|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: ابن زيدون 22/8/2008, 10:23 | |
| ابن زيدون
هو أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي الأندلسي، ولد في قرطبة سنة 394هـ ونشأ في بيئة علم وأدب، توفي أبوه، وهو في الحادية عشرة من عمره، فكفله جده وساعده على تحصيل علوم عصره فدرس الفقه والتفسير والحديث والمنطق، كما تعمق باللغة والأدب وتاريخ العرب، فنبغ في الشعر والنثر. وشهد ابن زيدون تداعي الخلافة الأموية في الأندلس، فساعد أحد أشراف قرطبة وهو ابن الحزم جهور للوصول إلى الحكم، أصبح ابن زيدون وزير الحاكم الجديد ولقب بذي الوزارتين. ثم أقام ابن زيدون علاقة وثيقة بشاعرة العصر وسيدة الظرف والأناقة ولادة بنت المستكفي أحد ملوك بني أمية، وكانت قد جعلت منزلها منتدى لرجال السياسة والأدب، وإلى مجلسها كان يتردد ابن زيدون، فقوي بينهما الحب، وملأت أخبارهما وأشعارهما كتب الأدب، وتعددت مراسلاتهما الشعرية. ولم يكن بد في هذا الحب السعيد من الغيرة والحسد والمزاحمة، فبرز بين الحساد الوزير ابن عبدوس الملقب بالفار، وكان يقصر عن ابن زيدون أدباً وظرفاً وأناقة، ويفوقه دهاء ومقدرة على الدس فكانت لإبن عبدوس محاولات للإيقاع بين الحبيبين لم يكتب لها النجاح. ونجحت السعاية للإيقاع بين ابن زيدون وأميره فنكب الشاعر وطرح في السجن. ولم تنفع قصائد الاستعطاف التي وجهها من السجن إلى سيده فعمد ابن زيدون إلى الحيلة وفر من السجن واختفى في بعض ضواحي قرطبة. وعبثاً حاول استرضاء ولادة التي مالت أثناء غيابه إلى غريمه ابن عبدوس. ولما تسلم أبو الوليد أمر قرطبة بعد وفاة والده أبي الحزم أعاد ابن زيدون إلى مركزه السابق لكن شاعرنا أحس فيما بعد بتغير الأمير الجديد عليه بتأثير من الحساد، فترك البلاط وغادر المدينة. ووصل ابن زيدون مدينة إشبيلية حيث بنو عباد، فلقي استقبالاً حاراً وجعله المعتضد بن عباد وزيره، وهكذا كان شأنه مع ابنه المعتمد. وكان حب ولادة لا يزال يلاحقه، على الرغم من تقدمهما في السجن، فكتب إليها محاولاً استرضاءها فلم يلق صدى لمحاولاته وقد يعود صمتها إلى نقمتها على ابن زيدون بسبب ميله إلى جارية لها سوداء أو أن ابن عبدوس حال دون عودتها إلى غريمه، والمعروف أن ولادة عمرت أيام المعتمد ولم تتزوج قط. وبترغيب من ابن زيدون احتل المعتمد بن عباد مدينة قرطبة وضمها إلى ملكه وجعلها مقره فعاد الشاعر إلى مدينته وزيراً قوياً فهابه الخصوم وسر به المحبون، إلا أنه لم يهنأ بسعادته الجديدة. إذ ثارت فتنة في إشبيلية فأرسل ابن زيدون إليها لتهدئة الحال. بتزيين من الخصوم قصد أبعاده، فوصل ابن زيدون مدينة إِشبيلية. وكان قد أسن، فمرض فيها ومات سنة 463 هـ / 1069 م. لابن زيدون ديوان شعر حافل بالقصائد المتنوعة، طبع غير مرة في القاهرة وبيروت وأهم ما يضمه قصائدة الغزلية المستوحاة من حبه لولادة، وهو غزل يمتاز بصدق العاطفة وعفوية التعبير وجمال التصوير، ومن بين تلك القصائد (النونية) المشهورة التي نسج اللاحقون على منوالها ومطلعها: أضحى التنائي بديلاً من تنادينا ...... وناب عن طيب لقيانا تجافينا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:31 | |
| نماذج من قصائده
1-أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، ولقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ًقِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً، تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ، فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِنْنا، بسدرَتِها والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً، فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
لكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:38 | |
| 2-أَجَل إِنَّ لَيلى حَيثُ أَحياؤُها الأُسـدُ مَهاةٌ حَمَتهـا فـي مَراتِعِهـا أُسـدُ
يَمانِيَـةٌ تَدنـو وَيَنـأى مَـزارُهـا فَسِيّانِ مِنها في الهَوى القُربُ وَالبُعدُ
إِذا نَحـنُ زُرناهـا تَمَـرَّدَ مـارِدٌ وَعَزَّ فَلَم نَظفَر بِـهِ الأَبلَـقُ الفَـردُ
تَحولُ رِماحُ الخَـطِّ دونَ اِعتِيادِهـا وَخَيلٌ تَمَطّى نَحـوَ غاياتِهـا جُـردُ
لَحِيٍّ لَقـاحٍ تَأنَـفُ الضَيـمَ مِنهُـمُ جَحاجِحَـةٌ شيـبٌ وَصُيّابَـةٌ مُـردُ
أَبٌ ذو اِعتِـزامٍ أَو أَخٌ ذو تَسَـرُّعِ فَشَيحانُ ماضي الهَمِّ أَو فاتِكٌ جَلـدُ
فَما شيمَ مِن ذي الهَبَّةِ الصارِمِ الشَبّا وَلا حُطَّ عَن ذي المَيعَةِ السابِحِ اللِبدُ
وَفي الكِلَّةِ الحَمراءَ وَسـطَ قِبابِهِـم فَتاةٌ كَمِثـلِ البَـدرِ قابَلَـهُ السَعـدُ
عَقيلَـةُ سِـربٍ لا الأَراكُ مَـرادُهُ وَلا قَمِنٌ مِنـهُ البَريـرُ وَلا المَـردُ
تَهادى فَيُضنيها الوِشـاحُ غَريـرَةٌ تَأَوُّهُ مَهما ناسَ في جيدِهـا العِقـدُ
إِذا استُحفِظَت سِرَّ السُرى جُنحَ لَيلِها تَناسـى النَمومـانِ الأُلُـوَّةُ وَالنَـدُّ
لَها عِـدَّةٌ بِالوَصـلِ يوعِـدُ غِبَّهـا مَصاليتُ يُنسى في وَعيدُهُمُ الوَعـدُ
عَزيـزٌ عَلَيهِـم أَن يَعـودَ خَيالُهـا فَيُسعِفَ مِنها نائِلٌ في الكَرى ثَمـدُ
كَفى لَوعَـةً أَنَّ الوِصـالَ نَسيئَـةٌ يُطيلُ عَناءَ المُقتَضي وَالهَوى نَقـدُ
سَتُبلِغُهـا عَنّـا الشَمـالُ تَحِـيَّـةً نَوافِـحُ أَنفـاسِ الجَنـوبِ لَهـا رَدُّ
فَما نُسِيَ الإِلفُ الَّـذي كـانَ بَينَنـا لِطـولِ تَنائينـا وَلا ضُيِّـعَ العَهـدُ
لَئِن قيلَ في الجِدِّ النَجـاحُ لِطالِـبٍ لَقَلَّ غَناءُ الجِدِّ مـا لَـم يَكُـن جَـدُّ
يَنـالُ الأَمانـي بِالحَظـيـرَةِ وادِعٌ كَما أَنَّهُ يُكدي الَّـذي شَأنُـهُ الكَـدُّ
هُوَ الدَهرُ مَهما أَحسَنَ الفِعلَ مَـرَّةً فَعَـن خَطَـإٍ لَكِـن إِساءَتُـهُ عَمـدُ
حِـذارَكَ أَن تَغتَـرَّ مِنـهُ بِجانِـبٍ فَفي كُـلِّ وادٍ مِـن نَوائِبِـهِ سَعـدُ
وَلَولا السَراةُ الصَيدُ مِن آلِ جَهـوَرٍ لَأَعوَزَ مَن يُعدي عَلَيهِ مَتـى يَعـدو
مُلوكٌ لَبِسنا الدَهـرَ فـي جَنَباتِهِـم رَقيقَ الحَواشي مِثلَما فُوِّفَ البُـردُ
بِحَيثُ مَقيلُ الأَمنِ ضـافٍ ظِلالُـهُ وَفي مَنهَلِ العَيشِ العُذوبَةُ وَالبَـردُ
هُمُ النَفَرُ البيضُ الَّذيـنَ وُجوهُهُـم تَروقُ فَتَستَشفي بِها الأَعيُنُ الرُمـدُ
كِـرامٌ يَمُـدُّ الراغِبـونَ أَكُفَّـهُـم إِلى أَبحُرٍ مِنهُـم لَهـا بِاللُهـا مَـدُّ
فَلا يُنعَ مِنهُـم هالِـكٌ فَهـوَ خالِـدٌ بِآثـارِهِ إِنَّ الثَنـاءَ هُـوَ الخُـلـدُ
أَقِلّـوا عَلَيهِـم لا أَبــا لِأَبيـكُـم مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا
أُولَئِكَ إِن نِمنا سَرى فـي صَلاحِنـا سِجاحٌ عَلَينا كُحـلُ أَجفانِهِـم سُهـدُ
أَلَيسَ أَبو الحَزمِ الَّذي غِـبَّ سَعيِـهِ تَبَصَّرَ غاوينـا فَبـانَ لَـهُ الرُشـدُ
أَغَرُّ تَمَهَّدنا بِـهِ الخَفـضَ بَعدَمـا أَقَضَّ عَلَينـا مَضجَـعٌ وَنَبـا مَهـدُ
لَشَمَّرَ حَتّى اِنجابَ عـارِضُ فِتنَـةٍ تَأَلَّقَ مِنها البَرقُ وَاِصطَخَبَ الرَعـدُ
فَسالَمَ مَن كانَت لَهُ الحَـربُ عـادَةً وَوافَقَ مَن لاشَكَّ فـي أَنَّـهُ ضِـدُّ
هُوَ الأَثَرُ المَحمودُ إِن عـادَ ذِكـرُهُ تَطَلَّعَتِ العَلياءُ وَاِستَشـرَفَ المَجـدُ
تَوَلّـى فَلَـولا أَن تَـلاهُ مُحَـمَّـدٌ لَأَوطَأَ خَدَّ الحُـرِّ أَخمَصُـهُ العَبـدُ
مَليكٌ يَسـوسُ المُلـكَ مِنـهُ مُقَلِّـدٌ رَوى عَن أَبيهِ فيهِ ما سَنَّـهُ الجَـدُّ
سَجِيَّتُهُ الحُسنى وَشيمَتُـهُ الرِضـى وَسيرَتُهُ المُثلـى وَمَذهَبُـهُ القَصـدُ
هُمـامٌ إِذا زانَ الـنَـدِيَّ بِحَـبـوَةٍ تَرَجَّحَ في أَثنائِهـا الحَسَـبُ العِـدُّ
زَعيـمٌ لِأَبنـاءِ السِيـادَةِ بــارِعٌ عَلَيهِم بِهِ تُثنى الخَناصِرُ إِن عُـدّوا
بَعيدُ مَنالِ الحالِ داني جِنى النَـدى إِذا ذُكِرَت أَخلاقُـهُ خَجِـلَ الـوَردُ
تَهَلَّـلَ فَاِنهَلَّـت سَـمـاءُ يَميـنِـهِ عَطايا ثَرى الآمالِ مِن صَوبِها جَعدُ
مُمِـرٌّ لِمَـن عـاداهُ إِذ أَولِـيـاؤُهُ يَلَذُّ لَهُم كَالماءِ شيـبَ بِـهِ الشَهـدُ
إِذا اِعتَرَفَ الجاني عَفا عَفوَ قـادِرٍ عَلا قَدرُهُ عَن أَن يَلِـجَّ بِـهِ حِقـدُ
وَمُتَّئِدٌ لَـو زاحَـمَ الطَـودَ حِلمُـهُ لَحاجَزَهُ رُكنٌ مِـنَ الطَـودِ مُنهَـدُّ
لَهُ عَزمَـةٌ مَطوِيَّـةٌ فـي سَكينَـةٍ كَما لانَ مَتنُ السَيفِ وَاِخشَوشَنَ الحَدُّ
يُوَكِّـلُ بِالتَدبيـرِ خاطِـرَ فِـكـرَةٍ إِنِ اِقتَدَحَت في خاطِرٍ أَثقَبَ الزَنـدُ
ذِراعٌ لِما يَأتي بِـهِ الدَهـرُ واسِـعٌ وَباعٌ إِلى مايُحـرِزُ الفَخـرَ مُمتَـدُّ
إِذا أَسهَـبَ المُثنـونَ فيـهِ شَأَتهُـمُ مَراتِبُ عُليا كَلَّ عَن عَفوِها الجُهـدُ
هُوَ المَلِكُ المَشفوعُ بِالنَسـكِ مُلكُـهُ فَيا فَضلَ مايَخفى وَيا سَروَ مايَبـدو
إِلـى اللَـهِ أَوّابٌ وَلِلَّـهِ خـائِـفٌ وَبِاللَـهِ مُعتَـدٌّ وَفـي اللَـهِ مُشتَـدُّ
لَقَد أَوسَعَ الإِسلامَ بِالأَمـسِ حِسبَـةً نَحَت غَرَضَ الأَجرِ الجَزيلِ فَلَم تَعدُ
أَباحَ حِمى الخَمرِ الخَبيثَـةِ حائِطـاً حِمى الدينِ مِن أَن يُستَباحَ لَهُ حَـدُّ
فَطَوَّقَ بِاستِئصالِهـا المِصـرَ مِنَّـةً يَكادُ يُؤَدّي شُكرَها الحَجَـرُ الصَلـدُ
هِيَ الرِجسُ إِن يُذهِبهُ عَنهُ فَمُحسِـنٌ شَهيرُ الأَيـادي مـا لِآلائِـهِ جَحـدُ
مِظَـنَّـةُ آثـــامٍ وَأُمُّ كَـبـائِـرٍ يُقَصِّرُ عَن أَدنـى مَعايِبِهـا العَـدُّ
رَأى نَقصَ مايَجبيـهِ مِنهـا زِيـادَةً إِذِ العِوَضُ المَرضِيَّ إِلّا يَرُح يَغـدو
غَنِيٌّ فَحُسـنُ الظَـنِّ بِاللَـهِ مالُـهُ عَزيزٌ فَصُنعُ اللَهِ مِن حَولِـهِ جُنـدُ
لَنِعمَ حَديثُ البِـرِّ تودِعُـهُ الصَبـا تَبُثُّ نَثاهُ حَيـثُ لاتوضِـعُ البُـردُ
تَغَلغَلَ في سَمعِ الرَبـابِ وَطالَعَـت لَهُ صورَةً لَم يَعمَ عَن حُسنِها الخُلـدُ
مَساعٍ أَجَدَّت زينَةَ الأَرضِ فَالحَصى لَآلِـئُ نَثـرٌ وَالثَـرى عَنبَـرٌ وَردُ
لَدى زَهَراتِ الرَوضِ عَنها بِشـارَةٌ وَفي نَفَحاتِ المِسكِ مِن طيبِها وَفـدُ
فَدَيتُـكَ إِنّـي قائِـلٌ فَمُـعَـرِّضٌ بِأَوطارِ نَفسٍ مِنكَ لَم تَقضِهـا بَعـدُ
مُنىً كَالشَجى دونَ اللَهاةِ تَعَرَّضَـت فَلَم يَكُ لِلمَصدورِ مِـن نَفثِهـا بُـدُّ
أَمِثلِيَ غُفلٌ خامِـلُ الذِكـرِ ضائِـعٌ ضَياعَ الحُسامِ العَضبِ أَصدَأَهُ الغِمدُ
أَبى ذاكَ أَنَّ الدَهرَ قَـد ذَلَّ صَعبُـهُ فَسُنِّيَ مِنهُ بِالَّـذي نَشتَهـي العَقـدُ
أَنا السَيفُ لا يَنبو مَعَ الهَـزِّ غَربُـهُ إِذا ما نَبا السَيفُ الَّذي تَطبَعُ الهِنـدُ
بَدَأتَ بِنُعمـى غَضَّـةٍ إِن تُوالِهـا فَحُسنُ الأُلى في أَن يُوالِيَهـا سَـردُ
لَعَمرُكَ مـا لِلمـالِ أَسعـى فَإِنَّمـا يَرى المالَ أَسنى حَظِّهِ الطَبِعُ الوَغدُ
وَلَكِـن لِحـالٍ إِن لَبِسـتُ جَمالَهـا كَسَوتُكَ ثَوبَ النُصحِ أَعلامُهُ الحَمدُ
أَتَتكَ القَوافي شاهِـداتٍ بِمـا صَفـا مِنَ الغَيبِ فَاِقبَلها فَما غَرَّكَ الشَهـدُ
لَيَحظى وَلِيٌّ سِـرُّهُ وَفـقُ جَهـرِهِ فَظـاهِـرُهُ شُـكـرٌ وَباطِـنُـهُ وُدُّ
يُمَيِّـزُهُ مِمَّـن سِــواهُ وَفــاؤُهُ وَإِخلاصُـهُ إِذ كُـلُّ غانِيَـةٍ هِنـدُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:40 | |
| 3-أَحمَدتَ عاقِبَةَ الـدَواءِ وَنِلتَ عافِيَـةَ الشِفـاءِ
وَخَرَجتَ مِنـهُ مِثلَمـا خَرَجَ الحُسامُ مِنَ الجِلاءِ
وَبَقيـتَ لِلدُنيـا فَـأَن تَ دَواؤُها مِن كُـلِّ داءِ
وَوَرِثتَ أَعمارَ العِـدى وَقَسَمتَها في الأَولِيـاءِ
ياخَيرَ مَن رَكِبَ الجِيـا دَ وَسارَ في ظِلِّ اللِواءِ
وَاِجتالَ يَومَ الحَربِ قُد ماً وَاِحتَبى يَومَ الحِبـاءِ
بُشراكَ عُقبـى صِحَّـةٍ تَجري إِلى غَيرِ اِنتِهاءِ
في دَولَـةٍ تَبقـى بَقـا ءَ الدَهرِ آمِنَـةَ الفَنـاءِ
وَمَسَـرَّةٍ يُفضـي بِهـا زَمَنٌ كَحاشِيَةِ الـرِداءِ
وَاِشرَب فَقَد لَذَّ النَسيـمُ وَرَقَّ سِربـالُ الهَـواءِ
لِنَرى بِكَ البَهوَ المُطِـلَّ يَميسُ في حُلَلِ البَهـاءِ
وَبَقيـتَ مَفدِيّـاً بِـنـا إِن نَحنُ جُزنا في الفِداءِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:43 | |
| 4-أَسَقيطُ الطَلِّ فَـوقَ النَرجِـسِ أَم نَسيمُ الرَوضِ تَحتَ الحِندِسِ
أَم نِـظـامٌ لِــلَآلٍ نَـسَـقٍ جامِـعٍ كُـلَّ خَطيـرٍ مُنفِـسِ
أَم قَريضٌ جاءَني عَـن مَلِـكٍ مالِـكٍ بِالبِـرِّ رِقَّ الأَنّـفُـسِ
دَلَّهَت فِكـرِيَ مِـن إِبداعِـهِ حيرَةٌ في مَنطِقٍ لي مُخـرِسِ
بِتُّ مِنهُ بَيـنَ سَهـلٍ مُطمِـعٍ خادِعٌ يُتلـى بِحُـزنٍ مُؤيِـسِ
يا نَدى يُمنى أَبي القاسِمِ غِـم يا سَنا شَمسِ المُحَيّـا أَشمِـسِ
يا بَهيجَ الخُلُقِ العَذبِ اِبتَسِـم يا مُهيجَ الأَنِفِ الصَعبِ اِعبِسِ
يا جَمالَ المَوكِبِ الغـادي إِذا سارَ فيهِ يـا بَهـاءَ المَجلِـسِ
أَنتَ لَم يُقنِعـكَ أَن أَلبَستَنـي نِعمَةً تُذكِـرُ عَهـدَ السُنـدُسِ
فَتَلَطَّـفـتَ لِأَن حَلَّيـتَـنـي مولِياً طولـي مُحَلّـىً مُلبَـسِ
داكَ تَنويـهٌ ثَنانـي فَـخـرُهُ سامِيَ اللَحظِ أَشَـمَّ المَعطِـسِ
شَرَّفَت بِكرَ المَعالـي خِطبَـةٌ مِنكَ فَاِنعَم بِسُرورِ المُعـرَسِ
تُمنَحُ التَأييدَ يُجلى لَـكَ عَـن ظَفَـرٍ حُلـوٍ وَعِـزٍّ أَقعَـسِ
وَاِرتَشِف مَعسولَ نَصرٍ أَشنَبٍ تَجتَنيهِ مِـن عَجـاجٍ أَلعَـسِ
وَاِرتَفِق بِالسَعدِ في دَستِ المُنى تُصبِحِ الصُنعَ دِهاقَ الأَكـؤُسِ
فَاِعتِراضُ الدَهرِ فيمـا شِئتَـهُ مُرتَقىً في صَدرِهِ لَم يَهجِـسِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:45 | |
| 5-أَصِـخ لِمَقالَتـي وَاِسمَـع وَخُذ فيمـا تَـرى أَو دَع
وَأَقصِـر بَعـدَهـا أَوزِد وَطِر في إِثرِهـا أَو قَـع
أَلَـم تَعلَـم بِـأَنَّ الــدَه رَ يُعطـي بَعدَمـا يَمنَـع
وَأَنَّ السَعـيَ قَـد يُكـدي وَأَنَّ الظَـنَّ قَـد يَخـدَع
وَكَم ضَـرَّ اِمـرِأً أَمـرٌ تَـوَهَّـمَ أَنَّــهُ يَنـفَـع
فَإِن يُجـدِب مِـنَ الدُنيـا جَنـابٌ طالَمـا أَمــرَع
فَما إِن غاضَ لي صَبـرٌ وَما إِن فاضَ لـي مَدمَـع
وَكائِـن رامَـتِ الأَيّــا مُ تَرويعـي فَلَـم أَرتَـع
إِذا صابَتـنِـيَ الجُـلّـى تَجَلَّت عَـن فَتـىً أَروَع
عَلى ما فـاتَ لا يَأسـى وَمِمّـا نـابَ لا يَجـزَع
تَـدِبُّ إِلَـيَّ مـا تَـألـو عَقارِبُ مـا تَنـي تَلسَـع
كَـأَنّـا لَــم تُؤالِفـنـا زَمـانٌ لَيِّـنُ الأَخــدَع
إِذِ الدُنيـا مَتـى نَقـتَـد أَبِـيَّ سُرورِهـا يَتـبَـع
وَإِذ لِلـحَـظِّ إِقـبــالٌ وَإِذ في العَيـشِ مُستَمتَـع
وَإِذ أَوتـارُنـا تَـهـفـو وَإِذ أَقداحُـنـا تُـتــرَع
وَأَوطارُ المُنـى تُقضـى وَأَسبـابُ الهَـوى تَشفَـع
فَمِـن أُدمانَـةٍ تَعـطـو وَمِـن قُمرِيَّـةٍ تَسـجَـع
أَعِـد نَظَـراً فَـإِنَّ البَـغ يَ مِمّا لَم يَـزَل يَصـرَع
وَلا تَطِـعِ الَّتـي تُغـوي كَ فَهِـيَ لِغِيِّهِـم أَطـوَع
تَقَبَّـل إِن أَتـى خَـطـبٌ وَأَنـفُ الفَحـلِ لا يُقـرَع
وَلا تَكُ مِنـكَ تِلـكَ الـدا رُ بِالمَـرأى وَلا المَسمَـع
فَـإِنَّ قُصـارَكَ الدِهلـي زُ حينَ سِواكَ في المَضجَع |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:49 | |
| 6-أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِيـاحِ فَهَزَّ مِنَ الهَوى عِطفَ اِرتِياحي
وَذِكرُكِ ما تَعَـرَّضَ أَم عَـذابٌ غَصِصتُ عَلَيهِ بِالعَذبِ القَـراحِ
وَهَل أَنا مِنكِ في نَشَواتِ شَـوقٍ هَفَت بِالعَقـلِ أَو نَشَـواتِ راحِ
لَعَمرُ هَواكِ مـا وَرِيَـت زِنـادٌ لِوَصلٍ مِنكِ طالَ لَها اِقتِداحـي
وَكَم أَسقَمتِ مِن قَلـبٍ صَحيـحٍ بِسُقمِ جُفونِكِ المَرضى الصِحاحِ
مَتى أُخفِ الغَرامَ يَصِفهُ جِسمي بِأَلسِنَةِ الضَنى الخُرسِ الفِصـاحِ
فَلَو أَنَّ الثِيابَ فُحِصـنَ عَنّـي خَفيتُ خَفاءَ خَصرِكِ في الوِشاحِ
لَلُقّينـا مِـنَ الواشيـنِ حَـتّـى رَضينا الرُسلَ أَنفـاسَ الرِيـاحِ
وَرُبَّ ظَلامِ لَيـلٍ جَـنَّ فَوقـي فَنُبتِ عَنِ الصَباحِ إِلى الصَبـاحِ
فَهَل عَدَتِ العَفافَ هُناكَ نَفسـي فَدَيتُكِ أَو جَنَحتُ إِلـى الجُنـاحِ
وَكَيفَ أَلِـجُّ لا يَثنـي عِنانـي رَشادُ العَزمِ عَن غَـيِّ الجِمـاحِ
وَمِن سِـرِّ اِبـنِ عَبّـادٍ دَليـلٌ بِهِ بانَ الفَسـادُ مِـنَ الصَـلاحِ
هُوَ المَلِكُ الَّذي بَـرَّت فَسَـرَّت خِلالٌ مِنـهُ طاهِـرَةُ النَواحـي
هُمامٌ خَـطَّ بِالهِمَـمِ السَوامـي مِنَ العَلياءِ في الخِطَطِ الفِسـاحِ
أَغَـرُّ إِذا تَجَهَّـمَ وَجـهُ دَهـرٍ تَبَلَّـجَ فيـهِ كَالقَمَـرِ اللِـيـاحِ
سَميعُ النَصرِ لِاِستِعـداءِ جـارٍ أَصَمُّ الجـودِ عَـن تَفنيـدِ لاحِ
ضَرائِبُ جَهمَةٌ في العَتبِ تُتلـى بِأَخلاقٍ لَـدى العُتبـى مِـلاحِ
إِذا أَرِجَ الثَنـاءُ الـرَوعُ مِنهـا فَكَم لِلمِسكِ عَنهُ مِـنِ اِفتِضـاحِ
هُوَ المُبقي مُلوكَ الأَرضِ تَدمى قُلوبُهُـمُ كَـأَفـواهِ الـجِـراحِ
رَآهُ اللَـهُ أَجــوَدَ بِالعَطـايـا وَأَطعَـنَ بِالمَكايِـدِ وَالـرِمـاحِ
وَأَفـرَسَ لِلمَنابِـرِ وَالمَذاكـي وَأَبهى في البُرودِ وَفي السِـلاحِ
وَأَمنَعَهُم حِمى عِرضٍ مَصـونٍ وَأَوسَعَهُـم ذُرا مـالٍ مُـبـاحِ
فَراضَ لَهُ الوَرى حَتّـى تَـأَدَّت إِلَيـهِ إِتـاوَةُ الحَـيِّ اللِـقـاحِ
لِمُعتَضِـدٍ بِـهِ أَرضـاهُ سَعيـاً فَأَقبَـلَ وَجهَـهُ وَجـهَ الفَـلاحِ
فَمَن قاسَ المُلوكَ إِلَيـهِ جَهـلاً كَمَن قاسَ النُجومَ إِلـى بَـراحِ
وَمُعتَقِـدُ الرِياسَـةِ فـي سِـواهُ كَمُعتَقِـدِ النُبُـوَّةِ فـي سَجـاحِ
أَبَحرَ الجودِ في يَـومِ العَطايـا وَلَيثَ البَأسِ في يَـومِ الكِفـاحِ
لَقَـد سَفَـرَت بِعِلَّتِـكَ اللَيالـي لَنا عَـن وَجـهِ حادِثَـةٍ وَقـاحِ
أَلَستَ مُصِحَّهـا مِـن كُـلِّ داءٍ وَمُبدي حُسنَ أَوجُهِها الصِبـاحِ
وَلَو كَشَفَت عَنِ الصَفَحاتِ شامَت بُروقَ المَوتِ مِن بيضِ الصِفاحِ
وَقاكَ اللَهُ مـا تَخشـى وَوالـى عَلَيكَ بِصُنعِهِ المُغدى المُـراحِ
فَلَـو أَنَّ السَـعـادَةَ سَوَّغَتـنـا تِجارَتَهـا المُلِـثَّـةَ بِالـرَبـاحِ
تَجافَينا عَبيـدَكَ عَـن نُفـوسٍ عَلَيكَ مِنَ الضَنى حَرّى شِحـاحِ
تُهَنَّـأُ فيـكَ بِالبُـرءِ المُوَفّـى وَتُبهَجُ مِنـكَ بِالأَلَـمِ المُـزاحِ
فَدَيتُكَ كَم لِعَينِـيَ مِـن سُمُـوٍّ لَدَيكَ وَكَم لِنَفسِيَ مِـن طَمـاحِ
أَلا هَل جاءَ مَن فارَقـتُ أَنّـي بِساحاتِ المُنى رَفـلُ المَـراحِ
وَأَنّي مِن ظِلالِـكَ فـي زَمـانٍ نَدي الآصالِ رَقراقِ الضَواحي
تُحَيِّينـي بِرَيحـانِ التَحَـفّـي وَتُصبِحُنـي مُعَتَّقَـةُ السَـمـاحِ
فَها أَنا قَد ثَمِلتُ مِـنَ الأَيـادي إِذِ اِتَّصَلَ اِغتِباقي في اِصطِباحي
فَإِن أَعجِز فَإِنَّ النُصـحَ ثَقـفٌ وَإِن أَشكُر فَإِنَّ الشُكـرَ صـاحِ
لِما أَكسَبتَ قَـدري مِـن سَنـاءٍ وَما لَقَّيتَ سَعيـي مِـن نَجـاحِ
لَقَد أَنفَذتَ في الآمـالِ حُكمـي وَأَجرَيتَ الزَمانَ عَلى اِقتِراحي
وَهَل أَخشى وُقوعـاً دونَ حَـظٍّ إِذا ما أُثَّ ريشُكَ مِـن جَناحـي
فَما اِستَسقَيتُ مِن غَيـمٍ جَهـامٍ وَلا اِستَورَيتُ مِن زَندٍ شَحـاحِ
وَواصَلَني جَميلُكَ فـي مَغيبـي وَطالَعَني نَداكَ مَـعَ اِنتِزاحـي
وَلَم أَنفَـكُّ إِذ عَـدَتِ العَـوادي إِلَيـكَ رَهيـنَ شَـوقٍ وَاِلتِيـاحِ
فَحَسبيَ أَنتَ مِن مُسـدٍ لِنُعمـى وَحَسبُكَ بـي بِشُكـرٍ وَاِمتِـداحِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:53 | |
| 7-يُقَصِّرُ قُربُكَ لَيلـي الطَويـلا وَيَشفي وِصالُكَ قَلبي العَليـلا
وَإِن عَصَفَت مِنكَ ريحُ الصُدودِ فَقَدتُ نَسيـمَ الحَيـاةِ البَليـلا
كَما أَنَّني إِن أَطَلـتُ العِثـارَ وَلَم يُبدِ عُذرِيَ وَجهـاً جَميـلا
وَجَدتُ أَبا القاسِمِ الظافِـرَ ال مُؤَيَّـدَ بِاللَـهِ مَولـىً مُقيـلا
إِذا مـا نَـداهُ هَمـى وَالحَيـا شَآهُ كَشَـأوِ الجَـوادِ البَخيـلا
وَأَقلامُـهُ وَفــقُ أَسيـافِـهِ يَظَلُّ الصَريرُ يُباري الصَليـلا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 10:55 | |
| 8-يا مُعطِشي مِن وِصـالٍ كُنـتُ وارِدَهُ هَل مِنكَ لي غُلَّةٌ إِن صِحتُ واعَطَشي
كَسَوتَني مِـن ثِيـابِ السَقـمِ أَسبَغَهـا ظُلماً وَصَيَّرتَ مِن لَحفِ الضَنى فُرُشي
إِنّي بَصَرتُ الهَوى عَن مُقلَةٍ كُحِلَـت بِالسِحرِ مِنكَ وَخَـدٍّ بِالجَمـالِ وُشـي
لَمّا بَـدا الصَـدغُ مُسـوَدّاً بِأَحمَـرِهِ أَرى التَسالُمَ بَيـنَ الـرومِ وَالحَبَـشِ
أَوفى إِلى الخَدِّ ثُـمَّ اِنصـاعَ مُنعَطِفـاً كَالعُقرُبانِ اِنثَنى مِن خَـوفِ مُحتَـرِشِ
لَو شِئتَ زُرتَ وَسَلكُ النَجـمِ مُنتَظِـمُ وَالأُفقُ يَختالُ في ثَوبٍ مِـنَ الغَبَـشِ
صَبّاً إِذا التَذَّتِ الأَجفانُ طَعـمَ كَـرىً جَفا المَنامَ وَصاحَ اللَيـلَ يـا قُرَشـي
هَذا وَإِن تَلِفَـت نَفسـي فَـلا عَجَـبٌ قَد كانَ مَوتي مِن تِلكَ الجُفونِ خُشـي |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:00 | |
| 9-وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛ وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ تْهُمُ منهُ الظّنونُ
أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛ وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ
وتمنّوءا أنْ يخونَ ال عَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
فإذا الغيبُ سليمٌ، وإذا الودُّ مصونُ!
قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي، وَهَوَاهُ ليَ دِينُ
يا جَوَاداً بيَ! إنّي بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ
أرخصَ الحبُّ فؤادي لكَ، والعلقُ ثمينُ
يا هلالاً! تترَا ءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ
مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُ رّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ، حينُهُ فيكَ يحينُ
فوجوهُ الّلفظِ شتّى ، وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ |
|
| |
|