تعتبر مصر من أحسن أجواء العالم في تدريب الطيران لصفاء سمائها معظم أيام السنة و قلة السحب و التقلبات الجوية العتيقة بها , علاوة على أرضها المنبسطة الخالية من الهضاب و المرتفعات في معظم أجزائها , مما يجعل تدريب الطيران فيها مأمونا و مستمرا معظم أيام السنة .
مهرجان عام 1910
أقامت مصر مهرجان جوى أسبوع الطيران العالمي دعت إليه الطيارين الأوائل من دول أوربا و خصصت جوائز قيمة لمختلف المسابقات و قد سجل الطيار الفرنسي لوبلون مسافة 5 كيلو مترات في مدة 4 دقائق و انيتين محطما الرقم القياسي العالمي السابق لسرعة الطيران و انتهى مهرجان أسبوع الطيران العالمي بنجاح و تحدت عنه صحف العالم و أشادت بجو مصر الساحر الذي كان العامل الأول في نجاح المهرجان
الطيارين الأوائل
شجع هذا المهرجان بعض شبان مصر المثقفين في تعلم الطيران أثناء و جودهم في الخارج للدراسة منهم عبد الرحيم مصطفى عام 1912 و من بعده حسن أنيس عام 1925 .
الطيار محمد صدقي
ترك وظيفته في بنك مصر و سافر إلى ألمانيا و تعلم الطيران و اتقنه و طائرة صغيرة سماها فائزة و عقد العزم على العودة بها طائرا من ألمانيا إلى مصر .
و في 26 يناير سنة 1930 وصل البطل بطائرته الصغيرة 40 حصانا في سماء مصر بعد أن تغلب على كل الصعوبات الجوية التي قابلته في طريق العودة و نزل في مطار مصر الجديدة ( قيادة القوات الجوية حاليا) و استقبل استقبالا عظيما رسميا و شعبيا و أقيمت له العديد من حفلات التكريم
شركة الخطوط الجوية المصرية
و في نفس العام انشأ طلعت حرب شركة الخطوط الهوائية المصرية و ساهمت فيها شركة – اير ورك البريطانية بنسبة 35 % من رأسمال الشركة للإفادة من خبرتها الفنية فاشترت
ثلاث طائرات صغيرة من طراز موث و بدأت عملها من كشك خشبي صغير حوله ارض ممهدة مكان مطار الماظه و كانت ثمن الرحلة 25 قرشا و مدتها 5 دقائق , و قد كان الإقبال شديدا على هذه الرحلات التي كانت تطير معظم وقت النهار محققه طيران ما يزيد عن 400 شخص يوميا .
مدارس الطيران
يعد هذه الرحلات ايدى الكثير من الشباب رغبتهم في تعلم الطيران فأنشئت عام 1932 مدرسة في كل من الدخيله و بورسعيد علاوة على الماطة و حصل المصريين على إجازة الطيران .
أول شبكة خطوط جوية
أنشأت أول شبكة من الخطوط الجوية داخل مصر في أغسطس 1933 من القاهرة إلى الإسكندرية إلى مرسى مطروح شمالا و من القاهرة إلى أسيوط إلى الأقصر جنوبا و بعدها امتدت إلى اللد و حيفا في فلسطين مستخدمة في ذلك طائرتان من طراز دراجون 84 .
و مصرت الشركة بعد الحرب العالمية الثانية تحت اسم شركة مصر للطيران بعد أن تمكنت الشركة من الاعتماد على نفسها و أصبح العاملون فيها من طيارين و مهندسين و فنيين اغلبهم مصريين و بدأت الشركة بعد الحرب تمد خطوطها عبر دول أوروبا و أسيا و أفريقيا عاملة على تطوير أسطولها الجوى بما يتمشى مع ما تستخدمة شركات خطوط الدول الأخرى من طائرات حديثة .
الفتاه المصرية و الطيران
لم تكن الفتاه المصرية في ذلك الوقت اقل شجاعة من الفتى المصري و تقدمت الفتاه لطيفه النادي لتعلم الطيران و كانت أول من حصل من الجنس الناعم على إجازة الطيران في مصر و فتحت بذلك بابا جديدا و صلته من بعدها كثيرا من الفتيات الأبطال مثل زهره رجب و نفيسه الشعراوى و لندا مسعود و عايدة تكلا و عزيزة محرم و لم يقتصر الأمر على تعلم الطيران فقد احتراف بعضهم هذه المهنه فعملت لندا مسعود فتره طويلة مدرسة طيران و من بعدها عزيزة محرم التي وصلت إلى منصب كبير المعلمين ثن قائدة للمعهد و يحل سجل طيرانها الآلاف من ساعات الطيران و قد تخرجت على يديها الكثير من الطيارين الذين يعملون في شركات طيران الدول العربية .
مدرسة الطيران الأهلية
أنشاها الطيار محمود سمهان و اخرون و بدا العمل فيها باستخدام ثلاث طائرات اوستر 5 مجددة من مخلفات جيوش الحلفاء نشاط المدرسة مدة غير قصيرة تخرجت فيها عدد غير قليل من الطيارين الأكفاء و قد توقف العمل بها بعد أن توقفت الدولة عن مد يد المساعدة لها و تشجيعها .
معهد مصر للطيران
و هو يتبع شركة مصر للطيران التي سميت بعد ذلك شركة مصر للطيران العربية و تعرف حاليا باسم مؤسسة مصر للطيران و قد تخرج من هذا المعهد الغالبية الكبرى من الطيارين العرب الذين على خطوط شركات الدول العربية .
معهد تدريب الطيران المدني
انشأ في عام 1960 – بالاتفاق مع منظمة الطيران المدني لتدريب أبناء مصر و بلاد الشرق العربي و الدول الصديقة في أسيا و أفريقيا – على النواحي العلمية و الفنية للطيران و تشمل
1- مراقبة الحركة الجوية .
2- عمليات اللاسلكي
3- صيانة اللاسلكي
4- صيانة المساعدات الملاحية
5- صيانة الرادار
6- صيانة الآلات الكاتبة المبرقة
7- هندسة صيانة الطائرات .
و يشترط أن يكون الدارس حاصلا على شهادة الدراسة الثانوية العامة / القسم العلمي أو ما يعادلها و إن يرشح عن طريق حكومته أو أحدى هيئات الطيران المدني – أو من المتعاقدين على العمل في مؤسسة الطيران العربية – هذا إلى جانب بعض موظفي مصلحة الطيران المدني الذين تطلب المصلحة إلى المعهد تدريبهم في مختلف النواحي الفنية
الطيران الشراعي
بدا الطيران الشراعي في مصر سنة 1933 في مطار الماطة ثم انتقل بعد ذلك إلى مطار مصر الجديدة و كانت الطائرات يملكها بعض الطيارين الموسرين من الطبقة الارستقراطيه في مصر و يمارسون هذه الرياضة على حسابهم الخاص.
و في عام 1949 اشترى نادى الطيران المصري – بعض الطيران – و اخذ على عاتقة نشر هذه الهواية في أضيق الحدود – و بعد الثورة تضاعفت الاعانه الممنوحة لنادى الطيران كما اعتمدت له أعانه خاصة لإنشاء نادى طيران شراعي أخر بمطار الدخيلة بالاسكندرية و ذلك في أوائل عام 1954 – و أصبح التدريب في هذه النوادي نظير رسوم بسيطة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الشباب لتعلم الطيران .