|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:02 | |
| 19-آذَنَـت شَمـسُ حَياتـي بِمَغيـبِ وَدَنا المَنهَلُ يـا نَفـسُ فَطيبـي
إِنَّ مَـن سـارَ إِلَـيـهِ سَيـرَنـا وَرَدَ الراحَةَ مِـن بَعـدِ اللُغـوبِ
قَد مَضـى حِفنـي وَهَـذا يَومُنـا يَتَدانـى فَاِستَثيـبـي وَأَنيـبـي
وَاِرقُبيـهِ كُــلَّ يَــومٍ إِنَّـمـا نَحنُ في قَبضَـةِ عَـلّامِ الغُيـوبِ
اُذكُري المَـوتَ لَـدى النَـومِ وَلا تُغفِلـي ذِكرَتَـهُ عِنـدَ الهُبـوبِ
وَاُذكُري الوَحشَةَ في القَبـرِ فَـلا مُؤنِسٌ فيهِ سِوى تَقـوى القُلـوبِ
قَدِّمـي الخَيـرَ اِحتِسابـاً فَكَفـى بَعضُ ما قَدَّمتِ مِن تِلكَ الذُنـوبِ
راعَنـي فَقـدُ شَبـابـي وَأَنــا لا أُراعُ اليَومَ مِـن فَقـدِ مَشيبـي
حَنَّ جَنبـايَ إِلـى بَـردِ الثَـرى حَيثُ أُنسى مِـن عَـدُوٍّ وَحَبيـبِ
مَضجَـعٌ لا يَشتَكـي صاحِـبُـهُ شِدَّةَ الدَهـرِ وَلا شَـدَّ الخُطـوبِ
لا وَلا يُسـئِـمُـهُ ذاكَ الَّـــذي يُسئِمُ الأَحياءَ مِن عَيـشٍ رَتيـبِ
قَـد وَقَفنـا سِتَّـةً نَبكـي عَلـى عالِمِ المَشرِقِ في يَـومٍ عَصيـبِ
وَقَـفَ الخَمسَـةُ قَبلـي فَمَضَـوا هَكَذا قَبلـي وَإِنّـي عَـن قَريـبِ
وَرَدوا الحَـوضَ تِباعـاً فَقَضَـوا بِاِتِّفـاقٍ فـي مَناياهُـم عَجيـبِ
أَنا مُـذ بانـوا وَوَلّـى عَهدُهُـم حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصـولُ النَحيـبِ
هَـدَأَت نيـرانُ حُزنـي هَــدأَةً وَاِنطَوى حِفني فَعـادَت لِلشُبـوبِ
فَتَذَكَّـرتُ بِـهِ يَــومَ اِنـطَـوى صادِقُ العَزمَةِ كَشّـافُ الكُـروبِ
يَـومَ كَفَّـنّـاهُ فــي آمالِـنـا وَذَكَرنـا عِنـدَهُ قَـولَ حَبـيـبِ
عَرَفـوا مَـن غَيَّـبـوهُ وَكَــذا تُعرَفُ الأَقمارُ مِن بَعـدِ المَغيـبِ
وَفُجِعـنـا بِـإِمـامٍ مُـصـلِـحٍ عامِـرِ القَـلـبِ وَأَوّابٍ مُنـيـبِ
كَم لَهُ مِن باقِيـاتٍ فـي الهُـدى وَالنَدى بَيـنَ شُـروقٍ وَغُـروبِ
يَبذُلُ المَعروفَ فـي السِـرِّ كَمـا يَرقُبُ العاشِـقُ إِغفـاءَ الرَقيـبِ
يُحسِـنُ الظَـنَّ بِــهِ أَعــداؤُهُ حيـنَ لا يَحسُـنُ ظَـنٌّ بِقَريـبِ
تَنـزِلُ الأَضيـافُ مِنـهُ وَالمُنـى وَالخِلالُ الغُرُّ في مَرعىً خَصيـبِ
قَد مَضَت عَشرٌ وَسَبـعٌ وَالنُهـى في ذُبولٍ وَالأَماني فـي نُضـوبِ
نَرقُـبُ الأُفـقَ فَـلا يَبـدو بِـهِ لامِعٌ مِـن نـورِ هـادٍ مُستَثيـبِ
وَنُنـادي كُـلَّ مَـأمـولٍ وَمــا غَيرُ أَصداءِ المُنادي مِـن مُجيـبِ
دَوِيَ الجُـرحُ وَلَـم يُقـدَر لَــهُ بَعدَ ثاوي عَينِ شَمسٍ مِن طَبيـبِ
أَجـدَبَ العِلـمُ وَأَمسـى بَـعـدَهُ رائِدُ العِرفـانِ فـي وادٍ جَديـبِ
رَحمَـةُ الديـنِ عَلَـيـهِ كُلَّـمـا خَرَجَ التَفسيرُ عَن طَوقِ الأَريـبِ
رَحمَـةُ الـرَأيِ عَلَـيـهِ كُلَّـمـا طاشَ سَهمُ الرَأيِ في كَفِّ المُصيبِ
رَحمَـةُ الفَهـمِ عَلَـيـهِ كُلَّـمـا دَقَّتِ الأَشياءُ عَن ذِهـنِ اللَبيـبِ
رَحمَـةُ الحِلـمِ عَلَـيـهِ كُلَّـمـا ضاقَ بِالحِدثانِ ذو الصَدرِ الرَحيبِ
لَيسَ في مَيـدانِ مِصـرٍ فـارِسٌ يَركَبُ الأَخطارَ في يَومِ الرُكـوبِ
كُلَّمـا شـارَفَـهُ مِـنّـا فَـتـىً غالَهُ المِقدارُ مِـن قَبـلِ الوُثـوبِ
مـا تَـرى كَيـفَ تَوَلّـى قاسِـمٌ وَهوَ في المَيعَةِ وَالبُـردِ القَشيـبِ
أُنسِـيَ الأَحيـاءُ ذِكـرى عَبـدِهِ وَهيَ لِلمُستافِ مِن مِسكٍ وَطيـبِ
إِنَّهُـم لَـو أَنصَفـوهـا لَبَـنَـوا مَعهَـداً تَعتـادُهُ كَـفُّ الوَهـوبِ
مَعهَـداً لِلديـنِ يُسقـى غَرسُـهُ مِن نَميرٍ فاضَ مِـن ذاكَ القَليـبِ
وَنَسينـا ذِكـرَ حِفـنـي بَـعـدَهُ وَدَفَنّـا فَضلَـهُ دَفـنَ الغَـريـبِ
لَـم تَسِـل مِنّـا عَلَيـهِ دَمـعَـةٌ وَهُوَ أَولى الناسِ بِالدَمعِ الصَبيبِ
سَكَنَت أَنفـاسُ حِفنـي بَعـدَ مـا طَيَّبَت في الشَرقِ أَنفاسَ الأَديـبِ
عاشَ خِصبَ العُمرِ مَوفورَ الحِجـا صادِقَ العِشرَةِ مَأمـونَ المَغيـبِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:03 | |
| 20-أَبكي وَعَينُ الشَرقِ تَبكي مَعي عَلى الأَريبِ الكاتِبِ الأَلمَعـي
جَرى عَصِيُّ الدَمعِ مِن أَجلِـهِ فَزادَ في الجودِ عَلـى الطَيِّـعِ
نَقصٌ مِنَ الشَرقِ وَمِن زَهـوِهِ فَقدُ اليَراعِ المُعجِـزِ المُبـدِعِ
لَيسَ لِمِصـرٍ فـي رِجالاتِهـا حَـظٌّ وَلا لِلشـامِ فـي أَروَعِ
مُصابُ صَرّوفٍ مُصابُ النُهى فَليَبكِـهِ كُـلَّ فُـؤادٍ يَـعـي
كُـرِّمَ بِـالأَمـسِ وَأَكفـانُـهُ تَنسِجُهـا الأَقـدارُ لِلمَصـرَعِ
يـا صائِـغَ الـدُرِّ لِتَكريمِـهِ صُغـهُ لِمَنعـاهُ مِـنَ الأَدمُـعِ
قَـد زَيَّـنَ العِلـمَ بِأَخـلاقِـهِ فَعاشَ مِلءَ العَيـنِ وَالمَسمَـعِ
تَواضُـعٌ وَالكِبـرُ دَأبُ الفَتـى خَلا مِنَ الفَضـلِ فَلَـم يَنفَـعِ
تَواضُـعُ العِلـمِ لَـهُ رَوعَـةٌ يَنهارُ مِنها صَلَـفُ المُدَّعـي
وَحُلَّـةُ الفَضـلِ لَهـا شـارَةٌ أَزهى مِنَ السَيفَيـنِ وَالمِدفَـعِ
يُشبِعُ مَن حَصَّلَ مِـن عِلمِـهِ وَهوَ مِنَ التَحصيلِ لَـم يَشبَـعِ
مُبَـكِّـرٌ تَحسَـبُـهُ طالِـبـاً يُسابِقُ الفَجـرَ إِلـى المَطلَـعِ
قَد غالَـتِ الأَسقـامُ أَضلاعَـهُ وَالرَأسُ في شُغلٍ عَنِ الأَضلُعِ
مـاتَ وَفـي أَنمُلِـهِ صـارِمٌ لَم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ
صاحَبَهُ خَمسيـنَ عامـاً فَلَـم يَخُن لَهُ عَهـداً وَلَـم يَخـدَعِ
مُوَفَّقـاً أَنّـى جَـرى مُلهَمـاً ما ضَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ
لَم يَبـرِهِ بـارٍ سِـوى رَبِّـهِ وَلَم يَحُـزهُ جاهِـلٌ أَو دَعـي
في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى مَدى اِبنِ بَحرٍ وَمَدى الأَصمَعي
أَيَّ سَبيـلٍ لِلهُـدى لَـم يَـرِد وَأَيُّ بـابٍ مِنـهُ لَـم يَقـرَعِ
يَقتَطِـفُ الزَهـرَ وَيَخـتـارُهُ كَالنَحلِ لا يَعفو عَـنِ الأَينَـعِ
فَتَحسَـبُ القُـرّاءَ فـي جَنَّـةٍ عُقولُهُم في رَوضِهـا تَرتَعـي
صَرّوفُ لا تَبعُد فَلَستَ الَّـذي يَطويهِ طاوي ذَلِـكَ المَضجَـعِ
أَسكَتَـكَ الـمَـوتُ وَلَكِـنَّـهُ لَم يُسكِتِ الآثارَ في المَجمَـعِ
ذِكـراكَ لا تَنفَـكُّ مَوصولَـةً في مَعهَدِ العِلمِ وَفي المَصنَـعِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:06 | |
| 21-أَجَـل هَـذِهِ أَعلامُـهُ وَمَواكِـبُـه هَنيئاً لَهُم فَليَسحَبِ الذَيـلَ ساحِبُـه
هَنيئاً لَهُم فَالكَونُ في يَـومِ عيدِهِـم مَشارِقُـهُ وَضّــاءَةٌ وَمَغـارِبُـه
رَعى اللَهُ شَعباً جَمَّعَ العَدلُ شَملَـهُ وَتَمَّت عَلى عَهدِ الرَشـادِ رَغائِبُـه
تَحالَفَ فـي ظِـلِّ الهِـلالِ إِمامُـهُ وَحاخامُهُ بَعـدَ الخِـلافِ وَراهِبُـه
خُذوا بِيَدِ الإِصـلاحِ وَالأَمـرُ مُقبِـلٌ فَإِنّي أَرى الإِصلاحَ قَد طَرَّ شارِبُـه
وَرُدّوا عَلى المُلكِ الشَبابَ الَّذي ذَوى فَإِنّي رَأَيتُ المُلـكَ شابَـت ذَوائِبُـه
فَمَن يَطلُبُ الدُستورَ بِالسوءِ بَعدَ ما حَمَتهُ يَدُ الفـاروقِ فَاللَـهُ طالِبُـه
إِذا شَوكَتُ الفـاروقُ قـامَ مُنادِيـاً إِلى الحَقِّ لَبّـاهُ نِيـازي وَصاحِبُـه
ثَلاثَـةُ آسـادٍ يُجانِبُهـا الــرَدى وَإِن هِيَ لاقاها الـرَدى لا تُجانِبُـه
يُصارِعُها صَرفُ المَنـونِ فَتَلتَقـي مَخالِبُهـا فيـهِ وَتَنبـو مَخالِـبُـه
رَوَت قَولَ بَشّارٍ فَثـارَت وَأَقسَمَـت وَقامَت إِلى عَبدِ الحَميـدِ تُحاسِبُـه
إِذا المَلِـكُ الجَبّـارُ صَعَّـرَ خَــدَّهُ مَشَينـا إِلَيـهِ بِالسُيـوفِ نُعاتِبُـه
وَسارَ عَلـى أَعقابِهـا كُـلُّ سابِـحٍ عَلى مَتنِـهِ بُـرجٌ مَشيـدٌ يُداعِبُـه
يَصيحُ بِـهِ لا رِيَّ أَو نَبلُـغَ المُنـى وَلا شِبَعٌ أَو يُرجِعَ الحَـقَّ غاصِبُـه
هُنالِكَ فَاِنهَل وَاِتَّخِـذ ثَـمَّ مَربَطـاً بِيَلدِزَ وَاِحمَد في الوَغى مَن تُصاحِبُه
رِجالٌ مِنَ الإيمانِ مَـلأى نُفوسُهُـم وَجَيشٌ مِنَ الأَتراكِ ظَمأى قَواضِبُـه
صَوالِجُـهُ سُمـرُ القَنـا وَكُـراتُـهُ رُؤوسُ الأَعادي وَالحُصونُ مَلاعِبُه
إِذا ثـارَ دُكَّـت أَجبُـلٌ وَتَخَشَّعَـت بِحارٌ وَأَمضى اللَهُ ما هُـوَ كاتِبُـه
وَثُلَّت عُـروشٌ وَاِستَقَـرَّت مَمالِـكٌ وَلَو أَنَّ ذا القَرنَينِ فيهـا يُناصِبُـه
فَمَن لَم يُشاهِد يَلـدِزاً بَعـدَ رَبِّهـا وَقَد زالَ عَنهُ المُلكُ وَاِنـدَكَّ جانِبُـه
وَأَسلَـمَـهُ أَحبـابُـهُ لِقُـضـاتِـهِ وَفَرَّ وَلَـم يَخـشَ المَعَـرَّةَ كاتِبُـه
وَقَلَّمَـتِ الأَقـدارُ أَظفـارَ بَطشِـهِ وَدَلَّ عَلى ما تَجهَلُ الجِـنُّ حاجِبُـه
فَما شَهِـدَ الدُنيـا تَـزولُ وَلا رَأى بَلاءَ قَضاءِ اللَـهِ فيمَـن يُحارِبُـه
أُبيحَ حِماها وَاِنطَوى مَجـدُ رَبِّهـا وَقامَت عَلى البَيتِ الحَميدي نَوادِبُه
وَلَم يُغنِ عَن عَبدِ الحَميـدِ دَهـاؤُهُ وَلا عَصَمَت عَبدَ الحَميـدِ تَجارِبُـه
وَلَم يَحمِهِ حِصنٌ وَلَـم تَـرِم دونَـهُ دَنانيـرُهُ وَالأَمـرُ بِالأَمـرِ حازِبُـه
وَلَم يُخفِهِ عَن أَعيُنِ الحَـقِّ مِخـدَعٌ وَلا نَفَقٌ في الأَرضِ جَـمٌّ مَسارِبُـه
أَقـامَ عَلَيـهِ مَهلَكـاً عِنـدَ مَهلَـكٍ يَمُـرُّ بِـهِ رَوحُ الصَبـا فَيُواثِبُـه
تَحاماهُ حَتّى الوَهمُ خَوفَ اِغتِيالِـهِ فَلَو مَسَّـهُ طَيـفٌ لَـدارَت لَوالِبُـه
وَأَسرَفَ في حُبِّ الحَيـاةِ فَحاطَهـا بِسورٍ مِنَ الأَهوالِ لَم يَنـجُ راكِبُـه
فَفـي كُـلِّ قُفـلٍ لِلمَنِيَّـةِ مَكمَـنٌ وَفي كُـلِّ مِفتـاحٍ قَضـاءٌ يُراقِبُـه
وَفي كُلِّ رُكنٍ صـورَةٌ لَـو تَكَلَّمَـت لَما شَكَّ في عَبدِ الحَميـدِ مُخاطِبُـه
تَماثيـلُ إيهـامٍ أُنيمَـت وَأُقعِـدَت تَـراءى بِهـا أَعطافُـهُ وَمَناكِبُـه
تُمَثِّلُـهُ فـي نَـومِـهِ وَجُلـوسِـهِ وَتَخدَعُ فيهِ المَـوتَ حيـنَ يُقارِبُـه
أَقامَ عَلَيـهِ أَلـفَ مَـوتٍ مُحَجَّـبٍ لِيَغلِبَ مَوتـاً واحِـداً عَـزَّ غالِبُـه
سَلوهُ أَأَغنَت عَنهُ في يَـومِ خَلعِـهِ عَجائِبُـهُ أَو أَحـرَزَتـهُ غَرائِـبُـه
وَقَد نَزَلَ المِقـدارُ بِالأَمـرِ صادِعـاً فَضاقَت عَلى شَيخِ المُلوكِ مَذاهِبُـه
وَأَخرَجَـهُ مِـن يَلـدِزٍ رَبُّ يَـلـدِزٍ وَجَرَّدَهُ مِن سَيـفِ عُثمـانَ واهِبُـه
وَأَصبَحَ في مَنفاهُ وَالجَيـشُ دونَـهُ يُغالِـبُ ذِكـرى مُلكِـهِ وَتُغالِـبُـه
يُناديهِ صَوتُ الحَقِّ ذُق ما أَذَقتَهُـم فَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِمـا هُـوَ كاسِبُـه
هُمُ مَنَحوكَ اليَومَ مـا أَنـتَ مُشتَـهٍ فَرُدَّ لَهُم بِالأَمسِ مـا أَنـتَ سالِبُـه
وَدَع عَنكَ ما أَمَّلتَ إِن كُنتَ حازِمـاً فَلَم يَبـقَ لِلآمـالِ فَضـلٌ تُجاذِبُـه
مَضى عَهدُ الاِستِبدادِ وَاِندَكَّ صَرحُهُ وَوَلَّـت أَفاعيـهِ وَماتَـت عَقارِبُـه
لَكَ اللَـهُ يـا تَمّـوزُ إِنَّـكَ بَلسَـمٌ لِجَرحى الأَسى وَالدَهرُ تَعدو نَوائِبُـه
فَكَم رُعتَ جَبّاراً وَأَرهَقـتَ ظالِمـاً وَأَنصَفتَ مَظلوماً تَوالَـت مَصائِبُـه
فَدَيناكَ مِـن شَهـرٍ أَغَـرٍّ مُحَجَّـلٍ أَوائِـلُـهُ مَيمـونَـةٌ وَعَواقِـبُـه
تُقابِلُهُ الأَعيـادُ فـي الأَرضِ كُلَّمـا تَجَلّى هِلالُ الشَهـرِ أَو لاحَ حاجِبُـه
فَفي الغَربِ عيدٌ يَنظِمُ الغَربُ حُسنَهُ فَتَهتَزُّ مِن وَقـعِ السُـرورِ جَوانِبُـه
وَفي الشَرقِ عيدٌ لَم يَرَ الشَرقُ مِثلَهُ تَدَفَّـقُ فـي دارِ السَـلامِ مَواكِبُـه
يُطيفونَ بِالعَـرشِ الكَريـمِ وَرَبُّـهُ تُطـيـفُ بِـهِـم آلاؤُهُ وَمَناقِـبُـه
لِتَهنَـئ أَميـرَ المُؤمِنيـنَ مُحَمَّـداً خِلافَتُـهُ فَالعَـرشُ سَعـدٌ كَواكِبُـه
سَتَملِـكُ أَمـواجَ البِحـارِ سَفينُـهُ كَما مَلَكَـت شُـمَّ الجِبـالِ كَتائِبُـه
مَمالِـكُـهُ مَحـروسَـةٌ وَثُـغـورُهُ رَكائِبُـهُ مَنـصـورَةٌ وَمَراكِـبُـه |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:07 | |
| 22-أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمـتَ لِمِصـرٍ قَد رَماها في قَلبِها مَن رَماكـا
أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمـتَ لِمِصـرٍ لَيسَ فيها لِيَـومِ جِـدٍّ سِواكـا
أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمـتَ لِمِصـرٍ وَوَقاهـا بِلُطفِـهِ مَـن وَقاكـا
قَد شُغِلنا يا سَعدُ عَن كُلِّ شَيءٍ وَشُغِلنـا بِـأَن يَتُـمَّ شِفـاكـا
في سَبيلِ الجِهادِ وَالوَطَنِ المَح بوبِ ما سالَ أَحمَراً مِن دِماكـا
قُل لِذاكَ الأَثيمِ وَالفاتِكِ المَـف تونِ لا كُنتَ كَيفَ تَرمي السِماكا
اِنَّما قَد رَمَيتَ في شَخصِ سَعدٍ أُمَّـةً حُـرَّةً فَشُلَّـت يَـداكـا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:09 | |
| 23-لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينـا إِلّا بَقِيَّـةُ دَمـعٍ فـي مَآقيـنـا
كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَـت وَفي يَمينِ العُلا كُنـا رَياحينـا
كانَت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخَـةً لا تُشرِقُ الشَمسَ إِلّا في مَغانينا
وَكانَ أَقصى مُنى نَهرِ المَجَرَّةِ لَو مِن مائِهِ مُزِجَت أَقداحُ ساقينـا
وَالشُهبُ لَو أَنَّها كانَت مُسَخَّـرَةً لِرَجمِ مَن كانَ يَبدو مِن أَعادينـا
فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينـا
حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَـبٌ وَلا صَديقٌ وَلا خِـلُّ يُواسينـا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:10 | |
| 24-لي كِساءٌ أَنعِم بِهِ مِن كِسـاءِ أَنا فيهِ أَتيـهُ مِثـلَ الكِسائـي
حاكَهُ العِزُّ مِن خُيوطِ المَعالـي وَسَقاهُ النَعيمُ مـاءَ الصَفـاءِ
وَتَبَدّى في صِبغَةٍ مِن أَديـمِ ال لَيلِ مَصقولَةٍ بِحُسـنِ الطِـلاءِ
خاطَـهُ رَبُّـهُ بِإِبـرَةِ يُـمـنٍ أَوجَروا سَمَّها خُيوطُ الهَنـاءِ
فَكَأَنّي وَقَـد أَحـاطَ بِجِسمـي في لِباسٍ مِنَ العُـلا وَالبَهـاءِ
تُكبِرُ العَينُ رُؤيَتـي وَتَرانـي في صُفوفِ الـوُلاةِ وَالأُمَـراءِ
أَلِفَ الناسُ حَيثُ كُنتُ مَكانـي أُلفَةَ المُعدِمينَ شَمسَ الشِتـاءِ
يا رِدائي وَأَنـتَ خَيـرُ رِداءٍ أَرتَجيـهِ لِزينَـةٍ وَاِزدِهــاءِ
لا أَحالَت لَكَ الحَـوادِثُ لَونـاً وَتَعَدَّتـكَ ناسِجـاتُ الجِـواءِ
غَفَلَت عَنـكَ لِلبِلـى نَظَـراتٌ وَتَخَطَّتـكَ إِبــرَةُ الـرَفّـاءِ
صَحِبَتني قَبلَ اِصطِحابِكَ دَهراً بِدلَـةٌ فـي تَلَـوُّنِ الحِربـاءِ
نَسَبوها لِطَيلَسانِ اِبنِ حَـربٍ نِسبَةً لَم تَكُن بِـذاتِ اِفتِـراءِ
كُنتُ فيها إِذا طَرَقـتُ أُناسـاً أَنكَروني كَطارِقٍ مِـن وَبـاءِ
كَسَفَ الدَهرُ لَونَها وَاِستَعارَت لَونَ وَجهِ الكَذوبِ عِندَ اللِقـاءِ
يا رِدائي جَعَلتَني عِندَ قَومـي فَوقَ ما أَشتَهي وَفَوقَ الرَجاءِ
إِنَّ قَومي تَروقُهُم جِـدَّةُ الثَـو بِ وَلا يَعشَقونَ غَيرَ الـرُواءِ
قيمَةُ المَرءِ عِندَهُم بَينَ ثَـوبٍ باهِـرٍ لَونُـهُ وَبَيـنَ حِـذاءِ
قَعَدَ الفَضلُ بي وَقُمتُ بِعِـزّي بَينَ صَحبي جُزيتَ خَيرَ الجَزاءِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:10 | |
| 25-ما لي أَرى الأَكمـامَ لا تُفَتِّـحُ وَالرَوضَ لا يَذكـو وَلا يُنَفِّـحُ
وَالطَيـرَ لا تَلهـو بِتَدويمِهـا في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصـدَحُ
وَالنيـلَ لا تَرقُـصُ أَمواهُـهُ فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَـحُ
وَالشَمسَ لا تُشـرِقُ وَضّـاءَةً تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنـزِحُ
وَالبَدرَ لا يَبـدو عَلـى ثَغـرِهِ مِن بَسَماتِ اليُمنِ مـا يَشـرَحُ
وَالنَجمَ لا يَزهَـرُ فـي أُفقِـهِ كَأَنَّـهُ فـي غَمـرَةٍ يَسـبَـحُ
أَلَـم يَجِئهـا نَبَـأٌ جـاءَنـا بِـأَنَّ مِصـراً حرة تَمـرَحُ
أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبـرَةٍ أَجَـدَّتِ الأَيّــامُ أَم تَـمـزَحُ
أَمَوقِـفٌ لِلـجِـدِّ نَجـتـازُهُ أَم ذاكَ لِلّاهـي بِنـا مَسـرَحُ
أَلمَـحُ لِاِستِقلالِـنـا لَمـعَـةً في حالِـكِ الشَـكِّ فَأَستَـروِحُ
وَتَطمِـسُ الظُلمَـةُ آثـارَهـا فَأَنثَنـي أُنكِـرُ مـا أَلـمَـحُ
قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِـم إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحـوا
فَقائِـلٌ لا تَعجَـلـوا إِنَّـكُـم مَكانَكُم بِالأَمسِ لَـم تَبرَحـوا
وَقائِـلٌ أَوسِـع بِهـا خُطـوَةً وَراءَهـا الغايَـةُ وَالمَطمَـحُ
وَقائِـلٌ أَسـرَفَ فـي قَولِـهِ هَذا هُوَ اِستِقلالُكُـم فَاِفرَحـوا
إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِـدوا وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا
وَأَسِّـسـوا داراً لِنُـوّابِـكُـم لِلرَأيِ فيها وَالحِجـا أَفسِحـوا
وَلتَذكُـرِ الأُمَّــةِ ميثاقَـهـا أَلّا تَـرى عِزَّتَهـا تُـجـرَحُ
وَتَنتَخِـب صَفـوَةَ أَبنائِـهـا فَمِنهُمُ المُخلِـصُ وَالمُصلِـحُ
وَلِيَتَّـقِ اللَـهَ أُولـو أَمرِهـا أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا
أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حـاذِروا وَصابِروا أَعداءَكُـم تُفلِحـوا
إِنّي أَرى قَيـداً فَـلا تُسلِمـوا أَيدِيَكُـم فَالقَيـدُ لا يُسـجِـجُ
إِن هَيَّؤوهُ مِـن حَريـرٍ لَكُـم فَهوَ عَلـى ليـنٍ بِـه أَفـدَحُ
حَتّـامَ وَالصَبـرُ لَـهُ غايَـةٌ لِغَيرِنـا مِـن بِئرِنـا نَمتَـحُ
حَتّـامَ وَالأَمـوالُ مَشفـوهَـةٌ نَمنَـحُ إِلّا مِصـرَ مـا نَمنَـحُ
حَتّامَ يُمضـي أَمرَنـا غَيرُنـا وَذاكَ بِـالأَحـرارِ لا يَمـلُـحُ
أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحـوا
فَاِنتَهَـزَت أَعداؤُنـا نُـهـزَةً فينا وَما كانَـت لَهُـم تَسنَـحُ
فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعـوا فَإِنَّمـا إِجماعُـكُـم أَرجَــحُ
وَكُلُّ مَن يَطمَعُ فـي صَدعِكُـم فَإِنَّـهُ فـي صَخـرَةٍ يَنطَـحُ
أَخشى إِذا اِستَكثَرتُـمُ بَينَكُـم مِن قـادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحـوا
فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُـمُ فيهُـمُ فَإِنَّمـا فـي القِلَّـةِ المَنجَـحُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:11 | |
| 26-مَرَّت كَعُمرِ الوَردِ بَينا أَجتَلـي اِصباحَهـا إِذ آذَنَـت بِـرَواحِ
لَم أَقضِ مِن حَقِّ المُدامِ وَلَم أَقُم في الشارِبينَ بِواجِبِ الأَقـداحِ
وَالزَهرُ يَحتَثُّ الكُؤوسَ بِلَحظِهِ وَيَشوبُهـا بِأَريجِـهِ الفَـيّـاحِ
أَخشى عَواقِبَها وَأَغبِطُ شَربَهـا وَأُجيدُ مِدحَتَهـا مَـعَ المُـدّاحِ
وَأَميلُ مِن طَرَبٍ إِذا مالَت بِهِـم فَاِعجَب لِنَشوانِ الجَوانِحِ صاحي
أَستَغفِرُ اللَـهَ العَظيـمَ فَإِنَّنـي أَفسَدتُ في ذاكَ النَهارِ صَلاحي |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:12 | |
| 27-ما لِهَذا النَجمِ في السَحَرِ قَد سَها مِن شِدَّةِ السَهَـرِ
خِلتُهُ يا قَـومُ يُؤنِسُنـي إِن جَفاني مُؤنِسُ السَحَرِ
يا لِقَومـي إِنَّنـي رَجُـلٌ أَفنَتِ الأَيّـامُ مُصطَبَـري
أَسهَرَتني الحادِثاتُ وَقَـد نامَ حَتّى هاتِـفُ الشَجَـرِ
وَالدُجى يَخطو عَلى مَهَلٍ خَطوَ ذي عِزٍّ وَذي خَفَـرِ
فيهِ شَخصُ اليَأسِ عانَقَني كَحَبيـبٍ آبَ مِـن سَفَـرِ
وَأَثـارَت بـي فَوادِحُـهُ كامِنـاتِ الهَـمِّ وَالكَـدَرِ
وَكَـأَنَّ اللَيـلَ أَقسَـمَ لا يَنقَضي أَو يَنقَضي عُمُري
أَيُّها الزِنجِيُّ ما لَـكَ لَـم تَخشَ فينا خالِقَ البَشَـرِ
لي حَبيـبٌ هاجِـرٌ وَلَـهُ صورَةٌ مِن أَبدَعِ الصُـوَرِ
أَتَلاشـى فـي مَحَبَّـتِـهِ كَتَلاشي الظِلِّ في القَمَـرِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:13 | |
| 28-مَرِضنا فَما عادَنـا عائِـدُ وَلا قيلَ أَينَ الفَتى الأَلمَعي
وَلا حَنَّ طِرسٌ إِلى كاتِـبٍ وَلا خَفَّ لَفظٌ عَلى مِسمَـعِ
سَكَتنا فَعَزَّ عَلَينا السُكـوتُ وَهانَ الكَلامُ عَلى المُدَّعـي
فَيا دَولَةً آذَنَـت بِالـزَوالِ رَجَعنا لِعَهدِ الهَوى فَاِرجِعي
وَلا تَحسَبينا سَلَونا النَسيبَ وَبَينَ الضُلوعِ فُؤادٌ يَعـي |
|
| |
|