|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:06 | |
| 10-هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل وَمَطلَعُها مِن جُيوبِ الحُلَـل
وَغُصنٌ تَرَشَّفَ ماءَ الشَبابِ ثَراهُ الهَوى وَجَنـاهُ الأَمَـل
تَهادى لَطيفَةَ طَـيِّ الوِشـاحِ وَتَرنو ضَعيفَةَ كَـرِّ المُقَـل
وَتَبرُزُ خَلفَ حِجابِ العَفافِ وَتَسفِرُ تَحتَ نِقـابِ الخَجَـل
بَدَت في لِداتٍ كَزُهرِ النُجومِ حِسانِ التَحَلّي مِلاحِ العَطَـل
مَشَينَ يُهادينَ رَوضَ الرُبـى بِيانِعِ رَوضِ الصِبا المُقتَبَـل
فَمِن قُضُـبٍ تَتَثَنّـى بِريـحٍ وَمِن قُضُـبٍ تَتَثَنّـى بِـدَلّ
وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِمِسـكٍ وَمِن زَهَراتٍ تُنَـدّى بِطَـلّ
تَعاهَدَ صَوبُ العِهادِ الحِمـى وَلا زالَ مَربَعُها فـي مَلَـل
مَرادٌ مِنَ الحُبِّ غَضُّ الجَنى لَدَيهِ مِنَ الوَصلِ وِردٌ عَلَـل
لَيالِيَ ما اِنفَكَّ يُهدي السُرورَ حَبيبٌ سَرى وَرَقيـبٌ غَفَـل
زَمانٌ كَأَنَّ الفَتى المَسلَمِـيَّ تَكَنَّفَـهُ عَـدلُـهُ فَاِعـتَـدَل
تَدارَكَ مِن حُكمِـهِ أَن يُعيـدَ بِهِ عِـزَّةَ الديـنِ أَيّـامَ ذَلّ
وَيوضِحَ رَسمَ التُقى إِذ عَفـا وَيُطلِعَ نَجمَ الهُـدى إِذ أَفَـل
حَمِدنـا المُظَفَّـرَ لَمّـا رَأى لِمَنصورِنـا سيـرَةً فَاِمتَثَـل
مَليـكٌ تَجَلّـى لَـهُ غُــرَّةً تَأَمَّلَـهـا غِــرَّةً تُهتَـبَـل
أَشَفُّ الوَرى في النُهى رُتبَةً وَأَشهَرُهُم في المَعالي مَثَـل
وَأَحرى الأَنامِ بِأَمرٍ وَنَهـيٍ وَأَدرى المُلوكِ بِعَقدٍ وَحَـلّ
يَمانٍ لَهُ التـاجُ مِـن بَينِهِـم بِمـا أَورَثَ التُبَّعـونَ الأُوَل
سَنامٌ مِنَ المَجدِ عالي الـذُرا يَظَلُّ العِدا مِنهُ تَحتَ الأَظَـلّ
تَقَيَّلَ في المَهدِ ظِـلَّ اللِـواءَ وَسيمَ النُهوضَ بِـهِ فَاِستَقَـلّ
وَنيطَت حَمائِلُـهُ الوافِيـاتُ مَكـانَ تَمائِمِـهِ فَاِحتَـمَـل
وَما بَلَّتِ البُردَ تِلـكَ الدُمـو عُ إِلّا وَفي البُردِ لَيـثٌ أَبَـلّ
عَهِدنا المَكارِمَ فيـهِ مَعانـي تُبَشِّرُنا فيـهِ مِنهـا الجُمَـل
تُرى بَعدَ بِشرٍ يُريكَ الغَمـامَ تَهَلَّـلَ بـارِقُـهُ فَاِستَـهَـلّ
يُصَدِّقُ مـا حَدَّثَتنـا عَسـى بِـهِ عَنـهُ أَو أَنبَأتَنـا لَعَـلّ
فَما وَعَـدَ الظَـنُّ إِلّا وَفـى وَلا قالَتِ النَفـسُ إِلّا فَعَـل
فَلَقّـى مُناوِئَـهُ مـا اِتَّقـى وَأَعطى مُؤَمِّلَـهُ مـا سَـأَل
كَمِ اِستَوفَتِ الشُكرَ نَعمـاؤُهُ فَأَقبَلَ يُنعِـمُ مِـن ذي قَبَـل
غَمامٌ يُظِـلُّ وَشَمـسٌ تُنيـرُ وَبَحرٌ يَفيضُ وَسَيـفٌ يُسَـلّ
قَسيمُ المُحَيّا ضَحوكُ السَماحِ لَطيفُ الحِوارِ أَديبُ الجَـدَل
تُوَشّـي البَلاغَـةَ أَقـلامُـهُ إِذا ما الضَميرُ عَلَيهـا أَمَـلّ
بَيـانٌ يُبَـيِّـنُ لِلسامِـعـي نَ أَنَّ مِنَ السِحرِ ما يُستَحَـلّ
أَلا هَل سَبيلٌ إِلى العَيبِ فيهِ فَكَم عينَ مِن قَبلِهِ مَن كَمَـل
لَئِن لَبِسَ المُلكَ رَحبَ المُـلا إِ فَاِختالَ مِنـهُ بِذَيـلٍ رَفَـل
فَـإِنَّ تَــزَوُّدَهُ لِلمَعـالـي وَإِنَّ تَـأَهُّـبَـهُ لِـلأَجَــلّ
فَيا خَيرَ سُوّاسِ هَذي الأُمورِ وَناسِكَ أَربابِ هَذي الـدُوَل
وَليتَ الثُغورَ فَلَـم تَعـدُ أَن رَأَبتَ الثَأى وَسَدَدتَ الخَلَـل
سِواكَ إِذا قُلِّدَ الأَمـرَ جـارَ وَغَيرُكَ إِن مُلِّكَ الفَيءَ غَـلّ
حِمىً لا يَـزالُ لِمَـن حَلَّـهُ أَمانانِ مِن عَـدَمٍ أَو وَجَـل
فَأَنجُـمُ دَهـرِهُـمُ سَـعـدَةٌ وَشَمسُ زَمانِهِمُ في الحَمَـل
أَبا بَكرٍ اِسمَع أَحاديـثَ لَـو تُبَـثُّ بِسَمـعِ عَليـلٍ أَبَـلّ
سَأَشكُـرُ أَنَّـكَ أَعلَيتَـنـي بِأَحظى مَكانٍ وَأَدنى مَحَـلّ
وَأَنّي إِن زُرتُ لَم تَحتَجِـب وَإِن طالَ بي مَجلِسٌ لَم تَمَلّ
تَبَسَّمتَ ثُـمَّ ثَنَيـتَ الوِسـادَ فَحَسبِيَ مِن خَطَرٍ ما أَجَـلّ
فَلَو صافَحَ التِبرَ خَدّي لَهـانَ وَلَو كاثَرَ القَطرَ شُكري لَقَلّ
بِأَمثالِهـا يُستَـرَقُّ الكَريـمُ إِذا مَطمَـعٌ بِسِـواهُ أَخَــلّ
فَلا تَعدَمَنكَ المَساعي الَّتـي لِأُمِّ المُناويـكَ فيهـا الهَبَـل
فَأَنتَ الجَريءُ إِذا الشِبلُ هابَ وَأَنتَ الدَليلُ إِذا النَجمُ ضَـلّ
وَما اِبنُكَ إِلّا جِلاءُ العُيـونِ إِذا ناظِـرٌ بِسِـواهُ اِكتَحَـل
رَبيبُ السِيادَةِ فـي حِجرِهـا تُـدِرُّ لَـهُ ثَديَهـا إِذ حَفَـل
تَمَكَّنَ يَتلوكَ في الصالِحـاتِ فَلَمّـا تَفُتـهُ وَلَمّـا يَـنَـل |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:07 | |
| 11-هَل لِداعيكَ مُجيـبُ أَم لِشاكيـكَ طَبيـبُ
يا قَريباً حينَ يَنـأى حاضِراً حينَ يَغيـبُ
كَيفَ يَسلوكَ مُحِـبٌّ زانَهُ مِنـكَ حَبيـبُ
إِنَّمـا أَنـتَ نَسيـمٌ تَتَلَـقّـاهُ القُـلـوبُ
قَد عَلِمنا عِلـمَ ظَـنٍّ هُوَ لا شَكَّ مُصيـبُ
أَنَّ سِرَّ الحُسنِ مِمّـا أَضمَرَت تِلكَ الجُيوبُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:10 | |
| 12-هَل عَهِدنا الشَمسَ تَعتادُ الكِلَل أَم شَهِدنا البَدرَ يَجتابُ الحُلَـل
أَم قَضيبُ البانِ يَعنيهِ الهَـوى أَم غَزالُ القَفرِ يُصبيهِ الغَـزَل
خَرَقَ العاداتِ مُبدي صـورَةٍ حَشَدَ الحُسنُ عَلَيهـا فَاحتَفَـل
مُشرَبُ الصَفحَةِ مِن ماءِ الصِبا مُشبَعُ الوَجنَةِ مِن صِبغِ الخَجَل
مَن عَذيري مِنـهُ إِن أَغبَبتُـهُ نَسِيَ العَهدَ وَإِن عاوَدتُ مَـلّ
قاتِلٌ لـي بِالتَجَنّـي مـا لَـهُ لَيتَ شِعري أَحَلالٌ ما اِستَحَلّ
أَيُّهـا المُختـالُ فـي زينَتِـهِ أَنتَ أَولى الناسِ بِالخالِ فَخَـل
لَكَ إِن أَدلَلتَ عُـذرٌ واضِـحٌ كُلُّ مَن ساعَفَـهُ الحُسـنُ أَدَلّ
سَبَبُ السُقمِ الَّذي بَـرَّحَ بـي صِحَّةٌ كَالسُقمِ في تِلكَ المُقَـل
إِنَّ مَن أَضحى أَبـاهُ جَهـورٌ قالَـتِ الآمـالُ عَنـهُ فَفَعَـل
مَلِكٌ لَـذَّ جَنـى العَيـشِ بِـهِ حَيثُ وِردُ الأَمنِ لِلصادي عَلَل
أَحسَنَ المُحسِنُ مِنّـا فَجَـزى مِثلَما لَـجَّ مُسـيءٌ فَاحتَمَـل
سَعيُهُ فـي كُـلِّ بِـرٍّ مَثَـلٌ إِذ مَساعي مَن يُناويـهِ مُثُـل
لا يَزَل مِن حاسِديـهِ مُكثِـرٌ أَو مُقِلٌّ سَبَقَ السَيـفُ العَـذَل
يا بَني جَهـورٍ الدُنيـا بِكُـم حَلِيَت أَيّامُهـا بَعـدَ العَطَـل
إِنَّمـا دَولَتُـكُـم واسِـطَـةٌ أَهدَتِ الحُسنَ إِلى عِقدِ الـدُوَل
نَحنُ مِن نَعمائِكُم في زَهـرَةٍ جَدَّدَت عَهدَ الرَبيـعِ المُقتَبَـل
طـابَ كانـونٌ لَنـا أَثناءَهـا فَكَأَنَّ الشَمسَ حَلَّـت بِالحَمَـل
زَهَرَت أَخلاقُكُـم فَابتَسَمَـت كَاِبتِسامِ الوَردِ عَن لُؤلُؤِ طَـلّ
أَيُّها البَحرُ الَّذي مَهما تَفِـض بِالنَدى يُمناهُ فَالبَحـرُ وَشَـل
مَن لَنا فيـكَ بِعَيـبٍ واحِـدٍ تُحذَرُ العَينُ إِذا الفَضلُ كَمُـل
شَرَفٌ تَغنى عَنِ المَـدحِ بِـهِ مِثلَما يَغنى عَنِ الكُحلِ الكَحَل
أَنا غَرسٌ في ثَرى العَلياءِ لَـو أَبطَأَت سُقيـاكَ عَنـهُ لَذَبُـل
لِـيَ ذِكـرٌ بِالَّـذي أَسدَيتَـهُ نابِـهٌ وَدَّ حَسـودٌ لَـو خَمَـل
فَليَمُت بِالداءِ مِن حـالِ فَتـىً أَدَّبَتـهُ سِيَـرُ الـنـاسِ الأُوَل
فَوَعى الحِكمَةَ عَـن قائِلِهِـم اِلزَمِ الصِحَّةَ يَلزَمـكَ العَمَـل
أَقبَلَت نُعماكَ تُهـدي نَفسَهـا لَم أُرِغ حَظِّيَ مِنهـا بِالحِيَـل
فَقَبِلتُ اليَـدَ مِـن بَطـنِ يَـدٍ ظَهرُها الدَهـرَ مَحَـلٌّ لِلقُبَـل
كُلُّنـا بُـلِّـغَ مــا أَمَّـلَـهُ فَابلُغِ الغايَةَ مِـن كُـلِّ أَمَـل
وَإِذا ما رامَكَ الدَهـرُ فَفُـت وَإِذا رُمـتَ الأَمانِـيَّ فَـنَـل |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:14 | |
| 13-هَذا الصَباحُ عَلى سُـراكِ رَقيبـا فَصِلي بِفَرعِـكِ لَيلَـكِ الغِربيبـا
وَلَدَيـكِ أَمثـالَ النُجـومِ قَـلائِـدٌ أَلِفَـت سَمـاءَكِ لَـبَّـةً وَتَريـبـا
لِيَنُب عَنِ الجَوزاءَ قُرطُـكِ كُلَّمـا جَنَحَـت تَحُـثُّ جَناحَهـا تَغريبـا
وَإِذا الوِشـاحُ تَعَرَّضَـت أَثنـاؤُهُ طَلَعَـت ثُرَيّـا لَـم تَكُـن لِتَغيبـا
وَلَطالَمـا أَبـدَيـتِ إِذ حَيَّيتِـنـا كَفّاً هِيَ الكَفُّ الخَضيـبُ خَضيبـا
أَظَنينَةً دَعـوى البَـراءَةِ شَأنُهـا أَنتِ العَـدُوُّ فَلِـم دُعيـتِ حَبيبـا
ما بالُ خَـدَّكِ لا يَـزالُ مُضَرَّجـاً بِـدَمٍ وَلَحظُـكِ لا يَـزالُ مُريبـا
لَو شِئتِ ما عَذَّبتِ مُهجَةَ عاشِـقٍ مُستَعـذِبٍ فـي حُبِّـكِ التَعذيبـا
وَلَزُرتِـهِ بَـل عُدتِـهِ إِنَّ الهَـوى مَرَضٌ يَكونُ لَهُ الوِصـالُ طَبيبـا
ما الهَجـرُ إِلّا البَيـنُ لَـولا أَنَّـهُ لَم يَشحُ فـاهُ بِـهِ الغُـرابُ نَعيبـا
وَلَقَد قَضى فيـكِ التَجَلُّـدُ نَحبَـهُ فَثَـوى وَأَعقَـبَ زَفـرَةً وَنَحيبـا
وَأَرى دُموعَ العَينِ لَيسَ لِفَيضِهـا غَيضٌ إِذا ما القَلـبُ كـانَ قَليبـا
ما لي وَلِلأَيّـامِ لَـجَّ مَـعَ الصِبـا عُدوانُهـا فَكَسـا العِـذارَ مَشيبـا
مَحَقَت هِلالَ السِـنِّ قَبـلَ تَمامِـهِ وَذَوى بِها غُصنُ الشَبابِ رَطيبـا
لَأَلَمَّ بـي مـا لَـو أَلَـمَّ بِشاهِـقٍ لَانهـالَ جانِبُـهُ فَصـارَ كَثيـبـا
فَلَئِن تَسُمني الحادِثـاتُ فَقَـد أَرى لِلجَفنِ في العَضبِ الطَريرِ نُدوبـا
وَلَئِن عَجِبتُ لِأَن أُضـامَ وَجَهـوَرٌ نِعمَ النَصيرُ لَقَـد رَأَيـتُ عَجيبـا
مَـن لا تُعَـدّي النائِبـاتُ لِجـارِهِ زَحفاً وَلا تَمشي الضَـراءَ دَبيبـا
مَلِـكٌ أَطـاعَ اللَـهَ مِنـهُ مُوَفَّـقٌ مـا زالَ أَوّابـاً إِلَـيـهِ مُنيـبـا
يَأتـي رِضـاهُ مُعادِيـاً وَمُوالِيـاً وَيَكـونُ فيـهِ مُعاقِبـاً وَمُثيـبـا
مُتَمَرِّسٌ بِالدَهـرِ يَقعُـدُ صَرفُـهُ إِن قامَ في نادي الخُطوبِ خَطيبـا
لا يوسَمُ الـرَأيُ الفَطيـرُ بِـهِ وَلا يَعتـادُ إِرسـالَ الكَـلامِ قَضيبـا
تَأبى ضَرائِبُهُ الضُـروبَ نَفاسَـةً مِن أَن تَقيسَ بِهِ النُفـوسُ ضَريبـا
بَسّامُ ثَغرِ البِشـرِ إِن عَقَـدَ الحُبـا فَرَأَيـتَ وَضّاحـاً هُنـاكَ مَهيبـا
مَـلَأَ النَواظِـرَ صامِتـاً وَلَرُبَّمـا مَـلَأَ المَسامِـعَ سائِـلاً وَمُجيبـا
عِقدٌ تَأَلَّـفَ فـي نِظـامِ رِياسَـةٍ نَسَـقَ اللَآلِـئَ مُنجِبـاً وَنَجيـبـا
يَغشى التَجارِبَ كَهلُهُـم مُستَغنِيـاً بِقَريحَـةٍ هِـيَ حَسبُـهُ تَجريـبـا
وَإِذا دَعَـوتَ وَليدَهُـم لِعَظيـمَـةٍ لَبّـاكَ رَقـراقَ السَمـاحِ أَديـبـا
هِمَمٌ تُنافِسُهـا النُجـومُ وَقَـد تَـلا في سُؤدَدٍ مِنهـا العَقيـبُ عَقيبـا
وَمَحاسِنٌ تَنـدى رَقائِـقُ ذِكرِهـا فَتَكـادُ توهِمُـكَ المَديـحَ نَسيبـا
كَالآسِ أَخضَرَ نَضرَةً وَالوَردِ أَحمَرَ بَهجَـةً وَالمِسـكِ أَذفَـرَ طيـبـا
وَإِذا تَفَنَّـنَ فـي اللِسـانِ ثَنـاؤُهُ فَافتَنَّ لَـم يَكُـنِ المُـرادُ غَريبـا
غالـى بِمـا فيـهِ فَغَيـرُ مُواقِـعٍ سَـرَفـاً وَلا مُتَـوَقِّـعٍ تَكذيـبـا
كانَ الوُشاةُ وَقَـد مُنيـتُ بِإِفكِهِـم أَسبـاطَ يَعقـوبٍ وَكُنـتُ الذيبـا
وَإِذا المُنى بِقَبولِكَ الغَضَّ الجَنـى هُـزَّت ذَوائِبُهـا فَـلا تَثريـبـا
أَنا سَيفُكَ الصَدِئُ الَّذي مَهما تَشَـأ تُعِـدِ الصِقـالَ إِلَيـهِ وَالتَذريبـا
كَم ضاقَ بي مِن مَذهَبٍ في مَطلَبٍ فَثَنَيتَـهُ فُسُـحَ المَجـالِ رَحيـبـا
وَزَها جَنابُ الشُكرِ حينَ مَطَرتَـهُ بِسَحائِبِ النُعمـى فَـرُدَّ خَصيبـا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:19 | |
| 14-مَرادُهُـمُ حَيـثُ السِـلاحُ خَمـائِـلُ وَمَورِدُهُـم حَيـثُ الدِمـاءُ مَنـاهِـلُ
وَدونَ المُنـى فيهِـم جِيـادٌ صَوافِـنٌ وَمَأثـورَةٌ بيـضٌ وَسُمـرٌ عَـوامِـلُ
لِكُـلِّ نَجيـدٍ فـي النِـجـادِ كَأَنَّـمـا تُناطُ بِمَتـنِ الرُمـحِ مِنـهُ الحَمائِـلُ
طَويـلٌ عَلَينـا لَيلُـهُ مِـن حَفيـظَـةٍ كَـأَنَّ صَبابـاتِ النُفـوسِ طَـوائِـلُ
كِناسٌ دَنا مِنـهُ الشَـرى فـي مَحَلَّـةٍ بِها اللَيـثُ يَعـدو وَالغَـزالُ يُغـازِلُ
لَعَمرُ القِبابِ الحُمـرِ وَسـطَ عَرينِهِـم لَقَد قُصِرَت فيهـا السُـروبُ العَقائِـلُ
أَمَحجوبَةٌ لَيلـى وَلَـم تُخضَـبِ القَنـا وَلا حَجَبَت شَمسَ الضَحـاءِ القَساطِـلُ
أَناةٌ عَلَيهـا مِـن سَنـا البَـدرِ مَيسَـمٌ وَفيها مِنَ الغُصـنِ النَضيـرِ شَمائِـلُ
يَجـولُ وِشاحاهـا عَلـى خَيـزُرانَـةٍ وَتُشرِقُ تَحـتَ البُردَتَيـنِ الخَلاخِـلُ
وَلَيلَـةَ وافَتنـا الكَثـيـبَ لِمَـوعِـدٍ كَما ريـعَ وَسنـانُ العَشِيّـاتِ خـاذِلُ
تَهادى اِنسِيـابُ الأَيـمِ يَعفـو إِثارَهـا مِنَ الوَشيِ مَرقـومُ العِطافَيـنِ ذائِـلُ
قَعيدَكِ أَنّـى زُرتِ ضَـوؤُكِ ساطِـعٌ وَطيبُـكِ نَـفّـاحٌ وَحَلـيُـكِ هــادِلُ
هَبيكِ اِغتَرَرتِ الحَيَّ واشيـكِ هاجِـعٌ وَفَرعُـكِ غِربيـبٌ وَلَيـلُـكِ لائِــلُ
فَأَنّى اِعتَسَفتِ الهَولَ خَطـوُكِ مُدَمـجٌ وَرِدفُـكِ رَجـراجٌ وَعِطفُـكِ مـائِـلُ
خَليلَـيَّ مالـي كُلَّمـا رُمـتُ سَلـوَةً تَعَـرَّضَ شَـوقٌ دونَ ذَلِـكَ حـائِـلُ
أَراحُ إِذا راحَ النَـسـيـمُ شَـآمِـيـاً كَـأَنَّ شَمـولاً مـا تُديـرُ الشَمائِـلُ
ضَلالاً تَمادى الحُبُّ في المَعشَرِ العِـدا وَلَفَّ الهَوى في حَيثُ تُخشى الغَوائِـلُ
كَأَن لَيسَ في نُعمـى الهُمـامِ مُحَمَّـدٍ مُسَـلٍّ وَفـي مَثنـى أَياديـهِ شاغِـلُ
أَغُـرُّ إِذا شِمنـا سَحـائِـبُ جــودِهِ تَهَلَّـلَ وَجـهٌ وَاستَهَـلَّـت أَنـامِـلُ
يُبَشِّرُنـا بِالنائِـلِ الغَـمـرِ وَجـهُـهُ وَقَبلَ الحَيـا مـا تَستَطيـرُ المَخايِـلُ
لَدَيـهِ رِيــاضٌ لِلسَجـايـا أَنيـقَـةٌ تَغَلغَـلُ فيهـا لِلعَطـايـا جَــداوِلُ
أَتِـيٌّ فَمـا تِلـكَ السَماحَـةُ نُـهـزَةٌ وَفِـيٌّ فَمـا تِلـكَ الحِبـالُ حَبـائِـلُ
زَعيمُ الدَهاءِ أَن تُصيـبَ مِـنَ العِـدا مَكايِـدُهُ مـالا تُصـيـبُ الجَحـافِـلُ
فَما سَيفُ ذاكَ العَـزمِ فيهِـم بِمَعضِـدٍ وَلا سَهمُ ذاكَ الـرَأيِ أَفـوَقُ ناصِـلِ
بَني جَهـوَرٍ عِشتُـم بِأَوفَـرِ غِبطَـةٍ فَلَولاكُـمُ مـا كـانَ لِلعَيـشِ طائِـلُ
تَفاضَلَ في السَـروِ المُلـوكُ فَخِلتُهُـم أَنابيـبَ رُمـحٍ أَنتُـمُ فيـهِ عـامِـلُ
لَئِن قَلَّ فـي أَهـلِ الزَمـانِ عَديدُكُـم فَــإِنَّ دَرارِيَّ النُـجـومِ قَـلائِــلُ
فِداؤُكُـمُ مَـن إِن تَـعِـدهُ ظُنـونُـهُ لَحاقَكُمُ فـي المَجـدِ فَالدَهـرُ ماطِـلُ
مَناكيـدُ فِعـلِ الخَيـرِ مِنهُـم تَكَلُّـفٌ إِذِ الشَرُّ طَبـعٌ مـا لَهُـم عَنـهُ ناقِـلُ
فَـإِن سُتِـرَت أَخلاقُـهُـم بِتَخَـلُّـقٍ فَكُـلُّ خَضيـبٍ لا مَحالَـةَ نـاصِـلُ
لَكَ الخَيرُ إِنّـي قائِـلٌ غَيـرُ مُقصِـرٍ فَمَن لِيَ بِاستيفـاءِ مـا أَنـتَ فاعِـلُ
لَعَمرُ سَـراةِ الثَغـرِ وافـاكَ وَفدُهُـم لَمـا ذَمَّ مِنهُـم ذَلِـكَ النُـزلَ نـازِلُ
لَأَعـذَرتَ لَمّـا لَـم يُمِلَّـكَ مُكثُـهُـم إِذا عَــذَرَ المُستَثـقِـلُ المُتَثـاقِـلُ
نَضَـدتَ رَياحيـنَ الطَلاقَـةِ غَضَّـةً وَرَقرَقتَ مـاءَ البِـرِّ وَهـوَ سَلاسِـلُ
فَمـا مِنـهُـمُ إِلّا شَـديـدٌ نِـزاعُـهُ إِلَيكَ مُقيـمُ القَلـبِ وَالجِسـمُ راحِـلُ
ضَمـانٌ عَلَيهِـم أَن سَيُؤثَـرُ عَنهُـمُ عَلَيـكَ ثَنـاءٌ فـي المَحافِـلِ حافِـلُ
مَساعٍ هِـيَ العِقـدُ اِنتِظـامَ مَحاسِـنٍ تَحَلّى بِها جيـدٌ مِـنَ الدَهـرِ عاطِـلُ
تُنيـرُ بِهـا الآمـالُ وَاللَيـلُ واقِـبٌ وَتُخضِبُ مِنها الأَرضُ وَالأُفقُ ماحِـلُ
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّـذي بِـكَ أَصبَحَـت تَروقُ الضُحى مِنهُ وَتَنـدى الأَصائِـلُ
تَلَقّـاكَ بِالبُشـرى وَحَيّـاكَ بِالمُـنـى فَبُشـراكَ أَلـفٌ بَعـدَ عامِـكَ قابِـلُ
لَئِن يَنصَـرِم شَهـرُ الصِيـامِ لَبَعـدَهُ نَثا صالِحِ الأَعمالِ مـا أَنـتَ عامِـلُ
رَأَيـتَ أَداءَ الفَـرضِ ضَـربَـةَ لازِمٍ فَلَم تَـرضَ حَتّـى شَيَّعَتـهُ النَوافِـلُ
سَدَنـتَ بِبَيـتِ اللَـهِ حُـبَّ جِـوارِهِ لَكَ اللَـهُ بِالأَجـرِ المُضاعَـفِ كافِـلُ
هَجَرتَ لَهُ الـدارَ الَّتـي أَنـتَ آلِـفٌ لِيَعتادَهُ مَحضُ الهَـوى مِنـكَ واصِـلُ
فَـإِن تَتَناقَـلـكَ الـدِيـارُ فَطالَـمـا تَناقَلَـتِ البَـدرَ المُنـيـرَ المَـنـازِلُ
أَلا كُلُّ رَجـوى فـي سِـواكَ عُلالَـةٌ وَكُلُّ مَديـحٍ لَـم يَكُـن فيـكَ باطِـلُ
فَمـا لِعِمـادِ الديـنِ حاشـاكَ رافِـعٌ وَلا لِلِـواءِ المُلـكِ غَيـرَكَ حـامِـلُ
لَأَمَّنتَني الخَطـبَ الَّـذي أَنـا خائِـفٌ وَبَلَّغتَنـي الحَـظَّ الَّـذي أَنـا آمِــلُ
أَرى خاطِري كَالصارِمِ العَضبِ لَم يَزَل لَهُ شاحِذٌ مِـن حُسـنِ رَأيِـكَ صاقِـلُ
وَمـا الشِعـرُ مِمّـا أَدَّعيـهِ فَضيلَـةً تَزيـنُ وَلَكِـن أَنطَقَتنـي الفَـواضِـلُ
بَقيـتَ كَمـا تَبقـى مَعاليـكَ إِنَّـهـا خَوالِدُ حيـنَ العَيـشُ كَالظِـلِّ زائِـلُ
فَمـا نَستَزيـدُ اللَـهَ بَـعـدَ نِهـايَـةٍ لِنَفسِكَ غَيـرَ الخُلـدِ إِذ أَنـتَ كامِـلُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:22 | |
| 15-مَن مُبلِغٌ عَنِـيَ البَـدرَ الَّـذي كَمُـلا في مَطلَعِ الحُسنَ وَالغُصنَ الَّذي اِعتَدَلا
أَنَّ الزَمـانَ الَّـذي أَهـدى مَـوَدَّتَـهُ إِلَـيَّ مُرتَهِـنٌ شُكـري بِمـا فَعَـلا
أَمّا الحَبيبُ الَّذي أَبـدى الجَفـاءَ لَنـا فَمـا رَأَينـا قِـلاهُ حـادِثـاً جَـلَـلا
وَلَم نَـزِد أَن ظَفِرنـا مِـلءَ أَعيُنِنـا بِالمُشتَـري فَتَجَنَّبنـا لَــهُ زُحَــلا
أَنتَ الحَبيبُ الَّذي مـا زِلـتُ أُلحِفُـهُ ظِلَّ الهَوى وَأُسَقّيـهِ الرِضـا عَلَـلا
هَـذي الحَقيقَـةُ لا قَولـي مُخادَعَـةً لَو كانَ قَولُكَ مُت مـا كـانَ رَدِّيَ لا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:27 | |
| 16- ما عَلـى ظَنِّـيَ بـاسُ يَجرَحُ الدَهـرُ وَياسـو
رُبَّمـا أَشـرَفَ بِالمَـر ءِ عَلى الآمـالِ يـاسُ
وَلَقَـد يُنجيـكَ إِغـفـا لٌ وَيُرديـكَ احتِـراسُ
وَالمَحـاذيـرُ سِـهـامٌ وَالمَقـاديـرُ قِـيـاسُ
وَلَكَـم أَجـدى قُعـودٌ وَلَكم أَكـدى التِمـاسُ
وَكَـذا الدَهـرُ إِذا مـا عَـزَّ نـاسٌ ذَلَّ نـاسُ
وَبَنـو الأَيّـامِ أَخـيـا فٌ سَـراةٌ وَخِـسـاسُ
نَلبَـسُ الدُنيـا وَلَكِـن مُتعَـةٌ ذاكَ اللِـبـاسُ
يا أَبا حَفصٍ وَما ساواكَ فـي فَـهـمٍ إِيــاسُ
مِن سَنا رَأيِكَ لي فـي غَسَقِ الخَطبِ اِقتِبـاسُ
وَوِدادي لَـكَ نَــصٌّ لَـم يُخالِفـهُ قِـيـاسُ
أَنَ حَيـرانٌ وَلِـلأَمـرِ وُضــوحٌ وَاِلتِـبـاسُ
ما تَرى في مَعشَرٍ حالوا عَـنِ العَهـدِ وَخاسـوا
وَرَأَونــي سامِـرِيّـاً يُتَّقـى مِنـهُ المَسـاسُ
أَذأُبٌ هامَـت بِلَحمـي فَاِنتِهـاشٌ وَاِنتِـهـاسُ
كُلُّهُم يَسأَلُ عَن حالـي وَلِلـذِئـبِ اِعتِـسـاسُ
إِن قَسا الدَهـرُ فَلِلمـاءِ مِنَ الصَخـرِ انبِجـاسُ
وَلَئِن أَمسَيتُ مَهبوسـاً فَلِلغَـيـثِ اِحتِـبـاسُ
يَلبُـدُ الـوَردُ السَبَنتـى وَلَـهُ بَعـدُ اِفـتِـراسُ
فَتَأَمَّـل كَيـفَ يَغشـى مُقلَـةَ المَجـدِ النُعـاسُ
وَيُفَتُّ المِسكُ في التُربِ فَيـوطـا وَيُـــداسُ
لا يَكُـن عَهـدُكَ وَرداً إِنَّ عَهـدي لَــكَ آسُ
وَأَدِر ذِكـرِيَ كَـأسـاً ما اِمتَطَت كَفَّكَ كـاسُ
وَاِغتَنِم صَفـوَ اللَيالـي إِنَّما العَيـشُ اِختِـلاسُ
وَعَسى أَن يَسمَحَ الدَهرُ فَقَـد طـالَ الشِمـاسُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:35 | |
| 17-لِلحُبِّ فـي تِلـكَ القِبـابِ مَـرادُ لَو ساعَفَ الكَلِفَ المَشـوقَ مُـرادُ
لِيَغُر هَـواكَ فَقَـد أَجَـدَّ حِمايَـةً لِفَـتـاةِ نَـجـدٍ فِتـيَـةٌ أَنـجـادُ
كَم ذا التَجَلُّدُ لَن يُساعِفَـكَ الهَـوى بِالوَصـلِ إِلّا أَن يَطـولَ نِـجـادُ
أَعَقيلَةَ السَـربِ المُبـاحَ لِوِردِهـا صَفوُ الهَـوى إِذ حُلِّـىءَ الـوُرّادُ
مـا لِلمَصايِـدِ لَـم تَنَلـكِ بِحيلَـةٍ إِنَّ الظِبـاءَ لَـتُـدَرّى فَتُـصـادُ
إِن يَعدُ عَن سَمُراتِ جِزعِكَ سامِرٌ فـي كُـلِّ مُطَلَّـعٍ لَهُـم إِرعـادُ
فَبِمـا تَرَقـرَقَ لِلمُتَـيَّـمِ بَينَـهـا غَلَلٌ شَفـى حَـرَّ الغَليـلِ بُـرادُ
أَنا حينَ أُطرِقُ لَيسَ يَفتَأُ طارِقـي شَوقٌ كَما طَـرَقَ السَليـمَ عِـدادُ
يَنهى جَفاؤُكِ عَن زِيارَتِيَ الكَـرى كَيـلا يَـزورَ خَيالُـكِ المُعـتـادُ
لا تَقطَعي صِلَـةَ الخَيـالِ تَجِنُّبـاً إِذ فيهِ مِن عَوَزِ الوِصـالِ سِـدادُ
ما ضَـرَّ أَنَّـكِ بِالسَـلامِ ضَنينَـةٌ أَيّـامَ طَيفُـكِ بِالعِـنـاقِ جَــوادُ
هَلّا حَمَلتِ السُقمَ عَـن جِسـمٍ لَـهُ فـي كِلَّـةٍ زُرَّت عَليـكِ فُــؤادُ
أَو عُدتِ مِن سَقَمِ الهَوى إِنَّ الهَوى مِمّا يُطيـلُ ضَنـى الفَتـى فَيُعـادُ
إيهاً فَلَـولا أَن أَروعَـكِ بِالسَـرى لَدَنـا وِسـادٌ أَو لَطـالَ سُــوادُ
لَغَشيتُ سَجفَكِ فـي مُـلاءَةِ نَثـرَةٍ فُضُلٍ سِـوى أَنَّ العِطـافَ نِجـادُ
لَأَميلَ في سُكرِ اللَمى فَيَبيـتَ لـي مِمّا حَـوى ذاكَ السِـوارُ وِسـادُ
فَعِدي المُنى فَوَعيدُ قَومَكِ لَم يَكُـن لِيَعوقَ عَـن أَن يُقتَضـى الميعـادُ
أَصبو إِلى وَردِ الخُدودِ إِذا عَـدَت جُــردٌ تُبَلِّغُـنـي جَـنـاهُ وِرادُ
وَأَراحُ لِلعِطـرِ السَطـوعِ أَريجُـهُ إِن شيبَ بِالجَسَدِ العَطيـرِ جِسـادُ
عَزمٌ إِذا قَصَدَ الحِمـى لَـم يَثنِـهِ أَنَّ القَنـا مِـن دينِهـا أَقـصـادُ
مِن كانَ يَجهَـلُ مـا البَليـدُ فَإِنَّـهُ مَن تَطِّبيهِ عَـنِ الحُظـوظِ بِـلادُ
وَفَتى الشَهامَةِ مَن إِذا أَمَـلٌ سَمـا نَفَـذَت بِـهِ شـورى أَو اِستِبـدادُ
مَن مُبلِغٌ عَنّـي الأَحِبَّـةَ إِذ أَبَـت ذِكـراهُـمُ أَن يَطمَـئِـنَّ مِـهـادُ
لا يَـأسَ رُبَّ دُنـوِّ دارٍ جـامِـعٍ لِلشَمـلِ قَـد أَدّى إِلَـيـهِ بِـعـادُ
إِن أَغتَرِب فَمَواقِعَ الكَـرَمِ الَّـذي في الغَربِ شِمـتُ بُروقَـهُ أَرتـادُ
أَو أَنأَ عَن صَيدِ المُلـوكِ بِجانِبـي فَهُـمُ العَبيـدُ مَليكُـهُـم عَـبّـادُ
المَجدُ عُذرٌ في الفِراقِ لِمَـن نَـأى لِيَرى المَصانِعَ مِنـهُ كَيـفَ تُشـادُ
يا هَل أَتى مَن ظَنَّ بـي فَظُنونُـهُ شَتّـى تَرَجَّـعُ بَينَهـا الأَضــدادُ
أَنّـي رَأَيـتُ المُنذِرَيـنِ كِلَيهِمـا في كَونِ مُلـكٍ لَـم يُحِلـهُ فَسـادُ
وَبَصُرتُ بِالبُردَيـنِ إِرثِ مُحَـرِّقٍ لَـم تَخلُقـا إِذ تَخلُـقُ الأَبــرادُ
وَعَرَفتُ مِن ذي الطَوقِ عَمرٍ ثَأرَهُ لِجَذيمَـةَ الوَضّـاحِ حيـنَ يُكـادُ
وَأَتى بِـيَ النُعمـانَ يَـومَ نَعيمِـهِ نَجـمٌ تَلَقّـى سَـعـدَهُ المـيـلادُ
قَـد أُلِّفَـت أَشتاتُهُـم فـي واحِـدٍ إِلّا يَكُنـهُـم أُمَّـــةً فَـيَـكـادُ
فَكَأَنَّـنـي طالَعتُـهُـم بِـوِفـادَةٍ لَـم يَستَطِعهـا عُـروَةُ الـوَفّـادُ
في قَصرِ مَلكٍ كَالسَديـرِ أَو الَّـذي ناطَـت بِـهِ شُرُفاتِهـا سِـنـدادُ
تَتَوَهَّـمُ الشَهبـاءَ فـيـهِ كَتيـبَـةً بِفِنـاءٍ اليَحمـومُ فـيـهِ جَــوادُ
يَختالُ مِن سَيرِ الأَشاهِـبِ وَسطَـهُ بيضٌ كَمُرهَفَـةِ السُيـوفِ جِعـادُ
في آلِ عَبّادٍ حَطَطـتُ فَأَعصَمَـت هِمَمـي بِحَيـثُ أَنافَـتِ الأَطـوادُ
أَهلُ المَناذِرَةِ الَّذيـنَ هُـمُ الرُبـى فَوقَ المُلـوكِ إِذِ المُلـوكُ وِهـادُ
قَـومٌ إِذا عَـدَّت مَعَـدُّ عَقيـلَـةً مـاءَ السَمـاءِ فَهُـم لَـهـا أَولادُ
بَيتٌ تَـوَّدُ الشُهـبُ فـي أَفلاكِهـا لَــو أَنَّـهـا لِبِنـائِـهِ أَوتــادُ
مَمـدودَةٌ بِلُهـى النَـدى أَطنابُـهُ مَرفوعَـةٌ بِالبيـضِ مِنـهُ عِمـادُ
مُتَقادِمٌ إِلّا تَكُـن شَمـسُ الضُحـى لِــدَةٌ لَــهُ فَنُجـومُـهـا أَرآدُ
نيطَـت بِعَبّـادٍ لَآلِـىءُ مَجـدِهِـم فَتَـلَألَأَت فـي تومِهـا الأَفــرادُ
مَلِكٌ إِذا اِفتَنَّـت صِفـاتُ جَلالِـهِ فَتَقاصَرَت عَن بَعضِهـا الأَعـدادُ
نَسِيَت زَبيدٌ عَمرَها بَل أَعرَضَـت عَن وَصفِ كَعبٍ بِالسَمـاحِ إِيـادُ
فَضَحَ الدُهـاةَ فَلَـو تَقَـدَمَ عَهـدُهُ لَعَنـا المُغيـرَةُ أَو أَقَـرَّ زِيــادُ
لا يَأمَنُ الأَعـداءُ رَجـمَ ظُنونِـهِ إِنَّ الغُيـوبَ وَراءَهــا إِمــدادُ
مَلِكٌ إِذا مـا اِختـالَ غُـرَّةُ فَيلَـقٍ قَـد أُمطِيَـت عِقبانَـهُ الآســادُ
أُسدٌ فَرائِسُها الفَوارِسُ في الوَغـى لَكِـن بَراثِنُهـا هُنـاكَ صِـعـادُ
خِلتُ اللِواءَ غَمامَـةً فـي ظِلِّهـا قَمَـرٌ بِغُرَّتِـهِ السَـنـا الـوَقّـادُ
شَيحانُ مُنغَمِسُ السِنانِ مِنَ العِـدا في النَقعِ حَيـثُ تَغَلغَـلُ الأَحقـادُ
تَشكو إِلَيـهِ الشَمـسُ نَقـعَ كَتيبَـةٍ مـا زالَ مِنـهُ لِعَينِهـا إِرمــادُ
جَيشٌ إِذا ما الأُفقُ سافَـرَ طَيـرُهُ مَعَـهُ فَفـي ذِمَـمِ الصَـوارِمِ زادُ
مُستَطرِفٌ لِلمَجدِ لَـم يَـكُ حَسبُـهُ مَجدٌ يَـدورُ مَـعَ الزَمـانِ تِـلادُ
ما كانَ مِنهُ إِلـى رَفاهَـةِ راحَـةٍ حَتّـى يُخَـلِّـدَ مِثـلَـهُ إِخــلادُ
أَرِجُ النَدِيَّ مَتـى تَفُـز بِجِـوارِهِ يَطِبِ الحَديـثُ وَيَعبَـقِ الإِنشـادُ
لَـو أَنَّ خاطِـرَهُ الجَميـعَ مُفَـرَّقٌ في الخَلقِ أَوشَكَ أَن يُحَـسَّ جَمـادُ
نَفسي فِداؤُكَ أَيُّهـا المَلِـكُ الَّـذي زُهـرُ النُجـومِ لِوَجهِـهِ حُـسّـادُ
تَبدو عَلَيـكَ مِـنَ الوَسامَـةِ حُلَّـةٌ يَهـفـو إِلَيـهـا بِالنُـفـوسِ وِدادُ
لَم يَشفِ مِنكَ العَيـنَ أَوَّلُ نَظـرَةٍ لَـولا المَهابَـةُ راجَعَـت تَـزدادُ
ما كانَ مِن خَلَـلٍ فَأَنـتَ سِـدادُهُ في الدَهـرِ أَو أَوَدٍ فَأَنـتَ سَـدادُ
الديـنُ وَجـهٌ أَنـتَ فيـهِ غُـرَّةٌ وَالمُلكُ جَفـنٌ أَنـتَ فيـهِ سَـوادُ
لِلَّهِ مِنكَ يَـدٌ عَلَـت تولـي بِهـا صَفَـداً فَيُحمَـدُ أَو يُفَـكَّ صِفـادُ
لَـو أَنَّ أَفـواهَ المُلـوكِ تَوافَقَـت فيهـا لَوافَـقَ حَظَّهـا الإِسـعـادُ
نَفَـعَ العُـداةَ اليَـأسُ مِنـكَ لِأَنَّـهُ بَـرَدَت عَلَيـهِ مِنهُـمُ الأَكـبـادُ
يَنصاعُ مَن جاراكَ مَقبوضَ الخُطا فَكَأَنَّمـا عَضَّـت بِــهِ الأَقـيـادُ
قَد قُلـتُ لِلتالـي ثَنـاءَكَ سـورَةً مـا لِلـوَرى فـي نَصِّهـا إِلحـادُ
أَعِدِ الحَديـثَ عَـنِ السِيـادَةِ إِنَّـهُ لَيسَ الحَديـثُ يُمَـلُّ حيـنَ يُعـادُ
كَرَمٌ كَمـاءِ المُـزنِ راقَ خِلالَـهُ أَدَبٌ كَرَوضِ الحَزنِ بـاتَ يُجـادُ
وَمَحاسِنٌ زَهَرَ الزَمـانُ بِزُهرِهـا فَكَـأَنَّـمـا أَيّـامُــهُ أَعـيــادُ
يا أَيُّها المَلِـكُ الَّـذي فـي ظِلِّـهِ ريضَ الزَمـانُ فَـذَلَّ مِنـهُ قِيـادُ
يا خَيـرَ مُعتَضِـدٍ بِمَـن أَقـدارُهُ في كُـلِّ مُعضِلَـةٍ لَـهُ أَعضـادُ
لَمّا وَرَدتُ بِوِردِ حَضرَتِكَ المُنـى فَهِقَـت لَـدَيَّ جِمامُهـا الأَعـدادُ
فَاِستَقبَلَتني الشَمسُ تَبسُـطُ راحَـةً لِلبَحـرِ مِـن نَفَحاتِهـا اِستِمـدادُ
فَلَئِن فَخَرتُ بِما بَلَغـتُ لَقَـلَّ لـي أَلّا يَكـونَ مِـنَ النُجـومِ عَـتـادُ
مَهما اِمتَدَحتُ سِواكَ قَبـلُ فَإِنَّمـا مَدحي إِلى مَدحي لَـكَ اِستِطـرادُ
يَغشى المَياديـنَ الفَـوارِسُ حِقبَـةً كَيمـا يُعَلِّمَهـا النِـزالَ طِــرادُ
فَلِأَسحَبَن ذَيلَ المُنـى فـي ساحَـةٍ إِلّا أُوَفَّ بِهـا المُـنـى فَــأُزادُ
وَلِيَستَفيـدَنَّ السَنـاءَ مَـعَ الغِنـى عَبـدٌ يُفيـدُ النُصـحَ حيـنَ يُفـادُ
وَلَأَنتَ أَنفَسُ شيمَةً مِـن أَن يُـرى لِنَفيـسِ أَعلاقـي لَدَيـكَ كَـسـادُ
هَيهاتَ قَد ضَمِنَ الصَباحُ لِمَن سَرى أَن يَستَتِـبَّ لِسَعـيِـهِ الإِحـمـادُ
لا تَعدَمَنَّ مِـنَ الحُظـوظِ ذَخيـرَةً تَبقـى فَـلا يَتلـو البَقـاءَ نَـفـادُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 11:37 | |
| 18-لَم يَكُن هَجرُ حَبيبي عَـن قِلـى لا وَلا ذاكَ التَجَـنّـي مَـلَـلا
سَرَّهُ شُكـرِيَ إِذ عافـى وَلَـم يَدرِ ما غايَةُ صَبـري فَابتَلـى
أَنا راضٍ بِالَّـذي يَرضـى بِـهِ لِيَ مَن لَو قالَ مُت ما قُلـتُ لا
مَثَلٌ في كُلِّ حُسـنٍ مِثـلَ مـا صارَ ذُلّـي فـي هَـواهُ مَثَـلا
يا فَتيتَ المِسكِ يا شَمسَ الضُحى يا قَضيبَ البانِ يا ريـمَ الفَـلا
إِن يَكُن لي أَمَلٌ غَيـرَ الرِضـا مِنـكَ لا بُلِّغـتُ ذاكَ الأَمَــلا |
|
| |
أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ابن زيدون 22/8/2008, 13:59 | |
| واحة من واحات الشعر الجميل صحبتنا فيها ذات الخلق النبيل
العالمة سليلة العلماء أستاذتنا هويدا
بارك الله فيك أستاذتنا الخلوق |
|
| |
|