الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 قراءة نقدية لرواية القلق السري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هويدا رأفت الجندى
مراقب عام
مراقب عام
هويدا رأفت الجندى

انثى
عدد الرسائل : 4821
قراءة نقدية لرواية القلق السري 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : قراءة نقدية لرواية القلق السري 111010
العمل : قراءة نقدية لرواية القلق السري Collec10
الحالة : قراءة نقدية لرواية القلق السري 2210
نقاط : 10157
ترشيحات : 11
الأوســــــــــمة : قراءة نقدية لرواية القلق السري 1111110

قراءة نقدية لرواية القلق السري Empty
مُساهمةموضوع: قراءة نقدية لرواية القلق السري   قراءة نقدية لرواية القلق السري I_icon_minitime27/11/2009, 05:53

فوزية رشيد في روايتها (( قلق سري ))
قنبلة الأسئلة الموقوتة


قراءة نقدية : محمود رمضان الطهطاوي


في روايتها الجديدة (( القلق السري )) الصادرة في القاهرة عن روايات الهلال عام 2000م ، تغوص الكاتبة البحرينية فوزية رشيد في دواخل المرأة بجرأة ملفتة للانتباه ، فترصد قلقها السري وتكشف عذاباتها وصراعاتها الداخلية ، ولكن من خلال طرح إشكالي يثور مسلمات الواقع
شكل جديد ومغاير لكل طرح لفن الحكي ، تطرحه الكاتبة البحرنية (( فوزية رشيد )) في روايتها (( القلق السري )) والتي تحمل عنوانًا فرعيًا ( من عذابات شهر زاد ) يفتح بعض مسامات نسيج هذه الرواية التي تمزج فيها الواقع بالأسطورة ، مجسدة عذابات شهر زاد وقلقها السري ، في قالب سريالي ، وكأن البطلة قابضة على الجمر في رحلة هروبها من ذاتها ، من كل ما يحيط بها من حصار الأعراف والتقاليد الصارمة والمقيدة في محاولة طرح ما يقلقها ، ما يعذبها من الداخل ، تصارع الروح والجسد ، تقف على أعتاب التقاليد الصارمة والمقيدة في محاولة للخروج منها ز
تقسم الكاتبة روايتها إلى قسمين ، القسم الأول تطرح فيه واقع البطلة وما يعتريها من صراع داخلي ورفضها لواقعها ، وقد نجحت في إبراز حالة البطلة النفسية ، مجسدة كل ما يدور حولها من قلق ، وفي الجزء الثاني تجسد لنا رحلة فرار البطلة من هذا الواقع الذي ترفضه ، وتنقلنا معها في ترحالات متعددة تكشف صدامها مع أنماط مختلفة من البشر من خلال ما تراه من تقاليد وعادات وقيم ، مجسدة بذلك تمردها الدائم وتوترها التوغل ، وتفاعلها مع ما تراه ، في لغة تقرب من الشعر في كثير من الأحيان ترمز ولا تشي ن تضع غلالة رقيقة أحيانًا وسميكة تارة أخرى ، ومرة تقفز كالحكيمة المجربة طارحة رؤية استشرافية .
لقد استطاعت الكاتبة في هذه الرواية بشكل مغاير وجديد ، أن تقدم لنا شهر زاد في رحلتها الماتعة مع ذاتها لنتعرف على قلقها وعذاباتها وصراعاتها ، شهر زاد هنا تختلف عن شهر زاد ألف ليلة وليلة ، لأنها هنا تحكي عن عوالمها هي ، عن تجربتها هي ، عن هروبها من واقعها ، من ذاتها ، انفصامها ، انفصام الروح عن الجسد ، تطرح نزواتها ونزقها ، تصارع قيودها التي كبلها بها مجتمعها ، تحاول الخروج من شرقيتها المكبلة ، وكما يقول الناشر : (( هناك تداخلات عديدة تشتبك مع الوجود الإنساني في علاقته مع الذات والوجود ، والمرأة تحديداً تعيش صورة الوهم المرسوم لها وعنها أكثر مما تعيش حقيقتها وإمكانياتها ، في ذلك الوهم تتداخل الأسطورة والموروث .. الخرافة والتاريخ ، في لعبة سريالية مغلفة بالعبث الجميل ، في هذه الرواية تتحول غرائبية ألف ليلة وليلة إلى لغة سرية وارتحالات مختلفة ضمن عوالم غريبة في كل مرة يأخذ الارتحال شكلاً آخر في تماس عميق في البحث المضني عن العلاقة بالذات ، علاقة نفسية وفلسفية متداخلة تؤصل لرؤية مغايرة ومختلفة في سرد حداثي عميق وتقنية روائية عالية ن هي من الروايات التي لا تدرك إلا حين تقرا لتفتح باب الأسئلة على مصراعيه )) .
الحدوتة
بعد فض اشتباك السرد المتشابك ، والتعمق في أحداث الرواية ، وفك طلاسم الحدوتة ، تعثر على مجمل الحكاية التي تتلخص في شهر زاد الأنثى الرافضة لما يدور حولها والتي تتقوقع داخل ذاتها ، وعندما تصدم بواقعها وما يدور حولها ، ترفضه ، تهرب ، تفضل الترحال ، إلى عوالم مغايرة تعايشها وتتفاعل معها ، وفي النهاية تعود لتجد الأهل قد استنكروا خروجها على تقاليدهم وقرروا حرقها أمام الجميع .
ذلك المجمل ، أما ما يحمله الباطن ، وما تفرزه الرواية ، وما تتكئ عليه الرواية فغزير ومتعدد ومتناقض ، إنه الصراع بكل مافيه من انفصام الشخصية التي تتصارع مع الجسد ومتطلباته ، والروح وسموقها .
خلال ارتحالات البطلة توقعنا الكاتبة في حيرة ، هل هروب البطلة من ذاتها ، من مجتمعها ، وارتحالاتها المتعددة إلى عوالم أخرى للتمرد فقط على الواقع ، أم محاولة لاكتشاف ذاتها وتحريرها ؟ هل هذا الهروب من الشرق إلى الغرب التي تتعاطف معه تارة , وتنكره تارة ، هو محاولة لإيجاد معادلة وسطى ؟. ثم ماذا اكسبتها تلك الترحالات إلى العوالم المختلفة ، هل أمدتها بتلك القوة الخارقة للتحول إلى طيف ، ينفصم عن الجسد الذي يحترق أمام الجميع ؟ .
هل كل كاحدث لها كان مجرد حلم إثر صدمة كما ذكرت الكاتبة في السطور الأخيرةة للرواية ، إذ أفضت بأن البطلة كانت في غيبوبة ، إثر ارتطامها بصخرة أم أن ذلك مجرد تبرير لما قدمته لنا من مزيج هلامي ، وعالم سريالي ، وتداخلات قد لا تحدث إلا في الحلم .
الرواية تحتمل الكثير وتطرح العديد من التساؤلات ، وقد نجحت الكاتبة في إدهاشنا ، وإدخالنا عالم البطلة المتمردة ، مازجة المعقول باللامعقول.
تمرد
منذ البداية تكشف الرواية عن الصراع بين الرجل والمرأة حيث (( النساء في كل الأحوال ثكالى اللاتي أحببن أو اللاتي عشن بلا زواج ، والرجال ، يالهم من كائنات غريبة ومكشوفة ، لاشيء سوى أنانية ممجوجة وسطوة يدوخون وراءها وفيها ، لو كانوا غير ذلك لأصلحوا هذا الكون الفاسد بسيادتهم وقلوا من تبجحات سموهم أو العشق الذي لا يعرفون عنه شيئاً ، هذه المخلوقات لا يليق بها سوى ما أكنه لها من ازدراء )) .
وتصرح شهر زاد لجدتها كاتم أسرارها والمتعاطف معها : (( ببساطة أني لا أريد أ أقترن برجل يقدم لي العلف كل صباح وتضيف : (( أريد أن أخرج من متاهة انتظار الآخر وتعليق أحلامي عليه .. كأنني مجرد صندوق في هذا البيت ينتظر نقله إلى بيت آخر )) .
إنها تتمرد على واقعها بكل مافيه ، تفرض أن تكون شهر زاد التي تغلبت على روح الجلاد صراحة : (( أنا لا أرغب في أن أبني عالمي كما أشاء .. أن تنتشي روحي كما أشعر بنبضها .. إنني بحاجة إلى معرفة آخرين ولكن أولئك الآخرون الذين يشعرون ويفكرون مثلي ولا أجدهم هنا )) .
ويصل تمردها أوجه عندما ترسم صورة الرجل المرتبط بأكثر من امرأة ( لم تستطع أن تتبين وجه أية واحدة منهن ، حتى بعد مرور سنوات طويلة ، والهياكل المشروخة لا يند عنها أي نثار ، حوريات مسحورات بجسارة الحظوة التي يتمتع بها رجلهن المشترك ، يقين ثابت أن ذلك حق قدسي اكتسبته من السماء قبل وجودهن )) .
ويصل تحديها وتمردها مداه وهي تقول : (( أيخطر في بال أن يشاركك أحد جسدي وبشكل مشروع ومقنن ، هذا إذا شطح بنا الخيال مثلاً كالأزمة الغابر مثلما يقولون )) .
وفي الجزء الثاني نصطدم بشهر زاد وقد انقسمت إلى نصفين ، بل إلى شخصين ، شخص يخضع لكل متطلبات الجسد ، ويلبي نداء الطبيعة ، وشخص آخر مغاير تماماً يبحث عن روحه عن لحظة سموق وسمو ، ويتصارع الضدان المتناقضان ليظهر لنا قدرة الكاتبة على صنع هذا الصدام .
هروب
وتستمر شهر زاد في محاولتها للتمرد فتهرب من لحظة الانفصام إلى عوالم أخرى باحثة عنها وفيها عن ذاتها ، فترحل إلى الغرب ، أو (( خط الجليد )) كما تذكر ، لتقدم لنا صورة (( كاترينا )) رمز للمرأة الغربية بكل ماتحمله من حرية ، وضياع ، وتشتت وخواء وتمزق روحي ، وتنجح الكاتبة في تصوير هذه الحياة بلغة رامزة لا مصرحة .
تتساءل شهر زاد المتابعة لكاترينا (( هل تمزقها لمجرد البحث عن سكينة داخلية لم تصل إليها ؟ )) وتؤكد: (( اني لن أكون قادرة قط على أن أكون في موقعها العبثي ، رغم إدراكي ويقيني بعبثية كل ما حولنا ، لا لسبب إلا تردد داخلي ، وذعر يسيطر حين أفكر في إمكانية أن أجسد القلق بالشكل الذي يحاصرني به وتحاصرني هواجسه ، دون خوف من حكم الآخر أو توقف أمامه ، حين يكون ذلك الآخر ، هو كل الآخرين معاً )) .
رغم تمرد شهر زاد وهروبها من واقعها ، من مجتمعها ، إلا أنها لا تنجرف ، بل ترفض كلياً ما تفعله كاترينا وإن تعاطفت معها لأنها ممزقة مثلها .
وبعد :
باسلوب روائي جديد ومغاير ، ولغة شاعرية ، تتشابك مع الشكل السريالي ، استطاعت فوزية رشيد أن ترسم لنا بعضاً من القلق السري لشهر زاد ، المرأة الرمز ، إنها شهر زاد الجديدة الرافضة ، المتمردة ، وكما تقول : (( أنا كامرأة أعيش ضعفي بشكل اعتيادي إنما قوتي وهي التي يجب أن اداريها حتى أرضيكم معشر الرجال وهذا عكس ما يحدث لكم )) .
إن هذه التجربة الروائية العبثية الناهلة من الواقعية المتسربلة بالأسطورة ، النازحة إلى الحلم ، تعتبر إضافة جديدة لعالم الرواية بكل نزقها وخروجها ، لقد استطاعت الكاتبة أن تنقلنا إلى عاوالم ألف ليلة بمستوى سردي رفيع ، وشكل حداثي مغاير ، فالراوية هنا ( شهر زاد ) المتمردة ، لا الحكاءة ، شهر زاد الرافضة لا الخاضعة المسيسة ، شهر زاد الهاربة ، المنطلقة ، لا المقيدة المكبلة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رأفت الجندى
المدير الإداري
المدير الإداري
رأفت الجندى

ذكر
العمر : 65
عدد الرسائل : 9511
قراءة نقدية لرواية القلق السري 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين : قراءة نقدية لرواية القلق السري 111010
العمل : قراءة نقدية لرواية القلق السري Profes10
الحالة : قراءة نقدية لرواية القلق السري S3eed10
نقاط : 13232
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : قراءة نقدية لرواية القلق السري Awfeaa10

قراءة نقدية لرواية القلق السري Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية لرواية القلق السري   قراءة نقدية لرواية القلق السري I_icon_minitime3/2/2010, 08:56

سلمت يداك دائما على ما تقدمه من موضوعات رائعة وجميلة

لك منى كل التحية والتقدير وأجمل وأرق الدعوات المباركات

وفقك الله إلى كل ما هو رائع كعادتنا معك دائما

وجعله فى ميزان حسناتك ولا حرمك الله الأجر

لكِ منى تحية معطرة بشذى الورد والريحان

قراءة نقدية لرواية القلق السري 191158740865
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27
أبو طربوش
عضو فعال
عضو فعال
أبو طربوش

ذكر
عدد الرسائل : 145
قراءة نقدية لرواية القلق السري 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : قراءة نقدية لرواية القلق السري 111010
العمل : قراءة نقدية لرواية القلق السري Unknow10
الحالة : قراءة نقدية لرواية القلق السري Glg10
نقاط : 6123
ترشيحات : 0
الأوســــــــــمة : قراءة نقدية لرواية القلق السري Awfeaa10

قراءة نقدية لرواية القلق السري Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة نقدية لرواية القلق السري   قراءة نقدية لرواية القلق السري I_icon_minitime28/2/2010, 19:38

شكرا لك



قراءة نقدية لرواية القلق السري Z13
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة نقدية لرواية القلق السري
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة نقدية في ديوان إبراهيم زولي الأخير
» قراءة نقدية فى ديوان : قربان لإله الحرب من كربلاء إلى قانا إلى القدس شعر حسن طلب "1- 2 "
» أنموذح لدراسة نقدية
» سرقة النسخة الأولى لرواية 'مئة عام من العزلة'
» رؤية نقدية في القصة الهندية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: