والتدريب العقلي يمثل الجزء الأساسي من إعداد اللاعب للوصول إلي المنافسات فهو يتضمن تصور الحركة وتسلسل المهارات والمواقف والأهداف في جميع أبعاد المنافسة من حكام وملعب وأدوات وأجهزة ويجب أن يمتلك اللاعب القدرة على تطبيق الخطط الموضوعية وتحليل أداء المنافس ، وترجع أهمية التدريب العقلي إلى أنه لا يقتصر استخدامه على الاشتراك في المنافسة الرياضية ولكن يستخدم في مجال الحركة بشكل عام وفي مراحل اكتساب المهارات الحركية ويؤدي دوراً هاماً في عملية التعلم لا تقل أهمية عن الإعداد للمنافسات ، كما يتضمن التدريب العقلي بعض المهارات النفسية كالتدريب الجيد على الاسترخاء ، التعرف على البروفيل الانفعالي للاعب ، التصور الحركي العقلي ، استرجاع النواحي الفنية للأداء ، استرجاع الخبرات الناجحة ، التدريب على تركيز الانتباه والتدريب على عزل التفكير فيما يختص بغير العملية التدريبية.
ويشير أسامة كامل راتب (1990م) إلي أن التدريب العقلي ذات تأثير واضح في التغلب على زيادة الاستثارة الانفعالية، وتحسين الأداء الحركي للرياضيين، ولا شك أن اللاعب الذي يتصور أدائه في مهارة معينة بصورة سليمة، سوف ينعكس ذلك في تحسين أداءه لهذه المهارة الحركية. ويضيف أن التدريب العقلي يساهم بدور إيجابي في تطوير الأداء البدني العضلي ومن ثم تطوير الأداء الرياضي الأمر الذي يساعد على أداء المهارات بشكل أكثر آلية أو انسيابية. فضلاً عن تقديم الاستجابات الذهنية على نحو سليم.
والتدريـب العقلـي هو جزء هام ومكمـل للتدريـب الحركي ويتضمن تعليم وتدريب المهارات النفسية أو العقلية أو المعرفية مثل تدريب الاسترخاء، التصور العقلي، الانتباه والإدراك وغير ذلك من التدريبات المرتبطة بالعلميات العقلية العليا والتي لا يؤدى فيها اللاعب غالباً أداء حركي عقلي، والتي تتضمن العديد من الطرق والوسائل لمحاولة التحكم في السلوك العقلي (المعرفي) والحركي للاعب والتي تسهم في التحكم في القلق والضغوط النفسية وكذلك مساعدته على سرعة تعلم واكتساب وإتقان المهارات الحركية وخطط اللعب المختلفة والإسهام في الإعداد النفسي والتعبئة النفسية للاعب قبل وأثناء وبعد المنافسات الرياضية.
والتدريب العقلي عامل هام في إكساب وتطوير المهارات الحركية، أو في مراحل التعلم الحركي المختلفة حيث أنه عند التصور العقلي لمهارة يحدث استثارة للعضلات المشاركة في هذه المهارة تؤدى إلي استثارة عصبية ضعيفة تكون كافية بحدوث التغذية الرجعية الحسية التي يمكن استخدامها عند محاولة الأداء في المرات التالية.
ويعتبر الاسترخاء من المهارات العقلية التي تلعب درواً هاماً في تحقيق الإنجازات الرياضية والتي تساعد اللاعب على التحكم وتوجيه استثارته خلال التدريب والمنافسة، حيث يلاحظ أن الكثير من الرياضيين يفشلون في تحقيق أفضل مستويات أدائهم بسبب التوتر العصبي والقلق الذي يصاحب الاشتراك في المنافسات الهامة، والذي يؤدى إلي تقلص عضلات الجسم كافة بدلاً من أن يحدث التقلص في العضلات المشتركة في أداء المهارة فقط. لذا فالاسترخاء هو مفتاح الوصول إلي أفضل طرق الأداء بما تسمح به أقصى حدود وقدرات اللاعب.
ويؤكد علي البيك وآخرون (1994م) أن برامج الاسترخاء يجب أن تستحوذ اهتمام القائمين بعلمية التعليم والتدريب حيث تعتبر من التمرينات الهامة التي تعمل على راحة العضلات التي يقع عليها الجهد الكبير أثناء الممارسة، كما أنها تلعب دوراً هاماً في تعلم المهارات الحركية خاصة التي تتطلب دقة في الحركة واقتصاد في الجهد بالإضافة إلى أنها تتيح الفرصة لاستغلال المتاح من الطاقة المبذولة أفضل استغلال.
والاسترخاء هو القاسم المشترك في جميع برامج التدريب العقلي والمدخل الأساسي للاسترجاع العقلي، وعادة ما يتم التأكيد على الوصول إلي مستوى من هذه المهارة قبل الدخول في أي من الأبعاد الأخرى للتدريب العقلي وعلى مدى إتقان هذه المهارة ويتوقف نجاح وفاعلية التدريب العقلي ، وتستخدم طرق متعددة للوصول إلي الاسترخاء ففي الوقت الذي يجد فيه البعض أن استخدام أسلوب الفرق بين الانقباض والانبساط هو الطريق للوصول إلي الاسترخاء العميق يرى البعض الآخر أنه يمكن الوصول إلي الدرجة المناسبة مباشرة دون تعرض اللاعب إلي طريقة الانقباض والتي قد تؤثر على التناغم العضلي.
ويذكـر محمد حسن علاوي (1996م) إلي أن التصور الحركي يلعب درواً هاماً في تنمية قدرات ومستوى الفرد الرياضي، وأن التصـور يحمـل طابعـاً مركبـاً ويشمل على مكونات وجدانية وأخرى حركية. من الضرورى الربط بين التصور البعدي والناحية التفكيرية الناتجة عن الشرح الشفهي للمهارة الحركية ومن الأهمية العمل على رفع مستوى التصور العقلي للوصول إلي التفوق الرياضي.
مما سبق تتضح أهمية التدريب العقلى
المصطلحات
التدريب العقلي:
عملية تكرار التصور الذاتي الإرادي لخط سير حركة رياضية معينة ويحتوي هذا التصور على عوامل الرؤية والإحساس بالحركة بالمكان وبالزمان أي كل ما يختص بالحركة.
الاسترخاء:
هو انسحاب متعمد ومؤقت من النشاط يسمح بإعادة الشحن والاستفادة الكاملة من الطاقات البدنية والعقلية والانفعالية.