الأدب
عرف المصريون القدماء أنواعاً مختلفة من الأدب منذ أقدم العصور ، ففي مصر القديمة كانت هناك القصص التي رواها قدماء المصريين للتسلية أو لإيصال مضمون وجوهر رسالة أو حكمة أخلاقية . وكانت أقدم القصص و أحبها لدى المصريين " قصة سنوحي".وكانت السير الذاتية أقدم أشكال الأدب المصري القديم ، وهناك الكثير من الأمثلة التي تتمتع بالجودة العالية ، ومن تلك السير السيرة الذاتية للمسئول " ويني " والتي جاءت من مصلى مقبرته في " أبيدوس" .
وبدأت مع نهاية الأسرة الخامسة تظهر نصوص دينية طويلة تعرف "بمتون الأهرام" وقد شوهدت أول الأمر في هرم الملك أوناس بمنطقة سقارة.
كذلك فقد كان هناك الأدب الجنائزي الذي يتحدث عما يجده المتوفي خلال رحتله في العالم الآخر.
أما الاسكندرية فكانت تعد مركزا للأدب الإغريقي في العصر الهيلنستي ، ويعتبر "كاليماخوس" أبرز شعراء الاسكندرية . وكان الشعر القصصي والمرثيات والشعر الغنائي والمقطوعات القصيرة من أحب ألوان الشعر إلى قلوب السكندريين ، وكان هذا الشعر ذو طابع إغريقي ، واستمد بعضه من الفنون القديمة والبعض الأخر من خيالات المعاصرين.
أما الأدب القبطي فقد تأثر كثيرا بالأدب اليوناني ، حتى اضطر كثير من الأدباء إلى الكتابة باللغة اليونانية المنتشرة في العالم وقتذاك وترجمت كتاباتهم إلى القبطية.
ومن أمثلة الأدب القبطي كتابات الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس ، وخطب ومواعظ الأنبا شنودة . وتعتبر ترجمة الكتاب المقدس أهم إنتاج أدبي لأقباط مصر.
ومع انتشار الإسلام ازدهر الأدب الإسلامي ، وبلغ أوج ازدهاره في القرن الثامن الهجري – 14م مع نشوء مدرسة الموسوعات المصرية مثل مؤلف النويري "نهاية الارب فب فنون الادب".
وفي العصر الفاطمي أزدهرت الحركة الأدبية ، وساعد على ذلك اهتمام الفاطميين بأمر المكتبات والكتب . وقد اهتم الفاطميين بالشعر والخطابة ومن أكثر شعرائهم شهرة " إبن هانئ الأندلسي".
وفي العصر المملوكي نشأت مدرسة مصرية اختصت بتأليف الموسوعات في شتى النواحي الأدبية والسياسية. وإزدهر النثر الفني والشعر ، كذلك المناظرات الأدبية والشعرية المختلفة ، و أشهر الأدباء في العصر المملوكي الأديب " ابن عبد الظاهر."
أما في العصر الحديث فقد ازدهر الأدب القصصي من رواية وقصة قصيرة بشكل كبير ، وامتلأت ساحة الأدب بالعديد من الأدباء والمفكرين الذين نالوا شهرة عالمية واسعة ، و من اشهر هؤلاء الأدباء : الكاتب الروائي نجيب محفوظ والذي حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.
كذلك يعد توفيق الحكيم أحد رواد الرواية العربية والكتابة المسرحية في العصر الحديث ، وقد امتد تأثيره لأجيال كثيره متعاقبة من الأدباء والمبدعين ومن مؤلفاته : "أهل الكهف" ، "عودة الروح" ،" إيزيس" ، " الأيدي الناعمة" .
ومن اشهر كتاب القصة والرواية في مصر كذلك الكاتب إحسان عبد القدوس ، وقد قدمت أعماله في السينما والتلفزيون والمسرح . ومن مؤلفاته :" لاتطفئ الشمس" ، في بيتنا رجل" ، " الخيط الرفيع " ، الوسادة الخالية" ، " أبي فوق الشجرة".
أما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، فقد ساهم بالعديد من الاسهامات البارزة التي أثرت الساحة الأدبية في مصر بشكل كبير ، فقد عاش يحاضر ويكتب النقد والوصف والتراجم والمقالة والقصة ، وهو صاحب مدرسة ومنهج في النقد خاصة . وفي أدبه نوافذ على الآداب العالمية وخاصة اليوناني والفرنسي. ومن مؤلفاته:" الأيام" ، " دعاء الكروان" ، "حديث الأربعاء" ، " المعذبون في الأرض" .
كذلك اشتهر العقاد بكتب السير والتراجم.
وتلت هؤلاء أجيال متعاقبة من المبدعين والأدباء في كل فنون الأدب في مصر.
ولا يزال عطاء مصر الأدبي مستمر عبر الأجيال.