حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19318 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: تدوين السنة في عصر التابعين بقلم العلامة علي جمعة 28/10/2009, 17:14 | |
| كان للتابعين دور بارز في تدوين السنة لايقل أهمية عن دور الصحابة رضي الله عنهم, فقد تلقي التابعون الرواية علي أيدي الصحابة الأجلاء, وحملوا عنهم الكثير من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم, وفهموا عنهم متي تكره كتابة الحديث, ومتي تباح, فقد تأسوا بالصحابة رضي الله عنهم, فمن الطبيعي أن تتفق آراء التابعين وآراء الصحابة حول تدوين وكتابة الحديث, ولذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة والصحف الجامعة للحديث الشريف التي اعتني بكتابتها أكابر التابعين.
ومن أشهر ما كتب في القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه الصنعاني( المتوفي سنة131 هـ) تلك الصحيفة التي رواها عن أبي هريرة رضي الله عنه, وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها, وقد طبعت عدة طبعات, منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزي طبعة مكتبة الخانجي(1406 هـ) ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في مسنده, كما نقل الإمام البخاري عددا كثيرا من أحاديثها في صحيحه, وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثا, ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية لأنها حجة قاطعة علي أن الحديث النبوي قد دون في عصر مبكر, وتصحح القول بأن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الهجري الثاني, وذلك أن هماما لقي أبا هريرة قبل وفاته, وقد توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة59 هـ, فمعني ذلك أن الوثيقة دونت في منتصف القرن الأول الهجري
وهذا سعيد بن جبير الأسدي( المتوفي سنة95 هـ) كان يكتب عن ابن عباس حتي تمتلئ صحفه, وكانت للحسن بن أبي الحسن البصري كتب يتعاهدها, فقد قال إن لنا كتبا كنا نتعاهدها وممن كتب في هذه الفترة التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي( المتوفي سنة103 هـ), فقد روي عنه أنه قال: هذا باب من الطلاق جسيم, إذا اعتدت المرأة وورثت.. ثم ساق فيه أحاديث.
ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين أهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها, منهم محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي( المتوفي سنة126 هـ) والذي كتب بعض أحاديث الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري, وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبي الزبير عن غير جابر, جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهاني( المتوفي سنة369 هـ) وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض(1417 هـ) وأيوب بن أبي تميمة السختياني( المتوفي سنة131 هـ) وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضي البصري( المتوفي سنة282 هـ) وهو مخطوط في المكتبة الظاهرية مجموع2/4 ويقع في خمس عشرة ورقة وغير هؤلاء كثير.
وهكذا شاعت الكتابة بين مختلف الطبقات في ذلك العصر, حتي إن الأمراء قد ظهرت عنايتهم بالكتابة, فهذا الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز( المتوفي سنة101 هـ) يروي عنه أبو قلابة قال: خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس, ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه, فقلت: يا أمير المؤمنين, ما هذا الكتاب؟ قال: حديث حدثني به عون بن عبد الله فأعجبني, فكتبته
ولم يعد أحد ينكر كتابة الحديث في أواخر القرن الأول الهجري وأوائل الثاني وعليه فقد نشطت الحركة العلمية وازداد التدوين والقراءة علي العلماء, ولكن ذلك كان بشكل فردي, ومع كثرة الكتابة في ذلك العصر إلا أنه قد ظهرت أمور أقلقت العلماء واستنفرتهم للحفاظ علي الحديث الشريف, فمن تلك الأمور المستجدة.
1 ـ ظهور الوضع بسبب الخلافات السياسية أو المذهبية, حتي إنه ظهرت أحاديث وروايات أنكرها كثير من المتخصصين في الحديث, أمثال الزهري( المتوفي سنة124 هـ) حيث يقول: لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حديثا ولا أذنت في كتابته, وعلي أثر ذلك اتجه العلماء إلي وضع علم يحفظ الرواية من التحريف أو الكذب, فاهتموا بتمييز الرجال, والحكم عليهم فكانت تلك بذور علم يسمي علم الجرح والتعديل.
2 ـ خشية ذهاب العلم بموت العلماء الحاملين لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم, وبذلك يضيع ميراث النبوة.
وتلك الأمور دفعت العلماء إلي خدمة السنة وكتابتها, حتي إن أولياء الأمر اتجهوا إلي تدوين السنة, فحمل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الأموي لواء ذلك الاتجاه, فكتب إلي عامله علي المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم( المتوفي سنة117 هـ) قال: اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم, فإني خشيت دروس العلم وذهابه وأمره في موطن آ خر بجمع رواية عمرة بنت عبد الرحمن الأنصاري( المتوفاة سنة98 هـ) وكانت خالة أبي بكر بن حزم, وقد نشأت في حجر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد شارك العلماء في تلك الخدمة مشاركة فعالة, فقام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري( المتوفي سنة124 هـ) بجمع السنن بأمر من عمر بن عبد العزيز, وقد وصلت تلك الصحف التي جمعها ابن شهاب لعمر بن عبد العزيز قال ابن شهاب: أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن, فكتبناها دفترا دفترا فبعث إلي كل أرض له عليها سلطان دفترا.
ولكن لم يكتب لعمر بن عبد العزيز رؤية ثمار دعوته تلك كاملة فقد توفي قبل إتمام ذلك الأمر.
|
|
أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37122 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: تدوين السنة في عصر التابعين بقلم العلامة علي جمعة 29/10/2009, 10:21 | |
| بارك الله فيك وفي العلامة د علي جمعه |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13230 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| |
هاجر رأفت الجندى مشرفة
عدد الرسائل : 567 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6921 ترشيحات : 1
| موضوع: رد: تدوين السنة في عصر التابعين بقلم العلامة علي جمعة 20/2/2010, 09:04 | |
| |
|