عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: صورة الرجل في روايات قماشة العليان 1/3/2010, 11:17 | |
| صورة الرجل في روايات قماشة العليان تركي بن منصور التركي تمثل الرواية إحدى أبرز الفنون الأدبية التي شاعت وانتشرت في عصرنا الحديث، حيث كان للاتصال الحضاري بين الثقافة العربية والثقافة الغربية دورا في هذا النمو والتطور الذي طرأ على الرواية العربية، وكانت الحملة الفرنسية على مصر بداية أولى لهذا التأثر، حتى برز في أدبينا العربي مجموعة كبيرة من الروائيين البارعين لعل تتويج الكاتب نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب لمسة تبين هذا الطريق الذي تبوأته الرواية العربية. الرواية في المملكة كانت متأثرة في بداياتها بالبدايات العربية المتنوعة، وحاكتها في عدد كبير منها، ولعل باكورة الرواية في المملكة والمتمثلة في (ثمن التضحية) لحامد دمنهوري وما تبعها من روايات لأحمد باكثير لهي إشارات لبداية الكتابة الروائية في المملكة، وذيوعها في العقدين الأخيرين وبروز عدد من الروائيين المبدعين. والقاصة قماشة العليان إحدى اللواتي تسنت هرم كتابة القصة القصيرة والرواية في المملكة في السنوات الأخيرة، وبرزت بشكل ملفت من خلال جهد روائي ملفت ورائع إذا أخذنا الأبعاد الزمانية لإنتاجه، ولعل حصول روايتها (عيون على السماء) على الجائزة الأولى في الرواية لجائزة أبها لعام 1418هـ، تتويج مستحق لجهود الكاتبة في هذا المجال الحيوي الهام من فنون أدبنا العربي. والكاتبة قماشة العليان تعتبر حاليا أحد أبرز كتاب الرواية في المملكة، خاصة مع قلة المبدعين في هذا المجال، تتميز لغة قماشة العليان بالسهولة والوضوح، والبعد عن التعقيدات اللفظية أو اختيار المفردات الصعبة على ذهن المتلقي العادي، ويساهم هذا باندفاع القارئ نحو النص الروائي بنفس متساو ورغبة كبرى في إكمال القراءة حتى النهاية. الموضوع الذي تدور حوله بعض روايات القاصة قماشة العليان، هو النسق الاجتماعي من خلال تصوير لواقع الحياة من خلال عدد من العلاقات الإنسانية، التي تربط أبناء الأسرة الواحدة، كذلك يبدو محاكاة الكاتبة لعدد من القضايا التي يمارسها المجتمع متأثرا لدرجة واضحة، كقضايا التعدد في الزواج، أو زواج كبار السن من الصغيرات، وظلم الآباء للأبناء والزوجات، وغيرها من صور عدة تنقلنا لبعض تفاصيل المجتمع الذي نعيش فيه. هذه الصورة الكبرى للمجتمع لاتخلو من بعض السلبيات والأحكام المسبقة والدائمة لدى القاصة، فمما قرأت في بعض رواياتها، وجدتها دائما تحاكم الرجل، وتضعه في قفص الاتهام إزاء أفعال لاتبدو بذات القدر من العنف أو الهم الكبير، وصورة الرجل لدى قماشة العليان في غالبها ليست ناصعة، بل هو الأب القاسي الذي يتسبب في تعريض ابنه للانتحار مرات بسبب قسوته وسوء تربيته ورفضه التعاون في علاجه (بكاء تحت المطر) وهو أيضا الأب اللعوب الذي يتسبب في وفاة زوجته وعدم اكتراثه بوفاة ابنته، ويدفع ابنته الأخرى للزواج بشيخ طاعن في السن، وهو أيضا الشاب العابث الذي يصاب بمرض الإيدز نتيجة علاقاته المحرمة، وهو ابن الشيخ الكبير الذي يطرد زوجة أبيه ويحرمها من حقوقها (بيت من زجاج) وهو أيضا الأب الذي يدفع ابنته لتكون زوجة أخرى لرجل آخر بسبب ثراءه، والرجل المزواج الذي يترك زوجته وأبنائه( عيون على السماء) ... وغيرها من الصور التي كانت تحاكم الرجل رغم أن بعض الأفعال قد تكون واقعية ولاتستحق أن ينظر لمرتكبها نظرة خاطئة، كزواج الأب بعد رحيل زوجته بشهرين، وغيرها، هذه النظرة للرجل والتي لمستها بوضوح من خلال قراءاتي القليلة لروايات الكاتبة قماشة العليان، قد تكون نتيجة للصورة الماثلة في بعض الحالات التي يشهدها المجتمع هنا وهناك، من تعسف في طباع الرجل ، وقسوة في تعامله مع المرأة، ولكنها تظل صورة غير غالبة بمعنى أن تبقى صور أخرى ناصعة للرجل لم تبرز لنا من خلال قصص الكاتبة قماشة العليان، وربما أن الصوت الذي تدير به الأخت قماشة قصصها غالبا وهو صوت (المرأة) دور في هذه الأحكام الجائرة تجاه الرجل، فهي تدير قصصها بصوت وحس وشعور أنثوي غالبا، الطبيبة في (بكاء تحت السماء) ومنى ( بيت من زجاج) وهدى (عيون على السماء)، حتى أنها في بعض القصص كانت تحرمنا من معرفة المشاعر التي تضطرم في نفس (الآخر) من خلال المعاناة التي يعيشها، ففي (بكاء تحت السماء) لم نسمع صوت (خالد) المريض.. ولم نعرف كنه مشاعره تجاه الطبيبة، وفي (بيت من زجاج) كذلك لم نعرف الشعور الداخلي من خلال صوت الشاب (وليد) المريض بالإيدز، ربما أن الإحساس بالأنثى بحكم الجنس أقوى لدى الكاتبة، لكن هذا لايمنع من الدخول في قلوب وعقول الشخصيات الأخرى لتمنح القصة بعدا أشمل. هذا الرأي لايعني أن هناك خللا فنيا في الكتابة القصصية، بالعكس فقد استمتعت كثيرا بقراءة ذلك النتاج الذي يفخر به أي متابع لأدبنا المحلي، يغلف ذلك الإعجاب، الإبداع الأسلوبي المغلف برومانسية ناعمة من لدن الكاتبة قماشة العليان تجعل القارئ يتفاعل عاطفيا وشعوريا مع شخصيات القصة. هنيئا لأدبنا المحلي بمثل هذا التميز الروائي، من خلال الكاتبة قماشة العليان.. الكلية التقنية في بريدة نشر بتاريخ 03-02-2007 |
|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10158 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| |