حافظ عليها فحفظته

عاد محمد من المدرسة ونزل من على الدراجةِ مسرعاً تاركاً حقيبته خلفه,رمى بحذائه وهو يجري قبل أن يدخل البيت.
كانت أم محمد تحضر الطعام وعندما سمعت صوت محمد تركت العمل وجلست منتظرة محمد - لأن محمد قد يقفز ليقبل رأسها فيقع كل ما كان بيدها- دخل محمد وقال:
- السلام عليكم يا أمي الحبيبة,وقبل رأسها وقال:
- أمي أنا جائع أين الطعام؟
- حسناً يا بني أغسل يديك,بينما أحضر الطعام.
- بسرعة,بسرعة يا أمي أنا جائع .
ذهب ليغسل يديه توضأ وصلى الظهر وجلس على المائدة ينتظر,جلس الجميع على المائدة,وبعدما تناولوا الطعام قال والد محمد:
- أنا سأسافر اليوم لظروف إلى القاهرة,وسأغيب يومين,لا تتعبوا أمكم,ونظر إلى أكبر أبناءه محمد وقال :
- أنت يا محمدرجل البيت في غيابي.
رفع محمد رأسه مبتسماً وقال:
- نعم يا أبي,أنا رجلٌ أعجبك,سافر ولا تخف.

* * *
سافر والد محمد,وأصبح محمد هو الآمر الناهي على إخوته البنات,لا يسمح لهم باللعب في المنزل,وعندما يلعبون في الفناء يأمرهم بالهدوء كي لا يزعجوا الجيران,يقول :العبوا بصمت أو سأخبر أبي ليضربكم جميعاً.
قالت له آلاء
- أريد أن ألعب معك بالكرة. قال محمد- لا الكرة تصدر أصوات مزعجة,وقد تكسر النوافذ,لا يا أختي الصغيرة لا لن تلعبى مادمتُ أنا المسئول.
جلس أخوته البنات مرغمين ينظرون إلى محمد وهو يلعب بالكرة,ويستعرض بها أمامهم ثم قال:أنظروا سأرفع الكرة عالياً سأجعلها تقترب من السماء,وضرب الكرة بقوة إلى الأعلى ثم سقطت سريعاً وارتطمت بالمزهرية الكبيرة التي في مدخل البيت فتدحرجت ووقعت في الفناء و تكسرت.
عاد والد محمد إلى المنزل, وكان محمد يجلس بجانب أبيه وهو منكس الرأس,أستغرب والده من هدوءه,فسأل أخوته مالذي حل بمحمد هل هو مريض..؟!
قالوا بصوتٍ واحد لقد كسر مزهرية المدخل بالكرة.
قال ماذا كسر ..؟!
ثم نظر إلى أمه وقال:
حقاً كسرها؟
- نعم كسرها,لكنه لم يكن يقصد ذلك.
هز رأسه وقال:
- هكذا إذاً , أخبريني,هل كان يصلي في المسجد..؟ وهل صلى الفجر اليوم، أم نام عنها..؟ردت الام قائلة
- نعم...كان يحرص على أداء الصلاة في المسجد,ولم يتأخر عن صلاةٍ واحدة.
ألتفت إلى محمد وابتسم وهز رأسه وقال :
- مادمت قد صليت يا بني فقد سامحتك .
ثم نظر إلى أبنائه وقال:
- المزهرية ثمينة ,ولم أكن لأسامح أحداً قد كسرها,لكنه كان يحافظ على الصلاة فحفظه الله من عقابي