|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 00:42 | |
| - الفرعون الفصيح كتب:
واحة من واحات الشعر الجميل صحبتنا فيها ذات الخلق النبيل
العالمة سليلة العلماء أستاذتنا هويدا
بارك الله فيك أستاذتنا الخلوق أستاذى القدير :- الفرعون الفصيح
لقد سعدت كثيرا بتشريفك الغالى
فشكرا لك أستاذى على هذا التشريف الغالى وعلى هذه الكلمات الراقية
ولا تحرمنى من تواجدك الرائع فى موضوعاتى المتواضعة
دمت بكل خير |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 00:44 | |
| 19-هَوايَ وَإِن تَناءَت عَنكَ داري كَمِثلِ هَوايَ في حالِ الجِوارِ
مُقيـمٌ لا تُغَـيِّـرُهُ عَــوادٍ تُباعِدُ بَيـنَ أَحيـانِ المَـزارِ
رَأَيتُكَ قُلتَ إِنَّ الوَصلَ بَـدرٌ مَتى خَلَتِ البُدورُ مِنَ السِرارِ
وَرابَكَ أَنَّنـي جَلـدٌ صَبـورٌ وَكَم صَبرٍ يَكونُ عَنِ اِصطِبارِ
وَلَم أَهجُر لِعَتبٍ غَيـرَ أَنّـي أَضَرَّت بي مُعاقَـرَةُ العُقـارِ
وَأَنَّ الخَمرَ لَيسَ لَهـا خُمـارٌ تُبَرَّحُ بي فَكَيفَ مَعَ الخُمـارِ
وَهَل أَنسى لَدَيكَ نَعيمَ عَيـشٍ كَوَشيِ الخَدِّ طُـرِّزَ بِالعِـذارِ
وَساعاتٍ يَجولُ اللَهـوُ فيهـا مَجالَ الطَلِّ في حَدَقِ البَهـارِ
وَإِن يَكُ قَرَّ عَنكَ اليَومَ جِسمي فُديتَ فَما لِقَلبِيَ مِـن قَـرارِ
وَكُنتَ عَلى البِعادِ أَجَلَّ عِلـقٍ لَدَيَّ فَكَيفَ إِذ أَصبَحتَ جاري |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 00:51 | |
| 20-هُوَ الدَهرُ فَاصبِر لِلَّذي أَحدَثَ الدَهـرُ فَمِن شِيَمِ الأَبرارِ في مِثلِهـا الصَبـرُ
سَتَصبِرُ صَبرَ اليَأسِ أَو صَبرَ حِسبَـةٍ فَلا تُؤثِرِ الوَجهَ الَّـذي مَعَـهُ الـوِزرُ
حِذارَكَ مِن أَن يُعقِـبَ الـرُزءُ فِتنَـةً يَضيقُ لَها عَن مِثـلِ إيمانِـكَ العُـذرُ
إِذا آسَـفَ الثُكـلُ اللَبيـبَ فَشَـفَّـهُ رَأى أَفدَحَ الثَكلَينِ أَن يَهلِـكَ الأَجـرُ
مُصابُ الَّـذي يَأسـى بِمَيـتِ ثَوابِـهِ هُوَ البَرحُ لا المَيتُ الَّذي أَحرَزَ القَبـرُ
حَياةَ الوَرى نَهجٌ إِلى المَـوتِ مَهيَـعٌ لَهُم فيهِ إيضاعٌ كَمـا يوضِـعُ السَفـرُ
فَيـا هـادِيَ المِنهـاجِ جُـرتَ فَإِنَّمـا هُوَ الفَجرُ يَهديكَ الصِراطَ أَوِ البَجـرُ
إِذا المَوتُ أَضحى قَصرَ كُـلِّ مُعَمِّـرٍ فَإِنَّ سَـواءً طـالَ أَو قَصُـرَ العُمـرُ
أَلَـم تَـرَ أَنَّ الديـنَ ضيـمَ ذِمـارُهُ فَلَـم يُغـنِ أَنصـارٌ عَديدُهُـمُ دَثـرُ
بِحَيثُ استَقَـلَّ المُلـكُ ثانِـيَ عِطفِـهِ وَجَرَّرَ مِن أَذيالِـهِ العَسكَـرُ المَجـرُ
هُوَ الضَيمُ لَو غَيرُ القَضـاءِ يَرومُـهُ ثَناهُ المَرامُ الصَعبُ وَالمَسلَكُ الوَعـرُ
إِذا عَثَرَت جُردُ العَناجيجِ فـي القَنـا بِلَيلٍ عَجـاجٍ لَيـسَ يَصدَعُـهُ فَجـرُ
أَأَنفَسَ نَفسٍ في الوَرى أَقصَدَ الـرَدى وَأَخطَرَ عِلـقٍ لِلهُـدى أَفقَـدَ الدَهـرُ
أَعَبّادُ يا أَوفـى المُلـوكِ لَقَـد عَـدا عَلَيـكَ زَمـانٌ مِـن سَجِيَّتِـهِ الغَـدرُ
فَهَـلّا عَــداهُ أَنَّ عَلـيـاكَ حَلـيُـهُ وَذِكـرُكَ فـي أَردانِ أَيّامِـهِ عِطـرُ
غُشيتَ فَلَـم تَغـشَ الطِـرادَ سَوابِـحٌ وَلا جُرِّدَت بيضٌ وَلا أُشرِعَت سُمـرُ
وَلا ثَنَـتِ المَحـذورَ عَنـكَ جَلالَـةٌ وَلا غُـرَرٌ ثَبـتٌ وَلا نائِـلٌ غَـمـرُ
لَئِن كانَ بَطـنُ الأَرضِ هُيِّـئَ أُنسُـهُ بِأَنَّـكَ ثاويـهِ لَقَـد أَوحَـشَ الظَهـرُ
لَعَمرُ البُرودِ البيضِ في ذَلِـكَ الثَـرى لَقَد أُدرِجَت أَثناءَهـا النِعَـمُ الخُضـرُ
عَلَيـكَ مِـنَ اللَـهِ السَـلامُ تَحِـيَّـةً يُنَسِّمُكَ الغُفـرانَ رَيحانُهـا النَضـرُ
وَعاهَـدَ ذاكَ اللَحـدَ عَهـدُ سَحائِـبٍ إِذا اِستَعبَرَت في تُربِهِ اِبتَسَـمَ الزَهـرُ
فَفيـهِ عَــلاءٌ لايُسـامـى يَفـاعُـهُ وَقَـدرُ شَبـابٍ لَيـسَ يَعدِلُـهُ قَـدرُ
وَأَبيَضَ فـي طَـيِّ الصَفيـحِ كَأَنَّـهُ صَفيحَـةُ مَأثـورٍ طَلاقَتُـهُ الأَثــرُ
كَأَن لَم تَسِـر حُمـرُ المَنايـا تُظِلُّهـا إِلى مُهَـجِ الأَقيـالِ راياتُـهُ الحُمـرُ
وَلَم يَحمِ مِن أَن يُستَباحَ حِمى الهُـدى فَلَـم يُرضِـهِ إِلّا أَنِ ارتُجِـعَ الثَغـرُ
وَلَـم يَنتَجِعـهُ المُعتَفـونَ فَأَقبَـلَـت عَطايا كَمـا والـى شَآبيبَـهُ القَطـرُ
وَلَــم تَكتَـنِـف آراءَهُ أَلمَـعِـيَّـةٌ كَأَنَّ نَجِيَّ الغَيبِ فـي رَأيِهـا جَهـرُ
وَلَـم يَتَـشَـذَّر لِـلأُمـورِ مُجَلِّـيـاً إِلَيها كَما جَلّى مِنَ المَرقَـبِ الصَقـرُ
كِـلا لَقَبَـي سُلطانِـهِ صَـحَّ فَـألُـهُ فَباكَـرَهُ عَضـدٌ وَراوَحَـهُ نَـصـرُ
إِلـى أَن دَعــاهُ يَـومُـهُ فَأَجـابَـهُ وَقَد قَدَمَ المَعروفُ وَاِستَمجَـدَ الذُخـرُ
فَأَمسـى ثَبيـرٌ قَـد تَصَـدّى لِحَملِـهِ سَريرٌ فَلَم يَبهَضهُ مِن هَضبِـهِ إِصـرُ
أَلا أَيُّهـا المَولـى الوَصـولُ عَبيـدَهُ لَقَد رابَنـا أَن يَتلُـوَ الصِلَـةَ الهَجـرُ
نُغاديـكَ داعينـا السَـلامُ كَعَهـدِنـا فَما يُسمَعُ الداعي وَلا يُرفَـعُ السِتـرُ
أَعَتبٌ عَلَينا ذادَ عَـن ذَلِـكَ الرِضـى فَنُعتَبَ أَم بِالمَسمَـعِ المُعتَلـي وَقـرُ
أَمـا إِنَّـهُ شُغـلٌ فَـراغُـكَ بَـعـدَهُ سَيَنصـاتُ إِلّا أَنَّ مَوعِـدَهُ الحَـشـرُ
أَأَنساكَ لَمّـا يَنـأَ عَهـدٌ وَلـو نَـأى سَجيسَ اللَيالي لَم يَرِم نَفسِـيَ الذِكـرُ
وَكَيـفَ بِنِسيـانٍ وَقَـد مَـلَأَت يَـدي جِسـامُ أَيـادٍ مِنـكَ أَيسَرُهـا الوَفـرُ
لَئِن كُنتُ لَم أَشكُر لَـكَ المِنَـنَ الَّتـي تَمَلَّيتُهـا تَتـرى لَأَوبَقَـنـي الكُـفـرُ
فَهَـل عَلِـمَ الشِلـوُ المُقَـدَّسُ أَنَّنـي مُسَوِّغُ حالٍ ضَلَّ فـي كُنهِهـا الفِكـرُ
وَأَنَّ مَتابـي لَـم يُضِـعـهُ مُحَـمَّـدٌ خَليفَتُكَ العَدلُ الرِضى وَابنُـكَ البَـرُّ
هُوَ الظافِرُ الأَعلـى المُؤَيَّـدُ بِالَّـذي لَهُ في الَّذي وَلّاهُ مِـن صُنعِـهِ سِـرُّ
رَأى في اِختِصاصي مارَأَيتَ وَزادَني مَزِيَّةَ زُلفـى مِـن نَتائِجِهـا الفَخـرُ
وَأَرغَمَ فـي بِـرّي أُنـوفَ عِصابَـةٍ لِقاؤُهُـمُ جَهـمٌ وَلَحظُـهُـمُ شَــزرُ
إِذا ما اِستَوى في الدَستِ عاقِدَ حَبـوَةٍ وَقامَ سِماطـاً حَفلِـهِ فَلِـيَ الصَـدرُ
وَفـي نَفسِـهِ العَليـاءَ لـي مُتَـبَـوَّأٌ يُنافِسُنـي فيـهِ السِماكـانِ وَالنَسـرُ
يُطيـلُ العِـدا فِـيَّ التَناجِـيَ خُفيَـةً يَقولونَ لاتَستَفتِ قَـد قُضِـيَ الأَمـرُ
مَضى نَفثُهُم في عُقدَةِ السَعـيِ ضَلَّـةً فَعـادَ عَلَيهِـم غُمَّـةً ذَلِـكَ السِحـرُ
يَشِبَّ مَكانـي عَـن تَوَقّـي مَكانِهِـم كَما شَبَّ قَبلَ اليَومِ عَن طَوقِـهِ عَمـرُ
لَكَ الخَيـرُ إِنَّ الـرُزءَ كـانَ غَيابَـةً طَلَعَت لَنا فيهـا كَمـا طَلَـعَ البَـدرُ
فَقَرَّت عُيـونٌ كـانَ أَسخَنَهـا البُكـا وَقَرَّت قُلوبٌ كـانَ زَلزَلَهـا الذُعـرُ
وَلَـولاكَ أَعيـا رَأيُنـا ذَلِـكَ الثَـأيُ وَعَـزَّ فَلَمّـا يَنتَعِـش ذَلِـكَ العَثـرُ
وَلَمّا قَدَمتَ الجَيشَ بِالأَمـسِ أَشرَقَـت إِلَيـكَ مِـنَ الآمـالِ آفاقُهـا الغُبـرُ
فَقَضَيتِ مِن فَـرضِ الصَـلاةِ لُبانَـةً مُشَيِّعُهـا نُسـكٌ وَفارِطُهـا طُـهـرُ
وَمَن قَبلُ مـا قَدَّمـتَ مَثنـى نَوافِـلٍ يُلاقي بِها مَن صامَ مِن عَـوَزٍ فِطـرُ
وَرُحتَ إِلى القَصرِ الَّذي غَضَّ طَرفَهُ بُعَيدَ التَسامي أَن غَدا غَيـرَهُ القَصـرُ
فَداما مَعاً في خَيـرِ دَهـرٍ صُروفُـهُ حَـرامٌ عَلَيهـا أَن يَطورَهُمـا هَجـرُ
وَأَجمِل عَنِ الثاوي العَزاءَ فَإِن ثَـوى فَإِنَّكَ لا الواني وَلا الضَـرَعُ الغُمـرُ
وَما أَعطَتِ السَبعونَ قَبلُ أُولي الحِجى مِنَ الإِربِ ما أَعطَتكَ عَشروكَ وَالعُشرُ
أَلَستَ الَّذي إِن ضـاقَ ذَرعٌ بِحـادِثٍ تَبَلَّجَ مِنـهُ الوَجـهُ وَاِتَّسَـعَ الصَـدرُ
فَـلا تَهِـضِ الدُنيـا جَناحَـكَ بَعـدَهُ فَمِنكَ لِمَـن هاضَـت نَوائِبُهـا جَبـرُ
وَلا زِلـتَ مَوفـورَ العَديـدِ بِـقُـرَّةٍ لِعَينَيـكَ مَشـدوداً بِهِـم ذَلِـكَ الأَزرُ
فَإِنَّـكَ شَمـسٌ فـي سَمـاءِ رِياسَـةٍ تَطَلَّـعُ مِنهُـم حَولَهـا أَنجُـمٌ زُهـرُ
شَكَكنـا فَلَـم نُثبِـت أَأَيّـامُ دَهـرِنـا بِها وَسَـنٌ أَم هَـزَّ أَعطافَهـا سُكـرُ
وَمـا إِن تَغَشَّتهـا مُغازَلَـةُ الكَـرى وَما إِن تَمَشَّت فـي مَفاصِلِهـا خَمـرُ
سِوى نَشَـواتٍ مِـن سَجايـا مُمَلَّـكٍ يُصَدِّقُ فـي عَليائِهـا الخَبَـرَ الخُبـرُ
أَرى الدَهرَ إِن يَبطِـش فَأَنـتَ يَمينُـهُ وَإِن تَضحَكِ الدُنيا فَأَنـتَ لَهـا ثَغـرُ
وَكَـم سائِـلٍ بِالغَيـثِ عَنـكَ أَجَبتَـهُ هُناكَ الأَيادي الشَفعُ وَالسُـؤدَدُ الوِتـرُ
هُناكَ التُقى وَالعِلـمُ وَالحِلـمُ وَالنُهـى وَبَذلُ اللُها وَالبَـأسُ وَالنَظـمُ وَالنَثـرُ
هُـمـامٌ إِذا لاقــى المُنـاجِـزَ رَدَّهُ وَإِقبالُـهُ خَطـوٌ وَإِدبـارُهُ حُـضـرُ
مَحاسِنُ مالِلـرَوضِ خامَـرَهُ النَـدى رُواءٌ إِذا نُصَّـت حُلاهـا وَلا نَشـرُ
مَتى انتُشِقَت لَم تُطرِ داريـنُ مِسكِهـا حَياءً وَلَـم يَفخَـر بِعَنبَـرِهِ الشَحـرُ
عَطـاءٌ وَلا مَـنٌّ وَحُكـمٌ وَلا هَـوىً وَحِلـمٌ وَلا عَجـزٌ وَعِـزٌّ وَلا كِبـرُ
قَدِ اِستَوفَـتِ النَعمـاءُ فيـكَ تَمامَهـا عَلَينـا فَمِنّـا الحَمـدُ لِلَّـهِ وَالشُكـرُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 00:57 | |
| 21-لَسـتُ بِالجاحِـدِ آلاءَ العِلَـل كَم لَها مِن أَلَمٍ يُدنـي الأَمَـل
أَجتَلي مِن أَجلِها بَـدرَ العُـلا مُشرِقاً في مَنزِلي حينَ كَمَـل
حُلَّةٌ أَلبَـسَ عَينـي فَخرَهـا فَاِغتَدَت تَرفُلُ في أَبهى الحُلَل
رَفَّ بِشرُ الأُفقِ في عَيني لَها لا لِأَنَّ الشَمسَ حَلَّت في الحَمَل
ما أُبالي مِن زَمانـي بَعدَهـا إِذ أَصَحَّ النَفسَ إِن جِسمي أَعَلّ
أَيُّها المَولى لَقَد حُمِّلـتُ مـا لَم يَدَع في وُسعِ عَبدٍ مُحتَمَـل
وَضَحَ الطَوقُ الَّذي حَلَّيتَنـي فَتَراءَتـهُ نُفـوسٌ لا مُـقَـل
أَنا لَـو طُوِّقـتُ مِنـهُ بَـدَلاً أَنجُمَ الجَوزاءَ لَم أَرضَ البَدَل
كَم مَرادٍ لِـيَ مِـن نَعمائِكُـم وارِفِ الظِلِّ وَكَم وِردٍ عَلَـل
لا تَـزَل دَولَتُكُـم مَبسوطَـةً بَسطَةً في طَيِّها قَبضُ الـدُوَل
وَرَأى المُعتَضِدُ المَنصورُ مـا أَنبَأَتـهُ فيـكَ لَيـتَ أَو لَعَـل
فَسَتَلقـاهُ اللَيـالـي طَلـقَـةً بِتَفاريـقِ أَمانـيـهِ جُـمَـل |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 01:23 | |
| 22-لِلحُبِّ فـي تِلـكَ القِبـابِ مَـرادُ لَو ساعَفَ الكَلِفَ المَشـوقَ مُـرادُ
لِيَغُر هَـواكَ فَقَـد أَجَـدَّ حِمايَـةً لِفَـتـاةِ نَـجـدٍ فِتـيَـةٌ أَنـجـادُ
كَم ذا التَجَلُّدُ لَن يُساعِفَـكَ الهَـوى بِالوَصـلِ إِلّا أَن يَطـولَ نِـجـادُ
أَعَقيلَةَ السَـربِ المُبـاحَ لِوِردِهـا صَفوُ الهَـوى إِذ حُلِّـىءَ الـوُرّادُ
مـا لِلمَصايِـدِ لَـم تَنَلـكِ بِحيلَـةٍ إِنَّ الظِبـاءَ لَـتُـدَرّى فَتُـصـادُ
إِن يَعدُ عَن سَمُراتِ جِزعِكَ سامِرٌ فـي كُـلِّ مُطَلَّـعٍ لَهُـم إِرعـادُ
فَبِمـا تَرَقـرَقَ لِلمُتَـيَّـمِ بَينَـهـا غَلَلٌ شَفـى حَـرَّ الغَليـلِ بُـرادُ
أَنا حينَ أُطرِقُ لَيسَ يَفتَأُ طارِقـي شَوقٌ كَما طَـرَقَ السَليـمَ عِـدادُ
يَنهى جَفاؤُكِ عَن زِيارَتِيَ الكَـرى كَيـلا يَـزورَ خَيالُـكِ المُعـتـادُ
لا تَقطَعي صِلَـةَ الخَيـالِ تَجِنُّبـاً إِذ فيهِ مِن عَوَزِ الوِصـالِ سِـدادُ
ما ضَـرَّ أَنَّـكِ بِالسَـلامِ ضَنينَـةٌ أَيّـامَ طَيفُـكِ بِالعِـنـاقِ جَــوادُ
هَلّا حَمَلتِ السُقمَ عَـن جِسـمٍ لَـهُ فـي كِلَّـةٍ زُرَّت عَليـكِ فُــؤادُ
أَو عُدتِ مِن سَقَمِ الهَوى إِنَّ الهَوى مِمّا يُطيـلُ ضَنـى الفَتـى فَيُعـادُ
إيهاً فَلَـولا أَن أَروعَـكِ بِالسَـرى لَدَنـا وِسـادٌ أَو لَطـالَ سُــوادُ
لَغَشيتُ سَجفَكِ فـي مُـلاءَةِ نَثـرَةٍ فُضُلٍ سِـوى أَنَّ العِطـافَ نِجـادُ
لَأَميلَ في سُكرِ اللَمى فَيَبيـتَ لـي مِمّا حَـوى ذاكَ السِـوارُ وِسـادُ
فَعِدي المُنى فَوَعيدُ قَومَكِ لَم يَكُـن لِيَعوقَ عَـن أَن يُقتَضـى الميعـادُ
أَصبو إِلى وَردِ الخُدودِ إِذا عَـدَت جُــردٌ تُبَلِّغُـنـي جَـنـاهُ وِرادُ
وَأَراحُ لِلعِطـرِ السَطـوعِ أَريجُـهُ إِن شيبَ بِالجَسَدِ العَطيـرِ جِسـادُ
عَزمٌ إِذا قَصَدَ الحِمـى لَـم يَثنِـهِ أَنَّ القَنـا مِـن دينِهـا أَقـصـادُ
مِن كانَ يَجهَـلُ مـا البَليـدُ فَإِنَّـهُ مَن تَطِّبيهِ عَـنِ الحُظـوظِ بِـلادُ
وَفَتى الشَهامَةِ مَن إِذا أَمَـلٌ سَمـا نَفَـذَت بِـهِ شـورى أَو اِستِبـدادُ
مَن مُبلِغٌ عَنّـي الأَحِبَّـةَ إِذ أَبَـت ذِكـراهُـمُ أَن يَطمَـئِـنَّ مِـهـادُ
لا يَـأسَ رُبَّ دُنـوِّ دارٍ جـامِـعٍ لِلشَمـلِ قَـد أَدّى إِلَـيـهِ بِـعـادُ
إِن أَغتَرِب فَمَواقِعَ الكَـرَمِ الَّـذي في الغَربِ شِمـتُ بُروقَـهُ أَرتـادُ
أَو أَنأَ عَن صَيدِ المُلـوكِ بِجانِبـي فَهُـمُ العَبيـدُ مَليكُـهُـم عَـبّـادُ
المَجدُ عُذرٌ في الفِراقِ لِمَـن نَـأى لِيَرى المَصانِعَ مِنـهُ كَيـفَ تُشـادُ
يا هَل أَتى مَن ظَنَّ بـي فَظُنونُـهُ شَتّـى تَرَجَّـعُ بَينَهـا الأَضــدادُ
أَنّـي رَأَيـتُ المُنذِرَيـنِ كِلَيهِمـا في كَونِ مُلـكٍ لَـم يُحِلـهُ فَسـادُ
وَبَصُرتُ بِالبُردَيـنِ إِرثِ مُحَـرِّقٍ لَـم تَخلُقـا إِذ تَخلُـقُ الأَبــرادُ
وَعَرَفتُ مِن ذي الطَوقِ عَمرٍ ثَأرَهُ لِجَذيمَـةَ الوَضّـاحِ حيـنَ يُكـادُ
وَأَتى بِـيَ النُعمـانَ يَـومَ نَعيمِـهِ نَجـمٌ تَلَقّـى سَـعـدَهُ المـيـلادُ
قَـد أُلِّفَـت أَشتاتُهُـم فـي واحِـدٍ إِلّا يَكُنـهُـم أُمَّـــةً فَـيَـكـادُ
فَكَأَنَّـنـي طالَعتُـهُـم بِـوِفـادَةٍ لَـم يَستَطِعهـا عُـروَةُ الـوَفّـادُ
في قَصرِ مَلكٍ كَالسَديـرِ أَو الَّـذي ناطَـت بِـهِ شُرُفاتِهـا سِـنـدادُ
تَتَوَهَّـمُ الشَهبـاءَ فـيـهِ كَتيـبَـةً بِفِنـاءٍ اليَحمـومُ فـيـهِ جَــوادُ
يَختالُ مِن سَيرِ الأَشاهِـبِ وَسطَـهُ بيضٌ كَمُرهَفَـةِ السُيـوفِ جِعـادُ
في آلِ عَبّادٍ حَطَطـتُ فَأَعصَمَـت هِمَمـي بِحَيـثُ أَنافَـتِ الأَطـوادُ
أَهلُ المَناذِرَةِ الَّذيـنَ هُـمُ الرُبـى فَوقَ المُلـوكِ إِذِ المُلـوكُ وِهـادُ
قَـومٌ إِذا عَـدَّت مَعَـدُّ عَقيـلَـةً مـاءَ السَمـاءِ فَهُـم لَـهـا أَولادُ
بَيتٌ تَـوَّدُ الشُهـبُ فـي أَفلاكِهـا لَــو أَنَّـهـا لِبِنـائِـهِ أَوتــادُ
مَمـدودَةٌ بِلُهـى النَـدى أَطنابُـهُ مَرفوعَـةٌ بِالبيـضِ مِنـهُ عِمـادُ
مُتَقادِمٌ إِلّا تَكُـن شَمـسُ الضُحـى لِــدَةٌ لَــهُ فَنُجـومُـهـا أَرآدُ
نيطَـت بِعَبّـادٍ لَآلِـىءُ مَجـدِهِـم فَتَـلَألَأَت فـي تومِهـا الأَفــرادُ
مَلِكٌ إِذا اِفتَنَّـت صِفـاتُ جَلالِـهِ فَتَقاصَرَت عَن بَعضِهـا الأَعـدادُ
نَسِيَت زَبيدٌ عَمرَها بَل أَعرَضَـت عَن وَصفِ كَعبٍ بِالسَمـاحِ إِيـادُ
فَضَحَ الدُهـاةَ فَلَـو تَقَـدَمَ عَهـدُهُ لَعَنـا المُغيـرَةُ أَو أَقَـرَّ زِيــادُ
لا يَأمَنُ الأَعـداءُ رَجـمَ ظُنونِـهِ إِنَّ الغُيـوبَ وَراءَهــا إِمــدادُ
مَلِكٌ إِذا مـا اِختـالَ غُـرَّةُ فَيلَـقٍ قَـد أُمطِيَـت عِقبانَـهُ الآســادُ
أُسدٌ فَرائِسُها الفَوارِسُ في الوَغـى لَكِـن بَراثِنُهـا هُنـاكَ صِـعـادُ
خِلتُ اللِواءَ غَمامَـةً فـي ظِلِّهـا قَمَـرٌ بِغُرَّتِـهِ السَـنـا الـوَقّـادُ
شَيحانُ مُنغَمِسُ السِنانِ مِنَ العِـدا في النَقعِ حَيـثُ تَغَلغَـلُ الأَحقـادُ
تَشكو إِلَيـهِ الشَمـسُ نَقـعَ كَتيبَـةٍ مـا زالَ مِنـهُ لِعَينِهـا إِرمــادُ
جَيشٌ إِذا ما الأُفقُ سافَـرَ طَيـرُهُ مَعَـهُ فَفـي ذِمَـمِ الصَـوارِمِ زادُ
مُستَطرِفٌ لِلمَجدِ لَـم يَـكُ حَسبُـهُ مَجدٌ يَـدورُ مَـعَ الزَمـانِ تِـلادُ
ما كانَ مِنهُ إِلـى رَفاهَـةِ راحَـةٍ حَتّـى يُخَـلِّـدَ مِثـلَـهُ إِخــلادُ
أَرِجُ النَدِيَّ مَتـى تَفُـز بِجِـوارِهِ يَطِبِ الحَديـثُ وَيَعبَـقِ الإِنشـادُ
لَـو أَنَّ خاطِـرَهُ الجَميـعَ مُفَـرَّقٌ في الخَلقِ أَوشَكَ أَن يُحَـسَّ جَمـادُ
نَفسي فِداؤُكَ أَيُّهـا المَلِـكُ الَّـذي زُهـرُ النُجـومِ لِوَجهِـهِ حُـسّـادُ
تَبدو عَلَيـكَ مِـنَ الوَسامَـةِ حُلَّـةٌ يَهـفـو إِلَيـهـا بِالنُـفـوسِ وِدادُ
لَم يَشفِ مِنكَ العَيـنَ أَوَّلُ نَظـرَةٍ لَـولا المَهابَـةُ راجَعَـت تَـزدادُ
ما كانَ مِن خَلَـلٍ فَأَنـتَ سِـدادُهُ في الدَهـرِ أَو أَوَدٍ فَأَنـتَ سَـدادُ
الديـنُ وَجـهٌ أَنـتَ فيـهِ غُـرَّةٌ وَالمُلكُ جَفـنٌ أَنـتَ فيـهِ سَـوادُ
لِلَّهِ مِنكَ يَـدٌ عَلَـت تولـي بِهـا صَفَـداً فَيُحمَـدُ أَو يُفَـكَّ صِفـادُ
لَـو أَنَّ أَفـواهَ المُلـوكِ تَوافَقَـت فيهـا لَوافَـقَ حَظَّهـا الإِسـعـادُ
نَفَـعَ العُـداةَ اليَـأسُ مِنـكَ لِأَنَّـهُ بَـرَدَت عَلَيـهِ مِنهُـمُ الأَكـبـادُ
يَنصاعُ مَن جاراكَ مَقبوضَ الخُطا فَكَأَنَّمـا عَضَّـت بِــهِ الأَقـيـادُ
قَد قُلـتُ لِلتالـي ثَنـاءَكَ سـورَةً مـا لِلـوَرى فـي نَصِّهـا إِلحـادُ
أَعِدِ الحَديـثَ عَـنِ السِيـادَةِ إِنَّـهُ لَيسَ الحَديـثُ يُمَـلُّ حيـنَ يُعـادُ
كَرَمٌ كَمـاءِ المُـزنِ راقَ خِلالَـهُ أَدَبٌ كَرَوضِ الحَزنِ بـاتَ يُجـادُ
وَمَحاسِنٌ زَهَرَ الزَمـانُ بِزُهرِهـا فَكَـأَنَّـمـا أَيّـامُــهُ أَعـيــادُ
يا أَيُّها المَلِـكُ الَّـذي فـي ظِلِّـهِ ريضَ الزَمـانُ فَـذَلَّ مِنـهُ قِيـادُ
يا خَيـرَ مُعتَضِـدٍ بِمَـن أَقـدارُهُ في كُـلِّ مُعضِلَـةٍ لَـهُ أَعضـادُ
لَمّا وَرَدتُ بِوِردِ حَضرَتِكَ المُنـى فَهِقَـت لَـدَيَّ جِمامُهـا الأَعـدادُ
فَاِستَقبَلَتني الشَمسُ تَبسُـطُ راحَـةً لِلبَحـرِ مِـن نَفَحاتِهـا اِستِمـدادُ
فَلَئِن فَخَرتُ بِما بَلَغـتُ لَقَـلَّ لـي أَلّا يَكـونَ مِـنَ النُجـومِ عَـتـادُ
مَهما اِمتَدَحتُ سِواكَ قَبـلُ فَإِنَّمـا مَدحي إِلى مَدحي لَـكَ اِستِطـرادُ
يَغشى المَياديـنَ الفَـوارِسُ حِقبَـةً كَيمـا يُعَلِّمَهـا النِـزالَ طِــرادُ
فَلِأَسحَبَن ذَيلَ المُنـى فـي ساحَـةٍ إِلّا أُوَفَّ بِهـا المُـنـى فَــأُزادُ
وَلِيَستَفيـدَنَّ السَنـاءَ مَـعَ الغِنـى عَبـدٌ يُفيـدُ النُصـحَ حيـنَ يُفـادُ
وَلَأَنتَ أَنفَسُ شيمَةً مِـن أَن يُـرى لِنَفيـسِ أَعلاقـي لَدَيـكَ كَـسـادُ
هَيهاتَ قَد ضَمِنَ الصَباحُ لِمَن سَرى أَن يَستَتِـبَّ لِسَعـيِـهِ الإِحـمـادُ
لا تَعدَمَنَّ مِـنَ الحُظـوظِ ذَخيـرَةً تَبقـى فَـلا يَتلـو البَقـاءَ نَـفـادُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 01:32 | |
| 23-فــي جِـوارِكُـم الذَلـيـلُ وَحَدّي في رَجائِكُـمُ الكَليـلُ
نَصيبٌ مِـن وِلايَتِكُـم كَثيـرٌ وَحَـظٌّ مِـن عِنايَتِكُـم قَليـلُ
لَمُختَلِفانِ مِـن حالَـيَّ مَهمـا أَجالَ الفِكـرَ بَينَهُمـا مُجيـلُ
أَتَحيا أَنفُـسُ الآمـالِ فيكُـم وَلـي أَثناءَهـا أَمَـلٌ قَتيـلُ
وَأَعجَبُ حادِثٍ نَظَري لَدَيكُـم إِلى غَلَلِ النَجاحِ وَبي غَليـلُ
وَقِدحي في وِدادِكُـمُ مُعَلّـىً وَباعي في اِعتِمادِكُمُ طَويـلُ
وَكائِن لي ثَنـاءٌ راحَ يَثنـي إِلَيهِ العِطفَ مَجدُكُـمُ الأَثيـلُ
تُنافِسُـهُ الرِيـاضُ مُنَـوِّراتٍ تَنَفَّسَ عَن نَوافِحِها الأَصيـلُ
أَبا الحَزمِ الزَمانُ بِـأَن تُثَنّـى إِذا عُدَّت فَواضِلُكُـم بَخيـلُ
عَلَوتَ النَجمَ إِذ مَلَّ المُساعي وَحُزتَ الخَصلَ إِذ كَلَّ الرَسيلُ
رَأَيتُ الناسَ ما أَصبَحتَ فيهِم بَـلاءُ اللَـهِ عِندَهُـمُ جَميـلُ
وَماءُ العَيشِ بَينَهُمُ فَضيـضٌ وَظِلُّ الأَمـنِ فَوقَهُـمُ ظَليـلُ
وَلَو فَقَدوكَ لا فَقَدوا حَواهُـم مَـرادٌ مِـن زَمانِهِـمِ وَبيـلُ
وَشاقَ نُفوسَهُم رَسـمٌ مُحيـلٌ مِنَ الدُنيـا وَعَهـدٌ مُستَحيـلُ
فَخاصِر دَولَةً تَفنـى اللَيالـي وَلَم يُلمِـم بِساحَتِهـا مُديـلُ
وَلا زالَت نِبالُ الدَهرِ تُصمي عُداتَكَ أَيُّهـا المَلِـكُ النَبيـلُ
أَأَيأَسُ مِن مُساعَفَـةِ اللَيالـي وَأَنتَ إِلـى نِهايَتِهـا سَبيـلُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 01:34 | |
| 24-راحَت فَصَحَّ بِها السَقيـم ريـحٌ مُعَطَّـرَةُ النَسيـم
مَقبولَـةٌ هَبَّـت قَـبـولاً فَهيَ تَعبَقُ فـي الشَميـم
أَفَضيضُ مِسكٍ أَم بَلَنسِيَـةٌ لِـرَيّـاهـا نَـمـيــم
بَـلَـدٌ حَبـيـبٌ أُفـقُـهُ لِفَتـىً يَحُـلُّ بِـهِ كَريـم
أَيهـا أَبـا عَبـدِ الإِلَــهِ دُعـاءُ مَغلـوبِ العَريـم
إِن عيلَ صَبري مِن فِراقِكَ فَالعَـذابُ بِــهِ أَلـيـم
أَو أَتبَعَـتـكَ حَنيـنَـهـا نَفسي فَأَنـتَ لَهـا قَسيـم
ذِكرى لِعَهـدِكَ كَالسُهـادِ سَـرى فَبَـرَّحَ بِالسَليـم
مَهما ذَمَمتُ فَما زَمانـي فـي ذِمامِـكَ بِالذَمـيـم
زَمَنٌ كَمَألـوفِ الرَضـاعِ يَشـوقُ ذِكـراهُ الفَطيـم
أَيّـامَ أَعـقِـدُ نـاظِـرَيَّ بِذَلِـكَ المَـرأى الوَسيـم
فَـأَرى الفُتُـوَّةَ غَـضَّـةً فـي ثَـوبِ أَوّاهٍ حَلـيـم
أَللَـهُ يَعـلَـمُ أَنَّ حُــبَّ كَ مِن فُـؤادي بِالصَميـم
وَلَئِن تَحَمَّـلَ عَنـكَ لـي جِسمٌ فَعَـن قَلـبٍ مُقيـم
قُل لي بِأَيِّ خِلالِ سَـروِكَ قَبـلُ أُفـتَـنُ أَو أَهـيـم
أَبِمَجـدِكَ العَمَـمِ الَّـذي نَسَقَ الحَديثَ مَـعَ القَديـم
أَم ظَرفِكَ الحُلـوِ الجَنـى أَم عِرضِكَ الصافي الأَديم
أَم بِرِّكِ العَـذبِ الجَمـامِ وَبِشرِكَ الغَـضِّ الجَميـم
أَم بِالبَـدائِـعِ كَالـلَآلِـئِ مِـن نَثيـرٍ أَو نَظـيـم
وَبَلاغَةٍ إِن عُـدَّ أَهلوهـا فَأَنـتَ لَـهُـم زَعـيـم
فِقَرٌ تَسـوغُ بِهـا المُـدامُ إِذا تَكَـرَّرَهـا النَـديـم
إِن أَشمَسَت تِلكَ الطَلاقَـةُ فَالنَـدى مِنـهـا مُقـيـم
إِنَّ الَّذي قَسَـمَ الحُظـوظَ حَبـاكَ بِالخُلُـقِ العَظيـم
لا أَستَزيـدُ اللَـهَ نُعمـى فيـكَ لا بَـل أَستَـديـم
فَلَقَـد أَقَـرَّ العَيـنَ أَنَّـكَ غُـرَّةُ الزَمَـنِ البَهـيـم
حَسبي الثَناءُ لِحُسـنِ بِـرِّ كَ ما بَـدا بَـرقٌ فَشيـم
ثُـمَّ الدُعـاءُ بِـأَن تَهَنَّـأَ طولَ عَيشِـكَ فـو نَعيـم
ثُـمَّ الـسَـلامُ تُبَلَّغَـنـهُ فَغَيـبُ مُهديـهِ سَلـيـم |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 01:36 | |
| 25-باعَدتِ بِالإِعـراضِ غَيـرَ مُباعِـدِ وَزَهَدتِ فيمَن لَيـسَ فيـكِ بِزاهِـدِ
وَسَقَيتِني مِن ماءِ هَجـرِكِ مـا لَـهُ أَصبَحتُ أَشـرَقُ بِالـزُلالِ البـارِدِ
هَـلّا جَعَلـتِ فَدَتـكِ نَفسـي غايَـةً لِلعَتـبِ أَبلُغُهـا بِجَهـدِ الجـاهِـدِ
لا تُفسِـدَن مـا قَـد تَأَكَّـدَ بَينَـنـا مِن صالِـحٍ خَطَـراتُ ظَـنٍّ فاسِـدِ
حاشاكِ مِن تَضيِيـعِ أَلـفِ وَسيلَـةٍ شَجِـيَ العَـدُوُّ لَهـا بِذَنـبٍ واحِـدِ
إِن أَجنِـهِ خَطَـأً فَقَـد عاقَبتَـنـي ظُلماً بِأَبلَـغَ مِـن عِقـابِ العامِـدِ
عودي لِما أَصفَيتِنيـهِ مِـنَ الهَـوى بَدءاً فَلَسـتُ لِمـا كَرِهـتِ بِعائِـدِ
وَضَعي قِناعَ السَخطِ عَن وَجهِ الرِضا كَيمـا أَخِـرَّ إِلَـيـهِ أَوَّلَ سـاجِـدِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 01:43 | |
| 26-أَما في نَسيمِ الريحِ عَـرفٌ مُعَـرَّفُ لَنا هَل لِذاتِ الوَقفِ بِالجِزعِ مَوقِـفُ
فَنَقضِيَ أَوطارَ المُنـى مِـن زِيـارَةٍ لَنـا كَلَـفٌ مِنهـا بِـمـا نَتَكَـلَّـفُ
ضَمـانٌ عَلَينـا أَن تُـزارَ وَدونَهـا رِقاقُ الظُبـى وَالسَمهَـرِيُّ المُثَقَّـفُ
وَقَومٌ عِدىً يُبـدونَ عَـن صَفَحاتِهِـم وَأَزهَرُها مِن ظُلمَـةِ الحِقـدِ أَكلَـفُ
غَيـارى يَعُـدّونَ الغَـرامَ جَريـرَةً بِها وَالهَوى ظُلمـاً يُغيـظُ وَيُؤسِـفُ
يَوَدّونَ لَـو يَثنـي الوَعيـدُ زَماعَنـا وَهَيهاتَ ريحُ الشَوقِ مِن ذاكَ أَعصَفُ
يَسيرٌ لَدى المُشتاقِ في جانِبِ الهَـوى نَـوى غُربَـةٍ أَو مَجهَـلٌ مُتَعَسَّـفُ
هَلِ الـرَوعُ إِلّا غَمـرَةٌ ثُـمَّ تَنجَلـي أَمِ الهَـولُ إِلّا غُمَّـةٌ ثُـمَّ تُكـشَـفُ
وَفي السِيَراءِ الرَقـمِ وَسـطَ قِبابِهِـم بَعيدُ مَناطِ القُـرطِ أَحـوَرُ أَوطَـفُ
تَبـايَـنَ خَلـقـاهُ فَعَـبـلٌ مُنَـعَّـمٌ تَـأَوَّدَ فـي أَعـلاهُ لَـدنٌ مُهَفهَـفُ
فَلِلعانِـكِ المُرتَـجِّ ماحـازَ مِـئـزَرٌ وَلِلغُصُنِ المُهتَـزِّ ماضَـمَّ مِطـرَفُ
حَبيـبٌ إِلَيـهِ أَن نُسَـرَّ بِوَصـلِـهِ إِذا نَحـنُ زُرنـاهُ وَنَهنـا وَنُسعَـفُ
وَلَيلَـةَ وافَينـا الكَثـيـبَ لِمَـوعِـدٍ سُرى الأَيمِ لَم يُعلَم لَمَسراهُ مُزحَـفُ
تَهادى أَنـاةَ الخَطوِمُرتاعَـةَ الحَشـا كَما ريـعَ يَعفـورُ الفَـلا المُتَشَـوِّفُ
فَما الشَمـسُ رُقَّ الغَيـمُ دونَ إِياتِهـا سِوى ما أَرى ذاكَ الجَبينُ المُنَصَّـفُ
فَدَيتُكِ أَنّـى زُرتِ نـورُكِ واضِـحٌ وَعِطـرُكِ نَمّـامٌ وَحَيلُـكِ مُرجَـفُ
هَبيكِ اِعتَرَرتِ الحَيَّ واشيكِ هاجِـعٌ وَفَرعُكِ غِربيـبٌ وَلَيلُـكِ أَغضَـفُ
فَأَنّى اِعتَسَفتِ الهَولَ خَطوُكِ مُدمَـجٌ وَرِدفُكِ رَجراجٌ وَخَصـرُكِ مُخطَـفُ
لَجاجٌ تُمادي الحُبَّ في المَعشَرِ العِـدا وَأَمُّ الهَوى الأُفُقَ الَّذي فيـهِ نُشنَـفُ
وَأَن نَتَلَقّى السُخطَ عانيـنَ بِالرِضـى لِغَيرانَ أَجفى ما يُرى حيـنَ يَلطُـفُ
كَفانا مِـنَ الوَصـلِ التَحِيَّـةُ خُلسَـةٌ فَيومِـئُ طَـرفٌ أَو بَنـانٌ مُطَـرَّفُ
خَليلَـيَّ مَهـلاً لاتَلـومـا فَإِنَّـنـي فُؤادي أَليفُ البَثِّ وَالجِسـمُ مُدنَـفُ
فَأَعنَفُ مـا يَلقـى المُحِـبُّ لَجاجَـةً عَلى نَفسِهِ في الحُـبِّ حيـنَ يُعَنَّـفُ
وَإِنّـي لِيَستَهوينِـيَ البَـرقُ صَبـوَةً إِلى بَرقِ ثَغرٍ إِن بَدا كـادَ يَخطَـفُ
وَمـا وَلَعـي بِـالـراحِ إِلّا تَـوَهُّـمٌ لِظَلـمٍ بِـهِ كَالـراحِ لَـو يُتَرَشَّـفُ
وَتُذكِرُنـي العِقـدَ المُـرِنَّ جُمـانُـهُ مُرِنّاتُ وُرقٍ في ذُرى الأَيكِ تَهتِـفُ
فَما قَبلَ مَن أَهوى طَوى البَدرَ هَودَجٌ وَلا صانَ ريمَ القَفرِ خِـدرٌ مُسَجَّـفُ
وَلا قَبلَ عَبّادٍ جَوى البَحـرَ مَجلِـسٌ وَلا حَمَلَ الطَـودَ المُعَظَّـمَ رَفـرَفُ
هُوَ المَلِكُ الجَعدُ الَّـذي فـي ظِلالِـهِ تُكَفُّ صُروفُ الحادِثـاتِ وَتُصـرَفُ
هُمـامٌ يَزيـنُ الدَهـرَ مِنـهُ وَأَهلَـهُ مَليـكٌ فَقيـهٌ كـاتِـبٌ مُتَفَلـسِـفُ
يَتيـهُ بِمَرقـاهُ سَـريـرٌ وَمِنـبَـرٌ وَيَحمَـدُ مَسعـاهُ حُسـامٌ وَمُصحَـفُ
رَوِيَّتُـهُ فـي الحـادِثِ الإِدِّ لَحظَـةٌ وَتَوقيعُهُ الجالي دُجى الخَطبِ أَحرُفُ
يَـذِلُّ لَـهُ الجَبّـارُ خيفَـةَ بَـأسِـهِ وَيَعنـو إِلَيـهِ الأَبلَـجُ المُتَغَطـرِفُ
حِذارَكَ إِذ تَبغي عَلَيـهِ مِـنَ الـرَدى وَدونَكَ فَاِستَوفِ المُنى حينَ تُنصِـفُ
سَتَعتامُهُم في البَرِّ وَالبَحـرِ بِالتَـوى كَتائِـبُ تُزجـى أَوسَفائِـنُ تُجـدَفُ
أَغَرُّ مَتـى نَـدرُس دَواويـنَ مَجـدِهِ يَرُقنا غَريـبٌ مُجمَـلٌ أَو مُصَنَّـفُ
إِذا نَحـنُ قَرَّظنـاهُ قَصَّـرَ مُطنِـبٌ وَلَم تَتَجاوَز غايَـةَ القَصـدِ مُسـرِفُ
وَأَروَعُ لا الباغـي أَخــاهُ مُبَـلَّـغٌ مُنـاهُ وَلا الراجـي نَـداهُ مُسَـوَّفُ
مُمِرُّ القُوى لا يَملَأُ الخَطـبُ صَـدرَهُ وَلَيـسَ لِأَمــرٍ فـائِـتٍ يَتَلَـهَّـفُ
لَهُ ظِلُّ نُعمـى يَذكُـرُ الهِـمُّ عِنـدَهُ ظِلالَ الصِبا بَل ذاكَ أَنـدى وَأَورَفُ
جَحيـمٌ لِعاصيـهِ يُشَـبُّ وَقـوضُـهُ وَجَنَّـةُ عَـدنٍ لِلمُطيعيـنَ تُـزلَـفُ
مَحاسِنُ غَـربُ الـذَمِّ عَنهـا مُفَلَّـلٌ كَهامٌ وَشَمـلُ المَجـدِ فيهـا مُؤَلَّـفُ
تَناهَت فَعِقـدُ المَجـدِ مِنهـا مُفَصَّـلٌ سَناءً وَبُـردُ الفَخـرِ مِنهـا مُفَـوَّفُ
طَلاقَةُ وَجهٍ في مَضـاءٍ كَمِثـلِ مـا يَروقُ فِرِندُ السَيفِ وَالحَـدُّ مُرهَـفُ
عَلى السَيفُ مِن تِلكَ الشَهامَةِ ميسَـمٌ وَفي الرَوضِ مِن تِلكَ الطَلاقَةِ زُخرُفُ
سَجايا لِمَـن والاهُ كَـالأَريِ تُجتَنـى تَعودُ لِمَن عـاداهُ كَالشَـريِ يُنقَـفُ
يُراقِـبُ مِنـهُ اللَـهَ مُعتَضِـدٌ بِــهِ يَدَ الدَهرِ يَقسو في رِضـاهُ وَيَـرأَفُ
فَقُل لِلمُلوكِ الحاسِديـهِ مَتـى اِدَّعـى سِباقَ العَتيقِ الفائِتِ الشَـأوِ مُقـرِفُ
أَلَيـسَ بَنـو عَبّـادٍِ القِبلَـةَ الَّـتـي عَلَيهـا لِآمـالِ البَـرِيَّـةِ مَعـكَـفُ
مُلوكٌ يُرى أَحياؤُهُم فَخـرَ دَهرِهِـم وَيَخلُـفُ مَوتاهُـم ثَنـاءٌ مُخَـلَّـفُ
بِهِم باهَـتِ الأَرضُ السَمـاءَ فَأَوجُـهٌ شُموسٌ وَأَيدٍ مِن حَيا المُزنِ أَو كَـفُ
أَشارِحَ مَعنى المَجـدِ وَهـوَ مُعَمَّـسٌ وَمُجزِلَ حَظِّ الحَمدِ وَهـوَ مُسَفسِـفُ
لَعَمرُ العِدا المُستَدرِجيـكَ بِزَعمِهِـم إِلى غِرَّةٍ كادَت لَها الشَمـسُ تُكسَـفُ
لَكالوكَ صـاعَ الغَـدرِ لُـؤمَ سَجِيَّـةٍ وَكيلَ لَهُم صـاعُ الجَـزاءِ المُطَفَّـفُ
لَقَد حاوَلوا العُظمى الَّتي لا شَوى لَها فَأَعجَلَهُم عَقدٌ مِـنَ الهَـمِّ مُحصَـفُ
وَلَمّا رَأَيـتَ الغَـدرَ هَـبَّ نَسيمُـهُ تَلَقّـاهُ إِعصـارٌ لِبَطشِـكَ حَرجَـفُ
أَظَـنَّ الأَعـادي أَنَّ حَزمَـكَ نائِـمٌ لَقَد تَعِـدُ الفَسـلَ الظُنـونُ فَتُخلِـفُ
دَواعي نِفاقٍ أَنذَرَتكَ بِأَنَّـهُ سَيَشـرى وَيَذوي العُضوُ مِـن حَيـثُ يَشـأَفُ
تَحَمَّلتَ عِبءَ الدَهرِ عَنهُـم وَكُلُّهُـم بِنُعمـاكَ مَوصـولُ التَنَعُّـمِ مُتـرَفُ
فَإِن يَكفُروا النُعمـى فَتِلـكَ دِيارُهُـم بِسَيفِكَ قاعٌ صَفصَفُ الرَسـمِ تُنسَـفُ
وَطَيَّ الثَرى مَثوىً يَكـونَ قُصارَهُـم وَإِن طالَ مِنهُم في الأَداهِـمِ مَرسَـفُ
وَبُشـراكَ عيـدٌ بِالسُـرورِ مُظَلَّـلٌ وَبِالحَظِّ فـي نَيـلِ المُنـى مُتَكَنَّـفُ
بَشيـرٌ بِأَعيـادٍ تُوافـيـكَ بَـعـدَهُ كَما يَنسُقُ النَظمَ المُوالـي وَيَرصُـفُ
تُجَـرِّدُ فيـهِ سَيـفَ دَولَتِـكَ الَّـذي دِماءُ العِـدى دَأبـاً بِغَربَيـهِ تُظلَـفُ
هُوَ الصارِمُ العَضبُ الَّذي العَزمُ حَدُّهُ وَحِليَتُـهُ بَـذلُ النَـدى وَالتَعَـفُّـفُ
هُمـامٌ سَمـا لِلمُلـكِ إِذ هُـوَ يافِـعٌ وَتَمَّـت لَـهُ آياتُـهُ وَهـوَ مُخلِـفُ
كَريـمٌ يَعُـدُّ الحَمـدَ أَنفَـسَ قِنـيَـةٍ فَيولَـعُ بِالفِعـلِ الجَميـلِ وَيُشغَـفُ
غَـدا بِخَميـسٍ يُقسِـمُ الغَيـمُ أَنَّـهُ لَأَحفَـلُ مِنهـا مُكفَهِـرّاً وَأَكـثَـفُ
هُوَ الغَيمُ مِـن زُرقِ الأَسِنَّـةِ بَرقُـهُ وَلِلطَبلِ رَعدٌ فـي نَواحيـهِ يَقصِـفُ
فَلَمّـا قَضَينـا مــا عَنـانـا أَداؤُهُ وَكُـلٌّ بِمـا يُرضيـكَ داعٍ فَمُلحِـفُ
قَرَنّـا بِحَمـدِ اللَـهِ حَمـدَكَ إِنَّــهُ لَأَوكَدُ مـا يُحظـى لَدَيـهِ وَيُزلَـفُ
وَعُدنا إِلى القَصرِ الَّذي هُـوَ كَعبَـةٌ يُغاديـهِ مِنّـا ناظِـرٌ أَو مُـطَـرَّفُ
فَإِذ نَحـنُ طالَعنـاهُ وَالأُفـقُ لابِـسٌ عَجاجَتَهُ وَالأَرضُ بِالخَيـلِ تَرجُـفُ
رَأَيناكَ في أَعلـى المُصَلّـى كَأَنَّمـا تَطَلَّـعَ مِـن مِحـرابِ داوُدَ يوسُـفُ
وَلَمّا حَضَرنا الإِذنَ وَالدَهـرُ خـادِمٌ تُشيرُ فَيُمضـي وَالقَضـاءُ مُصَـرِّفُ
وَصَلنا فَقَبَّلنا النَـدى مِنـكَ فـي يَـدٍ بِها يُتلَفُ المـالُ الجَسيـمُ وَيُخلَـفُ
لَقَد جُدتَ حَتّى ما بِنَفـسٍ خَصاصَـةٌ وَأَمَّنـتَ حَتّـى مـا بِقَلـبٍ تَخَـوُّفُ
وَلَولاكَ لَم يَسهُل مِنَ الدَهـرِ جانِـبٌ وَلا ذُلَّ مُقـتـادٌ وَلا لانَ مَعـطِـفُ
لَكَ الخَيرُ أَنّى لي بِشُكـرِكَ نَهضَـةٌ وَكَيفَ أُؤَدّي فَرضَ ما أَنـتَ مُسلِـفُ
أَفَـدتَ بَهيـمَ الحـالِ مِنِّـيَ غُـرَّةً يُقابِلُهـا طَـرفُ الجَمـوحِ فَيُطـرَفُ
وَبَـوَّأتَـهُ دُنـيـاكَ دارَ مُـقـامَـةٍ بِحَيـثُ دَنـا ظِـلٌّ وَذُلِّـلَ مَقطِـفُ
وَكَـم نِعمَـةٍ أُلبِستُـهـا سُندُسِـيَّـةٍ أُسَربَلُها فـي كُـلِّ حيـنٍ وَأُلحَـفُ
مَواهِـبُ فَيّـاضِ اليَدَيـنِ كَأَنَّـمـا مِنَ المُزنِ تُمرى أَو مِنَ البَحرِ تُغرَفُ
فَـإِن أَكُ عَبـداً قَـد تَمَلَّكـتَ رِقَّـهُ فَأَرفَـعُ أَحوالـي وَأَسنـى وَأَشـرَفُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 23/8/2008, 01:46 | |
| 27-فُز بِالنَجاحِ وَأَحـرِزِ الإِقبـالا وَحُز المُنى وَتَنجِّـزِ الآمـالا
وَليَهنِكَ التَأييدُ وَالظَفَرُ اللَـذا صَدَقاكَ في السِمَةِ العَلِيَّةِ فـالا
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي لَـولاهُ لَـم تَجِدُ العُقولُ الناشِداتُ كَمـالا
أَمّا الثُرَيّـا فَالثُرَيّـا نَصبَـةً وَإِفـادَةً وَإِنـافَـةً وَجَـمـالا
قَد شاقَها الإِغبابُ حَتّى إِنَّهـا لَو تَستَطيعُ سَرَت إِلَيكَ خَيـالا
رَفِّه وُرودَكَها لِتَغنَـمَ راحَـةً وَأَطِل مَزارَكَها لِتَنعَـمَ بـالا
وَتَمَثَّلِ القَصرَ المُبارَكَ وَجنَـةً قَد وَسَّطَت فيها الثُرَيّـا خـالا
وَأَدِر هُناكَ مِنَ المُدامِ أَتَمَّهـا أَرَجاً زَكـا وَأَشَفَّهـا جِريـالا
قَصرٌ يُقِرُّ العَينَ مِنهُ مَصنَـعٌ بَهِجُ الجَوانِبِ لَو مَشى لَاِختالا
لا زِلتَ تَفتَرِشَ السُرورَ حَدائِقاً فيهِ وَتَلتَحِفُ النَعيـمَ ظِـلالا |
|
| |
|