فإذا اقتصرت إجراءات الإعداد الرياضي للاعب على تنمية قدراته المهارية والخططية والبدنية فقط فإنها بذلك تكون قد تعاملت مع تنظيمه البدني وجزء من تنظيمه المعرفي وتجاهلت جزء هام من التنظيم المعرفي كما تجاهلت أيضا التنظيم الانفعالى للاعب كاملاً بالرغم من أن الأداء الحركي الرياضي لا يصدر إلا من خلال تفاعل النظم الثلاثة الفرعية للشخصية الرياضية ( البدني – العقلي – الانفعالي ) .
وبالرغم من أن التدريب والمنافسات الرياضية التي يشترك فيها اللاعب هي مجال طبيعي لنمو وتطور دوافعه ومهاراته العقيلة وسماته الانفعالية المساهمة في ممارسته الرياضية إلا أن المخطط الواعي لبرامج إعداد الرياضيين هو الذي يضع الإعداد النفسي موضع التقدير والاحترام والاهتمام ومن ثم يكلف الاخصائى النفسي الرياضي بتحديد البرامج والإجراءات العملية التربوية الواجب تنفيذها خلال فترات الإعداد للرياضي لتنمية دوافعه الرياضية وتطوير مهاراته العقلية وسماته الانفعالية المطلوبة للممارسة الرياضية عامة ونوع النشاط الممارس خاصة وذلك بدلاً من ترك الصدفة والمواقف الرياضية العارضة أثناء التدريب والمنافسات لتنميتها وتطويرها .
من هذا المنطلق احتل الإعداد النفسي للرياضي مكانة هامة في إعداده إعداداً يؤهله تأهيلاً متكاملا لتحقيق النتائج الرياضية المرجوة حسب استعداداته وأقصى قدراته الشخصية .
ولقد حرصت الدول التي تسعى إلى تحقيق مراكز رياضية متقدمة في المحافل الدولية على تعيين اخصائى نفسي رياضي من أجل اختيار اللاعبين ذوى الاستعدادات النفسية المناسبة للنشاط وتحديد الأهداف المناسبة لهم في التدريب والمنافسات وتحديد الإجراءات التربوية الواجب إتباعها مع كل لاعب من أجل إعداده النفسي ليكتمل بذلك مثلث الإعداد للرياضي بدلاً من الوقوف عند حد تنمية قدراته البدنية والمهارية والخططية.
"ويتمثل الإعداد النفسي للرياضي في مجموعة الإجراءات العلمية التربوية المحددة سلفاً عن طريق الإخصائى النفسي الرياضي تبعاً للمتطلبات النفسية للممارسة الرياضية بصفة عامة والممارسة النوعية للنشاط الرياضي التخصصي من جهة واستعدادات الرياضي وبورفيلة النفسي من جهة أخرى وذلك بهدف تطوير دوافعه وتنمية مهاراته العقلية وسماته الانفعالية لتحمل الأعباء البدنية والنفسية للتدريب والتكيف مع ظروف التنافس من أجل استطاعه الرياضى تحقيق أفضل مستوى ممكن له من الانجاز الرياضي