|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:50 | |
| 9-أَيُّها الطِفلُ لَكَ البُشـرى فَقَـد قَـدَّرَ اللَـهُ لَنـا أَن نُنـشَـرا
قَـدَّرَ اللَـهُ حَـيـاةً حُــرَّةً وَأَبـى سُبحـانَـهُ أَن تُقـبَـرا
لا تَخَف جوعـاً وَلا عُريـاً وَلا تَبكِ عَينـاكَ إِذا خَطـبٌ عَـرا
لَكَ عِنـدَ البِـرِّ فـي مَلجَئِـهِ حَيثُ تَأوي خاطِرٌ لَـن يُكسَـرا
حَيثُ تَلقى فيـهِ حَدبـاً وَتَـرى بَيـنَ أَترابِـكَ عَيشـاً أَنضَـرا
لا تُسِـئ ظَنّـاً بِمُثرينـا فَقَـد تـابَ عَـن آثامِـهِ وَاِستَغفَـرا
كانَ بِالأَمـسِ وَأَقصـى هَمِّـهِ إِن أَتـى عارِفَـةً أَن يَظـهَـرا
فَغَـدا اليَـومَ يُواسـي شَعبَـهُ وَهوَ لا يَرغَبُ فـي أَن يُشكَـرا
نَبَّهَـت عاطِفَـةَ البِـرِّ بِــهِ مِحنَةٌ عَمَّـت وَمِقـدارٌ جَـرى
جَمَعَتنـا فـي صَعيـدٍ واحِـدٍ وَأَرادَتنـا عَلـى أَن نُقـهَـرا
فَتَعاهَدنـا عَلـى دَفــعِ الأَذى بِرُكوبِ الحَـزمِ حَتّـى نَظفَـرا
وَتَواصَينـا بِصَـبـرٍ بَينَـنـا فَغَدَونـا قُــوَّةً لا تُــزدَرى
أَنَشَرَت في مِصرَ شَعباً صالِحـاً كانَ قَبلَ اليَـومِ مُنفَـكَّ العُـرا
كَم مُحِـبٍّ هائِـمٍ فـي حُبِّهـا ذادَ عَن أَجفانِهِ سَـرحَ الكَـرى
وَشَبـابٍ وَكُهـولٍ أَقسَـمـوا أَن يَشيدوا مَجدَها فَوقَ الـذُرا
يا رِجـالَ الجِـدِّ هَـذا وَقتُـهُ آنَ أَن يَعمَـلَ كُـلٌّ مـا يَـرى
مَلجَـأً أَو مَصرِفـاً أَو مَصنَعـاً أَو نِقابـاتٍ لِـزُرّاعِ الـقُـرى
أَنا لا أَعذِرُ مِنكُـم مَـن وَنـى وَهـوَ ذو مَقـدِرَةٍ أَو قَـصَّـرا
فَاِبدَؤوا بِالمَلجَـإِ الحُـرِّ الَّـذي جِئتُ لِلأَيـدي لَـهُ مُستَمطِـرا
وَاِكفُلوا الأَيتامَ فيـهِ وَاِعلَمـوا أَنَّ كُلَّ الصَيدِ في جَوفِ الفَـرا
أَيُّها المُثـري أَلا تَكفُـلُ مَـن باتَ مَحرومـاً يَتيمـاً مُعسِـرا
أَنـتَ مـا يُدريـكَ لَـو أَنبَتَّـهُ رُبَّمـا أَطلَعـتَ بَـدراً نَـيِّـرا
رُبَّمـا أَطلَعـتَ سَعـداً آخَـراً يُحكِمُ القَـولَ وَيَرقـى المِنبَـرا
رُبَّمـا أَطلَعـتَ مِنـهُ عَـبـدَهُ مَن حَمى الدينَ وَزانَ الأَزهَـرا
رُبَّمـا أَطلَعـتَ مِنـهُ شاعِـراً مِثلَ شَوقي نابِهاً بَيـنَ الـوَرى
رُبَّمـا أَطلَعـتَ مِنـهُ فارِسـاً يَدخُلُ الغيلَ عَلى أُسدِ الشَـرى
كَم طَوى البُؤسُ نُفوساً لَو رَعَت مَنبِتاً خِصبـاً لَكانَـت جَوهَـرا
كَم قَضى العُدمُ عَلـى مَوهِبَـةٍ فَتَوارَت تَحتَ أَطبـاقِ الثَـرى
كُلُّ مَـن أَحيـا يَتيمـاً ضائِعـاً حَسبُهُ مِـن رَبِّـهِ أَن يُؤجَـرا
إِنَّمـا تُحمَـدُ عُقبـى أَمــرِهِ مَن لِأُخـراهُ بِدُنيـاهُ اِشتَـرى |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:51 | |
| 10-أَيُّها الطِفلُ لا تَخَف عَنَتَ الـدَه ر وَلا تَخشَ عادِيـاتِ اللَيالـي
قَيَّضَ اللَـهُ لِلضَعيـفِ نُفوسـاً تَعشَقُ البِرَّ مِن ذَواتِ الحِجـالِ
أَي ذَواتِ الحِجالِ عِشتُنَّ لِلبِـر رِ وَدُمتُـنَّ قُــدوَةً لِلـرِجـالِ
لَم يَكونوا لِيُدرِكوا المَجدَ لَـولا كُنَّ أَو يَسلُكوا سَبيـلَ المَعالـي
بَسمَةٌ تَجعَلُ الجَبـانَ شُجاعـاً وَتُعيـدُ البَخيـلَ أَكـرَمَ نــالِ
وَعِظامُ الرِجالِ مِن كُلِّ جِنـسٍ في رِضاكُنَّ أَرخَصوا كُلَّ غالـي
راعَني مِـن نُفوسِكُـنَّ جَمـالٌ يَتَجَلّى في هالَـةٍ مِـن جَـلالِ
وَجَمالُ النُفوسِ وَالشِعـرِ وَالأَخ لاقِ عِندي أَسمى مَجالي الجَمالِ
قُمنَ عَلِّمنَنا المُـروءَةَ وَالعَـط فَ عَلـى البائِسيـنَ وَالسُـؤالِ
قُمنَ عَلِّمنَنا الحَنانَ عَلى الطِف لِ شَريـداً فَريسَـةَ المُغـتـالِ
قَـد أَجَبنـا نِداءَكُـنَّ وَجِئنـا نَسأَلُ القادِرينَ بَعـضَ النَـوالِ
لَو مَلَكنا غَيـرَ المَقـالِ لَجُدنـا إِنَّ جُهدَ المُقِلِّ حُسـنُ المَقـالِ
أَنقِذوا الطِفلَ إِنَّ في شَقوَةِ الطِف لِ شَقاءً لَنا عَلـى كُـلِّ حـالِ
إِن يَعِش بائِساً وَلَم يَطوِهِ البُـؤ سُ يَعِش نَكبَةً عَلـى الأَجيـالِ
رُبَّ بُؤسٍ يُخَبِّثُ النَفسَ حَتّـى يَطرَحُ المَرءَ في مَهاوي الضَلالِ
أَنقِـذوهُ فَرُبَّمـا كـانَ فـيـهِ مُصلِـحٌ أَو مُغامِـرٌ لا يُبالـي
رُبَّما كانَ تَحتَ طِمرَيـهِ عَـزمٌ ذو مَضاءٍ يَـدُكُّ شُـمَّ الجِبـالِ
رُبَّ سِرٍّ قَد حَلَّ جِسـمَ صَغيـرٍ وَتَأَبّى عَلـى شَديـدِ المِحـالِ
فَخِفافُ الأَفيـالِ أَرفَـقُ وَقعـاً لَو تَبَيَّنتَ مِـن دَبيـبِ النِمـالِ
شاعَ بُؤسُ الأَطفالِ وَالبُؤسُ داءٌ لَو أُتيحَ الطَبيبُ غَيـرُ عُضـالِ
أَيِّدوا كُـلَّ مَجمَـعٍ قـامَ لِلبِـر رِ بِجـاهٍ يُظِـلُّـهُ أَو بِـمـالِ
كَـم يَتيـمٍ كـادَت بِـهِ البَـأ سـاءُ لَـولا رِعايَـةُ الأَطفـالِ
وَرِجالُ الإِسعـافِ أَنبَـلُ لَـولا شَهوَةُ الحَربِ مِن رِجالِ القِتـالِ
يَسهَرونَ الدُجى لِتَخفيفِ وَيـلٍ أَو بَـلاءٍ مُصَـوَّبٍ أَو نَـكـالِ
كَم جَريحٍ لَولاهُمُ مـاتَ نَزفـاً في يَدِ الجَهلِ أَو يَـدِ الإِهمـالِ
كَم صَريعٍ مِن صَدمَةٍ أَو صَريعٍ مِن سُمـومٍ مُخَـدَّرِ الأَوصـالِ
كَم حَريقٍ قَد أَحجَمَ الناسُ فيـهِ عَن ضَحايا تَئِنُّ تَحـتَ التِـلالِ
يَتَرامَونَ في اللَهيـبِ سِراعـاً كَتَرامي القَطـا لِـوِردِ الـزُلالِ
لا لِشَيءٍ سِوى المُروءَةِ يَحلـو طَعمُها في فَمِ المَريءِ المُوالي
فَاِصنَعوا البِرَّ مُنعِمينَ وَجـودوا أَيُّها القـادِرونَ قَبـلَ السُـؤالِ
لِاِنتِشارِ العُلومِ أَو لِاِنطِـواءِ ال بُؤسِ وَالشَرِّ أَو لِتَرفيـهِ حـالِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:52 | |
| 11--أَيُّها المُصلِحونَ ضاقَ بِنا العَـي شُ وَلَم تُحسِنوا عَلَيـهِ القِيامـا
عَـزَّتِ السِلعَـةُ الذَليلَـةُ حَتّـى باتَ مَسحُ الحِذاءِ خَطباً جُسامـا
وَغَدا القوتُ في يَدِ الناسِ كَاليـا قوتِ حَتّى نَوى الفَقيرُ الصِيامـا
يَقطَـعُ اليَـومَ طاوِيـاً وَلَـدَيـهِ دونَ ريحِ القُتارِ ريـحُ الخُزامـى
وَيَخالُ الرَغيفَ في البُعـدِ بَـدراً وَيَظُـنُّ اللُحـومَ صَيـداً حَرامـا
إِن أَصابَ الرَغيفَ مِن بَعـدِ كَـدٍّ صاحَ مَن لي بِأَن أُصيبَ الإِدامـا
أَيُّها المُصلِحـونَ أَصلَحتُـمُ الأَر ضَ وَبِتُّم عَـنِ النُفـوسِ نِيامـا
أَصلِحوا أَنفُساً أَضَرَّ بِهـا الفَـق رُ وَأَحيـا بِمَوتِـهـا الآثـامـا
لَيسَ في طَوقِها الرَحيلُ وَلا الجِد دُ وَلا أَن تُـواصِـلَ الإِقـدامـا
تُؤثِرُ المَوتَ في رُبا النيلِ جوعـاً وَتَرى العارَ أَن تَعـافَ المَقامـا
وَرِجـالُ الشَـآمِ فـي كُـرَةِ الأَر ضِ يُبارونَ في المَسيرِ الغَمامـا
رَكِبوا البَحرَ جاوَزوا القُطبَ فاتوا مَوقِعَ النَيِّرَينِ خاضـوا الظَلامـا
يَمتَطونَ الخُطوبَ في طَلَبِ العَـي شِ وَيَبـرونَ لِلنِضـالِ السِهامـا
وَبَنو مِصرَ في حِمى النيلِ صَرعى يَرقُبونَ القَضـاءَ عامـاً فَعامـا
أَيُّها النيلُ كَيفَ نُمسـي عِطاشـاً في بِـلادٍ رَوَّيـتَ فيهـا الأَنامـا
يَرِدُ الواغِـلُ الغَريـبُ فَيَـروى وَبَنوكَ الكِـرامُ تَشكـو الأَوامـا
إِنَّ ليـنَ الطِبـاعِ أَورَثَنـا الـذُل لَ وَأَغرى بِنا الجُنـاةَ الطِغامـا
إِنَّ طيـبَ المُنـاخِ جَـرَّ عَلَينـا في سَبيلِ الحَيـاةِ ذاكَ الزِحامـا
أَيُّهـا المُصلِحـونَ رِفقـاً بِقَـومٍ قَيَّدَ العَجـزُ شَيخَهُـم وَالغُلامـا
وَأَغيثـوا مِـنَ الغَـلاءِ نُفوسـاً قَد تَمَنَّت مَـعَ الغَـلاءِ الحِمامـا
أَوشَكَت تَأكُلُ الهَبيدَ مِـنَ الفَـق رِ وَكادَت تَـذودُ عَنـهُ النِعامـا
فَأَعيـدوا لَنـا المُكـوسَ فَإِنّـا قَد رَأَينا المُكوسَ أَرخـى زِمامـا
ضاقَ في مِصرَ قِسمُنا فَاِعذُرونـا إِن حَسَدنا عَلى الجَـلاءِ الشَآمـا
قَد شَقينـا وَنَحـنُ كَرَّمَنـا الـلَ هُ بِعَـصـرٍ يُـكَـرِّمُ الأَنعـامـا |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:55 | |
| 12-إِلَيكُـنَّ يُهـدي النيـلُ أَلـفَ تَحِيَّـةٍ مُعَطَّـرَةٍ فـي أَسـطُـرٍ عَـطِـراتِ
وَيُثنـي عَلـى أَعمالِكُـنَّ مُوَكِّـلـي بِإِطـراءِ أَهـلِ البِـرِّ وَالحَسَـنـاتِ
أَقَمتُـنَّ بِالأَمـسِ الأَسـاسَ مُبارَكـاً وَجِئتُـنَّ يَـومَ الفَـتـحِ مُغتَبِـطـاتِ
صَنَعتُنَّ ما يُعيـي الرِجـالَ صَنيعُـهُ فَزِدتُـنَّ فـي الخَيـراتِ وَالبَرَكـاتِ
يَقولونَ نِصفُ الناسِ في الشَرقِ عاطِلٌ نِساءٌ قَضَينَ العُمـرَ فـي الحُجُـراتِ
وَهَذي بَنـاتُ النيـلِ يَعمَلـنَ لِلنُهـى وَيَغرِسـنَ غَرسـاً دانِـيَ الثَمَـراتِ
وَفي السَنَّـةِ السَـوداءِ كُنتُـنَّ قُـدوَةً لَنا حيـنَ سـالَ المَـوتُ بِالمُهُجـاتِ
وَقَفتُنَّ في وَجـهِ الخَميـسِ مُدَجَّجـاً وَكُنـتُـنَّ بِالإيـمـانِ مُعتَصِـمـاتِ
وَما هالَكُنَّ الرُمحُ وَالسَيـفُ مُصلَتـاً وَلا المِدفَعُ الرَشّـاشُ فـي الطُرُقـاتِ
تَعَلَّـمَ مِنكُـنَّ الرِجـالُ فَأَصبَـحـوا عَلى غَمَـراتِ المَـوتِ أَهـلَ ثَبـاتِ
صَفِيَّـةُ قادَتكُـنَّ لِلمَـجـدِ وَالـعُـلا كَمـا كـانَ سَعـدٌ قائِـدَ السَـرَواتِ
عَرَفنا لَها في مَجـدِ سَعـدٍ نَصيبَهـا مِنَ الحَـزمِ وَالإِقـدامِ فـي الأَزَمـاتِ
تُهَـوِّنُ لِلشَيـخِ الجَليـلِ هُجـومَـهُ عَلى الهَـولِ بِالتَشجيـعِ وَالبَسَمـاتِ
وَتَدفَعُـهُ لِلمَـوتِ وَالثَغـرُ بـاسِـمٌ وَفي صَدرِهـا نَـوءٌ مِـنَ الزَفَـراتِ
كَذا فَليَكُـن صُنـعُ الكَريـمِ وَصَبـرُهُ عَلى دَهـرِهِ وَالدَهـرُ غَيـرُ مُواتـي
لِتَحيَ الغَوانـي فـي ظِـلالِ مَليكَـةٍ سَمَت فـي مَعاليهـا عَلـى المَلِكـاتِ
وَظَـلَّ فُـؤادٌ مَفخَـرَ الشَـرقِ كُلِّـهِ كَثيـرَ الأَيـادي صـادِقَ العَـزَمـاتِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:56 | |
| 13-دَعاني رِفاقي وَالقَوافـي مَريضَـةٌ وَقَد عَقَدَت هوجُ الخُطوبِ لِسانـي
فَجِئتُ وَبي ما يَعلَمُ اللَهُ مِن أَسـىً وَمِن كَمَـدٍ قَـد شَفَّنـي وَبَرانـي
مَلِلـتُ وُقوفـي بَينَكُـم مُتَلَهِّـفـاً عَلـى راحِـلٍ فارَقتُـهُ فَشَجانـي
أَفي كُلَّ يَومٍ يَبضَعُ الحُزنُ بَضعَـةً مِنَ القَلبِ إِنّي قَـد فَقَـدتُ جَنانـي
كَفانِيَ ما لُقّيتُ مِن لَوعَـةِ الأَسـى وَما نابَنـي يَـومَ الإِمـامِ كَفانـي
تَفَرَّقَ أَحبابـي وَأَهلـي وَأَخَّـرَت يَدُ اللَهِ يَومـي فَاِنتَظَـرتُ أَوانـي
وَما لي صَديقٌ إِن عَثَـرتُ أَقالَنـي وَما لي قَريبٌ إِن قَضَيـتُ بَكانـي
أَرانِيَ قَد قَصَّرتُ في حَقِّ صُحبَتـي وَتَقصيـرُ أَمثالـي جِنايَـةُ جانـي
فَلا تَعذِروني يَـومَ فَتحـي فَإِنَّنـي لَأَعلَـمُ مـا لا يَجهَـلُ الثَـقَـلانِ
فَقَد غابَ عَنّا يَومَ غابَ وَلَـم يَكُـن لَهُ بَيـنَ هـالاتِ النَوابِـغِ ثانـي
وَفـي ذِمَّتـي لِليازِجِـيِّ وَديـعَـةٌ وَأُخـرى لِزَيـدانٍ وَقَـد سَبَقانـي
فَيا لَيتَ شِعري ما يَقولانِ في الثَرى إِذا اِلتَقَيـا يَومـاً وَقَـد ذَكَرانـي
وَقَد رَمَيا بِالطَرفِ بَيـنَ جُموعِكُـم وَلَم يَشهَدا في المَشهَدَيـنِ مَكانـي
أَيَجمُلُ بـي هَـذا العُقـوقُ وَإِنَّمـا عَلى غَيرِ هَذا العَهدِ قَـد عَرَفانـي
دَعاني وَفائي يَومَ ذاكَ فَلَـم أَكُـن ضَنيناً وَلَكِـنَّ القَريـضَ عَصانـي
وَقَد تُخرِسُ الأَحـزانُ كُـلَّ مُفَـوَّهٍ يُصَرِّفُ في الإِنشـادِ كُـلَّ عِنـانِ
أَأَنساهُما وَالعِلـمُ فَـوقَ ثَراهُمـا تَنَكَّـسَ مِـن أَعلامِـهِ عَلَـمـانِ
وَكَم فُزتُ مِن رَبِّ الهِـلالِ بِحِكمَـةٍ وَكَم زِنتُ مِن رَبِّ الضِيـاءِ بَيانـي
أَزَيـدانُ لا تَبعُـد وَتِلـكَ عُـلالَـةٌ يُنادي بِها الناعـونَ كُـلَّ حُسـانِ
لَكَ الأَثَرُ الباقـي وَإِن كُنـتَ نائِيـاً فَأَنتَ عَلـى رَغـمِ المَنِيَّـةِ دانـي
وَيا قَبرَ زَيـدانٍ طَوَيـتَ مُؤَرِّخـاً تَجَلّـى لَـهُ مـا أَضمَـرَ الفَتَيـانِ
وَعَقـلاً وَلوعـاً بِالكُنـوزِ فَـإِنَّـهُ عَلى الدُرِّ غَـوّاصٌ بِبَحـرِ عُمـانِ
وَعَزماً شَآمِيّاً لَـهُ أَينَمـا مَضـى شَبـا هِندُوانِـيٍّ وَحَـدُّ يَمـانـي
وَكَفّاً إِذا جالَت عَلى الطِرسِ جَولَـةً تَمايَـلَ إِعجابـاً بِهـا البَـلَـدانِ
أَشـادَت بِذِكـرِ الراشِديـنَ كَأَنَّمـا فَتى القُدسِ مِمّا يُنبِـتُ الحَرَمـانِ
سَأَلتُ حُمـاةَ النَثـرِ عَـدَّ خِلالِـهِ فَما لي بِما أَعيـا القَريـضَ يَـدانِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:57 | |
| 14--يا سَيِّـدي وَإِمامـي وَيا أَديـبَ الزَمـانِ
قَد عاقَني سوءُ حَظّي عَن حَفلَةِ المِهرَجـانِ
وَكُنـتُ أَوَّلَ ســاعٍ إِلى رِحابِ اِبنِ هاني
لَكِن مَرِضتُ لِنَحسي في يَومِ ذاكَ القِـرانِ
وَقَد كَفانـي عِقابـاً ما كانَ مِن حِرمانـي
حُرِمتُ رُؤيَةَ شَوقـي وَلَثـمَ تِلـكَ البَنـانِ
فَاِصفَح فَأَنتَ خَليـقٌ بِالصَفحِ عَن كُلِّ جاني
وَعِش لِعَرشِ المَعاني وَدُم لِتـاجِ البَـيـانِ
إِن فاتَني أَن أُوَفّـي بِالأَمسِ حَقَّ التَهاني
فَاِقبَلهُ مِنّـي قَضـاءً وَكُن كَريـمَ الجَنـانِ
وَاللَهُ يَقبَـلُ مِنّـا ال صَـلاةَ بَعـدَ الأَوانِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:58 | |
| 15-مَن لِيَومٍ نَحنُ فيـهِ مَـن لِغَـد ماتَ ذو العَزمَةِ وَالرَأيِ الأَسَـد
حَلَّ بِالجُمعَـةِ حُـزنٌ وَأَسـىً وَمَشى الوَجدُ إِلى يَـومِ الأَحَـد
وَبَدا شِعـري عَلـى قِرطاسِـهِ لَوعَةً سالَت عَلى دَمـعٍ جَمَـد
أَيُّها النيلُ لَقَـد جَـلَّ الأَسـى كُن مِداداً لي إِذا الدَمـعُ نَفِـد
وَاِذبُلي يا زَهرَةَ الـرَوضِ وَلا تَبسِمي لِلطَـلِّ فَالعَيـشُ نَكِـد
وَاِلزَمِ النَـوحَ أَيـا طَيـرُ وَلا تَبتَهِج بِالشَدوِ فَالشَـدوُ حَـدَد
فَلَقَـد وَلّـى فَريـدٌ وَاِنطَـوى رُكنُ مِصـرٍ وَفَتاهـا وَالسَنَـد
خالِدَ الآثـارِ لا تَخـشَ البِلـى لَيسَ يَبلى مَن لَهُ ذِكـرٌ خَلَـد
زُرتَ بَرليـنَ فَنـادى سَمتُهـا نَزَلَت شَمسُ الضُحى بُرجَ الأَسَد
وَاِختَفَت شَمسُـكَ فيهـا وَكَـذا تَختَفي في الغَربِ أَقمارُ الأَبَـد
يا غَريبَ الـدارِ وَالقَبـرِ وَيـا سَلوَةَ النيلِ إِذا ما الخَطبُ جَـد
وَحُساماً فَـلَّ حَدَّيـهِ الـرَدى وَشِهاباً ضـاءَ وَهنـاً وَخَمَـد
قُل لِصَـبِّ النيـلِ إِن لاقَيتَـهُ في جِوارِ الدائِمِ الفَردِ الصَمَـد
إِنَّ مِصراً لا تَني عَن قَصدِهـا رَغمَ ما تَلقى وَإِن طالَ الأَمَـد
جِئتُ عَنها أَحمِلُ البُشرى إِلـى أَوَّلِ البانينَ فـي هَـذا البَلَـد
فَاِستَرِح وَاِهنَأ وَنَم في غِبطَـةٍ قَد بَذَرتَ الحَبَّ وَالشَعبُ حَصَد
آثَـرَ النيـلَ عَلـى أَمـوالِـهِ وَقُــواهُ وَهَــواهُ وَالـوَلَـد
يَطلُبُ الخَيرَ لِمِصرٍ وَهـوَ فـي شِقوَةٍ أَحلى مِنَ العَيشِ الرَغَـد
ضارِبٌ في الأَرضِ يَبغي مَأرَباً كُلَّمـا قارَبَـهُ عَنـهُ اِبتَـعَـد
لَـم يَعبَـه أَن تَجَنّـى دَهـرُهُ رُبَّ جِدٍّ حادَ عَن مَجـراهُ جَـد
يَستَجِمُّ العَزمَ حَتّـى إِن بَـدَت فُرصَـةٌ شَـدَّ إِلَيهـا وَصَمَـد
فَهوَ لا يَثني عِناناً عَـن مُنـىً وَهوَ هِجّيراهُ مَـن جَـدَّ وَجَـد
فَأَياديـهِ إِذا مــا أُنـكِـرَت إِنَّمـا تُنكِرُهـا عَيـنُ الحَسَـد
فَقَدَت مِصرُ فَريداً وَهـيَ فـي مَوطِنٍ يُعوِزُهـا فيـهِ المَـدَد
فَقَدَت مِصرُ فَريداً وَهـيَ فـي لَهوَةِ المَيدانِ وَالمَـوتُ رَصَـد
فَقَـدَت مِنـهُ خَبيـراً حُــوَّلاً وَهيَ وَالأَيّـامُ فـي أَخـذٍ وَرَد
لَم يَكَـد يُمتِعُهـا الدَهـرُ بِـهِ في رُبوعِ النيلِ حَيّاً لَـم يَكَـد
لَيتَـهُ عـاشَ قَليـلاً فَـتَـرى شَعبَ مِصرٍ عَينُهُ كَيـفَ اِتَّحَـد
وَيحَ مِصرٍ بَل فَوَيحـاً لِلثَـرى إِنَّـهُ أَبلَـغُ حُـزنـاً وَأَشَــد
كَـم تَمَنّـى وَتَمَنّـى أَهـلُـهُ لَو يُوارى فيهِ ذَيّـاكَ الجَسَـد
لَهفَ نَفسي هَل بِبَرلينَ اِمـرُؤٌ فَوقَ ذاكَ القَبرِ صَلّـى وَسَجَـد
بَل بَكَت عَيـنٌ فَـرَوَّت تُربَـهُ هَل عَلى أَحجـارِهِ خَـطَّ أَحَـد
ها هُنا قَبرُ شَهيدٍ فـي هَـوى أُمَّـةٍ أَيقَظَهـا ثُــمَّ رَقَــد |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 06:59 | |
| 16-قُل لِلنَقيبِ لَقَـد زُرنـا فَضيلَتَـهُ فَذادَنـا عَنـهُ حُـرّاسٌ وَحُجّـابُ
قَد كانَ بابُـكَ مَفتوحـاً لِقاصِـدِهِ وَاليَومَ أوصِدَ دونَ القاصِدِ البـابُ
هَلّا ذَكَرتَ بِدارِ الكُتـبِ صُحبَتَنـا إِذ نَحنُ رَغمَ صُروفُ الدَهرِ أَحبابُ
لَوَ اِنَّني جِئـتُ لِلبابـا لَأَكرَمَنـي وَكانَ يُكرِمُني لَـو جِئتُـهُ البـابُ
لا تَخشَ جائِزَةً قَد جِئـتُ أَطلُبُهـا إِنّي شَريفٌ وَلِلأَشـرافِ أَحسـابُ
فَاِهنَأ بِما نِلتَ مِن فَضلٍ وَإِن قُطِعَت بَيني وَبَينَكَ بَعـدَ اليَـومِ أَسبـابُ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:00 | |
| 17-حالَ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَـنِ حائِلٌ لَو شِئتَ لَـم يَكُـنِ
أَنا وَالأَيّـامُ تَقـذِفُ بـي بَيـنَ مُشتـاقٍ وَمُفتَتِـنِ
لـي فُـؤادٌ فيـكَ تُنكِـرُهُ أَضلُعي مِن شِدَّةِ الوَهَـنِ
وَزَفيرٌ لَـو عَلِمـتَ بِـهِ خِلتَ نارَ الفُرسِ في بَدَني
يا لَقَومـي إِنَّنـي رَجُـلٌ حِرتُ في أَمري وَفي زَمَني
أَجَفـاءً أَشتَكـي وَشَقـاً إِنَّ هَذا مُنتَهـى المِحَـنِ
يا هُماماً في الزَمـانِ لَـهُ هِمَّةٌ دَقَّـت عَـنِ الفِطَـنِ
وَفَتىً لَـو حَـلَّ خاطِـرُهُ في لَيالي الدَهرِ لَم تَخُـنِ
يا أَميرَ الحَـجِّ أَنـتَ لَـهُ خَيرُ واقٍ خَيـرُ مُؤتَمَـنِ
هَزَّكَ البَيتُ الحَـرامُ لَـهُ هِـزَّةَ المُشتـاقِ لِلوَطَـنِ
فَرِحَت أَرضُ الحِجازِ بِكُـم فَرحَها بِالهاطِـلِ الهَتِـنِ
وَسَرَت بُشرى القُدومِ لَهُم بِكَ مِن مِصرٍ إِلـى عَـدَنِ |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حافظ إبراهيم 17/8/2008, 07:01 | |
| 18-الشَعبُ يَدعـو اللَـهَ يـا زَغلـولُ أَن يَستَقِـلَّ عَلـى يَدَيـكَ النـيـلُ
إِنَّ الَّـذي اِنـدَسَّ الأَثيـمُ لِقَتلِـهِ قَـد كـانَ يَحرُسُـهُ لَنـا جِبريـلُ
أَيَموتُ سَعـدٌ قَبـلَ أَن نَحيـا بِـهِ خَطبٌ عَلـى أَبنـاءِ مِصـرَ جَليـلُ
يا سَعدُ إِنَّـكَ أَنـتَ أَعظَـمُ عُـدَّةٍ ذُخِرَت لَنا نَسطـو بِهـا وَنَصـولُ
وَلَأَنتَ أَمضى نَبلَـةٍ نَرمـي بِهـا فَاِنفُـذ وَأَقصِـد فَالنِبـالُ قَلـيـلُ
النَسرُ يَطمَـعُ أَن يَصيـدَ بِأَرضِنـا سَنُريـهِ كَيـفَ يَصيـدُهُ زَغلـولُ
إِنّـا رَمَيناهُـم بِـنَـدبٍ حُــوَّلٍ عَن قَصدِ وادي النيلِ لَيسَ يَحـولُ
بِأَشَدِّنـا بَأسـاً وَأَقدَمِنـا عَـلـى خَوضِ الشَدائِدِ وَالخُطـوبُ مُثـولُ
بِفَتىً جَميعِ القَلـبِ غَيـرِ مُشَتَّـتٍ إِن مالَـتِ الأَهـرامُ لَيـسَ يَميـلُ
فاوِض وَلا تَخفِـض جَناحَـكَ ذِلَّـةً إِنَّ الـعَـدُوَّ سِـلاحَـهُ مَفـلـولُ
فاوِض وَأَنتَ عَلى المَجَرَّةِ جالِـسٌ لِمَقامِـكَ الإِعـظـامُ وَالتَبجـيـلُ
فاوِض فَخَلفَكَ أُمَّـةٌ قَـد أَقسَمَـت أَلّا تَنـامَ وَفـي الـبِـلادِ دَخـيـلُ
عُزلٌ وَلَكِن فـي الجِهـادِ ضَراغِـمٌ لا الجَيشُ يُفزِعُهـا وَلا الأُسطـولُ
أُسطولُنا الحَقُّ الصُراحُ وَجَيشُنا ال حُجَجُ الفِصـاحُ وَحَربُنـا التَدليـلُ
ما الحَربُ تُذكيهـا قَنـاً وَصَـوارِمٌ كَالحَـربِ تُذكيهـا نُهـىً وَعُقـولُ
خُضهـا هُنالِـكَ بِاليَقيـنِ مُدَرَّعـاً وَاللَـهُ بِالنَصـرِ المُبيـنِ كَفـيـلُ
أَزَعيمُهُم شاكـي السِـلاحِ مُدَجَّـجٌ وَزَعيمُنـا فـي كَـفِّـهِ مِنـديـلُ
وَكَذَلِـكَ المِنديـلُ أَبلَـغُ ضَـربَـةً مِن صـارِمٍ فـي حَـدِّهِ التَضليـلُ
لَكَ وَقفَةٌ في الشَرقِ تَعرِفُها العُـلا وَيَحُفُّـهـا التَكبـيـرُ وَالتَهلـيـلُ
زَلزِل بِها في الغَـربِ كُـلَّ مُكابِـرٍ لِيَرى وَيَعلَـمَ مـا حَـواهُ الغيـلُ
لا تَقـرَبِ التاميـزَ وَاِحـذَر وِردَهُ مَهمـا بَـدا لَـكَ أَنَّـهُ مَعـسـولُ
الكَيـدُ مَمـزوجٌ بِأَصفـى مـائِـهِ وَالخَتـلُ فيـهِ مُـذَوَّبٌ مَصـقـولُ
كَم وارِدٍ يـا سَعـدُ قَبلَـكَ مـاءَهُ قَد عادَ عَنهُ وَفـي الفُـؤادِ غَليـلُ
القَومُ قَد مَلَكـوا عِنـانَ زَمانِهِـم وَلَهُـم رِوايـاتٌ بِـهِ وَفُـصـولُ
وَلَهُـم أَحابيـلٌ إِذا أَلقَـوا بِـهـا قَنَصوا النُهـى فَأَسيرُهُـم مَخبـولُ
فَاِحذَر سِياسَتَهُم وَكُن فـي يَقظَـةٍ سَعـدِيَّـةٍ إِنَّ السِيـاسَـةَ غــولُ
إِن مَثَّلـوا فَـدَعِ الخَيـالَ فَإِنَّـمـا عِنـدَ الحَقيقَـةِ يَسقُـطُ التَمثـيـلُ
الشِبرُ في عُرفِ السِياسَـةِ فَرسَـخٌ وَاليَومُ في فَلَـكِ السِياسَـةِ جيـلُ
وَلِكُلِّ لَفظٍ فـي المَعاجِـمِ عِندَهُـم مَعنـىً يُـقـالُ بِـأَنَّـهُ مَعـقـولُ
نَصَلَت سِياسَتُهُم وَحـالَ صِباغُهـا وَلِكُـلِّ كاذِبَـةِ الخِضـابِ نُصـولُ
جَمَعوا عَقاقيـرَ الدَهـاءِ وَرَكَّبـوا مـا رَكَّبـوهُ وَعِنـدَكَ التَحلـيـلُ
يا سَعـدُ أَنـتَ زَعيمُنـا وَوَكيلُنـا وَعَلَيـكَ عِنـدَ مَليكِنـا التَعـويـلُ
فَاِدفَع وَناضِل عَـن مَطالِـبِ أُمَّـةٍ يا سَعـدُ أَنـتَ أَمامَهـا مَسئـولُ
النيـلُ مَنبَعُـهُ لَـنـا وَمَصَـبُّـهُ ما إِن لَـهُ عَـن أَرضِهـا تَحويـلُ
وَثِقَت بِكَ الثِقَةَ الَّتـي لَـم يَنفَـرِج لِلرَيـبِ فيهـا وَالشُكـوكِ سَبيـلُ
جَعَلَت مَكانَكَ فـي القُلـوبِ مَحَبَّـةً أَو بَعـدَ ذاكَ عَلـى الـوَلاءِ دَليـلُ
كادَت تُجَنُّ وَقَد جُرِحـتَ وَخانَهـا صَبرٌ عَلى حَملِ الخُطـوبِ جَميـلُ
لَـم يَبـقَ فيهـا ناطِـقٌ إِلّا دَعـا لَـكَ رَبَّــهُ وَدُعــاؤُهُ مَقـبـولُ
يا سَعدُ كادَ العيـدُ يُصبِـحُ مَأتَمـاً الدَمعُ فيـهِ أَسـىً عَلَيـكَ يَسيـلُ
لَولا دِفاعُ اللَـهِ لَاِنطَـوَتِ المُنـى عِندَ اِنطِوائِـكَ وَاِنقَضـى التَأميـلُ
شَلَّت أَنامِـلُ مَـن رَمـى فَلِكَفِّـهِ حَـزُّ المُـدى وَلِكَفِّـكَ التَقبـيـلُ
هَذا وِسامُكَ فَوقَ صَدرِكَ مـا لَـهُ مِن بَيـنِ أَوسِمَـةِ الفَخـارِ مَثيـلُ
حَلَّيتَـهُ بِــدَمٍ زَكِــيٍّ طـاهِـرٍ في حُبِّ مِصـرَ مَصونُـهُ مَبـذولُ
في كُـلِّ عَصـرٍ لِلجُنـاةِ جَريـرَةٌ لَيسَت عَلـى مَـرِّ الزَمـانِ تَـزولُ
جاروا عَلى الفاروقِ أَعدَلَ مَن قَضى فينـا وَزَكّـى رَأيَــهُ التَنـزيـلُ
وَعَلى عَلِـيٍّ وَهـوَ أَطهَرُنـا فَمـاً وَيَـداً وَسَيـفُ نَبِيِّنـا المَسـلـولُ
قِف يا خَطيبَ الشَرقِ جَدِّد عَهدَنـا قَبـلَ الرَحيـلِ لِيُقطَـعَ التَـأويـلُ
فاوِض فَإِن أَوجَستَ شَرّاً فَاِعتَـزِم وَاِقطَع فَحَبلُـكَ بِالهُـدى مَوصـولُ
وَاِرجِـع إِلَينـا بِالكَرامَـةِ كاسِيـاً وَعَلَيـكَ مِـن زَهَراتِهـا إِكلـيـلُ
إِنّـا سَنَعمَـلُ لِلخَـلاصِ وَلا نَنـي وَاللَـهُ يَقضـي بَينَـنـا وَيُـديـلُ
كَم دَولَةٍ شَهِـدَ الصَبـاحُ جَلالَهـا وَأَتى عَلَيهـا اللَيـلُ وَهـيَ فُلـولُ
وَقُصورِ قَومٍ زاهِراتٍ فـي الدُجـى طَلَعَت عَلَيها الشَمسُ وَهيَ طُلـولُ
يا أَيُّهـا النَـشءُ الكِـرامُ تَحِيَّـةً كَالرَوضِ قَد خَطَرَت عَلَيـهِ قَبـولُ
يا زَهرَ مِصـرَ وَزَينَهـا وَحُماتَهـا مَدحي لَكُم بَعـدَ الرَئيـسِ فُضـولُ
جُدتُم لَها بِالنَفسِ فـي وَردِ الصِبـا وَالـوَردُ لَـم يُنظَـر إِلَيـهِ ذُبـولُ
كَم مِن سَجيـنٍ دونَهـا وَمُجاهِـدٍ دَمُـهُ عَلـى عَرَصاتِهـا مَطلـولُ
سيروا عَلى سَنَنِ الرَئيسِ وَحَقِّقـوا أَمَـلَ البِـلادَ فَكُلُّـكُـم مَـأمـولُ
أَنتُم رِجالُ غَـدٍ وَقَـد أَوفـى غَـدٌ فَاِستَقبِلـوهُ وَحَجِّلـوهُ وَطـولـوا |
|
| |
|