|
يَا عَيْنِ بَكِّي عِنْدَ كُـلَّ صَبَـاحِ جُودِي بِأرْبَعَةٍ عَلَـى الجَـرَّاحِ
|
قَدْ كُنْتَ لِي جَبَلاً ألُـوذُ بِظِلِّـهِ فَتَرَكْتَنِي أضْحَى بِأجْرَدَ ضَـاحِ
|
قَدْ كُنْتُ ذَاتَ حَمِيَّةٍ مَا عِشْتَ لِي أمْشِي البَرَازَ وَكُنْتَ أنْتَ جَنَاحِي
|
فَالْيَوْمَ أخْضَعُ لِلذَّلِيِـلِ وَأتَّقِـي مِنْهُ وَأدْفَـعُ ظَالِمِـي بِالـرَّاحِ
|
وَأغُضُّ مِنْ بَصَرِي وَأعْلَمُ أنَّهُ قَدْ بَانَ حَدُّ فَوَارِسِي وَرِمَاحِـي
|
وَإذَا دَعَتْ قُمْرِيَّةٌ شَجَنـاً لَهَـا يَوْماً عَلَى فَنَنٍ دَعَوْتُ صَبَاحِي
|
|
(47)
{ قتيلة بنت الحرث }
هي أخت النضر بن الحرث
بن كلدة الداري النصراني ، كان
أبوها طبيب العرب ، وطبيب المصطفى
صلى الله عليه وآله وسلم ، وحارب النضر
أخوها في يوم بدر مع قريش فأسر ثم أمر
الرسول بقتله فقتل ، قال التبريزي : كان
الرسول تأذَّى بِهِ فقتله صبراً ، وكان
من جملة أذاه أنه كان يقرأ الكتب
في أخبار العجم على العرب
ويقول : محمد يأتيكم بأخبار عاد
وثمود ، وأنا منبئكم بأخبار الأكاسرة
والقياصرة ، يريد بذلك القدح بنبوَّتهِ صلى
الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليما كثيرا ، وقال ابن العباس في قول القرآن
:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ
بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }لقمان6
وقد نزلت في النضر بن الحارث وكان يشتري كتب
الأعاجم من فارس والروم وكتب أهل الحيرة
فيحدث بها أهل مكة ، وإذا سمع القرآن
أعرض عنه واستهزأ به ، فلما أسر
يوم بدر أمر الرسول عليّاً أن
يضرب عنقه ، وعنق عقبة
بن أبي معيط صبراً فقتلا ، فقالت
أخت النضر قتيلة بنت الحرث ترثي أخاها
وفي بعض الروايات أنها أتت إلى الرسول الكريم
فأنشدته الأبيات الآتية فرقَّ لها الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم وبكى ، وقال لها لو جئتني من قبل لعفوت عنه ،
ثم قال : لا تقتل قريش صبراً بعد هذا ، والأبيات رواها
كثيرون وشرحها شارح الحماسة .
( من الكامل )
|
أبْكِيكَ لاَ لِلنَّعِيْـمِ وَالأنْـسِ بَلْ لِلْمَعَالِي وَالرُّمْحِ والفَرَشِ
|
أبْكِي عَلَى سَيِّدٍ فُجِعْتُ بِـهِ أرْمَلَنِي قَبْلَ لَيْلَـةِ العُـرْسِ
|
يَا فَارِساً بِالعَـرَاءِ مُطَّرِحـاً خَانَتْهُ قُوَّادُهُ مَـعَ الحَـرَسِ
|
مَنْ لِلحُرُوبِ الَّتِي تَكُونُ بِهَا إنْ أضْرِمَتْ نَارُهَا بِلاَ قَبَسِ
|
مَنْ لِليَتَامَى إذَا هُمُ سَغِبُـوا وَكُلِّ عَانٍ وَكُـلِّ مُحْتَبَـسِ
|
أمْ مَنْ لِبِرٍّ أمْ مَـنْ لِفَائِـدَةٍ أمْ مَنْ لِذِكْرِ الإلَهِ فِي الغَلَسِ
|
|
(49)
{ مَحْبُوبَة }
قال صاحب الأغاني :
كانت مولَّدةً من مولدات
البصرة شاعرة مطبوعة ملكها
المتوكل وهي بكر أهداها له عبد الله
ابن طاهر ، وبقيت بعده مدّة وكانت تغنِّي
غناءً ليس بالفاخر البارع ، ولما قتل جعفر
المتوكل تفرّق جواريه ، فصار عدَّة منهن
إلى وصيف التركي وأخذ محبوبة فيمن
أخذ ، فأصبح يوماً وأمر بإحضار
جواري المتوكل فأُحضِرنَ
عليهن الثياب الملوّنة
والمذهّبة والحلي
إلاَّ محبوبة فإنّها جاءت
مرهاء متسلبة عليها ثياب بياض
غير فاخرة حزنا على المتوكل فغنَّى
الجواري جميعاً وطرب وصيف وشرب
ثم قال لها : يا محبوبة غنِّي فأخذت العود
وغنّت وهي تبكي وتقول في رثاء المتوكل .
( من مجزوء الخفيف )