ديوان الشاعر الشريف حسن الغالبى

{ الفراشة }

العشق في قلب الفراشة لا ينام
والضوء يقـتـل دون عمد
ومن الحـب ما قـتـل
والحكم في نفـس القضية
قد يطـول لألف جلسة ووعـد
وقد يحتار من قضى فيها
نظـير نشـوتها الغبـية
عند لقياها بما تهوى تموت
وكأنها من شــدة حبهـا تنتحــر
أخـبريني يا عـيـون الليــل
عن عشق الفـراشـة
للضياء وللزهور وللبهاء
يا نسيم الفجر..يا قطر الندى
هــل تقـابـلتـــا بــوردة .؟
وكيف كان اللقاء.؟
نسائم عطرية ندية مبهجة
تعطّر كل مرّار بتياك المعاني
والأماكـن تـنـشر البـشـر
بذيـــاك اللقـــاء
أخبريني يا سنيّ الجدب
في أرضي عن المزن الهطـول
كيــف كـــان الشـــوق
في فرح اللقاء .؟
الأرض تهـتـز نشـوة
وتربو بعد هطول المطر
وتنبت من كـل زوج بهـيــج
هذا هو الحب الذي ينجب الفرح
ويسعـد من حــوله من بشر
وأنت تحـترقين من حب.!
ولا تحصدين دون سأم
ولا ملل ولا ندم
بعـض النـاس يحـترقــون
لا يجنون غير القهر والحسرات
وآخرون يمارسون الحب
لتـأكـيـــد الأنــا
وبعـض شـعــور بنقـص
والبعض تسلية وعادة بذيئة
ولا يفقهون معاني الحب
وآداب العـواطــف
والإصرار في الإيثار والرحمة
آمنت بالله الذي له في خلقه شؤون .

الطائف 8 / 1 / 1430هـ
5 – 1 – 2009
من الديوان العاشر { مسارات صبابية }

{ الطـائف }

يا جارة الشمس
كيـف الغيم والمـطــر
كيف الربيع الطلق والأزهار
كيـف عـطــر الــورد
كيف شهي الثمار
كانت لنا فيك ملحمة
تفاصيلها النابهات مذهلة
وأحداثهـا تحتمي بالذاكـرة
محبوبة الورد وأشهى ثمار
وكل ذكـرى بدمي غـارقة
الغيم يمنحك تميزا لبقا
أسموك دلّوعة الغيم
طابت لك تسمية
وطبت لنا
فأنت من القريتين
وفي القـرآن الكـريم
أنت القرية الثانية الأخرى
وقبلا أسمـوك بستان مكة
لحسن عطاء الجوار
ولاق عليك الاسم
وطابق الواقع
واليوم داهمك التّصحّر
والتمادي في التّراجع والتّأخّر
وكأن قـتـل البسـاتين
عنوان التّحضّر
لله يا أنت شكوى الحال
فديمومة الحـال من المحال
لعل البساتين تهدي ثمارا
وظلا وبهجة
ويحصر مــد المباني
على وجهها الثري الخصوبة
ليعود رقص العصافير
على الأغصان
وتغريدها الموحي
بالأجمل ، الأكمل ، الأمثل
ويعود بستان مكة
لاسمه الأول
ونحظى بحلو الثمار
ولطف العصاري والأماسي
وهمس النسيم العليل
وضوء القمر
وتسعد محبوبتي الأحلى
بوارف الظلال وأشهى الثمار

الطائف 9 / 8 / 1431هـ
20- 7 – 2010

أيها البحر .. يا ملاذي سلام
لك مني ..
معطّـر بالوفاء
وحنين لذكريات خوال
كبريق النجوم عـبر السمـاء
أنا يا بحر ..
ذاب قلبي اشتياقاً
للصبا ..
وزاد استيائي
كم لهونا على الشواطئ تيهاً
في أصيل بلونه الكستنائي
وضحكنا بلا حدود بليل
كل ما فيه ..
يستحق ثنائي
ولعبنا وفي الضلوع بقايا
لضمير ..
يمده كبريائي
وعزفنا عن الدناءات طهراً
رغم ما في العزوف
من وطيس البلاء

جدة 14 / 1 / 1388هـ

{ اختراق }

هاهم خفافيش الظلام
بأمتي يترصدون ويحلمون
ويوهمون ويوقعون وينجحون
يخترقون الموانع والحصون
يتواصـلون بمـن يشتهـون
ويأخذون الذي يرغبون
ويحـترفون مهارة التخفي
وكل الذي لدينا لديهـم به عـلم
حتى أدق التفاصـيل عنهـا يذودون
ولا يسأمون ولا يهمدون ولا يرعوون
وينشرون الشائعات لكي يثيرون الفتن
ونحن ما زلنا نمارس حسن النوايا
وهذا ليس عيبا لكن مع الوعي
قد تستقيم لنا المعادلة الذكية
ونحفظ بقايا ماء الوجوه
وتستقيـم لنا الحياة المشتهـاة
بالوعي والمثابرة الذكية والتوكل
ونبذ التراخي بجد في ممارسة العمل
نكون وضعنا اليد الفاحصة على الداء
ليسهل الشفاء بوصفة ناجعة للدواء
ونكـون الأحـق بانـتـزاع الثـقـة
ونرسم الطريق لقدوة حسنة
وحياة وضاءة بالبشر
والأمل المدعّم بجد العمل
بثقاة أكبر همهم رفعة الوطـن
وإسعاد المواطن والمقيم والزائر
والوافد عطفا على ابن السبيل
وقطع الطريق على العابثين
بمقدرات الناس والوطـن
وكبـح جمـاح الغـرور
في غمرة الأفـراح بالنجاح
وتوطـين الكفــاءة في المواطـن
توطيناً يليق بما نأمل من طموح
يرقِّي مكانة المواطن والوطن
ويستفز فينا التنافس الحسن
مكامن الإبداع والإجادة
فخير الناس أخيرهم لبعض
ما كل سائر على الدرب يصل
لكنها الحياة تتطلب الجد والمكابدة
نسأل الله لنا الهـداية والرشـاد
وأن يجنبنا دروب الخائبين
ويصلح فاقد الصواب
ويهدي من يحيد عن الطريق
ويديم لنا شأن أمتنا مهابة الجانب .

23 / 5 / 1431هـ
2010- 05- 07
من مجموعتي الحادية عشر { أفكار أشعار }

{ لاهيـة }

أنا وله وأنت لاهية
كل هذا الحشد من ولهي
كريات الدم البيضاء والحمراء
والأمعاء ، والأعضاء ، والأشلاء
يحترفون في إيوانك المفتون بالأجمل
وأنت الغـاية المرجوة ، الأمثل
ودرب ينتهي للقصد مقبول
ولو قد طال أو وعرا
وأنت لاهية بما لديك من ترف
وما لديك من قيم وأحوال وأثمان
كأن الأمر لا يعنيك إطـلاقا
ولا يرقى لحد الاهتمام
وأنا كيان نال منه الانفعال
وحفّزته المغـريات الناعمات
وناوأته النائبات الكائدات
ولم أعد أقوى العراك
ولا التنازل عن بقـاياي
وليس عندي ما أساومك عليه
ولا التخـلي عن الكرامة
ولا التخلي عن هواك
ولا التخلي عن إذابتك بكلي
وارتقائك نحو حبي واشتياقي والوله
سترين أني أخاف عليك منك
وأحميك من كل خوف
ومن معاناة تذوقت فيها المرار
وأزرع دربك بالورد والفل والفرح
وأرسـم إيوانك اللازوردي
بين الأمان وبين الحنان
وخلف ضلوعي التي تشتهيك
وفي نن عيني تفاصيلنا السالفات
وما تشتهـين يكون لديك
وما تطلبـين مجـاب
مهم أرى فيك ما أشتهي
وأسمع عنك الذي في الأنام يسر
وألقى لديك الصفات الحميدة
وما يشرح الصدر والخاطر
ويبهج من يحتـويك
تذودين بالمنطق المنتقى الأمثل
وتستحوذين على ما يسر الصديق
ويغبن المصطاد بالماء العكر
ويخـذل المتربصين
ويحمي حمـاك المصـون
ويرقى إلى الطهر والدرجات العلا .

الطائف 19 / 12 / 1426 هـ
2006-01-19

من مجموعتي الثامنة { إنطباعات ملونة }

{ يا ليل }

يا ليـل كـم
في ثناياك منعما
مترفا مستأنس السمر
يراك تمر بخطو سريع
ويرقب عودتك الناعمة
ليزداد من لهوه فيك
ويأنس بالهبات
التي تبذل
وكم فيك من
مجهد يفرغ فيك
عناء نهار النصب
وكم فيك مستاء
يعاقر الأرق
ولا يغفو
وكم فيك من
يعتصره شديد الألم
يحاول إغماض جفنيه
ليرتاح من شِـدَّتِهِ
ولا يستريح
ولا يغفو
وتبقى طويلا
مملا ومضن عليه
وكم فيك من النقائض
وتلون شتى الغير
وبعض العبر
وأنت أنت
الله يولج النهار
في ردائك السميك
ويولجك الوضوح المبين
وترقب عودتك الخفافيش
كي تستعيد الحراك
ويرقبك التّخفّي
لا عليك
فأنت من آيات
رب الخلق العظيم
لتكون للخائفـين ملاذا
كما تكون للمتعبين سكن
وتكون للمتأمّل الرفيق
ومن الضجيج مهربا
وللحبيبين مسامرا
ونصف الحياة
بدونك تختل الحياة
وتبقى عذابا على المتعبين

الطائف 4 / 11 / 1431هـ
11 – 10 – 2010 م
من مجموعتي الحادية عشر { أفكار أشعار }

{ أراذل الناس }

أراذل الناس
لا قاموا ولا قعدوا
ولا استقام لهم ما بيننا
حال ، ولا مال ، ولا أثر
البعد عن إفكهم مطلب
يشفي من السقم
ويرض الله
دأبوا على الغدر
والتلفيـق ، والكـذب
وبالنميمة يخترقون أفئدة
ويحسنون الصيد المحـرم
والسباحـة في المياه الآسنة
يضمرون الدس والمؤامرة
يغتر فيهم من يخالطهم
بحسن النوايا الطيبة
ليخرج مخذولا
مشوه الأفعال والصفات
أضـر من أشـرس الأوبئـة
وأخطر من شر الشقاء
وبأعظم الذنوب
يشفيهم الله ويمنعنا أذاهم
وينصر المتضررين الغافلين
حمانا الله ما حملوا سفاحاً
وما نقلوا افتراءً
وما حاكوا بأحقاد ولاكوا
وما هتكوا من الأستار غدرا
وما أضمروا من شرور
ونوايا مظلمات

الطائف 8 / 6 / 1430هـ
1 – 6 – 2009 م
من مجموعتي الحادية عشر { أفكار أشعار }

{ من تكون }

من تكون حبيبتي .؟
حبيبات كثيرات ومختلفات
حبيبتي أمي وحبيبتي رغبة وثالثة
هي الكلمة توجه لي طيبة
ورابعة في خيالي
وخامسة مع الأحلام تأتيني
وسادسة قيدتني تفاصيلها الآسرة
وسابعة أقسمت أن تقاطعني
وثامنة قوية مستفزة
وتاسعة تباغتني شقاوتها
وتشقيني بتسويف مطلٍ معتبر
وأنت أخذت من كل نوع برعما
كما أخذت من كل لحـن نغـم
أحتاج بعضا من الوقت
كي أسـتعيـد قـواي
وأحتمل الصبر
والصبر مني بعيد
وبعدك يا أنت قاس عنيد
فلا ترهقيني بطول البعاد العتيد
وصبري ما زال غر وليد
يغتاله شوقي إليك
ولهفتي حارقة
وحبك يسلبني قناعاتي
يعطّل كل توجيه من العقل سليم
وكل موعظة تُهْدَى إليّ جميلة حسنة
فكوني معي في سلمي وحربي
وعبر تداعياتي المرهفة
وفي كل حال
تكونين فيه معي أنت
يبقى بعرفي معك خير حال
ويغرق غيري في جواب السؤال
أراهن أن تدهشي بانفعال
يباغت حلو الخصال
على أي حال
تبهجك نكهة الاحتفال
وترسم في تلافيف ذهنك
ذكرى تهزم النسيان والانفصال
وتسعدك انطباعاتي المفعمة
ويجهدك البعد إذا بعدت
على أي حال

الطائف 22 / 6 / 1430هـ
15 – 6 – 2009 م
من مجموعتي الحادية عشر { أفكار أشعار }

{ لا أبالي إن ذممت وإن مدحت }

أفتـدي أهـلي

وجيراني وضيفي والحقيقة

بنفيس وأثير وعزيز عند نفسي

بأحاسيس مؤصّلة وثيقة

وعطـاء مستمر

وصفاء لا تعطله المصـالح

وأجوب الأرض بحثـاً عن معاني

تخدم الأنقى وتجتنب المدائح

ويقيني بالإلـه يقيني

لا أبالي إن ذُممتُ وإن مُدحتُ

وإن رُسمتْ لي الصور المغيبة الحقيقة

ولا أتسول الإعلام والشهرة

ولا أسعى إلى ناشـر

وأسفه من تولى غـير نادم

ولا أتسلّق بالنفـاق وبالتملّـق

ولا أذم ولا آت المـديح

ولا أتتبّـع العورات

والأسرار عندي في الغياهب

والأمانات التي تبرّأت منها الجبال

أخافها خـوفاً شـديدا

وأبـرأ منهــا

لله درك يا خوفي ويا قلقي

من الشوائب والشبهات والنقص

وأسأل الله يحميني من النفس

والنـزوات ، والرغبات

في بلادي قيم ، وأخلاق ، ودين

ما كل من أمن العقاب فيها أساء الأدب

وليس للإنسـان إلا ما سعى

وللأيام أفعـال وأدوار

وبلادي قبلة الأرض ونبراسها

ومكة المكرمة سيدة العواصم والديار

وطيبة المهجـر سيدة المدائن

وأهل الحجـاز الثقاة

ومن حولهم من جميع الـديار

يحبون من كان في قلبه الحب والمرحمة

ويبتهجون من مقدم الضيف

والجار أولى من الأخ

والحب يستوعب الناس أجمع

عار على سكان مكة إن لم يكونوا

القـدوة المحمودة الحسنة

والمسلم للخير أقرب

بالرغم من معضـلات الحياة

يكون للإسـلام روافـد وحدود

ووعد الرسول عليه وآله وصحابته الكرام

أفضل الصلاة والبركات والسلام

بأن أمته إلى الخـير أقرب

يُطمئِنُ من به ريبة

يحمّسنا التفاؤل دونما ملل

ويشعل فينا فتيل التطلع والأمل

ويذكي طموحاتنا للتصدي والعمل

ويجعلنا الأفضل بين مختلف الملل

ويحفّز الإبـداع في أدائنا

بلا تخوّف أو كسل

يحز في النفس تجاهل الجهود

لمن كان مرؤوساً لناكر جحود

ومن يُصادرُ جهده تعس

يركن للركود

وتهدر طاقة الإنتاج فيه

والخاسر الوحيد هو الوطـن

ويستفيد ذلك البليد

ويحتمي بمركزه .

الطائف 15 / 1 / 1426 هـ
24 / 2 / 2005 م
من الديوان الثامن { إنطباعات ملوّنة }

{ آمنون }

آمنون ..آمنون

برغم أنف الحاقدين

فالأمن والإيمان مرتبطان

بهـذه الأرض الأبية

وبأهلها الطيبين

أرضي حباها الله أطهر

بيت وضع للناس مثابة وأمنا

وأشرف خلق الله منها

عليه صلوات الله

وفيها الخير لطالبه متاحا

يضاعف فيها الأجر أضعافا

بشرع الله جميعا نحتكم

وعلى هديه نسير

ولربنا عبّاد مخلصون

نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا

ونحتفي بالضيف إكراما

والجار أقرب من أخ

والحقد ليس له بيننا مكان

نحب في الله وندعو إليه بالحكمة

ونحمي حمى الدار والجار

وأرضنا قبلة الأرض

وأسلافنا جاهدوا في سبيل الله

ولم يثنيهم في الحق ضعف ولا قلة

ونحن امتدادا لموروث حسن

خلق الإسلام قوّمنا

فاستقامت لنا الدنيا إلى الآخرة

ونحمد الله أن جعـلنا من المسلمين

22 / 12 / 1431هـ

18 – 11 – 2010 م

من مجموعتي الحادية عشر ( أفكار أشعار }

» ديوان الوتر الحزين .. الشاعر الشريف على طلعت
» ديوان الشاعر محمد عبد القوى حسن
» ديوان الشاعر أبو العلاء حرز
» ديوان الشاعر ابن سينا
» ديوان الشاعر عادل المرسى