيد واطلع صلب وعبر"، و "احتفل بعيد الفصح واخرج واحتفل بعيد الصليب"، ويقال: "متى صلبت خربت"، و "عندما يأتي عيد الصليب يخرب المطر باقي المحصول"، و يقال أيضاً: "في عيد بربارة بياخذ النهار من الليل أخباره"، و "من عيد بربارة بنط النهار نطة فارة".
التقويم القمري: يبدأ الشهر القمري أو (العربي) بظهور الهلال، ويستقبل الناس الهلال بفرحة كبيرة، فعندما يرونه يقولون.
هل هلاله ويعز جلاله.. ريتك علينا شهر مبارك
ريتك علينا من ليلى السعود.. وكل شهر تعود.
وعلى الرغم من تفاؤل الناس بالهلال إلا أنهم يتخوفون من هلال صفر، وهم ينسبون حديثاً يحذر فيه من صفر ويقول: "إن مر صفر انت بخير".
و يتفاءل الناس بأشهر معينة هي: رجب، شعبان، ورمضان، وتسمى الأشهر البيض، وطوال هذه الأشهر تصوم النساء شهر رمضان كله (مع كل المسلمين)، وأيام الاثنين والخميس من شهري رجب وشعبان.
ويقدر الناس (البدر) تقديراً كبيراً، فيضربون المثل به ويقولون (وجهها مثل البدر)، ومع ذلك فهم يعترفون بأن البدر رغم جماله لا يفيد إذ يقولون:
أنت مثل القمر بتونس وما بتنفع
القمر بونس وما بحميش
تقسيم السنة: إن تقسيم السنة يتم في سبعة أقسام مقدار كل منها خمسون يوماً:
الأول: (من العيد للعنصرة خمسين يوم مقدرة) وهي الفترة المقدرة بين عيدي الفصح والعنصرة، وفيها يحل حصاد العدس والكرسنة.
الثاني: (من العنصرة) أي إلى بداية نطر – حراسة – الكروم، وتنتهي بعيد مار الياس ( 20 تموز)، وفيها يحل حصاد القمح والشعير.
الثالث: (من المنطرة للمعصرة) أي إلى وقت عصر العنب، وهي تغطي فترة نضوج وقطف العنب والتين وتنتهي في الرابع عشر من أيلول، ومدتها 54 يوماً.
الرابع: (من المعصرة لعيد لد) وتنتهي في الثالث من تشرين الثاني، وفيها موسم الزيت والزيتون.
الخامس: (من اللد للميلادي) أي من عيد لد إلى عيد ميلاد المسيح (25) يوماً، وهي تصادف مع موسم الحراثة والبذار والحصاد وبدء الأمطار.
السادس: (من الميلادي للصيام) وهي فترة الشتاء الحقيقي.
السابع: فترة الصيام – قبل عيد الفصح المجيد وهكذا نجد عيداً في نهاية كل قسم من السنة.
وهناك تقسيم آخر غير مكتمل، مثل قمة الشتاء إلى أربعينية وخمسينية، وكذلك الحال في الصيف.
أربعينية الشتاء من 10 كانون أول إلى 19 كانون الثاني، وتليها خمسينية الشتاء.
مربعينية الصيف من 10 تموز إلى 19 آب وتليها خمسينية الصيف.
اليوم: ينقسم اليوم إلى خمسة أقسام غير متساوية هي: الصباح، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء، وهذا التقسيم يتبع الصلوات التي يؤديها المسلمون، وهناك مصطلحات خاصة لتقسيم الليل بقسمته إلى اثنتي عشرة ساعة.
الساعة الأولى: دورة السراج، عندما يظهر تأثير ضوء السراج بعد نصف ساعة من مغيب الشمس، ويقال في هذا الوقت: "ظب سالرمس أي أرخى الليل سدوله بعد ساعة ونصف من المغيب".
بعد 3-4 ساعات من المغيب: عشا الرجال، لأن الغنم تكون في مكان بعيد ويحتاج أمر إحضار رأس من الغنم وطبخه لهذا الوقت، فعندما يقدم الطعام للضيوف تكون قد مرت أربع ساعات على المغيب. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:13 | |
| الساعة الرابعة: مع (صيحة ديك الحردانة).
الساعة الخامسة: بعد (العشا بعشايين أو بعد اعشايتين ثلاثة).
الساعة السادسة: منتصف الليل وتسمى دورة الحرامي، أي عندما يبدأ الحرامي عمله.
الساعة الثامنة: ساعة السحور في رمضان.
الساعة التاسعة: وقت صياح الديك، فيقال: مع (صيحة الديك)، أو (أذان الديك).
الساعة العاشرة: عند صبح العتمة أو أول الفجر (ساعة ما تحق الكلب من الذيب) – أي عندما تميز الكلب من الذئب.
الساعة الحادية عشرة: المصابيح – بداية الصباح وتسمى أيضاً دغشة، أو (دغاليس النهار)، أو "ساعة قبل الشمس" أو "مسراة".
الساعة الثانية عشرة: طلوع الشمس.
ساعات النهار
الساعة الأولى: سرحة الغنم.
الساعة الخامسة: الضحى.
الساعة السادسة: دورة الغراب.
الساعة السابعة: دورة الظل، أو دورة الشمس.
من الساعة الخامسة للتاسعة: تقييلة الرعيان.
بعد الساعة التاسعة: العصر وتليها العصرية.
الساعة الحادية عشرة: العصير (والشمس توخذها بيدك) وهي تتهيأ للغروب.
الساعة الثانية عشرة: المغرب، جيبة الشمس ترويحة الغنم، ترويحة السرح.
وبواسطة النجوم: كان الفلاح الفلسطيني يحدد الوقت والجهات من هذه النجوم.
وتحدد المسافة الزمنية بمصطلحات مثل: ساعة وقتي، بسرعة، برمشة العين، شرب سيكارة، وهلة (وقت كاف).
وهناك أقوال تتحدث عن الزمن منها:
أجت ساعته: مات.
ستين سنة وسبعين يوم: بمعنى عدم الاكتراث.
بالسنة مرة: للتقليل.
شيخ متسعن: عمره تسعين سنة، هرم.
من سنة آنست ربكم: منذ الخليقة.
جمعة مشمشية: وقت قصير (ينصح فيه أن تستغل الفرص).
يوم الطحنة يوم: يوم حافل بالتعب.
وحول التفاؤل أو التشاؤم بالأيام تتفاوت وتختلف المرويات الشعبية، ونحس بذلك من خلال الأقوال المأثورة.
كل بالدين ولا تسافر يوم الثنين.
يوم الثلاثا شماتة
يوم الأربع فيه ساعة من النحس.
بيع يوم الخميس ولا تسافر يوم الخميس.
يوم الجمعة جمعة (اجتماع).
يوم الحد عيد.
أطوَل من يوم الجمعة.
الروزنامة البدوية: تضم ثلاثة أشهر تحمل اسم (صفر)، وثلاثة تحمل اسم (قيظ)، واثنين يحملان اسم كانون، و أما الأربعة الباقية فهي: شباط، آذار، شهر الخميس، وجمادى، وليس في هذه الروزنامة سوى فصلين: الصيف والشتاء.
أعياد الروزنامة الشعبية:
عيد مار الياس: 20 تموز، عيد الصليب: 14 أيلول.
عيد لد: 3 تشرين الثاني.
عيد الميلاد: 25 كانون الأول.
عيد الغطاس: 6 كانون الثاني.
عيد التجلي: 6 آب.
عيد بربارة: عيد رمضان، عيد الظحية.
عشورة: أول عاشورة كما هي التسمية في جنوب فلسطين.
التاريخ: يؤرخ الناس في الوسط الشعبي ناسبين الأحداث لسنة مشهورة، أو حادثة بارزة مثل:
* سنة الكوليرا: الكوليرا التي وقعت في مطلع القرن العشرين واجتاحت مصر وجنوب بلاد الشام.
* سنة الثلجة: السنة التي وقع فيها الثلج.
* سنة الستة وثلاثين: سنة الثورة الفلسطينية والإضراب.
* سنة طبلت الطبلة: عام 1914 عندما دق الأتراك الطبول استنفاراً للحرب، وتسمى سنة (دق الطبل).
* حرب الألمان: الحرب العالمية الثانية.
* سنة المهاجرة: 1948م.
* سنة النزحة: 1967م.
* سنة مالجينا: 1948م.
* سنة المجاعة: أثناء الحرب العالمية الأولى.
* سنة الكرامة: معركة الكرامة 21 آذار 1968م.
* سنة أيلول: 1970م.
وتقول النساء: (سنة ما حملت بفاطمة)، (سنة بنينا البيت)، (سنة ما أجوز اخوى).. الخ
الجذور الدينية والتاريخية للتقويم الشعبي: إن جذوراً إسلامية ومسيحية وتاريخية تضرب في أعماق الذاكرة الشعبية، وعن هذه الجذور انبثقت تلك المعالم الزمنية، كما أن الأعياد الدينية هذه تعود في جذورها إلى أعياد وثنية وبدائية سابقة؛ فالأولياء الذين يحتفل الناس بهم تمثل مواقعهم مواقع شخصيات دينية موغلة في القدم، والبيوت التي تقدسها الديانات السماوية الحالية، كانت ذات يوم بيوتاً لعبادات وثنية وبدائية. أما الظواهر الطبيعية التي اعتبرها الإنسان معالم على قيام حركة الزمن، فهي خالدة خلود هذه الأرض. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:13 | |
| الألعاب الشعبية:
قبل عدة أجيال لم تكن المصانع قد بالغت في إنتاجها الكبير من ألعاب الصغار والكبار، وكذلك فقد كان مستوى المعيشة منخفضاً بصورة كبيرة لا يسمح للأسرة أن تنفق الكثير من دخلها على شراء أدوات الألعاب، وكان لا بد للأطفال والشباب من أن يبتكروا بأنفسهم وسائل اللعب والتسلية، ومن مواد بسيطة متوفرة في بيئتهم، مثل: العصا، والحجارة، والعلب الفارغة، وقطع الخشب، والمعادن المهملة، وبقايا القماش، وغير ذلك من المواد التي تتوفر بعد إنجاز الأعمال التي يمارسها الكبار، وهذا النوع من الألعاب يسمى بالألعاب الشعبية، نظراً لأنها تمارس في الأحياء الشعبية من القرى والمدن.
ولا تنفصل الألعاب عن حاجات الطفل المادية سواء منها ما يتصل بحياته اليومية، أو حاجته الفسيولوجية التي يكون اللعب فيها أساسا ضرورياً لنموه وتطوره. وبالطبع فأنني لن أتطرق إلا لذلك النوع من الألعاب التي يتعلمها الطفل بشكل عفوي متوارث من أقرانه في بيئته المحلية... أما تلك الألعاب المثقفة التي قد يتعلمها في المدرسة، أو في مكان آخر بأسلوب تلقيني، فهي لا تندرج تحت تعبير شعبي – أي فلكلوري – وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما يمكن أن نسميه الآن لعبة شعبية؛ ربما كانت في الماضي (لعبة مثقفة) جاءت عن طريق التعليم الرسمي، ويعتبر المقياس في شعبية اللعبة هو تقبل جماعة الأطفال لها وتكيفهم معها، بحيث تصبح جزءاً من ميراثهم، وبحيث تحمل أفكارهم الخاصة وألفاظهم ومصطلحاتهم المحددة، وبالتالي ربما شيئاً من أغانيهم التي تقوم بمهمة التوضيح والتلوين.
وبصورة عامة يمكن القول: أن ألعاب الأطفال الذكور تتجه وجهة ذات علاقة بأعمال الذكور الكبار، مثل: الصيد، وتقليد وسائل الإنتاج، والفروسية، أما ألعاب الإناث تتجه وجهة تلتصق بدور المرأة – الأمومة – والعناية بالبيت.
ولنبدأ بلعبة قديمة من ألعاب الأطفال الذكور وهي "المقلاع"، والمقلاع عبارة عن شريط رفيع ينسج من الصوف، أو من قماش عادي يثنى بشكل طولي، ويحمل عمودياً بعد وضع حجر صغير في وسطه، ويقذف الحجر لأغراض تتفاوت بين صيد العصافير، أو توجيه الماشية، أو في حالات العراك. ويبدأ الطفل في استعمال المقلاع لمجرد الرغبة الكامنة في استخدام عضلات ذراعه، ثم يهتدي إلى الإفادة من ذلك في اصطياد العصافير، وعندما يكبر قد يستغلها في أغراض أخرى، فالراعي يوجه بها الماشية عندما يقذف بها حجراً على بعد من العنزة الشاردة ليلحقها بالغنم، والشاب المشاكس يعتدي بها على الغير.
ويميل الأطفال الذكور في ألعابهم لتقليد الكبار، والتشبه بهم، وهم بهذا الصدد يرصدون تعامل الإنسان مع وسائل الإنتاج، والأمثلة على ذلك كثيرة، وهي تناسب المرحلة الحضارية التي يعيشها الطفل. ففي الجيل الماضي وعندما كان الجمل وسيلة من وسائل النقل، ومصدرًا لرزق الكثيرين من الناس، كان الأطفال يأتون بكيس من الخيش يملؤونه بالتراب ثم يرفعونه على صخرة أو حجر عال، يقولون لأنفسهم: هذه جملنا، ثم يأخذون في وضع أدواتهم على الكيس مقلدين الأسلوب الجماعي الذي يحمل به الرجال أثقالهم على الجمال.
وفي مرحلة حضارية أخرى، نجد الأطفال يصنعون من الأسلاك وعلب التنك المستديرة هيكل سيارة ويقودونها وهم يتبادلون عبارات وأصواتاً يستعملونها عند استعمال السيارة وتحميلها وحتى دورانها. ناهيك عن تقليد الأطفال في ألعابهم الفلاح، والبائع، والمدرس، إضافة إلى ذلك تقليدهم القوة عند الرجال، وعادات الفروسية، فيشكلون فرقاً تتصارع على نوال لقب الفريق الأقوى، ويتراشقون بالحجارة أو يتصارعون بالأيدي (لعبة المباطحة)، أو يتنافسون في المهارة بالقفز، و إبراز المقدرة على التخفي في الاستعانة بالحيلة والذكاء، أو المقدرة على الجري، ففي لعبة (الطميمة) استعراض لإمكانيات الطفل في التخفي والجري والتفكير معاً، إذ عندما يختبئ الولد عن ناظري رفيقه والذي يفترض فيه أن يكتشف مكانه، يكون الولد في صراع وموازنة للإمكانيات تقلد الصراع بين الكبار، وترصده.
ويقلد الأطفال دور الرجال في تحميل المسؤولية في لعبة (الكورة)، وفي هذه اللعبة يأتي الأولاد بلعبة قديمة فيضربونها حتى تستحيل إلى شكل من أشكال الكرة غير المنتظمة، وبطريقة القرعة يصبح أحد الأولاد بمثابة ابن لهذه الكرة و هي أمه، وعليه أن يوصلها بعصاه إلى حفرة متفق عليها، وفي نفس الوقت يحاول الآخرون من رفاقه أن يمنعوا عملية إيصال (الأم) إلى (البيت)، ومن السهل اكتشاف الرموز العميقة التي تكمن وراء هذه اللعبة، فالوصول إلى البيت الذي يمثل الهدوء و الرفاه وحماية الأم هي الأهداف الأساسية للبشرية، والأم هنا رمز للمسؤولية والتي قد تكون مجرد رمز لكل إنسان يتوجب على المرء أن يحمل همه وتبعاته.
وإذا انتقلنا إلى ألعاب الإناث نجدها مستمدة من وحي دور المرأة في المجتمع والذي كان في الجيل الماضي يتركز في مسائل الأمومة، والطفولة، والعناية بالبيت، ولذلك كانت ألعاب البنات تدور حول بناء بيت من المواد الأولية المتوفرة في البيئة، مثل: الحجارة، والخشب، والعيدان، والصفائح المهملة، وربما من التراب نفسه؛ إذ تعمد البنت إلى وضع يدها داخل كومة تراب وتأخذ في الضغط فوق التراب مكونة ما يشبه (الطابون) وهي تغني:
يا طابون انهد انهد لا جيب لك خشب البد
انهد بمعنى انهدم، والبد هو معصرة الزيت القديمة المشهورة بخشبها الضخم، والبنت هنا واثقة من أن الطابون الترابي لن ينهدم، وإذا حصل ذلك، فستبنيه بخشب المعصرة.
وتحرص البنت عند بنائها للبيت – اللعبة – أن تهيئ فيه أول ما تهيئ نموذجاً لسرير الطفل، وقد يكون هذا النموذج مجرد علبة كبريت فارغة، أو علبة أخرى تضعها على قواعد من الحجر الصغير المكعب الشكل، وتضع البنت في هذه العلبة – المهد- نموذجاً تصنعه بنفسها لشكل طفل أو طفلة، أما الوجه فيتألف من قطعة عملة صغيرة مستديرة مغطاة بقماش أبيض، أما الجسد فهو عبارة عن عود من الخشب على شكل صليب يكون الذراعين والجذع، وتكسو البنت هذا الصليب بالأقمشة، وقد تصنع لهذه اللعبة ثوباً برميلي الشكل ذا أكمام، وتخيطه بمعونة والدتها أو بنفسها، وبعد أن تكتمل صناعة اللعبة تفترض البنت أنها أصبحت أماً لذلك النموذج، فتأخذ في تحضير الفراش له وغالباً ما يكون ذلك من الورق والقماش المتوفر في بيتها، ثم تأخذ في تصور الحياة وقد انبثقت من ذلك النموذج فتهدهده وهي تغني له، وتنشد له التهليل تماماً كما تفعل أية أم تغني لطفلها لينام.
وتتداخل أحياناً الألعاب الشعبية هذه، فقد تلعب البنات ألعاب الأطفال الذكور، وقد يلعب الكبار ألعاب الصغار كما هو الحال في لعبة (الحاح والدقة)، وتكمن تفسيرات عميقة الغور وراء كل هذه الملاحظات، وإنني اعتقد أن هذا المقال هو مجرد لمس أولي لموضوع الألعاب الشعبية، ذلك الموضوع الذي يشمل النواحي الوصفية للألعاب كما توارثها الأطفال جيلاً عن جيل، وتفسير تلك الألعاب بما يوضح الحياة الشعبية وفك رموزها التي تكمن في ممارسات اللعب في الحياة اليومية |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: التحيات والمجاملات والاحتفالات والحياة الاجتماعية الفلسطينية 4/3/2013, 07:14 | |
| 1- يا عمي وين الطريق: يربط الأولاد أو البنات على عيني لاعب أو لاعبة بمنديل، ويأخذ هذا اللاعب بالتساؤل:
ياعمي وين الطريق؟
فيجيبه الجميع:
قدامك حجر وإبريق.
ولا يحل المنديل عن عين اللاعب إلا إذا استطاع أن يمسك أحد اللاعبين، فإن فعل ربطت عيني ذلك اللاعب.
2-الكورة: ترمز هذه اللعبة إلى تحمل المسؤولية والدفاع عن الموقف، يأتي الأولاد بعلبة تنك صغيرة ويضغطونها على بعضها البعض، ثم يأخذ كل منهم عصا ويحاول أن يضرب الكورة بعيداً عن حفرة متفق عليها، فيما يحاول أحد اللاعبين المسؤول عن الكورة والتي يرمز بها لأمه لإيصال الكورة إلى الحفرة وسط معارضة كل الأولاد الآخرين، ومحاولتهم منعه من إيصال الكورة إلى الحفرة المقصودة.
3-البنانير: (جمع بنورة) وربما كانت مأخوذة من البلور أي الزجاج وهو الأداة الرئيسية في هذه اللعبة، والبنانير عبارة عن كرات صلبة من الزجاج ولا يزيد قطر الكرة عن نصف سنتمتر، يرمي أحد اللاعبين (بنورة) فيرمي الآخر بنورة أخرى عليها، فإذا أصابها، أخذها، وإذا جاءت البنورة الثانية بالقرب من الأولى، يحق لصاحبها أن يحاول إصابة الثانية ببنورته، فإن نجح في ذلك، أخذها، ويصنع الأولاد مثلثاً يسمونه الحيز يرسمونه على التراب ويضعون فيه البنانير بواقع بنورة لكل منهم، ويأخذون في تصويب البنانير على مجموعة الحيز، فإذا أصاب أحدهم بنورة، كانت من حقه، وإذا أصاب البنورة؛ وجهها زميله، يحق له أن يأخذها شريطة أن يعلن مسبقاً أنه ينوي الضرب (مجاوز) على الرأس وعلى الحب.
4- الحاح والدقة: (الحاح) عصا دقيقة من الخشب، والدقة قطعة صغيرة من عصا لا يزيد طولها عن خمس طول الحاح. توضع الدقة في (موق) محفور في التراب، ويقوم اللاعب بنقر الدقة بالعصا حتى ترتفع عن الأرض، ثم يسارع بضربها ثانية ليتلقاها اللاعب الآخر إذا أمكن ذلك، وتستمر اللعبة حتى يتمكن اللاعب المتلقي من أن يمسك بالدقة وهي منطلقة، أو يعترضها بعصا على الأقل.
5- السيجة: لعبة شعبية تحتاج إلى قدرات ذهنية خاصة ومهارة معينة، ولذلك يلعبها الرجال عادة وهم في جلساتهم تحت الأشجار.
7- طاق طاق طاقية: يجلس الأطفال في حلقة دائرية، ويدور أحدهم خلف الدائرة وهو يحمل طاقية بهدف أن يضعها وراء أحدهم دون أن يجعله ينتبه لذلك، ويغني الطفل الذي يدور:
طاق طاق طاقية
فيردد الأطفال الجالسين
طاقتين بعلية
ثم يقول:
رن رن يا جرس
فيرد الجالسين
حول واركب ع الفرس
وفي سرية تامة يضع الطفل الذي يدور حول رفاقه الجالسين الطاقية خلف أحد رفاقه، ويجرى بعد ذلك بسرعة إشارة إلى أنه ألقى الطاقية، وهنا ينتبه الطفل الذي وضعت الطاقية خلفه فيحملها ويجرى في أثر الولد الأول لكي يضربه، وسرعان ما يجلس الولد في المكان الذي شغر بنهوض رفيقه، ويبدأ الولد الثاني بالطواف من جديد والغناء:
طاق طاق طاقية
طاقيتين بعلية
رن رن يا جرس
حول واركب ع الفرس
8- الحومة: لعبة المنافسة الجماعية التي لا يكل فيها الفتيان لحظة عن الجري والمحاورة والمناورة والكر والفر طوال مدة اللعب، إنها تحتاج إلى مجهود كبير، وجلد عظيم، وقوة تحمل فائقة، وتحتاج إلى سرعة في الحركة، وذكاء في أسلوب الأداء، واستغلال لنقاط الضعف عند الخصم في الوقت المناسب بل في اللحظة المناسبة، إنها حقاً تقليد لأسلوب المعركة ما بعده تقليد، حيث يعيش الفتيان جوها في ساعات مليئة بالتعب، ولكنها مفعمة بالفرحة والشوق واللذة والرغبة.
الليالي الصيفية المقمرة هي أفضل وقت بالنسبة للفتيات لممارسة لعبتهن هذه، والسهل هو المكان المفضل، حيث الاتساع، وحيث سهولة الأرض التي تساعدهم على الجري. ويكون الفتيان كومة كبيرة بمثابة الهدف وينقسمون فريقين أحدهما منتشراً ومهاجماً للهدف، والثاني حامياً مدافعاً عنه، ويحاول كل فرد من أفراد الفريق المهاجم الوصول إلى الهدف دون أن يؤخذ أسيراً، ويحاول كل فرد من المدافعين منع المهاجم من وصول القلعة دون أن يخرج (قتيلاً)، ويقع المهاجم في الأسر إذا أمسك به لاعب مدافع، أو إذا مر لاعب مدافع بين مهاجمين قريبين من بعضهما، فإن المهاجم عن يمين المدافع يقع في الأسر ويخرج من اللعب، ويقع المدافع قتيلاً إذا مرّ مهاجم بين مدافعين، فمن كان على يمين المهاجم فهو قتيلاً ويخرج من اللعب، كل مهاجم يصل إلى الهدف ويدوسه بقدمه يكسب لفريقه نقطة ويخرج من اللعب.
يتبادل الفريقان مراكزهما في اللعب، ويقومون باللعب بنفس الأسلوب السابق، الفريق الفائز هو من يحصل على نقاط أكثر من خصمه.
9- كرة السبع حجار: لعبة المنافسة الجماعية للأطفال أدواتها سبع قطع من الحجارة الرقيقة المنبسطة، بحيث تسمح ببنائها فوق بعضها البعض، وكرة بحجم كرة التنس الأرضي، بعد أن ينقسم اللاعبون إلى فريقين: أحدهما ضارباً، والآخر حامياً للهدف، يبني أحد الأطفال الحجارة فوق بعضها البعض، لتكون بمثابة الهدف الذي يقوم أحد أفراد الفريق الضارب بتسديد الكرة إلى الهدف محاولاً هدمه، وإذا فشل في التسديد، فإن اللاعب الآخر يرميها حتى يستطيعوا هدم الهدف، وقد تسقط كل الحجارة أو بعضها وهذا من صالح الفريق الضارب لأنه سيقوم ببنائها مرة أخرى، يلتقط أحد أفراد الفريق الحامي الهدف، ويصوبه نحو أحد اللاعبين من الفرق الضاربة، فإذا أصابه يخرجه من اللعب، يستغل أفراد الفريق الضارب فرصة ابتعاد الكرة ليقوم أحدهم ببناء الهدف، فإذا عادت الكرة يفر هارباً، وكلما تصيب لاعباً ضارباً يخرج من اللعب، فإذا استطاع اللاعب منهم بناء الهدف قبل أن يخرجوا جميعاً من اللعب، فإنه يكسب لفريقه نقطة، وسواء كسبوا هذه النقطة أم خرجوا جميعاً، فإن أعضاء الفريقين يتبادلون مراكزهم ليعيدوا اللعب من جديد وبنفس الأسلوب، والفريق الفائز هو الذي يبني الهدف محرزاً نقطة، أما في حالة تعادلهما أن يحرز كل فريق نقطة، فإن الفريق الذي يبني الهدف هو محتفظ بأكبر عدد من لاعبيه يعتبر فائزاً.
10- المباطحة: من ألعاب المنافسة الفردية والتي تظهر مقدرة اللاعب الذاتية، ومقدرته في الثبات رغم محاولات خصمه المتعددة للإيقاع به، وهي من ناحية أخرى لعبة موسمي الربيع والبيادر، حيث الأعشاب أو القش هي حلبة المصارعة، وهي لعبة التحدي، حيث تجد الفتيان يتحدون بعضهم بعضاً والعيب كل العيب أن ترفض نزاله، يرفع اللاعبان ذراعيهما بشكل مائل مواجهة بعضهما البعض ثم يتماسكان، بحيث يكون لكل لاعب ذراعاً فوق ذراع خصمه وذراعاً تحت الذراع الأخرى "أباط ونص" ولا يجوز غير ذلك، بحيث تكون ذراعي لاعب إبط خصمه على الإبطين إلا إذا كان هذا الخصم يتشنى للأول لصغر سنه أو ضعفه، ثم يبدءا محاولتهما للإيقاع كل بخصمه وطرحه أرضاً، ولا تجوز العرقلة ولا يعتبر من طرح خصمه أرضاً فائزاً إلا إذا جثم فوق صدره، أما إذا ارتميا جنباً إلى جنب فيعتبران متعادلين، ويقال عن ذلك: بطح كلاب.
11- المراتى: عندما كان الحطب هو مصدر الوقود الأول في القرى، وعندما كانت تخرج صبايا القرية إلى الجبال يحطبن ويعدن بحزم على رؤوسهن، كان الأولاد ينتظرون أخواتهم بفارغ الصبر ليقطعوا من هذه الحزم مراتيهم من الخشب الأخضر. والمرتى عبارة عن وتد صغير بطول 25سم تقريباً مدبب من أحد أطرافه، ولا بد لكل ولد من أن يختار مرتى طويلاً وسميكاً نسبياً بالنسبة لبقية المراتى، ويسمى الجعبق، كان الولد كما قلت يعد مراتية ويحتفظ بها في مكان من البيت في موسم التحطيب الذي يسبق فصل الشتاء عادة، وعند نزول المطر، كان يحمل مراتيه هذه ويذهب إلى البيادر، حيث الأرض الرطبة صالحة لممارسة هذه اللعبة، ولكنه يتأكد قبل كل شئ على أن كل وتد من أوتاد علامته المميزة.
وتعتمد اللعبة على مهارة رمي الوتد لينغرس في الطين، أو ليخلع وتداً منغرساً، وهي مهارة لا يكتسبها بسهولة، إذ عليه أن يستعمل عضلات يديه وأصابعه ليوجه الوتد الجهة التي يريدها، وهنا تكمن الفائدة من ممارسة هذه اللعبة على البيادر، يجتمع الأولاد ومع كل مراتيه وجعبقته يختارون رقعة من الأرض صالحة، ويغرس كل ولد مجموعة من أوتاده في الطين مساوية لمجموعة الآخر، ثم يبدأ أحدهم برمي جعبقة محاولاً غرسه بجانب مرتى من مراتى زميله وخلعه، وعندما يفعل ذلك فإنه يكون قد أضاف إلى مجموعته مرتى جديداً. |
|
| |
|