دور المبدع _في خلق _النص الادبي

دور المبدع أثناء عملية خلق النص الأدبي
لنتأمل بداية هذا النص الذي يصف فيه (
نيكوس كازنتراكي )
التجربة الشعورية التي اعترته أثناء إحساسه المبدئي
برواية ( ذائعة الصيت)

((( بدأت أسطورة زوربا تتبلور
في داخلي...كانت في البداية اثاره موسيقيه
إيقاعا جديدا وكأنما الدم قد صار يدور
بسرعة أكبر في وتيني
...أحسست بالحمى والدوار...وبمزيج من الغبطة والغيظ يصعب
فصلهما...
وكأنما جسما غريبا غير مرغوب فيه قد دخل دورتي الدموية
واستثيرت
عضويتي كلها من اجل أن تهجم وتطرده
لكن الجسم الغريب كان يقاوم ويستعطف ويمد
جذوره
وهو يتمسك بعضو ثم بااخر غير راغب في الرحيل
....لقد صار بذرة ...حبه
قاسيه من القمح...
بدأت وكأنها تحس بأن السنابل والارغفه المسجونة فيها في
خطر.....
ولذا تكافح كفاحا يائسا لكي تحافظ على نفسها وعليها من الفناء
))

؟؟؟

الكائن الذي جأر في أحشاء كاتبنا كحبة
القمح التي مسخ في صورتها لا يعدو ان يكون أداة
مجازيه عبر بها عن مدى كثافة
الأشجان التي عصفت به
وقد استطاع ( كازنتزاكي ) ان يصور لنا السبيل الذي اتخذة
الشجن والطريقة التي مارس بها التجربة الشعورية التي ستفضي في المطاف النهائي إلى
خلق عمل أدبي مبدع.

المرحلةالثانيه
:

التي يحدثنا عنها ( كازنتزاكي)
هي مرحلة المقاومه العظويه لذلك
الكائن الخرافي التي قام بغية الخلاص منه
(( خرجت وتمشيت ساعات في
الحقول....سبحت في البحر وعدت الى كنوسوس مرة أخرى.
ومثل الحصان الذي يهز نفسه
ويجاهد للتخلص من نعرة نهمه حطت عليه...رحت أهز نفسي وارفس ولكن عبثا كانت البذرة
مستمرة في مد جذورها الجديدة ))

؟؟؟؟؟

يستمر
الكاتب هنا في ترسيخ وهم الاقتحام العضوي عبرتوكيده هذة المره
على فعل المقاومة
الجسدية..
ومن ذلك نلاحظ الظفر الذي حققته الفكرة بااستحواذها الكامل
عليه
وبنفس القدر نلاحظ اذعانه الكامل لسطوتها
واصالة المبدع تكمن في
....استسلامه لما يستحوذ عليه من هواجس بمجرد إحساسه أنها جديرة بعناء
البوح
والاستسلام هنا ليس هزيمة بل مجازفة مع الشجن لتحويله إلى فكرة
مصاغه

المرحلة الثالثة:

التي يتحدث عنها كازنتزاكي هي مرحلة تجسيد الشجن
ولفظته

(( بدأت الكلمات والإيقاعات والتشبيهات
فورا بالدوران
حول البذرة الداخليه
للاحاطه بها وتغذيتها مثل جنين
...في اليل لم اكن
اجدالشجاعه.. للتوجه الى السرير
وفي هداة الليل المهيبة ....كنت أصغي إليها
باهتمام
وهي تقرض ..وتقرض ..أوراق سويداء قلبي ...مثل دودة الحرير
الى أن
كان... أخير ذات يوم
لم اعد.. أستطيع المقاومة...
لقد عرفت.. ومنذ
سنوات
ان الطريقة الوحيدة ..لتخليصي من الالم الشديد او الغبطة الشديدة ولا
استعادة حريتي
هي أن اسحر ..هذاالالم ..او هذا الفرح ..بفتنة الكلمات السحرية))

موضوع رائع

ووجبة أدبية دسمة

بارك الله فيك أستاذ الوتر

وجعلها الله فى ميزان حسناتك

» الغموض في النص الأدبي
» (النص بين فكر كاتبه ووعي قارئه)
» أنثى العقرب ينشق ظهرها لأيام حتى تلد صغارها ... سبحان الخالق المبدع
» تحليل النص الأدبى
» تحليل النص الأدبي